

الإهداء
إلى صاحب
الشريعة الغراء.
إلى منقذ
البشرية من مستنقعات الشرك والرذيلة ، إلى مروّج الإيمان والكمال.
إلى رسول
الإنسانية ، ومزيل التفرقة والعصبيّة ، والظلم والجور.
إلى مشيّد صروح
العدالة ، ومهدّم أركان الاستكبار والتعسّف.
إلى من وهب
حياته لإسعاد البشرية ، ورقيّها إلى سلالم العزّ والشرف.
إلى المعلم
الأوّل لأجيال الأمم والشعوب.
إلى من معجزته
القرآن المجيد الّذي لو اجتمع الجنّ والإنس على أن يأتوا بآية من آياته لعجزوا عن
ذلك.
إلى سيّدي
ومولاي أبي الزهراء المصطفى صلىاللهعليهوآله ، أهدي هذا السّفر المتواضع.
أرجو أن ينال
استحسانك ورضاك.
عبد الحسين الشبستري
المقدمة
بسم الله الرحمن
الرحيم
والصلاة
والسّلام على جميع الأنبياء والمرسلين ، سيّما خاتمهم وأشرفهم وأشرف الخلائق
أجمعين من الأوّلين والآخرين النبيّ المسدّد والمصطفى الأحمد ، نبيّنا وسيدنا
محمّد بن عبد الله وعلى آله الأئمة المعصومين الغرّ الميامين ، أئمة الهدى وسفن
النجاة وسبل الرشاد.
منذ صباي كنت
مولعا بقصص القرآن وشخصيّاته الظاهرة والباطنة ، وكنت أرغب ـ إن حالفني الحظ ـ أن
أكتب حول تلك الشخصيات والآيات القرآنية الّتي نزلت في حقهم أو شملتهم ، ولكن ـ وحسب
العادة ـ تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. ولمّا هاجرت من النجف الأشرف إلى قم
المقدّسة كانت أمنية الكتابة حول أعلام القرآن لا تزال تدور في ذهني ، فعزمت ـ بعد
الاتّكال على الله تعالى ، وطلب العون من الأئمة الأطهار عليهمالسلام ـ على الكتابة في ذلك المجال ، وبعد جهد جهيد وتتبّع
متواصل كتبت هذا الكتاب الّذي بين أيديكم ، وسمّيته «أعلام القرآن».
عزيزي القارئ
الكريم كتب الكثيرون من العلماء والمحققين ـ سابقا ـ كتبا عديدة حول أعلام القرآن
الكريم ، ولكن ـ ومع مزيد الأسف ـ لم تستوعب الكثيرين من مشاهير الأعلام ، ولم
يذكروا في تلك الأسفار أسباب نزول كثير من الآيات القرآنية الّتي نزلت في حق أشخاص
كثيرين.
فآليت على نفسي
أن يستوعب هذا الكتاب لأكثر عدد ممكن من الأنبياء والمرسلين،
وغيرهم من أعلام العصور الغابرة ، أو المعاصرة للنبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله ، وذكر بعض الملائكة والجنّ وغيرهم من الّذين ذكرهم
القرآن العظيم ضمن آياته بأسمائهم ، أو أشارت إلى البعض الآخر بدون ذكر أسمائهم ،
فالّذين وردت أسماؤهم صريحة كآدم وإبراهيم وإسحاق وفرعون وهامان وغيرهم ذكرت ترجمة
مختصرة لحياتهم ، ثم ذكرت الآيات النازلة في حقهم أو شملتهم حسب الترتيب الوارد في
سور القرآن المجيد ، ثم ذكرت جملة من المراجع والمصادر لترجمتهم وما يتعلق بهم ،
ورتّبتها حسب حروف الألف باء.
أمّا الذين لم
يذكروا في الذكر الحكيم بأسمائهم ، مثل : (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا
الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى) أو (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ
عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) أو (يا نِساءَ النَّبِيِّ
... * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) أو (وَامْرَأَتُهُ
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) وغيرها من الآيات ، فذكرت اسم الشخص أو الأشخاص الّذين
نزلت فيهم تلك الآيات أو شملتهم ، معتمدا في أكثر ذلك على ما جاء عن النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة المعصومين من آله عليهمالسلام والمنتجبين من أصحابه ، وذكرت المصادر لترجمتهم.
أرجو أن يكون
هذا الكتاب مفيدا لطلّاب العلم والفضيلة ، والمولعين بقصص القرآن ، وأسباب نزول
آياته الشريفة ، آملا من المولى القدير عزوجل أن يتقبّله بقبول حسن ، وأن يجعله ذخيرة لي ولوالديّ في
حطّ الأوزار يوم الجزاء ، فهو نعم المولى ونعم النصير.
عبد الحسين
الشبستري
قم المقدسة
ربيع الآخر
١٤١٤ ه. ق
حرف الألف
آدم عليهالسلام
هو أبو البشر ،
وأوّل إنسان عرفته البشرية ، وأوّل نبيّ بعثه الله تعالى إلى الناس لإصلاحهم
وهدايتهم من الضلال والانحراف.
سمّي بالإضافة
إلى آدم بالبشر والإنسان ، وكنّي بأبي البشر ، ولقّب بصفيّ الله وخليفة الله.
سمّي آدم لأنّه
خلق من أديم الأرض من غير أب وأمّ ، حيث خلقه الله من طين ، ثم نفخ فيه من روحه
فصار إنسانا سويّا ، جامعا لجميع مواصفات الإنسان الكامل.
بعد أن ظهر
للوجود أمر الله تعالى ملائكته بأن يسجدوا له ـ بعنوان التكريم لا التعبّد ـ فسجدوا
بأجمعهم إلّا إبليس أبى واستكبر وكفر ؛ حسدا منه ، فغضب الله سبحانه وتعالى على
إبليس وطرده من الجنّة.
علّمه الله
تعالى أسماء الأشياء الّتي كان يراها ويدركها ، فكان يسمّي ما تقع عليه عينه من
حيوانات ونباتات وجمادات وغيرها ، وكما علّمه سبحانه الأسماء الشريفة للنبيّ محمد
وآله الأئمة المعصومين عليه وعليهمالسلام.
وبعد أن أكمل
الله جلّ جلاله خلقته ، خلق زوجته حواء عليهاالسلام ، ثم أسكنهما الجنّة ، وسمح لهما أن يستفيدا ويتمتعا
بكلّ شيء فيها عدا شجرة معينة أمرهما أن يمتنعا من الاقتراب إليها والأكل منها ،
فجاء إبليس إليهما وأغواهما بوسائله المغرية على الأكل من تلك الشجرة الّتي منعا
عنها ، فخالفا أوامر خالقهما ، فعاقبهم الله على ذلك وأخرجهما من الجنّة ،
وأهبطهما إلى الأرض ، جزاء لما اقترفاه.
ولما أحس آدم عليهالسلام بغضب البارئ عزوجل عليه وإخراجه من الجنّة أخذ يبكي مدّة
طويلة من عمره بكاء شديدا حتّى صار في خدّيه مثل الأودية من جريان الدموع.
بعد أن أخرجهما
الله تعالى من الجنّة ، أهبطهما في جزيرة سرنديب جنوب شرق الهند ، ومنها رحلا إلى
جدّة ، ويقال : هبط آدم عليهالسلام على جبل نود بسرنديب ، وهبطت حواء عليهاالسلام في جدّة ، وقيل : أنزله الله عزوجل على جبل أبي قبيس بمكّة ، وهناك قول بأنّ الله أنزله
على جبل الصفا وحواء على جبل المروة بمكة ، ثم جمع الله بينهما في الموضع الذي هو
اليوم موضع الكعبة ، وهناك أقوال أخر في هذا الشأن.
وبعد هبوطهما
على الأرض تابا واستغفرا إلى الله.
اصطفاه الله
واجتباه ثم بعثه للنبوة ، وأنزل له الحجر الأسود من الجنّة ، وأمره أن يبني له
بيتا بمكة ، فقام ببناء الكعبة المشرّفة ، وطاف حولها ، ثم أوحى الله إليه بأن
يضحّي لله ويدعوه ويقدّسه ، ثم يقف بعرفات ، ثم يمضي إلى مكة.
أوحي إليه بأن
يقترب من زوجته حواء عليهاالسلام ، فاقترب منها وتناسلا ، فأنجبا الذكور والإناث ، وبذلك
بدأت سلالة الإنسان الفعلية.
كان أوّل مولود
لهما قابيل ، وقيل : هابيل ، ثم أنجبا عشرين ذكرا وعشرين أنثى ، وقيل غير ذلك.
أنزل الله عليه
عشرة كتب سماويّة ، وقيل : نزل عليه كتاب باللغة السريانية في واحدة وعشرين صحيفة
، فكان أوّل كتب السماء إلى الأنبياء والرسل.
ينسب إليه سفر
يعرف ب «سفر آدم» وكذلك كتاب «أسرار النيّرين».
في أواخر أيّام
حياته أوصى إلى ولده شيث عليهالسلام الّذي تولّى أعباء النبوّة من بعده.
ولم يزل حتى
توفّي على أثر حمّى أصيب بها بمكّة ، فدفن في وادي السّلام في النجف الأشرف ، وقيل
: دفن في مكة في غار عند جبل أبي قبيس ، وقيل : قبره في مسجد الخيف بمنى ، والله
أعلم.
القرآن الكريم وآدم عليهالسلام
(وَإِذْ قالَ رَبُّكَ
لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ...) البقرة ٣٠.
(وَعَلَّمَ آدَمَ
الْأَسْماءَ كُلَّها ...) البقرة ٣١.
(قالَ يا آدَمُ
أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ ...) البقرة ٣٣.
(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ
اسْجُدُوا لِآدَمَ ...) البقرة ٣٤.
(وَقُلْنا يا آدَمُ
اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ...) البقرة ٣٥.
(فَتَلَقَّى آدَمُ
مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ ...) البقرة ٣٧.
(إِنَّ اللهَ اصْطَفى
آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ ...) آل عمران ٣٣.
(إِنَّ مَثَلَ عِيسى
عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ...) آل عمران ٥٩.
(ثُمَّ قُلْنا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ...) الأعراف ١١.
(وَيا آدَمُ اسْكُنْ
أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ...) الأعراف ١٩.
(وَإِذْ قُلْنا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ...) الإسراء ٦١.
(وَإِذْ قُلْنا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ...) الكهف ٥٠.
(وَلَقَدْ عَهِدْنا
إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ ...) طه ١١٥.
(وَإِذْ قُلْنا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ...) طه ١١٦.
(فَقُلْنا يا آدَمُ
إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ ...) طه ١١٧.
(قالَ يا آدَمُ هَلْ
أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ ...) طه ١٢٠.
(فَأَكَلا مِنْها
فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ
الْجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) طه ١٢١.
(هَلْ أَتى عَلَى
الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ...) الإنسان ١.
(وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) البلد ٣.
__________________
__________________
آزر
اسم أعجمي اختلفوا
فيه ، فمنهم من قال : هو اسم لتارح والد إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وقيل : هو لقب لتارح وقيل : هو اسم عم إبراهيم عليهالسلام ، وقيل : هو اسم جدّ الخليل عليهالسلام لأمّه ، ومنهم من قال : هو اسم صنم كان فريق من الناس
يعبدونه.
ومن معاني آزر
: الأعرج ، والمخطئ ، والخرف ، والقوّة ، والنصرة.
قال الإمام
الصادق عليهالسلام : إنّ آزر كان منجّما للفرعون نمرود بن كنعان. وكان من
أهل كوثي من أرض بابل في العراق ، وكان نجّارا ينحت أصناما صغيرة يبيعها لعبدتها.
كان كافلا
وراعيا لإبراهيم الخليل عليهالسلام ، وكان يعطي الأصنام التي كان ينحتها ويصنعها بيده ـ إلى
ابراهيم عليهالسلام ليبيعها ، وكان إبراهيم عليهالسلام المؤمن الموحد يعرضها للناس ويقول : من يشري ما لا يضره
ولا ينفعه ، فلا يشتريها منه أحد.
ترعرع إبراهيم عليهالسلام على الإيمان بالله ووحدانيته ، فلما شبّ وقف في وجه آزر
معترضا له على شركه وكفره ، وأخذ يسدي له النصح والإرشاد ، ويحثّه على ترك
__________________
عبادة الأصنام التي يصنعها بيده ، والتوجّه لعبادة الله الواحد الأحد ،
والإيمان به ، فكان آزر يقابله بالجفاء والغلظة والتهديد ، ممّا حمل إبراهيم عليهالسلام على البراءة منه ، فتركه وهاجر إلى فلسطين.
وبقي آزر على
شركه وكفره حتى مات بحاران عن مائتين وستين سنة ، وقيل : عن مائتين وخمسين سنة.
القرآن الكريم وآزر
(وَإِذْ قالَ
إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ ...) الأنعام ٧٤.
(وَما كانَ
اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ ...) التوبة ١١٤.
(قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ
عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ ...) مريم ٤٦.
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ
وَقَوْمِهِ ...) الأنبياء ٥٢.
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ
وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ) الشعراء ٧٠.
(وَاغْفِرْ لِأَبِي
إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) الشعراء ٨٦.
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ
وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ) الصافات ٨٥.
