
تراثنا
|
صاحب
الامتیاز
مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
لإحياء التراث
المدير المسؤول :
السيّد جواد
الشهرستاني
|
العدد
الثالث [١٣٧]
|
السنـة الخامسة والثلاثون
|
محتـويات العـدد
*
كلمة العدد :
*
(تُراثُنا) عُقود من العَطاء
............................................................... هيئة
التحرير ٧
* النعماني ومصادر
الغيبة (١١).
........................................... السيّد
محمّد جواد الشبيري الزنجاني ٩
* ما وصل إلينا من
كتاب الآل.
............................................. الشيخ
عبد الحليم عوض الحلّي ٣٧
* الإجازة بين الماضي
والحاضر.
.......................................................... حميد
مجيد هدّو ٩٢
محرّم
ـ ربيع الأوّل
|
١٤٤٠ هـ
|
* التراث المتبقّى من شريف العلماء.
.......................................... الشيخ
حسين حلبيّان الأصفهاني ١٠٢
* تاريخ وفيات علماء
الشيعة.
....................................... الشيخ
ناصر الدين الأنصاري القمّي ١٦٥
* من ذخائر التراث :
*
حكومة الفكر الحرّ في مخاصمة الغنى والفقر.
.......................................... تحقيق
: د. علي عبَّاس الأعرجي ٢٠٩
* من أنباء التراث.
........................................................... هيئة
التحرير ٣٠٩
*
صورة الغلاف : نموذج من نسخة (حكومة الفكر الحر فِي مخاصمة الغنى والفقر للشيخ محمّد
رضا الغراوي (١٣٠٣هـ ـ ١٣٨٥هـ)) والمنشورة في هذا العدد.

كلمة العـدد :
(تُراثُنا)
عُقود من العَطاء
هيئة التحرير
بسم الله الرحمن
الرحيم
تُراثُنا خمسة وثلاثون عاماً من العطاء ،
ترجمة لأهداف أطلقتها (مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
لإحياء التراث) منذ بداية عملها ، مجلّة تُعنى بشؤون المخطوطات والدراسات التراثية
والموروث الذي جاءت به مدرسة آل البيت عليهمالسلام
خدمة للثوابت والبُنى الفكرية لتلك المدرسة ، ففي عام (١٤٠٣ هـ) بادر سماحة حجّة الإسلام
والمسلمين السيّد جواد الشهرستاني إلى تأسيس (مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث) لتتصدى
إلى تحقيق عيون التراث الإمامي ، وكان لمؤسّسها دوراً فاعلاً في إحياء هذا الصرح العلمي
ببركة جهوده وآرائه وأفكاره وشخصيته المتميّزة ، وفي أوائل عام (١٤٠٥ هـ)
تبلورت فكرة تأسيس مجلّة
تُعنى بالتراث الإمامي ، فكانت أوّل مجلّة في حينها تصدر باللغة العربية تتناول قضايا
المخطوطات والدراسات التراثية في مدرسة آل البيت عليهمالسلام
، وقد استطاعت الصفوة أن تتناول من خلالها كلّ جديد حول التراث الإسلامي ، وما تتوصل
إليه الأبحاث في هذا المجال ، فتُسلّط الضوء على مضمونه وتؤشّر إلى مصادره لتضعه أمام
أنظار الباحثين وأهل الاختصاص ، إنطلاقاً من رؤيتها في الحرص على إحياء هذا التراث
وتقديم نفائسه في شتّى مجالات العلوم التي عالجها وأسّس لها وتحدّث بها أعلام
الفكر الإسلامي في مدرسة آل البيت عليهمالسلام
منذ قرون.
تُراثُنا تعنى بنشر تراث المدرسة الإمامية
من خلال تحقيق ودراسة الكمّ الهائل المتبقّي من هذا التراث ـ خصوصاً في المكتبة العربية
ـ بالرغم من شدّة المحن التي مرّت على هذا التراث طِوال الحقب التاريخية ، وبالرغم
من محاولات كلّ من ساهم في طمس ذكر أهل البيت عليهمالسلام
وفضائلهم وعلومهم ، فبالرغم من ذلك فقد شاع وذاع من الأخبار عنهم عليهمالسلام ومن الإذعان بفضلهم
والاعتراف بحقّهم ما ملأ الكتب ، فكانت المجلّة إحدى القنوات التي ساهمت في رفد المكتبة
العربية بهذا التراث من خلال الدراسات والبحوث والتحقيقات العلمية على مدى أكثر من
خمسة وثلاثين عاماً من الزمن ولا زالت المجلّة على نهجها في خدمة هذا التراث.
النعماني ومصادر
الغيبة
(١١)
|
|
السيّد محمّد جواد
الشبيري الزنجاني
بسم الله الرحمن
الرحيم
تنويه :
لقد تناولنا في الحلقات السابقة دراسة تفصيلية
حول كتاب الغيبة للنعماني وسيرة حياة المؤلّف وتأليفاته ونسبتها إلى النعماني وعصر
الغيبة والشبهات التي تدور حولها ، وفيما يلي سنواصل الحديث حول الوزير المغربي وآرائه
التفسيرية بالتفصيل لنقوم من خلالها بالبحث في منهجه التفسيري ، لننتقل بعد ذلك إلى
الحديث عن نجله (أبو يحيى عبد الحميد بن الحسين) وأشعاره ، ثمّ نختم البحث بشأن أسرة
أبي عبد الله النعماني بذكر بعض أرحام الوزير المغربي.
__________________
جولة في المنهج التفسيري
للوزير المغربي
من خلال قراءتنا للموارد التفسيرية الآنفة
تتّضح لنا أمورٌ عديدةٌ بشأن الأسلوب التفسيري المتّبع عند الوزير المغربي ، وفيما
يلي نشير إلى هذه الموارد :
١ ـ يتمتّع الوزير المغربي باستقلالية في
الإبداع بعيداً عن التقليد ، حتّى أنّه يطرح أحياناً آراء لم يسبقه أحد في طرحها ،
من باب المثال أنّه فسّر الصلاة الوسطى في المورد الحادي عشر بصلاة الجماعة ، ويبدو
هذا الرأي للوهلة الأولى غريباً إلاّ أنّنا عندما نطالع التوجيه الذي يسوقه لذلك تزول
غرابته بحيث يمكن القول بأنّه تفسير وجيه ومعقول ، فقد قال الوزير المغربي إنّ «المعنيّ
فيها صلاة الجماعة ؛ لأنّ الوسط العدل فلمّا كانت صلاة الجماعة أفضلها خصّت بالذكر»
، ومن هنا يمكن حمل (الصلاة الوسطى) على صلاة الجماعة.
وبغضِّ النظر عن صوابية أو عدم صوابية هذا
التفسير ، فهو على كلّ حال رأي يسترعي الالتفات ، كما أشار الشيخ الطوسي إلى ذلك بقوله
: «وهذا وجه مليح» ، وأضاف قائلاً : «غير أنّه لم يذهب إليه أحد من المفسّرين» ، ويبدو
أنّه نوع من الاعتراض ، كما أنّ لديه الكثير من الآراء الإبداعية الأخرى.
__________________
٢ ـ إنّ الشيخ الطوسي غالباً ما يكتفي بنقل
كلام الوزير المغربي فقط ، دون تأييده أو تضعيفه ، ويكتفي أحياناً بالتنويه إلى ملاحته
، حيث يتبيّن من خلال قوله : (مليح) هو قبوله له في بعض الأحيان
، وأحياناً يراه ضعيفاً أو ينسبه إلى السهو .
وفي بعض الأحيان يشير إلى عدم صوابية رأي الوزير المغربي وذلك من خلال تبنّي الرأي
الآخر.
٣ ـ لسنا في هذا المقال بصدد بيان صوابية
آراء الوزير المغربي. وإنّما نكتفي بالقول إنّ بعض آرائه الإبداعية لا تبدو صحيحة.
من باب المثال نعمد إلى إيضاح المورد السابع عشر :
ذهب المفسّرون إلى القول بأنّ الفعل (طاب)
في هذه الآية يعني الحلّية ، بيد أنّ الوزير المغربي قال بأنّه يعني البلوغ ، وذلك
من خلال الاستناد إلى قولنا : (طابت الثمرة) ، ثمّ أضاف قائلاً : إنّ هذه الآية في
مقام النهي عن تزويج الفتيات اليتيمات قبل البلوغ ، وبذلك يتّضح ارتباط فعل الشرط في
قوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى) بالجزاء في قوله : (فَانكِحُوا
مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ)
أيضاً.
__________________
إنّ هذا التفسير رغم دقّته لا يبدو صحيحاً
، فإنّ بين الشاهد الذي ساقه الوزير المغربي وهذه الآية فرقاً لم يلتفت إليه ، فإنّ
الفعل (طاب) إذا ورد غير مقرون بحرف الجرّ قد يفيد معنى البلوغ ، كما في الشاهد الذي
ذكره الوزير المغربي ، بيد أنّ مفهوم البلوغ لا يتناسب مع التعبير بـ : (لكم) ، وإنّ
تعدية هذا الفعل بحرف الجرّ يحتاج إلى تكلّف شديد ، من هنا يبدو أنّ ما ذهب إليه
الوزير المغربي في تفسير الآية بعيداً جدّاً.
٤ ـ لقد استشهد الوزير المغربي في تفسير
الآيات بالكثير من الأشعار.
٥ ـ ويقوم أحياناً بتفسير آية من خلال النظر
إلى آية أخرى.
٦ ـ كما أنّ دقّته في المفردات واجتهاداته
اللغوية لفهم الكلمات مثيرة للاهتمام
، حتّى أنّه لا يغفل المعاني اللغوية البعيدة للكلمة أيضاً.
٧ ـ كما أنّه يستعين أحياناً لتوضيح رأيه
بالأمثلة العرفية أيضاً.
٨ ـ وإنّ شعر أبي رعاية السلمي ـ الذي عبّر
عنه الوزير المغربي قائلاً : «إنّه أفصح بدويٍّ أطاف بنا وأغزرهم رواية» ـ يُعَدُّ
من الأشعار التي اعتمدها
__________________
الوزير المغربي في تفسيره.
٩ ـ كما كان الوزير المغربي يسأل اليهود
من أجل الحصول على معاني الآيات ، ويعتمد على آرائهم.
والملفت للانتباه أنّ الوزير المغربي قد
وجد لوحاً قديماً في مصر منصوباً على باب دار يعود بناؤها إلى عام ٧٠ للهجرة ، وقد
كتب على هذا اللوح بعض آيات القرآن الكريم ، وإنّها اشتملت على كلمة غير موجودة في
القرآن ، ومع ذلك لا يتجاوز هذه المسألة ويذكرها في تفسيره.
١٠ ـ إنّ الاهتمام بروايات أهل البيت عليهمالسلام
، ونقل فتوى الصابوني الفقيه الإمامي المقيم في مصر
، والنقل عن أبي بكر (الجصّاص) الرازي في أحكام القرآن
، من الخصائص الأخرى لتفسير الوزير المغربي.
١١ ـ يعتمد الوزير المغربي على علم البلاغة
، وينبّه على هامش تفسير
__________________
أحد الآيات إلى دلالتها
على فضيلة هذا العلم
، وفي مورد آخر يتعرّض إلى الدلالات البلاغية في الآية بشكل صريح.
وربّما كان ميله هذا هو الذي أدّى به إلى
إيضاح التكرار الذي نشاهده في بعض الآيات
أو أن يرى عدم زيادة كلمة في الآية على خلاف إجماع المفسّرين الذين يحكمون بزيادتها
، ويمكن أن يكون هذا النوع من الأبحاث ناشئاً عن كون الوزير المغربي متكلّماً وأنّه
ينطلق في ذلك من منطلق دفع شبهات المغرضين.
١٢ ـ يتّفق الوزير المغربي أحياناً مع المفسّرين
الآخرين في آرائهم ، حيث تنسجم آراؤه في الأعمّ الأغلب مع علماء المعتزلة ، ومن بينهم
البلخي الذي كان الوزير أكثر انسجاماً معه
، ومع أبي القاسم عبد الله بن أحمد الكعبي (م ٣٢٧ للهجرة) مؤلّف كتاب التفسير الكبير
، وأمّا المعتزلة الآخرين الذين يتّفق معهم الوزير المغربي في الرأي فهم عبارة عن :
__________________
أبو عليّ الجبّائي
محمّد بن عبد الوهاب (م ٣٠٣ للهجرة) ، وهو رئيس المعتزلة في البصرة.
الرمّاني
عليّ بن عيسى (م ٣٨٤ للهجرة).
أبو مسلم
محمّد بن بحر الإصفهاني (م ٣٢٢ للهجرة) صاحب كتاب جامع التأويل ومحكم التنزيل.
أمّا العلماء الآخرون الذين يتّفق معهم الوزير
المغربي ، فهم عبارة عن :
الزجّاج
أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد (م ٣١١ للهجرة) الأديب المعروف وصاحب كتاب معاني القرآن.
الفرّاء
يحيى بن زياد (م ٢٠٧ للهجرة) النحوي المعروف صاحب كتاب معاني القرآن.
__________________
الربيع بن أنس
البكري الخراساني (م ١٣٩ أو ١٤٠ للهجرة).
الفضل
، ففي التبيان
هناك ثلاثة مواضع (في طبعة جامعة المدرّسين) نقل فيها شيء عن شخص اسمه الفضل أيضاً
، وهناك نقل عن الفضل بن سلمة في موضعين
، وقد جاء في حاشية طبعة جامعة المدرّسين للتبيان أنّ المراد من الفضل بن سلمة هو أبو
سلمة الفضل بن سلمة بن جرير الجهني (م ٣١٩ للهجرة)
، ولكنّه كان من فقهاء المالكية ولم يكن له أيّ ميول لغوية أو تفسيرية ، ولم ينسب له
أحد أيّ تأليف في اللغة أو العلوم المرتبطة بعلوم القرآن.
وجاء في طبعة النجف في أكثر هذه المواضع
اسم المفضّل بدلاً من الفضل
وهو الصحيح ، فهو المفضّل بن سلمة بن عاصم أبو طالب الضبّي ،
__________________
وله العديد من المؤلّفات
ومن بينها كتاب البارع
في اللغة ، وكتاب معاني القرآن
، وضياء
القلوب في معاني القرآن
، وقد نقل عنه الطوسي بعض الأمور في مواضع أخرى من التبيان
أيضاً ، وقد تمّت الإشارة إلى
اسمه في مقدّمة التبيان
، وفي هذه المقدّمة جاء اسمه في عداد المفسّرين مع توضيح لمنهجه :
«والمفضّل بن سلمة وغيره استكثروا في علم
اللغة واشتقاق الألفاظ».
وقد توفّرت كتب المفضّل بن سلمة عند أساتذة
الشيخ الطوسي من أمثال : السيّد المرتضى وأخيه الشريف الرضي
، وقد تمّ تحريف اسمه في
__________________
بعض المصادر إلى الفضل.
وفي ختام هذا البحث ، نجد من النافع التذكير
بأمرين ، وهما :
أوّلاً
: ذكرنا في المورد رقم ٣٥ و ٤٢ أنّ الشيخ الطوسي ـ على ما يبدو ـ قد حصل على تفسير
الوزير المغربي بعد إكماله تأليفه الأوّلي لتفسير التبيان
، وإنّه لذلك قد أخلّ بانسجام الأبحاث بعد إقحام بعض المقاطع والنصوص من تفسير الوزير
المغربي إلى تفسيره ، الأمر الذي أوجد صعوبة في فهم عباراته أحياناً لعدم انسجامها.
وفي بعض الموارد لم يدرج الشيخ الطوسي رأي
الوزير المغربي ضمن سائر الآراء الأخرى
، فما هو السبب في ذلك؟ أرى أنّ أوضح جواب عن
__________________
هذا السؤال هو أنّ الشيخ
الطوسي قد عثر على تفسير الوزير المغربي بعد إكماله لتأليف تفسير التبيان
، ولم يشأ الإخلال ببنية تفسيره ، ولذلك اكتفى بمجرّد إضافة كلام الوزير المغربي إلى
تفسيره دون التعرّض إلى الهيكلية الأولى لتفسير التبيان.
ثانياً
: هناك سؤال يتبادر إلى الذهن وهو : لماذا اقتصر نقل آراء الوزير المغربي في التبيان
على ما وجدناه في هذا التفسير دون الإحاطة بنقل جميع آرائه التفسيرية. فهل الوزير المغربي
لم يوفّق إلى إتمام تفسيره ، أو أنّ هذا التفسير بأسره لم يصل إلى الشيخ الطوسي؟ وتبقى
الإجابة عن هذا السؤال بالنسبة لنا غير واضحة.
آراء الوزير المغربي في
تفاسير أهل السنّة :
من خلال البحث في تفاسير أهل السنّة عبر
برامج الحاسوب ، لم نجد نقلاً جديداً عن الوزير المغربي إلاّ في كتاب البحر المحيط
لأبي حيّان الأندلسي الغرناطي محمّد بن يوسف (م ٧٤٥ للهجرة)
، حيث نجد آراءه
__________________
في سبعة مواضع من هذا
الكتاب ، في خمسة منها باسم المغربي ، وفي مورد واحد باسم ابن المغربي ، وفي واحد منها
باسم أبو عبد الله الوزير المغربي ، والمراد من جميع هذه الأسماء هو الوزير المغربي
أبو القاسم الحسين بن عليّ
، إنّ العنوان الأخير ـ رغم الخطأ الملحوظ فيه ، وهو ما سنتحدث عن أسبابه لاحقاً ـ
يمثل في حدّ ذاته شاهداً على نسبة ما نقل فيه إلى الوزير المغربي. والشاهد الآخر أنّ
الشيخ الطوسي قد نقل في التبيان
عن الوزير المغربي إحدى المسائل التي نقلها أبو حيّان.
وعند التدقيق في الموارد الأخرى التي نقلها
أبو حيّان ومقارنتها بالأسلوب التفسيري للوزير المغربي تمثّل شاهداً آخر على نسبة هذه
الآراء إلى الوزير المغربي ، ونحن هنا سنبدأ أوّلاً بنقل الآراء التي حكاها أبو حيّان
عن الوزير المغربي لنعمل بعد ذلك على مقارنة الشبه بينها وبين المنهج التفسيري للوزير
المغربي.
النقل
الأوّل : هامش الآية الثانية والستّين من سورة
البقرة ، بشأن (الصابئين) :
«قال المغربي عن الصابي صاحب الرسائل
: هم قريب من المعتزلة ، يقولون بتدبير الكواكب».
__________________
النقل
الثاني : هامش الآية السابعة والثلاثين بعد المئتين
من سورة البقرة : (أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ
النِّكَاحِ):
«الألف واللام في النكاح ، للعهد أي عقدة
لها ، قال المغربي : وهذا
على طريقة البصريّين وقال غيره : الألف واللام بدل الإضافة أي نكاحه ... وهذا على طريقة
الكوفيّين».
النقل
الثالث : هامش الآية رقم ٢٤٥ من سورة البقرة :
(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً
حَسَناً).
«قال ابن المغربي : انقسم الخلق حين سمعوا
هذه الآية إلى فرق ثلاثة :
الأولى : اليهود ؛ قالوا إنّ ربّ محمّد يحتاج
إلينا ، ونحن أغنياء وهذه جهالة عظيمة ، وردّ عليهم بقوله : (لَّقَدْ
سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء).
والثانية : آثرت الشحّ والبخل وقدّمت الرغبة
في المال.
والثالثة : بادرت إلى الامتثال كفعل أبي
الدحداح وغيره انتهى».
النقل
الرابع : هامش الآية ٢٥٥ من سورة البقرة (آية الكرسي)
:
«قال المغربي : من تكرّس الشيء ، تراكب بعضه
على بعض وأكرسته
__________________
أنا قال العجّاج :
ياصاح هل تعرف رسماً مكرسا
|
|
قال نعم أعرفه وأكرسا
|
وقال آخر :
نحن الكراسي لا تعدّ هوازن
|
|
أمثالنا في النائبات ولا الأسد»
|
النقل
الخامس : هامش الآية ٢٦٠ من سورة البقرة : (ثُمَّ
اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَل مِّنْهُنَّ جُزْءًا):
«... وخصِّصت الجبال بعدد الأجزاء فقيل :
أربعة قاله قتادة والربيع ، وقيل : سبعة ؛ قاله السدّي وابن جريح وقيل : عشرة ؛ قاله
أبو عبد الله الوزيرالمغربي وقال : عنه في رجل أوصى بجزء من ماله إنّه العشر ، إذ كانت
أشلاء الطيور عشرة».
النقل
السادس : هامش الآية ٥٢ من سورة آل عمران : (فَلَمَّا
أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ):
«قال المغربي : إنمّا قال عيسى : «من أنصاري
إلى الله» بعد رفعه إلى السماء وعوده إلى الأرض وجمع الحواريّين الإثني عشر وبثّهم
في الآفاق يدعون إلى الحقّ.
وما قاله من أنّ ذلك القول كان بعد ما ذكر
بعيد جدّاً لم يذكره غيره ، بل
__________________
المنقول والظاهر : أنّه
قال ذلك قبل رفعه إلى السماء».
النقل
السابع : هامش الآية ١١٧ من سورة النساء :
وهذا المورد هو المورد الثامن والعشرون الذي
نقلناه عن التبيان
، مع اختلاف يسير في بعض التعبيرات.
مناقشة ما نقله أبو حيّان
عن المغربي :
إنّ ما نقله أبو حيّان منسجم مع الأسلوب
التفسيري للوزير المغربي ؛ إذ يبدو الإبداع الذي يتّسم به الوزير المغربي جليّاً في
النقل السادس ، حيث لم يتحرّز الوزير المغربي من إبداء رأي لم يسبقه إليه أحد ، وبطبيعة
الحال فإنّ هذا الأسلوب لا يرتضيه أبو حيّان الغرناطي.
وأن الاستشهاد بأقوال الشعراء والخوض في
غمار البحوث اللغوية كما في النقل الرابع هي من مميّزات الأسلوب التفسيري للوزير المغربي
أيضاً.
والمورد الملفت للانتباه هو النقل الخامس
الذي نقله أبو حيّان عن الوزير حيث جاء فيه الاسم خطأ (أبو عبد الله الوزير المغربي)
، وقد فسّر في هذا النقل الجزء بالعُشر ، وقد ورد هذا التفسير في بعض الروايات المأثورة
__________________
عن أهل البيت عليهمالسلام
، حيث نشاهد فيها التعبير بـ : «في رجل أوصى بجزء من ماله» كما في رواية أبي بصير عن
أبي عبد الله عليهالسلام
، وبدون (في) في رواية
معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله عليهالسلام
، حيث تمّت الإشارة في
كلتا الروايتين إلاّ الآية الشريفة : (ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ
جَبَل مِّنْهُنَّ جُزْءًا)
، حيث وضع النبيّ إبراهيم عليهالسلام
أجزاء الطيور على عشرة جبال ، ويبدو أنّ الوزير المغربي عندما نقل رواية أبي عبد الله
عليهالسلام
قد فسّر الجزء في الآية المتقدّمة بالعُشر لأنّها عشرة جبال ، وعندما نقل أبو حيّان
ذلك عن تفسير الوزير المغربي قد ضمّ اسم أبي عبد الله إلى الوزير المغربي عن طريق الخطأ
، أو أنّ هذا الخطأ كان موجوداً من البداية في النسخة التي بحوزته من تفسير الوزير
المغربي.
وكما تقدّم أن ذكرنا فإن الاهتمام بالروايات
المأثورة عن أهل البيت عليهمالسلام
هو من الخصائص التفسيرية للوزير المغربي.
ومن الجدير بالذكر أنّ تفسير التبيان
قد اشتمل على توضيح مستفيض
__________________
حول مفردة (الكرسي) ومشتقّاتها
، وهي شبيهة بالنقل الرابع لأبي حيّان
؛ من هنا يحتمل أن تكون جميع هذه التوضيحات اللغوية مأخوذة عن كلام الوزير المغربي
، وأنَّ نقل أبي حيان مجرّد تلخيص لكلامه. وفي الأساس هناك احتمال أن تكون بعض آراء
الوزير المغربي موجودة في تضاعيف تفسير التبيان من دون نسبتها إليه ، ومن الصعب التعرّف
إليها.
تفسير المغربي في برهان
الزركشي :
لقد جاء في كتاب البرهان في علوم القرآن
لمحمّد بن عبد الله الزركشي (٧٤٥ ـ ٧٩٤ للهجرة) ذكر الوزير المغربي وتفسيره وهو ممّا
يُلفت الانتباه ، فهو في البحث عن أساليب القرآن والفنون البلاغية فيه قد عدّد موارد
استعمال الاسم الظاهر بدلاً من الضمير ، وقال :
«الخامس : إزالة اللبس حيث يكون الضمير يوهم
أنّه غير المراد كقوله تعالى ... وقوله تعالى : (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ
ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ) كرّر السّوء ؛ لأنّه لو قال : (عليهم دائرته)
؛ لالتبس بأن يكون الضمير عائداً إلى الله تعالى. قال الوزير المغربي في تفسيره».
__________________
إنّ هذا الرأي ـ الذي يشابه بعض الموارد
التي نقلناها عن تفسير التبيان يأتي في سياق بيان مغزى التكرار ـ إنّما يلفت الانتباه
لأنّه يرتبط بأواخر القرآن ، خلافاً لسائر النقول الأخرى التي تعود بأجمعها إلى بدايات
القرآن ـ سورة يونس وما قبلها ـ ، فهل كان الوزير المغربي قد بلغ في تفسيره نهايات
القرآن أيضاً ، أم جاء بيان هذه الآية بما يتناسب مع غيرها من الآيات؟ ليس هناك جواب
شاف على ذلك.
نجل الوزير المغربي :
إنّ للوزير المغربي ولداً اسمه أبو يحيى
عبد الحميد بن الحسين ، وقد ورد اسمه في كتب التراجم بشكل مستقلّ وضمن ترجمة والده
أيضاً ، وقد وصفه الصفدي في كتاب الوافي بالوفيات قائلاً
:
«(ابْن الْوَزير المغربي) عبد الحميد بن
الْحُسَيْن بن عَلىّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد المغربي أَبُو يحيى ابْن الْوَزير أبي
الْقَاسِم المغربي تقدّم ذكر وَالِده. كَانَ فَاضلاً أديباً يكْتب مليحاً روى ببغداد
عَن أَبِيه ، وروى عَنهُ أَبُو مَنْصُور العكبري وَفَارِس الذهلي. وَمن شعره الطَّوِيل
...». كما صرّح ابن العديم
ضمن ترجمة الوزير المغربي برواية نجله أبي يحيى عبد الحميد عنه أيضاً.
__________________
لا تتوفّر لدينا معلومات بشأن سيرته ولا
تاريخ ولادته أو وفاته ، وكلّ ما نعلمه عنه أنّه عند ولادته أرسل له أبو عبد الله محمّد
صاحب ديوان الجيش في مصر هذين البيتين (من بحر المخلع البسيط) :
«قد أطلع الفأل مِنْهُ معنى
|
|
يُدْرِكهُ الْعَالم الذكي
|
رَأَيْت جدّ الْفَتى عليّاً
|
|
فَقلت جدّ الْفَتى عَليّ»
|
وقد نقل عنه السدّآبادي في كتاب المقنع في الإمامة
نصّاً مستقلاًّ ، وقد عبّر عنه بلقب الرئيس أبو يحيى بن الوزير المغربي
، وإنّ هذا التعبير ـ الوارد في مناقب
ابن شهر آشوب
أيضاً ـ يدلّ على رئاسته ،
وإن كنّا لا نعلم كيفيّتها.
وهنا سوف نجمع أشعار أبي يحيى المغربي ،
ثمّ نتعرّض إلى الأشعار المنسوبة له ، لنتحدّث عن هذه الأشعار والأشعار الأخرى التي
يحتمل أن تكون من نظمه :
١ ـ بعد أن أشار السدّآبادي في كتاب المقنع في الإمامة
إلى اختلاف الناس بعد رحيل النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) في أمر الخلافة ، قال
:
__________________
«أنشدني الرئيس أبو يحيى بن الوزير المغربي
لنفسه ـ رضي الله عنه ـ يشرح حال القوم :
إذا كان لا يعرف الفاضليـ
|
|
نَ إلاّ شبيههم بالفضيلة
|
فمن أين للأمّة الاختيا
|
|
رُ لولا عقولهم المستحيلة
|
وإن كان إجماعهم حجّة
|
|
فلم ناقض الشيخ فيهم دليله
|
وعاد إلى النصّ يوصي به
|
|
ومن قبل خالف فيه رسوله
|
وقام الخليفة من بعده
|
|
بسنّ الضلال فيهدي سبيله
|
ويـزعـم بيعته فلتة
|
|
ويصدق لا صدّق الله قيله
|
عقد عمر وأبو عبيدة بن الجرّاح لأبي بكر
البيعة في سقيفة بني ساعدة فلمّا ولّي عمر بنصّ أبي بكر عليه ، قال عمر : كانت بيعة
أبي بكر فلتة ، من عاد إلى مثلها فاقتلوه ، وفي بعض الروايات : اضربوه بالسيف».
تمام القطعة :
«ويجعلها بعد في ستّة
|
|
معلقة بشروط طويلة
|
فيدرأ عن سالم شكّه
|
|
وقد كان أحرى بسوء الدخيلة
|
ويوقعه فيهم شبهة
|
|
ليبرد بالغيظ منهم غليله
|
وما كان أعرفه بالإما
|
|
م ولكنّ تضليله حيلة
|
فلو رخّص الله في دينه
|
|
لأوشك من مكره أن يزيله
|
ولكن أتيح له حيلة
|
|
وعاجله الله بالفتك غيلة
|
وغادر من فعله سبّة
|
|
يجرّ الزمان عليها ذيوله».
|
هناك بعض النقاط التي يمكن إثارتها بشأن
هذه الأبيات الشعرية :
النقطة
الأولى : نشاهد في كتاب أعيان الشيعة
ضمن أشعار الوزير المغربي ، الأبيات الآتية :
«أيا غامصين المزايا الجليلة
|
|
من المرتضى والسجايا الجميلة
|
ويا غامضين عن الواضحات
|
|
كأن العيون لديها كليلة
|
إذا كان لا يعرف الفاضلين
|
|
إلا شبيههم في الفضيلة
|
فمن أين للأمة الاختيار
|
|
عفا لعقولكم المستحيلة
|
عرفنا عليّاً بطيب النجار
|
|
وفصل الخطاب وحسن المخيلة
|
تطلع كالشمس رأد الضحى
|
|
بفضل عميم وأيد جزيلة
|
فكان المقدّم بعد النبيّ
|
|
على كلّ نفس بكلِّ قبيلة».
|
يبدو أنّ هذه الأبيات ـ التي ورد البيت الثالث
والرابع منها مشابهاً بما في البيتين الأوّل والثاني من النصِّ المتقدِّم (باختلاف
يسير) ـ والأبيات السابقة تعود إلى قصيدة واحدة ، وبعد تصريح السدّآبادي بأنّ هذه القصيدة
من نظم أبي يحيى نجل الوزير المغربي ، تكون جميع هذه الأبيات بطبيعة الحال من نظمه.
ومن الواضح أنّ الأشعار التي نقلها السدّآبادي ليست بداية القصيدة ، وإنّما قد أخذها
من وسط القصيدة لمناسبتها مع بحثه.
__________________
النقطة
الثانية : لقد أورد ابن شهر آشوب البيت الأول والثاني
في مناقبه نقلاً عن (يحيى بن الوزير المغربي)
، ولابدّ أن يكون قد وقع تحريف في هذا الإسم ، والصحيح هو (أبو يحيى).
النقطة
الثالثة : نقل البيّاضي في كتاب الصراط المستقيم
الأبيات رقم ١١ إلى ١٣ من هذه القصيدة نقلاً عن ابن المغربي
، والذي يفهم من كلامه أنّ المراد من ابن المغربي هو أبو يحيى نجل الوزير المغربي.
٢ ـ قال أبو يحيى المغربي :
«يا راكب الشهباء تعــمل عبلة
|
|
سلّم على قبر بسامرّاء
|
قبر الإمام العسكري وابنه
|
|
وسميّ أحمد خاتم الخلفاء»
|
٣ ـ ومن شعره : [الطويل]
«لقيت من الدنيا أموراً ثلاثة
|
|
ولو كان منها واحد لكفانيا
|
تكدّر عيش المرء بعد صفائه
|
|
وهجر خليل كان للفجر قاليا
|
__________________
وثالثة تنسى الأحاديث كلّها
|
|
ثقيل إذا أبعدت عنه أتانيا»
|
الأشعار المنسوبة إلى
أبي يحيى المغربي :
١ ـ جاء في كتاب المناقب
لابن شهر آشوب :
«قال الرئيس أبو يحيى ابن الوزير أبو القاسم
المغربي :
هل في رسول الله من أسوة
|
|
لم يقتـد القوم بمـــا سنّ فيه
|
أخوك هل خولفت فيه كما
|
|
خالف موسى قومُه في أخيه»
|
وفي كتاب أعيان الشيعة
في ترجمة أبي القاسم المغربي نسب الأشعار التالية إلى الوزير :
«صلّى عليك الله يا من دنا
|
|
من قاب قوسين مقام النبيه
|
أخوك قد خولفت فيه كما
|
|
خولف في هارون موسى أخيه
|
هل برسول الله من أسوة
|
|
لم يقتد القوم بما هنّ فيه»
|
ثمّ أضاف قائلاً : «وهي أطول من هذا».
لم يتّضح لنا ما هو المصدر الذي استند إليه
العلاّمة الأمين في نسبة هذه الأشعار إلى الوزير المغربي ، ولذلك لا يمكن لنا أن نحكم
بشأن كلامه هذا
__________________
بشكل قطعي.
ولكن فيما يتعلّق بالبيتين الواردين في مناقب ابن شهر آشوب
، فإنّ السدّآبادي قد جاء بهما في كتاب المقنع
بعد الأشعار التي نقلها عن المنصور النمري ، حيث قال :
وله أيضاً من أبيات :
«هل في رسول الله من أسوة
|
|
لو يقتدي القوم بما سنّ فيه
|
أخوك ................
|
|
.................».
|
يُفهم من هذه العبارة بوضوح أنّ هذين البيتين
هما من نظم المنصور النمري ، وقد تقدّم عليهما في المقنع قصيدة طويلة لأبي يحيى ابن
الوزير المغربي
؛ لذا يُحتمل أنّ ابن شهر آشوب قد راجع هذا الكتاب ونقل منه هذين البيتين ، وقد غفل
عن وجود اسم المنصور النمري في البين ، فنسبهما إلى أبي يحيى المغربي.
٢ ـ ورد في مناقب ابن شهر آشوب ما يلي :
«يا ابن الذي بلسانه وبيانه
|
|
هدي الأنام ونزل التنزيل
|
عن فضله نطق الكتاب وبشّرت
|
|
بقدومه التوراة والإنجيل
|
لولا انقطاع الوحي بعد محمّد
|
|
قلنا محمّد من أبيه بديل
|
__________________
هو مثله في الفضل إلا أنّه
|
|
لم يأته برسالة جبريل».
|
قال العلاّمة الأمين في كتاب أعيان الشيعة
:
«وأورد ابن شهرآشوب في المناقب
أبياتاً للمغربي في الإمام الباقر والظاهر أنّه أراد به الوزير المغربي ؛ لأنّها لا
توجد في ديوان ابن هانئ».
إن هذا الكلام يتألّف من شقّين ، وهما :
الشقّ
الأوّل : (إنّ هذه الأبيات ليست لابن هانئ ؛ لعدم
وجودها في ديوانه).
وصحّة هذا الادّعاء رهن بأن تكون جميع أشعار
ابن هانئ موجودة في ديوانه بشكل كامل ، ونحن لا نستطيع إثبات ذلك بضرس قاطع. وفي الأساس
فإنّ إطلاق المغربي على ابن هانئ يبدو مستبعداً.
الشقّ
الثاني : بما أنّ هذه الأشعار ليست لابن هانئ ،
فيجب أن تكون للوزير المغربي.
وهذا الكلام أيضاً إنّما يصحّ إذا كانت القضية
من قبيل مانعة الخلوّ ، بمعنى أن تنحصر هذه الأبيات بأن تكون صادرة عن أحدهما لا غير
، فهي إمّا أن تكون صادرة عن ابن هانئ أو الوزير المغربي ولكن الاحتمال الآخر
الموجود هنا هو أن تكون هذه الأبيات من نظم أبي يحيى نجل الوزير
__________________
المغربي.
والمسألة الأهمّ هي أنّ ابن شهرآشوب قد ذكر
هذه الأبيات في سيرة الإمام الجواد عليهالسلام
أيضاً ، ولكن طبقاً للنسخ المطبوعة من المناقب
ذُكر أنّ قائلها هو المعرّي
، والمراد من المعرّي هو أبو العلاء المعرّي ، الذي نقل عنه بعض الأشعار في مواضع أخرى
من المناقب
أيضاً.
وعليه ليس من الواضح من هو قائل هذه الأشعار
، وفي مدح أيّ إمام من الأئمّة قيلت ، وما إذا كان هناك تحريف في عبارة ابن شهر آشوب
في النسخ المطبوعة؟ يبقى ملفّ هذا البحث مفتوحاً إلى حين العثور على نسخة معتمدة لكتاب
المناقب
لابن شهرآشوب.
__________________
سائر أقرباء الوزير المغربي
:
أشرنا في القسم السابق من هذا المقال إلى
البعض من أقارب الوزير المغربي ، من أمثال : والده وإخوته وعمِّه وخال أبيه (هارون
بن عبد العزيز الأوارجي) ونجله (عليّ بن هارون بن عبد العزيز).
ومن بين أقارب الوزير المغربي يمكن لنا تسمية
صهره أبو الحسن عليّ بن أبي طالب بن عمر
، وابن أخته النقيب نجم الدين أسامة الذي تولّى نقابة الأشراف (عام ٤٥٢ للهجرة)
، وابن أخ الوزير المغربي أبو الفرج محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين المغربي
، وقد ورد اسمه في عدد من الكتب التاريخية.
وإذا كان ابناً لشقيق الوزير المغربي فإنّه في مثل هذه الحال سيكون ابناً لسبط أبي
عبد الله النعماني ، وبذلك تكون له صلة ببحثنا.
ومهما كان فإنّنا نكتفي هنا بكلام ابن الصيرفي
أبو القاسم عليّ بن منجب بن سليمان في كتاب الإشارة إلى من نال الوزارة
بشأنه ، حيث ترجم ابن الصيرفي له تحت عنوان : (الوزير الأجلّ الكامل الأوحد صفيّ أمير
المؤمنين وخالصته أبو الفرج محمّد بن جعفر المغربي) ، وبعد الإشارة إلى أسرته ذكر حادثة
قتل جدّه وأعمامه ، ثمّ قال عن الوزير المغربي :
__________________
«كان الوزير أبو الفرج سار إلى المغرب
وخدم هناك ، وتنقّلت به الأحوال ، وبعد عودته إلى مصر اصطنعه اليازوري ، وولاّه
ديوان الجيش ، وكانت السيّدة والدة الإمام المستنصر بالله تُعنى به ، ولمّا ولّي
البابليّ الوزارة قبض عليه في جملة أصحاب اليازوري واعتقله ، فتقرّرت له الوزارة
في الاعتقال ، وخلع عليه في شهر ربيع الآخر من سنة خمسين وأربع مئة ، فما تعرّض
لخليفة بغداد ، ولا فعل في البابلي ما فعله البابلي فيه وفي أصحاب اليازوري ،
وأقام سنتين وشهوراً وصُرف في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وأربع مئة ، وكان
الوزراء إذا صُرفوا لم يُستخدموا ، فاقترح لمّا صُرف أن يُولّى بعض الدواوين ،
فولّي ديوان الإنشاء ، وصار استخدام الوزراء إذا صُرفوا سُنّة تمنع الخمول وتؤمن
الدثور ، وهو الذي استنبط هذه الفعلة ، وتنبّه على ما فيها من المصلحة ، وتوفّي في
سنة ثمان وسبعين وأربع مئة».
__________________
ما وصل إلينا من
كتاب الآل
تأليف الحسين بن
خالويه أبو عبد الله النحوي
(المتوفّى سنة ٣٧٠
هجرية)
|
|
الشيخ عبد الحليم عوض
الحلّي
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام
على سيّد الرسل أجمعين محمّد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
أمّا بعد ...
فإنّه من المعلوم أنّ كتاب الآل
من جملة تأليفات النحوي الحسين بن خالويه المتوفّى سنة ٣٧٠ هجرية ، وقد صدر منه إلى
عالم النور ووقع بيد العلماء الأعلام ونقلوا منه على مدى قرون عديدة ، ولكن للأسف لم
يصل إلينا متنه ولم يقع بأيدينا في العصر الحاضر ، فلعلّ نسخه موجودة في المكتبات التي
لم تفهرس ، أو أنّه خارج البلدان الإسلامية كسائر التراث الإسلامي ، أو أنّه موجود
وقد سقط من أوّله وآخره شيء ولم تعلم هويّة
الموجود ، أو غير ذلك.
وعلى أيّ حال فهو من الكتب المهمّة القديمة
المفقودة حالياً ، وقد صرّح جماعة من العلماء بنسبته إليه ، وإليك الآن عرض بعض عباراتهم
:
قال النجاشي (ت ٤٥٠ هـ) : «الحسين ابن خالويه
أبو عبد الله النحوي : سكن حلب ومات بها ، وكان عارفاً بمذهبنا مع علمه بعلوم العربية
واللغة والشعر. وله كتب منها : كتاب الأُول
ومقتضاه ذكر إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام
، حدّثنا بذلك القاضي أبو الحسين النصيبي ، قال : قرأته عليه بحلب ، وكتاب مستحسن القراءات
والشواذّ».
أقول : كأنّ الشيخ النجاشي لم يخض في مضمون
الكتاب ، ولذلك تراه قائلا : (ومقتضاه) ، كما أنّ تسميته بـ : (الأُول) تعطي احتمالا
أنّه اسم ثان أو تصحيف عنه ، مع أنّ تقارب موضوع الكتابين يقوّي أنّه هو أو مثله.
وقال ابن شهرآشوب (ت ٥٨٨ هـ) : «أبو عبد
الله الحسين ابن خالويه له كتاب الآل».
وقال ياقوت الحموي (ت ٦٢٦ هـ) في معجم الأدباء في
مقام ذكر تأليفات ابن خالويه ما نصّه : «وكتاب الآل
ذكر في أوّله أنّ الآل ينقسم إلى خمسة وعشرين قسماً ، وذكر فيه الأئمّة الاثني عشر
ومواليدهم ووفياتهم
__________________
وغير ذلك».
وقال ابن خلّكان (ت ٦٨١ هـ) في وفيات الأعيان وأنباء
أبناء الزمان بعد نسبة كتاب ليس في
كلام العرب ما نصّه : «وله كتاب لطيف سمّاه الآل
، وذكر في أوّله أنّ الآل ينقسم إلى خمسة وعشرين قسماً وما اقتصر فيه ، وذكر فيه الأئمّة
الاثني عشر وتواريخ مواليدهم ووفياتهم وأمّهاتهم ، والذي دعاه إلى ذكرهم أنّه قال في
جملة أقسام الآل وآل محمّد بنو هاشم».
وقال العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) في الخلاصة
: «له كتاب في إمامة أمير المؤمنين» ، وقال الشيخ الطهراني معلّقاً عليه : «والظاهر
أنّه ما أراد غير كتاب الآل
المذكور».
أقول : وكأنّه رضوان الله تعالى عليه قد
أخذ هذا المطلب من الشيخ النجاشي المتقدّم ذكره.
وقال اليافعي (ت ٧٦٨ هـ) في مرآة الجنان
في حوادث سنة (٣٧٠ هـ) : «وله كتاب لطيف سمّاه كتاب الآل
، وذكر في أوّله أنّ الآل ينقسم إلى خمسة وعشرين قسماً وما اقتصر فيه ، ثمّ ذكر الأئمّة
الاثني عشر من آل محمّد وتاريخ مواليدهم ووفياتهم وأسماء آبائهم وأمّهاتهم ، والذي
دعاه إلى ذكرهم أنّه قال في جملة أقسام الآل : وآل محمّد صلّى الله عليه وآله بنو
__________________
هاشم».
وجاء في لسان الميزان
لابن حجر العسقلاني (ت ٨٢٥ هـ) : «وقد قرأ أبو الحسين النصيبي وهو من الإمامية عليه
كتابه في الإمامة».
وقال حاجي خليفة (ت ١٠٦٧ هـ) في كشف الظنون
: «كتاب الآل
لأبي عبد الله حسين بن أحمد النحوي المعروف
بابن خالويه المتوفّى سنة (٣٧٠هـ) سبعين وثلاثمائة ذكر في أوّله أنّ الآل ينقسم
إلى خمسة وعشرين قسماً ، وذكر أيضاً الأئمّة الاثني عشر وأبناء هاشم».
ثمّ إنّه ذكر اسم هذا الكتاب ونسبته لابن
خالويه كلّ من الشيخ الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة
، والميرزا النوري الطبرسي في خاتمة
المستدرك
والسيّد الخوئي في معجم
رجال الحديث
والسيّد الجلالي المعاصر في فهرس
التراث.
هذا ، وإنّ السيوطي قد ترجم لابن خالويه
ولكنّه لم يذكر كتاب الآل
في جملة كتبه.
__________________
وبعد أن اطّلعت على نسبة كتاب الآل لأبي
عبد الله الحسين بن خالويه النحوي نقول : إنّ الشيخ الطهراني رحمه الله قد ذكر في كتاب
الذريعة
إلى تصانيف الشيعة كتابين يحملان عنوان الآل :
الأوّل : «كتاب الآل للشيخ
أبي الحسن علي بن محمّد بن يوسف بن مهجور الفارسي المعروف بابن خالويه أيضاً ، وهو
غير الحسين بن أحمد ساكن حلب ، وغير أبي عبد الله الحسن الشافعي صاحب الطارقية في إعراب
ثلاثين سورة ، بل الفارسي المذكور
ترجمه النجاشي
ـ أيضاً ـ ، لكنّه لم يذكر هذا الكتاب له ، وإنّما حكى نسبته إليه سيّدنا الحسن صدر
الدين في تأسيس
الشيعة
عن اليافعي وغيره ، والمظنون أنّه ليس غير كتاب الحسين بن أحمد بن خالويه المذكور أوّلاً
، فراجع».
الثاني : كتاب الآل والعذب الزلال
، عدّه في كشف
الظنون من الكتب التي ألّفت في بيان مناقب الأئمّة
الاثني عشر عند ذكره مناقب الأئمّة ، لكنّه لم يذكر اسم مؤلّف الآل ،
والظاهر أنّه من المتأخّرين عن ابن خالويه المذكور ، وأنّه غير كتاب الآل له
بل هذا مقصور على مناقبهم عليهم السلام فقط كما يظهر من العنوان».
__________________
مَن نقل عن كتاب الآل :
قد ذكرنا سابقاً أنّ كتاب الآل قد
صدر من المؤلّف ابن خالويه ، وقد كانت نسخه موجودة متداولة عند العلماء ، وقد نقلوا
عنه وأوردوا عباراته في كتبهم ، وإنّ أقدم الناقلين عنه حسب تتبّعنا السيّد ابن طاووس
(ت ٦٦٤ هـ) في الإقبال
في الباب التاسع حيث قال : «فصل فيما نذكره من الدعاء في شعبان مروي عن ابن خالويه»
، ولكنّه لم يصرّح أنّه أخذه من كتاب الآل ،
ولكن يظهر أنّه منه.
كما أنّ أكثر من نقل عن ابن خالويه هو الإربلي
(ت : ٦٩٢ هـ) صاحب كتاب كشف
الغمّة في معرفة الأئمّة
عليهمالسلام.
ونقل عنه ابن الصبّاغ المالكي (ت ٨٥٥ هـ)
في كتاب الفصول
المهمّة في معرفة الأئمّة.
ونقل عنه الشيخ تقي الدين الكفعمي (ت ٩٠٥
هـ) في كتاب صفوة
الصفات في شرح دعاء السمات
معاني كلمة الصلاة والآل
، حيث قال : «وأفرد ابن خالويه كتاباً صنّفه
في معنى الآل
، وسمّي كتاب الآل».
وينقل عن كتاب الآل هذا
مير محمّد أشرف الحسيني العاملي في فضائل السادات
الذي ألّفه سنة (١١٠٣ هـ) قال العلاّمة الطهراني في الذريعة
: «فيظهر وجوده عنده».
__________________
إن
قلت : النقل عن كتاب معيّن لا يدلّ على وجوده
عنده ، فلعلّه نقل عنه بواسطة أو بواسطتين.
قلت
: المؤلّف مير محمّد أشرف قد ذكر في أوّل كتابه فضائل السادات
فهرس مصادر الكتب التي نقل منها في كتابه ، وذكر من جملتها كتاب الآل لابن
خالويه ، وكرّر ذكر ذلك في آخره.
وأمّا العلاّمة المجلسي (ت ١١١١ هـ) فقد
نقل عنه بواسطتين :
الأولى : كتاب كشف الغمّة في معرفة الأئمّة
للإربلي.
الثانية : كتاب منهج التحقيق إلى سواء
الطريق.
قال الطهراني في الذريعة : «منهج التحقيق إلى سواء
الطريق ينقل في حديقة الشيعة
المنسوب إلى المقدّس الأردبيلي عن باب منه في بيان أفضلية أمير المؤمنين عليهالسلام على سائر الأنبياء والمرسلين
[ما عدا رسول الله(صلى الله عليه وآله)] ، وينقل عنه الشيخ حسن بن سليمان تلميذ الشهيد
في كتاب المحتضر
قائلاً : [روى بعض علماء الإمامية في كتاب منهج التحقيق
بإسناده إلى سلمان ...] وفي موضع آخر قال : [كتاب منهج التحقيق
عن كتاب نوادر
الحكمة ...] وينقل عنه السيّد هاشم في مدينة المعاجز
بعض معجزات أمير المؤمنين عليهالسلام
مصرّحاً بأنّه لبعض الإمامية ، وكذا ينقل عنه في أنساب النواصب
المؤلّف سنة (١٠٧٦هـ)».
__________________
نبذة عن حياة ابن خالويه
:
ذكر ياقوت الحموي في معجم الأدباء
أنّ اسمه : الحسين بن أحمد بن خالويه بن حمدان
، ومثله ذكر اليافعي في مرآة
الجنان وابن خلّكان في وفيات الأعيان
، وأمّا باقي المصادر المترجمة له فقد صرّحت بأنّه الحسين ابن محمّد بن خالويه ، وكنيته
: عبد الله ، وأنّه نشأ في همذان ، ثمّ وفد إلى بغداد بعد ذلك.
ويشاركه في هذا الرأي السيوطي في بغية الوعاة
، وقد سجّل الرواة أنّه في سنة أربع عشرة وثلاثمائة دخل بغداد ليتلقّى عن شيوخها ،
ويأخذ عن أعلامها.
هذا ، ولم تتعرّض كتب التراجم لسنة مولده
كما هو الحال في أغلب المصنّفين والمؤلّفين ، وإن تعرّضت لسنة وفاته ، فقد أجمعت على
أنّه توفّي بحلب سنة سبعين وثلاثمائة ، باستثناء من شذّ من ذلك.
شيوخه :
أخذ ابن خالويه من مشايخ كثيرة في اللغة
والأدب ، والآن نذكر لك
__________________
بعض شيوخه الذين كان لهم
أثر كبير في تكوينه العلمي والثقافي :
١ ـ ابن مجاهد
: تلقّى ابن خالويه على ابن مجاهد علوم القرآن الكريم والقراءات ، وهو : أحمد بن موسى
بن العبّاس التميمي ، كان يلقّب في عصره بشيخ الصنعة.
٢ ـ ابن دريد
: وهو أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد الأزدي ، تلقّى عليه ابن خالويه النحو والأدب
، وكان ابن دريد شاعراً كثير الشعر ، ومن شعره (المقصورة) المشهورة ، والقصيدة المشهورة
التي جمع فيها بين المقصور والممدود ، ولمّا مات هو وأبو هاشم الجبّائي في يوم واحد
ودفنا في مقبرة (الخيزران) قال الناس : مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد
والجبّائي ، وقد رثاه جحظة فقال :
فقدت بابن دريد كلَّ منفعة
|
|
لما غدا ثالث الأحجار والترب
|
قد كنت أبكي لفقد الجود آونة
|
|
فصرت أبكي لفقد الجود والأدب
|
٣ ـ ابن الأنباري
: هو أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشّار الأنباري النحوي ، كان من أعلم الناس وأفضلهم
في نحو الكوفيّين ، وأكثرهم حفظاً للغة. وكان ابن الأنباري مهتمّاً بالدراسة القرآنية
، فقد ذكروا أنّه كان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن الكريم.
__________________
٤ ـ أبو عمر الزّاهد
: هو أبو عمر : محمّد بن عبد الواحد بن أبي هاشم اللغوي الزاهد ، كان من أكابر أهل
اللغة ، وأحفظهم لها ، أخذ عن أبي العبّاس ثعلب ، وكان يعرف بغلام ثعلب.
٥ ـ أبو سعيد السيرافي
: هو أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي النحوي ، كان من ألمع نجوم عصره
، فسعى إليه ابن خالويه ، وجلس في حلقته ، وتأثّر به أثراً كبيراً ظهر في منهجه اللغوي
والنحوي ، وذلك لأنّ أبا سعيد كان زعيم المحافظين في عصره ، حيث يرى أنّ اللغة
مرجعها الرواية والنقل ، لا القياس والعقل ، وبهذا المنهج استطاع السيرافي أن يهزم
(متّى) المنطقي في مناظرة مشهورة ، جعلت الوزير ابن الفرات ـ وكان مشاهداً لها ـ يقول
في السيرافي : «عين الله عليك أيّها الشيخ ، فقد ندّيت أكباداً ، وأقررت عيوناً ، وبيّضت
وجوهاً ، وحكت طرازاً لا يبليه الزمان ، ولا يتطرّق إليه الحدثان».
تلاميذه :
تتلمذ على يد ابن خالويه جماعة كثيرة في
العلم واللغة والأدب ، وكان من أشهرهم :
١
ـ المعافى بن زكريّا النهرواني.
__________________
٢
ـ عبد المنعم بن غلبون.
٣
ـ الحسن بن سليمان.
٤
ـ أبو بكر الخوارزمي ، قال ياقوت : من تلامذته.
٥
ـ أبو الحسين النصيبي ، قال ياقوت : قرأ عليه
كتابه في الإمامة ومثله قال النجاشي.
٦
ـ الشيخ أبو الحسن محمّد بن عبد الله الشاعر الشهير بالسلامي.
٧
ـ سعيد بن سعيد الفارقي النحوي.
رحلاته :
ذكر السيوطي في إنباه الرواة :
أنّه دخل اليمن ، ونزل ديارها
، وهي رواية اللّحجي
اليمني في كتابه الأترجّة
حين تعرّضه لابن الحائك
اليمنيّ وشعره ، قال ما نصّه : «ومن الشاهد على ذلك أنّ الحسين بن خالويه الإمام
__________________
لمّا دخل اليمن ، ونزل
ديارها ، وأقام بها ، شرح ديوان ابن الحائك وعنى به ، وذكر غريبه وإعرابه».
ثمّ قال صاحب الإنباه
: «ولم أعلم أنّ ابن خالويه دخل اليمن إلاّ من كتاب الأترجة هذا ، وهو كتاب غريب ،
قليل الوجود اشتمل على ذكر شعر اليمن في الجاهلية والإسلام».
وعلى أيّة حال ـ إن صحّت هذه الرواية ـ فمن المؤكّد أنّ رحلته هذه إلى اليمن كانت قبل
رحلته إلى حلب ، حيث سكنها وعاش في كنف سيف الدولة الحمداني بها ، وهناك انتشر علمه.
ويزيد الإنباه
أنّه تصدّر أيضاً (بميّافارقين) و (حمص) للإفادة والتصنيف ، وأخيراً استقرّ به المقام
في حلب ، حيث وافاه الأجل المحتوم سنة سبعين وثلاثمائة».
وفيما يبدو أنّ ابن خالويه كانت معيشته ضنكاً
، يدلّ على ذلك قوله لسيف الدولة حينما سأل جماعة في مجلسه : هل تعرفون اسماً ممدوداً
، وجمعه مقصور؟ فقالوا : لا.
فقال ابن خالويه : أنا أعرف اسمين لا أقولهما
إلاّ بألف درهم لئلاّ يؤخذا بلا شكر.
ويدلّ على ذلك أيضاً قوله :
[من الطويل]
__________________
وكم قائل مالي رأيتك راجلاً
|
|
فقلت له من أجل أنّك فارس
|
وقوله :
[من البسيط]
الجود طبعي ولكن ليس لي مالُ
|
|
فكيف يبذل مَن بالقرض يحتالُ
|
فهاك حظّي فخذه اليوم تذكرة
|
|
إلى اتّساعي فلي في الغيب آمالُ
|
أقوال العلماء فيه :
أطراه العلماء ومدحوه وبيّنوا فضله في اللغة
والأدب والرواية ، وإليك بعض ما قيل في حقّه :
قال
الثعالبي (ت ٤٢٩ هـ) في يتيمة الدهر
: «أبو عبد الله الحسين ابن خالويه ... صار أحد أفراد الدهر في كلّ قسم من أقسام الأدب
والعلم ، وكانت إليه الرحلة من الآفاق ، وآل حمدان يكرّمونه ويدرسون عليه ويقتبسون
منه».
وقال
ابن خلّكان : «أبو عبد الله الحسين
بن أحمد بن خالويه النحوي اللغوي أصله من همذان ولكنّه دخل بغداد وأدرك جلّة العلماء
بها وانتقل إلى الشام واستوطن حلب وصار بها أحد أفراد الدهر».
__________________
وقال
ياقوت الحموي في معجم الأدباء
: «من كبار أهل اللغة والعربية ... وتقدّم في العلوم حتّى كان أحد أفراد عصره ، وكانت
الرحلة إليه من الآفاق ، واختصّ بسيف الدولة ابن حمدان وبنيه ، وقرأ عليه آل حمدان
وكانوا يجلّونه ويكرمونه فانتشر علمه وفضله وذاع صيته».
وقال أبو عمرو الداني في طبقات القرّاء فيما
حكاه عنه ياقوت : «كان ابن خالويه عالماً بالعربية ، حافظاً للّغة ، بصيراً بالقراءة
، ثقة مشهوراً».
وقال
ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان
: «الحسن بن أحمد ابن خالويه النحوي الهمذاني الأصل نزيل حلب ، قال ابن أبي طي : كان
إماميّاً عالماً بالمذهب ، قال : وقد ذكر في كتاب ليس ما يدلّ على ذلك».
وقال
النجاشي : «الحسين بن خالويه أبو عبد الله النحوي
، سكن حلب ومات بها ، وكان عارفاً بمذهبنا مع علمه بعلوم العربية واللغة والشعر
انتهى».
وذكره
صاحب الفلاكة والمفلوكين فقال
: «الحسين بن أحمد بن حمدان بن خالويه الهمذاني اللغوي المقري النحوي ، أبو عبد الله
، أحد العلماء المشهورين والأدباء المصنّفين ، قال ابن مكتوم ـ كما نقلته من خطّه ـ
: وكان ابن خالويه على إمامته في اللغة ضعيفاً في النحو ، وعلّله ضعيفاً في
__________________
التصريف ، وله في ذلك
مع أبي علي الفارسي وتلميذه أبي الفتح ابن جنّي حكايات معروفة ، ولأبي علي الفارسي
في تغليطه كتاب نقض
الهاذور ، ثمّ قال : وأنت إذا وقفت على ضعفه في
العربية وقفت على سرّ الحكاية المشهورة عنه وأنّها ليست من هضم النفس في شيء وهي قوله
: (أنا منذ خمسين سنة أتعلّم النحو ما تعلّمت ما أقيم به لساني) انتهى ، وضعفه في
العربية لم يقم عليه شاهد ، والحكاية المشار إليها لا تخرج عن هضم النفس أو بيان سعة
العربية».
وقال
في نزهة الألبّاء : «كان من كبار أهل اللغة
، ولم يكن في النحو بذاك».
وفي
فهرست ابن النديم : «خلط المذهبين» أي
مذهب الكوفيّين والبصريّين في النحو .
وقال
الأفندي في رياض العلماء
: «أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي الإمامي الشيعي الهمذاني ثمّ الحلبي
، الفاضل العالم المفسّر الأديب المتقدّم المعروف بابن خالويه النحوي ، كان معاصراً
للزجّاج النحوي وأبي علي الفارسي».
وعن
الرافعي في تاريخه أنّه قال
: «أتى بغداد واستفاد من أعيان
__________________
العلماء ، ثمّ أتى حلب
وتوطّن فيها ، واشتهر بالفضل في الآفاق ، وكان معظّما مكرّما عند آل حمدان ، وكانوا
يستفيدون منه».
وعن
ابن النجّار في ذيل تاريخ بغداد
: «وقال كان أحد أفراد الدهر في العلوم والأدب ، وكان إليه الرحلة من الآفاق وسكن حلب
فكان آل حمدان يكرّمونه ومات بها».
مكانته اللغوية والنحوية
:
ابن خالويه كانت له قدم راسخة في الدراسات
اللغوية ، فقد تتلمذ على ابن دريد ، وابن دريد له في اللغة كتاب الجمهرة
وهو كتاب ثمين عرف قيمته أولو العلم ورجالات الأدب منذ تأليفه ، وابن خالويه كان راوياً
لهذه الجمهرة
، وقد كتب عليها حواشي من استدراكه على مواضع منها ، ونبّه على بعض أوهام وتصحيفات
، ولمكانة ابن خالويه اللغوية ردّ على ابن دريد ، ونقده في مسائل عديدة من جمهرته.
وله آراء في النحو لا تقلّ عن آرائه في اللغة
، ولعلّ السبب في عدم اشتهار ابن خالويه بالنحو هو أنّه كان يؤمن بأنّ اللّغة تؤخذ
سماعاً لا قياساً ، والتأليف النحوي ـ كما جرت به عادة النحاة ـ يدور حول العلّة والمعلول
، والقياس والمنطق ، ومن أجل ذلك لم يؤلّف كتباً عديدة في النحو ، أو في
__________________
أصوله كما فعل الفارسي
وتلميذه ابن جنّي ، ولكنّه مع هذا كان معلّماً نحويّاً ولغويّاً ، وقد سجّل له الرواة
هذه الحقيقة فقالوا : «كان إماماً ، أحد أفراد الدهر في كلّ قسم من أقسام العلم والأدب
، وكان إليه الرحلة من الآفاق ، وكان آل حمدان يكرّمونه».
إ نتاجه العلمي :
السيوطي في بغية الوعاة
ينصّ على أنّ من تصانيفه : الجمل
من النحو ، الاشتقاق ، أطرغش ، القراءات ، إعراب ثلاثين سورة ، شرح الدريدية ،
المقصور والممدود ، الألفات ، المذكّر والمؤنّث ، كتاب ليس ، كتاب اشتقاق خالويه ،
البديع في القراءات.
ويزيد كتاب الإنباه
على البغية
كتاب الأسد ، تقفية ما اختلف لفظه واتّفق معناه لليزيدي ، المبتدأ في النحو .
ومعجم
الأدباء يزيد على ما ذكر كتاب الآل :
«ذكر في أوّله أنّ الآل
ينقسم إلى خمسة وعشرين قسماً ، وذكر فيه
الأئمّة الاثني عشر ومواليدهم ووفياتهم ، وغير ذلك».
وغاية
النهاية يزيد ما يأتي : حواشي البديع في القراءات
، كتاب
__________________
مجدول
في القراءات ألّفه لعضد الدولة.
ويزاد على هؤلاء الرواة ما يأتي :
١
ـ كتاب الريح : وهو مخطوط ، يتكوّن
من ثلاث ورقات ، مخطوط رقم ٥٢٥٢ هـ ـ دار الكتب المصرية ، أوّله : قال الشيخ أبو عبد
الله الحسين بن خالويه النحوي : الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد
وآله وصحبه أجمعين ، وبعد ، فإنّ الريح اسم مؤنّثه
...
٢
ـ كتاب أسماء الله الحسنى
: فقد نصّ في كتابه إعراب ثلاثين سورة : أنّ له كتاباً في أسماء الله الحسنى ، وقد
قال في ذلك ما نصّه : «وقد صنّفتها في كتاب مفرد ، واشتقاق كلّ اسم منها ومعناه».
٣
ـ رسالة في قوله : ربّنا لك الحمد ملء السماوات
... ، وقد أشار إلى هذه الرسالة الشيخ محيي الدين يحيى النووي في كتابه تصحيح التنبيه في
الفقه على مذهب الإمام الشافعي
للشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، وقال ما نصّه قوله : «ربنا لك الحمد ملء السماوات ، يجوز
ملء بالنصب والرفع ، والنصب أشهر ، وممّن حكاها ابن خالويه ، وصنّف في المسألة».
٤
ـ شرح ديوان ابن الحائك : حيث عنى بغريبه وإعرابه.
__________________
٥
ـ كتاب مختصر في شواذّ القراءات من كتاب البديع
، عنى بنشره المستشرق ج. برجستراسر وطبع بالمطبعة الرحمانية بمصر ١٩٣٤م.
٦
ـ كتاب أسماء ساعات الليل
: قال الشيخ إبراهيم الكفعمي في فرج
الكرب : «إنّ فيه مائة وثلاثين اسماً» ، وقال
العلاّمة الطهراني في الذريعة : «يظهر منه أنّه كان موجوداً إلى عصره».
٧
ـ العشرات في اللغات : أي اللغة لها عشر معان
، وهو مخطوط بمكتبة مجيد موقّر بطهران ، ونسخ سنة (٧٦٠ هـ).
٨
ـ كتاب الهاذور : الذي ردّ فيه على أبي
علي الفارسي حينما ألّف كتاب الإغفال
ليردّ على شيخه أبي إسحاق الزجّاج.
٩
ـ شرح ديوان أبي فراس الحمداني
: وقد جاء في مقدّمة شرحه للديوان ما نصّه : «قال أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن
أحمد بن خالويه : مَن حلّ من الشرف السامي ، والفضل والكرم الذائع ، والأدب البارع
، والشجاعة المشهورة ، والسماحة المأثورة أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدون بن الحارث
العدوي. كان سيف الدولة ... مثقّفه ومتبنّيه ... وما زال يعاملني بالمحبّة ... يلقي
إليَّ شعره دون الناس ، ويحظر عليّ نشره حتّى سبقتني وإيّاه الركبان ، فحملت منه ما
ألقاه إليّ وشرحته بما أرجو أن يقرنه الله
__________________
عزّ وجلّ بالصواب والرشاد».
وليس لابن خالويه عمل في هذا الديوان غير
روايته وبيان المناسبات المختلفة للقصائد التي احتواها الديوان. هذا وقد قام الدكتور
سامي الدهّان بنشر الديوان وتحقيقه في جزءين سنة (١٩٤٤ م) وطبع في بيروت.
__________________
ما وصل إلينا من كتاب
الآل
وبعد أن اطّلعنا على أحوال المؤلِّف والمؤلَّف
نحاول أن نقرأ ما بقي منه متناثراً إلى زماننا هذا ، والذي نقله عنه المصنّفون وأودعوه
في كتبهم ، وقد رتّبنا ذلك في موارد :
المورد
الأوّل : قال السيّد ابن طاووس (ت ٦٦٤ هـ) في إقبال الأعمال
: «فصل فيما نذكره من الدعاء في شعبان ، مرويّ عن ابن خالويه» ثمّ قال : «واسم ابن
خالويه الحسين بن محمّد ، وكنيته أبو عبد الله.
وذكر النجاشي أنّه كان عارفاً بمذهبنا ،
مع علمه بعلوم العربية واللغة والشعر ، وسكن بحلب.
«وذكر محمّد بن النجّار في التذييل
: وقد ذكرناه في الجزء الثالث من التحصيل
، فقال عن الحسين بن خالويه : كان إماماً أوحد أفراد الدهر في كلّ قسم من أقسام العلم
والأدب ، وكان إليه الرحلة من الآفاق ، وسكن بحلب ، وكان آل حمدان يكرّمونه ، ومات
بها ، قال : إنّها مناجاة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام والأئمّة من ولده عليهمالسلام ، كانوا يدعون بها في
شهر شعبان
:
(اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واسمع دعائي
إذا دعوتك ، واسمع ندائي إذا ناديتك ، وأقبل عليّ إذا ناجيتك ، فقد هربت إليك
__________________
ووقفت
بين يديك ، مستكيناً لك ، متضرّعاً إليك ، راجياً لما لديك ، تراني وتعلم ما في
نفسي وتخبر حاجتي وتعرف ضميري ، ولا يخفى عليك أمر منقلبي ومثواي ، وما أريد أن أُبدي
به من منطقي ، وأتفوّه به من طلبتي ، وأرجوه لعاقبتي ، وقد جرت مقاديرك عليّ يا سيّدي
فيما يكون منّي إلى آخر عمري ، من سريرتي وعلانيتي ، وبيدك لا بيد غيرك زيادتي ونقصي
، ونفعي وضرّي.
إلهي
إن حرمتني فمن ذا الذي يرزقني ، وإن خذلتني فمن ذا الذي ينصرني. إلهي أعوذ بك من غضبك
وحلول سخطك. إلهي إن كنت غير مستأهل لرحمتك فأنت أهل أن تجود عليَّ بفضل سعتك. إلهي
كأنّي بنفسي واقفة بين يديك ، وقد أظلّها حسن توكّلي عليك ، فقلتَ ما أنت أهله
وتغمّدتني بعفوك. إلهي إن عفوت فمن أولى منك بذلك ، وإن كان قد دنا أجلي ولم يدنني
منك عملي ، فقد جعلت الإقرار بالذنب إليك وسيلتي. إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها
، فلها الويل إن لم تغفر لها. إلهي لم يزل برّك عليّ أيّام حياتي ، فلا تقطع برّك عنّي
في مماتي. إلهي كيف آيس من حسن نظرك لي بعد مماتي ، وأنت لم تولني إلاّ الجميل في حياتي.
إلهي تولّ من أمري ما أنت أهله ، وعد عليّ بفضلك على مذنب قد غمره جهله. إلهي قد سترت
عليّ ذنوباً في الدنيا وأنا أحوج إلى سترها عليّ منك في الأخرى ، إذ لم تظهرها لأحد
من عبادك الصالحين فلا تفضحني يوم القيامة على رؤوس الأشهاد. إلهي جودك بسط أملي وعفوك
أفضل من عملي. إلهي فسرّني بلقائك
يوم
تقضي فيه بين عبادك. إلهي اعتذاري إليك اعتذار من لم يستغن عن قبول عذره ، فاقبل عذري
، يا أكرم من اعتذر إليه المسيؤون. إلهي لا تردّ حاجتي ولا تخيّب طمعي ولا تقطع منك
رجائي وأملي. إلهي لو أردت هواني لم تهدني ، ولو أردت فضيحتي لم تعافني. إلهي ما أظنّك
تردّني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك. إلهي فلك الحمد أبداً أبداً دائماً سرمداً
يزيد ولا يبيد كما تحبّ وترضى. إلهي إن أخذتني بجرمي أخذتك بعفوك ، وإن أخذتني بذنوبي
أخذتك بمغفرتك ، وإن أدخلتني النار أعلمت أهلها أنّي أحبّك. إلهي إن كان صغر في جنب
طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي.
إلهي
كيف أنقلب من عندك بالخيبة محروماً ، وقد كان حسن ظنّي بجودك أن تقلبني بالنجاة مرحوماً.
إلهي وقد أفنيت عمري في شِرَّة السهو عنك وأبليت شبابي في سكرة التباعد منك. إلهي فلم
أستيقظ أيّام اغتراري بك وركوني إلى سبيل سخطك ، إلهي وأنا عبدك وابن عبدك قائم بين
يديك ، متوسّل بكرمك إليك. إلهي أنا عبد أتنصّل إليك ممّا كنت أواجهك به من قلّة استحيائي
من نظرك ، وأطلب العفو منك ، إذ العفو نعت لكرمك. إلهي لم يكن لي حول فأنتقل به عن
معصيتك إلاّ في وقت أيقظتني لمحبّتك وكما أردت أن أكون كنت ، فشكرتك بإدخالي في كرمك
، ولتطهير قلبي من أوساخ الغفلة عنك. إلهي انظر إليّ نظر من ناديته فأجابك ، واستعملته
بمعونتك فأطاعك ، يا قريباً لا يبعد عن المغترّ به ، ويا جواداً لا يبخل عمّن رجا ثوابه.
إلهي هب لي
قلباً
يدنيه منك شوقه ، ولساناً يرفعه إليك صدقه ، ونظراً يقرّبه منك حقّه. إلهي إنّ من تعرّف
بك غير مجهول ، ومن لاذ بك غير مخذول ، ومن أقبلت عليه غير مملوك. إلهي إنّ من انتهج
بك لمستنير ، وإنّ من اعتصم بك لمستجير ، وقد لذت بك يا إلهي فلا تخيّب ظنّي من رحمتك
، ولا تحجبني عن رأفتك ، إلهي أقمني في أهل ولايتك مقام من رجا الزيادة من محبّتك.
إلهي وألهمني ولهاً بذكرك إلى ذكرك ، واجعل همّي في روح نجاح أسمائك ومحلّ قدسك ، إلهي
بك عليك إلاّ ألحقتني بمحلّ أهل طاعتك والمثوى الصالح من مرضاتك ، فإنّي لا أقدر لنفسي
دفعاً ولا أملك لها نفعاً. إلهي أنا عبدك الضعيف المذنب ومملوكك المنيب ، فلا تجعلني
ممّن صرفت عنه وجهك وحجبه سهوه عن عفوك. إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك ، وأنر أبصار
قلوبنا بضياء نظرها إليك حتّى تخرق أبصار القلوب حجب النور ، فتصل إلى معدن العظمة
وتصير أرواحنا معلّقة بعزّ قدسك. إلهي واجعلني ممّن ناديته فأجابك ، ولاحظته فصعق لجلالك
، فناجيته سرّاً وعمل لك جهراً. إلهي لم أُسلّط على حسن ظني قنوط الأياس ، ولا انقطع
رجائي من جميل كرمك. إلهي إن كانت الخطايا قد أسقطتني لديك فاصفح عنّي بحسن توكّلي
عليك. إلهي إن حطّتني الذنوب من مكارم لطفك فقد نبّهني اليقين إلى كرم عطفك. إلهي إن
أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد نبّهتني المعرفة بكرم آلائك. إلهي إن دعاني
إلى النار عظيم عقابك فقد دعاني إلى الجنّة جزيل ثوابك. إلهي فلك أسأل وإليك أبتهل
وأرغب أن
تصلّي
على محمّد وآل محمّد وأن تجعلني ممّن يديم ذكرك ولا ينقض عهدك ، ولا يغفل عن شكرك ولا
يستخفّ بأمرك. إلهي وألحقني بنور عزّك الأبهج فأكون لك عارفاً ، وعن سواك منحرفاً ،
ومنك خائفاً مراقباً ، يا ذا الجلال والإكرام ، وصلّى الله على محمّد رسوله وآله الطاهرين
وسلّم تسليماً كثيراً)».
المورد
الثاني : قال الإربلي في كتاب كشف الغمّة في معرفة الأئمّة
عليهم السلام : «روى ابن خالويه في كتاب
الآل
أنّ آمنة بنت وهب أمّ النبيّ صلّى الله عليه
وآله رأت في منامها أنّه يقال لها : إنّك قد حملت بخير البرية وسيّد العالمين ، فإذا
ولدته فسمّيه محمّداً ، فإنّ اسمه في التوراة حامد ، وفي الإنجيل أحمد ، وعلّقي عليه
هذه التميمة ـ التميمة التعويذ ـ قالت : فانتبهت وعند رأسي صحيفة من ذهب مكتوب فيها
:
[من الرجز]
أعيذه بالواحد
|
|
من شرّ كلّ حاسد
|
وكلّ خلق مارد
|
|
من قائم وقاعد
|
عن القبيل عاند
|
|
على الفساد جاهد
|
يأخذ بالمراصد
|
|
من طرق الموارد
|
أنهاهم عنه بالله الأعلى ، وأحوطه باليد
العليا ، والكفّ التي لا ترى ، يد الله فوق أيديهم ، وحجاب الله دون عاديتهم ، لا يطوره
ولا يضرّه في مقعد
__________________
ولا مقام ، ولا مسير ولا
منام ، أوّل الليل وآخر الأيّام».
واستمرّ الإربلي في كلامه ناقلاً بعض الحوادث
المزامنة لولادة النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وقد يكون هذا النقل عن كتاب الآل ،
وقد يكون عن غيره حيث لم يشر إلى المنقول منه ، حيث قال : «وارتجس إيوان كسرى يوم
ولادته ـ الرجس بالفتح : الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير ـ ورجّت السماء ـ بالفتح
ترجّ إذا رعدت وتمخّضت وارتجّت مثله ـ وسقطت منه أربع عشرة شرفة ، وخمدت نيران فارس
، ولم تخمد قبل ذلك منذ ألف سنة ، وغاضت بحيرة ساوة ، ورؤيا المؤبذان
وإنفاذ عمرو بن بقيلة إلى شقّ وسطيح الكاهنين وإخبارهما بقرب أيّامه له وظهوره قصّة
مشهورة قد نقلها الرواة وتداولها الإخباريّون ، ورأى بعض اليهود في ليلة ولادته صلّى
الله عليه وآله النجوم وانقضاضها ، فقال : في هذه الليلة ولد نبيّ ، فإنّا نجد في كتبنا
أنّ الشياطين تمنع من استراق السمع وتُرجم بالنجوم لذلك ، وسأل هل ولد في هذه الليلة
لأحد؟
فقيل : نعم لعبد الله بن عبد المطّلب.
فقال : أرونيه ، فأخرج إليه في قماطه فرأى
عينيه ، وكشف عن كتفيه فرأى شامة سوداء وعليها شعرات ، فوقع إلى الأرض مغشيّاً عليه
، فتعجّبت منه قريش وضحكوا.
__________________
فقال : أتضحكون ، هذا نبيّ السيف ، وليبيرنّكم
، وقد ذهبت النبوّة من بني إسرائيل إلى الأبد ، فتفرّقوا يتحدّثون بما قال.
وفي التوراة ما حكاه لي
بعض اليهود ورأيته أنا في توراة معربة ، وقد نقله الرواة أيضاً : «إسماعيل قبلت صلاته
وباركت فيه وأنميته وكثّرت عدده بـ : مادماد ـ معناه بمحمّد ـ وعدد حروفه اثنان وتسعون
حرفاً ، سأخرج اثني عشر إماماً ملكاً من نسله ، وأعطيه قوماً كثير العدد ، وأوّل هذا
الفصل بالعبري لاشموعيل شمعيثو خو.
ولمّا سافر أبو طالب إلى الشام قال : يا
عمّ إلى من تكلني ولا أب لي ولا أمّ؟ فرقّ له فقال : والله لأخرجنّك معي ولا تفارقني
أبداً ، ولمّا وصل معه إلى بصرى رآه بحيراء الراهب عن بعد والغمامة تظلّه ، فصنع لقريش
طعاماً ودعاهم ولم يكن له عادة بذلك ، فحضروه وتأخّر صلّى الله عليه وآله لصغر
سنّه ، فقال : هل بقي منكم أحد؟
فقالوا : نعم صبيّ صغير ، فقال : أريده ،
فلمّا أكلوا وانصرفوا خلا به وبعمّه وقال : يا غلام أسألك باللات والعزّى ـ لأنّه سمعهم
يحلفون بهما ـ فقال : لا تسألني بهما ، فوالله ما أبغضت شيئاً كبغضي لهما ، فسأله عن
أشياء من حاله ويقظته ومنامه وأموره ، فأخبره بما وافق ما عنده من صفته ، ثمّ نظر
__________________
إلى ظهره فرأى خاتم النبوّة
بين كتفيه على الصفة التي يعرفها ، فقال لأبي طالب : ما هذا الغلام منك؟
قال : ابني؟ قال : ليس ابنك ، وما يكون أبوه
حيّاً ، قال ابن أخي ، قال : وما فعل أبوه؟ قال : مات وأمّه حبلى به ، قال : صدقت ،
ارجع بابن أخيك واحفظه من اليهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت منه ليبغينه
شرّاً ، فإنّه صلّى الله عليه وآله كائن له شأن ، ولمّا عاد به عمّه تبعه جماعة من
أهل الكتاب يبغون قتله فردّهم بحيراء ، وذكّرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره.
وقال أبو طالب رضي الله عنه في ذلك :
[من الكامل]
إنّ ابن آمنة النبيّ محمّداً
|
|
عندي بمثل منازل الأولاد
|
يذكر فيها حال بحيرا وردّ من ردّه من اليهود
عن النبي صلّى الله عليه وآله ، وبشارة سيف بن ذي يزن جدّه عبد المطلب به وتعريفه إيّاه
حاله حين قدم عليه يهنّيه بعود الملك إليه ، وهي معروفة منقولة ، وهذا باب لو أوغلت
فيه أطلت ولم أبلغ مدى عشيره ولا أتيت مع الإسهاب بيسيره وأين الثريّا من يد المتناول
، وكيف لي بعد الرمال والجنادل».
أقول
: ذكرت سابقاً أنّ نقل الإربلي عن ابن خالويه قد تكون نهايته إلى آخر العوذة المنقولة
في ولادة النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وقد يكون المنقول
__________________
عن ابن خالويه إلى هنا
، وهو الأرجح ، لاعتياده التصريح بالمصدر المنقول عنه ، ولمّا لم يكن كذلك فيقوى أن
يكون الكلام مستمرّاً والله العالم.
المورد
الثالث : نقل الإربلي في كشف الغمّة
أنّه قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه : الآل ينقسم
في اللّغة خمسة وعشرين قسماً.
١
ـ آل الله قريش ، قال الشاعر ـ هو عبد
المطلب ـ :
[من الرمل]
نحن آل الله في كعبته
|
|
لم يزل ذاك على عهد ابرهم
|
٢
ـ وقال آخرون : أراد نحن آل بيت الله ، أي قطّان مكّة وسكّان حرم الله
، والعرب تقول في الاستغاثة : يا آل الله يريدون قريشاً.
٣
ـ وآل محمّد صلّى الله عليه وآله بنو هاشم
، مَن آل إليه بحسب أو قرابة.
٤
ـ وقيل : آل محمّد صلّى الله عليه وآله كلّ تقيّ.
٥
ـ وقيل : آل محمّد من حرمت عليه الصدقة
، فأمّا قوله تعالى : (يَرِثُنُي وَيَرِثُ مِنْ
آلِ يَعْقُوْبَ)
قيل : يرث نبوّتهم وعلمهم ، عن الحسن البصري ، وقوله تعالى : (وَوَرِثَ
سُلَيْمَانُ دَاوُدَ)
وقال ابن عبّاس : ورثة الحبورة يعني العلم والحكمة ، ولذلك سمّي العالم حبراً من الحبار
، وهو الحسن والجمال.
__________________
٦
ـ وآل الله أهل القرآن ، قال النبيّ صلّى الله
عليه وآله : إنّ لله أهلين قيل : من هم؟ قال أهل القرآن.
وفي حديث آخر : أهل القرآن عرفاء أهل الجنّة
، وإذا فضّل الله شيئاً نسبه إليه. كما قيل للكعبة بيت الله ولرجب شهر الله ، وجمع
الأهل في السلامة أهلون وأهلين في المذكّر ، والمؤنّث أهلات ، فيكون جمعاً لأهله
ولأهل.
قال الشاعر
:
[من الطويل]
وهم أهلات حول قيس بن عاصم
|
|
إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا
|
والكوثر الكثير العطاء وهو فوعل من الكثرة.
فإن قيل : ما الفرق بين الآل والأهل؟
قلت : هما سواء ، إنّ الهمزة في آل مبدّلة
من الهاء في أهل ثمّ لينت كما قيل : هيّاك وإيّاك وهيهات وأيهات ، ودليل ذلك إجماع
النحويّين على أنّ تصغير آل أهيل بردّه إلى أصله لا خلاف فيه ، إلاّ أنّ الكسائي أجاز
أويلا وأهيلا تارة على اللفظ وتارة على الأصل ، كما قيل في جمع قيل وهو الملك
أقيال على لفظ قيل وأقول على الأصل ، وقال آخرون : الاختيار أن تقول في الجماد والأسماء
المجهولة : أهل ، وفي الحيوان والأسماء المعروفة : آل ،
__________________
يقال : أهل بغداد ، وآل
القوم ، وآل محمّد».
٧
ـ والآل : السراب الذي تراه في الصحراء وعند الهاجرة
كأنّه قال الشاعر يهجو بخيلا :
[من الكامل]
إنّي لأعلم أنّ خبزك دونه
|
|
نكد البخيل ودونه الأقفال
|
وإذا انتجعت لحاجة لم يقضها
|
|
وإذا وعدت فإنّ وعدك آل
|
وقد فرّقوا بين الآل والسراب فقالوا : السراب
قبل الظهر والآل بعده.
٨
ـ والآل أعواد الخيمة.
٩
ـ والآل : اسم جبل بعينه.
١٠
ـ والآل : الشخص ، تقول : رأيت آل زيد
وشخصه وسواده ، بمعنى رأيت شخصه.
١١
ـ والآل : الإنسان نفسه
، يقال : جاءني آل أحمد ، أي جاءني أحمد ، ورأيت آل الرجال أي الرجال ، وهذا حرف غريب
نادر ذكره الفضل ابن سلمة في ضياء القلوب ، واحتجّ بقوله تعالى : (وَبَقِيَّةٌ
مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ)
أي ممّا ترك موسى وهارون وبقول جميل :
[من الطويل]
بثينة من آل النساء وإنّما
|
|
يكن لأدنى لا وصال لغائب
|
__________________
أي هي من النساء في غدرهنّ وتلونهنّ.
١٢
ـ ويقال : فلان من آل النساء أي خلق منهنّ.
١٣
ـ وفلان من آل النساء أي يتبعهنّ ويحبّ مجالستهنّ ،
والعزهاة
ضدّ ذلك.
١٤ ـ وآل فرعون من كان على دينه ومذهبه ،
قال تعالى : (وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ)
والذين غرقوا ثلاثة آلاف ألف (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ
أَشَدَّ الْعَذَابِ)(وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ
فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ)
أي بالجدب والقحط.
فإن قال قائل : فما حقيقة الآل في اللغة
عندك دون المجاز هل هو خاصّ لأقوام بأعيانهم ، أم عامّ في جميعهم؟ متى سمعناه مطلقاً
غير مقيّد؟
فقل : حقيقة الآل في اللغة القرابة خاصّة
دون سائر الأمّة ، وكذلك العترة ولد فاطمة عليهاالسلام
خاصّة ، وقد يتجوّز فيه بأن يجعل لغيرهم كما تقول : جاءني أخي ، فهذا يدلّ على أخوّة
النسب ، تقول : أخي تريد في الإسلام وأخي في الصداقة وأخي في القبيل والحيّ ، قال تعالى
: (وَإلَى ثَمُوْدَ أَخَاهُمْ صَالِحا)
ولم يكن أخاهم في دين ولا صداقة ولا نسب ، وإنّما أراد الحيّ والقبيل ، والأخوّة :
الأصفياء والخلصان ، وهو قول النبيّ(صلى الله عليه وآله) لعليّ عليهالسلام : إنّه
__________________
أخوه ، قال عليّ عليهالسلام : أنا عبد الله وأخو
رسول الله صلّى الله عليه وآله لا يقولها بعدي إلاّ مفتر ، فلولا أنّ لهذه الأخوّة
مزيّة على غيرها ما خصّه الرسول(صلى الله عليه وآله)بذلك ، وفي رواية أخرى : لا يقولهما
بعدي إلاّ كذّاب.
ومن ذلك قوله تعالى حكاية عن لوط : (هؤُلاءِ
بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُم)
ولم يكن بناته لصلبه ولكن بنات أمته فأضافهنّ إلى نفسه رحمة وتعطّفاً وتحنّناً ، وقد
بيّن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، حيث سئل فقال : إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب
الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفونني فيهما؟
قلنا : فمن أهل بيتك؟ قال : آل عليّ وآل
جعفر وآل عقيل وآل العبّاس.
وسئل ثعلب لم سمّيا الثقلين؟ قال : لأنّ
الأخذ بهما ثقيل ، قيل : ولم سمّيت العترة؟ قال : العترة القطعة من المسك ، والعترة
: أصل الشجرة.
قال أبو حاتم السجستاني : روى عبد العزيز
بن الخطّاب عن عمرو بن شمر عن جابر ، قال : أجمع آل رسول الله(صلى الله عليه وآله)
على الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وعلى أن لا يمسحوا على الخفّين. قال ابن خالويه
: هذا مذهب الشيعة ومذهب أهل البيت ، وقد تخصّص ذلك العموم قال الله تعالى : (إِنَّمَا
يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
، قالت أمّ سلمة رضي الله عنها : نزلت في النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين
صلوات الله عليهم.
__________________
عن أنس قال : كان رسول الله(صلى الله
عليه وآله) يمرّ ببيت فاطمة بعد أن بنى عليها عليّ عليهالسلام
ستّة أشهر ، ويقول : الصلاة أهل البيت ، (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ
لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ).
قال : وكان علي بن الحسين عليهالسلام
يقول في دعائه : اللهمّ إنّ استغفاري لك مع مخالفتي ، للؤم. وإنّ تركي الاستغفار مع
سعة رحمتك ، لعجزٌ ، فيا سيّدي إلى كم تتقرّب إليّ وتتحبّب وأنت عنّي غنيّ ، وإلى كم
أتبعّد منك وأنا إليك محتاج فقير. اللهمّ صلّ على محمّد وعلى أهل بيته ـ ويدعو بما
شاء ـ.
فمتى قلنا : آل فلان مطلقاً فإنّما نريد
من آل إليه بحسب أو قرابة ، ومتى تجوّزنا وقع على جميع الأمّة.
وتحقيق هذا أنّه لو أوصى بماله لآل رسول
الله(صلى الله عليه وآله) لم تدفعه الفقهاء إلاّ إلى الذين حرمت عليهم الصدقة ، وكان
بعض من يدّعي الخلافة يخطب فلا يصلّي على النبيّ(صلى الله عليه وآله) فقيل له في ذلك
، فقال : إنّ له أهيل سوء إذا ذكرته اشرأبّوا ، فمن المعلوم أنّه لم يرد نفسه لأنّه
كان من قريش ، ولمّا قصد العبّاس الحقيقة قال لأبي بكر : النبيّ(صلى الله عليه
وآله) شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها.
١٥
ـ وآل أعوج وآل ذي العقال نسل أفراس من عتاق الخيل
، يقال : هذا الفرس من آل أعوج إذا كان من نسلهم ، لأنّ البهائم بطل بينهما
القرابة والدين ، كذلك آل محمّد من تناسله فاعرفه قال تعالى : (إِنَّ
الله اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)
أي عالمي
__________________
زمانهم ، فأخبر أنّ الآل
بالتناسل لقوله تعالى : (ذُرِّيَةً بَعْضُهَا مِنْ
بَعْض).
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله) : سألت ربّي أن لا يدخل أحداً من أهل بيتي النار فأعطانيها.
١٦
ـ وأمّا قولهم : قرأت (آل حم) فهي السور السبعة التي أوّلهنّ حم
، ولا تقل : الحواميم ، وقال أبو عبيدة : الحواميم سور في القرآن على غير القياس.
١٧
ـ وآل يس آل محمّد.
١٨
ـ وآل يس حزقيل وحبيب النجّار
، وقد قال ابن دريد مخصّصاً لذلك العموم وإن لم يكن بنا حاجة إلى الاحتجاج بقوله ،
لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قد ذكره في عدّة مواضع كآية المباهلة وخصّ عليّاً
وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهمالسلام
بقوله : اللهمّ هؤلاء أهلي.
وكما روي عن أمّ سلمة رضي الله عنها أنّه
صلّى الله عليه وآله أدخل عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهمالسلام في كسائه وقال : اللهمّ
إنّ هؤلاء أهلي أو أهل بيتي ، فقالت أمّ سلمة : وأنا منكم؟ قال : أنت بخير أو على خير
كما يأتي في موضعه ، ومن شعر ابن دريد :
[من الكامل]
إنّ النبيّ محمّداً ووصيّه
|
|
وابنيه وابنته البتول الطاهرة
|
أهل العباء فإنّني بولائهم
|
|
أرجو السلامة والنجا في الآخرة
|
__________________
وأرى محبّة من يقول بفضلهم
|
|
سبباً يجير من السبيل الجائرة
|
أرجو بذاك رضى المهيمن وحده
|
|
يوم الوقوف على ظهور الساهرة
|
قال : الساهرة أرض القيامة.
١٩
ـ وآل مرامر : أوّل من وضع الكتاب
بالعربية ، وأصلهم من الأنبار والحيرة فقد أمللت آل الله وآل محمّد وآل القرآن وآل
السراب والآل الشخص ، وآل أعوج فرسا ، وآل جبلا ، وآل يس وآل حم وآل زيد نفسه ،
وآل فرعون : آل دينه وآل مرامر.
٢٠
ـ والآل : الروح.
٢١
ـ والآل : الحزانة والخاصّة.
٢٢
ـ والآل : القرابة.
٢٣
ـ والآل : كلّ تقيّ.
٢٤
ـ والآل : جمع آله وهي خشبة.
٢٥
ـ والآل : حربة يصاد بها السمك.
فأمّا الأهل فأهل الله أهل القرآن وأهل البيت
وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام
على ما فسّرته أمّ سلمة ، وذلك أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) بينا هو ذات يوم
جالساً ، إذ أتته فاطمة عليهاالسلام
ببرمة فيها عصيدة فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله) أين عليّ وابناه؟
قالت : في البيت ، قال : ادعيهم لي ، فأقبل
عليّ والحسن والحسين بين يديه وفاطمة أمامه ، فلمّا بصر بهم النبيّ(صلى الله عليه
وآله) تناول كساءً كان على المنامة خيبريّاً ، فجلّل به نفسه وعليّاً والحسن والحسين
وفاطمة ، ثمّ قال : اللهمّ إنّ
هؤلاء أهل بيتي وأحبّ
الخلق إليّ فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، فأنزل الله تعالى : (إنّما
يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ)
الآية.
وفي رواية أخرى قالت : فقلت يا رسول الله
: ألست من أهل بيتك؟ قال صلّى الله عليه وآله : «إنّك على خير ، أو إلى خير»
وجاء في صفوة
الصفات «أنّه لما نعي جعفر وكان قد قتل بمؤتة ،
قال(صلى الله عليه وآله) : (اصنعوا لآل جعفر طعاماً ، أفتراه أنّه صلّى الله عليه وآله
أراد جميع الناس؟).
هذا ما لا يقوله ذو لبّ ، قاله ابن خالويه».
المورد
الرابع : قال الإربلي في كشف الغمّة
: «ونقلت من كتاب الآل
لابن خالويه عن حذيفة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : من أحبّ أن
يتمسّك بقصبة الياقوت التي خلقها الله بيده ، ثمّ قال لها : كوني فكانت فليتولّ
عليّ بن أبي طالب من بعدي».
المورد
الخامس : «ومثله عن حذيفة بن اليمان قال : قال
رسول الله(صلى الله عليه وآله) : من سرّه أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويتمسّك بالقصبة
الياقوتة التي خلقها الله ، ثمّ قال لها : كوني فكانت فليتولّ عليّ بن أبي طالب من
بعدي. قلت : رواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء
، وتفرّد به بشر عن شريك».
__________________
المورد
السادس : «ومن كتاب الآل
في حديث أمّ سلمة رضي الله عنها لمّا أتت فاطمة عليها السلام بالعصيدة قال : أين عليّ
وابناه؟ قالت : في البيت ، قال : ادعيهم لي ، فأقبل عليّ والحسن والحسين بين يديه وتناول
الكساء على ما قلناه آنفاً ، وقال : اللهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي وأحبّ الخلق إليّ
الحديث بتمامه».
المورد
السابع : «ومن كتاب ابن خالويه عن أبي سعيد قال
: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليّ عليهالسلام
: حبّك إيمان وبغضك نفاق ، وأوّل من يدخل الجنّة محبّك ، وأوّل من يدخل النار مبغضك
، وقد جعلك الله أهلاً لذلك ، فأنت منّي وأنا منك ، ولا نبيّ بعدي».
المورد
الثامن : «ومنه أيضاً عن عبد الله بن مسعود قال
: خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) من بيت زينب بنت جحش حتّى أتى بيت أمّ سلمة فجاء
داقّ فدقّ الباب ، فقال : يا أمّ سلمة قومي فافتحي له ، قالت : فقلت : ومن هذا يا رسول
الله الذي بلغ من خطره أن أفتح له الباب وأتلقّاه بمعصمي وقد نزلت فيّ بالأمس آيات
من كتاب الله؟
فقال : يا أمّ سلمة إنّ طاعة الرسول طاعة
الله وإنّ معصية الرسول معصية
__________________
الله عزّ وجلّ ، وإنّ
بالباب لرجلاً ليس بنزق
، ولا خرق ، وما كان ليدخل منزلاً حتّى لا يسمع حسّاً ، وهو يحبّ الله ورسوله ويحبّه
الله ورسوله ، قالت : ففتحت الباب فأخذ بعضادتي الباب ، ثمّ جئت حتّى دخلت الخدر ،
فلمّا أن لم يسمع وطئي دخل ثمّ سلّم على رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ثمّ قال :
يا أمّ سلمة ـ وأنا من وراء الخدر ـ أتعرفين هذا؟ قلت : نعم هذا عليّ بن أبي طالب.
قال : هو أخي ، سجيّته سجيّتي ـ السجيّة
الخلق والطبيعة ـ ولحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، يا أمّ سلمة هذا قاضي عداتي من بعدي
، فاسمعي واشهدي يا أمّ سلمة ، هذا وليّي من بعدي ، فاسمعي واشهدي يا أمّ سلمة ، لو
أنّ رجلاً عَبَدَ الله ألف سنة بين الركن والمقام ولقى الله مبغضاً لهذا أكبّه الله
عزّ وجلّ على وجهه في نار جهنّم».
المورد
التاسع : ومن كتاب الآل
عن مالك بن حمامة ، قال : طلع علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله) ذات يوم متبسّماً
يضحك ، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ما الذي أضحكك؟
قال : بشارة أتتني من عند الله في ابن عمّي وأخي وابنتي ، إنّ الله تعالى لمّا زوّج
فاطمة أمر رضوان فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاقاً ـ يعني بذلك صكاكاً ، وهي جمع صكّ وهو
__________________
الكتاب ـ بعدد محبّينا
أهل البيت ، ثمّ أنشأ من تحتها ملائكة من نور فأخذ كلّ ملك رقّاً ، فإذا استوت القيامة
بأهلها هاجت الملائكة والخلائق ، فلا يلقون محبّاً لنا محضاً أهل البيت إلاّ أعطوه
رقّاً فيه براءة من النار. فنثار عمّي وابن أخي وابن عمّي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء
من أمّتي من النار.
ثمّ قال الإربلي : كان ينبغي أن أذكر هذا
الحديث عند ذكر تزويج أمير المؤمنين بسيّدة نساء العالمين فاطمة عليهاالسلام ولكن جرى القلم بسطره
، وأينما ذكر فهو من أدلّة شرفها وشرفه ، وفخرها وفخره ، ومهما ظنّ أنّه مبالغة في
أوصافهما فهو على الحقيقة دون قدرها وقدره.
[من السريع]
خير البرايا كلّها آدم
|
|
وخير حيٍّ بعده هاشم
|
وصفوة الرحمن من خلقه
|
|
محمّد وابنته فاطم
|
وبعلها الهادي وسبطاهما
|
|
وقائم يتبعه قائم
|
منهم إلى الحشر فمن قال لا
|
|
فقل له لا أفلح النادم.
|
ثمّ إنّ الإربلّي كرّر الحديث أعلاه في المجلّد
الثاني من كشف
الغمّة ، وقال في ذيله : «ثمّ قال الإربلي : هذا
الحديث ذكرته في أخبار علي عليهالسلام
، وذكرته هنا لما فيه من ذكر فاطمة عليهاالسلام
وكان ذكره عند تزويجه بها عليهماالسلام
أولى ، وأينما ذكر فهو دالّ على شرفهما صلّى الله عليهما».
__________________
وجاء في الفصول المهمّة
لابن الصبّاغ : «ومن كتاب الآل
ورواه أبو بكر الخوارزمي
في كتاب المناقب
عن بلال بن حمامة ، قال : طلع علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله) ذات يوم متبسّماً
ضاحكاً إلى آخر الحديث أعلاه ووجهه مشرق كدارة القمر ، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف
فقال : يا رسول الله ما هذا النور؟ قال : بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي وابنتي
، فإنّ الله زوّج عليّاً من فاطمة ، وأمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاقاً
ـ يعني صكاكاً ـ بعدد محبّي أهل بيتي وأنشأ تحتها ملائكة من النور ورفع إلى كلّ ملك
صكّاً ، فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق فلا يبقى محبّ لأهل البيت
إلاّ دفعت إليه صكّاً فيه فكاكه من النار ، فصار أخي وابن عمّي وابنتي فكاك رقاب رجال
ونساء من أُمّتي من النار».
المورد
العاشر : «وعن أنس بن مالك رضياللهعنه في قوله تعالى : (مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ)
قال : عليّ وفاطمة (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ
وَالْمَرْجَانُ)قال
: الحسن والحسين. رواه صاحب كتاب الدرر
عن محمّد بن سيرين في قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ
مِنَ الْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَه نَسَباً وَصِهْرًا)
أنّها نزلت في النبىّ(صلى الله عليه وآله) وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه هو ابن عمّ
رسول
__________________
الله(صلى الله عليه
وآله) زوج ابنته فاطمة فكان نسباً وصهراً».
المورد
الحادي عشر : قال الإربلّي في كشف الغمّة
: «ومن الكتاب المذكور ، أي كتاب الآل ، عن شقيق بن سلمة عن عبد الله ، قال : رأيت
رسول الله(صلى الله عليه وآله) هو آخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وهو يقول : هذا وليّي
وأنا وليّه ، عاديت من عادى وسالمت من سالم».
المورد
الثاني عشر : «وروى ابن خالويه في
كتاب الآل قال : حدّثني أبو عبد الله الحنبلي قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن قضاعة
، قال : حدّثنا أبو معاذ عبدان بن محمّد قال : حدّثني مولاي أبو محمّد الحسن بن عليّ
عن أبيه عليّ بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن موسى عن أبيه موسى بن
جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه
الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام
، قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : لمّا خلق الله آدم وحوّاء تبخترا في الجنّة
فقال آدم لحوّاء : ما خلق الله خلقاً هو أحسن منّا ، فأوحى الله إلى جبرئيل ائت بعبدَيَّ
الفردوس الأعلى ، فلمّا دخلا الفردوس نظر إلى جارية على درنوك
من درانيك الجنّة وعلى رأسها تاج من نور وفي أذنيها قرطان من نور قد أشرقت الجنان من
نور وجهها.
__________________
فقال آدم : حبيبي جبرئيل من هذه الجارية
التي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها؟
فقال : هذه فاطمة بنت محمّد نبيّ من ولدك
يكون في آخر الزمان ، قال : فما هذا التاج الذي على رأسها؟
قال : بعلها عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
قال ابن خالويه : البعل في كلام العرب خمسة
أشياء الزوج والصنم من قوله : (أَتَدْعُوْنَ بَعْلاً)
، والبعل اسم امرأة وبها سمّيت بعلبك ، والبعل من النخل ما شرب بعروقه من غير سقي ،
والبعل السماء ؛ والعرب تقول : السماء بعل الأرض.
قال : فما القرطان اللذان في أذنيها؟
قال : ولداها الحسن والحسين قال آدم : حبيبي
أخلقوا قبلي؟ قال : هم موجودون في غامض علم الله قبل أن تخلق بأربعة آلاف سنة».
المورد
الثالث عشر : «وعن ابن خالويه من
كتاب الآل
يرفعه إلى عليّ ابن موسى الرضا عن آبائه عليهمالسلام
عن عليّ صلّى الله عليه وآله قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إذا كان يوم
القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا معشر الخلائق غضّوا أبصاركم حتّى تجوز فاطمة بنت
محمّد صلّى الله عليه
__________________
وآله.
وزاد ابن عرفة عن رجاله يرفعه إلى أبي أيّوب
الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة نادى مناد
من بطنان العرش يا أهل الجمع نكّسوا رؤوسكم وغضّوا أبصاركم حتّى تجوز فاطمة عليها
السلام على الصراط ، فتمرّ ومعها سبعون ألف جارية من الحور العين».
المورد
الرابع عشر : ومنه عن نافع بن أبي
الحمراء ، قال : شهدت رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمانية أشهر إذا خرج إلى صلاة
الغداة مرّ بباب فاطمة عليها السلام فقال : السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته
، الصلاة (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
المورد
الخامس عشر : «ومن كتاب الآل
عن الحسين بن عليّ عن أبيه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال : يا فاطمة إنّ
الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك».
المورد
السادس عشر : «ومن كتاب الآل
لابن خالويه اللّغوي عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : حسن وحسين
سيّدا شباب أهل الجنّة من أحبّهما أحبّني ومن أبغضهما أبغضني.
__________________
وعن جابر قال : قال رسول الله صلّى الله
عليه وآله : إنّ الجنّة تشتاق إلى أربعة من أهلي قد أحبّهم الله وأمرني بحبِّهم ، عليّ
بن أبي طالب والحسن والحسين والمهدي عليه السلام الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليه
السلام».
المورد
السابع عشر : «ومن كتاب الآل
مرفوعاً إلى عقبة بن عامر ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : قالت الجنّة
يا ربّ أليس قد وعدتني أن تسكنّي ركناً من أركانك؟ قال : فأوحى الله إليها أما ترضين
إنّي زيّنتك بالحسن والحسين فأقبلت تميس كما تميس العروس».
المورد
الثامن عشر : «ومن كتاب منهج التحقيق إلى سواء
الطريقرواه
من كتاب الآل
لابن خالويه يرفعه إلى جابر الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول
: (إنّ الله عزّ وجل خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد ، فعصر ذلك
النور عصرة فخرج منه شيعتنا ، فسبّحنا فسبّحوا وقدّسنا فقدّسوا وهلّلنا فهلّلوا ومجّدنا
فمجّدوا ووحّدنا فوحّدوا. ثمّ خلق الله السماوات والأرض وخلق الملائكة فمكثت
الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحا ولا تقديسا فسبّحنا فسبّحت شيعتنا فسبّحت الملائكة
، وكذا في البواقي ، فنحن الموحّدون حيث لا موحّد غيرنا ،
__________________
وحقيق على الله عزّ وجلّ
كما اختصّنا واختصّ شيعتنا أن يزلفنا وشيعتنا في أعلى علّيّين ، إنّ الله اصطفانا واصطفى
شيعتنا من قبل أن نكون أجساماً فدعانا فأجبناه فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر
الله عزّ وجلّ».
المورد
التاسع عشر : «وروي عن عمر بن الخطّاب
أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : ما بال أقوام
يزعمون أنّ قرابتي لا تنفع ، إنّ كلّ سبب ونسب وصهر منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي
وصهري.
قال عمر : فلمّا سمعت ذلك من رسول الله صلّى
الله عليه وآله أحببت أن يكون بيني وبينه نسب وسبب وصهر ، فخطبت إلى عليّ رضي الله
عنه ابنته أُمّ كلثوم(رض) من فاطمة رضي الله عنها بنت محمّد صلّى الله عليه وآله
فزوّجنيها.
قيل : وكان ذلك في سنة سبع عشر من الهجرة
ودخل بها في ذي القعدة من السنة المذكورة ، وكان صداقها أربعين ألف درهم فولدت له زيداً
أو زينباً».
المورد
العشرون : «وعن عمّار بن ياسر أنّ النبيّ صلّى الله
عليه وآله قال لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام
: طوبى لمن أحبّك وصدّق فيك ، وويلٌ لمن أبغضك
__________________
وكذّب فيك».
المورد
الحادي والعشرون : «وعن ابن عبّاس أنّ
النبيّ صلّى الله عليه وآله نظر إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال له : (أنت سيّد
في الدنيا وسيّد في الآخرة ، من أحبّك فقد أحبّني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، وبغضك بغض
الله ، فالويل كلّ الويل لمن أبغضك)».
المورد
الثاني والعشرون : «وعن النبيّ صلّى الله
عليه وآله أنّه قال : (ألا ومَن مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً ، ألا ومَن مات على
حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان ، ألا ومَن مات على حبّ آل محمّد زفّ إلى الجنّة
كما تزفّ العروس إلى زوجها)».
المورد
الثالث والعشرون : قال الشيخ الكفعمي
في صفوة
الصفات في شرح دعاء السمات
في تفسير لفظ الصلاة ما نصّه : «الصلاة يقال على معان تسعة ، ذكرها ابن خالويه في كتاب
الآل
، ونحن نذكرها بلفظ غيره بزيادة ونقصان.
__________________
الأوّل
: الصلاة المعروفة المشتملة على الركوع والسجود وغيرهما ، قيل : إنّما سمّيت بذلك لأنّ
المصلّين يصفّون صفوفاً ، يحاذي كلّ واحد برأسه صلوي الآخر عند الركوع.
الثاني
: الصلاة الدعاء كقوله تعالى : (وَصَلِّ عَلَيْهِم) أي ادع لهم ، ومنه الحديث : إذا دعي أحدكم
إلى طعام فليجب ، فإن كان مفطراً فليأكل وإن كان صائماً فليصلّ ، أي فليدع لأرباب الطعام
بالمغفرة والبركة.
ومنه الحديث الآخر : الصائم إذا أكل عنده
صلّت عليه الملائكة ، وكذا قوله صلّى الله عليه وآله : «من صلّى عليّ مرّة صلّت عليه
الملائكة عشراً» ، قال الأعشى لابنته :
[من البسيط]
عليك مثل الذي صلّيت فاعتصمي
|
|
..................
|
أي لك مثل ما دعيتي ، ومثل ذلك الصلاة على
الجنازة إنّما هي الدعاء.
الثالث
: الصلاة تقال على الرحمة التي هي صلاة الله وإنّه تعالى عطف في الآية بالرحمة على
الصلاة وهي هي لاختلاف اللفظين ، وقال عدي بن زيد :
[من الوافر]
__________________
..................
|
|
وألفى قولها كذباً وميناً
|
والكذب والمين واحد.
الرابع
: الصلاة التبريك ، كقوله تعالى : (إنّ اللهَ وَمَلائِكَتهُ
يُصَلُّوْنَ عَلَى النّبِيّ)
أي يباركون عليه.
الخامس
: الصلاة الغفران كقوله تعالى : (أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ مِن رَّبِّهِم وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُوْن)
أي مصيبون طريق الحقّ.
وقال ابن عبّاس : المؤمن إذا سلّم الأمر
لله ورجع واسترجع عند المصيبة كتب الله له ثلاث خصال من الخير : الصلاة من الله وهي
المغفرة والرحمة ، وتحقيق سبيل الهدى.
وفي حديث سودة بن زمعة أنّها قالت : يا رسول
الله إذا متنا صلّى لنا عثمان بن مظعون حتّى تأتينا؟ فقال لها : إنّ الموت أشدّ ممّا
تقدّرين ، فقال شمر قولها : (صلّى لنا) أي (استغفر لنا عند ربّه) قاله الهروي.
السادس
: الصلاة الدين والمذهب ، قال تعالى حكاية عن قول قوم شعيب عليه السلام : (قَالُوا
يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ
__________________
آبَاؤُنَا)
أي دينك يأمرك ، ومثله قوله تعالى : (وَإَذِا قِيْلَ لَهُمُ
ارْكَعُوا لاَ يَرْكَعُوْن)
لم يرد به الركوع وحده ، بل أراد وإذا قيل لهم : ادخلوا في الدين والشريعة امتنعوا.
السابع
: الصلاة الإصلاح والتسوية ، قال : فما صلّى عصاك كمستديم.
أي يصلحها ويسوّيها بالصلا ، وهي النار.
الثامن
: الصلاة بيت النصارى ، ومنه قوله تعالى : (لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ
وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ)
ويقال لهذا البيت : صلاة ، وإلى هذا المعنى ذهب الشاعر بقوله :
[من الخفيف]
اتّق الله في الصلاة ودعها
|
|
إنّ في الصوم والصلاة فسادا
|
والصوم ذرق النعام.
التاسع
: إحدى صلوي الدابّة ، وهما ما اكتنف الذنب من يمين وشمال ، ومنه قولهم : سبق أبو بكر
صلوي عمر ، ويقال للثاني من خيل السباق : المصلي.
__________________
هذا ما عثرت عليه متشتّتاً من بقايا كتاب
الآل
لابن خالويه جمعته وقدّمته بين يدي الباحثين ، عسى أن يكون باعثاً للبحث والتنقيب عنه
وعن المظلوم من تراثنا العزيز ، خصوصاً إذا كانت المضامين المجموعة متوافقة مع
مضامين كتاب سقطت صفحاته الأولى والأخيرة ، ممّا يشجّع القول : إنّ هو هو ، والله الهادي
إلى سواء السبيل.
المصادر
١
ـ القرآن الكريم
٢
ـ إقبال الأعمال : للسيّد علي بن طاووس
، المتوفّى سنة ٦٦٤ هجرية ، نشر مركز الإعلام الإسلامي في قم.
٣
ـ أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين ،
المتوفّى سنة ١٣٧١ هجرية ، نشر دار التعارف للمطبوعات ، بيروت ، لبنان
٤
ـ إنباه الرواة في أنباه النحاة :
لأبي الحسن علي بن يوسف الشيباني المعروف بابن القفطي المتوفّى سنة ٦٤٦ هجرية ، نشر
دار الكتب المصرية في القاهرة.
٥
ـ المستدرك على الصحيحين :
للحاكم النيسابوري ، المتوفّى سنة ٤٠٥ هجرية ، دار المعرفة ، بيروت ، لبنان.
٦
ـ بحار الأنوار : للشيخ محمّد باقر المجلسي
، المتوفّى سنة ١١١١هجرية ، نشر مؤسسة الوفاء في بيروت.
٧
ـ بغية الوعاة في طبقات النحاة :
لجلال الدين السيوطي المتوفّى سنة ٩١١ هجرية ، نشر دار المعرفة في بيروت.
٨
ـ تاريخ بغداد : للخطيب البغدادي ، المتوفّى
سنة ٤٦٣ هجرية ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان.
٩
ـ تاريخ مدينة دمشق : لابن عساكر ، المتوفّى
٥٧١ هجرية ، نشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، لبنان.
١٠
ـ تفسير ابن أبي حاتم الرازي :
لابن أبي حاتم الرازي ، المتوفّى ٣٢٧ ، نشر المكتبة العصرية.
١١
ـ الحجة في القراءات السبع :
لابن خالويه ، المتوفّى ٣٧٠ هجرية ، نشر دار الشروق في الكويت.
١٢
ـ جامع البيان : لابن جرير الطبري ، المتوفّى
سنة ٣١٠ هجرية ، نشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، لبنان.
١٣
ـ رياض العلماء : للمولى عبد الله الأفندي
من أعلام القرن الثاني عشر ، نشر مكتبة السيّد المرعشي في قم.
١٤
ـ ديوان عدي بن زيد العبادي :
لعدي بن زيد العبادي ، جمع أبي سعيد السكري.
١٥
ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة :
للشيخ الطهراني المتوفّى سنة ١٣٨٩ هجرية ، نشر دار الأضواء في بيروت.
١٦
ـ شرح نهج البلاغة : لابن أبي الحديد المعتزلي
، المتوفّى سنة ٦٥٦ ، نشر دار إحياء الكتب العربية.
١٧
ـ الصحاح للجوهري : المتوفّى سنة ٣٩٣ ، نشر
دار العلم للملايين في بيروت.
١٨
ـ صفوة الصفات في شرح دعاء السمات :
للشيخ الكفعمي ، المتوفّى سنة ٩٠٥ هجرية ، من المقرر أن تنشره مكتبة العلامة المجلسي
في قم.
١٩
ـ غريب الحديث : لابن سلام المتوفّى سنة
٢٢٤ هجرية ، نشر دار الكتاب العربي في بيروت.
٢٠
ـ الفصول المهمة في معرفة الأئمة :
لابن الصباغ المالكي ، المتوفّى سنة ٨٥٥ هجرية ، نشر دار الحديث في قم.
٢١
ـ فضائل السادات : للسيّد محمد أشرف سبط
الميرداماد المتوفّى سنة ١١٤٥ هجرية ، نشر بهار القلوب في قم.
٢٢
ـ فهرس أسماء مصنفي الشيعة المعروف برجال النجاشي :
لأحمد بن العباس الكوفي النجاشي ، المتوفّى سنة ٤٥٠ هجرية ، نشر جماعة المدرسين في
قم.
٢٣
ـ فهرس التراث : للسيّد محمّد حسين الجلالي
المعاصر ، نشر دليل ما في قم.
٢٤
ـ فهرست ابن النديم : لابن النديم البغدادي
، المتوفّى سنة ٤٣٨ هجرية ، طبعة مصر.
٢٥
ـ كتاب الأربعين : للشيخ الماحوزي ، المتوفّى
سنة ١١٢١ هجرية ، مطبعة أمير ، قم.
٢٦
ـ كشف الظنون : لمصطفى بن عبد الله المعروف
بحاجي خليفة ، المتوفّى سنة ١٠٦٧ هجرية ، نشر دار إحياء التراث العربي في بيروت.
٢٧
ـ كشف الغمة : لأبي الفتح الإربلي ،
المتوفّى سنة ٦٩٣ هجرية ، نشر دار الأضواء في بيروت ، واستفدنا من الطبعة الجديدة والتي
نشرها المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام في قم.
٢٨
ـ لسان العرب : لمحمد بن مكرم بن منظور
، المتوفّى سنة ٧١١ هجرية ، نشر أدب الحوزة في قم.
٢٩
ـ لسان الميزان : لابن حجر العسقلاني ،
المتوفّى سنة ٨٥٢ هجرية ، نشر مؤسسة الأعلمي في بيروت.
٣٠
ـ مرآة الجنان وعبرة اليقظان فيما يعتبر من حوادث الزمان :
لليافعي اليمني ، المتوفّى سنة ٧٦٨ هجرية ، نشر دار الكتب العلمية في بيروت.
٣١
ـ مستدرك الوسائل : للميرزا حسين النوري
الطبرسي ، المتوفّى سنة ١٣٢٠ هجرية ، نشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
في قم.
٣٢
ـ مسند أبي يعلى : لأبي يعلى الموصلي المتوفّى
سنة ٣٠٧ هجرية ، نشر دار المأمون للتراث.
٣٣
ـ معجم رجال الحديث : للسيّد الخوئي ، المتوفّى
سنة ١٤١١ هجرية.
٣٤
ـ معالم العلماء : لابن شهرآشوب السروي
، المتوفّى سنة ٥٨٨ هجرية ، تحقيق السيّد صادق بحر العلوم.
٣٥
ـ معجم الاُدباء : لياقوت الحموي ، المتوفّى
سنة ٦٢٦ هجرية ، نشر دار الفكر في بيروت.
٣٦
ـ نظم درر السمطين : للزرندي الحنفي ، المتوفّى
سنة ٧٥٠ هجرية ، الطبعة الأولى.
٣٧
ـ الوافي بالوفيات : للصفدي ، المتوفّى سنة
٧٦٤ هجرية ، نشر دار إحياء التراث.
٣٨
ـ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان :
لابن خلّكان ، المتوفّى سنة ٦٨١ هجرية ، نشر دار الثقافة.
٣٩
ـ يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر :
لعبد الملك الثعالبي ، المتوفّى سنة ٤٢٩ هجرية ، نشر دار الكتب العلمية في بيروت.
الإجازة بين الماضي
والحاضر
د. حميد مجيد هدّو
بسم الله الرحمن
الرحیم
مقدِّمة :
الإجازة تقليد تعليمي عرفه المسلمون الأوائل
وتبنّاه شيوخ من حملة الحديث ومن مذاهب إسلامية مختلفة ، والإجازة أحد أقسام المآخذ
والتحمّل فضّلها بعض على سائر الوسائل الأخرى ، فهي رخصة يمنحها الشيوخ لمن يبيحوا
له الرواية عنهم من مريديهم ، وعرّفها الخطيب البغدادي (ت ٤٦٢هـ) : «بأنّها إباحة المجيز
للمجاز له رواية ما يصحّ عنده أنّه حديثه».
وعلماء الحديث هم أوّل من سعى إلى العمل في الإجازة ثمّ تبعهم آخرون ، وبما أنّ
الحديث النبوي الشريف يأتي في جلالة القدر في المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم لما
فيه من أحكام شرعية وعقديّة فهو ـ أي الحديث الشريف ـ الأصل
__________________
الثاني من مصادر الدين
، ولذلك حثّ النبيّ المصطفى ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ على تعلّمه وحمله إلى الناس.
فالعلم فخر بين أهله ، والملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يطلب ، فمن سلك
طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له طريقاً إلى الجنّة. فزكاة العلم نشره ، وهذا لا
يتمّ إلاّ عن طريق المحدّثين والرواة.
روي عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام أنّ النبيّ(صلى الله
عليه وآله) خطب يوم منى قائلا : «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ، وبلّغها من لم
يسمعها».
وعن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله(صلى
الله عليه وآله) : «اللهمّ ارحم خلفائي ، اللهمّ ارحم خلفائي ، اللهمّ ارحم خلفائي
؛ قيل يا رسول الله ومَن خلفاؤك؟ قال : الذين يأتون من بعدي يروون حديثي».
ومن هنا كان اهتمام المسلمين الأوائل بتراجم
رجال الحديث طبقة بعد طبقة ، فألّفوا المجاميع الموسوعية في تراجمهم ، وبيان أحوالهم
، فأسّسوا علم الدراية لمعرفة أصول الحديث الشريف ، وأصدر الشيوخ إجازات لتلاميذهم
جيلا بعد جيل ، وأفردوا مجلّدات لجمعها وتحقيقها ، فأوْلى المحدّثون الإجازة اهتماماً
كبيراً لأنّها الطريق الموصل إلى حمل الحديث من الطرق المتداولة ، فهي تأتي عندهم ـ
أي علماء الحديث ـ في المرتبة الثالثة من طرق التحمّل الثمان بعد السماع والقراءة حيث
يتحقّق فيها الإبقاء على
__________________
سلسلة الإسناد في الأمّة
، والإسناد هو الذي حفظ السنّة النبوية الشريفة. كما أكّد العلماء على الإجازة بعد
أن بيّنوا دورها المهمّ في حفظ سلسلة السند وربطها بالصدر الأوّل الذي أخذ عنه الحديث
حتّى تنتهي تلك السلسلة عند النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) مباشرة ، فالرواية عند
الإمامية بخاصّة إذا لم يكن سندها متّصلا بالنبي(صلى الله عليه وآله) عن طريق الأئمّة
المعصومين عليهمالسلام
أو أصحابهم فإنّها تكون موضع شكّ. ولهذا اهتمّ المسلمون وبخاصّة محدّثوا الشيعة الإمامية
بتمحيص الحديث الشريف ، فكان اهتمامهم بعلم الرجال اهتماماً بارزاً لما له من تأثير
وثيق بصحّة الرواية أو الخبر.
فالإجازة العلمية تعدّ من أعظم صدور المدنية
العلمية في حاضرة الدول الإسلامية ، فيعبّرون عنها بأنّها شامّة بيضاء ، وتاج مكلّل
بالغار ، ووجه من وجوه الحضارة الإسلامية ، فلا غنىً لطالب العلم عنها ـ أي الإجازة
ـ بكلّ نوع من أنواعها المسموع أو المقروء ، فهما بمرتبة واحدة وإن كان بعضهم يخالف
ذلك.
وطرق منح الإجازة تعدّدت ، منها الإجازة
الشفوية أو الشفاهية أو الشفهية وإجازة تحريرية ، والشفوية أقدم من التحريرية. روى
النجاشي في رجاله أنّ الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام
قد منح إجازة شفوية لأحد تلاميذه ، فروى ذلك التلميذ أنّه قال لإمامه عليهالسلام عند قراءته إيّاه : أحبّ
أن تزوّدني. فقال الإمام عليهالسلام
: «إئت أبان بن تغلب فإنّه سمع منّي حديثاً كثيراً ، فما
روى ذلك عنّي فاروه عنّي»
وأبان هذا من تلاميذ الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام
ومن الثقات ، وتعدّ إجازته المذكورة من الإجازات الحديثية التي ينتهي إسنادها إلى الأئمّة
المعصومين من أهل البيت عليهمالسلام
ثمّ إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله).
وهناك من الإجازات ما هو مقطوعة شعرية كما
فعل صفيّ الدين الحلّي (ت ٧٥٢هـ) في إجازته لأحد تلاميذه
:
أجزت لسيّدي ومليك رقّي
|
|
رواية ما حوى من نسج فكري
|
وما أنشأت من جدّ وهَزْل
|
|
وما أبدعت من نظم ونثر
|
ولم أقصد بذاك سوى قبولي
|
|
لمرسوم أشار به وأمري
|
ولو نسبوا إليه جميع علمي
|
|
لكان كنقطة في لجّ بحرِ
|
والمجازون يفضّلون الطريق الأسهل والأسرع
في طلب الإجازة من شيوخهم الذين يكونون قريباً منهم ؛ لأنّه يشقّ على الراغب في طلب
الإجازة السفر البعيد والترحّل من أجل الوصول إلى المجيز ولقائه وإجازته ، فمثلا ابن
المشرق يطلب الإجازة من مجيز في المغرب فيأذن له هذا المغربي في رواية ما يصحّ لديه
من حديثه عنه ويكون ذلك المروي حجّة. وهذا النوع من الإجازات عن بُعد معروف ومتداول.
إنّ من أوّل الإجازات المكتوبة كانت في القرن
الثالث الهجري كتبها
__________________
القاضي الجهضي الأزدي
(ت ٢٨٢ هـ) أجاز فيها أحد تلاميذه المدعوّ أحمد ابن إسحاق التنوخي ، وهي من أقدم الإجازات
كما يعبّر عنها الخطيب البغدادي الشافعي في موسوعته تاريخ بغداد.
وقد وضع علماء الدراية والحديث أحكاماً وشروطاً
للإجازات بمختلف أنواعها يجب توفّرها في المجيز والمجاز والمادّة المجازة. فهي لم
تقتصر على رواية الحديث فحسب بل تعدّتها إلى علوم أخرى تشمل العلوم الإنسانية والطبيعية
والصرفة في بعض الأحيان. والمؤرّخ القلقشندي فصّل في كتابه صبح الأعشى الجزء الرابع
عشر كلّ التفاصيل المتعلّقة بهذا الشأن ، ويكاد يكون هذا الجزء بكامله كان لهذا المبحث
، فضلا عن علماء آخرين كالشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين ـ أنظر المقدّمة ـ نهجوا
المنهج نفسه في بحث الإجازة ، تاريخها ، أقسامها ، مبناها ... الخ.
وبهذه المناسبة أودّ أن أشير إلى ما صدر
عنّي من إجازات فكانت طفرة نوعية في هذا المجال حيث لم يسبق لأحد العلماء من أجاز تلاميذه
أو مريديه بإجازة شيء من آداب العرب وروايات تاريخ الإسلام ، فلو نظر المتأمّل إلى
عدد من إجازاتي لطالبيها ممّن طرق أبواب التاريخ ومسار الأدب ليجد محتوى ومضمون الإجازة
في ما أجازني أساتذتي في الجامعات العراقية في التأكيد على ضرورة إخضاع الخبر التاريخي
أو الأدبي إلى ضوابط الجرح والتعديل لما لهما من صلة في كثير من الأحيان بالأحكام الشرعية
، وهذا المنهج والأسلوب في الأجازة لم يكن معروفاً بين أوساط المحدّثين ومانحي
الإجازات القدامى ، وإنّني
لم أمنح مثل هذه الأجازة إلاّ لمن أتوسّم فيه حسّاً أدبيّاً نقديّاً أو تاريخيّاً يغلغل
الخبر ويدرسه دراسة دقيقة حاثّاً إيّاه تحرّي الحقائق وكشف روايات المدلّسين ووعّاظ
السلاطين وإخضاع الرواية أو الخبر ضمن هذه الدائرة المعرفية إلى الجرح والتعديل وإخضاعهما
لكلّ الضوابط التي يخضع لها الحديث الشريف ، وإذا كانت الرواية لها سند فيجب
التأكّد من سلامة السند والمتن على حدّ سواء ، وهذا هو ما أكّدته وأشرت إليه في منحي
الإجازات.
ومن أجل أن نصل الماضي بالحاضر رأيت مراعاة
ظروف التجديد والتطوّر في مناهج منح الإجازات والتوسّع في مضامينها ومحتواها لنحفظ
لتراثنا الإسلامي الاستمرار في التطوّر والانبعاث والانطلاق إلى آفاقه الواسعة من دون
المساس بالأسس والأهداف التي توخّاها القدامى في منح الإجازات لطلاّبهم ، وأن نقف بحذر
عند الخطوط الحمراء ولا نتجاوزها ونتقيّد بالثوابت والضوابط المعمول بها ، وهذا ليس
معناه التحجّر والتحدّي وعدم التمسّك بضوابط منح الإجازة بل العكس من ذلك هو تطوّر
واستشراف لمستقبل باهر مشرق لطلاّب العلم ، وعندها سيتّصل الماضي التليد بالحاضر الطريف
ونكون قد سايرنا المعطيات العلمية المعاصرة للوصول إلى الهدف المنشود في إحياء
تراث السلف الصالح من علماء الإسلام ومؤرّخيهم والسير على هدى نبيّنا الكريم(صلى
الله عليه وآله) وأئمّتنا المعصومين عليهمالسلام
ونوّابهم من العلماء والأعلام مجتهدي الأمّة ويمكن النظر في الأنموذجات المحدودة التي
اخترتها من مجمل الإجازات
التي منحتها مستحقّيها
فهي الدليل الواضح على ما تقدّم.
تعدّدت الطرق في الإجازة ؛ فمن العلماء من
كان يجيز تلاميذه بالرواية عنه لكتاب واحد ، وبعضهم لمجموع ما كتبه ، ومثال ذلك ما
ذكره العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف (ت ٧٢٦ هـ) في إجازته الكبيرة.
وللإجازة أركان حدّدها أهل الفنّ ومنهم التهانوي
في كتابه كشّاف
اصطلاحات الفنون
تنحصر في الشيخ والمجيز والمجاز له. كما أنّ العديد من العلماء ألّفوا رسائل تتضمّن
تعريف الإجازة وحقيقتها ومعناها وقسّموا الإجازات على خمسة أقسام وزاد بعضهم إلى أكثر
من ذلك.
فمن تلك الأقسام : إجازة معيّن لمعيّن ،
وإجازة معيّن في غير معيّن مثل (أجزتك جميع مسموعاتي أو مرويّاتي). وقسم ثالث من الإجازات
: إجازة المجاز وبعضهم يسمّيها إجازة الإجازة ، ونصّها : أجزت لك جميع مجازاتي.
أمّا القسم الرابع من الإجازات : إجازة العموم ، وهي أن يجاز غير معيّن بوصف العموم
ممّن هو حيّ يرزق كأن يقول المجيز : (أجزت المسلمين) أو أجزت كلّ واحد ، أو أجزت أهل
زماني ، وقد جوّزها بعض علماء الجمهور كالخطيب البغدادي والقاضي عياض في (الفصل المبين
لجمال الدين بن محمّد القاسمي ، مخطوط ، الورقة ١٩). ومن علماء الإمامية من لا يقرّ
مثل هذه الإجازات ويعدّونها باطلة. وهناك عدد من علماء الجمهور من أهل السنّة أجازوا
الطفل فعدّت أجازته مشروعة ، إلاّ أنّ الإمامية يجيزون ذلك في
__________________
حالة واحدة : إذا كان
الطفل سيدرس كتاباً معيّناً لأستاذه وحذقه بصورة تامّة فيعدّ هذا الطفل مجازاً بعد
بلوغه سنّ الرشد ، وذلك لثقة المجيز بصحّة مرويّاته كما حدث مع السيّد ابن طاووس رضي
الدين علي بن موسى (ت ٦٦٤) ومع العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف (ت ٧٢٦هـ).
أمّا القسم الخامس : إجازة المعدوم ؛ مثل
: أجزت لفلان ولمن يولد ، أو أجزت لك ولولدك ولعقبك ما تناسلوا ، وقد أبطلها الإمامية.
وقد اختلفت أساليب ديباجة الإجازة باختلاف
المجيزين إلاّ أنّهم اتّفقوا على بدئها بالبسملة والحمدلة والتشهّد ثمّ الانتقال إلى
ذكر ما يتعلّق بالمجاز وذكر من أجازه ثمّ الانتقال إلى ما أجاز به المجاز ومن ثمّ الختام
الذي يتضمّن بعض الوصايا للمجاز كالاستقامة والعدل والتقوى وذكر الله تعالى الذي يجب
أن لا يغيب عن باله في السرّ والعلن ثمّ الدعاء للمجاز ولسائر المؤمنين.
وبهذه المناسبة أودّ أن أؤكّد للباحثين أنّ
العديد من الجامعات الأمريكية والأوربية قد حذت حذو العلماء المسلمين في منح الإجازة
لطالبيها معتمدين الأسس نفسها التي عمل بها علماء الإسلام والتقيّد بأنظمتها السارية
حتّى يوم الناس هذا ، ويسمّى هذا المنهج بالتعلّم عن بعد وعن طريق الانترنت.
وصفوة القول أؤكّد أنّ الإجازة هي كفاءة
لا مكافأة ، وأرجو أن لا تكون جسراً أو معبراً من أجل وجاهة زائفة أو تباهياً غير مبرّر
بعيداً عن الأهداف السامية التي أراد الأقدمون لها ، كوسيلة لنقل حديث رسول الله(صلى
الله عليه وآله) وأهل بيته
الأطهار عليهمالسلام والوصول إلى الحقيقة
، ولا يكون الهدف منها منح الطالب شهادة تأييد كما يحصل اليوم في بعض الجامعات والمعاهد
الرسمية لتكون أداة للتوظيف في دوائر الدولة وكسب وسائل العيش.
فإجازات علمائنا منذ القديم وإلى اليوم تهدف
إلى تمييز الصفوة من طالبي العلم بهذه الرخصة أو الإجازة ودفعهم للاقتداء بما كان عليه
السلف الصالح من زهد وتقوى وصلاح وأصالة علمية. ومن هنا ظلّت الإجازات محتفظة بأهمّيتها
التراثية ومكانتها في مجالات محدودة ، فالمجتهد في الفقه الإسلامي لا يعدّ مجتهداً
عند البعض إذا لم يحصل على إجازة الحديث من شيوخه والله من وراء القصد
كتبها الأقلّ الدكتور حميد مجيد هدّوا
/ أستاذ الدراسات التاريخية العليا / بغداد
والمدير التنفيذي لمجلّة المصباح القرآنية
المحكّمة
قم المقدّسة ـ سلخ شهر رجب الأصبّ ١٤٣٨هـ
المصادر
١
ـ الكفاية في علم الرواية :
للخطيب البغدادي ، تحقيق : أحمد عمر هاشم ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ١٤٠٥هـ.
٢
ـ بحار الأنوار : للعلاّمة المجلسي ، مؤسّسة
الوفاء ، بيروت ، ١٤٠٣هـ.
٣
ـ وسائل الشيعة : للحرّ العاملي ، مؤسّسة
آل البيت عليهمالسلام
لإحياء التراث ، إيران ، قم ١٤١٤هـ.
٤
ـ ديوان صفيّ الدين الحلّي :
لصفيّ الدين الحلّي ، سورية ، دمشق.
٥
ـ كشّاف الصطلاحات الفنون :
لمحمّد علي التهانوي ، تحقيق : رفيق العجم وعلي دحروج ، مكتبة لبنان ، بيروت ، ١٩٩٦م.
التراث المتبقّى من
شريف العلماء
الشيخ حسين حلبيّان
الأصفهاني
بسم الله الرحمن
الرحیم
مقدّمة :
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام
على سيّد المرسلين محمّد وآله الطاهرين.
وبعد فإنّ من أساطين الحوزة العلمية بكربلاء
المقدّسة العلاّمة الفقيه الأصولي وأُستاذ الأساطين المولى محمّد شريف المازندراني
الشهير بشريف العلماء.
قال
صاحب روضات الجنّات في وصف شريف العلماء
: «رئيس الأصوليّين النبلاء الفحول ، بل الجامع بين المعقول والمنقول ، مولانا شريف
الدين محمّد ابن المولى حسن علي الآملي المازندراني الأصل الحائرىّ
المسكن والمدفن».
وشريف العلماء مشتهر بالأصول ، ولكن يظهر
من بعض الكلمات المنقولة من شريف العلماء مهارته وتسلّطه في الفقه أيضاً.
ووصفه
العلاّمة التنكابني في قصص العلماء بما ترجمته هكذا
: «محمّد شريف ابن ملاّ حسن علي المازندراني الآملي الملقّب بشريف العلماء وقدوة الفقهاء
وأُسوة الفضلاء ، مؤسّس علم الأُصول وأُستاذ الفحول ، نادرة الدهر وأُعجوبة الزمان
ووحيد العصر ، شمس فلك المنقول وبدر سماء الأُصول ، الحائري مولداً ومدفناً».
والشيخ
الأنصاري أشار إلى بعض آراء أُستاذه الشريف في كتبه.