(وَإِذْ قالَ
إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) الزخرف ٢٦.
(إِلَّا قَوْلَ
إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ...) الممتحنة ٤.
__________________
آسية بنت مزاحم
هي آسية ، وقيل
: آسة ، وقيل : أسنات بنت مزاحم بن عبير ، وقيل : عبيد بن الريّان بن الوليد من
بني إسرائيل.
زوجة مصعب
الريّان فرعون مصر أيام ولادة نبيّ الله موسى بن عمران.
كانت من بنات
الأنبياء ، وإحدى النساء الموحّدات الفاضلات المؤمنات بالله وبشريعة موسى عليهالسلام.
عرفت بالصلاح
والتقوى والترحم على ضعفاء المؤمنين ، وكانت تقضي أكثر أوقاتها بالتلهج بذكر الله
وتسبيحه وتقديسه.
كانت تخفي إيمانها
بالله وبشريعة موسى عليهالسلام ؛ خوفا من زوجها الّذي تجبّر وعتا
__________________
وكفر بالله وادّعى الألوهية ، وأتى بقبائح الأمور.
بعد أن أوحى
الله إلى أمّ موسى بن عمران عليهالسلام بأن تضع وليدها ـ موسى عليهالسلام ـ في صندوق محكم ، وترميه في نهر النيل ، لتقيه شر
فرعون وزبانيته أخرج من الماء وأدخل بلاط فرعون ، فلما شاهدته آسية قذف الله حبّه
في قلبها ، وشغفت به ، وأمرت بتربيته وتنشئته كما يربّى أبناء الملوك ، وأبقته
عندها ؛ ليكون قرّة عين لها ولفرعون ، حيث لم يكن لهما أولاد. وسنذكر تفاصيل ذلك
في ترجمتي فرعون وموسى عليهالسلام.
في أحد الأيام
دخل عليها فرعون وأخبرها بقتل امرأة حزقيل المؤمنة الصالحة وأولادها ، وكانت ماشطة
آسية ، فقالت آسية لفرعون : الويل لك يا فرعون! ما أجرأك على الله جل وعلا ، فقال
لها : لعلّك اعتواك الجنون الذي اعترى صاحبك موسى عليهالسلام ، فقالت : ما اعتراني جنون ، بل آمنت بالله ربّي وربّك
وربّ العالمين.
أخذ يهدّدها
بالتعذيب والقتل ، فلما أصرّت على التمسك بعقيدتها وإيمانها بالله أمر بمدّها بين
أربعة أوتاد ، ووضع صخرة عظيمة عليها ، فما زالت تحت التعذيب حتى فارقت الحياة.
في أثناء
تعذيبها مرّ عليها موسى عليهالسلام ، فشكت إليه بإصبعها ، فدعا موسى عليهالسلام أن يخفف الله عنها العذاب ، فصارت لا تجد للعذاب ألما.
كانت تدعو الله
سبحانه وتعالى وهي تحت التعذيب ، قائلة : ربّ ابن لي عندك بيتا في الجنة ، فأوحى
الله إليها : ارفعي رأسك وانظري ، فرفعت رأسها ، فرأت البيت المخصص لها في الجنّة
مصنوعا من الدر ، فتبسّمت ، وفارقت الحياة.
كان جلاوزة
فرعون يعذّبونها تحت حرارة الشمس ، وإذا انصرفوا عنها أظلّتها الملائكة وأروها
بيتها في الجنّة.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اختار الله من النساء أربعا : مريم بنت عمران عليهاالسلام ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد عليهاالسلام ، وفاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وكانت مريم وآسية وخديجة سيّدات نساء زمانهن ، أمّا
فاطمة عليهاالسلام فهي سيّدة نساء العالمين ، من الأولين والآخرين.
وقال صلىاللهعليهوآله : أفضل نساء أهل الجنّة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت
محمّد صلىاللهعليهوآله ،
ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، امرأة فرعون.
قال الإمام
الحسن المجتبى عليهالسلام : آسية امرأة فرعون كلما أراد فرعون أن يمسّها تمثّلت
له شيطانة يقاربها.
القرآن المجيد وآسية بنت مزاحم
(وَقالَتِ امْرَأَتُ
فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ...) القصص ٩.
(وَضَرَبَ اللهُ
مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ...) التحريم ١١.
__________________
آصف بن برخيا
هو آصف ، وقيل
: آسف ، وقيل : أسطوم ، وقيل : ناطورا ، وقيل : أساف ، وقيل : يليخا بن برخيا ،
وقيل : بركية بن شمعيا بن ميكيا ، واسمه بالعبرية بنياهو.
أحد علماء بني
إسرائيل ، وابن خالة سليمان بن داود عليهالسلام ، أو ابن أخيه ، ومن المقرّبين لديه والمختصّين به ،
ووصيّه وموضع اعتماده.
استوزره سليمان
عليهالسلام ، وجعله كاتبا خاصا له ، ومستشارا ومنفّذا لأعماله
المهمّة.
كان مؤمنا
بالله ، عابدا ، صالحا ، صدّيقا ، عالما بالكتب السماوية ، عارفا باسم الله
الأعظم.
لجلالة قدره
وعظيم منزلته عند سليمان عليهالسلام كان يدخل بلاط ومنازل سليمان عليهالسلام في أي وقت أراد ليلا أو نهارا ، سواء كان سليمان عليهالسلام حاضرا أو غائبا.
أمّا بالنسبة
إلى معرفته باسم الله الأعظم ، قال الإمام الباقر عليهالسلام : «إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا ، وكان
عند آصف منها حرف واحد ، فتكلّم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول
السرير بيده ، ثم عادت الأرض ـ كما كانت ـ أسرع من طرفة عين ، ونحن عندنا من الاسم
الأعظم اثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله تبارك وتعالى استأثر به في علم الغيب».
وقال الإمام
الصادق عليهالسلام : «آصف أحضر عرش بلقيس بواسطة طي الأرض».
وعن الإمام
الهادي عليهالسلام ، قال : (الَّذِي عِنْدَهُ
عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) آصف بن برخيا ، ولم يعجز سليمان عليهالسلام عن معرفة ما عرفه آصف ، لكنّه أحبّ أن يعرف الجنّ
والإنس مقامه ، وأنّه الحجّة من بعده ، وذلك من علم سليمان عليهالسلام أودعه آصف بأمر الله تعالى ، ففهّمه الله تعالى
__________________
ذلك ؛ لئلّا يختلف في إمامته ودلالته».
القرآن العظيم وآصف
بن برخيا
عند ما طلب
سليمان بن داود عليهالسلام من الناس بأن يأتوه بعرش بلقيس ملكة سبإ من اليمن إلى
الشام نهض آصف وقال لسليمان عليهالسلام : أنا آتيك به ، فدعا الله باسمه الأعظم ، فجاء بالعرش
بزمان أقل من طرفة عين ، وهذا إن دل على شيء فإنّما يدل على انصهاره في ذات الله
وقربه منه ، حيث أعطاه هذه الإمكانيّة العظيمة والمعجزة المذهلة ، فنزلت فيه الآية
٤٠ من سورة النمل : (قالَ الَّذِي
عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ
طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ ، قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي ...).
__________________
إبراهيم الخليل عليهالسلام
أبو الضيفان
إبراهيم ، وقيل : إبراهام ، أو إبراهم ، أو إبرهم ، أو إبراهوم بن تارح ، وقيل :
تارخ بن ناحور بن سروج ، وقيل : ساروغ بن رعو ، وقيل : أرعو ، وقيل : راغو بن فالج
، وقيل : فالغ بن عابر بن شالح ، وقيل : شالخ بن أرفخشد ، وقيل : أرفكشاذ بن سالم
ابن نبي الله نوح عليهالسلام ، الملقب بخليل الله ، وأمّه أميلة ، وقيل : عوشاء ،
وقيل : بونا بنت كريتا بن كرثى.
هو أبو
الأنبياء ، وأحد الأنبياء أولي العزم ، أصحاب الشرائع العامّة ، وجدّ العبرانيين
والعرب المستعربة من ابنه إسماعيل عليهالسلام.
ولد في غار
بقرية كوثى ، وقيل : كوثار من أرض بابل ، وقيل : ولد بغدان آرام من قرى الكوفة ،
وقيل : بمدينة أور من بلاد الكلدانيّين ، وقيل : بالسوس ، وقيل : ولادته في برزة
شرقيّ دمشق سنة (١٩٩٦) قبل ميلاد المسيح عليهالسلام.
ولد إبراهيم عليهالسلام وعمر أبيه ٧٥ سنة ، فلما ولد أبقته أمّه في الغار الذي
ولد فيه ١٣ سنة ، لم تخرجه منه خوفا من بطش النمرود طاغية ذلك العصر ، فلما توفّي
أبوه نقلته أمّه إلى بيت آزر ، ثم تزوّجت من آزر.
كان آزر وقومه
يعبدون الكواكب والأصنام من دون الله ، وكان آزر نجّارا أو نحّاتا ينحت الأصنام
ويبيعها لعبّادها ، وكان إبراهيم عليهالسلام المؤمن الموحد على طرفي نقيض مع آزر وقومه ، فكان يسخف
آراءهم ويحتقر أصنامهم ، ويقدّم لهم البراهين والحجج على تزييف عقائدهم وأديانهم ،
وكان يحثّهم على عبادة الله الّذي هو مصدر رزقهم وخيرهم.
__________________
بذل في توجيه
قومه الجهد الجهيد والنصح الكثير لهدايتهم إلى عبادة الله ونبذ أوثانهم ، ولكن
أخفقت جهوده ، فقابلوه بالجفاء والعناد والإصرار على كفرهم وشركهم ، وخصوصا من
فرعون عصره نمرود بن كنعان بن كوش الّذي ادّعى الألوهية وأجبر الناس على عبادته
وطاعته ، ولم يؤمن به سوى زوجته سارة وابن أخيه لوط عليهالسلام.
ولم يزل
إبراهيم عليهالسلام يتّخذ موقفا سلبيّا من قومه وسلطانهم نمرود حتى أقدم
على تحطيم أصنامهم الّتي كانوا يعبدونها ، فأمر نمرود بأن يلقوا بإبراهيم عليهالسلام في النار ليحرقوه ، ولكنّ الله سبحانه وتعالى جعل النار
عليه بردا وسلاما.
وبعد أن لاقى
الأمرّين من قومه وفرعون زمانه ـ وما لاقى منهم من الجفاء والعناد والاضطهاد ـ قرر
الرحيل من بابل إلى أور الكلدانيين وهي مدينة قرب الشاطئ الغربي لنهر الفرات في
العراق ، ثم انتقل إلى حرّان أو حاران ، وبعد مدة من مكوثه في حرّان رحل إلى
فلسطين مصطحبا معه زوجته سارة وابن أخيه لوطا عليهالسلام وزوجته ، ونزل بمدينة شكيم ، وتدعى اليوم نابلس.
سكن مصر مدّة
على أثر جدب أصاب البلاد الفلسطينية ، ثم عاد إلى فلسطين.
تزوّج عليهالسلام من ابنة خالته سارة بنت لاحج ، وقيل : خاران بن ناحور ،
وكانت عاقرا ، ولما بلغ الخامسة والسبعين ، وقيل : السادسة والثمانين من عمره تزوج
من هاجر القبطية المصرية فولدت إسماعيل عليهالسلام ، ثم انتقل إلى جرار ، واستوطن منطقة فيها بين قادس
وشور.
بعد ولادة
إسماعيل عليهالسلام بثلاث عشرة سنة جاءت المعجزة الإلهيّة فحملت زوجته
العقيمة العجوزة الّتي بلغت من العمر ٩٠ سنة ، فولدت إسحاق عليهالسلام وعمر إبراهيم عليهالسلام يومئذ ١٠٠ سنة.
قبل أن تلد
سارة إسحاق عليهالسلام ، كانت قد حسدت هاجر بولدها إسماعيل عليهالسلام ، فعاد الصفاء بين المرأتين ، فجاء الوحي من السماء إلى
ابراهيم عليهالسلام بأن يرحل بهاجر وإسماعيل عليهالسلام إلى مكة ، فنقلهما جبرئيل عليهالسلام إلى مكة ووضعهما عند بئر زمزم ، ومكّة
يومئذ خالية من الماء والنبات والناس.
ولم تزل هاجر
مع ولدها إسماعيل عليهالسلام بمكّة حتى ماتت ، وكان إبراهيم عليهالسلام يزور ولده بين فترة وأخرى.
في أحد الأيام
رأى في عالم الرؤيا بأنّ الله تعالى يأمره بذبح ولده إسماعيل عليهالسلام قربانا لله ، فلما استيقظ عرض الأمر على إسماعيل عليهالسلام ، فأجابه إسماعيل عليهالسلام طائعا لأوامر السماء ، فهمّ بذبحه ، فلمّا همّ بذبحه
رأى كبشا إلى جنبه ، فأهوى على الكبش وذبحه فداء عن ولده.
ولما شبّ
إسماعيل عليهالسلام وبلغ مبلغ الرجال ، جاء الوحي إلى إبراهيم عليهالسلام بأن يأخذ على عاتقه هو وإسماعيل بناء الكعبة ، فانجزا
بناءها ، فكان أوّل بيت وضع للناس يعبد الله فيه.
سمع إبراهيم عليهالسلام وهو بفلسطين بأنّ جماعة من الجبّارين اضطهدوا لوطا عليهالسلام وهو في سادوم ببلاد الأردن ، وتسلّطوا عليه وصادروا
أمواله ، فسار إبراهيم عليهالسلام على رأس ثلاثمائة وثمانية عشر رجلا إلى سادوم ، فاستنقذ
لوطا عليهالسلام من الجبّارين واسترجع أمواله ، وقتل جمعا غفيرا منهم ،
وتتبّع الهاربين منهم إلى برزة بنواحي دمشق ، ثم عاد إلى فلسطين منتصرا.
بالإضافة إلى
سارة وهاجر تزوج من امرأة ثالثة تدعى قطورة بنت يقظان ، فأنجبت له: زمران ، ويقشان
، ومدان ، ومديان ، ويشباق ، وشوحا.
ثم تزوّج من
امرأة رابعة اسمها حجور ، وقيل : حجون بنت أدهير ، وقيل : أمين فولدت له : كيسان ،
وشورخ ، وقيل : سورج ، واميم ، ولوطان ، ونافس.
أنزل الله عليه
عشرين صحيفة تعرف بصحف إبراهيم عليهالسلام.
وبعد أن عاش
١٧٥ سنة ، وقيل : ٢٠٠ سنة ، وقيل : ١٢٠ سنة ، وقيل : ١٩٠ سنة ، توفّي بفلسطين في
أواخر القرن العشرين ، أو أوائل القرن الحادي والعشرين قبل ميلاد المسيح ، فدفنه
ولداه إسماعيل عليهالسلام وإسحاق عليهالسلام بمغارة المكفيلة في حقل عفرون ، وقيل : دفن في قرية
أربع أو المربّعة قرب بيت المقدس عند زوجته سارة.
كان عليهالسلام أوّل من اختتن وهو ابن ٨٠ سنة ، وقيل : ابن ١٢٠ سنة ،
وأوّل من قص شاربه ، وأوّل من أضاف الضيف ، وأوّل من رأى الشيب ، وأوّل من لبس
السراويل.
عرف بين قومه
بالحلم ورقة القلب والبرّ مع الآخرين ، ووهبه الله العلم والحكمة والهداية والبركة
والرحمة ، وجعل النبوة والإمامة في ذريته ونسله عدا الظالمين منهم.
والأنبياء
الّذين جاءوا من بعده كانوا ينسبون أديانهم إلى دينه.
القرآن العظيم وإبراهيم الخليل عليهالسلام
وصفه الله عزوجل في كتابه الكريم بأوصاف جليلة منها : حنيف ، ومسلم ،
ومنيب ، وأوّاه ، وشاكر ، وقانت ، وصدّيق وغيرها ، وجاء ذكره في القرآن العظيم على
الوجه الآتي :
(وَإِذِ ابْتَلى
إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ ...) البقرة ١٢٤.
(وَاتَّخِذُوا مِنْ
مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ
طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ...) البقرة ١٢٥.
(وَإِذْ قالَ
إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً ...) البقرة ١٢٦.
(وَإِذْ يَرْفَعُ
إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ ...) البقرة ١٢٧.
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ
مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ...) البقرة ١٣٠.
(إِذْ قالَ لَهُ
رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) البقرة ١٣١.
(وَوَصَّى بِها
إِبْراهِيمُ بَنِيهِ ...) البقرة ١٣٢.
(قالُوا نَعْبُدُ
إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ...) البقرة ١٣٣.
(قُلْ بَلْ مِلَّةَ
إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) البقرة ١٣٥.
(وَما أُنْزِلَ إِلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ ...) البقرة ١٣٦.
(أَمْ تَقُولُونَ
إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) البقرة ١٤٠.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ ...) البقرة ٢٥٨.
(قالَ إِبْراهِيمُ
رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ...) البقرة ٢٥٨.
(قالَ إِبْراهِيمُ
فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ ...) البقرة ٢٥٨.
(وَإِذْ قالَ
إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ...) البقرة ٢٦٠.
(يا أَهْلَ الْكِتابِ
لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ ...) آل عمران ٦٥.
(ما كانَ إِبْراهِيمُ
يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا ...) آل عمران ٦٧.
(إِنَّ أَوْلَى
النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ...) آل عمران ٦٨.
(وَما أُنْزِلَ
عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ ...) آل عمران ٨٤.
(فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ
إِبْراهِيمَ حَنِيفاً ...) آل عمران ٩٥.
(فِيهِ آياتٌ
بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ ...) آل عمران ٩٧.
(وَاتَّبَعَ مِلَّةَ
إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) النساء ١٢٥.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ...) النساء ١٦٣.
(وَإِذْ قالَ
إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ ...) الأنعام ٧٤.
(وَكَذلِكَ نُرِي
إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ ...) الأنعام ٧٥.
(وَتِلْكَ حُجَّتُنا
آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ ...) الأنعام ٨٣.
(مِلَّةَ إِبْراهِيمَ
حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ...) الأنعام ١٦١.
(وَما كانَ
اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ ...) التوبة ١١٤.
(إِنَّ إِبْراهِيمَ
لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) التوبة ١١٤.
(وَلَقَدْ جاءَتْ
رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى ...) هود ٦٩.
(فَلَمَّا رَأى
أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا
لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ) هود ٧٠.
(فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ
إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى ...) هود ٧٤.
(إِنَّ إِبْراهِيمَ
لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) هود ٧٥.
(يا إِبْراهِيمُ
أَعْرِضْ عَنْ هذا ...) هود ٧٦.
(كَما أَتَمَّها عَلى
أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ ...) يوسف ٦.
(وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ
آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) يوسف ٣٨.
(وَإِذْ قالَ
إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ
نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) إبراهيم ٣٥.
(فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ
مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) إبراهيم ٣٦.
(رَبَّنا إِنِّي
أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ...) إبراهيم ٣٧.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ...) إبراهيم ٣٩.
(رَبِّ اجْعَلْنِي
مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ...) ابراهيم ٤٠.
(رَبَّنَا اغْفِرْ لِي
وَلِوالِدَيَّ ...) إبراهيم ٤١.
(إِنَّ إِبْراهِيمَ
كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً ...) النحل ١٢٠.
(شاكِراً لِأَنْعُمِهِ
اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) النحل ١٢١.
(وَآتَيْناهُ فِي
الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) النحل ١٢٢.
(ثُمَّ أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً ...) النحل ١٢٣.
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) مريم ٤١.
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ
يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ ...) مريم ٤٢.
(يا أَبَتِ إِنِّي
قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي ...) مريم ٤٣.
(يا أَبَتِ لا
تَعْبُدِ الشَّيْطانَ ...) مريم ٤٤
(يا أَبَتِ إِنِّي
أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ ...) مريم ٤٥.
(قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ
عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ ...) مريم ٤٦.
(قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ
سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ...) مريم ٤٧.
(وَأَعْتَزِلُكُمْ
وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ...) مريم ٤٨.
(فَلَمَّا
اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ
وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا) مريم ٤٩.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ ...) الأنبياء ٥١.
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ
وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ) الأنبياء ٥٢.
(قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ
أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) الأنبياء ٥٤.
(قالَ بَلْ رَبُّكُمْ
رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ
الشَّاهِدِينَ) الأنبياء ٥٦.
(وَتَاللهِ
لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ ...) الأنبياء ٥٧.
(فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً
إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ ...) الأنبياء ٥٨.
(قالُوا سَمِعْنا
فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) الأنبياء ٦٠.
(قالُوا أَأَنْتَ
فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ) الأنبياء ٦٢.
(قالَ أَفَتَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً ...) الأنبياء ٦٦.
(قالُوا حَرِّقُوهُ
وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) الأنبياء ٦٨.
(قُلْنا يا نارُ
كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) الأنبياء ٦٩.
(وَأَرادُوا بِهِ
كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ) الأنبياء ٧٠.
(وَنَجَّيْناهُ
وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ) الأنبياء ٧١.
(وَوَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً ...) الأنبياء ٧٢.
(وَإِذْ بَوَّأْنا
لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ ...) الحجّ ٢٦.
(وَأَذِّنْ فِي
النَّاسِ بِالْحَجِّ ...) الحجّ ٢٧.
(وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ
وَقَوْمُ لُوطٍ ...) الحجّ ٤٣.
(وَما جَعَلَ
عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ ...) الحجّ ٧٨.
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ
نَبَأَ إِبْراهِيمَ) الشعراء ٦٩.
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ
وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ) الشعراء ٧٠.
(الَّذِي خَلَقَنِي
فَهُوَ يَهْدِينِ) الشعراء ٧٨.
(وَالَّذِي هُوَ
يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ) الشعراء ٧٩.
(وَإِذا مَرِضْتُ
فَهُوَ يَشْفِينِ) الشعراء ٨٠.
(وَالَّذِي يُمِيتُنِي
ثُمَّ يُحْيِينِ) الشعراء ٨١.
(وَالَّذِي أَطْمَعُ
أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) الشعراء ٨٢.
(رَبِّ هَبْ لِي
حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) الشعراء ٨٣.
(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ
صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) الشعراء ٨٤.
(وَاجْعَلْنِي مِنْ
وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) الشعراء ٨٥.
(وَاغْفِرْ لِأَبِي
إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) الشعراء ٨٦.
(وَلا تُخْزِنِي
يَوْمَ يُبْعَثُونَ) الشعراء ٨٧.
(وَإِبْراهِيمَ إِذْ
قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ...) العنكبوت ١٦.
(فَما كانَ جَوابَ
قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ ...) العنكبوت ٢٤.
(وَوَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) العنكبوت ٢٧.
(وَلَمَّا جاءَتْ
رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى ...) العنكبوت ٣١.
(وَمِنْ نُوحٍ
وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ...) الأحزاب ٧.
(وَإِنَّ مِنْ
شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) الصافّات ٨٣.
(إِذْ جاءَ رَبَّهُ
بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الصافّات ٨٤.
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ
وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ) الصافّات ٨٥.
(فَنَظَرَ نَظْرَةً
فِي النُّجُومِ) الصافّات ٨٨.
(فَقالَ إِنِّي
سَقِيمٌ) الصافّات ٨٩.
(فَراغَ إِلى
آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ) الصافّات ٩١.
(فَراغَ عَلَيْهِمْ
ضَرْباً بِالْيَمِينِ) الصافّات ٩٣.
(فَأَقْبَلُوا
إِلَيْهِ يَزِفُّونَ) الصافّات ٩٤.
(قالَ أَتَعْبُدُونَ
ما تَنْحِتُونَ) الصافّات ٩٥.
(قالُوا ابْنُوا لَهُ
بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ) الصافّات ٩٧.
(فَأَرادُوا بِهِ
كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ) الصافّات ٩٨.
(وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ
إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ) الصافّات ٩٩.
(رَبِّ هَبْ لِي مِنَ
الصَّالِحِينَ) الصافّات ١٠٠.
(فَبَشَّرْناهُ
بِغُلامٍ حَلِيمٍ) الصافّات ١٠١.
(فَلَمَّا بَلَغَ
مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ ...) الصافّات ١٠٢.
(فَلَمَّا أَسْلَما
وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) الصافّات ١٠٣.
(وَنادَيْناهُ أَنْ يا
إِبْراهِيمُ) الصافّات ١٠٤.
(سَلامٌ عَلى
إِبْراهِيمَ) الصافّات ١٠٩.
(إِنَّهُ مِنْ
عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) الصافّات ١١١.
(وَبَشَّرْناهُ
بِإِسْحاقَ ...) الصافّات ١١٢.
(وَاذْكُرْ عِبادَنا
إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) ص ٤٥.
(وَالَّذِي أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ ...) الشورى ١٣.
(وَإِذْ قالَ
إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) الزخرف ٢٦.
(وَإِبْراهِيمَ
الَّذِي وَفَّى) النجم ٣٧.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ ...) الحديد ٢٦.
(قَدْ كانَتْ لَكُمْ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ ...) الممتحنة ٤.
(إِلَّا قَوْلَ
إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ...) الممتحنة ٤.
(صُحُفِ إِبْراهِيمَ
وَمُوسى) الأعلى ١٩.
__________________
__________________
إبليس
هو عزازيل ،
وقيل : الحارث ، ثم سمّاه الله بإبليس ، ويعني : اليائس من رحمة الله ، واسمه
بالعبرية أيدون وأبليون.
وإبليس اسم
أعجميّ ، وقيل : عربيّ ، وجمعه أبالسة ، وأما الشيطان فإنّه الاسم الثاني لإبليس ،
وجمعه شياطين.
له ألقاب وكنى
عديدة ، منها : الخنّاس ، والأجدع ، والباطل ، وأبو مرّة ، وأبو لبينى وهي ابنته ،
وأبو خلاف ، وأبو العيزار وغيرها.
__________________
انقلب إلى عنصر
فاسد ومخلوق شرّير ، مهمّته إغواء البشر إلى الضلال والانحراف ، وجرّهم الى الشقاء
والفساد ، وعصيان أوامر الله ، ومخالفة قوانينه وشرائعه ، وتشويقه وحثّه الإنس
والجنّ إلى إتيان ما يعصى الله به.