وذكر
تلميذه العالم الفاضل السيّد محمّد شفيع الجابلقي البروجردي ترجمة أُستاذه شريف العلماء
هكذا : «السالك في مسالك التحقيق ، والعارج في
مدارج التدقيق ، مقنّن القوانين الأصولية ، مشيّد المباني الفروعية ، مفتاح العلوم
الشرعية ، مربّي علماء الإمامية ، مدرّس الطالبين جميعاً في جوار ثالث الأئمّة ، أعني
شيخنا وأستاذنا ومربّينا ووالدنا الروحاني والعالم الرّباني محمّد شريف ابن الملاّ
حسنعلي المازندراني أصلاً والحائري مسكناً ومدفناً.
__________________
ولا بأس بذكر جملة من أحواله فنقول :
إنّه رحمهالله
من أهل آمل مازندران ، والظاهر أنّ مولده في كربلاء المشرّفة ، ببالي أنّه مسموع من
لسانه الشريف ، عاش في كربلاء أكثر عمره الشريف ، واشتغل أوّلا على السيّد الأُستاد
الآقا السيّد محمّد ابن الآقا السيّد علي الآتي ذكرهما ، ثمّ الآقا السيّد علي والد
السيّد الأستاد في تسع سنين في الأصول والفقه ، فصار محسوداً بين الحاسدين ، مستغنياً
عن الاشتغال ، وقابلاً للإفتاء ، ومجتهداً بصيراً وجامعاً لجميع الشرائط المعتبرة».
وذكر
السيّد محمّد شفيع البروجردي
: «أنّه بعد الاستفادة من درس أستاذه ارتحل إلى ديار العجم وبقي في كلّ مدينة شهراً
أوشهرين أوأشهر ، واشتغل بالسياحة ـ ومنظوره رحمهالله
تحصيل الأسباب والكتب ـ ثمّ رجع مع أبيه رحمهمالله
بعد زيارة مولانا ثامن أئمّة الهدى عليهالسلام
إلى كربلاء ـ شرّفها الله تعالى ـ وحضر درس أُستاذه رحمهالله
، لكن أُستاذه صار شيخاً معمّراً ، فاشتغل هو بالمطالعة والمباحثة وجدّ كمال الجهد
حتّى صار مدرّساً ماهراً نزير النظير ، وصار مجلسه مملوّاً من العلماء العظام ، وببركة
أنفاسه الشريفة ترقّى جمع كثير في مدّة يسيرة من حضيض التقليد إلى أوج الاجتهاد».
وكذا
قال : «صرف عمره الشريف في تربية الطالبين ،
وكان له مجلسان : أحدهما للمنتهين والآخر للمبتدئين ، ويدرّس في أيّام التعطيل
__________________
لجمع آخر من الطالبين
، وفي شهر رمضان يدرّس بالليل ، وكان مشغولاً مع الطالبين إلى نصف الليل بالمباحثة
، وبعد بالزيارة والعبادة ، فلذا كان قليل التصنيف.
ومصنّفاته على ندارتها لم تخرج من السواد
إلى البياض ، قلت له رحمهالله
في زمان : اشتغل بالتصنيف والتأليف وثبّت هذه التحقيقات التي لم تصل إليها أيدي العلماء
الماهرين والفضلاء المتبحّرين والفقهاء الكاملين ، فأجابني بأنّ تكليفي تربية الطالبين
وتعليم المتعلّمين ، وما ألّفتموه وصنّفتموه فهو منّي.
وكان هذا الشيخ أعجوبة في الحفظ والضبط ودقّة
النظر وسرعة الانتقال في المناظرات وطلاقة اللسان ، لم أر مثله قطّ ، ولم يباحث مع
أحد إلاّ وقد غلب عليه وكان له يد طولى في علم الجدل.
توفّي رحمهالله
في كربلاء المشرّفة في الطاعون الواقع فيه في سنة خمسة أو ستّة
وأربعين ومائتين بعد الألف ، ودفن في داره ، وفزت بزيارة قبره الشريف في السرداب المدفون
فيه ولم أسأل منه إجازة الروايات واتّصال سلسلة الأخبار بالصراحة ، وكان إجازتي مقصورة
على الإذن في العمل والفتوى وشهادة البلوغ إلى مرتبة الإجتهاد ، وكان هذا غفلةً منّي
، اللهمّ اعف عن زلاّتي وغفلاتي».
__________________
وذكر بعض الأعلام أنّه تلمّذ على الميرزا
القمّي صاحب القوانين
والسيّد صدر الدين محمّد جدّ أسرة الصدر.
وفي
التكملة : «وحدّثني العلاّمة الميرزا محمّد هاشم
المذكور
: أنّ شريف العلماء كان من تلامذة السيّد صدر الدين ، وكان السيّد يمنعه من كثرة
التعمّق في أصول الفقه ، ويأمره بالتعمّق بالفقه».
وقال
آية الله السيّد محمّد هاشم بن زين العابدين الجهارسوقي في آخر رسالة المقالات اللطيفة
في المطالب المنيفة في دأب أستاذه السيّد صدر الدين
: «كان مائلاً إلى قواعد فقهاء الأصحاب متوسّط بين طريقتى الإخباريّين والأصوليّين
وكان ينهى عن الإفراط في مباحث الأصول ويشنّع على الإخبارية بتشنيعات كثيرة شديدة وكان
يقول إنّ المولى الشريف الأصولي المعروف بشريف العلماء من تلامذتي وقد كنت أنهاه عن
الغلوّ في الأصول ولم يقبل منّي».
وأيضاً يظهر من بعض الحكايات المنقولة عن
العلاّمة التنكابني أنّ مدار
__________________
درسه في الأصول كتاب قوانين الأصول
، وفي الليل كان يقرأ أسطراً من الكتاب ويدور في حجرته ويفكّر حتّى الصبح.
وجاء في موسوعة طبقات
الفقهاء :
«شريف العلماء (.. ـ ١٢٤٦ هـ) : محمّد شريف
بن حسن علي المازندراني الأصل ، الحائري ، الشهير بشريف العلماء ، كان فقيهاً إماميّاً
مجتهداً ، من كبار الأصوليّين ومشاهير المدرّسين ، له يد طولى في علم الجدل. ولد في
الحائر (كربلاء). وتتلمذ أوّلا على السيّد محمّد المجاهد بن علي بن محمّد علي الطباطبائي
الحائري ، ثمّ حضر في الفقه والأصول على والده السيّد علي الطباطبائي صاحب الرياض
ولازمه مدّة تسع سنوات. وسافر إلى إيران وتنقّل في مدنها ورجع إلى كربلاء فحضر برهة
على أُستاذه صاحب الرياض
، ثمّ ترك ذلك ، وأكبّ على المباحثة والمطالعة ، وبرع في أصول الفقه.
وتصدّر للتدريس فمهر فيه ، واتّجهت إليه
الأنظار ، وتهافت عليه أهل العلم لغزارة علمه وحسن تقريره ، حتّى بلغ عدد من يحضر درسه
ألف شخص أو أكثر».
وعلى ما يظهر من العلاّمة التنكابني كان
سفره إلى أيران بمرافقة والده المولى حسنعلي ، وفي هذه الرحلة وفّق لزيارة مولانا الإمام
علي بن موسى
__________________
الرضا عليه آلاف التّحية
والثناء.
وقال
الشيخ عبّاس القمّي : «شريف العلماء المولى
محمّد شريف بن حسن علي المازندراني الحائري ، شيخ الفقهاء العظام ومربّي الفضلاء الفخام
، أُستاذ العلماء الفحول جامع المعقول والمنقول ، تولّد في الحائر الشريف ، وتلمّذ
على صاحب الرياض والسيّد المجاهد ، ورزق السعادة في التدريس والإفادة وكثرة التلاميذ
من الفقهاء والعلماء.
قال
سيّدنا الأجلّ المضطلع الخبير الكامل أبو محمّد الحسن صاحب تكملة أمل الآمل :
حدّثني شيخنا الفقيه الشيخ محمّد حسن آل ياسين وكان أحد تلامذة شريف العلماء قال :
كان يدّرسنا في علم الأصول في الحائر المقدّس في المدرسة المعروفة بـ : (مدرسة حسن
خان) ، وكان يحضر تحت منبره ألف من المشتغلين وفيهم المئات من العلماء الفاضلين ، ومن
تلامذته شيخنا العلاّمة الشيخ المرتضى الأنصاري (رحمه الله ...) وكان بعض تلامذته كالفاضل
الدربندي يفضّله على جميع العلماء المتقدّمين انتهى. وممّن تلمّذ عليه السيّد إبراهيم
صاحب الضوابط والمولى إسماعيل اليزدي الذي حكى أنّه يرجّحه بعضهم على أستاذه ، وجلس
بعد وفاة أستاذه مجلسه ، وكان يدرّس ولكن لم يبق كثيراً بل بقي قرب سنة ثمّ لحق بأستاذه
رحمهالله
عليهما ، وممّن تلمّذ عليه أيضاً سعيد العلماء والسيّد محمّد شفيع الجابلقي وكتب هذا
السيّد ترجمة أستاذه الشريف في الروضة
البهيّة إلى غير ذلك.
__________________
توفّي في الحائرالمقدّس
بالطاعون سنة (١٢٤٥ هـ) (غرمه)
، وقبره في دار يكون بقرب الصحن المطهّر من طرف الجنوب».
والعلاّمة
الحسيني الجلالي في فهرس التراث وصفه بـ : «زعيم الحوزة العلمية بكربلاء».
ومع جميع هذه الأوصاف يظهر أنّه رحمهالله قليل التأليف ، حيث سأله
أحد تلامذته : لماذا لاتؤلّف كي يورث الخلف من تحقيقاتك؟ وأجاب بما حاصله : «إنّي مهتمّ
بتربية الطّلاب وتعليم المتعلّمين ومؤلّفات تلامذتي يحكي عنّي».
تاريخ وفاته :
وضبط صاحب الجواهر
سنة الطاعون ـ الذي بسببه ارتحل شريف العلماء ـ في آخر كتاب النكاح من الجواهر هكذا
: «والحمد لله أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً وله الشكر على توفيقه لإتمام كتاب النكاح
الذي هو آخر قسم العقود ، والرجاء منه التوفيق لإتمام الباقي الذي منه القسم الثالث
في الإيقاعات ، وهي أحد عشر كتاباً ، وقد كان ذلك عند العصر تقريباً في يوم
الأربعاء : رابع عشر من ربيع الثاني من سنة السابعة والأربعين بعد الألف
__________________
والمأتين ، وهي السنة التي أدّب الله في
شوّال سابقتها ـ أي السادسة والأربعين ـ أهل بغداد وفي ذي القعدة منها أهل الحلّة وأهل
النجف وأهل كربلاء وغيرهم بالطاعون العظيم الذي قد منّ علينا وعلى عيالنا وأطفالنا
وبعض متعلّقينا بالنجاة منه ، وكم له من نعمة ، فإنّه المنّان الكريم الرحمن الرحيم».
قال صاحب روضات الجنّات
في سنة وفاة شريف العلماء : «المتوفّى بالطاعون الواقع في حدود سنة ستّ وأربعين ومأتين
بعد الألف».
وكذا في تذكرة العلماء ضبط تاريخ وفاته سنة
(١٢٤٦ هـ).
وإنّ رأي سيّدنا الأستاذ العلاّمة الفقية
آية الله السيّد موسى الشبيري الزنجاني على أنّه توفّي بالطاعون في ٢٤ ذي القعدة من
عام (١٢٤٦ هـ).
وذكر المحقّق السيّد عبدالعزيز الطباطبائي
في بعض تعليقاته على طبقات
أعلام الشيعة : «في مكتبة العلاّمة
السيّد أحمد الزنجاني رحمهالله
في قم مجموعة أوّلها مشارع الأحكام لصاحب الفصول
بخطّ أحد تلامذته.
وعليه مذكّرات سجّلها في أيّام الطاعون ،
وأرّخ فيها موت جماعة من المشهورين والمغمورين ، وممّا أرّخ هناك وفاة شريف العلماء
في ٢٤ ذي
__________________
القعدة(١٢٤٦ هـ) فقال
ما معرّبه : وفي هذا اليوم توفّي شريف العلماء هو وزوجته وبنته وابنه ، ويهلك بالطاعون
في كلّ يوم بين المائتين وخمسين إلى الثلاثمائة نفس ، وأمّا بغداد فجرفها الطاعون عن
آخرها».
وهذا هو أيضاً رأي العلاّمة السيّد محمّد
علي الروضاتي.
وجاء في قصص العلماء
أنّه ارتحل شريف العلماء رحمهالله
إلى دار القرار وسنيّ عمره بين ٣٠ إلى ٤٠ ، ودفن في سرداب بيته.
ومرقده الآن في زقاق في شارع باب القبلة من الحرم الحسيني الشريف ، وبجنب مرقده اليوم
مدرسة شريف العلماء. على قبره مكتوب على الكاشي :
«المولى شريف العلماء : هذا المرقد الشريف
للشيخ العلاّمة أُستاذ العلماء والمجتهدين وقدوة الفقهاء المحقّقين
، الجامع بين المعقول والمنقول ، حاوي الفروع والأصول ، شيخنا ومولانا شريف الدّين
محمّد ابن المولى حسن علي الآملي المازندراني الحائري قدّس سرّه العزيز المتوفّى
١٢٤٥ جدّد سنة (١٣٥٨ هـ)».
__________________
من تلامذة شريف العلماء
:
١
ـ المولى محمّد صالح المازندراني الأصفهاني الجوبارهئي؛ جاء
في تكملة
أمل الآمل : الآخوند المولى محمّد صالح المازندراني
الجوباري الأصفهاني من أجلّة علماء عصره ، وشيوخ العلم ، وجبال الفضل ، فقيه ماهر ،
وأصولي باهر. اشتغل أوّلاً بأصفهان حتّى صار من المدرّسين بها ، ثمّ هاجر إلى كربلاء
، وحضر درس شريف العلماء ، ولزم عالي مجلس درسه حتّى صار من أعلام علماء تلامذة المشار
إليه بالأكفّ. ولمّا ورد الشيخ الأجلّ ، ترجمان العلماء ، وسلطان الفقهاء ، الشيخ موسى
بن شيخ الطائفة ، الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء إلى كربلاء لبعض الفتن التي وقعت في النجف
، وشرع في الدرس ، وكذلك أخوه المحقّق الشيخ علي بن جعفر شرع في الدرس في كربلاء ،
وأكبّ عليهما فضلاء أهل العلم ، وكانت يومئذ كربلاء محطّ رجال أهل العلم ، فيها ألف
فاضل من علماء إيران كانوا يحضرون درس شريف العلماء ، فحضر صاحب الترجمة الآخوند ملاّ
محمّد صالح في درس الشيخين ، وكانا يدرّسان في الفقه لا غير ، فاستحسن فقههما ، ولازم
درسهما.
٢
ـ المير السيّد حسن المدرّس الأصفهاني؛
قال مير سيد علي جناب
__________________
في حقّه ما نصّه بالفارسية
: «مير سيّد حسن مدرّس محله نوى مير محمّد صادقي از سادات مير محمّد صادقى معروف اصفهانى
است ، فرزند مير سيّد علي واعظ برادر مير محمّد صادق كه شجره آنها در [خانواده] مير
محمّد صادقي ها نوشته شده است مدتى در نجف تحصيل نموده ، نزد صاحب جواهر وشريف العلماء.
پس از تكميل به إصفهان آمده ، در مدرس حاجى كه قبل از مسافرت نجف مدّتى تحصيل نموده
بود باز حاضر مى مشود. حاجى كلباسى مجتهد بودن اورا بالاى منبر وحضور جماعت اظهار داشته
، بعد از مدتى كه فضلاى محضر حاجى وسايرين ملتفت حسن تقرير وبيان او مى شوند ، مخصوصا
سوغات أصول شريف العلمايى را هم به إصفهان آورده بوده ، مايل مى گردند كه مجلس درس
مخصوصى منعقد سازد».
وفي هذا النصّ أشار إلى أنّ من أسباب رغبة
الطلاّب إلى المير سيّد حسن تلمّذه عند شريف العلماء ومجيئه بأصول شريف العلماء تذكاراً
وتحفةً إلى أصفهان.
٣
ـ السيّد إبراهيم القزويني صاحب ضوابط الأصول؛
قال صاحب الروضات : «السيّد الجليل الفاضل الفاخر إبراهيم بن المرحوم السيّد محمّد
باقر الموسوي القزويني المجاور بالحائر الطاهر هو من أجلّة علماء عصرنا ، وأعزّة فضلاء
زماننا لم أر مثله في الفضل والتقرير ، وجودة التحبير ، ومكارم الأخلاق ، ومحامد السياق
، والإحاطة بمسائل الأصول ، والمتانة فيما يكتب
__________________
أويقول. انتقل مع أبيه
المبرور من محالّ دار السلطنة قزوين ـ الآتي إلى بعض محامدها الإشارة إن شاء الله الجليل
في ترجمة المولى خليل ـ إلى محروسة قرميسين ، وقرء مبادي العلوم على من كان فيها من
المدرّسين ، وكان بها إلى أن حرّكته الغيرة العلويّة وحدّته الهمّة الهاشميّة على العروج
إلى معارج العلم والدين ، والخروج عن مدارج أوهام المبتدين ، والولوج في مناهج أعلام
المجتهدين. فودّع من هنالك أباه ، وشفّع رضا الله تعالى برضاه ، وهاجر ثانية
الهجرتين ، وسافر إلى تربة مولينا الحسين عليهالسلام
، وأخذ في التتلمذ على أفاضل المشهدين والأخذ من الأماجد المجتبين. فممّن أكثر عليه
الاشتغال بالحائر المقدّس في مراتب الأصول رئيس الأصوليّين النبلاء الفحول بل الجامع
بين المعقول والمنقول مولانا شريف الدين محمّد بن المولى حسنعلي الآملىّ
المازندرانىّ الأصل الحائرىّ المسكن والمدفن المتوفّى بالطاعون الواقع في حدود سنة
ستّ وأربعين ومأتين بعد الألف».
٤
ـ المولى عبد الخالق بن عبد الرحيم اليزدي المشهدي؛
قال الشيخ آقا بزرك : «الشيخ المولى عبد الخالق بن عبد الرحيم اليزدي عالم كبير
وواعظ جليل. كان من أكابر العلماء في مشهد الرضا عليهالسلام
بخراسان ، ومن المدرّسين المشاهير ، كان يدرس في الموضع المعروف بـ : (توحيد خانه)
فيحضر تحت منبره العلماء والفضلاء ، وكان من الوعاظ الأجلاء الأتقياء أيضاً ، قال في
مطلع
الشمس كان من تلاميذ شريف العلماء ، وكان في
أوائل
__________________
أمره من تلاميذ الشيخ
أحمد الأحسائي».
٥
ـ الشيخ عبد الله المامقاني الأوّل؛
قال في معارف
الرجال : «الشيخ عبد الله بن محمّد باقر بن علي
أكبر بن رضا المامقاني الحائري النجفي ، حدّث أساتيذنا أنّه كان عالماً مجتهداً تقيّاً
ثقة محترماً وجيهاً في كربلا ، تربّى في بيت ثروة ووجاهة ، هاجر إلى العراق لينال درجة
الإجتهاد وقد ظفر بها أخيراً وأقام في الحائر الحسيني الأقدس ، وحطّ رحله به وحضر
على مدرّسيه ، ثمّ رجع إلى مامقان وعاد إلى كربلا مستوطناً فيها ، وكان موضع
طمأنينة في النفوس ، وقد أقام الصلاة جماعة في الإيوان الكبير في الحرم الحسيني ليلاً
تقتدي به الأخيار من الكسبة وجملة من طلبة الترك وغيرهم ورجع إليه في التقليد جماعة
من تبريز ومامقان ، وصنّف رسالة عملية لمقلّديه.
أساتيذه : تتلمذ على السيّد محمّد المجاهد
المتوفّى سنة (١٢٤٢ هـ) ، وشريف العلماء المازندراني الحائري المتوفّى سنة (١٢٤٦ هـ)
، وكان مجازاً من السيّد علي صاحب الرياض
المتوفّى سنة (١٢٣١ هـ)».
٦
ـ السيّد حسين الترك الكوهكمري؛
قال الشيخ آقا بزرك : «السيّد حسين ابن السيّد محمّد بن الحسن بن حيدر بن شمس الدين
بن أمين بن
__________________
نور الدين بن شمس الدين
بن إسماعيل بن محمّد بن علي بن عبّاس بن فخر الدين بن هاشم بن تاج الدين الحسن الحسينى
الكوهكمري التبريزي ـ ويقال له السيّد حسين الترك أيضاً ـ أحد كبار علماء عصره ، ومشاهير
محقّقي علم الأصول ومعاريفهم. ولد في [كوه كمر] ونشأ بها وتعلّم مقدّمات العلوم ثمّ
هبط تبريز فقرأ بها السطوح على الميرزا أحمد أمام الجمعة وولده الميرزا لطف علي وغيرهما
ثمّ هاجر إلى العراق فحضر في كربلاء على شريف العلماء المازندرانى والسيّد إبراهيم
القزوينى صاحب (الضوابط)
والشيخ محمّد حسين الأصفهاني صاحب (الفصول)
ثمّ حضر في النجف على الشيخ علي ابن الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء وعلى الشيخ محمّد
حسن صاحب (الجواهر)
ولازم الحجّة الأكبر الشيخ المرتضى الأنصاري واختصّ به. حدّثني أحد الثقات الأجلاّء
عن العالم الجليل الثقة الشيخ محمّد اللاهيجي من تلمذة الأنصاري ، عن المترجم أنّه
قال : حضرت على علماء كربلاء ثمّ وردت النجف فلازمت درس الشيخ علي والشيخ محمّد حسن
وفي خلال ذلك دخلت يوماً (مسجد عمران) فرأيت الأستاذ الأنصارى على منبر الدرس
يباحث (القوانين)
وكان يعرف يومذاك بملاّ مرتضى ـ فرأيته فوق ما أريد فلازمته وشرع عند ذلك ببحث الخارج
فواظبت على الحضور في معهده».
٧
ـ المولى علي الخليلي نجل الميرزا خليل الرازي الطهراني؛
قال الشيخ آقا بزرك : «وهو العالم الربّاني المجاهد الروحاني الفقيه المحدّث
__________________
الرجالي. كان أزهد أهل
زمانه وأورعهم وأتقاهم ، دائم المراقبة والذكر ، دائم الطهارة ، تاركاً للدنيا ، قانعاً
بسويق شعير وتمر طول عمره ، وحجّ البيت مرّتين بهذا القوت والزاد ، كما أنّه ما فاتته
زيارة الحسين عليهالسلام
ماشياً كذلك. وهو شيخ أكابر مشايخنا مثل أخيه آية الله الميرزا الحاج حسين الطهراني
، وشيخنا العلاّمة النوري ، وسيّدنا الحسن صدر الدين ، وشيخنا الشيخ علي الخاقاني النجفي
، والميرزا محمّد علي الرشتي ، وغيرهم. وحكى سيّدنا الحسن أنّه كان يقول : قرأت الأصول
على شريف العلماء وصاحب الفصول
، والفقه على صاحب الجواهر».
٨
ـ المولى أحمد بن عبد الله الدولت آبادي الخوانساري؛
قال العلاّمة السيّد حسن الصدر : «المولى أحمد الدولت الآبادي الخوانساري الأصل. كان
من علماء الفقه والأصول ، ماهراً فيهما ، من المحقّقين. تلمّذ على المولى حجّة الإسلام
أسد الله البروجردي ، وعلى شريف العلماء بكربلاء ، وفي أصفهان تلمّذ على المحقّق الشيخ
محمّد تقي الأصفهاني ، صاحب الحاشية على المعالم.
قال الآقا الفاضل الشيخ آقا رضا نافلة المحقّق الشيخ محمّد تقي المذكور ما لفظه : أفضل
تلامذة الجدّ الأكبر ، الملاّ أحمد الدولت آبادي ، صاحب المصابيح
في الأصول ، كبير حسن جدّاً. وكان ـ رحمه الله ـ يرجّحه على سائر تلامذته ، وبه صرّح
عند السلطان فتح علي شاه لمّا سأله عن ذلك. انتهى. ما وجدته بخطّه ، وعرضته عليه فصدّقه
، وكان
__________________
يتعجّب من ذلك حيث إنّ
في تلامذة الشيخ محمّد تقي مثل المحقّق المير سيّد حسن المدرّس أستاذ سيّدنا حجّة الإسلام
، الميرزا الشيرازي قدسسرهم.
أقول : وله خلف ، علماء فضلاء ، خصوصاً ابن ابنه الميرزا أحمد ، نزيل دولت آباد الملاير.
فقيه أصولي ، مدرّس ماهر فيهما ، نعم الخلف عنه وهو من المعاصرين».
٩
ـ المولى آقا الدربندي: «المولى آقا الدربندي
، المشهور بالفاضل الدربندي ، بن عابدين بن رمضان بن زاهد ، الشيرواني الدربندي كان
متبحّراً في العلوم العقليّة والنقليّة ، طويل الباع ، كثير الاطلاع في المعقول والمنقول
والحديث والرجال ، حتّى في أحاديث الجمهور. تخرّج في الأصول على شريف العلماء ، وفي
الفقه على الشيخ علي بن شيخ الطائفة كاشف الغطاء. وصنّف كتباً منها :
١
ـ كتاب خزائن الأحكام.
٢
ـ كتاب العناوين.
٣
ـ كتاب أسرار الشهادة.
٤
ـ كتاب السعادات ، صنّفه للسلطان ناصر الدين شاه.
٥
ـ كتاب في علم الدراية.
٦
ـ كتاب المسائل التمرينيّة في الفقه.
٧
ـ كتاب القواميس في علم الإسناد.
__________________
وكان من المجاهدين في الدين ، مجدّاً في
قمع المبتدعين والفرق المحدثة. وكان حسينيّاً شديد الحبّ لسيّد الشهداء ، باذلاً لكلّ
كلّه في أيّام عاشوراء ، في إقامة عزائه. يصعد المنبر بنفسه ، وربّما أغمي عليه من
كثرة البكاء واللطم. سكن طهران في أواخر عمره ، وترتّبت آثار جليلة على وجوده ، آمراً
بالمعروف ، ناهياً عن المنكر. كان في الدرجة الرفيعة في التعصّب للشريعة. وتوفّي في
سنة (١٢٨٦ هـ) (ستّ وثمانين ومائتين بعد الألف) ، ونقل نعشه الشريف إلى الحائر المقدّس
، ودفن في حجرة باب الصحن الصغير ، أعلى الله مقامه».
١٠
ـ الشيخ جعفر الشوشتري؛
جاء في موسوعة مؤلّفي الإمامية : «جعفر بن حسين الشوشتري النجفي؛ (١٢٢٧ ـ ١٣٠٣ هـ)
من أجلّة الفقهاء والمجتهدين. ولد في شوشتر. زامل الشيخ محمّد حسن آل ياسين الكاظمي
واشترك معه في الدراسة والمباحثة ، فحضرا بحث الشيخ محمّد حسين الأصفهاني والملاّ محمّد
شريف العلماء المازندراني والسيّد إبراهيم القزويني في كربلاء ، وبحث الشيخ محمّد حسن
النجفي في النجف ، ثمّ حضر المترجم له دروس الشيخ مرتضى الأنصاري خلال مرجعيّته في
النجف حتّى نال درجة عالية في الإجتهاد. تولّى المرجعية العامّة في تستر. رجع إلى
النجف سنة (١٢٨٧ هـ) وشُغل فيها بإمامة الجماعة والتأليف والتدريس ،
__________________
فتلمّذ له وحصل منه على
إجازة : محمّد الطالقاني والميرزا محمّد الهمداني وعبد الصمد الجزائري وغيرهم. توفّي
بمدينة كرند التابعة لمحافظة كرمانشاه أثناء عودته من زيارة الإمام الرضا عليهالسلام ، ودُفن بالنجف. ثمّ
ذكر من آثاره :
١. رسالته
العملية المصدّرة بمقدّمة في الإعتقادات.
٢. الخصائص الحسينية
، و ...».
١١
ـ السيّد عبد الغفور اليزدي؛
قال الشيخ آقا بزرك : «هو السيّد عبد الغفور بن السيّد محمّد اسماعيل الحسيني اليزدي
الغروي من علماء عصره. وصفه العلاّمة المولى علي الخليلي بالعالم العامل النبيل ، وقال
: كان من أجلاّء تلامذة شريف العلماء وله تآليف في الأصول وتوفّي فى آخر الطاعون
الجارف في النجف سنة (١٢٤٦ هـ). وله قصّة ذكرها شيخنا النوري في (دار السلام).
ولعلّ مراد الخليلي بتآليفه في الأصول حاشيته على (القوانين)
الموسومة بـ : (التحفة
الغروية) التي فرغ منها في النجف عام (١٢٤٤ هـ)
وقد رأيتها في (مكتبة الشيخ عبد الحسين شيخ العراقين الطهراني) في كربلاء وذكر في أوّلها
اسمه واسم أبيه كما ذكرناه في (الذريعة)
ج ٣ ص ٤٥٩».
١٢
ـ الحاج الميرزا رفيع بن علي الرشتي؛
جاء في التكملة
: «الحاج ميرزا رفيع بن علي الرشتي المشهور بشريعتمدار من مشاهير علماء إيران ،
وممّن ثنيت له وسادة الرياسة الشرعيّة بكلّ ممالك إيران. معروف بالفقه
__________________
والأصول وطول الباع وكثرة
الاطلاع. كان من تلامذة شريف العلماء بالحائر المقدّس ، ثمّ اتّصل بعالي درس السيّد
حجّة الإسلام السيّد محمّد باقر الرشتي بأصفهان ، وأرسله هو إلى كيلان ونوّه باسمه
وأرجع إليه الأحكام. وله مصنّفات في الفقه والأصول والرجال. وقام رئيساً مطاعاً أربعين
سنة. وله آثار خيريّة وعمارات من قناطر ورباطات وغير ذلك من الباقيات الصالحات. وكان
مثرياً لا يوجد في كيلان أثرى منه. كان شديداً في ترويج الدين والأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر. وكان من المعمّرين. كان تاريخ تولّده خيرات (١٢١١ هـ) وتاريخ وفاته سنة
(١٢٩٢ هـ) (اثنتين وتسعين ومائتين بعد الألف) وأعقب علماء فضلاء وأحفاداً صلحاء أبراراً
علماء».
١٣
ـ المولى الآخوند زين العابدين الكلبايكاني؛
في التكملة
: «المولى الآخوند زين العابدين الكلبايكاني هو الشيخ العالم الربّاني والفقيه
المتبحّر في العلوم العقليّة والنقليّة. كان تولّده سنة (١٢١٨ هـ) (ثماني عشرة
ومائتين بعد الألف). أنشأه الله منشأً مباركاً ، وجدّ في طلب العلم وهاجر إلى
أصفهان ، وقرأ على علمائها واختصّ بالمحقّق الشيخ محمّد تقي بن عبد الرحيم صاحب الهداية
المعروفة بالحاشية على المعالم.
ثمّ هاجر إلى النجف الأشرف وكربلاء وقرأ على الشيخ صاحب الفصول
وعلى العلاّمة المؤسّس شريف العلماء ، وقرأ الفقه على الشيخ المحقّق الشيخ علي بن شيخ
الطائفة كاشف الغطاء ، وعلى شيخ الشيوخ صاحب الجواهر
حتّى استغنى عنهم ،
__________________
فرجع إلى وطنه وأخذ في
التدريس وترويج الدين وتربية العلماء ، وصار يرحل إليه من أطراف إيران ، فتخرّج على
يده جماعات من أهل العلم وصار يدرّسهم مع ورع وزهد وكرامات باهرات. وبالجملة ، كان
من العلماء الروحانيّين أنموذج السلف في العلم والعمل».
١٤
ـ الشيخ محمّد حسن آل ياسين؛
قال العلاّمة السيّد حسن الصدر عند ذكر شريف العلماء : «حدّثني شيخنا الفقيه الشيخ
محمّد حسن آل يس ، وكان أحد تلامذته ، قال : كان يدرّسنا في علم الأصول في المدرسة
المعروفة بمدرسة حسن خان. وكان يحضر تحت منبره ألف من المشتغلين ، وفيهم المئات من
العلماء الفاضلين ، ومن تلامذته شيخنا العلاّمة المرتضى الأنصاري».
وقال السيّد محسن الأمين في ترجمته : «الشيخ محمّد حسن آل ياسين الكاظمي ، توفّي في
رجب سنة (١٣٠٨ هـ) بالكاظمية ونقل نعشه حفيده الشيخ عبد الحسين إلى النجف ودفنه في
مقبرتهم التي في دارهم المعروفة. عالم جليل فقيه متبحّر ثقة ورع أنموذج السلف حسن التحرير
جيّد التقرير متضلّع في الفقه والأصول خبير بالحديث والرجال. كان المرجع لأهل بغداد
ونواحيها وأكثر البلاد في التقليد ، انتهت إليه الرئاسة الدينية في العراق بعد وفاة
الشيخ مرتضى الأنصاري ، قرأ المطوّل على الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جبل عامل صاحب
تكملة
نقد الرجال وكان من تلاميذ
__________________
صاحب الجواهر
وصاحب الفصول.
له.
١.
رسالة في الطهارة والصلاة والصوم.
٢.
رسالة في حقوق الوالدين.
٣.
ترتيب مجالس في عزاء الحسين
عليهالسلام
كان
يقرأها في عشرة عاشوراء.
٤.
تعليقات على رسائل الشيخ مرتضى وغير ذلك.
وكان الشيخ جعفر الشوشتري شريكه في الدرس
ومن أخصّ إخوانه سافر معه إلى شوشتر في سنة الطاعون سنة (١٢٦٤ هـ) وكان مبتلى بفقد
الأولاد الكبار مات ولده الأرشد الكامل الشيخ علي سنة (١٢٨٨ هـ) بعد وفاة ولده الشيخ
جعفر الذي كان من تلاميذ الشيخ مرتضى ومات بعد زمان قليل من وفاة الشيخ علي ولده الآخر
الشيخ باقر والد الشيخ عبد الحسين القائم مقام جدّه ثمّ مات حفيده الشيخ محمّد حسين
ثمّ الشيخ تقي ابنا الشيخ علي ثمّ الشيخ عبد الله ابن الشيخ باقر ، ولم يعرف منه إلاّ
الرّضا والتسليم».
١٥
ـ السيّد محمّد شفيع الجابلقي؛
قال في التكملة
: «السيّد شفيع الجاپلقي صاحب الروضة
البهيّة في الإجازات. المتوفّى سنة (١٢٨٠
هـ) (ثمانين ومائتين بعد الألف). كان عالماً فاضلاً من أعلام علماء هذه الطائفة
ومصنّفيها. تلمّذ على السيّد صاحب الرياض
، وعلى ولده السيّد صاحب المفاتيح
وعلى شريف العلماء وعلى النراقي صاحب المستند
والآقا محمّد
__________________
علي بن الآقا محمّد باقر
النجفي وأمثالهم من أهل طبقتهم. وله مصنّفات منها :
١
ـ كتاب مناهج الأحكام في مسائل الحلال والحرام
، وهو كتاب حسن جامع للفروع والاستدلال بالأحاديث المرويّة والآيات الكريمة والقواعد
الأصوليّة مع ملاحظة تعارض الأدلّة وبيان أحوال الرجال المختلف فيه عند الطائفة ، والإشارة
إلى القواعد الرجاليّة على نمط رياض
المسائل إلاّ أنّه أبسط منه. وبرز منه قليل. برز
منه نصف كتاب الطهارة ، وقليل من الصلاة والصوم بتمامه ، وقليل من الزكاة والخمس بتمامه
، ومن سائر الكتب الفقهيّة قليل.
٢
ـ الشرح على تجارة الروضة.
٣
ـ رسالته في الصلاة المسمّاة بمرشد العوام.
٤
ـ بعض الحواشي على مناسك الحجّ للسيّد حجّة الإسلام أستاذه السيّد محمّد باقر الرشتي
الأصفهاني.
٥
ـ كتاب القواعد الشريفة في القواعد الأصوليّة.
وأنا أروي عنه بواسطتين العلاّمة النوري
عن شيخ العراقين الشيخ عبد الحسين الطهراني ، عنه».
١٦
ـ المولى عبد الوهّاب القزويني؛
قال في التكملة
: «عالم فاضل طويل الباع في الفقه كثير الإستحضار للفروع ولكلمات الفقهاء ، أصولي.
كان
__________________
كثير السعي في ترويج العلم
والعلماء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وله في تلك البلاد الكلمة النافذة. وكان
على غاية من الورع والعبادة. وله الإجازة بالرواية من أربعين مجتهداً من علماء عصره
، وهو من تلامذة شريف العلماء والسيّد محمّد المجاهد وتلك الطبقة. وجاء في آخر عمره
لزيارة أئمّة العراق ، وتمرّض في النجف. ولمّا قرب موته ، أمر أن يوضع في تابوت
ويوضع في حرم أمير المؤمنين. وبعد ما وضع في الحرم توفّي ـ قدّس سرّه ـ في الحرم».
١٧
ـ الميرزا عبد الكريم المراغي الكاظمي:
«كان من الأفاضل المحقّقين والفقهاء المدقّقين. تلمّذ على شريف العلماء وصاحب الفصول.
كان جيّد الخطّ جدّاً ، رأيت وسائل
السيّد محسن الأعرجي بخطّه ، وكذا الفصول
لأستاذه. لا تحضرني تاريخ وفاته ، وأظنّها في سنة (١٢٤٦ هـ) عام الطاعون. وله تصانيف
ضاعت».
١٨
ـ السيّد محمّد باقر بن السيّد علي الحسيني القزويني؛
قال في التكملة
: «عالم جليل ، فاضل نبيل ، فقيه أصولي ماهر ، محقّق باهر. انتهت إليه رئاسة قزوين
وما والاها. كان تلمّذ على شريف العلماء ، وعلى تلميذه الأفضل المولى إسماعيل اليزدي
، وعلى المحقّق الشيخ علي بن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، وعلى حجّة الإسلام
السيّد محمّد باقر الرشتي ،
__________________
صاحب مطالع الأنوار
وله الرواية بالإجازة عنه. وله مؤلّفات منها : رسالة في مقدّمة الواجب ورسالة في نقل
الملائكة النقّالة. وعمّر ثمانين سنة وأزيد. ممّن عاصرنا».
١٩
ـ محمّد بن الحاج محمّد بيك الجكني الكزازي؛
قال في التكملة
: «من العلماء الأجلّة في عصره. كان معاصراً للشيخ صاحب الجواهر
، ومن تلامذة شريف العلماء والسيّد محمّد المجاهد والفاضل النيراقي صاحب المستند
وأمثالهم. وكان من المربّين لأهل العلم. تخرّج عليه جماعة منهم السيّد محمّد تقي بن
الميرزا علي رضا المشتهر بالسيّد جواد القمّي صاحب كتاب مقاليد الأحكام.
وقد رأيت إجازته له على ظهر الكتاب المذكور كتبها سنة (١٢٦٩ هـ) (تسع وستّين ومائتين
بعد الألف). ذكره السيّد محمّد شفيع في الروضة البهيّة في أحوال العلماء الإماميّة
في معاصريه».
٢٠
ـ المولى محمّد سعيد المازندراني؛
قال في التكملة
: «الشهير بسعيد العلماء ، من أجلّ تلامذة شريف العلماء الذي اتّفقت الكلمة على
فضلهم في الفقه والأصول ، حتّى إنّي سمعت من بعض المشايخ أنّ شيخنا العلاّمة المرتضى
الأنصاري ، لمّا اتّفقت الكلمة على أعلميّته في النجف ، ورجع إليه الفضلاء ، قال لهم
: إنّ سعيد العلماء بمازندران لعلّه أعلم منّي ، فإنّي أظنّ ذلك ، فراجعوه ، وارجعوا
إليه فكاتبوه. فكتب في جوابهم : لا يبعد
__________________
أنّي كنت كذلك ، لكنّي
تعطّلت. وأكبّ الشيخ المرتضى على الاشتغال ، فهو اليوم أعلم منّي يقيناً. فأقدّم الشيخ
حينئذ. وكان لهذا الشيخ ترويجات في الشريعة ، ومساع جميلة ، وله آثار باقية في ترويج
الدين ، وتربيته المشتغلين. له مصنّفات لا يحضرني تفصيلها. سكن بارفروش بعد وفاة أستاذه
شريف العلماء ، وبنى فيها المدارس ، وربّى المشتغلين ، وصار للعلم هناك سوق يشدّ
إليه الرحال. وطالت أيّامه ، وكثرت آثاره وبركاته ، قدّس الله نفسه. وممّن تخرّج عليه
من الأعلام المولى العلاّمة الحاج مولى محمّد الأشرفي والفقيه الحاج شيخ زين العابدين
المازندراني الحائري».
٢١
ـ الشيخ محمّد علي بن قاسم آل كشكول الحائري؛
قال في التكملة
: «عالم جليل ، فاضل نبيل ، فقيه خبير ، أصولي ماهر ، رجالي باهر ، محدّث كامل ، مصنّف
مكثر نافع. له :
١
ـ قطع المقال في نصرة القول بالانفعال في القليل.
٢
ـ رسالة في الجمع بين الروايات المختلفة.
٣
ـ رسالة في العبادات المكروهة.
٤
ـ الفوائد الغاضريّة في مصطلحات الحديث.
٥
ـ القواعد الرجاليّة. وله مصنّفات عدّة في علم الرجال منها :
٦
ـ حديقة الأنظار في أحوال رواة مشيخة الفقيه والتهذيب والاستبصار.
__________________
٧
ـ كتاب إكمال منتهى المقال في أحوال الرجال
، ذكر المجاهيل الذين لم يذكرهم الشيخ أبو علي الحائري ، ورتّبهم على ترتيب منتهى المقال
، وفرغ منه سنة (١٢٢٥ هـ) (خمس وعشرين ومائتين بعد الألف)».
ويظهر من كلام الشيخ آقا بزرك أنّه بأمر شريف العلماء كتب إكمال منتهى المقال.
٢
ـ الشيخ محمّد علي بن المولى مقصود علي المازندراني النجفي الكاظمي؛
جاء في التكملة : «الشيخ محمّد علي بن المولى مقصود علي المازندراني أصلاً ، النجفي
مولداً ومنشأً ، والكاظمي مسكناً وموطناً. من أجلّة فقهاء عصره ، وأعلام علماء زمانه
، أحد شيوخ الشيعة المراجع لأهل الدين في الأحكام والتدريس ، وكبار علماء الأصول الماهرين
فيه. كان سكن بلد الكاظمين ، وكان الرئيس المطاع المسلّم فيها. وله شرح الشرائع
، مبسوط ، نحو
الجواهر. وكان من المعاصرين لصاحب الجواهر
وشريكه في الأساتيذ ، وله في أصول الفقه المسائل المهمّة في غاية الجودة. كان تلميذ
شريف العلماء في علم أصول الفقه ، وسمّى شرحه على شرائع الإسلام بكشف الإبهام عن وجه مسائل
شرائع الإسلام. وتوفّي ـ قدّس الله
روحه ـ سنة (١٢٦٦ هـ) (ستّ وستّين ومائتين بعد الألف) ، ودفن في رواق حرم الكاظمين
في أوّل إيوان من الرواق على يسار الداخل من الباب الشرقيّة ،
__________________
وهي باب المراد. انتهى».
٢٣
ـ الشيخ مرتضى الأنصاري الدزفولي؛
قال صاحب الروضات
: «شيخنا المعاصر ، وعمادنا الفقيه الماهر المائر ، قدوة المحقّقين والمتصرّفين ،
وأسوة المدقّقين والمتطرّفين ، الشّيخ مرتضى بن محمّد أمين الدّسفولي ثمّ النّجفي حيّاً
وميّتاً المشتهر بالأنصاري ، صاحب كتاب الفرائد
في المسائل الأربع الأصوليّة ، والمقاصد العمد من الأدلّة العقليّة؛ وكتاب المتاجر
المبسوط الّذي لم يؤلّف مثله في جميع كتبنا الاستدلاليّة وغير ذلك من الرّسائل الفاخرة
الفائقة والتّعليقات الرّفيعة الرّائقة».
٢٤
ـ السيّد حسين ابن السيّد رضا ابن السيّد مهدي بحر العلوم النجفي؛
قال السيّد محسن الأمين في أعيان
الشيعة في ترجمته : «ولد بالنجف سنة (١٢٢١ هـ)
وتوفّي سنة (١٣٠٦ هـ) أراد النزول من سطح داره فزلّت رجله وسقط من الدرج وبقي من الفجر
إلى الزوال وتوفّي ودفن بالنجف في مقبرة جدّه بجنب قبّة الشيخ الطوسي. كان فقيهاً ماهراً
أصولياً أديباً شاعراً جليلاً نبيلاً زاهداً ورعاً عرضت عليه الأموال الهندية المعروفة
وهي الموضوعة في البنك الانكليزي من قبل امرأة هندية من الشيعة ليكون ريعها يصرف في
النجف وكربلاء على يد المجتهدين وهي في كلّ شهر خمسة آلاف روبية فلم يقبلها بل خرج
من النجف وسكن كربلاء مدّة فراراً
__________________
من الرئاسة وانزوى وكان
لا يأذن لأحد بالدخول عليه كفّ بصره في آخر عمره فسافر إلى بلاد إيران سنة (١٢٨٤ هـ)
للمداواة وزار مشهد الرضا عليهالسلام
فلمّا قارب الحضرة الشريفة أنشد قصيدته التي مطلعها :
كم انحلتك على رغم يد الغير
|
|
فلم تدع لك من رسم ولا أثر
|
ولم يتيسّر لنا العثور على باقيها حين التأليف
، وأقام في خراسان مدّة فانجلى بصره ثمّ عاد إلى العراق ومرّ في طريقه على بني أعمامه
في بروجرد فأقام فيها برهة قرأ عليه فيها كثير من الأفاضل ثمّ غادرها ووصل النجف سنة
(١٢٨٧ هـ) وأقام فيها مواظباً على العبادة ومجانبة الناس حتّى أجاب داعي ربّه.
قال الشيخ محمّد رضا الشبيبي في بعض مجامعيه
في حقِّه : الفقيه الأديب أخذ الفقه عن صاحب الجواهر
وانفرد بالتدريس بعده وأخذ عنه جماعة وكان خاصّاً بالشيخ عبّاس مقصود علي صاهره على
أخته اه. ولم يظهر مرجع ضمير أخته.
وفي الطليعة : كان أحد مجتهدي الزمن الذين
انتهى إليهم أمر التقليد وكان مشاركاً في أغلب العلوم ناسكاً ورعاً خفيف الروح رقيق
الحاشية نظيف القلب واللسان والبرد صبيح الوجه بهيّ الشكل أديباً شاعراً اه.
مشايخه :
١. الملاّ مقصود علي.
٢. شريف العلماء المازندراني قرأ عليهما
أصول الفقه.
٣. صاحب الجواهر قرأ عليه الفقه ويروي عنه
إجازة.
٤. الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء
يروي عنه إجازة.
تلاميذه :
١. الميرزا جعفر ابن الميرزا علي نقي الطباطبائي
يروي عنه إجازة بتاريخ ١٢٨١.
٢. السيّد محمّد بن إسماعيل الموسوي الساروي
المتوفّى بالمشهد الرضوي سنة (١٣١٠ هـ) يروي عنه إجازة بتاريخ (١٣٠٥ هـ).
٣. السيّد مرتضى الكشميري النجفي.
٤. الشيخ فضل الله المازندراني الحائري.
٥. الميرزا صادق التبريزي.
٦. الميرزا محمّد الهمداني صاحب فصوص اليواقيت.
أولاده :
١. السيّد إبراهيم الشاعر المشهور.
٢. السيّد محسن من العلماء.
٣. السيّد عبد الحسين.
مؤلّفاته :
١. كتاب في الفقه.
٢. كتاب في الأصول.
٣. شرح منظومة جده بحر العلوم نظماً بطريق
الاستدلال. والنظم لا يتّسع لذلك.
٤. ديوان شعره أكثره في أهل البيت عليهم
السلام».
٢٥
ـ المولى عبد الرحيم بن علي الأصفهاني النجف آبادي؛
قال السيّد محسن الأمين في ترجمته : «من المدرّسين ومراجع الأحكام بأصفهان ومن تلاميذ
شريف العلماء قرأ عليه الشيخ محمّد نبي التويسركاني الطهراني مصنّف لئالي الأخبار
وللمترجم حقائق
الأصول طبع في حياته سنة (١٢٨٦ هـ)».
٢٦
ـ السيّد محمّد تقي الطباطبائي:
ولد سنة (١٢١٩ هـ) وتوفّي سنة (١٢٨٩ هـ). له كتاب قواعد الأصول
تلمّذ على صاحب الجواهر
وشريف العلماء.
وقال بعض الأعلام في ترجمته : «السيّد محمّد تقي بن السيّد محمّد رضا بن السيّد محمّد
مهدي بحر العلوم : ولد سنة (١٢١٩ هـ) وتوفّي في كربلاء زائراً ليلة الواحد والعشرين
من شهر رمضان المبارك سنة (١٢٨٩ هـ). كان فقيهاً أصولياً رئيساً مطاعاً شهماً جليلاً
مهيباً .. أخذ في الأصول عن الملاّ محمّد علي بن الملاّ مقصود علي ثمّ على صاحب الجواهر
وكان من وجوه تلامذته».
__________________
قال العلاّمة السيّد حسن الصدر : «رأيت له
مجلّداً في أصول الفقه بخطّه. كان سيّد علماء عصره ، ورئيس مصره. ويكفيك ما قاله السيّد
العلاّمة أخوه السيّد علي في آخر رسالته في ميراث الزوجة الموضوعة في آخر المجلّد الأوّل
من كتابه البرهان
القاطع ما لفظه : وحين وصل تحرير هذه الرسالة إلى
هذا المقام فاجأتني رزيّة تذيب الصخر فجعتها ، وهي ورود نعش أخ لي شقيق شفيق ، كان
لي ظهراً ظهيراً ، وكهفاً منيعاً ، بل كان جلّ أهل الحمى في كنفه آمنين ، وفي ظلّه
راقدين ، لجلالة قدره ، وعظم شأنه ، ونفوذ أمره. قصد زيارة مولانا أبي عبد الله الحسين
عليهالسلام
فصادف أجله في ذلك المشهد الشريف ليلة الواحد والعشرين شهر رمضان المبارك ، ليلة وفاة
مولانا أبي الحسن عليهالسلام
، ونقل إلى الغري حيث أنّه مسقط رأسنا ، ومدفن أسلافنا ، ودفن ليلة الثالثة والعشرين
ليلة القدر الأعظم. وهذه المصادفة من إحدى سعاداته ، دفن بجنب جدّنا بحر العلوم (أعلى
الله مقامه) ، وهو إذ ذاك بلغ السبعين من عمره ، فاقني في العمر خمس سنين ، فأنا اليوم
بالغ خمساً وستّين سنة ، والله مقدّر الآجال. ومن دهشة هذه الرزيّة لم يبق لي صفو
الخيال فأقصرت القلم عن الجري في المجال كما قصرت خطواي من عظم المصيبة وشدّة الحال
، وما صبري إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه أنيب. حرّره الأقلّ علي آل بحر العلوم الطباطبائي
في الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة (١٢٨٩ هـ) (تسع وثمانين ومائتين وألف)». انتهى.
__________________
٢٧
ـ الحاج محمّد المشهدي؛ قال الشيخ آقا بزرك
في ترجمته : «تلميذ صاحب الرياض والشيخ الأكبر وشريف العلماء ، والمتوفّى سنة (١٢٥٧
هـ). له تصانيف منها شرح
الدرة لبحر العلوم ، وكتاب في أصول الفقه ، وشرح
بعض الآيات والروايات المشكلة ، وشرح الحديث الثاني عشر من الخصال
، وشرق
وبرق في طهارة دم الإمام
عليهالسلام.
ترجمه في مطلع
الشمس. وهو ابن الحاج حسن ، كما يأتي بهذا العنوان.
وله غنيمة
الحجاز».
٢٨
ـ المولى عبد العظيم بن محمّد اللواساني؛
قال الشيخ آقا بزرك في ترجمته : «كان من تلاميذ شريف العلماء في كربلاء كما صرّح به
في تصانيفه ، منها روض
المحصّلين في أصول الفقه عدّة مجلّدات ، أوّلها من
أوّل الأصول إلى تبعية الفضاء فرغ منه في الحائر في سنة (١٢٤١ هـ) والثاني مقدّمة الواجب
والضدّ وأمر الآمر مع انتفاء الشرط والمفاهيم ، ومجلّد في العموم والخصوص ، ومجلّد
في المطلق والمقيد. وله رسالة في الحقائق الثلاثة اللغوية والعرفية العامّة والخاصّة
، ورسالة في الاجتهاد والتقليد فرغ منها في سنة (١٢٤٢ هـ) فوفاته بعد هذا التاريخ وقد
رأيت الجميع في طهران وهي نسخ الأصل بخطّ المصنّف عند الشيخ آقا أحمد الكرمانشاهي حفيد
__________________
الآقا محمود وقد توفّي
قبل سنين ودفن بقم».
٢٩
ـ الشيخ محمّد حسين بن علي أو عبّاس علي الطالقاني القزويني؛
قال الشيخ آقا بزرك : «هو الشيخ محمّد حسين بن علي (عبّاس علي خ ل) الطالقاني القزويني
الحائري من أعاظم الفقهاء وأجلاء العلماء. كان في كربلاء المشرّفة من تلاميذ شريف العلماء
المازندراني وكان في النجف من أكابر تلاميذ صاحب الجواهر
بل من معاصريه ومعاصري صاحب الفصول
جاور كربلاء فكان رئيساً مقدّماً ومدرّساً كبيراً وخطيباً جليلاً ومفتياً يرجع إليه
في أحكام الشرع وكان له تبحّر غريب في الفقه والأصول تنطق به آثاره وتشهد مآثره توفّي
في [٤ محرّم ١٢٨١ هـ] وهي السنة التي توفّي بها الشيخ المرتضى الأنصاري ـ عن ثلاث وستّين
سنة فولادته في [١٢١٨هـ] ودفن بمقبرة ركن الدولة فى الصحن الصغير المهدوم فعلاً وله
من الآثار نتائج
البدائع
في شرح الشرايع
خرّج منه أكثر أبواب الفقه ونتيجة
البديعة في علم فروع الشريعة
عندي المجلّد الثاني من طهارته وهو من أوّل الدماء إلى آخر أحكام الاموات بخطّه الشريف
شرع فيه (١٢٥٠) وفرغ منه في (١٢٥١ هـ) ولعلّه منتخب من شرحه المذكور وعنوانه نتيجة
نتيجة. ورأيت مجلّد الإقرار منه عند السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم فرغ منه في [١٢٧٤هـ]
ورأيت بعض مجلّداته الأخر في [مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني] الموقوفة بكربلاء ويظهر
من بعضها أنّ اسم والده عبّاس علي. وله أيضاً بدائع الأصول
__________________
في المكتبة المذكورة بكربلاء
كما ذكرناه في الذريعة
ج ٣ ص ٦٢ ومر ذكر ابن أخته الشيخ أبي تراب القزويني في ص ٢٦».
٣٠
ـ الميرزا محمّد الترك آبادي الكاشاني؛
قال الشيخ آقا بزرك : «الشيخ الميرزا محمّد بن الميرزا محمّد علي بن الميرزا محمّد
بن غلام رضا ابن الفاضل المؤيّد الميرزا محمّد الترك آبادي ، الكاشاني. ترجمه المولى
حبيب اللَّه في لباب
الألقاب ، وذكر أنّه فقيه فاضل ، تلميذ شريف العلماء
، والسيّد المجاهد ، وكان مجازاً منه ، وكان في كاشان أوّلاً تلميذ الميرزا أبي
الحسن المعروف بالمجتهد الكاشاني ، والمولى أبي القاسم الترك آبادي المذكور آنفاً ،
والپشت مشهدي ، وله زبدة
الإصلاح مختصر إصلاح العمل
، والجعفرية
في الديات ، ومجموعة في الأخلاق ،
وأعمال
أيام الأسبوع ، وأعمال الشهور ، وشرح على زبدة الإصلاح ، ومجمع الفوائد
جمع فيه جامع
الشتات ، ومعتمد الأنام
في الفقه ،
وهلال الأحكام ، ومحبوب القلوب
في أحوال الأنبياء والحكماء والأولياء والسلاطين ، نقل جميع ذلك عن ولده الفاضل الميرزا
محمّدرضا إمام الجماعة [بعده] في مسجده (...). توفّي سنة (١٢٦٩ هـ). ولولده شرح المختصر النافع».
٣١
ـ الشيخ المولى إبراهيم السمناني ابن المولى بابا البارفروشي؛
قال الشيخ آقا بزرك في ترجمته : «هو الشيخ المولى ابراهيم بن المولى بابا
__________________
البارفروشي السمناني عالم
فقيه. كان في كربلا من تلاميذ شريف العلماء ومن بعده رجع إلى سمنان فصار مرجعاً للأمور
وكان قائماً بوظائف الشرع إلى أن توفّي وحمل إلى كربلا فدفن بها جنب قبر والده خلف
الظهر من الرواق الشريف وله حواش على جملة من الكتب وهو والد الشيخ الميرزا هادي
السمناني المعمّر المتوفّى (١٣٢٨ هـ)».
٣٢
ـ الشيخ الميرزا محمّد تقي الكرماني:
«هو الشيخ الميرزا محمّد تقي بن كاظم الكرماني الشهير بمظفّر علي شاه أحد كبار علماء
عصره وعرفائه. كان جامعاً للمعقول والمنقول حكيماً إلهياً وطبيباً رياضياً تلمّذ في
الفقه والأصول في كربلاء على شريف العلماء وغيره وسكن كرمانشاه إلى أن توفّي بها في
(١٢١٥ هـ) وكانت له يد طولى في العرفان وله آثار جليلة منها خلاصة العلوم
ذكرناه في الذريعة
ج ٧ ص ٢٣٠ والمشتاقية
ألّفه باسم مرشده مشتاق علي شاه المقتول بكرمان في (١٢٠٦ هـ) وبحر
الأسرار
منظوم فارسي في المعارف ذكرناه في ج ٣ ص ٢٩ وذكرنا هناك وجود نسخته عند الصدر
التفريشي ونسخة أخرى منه في (مكتبة المجلس) بطهران كما في فهرسها ج٣ ص ٦٤٠ ، وله مجمع البحارو الكبريت
الأحمر ترجمه مؤلّف مجمع الفصحاء
في (ج ٢ ص ٤٤٧) وذكر أنّه رأى ديوان شعره مرتّباً على الحروف في مجلّدين صغيرين وله
ترجمة طرائق
الحقائق أيضاً».
__________________
٣٣
ـ السيّد محمّد تقي القزويني؛
قال الشيخ آقا بزرك : «هو السيّد محمّد تقي ابن المير مؤمن ابن المير محمّد نقي ابن
المير رضا ابن المير قاسم المير الحاج ابن المير محمّد باقر قافله باشي الحسيني القزويني
من أركان الإسلام ودعائم الدين ومن نوابغ علماء عصره ، قرأ في بلاده مقدّمات العلوم
ثمّ هاجر إلى العراق فحضر في كربلاء على شريف العلماء وغيره».
٣٤
ـ السيّد جعفر الطالقاني النجفي؛
قال الشيخ آقا بزرك : «السيّد جعفر الطالقاني النجفي (١٢٠٣ ـ ١٢٧٧ هـ) هو السيّد جعفر
بن السيّد علي بن السيّد حسين بن السيّد حسن الشهير بمير حكيم الحسينى الطالقاني النجفى
من مشاهير عصره في العلم والأدب. ذكره العلاّمة السيّد مشكور الطالقاني ضمن ترجمته
لولده السيّد موسى بن جعفر فقال : وكان والده من أعلام العلم وفقهاء الطائفة وشيوخ
الأسرة ولد في النجف ١٢٠٣هـ وحضر بها على والده وعلى السيّد محمّد المجاهد الطباطبائي
وشريف العلماء وغيرهم».
٣٥
ـ الشيخ رجب علي اللاريجاني؛
قال الشيخ آقا بزرك : «كان من العلماء الأعلام والفضلاء النحارير ، أصله من لاريجان
من قرى مازندران كان في كربلا من تلاميذ شريف العلماء المتوفّى سنة (١٢٤٦ هـ). وغيره
، وكتب تقريرات بحث أستاذه المذكور ، وقد رأيتها بخطّه منضّمة إلى تقريرات ولده
المولى عبد الله بن رجب علي تلميذ السيّد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط
__________________
المتوفّى سنة (١٢٦٢ هـ)
وهما في مجلّد واحد يوجد في (مكتبة الإمام الرضا عليهالسلام)
في خراسان ، سكن المترجم له مشهد السيّد الجليل عبد العظيم الحسني عليهالسلام في الري إلى أن توفّي
، وخلّف ولده الآخر العلاّمة الشيخ مهدي صهر العلاّمة الكني على كريمته».
٣٦
ـ الشيخ علي الفارسي؛ قال الشيخ آقا بزرك
في الطبقات
: «الشيخ. علي الفارسي كان من علماء كربلاء بوقته ، ومن المعاصرين للسيّد إبراهيم
القزويني صاحب الضوابط
تلمّذ على شريف العلماء المازندراني وغيره ، وتلمّذ عليه جماعة منهم الشيخ عبّاس الفارسي».
٣٧
ـ السيّد علي بن السيّد صفدر الرضوي الكشميري؛
قال الشيخ آقا بزرك : «هاجر بعد تلمّذه على والده للتكميل من كشمير إلى العتبات في
سنة (١٢٣٩ هـ) ، تلمّذ على شريف العلماء ، والشيخ علي بن الشيخ الأكبر ، والشيخ صاحب
الجواهر
، وكتب له الأخير إجازة شريفة».
٣٨
ـ الشيخ محمّد علي الدزفولي؛
قال الشيخ آقا بزرك في ترجمته : «الشيخ محمّد علي بن آقا نجفي البيكدلي الدزفولي من
تلاميذ شريف العلماء. وقد كتب من تقريرات بحثه في الأصول ثلاث مجلّدات بخطّه ،
توجد عند حفيده الشيخ محمّد مهدي بن الشيخ محمّد كاظم بن الشيخ محمّد
__________________
علي المؤلّف ، الذي كان
معاصراً ومصاحباً للعلاّمة الأنصاري ، وقد حجّ في آخر عمره ، ولمّا رجع من الحجّ أدركه
الأجل في طريق الجبل ، فجعلوه في جلد بعير وحملوه إلى النجف الأشرف في حياة العلاّمة
الأنصاري ، فدفنوه مع تجليلات عظيمة بوادي السلام. ونقل حفيده المذكور بعض كراماته
، منها وجود غدير ماء لتغسيله في برّيّة لم يشاهد فيها الماء أبداً».
وقال بعض الأعلام : «الحاج آقا محمّد بن
نجفقلي بيك بن أبوتراب بيك الأصفهاني؛ من أجلّة علماء الإمامية ، زاهد ، موثق ، متّق
ومن تلامذة شريف العلماء ضبط تقريرات أستاذه في مجلّدات».
٣٩
ـ السيّد محمّد بن محمّد ربيع
بن
مرتضى بن نور الدين الجزائري التستري؛
قال الشيخ آقا بزرك في ترجمته : «العالم الفاضل الكامل ، من آثاره الباقية مجموعة فيها
تقريرات شريف العلماء ، وتقريرات سعيد العلماء ، وتقريرات الشيخ محمّد حسين ، وتقريرات
الشيخ خضر بن شلاّل النجفي ، وتقريرات الشيخ محمّد بن عبد علي آل عبد الجبّار ، وشرح
أصول الكافي
، وتقريرات المولى محمّد صادق ، وفيها فوائد أخرى ، تاريخ بعضها سنة (١٢٤٥ هـ) ، وبعضها
سنة (١٢٤٦ هـ) ، وكأنّه قرأ على هؤلاء الأعلام ، وكتب عنهم. ورأيت بخطّه مجموعة أخرى
فيها شرح جامع
المقال الطريحية
__________________
للمولى محمّد أمين الكاظمي
، وفي آخره أيضاً جملة من تقريرات شريف العلماء والآخوند المولى محمّد صادق وبعض مباحث
إشارات الكلباسي ، مصرّحاً باسم الجميع ، داعياً لهم بالسلامة ، وتاريخ هذه المجموعة
(١٨ ذي القعدة ـ سنة ١٢٤٥ هـ). [توجد] في كتب المولى محمّد علي الخوانساري ،
وبخطّه فيها أيضاً لبّ
اللباب في الدراية وعلم الرجال للحاج المولى محمّد
جعفر الإسترابادي ، وأنيس
الواعظين له ، تقريظ الشيخ خضر ، والنقل عن شرح اللمعة
له ، والنقل عن الشيخ الشروقي».
٤٠
ـ السيّد نوازش علي اللكهنوي الحائري؛
قال الشيخ آقا بزرك في ترجمته : «السيّد نوازش علي خير الدين بن السيّد مظفّر علي بن
السيّد أبي الخير بن السيّد رحمة اللَّه بن أبي تراب الموسوي ، الهندي اللكهنوي ،
الحائري. جاور بالحائر الشريف سنة (١٢٢٥ هـ) مهاجراً من لكهنو ، واشتغل بها على علماء
عصره ، مثل شريف العلماء وغيره حتّى كمل وبرع ، وكانت له ثروة طائلة ، فأوصى إلى ثلاثة
من علماء عصره : السيّد إبراهيم صاحب الضوابط
، والشيخ محمّد حسين صاحب الفصول
، والشيخ الميرزا زكي حسين ، لكنّه توفّي الأوّلان قبله ، وتوفّي هو بالوباء في حدود
سنة (١٢٦٣ هـ)».
٤١
ـ الشيخ محمّد حسين الجولاني النطنزي؛
قال الشيخ آقا بزرك
__________________
في ترجمته : «عالم كبير
وفقيه جليل ومرجع معمّر أدرك بحث شريف العلماء ومؤلّفي الفصول والجواهر في الحائر والنجف
رجع إلى همدان مع الآقا محمّد ابن المولى حسين النطنزي الهمداني فكان ينوب عنه في الجماعة
إلى أن توفّي (١٢٨٠ هـ) فاستقلّ المترجم بالإمامة وإقامة سائر الوظائف إلى أن
توفّي (١٣١٠ هـ) فقام مقامه ولده الميرزا محمّد الآتي ذكره وولده الأصغر هو
الميرزا صادق الواعظ».
٤٢
ـ المولى محمّد حسين بن علي أكبر الأصفهاني؛
قال الشيخ آقا بزرك في ترجمته : «هو الشيخ المولى محمّد حسين بن علي أكبر الأصفهاني
عالم جليل. رأيت من آثاره دروس
الأصول
فرغ من مجلّده الأوّل ـ المنتهي إلى آخر بحث الشهرة ـ بأصفهان في (١٦ ـ ذ ج ـ ١٢٤٨
هـ) ويظهر من بياناته أنّه كان من تلاميذ شريف العلماء المازندراني في كربلاء رأيته
في (مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني) الموقوفة بكربلاء ، ومعلوم أنّ وفاته بعد
التأريخ ، وذكرناه مفصّلاً في الذريعة
ج ٨ ص ١٤٤».
٤٣
ـ سبط السيّد محمّد الطباطبائي المجاهد:
والظاهر أنّه السيّد صادق بن السيّد مهدي الحسيني الطباطبائي السنكلجي كما أشار إلى
ذلك في الذريعة
، وذكر السيّد صادق من تلامذة الشيخ محمّد حسين صاحب
__________________
الفصول
أيضاً. قال الشيخ آقا بزرك
: «التقريرات لسبط السيّد محمّد الطباطبائي المجاهد الحائري ، كان تلميذ شريف العلماء
المازندراني ، وكتب تقريراته الموجودة نسخة منه في مكتبة الشيخ علي آل كاشف الغطاء
في النجف».
٤٤
ـ المولى جعفر بن آقا بزرك التستري:
«أقام سنين في كربلاء متتلمذا على شريف العلماء المازندراني في أصول الفقه».
«له مناهج
الأصول صرّح في أوّله أنّه من تقرير شريف العلماء».
٤٥
ـ السيّد محسن البوشهري البحراني؛
قال الشيخ آقا بزرك في ترجمته : «هو السيّد محسن بن السيّد عبد الله بن محمّد بن إبراهيم
بن هاشم ابن ناصر بن هاشم بن السيّد عبد الله البلادي ابن عتيق الحسين بن السيّد
حسين الموسوي الغريفي [البهبهانية] البوشهري البحراني الحائري؛ عالم جليل. أمّه زينب
بنت العلاّمة ميرزا مهدىّ الشهرستاني. وهو والد السيّد محمّد البحراني الحائري المعاصر.
كانت ولادته سنة (١٢٠٤ هـ). وتتلمذ على شريف العلماء المازندراني ، والشيخ خلف بن عسكر
الحائري ، والسيّد محمّد علىّ المرعشي الشهرستاني ، والشيخ محمّد حسين صاحب الفصول.
كان صهر الشيخ خلف بن عسكر على بنته وأيضاً قد صاهر السيّد حسن بن
__________________
السيّد المجاهد الطباطبائي
على بنته ، وخلّف السيّد محمّد البحراني. توفّي بالحائر الشريف في سادس رجب سنة (١٣٠٦
هـ) ، ودفن في رواق السيّد إبراهيم المجاب».