وأوّل معصية
ارتكبها هي عصيانه عن إطاعة الله في السجود لأبي البشر آدم عليهالسلام ، ومن ثمّ إغواء آدم عليهالسلام وحوّاء على أكل ما منعهما الله منه في الجنّة.
ويقال : إنّه
كان من قبيلة من الملائكة ، يقال لهم : الجنّ ، خلقوا من نار السموم ، ولكثرة
عبادته حسن الله خلقه ومنحه ملك سماء الدنيا ، فبعثه الله سبحانه إلى الجنّ الّذين
كانوا أول سكان الأرض لمّا أفسدوا فيها وسفكوا الدّماء ، بعثه الله إليهم في جماعة
من الملائكة على هيئة جنود ، فقاتلهم وطردهم إلى أطراف الجبال وجزائر البحار ،
فلما أنجز مهمّته أصابه الغرور والعجب بنفسه ، فاستكبر وادّعى الربوبية ، ودعا
أتباعه إلى عبادته ، فعند ذلك شوّه الباري خلقته ومسخه شيطانا ، وطرده عن سماواته
بعد أن لعنه وتبرّأ منه.
وبعد أن أبعده
الله عن ملكوته الأعلى إلى الأرض نزل في منطقة أبلة ، واتّخذ من حمّامات الأرض
مسكنا له ، وأخذ يعتاش على كل طعام لم يذكر عليه اسم الله جلّ وعلا ، ويشرب
المسكرات ، واتّخذ من النساء مصائد لفرائسه وضحاياه.
وعند ما هبط
إلى الأرض هربت منه نساؤه ، فلاط بنفسه ، فكان أوّل من استعمل اللواط ، فتولّدت
منه بويضات ، وتولّدت من البويضات جماهير الشياطين.
والشياطين ذكور
وإناث ، ويتّخذون لأنفسهم صورا وأشكالا مختلفة حسب مشيئتهم ، وفطرتهم مجبولة على
الوسوسة والخراب.
لإبليس دور
مهمّ لدى السحرة والمشعوذين ، وعن طريقه ينجزون أعمالهم الشريرة ومآربهم الفاسدة ،
ويعتبرونه رئيسا للأرواح السفلية.
والفرقة
اليزيدية وغيرهم من فرق الضلال يعبدونه ، ويعتقدون أنّه في آخر الأمر يتوب ويصلح
عمله لله عزوجل.
كان أول من قاس
فأخطأ القياس.
بعد أن أخرجه
الله من الجنة طلب من الله عزوجل بعض الأمور جزاء على عبادته له آلاف السنين ، منها :
بقاؤه في الدنيا إلى يوم يبعثون ، وتسلّطه على ولد آدم عليهالسلام ، وجريانه فيهم مجرى الدم في العروق ، وأن يتصوّر بأيّ
صورة شاء ، وأن يرى الناس ولا يرونه ، فأعطاه الله تعالى كل طلباته ، ومنعه من
تنفيذ مقاصده الشريرة على المؤمنين والصالحين الحقيقيين.
يقول بعض
المحقّقين : إنّ الشياطين هم أولاد إبليس ، وينقسمون إلى قسمين : شياطين الإنس ،
وشياطين الجنّ ، ومهمّة الفريقين كمهمة أبيهم إبليس في إغواء الإنس والجنّ ،
وجرّهم إلى الكفر بالله والمعاصي والانحراف والرذيلة.
وأخيرا نتوصل
إلى أنّ إبليس هو المانع الوحيد لوصول الإنسان إلى قمّة المجد والكمال ، والسبب
الأوّل والأخير لمشاكل الدنيا وعقوبات الآخرة.
القرآن المجيد وإبليس
(وَإِذْ قُلْنا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ...) البقرة ٣٤.
(ثُمَّ قُلْنا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ...) الأعراف ١١.
(إِلَّا إِبْلِيسَ
أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) الحجر ٣١.
(قالَ يا إِبْلِيسُ ما
لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) الحجر ٣٢.
(قالَ لَمْ أَكُنْ
لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ ...) الحجر ٣٣.
(قالَ فَاخْرُجْ
مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) الحجر ٣٤.
(وَإِنَّ عَلَيْكَ
اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ) الحجر ٣٥.
(قالَ رَبِّ
فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) الحجر ٣٦.
(قالَ فَإِنَّكَ مِنَ
الْمُنْظَرِينَ) الحجر ٣٧.
(قالَ رَبِّ بِما
أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ...) الحجر ٣٩.
(إِنَّ عِبادِي لَيْسَ
لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) الحجر ٤٢.
(وَإِذْ قُلْنا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ...) الإسراء ٦١.
(وَإِذْ قُلْنا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ
فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ...)
الكهف ٥٠.
(وَإِذْ قُلْنا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى) طه ١١٦.
(فَقُلْنا يا آدَمُ
إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ ...) طه ١١٧.
(وَجُنُودُ إِبْلِيسَ
أَجْمَعُونَ) الشعراء ٩٥.
(وَلَقَدْ صَدَّقَ
عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ ...) سبأ ٢٠.
(إِلَّا إِبْلِيسَ
اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) ص ٧٤.
(قالَ يا إِبْلِيسُ ما
مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ ...) ص ٧٥.
(قالَ أَنَا خَيْرٌ
مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) ص ٧٦.
(قالَ فَاخْرُجْ
مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) ص ٧٧.
(وَإِنَّ عَلَيْكَ
لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ) ص ٧٨.
(قالَ رَبِّ
فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ص ٧٩.
(قالَ فَإِنَّكَ مِنَ
الْمُنْظَرِينَ) ص ٨٠.
(قالَ فَبِعِزَّتِكَ
لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ص ٨٢.
(لَأَمْلَأَنَّ
جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) ص ٨٥.
القرآن المجيد والشيطان
(فَأَزَلَّهُمَا
الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ ...) البقرة ٣٦.
(وَاتَّبَعُوا ما
تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ ...) البقرة ١٠٢.
(وَلكِنَّ
الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ...) البقرة ١٦٨.
(وَلا تَتَّبِعُوا
خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) البقرة ١٦٨.
(إِنَّما يَأْمُرُكُمْ
بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ ...) البقرة ١٦٩.
(وَلا تَتَّبِعُوا
خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) البقرة ٢٠٨.
(الشَّيْطانُ
يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ ...) البقرة ٢٦٨.
(كَما يَقُومُ الَّذِي
يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ...) البقرة ٢٧٥.
(وَإِنِّي أُعِيذُها
بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) آل عمران ٣٦.
(اسْتَزَلَّهُمُ
الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا ...) آل عمران ١٥٥.
(إِنَّما ذلِكُمُ
الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ ...) آل عمران ١٧٥.
(وَمَنْ يَكُنِ
الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً) النساء ٣٨.
(وَيُرِيدُ
الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) النساء ٦٠.
(فَقاتِلُوا
أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) النساء ٧٦.
(وَلَوْ لا فَضْلُ
اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً) النساء ٨٣.
(وَإِنْ يَدْعُونَ
إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً) النساء ١١٧.
(لَعَنَهُ اللهُ
وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) النساء ١١٨.
(وَمَنْ يَتَّخِذِ
الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً) النساء ١١٩.
(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ
وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ) النساء ١١٩.
(يَعِدُهُمْ
وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) النساء ١٢٠.
(إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ ...) المائدة ٩٠.
(إِنَّما يُرِيدُ
الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ ...) المائدة ٩١.
(وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام ٤٣.
(وَإِمَّا
يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ ...) الأنعام ٦٨.
(وَلا تَتَّبِعُوا
خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) الأنعام ١٤٢.
(فَوَسْوَسَ لَهُمَا
الشَّيْطانُ ...) الأعراف ٢٠.
(وَقاسَمَهُما إِنِّي
لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) الأعراف ٢١.
(فَدَلَّاهُما
بِغُرُورٍ ...) الأعراف ٢٢.
(إِنَّ الشَّيْطانَ
لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) الأعراف ٢٢.
(يا بَنِي آدَمَ لا
يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ ...) الأعراف ٢٧.
(إِنَّا جَعَلْنَا
الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) الأعراف ٢٧.
(فَأَتْبَعَهُ
الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ) الأعراف ١٧٥.
(وَإِمَّا
يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ...) الأعراف ٢٠٠.
(إِذا مَسَّهُمْ
طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا ...) الأعراف ٢٠١.
(وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ
رِجْزَ الشَّيْطانِ ...) الأنفال ١١.
(وَإِذْ زَيَّنَ
لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ...) الأنفال ٤٨.
(إِنَّ الشَّيْطانَ
لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) يوسف ٥.
(فَأَنْساهُ
الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ ...) يوسف ٤٢.
(مِنْ بَعْدِ أَنْ
نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ...) يوسف ١٠٠.
(وَقالَ الشَّيْطانُ
لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ ...) إبراهيم ٢٢.
(وَحَفِظْناها مِنْ
كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ) الحجر ١٧.
(فَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ...) النحل ٦٣.
(فَاسْتَعِذْ بِاللهِ
مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) النحل ٩٨.
(إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ
سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا ...) النحل ٩٩.
(إِنَّما سُلْطانُهُ
عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ ...) النحل ١٠٠.
(إِنَّ
الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ
كَفُوراً) الإسراء ٢٧.
(إِنَّ الشَّيْطانَ
يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً) الإسراء ٥٣.
(وَما يَعِدُهُمُ
الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) الإسراء ٦٤.
(وَما أَنْسانِيهُ
إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ...) الكهف ٦٣.
(يا أَبَتِ لا
تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا) مريم ٤٤.
(فَتَكُونَ
لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا) مريم ٤٥.
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ
الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا
يَبْلى) طه ١٢٠.
(وَيَتَّبِعُ كُلَّ
شَيْطانٍ مَرِيدٍ) الحجّ ٣.
(إِلَّا إِذا تَمَنَّى
أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ
ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الحجّ ٥٢.
(لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي
الشَّيْطانُ فِتْنَةً ...) الحجّ ٥٣.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ
الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ ...) النور ٢١.
(وَكانَ الشَّيْطانُ
لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) الفرقان ٢٩.
(وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ...) النمل ٢٤.
(قالَ هذا مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) القصص ١٥.
(وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ...) العنكبوت ٣٨.
(أَوَلَوْ كانَ
الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ) لقمان ٢١.
(إِنَّ الشَّيْطانَ
لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ...) فاطر ٦.
(أَنْ لا تَعْبُدُوا
الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) يس ٦٠.
(وَلَقَدْ أَضَلَّ
مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً ...) يس ٦٢.
(وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ
شَيْطانٍ مارِدٍ) الصافّات ٧.
(أَنِّي مَسَّنِيَ
الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ) ص ٤١.
(وَإِمَّا
يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ...) فصّلت ٣٦.
(نُقَيِّضْ لَهُ
شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخرف ٣٦.
(وَلا يَصُدَّنَّكُمُ
الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) الزخرف ٦٢.
(الشَّيْطانُ سَوَّلَ
لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ) محمّد ٢٥.
(إِنَّمَا النَّجْوى
مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ...) المجادلة ١٠.
(اسْتَحْوَذَ
عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ
أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ) المجادلة ١٩.
(كَمَثَلِ الشَّيْطانِ
إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ ...) الحشر ١٦.
(وَما هُوَ بِقَوْلِ
شَيْطانٍ رَجِيمٍ) التكوير ٢٥.
(وَلكِنَّ
الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ...) البقرة ١٠٢.
(كَالَّذِي
اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ ...) الأنعام ٧١.
(شَياطِينَ الْإِنْسِ
وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ ...) الأنعام ١١٢.
(وَإِنَّ الشَّياطِينَ
لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ ...) الأنعام ١٢١.
(إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا
الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللهِ ...) الأعراف ٣٠.
(فَوَ رَبِّكَ
لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ...) مريم ٦٨.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّا
أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ ...) مريم ٨٣.
(وَإِنْ يَدْعُونَ
إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً) النساء ١١٧.
(لَعَنَهُ اللهُ
وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) النساء ١١٨.
(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ
وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ ...) النساء ١١٩.
(نُقَيِّضْ لَهُ
شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخرف ٣٦.
(وَاتَّبَعُوا ما
تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ ...) البقرة ١٠٢.
(وَمِنَ الشَّياطِينِ
مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ ...) الأنبياء ٨٢.
(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ
بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) المؤمنون ٩٧.
(وَما تَنَزَّلَتْ
بِهِ الشَّياطِينُ) الشعراء ٢١٠.
(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ
عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ) الشعراء ٢٢١.
(طَلْعُها كَأَنَّهُ
رُؤُسُ الشَّياطِينِ) الصافّات ٦٥.
(وَالشَّياطِينَ كُلَّ
بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ) ص ٣٧.
(وَجَعَلْناها
رُجُوماً لِلشَّياطِينِ ...) الملك ٥.
(وَإِذا خَلَوْا إِلى
شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ ...) البقرة ١٤.
(وَقالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ...) فصّلت ٢٩.
(مِنْ شَرِّ
الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) الناس ٤.
(الَّذِي يُوَسْوِسُ
فِي صُدُورِ النَّاسِ) الناس ٥.