٤٦
ـ الشيخ نصر الله التراب الدزفولي؛
جاء في ترجمته أنّه قرأ الآليّات بدزفول عند السيّد موسى الهاشمي الدزفولي. ثمّ هاجر
إلى العتبات للتكميل فنزل كربلاء فأدرك بها أبحاث شريف العلماء ، فهاجر إلى النجف
وتتلمذ بها على الشيخ حسن كاشف الغطاء مدّة مديدة. وبعد وفاته حضر أبحاث الشيخ الأنصاري
إلى أن بلغ مبلغاً جسيماً من العلم. زار مشهد الرضا ـ عليه السلام ـ سنة (١٢٧١ هـ)
وقابله في مسيره رجال البلاط في طهران بالحفاوة والإكبار ووقعت له حين سفره مباحثات
مع علماء البلاد الواقعة في مسيره. سكن أخيراً في بلده دزفول مقيماً بالوظائف الشرعيّة
إلى أن توفّي بها مناهزاً المأة سنة (١٣١١ هـ) وحمل جثمانه إلى كربلاء فدفن بجوار سيّد
الشهداء ـ عليه السلام ـ وقيل في تأريخه : «نصر من الله وفتح قريب».
٤٧
ـ المولى محمّد قاسم بن محمّد علي الحكيم السبزواري:
تعلّم المبادي وعلوم الأدب العربي في المشهد المقدّس ثمّ هاجر إلى العتبات وحضر أبحاث
شريف العلماء في أصول الفقه.
__________________
٤٨
ـ حسن بن غلام الحائري صاحب لوامع الأصول؛
قال السيّد المحقّق الطباطبائي في معجم أعلام الشيعة
: «الشيخ المولى ، حسن بن غلام علي بن محمّد رشيد اليزدي الكثنوي الحائري ، المتوفّى
سنة (١٢٩٧ هـ) ... هو من أعلام القرن الثالث عشر ، والظاهر أنّ ولادته كانت في بدايات
القرن ، ولعلّه كان في العقد الثاني منه ، وأنّه قرأ في بلاده وتعلم الآليّات والمقدّمات
، وما يسمّى بدروس السطوح هناك ، ثمّ رحل في شبابه إلى إصفهان؛ فدرس عند السيّد محمّد
باقر الشفتي حجّة الإسلام وغيره ، ثمّ هاجر إلى العتبات المقدّسة بالعراق لإنهاء دروسه
، فأقام في كربلاء المقدّسة متلمّذا على شريف العلماء وصاحب الفصول
وغيرهما ، ثمّ قفل في منتصف القرن ، راجعاً إلى بلاده؛ فأقام في قريته مرجعاً لأهلها
، يقيم الجماعة يؤمّ بالناس ويخطبهم ويعظّمهم ، ويؤلّف الكتب في شتّى العلوم ، وقد
فرغ من الجزء الرابع من موسوعته الفقهية قوانين الاحكام
، في ربيع الأوّل سنة (١٢٥٤ هـ) ، ووقف كتبه سنة (١٢٧٥ هـ) ، وزار مشهد الرضا عليهالسلام سنة (١٢٨٠ هـ) ، حيث
فرغ من كتابه ميزان
الحقّ هناك في التاريخ ، والظاهر أنّه هاجر بعد
ذلك إلى كربلاء بنيّة الإقامة الدائمة؛ فالقى رحله بها ، عالماً موجّها ، واعظاً مرشداً
، مدرّساً ، مقيماً للصلاة جماعة يأتمّ به الصلحاء في مسجد مدرسة حسن خان ، إلى أن
وافاه أجله المحتوم سنة (١٢٩٧ هـ) رحمة الله عليه ، وله من المؤلّفات :
١
ـ أنوار الشهادة في مصائب الحسين عليهالسلام ومقتله ، فارسي مطبوع
في طهران سنة (١٢٨٥ هـ) و (١٣٠١ هـ) و (١٣٠٤ هـ) ، وفي بمبئي بالهند سنة
(١٣٠٣ هـ) و ١٣٢٠ هـ).
٢
ـ أنوار الهدى ، ذكره شيخنا رحمهالله في الذريعة
٢ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨ وأنّه فارسي في أصول الدين والمواعظ والأخلاق ... طبع بإيران.
٣
ـ أنوار الهداية ، مجموعة أحاديث مرويّة
عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام
في المواعظ والأخلاقيّات ، طبع في إيران سنة (١٣٠٠ هـ) ، ثمّ طبع على الحروف في النجف
الأشرف سنة (١٣٨٠ هـ) ، من مطبوعات مكتبة النجاح ، وقدّمت له مقدّمة في ترجمة المؤلّف.
٤
ـ حزن الشهادة في مقتل الحسين عليهالسلام ومصائبه ، ولعلّه الكتاب
الكبير الذي يحيل اليه في كتابه أنوار الشهادة.
٥
ـ حقوق آل محمّد عليهمالسلام على شيعتهم
، ذكر في الذريعة ٧ / ٤٢.
٦
ـ الضوابط أوضوابط الأحكام.
٧
ـ رسالة في عصمة الأئمّة
عليهمالسلام
فارسية ، الذريعة
١٥ / ٢٧٢.
٨
ـ قوانين الأحكام ، فقه استدلالي مبسوط
يدلّ على تضلّعه في الفقه رأيته بخطّ المؤلّف ، وفرغ من الجزء الخامس في سنة (١٢٥٧
هـ) ، ولم يتجاوز كتاب الصلاة ولم أر سائر مجلّداته فهو كتاب كبير.
٩
ـ لوامع الأصول ، في أصول الفقه ، رأيته
بخطّ المؤلّف عناوينه لامعة لامعة ، ينقل فيه كثيراً عن الأستاذ الشريف ، والظاهر أنّه
شريف العلماء.
١٠
ـ مجموعة الصنائع ، فارسي في فنون شتّى
وفوائد متنوّعة ، منها
في العلوم الغريبة فقد
كان له إلمام بها ، منه نسخة في مكتبة الوزيري العامّة في يزد رقم ٢٥٠٩.
١١
ـ موائد الفوائد ، فارسي ، ذكره شيخنا
رحمهالله
في الذريعة
٢٣ / ٢١٥.
١٢
ـ ميزان الحق ، فارسي ، في الرّد على
العامّة وإبطال خلافة من تقدّم على أمير المؤمنين عليهالسلام
فرغ منه في مشهد الرضا عليهالسلام
سنة (١٢٨٠ هـ) ، ذكره شيخنا رحمهالله
في حرف الراء بعنوان الرّد ١٠/ ٢١١ وباسمه في ٢٣/ ٣٠٩.
١٣
ـ هداية العلماء في أسماء كتب الشيعة
، ألّفه سنة (١٢٦٠ هـ)».
٤٩
ـ الشيخ محمّد ابن الشيخ محمّد تقي البرغاني:
أخذ الفقه والأصول من والده الشيخ محمّد تقي وعمّه الشيخ محمّد صالح وشريف العلماء
والشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر
وغيرهم. وتخرّج في الفلسفة على ملاّ آقا وملاّ يوسف الحكميّين القزوينيّين.
٥٠
ـ الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ المولى علي البرغاني:
«الشيخ عبد الحسين بن الشيخ ملاّ علي بن الشيخ محمّد البرغاني القزويني الحائري آل
العلوي الشهيدي. أخذ الفقه والأصول والتفسير عن والده وعمّه الشيخ محمّد تقي والشيخ
محمّد صالح البرغاني والسيّد علي الطباطبائي صاحب الرياض
، والسيّد محمّد المجاهد وشريف العلماء. وتخرّج في الحكمة والفلسفة على الشيخ ملاّ
آقا الحكمي والملاّ يوسف الحكمي القزويني وتولّى
__________________
التدريس في كربلاء والنجف
الأشرف ، واستقرّ في قزوين. وتصدّى فيها لتدريس الفقه والأصول والحكمة والفلسفة في
المدرسة الصالحية ، حتّى توفّي بها سنة (١٢٩٢ هـ) وله مؤلّفات منها نفحات الإلهام في شرح
شرايع الإسلام ، وشرح القواعد
وغيرها».
٥١
ـ الشيخ محمّد بن محمّد صالح البرغاني:
«الشيخ محمّد ولد في كربلاء حدود سنة (١٢٠٥ هـ) ، وتخرّج على والده وعمّه الشيخ محمّد
تقي ، والسيّد علي الطباطبائي الحائري ، صاحب الرياض
، والسيّد محمّد المجاهد ، وشريف العلماء ، وقتل في ساحات القتال ، في أوائل الحرب
الإيرانية الروسية سنة (١٢٤٠ هـ) ، ونقل جثمانه إلى قزوين ، ودفن فيها. وهو غير
شقيقه وسميّه الشيخ محمّد الملقّب بكاشف الأسرار الآتي ذكره».
٥٢
ـ الشيخ عبد الوهّاب بن محمّد صالح البرغاني:
«الشيخ عبد الوهّاب تخرّج في الفقه والأصول على والده ، وعمّه الشيخ محمّد تقي ، وقرأ
أيضاً على السيّد محمّد المجاهد ، وشريف العلماء ، وصاحب الجواهر.
وحضر في الحكمة والفلسفة درس الملاّ علي النوري المتوفّى سنة (١٢٤٦ هـ) وبعد وفاته
التحق بحوزة الملاّ آقا الحكمي القزويني ويعدّ من الطبقة الأولى من تلامذته. توفّي
في ٢٥ ذي الحجّة الحرام سنة (١٢٩٤ هـ) ، ودفن
__________________
في المقبرة العائلية قرب
والده».
٥٣
ـ الشيخ صادق ابن الشهيد البرغاني القزويني:
«الشيخ صادق بن الشهيد البرغاني القزويني آل الشهيدي. ولد حدود سنة (١٢٢٢ هـ) وتوفّي
سنة (١٣١١ هـ). من أبرز علماء عصره ومراجع الفتوى والتدريس قرأ المقدّمات على جماعة
من فضلاء قزوين ثمّ حضر على والده المستشهد سنة (١٢٦٣ هـ)على يد الفرقة البابية وعمّه
الشيخ محمّد صالح البرغاني الحائري المتوفّى سنة (١٢٧١ هـ) وفي سنة (١٢٤٢ هـ) قصد العراق
مع جمهور من العلماء لنقل جثمان السيّد محمّد المجاهد الطباطبائي المتوفّى سنة (١٢٤٢
هـ) في قزوين بعد رجوعه من ساحات الحرب الإيرانية الروسية إلى كربلاء المقدّسة فمكث
هناك والتحق بحوزة المولى شريف العلماء المازندراني الحائري المتوفّى سنة (١٢٤٦ هـ)
وبعد وفاة استاذه المذكور وانتشار الوباء في العراق رجع إلى قزوين وحضر ثانية على أبيه
وعمّه الشيخ محمّد صالح وأخذ الحكمة والفلسفة عن الآقا الحكمي والآخوند ملاّ يوسف الحكمي
والآخوند الشيخ ملاّ صفر علي اللاهيجاني القزويني في المدرسة الصالحية بقزوين ثمّ
توجّه ثانية إلى العراق مع أخيه الشيخ عبد الله إمام الجمعة وسكن النجف الأشرف وحضر
في الفقه والأصول على الشيخ حسن آل كشف الغطاء المتوفّى سنة (١٢٦٢ هـ) صاحب أنوار الفقاهة
والشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر وكتب له شيخه صاحب الجواهر
إجازة الاجتهاد أشرك فيها أخاه
__________________
الشيخ عبد الله إمام الجمعة
ثمّ رجع إلى قزوين وتصدّر كرسي التدريس والإمامة والفتوى».
٥٤
ـ الشيخ عبد الوهّاب الشريف ابن الشيخ محمّد علي؛
قال الشيخ آقا بزرك : «هو الشيخ الميرزا عبد الوهّاب الشريف ابن محمّد علي
القزويني من أعاظم علماء الشيعة في هذا القرن.كان من تلاميذ الشيخ الأكبر جعفر كاشف
الغطاء ، وولده الشيخ موسى والسيّد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة
وشريف العلماء المازندراني ، والسيّد محمّد الطباطبائي المجاهد ، والشيخ أسد الله الكاظمي
، والسيّد عبد الله شبّر ، والشيخ أحمد الأحسائي ، وغيرهم ، من أعاظم فقهاء عصره وأجلاّء
علمائه في النجف وكربلاء والكاظمية. وله الرواية عن أكثر من أربعين مجتهداً من الفحول
منهم مشايخه المذكورون ، ومنهم الوحيد البهبهاني ، السيّد مهدي بحر العلوم ،
والميرزا أبو القاسم القمّي صاحب القوانين
كما ذكره السيّد حسن الصدر في التكملة
والسيّد علي الطباطبائي صاحب الرياض
كما ذكره الميرزا أبو طالب ابن الميرزا أبي القاسم الموسوي الزنجاني في كتابه كفاية الدراية
فقد صرّح بأنّه يروي عن صاحب الرياض
وكاشف الغطاء بدون واسطة ، وكذا السيّد محمّد باقر حجّة الإسلام الأصفهاني ، وغيرهم
، وهذه الإجازات كلّها في مجموعة خاصّة جمعها ودوّنها السيّد جواد بن السيّد زين العابدين
الخوانساري في سنة (١٢٤٨ هـ)رأيتها في (مكتبة السيّد محمّد المحيط) في
__________________
طهران».
٥٥
ـ الآقا كريم الروغني القزويني؛
جاء في مستدرك
أعيان الشيعة : «ولد في قزوين حدود
سنة (١٢٠٠ هـ) وتوفّي بها سنة (١٢٨٣ هـ). أخذ المقدّمات والسطوح على جماعة من فحول
علماء قزوين ثمّ التحق بحوزة الشيخ محمّد صالح البرغاني وشقيقه الشهيد وأخذ الحكمة
والفلسفة عن الآخوند ملاّ آقا الحكمي القزويني وفي حدود سنة (١٢٤٠ هـ) هاجر إلى [العراق]
قاصداً الحوزة العلمية الكبرى في كربلاء والنجف وحضر على الشيخ موسى آل كاشف الغطاء
وشقيقه الشيخ حسن آل كاشف الغطاء وأخذ الأصول عن شريف العلماء المتوفّى سنة (١٢٤٦ هـ)
وحصل على إجازات من علماء كربلاء والنجف ثمّ عاد إلى قزوين والتحق بحوزة استاذه البرغاني
للمرّة الثانية وفي سنة (١٢٦٤ هـ) جلس للتدريس في المدرسة الصالحية بأمر من أستاذه
الشيخ محمّد صالح البرغاني مؤسّس المدرسة المذكورة وكان من كبار المدرّسين في الفقه
والأصول في قزوين وهو من أحفاد الشيخ محمّد صالح الروغني القزويني المتوفّى سنة (١١١٦
هـ)».
٥٦
ـ السيّد جواد ابن السيّد جمال الدين حسن العريضي؛
جاء في مستدرك أعيان الشيعة : «السيّد جواد بن السيّد جمال الدين حسن بن السيّد
محمّد باقر بن السيّد عبد المطّلب الحسيني العلوي العريضي البشروي
__________________
الحائري. توفّي في كربلاء
حدود سنة (١٢٦٠ هـ) ودفن في الروضة الحسينية. كان من كبار العلماء وأهل الفضل والمحقّقين
ولد ونشأ في كربلاء وأخذ المقدّمات والعلوم الإسلامية على أفاضل الحائر الشريف ثمّ
تخرّج في الفقه والأصول على الشيخ محمّد صالح البرغاني الحائري المتوفّى سنة (١٢٧١
هـ) وشريف العلماء المازندراني الحائري المتوفّى سنة (١٢٤٦ هـ) وشغل كرسي التدريس والفتوى
والإمامة في الحائر الشريف وهو نجل السيّد جمال الدين حسن البشروي الخراساني الحائري
الذي ذكر في أعيان
الشيعة (الجزء الخامس صفحة ٢٤١)».
٥٧
ـ الشيخ الميرزا محمّد حسن بن محمّد ولي بيك الأفشار البكشلولي؛
قال الشيخ آقا بزرك في ترجمته : «من العلماء الأدباء. كان من المعاصرين للسلطان محمّد
شاه القاجاري المتوفّى [... ١٢٦٤] وله شرح قصيدة البردة
للبوصيري المتوفّى (٦٥٦) شرحها باسم السلطان المذكور أيضاً وله القصائد الإمامية الخمس
الخالية من الحروف وقد خمّس الجميع الشيخ علي الخوئي الخاكمرداني المتوفّى (١٣٥٠) وشرحها
أيضاً وسمّى الشرح عقد
الفرائد وقد رأيته في (مكتبة السيّد جلال الدين
المحدّث الأرموي) بطهران كما ذكرته في حرف العين من الذريعة.
٥٨
ـ الشيخ علي أصغر بن محمّد حسين البفروئي اليزدي:
«فاضل
__________________
متبحّر في الفقه وأصوله
طويل النفس في أبحاثه ، أصله من يزد ويسكن كربلاء وكان من أعلامها في القرن الثالث
عشر. كان من تلامذة شريف العلماء كما وجدته مكتوباً كذلك على نسخة من كتابه. له المناهج الحائرية
في ثلاث مجلّدات كبيرة أتمّها سنة (١٢٥٠ هـ)».
٥٩
ـ محمّد بن قوج علي الحاجي آبادي الإسترآبادي؛
نقل في مستدركات
أعيان
الشيعة
: «محمّد بن قوج علي الحاجي آبادي الإسترآبادي من أعلام القرن الثالث عشر ، أقام سنين
في العتبات بالعراق للتحصيل ، من أساتذته في كربلاء شريف العلماء المازندراني. له تقرير أبحاث شريف العلماء
في الأصول أتمّه سنة (١٢٤١ هـ)».
٦٠
ـ أبوطالب الأردكاني اليزدي؛
جاء في موسوعة
مؤلّفي الإمامية : «عالم ديني ، من تلامذة
الشيخ محمّد شريف العلماء المازندراني والشيخ إسماعيل عقدايي اليزدي في كربلاء.
وقال الشيخ آقا بزرك : كان من العلماء الفقهاء صاهر العالم الجليل المولى إسماعيل العقدائي
اليزدي ـ الذي كان من تلاميذ السيّد مهدي بحر العلوم ـ على اخته فرزق منها أولاده العلماء
الثلاثة المولى محمّد تقي نزيل طهران والمدرّس في (مدرسة المروي) والشيخ علي والد الشيخ
محمّد صادق مؤلّف الصبح
الصادق والشيخ محمّد إسماعيل والد
__________________
الشيخ حسين الشهير بالفاضل
الأردكانى الذي توفّي بالحائر (١٣٠٢ هـ)».
٦١
ـ إسماعيل بن قاسم الطهراني:
«فقيه أصولي ، يبدوأنّه من تلامذة شريف العلماء المازندراني في كربلاء. القواعد الشريفة الشريفية
في أدلّة الأحكام الشرعية
(عربي/ أصول الفقه) ٤ مجلّدات استدلالية مفصّلة في قواعد أصول الفقه بعناوين (قاعدة
... قاعدة) ، نقل فيها كثيراً عن أستاذه شريف العلماء. تمّ تأليف قسم الأدلّة اللفظية
سنة (١٢٣٥ هـ)».
٦٢
ـ محمّد شفيع الدابوقي؛ قال الشيخ آقا بزرك
: «هو الشيخ آقا محمّد شفيع بن المولى محمّد علي بن محمّد شفيع الدابوقي البارفروشي
كان من علماء كربلا المشرّفة إلى سنة (١٢٧٢ هـ). فقد رأيت صورة وقفية كتبت
بالتاريخ المذكور على ظهر مجلّد الدين من مفتاح الكرامة
كان في مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني في كربلا وجعلت توليتها للمترجم له ثمّ لأعلم
علماء بارفروش ، ومن هذه الجملة الأخيرة عرفنا أنّه بارفروشي لأنّه ذكر بغير لقب ،
وقد وصف هناك بما لفظه : العلاّمة الفهّامة نخبة العلماء ، ونتيجة العلماء والمجتهدين
، الآقا محمّد شفيع بن المرحوم المجتهد الحاج محمّد علي بن الحاج محمّد شفيع الخ ،
ومعلوم أنّه كان حيّاً في التاريخ وأنّ وفاته بعده ، وذكر لنا الشيخ محمّد صالح بن
الميرزا فضل الله المازندراني الحائري نزيل سمنان أنّه من أهل (دابوق) من محالّ بارفروش
، وأنّه كان معاصراً
__________________
لشريف العلماء وتلميذاً
له ، وله تصانيف موجودة عند الشيخ محمّد صالح منها مرصاد العباد
في الإمامة وترجمته بالفارسية ، ورسالة في صلح حقّ الرجوع».
٦٣
ـ المولى إسماعيل اليزدي؛
جاء في موسوعة
طبقات الفقهاء : «فقيه إمامي ، وعالم
كبير. تتلمذ في الحائر (كربلاء) على الفقيه الشهير محمّد شريف بن حسن علي المازندراني
الحائري ، وصار من أرشد تلاميذه ، ثمّ قام مقام أستاذه المذكور بالإمامة والتدريس ،
ولكن لم تطل أيّامه ، فتوفّي بعده بنحو عام».
٦٤
ـ الآخوند المولى جعفر الشيرازي؛
جاء في قصص العلماء أنّه كان من تلامذة شريف العلماء ومن زهّاد عصره.
٦٥
ـ الشيخ حسن الكوكاني: فقيه أصولي فاضل تتلمذ
على أعلام كربلا ، ومنهم شريف العلماء حيث ينقل كثيراً من آرائه في كتابه ويناقشها
توفّي بعد سنة (١٢٤٢ هـ). له أصول
الفقه غير تامّ التأليف.
وتقريرات دروس شريف العلماء
المازندراني :
أشار الشيخ آقا بزرك الطهراني إلى كثرة التقريرات
الموجودة من بحث
__________________
شريف العلماء فقال : «والذي
لابدّ من ذكره هو أنّ كتب التقريرات أكثر من أن يستقصيها أحد ، ولا سيّما التقريرات
الأصولية التي كتبها تلاميذ شريف العلماء ، وصاحبي الضوابط والفصول في كربلاء ، وتلاميذ
العلاّمة الأنصاري ومن بعده في النجف الأشرف وسامرّاء ومشهد الرضا وقم وغيرها».
ومنها :
١
ـ مناهج الأصول من تقريرات بحث شريف
العلماء ، قال آقا بزرك : «في مجلّد كبير صرّح في أوّله أنّه من تقرير بحث شريف العلماء
، ألّفه المولى جعفر بن آقا بزرك (آقاكب) التستري ترجمته في الكرام ص
وتوفّي سنة (١٢٥٠ هـ) والنسخة بخطّ المؤلّف في مكتبة السيّد عبد الصمد».
٢
ـ نفائس الأصول طبع باهتمام صديقنا العالم
الفاضل الشيخ ناصر الرضائي الجراتي؛ حيث قال المقرّر في آخر البحث عن حجية الخبر المرسل
: «هذا آخر ما ذكره شريف العلماء في الأدلّة الشرعية.
وفي آخر بحث البراءة : هذا آخر ما استفيد من شريف العلماء في مسألة البراءة ،
واستفدناه نحن من تلميذه الرّشيد محمّد سعيد المازندراني».
٣
ـ تقريرات الشيخ رجب علي اللاريجاني من بحث أستاذه
شريف
__________________
العلماء؛ قال الشيخ آقا
بزرك : «وقد رأيتها بخطّه منضمّة إلى تقريرات ولده المولى عبد الله بن رجب علي تلميذ
السيّد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط
المتوفّى سنة (١٢٦٢ هـ) وهما في مجلّد واحد يوجد في (مكتبة الإمام الرضا عليهالسلام) في خراسان».
٤
ـ تقريرات الشيخ محمّد علي بن الآقا نجفي البيكدلي
الدزفولي من بحث شريف العلماء؛ قال الشيخ آقا بزرك في ترجمة الشيخ محمّد علي : «من
تلاميذ شريف العلماء وقد كتب من تقريرات بحثه في الأصول ثلاث مجلّدات بخطّه ، توجد
عند حفيده الشيخ محمّد مهدي بن الشيخ محمّد كاظم ابن الشيخ محمّد علي المؤلّف».
٥
ـ تقريرات السيّد محمّد الموسوي الجزائري التستري؛
ذكر الشيخ آقا بزرك من آثاره تقريرات دروس شريف العلماء.
٦
ـ تقريرات ذكر الشيخ آقا بزرك أنّها لسبط السيّد محمّد
المجاهد الطباطبائي من درس شريف العلماء؛ قال الشيخ آقا بزرك : «التقريرات
لسبط السيّد محمّد الطباطبائي المجاهد الحائري ، كان تلميذ شريف العلماء المازندراني
، وكتب تقريراته الموجودة نسخة منه في مكتبة الشيخ علي آل كاشف الغطاء في النجف».
__________________
٧
ـ الحقائق الثلاثة للمولى عبد العظيم بن
محمّد اللواساني؛ قال الشيخ آقا بزرك : «الحقائق الثلاثة في بيان الحقيقة اللغوية ،
والعرفية العامّة ، والخاصّة ، في ثلاثة مطالب ، للمولى عبد العظيم بن محمّد اللواساني
تلميذ شريف العلماء كتبه في كربلاء عن تقرير بحثه في (١٢٤١ هـ) نسخة خطّ المؤلّف رأيتها
عند الحاج أحمد آقا الكرمانشاهي حفيد الآقا محمود بن الوحيد البهبهاني في طهران».
٨
ـ روض المحصّلين للمولى عبد العظيم بن
محمّد اللواساني؛ قال الشيخ آقا بزرك : «روض المحصّلين
في أصول الفقه للمولى عبد العظيم بن محمّد اللواساني تلميذ شريف العلماء كتبه من تقرير
بحثه في الحائر ، وفرغ من مجلّده الأوّل المنتهي إلى مسألة تبعية القضاء في (١٢٤١ هـ)
ومجلّد منه في مقدّمة الواجب والضدّ والأمر مع انتفاء الشرط والمفاهيم ومجلّد في
العموم والخصوص ومجلّد في المطلق والمقيّد ، كلّها بخطّ المصنّف عند الحاج آقا أحمد
الكرمانشاهي مدير مكتبة سپهسالار ابن الحاج آقا هادي بن الآقا محمود البهبهاني بطهران».
٩
ـ تقريرات محمّد بن قوج علي الحاجي آبادي الإسترآبادي؛
نقل في مستدركات
أعيان الشيعة : «محمّد بن قوج علي
الحاجي آبادي الإسترآبادي من أعلام القرن الثالث عشر ، أقام سنين في العتبات بالعراق
للتحصيل ، من
__________________
أساتذته في كربلاء شريف
العلماء المازندراني. له (تقرير أبحاث شريف العلماء) في الأصول أتمّه سنة (١٢٤١ هـ)».
١٠ ـ ذكر الشيخ آقا بزرك في الذريعة
: «التقريرات
لبعض تلاميذ شريف العلماء المازندراني (المتوفّى بالحائر في ١٢٤٥ هـ) مجلّد من أوّل
تعريف الفقه إلى مسألة اجتماع الأمر والنهي ، رأيته في مكتبة شيخنا الميرزا محمّد تقي
الشيرازي بسامرّاء».
١١ ـ وكذا ذكر التقريرات
لبعض تلاميذ شريف العلماء ، مجلّد في مكتبة الحسينية من وقف مؤسّسها الحاج علي محمّد
النجف آبادي.
رسالة في جواز النسخ :
وهذه الرسالة تختصّ بخصوصية أنّها من مؤلّفات
شريف العلماء ، والكاتب عبدالعظيم اللواساني ـ وهو من تلاميذ شريف العلماء ـ وقد صرّح
في حاشية الصفحة الأولى من المخطوطة : أنّه عثر على نسختها بخطّه الشريف.
وموضوع هذه الرسالة (النسخ في الشريعة) ،
مخطوطتها في تسع صفحات في آخر مجموعة أصولية
في مكتبة آية الله السيّد شهاب الدين
__________________
المرعشي النجفي تغمّده
الله برحمته ورضوانه ، استكتبها العالم الفاضل المولى عبدالعظيم اللواساني رحمهالله في زمن حياة أستاذه الشريف
سنة (١٢٤٢هـ).
ولها نسخة أخرى أكمل من النسخة المذكورة
وذلك في مكتبة (آستان قدس رضوي) وفي فهرست المكتبة لم يُذكر مصنّف الرسالة
وكذا في أصل النسخة ، وقد ذُكر كاتبها محمّد رضا بن محمّد إسماعيل القاري الطوسي
المشهدي ، ولكن بعد التطبيق والمقارنة بينها وبين نسخة مكتبة آية الله المرعشي صرنا
مطمئنّين بأنّهانسخة من رسالة (جواز النسخ) لشريف العلماء المازندراني. وبحمد الله
قد نشرت محقّقة في مجلّة تراثنا العدد١٣٢ بقلمي القاصر.
__________________
المصادر
١
ـ القرآن الكريم.
٢
ـ الآراء الفقهية : الشيخ هادي النجفي ،
عطر عترت ، قم ، ١٣٩١ ش.
٣
ـ أعلام أسرة الوحيد البهبهاني :
الشيخ عبد الحسين جواهر كلام ، المؤتمر العالمي للعلاّمة الوحيد البهبهاني ، كربلاء
، ١٤٣٦.
٤
ـ أعيان الشيعة : السيّد محسن الأمين ،
تحقيق : السيّد حسن الأمين ، دار التعاريف للمطبوعات ، بيروت ، ١٤٠٣.
٥
ـ تذكرة العلماء : المولى محمّد بن سليمان
التنكابني ، باهتمام محمّد رضا أظهري ، غلامرضا پرنده ، مركز الأبحاث الإسلامي للحرم
الشريف الرضوي (بنياد پژوهشهاي اسلامي آستان قدس رضوي) ، ١٣٩٣ ش.
٦
ـ تذكرة القبور : الآخوند المولى عبدالكريم
الگَزي الأصفهاني ، المطبوع باهتمام الأُستاذ ناصر الباقري البيدهندي.
٧
ـ تراثنا : نشرة فصلية تصدرها مؤسّسة
آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، الرقم١٣٢ ، شوّال وذوالحجّة ١٤٣٨.
٨
ـ تراجم الرجال : السيّد أحمد الحسيني
، قم ، دليل ما ، ١٤٢٢.
٩
ـ تكملة أمل الآمل : السيّد حسن الصدر ، تحقيق
حسين علي محفوظ ، عبدالكريم الدبّاغ ، عدنان الدبّاغ ، دارالمؤرّخ العربي ، بيروت ،
١٤٢٩.
١٠
ـ جواهر الكلام : الشيخ محمّد حسن النجفي
، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ،١٤٠٤.
١١
ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة :
الشيخ آقابزرك الطهراني ، دار الأضواء ، بيروت ، ١٤٠٣.
١٢
ـ رجال ومشاهير إصفهان :
مير سيّد علي جناب ، تصحيح : رضوان پور عصار ، سازمان فرهنكي تفريحي شهرداري إصفهان
، ١٣٨٥ش.
١٣
ـ روضات الجنات : السيّد محمّد باقر بن
زين العابدين الموسوي الخوانساري ، تحقيق : أسد الله إسماعيليان ، انتشارات إسماعيليان
(دهاقاني) ، قم ، ١٣٩٠.
١٤
ـ الروضة البهية في الإجازة الشفيعية :
السيّد محمّد شفيع الموسوي الجابلقي البروجردي ، تحقيق السيّد جعفر الحسيني الإشكوري
، مؤسّسة تراث الشيعة ، قم ، ١٤٣٤.
١٥
ـ زندكاني وشخصيت شيخ أنصاري :
الشيخ مرتضى الأنصاري ، فارس الحجاز ، قم ، ١٣٨٣ ش.
١٦
ـ طبقات أعلام الشيعة : الشيخ آقابزرك الطهراني
، مع تعاليق السيّد عبدالعزيز الطباطبائي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، ١٤٣٠.
١٧
ـ فقيه صدر : حسين حلبيان ، المطبوع
في مجموعة مقالات مؤتمر آية الله السيّد حسين الخادمي الأصفهاني ، إصفهان ، ١٣٩٤ ش.
١٨
ـ فهرس التراث : السيّد محمّد حسين الحسيني
الجلالي ، دليل ما ، قم ، ١٤٢٢.
١٩
ـ فهرست كتابهاي خطّي كتابخانه آية الله مرعشي :
ج١ ، السيّد أحمد الحسيني الأشكوري ، بإشراف السيّد محمود المرعشي النجفي ، قم.
٢٠
ـ فهرست كتب خطّي كتابخانه مركزي ومركز أسناد آستان قدس رضوي :
ج١٦ ، محمّد وفادار مرادي ، مشهد الرضا عليهالسلام
، ١٣٨٠ ش.
٢١
ـ قصص العلماء : المولى محمّد بن سليمان
التنكابني ، المطبوع باهتمام محمّدرضا برزكر خالقي وعفّت كرباسي ، شركت انتشارات علمي
وفرهنكي ، طهران ، ١٣٨٩ ش.
٢٢
ـ الكنى والألقاب : الشيخ عبّاس القمّي ،
تقديم محمّد هادي الأميني ، مكتبة الصدر ، طهران.
٢٣
ـ لباب الألقاب في ألقاب الأطياب :
المولى حبيب الله الشريف الكاشاني ، مع تعاليق آية الله السيّد موسى الشبيري الزنجاني
، تحقيق الشيخ نزار حسن ، السيّد جواد بركجيان ، مراجعة الشيخ حسين الشريف ، مؤسّسة
تراث الشيعة ، قم ، ١٤٣٦.
٢٤
ـ مستدركات أعيان الشيعة :
السيّد حسن الأمين ، دار التعاريف للمطبوعات ، بيروت ، ١٤٠٨.
٢٥
ـ مشاهير خاندان صدر : الدكتور محسن كماليان
، نشر راز ني ، قم ، ١٣٩٦ش.
٢٦
ـ مع علماء النجف الأشرف :
محمّد الغروي ، دار الثقلين ، لبنان ، ١٤٢٠.
٢٧
ـ مع موسوعات رجال الشيعة :
السيّد عبدالله شرف الدين ، الإرشاد ، لندن ، ١٤١١.
٢٨
ـ معارف الرجال : الشيخ محمّد حرز الدين
، مع تعاليق محمّد حسين حرز الدين ، مكتبة آية الله العظمى النجفي المرعشي ، قم ، ١٤٠٥.
٢٩
ـ معدن الفوائد ومخزن الفرائد (مباني الأصول) :
السيّد محمّد هاشم الجهارسوقي الأصفهاني ، ١٣١٧.
٣٠
ـ مفاتيح الأصول : السيّد محمّد بن علي
الطباطبائي المجاهد ، مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
للطباعة والنشر قم.
٣١
ـ المفصّل في تاريخ النجف الأشرف :
حسن عيسى الحكيم ، المكتبة الحيدرية ، قم ، ١٤٢٧.
٣٢
ـ مكارم الآثار : الشيخ محمّد علي المعلّم
الحبيب آبادي ، مع تعاليق السيّد محمّد علي الروضاتي ، نفائس مخطوطات أصفهان ، ١٣٦٤
ش.
٣٣
ـ المكاسب : الشيخ مرتضى الأنصاري
، مجمع الفكر الإسلامي ، قم.
٣٤
ـ موسوعة طبقات الفقهاء :
اللجنة العلمية في مؤسّسة الإمام الصادق عليهالسلام
، قم ، ١٤١٨.
٣٥
ـ موسوعة مؤلّفي الإمامية :
اللجنة العلمية في مجمع الفكر الإسلامي ، قم ، ١٤٢٨.
٣٦
ـ نفائس الأصول : شريف العلماء المازندراني
(وسعيد العلماء المازندراني) ، تحقيق : الشيخ ناصر الرضائي الجراتي ، منشورات ذوي القربى
، قم ، ١٤٣٨.
تاريخ وفيات علماء
الشيعة
الشيخ ناصر الدين
الأنصاري القمّي
بسم الله الرحمن
الرحیم
اشتمل هذا المقال على طبقات علماء الشيعة
وأعلامهم وفقاً لتاريخ وفياتهم من أوّل القرن الثاني وحتّى القرن الخامس عشر الهجري.
وقد أنجز هذا العمل سابقاً بواسطة العلاّمة
المحدّث القمّي رحمهالله
في آخر كتاب تتمّة
المنتهى
تحت عنوان (الطبقات) إلى سنة (١٢٨١ هـ) وهي سنة وفاة الشيخ مرتضى الأنصاري قدسسره لكنّها جاءت مقرونة بشيء
من النقصان والإهمال كما أضيف إليها اسماء علماء وفقهاء أهل السنّة ، وقد استلهمنا
هذا العمل من الفقيد الراحل الخبير في الحديث والتاريخ الشيخ عبّاس القمّي معوّلين
على نفس تصنيفاته رحمهالله
مثل : الكنى
والألقاب والفوائد الرضوية
، وكذلك كتاب السيّد حسن الصدر وفيات
العلماء حيث أكملنا وأضفنا إليها الكثير ، كما دوّنا
وفيات علماء الشيعة بعد الشيخ الأنصاري وأضفنا إليها تاريخ وفيات العلماء الأعلام بعد
سنة ١٤٠٠ هـ.
وقد عرضت هذه الرسالة على سماحة المرجع آية
الله العظمى الشبيري الزنجاني ـ متّع الله المسلمين بطول بقائه الشريف ـ وقد وضع عليها
سماحته بعض لمساته من التصحيح والتنقيح فله جزيل الشكر ، راجياً من العليّ القدير
له دوام الصحّة والعافية والتوفيق وطول العمر وأن يتلطّف عليه بمنّه وكرمه إنّه
قريب مجيب.
(وفيات الأئمة وعلماء
الشيعة)
الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام /٤٠.
الإمام الحسن عليهالسلام /٤٩.
الإمام الحسين عليهالسلام /٦١.
زينب الكبرى/٦٥.
الإمام السجّاد عليهالسلام /٩٥.
الإمام الباقر عليهالسلام /١١٤.
الإمام الصادق عليهالسلام /١٤٨.
الإمام الكاظم عليهالسلام /١٨٣.
الإمام الرضا عليهالسلام /٢٠٣.
الإمام الجواد عليهالسلام /٢٢٠.
الإمام الهادي عليهالسلام /٢٥٤.
الإمام العسكري عليهالسلام /٢٦٠.
بقيّة الله الأعظم/حيّ يرزق.
فاطمة بنت موسى بن جعفر/٢٠١.
كثير عزّه/١٠٥.
القاسم بن محمّد بن أبي بكر/١٠٨ (على قول).
الفرزدق ؛ همّام بن غالب/١١٠.
زيد بن علي بن الحسين/١٢١.
الكميت بن زيد الأسدي/١٢٦.
جابر بن يزيد الجعفي/١٢٨.
عاصم بن أبي النجود الكوفي/١٢٩.
منصور بن المعتمر السلمي الكوفي/١٣٢.
(عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر/١٣٣).
أبان بن تغلب/١٤١.
سليمان بن مهران الأعمش/١٢٨.
(أبو بصير ؛ يحيى الأسدي/١٥٠).
محمّد بن مسلم بن رباح/١٥٠.
زرارة بن أعين بن سُنسُن/١٥٠.
أبو حمزة الثُمالي ؛ ثابت بن دينار/١٥٠.
بريد بن معاوية العجلي/١٥٠.
أبو عمرة ؛ محمّد بن محمّد بن داود/١٦٤ (يراجع).
الحسن بن زيد بن الحسن/١٦٨ (يراجع).
عمر بن أُذينة (عمر بن محمّد بن عبد الرحمن)/١٦٨
(يراجع).
خليل بن أحمد الفراهيدي/١٧٠ (وهناك قول/١٧٥).
معاوية بن عمّار الدُهني/١٧٥.
الكسائي ؛ أبو الحسن علي بن حمزة/١٧٩.
معاذ بن مسلم النحوي/١٨٠.
أبو الحسن ؛ علي بن يقطين/١٨٢.
إسماعيل بن موسى الفزاري/١٨٤ (في الكنى والألقاب
توفّي سنة ٢٤٥).
إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى/١٨٤.
علي بن حمزة الكسائي/١٨٩.
حمّاد بن عثمان/١٩٠.
معاذ بن مسلم النحوي/١٩٠ (١٨٠).
حفص بن غياث/١٩٤.
أبو سعيد ؛ يحيى بن سعيد/١٩٨.
قطرب ؛ محمّد بن مستنير/٢٠٦.
محمّد بن عمر الواقدي/٢٠٧.
يونس بن عبد الرحمن/٢٠٨.
جعفر بن بشير/٢٠٨.
حمّاد بن عيسى/٢٠٩ (وهناك قول/ ٢٠٨).
صفوان بن يحيى/٢١٠.
منصور بن سلمة الحرزي البغدادي/٢١٠.
نصر بن مزاحم المنقري/٢١٢.
أبو الهيثم الكوفي ؛ خالد بن مخلد/٢١٣.
محمّد بن أبي عمير/٢١٧.
أبو غسّان الكوفي النهدي (مالك بن إسماعيل)/٢١٩.
أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي/٢٢١.
حسن بن علي بن فضّال/٢٢٤.
حسن بن محبوب السرّاد/٢٢٤.
أبو الحسن المدائني ؛ علي بن محمّد بن عبد
الله/٢٢٥.
أبو دلف العجلي ؛ قاسم بن عيسى/٢٢٦.
أبو تمّام ؛ حبيب بن أوس الطائي/٢٣١ (هذا
الموجود في وفيات الأعيان ، ولكن بناءً على ما قاله النجاشي فإنّه توفّي في زمن إمامة
الإمام الجواد عليهالسلام
(٢٠٣ ـ ٢٢٠).
ديك الجنّ ؛ عبد السلام بن رغبان/٢٣٥.
أبو عبد الله المحاسبي/٢٤٣.
ابن سكّيت ؛ يعقوب بن إسحاق/٢٤٤.
إسماعيل بن موسى الفزاري/٢٤٥ (كذا في الكنى
والألقاب).
دعبل بن علي الخزاعي/٢٤٦.
أبو عثمان ؛ بكر بن محمّد المازني/٢٤٨.
الفضل بن شاذان النيشابوري ، صاحب (الإيضاح)/٢٦٠.
أحمد بن حسن بن علي بن فضّال/٢٦٠.
الحسن بن محمّد بن سماعة/٢٦٣.
جعفر بن مازن/٢٦٤.
أحمد بن هلال/٢٦٧.
محمّد بن علي بن محبوب/قبل ٢٧٤ (ليس لدينا
دليل واضح على ذلك).
أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، صاحب (المحاسن)/٢٧٤
(يا ٢٨٠).
أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري ، صاحب (النوادر)/
(كان حيّاً ٢٧٤).
أبو الحسن ؛ يحيى النسّابة/٢٧٧.
إبراهيم بن محمّد الثقفي ، صاحب (الغارات)/٢٨٣.
علي بن علي الخزاعي/٢٨٣.
ابن واضح اليعقوبي/٢٨٤.
أبو العبّاس المبرّد/٢٨٥.
محمّد بن حسن الصفّار القمّي ، صاحب (بصائر
الدرجات)/٢٩٠.
المعبدي أحمد بن محمّد بن عبد الله/٢٩٣ (٢٩٢).
الناشىء الأكبر ؛ أبو العبّاس الأنباري/٢٩٣.
سعد بن عبد الله الأشعري القمّي ، صاحب (الفرق
بين الفرق)/٢٩٩ (٣٠١ وهناك قول/ ٢٩٩ وقول آخر ٣٠٠).
محسن بن جعفر بن الإمام علي بن محمّد بن
علي/٣٠٠ (الشهيد في
دمشق).
عبيد الله بن عبد الله بن طاهر الخزاعي/٣٠٠.
أبو محمّد ؛ الحسن بن علي بن حسن بن عمر
الأشرف الأطروش الناصر الكبير/٣٠٤.
أبو جعفر ؛ محمّد بن عثمان بن سعيد/٣٠٥ (أو
٣٠٤).
أبو علي ؛ أحمد بن إدريس الأشعري القمّي/٣٠٦.
جعفر بن محمّد بن جعفر/٣٠٨.
علي بن إبراهيم القمّي ، صاحب التفسير/حدود
٣٠٩ (كان حيّاً ٣٠٧).
أبو سهل النوبختي/٣١٠ .
حميد بن زياد النينوائي/٣١٠.
ابن الفرات ؛ أبو الحسن علي/٣١٢.
محمّد بن حسن بن دريد/٣٢١.
أبو عبد الله نفطويه ؛ إبراهيم بن محمّد/٣٢٣.
أبو القاسم ؛ حسين بن روح النوبختي/٣٢٦.
حسن بن أبي عقيل العماني صاحب (المتمسّك
بحبل آل الرسول)/٣٢٩ (يراجع).
علي بن محمّد السمُري/٣٢٩ (أو ٣٢٨).
محمّد بن يعقوب الكليني الرازي ، صاحب (الكافي)/٣٢٩
(أو ٣٢٨).
علي بن حسين بن بابويه القمّي/٣٢٩ (أو ٣٢٨).
أبو الفضل الصابوني ، صاحب (الفاخر في الفقه)/٣٢٩
(يراجع).
أبو عمرو الكشّي ، صاحب (الرجال)/٣٣٠ (يراجع).
أبو علي بن همام/٣٣٢.
علي بن حسين المسعودي ، صاحب (إثبات الوصيّة)/كان
حيّاً ٣٣٢.
ابن عقدة الكوفي (أحمد بن محمّد)/٣٣٣.
أبو علي ؛ محمّد بن همّام/٣٣٦.
أبو الحسن ؛ علي عماد الدولة/٣٣٨.
إسماعيل بن علي القزويني/٣٣٩.
المعلّم الثاني ؛ أبو نصر الفارابي/٣٣٩.
جعفر بن حسين بن علي/٣٤٠.
أبو جعفر ؛ محمّد بن حسن بن الوليد/٣٤٣.
أبو بكر الجعابي ، محمّد بن عمر بن محمّد/٣٤٥.
علي بن حسين المسعودي صاحب (مروج الذهب)/٣٤٥
(أو ٣٤٦) (وهو حتماً ليس بإمامي والظاهر أنّه شافعي).
أبو الحسن ؛ علي بن محمّد بن الزبير الكوفي/٣٤٨.
أحمد بن محمّد بن دول القمّي/٣٥٠.
محمود بن حسين بن السندي (كشاجم)/٣٥٠ (أو
٣٦٠).
أبو بكر ؛ محمّد بن الحسن النقّاش الموصلي
البغدادي/٣٥١.
أبو القاسم ؛ علي بن إسحاق البغدادي/٣٥٢.
أبو القاسم الكوفي ؛ علي بن أحمد بن موسى
المبرقع/٣٥٢ (لم يثبت ذلك).
الحسن بن محمّد المهلّبي (وزير معزّ الدولة)/٣٥٢.
أحمد معزّ الدولة الديلمي/٣٥٦.
سيف الدولة (علي بن عبد الله) الحمداني/٣٥٦.
كافور الأخشيدي/٣٥٦.
أبو علي القالي/٣٥٦.
أبو الفرج (علي بن حسين) الأصفهاني ، صاحب
(مقاتل الطالبيّين)/٣٥٦.
أبو فراس الحمداني (حارث بن سعيد بن حمدان)/٣٥٧.
ناصر الدولة الحمداني (الحسن بن عبد الله
بن حمدان)/٣٥٨.
الحسن بن محمّد بن يحيى/٣٥٨.
الحسن بن حمزة بن علي شريف الطبري/٣٥٨.
الحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلائي ، صاحب
(تاريخ الأئمّة)/٣٥٨.
أبو عبد الله الداعي الصغير ؛ محمّد بن حسن/٣٥٩
(يراجع).
أبو الفضل ابن العميد القمّي/٣٦٠.
محمّد بن هاني المغربي الأندلسي/٣٦٢.
أبو حنيفة المغربي (قاضي نعمان) ، صاحب (دعائم
الإسلام)/٣٦٣.
أبو علي ؛ حسن ركن الدولة/٣٦٦.
أبو الجيش البلخي/٣٦٧.
أبو غالب الزراري ؛ أحمد بن محمّد بن سليمان
، صاحب (رسالة أبي غالب الزراري)/٣٦٨.
أبو القاسم ؛ جعفر بن محمّد بن قولويه ،
صاحب (كامل الزيارات)/٣٦٩.
أبو الحسن ؛ محمّد بن أحمد بن داود القمّي/٣٦٨.
أبو النضر ؛ محمّد بن مسعود العيّاشي ٣٦٨.
الحسن بن عبد الله السيرافي النحوي/٣٦٨.
الحسين بن أحمد (ابن خالويه) ، صاحب (كتاب
الآل)/٣٧٠.
عضد الدولة ؛ فناخسرو بن حسن ركن الدولة/٣٧٢.
أبو علي الفارسي/٣٧٧.
أبو بكر الدوري الوراق/٣٧٩.
ابن النديم ؛ محمّد بن إسحاق ، صاحب (الفهرست)/٣٨٠.
ابن الجنيد الأسكافي البغدادي/٣٨١.
ابن شعبة الحرّاني ، صاحب (تحف العقول)/٣٨١.
الشيخ الصدوق ؛ محمّد بن علي بن بابويه/٣٨١.
أبو بكر الخوارزمي ؛ محمّد بن العبّاس/٣٨٣.
أبو عبيد الله (محمّد بن عمران) المرزباني/٣٨٤.
القاضي التنوخي محسن بن علي/٣٨٤ (صاحب الفرج
بعد الشدّة).
الصاحب بن عباد/٣٨٥.
(هارون بن موسى التلعكبري/٣٨٥).
ابن الحجّاج ؛ الحسين بن أحمد/٣٩١.
أبو الحسن الفارسي ؛ أحمد بن فرج/٣٩٢.
(عثمان بن جنّي/٣٩٢).
(ابن فارس ؛ أحمد بن فارس القزويني/٣٩٥).
بديع الزمان الهمداني ؛ أحمد بن حسين/٣٩٨
(سنّي).
أبو العبّاس النامي الدارمي المصيصي/٣٩٩.
أبو العبّاس الكافي الأوحد ؛ أحمد بن إبراهيم/٣٩٩.
أبو الفتح البُستي ؛ علي بن محمّد الكاتب/٤٠٠
(يا ٤٠١).
أبو أحمد ؛ الحسين بن موسى الموسوي/٤٠٠.
ابن عيّاش ؛ أحمد بن محمّد الجوهري/٤٠١.
أبو محمّد ؛ الحسن بن حسين النوبختي/٤٠٢
(يراجع).
بهاء الدولة ابن عضد الدولة/٤٠٤.
السيّد الرضي ؛ محمّد بن الحسين/٤٠٦ ، (صاحب
نهج البلاغة).
فخر الملك أبو غالب ؛ محمّد بن علي الواسطي/٤٠٧.
الحسين بن عبيد الله الغضائري/٤١١.
الحكيم أبو القاسم الفردوسي الطوسي/٤١١.
أبو عبد الله ؛ الشيخ المفيد/٤١٣.
أبو الحسن ؛ محمّد بن طلحة النعالي/٤١٣.
أبو الحسن التهامي ؛ علي بن محمّد/٤١٦.
الوزير أبو القاسم ؛ حسين بن علي المغربي/٤١٨.
ابن مسكويه/٤٢١.
الإمام المرزوقي الشاعر ؛ أحمد بن محمّد
بن حسن الأصفهاني/٤٢١.
ابن عُبدون ؛ أحمد بن عبد الواحد/٤٢٣.
ابن البوّاب ؛ علي بن هلال الكاتب/٤٢٣.
مهيار الديلمي/٤٢٨.
أبو علي سينا ؛ حسين بن عبد الله/٤٢٧ .
منوچهري الدامغاني/٤٣٢.
الشيخ الشرف الأعرجي ؛ محمّد بن محمّد/٤٣٥.
السيّد المرتضى ؛ علي بن الحسين الموسوي/٤٣٦.
ابن القادسي ؛ الحسين بن أحمد/٤٤٧.
أبو الصلاح الحلبي ، صاحب (الكافي)/٤٤٧.
سلار الديلمي ، صاحب (المراسم العلوية)/٤٤٨
(أو ٤٦٣).
أبو الفتح الكراجكي ، صاحب (كنز الفوائد)/٤٤٩.
أبو العبّاس النجاشي ، صاحب (الفهرست)/٤٥٠.
ابن الغضائري ؛ أحمد بن الحسين/٤٥٠ (لايوجد
تأكيد على ذلك).
القاضي القضاعي ؛ أبوعبد الله محمّد بن سلامة
، صاحب (الشهاب)/٤٥٤.
(الشهيد ثابت بن أسلم/حدود ٤٦٠).
الشيخ الطوسي ؛ محمّد بن الحسن/٤٦٠.
أبو يعلى الجعفري محمّد بن الحسن بن حمزة/٤٦٣.
(أبو يعلى سلاّر الديلمي/٤٦٣).
السيّد جلال الدين عبد الحميد الحلّي/٤٧٢
(يراجع).
القاضي عبد العزيز ابن البرّاج الطرابلسي/٤٨١
(التاسع من شعبان).
مجد الملك القمّي البراوستاني ؛ أبو الفضل
أسعد بن محمّد/٤٩٢.
الشريف أبو علي إبراهيم/٥٠١.
ريحان الحبشي/٥٠٢ (يراجع).
أبو يعلى ؛ نظام الدين محمّد بن محمّد صالح/٥٠٤.
محمّد بن أحمد الأبيوردي الخراساني/٥٠٧.
فتّال النيشابوري/٥٠٨ (يراجع).
القاضي ناصح الدين عبد الواحد الآمدي/٥١٠.
أبو الحسن علي الفنجكردي النيشابورى/٥١٢
(يا ٥١٣).
أبو علي الطوسي ؛ الحسن بن محمّد بن الحسن/حدود
٥١٥ (كان حيّاً ٥١١).
الحسين بن علي الأصفهاني/٥١٥.
(الشهيد حسين بن علي الأصفهاني مشهور به
الطغرائي ، صاحب (لاميّة العجم)/ ٥١٣ أو ٥١٤ على قول).
محمّد بن أحمد بن شهريار/(كان حيّاً ٥١٦).
علي بن محمّد الفصيحي الإسترآبادي/٥١٦.
الحكيم السنائي الغزنوي ؛ أبو المجد مجدود
بن آدم/٥٣٥ (٥٢٥).
عميد الدولة شرف الدين أنوشروان بن خالد
القاشاني/٥٣١ (٥٣٢).
ابن الشجري ؛ السيّد هبة الله بن علي البغدادي/٥٤٢
(٢٦ رمضان).
الحكيم النوري الأبيوردي/٥٤٧ (٥٨٣).
أحمد بن منير الطرابلسي/٥٤٨.
أمين الإسلام ؛ الفضل بن الحسن الطبرسي ،
صاحب (مجمع البيان الجامع لعلوم القرآن)/٥٤٨.
أبو منصور ؛ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي
، صاحب (احتجاج أهل اللجاج)/حدود ٥٥٠.
أبو الفتوح الرازي ؛ صاحب تفسير (روض الجَنان
وروح الجِنان)/حدود ٥٥٠ (كان حيّاً ٥٥٢).
يحيى بن سلام/٥٥١.
عبد الجليل الرازي ، صاحب (النقض)/(كان حيّاً
٥٥٦).
طلايع بن رُزّيك/٥٥٦.
ابن حمزة الطوسي ؛ أبو جعفر عماد الدين محمّد
بن علي بن حمزة/(كان حيّاً ٥٦٠).
الحسن بن أحمد بن الحسن العطّار الهمداني
، صاحب (الهادي في معرفة المقاطع والمبادي)/٥٦٩.
السيّد الإمام أبو الرضا فضل الله الراوندي
، صاحب (النوادر)/(كان حيّاً ٥٧٠).
قطب الدين الراوندي ؛ سعيد بن هبة الله ،
صاحب (الخرائج والجرائح) و (فقه القرآن)/٥٧٣.
طاهر بن أحمد القزويني النحوي/٥٧٥.
سديد الدين محمود الحمّصي ، صاحب (المنقذ
من التقليد)/٥٨٥ (كان حيّاً ٦٠٠).
ابن زهرة الحلبي أبو المكارم ؛ حمزة بن علي
، صاحب (غنية النزوع الى علمي الأصول والفروع)/(٥١١ ـ ٥٨٥).
ابن شهرآشوب ؛ رشيد الدين محمّد بن علي ،
صاحب (مناقب آل أبي
طالب)/(٤٨٨(٤٨٩ ـ ٥٨٨).
ابن إدريس الحلّي ، صاحب (السرائر الحاوي
لتحرير الفتاوي)/(٥٤٣ ـ ٥٩٨).
(يحيى بن بطريق الحلّي/٦٠٠).
الشيخ منتجب الدين ؛ علي بن عبيد الله ،
صاحب (الفهرست)/(كان حيّاً ٦٠٠).
عبد الله بن جعفر الدوريستي/(بعد ٦٠٠ بقليل).
سديد الدين ؛ محمود الحمصي/(كان حيّاً ٦٠٠).
ورّام بن أبي فراس المالكي ، صاحب (تنبيه
الخواطر ونزهة النواظر)/٦٠٥.
أبو الحسن ابن السكون الحلّي ؛ علي بن محمّد
بن محمّد/(حدود ٦٠٦).
هبة الله بن حامد الحلّي/٦١٠ (الصحيح ٦٠٩).
الناصر لدين الله/٦٢٢.
السيّد فخار بن معد الحلّي ، صاحب (حجّة
الذاهب إلى إيمان أبي طالب)/٦٣٠.
يحيى بن بطريق الحلّي/٦٤٢ (ليس صحيحاً).
نجيب الدين ، محمّد بن جعفر بن نما الحلّي/٦٤٥.
السيّد رضي الدين محمّد الآوي/٦٥٤.
مؤيّد الدين ابن العلقمي ؛ محمّد بن أحمد/٦٥٦.
السيّد ابن طاوس ؛ علي بن موسى ، صاحب (الإقبال)
و (اللهوف) و (المهج والدعوات) و (اليقين)/٦٦٤.
ابن نما ؛ جعفر بن محمّد ، صاحب (مثير الأحزان)/٦٦٥
(كان حيّاً ٦٧٠).
أحمد بن طاوس/٦٧٣.
الخواجه نصير الدين ؛ محمّد بن (محمّد بن)
الحسن ، صاحب (تجريد الاعتقاد) و (أوصاف الأشراف)/٦٧٣ (٦٧٢).
المحقّق الحلّي ؛ نجم الدين جعفر بن الحسن
بن يحيى ، صاحب (شرايع الإسلام) و (معارج الأصول)/(٦٠٢ ـ ٦٧٦).
الشيخ ميثم بن ميثم البحراني ، صاحب (شرح
نهج البلاغة)/٦٧٩.
سديد الدين ؛ يوسف الحلّي/٦٨٠.
نجم الأئمّة الشيخ رضي ؛ محمّد بن الحسن/٦٨٦.
نجيب الدين ؛ يحيى بن سعيد الحلّي ، صاحب
(الجامع للشرائع)/(٦٠١ ـ ٦٨٩).
علي بن عيسى الإربلي/٦٩٣.
عبد الكريم بن أحمد بن طاوس/٦٩٣.
علي بن يوسف الحلّي/(كان حيّاً ٧٠٣).
حسن بن علي بن داود الحلّي/(٦٤٧ ـ كان حيّاً
٧٠٧).
قطب الدين الشيرازي/٧١٠ (سنّي).
الشهيد تاج الدين محمّد الآوي/٧١١.
العلاّمة الحلّي ؛ حسن بن يوسف/٦٤٨ ـ ٧٢٦.
الشيخ نجم الدين طومان العاملي/(حدود) ٧٢٨.
الملاّ عبد الرزاق الرانگوئي الشيرازي/٧٣٠.
الشهيد حسن بن محمّد السكاكيني الدمشقي/٧٤٤.
السيّد عميد الدين الحلّي/٦٨١ ـ ٧٥٤.
الشهيد علي بن أبي الفضل الحلبي (الحلّي
ظـ)/٧٥٥.
نصير الدين علي بن محمّد الكاشاني/٧٥٥.
أبو الحسن ؛ علي بن أحمد المزيدي الحلّي/٧٥٧.
الشهيد الشيرازي/٧٦٦.
فخرالمحقّقين ؛ محمّد بن الحسن بن يوسف/٦٨١
ـ ٧٧١ (٦٨٢).
تاج الدين ابن معيّة/٧٧٦.
قطب الدين الرازي/٧٧٦ (٧٦٦).
السيّد حيدر الآملي ، صاحب تفسير (المحيط
الأعظم)/كان حيّاً ٧٨٢.
الشهيد الأوّل ؛ محمّد بن مكّي الجزيني العاملي/(احتمالاً
: ٧٢٤) ٧٣٤ ـ ٧٨٦.
محمّد بن علي بن موسى الشامي/٧٩١.
الشيخ لطف الله النيشابوري/٨١٠.
علي بن خازن/٨٢٠ (كان حيّاً ٨٠٢).
ابن المتوّج ؛ أحمد بن عبد الله البحراني/٨٢٠
(يراجع).
فاضل المقداد/٨٢٦.
ابن عنبة ؛ أحمد بن علي ، صاحب (عمدة الطالب)/٨٢٨.
ابن قطّان ؛ محمّد بن شجاع الحلّي/(كان حيّاً
٨٣٢).
شاه قاسم أنوار/٨٣٨ (أو ٨٣٧).
ابن فهد الحلّي/٨٤١.
ناصر بن إبراهيم الويهي/٨٥٢.
علي بن علي الفقعاني العاملي/٨٥٥.
ابن الشعرة ؛ حسن بن أحمد الكركي/٨٦٢.
علي بن يونس البياضي العاملي/٨٧٧.
مفلح بن حسن الصيمري/حدود ٨٨٠.
ابن أبي جمهور الأحسائي/٩٠٠ (كان حيّاً ٩٠٩).
صدر الدين ؛ محمّد الدشتكي/٩٠٣.
تقي الدين ؛ إبراهيم الكفعمي/٩٠٥.
الملاّ جلال الدين الدواني/٩٠٨.
علي بن هلال الجزائري/(كان حيّاً ٩٠٩).
الملاّ حسين الكاشفي/٩١٠.
نظام الإسترآبادي/٩٢١.
بابا الأفغاني الشيرازي/٩٢٥.
السيّد محسن الرضوي القمّي المشهدي/٩٣١ (٩٠٩).
الحسن بن جعفر بن حسن الحسيني الكركي/٩٣٣.
الحسين بن مفلح الصيمري ، صاحب (محاسن الكلمات)/٩٣٣.
علي بن عبد العالي الميسي/٩٣٣ (٩٣٨).
المحقّق الكركي ؛ علي بن عبد العال/٩٤٠.
غياث الدين منصور الدشتكي/٩٤٨.
حسين بن عبد الحقّ الأردبيلي/٩٥٤.
فاضل الخفري محمّد بن أحمد/٩٥٧.
يحيى بن عبد اللطيف القزويني/٩٦٠.
علي بن حسن الزواري/(كان حيّاً ٩٦١).
فخرالدين السبعي الرفاعي/٩٦٣.
محمّد بن علي بن هارون المظاهري/٩٦٦.
الشهيد الثاني ؛ زين الدين بن علي/٩١١ ـ
٩٦٥.
الميرزا محمّد الحسيني ابن الميرزا مخدوم/٩٧٦.
محمّد بن محمّد الحرّ العاملي/٩٨٠.
الملاّ عبد الله اليزدي/٩٨١.
الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي/٩٨٤.
الشيخ علي منشار/٩٨٤.
الملاّ فتح الله الكاشاني/٩٨٨.
الشيخ عبد العالي ابن المحقّق الثاني/٩٩٣.
المحقّق الأردبيلي ؛ الملاّ أحمد بن محمّد/٩٩٣.
الشهيد الملاّ عبد الله التستري/٩٩٧.
الملاّ فتح الله الكاشاني/٩٩٨ (٩٩٧).
الشيخ محمّد علي البلاغي/١٠٠٠.
السيّد حسين (بن جعفر) الكركي العاملي/١٠٠١.
الحسين بن الحسن الحسيني البحراني/١٠٠١.
علي بن محمّد الحرّ العاملي/١٠٠٧.
صاحب المدارك ؛ السيّد محمّد العاملي/١٠٠٩.
صاحب المعالم ؛ الشيخ حسن العاملي/١٠١١.
السيّد إبراهيم الحسيني النيشابوري/١٠١٢.
أحمد بن إبراهيم الحسيني (جدّ السيّد علي
خان المدني)/١٠١٥.
الشهيد القاضي نور الله الشوشتري/١٠١٩.
تقي الدين محمّد النسّابة/١٠١٩.
الشيخ عبد الصمد بن حسين العاملي/١٠٢٠.
الملاّ عبد الله الشوشتري الأصفهاني/١٠٢١.
الشيخ عبد النبي الجزائري ؛ صاحب (حاوي الأقوال)/١٠٢١.
نصير الدين ؛ حسين بن إبراهيم الحسيني/١٠٢٣.
السيّد إبراهيم الحسيني الهمداني/١٠٢٦.
الميرزا محمّد بن علي بن إبراهيم الإسترآبادي
، صاحب (منهج المقال)/١٠٢٨.
السيّد ماجد البحراني/١٠٢٨.
المولا عنايت الله قهپائي ، صاحب (مجمع الرجال)/١٠٢٨
(كان حيّاً ١٠٢٦).
محمّد بن الحسن بن الشهيد الثاني/١٠٣٠.
الشيخ بهاء الدين محمّد العاملي/١٠٣١ (الصحيح
١٢ شوّال ١٠٣٠).
الشيخ لطف الله الميسي العاملي/١٠٣٢ (١٠٣٣).
الملاّ محمّد أمين الإسترآبادي/١٠٣٣ (١٠٣٦).
نظام الدين الساوجي/١٠٣٨.
مير داماد/١٠٤١.
(السيّد حسين بن حيدر الكركي/١٠٤١).
الشيخ عبد السلام العاملي المشغري/١٠٤١.
الشيخ محمّد هادي بن محمود الشيرازي/١٠٤١.
محمّد زمان الرضوي المشهدي/١٠٤١.
السيّد أبو القاسم ميرفندرسكي/١٠٥٠.
الملاّ صدرا ؛ محمّد بن إبراهيم الشيرازي/١٠٥٠.
فاضل جواد/كان حيّاً ١٠٥٣.
محمّد بن علي الحرفوشي العاملي/١٠٥٩.
الشيخ علي نقي الكمره إي/١٠٦٠.
زين الدين ابن الشيخ محمّد العاملي/١٠٦٢.
الحسين بن علي الحرّ العاملي/١٠٦٣.
السيّد شرف الدين علي الشولتاني / (كان حيّاً
١٠٦٣).
الشيخ علي القدمي البحراني/١٠٦٤.
سلطان العلماء ؛ حسين بن محمّد/١٠٦٤.
السيّد حيدر الموسوي العاملي/١٠٦٤.
فاضل جواد ، صاحب (آيات الأحكام)/١٠٦٥ (ذلك
ليس صحيحاً ولكن لا يبعد أن يكون مصحّف ١٠٥٦).
نور الدين علي بن علي بن الحسين العاملي/١٠٦٨.
الملاّ محمّد تقي المجلسي الأصفهاني ، صاحب
(روضة المتّقين)/١٠٧٠.
الملاّ عبد الله فاضل التوني ، صاحب (وافية
الأصول)/١٠٧١.
الملاّ عبد الرزّاق اللاهيجي ، صاحب (الشوارق)/١٠٧٢.
الشيخ عبد علي الحويزي/١٠٧٣.
الشيخ حسنعلي التستري/١٠٧٥.
الحسين بن شهاب الدين الكركي/١٠٧٦.
الشيخ إبراهيم الحرفوشي العاملي/١٠٨٠.
محمّد بن علي الحرّ العاملي/١٠٨١.
الميرزا رفيعا النائيني/١٠٨٢.
الشيخ أحمد ابن الملاّ خليل القزويني/١٠٨٣.
الشيخ فخر الدين الطريحي/١٠٨٥.
الملاّ علي رضا تجلّي الشيرازي/١٠٨٥.
مهذّب الدين أحمد بن عبد الرضا ، صاحب (فائق
المقال)/١٠٨٥.
أحمد بن محمّد معصوم الحسيني (والد السيّد
علي خان المدني)/١٠٨٦.
الملاّ صالح المازندراني/١٠٨٦.
علي بن الحسن الحرّ العاملي/١٠٨٧.
زين العابدين المشغري العاملي/١٠٨٧.
الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني/١٠٨٨.
الشهيد مير محمّد مؤمن الحسني الإسترآبادي/١٠٨٨.
الشيخ محسن بن محمّد مؤمن الإسترآبادي/١٠٨٩.
الملاّ رفيعا القزويني/١٠٨٩.
الملاّ خليل القزويني/١٠٨٩.
الملاّ محمّد باقر السبزواري ، صاحب (كفاية
الأحكام) و (ذخيرة المعاد)/١٠٩٠.
الملاّ محسن فيض الكاشاني ، صاحب (الوافي)
، (الشافي) ، (الصافي)/١٠٩١.