__________________
__________________
ابن الأزعر
هو أبو حبيب ،
وقيل : أبو حبيبة ، وقيل : أبو مليل بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد
بن مالك بن عوف بن عمرو الأنصاري ، الأوسي ، الضبعي ، وأمّه عمرو بنت الأشرف بن
العطاف.
صحابي منافق ،
ومن رؤساء المنافقين الذين ابتلي بهم النبي صلىاللهعليهوآله ، ومع نفاقه وتلوّن سلوكه شهد أحدا وبقيّة المشاهد مع
النبي صلىاللهعليهوآله ، وقيل : شهد بدرا.
القرآن المجيد وابن الأزعر
كان من
المنافقين الاثني عشر الذين أسّسوا وبنوا مسجد الضرار ، فشملته الآية ١٠٧ من سورة
التوبة : (وَالَّذِينَ
اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ....)
__________________
ابن أمّ مكتوم
هو أبو عمرو
وأبو الحكم عبد الله ، وقيل : عمر ، وقيل : عمرو بن قيس بن زائدة ، وقيل : زياد بن
الأصمّ بن هرم بن رواحة القرشيّ ، العامريّ ، المعروف بابن أمّ مكتوم ، وهي أمّه ،
وكانت تدعى عاتكة بنت عبد الله ، وتكنّى بأمّ مكتوم ، وهو ابن خالة السيّدة خديجه
بنت خويلد عليهاالسلام ، وكان قبل أن يسلم يدعى حصينا ، فسمّاه النبيّ صلىاللهعليهوآله عبد الله.
صحابيّ ، جليل
، شجاع.
أسلم بمكّة ،
وصار من مؤذّني النبيّ صلىاللهعليهوآله بالمدينة المنوّرة ، وأحد مشاهير قرّاء القرآن بها.
بعد معركة بدر
الكبرى هاجر من مكّة إلى المدينة ، وفي أثنائها فقد بصره وعمي ، ونزل الصفّة في
دار مخرمة بن نوفل.
استخلفه النبيّ
صلىاللهعليهوآله على المدينة أكثر من مرّة عند ما كان يغادرها في غزواته
، كغزوة الكدر وغزوة بني سليم وغزوة أحد وغيرها ، ويعهد إليه إمامة الجماعة نيابة
عنه.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث كثيرة ، وروى عنه جماعة.
بعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله استخلفه أبو بكر بن أبي قحافة على المدينة المنوّرة.
استشهد في
واقعة القادسيّة سنة ١٥ ه ، وقيل : سنة ١٦ ه وهو أعمى ، وقيل : توفّي سنه ٢٣ ه
بالمدينة المنوّرة.
القرآن العزيز وابن أمّ مكتوم :
لكونه كان أعمى
لا يبصر نزلت فيه الآية ٩٥ من سورة النساء : (لا يَسْتَوِي
الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ....)
خاطب النبي صلىاللهعليهوآله يوما قائلا : يا رسول الله! إنّي أعمى وجسمي ضعيف هل
تعفيني من الجهاد؟ فنزلت جوابا له الآية ٩١ من سورة التوبة : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى
الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ ....)
وفي أحد
الأيّام كان الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله جالسا وعنده جماعة من مشركي رجالات
قريش ، وعنده رجل من بني أميّة اسمه عثكن ، وقيل : عثمان ، فدخل عليهم
المترجم له وهو أعمى ، فرحّب به النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقدّمه على عثكن ، فعبّس عثكن وجهه ، وتقذّر منه ،
وأعرض عنه ، فأنزل الله سبحانه الآية ١ من سورة عبس : (عَبَسَ وَتَوَلَّى)
وكذلك ولنفس
السبب الآية ٢ من نفس السورة : (أَنْ جاءَهُ
الْأَعْمى)
وهناك أناس لم
يقفوا على شخصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآله صاحب الأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة ، فادّعوا أنّ
الذي عبس وتولّى هو النبيّ صلىاللهعليهوآله المصطفى ، والعياذ بالله من فساد النيّة وقلّة الإدراك.
وروي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «سورة عبس نزلت في رجل من بني أميّة كان عند
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فجاءه ابن أمّ مكتوم ، فلمّا رآه تقذّر منه ، وعبس ،
وجمع نفسه ، وأعرض بوجهه عنه ، فحكى الله سبحانه ذلك في السورة وأنكره عليه».
__________________
__________________
أبو بكر بن أبي قحافة
هو أبو بكر عبد
الله ، وقيل : عبد الكعبة ، وقيل : عتيق بن أبي قحافة ، عثمان بن عامر بن عمرو بن
كعب بن سعد بن تيم القرشي ، التّيميّ.
غلبت كنيته على
اسمه فعرف بها ، وأمه سلمى ، وقيل : ليلى بنت صخر بن عامر ، والعامة يلقبونه
بالصديق.
أحد صحابة
النبي صلىاللهعليهوآله ، وأول الخلفاء الراشدين على زعم من ينكر حديث غدير خم.
ولد بمكّة سنة
٥١ قبل الهجرة ، ونشأ بها حتى أصبح من زعماء وأثرياء قريش في الجاهلية.
أسلم وصحب
النبي صلىاللهعليهوآله إلى غار حراء عند هجرته إلى المدينة المنورة ، وشهد
بدرا وأحدا وبعض المشاهد الأخرى.
تزوّج النبي صلىاللهعليهوآله من ابنته عائشة ، وله روايات عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وروى عنه جماعة ، أمثال عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان
وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله تصدّر لحكم المسلمين ، وبدأت الفتوحات الإسلامية ،
فافتتحت في عهده بلاد الشام وأكثر العراق.
في أيام حكمه
حدثت حوادث مؤلمة وفجائع رهيبة مذكورة في سجلّات التأريخ ، منها : اغتصابه الخلافة
من الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وانتزاع فدك من فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وهجوم القوم على دارها ومعهم الحطب يريدون حرقه ، ثم
دخولهم الدار وترويعهم الزهراء عليهاالسلام وضربها وإيلامها وكسر ضلعها وإسقاط جنينها ، ثم إلقاء
القبض على الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأخذه إلى مسجد النبي صلىاللهعليهوآله بصورة مهينة ؛ لأخذ البيعة منه للمترجم له ، وكلّ ذلك
جرى على مرأى ومسمع من أبي بكر.
للإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام ولفاطمة الزهراء عليهاالسلام خطب وكلمات تضع النقاط على الحروف ، وتبيّن شخصية
المترجم له من جميع جوانبها.
من المسلّم به
لدى الفرق الإسلامية أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال في حق ابنته
فاطمة الزهراء عليهاالسلام : «إنّ الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها» ومن المؤكّد
تأريخيا أن أبا بكر وعمرو بن الخطاب أغضباها فهجرتهما ولم تكلّمهما حتى ماتت.
ولد له عبد
الله وعبد الرحمن ومحمد وبنت أخرى غير عائشة كانت تدعى : أسماء ؛ وتعرف بذات
النطاقين ، تزوّجها الزبير بن العوام ، فأنجبت له عبد الله بن الزبير.
لما حضره الموت
أوصى إلى عمر بن الخطاب ليقوم مقامه في الحكم ، وبعد أن بلغ من العمر ٦٣ سنة وحكم
سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال مات بالمدينة المنوّرة في الثالث والعشرين من جمادى
الثانية سنة ١٣ ه ، وصلّى عليه عمر ، ودفن في المدينة.
القرآن الكريم وأبو
بكر
نزلت فيه الآية
٢٢٤ من سورة البقرة : (وَلا تَجْعَلُوا
اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ
النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.)
وشملته الآية
١٥٤ من سورة آل عمران : (ثُمَّ أَنْزَلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ ....)
أقسم أن لا
يورّث ابنه ، فلما أسلم ابنه نزلت الآية ٣٣ من سورة النساء تأمره بأن لا يمنعه من
الإرث : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا
مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ
أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ....)
في أحد الأيام
سبّه شخص في مكّة وقذفه بفاحش القول ، فأجابه أبو بكر على سبّه وقذفه ، فنزلت فيه
الآية ١٤٨ من نفس السورة : (لا يُحِبُّ اللهُ
الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ....)
ونزلت فيه
الآية ٥٤ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ
بِقَوْمٍ ....)
وكذلك شملته
الآية ٨٧ من نفس السورة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا
تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.)
لمّا أسلم
المترجم له وأصرّ أبو جهل على شركه وكفره نزلت فيهما الآية ٨ من سورة
فاطر : (أَفَمَنْ زُيِّنَ
لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي
مَنْ يَشاءُ ....)
في أحد الأيام
تشاجر هو وعمر بن الخطاب في حضرة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، واشتدّ الجدال بينهما حتى ارتفعت أصواتهما ، فنزلت
فيهما الآية ٢ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا
تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ
أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ.)
ونزلت فيه
الآية ١٠ من سورة الحديد : (وَما لَكُمْ أَلَّا
تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ....)
__________________
__________________
أبو طالب بن عبد المطلب عليهالسلام
هو أبو طالب عليهالسلام عبد مناف ، وقيل : عمران بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد
مناف ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب العدنانيّ ، القرشي ، الهاشمي ، وقيل : اسمه
كنيته ، وأمّه فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية.
عمّ النبي محمد
بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، ووالد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
أحد أشراف
وسادات العرب في الجاهليّة والإسلام ، وكان سيّد قريش وشيخ البطحاء ورئيس مكّة
وأحد تجّارها.
كان عالما
فاضلا ، شاعرا فصيحا بليغا جيّد الكلام ، عرف بالحكمة والحلم وحسن التدبير ، وكان
وسيما ، وعليه وقار الحكماء وبهاء الملوك. كان في الجاهلية من المؤمنين بالله
والموحّدين له ، ولما بزغ نور الإسلام آمن بالنبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله وبرسالته الغرّاء.
ولد بمكّة قبل
مولد النبي صلىاللهعليهوآله بخمس وثلاثين سنة.
بعد وفاة والد
النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ عبد الله ـ تولّى جدّه ـ عبد المطلب ـ رعايته وتربيته
، فلما توفيّ عبد المطلب قام أبو طالب عليهالسلام بأعباء كفالة ورعاية النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلما بعث النبيّ صلىاللهعليهوآله للرسالة تولّى نصرته والذبّ عنه وحمايته من الكفّار
والمشركين ، فكان الدرع الواقي له من أعدائه ، والمحامي القويّ له من مناوئيه.
نصر النبي صلىاللهعليهوآله في بثّ الشريعة الإسلامية ، فلاقى من الكفّار صنوف
العناء والبلاء حتّى حاصروه هو وأسرته في الشعب المنسوب إليه بشعب أبي طالب.
كان يحبّ النبي
صلىاللهعليهوآله حبّا شديدا ، ويقدّمه على أولاده ، ولا ينام إلّا وهو
إلى جانبه ، وكان يقول للنبي صلىاللهعليهوآله : إنّك لمبارك النقيبة ميمون الطلعة.
آمن بالنبيّ
محمد صلىاللهعليهوآله وأسلم ، وكان يكتم إيمانه به خوفا على بني هاشم. كان
مستودعا للوصايا ؛ فنقلها إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان قبل إسلامه يسير على نهج أبيه عبد المطلب في
اتّباع ملّة إبراهيم الخليل عليهالسلام.
لمّا بلغ
النبيّ صلىاللهعليهوآله التاسعة من عمره وقيل : الثالثة عشرة أخرجه معه في
تجارة إلى
بلاد الشام.
ولم يزل يحمي
النبيّ صلىاللهعليهوآله من أعدائه ، ويدفع شرورهم عنه ، حتّى توفّي بمكّة
المكرّمة في النصف من شهر شوال ، وقيل : في السادس والعشرين من رجب أواخر السنة
العاشرة من المبعث النبويّ الشريف ، ودفن بمكة إلى جانب أبيه في الحجون ، وبكى
عليه النبيّ صلىاللهعليهوآله بكاء شديدا ، فكان موته فقدا عظيما للنبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله بعد وفاة عمّه : ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتّى مات
أبو طالب عليهالسلام.
وبعد وفاته
أوحى الله إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله بأن أخرج من مكّة فقد مات ناصرك.
كان له من
الأولاد : طالب وعقيل وجعفر والإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ومن البنات أم هاني وجمانة.
له أشعار كثيرة
في مدح النبيّ صلىاللهعليهوآله والدفاع عنه ، منها :
وشقّ له من
اسمه ليجلّه
|
|
فذو العرش
محمود وهذا محمّد
|
ومن قصيدة له
يمدح فيها النبيّ صلىاللهعليهوآله :
وما مثله في
الناس سيّد معشر
|
|
إذ قايسوه
عند وقت التحاصل
|
فأيّده ربّ
العباد بنوره
|
|
وأظهر دينا
حقّه غير زائل
|
بعض أقوال العظماء فيه
سئل حكيم العرب
أكثم بن صيفي عمّن تعلمت الحكمة والرئاسة والحلم والسيادة؟ قال : من حليف الحلم
والأدب ، سيّد العجم والعرب ، أبي طالب بن عبد المطلب.
كان الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام يعجبه أن يروى شعر أبي طالب عليهالسلام وأن يدوّن ، وقال عليهالسلام : تعلّموه وعلّموه أولادكم ، فانّه كان على دين الله ،
وفيه علم كثير.