الملاّ محمّد معصوم الحسيني القزويني/١٠٩٢
(أو ١٠٩١).
الشيخ محمّد تقي القزويني/١٠٩٣.
السيّد محمّد معصوم الموسوي الكركي/١٠٩٥.
آقارضي القزويني ، صاحب (ضيافة الأخوان)/١٠٩٦.
الشيخ أحمد النباطي العاملي/١٠٩٧.
الملاّ الميرزا الشيرواني الأصفهاني/١٠٩٨.
السيّد إبراهيم بن خليفة سلطان/١٠٩٨.
آقاحسين الخوانساري ، صاحب (مشارق الشموس)/١٠٩٨.
الميرزا رفيعا النائيني/١٠٩٩.
السيّد علاء الدين محمّد گلستانة/١١٠٠.
الملاّ محمّد طاهر القمّي ، صاحب (تحفة الأخيار)/١١٠٠.
الشيخ سليمان بن علي البحراني/١١٠١.
الشيخ أحمد البحراني ، صاحب (رياض الدلائل)/١١٠٢.
الشيخ علي العاملي ، صاحب (الدرّ المنثور)/١١٠٤.
الشيخ الحرّ العاملي ، صاحب (وسائل الشيعة)/١١٠٤.
السيّد هاشم البحراني ، صاحب (تفسير البرهان)/١١٠٧.
العلاّمة الملاّ محمّد باقر المجلسي ، صاحب
(بحارالأنوار) و (ملاذ الأخيار) و (مرآة العقول)/١١١٠.
السيّد نعمة الله الجزائري ، صاحب (الأنوار
النعمانية) و (كشف الأسرار)/١١١٢.
المولا محمّد علم الهدى فيض ، صاحب (معادن
الحكمة في مكاتيب الأئمّة) /١١١٥.
الشيخ جعفر الكمره إي/١١١٥.
المير محمّد صالح الحسيني الخاتون
آبادي/١١١٦.
السيّد علي خان المدني الشيرازي ، صاحب (سلافة
العصر) و (الدرجات الرفيعة)/١١١٨.
الشيخ سليمان الماحوزي البحراني ، صاحب (معراج
أهل الكمال)/١١٢١.
الشيخ أحمد الدرازي البحراني ، صاحب (الطبّ
الأحمدي)/١١٢٤.
فاضل سراب ؛ محمّد بن عبد الفتاح/١١٢٤.
آقا جمال الخوانساري ، صاحب (شرح غرر الحكم)
و (حاشية شرح لمعة)/١١٢٢.
المير محمّد صالح الخاتون آبادي/١١٢٦.
الشيخ عبد علي البحراني/١١٢٧.
الشيخ أبو طالب زاهد الگيلاني/١١٢٧ (زاهدي).
الملاّ محمّد مسيح الفسوي الشيرازي/١١٢٧.
الحسين بن الحسن الجيلاني الأصفهاني/١١٢٩.
الميرزا عبد الله الأفندي الأصفهاني ، صاحب
(رياض العلماء)/١١٣٠.
الشيخ عبد الله السماهيجي البحراني/١١٣٥.
الفاضل الهندي ، صاحب (كشف اللثام)/١١٣٧.
أبو الحسن الشريف فتوني العاملي ، صاحب (مرآة
الأنوار)/١١٣٨.
الشيخ عبد الله بن علي البحراني/١١٤٨.
السيّد إبراهيم الحسيني القزويني/١١٤٩.
الشيخ أحمد الجزائري ، صاحب (آيات الأحكام)/١١٥٠
(الصحيح ١١٥١).
المير محمّد حسين الخاتون آبادي/١١٥١.
السيّد جعفر الخوانساري/١١٥٨.
الشيخ محمّد تقي الألماسي الأصفهاني/١١٥٩.
السيّد محمّد بن عبد الكريم الطباطبائي/١١٦٠.
السيّد عبد الله الجزائري ، صاحب (الإجازة
الكبيرة)/١١٧٣.
الملاّ إسماعيل الخاجويي/١١٧٣.
الشيخ محمّد علي حزين اللاهيجي/١١٨٠.
الحسين بن محمّد الدمستاني/١١٨١.
الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي/١١٨٣.
الشيخ يوسف البحراني ، صاحب (الحدائق)/١١٨٦.
السيّد حسين الموسوي الخوانساري/١١٩١.
رضي الدين بن نور الدين الجزائري/١١٩٤.
الملاّ محمّد بيدآبادي الأصفهاني/١١٩٧.
محمّد بن قاسم السبزواري/١١٩٨.
السيّد صادق الفحام/١٢٠٤.
آقا محمّد باقر وحيد البهبهاني ، صاحب (مصابيح
الظلام) / ١٢٠٥.
السيّد حسينا القزويني/١٢٠٨.
الملاّ مهدي النراقي ، صاحب (جامع السعادات)
و (معتمد الشيعة)/١٢٠٩.
السيّد محمّد مهدي بحر العلوم ، صاحب (مصابيح
الأحكام)/١٢١٢.
الشيخ كاظم الأزري صاحب (القصيده الهائية)/١٢١٢.
الشيخ أبو علي الحائري ، صاحب (منتهى المقال)/١٢١٥.
الشيخ حسين آل عصفور البحراني/١٢١٦.
الشهيد الشيخ عبد الصمد الهمداني ، صاحب
(بحر المعارف)/١٢١٦.
آقا محمّد علي البهبهاني ، صاحب (مقامع الفضل)/١٢١٦.
الميرزا مهدي الشهرستاني/١٢١٦.
الميرزا مهدي الشهيد الخراساني ، صاحب (نبراس
الهداية)/١٢١٨.
الشيخ مبارك الأحسائي/١٢٢٤.
أمين الكاظمي/١٢٢٦.
السيّد محسن الأعرجي ، صاحب (المحصول) و
(وسائل الشيعة)/١٢٢٧.
السيّد جواد العاملي ، صاحب (مفتاح الكرامة)/١٢٢٨.
الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، صاحب (كشف الغطاء)/١٢٢٨.
السيّد محمّد رضا شبّر/١٢٣٠.
السيّد علي الطباطبائي ، صاحب (رياض المسائل)/١٢٣١.
الميرزا أبو القاسم القمّي ، صاحب (القوانين)
و (غنائم الأيّام) و (جامع الشتات)/١٢٣١.
الملاّ علي أكبر الإيجي الأصفهاني ، صاحب
(ردّ بر پادري)/١٢٣٢.
الشيخ محمّد علي الأعسم النجفي/١٢٣٣.
الشيخ أسد الله الشوشتري ، صاحب (مقابس الأنوار)/١٢٣٤.
الميرزا محمّد كامل الكشميري/١٢٣٥.
السيّد دلدار علي الرضوي/١٢٣٥.
الشيخ إسحاق تربتي المشهدي/١٢٣٧.
السيّد علي الموسوي الخوانساري/١٢٣٨.
الشيخ إسماعيل العقدائي اليزدي/١٢٤٠.
أبو القاسم بن الحسين بن جعفر الخوانساري/١٢٤٠.
الحسن بن محمّد معصوم القزويني/١٢٤٠.
السيّد محمّد باقر الملاّ باشي الشيرازي/١٢٤٠.
السيّد محمّد مجاهد ، صاحب (المناهل) و
(المفاتيح)/١٢٤٢.
السيّد عبد الله شبّر ، صاحب (مصابيح الأنوار)/١١٨٨
ـ ١٢٤٢.
الشيخ موسى كاشف الغطاء/١٢٤٤.
الملاّ محمّد شريف العلماء الآملي/١٢٤٦.
الملاّ أحمد النراقي ، صاحب (مستند الشيعة)
و (معراج السعادة)/١١٨٥ ـ ١٢٤٥.
الملاّ محمّد علي الهزار الجريبي/١٢٤٥.
الحكيم الملاّ علي نوري الأصفهاني/١٢٤٦.
الشيخ خلف بن عسكر الحائري/١٢٤٦.
الشيخ راضي نصّار النجفي/١٢٤٦.
السيّد مهدي الموسوي الخوانساري ، صاحب (رسالة
عديمة النظير)/١٢٤٦.
السيّد كاظم الأعرجي/١٢٤٦.
السيّد محمّد باقر القزويني/١٢٤٦.
شمس الدين البهبهاني ، صاحب (شرح المعالم/١٢٤٨.
الشيخ محمّد تقي الرازي الأصفهاني ، صاحب
(هداية المسترشدين)/١٢٤٨.
السيّد مهدي الطباطبائي الحائري/١٢٤٩.
الشيخ حسين نجف/١٢٥١.
الشيخ علي كاشف الغطاء/١٢٥٣.
الشيخ خضر بن شلاّل النجفي/١٢٥٥.
السيّد محمّد بن معصوم قصير/١٢٥٥.
محمّد بن الحسن المشهدي/١٢٥٧.
السيّد محمّد باقر الشفتي ، صاحب (مطالع
الأنوار) و (تحفة الأبرار)/١٢٦٠.
السيّد محمّد قلي الموسوي ، صاحب (تشييد
المطاعن)/١٢٦٠.
الشيخ محمّد حسين الأصفهاني ، صاحب (الفصول)/١٢٦١
(١٢٥٥ صحيح).
الشيخ حسن كاشف الغطاء ، صاحب (أنوار الفقاهة)/١٢٦٢.
الحاج محمّد إبراهيم الكلباسي ، صاحب (إشارات
الأصول)/١٢٦٢ (١٢٦١ صحيح).
السيّد إسماعيل العلوي السبزواري/١٢٦٢.
الشيخ جواد الملاّ كتاب/١٢٦٢.
الشهيد الشيخ محمّد تقي البرغاني القزويني
، صاحب (مجالس المتّقين)/١٢٦٣.
السيّد صدر الدين العاملي/١٢٦٣.
الشيخ محمّد جعفر الأسترآبادي ، صاحب (مدائن
العلوم)/١٢٦٣.
الشيخ محمّد تقي النوري/١٢٦٣.
الميرزا عبد الرحيم الفسائي (عشرت)/١٢٦٣.
الميرزا مسيح الطهراني/١٢٦٣.
السيّد محمّد إبراهيم القزويني ، صاحب (الضوابط)/١٢٦٤
(١٢٦٢ صحيح).
السيّد حيدر الحسني الكاظمي/١٢٦٥.
الميرزا أحمد مجتهد التبريزي/١٢٦٥.
الشيخ زين العابدين السلماسي/١٢٦٦.
الشيخ محمّد حسن النجفي ، صاحب (الجواهر)/١٢٠٠
ـ ١٢٦٦.
الشيخ سليمان القطيفي البحراني/١٢٦٦.
الشيخ محمّد علي بن مقصود علي المازندراني/١٢٦٦.
الملاّ محمّد تقي الأردكاني/١٢٦٧.
السيّد جعفر الكشفي/١٢٦٧.
الشيخ عبد الخالق اليزدي/١٢٦٨.
الحاج السيّد رضي اللاريجاني/١٢٧٠.
سعيد العلماء البارفروشي/١٢٧٠.
الشيخ محسن خنفر ، صاحب (مقاصد النجاة)/١٢٧٠.
الشيخ محمّد صالح البرغاني القزويني/١٢٧١.
الملاّ أسد الله البروجردي حجّة الإسلام/١٢٧١.
آقا محمود بن آقا محمّد علي البهبهاني/١٢٧١.
السيّد حسن المدرّس الأصفهاني/١٢٧٣.
الشيخ عبد الرحيم البروجردي/١٢٧٧.
الشيخ درويش علي البغدادي/١٢٧٧.
الشيخ محمّد مهدي مجتهد الأصفهاني/١٢٧٨.
الميرزا علي أصغر شيخ الإسلام تبريز/١٢٧٨.
الشيخ إبراهيم قفطان/١٢٧٩.
الحاج الميرزا عسكري الشهيدي/١٢٨٠.
السيّد محمّد شفيع الچاپلقي/١٢٨٠.
الحاج محمّد جعفر آباده إي/١٢٨٠.
الشيخ محمّد حسين الطالقاني النجفي/١٢٨١.
الشيخ مرتضى الأنصاري ، صاحب (الرسائل) و
(المكاسب) / ١٢١٤ ـ ١٢٨١.
الميرزا محمّد الأندرماني الطهراني/١٢٨٢.
السيّد علي الشوشتري/١٢٨٣.
الشهيد الحاج الملاّ رضا الإسترآبادي/١٢٨٤.
الشيخ مشكور الحولاوي/١٢٨٤ (١٢٧٢).
السيّد حسين البروجردي ، صاحب (نخبة المقال)/١٢٨٤
(١٢٧٧).
السيّد حسين اللاجوردي الكاشاني/١٢٨٥.
آقاحسن نجم آبادي الطهراني/١٢٨٥.
الملاّ حسينعلي التويسركاني/١٢٨٦.
السيّد إعجاز حسين الموسوي اللكهنوي ، صاحب
(كشف الحجب) / ١٢٨٦.
الحاج الملاّ يوسف الإسترآبادي/بعد ١٢٨٦.
الملاّ آقا الدربندي ، صاحب (أسرار الشهادة)/١٢٨٦.
الميرزا باقر مجتهد التبريزي/١٢٨٦.
السيّد محمّد باقر القزويني/١٢٨٦.
الشيخ عبد الحسين الطهراني/١٢٨٦.
مير سيّد محمّد الشهشهاني/١٢٨٧.
الحاج السيّد جواد مجتهد الكرماني/١٢٨٧.
الملاّ هادي السبزواري ، صاحب (أسرار الحكم)
و (شرح المنظومة) / ١٢٨٩.
الشيخ زين العابدين الگلپايگاني/١٢٨٩.
الشيخ مهدي كاشف الغطاء/١٢٨٩.
الشيخ راضي النجفي آل خضر/١٢٩٠.
الميرزا نصر الله الخراساني/١٢٩٠.
الميرزا محمّد الأندرماني الطهراني/١٢٩٠.
الملاّ علي القارپوزآبادي/١٢٩٠.
السيّد أسد الله الأصفهاني/١٢٩٠.
السيّد حسين بن رضا الجزائري/١٢٩١.
الحاج الميرزا علي نقي الطباطبائي/١٢٩٢.
ابن نصّار النجفي/١٢٩٢.
الميرزا أبو القاسم الموسوي الزنجاني/١٢٩٢.
المولا محمّد نجف الكرماني ، صاحب (شرح خطبة
الزهراء)/١٢٩٢.
الشيخ محمّد تقي الگلپايگاني/١٢٩٢.
الحاج الملاّ رفيع شريعتمدار الگيلاني/١٢٩٢.
الشيخ أبو القاسم كلانتر ، صاحب (مطارح الأنظار)/١٢٩٢.
الشيخ مهدي الكجوري الشيرازي ، صاحب (شرح
الرسائل)/١٢٩٣.
الشيخ أحمد قفطان/١٢٩٣.
الميرزا محسن مجتهد الأردبيلي/١٢٩٤.
الملاّ صالح البرغاني القزويني ، صاحب (غنيمة
المعاد)/١٢٩٤.
الملاّ محمّد جعفر چالميداني/١٢٩٥.
السيّد إسماعيل البهبهاني/١٢٩٥.
الشيخ علي الرشتي/١٢٩٥.
الملاّ علي الخليلي الطهراني/١٢٩٦.
الملاّ هادي المدرّس الطهراني/١٢٩٥.
الملاّ محمّد النراقي الكاشاني/١٢٩٧.
آقا سيّد علي بحر العلوم ، صاحب (البرهان
القاطع)/١٢٩٨.
الميرزا محمّد تقي سپهر الكاشاني ، صاحب
(ناسخ التواريخ)/١٢٩٧.
الحاج السيّد علي القزويني ، صاحب (حاشية
بر قوانين) و (حاشية بر معالم)/١٢٩٨.
المير سيّد محمّد حسين الخاتون آبادي/١٢٩٨.
الشيخ حسن بن أسد الله الكاظمي/١٢٩٨.
الحاج الملاّ محمّد صادق القمّي/١٢٩٨.
الشيخ علي مجتهد المرندي/١٢٩٩.
السيّد حسين الكوهكمري/١٢٩٩.
الميرزا محمود البروجردي ، صاحب (المواهب
السنية)/١٣٠٠.
السيّد مهدي القزويني/١٣٠٠.
السيّد صادق الطباطبائي/١٣٠٠.
الشيخ نوح القرشي النجفي/١٣٠٠.
الشيخ محمّد باقر الأصفهاني/١٣٠١.
آقا جمال الدين البروجردي/١٣٠٢.
فاضل الأردكاني/١٣٠٢.
الحاج السيّد جواد القمّي ، صاحب (مقاليد
الأحكام)/١٣٠٣.
الشيخ جعفر الشوشتري ، صاحب (منهج الرشاد)/١٣٠٣.
السيّد صالح عرب/١٣٠٣.
الوفائي الشوشتري ، صاحب (الشهاب الثاقب)
و (سراج المحتاج) / ١٣٠٤.
السيّد حيدر الحلّي/١٣٠٤.
الشيخ موسى شرارة العاملي/١٣٠٤.
الشيخ عبد الرحيم النهاوندي/١٣٠٤.
الشيخ محمّد حسن الآغاسي القمّي/١٣٠٤.
السيّد إسماعيل الشيرازي/١٣٠٥.
الشيخ عبد الرحيم الكرمانشاهي ، صاحب (كشف
الأسرار)/١٣٠٥.
فرهاد الميرزا معتمد الدولة ، صاحب (قمقام
زخار)/١٣٠٥.
الميرزا محمّد بن عبد الوهّاب الهمداني/١٣٠٥.
الحاج الملاّ علي الكني ، صاحب (توضيح المقال)/١٣٠٦.
آقا محمّد رضا القمشه إي صهبا/١٣٠٦.
الشيخ محسن الأعسم النجفي/١٣٠٦.
الفاضل الإيرواني ؛ الملاّ محمّد بن محمّد
باقر/١٣٠٦.
الملاّ نظر علي الطالقاني ، صاحب (كاشف الأسرار)/١٣٠٦.
المير حامد حسين اللكهنوي ، صاحب (عبقات
الأنوار)/١٣٠٦.
أحمد آل أبي سعود الخطّي/١٣٠٦.
السيّد حسين بن رضا بن بحر العلوم/١٣٠٦.
السيّد محمّد عبّاس الشوشتري/١٣٠٦.
الشيخ محمّد علي المحلاّتي/١٣٠٦.
الشيخ عبّاس الجصّاني الكاظمي/١٣٠٦.
آقا علي حكيم المدرّس ، صاحب (بدائع الحكم)/١٣٠٧.
الحاج الملاّ آقا مجتهد الخوئيني ، صاحب
(مرآة المراد في تراجم الأوتاد)/١٣٠٧.
الشيخ محمّد حسن آل ياسين/١٣٠٨.
الشيخ محمّد حسين الكاظمي/١٣٠٨.
الشيخ محمّد حسين النجفي الأصفهاني/١٣٠٨.
الشيخ زين العابدين المازندراني ، صاحب (ذخيرة
المعاد)/١٣٠٩.
الملاّ علي الخوئي/١٣٠٩.
الملاّ نوروز علي البسطامي ، صاحب (فردوس
التواريخ)/١٣٠٩.
الشيخ محمود الميثمي العراقي ، صاحب (دار
السلام)/١٣١٠.
الملاّ أحمد فاضل المراغي/١٣١٠.
الميرزا محمّد علي قراجه داغي التبريزي ،
صاحب (اللمعة البيضاء) / ١٣١٠.
الشيخ عبد الله فاضل القندهاري/١٣١١.
الملاّ حسينقلي الهمداني/١٣١١.
الملاّ لطف الله الأسكي المازندراني/١٣١١.
الحاج الملاّ فيض الله الدربندي/١٣١٢.
الميرزاي الشيرازي/١٣١٢.
الميرزا محمّد تقي نير التبريزي ، صاحب (آتشكده)/١٣١٢.
الميرزا حبيب الله الرشتي ، صاحب (بدايع
الأفكار)/١٣١٢.
السيّد علي الميبدي/١٣١٣.
الشيخ جابر الكاظمي ، صاحب (قرآن الشعر)/١٣١٣.
السيّد محمّد باقر الخوانساري ، صاحب (روضات
الجنّات)/١٣١٣.
الشيخ محمّد باقر الفشاركي ، صاحب (عنوان
الكلام)/١٣١٤.
الميرزا جواد آقا التبريزي/١٣١٤.
الشيخ محمّد تقي البجنوردي/١٣١٤.
السيّد جمال الدين أسد آبادي/١٣١٤.
الشيخ محمّد حسين سلطان آبادي/١٣١٤.
السيّد أبو الحسن جلوه/١٣١٤.
الميرزا أبو المعالي الكلباسي/١٣١٥.
الشيخ أحمد القطيفي/١٣١٥.
الشيخ علي شريعتمدار الإسترآبادي/١٣١٥.
الميرزا إبراهيم شريعتمدار السبزواري/١٣١٥.
السيّد محمّد حسين الشهرستاني ، صاحب (شوارع
الأعلام في شرح شرايع الإسلام)/١٣١٥.
الملاّ محمّد أشرفي المازندراني ، صاحب (شعائر
الإسلام)/١٣١٥.
الشيخ عبّاس كاشف الغطاء/١٣١٥.
الشيخ محمّد طاهر الدزفولي/١٣١٥.
السيّد محمّد الفشاركي ، صاحب (الرسائل الفشاركية)/١٣١٦.
الميرزا أبو الفضل الطهراني ، صاحب (شفاء
الصدور)/١٣١٦.
السيّد هادي صدر الدين/١٣١٦.
الشيخ محمّد حسن نادي القمّي/١٣١٧.
الشيخ محمّد حسن شريعتمدار الإسترآبادي/١٣١٨.
السيّد محمّد هاشم چارسوقي ، صاحب (مباني
آل الرسول)/٣١٨.
الملاّ فتحعلي سلطان آبادي/١٣١٨.
السيّد محسن بن حسين بحر العلوم/١٣١٨.
الشيخ محمّد رضا واعظ الهمداني/١٣١٨.
السيّد علي أكبر فال أسيري/١٣١٩.
السيّد عبد المجيد الگروسي/١٣١٩.
الميرزا محمّد حسن الآشتياني ، صاحب (بحر
الفوائد)/١٣١٩.
الشيخ هادي نجم آبادي/١٣٢٠.
الميرزا حسين النوري ، صاحب (مستدرك الوسائل)/١٣٢٠.
السيّد إسماعيل النوري الطبرسي ، صاحب (كفاية
الموحّدين)/١٣٢١.
الشيخ هادي الطهراني ، صاحب (محجّة العلماء)/١٣٢١.
الحاج آقا رضا الهمداني ، صاحب (مصباح الفقيه)/١٣٢٢.
الملاّ علي النهاوندي ، صاحب (تشريح الأصول)/١٣٢٢.
الفاضل الشرابياني/١٣٢٢.
السيّد عبد الكريم اللاهيجي/١٣٢٣.
الملاّ زمان الطبرسي/١٣٢٣.
الشيخ عبّاس كاشف الغطاء/١٣٢٣.
الشيخ محمّد حسن المامقاني ، صاحب (غاية
الآمال)/١٣٢٣.
الملاّ عبد الرسول الفيروزكوهي/١٣٢٣.
الشيخ محمّد طه نجف ، صاحب (إتقان المقال)/١٣٢٣.
السيّد محمّد الهندي/١٣٢٣.
السيّد مرتضى الكشميري/١٣٢٣.
السيّد حبيب الله الخوئي ، صاحب (منهاج البراعة)/١٣٢٤.
الشيخ محمّد البهاري الهمداني ، صاحب (تذكرة
المتّقين)/١٣٢٥.
الحاج آقا محسن العراقي/١٣٢٥.
الشهيد الميرزا إبراهيم الدُنبُلي الخوئي
، صاحب (شرح نهج البلاغة) / ١٣٢٥.
الشهيد الملاّ محمّد الخمامي الرشتي/١٣٢٦.
السيّد محمّد بحر العلوم ، صاحب (بلغة الفقيه)/١٣٢٦.
نظام العلماء التبريزي/١٣٢٦.
الشهيد الشيخ فضل الله النوري ، صاحب (رسالة
ضمان اليد)/١٣٢٧.
الميرزا حبيب مجتهد الخراساني/١٣٢٧.
الملاّ علي علياري التبريزي ، صاحب (بهجة
الآمال)/١٣٢٧.
الميرزا حسين الخليلي الطهراني/١٣٢٧.
الملاّ آقا حسين القمّي/١٣٢٧.
الشيخ عبد الله الگلپايگاني/١٣٢٧.
جهانگيرخان القشقائي/١٣٢٨.
السيّد ريحان الله الكشفي/١٣٢٨.
الشهيد السيّد عبد الله البهبهاني/١٣٢٨.
الملاّ قربانعلي الزنجاني/١٣٢٨.
الآخوند الخراساني ، صاحب (كفاية الأصول)/١٣٢٩.
الحاج الميرزا محمود القزويني/١٣٢٩.
الميرزا أبو طالب الزنجاني/١٣٢٩.
الملاّ محمّد صادق فخر الإسلام/١٣٣٠.
الشهيد ثقة الإسلام التبريزي ، صاحب (مرآة
الكتب)/١٣٣٠.
الشيخ عبد الله المازندراني/١٣٣٠.
السيّد محمّد باقر حجّت الكربلائي/١٣٣١.
الشيخ مهدي شمس العلماء عبد ربّ آبادي/١٣٣١.
الملاّ غلامرضا القمّي ، صاحب (قلائد الفرائد)/١٣٣٢.
السيّد جعفر الاعرجي ، صاحب (مناهل الضَرَب)/١٣٣٢.
السيّد إسحاق القمّي/١٣٣٢.
السيّد حسين صدر الحفاظ القمّي/١٣٣٢.
الشيخ محمّد تقي آقا النجفي الاصفهاني/١٣٣٢.
السيّد أحمد الكربلائي/١٣٣٢.
الشيخ علي محمّد النجف آبادي/١٣٣٢.
الشيخ هاشم الاشكوري/١٣٣٢.
الشيخ محمّد صالح آل طعّان ، صاحب (وسائل
الأحكام)/١٣٣٣.
الميرزا حسن الكرمانشاهي/١٣٣٣.
السيّد سعيد الحبّوبي/١٣٣٣.
الشيخ باقر آل حيدر/١٣٣٣.
الشيخ محمّد باقر البهاري الهمداني ، صاحب
(فقه الباقر)/١٣٣٣.
الحاج السيّد عبد الله الرضوي القمّي/١٣٣٣.
الحاج السيّد أحمد الطباطبائي القمّي/١٣٣٤.
الميرزا محمّد علي المدرس الچهاردهي/١٣٣٤.
الشيخ محمّدحسين القمشه إي/١٣٣٦.
الشيخ إبراهيم المحلاّتي الشيرازي/١٣٣٦.
السيّد مهدي الحيدري الكاظمي/١٣٣٦.
السيّد مصطفى الكاشاني ، صاحب (حجّية الظنّ)/١٣٣٦.
السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي ، صاحب
(العروة الوثقى)/١٣٣٧.
الحاج الميرزا حسن آقا مجتهد التبريزي/١٣٣٧.
الحاج السيّد صادق القمّي/١٣٣٨.
الميرزا عبد الرحمن المدرّس المشهدي ، صاحب
(تاريخ علماي خراسان)/١٣٣٨.
السيّد إسماعيل الصدر/١٣٣٨.
الميرزا محمّد تقي الشيرازي ، صاحب (حاشية
المكاسب)/١٣٣٨.
الشيخ عبد الكريم الگزي الأصفهاني ، صاحب
(تذكرة القبور)/١٣٣٩.
شيخ الشريعة الأصفهاني ، صاحب (قاعدة لا
ضرر)/١٣٣٩.
الميرزا يوسف الأردبيلي/١٣٣٩.
السيّد محمّد الطباطبائي/١٣٣٩.
آقا نور الدين العراقي ، صاحب (تفسير القرآن
والعقل)/١٣٤١.
السيّد علي السيستاني الخراساني/١٣٤٠.
الملاّ حبيب الله شريف الكاشاني ، صاحب (منتقد
المنافع)/١٣٤٠.
الميرزا محمّد أرباب القمّي ، صاحب (أربعين
الحسينية)/١٣٤١.
أبو بكر بن شهاب الحضرمي/١٣٤١.
السيّد عبد الحسين اللاري/١٣٤٢.
السيّد محمّد باقر الدرچه إي/١٣٤٢.
الميرزا جواد آقا ملكي التبريزي ، صاحب (أسرار
الصلاة) / ١٣٤٣.
الشيخ إسماعيل المحلاّتي/١٣٤٣.
الشيخ محمّد مهدي الخالصي/١٣٤٣.
الشيخ علي أكبر المدرّس حكمي/١٣٤٤.
الشيخ عبد النبي النوري/١٣٤٣ (١٣٤٤ صحيح).
الشيخ محمّد حسن البارفروشي/١٣٤٥.
السيّد محمّد الفيروزآبادي/١٣٤٥.
الميرزا علي اكبر الأردبيلي/١٣٤٦.
السيّد أبو تراب الخوانساري/١٣٤٦.
الحكيم الميرزا محمود القمّي/١٣٤٦.
الحاج آقا نور الله الأصفهاني/١٣٤٦.
الشيخ شعبان الگيلاني/١٣٤٨.
الشيخ مرتضى البجنوردي/١٣٥٠.
صدر الأفاضل دانش/١٣٥٠.
الشيخ عبد الله المامقاني ، صاحب (تنقيح
المقال)/١٣٥١.
الشيخ محمّد جواد البلاغي النجفي ، صاحب
(آلاء الرحمن)/١٣٥٢.
الشيخ محمّد باقر البيرجندي ، صاحب (الكبريت
الأحمر)/١٣٥٢.
الشيخ محمّد رضا المعزّوي الدزفولي ، صاحب
(جُهد المُقلّ)/١٣٥٢.
الحاج الميرزا حسين العلوي السبزواري/١٣٥٢.
السيّد حسن الرضوي القمّي ، صاحب (نهاية
المأمول)/١٣٥٢.
السيّد موسى الزرآبادي القزويني/١٣٥٣.
السيّد أبو القاسم الدهكردي ، صاحب (منبر
الوسيلة)/١٣٥٣.
الشيخ أبو القاسم الكبير القمّي/١٣٥٣.
السيّد حسن الصدر الكاظمي ، صاحب (تأسيس
الشيعة)/١٣٥٤.
الميرزا محمّد حسين النائيني ، صاحب (تنبيه
الأمّة)/١٣٥٥.
الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري ، صاحب (درر
الأصول) و (كتاب الصلاة)/١٣٥٥.
الميرزا علي آقا الشيرازي/١٣٥٥.
آقا بزرگ حكيم الشهيدي الخراساني/١٣٥٥.
الحاج الميرزا محمّد آقازاده الخراساني/١٣٥٦.
الشهيد السيّد حسن المدرّس/١٣٥٦.
الميرزا أبو الحسن الأنگجي/١٣٥٧.
الشيخ أبو الحسن المشكيني ، صاحب (حاشية
بر كفاية)/١٣٥٨.
الحاج الشيخ محمّد علي الحائري القمّي ،
صاحب (مختارات الأصول)/ ١٣٥٨.
السيّد ناصر الأحسائي / ١٣٥٨.
الحاج الشيخ عبّاس القمّي / ١٣٥٩.
الحاج السيّد محمّد رضا الواحدي القمّي/١٣٥٩.
السيّد أحمد الصفائي الخوانساري ، صاحب (كشف
الحجب والأستار)/ ١٣٥٩.
الميرزا طاهر التنكابني/١٣٦٠.
الشيخ مهدي الحكمي القمّي/١٣٦٠.
السيّد ناصر حسين الموسوي اللكهنوي ، صاحب
(إفحام الأعداء والخصوم)/١٣٦١.
الشيخ حسنعلي النخودكي الأصفهاني/١٣٦١.
آقا ضياء الدين العراقي ، صاحب (مقالات الأصول)/١٣٦١.
الشيخ محمّد حسين الغروي الأصفهاني ، صاحب
(نهاية الدراية)/١٣٦١.
السيّد علي النجف آبادي/١٣٦٢.
الملاّ عبّاس التربتي الخراساني/١٣٦٢.
الشيخ محمّد رضا مسجدشاهي ، صاحب (وقاية
الأذهان)/١٣٦٢.
السيّد محمّد حسن آقا نجفي القوچاني ، صاحب
(سياحت شرق)/١٣٦٣.
الحاج السيّد فخر الدين القمّي/١٣٦٣.
السيّد محمّد مولانا التبريزي/١٣٦٣.
السيّد محمّد مهدي درچه إي/١٣٦٤.
المير سيّد علي لب خندقي اليزدي/١٣٦٤.
السيّد حسين الحائري الكرمانشاهي/(حدود)
١٣٦٤.
السيّد أبو الحسن الأصفهاني ، صاحب (وسيلة
النجاة)/١٣٦٥.
الشيخ محمّد تقي البافقي/١٣٦٥.
الميرزا مهدي الغروي الأصفهاني/١٣٦٥.
الشيخ محمّد حرز الدين النجفي ، صاحب (معارف
الرجال)/١٣٦٥.
الحاج الشيخ مرتضى الآشتياني/١٣٦٥.
الحاج آقا حسين الطباطبائي القمّي/١٣٦٦.
السيّد علي آقا القاضي/١٣٦٦.
الشيخ محمّد كاظم الشيرازي ، صاحب (حاشية
مكاسب)/١٣٦٧.
الملاّ علي واعظ الخياباني ، صاحب (وقائع
الأيّام)/١٣٦٧.
الميرزا محمّد علي الشاه آبادي ، صاحب (شذرات
المعارف)/١٣٦٨.
الميرزا محمّد تقي الإشراقي القمّي ، صاحب
(تفسير سورة يوسف) / ١٣٦٨.
الحاج الشيخ علي أكبر النهاوندي ، صاحب (العبقري
الحسان)/١٣٦٩.
الحاج الميرزا محمّد كبير القمّي ، صاحب
(مشارق الشموس)/١٣٦٩.
الحاج الميرزا محمّد الفيض القمّي ، صاحب
(الفيض)/١٣٧٠.
الحاج الشيخ علي أكبر النوغاني ، صاحب (سه
مقاله)/١٣٧٠.
السيّد محمّد ناظم الشريعة البهبهاني/١٣٧٠.
السيّد محمّد تقي الموسوي الخوانساري/١٣٧١.
الميرزا محمّد العسكري الطهراني ، صاحب (مستدرك
البحار)/١٣٧١.
الشيخ محمّد رضا آل ياسين ، صاحب (بغية الراغبين)/١٣٧١.
الشيخ محمّد النهاوندي ، صاحب (تفسير نفحات
الرحمن)/١٣٧١.
الحاج الشيخ علي زاهد القمّي/١٣٧١.
السيّد محسن الأمين العاملي ، صاحب (أعيان
الشيعة)/١٣٧١.
الشيخ راضي آل ياسين ، صاحب (صلح الحسن)/١٣٧٢.
الميرزا فتّاح الشهيدي ، صاحب (شرح مكاسب)/١٣٧٢.
الحاج آقا مصطفى المحسني العراقي/١٣٧٢.
السيّد محمّد حجّت الكوهكمري/١٣٧٢.
الشيخ حيدر قلي سردار الكابلي ، صاحب (تحفة
الأجلّة)/١٣٧٢.
السيّد عبد الله البلادي البوشهري/١٣٧٢.
السيّد مرتضى الخسروشاهي ، صاحب (معنى حديث
الغدير)/١٣٧٢.
الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء / ١٣٧٣.
السيّد صدر الدين الصدر صاحب (المهدي)/١٣٧٣.
الشيخ عبد الحسين الرشتي ، صاحب (شرح كفاية)/١٣٧٣.
الشيخ غلامعلي القمّي/١٣٧٥.
الشيخ محمّد حسن المظفّر ، صاحب (دلائل الصدق)/١٣٧٥.
الميرزا علي آقا الشيرازي الأصفهاني/١٣٧٥.
السيّد نور الدين الشيرازي/١٣٧٥.
السيّد يونس الأردبيلي/١٣٧٧.
السيّد عبد الحسين شرف الدين ، صاحب (المراجعات)/١٣٧٧.
السيّد جمال الدين الگلپايگاني/١٣٧٧.
الشيخ محمّد جواد الصافي الگلپايگاني/١٣٧٨.
الشيخ مهدي الأميركلايي المازندراني/١٣٧٨.
المير سيّد علي اليثربي الكاشاني/١٣٧٩.
الميرزا آقا الأصطهباناتي/١٣٧٩.
السيّد حسين الحمّامي/١٣٧٩.
الشيخ هاشم القزويني/١٣٨٠.
الملاّ غلامرضا اليزدي/١٣٨٠.
الشيخ علي أكبر الهيّان التنكابني/١٣٨٠.
الميرزا محمّد علي الغروي الأردوبادي /
١٣٨٠.
الميرزا مهدي الشيرازي/١٣٨٠.
السيّد أبو القاسم الكاشاني/١٣٨٠.
السيّد هاشم الميردامادي ، صاحب تفسير (خلاصة
البيان)/١٣٨٠.
آية الله العظمى البروجردي ، صاحب (طبقات
الرجال)/١٣٨٠.
الحاج الميرزا محمود الآشتياني ، صاحب (التقريرات)/١٣٨٢.
السيّد عبد الهادي الشيرازي ، صاحب (دار
السلام)/١٣٨٢.
الشيخ محمّد رضا المظفّر ، صاحب (أصول الفقه)/١٣٨٢.
السيّد مرتضى اللنگرودي/١٣٨٢.
المير سيّد محمّد البهبهاني/١٣٨٢.
الميرزا أبو الفضل النجم آبادي ، صاحب (الكشكول)/١٣٨٥.
الشيخ عبد النبي الأراكي ، صاحب (روح الإيمان)/١٣٨٥.
الميرزا حسن سيادتي السبزواري ، صاحب (وسيلة
الوصول)/١٣٨٥.
السيّد هبة الدين الشهرستاني ، صاحب (الهيئة
والإسلام)/١٣٨٦.
الشيخ مجتبى القزويني الخراساني ، صاحب (بيان
الفرقان)/١٣٨٦.
السيّد محمّد المحقّق داماد/١٣٨٨.
الشيخ عبد الكريم الزنجاني/١٣٨٨.
السيّد محمّد حسن إلهي الطباطبائي/١٣٨٨.
الشيخ آقا بزرگ الطهراني ، صاحب (الذريعة)/١٣٨٩.
الشيخ عبد الحسين الأميني ، صاحب (الغدير)/١٣٩٠.
السيّد محسن الحكيم ، صاحب (مستمسك العروة
الوثقى)/١٣٩٠.
الشيخ محمّد صالح الحائري السمناني ، صاحب
(حكمت بوعلي سينا) / ١٣٩١.
الشيخ محمّد تقي الآملي ، صاحب (مصباح الهدى)/١٣٩١.
السيّد محمّد سلطان الواعظين ، صاحب (شب
هاي پيشاور)/١٣٩١.
الشيخ مرتضى الأنصاري القمّي/١٣٩١.
الحاج آقا حسن فريد المحسني الأراكي/١٣٩١.
السيّد محمّد مهدي الموسوي الأصفهاني ، صاحب
(أحسن الوديعة)
/ ١٣٩١.
الميرزا أبو الحسن الشعراني ، صاحب (نثر
طوبى)/١٣٩٢.
الشيخ محمّد الكوهستاني/١٣٩٢.
السيّد أحمد الشبيري الزنجاني ، صاحب (الكلام
يجرّ الكلام)/١٣٩٣.
الميرزا باقر الزنجاني ، صاحب رسالة (فروع
العلم الإجمالي)/١٣٩٤.
الشيخ حسين الحلّي/١٣٩٤.
السيّد محمود الشاهرودي/١٣٩٤.
السيّد محمّد هادي الميلاني ، صاحب (قادتنا
كيف نعرفهم)/١٣٩٥.
الميرزا حسن البجنوردي ، صاحب (منتهى الأصول)/١٣٩٥.
السيّد علي الموسوي البهبهاني ، صاحب (مصباح
الهداية)/١٣٩٥.
الشيخ علي محمّد البروجردي/١٣٩٥.
الحاج آقا رحيم أرباب/١٣٩٦.
الشهيد السيّد أبو الحسن الشمس
آبادي/١٣٩٦.
الميرزا عبد الله المجتهدي/١٣٩٦.
السيّد مصطفى الخميني ، صاحب (تفسير القرآن
الكريم)/١٣٩٧.
الميرزا أبو الفضل الزاهدي القمّي ، صاحب
(مقصد الحسين)/١٣٩٨.
الملاّ علي آخوند الهمداني/١٣٩٨.
الشهيد الشيخ مرتضى المطهّري / ١٣٩٩.
السيّد محمّد صادق بحر العلوم/١٣٩٩.
الشيخ محمّد جواد مغنية ، صاحب (تفسير الكاشف)/١٤٠٠.
الشهيد السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي
/ ١٤٠٠.
الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر صاحب (فلسفتنا)
و (اقتصادنا)/١٤٠٠.
الشيخ غلامحسين التبريزي ، صاحب (المعارف
الدينية)/١٤٠٠.
هاشم معروف الحسني ، صاحب (سيرة الأئمّة
الإثنى عشر)/١٤٠٠.
الشهيد السيّد محمّد الحسيني البهشتي/١٤٠١.
الشهيد السيّد أسد الله المدني/١٤٠٢.
الشهيد الحاج الشيخ علي القدّوسي/١٤٠٢.
الشهيد السيّد عبد الحسين دستغيب ، صاحب
(قلب سليم) / ١٤٠٢.
الشيخ عبد الرحيم الربّاني الشيرازي/١٤٠٢.
السيّد حسين الخادمي الأصفهاني ، صاحب (رهبر
سعادت)/١٤٠٢.
السيّد محمّد حسين الطباطبائي ، صاحب تفسير
(الميزان)/١٤٠٢.
الشيخ بهاء الدين المحلاّتي الشيرازي ، صاحب
(راهنماى حقّ)/١٤٠٢.
السيّد عبد الله الشيرازي/١٤٠٥.
السيّد أحمد الخوانساري ، صاحب (جامع المدارك)/١٤٠٥.
الحاج الميرزا خليل الكمره إي ، صاحب (هفتاد
ودو تن ويك تن) /١٤٠٥.
الشيخ محمّد رضا الطبسي النجفي ، صاحب (ذرايع
البيان)/١٤٠٥.
الشيخ محمّد علي الأنصاري القمّي ، صاحب
(نهج البلاغة منظوم) / ١٤٠٥.
الشيخ ذبيح الله المحلاّتي ، صاحب (رياحين
الشريعة) / ١٤٠٥.
السيّد حسن الموسوي الخرسان / ١٤٠٥.
الشيخ علي النمازي الشاهرودي ، صاحب (مستدرك
سفينة البحار) / ١٤٠٥.
من ذخائر الترّاث
حُكُومَةُ الْفِكْرِ الْحُرِّ
فِي مُخَاصَمَةِ الغِنَى
وَالْفَقْرِ
للشَّيخ مُحمَّد رِضَا
الْغَرَّاوي
(١٣٠٣هـ ـ ١٣٨٥هـ)
تَحْقيق
د. علي عبَّاس
الأعرجي
مقـدّمة التحقيـق
بسم الله الرحمن
الرحيم
يعدّ الشيخ محمّد رضا الغرّاوي من أعلام
الشيعة البارزين والمعروفين بجانب الإبداع الأدبي ، كيف لا وقد نظم جلّ قصائده ارتجالاً
وفي المناسبات ، وديوانه مدرّ
العبرات ، ومحاسن الكواعب
وغيرها من الدواوين ما يزيد على الألف وخمسمائة بيت من الشعر سوى ما ذكر من المناوشات
الأدبية والمساجلات العلمية التي كُتبت بأسلوب راق ، ومثير للدهشة ، والأغرب من ذلك
أنّ الغرّاوي العالم والفقيه والذي تميّز بأسلوبه الفقهي والأصولي ، لا سيّما في شرحه
على معتبر
العلاّمة الحلّي ، وتبصرة المتعلّمين
له أيضاً حين يكتب شعراً وأدباً تجده يفيض مشاعر وعاطفة وبأسلوب يكاد ينفرد به ، مع
ما في لغة الفقه والأصول من جفاف مصطلحىّ ، لا يُنكر عند أهل المعرفة.
إنّ هذه الرسالة عبارة عن محاورة متخيّلة
بين (الغنى والفقر) بحاكمية
الفكر الحرّ والقوّة العاقلة
، بأسلوب رائع ؛ كتبها لأهل الدورق تلك المنطقة والضيعة التي كانت تعاني الفقر والحرمان
؛ فأراد أن يسليهم بهذه المحاورة الأدبية ، ولله درّه عالماً ، وأديباً ، وفقيهاً ،
وكاتباً بأسلوبه الأخّاذ ، والسهل الممتنع.
الشيخ محمّد رضا الغرّاوي
(١٣٠٣هـ ـ ١٣٨٥هـ)
حياته وآثاره
اسمه ونسبه :
هو الشيخ محمّد رضا بن قاسم بن الشيخ محمّد
بن عيسى بن أحمد ابن محمّد الغرّاوي النجفي.
ولكثرة الخلاف
بين من ترجم للشيخ رحمهالله
ضبط النسب نجله الشيخ جاسم في هامش كتاب معارف الرجال
هكذا : الشيخ محمّد رضا بن القاسم
__________________
ابن محمّد بن ناصر بن
القاسم بن محمّد بن أحمد بن عيسى بن فرحان بن محمد ، المعروف بـ : (أبي الحزام) الغراوي.
ولادته :
ولد الشيخ الغرّاوي في العاشر من شوّال سنة
(١٣٠٣هـ) ، في قرية تسمّى ميامين
، بطريق خراسان في إياب والديه من زيارة الإمام الرضا عليهالسلام
، وبعد رجوعهم إلى النجف توفّي والده وهو في الخامسة من عمره فكفلته والدته ، وكان
ميرزا حسن الشيرازي رحمهالله
يتعهّده لمدّة ثلاث سنوات حتّى وفاته ، فأخذت أمّه ترعاه ؛ فدرس على جملة من العلماء
منهم الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء والملاّ كاظم الخراساني ، والشيخ محمّد الحسين
الأصفهاني ، وغيرهم كثيرون ، كما سيأتي.
كان روحيّاً من طراز السلف الصالح ، صابراً
مستهدف العقيدة بأسلوب بين المنطق والعاطفة ، أسند إليه السيّد أبو الحسن الأصفهاني
في العام (١٣٥٢هـ) التمثيل الدِّيني عنه في أبي الخصيب في البصرة ، وبعد فتنة العرب
__________________
والعجم عام (١٣٥٤هـ) آثر
الرُّجوع إلى النجف.
نسبته :
يُنسب إلى آل غرّة بفتح الغين وضمّها ، ولم
يُعرف من أين أخذت هذه النسبة ، إلى منطقة أم إلى جدّ؟ ، وخلاصة ما ذُكر أنّهم نزحوا
من نجد إلى العراق في القرن التاسع الهجري
، أو بداية القرن العاشر الهجري.
ويذكر علي الخاقاني نقلا عن الشيخ الغرّاوي
، أنّ آل غرّة هم بنو الأغرّ كانوا يسكنون نجداً وأصابتهم مجاعة شديدة فلحق منهم جمع
كبير بالعراق ، لخصوبة تربته ، وكانت هجرتهم من نجد إلى العراق عام تسعماءة هجرية.
ويُنسب آل الغرّاوي إلى مالك الأغرّ بن ثعلبة
بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج
، ولد كعب بن الخزرج ساعدة ، فولد ساعدة الخزرج ؛
__________________
فولد الخزرج بن ساعدة
بن كعب بن الخزرج ، طريف وعمرو .
وأمّا نسبتهم (الغراوي) إلى (مالك الأغرّ)
، فهي نسبة لا تستقيم والموازين اللغوية ، فالنسبة إلى الأغرّ (الأغرّي) ، والنسبة
إلى (غرّة) غرّي.
وثمّة أمر آخر وهو أنّ بعضاً جعل النسبة
إلى قرية من نواحي العمارة ، يُقال لها (غرّة) ذكر ذلك جملة من الأعلام ، أبرزهم :
الطهراني في الذريعة ، والعاملي في أعيان الشيعة.
ويزداد الاستغراب إذا علمت أنّ العرب لا
ينسبون عادة إلى الصفة في باب النسب ؛ لأنّ الصفة تزول بزوال صاحبها ، أو ليس فيها
مائز النسب.
إذاً ما معنى هذه النسبة؟ وأظنّ أنّها نسبة
إلى منطقة :
جاء في اللسان
: «والغَرُّ : الشَّقُّ في الأَرض ، والغَرُّ : نَهْرٌ دقيق في الأَرض ، وقال ابن الأَعرابي
: هو النهر ... هكذا في المحكم ؛ وأَورده الأَزهري ... والغَرُّ النهر الصغير ، وجمعه
غُرور ، والغُرور : شَرَكُ الطريق ، كلُّ طُرْقة منها غُرٌّ ؛ ومن هذا قيل : غَرُّ
المتن : طريقه ، والغَرُّ : موضع بالبادية ؛ والغَرّاء : موضع ؛ قال معن بن أَوس :
__________________
سَرَتْ من قُرَى الغَرّاء حتّى
اهْتَدَتْ لنا
|
|
ودُوني خَراتىّ الطَّوِيّ فيَثْقُب
|
فالكلام في (غرّ) لا يعدو أن يكون اسماً
لموضع ، وأظنّه في نجد أو الحجاز ؛ لأنّ الشاعر معن بن أوس من تلك النواحي.
والغرّاوي نبت ينبت في نواحي الغرّاء ، وهو
بلسم يُعطى للملدوغ ، قال ابن سينا (.... وأمّا لبن اللاعية وأظنّه الترياق المعروف
بالبوشنجي ، والغرّاوي فشديد النقع من لسع جميع الهوام خصوصاً الأفاعي)».
جاء في معجم البلدان
«الغرّاء : بالفتح ، والمدّ ، وهو تأنيث الأغرّ ، وفرس أغرّ إذا كان ذا غرّة : وهو
بياض في مقدّم وجهه ، ... الواحدة غرّاء ، ذكراً كان أو أنثى ، وقال الأصمعي : الغرّاء
موضع في ديار بني أسد بنجد ، وهي جرعة في ديار ناصفة ، وناصفة قويرة هناك ، وأنشد :
كأنّهم ما بين ألية غدوة
|
|
وناصفة الغرّاء هديٌ محلّلُ
|
في أبيات ، وذكر ابن الفقيه في عقيق المدينة
قال : ثمّ ذو الضروبة ثمّ ذو الغرّاء».
وعلى هذا يقال لها غرّا على القصر فكلّ ممدود
يمكن لنا قصره ،
__________________
ولكثرة الاستعمال والجري
على لسان العامّة ، قالوا فيها (غرّة) ، مثل زهراء : نقولها باللغة المحكية : زهرة
، إلاّ فالنسبة إلى (غرّة) غَرّيّ ، مثل بصرة ، بصرىّ ، حوزة ، حوزىّ ، أما النِّسبة
إلى غرّاء أو غرّا تكون غرّاوي ، كما في زهراء زهراوي ، بيداء بيداوي.
ويبدو أنّهم هاجروا من المدينة موضع آل الغرّاوي
وقطنوا جنوب العراق ، والدليل أنّ هناك ممن نُسب إلى الغرّاوي وهو لم يصل إلى العمارة
أصلاً.
من مشاهير الأسرة :
آل الغرّاوي أسرة ذات شأن كبير ، تأتّى ذلك
من قوّة رجالها ، والتزامهم الديني والمعرفي ، فلا تجد أسرةً خلّفت فحولاً كهذه الأسرة
العلمية ، وهي أسرة اشتهرت بالصلاح والتقوى ، ولها رجال أوّلهم الشيخ ناصر بن القاسم
وابنه الشيخ محمّد ، وقد هاجر إلى النجف لطلب العلم ، وذلك سنة (١٢٥٠هـ)
، وأبرز علمائهم :
إبراهيم الغرّاوي (حدود
١٢٣١ ـ ١٣٠٦ هـ) :
إبراهيم بن محمّد بن ناصر بن قاسم بن محمّد
الغرّاوي ، النجفي ، كان فقيهاً إماميّاً ، شاعراً ، له معرفة بعلوم الكيمياء والحساب
والهيئة ، ولد في
__________________
النجف الأشرف في حدود
سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف ، وتتلمذ على الفقيه الشهير راضي بن محمّد المالكي النجفي
، ولازمه ، وتخرّج به ، وحضر على محمّد بن عبد الله حرز الدين ، ومحمّد حسين الكاظمي
، وأجازه السيّد محمّد مهدي القزويني ، وبرع في الفقه ، وحاز درجة الاجتهاد.
وتصدّى للتدريس ، فأخذ عنه جماعة منهم محمّد
بن علي حرز الدين صاحب معارف
الرجال ، وكان مجلسه حافلاً بالعلماء تبحث فيه
المسائل المعضلة ، وتجري فيه المذاكرات والمناقشات العلمية.
وقد ألَّف المترجم كتاب كاشف ريبة المراجع في
شرح (المختصر النافع) في الفقه للمحقّق ، وهو
كتاب استدلالي يقع في تسع مجلّدات ولم يكمله ، وله كتاب النوادر
في مجلّد ضخم على غرار الكشكول
، وله : مجموعة
الغرّاوي ، مشتملة على فنون : التجويد ، الحساب ،
الهيئة ، النجوم ، الشعر وغير ذلك ، توجد عند ابن أخته الشيخ محمّد رضا بن قاسم بن
محمّد الغرّاوي
، وله : الفقه
الاستدلالي ، وكتابه في عدّة مجلّدات
، توفّي في النجف سنة ستّ وثلاثمائة وألّف.
__________________
الشيخ علي الغرّاوي (....
ــ ١٣١٥هـ) :
الشيخ علي بن الشيخ محمّد بن ناصر الغرّاوي
النجفي إمام الجماعة في المقام المشهور بـ : مقام زين العابدين عليهالسلام في النجف الأشرف والمتوفّى
بها (في ١٨ صفر١٣١٥هـ) ، له كتاب التقريرات
، كتبه من تقرير بحث أستاذه الفقيه الشيخ محمّد حسين الكاظمي ، ولذا سمّاه بـ : التقريرات الكاظمية
حدّثني ابن أخيه الشيخ محمّد رضا بن قاسم بن محمّد بن ناصر أنّه بيع في ضمن كتبه في
الهرج بعد وفاته لبعض الطلاّب الإيرانيّين فحمله معه إلى إيران.
الشيخ محمّد بن الشيخ
إبراهيم (ت ١٣٣٠هـ) :
الشيخ محمّد بن الشيخ إبراهيم كان عالماً
فاضلاً متبحرّاً بالنحو والمنطق أديباً شاعراً ذكيّاً ، توفي في النجف (١٣٣٠هـ).
أساتذته وشيوخه :
للشيخ الغرّاوي أساتذة عظماء ، فهم قد أثّروا
في تلميذهم أيّما تأثير ولا سيّما في مصنّفاته الرائعة التي نافت على الستّين مؤلّفاً
ومصنّفاً ، ونذكر هنا أسماء شيوخه الذين تلمّذ على أيديهم المباركة ، أو أخذ الإجازة
منهم مرتّبة
__________________
على الحروف الأبجدية
:
١ ـ الشيخ آغا بزرك الطهراني ؛ أجازه إجازة
رواية بتاريخ (١٣٥٨هـ).
٢ ـ السيّد أبو الحسن الأصفهاني ؛ درس عنده
الفقه خارجاً ، وأخذ منه إجازة حسبة بتاريخ غرّة محرّم الحرام (١٣٤٨هـ) ، وهي مذكورة
بنصّها في أصدق
المقال.
٣ ـ الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء ؛ درس عنده
البحث الخارج.
٤ ـ الشيخ جعفر آل الشيخ راضي ؛ جلّ دروس
الخارج كانت عنده ، وكان يعظّمه غاية التعظيم.
٥ ـ الشيخ جعفر القرشي ؛ قرأ وتعلّم عنده
المقدّمات (المبادئ).
٦ ـ السيّد حسن الصدر ؛ أجازه إجازة رواية
في (١٣٤٤هــ) ، ذكرها الشيخ في أصدق
المقال.
٧ ـ السيّد عبد الرزّاق الحلو ؛ حضر عنده
البحث الخارج.
__________________
٨ ـ الشيخ عبد الله القرشي ؛ قرأ وتعلّم
عنده المقدّمات (المبادئ).
٩ ـ الشيخ علي مانع النجفي ؛ حضر عنده البحث
الخارج ، وله منه إجازة شفوية ، فهو يروي عنه ابتداءً ، وبوساطة السيّد مهدي الغريفي
البحراني.
١٠ ـ الشيخ علي ياسين الرفيش آل عنوز
؛ درس عنده البحث الخارج.
١١ ـ الشيخ محمّد جواد الحولاوي
؛ درس عنده البحث الخارج.
١٢ ـ الشيخ محمّد حسين الأصبهاني ؛ أجازه
في (١٣٥٨هـ).
١٣ ـ الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ؛ حضر
عنده البحث
__________________
الخارج.
١٤ ـ الشيخ محمّد رضا آل ياسين ؛ درس عنده
الخارج ، وقد قرّظ له آل ياسين كتابه نفائس التذكرة في شرح التبصرة ،
وقد أشاد بالشيخ الغرّاوي علميّاً وفقهيّاً.
١٥ ـ السيّد محمّد كاظم اليزدي صاحب العروة الوثقى
؛ درس عنده الفقه خارجا.
١٦ ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني الشهير
بـ : (الآخوند) ؛ درس عنده الأصول خارجاً.
١٧ ـ السيّد محمود الشاهرودي ؛ أجازه إجازتين
، الأولى (١٣٦٦هـ) ، والثاني في (١٣٧١هـ).
١٨ ـ السيّد مهدي الغريفي البحراني ؛ أجازه
إجازة رواية بتاريخ ١٢/جمادى الآخرة (١٣٣٤هـ) ، وذكرها الشيخ في أصدق المقال.
١٩ ـ الشيخ مهدي المازندراني ؛ درس البحث
الخارج ، وله منه إجازة سنة (١٣٣٨هـ).
__________________
٢٠ ـ الشيخ هادي كاشف الغطاء ؛ حضر عنده
الخارج فقهاً وأصولاً ، أجازه سنة (١٣٣٨هـ).
وفاته :
خُتمت حياة الغرّاوي الأغر ، العالم النحرير
يوم الإثنين صباح التاسع عشر من ربيع الأوّل للعام (١٣٨٥هـ) ، مخلّفاً هذه الثروة الكبيرة
من العلم الجمّ والجزيل.
قضى الدنيا الفانية عن عمر يناهز الثانية
والثمانين
، فهو مصداق لقول الرسول (صلى الله عليه وآله) (أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) ؛
فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ، ويوم يبعثه الله حيّاً تابعاً أئمّته الطاهرين عليهمالسلام.
أقوال العلماء فيه :
القلم أحد اللسانين ، وكما نُقل عن أرسطو
لأحدهم : (كلّمني حتّى أراك) ؛ فالشيخ الغرّاوي لو لم يتكلّم لما شوهد واقعاً ، فهو
تكلّم بكلّ اللغات ، لغة العشق ، لغة العلم ، لغة التأليف والتصنيف ، لغة التيسير ،
لغة ، ولغة ، ولغة ، فهو أمّة بما أوتي ، تجد ذلك واضحاً في طيّات أي مصنّف تقع
يدك عليه ، هذه وأمثالها جعلت من العلماء والمفكّرين لا يمرّون بساحته إلاّ
__________________
ويذكرونه بكلمة تليق بهم
وبهِ ، ومن هؤلاء النخبة ، الشيخ محمّد رضا آل ياسين في تقريظه لكتاب نفائس التذكرة في شرح
التبصرة المخطوط ، يقول : «العالم الخبير ، والمجتهد
البصير ، والمعوّل عندي عليه ، والذي يلزم كلّ مؤمن الوثوق به والركون إليه ..... وكيف
لا يكون كذلك وها زبره معلنة بأنّه فوق ما قلت ، وكتبه هاتفة بأنّه المستجمع لجميع
ما حرّرت ، وتحقيقاته مصرّحة بأنّه الحَبر العالم ، وتدقيقاته مفّصحة بأنّه من الفقهاء
الأعاظم».
يقول الشيخ جعفر آل راضي : «ولعمري أنّه
فاضل نحرير ، ونيقد بصير ، وما ألّفه لنعم الكتاب ، فقمين أن يكون تذكرة وذكرى لأولي
الألباب».
يقول الأستاذ علي الخاقاني : «.... والمترجم
له عرفته منذ أكثر من عشرين عاماً ، روحيّاً من الطراز السلف الصالح ، عكف على التأليف
، واتّخذ التدوين ديدناً له ، وهو من أولئك الصابرين الذين استهدفوا العقيدة بأسلوب
بين المنطق والعاطفة ، فخدمها وسجّل المآثر التي تدعو له ، وقد وقفت على آثاره الآتية
أسماؤها وجميعها بخطّه ، ممّا دعاني منظرها إلى إكباره والإعجاب بصبره واستمراره».
يقول الشيخ جعفر محبوبة : «عالم فقيه أصولي
، عارف بأخبار أهل البيت عليهمالسلام
وسيرهم ، تقي صالح ثقة ، كانت داره ندوة علمية وأدبية تجتمع فيه
__________________
نخبة من أهل الفضل في
أيّام التعطيل للمذاكرات العلمية .....له ولع في التأليف من أيّام صباه ، وكتب كثيراً
، حتّى كرّس حياته للتأليف والتصنيف».
وفي موضع آخر : «فاضل كامل أديب ، من أهل
العلم المحصّلين ، وهو بقية سلفه الصالح والبارز من أسرته ، له إحاطة بالأخبار وسيرة
أهل البيت عليهمالسلام
، ضمّ إلى علمه وفضله التقوى والصلاح».
ويقول الشيخ الأردوبادي : «شهدت له نفثات
يراعه أنّه نسيج وحده في التحلّي بأنواع الفضائل ، والآخذ بعضادتي العلم والعمل ، كما
أنّه هو ذلك الفذّ في حلبات المآثر ، والوحيد في موقف الورع والتقى ، فليس هذا الكتاب
ببدع ممّا سلف من صحائف بيضاء وكتب قيّمة وأسفار ثمينة وتآليف ذهبية ، وإنّه فاق لداته
في جمع الفوائد ونظم الشوارد والبسط الوافي ...».
يقول الزركلي : «.... محمّد رضا بن قاسم
بن محمّد الغراوي : أديب ، من علماء الإمامية ..».
يقول الشيخ حسين الشاكري : «الشيخ محمّد
رضا بن القاسم بن محمّد ابن ناصر بن قاسم بن محمّد الغراوي ، علاّمة جليل وأديب مؤلّف
..... كان روحيّاً من طراز السلف الصالح».
__________________
آثاره
:
لم أهدف إلى استقصاء مؤلّفات الشيخ رحمهالله ، وهي تنيف على الخمسين
كتاباً ، وفي شعراء الغري ومعارف الرجال
إلى ستّ وستّين مؤلَّفاً
، وإنّما آليت ذكر ما نبّه عليه الشيخ محسن آغا بزرك في الذريعة
، وهي على النحو الآتي :
الإنذار
في قطع الأعذار ، في الإمامة.
أدلّة
الأحكام في شرح شرائع الإسلام
؛ خرج منه كتاب الطهارة والصلاة بخطّ مؤلّفه العلاّمة رحمهالله .
الأربعون
حديثاً ؛ المطبوع سنة (١٣٥٣هـ).
إزالة
الغواشي في مدارك الحواشي
؛ ألّفه سنة (١٣٣٠هـ) ؛ والحواشي هي ما قيّدها العلاّمة الفقيه السيّد محمّد كاظم الطباطبائي
اليزدي النجفي من فتاواه على هوامش التبصرة
للعلاّمة الحلّي.
أصدق
المقال في علمي الدراية والرجال
؛ نقل الفاضل الأردوبادي
__________________
بعض أحوال المختار عن
الباب الرابع عشر من هذا الكتاب في مجموعته الموسومة بالرياض الزاهرة.
أماني
الأديب في اختصار مغني اللبيب
؛ ألّفه سنة (١٣١٩هـ).
الأنوار
الساطعة في شرح الزيارة الجامعة الكبيرة المعروفة
؛ رأيت الجزء الأوّل منه بخطّه ، أوّله : (الحمد لله الذي احتجب عن عارفيه بنور
جماله) شرع فيه ثاني جمادى الأولى سنة (١٣٦١ هـ) وفرغ من جزئه الثاني ١٠ جمادى الثانية
من نفس السنة ، وفيه قصيدته في مدح الأمير ورثاء الحسين عليهماالسلام التي سمّاها بـ : القصيدة
العلوية الحسينية وأوّلها :
بولاك قد أقررت مذ قالوا بلى
|
|
وولا سواك أجبت بلا ولا
|
إلى تمام نيف ومائتي بيت ، وآخرها :
فعليك صلّى الله ما حاد حدا
|
|
بولاك قد أقررت مذ قالوا بلى.
|
أهبة
المعاد في المبدأ والمعاد.
البضاعة
المزجاة ، في الأخلاق والمواعظ والسير
؛ في ثلاثة أجزاء في كلّ منها مائة وعشرون مجلساً ، طبع منها الجزء الأوّل في النجف
الأشرف ، المطبعة المرتضوية سنة (١٣٥٣هـ).
__________________
بلوغ
منى الجنان في تفسير بعض ألفاظ القرآن
؛ ألّفه سنة (١٣٤٩هـ).
جوابات
المسائل الدورقية ؛ وهي مسائل فرعية وردت
من دورق إلى الشيخ جعفر بن الشيخ عبد الحسن بن الشيخ راضي الفقيه النجفي صاحب المباني الجعفرية
والمتوفّى (١٣٤٤هـ) فأحال هو الجواب عنها إلى تلميذه الشيخ محمّد رضا فكتب الجوابات
بأمر شيخه وفرغ عنها في (١٣٣٧هـ) وقد رأيت النسخة بخطّه.
جوامع
الحكم وعوالم العلم والأمم
؛ وهو مصنّف كبير زهاء عشرين ألف بيت في فنون شتّى من التاريخ وعلوم الفلك وأحوال البلدان
ووقائع الأيّام والسنين وتراجم العلماء والرجال وبعض العلوم الغريبة ، وله فهرس
مبسوط ، رأيت النسخة بخطّه لكن الأسف أنّه أحرق منه بعض الحواشي وجملة من صفحاته الأواخر.
الحجة
الكافية في تعيين الفرقة الناجية
؛ وهو من كتب علم الكلام ، والعقائد.
الخيرات
الحسان في تفسير القرآن ؛ يوجد بخطّه في مكتبته.
الخيرات
الحسان في ما ورد من آي القرآن في فضل سادة بني
__________________
عدنان
؛ ذكر الحسيني : «إنّه رآه عند ابن المؤلّف في العراق».
الدرّة
المضيئة في الردّ على الشيخية
؛ رأيت النسخة بخطّه عنده في النجف.
ديوان
الغرّاوي ؛ وله أكثر من ديوان ، منها محاسن الكواعب
، يأتي.
ذخائر
فصل القضا في فضل الإمام المرتضى.
رسالة
أحسن الحديث في المواريث
؛ ألّفها (١٣٤٩هـ).
رسالة
في أربعين حديثاً ؛ رأيتها عنده في النجف.
الزاد
المدّخر في شرح الباب الحادي عشر
؛ ألّفه في (١٣٤٩ هـ) رأيته بخطّه ، وترجمته في النقباء (ص ٧٦٧) وذكرت بعض تصانيفه.
الزهر
الفائق في شرح مقدّمة الحدائق
؛ ألّفه في (١٣٣١هـ) ؛ كما كتبه بخطّه عليه.
زهرة
العوالم في نظم أصول المعالم
؛ نظمه (١٣٢٩هـ) ، كما حدّثنا
__________________
به.
سبيل
الرشاد في المواعظ المعاصر
؛ ألّفه (١٣٣٠ هـ).
شرح
المعتبر ؛ تأليف المحقّق الحلّي في الفقه. في ثلاث
مجلّدات ، رأيته عنده بخطّه.
سعادة
الأنام ؛ طبع في المطبعة العلمية (١٣٧٦هـ) ح
الربع ٢٣٢ ص.
شرح
الهداية للصدوق ؛ أوّله (الحمد لله الذي
لا شبه له فيماثله) فرغ منه سنة (١٣٥٥هـ) ، رأيته عنده بخطّه ، واسم كتاب الصدوق الهداية بالخير
وهو في الأصول والفروع.
الشعلة
الفورية في ردّ الشيخية ؛ رأيته بخطّه ألّفه
سنة (١٣٣٠هـ).
شفاء
الصدور ؛ في الآداب المستحبّة والأخلاق مختصر ،
رأيته عنده بخطّه.
شفاء
القلوب في تنزيه الأنبياء من الذنوب
؛ ألّفه سنة (١٣٢٧هـ).
__________________
صحيفة
الأمان في أحوال صاحب الزمان
؛ رأيته عند المؤلّف.
طريق
الوصول إلى علم الأصول.