قال الإمام
الصادق عليهالسلام في حقّه : مثل أبي طالب عليهالسلام مثل أصحاب الكهف ، أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك ،
فآجرهم الله مرّتين.
وقال الإمام
الصادق عليهالسلام ردا على الذين يدّعون أنّ أبا طالب عليهالسلام في ضحضاح من نار ، وفي رجليه نعلان من نار تغلى منها
أمّ رأسه ، كذب أعداء الله ، إنّ أبا طالب عليهالسلام
من رفقاء النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وقال الإمام
الباقر عليهالسلام : مات أبو طالب بن عبد المطلب عليهالسلام مسلما مؤمنا ، وشعره في ديوانه يدلّ على إيمانه ، ثم
محبّته وتربيته ونصرته ومعاداة أعداء رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وموالاة أوليائه ، وتصديقه إياه بما جاء به من ربّه ،
وأمره لولديه عليّ عليهالسلام وجعفر بأن يسلما ويؤمنا بما يدعو إليه.
قال الإمام
عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام في حقه : من شكّ في إيمان أبي طالب عليهالسلام كان مصيره إلى النار.
وقال بعض
العظماء في حقّه : لإيمان أبي طالب عليهالسلام واعتقاده بالإسلام يمنحه الله يوم القيامة نورا يغطّي
أنوار الخلائق إلّا أنوار أصحاب الكساء الخمسة.
وقال الإمام
الصادق عليهالسلام : لو وضع إيمان أبي طالب عليهالسلام في كفة ميزان وإيمان الخلائق في الكفة الأخرى من
الميزان لرجح إيمانه على إيمانهم.
القرآن المجيد وأبو طالب عليهالسلام
يقول المخالفون
لله ولرسوله صلىاللهعليهوآله ولأئمة أهل البيت عليهمالسلام : إنّ أبا طالب عليهالسلام كان يدافع عن النبي صلىاللهعليهوآله ولم يؤمن به ، فنزلت فيه الآية ٢٦ من سورة الأنعام : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ
عَنْهُ ...) والحقّ والحقيقة لا يعترفان بذلك.
ولكن نزلت فيه
الآية ١٥٧ من سورة الأعراف : (فَالَّذِينَ آمَنُوا
بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.)
في أحد الأيّام
كان جالسا عند النبي صلىاللهعليهوآله إذ انحط نجم فامتلأ حوله نارا ، ففزع من ذلك ، وسأل
النبيّ صلىاللهعليهوآله قائلا : أيّ شيء هذا؟ فقال صلىاللهعليهوآله : هذا نجم رمي به ، وهو آية من آيات الله ، فتعجّب أبو
طالب عليهالسلام ، فنزلت الآية ١ من سورة الطارق : (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ.) والآية ٢ من نفس السورة : (وَما أَدْراكَ مَا
الطَّارِقُ.)
والآية ٣ من
السورة نفسها : (النَّجْمُ
الثَّاقِبُ.)
وشملته الآيات
٦ و ٧ و ٨ من سورة الضحى : (أَلَمْ يَجِدْكَ
يَتِيماً فَآوى).
(وَوَجَدَكَ
ضَالًّا
فَهَدى. وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى.)
ومع الأسف
الشديد يقول بعض أصحاب الأقلام المأجورة وضعاف النفوس والإيمان : إن أبا طالب عليهالسلام مات كافرا ، مع علمهم بأنّ سيرته تدل على إيمانه الراسخ
بالله ، ودخوله في الإسلام ، وحثّ الناس على اعتناق الإسلام ، وممّا يؤيد ذلك
أقوال النبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمة المعصومين عليهمالسلام في حقّه ، بالإضافة إلى أشعاره الدالة على إيمانه
وإسلامه ، ولكن لكونه والد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام يجب اتّهامه بالكفر ، ولو كان والدا لغير الإمام عليهالسلام لما قالوا فيه ما قالوا ، (وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.)
__________________
__________________
أبو لبابة الأنصاريّ
هو أبو لبابة
بشير ، وقيل : رفاعة ، وقيل : مروان ، وقيل : يسير بن عبد المنذر بن الزبير بن زيد
بن أميّة بن مالك بن عوف الأنصاريّ ، الأوسيّ ، المدنيّ ، وقيل في اسمه : أبو
لبابة بن بشير بن عبد المنذر.
صحابيّ ،
محدّث.
شهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله العقبة الأخيرة وبدر الكبرى ـ وقيل : لم يشهدها ـ وأحدا
وما بعدها من المشاهد ، وكانت معه راية بني عمرو بن عوف يوم فتح مكّة ، وكان
النبيّ صلىاللهعليهوآله قد خلّفه على المدينة بعد واقعة بدر.
تزوّج زيد بن
الخطّاب من ابنته لبابة.
توفّي أيّام
خلافة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقيل : كان على قيد الحياة حتّى سنة ٥٠ ه.
القرآن الكريم وأبو لبابة
لمّا حاصر
النبيّ صلىاللهعليهوآله اليهود من بني قريظة طلبوا منه أن يرسل إليهم أبا لبابة
، وكان مناصحا لهم ؛ لأنّ عياله وماله وولده كانت عندهم ، فبعثه النبيّ صلىاللهعليهوآله إليهم ، فلمّا أتاهم قالوا : يا أبا لبابة! ما ترى أننزل
على حكم سعد بن معاذ ، وكان قد حاصرهم وشدّد الخناق عليهم؟ فأشار أبو لبابة إلى
حلقه ـ إنّه الذبح ـ فلا تفعلوا ، فنزلت فيه الآية ٢٧ من سورة الأنفال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.)
فلمّا علم
بنزول تلك الآية فيه ربط نفسه بسارية من سواري المسجد النبويّ بالمدينة المنوّرة
وقال : والله لا أذوق طعاما ولا شرابا حتّى أموت أو يتوب الله عليّ ، فمكث سبعة
أيّام ممسكا عن الطعام والشراب حتّى خرّ مغشيّا عليه ، ثمّ تاب الله عليه فقيل له
: يا أبا لبابة! قد تاب الله عليك ، فقال : لا والله لا أحلّ نفسي حتّى يكون رسول
الله صلىاللهعليهوآله هو الذي يحلّني ، فجاءه النبيّ صلىاللهعليهوآله فحلّه بيده.
وأسطوانة
التوبة في مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآله بالمدينة المنوّرة هي نفس الأسطوانة التي ربط أبو لبابة
نفسه إليها.
ولكونه كان من
جملة الذين تخلّفوا عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في غزوة تبوك ثمّ ندموا نزلت فيهم الآية ١٠٢ من سورة
التوبة : (وَآخَرُونَ
اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ
أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ....)
وشملته الآية
١١٨ من سورة التوبة ولنفس السبب السابق : (وَعَلَى الثَّلاثَةِ
الَّذِينَ خُلِّفُوا ....)
__________________
أبو لهب
هو أبو عتبة
عبد العزّى ، وقيل : عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب
العدنانيّ ، القرشيّ ، وكان يعرف بأبي لهب لجماله أو لكثرة أمواله ، وأمّه لبنى
بنت هاجر الخزاعيّة.
__________________
أحد أعمام
الرسول الأكرم محمّد صلىاللهعليهوآله ، ومن أثرياء وقته.
كان كافرا يعبد
الأصنام ، فعند ما بعث النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله برسالته أصبح من ألدّ أعداء النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، فكان هو وزوجته من مبغضي النبيّ صلىاللهعليهوآله ومن الذين أعلنوا الحرب عليه ناوءوه وخالفوه وكذّبوا
شريعته.
كان عليه
اللعنة جارا للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فكان يطرح العذرة والنتن على باب النبيّ صلىاللهعليهوآله.
وقام بسرقة
غزال الكعبة وكان من ذهب.
كانت زوجته أمّ
جميل تلق الشوك في طريق النبيّ صلىاللهعليهوآله لإيذائه ، وكانت تنمّ على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وتنقل أخباره وأحاديثه إلى الكفّار.
لم يشترك مع
الكفّار في واقعة بدر الكبرى سنة ٢ ه ، وهلك بعدها بأيّام بمكّة ، وهو يتحسّر على
هزيمة قريش فيها.
مات على أثر
إصابته بداء العدسة ، وبعد موته تنفّر عنه ولده وأبناء عشيرته خوفا من عدوى العدسة
، فلم يواروه في القبر ، بل أسندوه إلى حائط ، وقذفوا عليه الحجارة من خلف الحائط
حتّى واروه ، وقيل : بقي بعد موته ثلاثة أيّام لا يقرب إلى جثّته أحد ، ثمّ حفروا
له حفيرة ودفعوه بعود فيها ، ثمّ ألقوا الحجارة عليه حتّى توارى تحت الأحجار.
أنجب عتبة
ومعتّبا ، أسلما في السنة الثامنة من الهجرة ، وخلّف بناتا.
كان أحول ضخم
الجثّة سريع الغضب.
القرآن العظيم وأبو لهب
في بعض الأحيان
كان يمتنع عن إيذاء النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ويمنع الناس عن إيذائه ، وفي نفس الوقت كان يمنع
الناس من الإيمان به واتّباعه ، فنزلت فيه الآية ٢٦ من سورة الأنعام : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ
عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ ....)
ونزلت فيه
الآية ٢٢ من سورة الزّمر : (فَوَيْلٌ
لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ.)
في أحد الأيّام
جمع النبيّ صلىاللهعليهوآله الناس فقال لهم : «قولوا لا إله إلّا الله ، وإنّي رسول
الله»
فقال أبو لهب : تبّا لك ، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت فيه الآيات التالية :
المسد ١ (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ....)
المسد ٢ (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ.)
المسد ٣ (سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ.)
__________________
أبو ياسر النضريّ
هو أبو ياسر بن
أخطب النضريّ ، نسبة إلى بني النضير اليهود ، ومن أسباط هارون ابن عمران.
أحد أحبار
وعلماء اليهود ، ومن رؤسائهم المعروفين الذين عاصروا النبيّ صلىاللهعليهوآله عند بزوغ نور الإسلام.
كان من أكثر
الناس إيذاء للنبيّ صلىاللهعليهوآله وللمسلمين ، وكان هو وأخوه حييّ بن أخطب من أشدّ اليهود
حسدا للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكانا يبذلان قصارى جهودهما في ردّ الناس عن الإسلام.
__________________
القرآن العظيم وأبو ياسر بن أخطب
لكونه كان هو
وأخوه حييّ يجدّان في ردّ الناس عن الإسلام نزلت فيهما الآية ١٠٩ من سورة البقرة :
(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ
أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً ....)
كما شملته
الآيات التالية :
البقرة ١٣٥ (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى
....)
البقرة ١٧٤ (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما
أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ ....)
المائدة ٥٩ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ
تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ....)
وسببها أنّه
قدم هو وجماعة من الكفّار على النبيّ صلىاللهعليهوآله فسألوه عن الرسل والأنبياء ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «نؤمن بالرسل والأنبياء» فلمّا ذكر النبيّ صلىاللهعليهوآله عيسى بن مريم عليهماالسلام جحدوا نبوّته وقالوا : لا نؤمن بعيسى بن مريم عليهاالسلام ، ولا بمن آمن به ، فنزلت تلك الآية.
أبيّ بن خلف
هو أبي بن خلف
بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب القرشي ، الجمحي ، المعروف
بالغطريف.
من شخصيات
ورؤساء قريش في الجاهلية ، وأحد كفار ومشركي العرب في بدء
__________________
الدعوة المحمّدية.
كان من ألدّ
خصوم النبي صلىاللهعليهوآله وأكثرهم إيذاء له ، وأشدّهم استهزاء به واحتجاجا عليه.
كان يتوعّد
النبي صلىاللهعليهوآله بالقتل ، واشترك مع جماعة من المشركين في الهجوم على
دار النبي صلىاللهعليهوآله ومحاولة اغتياله في الليلة التي هاجر النبي صلىاللهعليهوآله إلى المدينة وجعل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في فراشه.
في السنة
الثالثة من الهجرة في معركة أحد ، وقيل : في معركة بدر تعقب النبي صلىاللهعليهوآله في الشعب بمنطقة السرف على أميال من مكة وهو يقول : أي
محمد صلىاللهعليهوآله ، لا نجوت إن نجوت ، فلما دنا من النبي صلىاللهعليهوآله تناول النبي صلىاللهعليهوآله الحربة من الحارث بن الصمة وطعنه في عنقه وقتله.
القرآن المجيد وأبي بن خلف
لما أخذ النبي صلىاللهعليهوآله يدعو الناس إلى الإسلام تقدم أبي بن خلف وجماعة من
المشركين إليه وقالوا : لو جعل معك يا محمّد صلىاللهعليهوآله ملك يحدّث الناس ويرى معك ، فنزلت فيه وفيهم الآية ٨ من
سورة الأنعام : (وَقالُوا لَوْ لا
أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ....)
في أحد الأيام
جاء هو وفريق من المشركين إلى النبي صلىاللهعليهوآله وهو يتلو القرآن ، فقالوا لأحدهم : ما يقول محمد صلىاللهعليهوآله؟ فقال : ما أدري ما يقول! ولكنّه ما يقول إلّا أساطير
الأولين ، فنزلت فيهم وفيه الآية ٢٥ من سورة الأنعام : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ
وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ....)