العرى
العاصمة في تفضيل الزهراء فاطمة
؛ ألّفه في (١٣٢٩هـ)
، وتوجد نسخة عند ورثته تأليفها سنة (١٣٤٩هـ).
العوائد
النحوية في تفسير نظم الألفية
؛ ألّفه في (١٣٢٩هـ).
اللبّ
اللباب في غريب الحديث والكتاب
؛ في ثلاث مجلّدات ، فرغ من مجلّده الثاني في (ع ١ ـ ١٣٥٦هـ) وشُغِل بالثالث ، وقد
أتمّه ، ويذكر في كلّ لفظ جميع مرادفاته.
اللمع
الغروية ؛ في النحو ، ألّفه في (١٣٢٢هـ).
لوامع
الغرر ؛ منظومة في المواريث ، نظمها في (١٣٥٥هـ).
محاسن
الكواعب ؛ ديوان للشيخ ، جمعه (١٣٢٥هـ).
__________________
معرفة
الأحوال في علم الرجال ؛ ألّفه سنة (١٣٣٠هـ)
رتّبه على صنفين : الأوّل : الصحاح ، والثاني : في الموثّق والضعاف ، له أصدق المقال
الذي رتّبه على ترتيب أصحاب الأئمّة عليهمالسلام
مثل رجال
الشيخ ، وزاد عليه فوائد أُخر ، مثل باب من لقي
منهم اثنين أو ثلاثة أو أربعة وغير ذلك ، وألّفه بعد معرفة الأحوال.
موهبة
الرحمن في تفسير القرآن ؛ ألّفه سنة (١٣٤٩هـ).
نصيحة
الضالّ ؛ في الإمامة ، ألّفه (١٣٢٥هـ)
، قام بتحقيقه الدكتور عادل النصراوي ، عام (٢٠١٣م) ، وأهداني نسخة منه.
نفائس
التذكرة في شرح التبصرة ؛ شرع فيه (١٣٢٨ هـ)
وخرّج منه ١٢٥ كراسة.
النور
الوافي ، تهجئة أحاديث الكافي
؛ خرّج منه مجلّد لأصول
الكافي مرتّباً أحاديثه على حروف الهجاء (آ ـ ى)
نظير الجامع
الصغير للسيوطي ، وتعرّض لذكر الإمام المروي عنه
، ولبيان صفة السند من الصحّة والضعف وغيرهما.
__________________
الوِرْق
الصادحة في فضل سورة الفاتحة
؛ ألّفه (١٣٤٩ هـ).
هذا المخطوط :
هو عبارة عن محاورة متخيّلة بين الفقر والغنى
، ألّفها لأهل الدورق ، لما كانوا يعانونه من فقر مدقع ؛ فكانت هذه الرسالة مواساةً
لهم ، وترويحاً ، وقد استشهد رحمهالله
بآيات قرآنية ، وأحاديث نبوية شريفة ، وبما ورد عن أئمّة أهل بيت العصمة ؛ كما استشهد
بكلام أمير المؤمنين ، والإمام السجّاد ، والإمامين الباقر والصادق ، والإمام الكاظم
عليهمالسلام
بربط فنيّ جميل ؛ فهذه المحاورة الأدبية المتخيّلة بين الغنى والفقر ذكرها الشيخ الغرّاوي
، بأبهى صورة من صور النسج الأدبي الرصين ، بربط بلاغي ، بديعي ، لغوي بمنتهى
الروعة ؛ فبعد أن أدلى الغنى بحججه القوية والدامغة ردّ الفقر عليه بالمثل ،
مستنداً إلى مواضع الأدلّة نفسها وزاد عليها ، وبعدها ردّه الغنى وهكذا حصلت
الحكومة (القوّة المتخيّلة) أو المتصرّفة التي إن كان تصرّفهما بتدبير العقل سمّيت
مفكّرة وإن كان بتدبير الوهم سمّيت متخيّلة التي اعتذرت بأن جعلت الأمر للقوّة العاقلة
، التي هي الفصل لا الهزل ، وقد قبل (الغنى والفقر) الحكم بينهما وخرجا راضيين ، فقال
في الختام لهما : وأنتما إذا تأمّلتما فيما ذكرته لكما من الأخبار تجدانها ظاهرة فيما
ذكرته لكما وعلى ما استفدته منها وبيّنته
__________________
تنزل عمومات حججكما ويتّضح
لكما دلالة الخاصّ منها على ما قلته لكما وفيكما فأنتما لو خُلّيتما ونفسيكما التي
أوجدها الله سبحانه محمودان جيّدان نقيّان وكذلك تكونان ممدوحين محبوبين عند الله سبحانه
من الجهة الأولى التي تعروكما من حيث فعل المتّصف بكما ، نعم تكونان مبغوضين مذمومين
ممقوتين عند الله تعالى وعند غيره من أرباب البصائر من الجهة الثانية التي لحقتكما
من جهة فعل المتّصف بكما.
وبهذا الكلام ختم الغرّاوي كلامه ، في صورة
رائعة ، تفرّد بها ، وانماز بين أقرانه ، فهو شاعر كبير ، ونيقد بصير ، من يقرأ شعره
يظنّ أنّه يقرأ شعر شاعر من العصور المتأخّرة ، أمّا عن المنطقة التي كتب بها هذه المقطوعة
الأدبية ؛ فهي (الدورق) ، وإليها ينتسب خلق كثير.
الدّورق :
جاء في معجم البلدان
«دورق : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وراء بعدها قاف : بلد بخوزستان ، وهو قصبة كورة
سرق يقال لها دورق الفرس ، قال مسعر بن المهلهل في رسالته : ومن رامهرمز إلى دورق تمرّ
على بيوت نار في مفازة مقفرة فيها أبنية عجيبة ، والمعادن في أعمالها كثيرة ، وبدورق
آثار قديمة لقباذ بن دارا ، وبها صيد كثير إلاّ أنّه يتجنّب الرعي في أماكن منها لا
__________________
يدخلها بوجه ولا بسبب
، ويقال إنّ خاصّية ذلك من طلسم عملته أم قباذ لأنّه كان لهجاً بالصيد في تلك الأماكن
، فربّما أخلّ بالنظر في أمور المملكة مدّة فعملت هذا الطلسم ليتجنّب تلك الأماكن ،
وفيها هوامٌّ قتالة لا يبرأ سليمها ، وبها الكبريت الأصفر البحري ، وهو يجري الليل
كلّه ، ولا يوجد هذا الكبريت في غيرها ، وإن حمل منها إلى غيرها لا يسرج ، وإذا أتي
بالنار من غير دورق واشتعلت في ذلك الكبريت أحرقته أصلاً ، وأمّا نارها فإنّها لا
تحرقه ، وهذا من طريف الأشياء وعجيبها لا يوقف على علّته ، وفي أهلها سماحة ليست في
غيرهم من أهل الأهواز ، ...وهي مدينة وكورة واسعة ، وقد نسب إليها قوم من الرواة ،
منهم : أبو عقيل الدورقي الأزدي التاجي واسمه بشير بن عقبة يعدّ في البصريّين ، سمع
الحسن وقتادة وغيرهما ، روى عنه مسلمة بن إبراهيم الفراهيدي وهشيم ويحيى بن سعيد القطّان
وغيرهم ، وأبو الفضل الدورقي ، سمع سهل بن عمارة وغيره ، وهو أخو أبي علي الدروقي ،
وكان أبو علي أكبر منه ، ومحمّد بن شيرويه التاجي الدورقي أبو مسلم ، روى عنه أبو بكر
بن مردويه الحافظ الأصبهاني ، وقد نسب قوم إلى لبس القلانس الدورقية ، منهم : أحمد
بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح أبو عبد الله الدورقي أخو يعقوب ، وكان الأصغر ،
وقيل : إنّ الإنسان كان إذا نسك في ذلك الوقت قيل له دورقي ، وكان أبوهما قد نسك فقيل
له دورقي فنسب ابناه إليه ، وقيل : بل كان أصله من دروق ، روى أحمد عن إسماعيل بن علية
ويزيد بن هارون ووكيع وأقرانهم ، روى عنه أبو يعلى الموصلي وعبد الله بن
محمّد البغوي ، توفّي
في شعبان سنة (٢٤٦هـ).
والدورق : مكيال للشراب ، وهو فارسي معرّب
، ..».
وفي الروض المعطارة
: «دورق : كور الأهواز ، .. ينسب إليها أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي
... ودورق أيضاً موضع بالبصرة وإليه ينسب بعضهم أبا يوسف هذا».
دراسات سابقة في الموضوع
نفسه :
لأهمّية هذا الموضوع ؛ ولكون الغنى والفقر
من المسائل التكوينية الوجودية لا يرتفعان ولا يجتمعان
، التي يبتلى بها الخلق من غير استثناء ، ظهرت كتابات ناضجة تحكي المنازعة بين ضدّين
متنافرين ولكن مجسّمين لهما لسان ومنطق وتفكير ، هذان الشخصان المجسّمان (الغنى والفقر)
، مرتبطان بأمر غاية في الأهمّية وهو (المال) ونقيضه (اللامال) اذا صحّ التعبير ،
وهو مورد المدح والذمّ ، مورد الخير والشر ، مورد النزاع والتراضي ، مورد القتل وإحياء
النفس ، مورد الحبّ والكره ، مورد الحرب والسلام ، وما شئت
__________________
فعبّر عن المال ؛ ولأن
أكثر النماذج ابتلاءً هم المؤمنون ومنهم العلماء فقد دأب الأدباء منهم إلى تكوين محادثات
متصوّرة بين هذين المتنافرين اللذين لا يجتمعان أبداً ، وقد ذكر الآلوسي في روح المعاني
: «.. وينجرُّ الكلام إلى مسألة تفضيل الفقير الصابر على الغني الشاكر ، وهي مسألة
طويلة الذيل قد ألّفت فيها الرسائل»
ومن هذه الرسائل :
الرسالة
الأولى : شرف الفقر على الغنى
، لأبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الكلاباذي المتوفّى سنة (٣٤٠هـ).
الرسالة
الثانية : شرف الفقراء المتحقّقين على الأغنياء المنفقين
، محمّد بن خفيف بن اسكفشاذ الضبّي مولاهم ، الشيرازي الأصل (أبو عبد الله) ، صوفي
مشارك في بعض العلوم ، توفّي في ٢٣ رمضان (٣٧١هـ) ، من مؤلّفاته الكثيرة ، شرح الفضائل ، الفصول
في الأصول ، جامع الإرشاد ، وفضل التصوّف.
الرسالة
الثالثة : تفضيل الفقير الصابر على الغني الشاكر
، لأبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي التميمي الشافعي المتوفّى سنة (٤٢٩هـ)
، له مصنّفات عدّة منها : إبطال
القول بالتولّد ، بلوغ المدى في أصول الهدى
،
__________________
تأويل
متشابه الأخبار ، التحصيل في الأصول ، تفسير القرآن
، وغيرها.
الرسالة
الرابعة : تحفة الدهر في المناظرة بين الغنى والفقر
لسبط الشهيد الثاني ت (١٠٣٠هـ)
، وقد عثرت على أقدم ما عنّ لي من هذه المنافرات منافرة مكتوبة لمحمّد بن الحسن بن
زين الدين العاملي (٩٨٠ ـ١٠٣٠ هـ) في مقطوعته الرائعة تحفة الدهر في المناظرة
بين
الغنى والفقر
، وقد ذكرها سبطه علي بن محمّد بن الحسن بن زين الدين العاملي في كتابه الدرّ المنثور من المأثور
وغير المأثور في المجلّد الثاني من
(الصحيفة ٥٥٧ إلى ٥٥٨) بتحقيق منصور الإبراهيمي ، طبعة مركز إحياء التراث الإسلامي
، الطبعة الأولى ، (٢٠١٢م) ، أوّلها (الحمد لله فكلّ من سواه فقير ، المتنزّه بكماله
عن الشبيه والشريك والنظير والظهير ..) وفي آخرها (نجزت الرسالة الموسومة بـ : (تحفة
الدهر في المناظرة بين الغنى والفقر ، في ساعات يسيرة ولعلّها في الجملة غير حقيرة
، ...).
الرسالة
الخامسة : شرف الفقراء وبيان أنّهم الأمراء
، لمحمّد بن أبي
__________________
الحسن البكري ، الصدّيقي
الشافعي ، محدّث ، أخباري ، من آثاره : تأبيد المنّة بتأييد أهل
السنّة
ألّفه سنة (٩٦٢ هـ) ، وهو كان حيّا هذه السنة ، الجوهر
الثمين
من كلام سيّد المرسلين
، الأحاديث
المحذّرة ، له ديوان شعره.
الرسالة
السادسة : رسالة في المحاكمة بين الغنى والفقر
، بعد افتحام كلّ منهما على صاحبه بذكر مناقبه وذكر معائب عدوّه ومثالبه ، للسيّد محمّد
ابن السيّد علي بن السيّد حيدر الموسوي العاملي المتوفّى (١١٣٩هـ) في مكّة
المكرّمة
، وهذه الرسالة تشهد بعلوّ كعبه في البلاغة والفصاحة وحسن العبارة والملاحة على ما
يضيق على غيره فيه المساحة.
الرسالة
السابعة : المفاخرة بين الغنى والفقر
، للسيّد محسن الأمين العاملي (ت١٣٧١هـ الموافق ١٩٥٢م) ، صاحب أعيان الشيعة
، وقد ذكره في ضمن مؤلّفاته.
وغيرها ممّا يطول المقام بذكرها.
منهج التحقيق ووصف المخطوط
:
منهج التحقيق :
لقد قمت بتحقيق هذه الرسالة (حكومة الفكر
الحرّ) ، على نسخة خطّية
__________________
بخطّ المؤلّف ؛ وذلك باتّباع
عدد من الخطوات ، أجملها :
١ ـ قمت بنقل المخطوط إلى الخطّ القياسي
الحديث.
٢ ـ النسخة الأصل والتي كانت مدار البحث
، قمت بضبطها قدر المستطاع.
والجدير بالذكر أنّ النسخة الأصل هي النسخة
التي أتمّ المؤلّف الفراغ منها ؛ يقول في نهايتها : (وقد وقع الفراغ من تحرير هذه الرسالة
وتأليفها بقلم مؤلّفها العبد الآثم محمّد الرضا ابن القاسم الشهير بالغرّاوي في دار
الحاج أحمد ابن الحاج فضيل من أرض الدورق في يوم الثلاثاء اليوم الثامن من شهر صفر
من شهور سنة الألف والثلثمائة والسابعة والسبعين من الهجرة النبوية) ، فتكون سنة التأليف
(١٣٧٧هـ).
٣ ـ خرّجت الآيات القرآنية الواردة في متن
المخطوط ، أو التي ذُكرت استدلالاً.
٤ ـ لم أترجم لكلّ الأعلام وعزفت عن ترجمة
حياة الأئمّة ؛ فهم أغنياء عن التعريف ، وترجمت لمن أجد في نفسي أنّه علم مغمور.
٥ ـ خرّجت الروايات ـ التي استشهد بها الشيخ
، أو استدلّ بها ـ من كتب الحديث والمسانيد والمجاميع الحديثية ، وأشرت إلى الفارق
بين الروايات في الهامش.
٦ ـ علّقت على بعض الكلام الذي ذكره الشيخ
رحمهالله
، توضيحاً ، أو موافقة ، أو تخريجاً.
٧ ـ أشرت إلى نهاية كلّ صحيفة من النسخة
الأمّ بالرمز (/) ثمّ رقم الصحيفة ، هكذا (/١) ، (/٢).
٨ ـ قمت بتشكيل (تحريكه بالحركات ، الفتحة
والضمّة والكسرة) والسكون ، ليتّضح المعنى من جهة ، وليكون بحلّة جميلة من أخرى.
وصف المخطوطة :
اعتمدت بالتحقيق على النسخة الخطّية الوحيدة
التي بيد المؤلّف ، والنسخة الأمّ ، عدد صحائف هذه النسخة ثماني عشرة صحيفة ، وهي مكتوبة
بالخطّ الفارسي ، وحجم الصحيفة من القطع الكبير جدّاً ، طول الصحيفة (٢٩سم) ، وعرضها
(٢١سم) ، ما خلا الصحيفة الأولى والأخيرة ، فيها نظام التعقيبة ، وهي تحتوي على صحيفة
عنوان ؛ أوّلها (الحمد لله العليم القدير والحكيم الخبير الذي جعل الغنى والفقر آيتين
من آياته) ، وآخرها (وأسأل سبحانه العفو عمّا اقترفته من الذنوب والخطايا بكرمه وعفوه
وبحرمة نبيّنا محمّد وآله الأئمّة الطاهرين صلّى الله عليه وعليهم أجمعين ، من الآن
إلى قيام يوم الدين).
وقد حصلت عليها من مكتبة (نصيحة الضالّ ،
في الإمامة) لنجل المصنّف حجّة الإسلام الشيخ جاسم الغرّاوي (١٣٢١هـ ـ ١٣٩٤هـ) ، ومن
عائلته وحفيده الشيخ رافد الغرّاوي وفقهم الله تعالى.
مع العلم أنّ رقمها في المتحف العراقي (١٣٢٩٢)
، وهي غير موجودة فيه.


رِسَالَةٌ
فِي حُكُومَةِ الفِكْرِ
الحُرِّ فِي مُخَاصَمَةِ الغِنَى والْفَقْرِ
للحَقِيرِ مُحمَّدِ الرِّضَا
الغَرَّاويِّ (عفَا اللهُ عنْهُ)
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ
الرَّحِيمِ
وبِهِ نسْتَعِينُ
الحَمْدُ للهِ العَلِيمِ القَدِيرِ والْحَكِيمِ
الخَبِيرِ الذِي جعَلَ الغِنَى والفَقْرَ آيتَينِ مِنْ آيَاتِهِ ، ودَلِيلَينِ دَالَّينِ
عَلَى استِقَامَةِ نِظَامِ مخْلُوقَاتِهِ ؛ ليتَّخِذَ بعضُهُمْ بعْضاً سِخْرِيّاً فِي
مآرِبِهِ وَحاجَاتِهِ ، ويُصِلحَ بهِمَا أَحْوالَهُمْ وشُؤونَهُمْ ، ويُنَظِّمَ فِيهِمَا
أُمُورَهُمْ ، ويخْتَبِرَ بالمَوْتِ والْحَياةِ طَاعَتَهُمْ لَهُ ومَعْصِيَتَهُمْ ؛
فَصَارا مِحْنَةً وفِتْنَةً لَهُمْ ؛ ليَعْرِفَ أَمْثالُهُمْ شَقَاوَتَهُمْ وسَعَادَتَهُمْ.
وَالصَّلَواتُ التَّامَّةُ الزَّاكِيَةُ
والتَّحيَّاتُ العَامَّةُ النَّامِيَةُ عَلَى أَشْرِفِ برَيَّتِهِ وأفْضَلِ خَلِيقَتِهِ
نَبِيِّنا الْمَحْمُودِ الأَحْمَدِ ، وَالرَّسُولِ الْمُسدَّدِ ، الْمُصْطَفَى مُحمَّد
، الذِيْ أَرْسَلَهُ بالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ؛ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ
، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، وعَلَى آلِهِ الطَّيّبينَ الأَخْيارِ ، الأَئِمَّةِ
الأَبْرَارِ ، والسَّادَةِ الأَطْهَارِ ؛ عَلَيهِمْ أَفْضَلُ صَلَواتِ المَلِكِ الْجَبَّارِ
مَا اخْتَلَفَ اللَيْلُ والنَّهَارُ مِنَ الآنَ وقَبْلَ الآنِ وبَعْدَ الآنِ إِلَى
قِيَامِ يَومِ الدِّينِ ...
وَبَعْدُ ؛
فَيَقُولُ الْمُحْتَاجُ إِلَى عَفْوِ رَبِّهِ
الدَّائِمِ ، العَبْدُ الآثِمُ مُحَمَّدُ الرِّضَا ابْنُ القَاسِمِ
الشَّهِيرِ بـ : (الْغَرَّاويِّ)
وَفَّقَهَ اللهُ تَعَالَى لِصَالِحِ الأَعْمَالِ ، وجَنَّبَهَ الخَطَأَ والزَّلَلَ
بالأَقْوَالِ ، والأَفْعَالِ وحَشَرَهُ مَعَ مُحَمَّد وآلِهِ أُولِي الفَضائِلِ وَالأَفْضَالِ
، ونَجَّاهُ فِي يَومِ مَعَادِهِ مِنْ فَظَائِعِ الأَهْوَالِ :
لَـمَّا أَنَاخَتْ بِي مَطَايَا السَّفَرِ
بِأَرْضِ الدَّوْرَقِ ، وَأَلْقَيْتُ رَحْلَ السَّيْرِ عَنْهَا فِي دَارِ الرَّجُلِ
المُوفَّقِ ، وجُعَيفَرِ الْجُودِ المُدَفَّقِ ، المُهَذَّبِ الأَمْجَدِ جَنابِ الحَاجِّ
أَحْمَدَ
، وَكَانَ فِي كُلِّ سَنَة مَقَرِّي وَقَرَارِي لَدَيْهِ ، وَنُزُولِي ونُزُلِي عَلَيْهِ
، ألَّفْتُ بِتَوْفِيقِ اللهِ لِي وفَضْلِهِ عَلَيَّ فِي مُدَّةِ خُلُودِي إِلَيهِ
كِتَابَ : مُدِرُّ
الْعَبَراتِ فِي ذِكْرِ وَفَياتِ النَّبىِّ
((صلى الله عليه وآله)) وآلِهِ
الأئمَّةِ الهُدَاةِ
، وَكِتَابَ : فَوَائِدُ
الأَسْفَارِ فِي أَسْمَاءِ بَعْضِ النَّباتَاتِ وَالأَشْجَارِ
، وَفَرَغْتُ وَللهِ الحَمْدُ وَالشُّكْرُ مِنْ تَأْلِيفِهِمَا وتَحْرِيرِهِمَا وتَدْوِينهِمَا
، فَمَضَتْ عَلَيَّ عِدّةُ أَيَّام مَعْدُودَات ، مُتَشَاغِلا أَيْضاً بِتَعْلِيمِ
بَعْضِ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ لِمَنْ يَحْضَرُنِي ، أَوْ أَحْضُرُ عِنْدَهُ ،
وَإِلْقَاءِ بَعْضِ الْمَوَاعِظِ وَالإِرْشَادَاتِ عَلَيهِمْ ، وَبَثِّ جُمْلَة مِنْ
فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ عليهمالسلام
إِلَيهِمْ فِي بَعْضِ الْكَلِمَاتِ ؛ إِذْ عَرَضَ لِي فِي صَحَائِفِ الْفِكْرِ وَالبَالِ
تَخَيُّلُ مُنَازَعَة بَيْنَ الفَقْرِ والغِنَى وَقَعَتْ ، وَمُخَاصَمَة مَشْهُورَة
قَدْ ثَارَتْ لَدَيْهِمَا وَصَدَرَتْ ؛ نَظَراً إِلَى
__________________
تَضَادِّ اسمَيْهِمَا
، واخْتِلافِ أَثَرَيهِمَا ، وَتَنَاقُضِ أَفْعَالِ المُتَحلِّي بِهِمَا ؛
فَاسْتَحْسَنْتُ تَحْرِيرَهَا وَبَيانَها لأوْلِي الفَهْمِ والْمَعْرِفَةِ حِينَما
بِبَالِي خَطَرَتْ.
فَشَرَعْتُ بِتَوْفِيقِ اللهِ تَعَالَى باِخْرَاجِهَا
مِنْ خِزَانَةِ الْخَيَالِ إِلَى عَالَمِ الوُجُودِ ؛ مُسْتَعِيناً بِمُفِيضِ الْوُجُودِ
عَلَى كُلِّ مَوْجُود ؛ وَسَمَّيْتُهَا بِـ : حُكُومَةُ الْفِكْرِ الْحُرِّ فِي مُخَاصَمَةِ
الْغِنَى وَالْفَقْرِ ؛ رَاجِياً مِنَ الرَّبِّ
الْمَعْبُودِ الْعَفْوَ عَنِ الزَّلَلِ والْخَطَأِ وَالخَطَلِ ؛ إِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
، وَهَذا أَوَانُ الشُّرُوعِ فِيهَا.
اِعْلَمْ
: أَنَّهُ قَدْ سَنَحَتْ خَلْوَةٌ لِلقُوَّةِ المُتَخَيِّلَةِ ذَاتَ لَيْلَة فِي دَارِ
المُؤَيَّدِ بِالحَقِّ الْحَاجِّ أَحْمَدَ ابْنِ الحَاجِّ فُضَيل التِي هِيَ بِأَرْضِ
الدَّوْرَقِ ، واتَّسَعَ خَيالُهَا للْغَايَةِ ، وَبَلَغَ فِي الاتِّسَاعِ مَدَى النِّهَايَةِ
، وَقَدْ أَخَذَ بِالاتِّسَاعِ إِلَى أَنْ عَمَّ نَواحِي مَا بِحَضْرَتِهَا مِنَ البِقَاعِ
؛ فتَمَثَّلَ لَدَيْهَا خَيَالاَنِ ، وتَسوَّرَا مِحْرَابَهَا كَأَنَّهُمَا شَخْصَانِ
مُتَمثِّلانِ ، بَيْدَ أنَّ أَحَدَهُمَا أَمْثلُ مِنَ الآخَرِ هَيْأَةً وَشَكْلا ،
وَهُمَا مُخْتَلِفَا الاسْمِ والمُسَمَّى ، وَمُتَضادَّا اللَفْظِ والْمَعْنَى ؛ فأَوْجَسَتْ
مِنْهُمَا خِيفَةً ، وخُيِّلَ لَهَا أَنَّهُما قَالاَ : مَا هَذَا الفَزَعُ؟! نَحْنُ
خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْض بِالكَلامِ ؛ فَمَثُلْنَا لِلْحُكْمِ بَيْنَنَا
بِالحَقِّ ؛ فَأفَضْتُ عَلَيهِمَا السُّؤالَ عَنِ اسمَيْهِمَا ، وَالتَّعَرُّفِ بِمَ
كَانَتْ خُصُومَتُهُمَا؟ فَأَجَابَ
أَحَدُهُمَا
، وَقَالَ
: أَنَا اِسْمِي الفَقْرُ ، وَصَاحِبِي الْمُخَاصِمُ لِي اِسْمُهُ الغِنَى
، وَقَدْ كَادَ بِكَلامِهِ مَعِي أَنْ يُلْبِسَنِي ثَوْبَ الذُّلِّ والْعَناءِ ، وَلَمْ
يَزَلْ يَسْلُكُ مَعِي مَسْلَكَ الْعَارِ وَالافْتِخَارِ ، حتَّى فَرَمَتْ مَقَالَتَهُ
بِجَمِيعِ قِوَايَ فِيَّ
__________________
الْغَضَبِ النَّارُ ،
وَشَهِدْتُ ألاَّ يَقِرَّ لِي القَرَارُ ، وَكُلَّمَا أُدْلِي لَهُ بِحُرْمَةِ الخِصَامِ
مِنْ لَطِيفِ الْكَلامِ ، يُغْلِظُ لِي مَقَالَهُ عِنَاداً وَاسْتِكْبَاراً ، وَيُمْلِي
عَلَيَّ مَزَايَاهُ سُموّاً وَافْتِخَاراً ، وَقَدْ حَافَ ، وَظَلَمَ ، وَجَارَ ، وَغشَمَ
؛ فَطَلَبْتُ مِنْهُ الْحُضُورَ بِحَضْرَتِكُمْ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ فِي هُوَّةِ الأَسَفِ
والنَّدَمِ وَلاَ يَنْفَعُ حِينئَذ النَّدَمُ ، لِمَنْ قَدْ ظَلَمَ ؛ فَكَأنَّهُ
لَمْ يُحِطْ عِلْماً بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ
عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا * يَا وَيْلَتَى
لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلا)
، وَقَدْ غَفَلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى أَيْضاً : (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ
بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ
لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)
، فهَبَّتِ القُوَّةُ الْمُتَخَيِّلَةُ للْجَوَابِ كَأَنَّهَا نَشِطَتْ مِنْ عِقَال
، وَأَخَذَتْ تُكَرِّرُ بِالسُّؤَالِ ؛ فَقَالَتْ لَهُ : وَمَا الذِي أدْلى بِهِ إِلَيْكَ
، وافْتَخرَ فِيهِ عَلَيْكَ حَتَّى جِئْتَ مِنْهُ مُتَظَلِّماً شَاكِياً ، وَتَطْلُبُ
وَازِراً وَمُحَامِياً؟!! ؛ فَقَالَ
لَهَا : سَلِيهِ عَنْ تَحَقُّقِ مَا قُلْتُهُ
فِيهِ ، وَإِنِّي لَمْ أَقْتَرِفْ كَذِباً فِيْ
__________________
مَا
نَسَبْتُهُ إِلَيْهِ ، وَادَّعَيْتُ بِهِ عَلَيْهِ ، وَسَيَبِينُ لَكِ أَنِّي المَظْلُومُ
لَدَيْهِ ؛ فَالتَفَتَتْ
إِلَى مَنِ اسْمُهُ الغِنَى بَاسِمَةً ؛ فَقَالَتْ
: أَصَحِيحٌ مَا نَسَبَهُ إِلَيْكَ وَادَّعَاهُ عَلَيْكَ؟ فَأجْرى الغِنَى
بِحَضْرَتِهَا كَلاماً كَسَيْلِ الْجَنَّتَينِ
، وَهُوَ عَلَى قَلْبِ الْفَقْرِ أَشَدُّ أَلَماً مِنْ حَزِّ الْمُدَى ، وَوَخْزِ السُّمْرِ
: إِنَّ مَا قُلْتُهُ فِي حَقِّهِ وَبَيَّنْتُهُ مِنْ شَأْنِهِ فِي الظُّهُورِ كَالنُّورِ
عَلَى الطُّورِ بِحَيْثُ لاَ يَرْتَابُ فِي صِدْقِي كُلُّ مَنْ وَعَاهُ سَمْعُهُ ،
وَلاَ يَمُجُّهُ لَوْ تَأَمَّلَهُ طَبْعُهُ ، فَآثَارُهُ عَلَى مَنْ لازَمَهُ ظَاهِرَةٌ
، وَلَوَازِمُهُ لِمَنْ اتَّصَفَ بِهِ بَادِيَةٌ سَافِرَةٌ ، وَنَاهِيكَ دَلِيلا كَافِياً
فِي صَحَّةِ مَا قَدْ قُلْتُ ، وَبُرْهَاناً شَافِياً فِي صِدْقِ مَا بِحْقِّهِ قَدْ
أَبْدَيتُ.
(فِي مَسَاوِي الْفَقْرِ)
مَا رُوِيَ مِنْ قَولِهِ (صلى الله عليه
وآله) : (الْفَقْرُ
هُوَ الْمَوْتُ الأَكْبَرُ)
، وَقَوْلُهُ (صلى الله عليه وآله) أَيْضاً : (الْفَقْر أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)
، وَقَوْلُ إِبْرَاهِيمَ الخَلِيلِ عليهالسلام
عَلَى مَا رُوِيَ عَنِ النَّبىِّ (صلى الله عليه وآله) : (يَا رَبِّ الفَقْرُ إلىَّ
أَشَدُّ مِنْ نَارِ نُمْرُودَ)
لـَمَّا قَالَ لَهُ ـ سُبْحَانَهُ ـ
__________________
فِي مَا أَوْصَى إِلَيهِ
: (يَا
إِبْرَاهِيمُ خَلَقْتُكَ فَابْتَلَيْتُكَ بِنَارِ نُمْرُودَ فَلَوِ ابْتَلَيْتُكَ
بِالفَقْرِ ، وَرَفَعْتُ عَنْكَ الصَّبْرَ فَمَا تَصْنَعُ؟)(
؛ فَأَجَابَهُ عليهالسلام
بِمَا مَرَّ ، ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ : (وَعِزَّتِي وَجَلالِي مَا خَلَقْتُ فِي السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ أَشَدَّ مِنَ الْفَقْرِ)
، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) : (كَادَ الْفَقْرُ أَنْ يَكُونَ كُفْراً)
، وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنينَ عليهالسلام
لاِبْنِهِ الْحَسَنِ عليهالسلام
: (يَا
بُنَي لاَ تَلُمْ إِنْسَاناً يَطْلُبُ قُوتَهُ ؛ فَمَنْ عُدِمَ قُوتُهُ كَثُرَتْ خَطَايَاهُ
، يَا بُنَي الْفَقِيرُ حَقِيرٌ لاَ يُسْمَعُ كَلامُهُ ، وَلاَ يُعْرَف مَقَامُهُ ،
وَلَوْ كَانَ الْفَقِيرُ صَادِقاً لَسَمَّوهُ كَاذِباً ، وَلَوْ كَانَ عَالِماً
لَسَمَّوهُ
جَاهِلا ، وَلَوْ كَانَ زَاهِداً لَسمَّوهُ مَسَّاكاً ، يَا بُنَي مَنِ ابْتُلِيَ بِالفَقْرِ
فَقَدِ ابْتُلِيَ بِأَرْبَعِ خِصَال : بِالضَّعْفِ فِي يَقِينِهِ ، وَالنُّقْصَانِ
فِي عَقْلِهِ ، وَالرِّقَّةِ فِي دِينِهِ ، وَقِلَّةِ الْحَيَاءِ فِي وَجْهِهِ ؛ فَنَعُوذُ
بِاللهِ مِنَ الْفَقْرِ).
فَهَذِهِ جُمْلَةٌ مِنَ الأَحَادِيثِ الْقُدْسِيَّةِ
، وَالآثَارِ النَّبويَّةِ ، وَالأَحَادِيثِ الْمَعْصُومِيَّةِ الْوَارِدَةِ فِي ذَمِّكَ
، وَنَقْصِكَ ، وَالازْدِرَاءِ بِشَأْنِكِ ، وَبِحَالِ مَنْ غَلَّفَتْهُ صِفَتُكَ ،
أَوْ نُسِبَ إِلَيكَ ؛ فَخُذْ هَذَا وَاقْنَعْ بِهِ ، وَلاَ تُحْوِجْنِي إِلَى إِبْدَاءِ
مَا هُوَ أَكْثَرُ
__________________
مِنْهُ ؛ فَإِنَّ قَلِيلَ
الْكَلامِ خَيرٌ مِنْ كَثِيرِهِ ، وَقَدْ رُوِيَ أنَّ خَيْرَ الْكَلامِ مَا قَلَّ وَدَلَّ
، وَقَدْ دَلَّ مَا سَمِعْتُهُ مِنَ الرِّوَايَاتِ بِأَصْرَحِ دَلاَلَة ، وَنَطَقَ
بِأَوْضَحِ مَقَالَة بِمَا فِيكَ مِنَ الْمَعَايِبِ ، وَمُضَافاً إِلَى مَا مَرَّ ـ
وَفِيهِ الْكِفَايَةُ وَالْبَلاغُ ـ أَنَّ الْمَرْئِيَّ بِالعَيَانِ بِحَيْثُ لاَ يَشِكُّ
فِيهِ عَاقِلٌ مِنْ بَنِي نَوْعِ الإِنْسَانِ مَنِ اتَّصَفَ بِكَ أَوْبَقْتَهُ دِينَهُ
، وَأَوْهَنْتَ يَقِينَهُ ، وَأَوْرَدْتَهُ مَوَارِدَ الْهَلَكَةِ ، وَكَمْ مِنْ عَالِم
وَفَاضِل ، وَزَاهِد وَعَابِد ، أَفْسَدْتَ عِلْمَهُ وَفَضْلَهُ ، وَزُهْدَهُ وَعِبَادَتَهُ
وَإِيْمَانَه ، حتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ عَانِياً لَكَ :
كَمْ عَالِم عَالِمٌ أَعْيَتَ
مَواهِبَهُ
|
|
وَجَاهِل جَاهِلٌ تَلْقَاهُ
مَرْزُوقَا
|
هَذَا الذِي تَرَكَ الأَوْهَامَ
حَائِرَةً
|
|
وَصَيَّرَ الْعَالِمَ النِّحْريرَ
زِنْدِيقَا
|
وَقَالَ بَعْضٌ آخَرُ : إِنَّ الفَقِيرَ
إِذَا أَعْرَبَ أَلحَنَ ، وَإِذَا تَطيَّبَ أَنتَنَ ، وإِذَا استَضَافَ يُطْرَدُ ،
وَإِنْ طَلَبَ مِنَ النَّاسِ شَيئاً يُرَدُّ ، لَيْسَ لَهُ عِنْدَهُمْ قَدَرٌ وَلاَ
قِيمَةٌ ، وَلَوْ كَانَ أَعْلَمَهُمْ وَأَزْهَدَهُمْ وَأَعْبَدَهُمْ ، وَكَفَى للْمِتَّصِفِ
بِكَ مَذَلَّةً وَمَهَاَنَةً ، جَعْلُ اللهُ ـ سُبْحَانَهُ ـ لَهُ سَهْماً فِي الصَّدَقَةِ
التِي هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ ؛
__________________
فَقَالَ عَزَّ منْ قَائِل
: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ)
الآية ، وَمَعَ هَذَا ؛ فَقَدْ رَأَيْنَا كَثِيراً مِمَّنْ نُسِبَ إِلَيْكَ ، وَاتَّصَفَ
بِكَ لَمْ يَرْضَ مِنْ رَبِّهِ ، وَلَمْ يَزَلْ يَشْكُوهُ إِلَى خَلْقِهِ بِأَنَّهُ
لَمْ يُعْطِني مِثْلَ خَلْقِهِ ، وَقَتَّرَ عَلَيَّ ، وَحَرَمَنِي ، إِلَى غَيْرِ
ذَلِكَ مِنَ الأَلْفَاظِ الدَّالَّةِ عَلَى نِسْبَتِهِ الظُّلْمَ وَالْجَوْرَ وَالْجَهْلَ
وَالْعَبَثَ إِلَى اللهِ تَعَالَى ، وَتَنَزَّهَ عَنْ ذَلِكَ ؛ بَلْ لاَزِمُ شَكْوَاهُ
الْحَسَدُ لِمَنْ وَسَّعَ اللهُ عَلَيهِ النِّعْمَةَ ؛ فَأَيُّ ذَنْب يَقْتَرِفُ المَنْسُوبُ
إِلَيْكَ أَعْظَمَ مِنْ شَكْوَى الرَّبِّ إِلَى الْمَرْبُوبِ بِعَدَمِ الرِّضَا بِمَا
فَعَلَهُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلالُهُ؟! عَلَى أَنَّهُ زِيَادَةٌ عَلَى ذَلِكَ لَوْ عَرَضَ
لَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ حَرَامٌ مِنْ سُحْت أَوْ رِشْوَة ـ فَضْلا عَنِ الْمُشْتَبَهِ
ـ يَثِبُ عَلَيهِ ؛ فَيَقْضِمُهُ كَمَا تَقْضِمُ الإِبِلُ السَّاغِبَةُ نَبْتَةَ الرَّبِيعِ
؛ بَلْ لَوْ قِيلَ لَهُ نُعْطِيكَ كَذَا وَاشْهَدْ زُوراً عَلَى شَخْص لَشَهِدَ ؛ بَلْ
يَعْتِمدُ عَلَى فِعْلِ البَاطِلِ ، وَيُظْهِرُ الْحُزْنَ وَالأَسَفَ دَائِماً
عَلَى مَا فَاتَهُ مِنْ خَسِيسِ حُطَامِ الدُّنْيَا ، وَعَيْشِهَا الْوَبِيلِ ؛ فَيَعْمَلُ
عَمَلَ أَهْلِهَا الْمَغْرُورِينَ بِهَا ، المُفْتَتَنِينَ بِهَا ؛ فَيَشْهَدُ لَهُمْ
، وَيَحْكُمُ لَهُمْ ، وَيَقُولُ مَا يُرْضِيهِمْ ، وَإِنْ أَسْخَطَ اللهَ تَعَالَى
بِذَلِكَ ، وَيَتَواضَعُ لَغَنيِّهِمْ عَسَى وَلَعَلَّ أَنْ تَرْشِحَ كَفُّهُ عَلَيهِ
بِقَطْرِة مِنْ غِنَاهُ ، وَيُعِينُ الظَّلَمَةَ مِنْهُمْ ؛ بَلْ يَوُدُّ فِي كُلِّ
طَرْفَةِ عَيْن أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ طَمَعاً بِأَنْ يَنَالَ مِمَّا فِي أَيدِيهِمْ
؛ فَيَبِيعَهُمْ دِينَهُ بِأَقلِّ قَلِيل مِنْ دُنْيَاهُمْ ، وَهَلُمَّ جَرَّا إِلَى
أَنْ يَخْرُجَ مِنْ إِيْمَانِهِ وإِسْلامِهِ كَمَا تَخْرُجُ الْحيَّةُ مِنْ ثَوْبِهَا
، وَيَدْخُلُ فِي الْكُفْرِ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُ ، وَهَذَا هُوَ الدَّاءُ الْعِضَالُ
، وَالسُّمُّ القَتَّالُ
__________________
الذِي قَدِ ابْتَلَى بِهِ
كَثِيرٌ مِنْ أَبْنَاءِ هَذَا الزَّمَانِ المُؤْمِنينَ ، الزَّاهِدِينَ ، الْعَارِفِينَ
؛ فَدَخَلُوا ـ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ ـ مَدَاخِلَ السُّوءِ ، وَالضَّلالَةِ ، والظَّلَمَةِ
، والْهَلَكَةَ ؛ فآثَرُوا الدُّنْيا عَلَى الآخِرَةِ ؛ وذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ
الْمُبينُ ؛ فَهَذِهِ آثَارُكَ وَمَزَايَاكَ ، وفِعَالُكَ وَسَجَايَاكَ ؛ فَمَا أَنَا
بِمُذْنِب إِيَّاكَ ، وَلاَ بَعِائِب لَكَ ، وَلاَ بِمُفَتَر
عَلَيكَ ؛ فَكَيْفَ سَاغَ لَكَ أَنْ تَقُولَ بِأَنِّي ظَالِمٌ لَكَ ، وَمُعْتَد عَلَيكَ؟
؛ وَقَدْ قَامَتْ دَلاَئِلِي عَلَيكَ بِالْحَقِّ ، وَشَهِدَتِ الشُّهُودُ لِي مِنَ
الْعَقْلِ والنَّقْلِ بِالصِّدْقِ ، وَمَعَ هَذا فَإِنِّي لَمْ أُبْدِ لِي عَلَيكَ
فَضْلاً ، وَلاَ ادَّعَيْتُ لِي نُبْلاً ، وَلاَ قُلْتُ لِي إِنِّي خَيْرٌ مِنْكَ وَلاَ
أَحْسنُ ، وَإِنْ أَبَيْتَ إلاّ أَنْ أَدُلَّكَ عَلَى عُلُوِّ مَكَانِي ، وَجَلالَةِ
قَدْرِي وَشَأْنِي ؛ فَاسْتَمِعْ لِمَا أَتْلُوهُ عَلَيكَ مِنَ الآثَارِ الْجَمِيلَةِ
، وَالأَوْصَافِ النَّبِيلَةِ ، وَكَيْفَ يَلْبَسُ الْمُتَّصِفُ بِي أَحْسَنَ المَلابِسِ
الْجَلِيلَةِ.
(في مَحاسِنِ الغنى)
فَهَا أَنَا كَمَا قَالَ القَائِلُ : أَكْسُوا
الرِّجَالَ مَهَابَةً وَجَلالا.
بَلْ كَمَا قَالَ أَيْضاً : وَأَنَا السِّلاحُ
لِمَنْ أَرَادَ قِتَالاَ.
__________________
وَسَأُنَبِئُكَ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً
، وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَى سَمَاعِهِ صَبْراً ، وَحَسْبِي وإيَّاكَ صِيتاً
عِنْدَ الْخَلْقِ وَذِكْراً أَنَّ اللهَ ـ جَلَّ جَلالُهُ وَتَقَدَّسَتْ فِعَالُهُ
ـ قَدْ تَمَدَّحَ فِي كِتَابِهِ الشَّرِيفِ وَخِطَابِهِ الْمُنِيفِ بِاسْمِي ، وَكَفَانِي
بِهَذَا فَضْلا وَفَخْراً ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ : (وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً
حَمِيداً)
، وَقَالَ تَعَالَى : (لَهُوَ الْغَنِيُّ
الْحَمِيدُ)
، وَقَالَ سُبْحَانَهُ : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ
أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)
، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى سَمَّاكَ شَرّاً ، وَسمَّانِي خَيْراً ؛ فَقَالَ أَيْضاً
عَزَّ منْ قَائِل : (إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ
هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً)
، وَقَدْ جَعَلَنِي اللهُ تَعَالَى مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ التِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى
عِبَادِهِ ، وَأَكْبَرِ الْـمِنَنِ التِي امْتَنَّ بِهَا عَلَى خَلْقِهِ فِي بِلادِهِ
؛ فَقَالَ ، وَقَوْلُهُ الْحَقُّ : (وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَال
وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)
، وَحَسْبِي أَيْضاً جَلالَةً وَقَدْراً أَنْ جَعَلَنِي ـ جَلَّ وَعَلا ـ مِنَ النِّعَمِ
التِي امْتَنَّ بِهَا عَلَى نَبِيِّهِ الأَكْرَمِ ؛ فَقَالَ :
__________________
(وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى)
، وَأَكْبَرُ مِنْ هَذَا تَمَنِّي النَّبىِّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاودَ عليهالسلام وُجُودِي عِنْدَهُ ؛
فَقَالَ أَيْضاً حَاكِياً ذَلِكَ عَنْهُ : (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي
وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَ يَنْبَغِي لأحَد مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ الْكَرِيمَةِ ، وَإِلَيكَ مَا فِي الْحَدِيثِ
المُسْتَفِيضِ وُرُوداً عِنْدَه (صلى الله عليه وآله) : (نِعْمَ
الْعَوْنُ عَلَى الآَخِرَةِ الْغِنَى)
، وَفِي آخَرَ بَدَلُ الغِنَى (المَالُ)
، وَهُوَ غَيْرُ مُضِرّ ؛ لأَنَّ الْمَالَ آثَارِي ، وَلَوْلاَ وُجُودِي وَنَفَحَاتُ
جُودِي لَمَا قَدِرَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ عَلَى الظَّفَرِ بِثَوابِ القُرْبَانِ ،
وَفِعْلِ المَبرَّاتِ وَالْخَيْرَاتِ ، وإِيْتَاءِ الزَّكَواتِ ، وإِعْطَاءِ الصَّدَقاتِ
، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ بِالنَّفَقَاتِ ، وَدَفْعِ الشَّدَائِدِ المُهِمَّاتِ ، وَقَضَاءِ
الْحَاجَاتِ وإِنْجَاحِ الطَّلِبَاتِ ، وَبَذْلِ المَعُونَاتِ ، وَالسَّيرِ إِلَى الحَجِّ
، وَزِيَارَةِ مَرَاقِدِ الأَئِمَّةِ الهُدَاةِ ، وَبِنَاءِ مَسَاجِدِ العِبَادَاتِ
، وَتَشْييدِ المَدَارِسِ والرِّبَاطَاتِ
، وَتَعْميرِ قُبورِ النَّبىِّ (صلى الله عليه وآله) وآلِهِ عَلَيهِمُ السَّلامُ سَادَةِ
السَّادَاتِ ؛ بَلْ لَمْ يَتَيسَّرْ لَوْلاَ رَشَحَاتِي لِكُلِّ أَحَد فَعَلَ المَثُوبَاتِ
، وَلاَ حَصَل َلهُمْ أَسْنَى البِضَاعَاتِ وَالتِّجَارَاتِ المُتَوَقِّفِ عَلَيْها
وُجُودُ جُلِّ الطَّاعَاتِ ، وَلاَ قَامَ لَهَا فِي هذَا الْعَالَمِ عَمُودٌ ، وَلاَ
__________________
اخْضَرَّ لَهَا مَدَى
الدَّهْرِ عُودٌ ؛ فَاقْنَعْ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ مِنْ ذِكْرِ آثَارِي عَنِ الإِطْنَابِ
، وَلاَ تُحْوِجْنِي إِلَى التَّطْويلِ فِيهَا وَالإِسْهَابِ ؛ فَإنَّ سَدَّ هَذَا
الْبَابِ خَيْرٌ مِنْ فَتْحِهِ عِنْدَ أُوْلِي الأَلْبَابِ ، وَاللهُ الْمُوفِّقُ لَنَا
وإِيَّاك إِلَى سُلُوكِ نَهْجِ الْحَقِّ وَالصَّوابِ.
فَانْبَعَثَ
الْفَقْرُ مُتَكَلِّماً بِكَلام
أَشَدُّ وَقْعاً مِنْ ضَرْبِ الحُسَامِ ، وَآلَمُ
مِنْ سَفَعَاتِ
لَهَبِ الضِّرَامِ ، وَمُوجِّهاً خِطَابَهُ نَحْوَ الغِنَى : أَوَ مَا بَلَغَكَ قَولُهُ
عليهالسلام
الْمَرْوِي عَنْهُ بِطُرُق
مُعْتَبَرَة : (رَحِمَ
اللهُ اِمْرِءاً عَرَفَ قَدْرَهُ ، وَلَمْ يَتَعدَّ طَوْرَهُ)
، وَقَوْلُهُ عليهالسلام
: (الإِنْصَافُ
كُلَّ الإِنْصَافِ مَنْ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ)
، وَقَوْلُهُ عليهالسلام
: (رَحِمَ
اللهُ مَنْ شَغَلَتْهُ عُيُوبُ نَفْسِهِ عَنِ النَّظَرِ فِي عُيُوبِ النَّاسِ)
، وَقَوْلُهُ عليهالسلام
: (رَحِمَ
اللهُ اِمْرِءاً نَظَرَ فِي عُيُوبِ نَفْسِهِ ؛ فَشَغِلَتْهُ عَنِ النَّظَرِ فِي عُيُوبِ
غَيْرِهِ)
، وَقَوْلُهُ عليهالسلام
: (وَيْلٌ
لِمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِ أَخِيهِ
__________________
وَعَثَرَاتِهِ
؛ يُرِيدُ فَضِيحَتَهُ وَهَتْكَهُ بِهَا ؛ أَمَا يَخْشَى أَنْ يَفْضَحَهُ اللهُ بِعَوْرَاتِهِ
وَعَثَرَاتِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ!)
، وَلَقْدَ أَلْجَأْتَنِي إِلَى بَيَانِ مَا وَرَدَ فِي حَقِّكَ مِنَ الْمَذَامِّ ،
وَأُبْدِي لِمَنْ حَلَلْتَ سَاحَتَهُ وَاتَّصَفَ بِكَ وَانْتَسَبَ إِلَيكَ مِنَ الْفَظَائِعِ
العِظَامِ ، وَأُكِيلُ لَكَ بِالصَّاعِ الذِي كِلْتَ لِي فِيهِ ، وَمَا أَنَا عَلَيكَ
بِمُعْتَد ، وَلاَ لَكَ بِظَالِم ؛ لأنَّ الْبَادِئَ أَظْلَمُ ، وَلاَ أَذْكُرُ فِي
هَذَا الشَّأْنِ إلاّ مَا وَرَدَ فِي الذَّمِّ لَكَ ، وَلِمَنِ اتَّصَفَ بِكَ فِي نَصِّ
الْقُرْآنِ ، وَحَدِيثِ فَخْرِ بَنِي عَدْنَانَ ، وَآلِهِ أَئِمَّةِ الْخَلْقِ مِنَ
الإِنْسِ وَالْجَانِّ ، وَكَفَى بِالعَاقِلِ ذَمّاً أَنْ يَنْسَى عُيُوبَ نَفْسِهِ
وَمَساوِئِهَا ، وَيذْكُرَ عُيُوبَ غَيْرِهِ وَمَساوِئِهِ ؛ وَهَلاَّ ذَكَرْتَ مَحَاسِنِي
وَمَحاسِنَ آَثَارِي كَمَا نَسَبْتَ لِي الْعُيوبَ وَالْمَسَاوِئَ ، وَاسْتَطْرَدْتَ
ذِكْرَ مَحَاسِنِ آثَارِكَ ؛ فَلَقَدْ (حَفِظْتَ شَيْئاً وَغَابَتْ عَنْكَ أَشْيَاءُ)
، وَسَيُرِيكَ اللهُ مِنْكَ بِمَا أُلْقِيهِ مِنَ الْمَقَالِ فِي هَذَا الْمَجَالِ
__________________
بِعَوْنِ اللهِ المُتَعاَلِ
؛ فَقَدْ عِبْتَ عَلَيَّ بِمَا وَرَدَ مِنَ التَّعَوُّذِ مِنِّي مَعَ أَنَّكَ مَقْرُونٌ
مَعِي بِذَلِكَ ؛ حَيْثُ قَالَ : (أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فَقْر مُرْد ، وَمِنْ
غِنىً مُطْغ)
، وَقَدْ نَطَقَ الْقُرْآنُ بِأَنَّكَ مَنْبَعُ الْعُتُوِّ وَالطُّغْيَانِ ، وَالتَّمَرُّدِ
والْعِصْيَانِ لِمَنِ انْتَسَبَ إِلَيكَ وَتَحلَّى بِكَ ، قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ
: (إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى* أَنْ رَآَهُ
اسْتَغْنَى)
، وَقَالَ تَعَاَلى : (أَنْ كَانَ ذَا مَال وَبَنِينَ*
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ)
، فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ كَيْفَ أَسَأْتَ صُنْعاً مَعَ مَنِ اقْتَنَاكَ وَحَفِظَكَ ؛
فَتَرَكْتَهُ مُكذِّباً بِآيَاتِ رَبِّهِ ، مُعْتَقِداً أَنَّهَا مِنَ الأَسَاطِيرِ
عَلَى صَفَحَاتِ الطَّوامِيرِ ؛ فَأَخْرَجْتَهُ مِنْ نُورِ الإِيْمانِ إِلَى ظُلْمَةِ
الْكُفْرِ ؛ بَلْ جُلَّ مَنْ جَمَعَ مِنْكَ مَالا وَعَدَّدَهُ ؛ فَقَدِ اسْتَمَدَّ
مِنْكَ مَدَدَهُ ، وَصَيَّرْتَ فِي عِدَادِ أَهْلِ النَّارِ عَدَدَهُ ؛ حَتَّى قَالَ
سُبْحَانَهُ فِي حَقِّهِ : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَة
لُمَزَة* الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ *
كَلاّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ
الْمُوقَدَةُ)
.. إِلَى آخِرِ السُّورَةِ.
وَكَمْ قَدْ أَرْدَى سُكْرُ كَثْرَتِكَ مِنَ
النَّاسِ فِي هُوَّةِ الْمَهالِكِ ، وَأَلْجَأَهُمْ خَمْرُ
__________________
شِرَتِكَ وَبَطَرِكَ للسَّيْرِ
فِي أَضْيَقِ المَسَالِكِ ؛ فَجَعَلْتَ جَمْعاً مِنْهُمْ مِنَ الذِينَ يَخْسَرُونَ
وَلاَ يُفْلِحُونَ ، وَقَوْماً مِنْهُمْ مِنَ الذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ
يُصْلِحُونَ ، وآخَرِينَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَبِنِعَمِهِ يَكْفُرُونَ ، وَبِمَا جَاءَ
بِهِ أَنْبِياؤُهُ وُرُسُلُهُ يُكَذِّبُونَ ، وَقَدْ جَاءَ مِنَ اللهِ فِي وَصْفِهِمْ
إِنَّهُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ، وَكَمْ أَوْقَعْتَ الْعَدَاوَةَ والبغْضَاءَ ، والْحِقْدَ
والْحَسَدَ والشَّحْنَاءَ ، بَيْنَ الْمَرْءِ وأَبِيهِ ، وَأُمِّهِ وَأَخِيهِ ،
وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ، وَعَشِيرَتِهِ التِيْ تَؤْوِيهِ ؛ فَتَفَرَّقُوا بِسَبَبِكَ
أَيْدِي سَبَأ
، وَجَعَلْتَ جَمْعَهُمْ مُفَرَّقاً ، وَنَسِيجَ شَمْلِهِمْ الْقَوِيِّ مُمَزَّقاً
؛ فَهَامُوا فِي بِيَدِ الْقِفَارِ ، وَضَاعُوا فِي مَهَامِهِ السُّهُولِ وَالأَوْعَارِ
، وَقَاسَوْا شَدَائِدَ الْمَخَاوِفِ وَالأَخْطَارِ ؛ فَلا يَوَدُّ أَحَدٌ
مِنْهُمْ أَنْ يَرَى حَمِيمَهُ بِبَصَر ؛ بَلْ يَتَمَنَّى حُلُولَ الْبُؤْسِ فِيهِ
وَالْخَطَرِ ، وَأَنْ لاَ يَبْقَى لَهُ فِي وَجْهِ الأَرْضِ أَثَراً ؛ فَبِهَذِهِ الْفِعَالِ
تَتَمَدَّحُ؟! وَبِهَذِهِ الْخِصَالِ تَتَبَجَّحُ؟! ، وَبِهَذِهِ الآثَارِ عَلَى غَيْرِكَ
تَنْزَحُ؟! كَلاَّ ، ثُمَّ كَلاَّ ، وَلاَ غِرْوَ لَوْ أَضَفْتَ قَوْلَ الأَدِيبِ الْمَاهِرِ
لَمَا قُلْتَ مُؤَيِّداً وَمُؤَكِّداً ، حَيْثُ قَالَ
:
__________________
دَلِيلُكُ أَنَّ الفَقْرَ خَيْرٌ مِنَ
الْغِنَى
|
|
وَأَنَّ قَلِيلَ الْمَالِ خَيْرٌ مِنَ
الْمُثْرِي!
|
لِقَاؤُكَ شَخْصاً قَدْ عَصَى اللهَ
للْغِنَى
|
|
وَلَسْتَ تَرَى شَخْصاً عَصَى اللهَ
لِلْفَقْرِ
|
ومَا بَالُكُ تُزَكِّي نَفْسَكَ بِمَا ذَكَرْتَ
عَلَى غَيْرِكَ ، وَقَدْ غَفَلْتَ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : (فَلا
تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)
، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله)كَمَا قَدْ جَاءَ فِي الْخَبَرِ
الْمُعْتَبَرِ عَنْ تَزْكِيَةِ الْمَرْءِ نَفْسَهُ ؛ بَلْ فِي حَدِيث آخَرَ قَدْ
جَعَلَهُ (صلى الله عليه وآله) مِنَ الإِعْجَابِ بِالنَّفْسِ ، وَالْمُعْجَبُ بِرَأْيِهِ
نَفْسُهُ وَعَمَلُهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.
(فِي مَا وَرَدَ فِي ذَمِّ
الْعُجْبِ ، وَأَهْلِهِ وَالاتِّكَالِ عَلَى الأَعْمَالِ)
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام : (اِنَّ الذَّنْبَ لِلْمُؤْمِنِ
خَيْرٌ مِنَ الْعُجْبِ)
، وَقَالَ عليهالسلام
: (مَنْ
دَخَلَهُ الْعُجْبُ فَقَدْ هَلَكَ)
، وَسَأَلَ عَلِيُّ بْنُ سُويد أَبَا الْحَسَنِ
__________________
الْكَاظِمِ عليهالسلام عَنِ الْعُجْبِ الذِي
يُفْسِدُ الْعَمَلَ ؛ فَقَالَ عليهالسلام
: (الْعُجْبُ
دَرَجاتٌ ؛ مِنْهَا أَنْ يُزيّنَ لِلْعَبْدِ سُوءُ عَمَلِهِ ؛ فَيَرَاهُ حَسَناً ؛
فَيُعْجِبُهُ ، وَيَحْسَبُ أَنَّهُ يُحْسِنُ صُنْعاً ، وَمِنْهَا أَنْ يُؤْمِنَ بِرَبِّهِ
فَيَمُنَّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَللهِ عَلَيهِ فِيهِ الْمِنَّةُ)
، وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ قَدْ صَرّحَتْ بِأَنَّ مِنْ أَنْوَاعِ الْعُجْبِ وَدَرَجاتِهِ
الْمِنَّةَ عَلَى اللهِ ـ سُبْحَانَهُ ـ بِالإِسْلامِ وَالإِيْمَانِ ؛ وَقَدْ بَكَّتَ
اللهُ ـ سُبْحَانَهُ ـ فَاعِلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (قُلْ
لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ
لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
، وَعَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام
، وَقَدْ سُئِلَ عَنْ بَلِيَّةِ أَيُّوبَ عليهالسلام
التِي ابْتُلِيَ بِهَا فِي الدُّنْيَا ؛ لأيِّ عِلَّة كَانَتْ؟ قَالَ عليهالسلام : (لِنِعْمَة أَنْعَمَ اللهُ
عَلَيْهِ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَأَدَّى شُكْرَهَا ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ
لاَ يُحْجَبُ إِبْلِيسُ عَنْ دُونِ الْعَرْشِ ؛ فَلَمَّا صَعَدَ وَرَأَى شُكْرَ نِعْمَةِ
أيُّوبَ حَسَدَهُ إِبْلِيسُ ؛ فَقَالَ : َيا رَبِّ إِنَّ أَيُّوبَ لَمْ يُؤَدِّ إِلَيكَ
شُكْرَ هَذِهِ النِّعْمَةِ إلاّ بِمَا أَعْطَيْتَهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلَوْ
حَرَمْتَهُ دُنْيَاهُ مَا أَدَّى إِلَيكَ شُكْرَ نِعْمَة أَبَداً ؛ فَسَلِّطْنِي عَلَى
دُنْيَاهُ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّهُ لاَ يُؤَدِّي إِلَيْكَ شُكْرَ نِعْمَة أَبَداً ؛
فَقِيلَ لَهُ : قَدْ سَلَّطْتُكَ عَلَى مَالِهِ وَوِلْدِهِ ، قَالَ : فَانْحَدَرَ إِبْلِيسُ
فَلَمْ يُبْقِ لَهُ مَالا وَلاَ وَلَداً إلاّ أَعْطَبَهُ ، فَازْدَادَ أَيُّوبُ للهِ
شُكْراً وَحَمْداً ؛ فَقَالَ : فَسَلِّطْنِي عَلَى زَرْعِهِ يَا رَبِّ ، قَالَ : قَدْ
فَعَلْتُ ، فَجَاءَ مَعَ شَيَاطِينِهِ فَنَفَخَ فِيهِ فَاحْتَرَقَ ، فَازْدَادَ أَيُّوبُ
للهِ شُكْراً
__________________
وَحَمْداً
؛ فَقَالَ : يَا رَبِّ سَلِّطْنِي عَلَى غَنَمِهِ ، فَسَلَّطَهُ عَلَى غَنَمِهِ ؛ فَأَهْلَكَهَا
فَازْدَادَ أَيُّوبُ للهِ شُكْراً وَحَمْداً ؛ فَقَالَ : يَا رَبِّ سَلِّطْنِي عَلَى
بَدَنِهِ ؛ فَسَلَّطَهُ عَلَى بَدَنِهِ مَا خَلا عَقْلَهُ وَعَيْنَيْهِ ؛ فَنَفَخَ
فِيهِ إِبْلِيسُ ؛ فَصَارَ قُرْحَةً وَاحِدَةً مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ ؛ فَبَقِي
فِي ذَلِكَ دَهْراً طَوِيلا يَحْمَدُ اللهَ وَيَشْكُرُهُ حَتَّى وَقَعَ فِي بَدَنِهِ
الدُّودُ ، وَكَانَتْ تَخْرُجُ مِنْ بَدَنِهِ فَيَرُدَّهَا ، وَيَقُولُ لَهَا : ارْجِعِي
إِلَى مَوْضِعِكِ الذِي خَلَقَكِ اللهُ مِنْهُ ، وَنَتَنَ حَتَّى أَخْرَجَهُ أَهْلُ
الْقَرْيَةِ مِنَ الْقَرْيَةِ ، وَأَلْقَوهُ عَلَى المَزْبَلَةِ خَارِجَ القَرْيَةِ
، وَكَانَتِ امْرَأتُهُ رَحِمَةُ بِنْتَ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ وَعَلَيْهَا تتَصَدَّقَ مِنَ النَّاسِ
وَتَأْتِيهِ بِمَا تَجِدُهُ ، قَالَ : فَلَمَّا طَالَ عَلَيهِ الْبَلاءُ ورَأَى إِبْليسُ
صَبْرَهُ أَتَى أَصْحَاباً لَهُ كَانُوا رُهْبَاناً فِي الْجِبَالِ وَقَالَ لَهُمْ
: مُرُّوا بِنَا إِلَى هَذَا الْعَبْدِ الْمُبْتَلَى فَنَسْأَلَهُ عَنْ بَلِيَّتِهِ
؛ فَرَكِبُوا بِغَالا شُهُباً وَجَاؤُوا ؛ فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ نَفَرَتْ بِغَالُهُمْ
مِنْ نُتْنِ رِيحِهِ ، فَقَرَنُوا بَعْضاً إِلَى بعْض ثُمَّ مَشَوْا إِلَيهِ ، وَكَانَ
فِيهِمْ شَابٌّ حَدَثُ السِّنِّ ؛ فَقَعَدُوا إِلَيهِ فَقَالُوا : يَا أَيُّوبُ لَوْ
أَخْبَرْتَنَا بِذَنْبِكَ لَعَلَّ اللهَ كَانَ يُهْلِكُنَا إِذَا سَأَلْناهُ ، وَمَا
نَرَى ابْتِلاءَكَ بِهَذَا البَلاءِ الذِي لَمْ يُبْتَلْ بِهِ أَحَدٌ إلاّ مِنْ أَمْر
كُنْتَ تَسْتُرُهُ ؛ فَقَالَ أَيُّوبُ : وَعِزَّةِ رَبِّي إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنِّي
مَا أَكَلْتُ طَعَاماً إلاّ وَيَتِيمٌ أَوْ ضَعِيفٌ يَأْكُلُ مَعِي ، وَمَا عَرَضَ
لِي أَمْرَانِ كِلاهُمَا طَاعَةٌ للهِ إلاّ أَخَذْتُ بِأَشَدِّهِمَا عَلَى بَدَنِي
؛ فَقَالَ الشَّابُّ : سَوْأَةٌ لَكُمْ عَمَدْتُمْ إِلَى نَبِيِّ اللهِ فَعَيَّرتُمُوهُ
حَتَّى أَظْهَرَهَ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ مَا كَانَ يَسْتُرُهَا؟ فَقَالَ
أَيُّوبُ : يَا رَبِّ لَوْ جَلَسْتُ مَجْلِسَ الْحُكْمِ مِنْكَ لأَدْلَيْتُ بِحُجَّتِي
؛ فَبَعَثَ اللهُ
إِلَيهِ
غَمَامَةً ؛ فَقَالَ : يَا أَيُّوبُ أَدْلِني بِحُجَّتِكِ فَقَدْ أَقَعَدْتُكَ مَقْعَدَ
الْحُكْمِ ، وَهَا أَنَا ذَا قَرِيبٌ وَلَمْ أَزَلْ ؛ فَقَالَ : يَا رَبِّ إِنَّكَ
لَتَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِضْ لِي أَمْرَانِ قَطُّ ، كِلاهُمَا لَكَ طَاعَةٌ إلاّ
أَخَذْتُ بِأَشَدِّهِمَا عَلَى نَفْسِي ، أَلَمْ أَحْمَدْكَ؟ أَلَمْ أَشْكُرْكَ؟ أَلَنْ
أُسَبِّحَكَ؟ قَالَ : فَنُودِيَ مِنَ الْغَمَامَةِ بِعَشْرَةِ آلافِ لِسَان : يَا أَيُّوبُ
مَنْ صَيَّرَكَ تَعْبُدُ اللهَ وَالنَّاسُ عَنْهُ غَافِلُونَ؟ وَتَحْمَدُهُ
وَتُسَبِّحُهُ وتُكَبِّرُهُ وَالنَّاسُ عَنْهُ غَافِلُونَ؟ أَتَمُنُّ عَلَى اللهِ بِمَا
للهِ الْمَنُّ فِيهِ عَلَيكَ؟ ، قَالَ : فَأَخَذَ أَيُّوبُ التُّرابَ ؛ فَوَضَعَهُ
فِي فِيهِ ؛ ثُمَّ قَالَ : لَكَ العُتْبَى يَا رَبِّ أَنْتَ الذِي فَعَلْتَ ذَلِكَ
بِي ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيهِ مَلَكاً فَرَكَضَ بِرِجْلِهِ ؛ فَخَرَجَ المَاءُ
فَغَسَلَهُ بِذَلِكَ المَاءُ ، فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ وَأَطْرَأَ ،
وَأَنْبَتَ اللهُ عَلَيهِ رَوْضَةً خضْرَاءَ ، وَرَدَّ عَلَيهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ
وَوِلْدَهُ وَزَرْعَهُ ، وَقَعَدَ مَعَهُ المَلَكُ يُحَدِّثُهُ وَيُؤْنِسُهُ ؛ فَأَقْبَلَتْ
امْرَأَتُهُ وَمَعَهَا الْكَسْرُ
؛
فَلَمَّا انْتَهَتْ إِلَى الْمَوْضِعِ إِذَا الْمَوْضِعُ مُتَغيِّرٌ ، وَإِذَا رَجُلانِ
جَالِسَانِ ؛ فَبَكَتْ وَصَاحَتْ ، يَا أَيُّوبُ مَا دَهَاكَ؟ فَنَادَاهَا أَيُّوبُ
؛ فَأَقْبَلَتْ فَلَمَّا رَأَتْهُ وَقَدْ رَدَّ اللهُ عَلَيهِ بَدَنَهُ وَنِعْمَتَهُ
سَجَدَتْ للهِ شُكْراً ؛ فَرَأَى ذَوَائِبَهَا مَقْطُوعَةً ، وَذَلِكَ أَنَّها سَأَلَتْ
قَوْماً أَنْ يُعْطُوهَا مَا تَحْمِلُهُ إِلَى أَيُّوبَ مِنَ الطَّعَامِ ، وَكَانَتْ
حَسَنَةَ الذُّؤَابَةِ ؛ فَقَالُوا لَهَا : تَبِيعِينَا ذُؤَابَتَكِ هَذِهِ حَتَّى
نُعْطِيَكِ ، فَقَطَعَتْهَا وَدَفَعَتْهَا إِلَيهِمْ ، وَأَخَذَتْ مِنْهُمْ طَعَاماً
لأَيُّوبَ ، فَلَمَّا رَآهَا مَقْطُوعَةَ الشَّعْرِ
__________________
غَضِبَ
وحَلَفَ عَلَيهَا أَنْ يَضْرِبَها مَائَةً ؛ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ كَانَ سَبَبُهُ
كِيت وَكِيتْ ؛ فَاغْتَمَّ أَيُّوبُ مِنْ ذَلِكَ ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيهِ :
(وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ
وَلاَ تَحْنَثْ)
؛
فَأَخَذَ مَائَةَ شِمْرَاخ فَضَرَبَهَا ضَرْبَةً وَاحِدَةً ، فَخَرَجَ مِنْ
يَمِينِهِ ؛ ثُمَّ قَالَ :
(وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ
مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأُولِي الألْبَابِ)
،
قَالَ : فَرَدَّ اللهُ عَلَيهِ أَهْلَهُ الذِينَ مَاتُوا قَبْلَ البَلِيَّةِ ، وَرَدَّ
عَلَيهِ أَهْلَهُ الذِينَ مَاتُوا بَعْدَ مَا أَصَابَهُمُ البَلاءُ كُلُّهُمْ أَحْيَاهُمُ
اللهُ تَعَالَى لَهُ ؛ فَعَاشُوا مَعَهُ ، وَسُئِلَ أيُّوبُ بَعْدَ مَا عَافَاهُ اللهُ
: أَيُّ شَيء كَانَ أَشَدَّ عَلَيكَ مِمَّا مَرَّ عَلَيكَ؟ قَالَ : شَمَاتَةُ الأَعْدَاءِ
، قَالَ فَأَمْطَرَ اللهُ عَليهِ فِي دَارِهِ فَرَاشَ الذَّهَبِ ، وَكَانَ يَجْمَعُهُ
؛ فَإِذَا ذَهَبَ الرِّيحُ مِنْهُ بِشَيء عَدَا خَلْفَه فَرَدَّهُ ، فَقَالَ لَهُ جِبْرئِيلُ
: مَا تَشْبَعُ يَا أَيُّوبُ؟ قَالَ : وَمَنْ يَشْبَعُ مِنْ رِزْقِ رَبِّهِ؟)
..الْحَدِيث.