وجاء إلى النبي
صلىاللهعليهوآله بعظم رميم وقال : يا محمد! أترى الله يحيي هذا بعد ما
قد رم؟! فنزلت فيه الآية ٤ من سورة النحل : (خَلَقَ الْإِنْسانَ
مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ)
وكذلك جاء إلى
النبي صلىاللهعليهوآله ومعه عظام بالية يفتّها بيده وهو يقول : زعم لكم محمد صلىاللهعليهوآله : أنّا نبعث بعد ما نموت ، فنزلت فيه الآية ٦٦ من سورة
مريم : (وَيَقُولُ
الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا.)
كان من جملة
الذين اتهموا عائشة بنت أبي بكر ، وقيل : مارية القبطية بالفاحشة ، فشملته الآية
١١ من سورة النور : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ
بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ....)
ونزلت فيه تتمة
الآية ١١ من سورة النور : (وَالَّذِي تَوَلَّى
كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ.)
كان متحالفا مع
عقبة بن أبي معيط ، وفي أحد الأيام عمل عقبة وليمة ، فدعا إليها النبي صلىاللهعليهوآله وجماعة ، فلما جاء وقت الطعام قال النبي صلىاللهعليهوآله لعقبة : ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد بأن لا إله إلّا
الله وأنّي رسول الله ، فقال عقبة : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا صلىاللهعليهوآله رسول الله ، فأكل النبي صلىاللهعليهوآله من ذلك الطعام.
فلما علم أبي
بإسلام عقبة طلب منه أن يرتد عمّا أقدم عليه ، وأن يهين النبي صلىاللهعليهوآله ، فأجابه عقبة إلى ذلك ، فارتد وبزق في وجه النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيه وفي عقبة الآية ٢٧ من سورة الفرقان : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى
يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً.)
وجاء يوما إلى
النبي صلىاللهعليهوآله بعظم بال وقال : يا محمد! ترى الله يحيي هذا بعد ما
أصبح رميما؟! فقال النبي صلىاللهعليهوآله : نعم ، ويبعثك ويدخلك في النار ، فنزلت فيه الآية ٧٧
من سورة يس : (أَوَلَمْ يَرَ
الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ.)
وكذلك نزلت فيه
الآية ٧٨ من نفس السورة : (وَضَرَبَ لَنا
مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ.)
وجوابا لسؤاله
في الآية السابقة نزلت فيه الآية ٧٩ من نفس السورة : (قُلْ يُحْيِيهَا
الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ.)
وكذلك أتى
النبي صلىاللهعليهوآله بعظمة بالية وقال : يا محمد صلىاللهعليهوآله! هل تتصور بأنّ هذه العظمة البالية تحيا ثانية؟ فنزلت فيه
الآية ٣ من سورة ق : (أَإِذا مِتْنا
وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ.)
ولشدة غروره
وتجبره نزلت فيه الآية ٦ من سورة الانفطار : (يا أَيُّهَا
الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ.)
ونزلت فيه
الآيات التالية من سورة الهمزة : الآية ١ (وَيْلٌ لِكُلِّ
هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ.)
والآية ٢ (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ.)
والآية ٣ (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ.)
والآية ٤ (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ.)
في أحد الأيام
اعترض أبي وجماعة من المشركين النبي صلىاللهعليهوآله وهو يطوف حول البيت الحرام ، فقالوا : يا محمد صلىاللهعليهوآله! هلمّ فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد ، فنزلت فيه وفي
صحبه الآيات التالية من سورة الكافرون : الآية ١ (قُلْ يا أَيُّهَا
الْكافِرُونَ.)
والآية ٢ : (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ.)
والآية ٣ : (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.)
والآية ٤ ؛ (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ.)
والآية ٥ : (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.)
والآية ٦ : (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.)
__________________
أبيّ بن شريق (الأخنس بن شريق)
هو أبو ثعلبة
أبي ، المشهور بالأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي مسلمة بن عبد العزى
الثقفي ، حليف بني زهرة ، أحد أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله المؤلفة قلوبهم ، وكان حلوا المنطق ، منافقا ، شريرا ،
خبيثا.
يوم واقعة بدر
أشار على حلفائه من بني زهرة بالرجوع إلى مكة وعدم الاشتراك في تلك المعركة ،
فرجعوا ولم يشهدوها ، فسلموا من القتل ، فخنس بهم ـ أي تأخر ـ فاشتهر بالأخنس.
أسلم يوم فتح
مكة ، وشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله واقعة حنين.
توفّي سنة ١٣ ه
في أول خلافة عمر بن الخطاب.
القرآن العظيم والأخنس بن شريق
أقبل إلى النبي
صلىاللهعليهوآله في المدينة وأعلن إسلامه ، وقال : إنّما جئت أريد
الإسلام والله يعلم أنّي لصادق ، ثم خرج من عند النبي صلىاللهعليهوآله فمر بزرع وحمر لبعض المسلمين ، فأحرق
__________________
الزرع ، وعقر الحمر ، فأنزل الله تعالى فيه الآية ٢٠٤ من سورة البقرة : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ
قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ
أَلَدُّ الْخِصامِ.)
وكذلك نزلت فيه
الآية ٢٠٥ من نفس السورة : (وَإِذا تَوَلَّى سَعى
فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا
يُحِبُّ الْفَسادَ.)
وفي أحد الأيام
التقى بأبي جهل ، فسأله عن النبي صلىاللهعليهوآله أصادق هو أم كاذب؟ فقل أبو جهل : والله إنّ محمدا لصادق وما كذب قط ، ولكن
إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والندوة فما ذا يكون لسائر قريش؟ فنزلت
فيه وفي أبي جهل الآية ٣٣ من سورة الأنعام : (قَدْ نَعْلَمُ
إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ
الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ.)
كان ينافق
النبي صلىاللهعليهوآله ، ويظهر له بما يحب ، ويضمر في قلبه ما يكره ، فكان
يجالس النبي صلىاللهعليهوآله ، ويظهر ما يسرّه ، ويخفي في قرارة نفسه خلاف ما يظهر ،
فنزلت فيه الآية ٥ من سورة هود : (أَلا إِنَّهُمْ
يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ
يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.)
ونزلت فيه وفي
الوليد بن المغيرة الآية ٣١ من سورة الزخرف : (عَلى رَجُلٍ مِنَ
الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ.)
ونزلت فيه
الآيات التالية من سورة القلم : الآية ٨ (فَلا تُطِعِ
الْمُكَذِّبِينَ.)
والآية ٩ : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ.)
والآية ١٠ (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ.)
والآية ١١ (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ.)
والآية ١٢ (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ.)
والآية ١٣ (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ.)
والآية ١٤ (أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ.)
والآية ١٥ (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ
أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ.)
والآية ١٦ (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ.)
ونزلت فيه
الآيات التالية من سورة الهمزة :
الآية ١ (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ.)
والآية ٢ (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ.)
والآية ٣ (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ.)
والآية ٤ (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ.)
__________________
أبي بن كعب
هو أبو المنذر
، وأبو الطفيل ، وأبو يعقوب أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو
بن مالك بن النجار الأنصاري ، الخزرجي ، النجاري ، المعاوي ، المدني ، وأمه صهيلة
بنت الأسود الخزرجية.
من فضلاء
وأجلّاء أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأحد المسلمين الأوائل ، وسيّد قرّاء القرآن وعلمهم ،
راوية ثقة ، وصاحب قضاء وفتيا.
كان في
الجاهلية حبرا من أحبار اليهود ، عارفا بالقراءة والكتابة ، ومطّلعا على الكتب
القديمة.
أسلم ، وشهد مع
النبي صلىاللهعليهوآله واقعة بدر والعقبة الثانية وما بعدها من المشاهد.
كان أوّل من
كتب الوحي للنبي صلىاللهعليهوآله ، وآخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله جملة من الأحاديث المعتبرة ، وروى عنه جماعة من الصحابة
والتابعين.
كان من
الموالين المخلصين والمتشيعين الأوائل للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام. قال النبي صلىاللهعليهوآله في حقّه : أقرأ أمّتي أبي بن كعب.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله أنكر على أبي بكر بن أبي قحافة تقدّمه على الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام ، وقال له : لا تجحد حقا جعله الله لغيرك ، ولا تكن
أوّل من عصى رسول الله صلىاللهعليهوآله في وصيّه وصفيّه وصدّ عن أمره ، اردد الحق إلى أهله
تسلم ، ولا تتماد في غيّك فتندم ، وبادر الإنابة يخفّ وزرك ، ولا تخصص هذا الأمر
الذي لم يجعله الله لك نفسك ، فتلقى وبال عملك ، فمن قريب تفارق ما أنت فيه ،
وتصير إلى ربّك بما جنيت ، وما ربّك بظلّام للعبيد.
وفي أيام عمر
بن الخطاب شهد وقعة الجابية ، وكتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس.
توفّي بالمدينة
المنوّرة سنة ٣٠ ه ، وقيل : سنة ٢٢ ه ، وقيل : سنة ١٩ ه ، وقيل :
سنة ٢٠ ه ، وقيل : سنة ٢١ ه ، وقيل : سنة ٣٦ ه ، وقيل : سنة ٣٢ ه ،
ودفن فيها.
القرآن الكريم وأبي بن كعب
في أحد الأيّام
كان يصطحب بعض المؤمنين فمرّ بهم بعض اليهود ، فأخذ اليهود يفتخرون عليه وعلى صحبه
بقولهم : إنّ ديننا خير مما تدعوننا إليه ، ونحن خير وأفضل منكم ، فنزلت فيه وفي
المؤمنين الآية ١١٠ من سورة آل عمران : (كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ ....)
__________________
نبي الله إدريس عليهالسلام
هو إدريس بن
يارد ، وقيل : لود بن مهلائيل بن قينان بن انوش بن شيث بن آدم أبي البشر عليهالسلام.
جاء اسمه في
التوراة : خنوخ أو أخنوخ ، ويسمّيه اليونانيون : أرميس أو طرميس ، ويعرف بهرمس
الحكيم.
هو ثالث
الأنبياء بعد آدم عليهالسلام وشيث عليهالسلام ، أرسله الله لهداية البشر وإرشادهم ، وكان صلب الإيمان
، صالحا ، زاهدا ، تقيّا ، يصوم نهاره ، ويسبّح الله فيه ، ويقدّسه ، ويبيت حيثما
جنّه الليل.
ولد بمصر في
مدينة منوف ، ثم تجوّل في أرجاء الأرض ، ثم عاد إلى مصر ، ويقال : ولد ببابل في
العراق ، وبها نشأ وترعرع ، ثم رحل إلى مصر.
__________________
كان من السريان
، وكان خيّاطا ، ويعدّ أوّل من خاط الثياب ولبسها ، وكان الناس من قبله يلبسون
الجلود.
أدرك من حياة
آدم عليهالسلام ٣٦٨ سنة ، وقيل : ٣٠٨ سنوات.
تعلّم علوم شيث
بن آدم عليهالسلام ، وتولّى سدانة بعض المعابد ، ولما طعن في السن بعثه
الله للنبوّة ، فقام بإرشاد الناس في بابل ، وأمرهم بعبادة الله وتوحيده ، ونهاهم
عن مخالفة شرائع آدم عليهالسلام وشيث ، فلم يؤمن به إلّا القليل من أهل بابل ، فرحل
وشيعته إلى مصر واستوطنوها ، فقام بها بنشر دعوته وهدايتهم عن طريق الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر.
وهبه الله
معرفة لغات أهل زمانه ، فكان يكلّم جميع الناس بألسنتهم ، وعلّمه الباري شتّى فنون
العلم والمعرفة ، كالفلك والنجوم والحكمة والحساب والطب والأدب والشعر وعلم الهيئة
، بالإضافة إلى القراءة والكتابة ، فكان أوّل من كتب بالقلم.
قام بتخطيط
المدن ، وشجّع الناس على بنائها حتى بلغت الّتي شيّدت في زمانه ١٨٨ مدينة.
قسّم الأرض إلى
أربعة أقسام ، وعيّن لكل قسم معمور منها ملكا يحكمهم بموجب شرائع وقوانين تناسب
سكانها ، والملوك هم : ايلدوس ، وزوس ، واسقلبيوس ، وزوس أمون.
قام ولأول مرة
ببناء الهياكل لتمجيد الله سبحانه وتعالى ، وأمر ببناء الأهرام بصعيد مصر ، وصوّر
فيها مختلف العلوم والصناعات وآلاتها ومميزاتها ؛ حرصا منه على بقائها للأجيال من
بعده.
عاصر جماعة من
الملوك الطغاة العصاة المفسدين في الأرض والظالمين ، فدعا عليهم وطلب من الله خلاص
الناس منهم ، فلبّى الله طلبه ، فسلبهم ملكهم وسلطانهم ، وأهلكهم ، وخرّب ديارهم.
كان يحث الناس
على الأعمال الصالحة كالصلاة والصيام والجهاد في سبيل الله ، ومساعدة الفقراء عن
طريق الزكاة ، وحرّم عليهم المسكرات ، وأكل لحم الخنزير والكلاب ، وكان يحثهم على
الطهارة من الجنابة ، وكان يعاقب من يخالف أوامره ونواهيه.