فَانْظُرْ كَيْفَ هَدَّدَ اللهُ تعَالَى
نَبِيَّهُ أَيُّوبَ عليهالسلام
معَ أنَّهُ قَدْ صَبَرَ صَبْراً جَمِيلا ؛ بَلْ أَدَّى مَقَامَ الصَّبْرِ شُكْراً وَحَمْداً
كَمَا سَمِعْتَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (أَتَمُنُّ عَلَى اللهِ بِمَا للهِ الْمَنُّ
فِيهِ عَلَيكَ؟)
؛ وَإِنَّما صَدَرَ مِنْ أَيُّوبَ هَذَا الكَلامُ لِعَدَمْ عِلْمِهِ عليهالسلام بِفَائِدَةِ ابْتِلائِهِ
بهَذا البَلاءِ ، وَسَمِعَ مِنَ الرُّهْبانِ مَا سَمِعَ تَمَنَّ بِبَالِهِ أنَّ هَذا
البَلاءَ
__________________
عَنْ غَضَب مِنَ اللهِ
تَعَالَى عَلَيهِ لِذَنْب اطَّلَعَ عَلَيهِ اللهُ تَعَالَى وَخَفِيَ عَلَيهِ ؛ فَقَالَ
هَذَا القَوْلَ إِرَادَةَ بَراءَتِهِ وَتَنْزيهِهُ عَنِ الذَّنْبِ لَوْ تَسَنَّى لَهُ
عليهالسلام
أَنْ يُدْلِيَ بِحُجَّتِهِ لِلْبَراءَةِ وَالتَّنْزيهِ ، وَظَنَّ أَنْ لاَ يَتسنَّى
لَهُ ذَلِكَ ؛ فَتَسنَّى لَهُ ذَلِكَ ، كَمَا عَرَفْتَ ، وَأَدْلَى بِحُجَّتِهِ الظَّاهِرَةِ
بِبَراءَتِهِ ؛ فَأَخْبَرَهُ جَلَّ وَعَلا أَنَّ ذَلِكَ الذِي فَعَلَهُ إِنَّما هُوَ
بِمَا أَعْطَاهُ مِنَ الْقُوَّةِ وِبِمَا سَهَّلَهُ اللهُ بِيُسْرِهِ وَوَفَّقَهُ لَهُ
، فَهُوَ مِنْ عطَائِهِ ، وَبيَّنَ لَهُ تَعَالَى إِنْ كَانَتْ هَذِهِ حُجَّتَكَ التِي
تَحْتَجُّ بِهَا فَهِيَ مِنِّي فَكَيْفَ تَحْتَجُّ بِهَا عَلىَّ وَتَجْعَلُهَا عِوَضاً
عمَّا أَعْطَيْتُكَ؟ فَهُوَ مِنْ قَبِيلِ العِتَابِ مِنَ الأَحْبَابِ ؛ لا أنّهُ مِنْ
قَبِيلِ المُؤَاخَذَةِ والعِقَابِ ، وَلَوْ كَانَ عِقَاباً لَمَا شَفَاهُ مِنْ مَرَضِهِ
؛ فَلا عَجَبَ ، وَلاَ مِنَّةَ حَقِيقيَّةً مِنْهُ ؛ وَبِالجُمْلَةِ فَهِيَ منَّةٌ
مَعَ تَنْبِيه لأيُّوبَ عليهالسلام
أنَّ مَا تَجْعَلُهُ شُكْراً لِي مِنْكَ عَلَى نِعَمِي فَهُوَ مِنْ عَطَائِي وَفَضْلي
فَكَيْفَ تَجْعَلُهُ حُجَّةً؟ وَرُوِيَ عَنْهُ عليهالسلام
أَيْضاً أنَّهُ قَالَ : (إِنَّ
الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيَنْدَمُ عَلَيهِ ، ويَعْمَلُ العَمَلَ فَيَسُرُّهُ
ذَلِكَ فيَتَراخَى عَنْ حَالِهِ تِلْكَ ، فَلأنْ يَكُونُ علَى حَالِهِ تِلْكَ خَيْرٌ
لَهُ مِمَّا دَخَلَ فِيهِ)
، وَقَالَ عليهالسلام
: (أَتَى
عَالِمٌ عَابِداً ؛ فَقَالَ لَهُ : كَيْفَ صَلاتُكَ؟ فَقَالَ مِثْلِي يُسْأَلُ عَنْ
صَلاتِهِ ، وَأَنا أَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالى مُنْذُ كَذَا ، وَكَذَا؟! قَالَ :
فَكَيْفَ بُكَاؤُكَ؟ قَالَ : أَبْكِي حَتَّى تَجْرِي دُمُوعِي ؛ فَقَالَ لَهُ العَالِمُ
فَإنَّ ضِحْكَكَ وَأَنْتَ خَائِفٌ أَفْضَلُ
مِنْ
بُكائِكَ وَأَنْتَ مُدِلٌّ ، إِنَّ المُدِلَّ لاَ يَصْعَدُ مِنْ عَمَلِهِ شيءٌ)
، وَرُوِيَ عَنْ أَحَدِهِمَا (أَنَّهُ
دَخَلَ رَجُلانِ المَسْجِدَ
__________________
أحَدُهُمَا
عَابِدٌ وَالآخَرُ فَاسِقٌ ، فَخَرَجَا مِنَ المَسْجِدِ وَالفَاسِقُ صِدِّيقٌ ،
والعَابِدُ فَاسِقٌ ؛ وذَلِكَ أَنَّهُ يَدْخُلُ العَابِدُ المَسْجِدَ مُدلاًّ بِعِبادَتِهِ
يَدُلُّ بِهَا فَتَكُونُ فِكْرَتُهُ فِي ذَلِكَ ، وتَكُونُ فِكْرَةُ الفَاسِقُ فِي
التَّنَدُّمِ عَلَى فِسْقِهِ ، وَيسْتَغْفِرُ اللهَ تَعَالَى لِمَا ذَكَرَ
مِنَ
الذُّنُوبِ)
، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابنُ الحَجَّاجِ للصَّادِقِ عليهالسلام : (قُلْتُ لأبِي عَبْدِ اللهِ
عليهالسلام
:
الرَّجُلُ يَعْمَلُ العَمَلَ وَهُوَ خَائِفٌ مُشْفِقٌ ؛ ثُمَّ يَعْمَلُ شيْئاً مِنَ
البِرِّ ؛ فَيدْخُلُهُ شِبْهُ العُجْبِ بِهِ ؛ فَقَالَ : هُوَ فِي حَالِهِ الأُوْلَى
وَهُوَ خَائِفٌ أَحْسَنُ حَالا مِنْهُ فِي حَالِ عُجْبِهِ)
، وَرُوِيَ عَنْهُ عليهالسلام
عَنْ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) : (قَالَ اللهُ تَعَالَى لِدَاوُدَ
عليهالسلام
يَا
دَاوُدُ بِشِّرِ الْمُذْنِبينَ ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ ، قَالَ كَيْفَ أُبَشِّرُ
الْمُذْنِبينَ ، وَأُنْذِرُ الصِّدِّيقِينَ؟! قَالَ : يَا دَاوُدُ بِشِّرِ الْمُذْنِبينَ
أَنِّي أَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَأْعْفُو عَنِ الذَّنْبِ ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ
أَلاَّ يُعْجَبُوا بِأَعْمَالِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أُنْصِبُهُ لِلْحِسَابِ
إلاّ هَلَكَ)
، وَرُوِيَ عَنْ عِيْسَى عليهالسلام
إنَّهُ قَالَ : (كَمْ
مِنْ سَرَاج أَطْفَأَتْهُ الرِّيحُ ، وَكَمْ مِنْ عَابِد أَفْسَدَهُ الْعُجْبُ)
، وَعَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام
: (الْعَجَبُ
كُلَّ الْعَجَبِ مِمَّنْ يَعْجَبُ بِعَمَلِهِ ، وَلاَ يَدْرِي بِمَ يُخْتَمُ لَهُ ؛
فَمَنْ أُعْجِبَ بَنَفْسِهِ
__________________
وفِعْلِهِ
؛ فَقَدْ ضَلَّ مَنْهَجَ الرَّشَادِ ، وَادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ وَالْمُدَّعِي مِنْ
غَيْرِ حَقّ كَاذِبٌ) إِلَى أَنْ قَالَ عليهالسلام : (وَالْعُجْبُ نَبَاتٌ حَبُّهُ
الْكُفْرُ ، وَأَرْضُهُ النِّفَاقُ ، وَمَاؤُهُ الْبَغْيُ ، وَأَغْصُانُهُ الْجَهْلُ
، وَوَرَقُهُ الضَّلالُ ، وَثَمَرتُهُ اللَعْنَةُ وَالخُلُودُ فِي النَّارِ ؛ فَمَنِ
اخْتَارَ العُجْبَ فَقَدْ بَذَرَ الكُفْرَ ، وَزَرَعَ النِّفَاقَ ؛ فَلا بُدَّ مِنْ
أَنْ يُثْمِرَ وَيَصِيرَ إِلَى النَّارِ)
، وَعَنِ النَّبيِّ (صلى الله عليه وآله)إنَّهُ قَالَ (لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا
لَخَشِيتُ عَلَيكُمْ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ ، وَهُوَ العُجْبُ)
، وَعَنْ أَمْيرِ الْمُؤْمِنينَ عليهالسلام
: (سَيِّئَةٌ
تَسُوؤُكَ خَيْرٌ مِنْ حَسَنة تُعْجِبُكَ)
إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَخْبَارِ الصَّحِيحَةِ ، الصَّرِيحَةِ ، الْمُسْتَفِيضَةِ
وُرُوداً عَنِ النَّبىِّ (صلى الله عليه وآله) ، وآلِهِ الأَئِمَّةِ الْهُداةِ عليهمالسلام بِأَنَّ مَنِ انْتَسَبَ
لَكَ أَوْ تَحَلَّى بِكَ تُلْزِمُهُ الْعُجْبَ بِحَيْثُ يَكُونُ خُلُقاً مِنْ أَخْلاقِهِ
، وَشَظِيَّةً
مِنْ طِبَاعِهِ ؛ وَكَفَى بِهَذَا ذَمّاً لأَتْبَاعِكَ وَلَكَ ، وَمُضَافاً إِلَى هَذَا
كُلِّهِ إِنَّ مَنْ تَكَاثَرْتَ عَلَيْهِ ، وَاتَّسَمَ بِكَ ؛ فَأَحَبَّكَ ، وَحَفِظَكَ
، وَجَمَعَكَ ، وَاعْتَنَى تَمَامَ الاعْتِنَاءِ بِكَ ، وَلَمْ يُنْفِقْ مِنْكَ عَلَى
الْوَجْهِ الْذِي أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى بِإِنْفَاقِكَ فِيهِ ، وَافْتَتَنَ بِكَ
، وَمَنْ أَحَبَّ شَيْئاً أَغْشَى سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَفَتَنَ قَلْبَهُ ، تَتَبرَّأُ
مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَتُبَكِّتُهُ وَتُوَبِّخُهُ عَلَى صُنْعِهِ ؛ فَكُنْتَ
: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ
لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ
اللَّهَ رَبَّ
__________________
الْعَالَمِينَ)
، وَيُصدِّقُ مَا قُلْتُهُ عَنْ وُجُودِ هَذِهِ الصِّفَةِ بِكَ مَا رَوَاهُ فِي عُدَّةِ الدَّاعِي
عَنِ النَّبىِّ (صلى الله عليه وآله) : (احْذَرُوا الْمَالَ ـ وَفِي نُسْخَة احذَرُوا
الْغِنَى ـ فَإِنَّهُ كَانَ فَي مَا مَضَى رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ مَالاً وَوَلَداً وَشَغَلَ
نَفْسَهُ بِهِمَا ، وَجَمَعَ لِوِلْدِهِ مِنَ الْمَالِ ؛ فَأَوْعَى ؛ فَلَمَّا أَتَاهُ
مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَرَعَ بَابَهُ وَهُوَ فِي زِيِّ مِسْكِين ؛ فَخَرَجَ إِلَيهِ الحُجَّابُ
؛ فَقَالَ لَهُمْ ادْعُوا لِي سَيِّدَكُمْ ، قَالُوا : لاَ يَخْرُجُ سَيِّدُنا اِلَى
مِثْلِكَ ، وَدَفَعُوهُ حَتَّى نَحُّوهُ عَنِ البَابِ ؛ ثُمَّ عَادَ إِلَيهِمْ فِي
مِثْلِ تِلْكَ الهَيْأةِ ، وَقَالَ أخْبِرُوهُ أنِّي مَلَكُ الْمَوْتِ ؛ فَلَمَّا سَمِعَ
سَيِّدُهُمْ هَذَا الْكَلامَ قَعَدَ فَرَقاً ، وَقَالَ لأصْحَابِهِ لَيِّنُوا لَهُ
فِي الْمَقَالِ وَقُولُوا لَهُ لَعَلَّكَ تَطْلُبُ غَيْرَ سَيِّدِنَا! ، بَارَكَ اللهُ
فِيكَ ، قَالَ لَهُمْ : لاَ ، وَدَخَلَ عَلَيهِ ، وَقَالَ لَهُ قُمْ فَأَوْصِ مَا كُنْتَ
مُوصِياً ؛ فَإِنِّي قَابِضٌ رُوحَكَ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ ؛ فَصَاحَ أَهْلُهُ ، وَبَكُوا
؛ فَقَالَ : افْتَحُوا الصَّنادِيقَ ، وَاكْتُبُوا مَا فِيهَا مِنَ الذَّهَبِ ،
وَالفِضَّةِ ؛ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْمَالِ يَسُبُّهُ ، ويَقُولُ لَهُ : لَعَنَكَ
اللهُ يَا مَالُ ، أَنْتَ أَنْسَيْتَنِي ذِكْرَ رَبِّي ، وَأَغْفَلْتَنِي عَنْ أَمْرِ
آخِرَتِي حَتَّى أَطْغَيْتَنِي ؛ فَأَنْطَقَ اللهُ الْمَالَ ؛ فَقَالَ لَهُ : لِمَ
تَسُبُّنِي؟ وَأَنْتَ أَلأمُ مِنِّي ، أَلَمْ تَكُنْ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ
حَقِيراً فَعَظَّمُوكَ ؛ لِمَا رَأَوْا عَلَيكَ مِنْ أَثَرِي؟! ، أَلَمْ تَحْضُرْ أَبْوَابَ
الْمُلُوكِ وَيَحْضَرُهَا الصَّالِحُونَ فَتَدْخُلَ قَبْلَهُمْ وَيُؤخَّرُونَ؟! ، أَلَمْ
تَخْطِبْ بَنَاتِ الْمُلُوكِ والسَّادَاتِ وَيَخْطِبُهُنَّ الصَّالِحُونَ فَتَنْكِحَ
وَيُرَدُّونَ؟!! فَلَوْ كُنْتَ
__________________
تُنْفِقُنِي
فِي سَبِيلِ اللهِ لَمْ أَمْتَنِعْ عَلَيْكَ ، وَلَمْ أَنْقُصْ عَلَيْكَ ؛ فَلِمَ تَسُبُّنِي؟
وَأَنْتَ أَلأَمُ مِنِّي ؛ وَإِنَّما خُلِقْتُ أَنَا وَأَنْتَ مِنْ تُرَاب)
.. الْحَدِيثُ .. ، وَعَلَى هَذَا ؛ فَأَنْتَ لِمَنْ لَزِمَكَ وَصَاحِبَكَ بِئْسَ الْقَرِينُ
، وَشَرُّ الخَدِينِ
، وَقَدْ سَمَّاكَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ فِتْنَةً ، وَعَدُوّاً
؛ فَقَالَ عَزَّ مَنْ قَالَ : (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ
وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
، وَقَالَ : (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ
وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ)
، وأَيْضاً ؛ فَقَدْ نَهَى اللهُ تَعَالَى عَنْ إِشْغَالِ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِكَ
وبِمَنْ أَوْلاَكَ ؛ فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ)
، وَأَيْضاً قَدْ عَدَّ الْجَامِعَ وَالْكَانِزَ لَكَ ـ وَلَمْ يَنْفَعْكَ مِنَ الْوَجْهِ
الذِي أَمَرَ اللهُ بِهِ ـ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ؛ بَلْ أَخْبَرَ أَنَّهُ يُعَذَّبُ
بِكَ ؛ فَقَالَ فِي قُرْآنِهِ الْمَجِيدِ ، وَفُرْقَانِهِ الْحَمِيدِ : (وَالَّذِينَ
يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ
بِعَذَاب أَلِيم* يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ
وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ
تَكْنِزُونَ)
، وَنَاهِيكَ ذَمّاً فِي حَقِّكَ وَحَقِّ مَنْ حَلَلْتَ بِسَاحَتِهِ ، وَمَلَّكْتَهُ
قِيَادَكَ ، وَأَعْطَيْتَهُ زِمَامَكَ مَا وَرَدَ مِنَ الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ،
__________________
والعِقَابِ النَّكِيدِ
فِي حَقِّ مَانِعِ الزَّكَاةِ مِنْكَ ، فَيَا بِئْسَ الصَّاحِبُ لِمَنْ صَاحَبَكَ ،
وَيَا تَعْسَ حَظِّ مَنْ لاَزَمَكَ ، وَيَا سُوءَ حَالِ مَنْ رَافَقَكَ وَوَافَقَكَ
، وَمُضَافاً إِلَى هَذَا كُلِّهِ مَا وَرَدَ فِي مُسْتَفِيضِ الأَخْبَارِ عَنِ النَّبىِّ
(صلى الله عليه وآله) وَعِتْرَتِهِ الأَئِمَّةِ الأَطْهَارِ مِنْ ذَمِّ الكَادِحِ نَفْسَهُ
فِي طَلَبِكَ ، وَالْمُجْهِدُ لَهَا فِي تَحْصِيلِكَ ، وَمَدْحِ المُجْمِلِ
للسَّعْي فِي نَيْلِكَ ، وَمِنْهَا مَا وَرَدَ عنْهُ (صلى الله عليه وآله) : (أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا
اللهَ ، وَأَجْمِلُوا فِي الْمَطْلَبِ ؛ فَإِنَّ الرِّزْقَ مَقْسُومٌ ، وَلَنْ يَعْدُوَ
امْرُؤُ مَا قُسِمَ لَهُ)
، وَعَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام
أَنَّهُ قَالَ : (قَالَ
لُقْمَانُ لابْنِهِ : يَا بُنَي خُذْ مِنْ مَالِ الدُّنْيا بُلْغَةً ، وَلاَ
تَدْخُلُ فِيهَا دُخُولا يَضُرُّ بِآخِرَتِكَ)
، وَعَنْهُ (صلى الله عليه وآله) أَيْضاً : (لِيَكُنْ طَلَبُكَ لِلْمَعِيشَةِ فَوْقَ
كَسْبِ المُضَيِّعِ ، وَدُونَ طَلَبِ الْحَرِيصِ ، الرَّاضِي بِدُنْيَاهُ الْمُطْمَئِنِّ
إِلَيْهَا)
، وَعَنِ النَّبىِّ (صلى الله عليه وآله) : (مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلالا مُكَاثِراً
لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيهِ غَضْبَانُ)
؛ فَكَيْفَ حَالُهُ إِذَا طَلَبَهَا حَراماً؟! ، وَعَنِ الْبَاقِرِ عليهالسلام : (وَجَدْنَا فِي كِتَابِ
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَينِ
عليهالسلام
:
أَلاَ إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ إِذَا
أَدَّوا فَرَائِضَ اللهِ ، وَأَخَذُوا سُنَنَ رَسُولِ
(صلى الله عليه وآله) ،
وَتَورَّعُوا
__________________
عَنْ
مَحَارِمِ اللهِ ، وَزَهِدُوا فِي عَاجِلِ زَهْرَةِ الدُّنْيَا ، ورَغِبُوا فِي مَا
عِنْدَ اللهِ ، وَاكْتَسَبُوا الطَّيِّبَ مِنْ رِزْقِ اللهِ ، لاَ يُرِيدُونَ التَّفَاخُرَ
، وَالتَّكَاثُرَ ؛ ثُمَّ أَنْفَقُوهُ فِي مَا يَلْزَمُهُمْ مِنْ حُقُوق وَاجِبَة ؛
فَأُولَئِكَ الذِينَ بَارَكَ اللهُ لَهُمْ فِي مَا اكْتَسَبُوا ، وَيُثَابُونَ عَلَى
مَا قَدَّمُوا لآخِرَتِهِمْ)
، وَعَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام
، قَالَ : (قَالَ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنينَ عليهالسلام : كَانَ فَي مَا وَعَظَ
لُقْمَانُ ابْنَهُ أَنْ قَالَ لَهُ : يَا بُنَي ؛ لِيَعْتَبِرْ مَنْ قَصُرَ يَقِينُهُ
، وَضَعُفَتْ نِيَّتُهُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَهُ فِي
ثَلاثَةِ أَحْوَال مِنْ أَمْرِهِ ، وَأَتَاهُ رِزْقَهُ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ فِي وَاحِدَة
مِنْهَا كَسْبٌ ، وَلاَ حِيْلَةٌ إِنَ اللهَ سَيْرْزُقُه ُفِي حَالِهِ
الرَّابِعَةِ ، أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ ؛ فَإِنَّهُ كَانَ فِي رَحِمِ أُمِّهِ يَرْزُقُهُ
هُنَاكَ فِي قَرَار مَكِين ؛ حَيْثُ لاَ يُؤْذِيهِ حَرٌّ وَلاَ بَرْدٌ ؛ ثُمَّ
أَخْرَجَهُ مِنْ ذَلِكَ ، وَأَجْرَى لَهُ رِزْقاً مِنْ لَبَنِ أُمِّهْ يَكْفِيهِ وَيُرَبِّيهِ
وَيُنْعِشُهُ مِنْ غَيْرِ حَوْل لَهُ وَلاَ قُوَّة بِهِ ؛ ثُمَّ فُطِمَ مِنْ ذَلِكَ
وَأَجْرَى لَهُ رِزْقاً مِنْ كَسْبِ أَبَوَيْهِ بِرَأْفَة وَرَحْمَة لَهُ مِنْ قُلُوبِهِمَا
، لاَ يَمْلِكَانِ غَيْرَ ذَلِكَ حَتَّى أَنَّهُمَا يُؤْثِرَانِهِ عَلَى أَنْفُسِهِمَا
فِي أَحْوَال كَثِيرَة ، حتَّى إِذَا كَبُرَ وَعَقِلَ ، وَاكْتَسَبَ لِنَفْسِهِ ضَاقَ
بِهِ أَمْرُهُ ، وَظَنَّ الظُّنُونَ بِرَبِّهِ ، وَجَحَدَ الْحُقُوقَ فِي مَالِهِ ،
وَقَتَرَ عَلَى نَفْسِهِ وَعِيَالِهِ ؛ مَخَافَةَ إِقْتَارِ رِزْق ، وَسُوءِ يَقِين
بِالْخَلَفِ
مِنَ
اللهِ تَعَالَى فِي الْعَاجِلِ وَالآجِلِ ، وَظَلَّ يُكْدِحُ نَفْسَهُ ، وَيُتْعِبُهَا
فِي طَلَبِ الْمَالِ
__________________
وَجَمْعِهِ
؛ فَبِئْسَ الْعَبْدُ هَذَا يَا بُنَي)
، وَمِمَّا يَزِيدُكَ شَنَاعَةً ، وَقَباحَةً ، وَفَظَاعَةً إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلالُهُ
لَمْ يُعْطِكَ إلاّ إِلَى مَنْ يُبْغِضُهُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَلَمْ يُعْطِكَ إِلَى
مَنْ يُحِبُّهُ مِنْ أَهْلِ طَاعَتِهِ وَأَوْلِيائِهِ ؛ فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ
(صلى الله عليه وآله) : (كَلَّمَنِي
رَبِّي لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ ؛ فَقَال : يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا أَحْبَبْتُ عَبْداً
أُلازِمُهُ بِثَلاثَةِ أَشْيَاء : بِأَنْ أَجْعَلَ الْحُزْنَ فِي قَلْبِهِ ، وَالسُّقْمَ
فِي بَدَنِهِ ، وَيَدُهُ خَالِيَةٌ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَبْغَضْتُ عَبْداً
أَجْعَلُ مَعَهُ ثَلاثَةَ أَشْيَاء : أَجْعَلُ قَلْبَهُ مَسرُوراً ، وَبَدَنَهُ
صَحِيحاً ، وَيَدُهُ مَمْلُوءَةٌ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا)
، وَعَنْهُ (صلى الله عليه وآله) فِي وَصِيَّتِهِ لأبِي ذَرّ رحمهالله : (يَا أَبَا ذَرّ إِنِّي
قَدْ دَعَوْتُ اللهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنْ يَجْعَلَ رِزْقَ مَنْ يُحِبُّنِي
الكَفَافَ ، وَأَنْ يُعْطِيَ مَنْ يُبْغِضُنِي كَثْرَةَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ)
...الْحَدِيث.
وَهَبْ أَنَّ بَعْضَ الأَغْنِيَاءِ وُفِّقُوا
لِنَيْلِ آخِرَتِهِمْ ؛ فَذَلِكَ مِنَ القَلِيلِ الْذِينَ ذَكَرَهُمْ اللهُ فِي كِتَابِهِ
؛ فَقَالَ : ـ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ـ (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ
الشَّكُورُ)
؛ فَلا تَشْمَخْ عَلَيّ بِأَنْفِكَ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْكِبَرِ ، وَاللهُ لاَ
يُحِبُّ الْمُتَكَبِّرينَ ، وَقَدْ ذَمَّ اللهُ الْمُتَكَبِّرينَ فِي كِتَابِهِ ، وَعَلَى
لِسَانِ نَبِيِّهِ وَالأَطَايِبِ مِنْ عِتْرَتِهِ الأَئِمَّةِ الْمَعْصُومِينَ عليهمالسلام ؛ فَقَالَ تَعَالَى :
(أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً
__________________
لِلْمُتَكَبِّرِينَ)
، وَقَالَ أَيْضاً : (إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ)
، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّادِقِ عليهالسلام
اِنَّ (فِي
مَا أَوْحَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى دَوادَ
عليهالسلام
: يَا دَاوُدُ كَمَا أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ اللهِ الْمُتَواضِعُونَ كَذِلَكَ
أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ اللهِ الْمُتَكَبِّرُونَ)
، وَرُوِيَ أَيْضاً عَنْهُ عليهالسلام
: (الكِبْرِيَاءُ
إزَارِي ؛ فَمَنْ تَكَبَّرَ عَلَى النَّاسِ بِغَيْرِ حَقّ ؛ فَقَدْ جَاذَبَنِي إزَارِي
، وَمَنْ جَاذَبَنِي إزَارِي أَدْخَلْتُهُ نَارِي ، وَلاَ أُبَالِي)
، وَرُوِيَ عنه عليهالسلام
أَيْضاً : (إِنَّ
الْعَبْدَ إِذَا تَكَبَّرَ وَضَعَهُ اللهُ ، وَإِذَا تَوَاضَعَ رَفَعَهُ اللهُ)
؛ وَلِذَا قِيلَ :
تَوَاضَعْ تَكُنْ كَالنَّجْمِ لاَحَ
لِنَاظِر
|
|
عَلَى صَفَحَاتِ الْمَاءِ وَهُوَ
رَفِيعُ
|
وَلاَ تَكُ كَالدُّخَانِ يَعْلُو
بِنَفْسِهِ
|
|
إِلَى طَبَقَاتِ الْجَوِّ وَهُوَ
وَضِيعُ
|
__________________
وَرُوِيَ عَنْهُ (صلى الله عليه وآله) (أَنَّ لِكُلِّ عَبْد سِلْسِلَتَيْنِ
بِيَدِ
مَلِك ؛ فَإِذَا تَوَضَّعَ أَمَرَ اللهُ المَلَكَ أَنْ يَجُرَّ السِّلْسِلَةَ التِي
إِلَى السَّمَاءِ فَيَرْفَعُهُ ، وَإِذَا تَكَبَّرَ أَمَرَ اللهُ الْمَلَكَ أَنْ يَجُرَّ
السِّلْسِلَةَ التِي إِلَى الأَرْضِ ؛ فَيَضَعُهُ حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ
وَضِيعاً)
؛ وَرُوِيَ عَنْهُ (صلى الله عليه وآله) اِنَّه قَالَ : (إِذَا رَأَيْتُمُ المُتَواضِعِينَ
مِنْ أُمَّتِي فَتَواضَعُوا لَهُمْ ، وَإِذَا رَأَيتُمُ المُتَكبِّرِينَ فَتَكَبَّرُوا
عَلَيهِمْ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ لَهُمْ مَذَلَّةً وَصَغَاراً)
، وَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ تَحْذِيرِ النَّبىِّ (صلى الله عليه وآله) عَنْ حُبِّكَ والرُّكُونِ
إِلَيكَ ؛ وَلَوْ كُنْتَ بِمَا ذَكَرْتَ مِنْ تِلْكَ المَرْتِبَةِ العُظْمَى ، والْمَنْزِلَةِ
الكُبْرَى لَمَا قَالَ فِي حَقِّكَ : (حُبُّ المَالِ والشَّرَفِ يُنْبِتَانِ النِّفَاقَ
فِي القَلْبِ كَمَا يُنْبِتُ المَاءُ البَقْلَ)
، وَقَالَ (صلى الله عليه وآله) : (اِنَّ الدِّيَنارَ والدِّرْهَمَ أَهْلَكَا
مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ)
وَقَالَ (صلى الله عليه وآله) اِنَّ (أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي أَنْ
يَكْثُرَ لَهُمْ المَالُ ؛ فَيَتَحاسَدُونَ
__________________
وَيَتقاتَلُونَ)
؛ فَإِنَّ الْحَسَدَ بَيْنَ النَّاسِ لاَ يَكُونُ إلاّ مِنْ قِبَلِكَ ، وَمَنْ كَثْرَتِكَ
؛ وَقَدْ بَكَّتَ اللهُ سُبْحَانَهُ الحَسَدَةَ فِي كِتَابِهِ ؛ فَقَالَ : (أَمْ
يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)
، وَكَذَلِكَ القَتْلُ بَيْنَ النَّاسِ لَمْ يَظْهَرْ إلاّ مِنْ أَجْلِكَ بِنَصِّ هَذَا
الْحَدِيثِ ؛ فَلَوْ كُنْتَ وَرِعاً لَمَا قُلْتَ : أَنَا ، أَنَا ، وَأَنْتَ أَنْتَ
فَأَنْتَ حَرِيٌّ بِقَوْلِ مَنْ قَالَ :
وَكَمْ مِنْ عَائِب شَخْصاً بِعَيْب
|
|
وَقَدْ جُمِعَتْ بِهِ كُلُّ
الْعُيُوبِ
|
وَلَسْتُ أَنَا مِثْلَكَ مُسْتَطْرِداً لِجَمِيعِ
مَعَايِبِكَ ، وَلاَ ذَاكِراً لِكُلِّ قَبَائِحِكَ اللازِمَةِ لِذَاتِكِ فَضْلا عَنِ
العَارِضِةِ الطَّارِئَةِ ؛ فَاكْفُفْ غَرْبَ لِسَانِكَ ، وَخُذْ مِنْ فَضْلِ عِنَانِكِ
؛ فَلَرُبَّمَا كَلِمِة سَلَبَتْ نِعْمَةً ، وَجَلَبَتْ نِقْمَةً ، واللِسَانُ كَلْبٌ
عَقُورٌ إِنْ تَرَكْتَهُ بِحَالِهِ عَقَرَكَ ، وَلَوْ كَانَ الْكَلامُ مِنْ فِضَّة
لَكَانَ السُّكُوتُ مِنْ ذَهَب ، وَسَلاَمَةُ الإِنْسَانِ فِي حِفْظِ اللِسَانِ ، وَلَوْ
أَرَدْتَ زِيَادَةَ التَّنْبِيهِ عَلَى جِنَايَتِكِ مَعَ مَنْ لاَزَمَكَ ، وَأَحبَّ
عِنْدَهُ جَمْعَكَ ، وَأَذَاَبَ نَفْسَهُ فِي لَـمِّكَ وحِفْظِكِ ، وَقَدَّمَكَ
مَحَبَّةً وَمُحَافَظَةً عَلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ وأَخِيهِ وبَنِيهِ ؛ فَإِنَّكَ أَوْرَثْتَهُ
خِصْلَتَينِ رَدِيئَتَينِ قَبِيحَتَيْنِ رَذِيلَتَيْنِ تَسْحَبُهُ بِهَا إِلَى النَّارِ
، وَغَضَبِ الْجَبَّارِ ، أَلاَ وَهُمَا الْحِرْصُ
__________________
وَالبُخْلُ ، وَكَفَى
بِهِمَا لَهُ فِي الدُّنْيَا سُمّاً نَاقِعاً ، وَسَيْفاً قَاطِعاً ، وهَلاكاً عَاجِلا
، وَفِي الأُخْرَى الدُّخُولُ إِلَى النَّارِ وَبِئْسَ القَرَارُ ، وَيَشْهَدُ بِقُبْحِ
مَا قُلْتُهُ وَبَيَّنْتُهُ مَا مَرَّ مِنْ تَحْذِيرِ النَّبىِّ (صلى الله عليه
وآله) عَنْ حُبِّكَ وَالاسْتِكْثَارِ مِنْكَ وَمَا سَيَأْتِي ، وَقَدْ وَرَدَ فِي ذَمِّ
الْحِرْصِ وَالْبُخْلِ ، وَالنَّهْي عَنْهُمَا جُمْلَةٌ مِنَ الرِّوَايَاتِ الْمُتَكَاثِرَةِ
وُرُوداً عَنِ العِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ عليهمالسلام
التِي فِيهَا مَا رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام
: (لاَ
تَحْرِصْ
عَلَى شَيء لَوْ تَرَكْتَهُ لَوَصَلَ إِلَيكَ ، وَكُنْتَ عِنْدَ اللهِ مُسْتَرِيحاً
مَحْمُوداً بِتَرْكِهِ ، ومَذْمُوماً بِاسْتِعْجَالِكَ فِي طَلَبِهِ)
، وَقَالَ النبيُّ (صلى الله عليه وآله) : (الْحَرِيصُ مَحْرُومٌ ، وهُوَ مَعَ حِرْمَانِهِ
مَذْمُومٌ فِي أَيِّ شَيء كَانَ ، وَكَيْفَ لاَ يَكُونُ مَحْرُوماً؟ وَقَدْ فَرَّ مِنْ
وَثَاقِ اللهِ ، وَخَالَفَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، حَيْثُ يَقُولُ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ : (الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ
رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ)
،
والْحَرِيصُ بَيْنَسَبْعِ آفَات صَعْبَة
: فِكْرٌ يَضُرُّ بَدَنَهُ وَلاَ يَنْفَعُهُ ، وَهْمٌ لاَ يَتَمُّ لَهُ أَقْصَاهُ ،
وَتَعَبٌ لاَ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ إلاّ عِنْدَ المَوْتِ ، وَيَكُونُ عِنْدَ الرَّاحَةِ
أَشَدَّ تَعَباً ، وَخَوْفٌ لاَ يُورِثُهُ إلاّ الوُقُوعَ فِيهِ ، وَحُزْنٌ قَدْ كَدَّرَ
عَلَيهِ عَيْشَهُ بِلا فَائِدَة ، وَحِسَابٌ لاَ يُخَلِّصُهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ إلاّ
أَنْ يعْفُوَ اللهُ عَنْهُ ، وَعِقَابٌ لاَ مَفَرَّ لَهُ مِنْهُ وَلاَ حِيلَةَ ، والْمُتوكِّلُ
عَلَى اللهِ يُمْسِي وَيُصْبِحُ فِي كَنَفِ اللهِ تَعَالَى ،
__________________
وهُوَ
مِنْهُ فِي عَافِيتِهِ ، وَقَدْ عَجَّلَ اللهُ كِفَايَتَهُ ، وَهَيَّأَ لَهُ مِنَ الدَّرَجَاتِ
مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ ، والحِرْصُ مَا يَجْرِي فِي مَنَافِذِ غَضَبِ اللهِ)
،
وَإِنَّ (أَغْنَى النَّاسِ مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْحِرْصِ
أَسِيراً)
، وَالْحَرِيصُ الْجَشِعُ أَشَدُّ حَرَارَةً مِنَ النَّارِعَلَى
الدُّنْيَا ، وَهُوَ أَذَلُّ الذُّلِّ ، وَقَالَ عليهالسلام
: (حُرِمَ
الحَرِيصُ خِصْلَتَينِ ، وَلَزِمَتْهُ خِصْلَتَانِ ؛ حُرِمَ الْقَناعَةُ ؛ فَافْتَقَدَ
الرَّاحَةَ ، وَحُرِمَ الرِّضَا ؛ فَافْتَقَدَ اليَقِينَ)
، وَقَالَ عليهالسلام
: (مِنْ
عَلامَاتِ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنِ وقَسْوَةُ الْقَلْبِ وشِدَّةُ الْحِرْصِ
فِي طَلَبِ الدُّنْيَا والإِصْرَارُ عَلَى الذَّنْبِ)
، (وَإِنَّ
صَلاحَ أَوَّلِ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالزُّهْدِ وَاليَقِينَ ، وَهَلاكُ آخِرِهَا بِالشُّحِّ
وَالأَمَلِ)
، وَقَالَ عليهالسلام
: (يَهْرَمُ
ابْنُ آدَمَ ، وَيَشِبُّ مَعَهُ اثْنَانِ : الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ ، والْحِرْصُ
عَلَى الْعُمْرِ)
؛ فَإِنْ كَانَ الرِّزْقُ مَقْسُوماً ؛ فَالْحِرْصُ لِمَاذَا؟ وَإِنْ كَانَ الْعُمْرُ
مَعْدُوداً لاَ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ ؛ فَالحِرْصُ عَلَى طُولِ الأَمَلِ لِمَاذَا؟
فَمَنْ طَالَ أَمَلُهُ سَاءَ عَمَلُهُ ، وَمَنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِالدُّنْيَا تَعَلَّقَ
بِهَا بِثَلاثُ خِصَال ؛ هَمٌّ لاَ يُغْنِي ، وَأَمَلٌ لاَ يُدْرَكُ ، وَرَجاءٌ لاَ
يُنَالُ ، و (لَمَّا
هَبَطَ
نَوحٌ عليهالسلام
مِنَ
السَّفِينَةِ أَتَاهُ إِبْلِيسُ ؛ فَقَالَ لَهُ : مَا
__________________
فِي
الأَرْضِ رَجُلٌ أَعْظَمُ مِنَّةً عَلَيَّ مِنْكَ ، دَعَوْتَ اللهَ عَلَى هؤُلاءِ الفُسَّاقِ
فَأَرَحْتَنِي مِنْهُمْ ، أَلاَ أُعْلِمُكَ خِصْلَتَينِ : إِيَّاكَ وَالْحَسَدَ فَهُوَ
الذِي عَمِلَ بِي مَا عَمِلَ ، وَإِيَّاكَ وَالْحِرْصَ فَهُوَ الذِي عَمِلَ بِآدَمَ
مَا عَمِلَ)
، وَالْحِرْصُ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الرُّوَايَاتِ
، وَأَمَّا مَا وَرَدَ فِي ذَمِّ البُخْلِ وَمَعايِبِهِ ؛ فَهُوَ أَكْثَرُ شَيء وُرُوداً
؛ فَمِنَ الكِتَابِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ
وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً)
، وَقَالَ الصَّادِقُ عليهالسلام
: (حَسْبُ
الْبَخِيلِ مِنْ بُخْلِهِ سُوءُ الظَّنِّ بِرَبِّهِ)
، وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنينَ عليهالسلام
: (الْبُخْلُ
عَارٌ)
، وَقَالَ عليهالسلام
: (الْبُخْلُ
جَامِعٌ لَمَساوِئِ الْعُيوبِ ، وَهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى كُلِّ سُوء)
، وَقَالَ رَسُولُهُ (صلى الله عليه وآله) : (السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ
النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللهِ بَعِيدٌ مِنَ
النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ)
؛ ثُمَّ قَالَ : (قَالَ
اللهُ عَزَّ وَجلَّ حُرِّمَتِ الْجَنَّةُ عَلَى المَنَّانِ وَالبَخِيلِ ، وَالقَتَّاتِ)
، وَأَقَلُّ النَّاسِ
__________________
رَاحَةً البَخِيلُ ، وَأَبْخَلُ
النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِمَا فَرَضَ اللهُ عَليهِ ، وَقَالَ (صلى الله عليه وآله) :
(مَحَقَ
الإِيمانَ مَحقَ الشُّحِّ شيءٌ ، إنَّ لِهذَا الشُّحِّ دَبيباً كَدَبيبِ النَّملِ ،
وشُعَباً كَشُعَبِ الشِّركِ)
، وَخِصْلَتانِ لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِن البُخْلُ وَسُوءُ الْخُلُقِ ،
وَقَالَ عليهالسلام
: (المُوبِقَاتُ
ثَلاثٌ : شُحٌّ مُطَاعٌ ، وَهَوَى مُتَّبَعٌ ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ)
، وَالشُّحُّ المُطَاعُ سُوءُ الخُلُقِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلاَ يُؤْمِنُ رَجُلٌ
فِيهِ الشُّحُّ وَالحَسَدُ وَالْجُبْنُ ، وَلاَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَاناً ، وَلاَ
حَرِيصاً ، وَلاَ شَحِيحاً ، وَ (سَمِعَ عَلِيٌّ
عليهالسلام
رَجُلا
يَقُولُ : الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ ، فَقَالَ : كَذِبْتَ ؛ إِنَّ
الظَّالِمَ يَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ ، وَيَرِدُّ الظُّلامَةَ عَلَى أَهْلِهَا
، والشَّحِيحُ إِذَا شَحَّ مَنَعَ الزَّكَاةَ وَالصَّدَقَةَ ، وَصِلَةَ الرَّحِمِ ،
وإِقْرَاءَ الضَّيْفِ ، والنَّفَقَةَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَأَبْوَابَ البِرِّ ، وَحَرَامٌ
عَلَى الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَهَا شَحِيحٌ)
، وَقَالَ عليهالسلام
: (اِيَّاكُمْ
وَالشُّحَّ ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالشُّحِّ ؛ أَمَرَهُمْ بِالْكَذِبِ
فَكَذَبُوا ، وَأَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ فَظَلَمُوا ، وَأَمَرَهُمْ بِالقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا)
، [وَ] إِنَّ (السَّخَاءَ
شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ ؛ أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْن مِنْهَا
قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الجَنَّةِ ، وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ فِي النَّارِ ؛ أَغْصَانُهَا
فِي الدِّنْيَا مَنْ
__________________
تَعَلَّقَ
بِغُصْن مِنْهَا قَادَهُ ذَلِكَ الغُصْنُ إِلَى النَّارِ)
وقال (صلى الله عليه وآله) : (شَابٌّ
سَخِيٌّ مُرْهَقٌ فِي الذُّنُوبِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ شَيْخ عَابِد
بَخِيل).
إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَخْبَارِ وَالأَحَادِيثِ
التِي هِيَ صَرِيحَةٌ بِمَا قُلْتُ ، وَاضِحَةٌ بِمَا بَيَّنتُ ، وَلَوْ التَفتَّ أَيُّها
الغِنَى إِلَى مَا وَرَدَ فِي شَأْنِكِ وَشَأْنِ مَنِ اتَّصَفَ بِكَ وَاعْتَمَد عَلَيْكَ
، لَوَارَيْتَ شَخْصَكَ وَمِثَالَكَ عَمَّنْ عَرَفَ خَواصَّكَ الذَّاتِيَةَ وَلَوازِمَكَ
العَرَضيَّةَ التِي كَانَتْ قُرَّةَ عَينِ الشَّيْطَانِ ، وَثَمَرَةَ فُؤادِهِ وَسَهْمِهِ
، وَأَنْتَ الهَمُّ والنَّارُ ، وَأَنْتَ تُنْسِي الذُّنُوبَ وَتُقَسِّي القُلُوبَ
، وَأَنْتَ الـمُذْهِبُ بِالدِّينِ ، وَالمُفِيضُ الكْفَرَ بَيْنَ العَالَمِينَ ، وَأَنْتَ
المَلْعُونُ عَلَى لِسَانِ الصَّادِقِ الأَمِينِ.
(فِي ذَمِّ الدِّينارِ
وَالدِّرْهَمِ ، وَعِلَّةِ تَسْمِيتِهَا بِذَلِكَ)
وَيَدُلُّ عَلَى مَا ذَكَرْتُهُ فِي شَأْنِكَ
مَا عَنِ ابْنِ عَبَّاس : (إِنَّ
أَوَّلَ دِرْهَم وَدِينَار ضُرِبَا فِي الأَرْضِ نَظَرَ إِلَيهِمَا إِبْليسُ ؛ فَلَمَّا
عَايَنَهُمَا أَخَذَهُمَا فَوَضَعُهُمَا عَلَى عَيْنَيْهِ ؛ ثُمَّ ضَمَّهُمَا إِلَى
صَدْرِهِ ؛ ثُمَّ صَرَخَ صَرْخَةً ؛ ثُمَّ ضَمَّهُمَا إِلَى صَدْرِهِ ؛ ثُمَّ قَالَ
: أَنْتُمَا قُرَّةُ عَيْنِي ، وَثَمَرَةُ فُؤادِي ، مَا أُبَالِي مِنْ بَنِي آدَمَ
إِذَا أَحَبُّوكُمَا وَلَمْ يَعْبُدُوا وَثَناً ، حَسْبِي مِنْ بَنِي آدَمَ أَنْ
__________________
يُحِبُّوكُمَا)
، (وَأَتَى
يَهُودِيُّ أَمِيرَ الْمُؤمِنينَ
عليهالسلام
فَسَألَهُ
عَنْ مَسائِلَ ؛ فَكَانَ فِي مَا سَأَلَهُ لِمَ سُمِّيَ الدِّرْهَمُ دِرْهَماً والدِّيْنَارُ
دِيْنَاراً؟ فَقَالَ عليهالسلام : إنَّما سُمِّيَ
الدِّرْهَمُ دِرْهَماً ؛ لأنَّهُ دَارُ هَمٍّ ، مَنْ جَمَعَهُ وَلَمْ يُنْفِقْهُ فِي
طَاعَةِ اللهِ أَوْرَثَهُ النَّارَ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الدِّيْنَارُ دِينَاراً ؛
لأنَّهُ دَارُ النَّارِ ، مَنْ جَمَعَهُ وَلَمْ يُنْفِقْهُ فِي طَاعَةِ اللهِ أَوْرَثَهُ
النَّارَ)
، وقَالَ الصَّادِقُ عليهالسلام
: (لَعَنُ
اللهُ الذَّهَبَ والفِضَّةَ لاَ يُحِبُّهُمَا إلاّ مَنْ كَانَ مِنْ جِنْسِهِمَا ؛ قِيلَ
لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ الذَّهَبُ والفِضَّةُ؟! قَالَ : بَلَى ، الذَّهَبُ الذِي ذَهَبَ
بالدِّينِ ، والفِضَّةُ الذِي أَفَاضَ الكُفْرَ)
، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) : (مَا بَلَى اللهُ العِبَادَ
بِشَيء أَشَدُّ عَلَيهِمْ مِنْ إِخْرَاجِ الدِّرْهَمِ وَالدِّيْنَارِ ؛ مَلْعُونٌ ،
مَلْعُونٌ مَنْ عَبدَ الدِّينارَ والدِّرْهَمَ ؛ فَيَمْنَعُ مِنْهُمَا زَكَاةَ مَالِهِ
وَيَبْخَلُ بِمُواسَاةِ إِخْوانِهِ ، والدِّيْنارُ دَاءُ الدِّينِ ، والعَالِمُ طَبِيبُ
الدِّينِ ؛ فَإِذَا رَأَيتُمُ الطَّبِيبَ يَجرُّ الدَّاءَ إِلَى نَفْسِهِ ؛ فَاتَّهِمُوهُ
، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ غَيْرُ نَاصِح لِغَيرِهِ)
، وقال عليهالسلام
: (الفِتَنُ
ثَلاثٌ : حُبُّ النِّسَاءِ وَهُوَ سَيْفُ الشَّيْطَانِ ، وَشُرْبُ الخَمْرِ وَهُوَ
فَخُّ الشَّيْطانِ ، وَحُبُّ الدِّينارِ والدِّرْهَمِ وَهُوَ سَهْمُ الشَّيْطَانِ ؛
فَمَنْ أَحَبَّ النِّسَاءَ لَمْ ينْتَفِعْ بِعَيْشِهِ ؛ وَمَنْ أَحَبَّ الأَشْرِبَةَ
حُرِّمَتْ عَلَيهِ الجَنَّةُ وَمَنْ أَحَبَّ الدِّينارَ والدِّرْهَمَ ؛ فَهُوَ عَبْدُ
الدِّينارِ)
، وَقَدْ
__________________
بَاعَ دِينَهُ بِهِمَا
، (وسُئِلَ
الباقرُ عليهالسلام
عَنِ
الدَّنَانِيرِ ، وَالدَّرَاهِمِ وَمَا عَمَلَ النَّاسُ فِيهَا ؛ فَقَالَ
عليهالسلام
:
هِيَ خَواتِيمُ اللهِ فِي أَرْضِهِ ، جَعَلَهَا اللهُ مَصْلَحَةً لِخَلْقِهِ ،
وَبِهَا تَسْتَقِيمُ شُؤونُهُمْ وَمَطالِبُهُمْ ؛ فَمَنْ أَكْثَرَ لَهُ مِنْهَا فَقَامَ
بِحَقِّ اللهِ تَعاَلَى فِيهَا وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ فَذَاكَ الذِي طَابَتْ وَخَلُصَتْ
لَهُ ، وَمَنْ أَكْثَرَ لَهُ مِنْهَا فَبَخِلَ بِهَا َولَمْ يُؤَدِّ حَقَّ اللهِ
فِيهَا واتَّخَذَ مِنْهَا الآنِيَةَ والأَبْنِيَةَ فَذَاكَ الذِي حَقَّ عَليهِ
وَعِيدُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى :
(يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ
جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ
لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ))
، ولمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) : (كُلُّ مَال يُؤَدَّى زَكَاتُهُ
فَلَيْسَ بِكَنْز ، وإِنْ كَانَ تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ ، وَكُلُّ مَال لاَ يُؤَدَّى
زَكَاتُهُ فَهُوَ كَنْزٌ ، وَإِنْ كَانَ فَوْقَ الأَرْضِ)
، (وَقَدْ
أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى
عليهالسلام
لاَ
تَفْرَحْ بِكَثْرَةِ المَالِ ، وَلاَ تَدَعْ ذِكْرِي عَلَى كُلِّ حَال ؛ فَإِنَّ كَثْرةَ
المَالِ تُنْسِي الذُّنُوبَ ، وَتَرْكُ ذِكْرِي يُقَسِّي القُلُوبَ)
، وَكَانَ أَبُو ذَرّ الغَفَارِيُّ رحمهالله
يَغْدُو كُلَّ يَوم وَهُوَ بالشَّامِ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ بَشِّرْ أَهْلَ المَكْنُوزِ
بِكَيٍّ فِي الجِبَاهِ ، وَكيٍّ بِالجُنُوبِ ، وَكَيّ بالظُّهُورِ أَبَداً حتَّى يَتَردَّدَ
الحَرِيقُ فِي
__________________
أَجْوَافِهِمْ
، وَقَالَ الرِّضَا عليهالسلام
: (لاَ
يَجْتَمِعُ الْمَالُ إلاّ بِخِصَال خَمْس : بُخْلٌ شَدِيدٌ ، وَأَمَلٌ طَوِيلٌ ، وَحِرْصٌ
غَالِبٌ ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ ، وَإِيْثَارُ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ)
، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الرُّوَاياتِ وَالأَخْبَارِ الجَارِيَةِ فِي حَلْبَةِ هَذَا
المِضْمَارِ عَنِ النَّبىِّ وَآلِهِ العِتْرَةِ الأَبْرَارِ عليهمالسلام ، فَأقْلِعْ أَيُّها
المُخَاصِمُ عَمَّا كُنْتَ فِيهِ ، وَكُفَّ عَنْ غَيِّكَ وَبَغْيِكَ ؛ أَمَا عَلِمْتَ
أنَّ كُلَّ بَاغ يُصْرَعُ بِغَيِّهِ ، وَاكْتَفِ مِنِّي بِمَا لَكَ أَبْدَيْتُهُ ،
وَلاَ تَضْطَرّنِي إِلَى تِبْيَانِ مَا عَلَيكَ أَخْفَيتُهُ ، وَدَعْهُ مَكْنُوناً
بِخِزَانَةِ الضَّمِيرِ ، وَلاَ يُنِبئُكَ عَنْهُ مِثْلُ خَبِير.
(فِي مَحَاسِنِ الْفَقْرِ
، وَمَدْحِ الْفُقَرَاءِ وَثَوَابِهِمْ)
ثُمَّ
طَفِقَ
الْفَقْرُ مُخَاطِباً الْغِنَى
: وَأَمَّا مَا نَسَبْتَهُ لِي فِيهِ مِنْ ذَمِيمِ الْخِصَالِ ، وَقَبِيحِ الصِّفَاتِ
وَالفِعَالِ ؛ فَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي عَنْهَا ، وَقَدْ جَلَّ مَنْ لاَ عَيْبَ فِيهِ
وَعَلا ، وَلَوْ تَأَمَّلْتَ بِعَيْنِ بَصِيرَتِكَ وَثَاقِبِ فِكْرَتِكِ إِلَى قَوْلِ
سَيِّدِ المُرْسَلِينَ ، وَكَلامِ خَاتَمِ النَّبيِّينَ (صلى الله عليه وآله) فِي شَأْنِي
وَحَسْبِي فِيهِ شَرَفاً ، وَفَخْراً ، وَجَلالَةً مِمَّا فِيَّ وَقَدْراً لأَحْجَمْتَ
عَنِ الكَلامِ مَدَى الشُّهُورِ وَالأَعْوَامِ ؛ حَيْثُ قَالَ (صلى الله عليه
وآله) : (الفَقْرُ
فَخْرِي ، وَبِهِ أَفْتَخِرُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ)
، وَقَالَ (صلى الله عليه وآله) : (فِي مُنَاجَاةِ مُوسَى : يَا
__________________
مُوسَى
إِذَا رَأَيْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلاً فَقُلْ مَرْحَباً بِشِعَارِ الصَّالِحِينَ ، وإِذَا
رَأَيْتَ الْغِنَى مُقْبِلاً فَقُلْ ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُه)
، وَ (سُئِلَ
النَّبىُّ (صلى الله عليه وآله) أَيْضاً عَنِ
الفَقْرِ ؛ فَقَالَ : هُوَ خِزَانَةٌ مِنْ خَزَائِنِ اللهِ تَعَالَى ؛ فَقِيلَ لَهُ
ثَانِياً مَا الفَقْرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : كَرَامَةٌ مِنَ اللهِ ؛ فَقِيلَ
لَهُ ثَالِثاً مَا الفَقْرُ؟ فَقَالَ (صلى
الله عليه وآله) :
الفَقْرُ شيءٌ لاَ يُعْطِيهِ اللهُ إلاّ نَبيّاً مُرْسَلاً ، أَوْ مُؤْمِناً كَرِيماً
[علَى اللهِ تَعَالَى])
، (فَقَامَ
رَجُلٌ مِنْ أَصْحابِهِ وَهُوَ أَبُو هُرَيرَة
؛
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا جَزَاءُ مُؤمِن فَقِير يَصْبِرُ عَلَى فَقْرِهِ؟ فَقَالَ
: إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفاً مِنْ يَاقُوت أَحْمَرَيَنْظُرُ إِليهَا أَهْلُ
الجَنَّةِ كَمَا يَنْظُرُ أَهْلُ الأَرْضِ إِلَى نُجُومِ السَّمَاءِ لاَ يَدْخُلُ
فِيهَا إلاّ نَبِيٌّ فَقِيرٌ أَوْ شَهِيدٌ فَقِيرٌ أَوْ مُؤْمِنٌ فَقِيرٌ)
، وَقَالَ عَلىٌّ أَمِيرُ المؤْمِنينَ عليهالسلام
: (الفَقْرُ
مَخْزُونٌ عِنْدَ اللهِ بِمَنْزِلَةِ الشَّهَادَةِ يؤْتِيهِ اللهُ مَنْ يَشَاءُ)
،
__________________
وَقَالَ الصَّادِقُ عليهالسلام : (الْمَصَائِبُ مِنَحٌ مِنَ
اللهِ ، والفَقْرُ مَخْزُونٌ عِنْدَ اللهِ)
، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله)لعليٍّ عليهالسلام
: (يَا
عَلِيُّ إِنَّ الله جَعَلَ الْفَقْرَ أَمَانَةً عِنْدَ خَلْقِه فَمَنْ سَتَرَه أَعْطَاه
اللهُ مِثْلَ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ومَنْ أَفْشَاهُ إِلَى مَنْ يَقْدِرُ عَلَى
قَضَاءِ حَاجَتِه فَلَمْ يَفْعَلْ فَقَدْ قَتَلَه أَمَا إِنَّه مَا قَتَلَه بِسَيْف
ولاَ رُمْح ولَكِنَّه قَتَلَه بِمَا نَكَى مِنْ قَلْبِه)
، وَقَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنينَ عليهالسلام
: (الْفَقْرُ
أَزْيَنُ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْعِذَارِ عَلَى خَدِّ الْفَرَسِ)
، وَقَالَ (صلى الله عليه وآله) : (اللهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِيناً ، وَأَمِتْنِي
مِسْكِيناً ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ)
، وأَمَّا مَا وَرَدَ مِنَ الأَخْبَارِ عَنِ الأَئِمَّةِ الأَطْهَارِ عليهمالسلام فِي شَأْنِ مَنِ انْتَسَبَ
إِلىَّ وَاتَّصَفَ بِي ، وَحَلَلْتُ فِي سَاحَتِهِ ؛ فَحَسْبُكَ دَلِيلاً عَلَى رِفْعَةِ
شَأْنِهِ وَجَلالَةِ قَدْرِهِ وَعُلُوِّ مَنْزِلَتِهِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى فِي
الآخِرَةِ قَولُهُ (صلى الله عليه وآله)أَيْضاً : (الْفُقَرَاءُ مُلُوكُ أَهْلِ الجَنَّةِ)
، وَقَالَ الصَّادِقُ عليهالسلام
: (قَالَ
إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُسْلِمِينَ يَتَقَلَّبُونَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ
بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً ، ثُمَّ قَالَ : سَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلَ ذَلِكَ : إِنَّمَا
مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ سَفِينَتَيْنِ مُرَّ بِهِمَا عَلَى عَاشِر فَنَظَرَ فِي إِحْدَيهِمَا
فَلَمْ يَرَ فِيهَا شَيْئاً فَقَالَ : أَسْرِبُوهَا ،
__________________
ونَظَرَ
فِي الأُخْرَى فَإِذَا هِيَ مَوْقُورَةٌ فَقَالَ احْبِسُوهَا)
وقال عليهالسلام
: (إِنَّ
الله عَزَّ وجَلَّ يَلْتَفِتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ
شَبِيهاً بِالْمُعْتَذِرِ إِلَيْهِمْ فَيَقُولُ وعِزَّتِي وجَلالِي مَا أَفْقَرْتُكُمْ
فِي الدُّنْيَا مِنْ هَوَان بِكُمْ عَلَيَّ ولَتَرَوُنَّ مَا أَصْنَعُ بِكُمُ الْيَوْمَ
فَمَنْ زَوَّدَ أَحَداً مِنْكُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا مَعْرُوفاً فَخُذُوا بِيَدِه
فَأَدْخِلُوه الْجَنَّةَ ، قَالَ : فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ : يَا رَبِّ إِنَّ أَهْلَ
الدُّنْيَا تَنَافَسُوا فِي دُنْيَاهُمْ فَنَكَحُوا النِّسَاءَ ولَبِسُوا الثِّيَابَ
اللَّيِّنَةَ وأَكَلُوا الطَّعَامَ وسَكَنُوا الدُّورَ ورَكِبُوا الْمَشْهُورَ مِنَ
الدَّوَابِّ فَأَعْطِنِي مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُمْ ، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وتَعَالَى
: لَكَ ولِكُلِّ عَبْد مِنْكُمْ مِثْلُ مَا أَعْطَيْتُ أَهْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ كَانَتِ
الدُّنْيَا إِلَى أَنِ انْقَضَتِ الدُّنْيَا سَبْعُونَ ضِعْفاً)
، وقال عليهالسلام
: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) : (طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالصَّبْرِ وهُمُ
الَّذِينَ يَرَوْنَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ)
وقَالَ (صلى الله عليه وآله) : (يَا
مَعْشَرَ الْمَسَاكِينِ طِيبُوا نَفْساً وأَعْطُوا اللهَ الرِّضَا مِنْ قُلُوبِكُمْ
يُثِبْكُمُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عَلَى فَقْرِكِمْ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَلا ثَوَابَ
لَكُمْ)
وَقَالَ البَاقِرُ عليهالسلام
(اِذَا
كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَمَرَ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى مُنَادِياً يُنَادِي بَيْنَ
يَدَيْه : أَيْنَ الْفُقَرَاءُ؟ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ كَثِيرٌ ، فَيَقُولُ
: عِبَادِي ، فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبَّنَا ، فَيَقُولُ : إِنِّي لَمْ أُفْقِرْكُمْ
لِهَوَان بِكُمْ عَلَيَّ
__________________
ولَكِنِّي
إِنَّمَا اخْتَرْتُكُمْ لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ تَصَفَّحُوا وُجُوهَ النَّاسِ فَمَنْ
صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً لَمْ يَصْنَعْه إلاّ فِيَّ فَكَافُوه عَنِّي بِالْجَنَّةِ)
، وَقَالَ الصَّادِقُ عليهالسلام
: (اِنَّ
اللهَ جَلَّ ثَنَاؤُه لَيَعْتَذِرُ إِلَى عَبْدِه الْمُؤْمِنِ الْمُحْوِجِ فِي الدُّنْيَا
كَمَا يَعْتَذِرُ الأَخُ إِلَى أَخِيهِ ، فَيَقُولُ : وعِزَّتِي وجَلالِي مَا أَحْوَجْتُكَ
فِي الدُّنْيَا مِنْ هَوَان كَانَ بِكَ عَلَيَّ فَارْفَعْ هَذَا السَّجْفَ ـ السِّتْرَ
ـ فَانْظُرْ إِلَى مَا عَوَّضْتُكَ مِنَ الدُّنْيَا ، قَالَ : فَيَرْفَعُ فَيَقُولُ
: مَا ضَرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي مَعَ مَا عَوَّضْتَنِي).
وَقَالَ الصَّادِقُ عليهالسلام
: (إذَا
كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَامَ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ حَتَّى يَأْتُوا بَابَ الْجَنَّةِ
فَيَضْرِبُوا بَابَ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُمْ : مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ
الْفُقَرَاءُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : أقَبْلَ الْحِسَابِ ، فَيَقُولُونَ : مَا أَعْطَيْتُمُونَا
شَيْئاً تُحَاسِبُونَّا عَلَيْه ، فَيَقُولُ اللهَ عَزَّ وجَلَّ : صَدَقُوا ، ادْخُلُوا
الْجَنَّةَ)
، وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَى عليهالسلام
: (اِنَّ
اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ : إِنِّي لَمْ أُغْنِ الْغَنِيَّ لِكَرَامَة بِهِ عَلَيَّ
، ولَمْ أُفْقِرِ الْفَقِيرَ لِهَوَان بِه عَلَيَّ ، وهُوَ مِمَّا ابْتَلَيْتُ بِهِ
الأَغْنِيَاءَ بِالْفُقَرَاءِ ، ولَوْ لاَ الْفُقَرَاءُ لَمْ يَسْتَوْجِبِ الأَغْنِيَاءُ
الْجَنَّةَ)
، وَقَالَ الصَّادِقُ عليهالسلام
: (مَيَاسِيرُ
شِيعَتِنَا أُمَنَاؤُنَا عَلَى مَحَاوِيجِهِمْ ؛ فَاحْفَظُونَا فِيهِمْ يَحْفَظْكُمُ
اللهُ)
، وَعَنْهُ عليهالسلام
إنَّهُ : (قَالَ
الفُقَراءُ لِرَسُولِ اللهِ
(صلى الله عليه وآله) :
اِنَّ الأَغْنِيَاءَ ذَهَبُوا بِالْجَنَّةِ ، يَحُجُّونَ ، وَيَعْتَمِرُونَ ،
__________________
وَيَتصدَّقُونَ
، وَلاَ نَقْدِرُ عَلَيهِ ؛ فَقَالَ(صلى
الله عليه وآله) :
إنَّ مَنْ صَبَرَ وَاحْتَسَبَ مِنْكُمْ تَكُنْ لَهُ ثَلاثُ خِصَالِ لَيْسَ لِلأْغْنِيَاءِ
: أَحَدُهَا : إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفاً يَنْظُرُ إِليهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ كَمَا
يَنْظُرُ أَهْلُ الأَرْضِ إِلَى نُجُومِ السَّمَاءِ ، لاَ يَدْخُلُهَا إلاّ نَبىٌّ
فَقِيرٌ ، أَوْ شَهِيدٌ فَقِيرٌ ، أَوْ مُؤْمِنٌ فَقِيرٌ ، وَثَانِيهَا : يَدْخُلُ
الفُقَرَاءُ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاءِ بَخَمْسمائَةِ عَام ، وَثَالِثُهَا : إِذَا
قَالَ الغَنِيُّ : سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ للهِ ، وَلاَ إِلَهَ إلاّ اللهُ ،
واللهُ أكْبَرُ ، وَقَالَ الفُقَرَاءُ مِثْلَ ذَلِكَ لَمْ يَلْحَقِ الغَنِيُّ الفَقِيرَ
، وإِنْ أَنْفَقَ فِيهَا عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهِم ، وَكَذلِكَ أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلِّهَا
؛ فَقَالُوا : رَضِينَا)
؛ وقَالَ النَّبىُّ (صلى الله عليه وآله) : (يَقُومُ فُقَرَاءُ أُمَّتِي يَومَ القِيَامةِ
؛ وَثِيابُهُمْ خُضْرٌ مَنْسُوجَةٌ بِالدُّرِّ وَاليَاقُوتِ ، وَبِأَيْدِيهِمْ قُضْبانٌ
مِنْ نُور ، يَخْطِبُونَ عَلَى الْمَنابِرِ ؛ فَيَمُرُّ عَلَيهِمُ الأَنْبياءُ فَيَقُولُونَ
: هَؤلاءِ مِنَ المَلائكَةِ ، وَيَقُولُ المَلائِكَةُ هَؤلاءِ مِنَ الأَنْبِياءِ ؛
فَيَقُولُونَ : نَحْنُ لاَ مَلائِكَةَ وَلاَ أَنْبِياءَ ؛ بَلْ نَحْنُ مِنْ فُقَراءِ
أُمَّةِ مُحَمَّد (صلى الله عليه
وآله) ؛
فَيَقُولُونَ بِمَ نِلْتُمْ هَذِهِ الكَرَامَةَ؟ فَيَقُولُونَ لَمْ تَكُنْ
أَعْمَالُنَا شَدِيدَةً ، وَلَمْ نَصُمِ الدَّهْرَ ، وَلَمْ نَقُمِ اللَيْلَ ، وَلَكِنْ
أَقَمْنَا عَلَى الصَّلَواتِ الخَمْسِ ، وَإِذَا سَمِعْنَا بِذِكْرِ مُحمَّد وَآلِ
مُحَمَّد (صلى الله عليه وآله) ؛ فَاضَتْ دُمُوعُنَا
عَلَى خُدُودِنَا)
إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَخْبَارِ المُسْتَفِيضَةِ وُرُوداً عَنِ النَّبيِّ
(صلى الله عليه وآله) ، وآلِهِ الأَئمَّةِ الطَّاهِرينَ عليهمالسلام فِي شَأْنِ مَنِ انْتَسَبَ
إِلَىَّ واتَّصفَ بِي ، مُضَافاً إِلَى مَدْحِ اللهِ تَعَالَى لَهُمْ فِي كِتَابِهِ
الشَّرِيفِ ؛ إِذْ قاَلَ عَزَّ ذِكْرُهُ : (لِلْفُقَرَاءِ
__________________
الَّذِينَ
أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ
الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ
النَّاسَ إِلْحَافاً)
، وَقَالَ سُبْحَانَهُ أَيْضاً مُخَاطِباً نَبيَّهَ (صلى الله عليه وآله) فِي شَأْنِهِمْ
: (وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ
مِنْ شَيْ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيء فَتَطْرُدَهُمْ)
؛ فَقَدْ رَوَى القُمِّيُّ ، قَالَ : (كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا أنَّهُ كَانَ بِالمَدِينَةِ
قَومٌ فُقَرَاءُ مؤْمِنُونَ يُسمَّوْنَ أَصْحابَ الصُّفَّةِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ
(صلى الله عليه وآله) أَمَرَهُمْ أَنْ يَكُونُوا فِي صُفَّة يَأْوونَ إِليهَا ، وَكَانَ
رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) يَتَعَاهَدُهُمْ بِنَفْسِهِ ، وَرُبَّمَا يَحْمِلُ
إِلَيهِمْ مَا يَأْكُلُونَ ، وَكَانُوا يَخْتَلِفُونَ إِلَى رَسُولِ اللهِ (صلى
الله عليه وآله) ، فَيُقَرِّبُهُمْ ، وَيَقْعُدُ مَعَهُمْ ، وَيُؤْنِسُهُمْ ، وَكَانَ
إِذَا جاَءَ الأَغْنِيَاءُ وَالْمُتْرَفُونَ مِنْ أَصْحَابِهِ يُنْكِرُونَ عَلَيْهِ
ذَلِكَ ، وَيَقُولُونَ : اطْرُدْهُمْ عَنْكَ ؛ فَجَاءَ يَوماً رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ
إِلَى رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله)مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ قَدْ لَزِقَ بَرسُولِ
اللهِ (صلى الله عليه وآله) ، وَرَسُولُ اللهِ يُحَدِّثُهُ ؛ فَقَعَدَ الأَنْصَارِيُّ
بِالبُعْدِ مِنْهُمَا ؛ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) : تَقَدَّمْ
، فَلَمْ يَفْعَلْ ؛ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) : لَعَلَّكَ
خِفْتَ أَنْ يُلْزِقَ فَقْرَهُ بِكَ؟! فَقالَ الأَنْصارىُّ : اطْرُدْ هَؤلاءِ عَنْكَ
؛ فَأَنْزَلَ اللهُ : (وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ)
، وَقَالَ عليهالسلام
: (جَاءَ
رَجُلٌ مُوسِرٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ
(صلى الله عليه وآله) نَقِيَّ
الثَّوبِ ؛ فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللهِ
(صلى الله عليه وآله)
؛ فَجَاءَ رَجُلٌ مُعْسِرٌ ، دَرِنُ الثَّوْبِ ؛
__________________
فَجَلَسَ
إِلَى جَنْبِ المُوسِرِ ؛ فقَبَضَ المُوسِرُ ثِيَابَهُ مِنْ تَحْتِ فَخِذَيْهِ ؛ فَقَالَ
لَهُ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه
وآله) :
أَخِفْتَ أَنْ يَمَسَّكَ مِنْ فَقْرِهِ شيءٌ؟! قَالَ : لا ، قَالَ
(صلى الله عليه وآله) : فَخِفْتَ
أَنْ يُوسِّخَ ثِيابَكَ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ
(صلى الله عليه وآله) :
فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرِيناً
يُزيِّنُ لِي كُلَّ قَبِيح ، وَيُقَبِّحُ لِي كُلَّ حَسَن ، وَقَدْ جَعَلْتُ لَهُ نِصْفَ
مَالِي ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
(صلى الله عليه وآله)
لِلْمُعْسِرِ : أَتَقْبَلُ ذلك؟ قَالَ : لاَ ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : وَلِمَ؟ قَالَ
: أَخَافُ أَنْ يَدْخُلَنِي مَا دَخَلَكَ)
، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فِي الأَخْبَارِ النَّاطِقَةِ بِأَنَّ غَالِبَ مَنِ انْتَسَبَ
إِلىَّ وَوُصِفَ بِاسْمِي وَتَحلَّى بِحِلْيَتِي هُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ ، بَلْ
تَأَمَّلْ بِمَا رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ عليهالسلام
(إنَّهُ
قَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا مَوْلاَيَ إِنِّي أُحِبُّكَ ؛ فَمَكَثَ هُنيئَةً
مُطْرِقاً بِرَأْسِهِ ؛ ثُمَّ رَفَعَهُ ؛ وَقَالَ لَهُ صَدَقْتَ ، وَلَكِنْ اتِّخِذْ
للفَقْرِ جِلْبَاباً
،
فَإِنَّهُ لَيْسَ لِمُصّاصِ
شَيعَتِنَا
فِي دَوْلَةِ البَاطِلِ إلاّ القُوتُ ؛ شَرِّقُوا إِنْ شِئْتُمْ أَوْ غَرِّبُوا لَنْ
تُرْزَقُوا إلاّ القُوتَ)
، تَرَى أَنَّ المَخْصُوصَ بِي هُوَ مِنْ شِيعَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ عليهالسلام ، وَمُحِبِّيهِ وَخَاصَّتِهِ
، وَكَفانِي وَكَفاهُمْ بِهَذَا عِزّاً ، وَفَخْراً ، وَشَرْفاً ، ورِفْعَةً ؛ فَلَيْسَ
هُمْ كَأَصْحَابِكَ ، وَمُلازِمِيكَ الطُّغَاتِ البُغَاةِ ، الجُفَاةِ الذِينَ أَكْثُرُهُمْ
أَهْلُ النَّارِ بِحُكْمِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الرُّوَايَاتِ والأَخْبَارِ.
__________________
(فِي بَيَانِ الْحُكُومَةِ
بَيْنَ الفَقْرِ وَالْغِنَى)
فَالْتَفَتَتِ
القُوَّةُ المُتَخيِّلَةُ
إِلَيهِمَا
؛ وَقَالَتْ : قَدْ وَعَيْتُ مَا أَمْلَيْتُمَا ، وَفَهِمْتُ الذِي قُلْتُما ، وَكُلُّ
وَاحِد مِنْكُمَا أَتَى بِمَا مَيَّزَ نَفْسَهُ وَأَتْبَاعَهُ والمُلازِمِينَ لَهُ
بِصِفَات لاَ يُشَارِكُهُ فِيهَا الآخَرُ ، وَلاَ مُلازِمُوهُ وَالمُتَّصِفُونَ بِهِ
؛ وَأَنَا لاَ أَتَصَدَّى لِلْحُكُومَةِ وَرَفْعِ المُخَاصَمَةِ بَيْنَكُمَا حَقَيقَةً
؛ لأنَّنِي وَإِنْ أَدْرَكْتُ المِيزَةَ بَيْنَكُمَا وَالتَّبايُنَ فِي حَقَيقَتِكُمَا
؛ لأنَّ الغِنَى هُوَ رَفْعُ حَاجَةِ الشَّخْصِ عَنْ مِثْلِهِ ، وَسُمِّيَ الغَنِيُّ
بِهِ ؛ لأنَّهُ لَمْ يَحْتَجْ بِوَاسِطَتِهِ إِلَى أَمْثَالِهِ ، وَالفَقْرُ هُوَ الاحْتِيَاجُ
، وبِهِ سُمِّيَ الفَقِيرُ لاحْتِيَاجِهِ إِلَى مِثْلِهِ
غَالِباً ، وَلَكِنْ حَيْثُ أَنَا وَحُكُومَتِي لاَ أَبْرُزُ إِلَى عَالَمِ الوُجُودِ
الخَارِجىِّ ؛ بَلْ غَايَةُ الأَمْرِ إِنِّي أُسمَّى خَيَالاً فِي خَيَال ؛ بَلِ الوَاجِبُ
عَلىَّ أَنْ أَرْفَعَ قِصَّتَكُمَا وَأُوْصِلَ أَمْرَكُمَا وَشَأْنَكُمَا ، وَأُمْلِي
مَا أَبْدَيْتُمَاهُ لِي إِلَى الْحَاكِمِ العَدْلِ الذِي قَوْلُهُ الفَصْلُ ، وَلَيْسَ
الهَزْلَ ، وَهُوَ العَقْلُ ؛ وَأَعْنِي بِهِ العَقْلَ الفِطْرِيَّ الخَالِيَ عَنْ
شَوَائِبِ الأَوْهَامِ ، وَهُوَ الحُجَّةُ الكَامِلَةُ مِنْ حُجَجِ المَلِكِ
العَلاَّمِ ؛ فَهُوَ الذِي إِذَا حَكَمَ بِشَيء وَأَبْرَزَهُ تَلقَّتْهُ بالقَبُولِ
جَمِيعُ الأَنَامِ ، وَارْتَفَعَتْ بِهِ الخُصُومَةُ عَنِ حَوْمَةِ الخِصَامِ عِنْدَ
جَمِيعِ الخَاصِّ والعَامِّ.
__________________
فَقَبِلا مِنْهَا مَا قَالَتْهُ لَهُمَا
مِنَ الكَلامِ ، وَتَوجَّهَتْ بِهِمَا إِلَى سَيِّدِ الحُكَّامِ ، وَأَمْلَتْ عَلَيهِ
جَمِيعَ مَا أَمْلَياهُ مِنَ النَّقْضِ وَالإِبْرَامِ ، وَالحَلِّ وَالإِلْزَامِ ،
وَطَلَبَتْ مِنْهُ إِيْضَاحَ الْحُكْمِ فِي المَقَامِ ؛ لِيَزُولَ الإشْتِبَاهُ وَالإِبْهَامُ
عَنْ وَجْهِ المَرَامِ ؛ فَسَأَلَهُمَا عَنْ صَحَّةِ مَا نَقَلْتُهُ عَنهُمَا ، وَنَسَبْتُهُ
إِلَيْهِمَا ؛ فَأَقَرّا بِمَا بِهِ أَخْبَرَتْ ، وَاعْتَرَفَا بِصِدْقِ مَا نَقَلَتْ
؛ فَقَالَ العَقْلُ لَهُمَا : إِنَّ كُلَّ مَا استَشْهَدْتُمَا بِهِ وَدَلَّلتُما فِيهِ
عَلَى مَطْلُوبَيْكُمَا مِنَ الآيَاتِ وَالأَخْبَارِ ، وُرُودُهُ مِمَّا لاَ مِريَةَ
فِيهِ ، وَلاَ شَكَّ وَلاَ شُبْهَةَ تَعْتَرِيهِ ، غَايَةَ الأَمْرِ أَنَّ بَعْضَهُ
بِحَسَبِ الظَّاهِرِ ؛ وإِنْ كَانَ ظَاهِرُهُ عَامّاً إلاّ أَنَّ مَوْرِدَهُ
خَاصٌّ ، وَبعْضُهُ الآخَرُ خَاصٌّ ، ويُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ مَورِدُهُ عَامّاً ،
والبَعْضُ الآخَرُ قَدْ كَانَ لَفْظُهُ وَمَوْرِدُهُ خَاصّاً ، وأَمَّا مَفْهَومَيْكُمَا
فَهُوَ وَاضِحٌ ؛ وَلاَ نِزَاعَ لِكُمَا فِيهِ ؛ إِذْ كُلُّ وَاحِد مِنْكُمَا مُتَميِّزٌ
عَنِ الآخَرِ لَفْظاً وَمَعْنىً ، وَقَدْ جَلَبَ لَكُمَا النِّزَاعُ وَأثَارَهُ
بَيْنَكُمَا اخْتِلافُ طِبَاعِ المُتَّصِفِينَ بِكُمَا ، والْمُنْتَسِبِينَ لَكُمَا
؛ أَمَّا أَنْتُمَا لَوْ خُلِّيتُمَا وَذَاتَيْكُمَا ؛ فَمَحمُودَانِ ؛ لأَنَّكُمَا
أَمَارَتَانِ مَوْهُوبَتَانِ مِنْ قِبَلِ اللهِ تَعَالَى ، اخْتَبَرَ بِكُمَا مَنْ
يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وجَعَلَكُمَا دَلِيلَيْنِ عَلَى طَاعَةِ المُطِيعِ مِنْهُمْ
، وَمَعْصِيتِهِ لَهُ ؛ فَعُلُوقُ الذَّمِّ بِكُمَا وَالْمَدْحِ لَكُمَا مِنْ جِهَةِ
المَوْهُوبِينَ لَهُمْ ؛ فَأَمَّا مَنِ اتَّصَفَ بِكَ أَيُّهَا الغِنَى وَسَاعَدَهُ
التَّوْفِيقُ الإِلَهىُّ عَلَى امْتِثَالِ أَوَامِرِ خَالِقِهِ وَنَواهِيهِ
فَأَطاَعَهُ وَلَمْ يَعْصِهِ ؛ فَقَامَ يَأْخُذُكَ مِنَ الوُجُوهِ التي أَمَرَهُ اللهُ
بِاكْتِسَابِكَ مِنْهَا ، وَتَرْكَ الوُجُوهَ التي حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ اكْتِسَابَكَ
مِنْهَا ، وأَنْفَقَكَ حَيْثُ أَمَرَهُ اللهُ ، وَتَرْكَ الإنْفَاقَ لَكَ فِي مَا لَمْ
يُرْضِ اللهَ صِرْتَ مَمْدُوحاً مِنْ جِهَتِهِ وَصَارَ هُوَ مَمْدُوحاً مُثَاباً عِنْدَ
اللهِ تَعَالَى ؛ فَأَتَاكَ المَدْحُ التَّامُّ مِنْ جِهَتِهِ ؛ وَأَمَّا مَنْ خَذَلَهُ
التَّوفِيقُ
الإِلهىُّ ؛ فَلَمْ يُطِعْ
خَالِقَهُ ، وَلَمْ يَمتَثِلْ مَا أَمَرَهُ بِهِ رَبُّهُ ، وَخَالَفَ مَوْلاَهُ فِي
مَا نَهَاهُ عَنْهُ ، وَشَغَلَ عَنِ الطَّاعَةِ بَجَمْعِكَ والاستِكْثَارِ مِنْكَ والْتَهَى
بِحِفْظِكَ وَالحِرْصِ عَلَى لَمِّكَ ؛ فَلَمْ يَنْظُرْ إِلَى طَاعَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ
، وَلاَ لِشَيء يَنْفَعُهُ فِي آخِرَتِهِ بَلْ وُدُنْيَاهُ سِوَى الانْهِمَاكِ بِكَ
؛ فَصَارَ مَذْمُوماً مَبْغُوضاً عِنْدَ اللهِ تَعَالَى ، وَصِرْتَ أَنْتَ كَذَلِكَ
مَذْمُوماً بِسَبَبِ صَيْرورَتِكَ عِنْدَهُ ، وَعَلاقَتِهِ بِكَ وَحُبِّهِ لَكَ ؛
فَتكُونَ حِينَهَا مِصْدَاقاً لِقَوْلِ القَائِلِ
:
غَيْرِي جَنَى ، وَأَنا المُعَاقَبُ
فِيكُمُ
|
|
فَكَأَنَّنِي سَبَّابَةُ
الْمُتَندِّمِ
|
فَهَذاَ وَجْهُ تعَلُّقِ المَدْحِ والذَّمِّ
لَكَ وَبِكَ ، وحِينَها فَالآيَاتُ وَالأَخْبَارُ الوَارِدَةُ فِي مَدْحِكَ وذَمِّكَ
إِنَّمَا وَرَدَتْ بِكَ وَبِشَأْنِكَ مِنْ هَذَينِ الجِهَتَينِ.
وَأَمَّا مَنِ اتَّصَفَ بِكَ أَيُّهَا الفَقْرُ
، وَنُسِبَ إِلَيكَ ؛ فَجَمِيعُ مَا قُلْتُهُ فِي الغِنَى جَار بِهِ ؛ فَإنْ كَانَ
مِنْ شِيْمَتِهِ الصَّبْرُ عَلَى مَضَضِكَ ، ولَمْ يَشْكُ خَالِقَهُ إِلَى خَلْقِهِ
ورَاض بِمَا قَسَمَ لَهُ رَبُّهُ ، وَلَمْ يَتْرُكْ وَاجِباً مِمَّا أَوْجَبَهُ عَلَيهِ
اللهُ ، وَلَمْ يَفْعَلْ مُحَرَّماً حَرَّمَهُ اللهُ عَلَيهِ ، وَسَارَ عَلَى الصِّرَاطِ
الذِي أَمَرَهُ اللهُ بالسَّيْرِ فِيهِ ؛ فَهُوَ الْمَمْدُوحُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى
المَرْضِيُّ عَنْهُ ، وَصِرْتُ بِسَبَبِ ذَلِكَ مَمْدُوحاً عِنْدَ اللهِ تَعَالَى أَيْضاً
، وعِنْدَ أُوْلِي الأَلْبَابِ مِنَ الأَوْلِياءِ والصُّلَحاءِ ؛ بَلْ وَالأَنْبِياءِ
__________________
وَالأَوْصِياءِ ، وَأَتَى
إِلَيكَ المَدْحُ مِنْ جِهَةِ عُلْقَتِهِ وَاتِّصَافِهِ بِكَ ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ
بِضِدِّ الأَوَّلِ ؛ فَلَمْ يُظْهِرِ الرِّضَا بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ ، وَتَرَكَ
مَا أَمَرَهُ بِهِ ، وارْتَكَبَ مَا نَهَاهُ عَنْهُ ، ونَكَبَ عَنِ السَّيْرِ فِي الطَّرِيقِ
التِيْ أَمَرَهُ رَبُّهُ بِالسَّيْرِ عَلَى سُنَنِهِ ؛ فَهُوَ المَبْغُوضُ عِنْدَ اللهِ
، وَصَارَ هُوَ الشَّقِيُّ المحْرُومُ ، وَصِرْتَ أَنْتَ بِسَبَبِهِ مذْمُوماً
مَبْغُوضاً للهِ تَعَالَى وَلِكُلِّ أَحَد ، وَعَلى هَذَا ؛ فَالآيَاتُ وَالأَخْبَارُ
الآتِيَةُ فِي مَدْحِكَ ، وَذَمِّكَ ، وَبُغْضِكَ ؛ إِنَّمَا تَوَجَّهَا إِلَيكَ ولِمَنْ
تحَلَّى وَاتَّصَفَ بِكَ مِنْ هَذَينِ الجِهَتَينِ أَيْضاً ، ومِمَّا يشْهَدُ لِقَولِي
وحُكْمِي مَا رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام
: (مَا
أُعْطِيَ عَبْدٌ مِنَ الدُّنْيَا إلاّ اعْتِبَاراً ومَا زُوِيَ عَنْه إلاّ اخْتِبَاراً)
، وَرُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام
أنَّهُ قَالَ : (لاَ
خَيْرَ فِي مَنْ لاَ يُحِبُّ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ حَلال يَكُفُّ بِه وَجْهَه ويَقْضِي
بِه دَيْنَه ويَصِلُ بِه رَحِمَه)
، وَعَنْهُ عليهالسلام
: (لَيْسَ
مِنَّا مَنْ تَرَكَ دُنْيَاهُ لآخِرَتِهِ ، وآخِرَتَهِ لِدُنْيَاهُ)
، وَعَنِ البَاقِرِ عليهالسلام
قَالَ (وَجَدْنَا
فِي كِتَابِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَينِ
عليهالسلام
:
أَلاَ أَنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ، وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ إِذَا
أَدَّوا فَرَائِضَ اللهِ ، وَأَخَذُوا سُنَنَ رَسُولِ
(صلى الله عليه وآله) ،
وَتَورَّعُوا عَنْ مَحَارِمِ اللهِ ، وَزَهِدُوا فِي عَاجِلِ زَهْرَةِ الدُّنْيَا ،
ورَغِبُوا فِي مَا عِنْدَ اللهِ ، وَاكْتَسَبُوا الطَّيِّبَ مِنْ رِزْقِ اللهِ ، لاَ
يُرِيدُونَ التَّفَاخُرَ ، وَالتَّكَاثُرَ ؛ ثُمَّ أَنْفَقُوهُ فِي مَا يَلْزَمُهُمْ
مِنْ حُقُوق وَاجِبَة ؛ فَأُولَئِكَ الذِينَ بَارَكَ اللهُ لَهُمْ فِي مَا
__________________
اكْتَسَبُوا
، وَيُثَابُونَ عَلَى مَا قَدَّمُوا لآخِرَتِهِمْ)
، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) : (قَالَ اللهُ تَعَالَى إِنَّ مِنْ أَغْبَطِ
أوْلِيائِيِ عِنْدِي رَجُلا خَفِيفَ الْحَالِ ذَا حَظٍّ مِنْ صَلاة ، أَحْسَنَ عِبَادَةَ
رَبِّهِ بِالغَيْبِ ، وَكَانَ غَامِضاً فِي النَّاسِ ، جَعَلَ رِزْقَهُ كَفَافاً ؛
فَصَبَرَ عَلَيهِ ، عُجِّلَتْ مَنيِّتُهُ ؛ فَقَلَّ تُرَاثُهُ ، وَقَلَّتْ بَواِكيهِ)
، وَعَنِ البَاِقرِ عليهالسلام
، قَالَ : (يَبْعَثُ
اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ قَوْماً بَيْنَ أَيْدِيهِمْ نُورٌ كَالقَبَاطيِّ ؛ ثُمَّ
يَقُولُ لَهُ كُنْ هَبَاءً مَنَثْوراً ؛ ثُمَّ قَالَ
عليهالسلام
:
أما وَاللهِ إِنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ ، وَيُصَلُّونَ ، وَلَكِنْ كَانُوا إِذَا
عَرَضَ لَهُمْ شيءٌ مِنَ الْحَرَامِ أَخَذُوهُ ، وَإِذَا ذُكِرَ لَهُمْ شيءٌ مِنْ فَضْلِ
أَمِيرِ المُؤْمِنينَ عليهالسلام أَنْكَرُوهُ)
، وقال (صلى الله عليه وآله) : (مَنْ
جَاعَ ، أَوِ احْتَاجَ ؛ فَكَتَمَهُ النَّاسُ ، وَأَفْشَاهُ إِلَى اللهِ كَانَ حَقّاً
عَلَى اللهِ أَنْ يَرْزُقَهُ الرِّزْقَ مِنَ الْحَلالِ)
، وَقَالَ (صلى الله عليه وآله) فِي وَصيَّتِهِ لأبِي ذَرّ : (طُوْبَى للزَّاهِدِينَ
فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ الذِينَ اتَّخَذُوا أَرْضَ اللهِ بِسَاطاً
، وَتُرَابَهَا فِرَاشاً ، ومَاءَهَا طِيباً ، واتَّخَذُوا كِتَابَ اللهِ شِعَاراً
ودِثَاراً ، يَقْرِضُونَ الدُّنْيَا قَرْضاً ، يَا أَبَا ذَرّ حَرْثُ الآخِرَةِ العَمَلُ
الصَّالِحُ ، وَحَرْثُ الدُّنْيَا المَالُ وَالبَنُونَ)
، وقال (صلى الله عليه وآله) : (أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عَبْداً أَخَذَ مِنَ الدُّنْيَا الكَفَافَ ،
__________________
وَصَاحَبَ
فِيهَا العَفَافَ ، وَتَزوَّدَ للرَّحِيلِ ، وتَأَهَّبَ للمَسِيرِ ، أَلاَ وَإنَّ أَعْقَلَ
النَّاسِ عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ ؛ فَأَطَاعَهُ ، وَعَرَفَ عَدوَّهُ ؛ فَأَبْغَضَهُ
، وَعَرَفَ دَارَ إِقَامَتِهِ ؛ فَأَصْلَحَهَا ، وَعَرَفَ سُرْعَةَ رَحِيلِهِ ؛ فَتزوَّدَ
لَهَا ، أَلاَ وَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ مَا صَحِبَهُ التَّقْوَى ، وَخَيْرُ العَمَلِ
مَا تَقَدَّمَ المَنِيَّةَ ، وَأَعْلَى النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ
أَخْوَفُهُمْ مِنْهُ)
، وَقَالَ (صلى الله عليه وآله) : (علَيْكُمْ بِالْقَصْدِ فِي الغِنَى والفَقْرِ
واستَعِينُوا بِبَعْضِ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ)
، وَقَالَ أَمِيرُ المؤْمِنينَ عليهالسلام
مُحَدِّثاً عَنْهُ (صلى الله عليه وآله)(مَنْ تَوفَّرَ حَظُّهُ فِي الدُّنْيا انْتَقَصَ
حَظُّهُ فِي الآخِرَةِ وَإِنْ كَانَ كَرِيماً)
، وَسُئِلَ الصَّادِقُ عليهالسلام
: (الفَقْرُ
مِنَ الدِّينارِ والدِّرْهَمِ؟ فَقَالَ
عليهالسلام
:
لاَ وَلَكِنَّ الفَقْرَ مِنَ الدِّينِ)
، وَقَالَ (صلى الله عليه وآله) : (مَا كَانَ مِنْ وِلْدِ آدَمَ مُؤْمِنٌ إلاّ
فَقِيراً ، وَلاَ كَافِرٌ إلاّ غَنيّاً حتَّى جَاءَ إبْراهِيمُ عليهالسلام ؛ فَقَالَ : رَبُّنا لاَ
تجْعَلْنَا فِتْنَةً للذِينَ كَفَرُوا ؛ فَصيَّرَ اللهُ فِي هَؤلاءِ أَمْوالا وَحَاجَةً
، وَفِي هَؤلاءِ أَمْوالا وَحَاجَةً).
وَأَنْتُمَا إِذَا تَأَمَّلْتُمَا فِي مَا
ذَكَرْتُهُ لَكُمَا مِنَ الأَخْبَارِ تَجِدَانِّهَا ظَاهِرَةً فِي مَا ذَكَرْتُهُ لَكُمَا
، وَعَلَى مَا اسْتَفدْتُهُ مِنْهَا وبَيَّنْتُهُ تَنزِلُ عُمُومَاتُ حُجَجِكُمَا ،
ويتَّضِحُ لَكُمَا دَلاَلةُ الخَاصِّ مِنْهَا عَلَى مَا قُلْتُهُ لَكُمَا ، وفِيكُمَا
؛ فَأَنْتُما لَوْ خُلِّيتُما ونفْسَيْكُمَا التي أَوْجَدَهَا اللهُ سُبْحَانَهُ محْمُودَانِ
جَيِّدَانِ نقيَّانِ ، وكذَلِكَ تَكُونَانِ
__________________
ممْدُوحَينِ محْبُوبَينِ
عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الجِهَةِ الأوْلى التي تعْرُوكُمَا مِنْ حَيْثُ
فِعْلَ المُتَّصفِ بِكُمَا ، نَعْمَ تَكُونَانِ مَبْغُوضَينِ مذْمُومَينِ ممْقُوتَينِ
عِنْدَ اللهِ تَعَالَى وعِنْدَ غَيرِه مِنْ أَرْبَابِ البَصَائِرِ مِنَ الجِهَةِ الثَّانِيَةِ
التِي لَحِقَتْكُمَا مِنْ جِهَةِ فِعْلِ المُتَّصِفِ بِكُمَا.
فَهَذِهِ حُكُومَتِي بَيْنَكُمَا لَمْ أَحِفْ
فِيهَا ، وَلَمْ أجُرْ ، واللهُ عَلَى مَا قُلْتُ شَهِيدٌ ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيء عَلِيمٌ
، يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى.
فَلمَّا سَمِعَا مَا ذَكَرَهُ لَهُمَا ،
وَحَكَمَ بِهِ عَلَيهِمَا ، قَبِلاهُ وانْصَرَفَا عَنْهُ رَاضِيَينِ مَسْرُورَينِ بِمَا
رَفَعَ عنْهُمَا مِنَ النِّزَاعِ والْخُصُومَةِ ، وَقَالاَ : هِيَ حُكُومَةٌ وَنِعْمَتِ
الحُكُومَةُ ؛ فَالأَحْرَى بِنَا أَنْ نَقُولَ : وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ
للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى النَّبىِّ مُحَمَّد خَيْرِ خَلْقِهِ
أَجْمَعينِ ، وآلِهِ الأئمَّةِ الهُدَاةِ المعْصُومين أَبَدَ الآبِدِينَ ، ودَهْرَ
الدَّاهِرينَ.
وَقَدْ وَقَعَ الفَرَاغُ مِنْ تَحْرِيرِ
هَذِهِ الرِّسَالَةِ وَتأْلِيفِهَا بِقَلَمِ مُؤَلِّفِهَا الْعَبْدِ الآثِمِ
مُحَمِّدِ الرِّضَا ابْنِ الْقَاسِمِ ، الشَّهِيرِ بِـ : (الغَرَّاويِّ) فِي دَارِ
الْحَاجِّ أَحْمَدَ ابْنِ الْحَاجِّ فُضَيل مِنْ أَرْضِ الدَّوْرَقِ فِي يَوْمِ الثُّلاثاءِ
؛ اليومِ الثَّامِنِ مِنْ شَهْرِ صَفَر مِنْ شُهُورِ سَنَةِ الأَلْفِ والثَّلاثمَائَةِ
والسَّابِعَةِ والسَّبعِينَ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ ، عَلَى مُهَاجِرِهَا أَلْفُ
سَلام وَتَحيَّة ، وَأَرْجُو مِنْ كُلِّ نَاظِر فِيهَا وَمُطَّلِع عَلَيهَا الإِصْلاحَ
لِمَا وَقَعَ بِهَا مِنْ زَيغِ البَصَرِ ، وَزَلَلِ الفِكَرِ ؛ فَإِنَّ المَعْصُومَ
مَنْ عَهِدَ اللهُ تعَالَى ، وأَسْأَلُ سُبْحَانَهُ العَفْوَ عَمَّا اقْتَرَفْتُهُ
مِنَ الذُّنُوبِ والخَطَايَا بِكَرَمِهِ وعَفْوِهِ وَبِحُرْمَةِ نَبيِّنَا مُحمَّد
وآلِهِ الأَئمَّةِ الطَّاهِرينَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَيهِمْ أَجْمَعِينَ مِنَ
الآنِ إِلَى قِيَامِ يَوْمِ الدِّينِ.
المصادر
١
ـ أصول الكافي : الشيخ الكليني ، تحقيق
: علي أكبر غفّاري ، الطبعة : الخامسة ، سنة الطبع : ١٣٣٦ ش المطبعة ، حيدري ، الناشر
: دار الكتب الإسلامية ـ طهران ـ إيران.
٢
ـ الأعلام : خير الدين بن محمود بن
محمّد بن علي بن فارس ، الزركلي الدمشقي (المتوفّى : ١٣٩٦هـ) ، الناشر : دار العلم
للملايين ، الطبعة : الخامسة عشر ـ أيار/مايو ٢٠٠٢م.
٣
ـ أعيان الشيعة : السيّد محسن الأمين ،
حقّقه وأخرجه وعلّق عليه : السيّد حسن الأمين ، الناشر : دار التعارف للمطبوعات مكان
النشر والناشر : دمشق : مطبعة دمشق ، تاريخ النشر : ١٩٤٥.
٤
ـ الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني :
تحقيق إحسان عبّاس ، دار صادر ، بيروت.
٥
ـ الأمالي : شيخ الطائفة أبي جعفر
محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ، تحقيق وتصحيح : بهراد الجعفري ـ الأستاذ علي أكبر الغفّاري
، الناشر : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة : الأولى.
٦
ـ الأمالي : فخر الشيعة أبي عبدالله
الشيخ المفيد ، الناشر : دار التيّار الجديد ـ دار المرتضى.
٧
ـ أمل الآمل : الحرّ العاملي ، تحقيق
: السيّد أحمد الحسيني ، مطبعة الآداب ـ النجف الأشرف.
٨
ـ إنباه الرواة على أنباه النحاة :
علي بن يوسف القفطي جمال الدين أبو الحسن ، المحقّق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، دار
الفكر العربي ، القاهرة ، مؤسّسة الكتب الثقافية بيروت.
٩
ـ الأنساب : عبد الكريم بن محمّد
بن منصور التميمي السمعاني المروزي ، أبو سعد (المتوفّى : ٥٦٢هـ) ، المحقّق : عبد الرحمن
بن يحيى المعلّمي اليماني وغيره ، الناشر : مجلس دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد
، الطبعة : الأولى ، ١٣٨٢ هـ ـ ١٩٦٢ م.
١٠
ـ إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون :
إسماعيل بن محمّد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي (المتوفّى : ١٣٩٩هـ) ، عنى بتصحيحه
وطبعه على نسخة المؤلّف : محمّد شرف الدين بالتقايا رئيس أمور الدين ، والمعلّم رفعت
بيلكه الكليسى ، الناشر : دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان.
١١
ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار :العلاّمة
الحجّة فخر الأمّة الشيخ محمّد باقر المجلسي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان
، الطبعة الثالثة منقحة ، ١٩٨٣.
١٢
ـ البرهان في تفسير القرآن :
العلاّمة السيّد هاشم البحراني ، حقّقه وعلّق عليه : لجنة من العلماء والمحقّقين الاختصاص
، الناشر : منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، الطبعة : الثانية ٢٠٠٦.
١٣
ـ بصائر الدرجات : الشيخ أبو جعفر محمّد
بن الحسن بن فرّوخ الصفّار ، الناشر : منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، الطبعة :
الأولى ٢٠١٠.
١٤
ـ البلدان : أبو عبدالله أحمد بن
محمّد بن إسحاق الهمذاني المعروفُ بابن الفقيه ، المحقّق : يوسف الهادي ، الناشر :
عالم الكتب ، الطبعة : الأولى ـ ١٤١٦هـ/١٩٩٦م.
١٥
ـ تحف العقول عن آل الرسول :
أبو محمّد الحسن بن علي الحرّاني ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، ١٩٩٦.
١٦
ـ تفسير العيّاشي : المحدّث الجليل محمّد
بن مسعود ابن عيّاش المعروف ـ تصحيح وتعليق : العلاّمة سيّد هاشم المحلاتي ـ طباعة
: منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ـ لبنان ، بيروت.
١٧
ـ تفسير القمّي : الشيخ أبي الحسن علي
بن ابراهيم القمّي ، صحّحه وعلّق عليه وقدّم له : السيّد طيّب الموسوي الجزائري ، الناشر
: مؤسّسة دار الكتاب للطباعة والنشر ، الطبعة : الثالثة.
١٨
ـ تنقيح المقال في علم الرجال :
الشيخ عبدالله المامقاني ، تحقيق واستدراك : الشيخ محيي الدين المامقاني ، الناشر :
مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
لإحياء التراث ، الطبعة : الأولى ١٤٢٣هـ.
١٩
ـ جامع الأخبار أو معارج اليقين وأصول الدين :
الشيخ محمّد بن محمّد السبزواري ، تحقيق : علاء آل جعفر ، الناشر : مؤسّسة آل البيت
عليهمالسلام
لإحياء التراث.
٢٠
ـ جمهرة أنساب العرب : أبو محمّد علي بن أحمد
بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (المتوفّى : ٤٥٦هـ) ، تحقيق : لجنة من العلماء
، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت ، الطبعة : الأولى ، ١٤٠٣/ ١٩٨٣. حكم الإمام
علي عليهالسلام
أو غرر الحكم ودرر الكلم ، تأليف : عبد الواحد الآمدي التميمي ، عني بترتيبه وتصحيحه
: العلاّمة الشيخ حسين الأعلمي ، الناشر : منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ،
الطبعة : الأولى ٢٠٠٢.
٢١
ـ خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب للبغدادي :
عبد القادر بن عمر البغدادي ، (المتوفّى : ١٠٩٣هـ) ، تحقيق وشرح : عبد السلام محمّد
هارون ، الناشر : مكتبة الخانجي ، القاهرة ، الطبعة : الرابعة ، ١٤١٨ هـ ـ ١٩٩٧م.
٢٢
ـ الخصال : الشيخ الصدوق ، تحقيق
: تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفّاري ، سنة الطبع : ١٨ ذي القعدة الحرام ١٤٠٣ ـ ١٣٦٢
ش.
٢٣
ـ الدرر في شرح المختصر :
وهو الشرح الصغير على مختصر خليل وبهامشه شفاء العليل في حلّ مقفل خليل (ط.أوقاف قطر)
، المؤلّف : بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر الدميري أبو البقاء ـ ابن غازي
المكانسي ، المحقّق : حافظ بن عبد الرحمن خير ، أحمد بن عبد الكريم نجيب ، سنة النشر
:١٤٣٥ ـ٢٠١٤ ، رقم الطبعة : ١.
٢٤
ـ ديوان المتنبّي : دار بيروت للطباعة والنشر
، ١٩٨٣.
٢٥
ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة :
الشيخ آغا بزرك الطهراني ، الناشر : دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة
: الثالثة ١٩٨٣م.
٢٦
ـ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني :
شهاب الدين محمود ابن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفّى : ١٢٧٠هـ) ، المحقّق : علي
عبد الباري عطية ، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت ، الطبعة : الأولى ، ١٤١٥ هـ.
٢٧
ـ روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات :
الميرزا محمّد باقر الموسوي الخوانساري الأصبهاني ، الناشر : الدار الإسلامية ، الطبعة
: الأولى منقّحة ومصحّحة ١٩٩١.
٢٨
ـ الروض المعطار في خبر الأقطار :
أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن عبد المنعم الحِميرى (المتوفّى : ٩٠٠هـ) ، المحقّق
: إحسان عبّاس ، الناشر : مؤسّسة ناصر
للثقافة ـ بيروت ـ طبع
على مطابع دار السراج ، الطبعة : الثانية ، ١٩٨٠ م.
٢٩
ـ رياض العلماء وحياض الفضلاء :
الميرزا عبدالله أفندي الأصفهاني ، تحقيق : السيّد أحمد الحسيني الأشكوري ، باهتمام
: السيّد محمود المرعشي ، الناشر : مطبعة الخيّام ، الطبعة : الأولى ١٤٠١هـ.
٣٠
ـ الزهد : أبو محمّد الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي
، تحقيق وإخراج وتنظيم : الميرزا غلام رضا عرفانيان ، الناشر : المطبعة العلمية ، الطبعة
: الأولى ١٣٩٩هـ.
٣١
ـ الزاهر في معاني كلمات الناس :
محمّد بن القاسم بن محمّد بن بشار ، أبو بكر الأنباري (المتوفّى : ٣٢٨هـ) ، المحقّق
: د. حاتم صالح الضامن ، الناشر : مؤسّسة الرسالة ـ بيروت ، الطبعة : الأولى ، ١٤١٢
هـ ـ١٩٩٢.
٣٢
ـ سنن الترمذي : محمّد بن عيسى بن سَوْرة
بن موسى بن الضحّاك ، الترمذي ، أبو عيسى (المتوفّى : ٢٧٩هـ) ، المحقّق : بشّار عوّاد
معروف ، الناشر : دار الغرب الإسلامي ـ بيروت ، سنة النشر : ١٩٩٨م.
٣٣
ـ شرح الشافية : رضي الدين محمّد بن الحسن
الأستراباذي النحوي المتوفّى سنة ٦٨٦هـ ، تحقيق الأساتذة : محمّد محيي الدين عبد الحميد
، محمّد نور الحسن ، محمّد الزفزاف ، دار الكتب العلمية ١٤٠٢هـ ١٩٨٢م.
٣٤
ـ شعراء الغري (النجفيّات) :
علي الخاقاني ، الناشر : قم ، ١٤٠٨ ، الطبعة : ١.
٣٥
ـ شهداء الفضيلة الشيخ عبد الحسين الأميني النجفي :
مؤسّسة الوفاء ـ بيروت.
٣٦
ـ الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية :
أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري الفارابي (المتوفّى : ٣٩٣هـ) ، تحقيق : أحمد عبد
الغفور عطّار ، الناشر : دار العلم للملايين بيروت ، الطبعة : الرابعة ١٤٠٧ هـ ـ ١٩٨٧
م.
٣٧
ـ طبقات أعلام الشيعة : الشيخ أغا بزرك الطهراني
، الناشر : دار إحياء التراث
العربي ، الطبعة : الأولى
١٤٣٠هـ.
٣٨
ـ علل الشرائع : الشيخ الصدوق ، الناشر
: دار المرتضى ـ بيروت ، الطبعة : الأولى ٢٠٠٦.
٣٩
ـ علي في الكتاب والسنّة والأدب :
حسين الشاكري ، ١٤١٨ هـ.
٤٠
ـ عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية :
ابن أبي جمهور محمّد بن علي ابن إبراهيم الأحسائي ، تحقيق : الآغا مجتبى العراقي ،
الناشر : انتشارات سيّد الشهداء ، الطبعة : الأولى ١٤٠٣.
٤١
ـ عيون أخبار الرضا : الشيخ الصدوق ، الناشر
: انتشارات الشريف الرضي ، الطبعة : الأولى.
٤٢
ـ عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء :
أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفّق الدين ، أبو العبّاس ابن أبي أصيبعة
(المتوفّى : ٦٦٨هـ) ، المحقّق : الدكتور نزار رضا ، الناشر : دار مكتبة الحياة ـ بيروت.
٤٣
ـ الفوائد الرضوية في أحوال علماء المذهب الجعفرية :
الشيخ عبّاس القمّي ، تحقيق : باصر باقري بيدهندي ، الناشر : انتشارات مؤسّسة بوستان
كتاب ، الطبعة : الأولى ١٣٨٥هـ.
٤٤
ـ القاموس المحيط : (ط. الرسالة) ، محمّد
بن يعقوب الفيروز آبادي مجد الدين ، المحقّق : محمّد نعيم العرقسوسي ، الناشر : مؤسّسة
الرسالة ، سنة النشر : ١٤٢٦ ـ ٢٠٠٥.
٤٥
ـ القانون في الطبّ : الحسين بن عبد الله بن
سينا ، أبو علي ، شرف الملك : الفيلسوف الرئيس (المتوفّى : ٤٢٨هـ) ، المحقّق : وضع
حواشيه محمّد أمين الضناوي.
٤٦
ـ قرب الإسناد : الحميري القمّي ، تحقيق
: مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، الطبعة الأولى ١٤١٣هـ. قم ايران.
٤٧
ـ كتاب معاني الأخبار : الشيخ الصدوق أبي جعفر
محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، عنى بتصحيحه : علي أكبر الغفاري ، الناشر
: دار المعرفة للطباعة والنشر.
٤٨
ـ كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار :
السيّد إعجاز حسين النيسابوري الكنتوري ، مع مقدّمة : لسماحة آية الله العظمى المرعشي
النجفي ، الناشر : مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، الطبعة : الثانية.
٤٩
ـ كشف الظنون إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون :
إسماعيل بن محمّد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي (المتوفّى : ١٣٩٩هـ) ، عنى بتصحيحه
وطبعه على نسخة المؤلّف : محمّد شرف الدين بالتقايا رئيس أمور الدين ، والمعلّم
رفعت بيلكه الكليسى ، الناشر : دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان.
٥٠
ـ الكنى والألقاب : الشيخ عبّاس القمّي ،
الناشر : منشورات مكتبة الصدر.
٥١
ـ لسان العرب لسان العرب :
محمّد بن مكرم بن علي ، أبو الفضل ، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعي الإفريقي
(المتوفّى : ٧١١هـ) ، الناشر : دار صادر بيروت ، الطبعة : الثالثة ـ ١٤١٤ هـ.
٥٢
ـ لؤلؤة البحرين : الشيخ يوسف البحراني
، حقّقه وعلّق عليه : السيّد محمّد صادق بحر العلوم ، الناشر : مكتبة فخراوي ، الطبعة
: الأولى ٢٠٠٨.
٥٣
ـ ماضي النجف وحاضرها : العلاّمة المحقّق المرحوم
الشيخ ، جعفر الشيخ باقر آل محبوبه ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٦هـ ـ ١٩٨٦م ، دار الأضواء
، بيروت ـ لبنان.
٥٤
ـ مجمع الأمثال : أبو الفضل أحمد بن محمّد
الميداني النيسابوري ، تحقيق :
محمّد محيي الدين عبد
الحميد ، الناشر : دار المعرفة ـ بيروت.
٥٥
ـ مستدرك نهج البلاغة : الهادي كاشف الغطاء ،
مطبعة الراعي ـ النجف ـ العراق ، الطبعة الأولى ـ ١٣٥٤هـ.
٥٦
ـ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل :
الميرزا حسين النوري الطبرسي ، تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث ، الناشر
: مؤسسة آل البيت عليهمالسلام
لإحياء التراث.
٥٧
ـ مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة :
للإمام جعفر الصادق عليهالسلام
، الناشر : (مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات) ، بيروت ، الطبعة الثالثة ١٤١٣هـ ـ١٩٩٢م.
٥٨
ـ مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال :
أقا بزرك الطهراني ، دار العلوم للنشر ، بيروت الطبة الثانية ، ١٩٨٨.
٥٩
ـ معارج نهج البلاغة : علي بن زيد البيهقي الأنصاري
، تحقيق : أسعد الطيّب/مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية قسم إحياء التراث الإسلامي
، الناشر : بوستان كتاب ، الطبعة : الأولى ١٤٢٢هـ.
٦٠
ـ معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء :
حجّة الإسلام والمسلمين المرحوم الشيخ محمّد حرز الدين ، تعليق : حفيد المؤلّف : الشيخ
محمّد حسين حرز الدين ، نشر : مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، سنة الطبع : ١٤٠٥هـ.
٦١
ـ معجم البلدان : ياقوت بن عبد الله الحموي
شهاب الدين أبو عبد الله ، الناشر : دار صادر ، سنة ١٣٩٧ ـ ١٩٩٣.
٦٢
ـ معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة :
السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي ، مؤسّسة الإمام الخوئي الإسلامية ، الطبعة الأولى.
٦٣
ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف :
د.الشيخ محمّد هادي الأميني ،
المطبوعات النجفية.
٦٤
ـ معجم المطبوعات النجفية منذ دخول الطباعة إلى النجف حتّى الآن :
الشيخ محمّد هادي الأميني ، الناشر : مطبعة الآداب في النجف الأشرف ، الطبعة : الأولى
١٩٦٦م.
٦٥
ـ ١٩٦٩ : كوركيس عواد ، مطبعة الإرشاد ، بغداد ،
١٩٦٩.
٦٦
ـ معجم المؤلّفين معجم المؤلّفين :
عمر رضا كحالة ، الناشر : مؤسسة الرسالة ، سنة النشر : ١٤١٤ ـ ١٩٩٣.
٦٧
ـ المفصّل في تراجم الأعلام :
السيّد أحمد الحسيني الأشكوري ، طبعة ظهور لتوغراف ، نشر ، مجمع الذخائر الإسلاميه
كربلاء المقدّسة ـ الطبعة الأولى سنة ٢٠١٥.
٦٨
ـ من لا يحضره الفقيه : الشيخ الصدوق أبي جعفر
محمّد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمّي ، أشرف على تصحيحه والتعليق عليه : العلاّمة
الشيخ حسين الأعلمي ، الناشر : منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، الطبعة : الأولى
١٩٨٦.
٦٩
ـ نجوم السماء في تراجم العلماء :
محمّد علي آزاد كشميري ، تصحيح وتعليق : ميرهاشم محدّث ، سنة النشر ١٣٨٧.
الدكتور صبحي صالح ، دار الكتاب المصري ـ
دار الكتاب اللبناني.
٧٠
ـ نهج البلاغة : الإمام علي بن أبي طالب
عليهالسلام
، ضبط نصّه وابتكر فهارسه العلمية :
٧١
ـ هدية العارفين أسماء المؤلّفين وأثار المصنّفين ـ ويليه ذيل على كشف الظنون :
إسماعيل باشا البغدادي ، والذيل لـ : أقا بزرك الطهراني ، الناشر : دار إحياء
التراث العربي (تصوير من الطبعة القديمة الأصلية).
٧٢
ـ الوافي بالوفيات : صلاح الدين خليل بن أيبك
الصفدي ، الناشر : دار إحياء
التراث العربي ، سنة النشر
: ٢٠٠٠.
٧٣
ـ الوسائل : محمّد بن الحسن الحرّ
العاملي ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
لإحياء التراث ، بيروت لبنان ٢٠٠٨م.
المخطوطات
٧٤
ـ أصدق المقال : مخطوط. للشيخ الغرّاوي.
٧٥
ـ مخطوط دعوة المخلصين لأمير المؤمنين عليهالسلام وأولاده المنتجبين عليهمالسلام
: للشيخ جاسم الغرّاوي.
اللقاءات
لقاء مع الشيخ رافد الغرّاوي ، في تاريخ
٢٠/١/٢٠١٧م.
من أنبـاء التـراث
هيئة التحرير
كتب صدرت محقّقة
* (أنوار الهداية)
، (القضاء والقدر والبداء).
تأليف
: الميرزا مهدي الأصفهاني (ت ١٣٦٥ هـ).
رسالتان؛
الأولى عبارة عن دورة موجزة من المعارف الإلهية يبدأها في بحث (إعجاز القرآن)
ثمّ يليه البحث في مسألة العقل والعلم ومنها يعرّج إلى البحث في معرفة الله
والأسماء والصفات الإلهية ثمّ يأتي موضوع البداء حيث كان له السهم الأوفر من
|
|
أبحاث
هذا الكتاب ، كما تطرّق في ضمن البحث إلى تبيين نظرية الإرادة في مدرسة أهل
البيت عليهمالسلام
وتفنيد آراء الفلاسفة.
والرسالة
الثانية موضوعها إثبات مسألة الأختيار والحرية في الفعل الإلهي والأفعال
الإنسانية ، كما تناول مواضيع أُخر مثل : الجبر والتفويض والقدر والقضاء والبداء
والتردّد.
اشتملت
الرسالتان على مقدّمة التحقيق وصور لنسخة المصنّف وفهرس موضوع الكتاب.
تحقيق
: مؤسّسة نشر معارف أهل البيت عليهمالسلام.
الحجم
: وزيري.
|
عدد
الصفحات : ٤١٦.
نشر
: معارف أهل البيت عليهمالسلام ـ قم ـ إيران.
* شرح الصحيفة
السجّادية ج(١ ـ٢).
تأليف
: الشيخ علي بن زين الدين ابن محمّد العاملي الجبعي (ت ١١٠٤ هـ).
الصحيفة
السجادية هو الأثر الخالد من رابع أئمّة أهل البيت الإمام علي بن الحسين زين
العابدين عليهالسلام
، وهو الأثر المعبّر عنه والمعروف بإنجيل أهل البيت عليهمالسلام
وزبور آل محمّد (صلى الله عليه وآله) ، وقد احتوى على كنوز المعرفة الإلهية
والتربوية ، وطالما اهتمّ علماء الطائفة بشرحه وتبيين مضامينه.
اشتمل
الكتاب على المقدّمة ، ترجمة المؤلّف ، مؤلّفاته وسفره وشاعريته ، منهجه في
الشرح ،
|
|
مصادره
، الموازنة بين هذا الشرح وشرح السيّد علي خان المدني ، بعض الملحوظات على الشرح
، نسخ الكتاب والنسخة المعتمدة في التحقيق.
تحقيق
: الدكتور شعلان عبد علي سلطان وحيدر عبد الرسول عوض.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٤٠٠ ، ٤٢٦.
نشر
: مجمع الإمام الحسين عليهالسلام التابع للعتبة الحسينية ـ كربلاء
المقدّسة ـ العراق.
* مطلع السعادات في
تحريم الخمر والمسكرات.
تأليف
: الشيخ صالح بن عبد الكريم الكرزوائي البحراني (ت ١٠٩٨ هـ).
تناول
المصنّف ذكر الآيات القرآنية التي نزلت في تحريم الخمر ، وقد دعمها بأحاديث
السنّة النبوية التي
|
وضّحت
ما أنزل الله عزّ وجلّ من التحريم والعقوبات المترتّبة على شارب الخمر.
اشتمل
الكتاب على مقدّمة التحقيق بترجمة المؤلّف والنسخ الخطّية ، ومقدّمة المؤلّف ،
وفي حقيقة الخمر وأسمائها ، في تحريمها من الكتاب العزيز ، في تحريم الخمر من
السنّة النبوية ، في أنّ الخمر لم تزل محرّمة ، في ما ألحق بالخمر ومنه الفقاع ،
في نجاستها ، في عقاب شاربها ، في عقاب مدمن الخمر ، في تحريم الأكل على مائدة
يشرب عليها الخمر ، في لعن شاربها ومن يعمل فيها ، وما وردت من الآثار عن
الأئمّة الأطهار عليهمالسلام ، في حدّ شارب المسكر ، شارب الخمر
تحبس صلاته أربعين يوماً ، في تحريم الاستشفاء بها وتناولها ، الخاتمة.
تحقيق
: الدكتور كاظم حسن
|
|
الفتلاوي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ١٣٦.
نشر
: مجمع الإمام الحسين عليهالسلام العلمي التابع للعتبة الحسينية ـ
كربلاء المقدّسة ـ العراق.
* الحجج البالغة
والنّعم السابغة.
تأليف
: الشيخ علي بن حسن البلادي البحراني (ت ١٣٤٠ هـ).
كتاب
في الإمامة وسيرة الأئمّة الأطهار عليهمالسلام ، تطرّق فيه المصنّف إلى معنى
الإمامة وثبوتها للأئمّة الإثني عشر ، والهدف من تنصيب الإمام وفائدته للخلق ،
كما ذكر أنّها أصل من أصول الدين ، وأنّها ثابتة للأئمّة الإثني عشر عليهمالسلام
بعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، ولابدّ للإمام من العصمة الإلهية ،
ثمّ ذكر النصوص الواردة من رسول الله (صلى الله عليه وآله)على الأئمّة الإثني
عشر بدءاً
|
بالإمام
علي عليهالسلام
وحتّى خاتم الأوصياء الحجّة المنتظر عليهالسلام.
اشتمل
الكتاب على مقدّمة التحقيق ، ونماذج من صور المخطوطة وعلى قسمين في معنى الإمامة
وثبوتها ، وفي فضائل الأئمّة الإثني عشر.
تحقيق
: عبد الكريم محمّد علي البلادي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٧٠١.
نشر
: مجمع الإمام الحسين عليهالسلام العلمي التابع للعتبة الحسينية ـ
كربلاء المقدّسة ـ العراق.
* أبواب الهدى
تأليف
: الميرزا مهدي الأصفهاني (ت١٣٦٥ هـ).
رسالة
في المعارف الإلهية ، ابتدأها بإعجاز القرآن الكريم مبيّناً الاختلاف
|
|
الرئيسي
بين العلوم الإلهية والعلوم البشرية في مثل دلالة الألفاظ ، والعقل ، والعلم ،
والتعليم ، ومعرفة الله سبحانه ، وغير ذلك ، وأنّ القرآن قائم على التذكير بنور
العلم والعقل والاستفادة منه قائمة على الفطرة الإلهية ، وأنّ الألفاظ تشير إلى
حقائق خارجية ، والمفاهيم ليست واسطة ، والعلم والعقل كذلك يشيران إلى حقيقة
نورية خارجية ، كما ذكّر بشيوع الفلسفة والعرفان والتصوّف بفعل خلفاء الجور
والظلم ، وأنّ دائرة المعارف الإلهية تنحصر بالمعصومين عليهمالسلام.
تحقيق
: مؤسّسة معارف أهل البيت عليهمالسلام
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٣٩٨.
نشر
: معارف أهل البيت عليهمالسلام ـ قم ـ إيران.
|
* بصائر الدرجات في
علوم آل محمّد عليهمالسلام
(ج١ ـ ٢)
تأليف
: محمّد بن حسن بن فرّوخ الصفّار القمّي (ت ٢٩٠ هـ).
كتاب
روائي في علوم آل محمّد عليهمالسلام وما خصّهم الله من كرامة الإمامة
وأسرارها ، ويعدّ مصنّفه من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليهالسلام
، وهو من أهمّ المصنّفات في الإمامة من تراث القرن الثالث ، وقد تمّ تأليفه في
بداية الغيبة الصغرى.
صدر
الكتاب بتحقيق جديد ، ذكر المحقّق في مقدّمة التحقيق دراسة علمية وافية عن حياة
المؤلّف العلمية وعن الكتاب.
تحقيق
: محمّد كاظم المحمودي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٦٦٤ ، ٥٨٤.
نشر
: مكتب الإعلام الإسلامي التابع لحوزة قم العلمية ـ فرع
|
|
أصفهان
، أصفهان ـ إيران.
* بغية النبلاء في
تاريخ كربلاء.
تأليف
: السيّد عبد الحسين الكليدّار آل طعمة (ت ١٣٨٠ هـ).
يأتي
الكتاب في عداد تاريخ البلدان ، اهتمّ به المؤلّف تخليداً لتاريخ مدينته كربلاء المقدّسة
فكتب عن تاريخها وأهمّيتها وما جرى فيها من أحداث ، وقد زوّد الكتاب بصور عن
مدينة كربلاء وعن المشهد الحسيني وزائريه من الشخصيّات ، سبق وأن حقّق هذا
الكتاب حفيده وقد أعاد تحقيقه بعد دراسة الكتاب وإجراء تصحيحات عليه ، اشتمل
الكتاب على تقديم للسيّد محمّد رضا الجلالي ، مقدّمة المحقّق ، مقدّمة المؤلّف
وستّة فصول في : تاريخ كربلاء منذ الفتح الإسلامي ، كربلاء في القرون الأخيرة ،
تاريخ الحائر ، خارطة كربلاء القديمة ،
|
تراجم
وأعلام ، أخبار عن الحائر وزائريه.
تحقيق
: السيّد عادل عبد الصالح الكليدّار آل طعمة.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٣١٥.
نشر
: دار السميع ـ طهران ـ إيران.
* بغية الطالب
لإيمان أبي طالب رضياللهعنه.
تأليف
: محمّد بن عبد الرسول الحسيني البرزنجي (ت ١١٠٣ هـ).
كتاب
تاريخي يأتي في عداد المصنّفات التي دافعت عن شخصية أبي طالب عليهالسلام
الأبية في إثبات إيمانه وردع المنكرين حيث يعدّ تاريخه الناصع في الذبِّ عن رسول
الله (صلى الله عليه وآله) وحمايته جزءاً مهمّاً وملازماً لتاريخ الرسول الأعظم
(صلى الله عليه وآله)حيث كان رضياللهعنه كنفه ومأواه (صلى الله عليه وآله).
|
|
اشتمل
الكتاب على مقدّمة المجمع ، لمقدّمة المحقّق ، وترجمة المصنّف ، وما أُلّف في
أبي طالب عليهالسلام
من أصحاب المذاهب الأربعة ، وتوثيق نسبة الكتاب ، والعمل في التحقيق ، مقدّمة
المؤلّف ، تبصرة فصل (شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله)لأبي طالب رضياللهعنه)
، تنبيه ، فصل (أدلّة أخرى على تصديق أبي طالب رضياللهعنه لرسول الله (صلى الله عليه وآله)) ،
تصديق أبي طالب رضياللهعنه
للنبي (صلى الله عليه وآله) ومدحه له في شعره) ، تنبيه (آباء النبي (صلى الله
عليه وآله) كانوا على الحنيفية) ، فائدة في (حلف الفضول) ، فائدة (حلف الفضول) ،
فائدة أخرى في (خطبة النبي (صلى الله عليه وآله)لخديجة رضياللهعنه)
، الفهارس الفنية.
تحقيق
: حيدر عبد الرسول عوض.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ١٦٤.
نشر
: مجمع الإمام الحسين عليهالسلام العلمي لتحقيق التراث التابع للعتبة
|
الحسينية
ـ كربلاء المقدّسة ـ العراق.
* ذريعة النجاة من
مهالك تتوجّه بعد الممات.
تأليف
: الشيخ إسماعيل المازندراني الخواجوئي (ت ١١٧٣ هـ).
تناول
المصنّف سيرة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
وفضله على سائر الأنبياء ما خلا خاتم النبيّين (صلى الله عليه وآله) معتمداً على
الأحاديث والروايات المرويّة بأسانيد معتبرة عند الفريقين ورتّبها بالتسلسل على
شكل فصول ، وقد ذكر في مقدّمة الكتاب سبب تأليفه لما رآه من تردّد الآراء في
فضله عليهالسلام
على سائر الأنبياء أم على بعضهم ، وهل هذا الأمر مختصّ به أم بسائر المعصومين عليهمالسلام.
اشتمل
الكتاب على ترجمة المؤلّف ، نموذج من النسخة الخطّية ،
|
|
مقدّمة
المؤلّف ، وعلى ستّة فصول في : عدم التفاوت بينهم عليهمالسلام ، أفضليّتهم عليهمالسلام
على الأنبياء المتقدّمين ، خلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين عليهالسلام
، ذكر نبذ من الأدلّة الدالّة على كونهم عليهمالسلام أفضل من الملائكة المقرّبين ،
الأحاديث المروية عن العامّة تدلّ على فضلهم عليهمالسلام ، ذكر فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
تحقيق
: سيّد عبّاس هاشم الأعرجي ـ فراس خضيّر الأسدي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ١٧٠.
نشر
: مجمع الإمام الحسين عليهالسلام التابع للعتبة الحسينية ـ كربلاء
المقدّسة ـ العراق.
* كمال الدين وتمام
النعمة.
تأليف
: الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه (ت١٣٦١هـ).
|
تصدّى
المصنّف في كتابه لردّ الشبهات المثارة حول طول غيبة الإمام المنتظر عليهالسلام
والتأكيد على غيبته عليهالسلام بما ورد من روايات أهل البيت الدالّة
على غيبته عليهالسلام
، مؤكّداً على أهمّية الإمامة مشفّعاً ذلك بآيات الكتاب الحكيم والروايات مشيراً
إلى أنّ غيبته عليهالسلام
أمرٌ إلهي بحيث لابد للمؤمنين من التسليم إليه عزّ وجلّ ، كما ذكر في مقدّمة
الكتاب رؤياه في الإمام الحجّة عليهالسلام حيث أمره بتأليف هذا الكتاب وهو من
الكتب المعتمدة في مسألة الغيبة.
تحقيق
: السيّد محمّد كاظم الموسوي.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٤٦٠.
نشر
: مجمع الإمام الحسين عليهالسلام التابع للعتبة الحسينية ـ كربلاء
المقدّسة ـ العراق.
|
|
كتب صدرت حديثاً
* تراكيب القسم
والشرط في كلام الإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام.
تأليف
: عامر سعيد نجم عبدالله الدليمي.
دراسة
نحوية بلاغية في كلام الإمامين السبطين الحسن والحسين عليهماالسلام
، وهي أطروحة جامعية قدّمها المؤلّف بيّن من خلالها أهمّية الجانب البلاغي ، حيث
يعدّ أئمّة أهل البيت أمراء البيان وسادة الفصاحة والبلاغة ، وهي دراسة في
تراكيب القسم والشرط النحوية التي رآها المؤلّف أكثرها وفوراً في كلامهما عليهماالسلام.
اشتمل
الكتاب على مقدّمة وبابين في تركيب القسم ، وتراكيب الشرط ، والخاتمة ، والفهارس
الفنية.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٥٦٤.
|
نشر
: مركز الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام للدراسات التخصّصية التابع للعتبة
الحسينية ـ النجف الأشرف ـ العراق.
* موسوعة الإمام
الحسن عليهالسلام في القرآن الكريم.
تأليف
: السيّد مهدي الجابري.
تبنّى
المؤلّف في موسوعته ردّ الشبهات القائمة والمزاعم الغاشمة في تثبيط حقّانية أهل
بيت النبوّة عليهمالسلام
وولايتهم الإلهية ردّاً علميّاً معتمداً فيه على كتب الفريقين ، حيث جاء الجزء
الأوّل من هذه الموسوعة في مقارنة السنّة بالكتاب وأنّها مبيّنة لآيات الذكر
الحكيم بنصّ قرآني على ذلك ، وردّ الشبهة القائلة بعدم ذكر القرآن أسماءهم عليهمالسلام
، وجاء الجزء الثاني في إثبات عصمتهم المصرّح بها في آية التطهير ، والجزء
الثالث في وجوب
|
|
التمسّك
بولايتهم ومودّتهم عليهمالسلام استدلالاً بآية المودّة ، والجزء
الرابع حجّتهم البالغة وارجحيّتهم على سائر الأمم وهي الآية التي احتجّ بها
الإمام الحسن عليهالسلام
على معاوية في صلحه عليهالسلام له.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٢٤٣ ، ٢٧٧ ، ٣٢٢ ، ٢٧٢.
نشر
: مركز الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام للدراسات التخصّصية التابع للعتبة
الحسينية ـ النجف الأشرف ـ العراق.
* سعيد بن جبير شيخ
التابعين وإمام القرّاء.
تأليف
: سلام محمّد علي البيّاتي.
يأتي
الكتاب في عداد كتب التراجم حيث عكف المؤلّف همّته على ترجمة التابعي الجليل
سعيد بن جبير
|
وهو
من أعلام القرن الأوّل الهجري ليبيّن مقامه العلمي ومنزلته عند الله في ولاء أهل
بيت الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وإخلاصه لهم وجهاده ثمّ استشهاده على يد
الحجّاج بن يوسف الثقفي.
اشتمل
الكتاب على مقدّمة اللجنة العلمية ، تصدير المقدّمة؛ وعلى ثمانية فصول في : سعيد
بن جبير ، نتاجه الفكري ، صلة سعيد بمشاهير عصره ، اختفاء سعيد وعزلته ، الحجّاج
ينشط في البحث عن سعيد ، سعيد بين يدي الحجّاج ، سعيد بن جبير والحجاج في
الميزان ، مرقد سعيد بن جبير.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٢٨٥.
نشر
: قسم الشؤون الفكرية والثقافية التابع للعتبة الحسينية ـ كربلاء المقدّسة ـ
العراق.
|
|
* الشيخ المفيد ج(١
ـ ٣).
تأليف
: د. عبد الحسين مهدي الرحيم.
كتاب
تراجم من سلسلة علماء الشيعة اعتنى به مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة
الحسينية المقدّسة إحياءً لذكرى علماء الشيعة وذلك من خلال دراسات علمية تسلّط
الأضواء على بعض معالم سيرتهم العطرة وقبسات مختلفة من رؤاهم ومواقفهم المهمّة ،
فضلاً عن وضع النقاط على بعض الأحوال الشخصية بسرد مقتطفات سريعة من سيرتهم
الذاتية.
الحجم
: وزيري.
عدد
الصفحات : ٣٢٨ ، ٤٣٠ ، ٤٠١.
نشر
: الأمانة العامّة للعتبة الحسينية ـ كربلاء المقدّسة ـ العراق.
|
|