لما كان في بابل
كان يكثر القدوم إلى مسجد السهلة بالكوفة ؛ للعبادة ، وفيه كان يخيط الثياب.
كانت أوامر
وتشريعات السماء تنزل عليه على هيئة صحف عرفت بصحف إدريس ، وكان عددها ٤٢ صحيفة ،
وقيل : ٣٠ ، وقيل : ٢٩ ، فكانت مملوّة بالآداب والمواعظ المفيدة والإرشادات
النافعة ، والحكم والنصائح القيّمة ، ويقول المحققون : إنّ جميعها ألقيت في البحر
وتلفت.
كان يحفظ على
ظهر الغيب صحف آدم عليهالسلام وصحف شيث عليهالسلام وصحفه الخاصة به ، وكان يدرّسها للناس.
تزوّج من هدانة
، وقيل : اذانة بنت باويل بن محويل بن خنوخ ، فأنجبت له ولدا سمّي متوشالخ ، وكان
عمر إدريس عليهالسلام يومئذ ٣٠٠ سنة.
لشدّة إيمانه
بالله وصلاحه حسده إبليس ، فرفعه الله مكانا عليّا ، وأدخله الجنة وهو حيّ ، وقيل
: قبض ملك الموت روحه في طبقات السماء.
اختلفت
الروايات في مدة حياته ، فمنهم من قال : إنّه عاش ٣٦٥ سنة ، وقيل :
٣٠٠ سنة ، وقيل
: ١٦٥ سنة ، وقيل : ٨٢ سنة ، والله أعلم بحقائق الأمور.
استخلفه وقام
مقامه في النبوّة ابنه متوشالخ.
هناك قصص
وخرافات تدور حول شخصيّة إدريس عليهالسلام يذكرها اليهود في كتبهم أعرضنا عنها.
القرآن المجيد وإدريس عليهالسلام
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) مريم ٥٦.
(وَرَفَعْناهُ مَكاناً
عَلِيًّا) مريم ٥٧.
(وَإِسْماعِيلَ
وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ) الأنبياء ٨٥.
__________________
__________________
أربد العامري
هو أربد بن قيس
، وقيل : مقيس ، وقيل : ربيعة بن جزء بن خالد بن جعفر بن كلاب العامري ، الكلابي.
من رؤساء
وشياطين وطغاة بني عامر ، ومن وجوه العرب في الجاهلية. أدرك النبي صلىاللهعليهوآله وشاهده ولم يسلم ، ثم أصبح من أشدّ المعاندين له
والمستهزئين به ، وكان يتحيّن الفرص لقتل النبي صلىاللهعليهوآله.
هلك على أثر
صاعقة أصابته من السماء.
القرآن المجيد وأربد العامري
في السنة
التاسعة من الهجرة وفد على النبي صلىاللهعليهوآله في المدينة مع جماعة من الكفّار بينهم عامر بن الطفيل
يريدون الغدر بالنبي صلىاللهعليهوآله واغتياله ، فقال عامر لأربد : سأشغل عنك وجه محمد صلىاللهعليهوآله ، فاذا فعلت ذلك اضربه بالسيف ، فدخلا على النبي صلىاللهعليهوآله فأخذ عامر يناقش النبي صلىاللهعليهوآله ويجادله ، منتظرا من أربد أن يقتل النبي صلىاللهعليهوآله ، ولكن أربد لم يفعل ذلك ، فلما خرجوا من عند النبي صلىاللهعليهوآله سأل عامر أربد عن سبب امتناعه عن تنفيذ ما اتّفقا عليه
، فقال أربد : ما هممت بالذي اتّفقنا عليه إلّا وجدتك بيني وبين
__________________
محمد صلىاللهعليهوآله ، حتى ما أرى غيرك فخشيت أن أضربك بالسيف ، فنزلت فيهما
الآية ٨ من سورة الرعد : (اللهُ يَعْلَمُ ما
تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ
عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ....)
ونزلت فيه
الآية ١١ من نفس السورة : (وَإِذا أَرادَ اللهُ
بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ.)
سأله قومه عن
النبي صلىاللهعليهوآله ، فأجابهم : لا شيء والله ، لقد دعانا إلى عبادة شيء ،
لوددت أنه عندي الآن فأرميه بالنبل حتّى أقتله ، وبعد يومين من حديثه خرج ليبيع
جملا له ، فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما ، فنزلت فيه الآية ١٣ من نفس
السورة : (وَيُرْسِلُ
الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ ....)
وجاء يوما إلى
النبي صلىاللهعليهوآله بصحبة عامر بن الطفيل فسألا النبي صلىاللهعليهوآله عن الشيء الذي يدعوهم إليه ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : أدعوكم إلى الله وحده ، فقالا : هل الله من ذهب أو
فضة أو حديد أو خشب؟ فنزلت فيهما سورة الإخلاص.
__________________
نبيّ الله أرميا عليهالسلام
هو أرميا ،
وقيل : أرمياء ، وقيل : يرميا ، وقيل : يرمية ، وقيل : رميا بن حلقيا ، وقيل :
حزقيا من سبط لاوي ابن نبيّ الله يعقوب عليهالسلام ، وقيل من سبط هارون بن عمران أخي موسى بن عمران عليهالسلام.
أحد أنبياء بني
إسرائيل بعد شعيا عليهالسلام ، وهناك من وحّده مع نبيّ الله عزير عليهالسلام ونبيّ الله الخضر عليهالسلام ، وقيل : إنّ الخضر لقب من ألقابه. كان مؤمنا ، صالحا ،
ورعا ، زاهدا ، قدّيسا ، كثير البكاء من خشية الله ، فعرف بالبكّاء.
بعثه الله إلى
بني إسرائيل بعد أن عصوا الله ، وأظهروا المعاصي ، وقتلوا الأنبياء والصلحاء ؛
ليهديهم ويرشدهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحذّرهم غضب الجبّار ، فوقف
بكلّ حزم أمام شركهم ومظالمهم الاجتماعيّة ، فكانت مدّة خدمته ٤١ سنة. قابلوه
بالعصيان والتمرّد والتكذيب ، ثمّ ألقوا القبض عليه وسجنوه ، وذلك في عهد ملكهم
صدقيا ، وبعد أن مكث في السجن عشر سنين أرسل الله عليهم نبوخذنصّر وجحافل عساكره ،
فنزل في أراضيهم ، وبطش بهم ، وقتل منهم جمعا غفيرا ، وخرّب ديارهم ، وسبى الآلاف
منهم ، ثمّ أمر بهدم بيت المقدس ، وأسر صدقيا الملك ، وأصدر أمرا بإلقاء القاذورات
والجيف في معابدهم.
ولمّا علم
نبوخذنصّر بتواجد المترجم له في أحد سجون بني إسرائيل ، وكونه من الأنبياء الذين
أرسلهم الله إليهم ليرشدهم ويهديهم طريق الحقّ والصواب ، ولكنّهم كذّبوه وعذّبوه
ثمّ حبسوه ، فأمر بإطلاق سراحه من السجن ، وأحضره لديه وقال له : أكنت تحذّر قومك
ما أصابهم؟ فقال أرميا عليهالسلام : نعم ، فإنّ الله أرسلني إليهم فكذّبوني ، قال
نبوخذنصّر : كذّبوك وضربوك وسجنوك؟ قال عليهالسلام : نعم ، قال نبوخذنصّر : بئس
__________________
القوم قوم كذّبوا نبيّهم ، وكذّبوا رسالة ربّهم ، ثمّ خيّره بين المجيء معه
أو البقاء في فلسطين ، ففضّل أرميا عليهالسلام البقاء في بلاده ، فتركه بعد أن أحسن إليه.
وبعد رحيل
نبوخذنصّر عن بيت المقدس اجتمع إلى المترجم له من بقي من ضعفاء بني إسرائيل فقالوا
: نحن قد أسأنا وظلمنا ، ونحن نتوب إلى الله ممّا صنعنا ، فادع الله أن يقبل
توبتنا ، فدعا أرميا عليهالسلام ربّه ، فأوحى الله إليه أنّه غير قابل توبتهم ، فإن
كانوا صادقين في أقوالهم فليقيموا معك في بيت المقدس ، فأخبر قومه بما أمره الله
به ، فقالوا : لا نقم بهذه البلدة المخرّبة التي غضب الله على أهلها.
أمر الله
المترجم له بأن يأتي إلى مكّة ويخرج منها معد بن عدنان لكيلا تصيبه النقمة ،
فأخرجه وهو شابّ ، وأتى به إلى حرّان ، فلمّا انصرف نبوخذنصّر عن العرب ردّه إلى
مكّة المكرّمة.
وكان قد تنبّأ
لبني إسرائيل بسقوط أورشليم وخرابها وتدمير هيكل سليمان عليهالسلام ، فدعاهم للخضوع والإذعان لنبوخذنصّر فكذّبوه واضطهدوه.
ويقال : إنّه
خاف في أوّل الأمر من نبوخذنصّر عند ما هجم على بيت المقدس ، فأخذ تابوت السكينة
وخبّأه في مغارة ؛ خوفا من أن يقضي عليه نبوخذنصّر وجنوده.
عاصر من ملوك
بني إسرائيل كلّا من يوشيا ، ويواحاز ، ويهوياقيم ، وصدقيا ، وعاصر الملك الفارسيّ
لهراسب.
كان أكثر الناس
تصديقا له وإخلاصا إليه تلميذه اليمنيّ باروخ بن نريا الكاتب ، وتتلمذ عليه زرادشت
، ثمّ قام زرادشت بعمل أغضب فيه المترجم له ، فدعا عليه فبرص ، فعند ذاك فارق
أستاذه واخترع دين المجوسيّة أو الديانة الزرادشتيّة.
ويقال : إنّ
أرميا عليهالسلام انتقل إلى مصر فألقى اليهود القبض عليه وسجنوه في بئر ،
ثمّ أخرجوه ورجموه حتّى استشهد ، فدفنوه في مصر ، وفي عهد الإسكندر نقل تابوته إلى
الإسكندريّة ودفنوه بها ، ويقال : إنّه رجع من مصر إلى بيت المقدس وعاش فيها ٣٠٠
سنة ثمّ توفّي.
ينسب إليه سفر
يدعى «سفر أرميا» وله رسالة مطوّلة ضدّ عبادة الأوثان في بابل ، وينسب
إليه المزمور الثاني والعشرون المنسوب لنبيّ الله داود عليهالسلام ، وينسبون إليه ثلاثين مزمورا.
وله مراثي في
خراب ودمار أورشليم تعرف ب «مراثي أرميا» أو «سفر المراثي».
توفّي حدود سنة
٥٨٦ قبل الميلاد ، وقيل : حوالي سنة ٥٧٠ قبل الميلاد ، وكانت ولادته بمدينة عثاتوث
حدود سنة ٦٢٦ قبل الميلاد ، وقيل : حدود سنة ٦٥٠ قبل الميلاد ، وقيل : حدود سنة
٦٤٠ قبل الميلاد.
القرآن الكريم وأرميا عليهالسلام
أوحى الله إليه
، أن اخرج إلى بيت المقدس إنّي عامرها ، فخرج إليها فرآها خرابا ، فقال : متى
يعمّرها الله ومتى يحييها بعد أن خربت ومات أهلها فوضع رأسه ونام ، فمكث في نومه
سبعين عاما ثمّ استيقظ ـ وكان نبوخذنصّر قد مات ـ فرأى المدينة قد عمّرت ، وسكنها
الناس ، ثمّ أنامه الله حتّى مكث في نومه مائة عام ، ثمّ بعثه الله وهو يظنّ أنّه
ما نام أكثر من ساعة ، فقال : أعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير ، فنزلت فيه ، وقيل
في غيره الآية ٢٥٩ من سورة البقرة : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ
عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ
بَعْدَ مَوْتِها ...)
__________________
أسامة بن زيد
هو أبو محمّد ،
وقيل : أبو زيد ، وقيل : أبو يزيد وقيل : أبو خارجة أسامة بن زيد بن حارثة بن
شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس الكلبيّ ، التنوخيّ ، المعروف
بحبّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وابن حبّه ، والملقّب بذي البطين ، وأمّه أمّ أيمن
الحبشية حاضنة النبي صلىاللهعليهوآله.
أحد أصحاب
وموالي النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان محاربا شجاعا ، وأحد أغنياء وأثرياء وقته.
كان أبيض شديد
البياض ، وأبوه أسود ، وكان أفطس.
ولد بمكّة ، ثم
أسلم وصار من موالي النبي صلىاللهعليهوآله ، وهاجر معه إلى المدينة ، واشترك
__________________
في واقعة حنين ، وحارب فيها ببسالة وشجاعة.
في السنة
الحادية عشرة من الهجرة استعمله النبي صلىاللهعليهوآله على الجيش الذي سيّره إلى الشام ، والنبيّ صلىاللهعليهوآله يومئذ في مرضه الذي توفّي فيه ، وكان عمر أسامة يومئذ
أقلّ من عشرين سنة.
تثاقل جماعة من
المهاجرين والأنصار عن تنفيذ أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله والالتحاق بجيش أسامة مع تأكيد النبي صلىاللهعليهوآله على تنفيذ ذلك البعث ، وكان صلىاللهعليهوآله يقول ويردّد : لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة ، ومع
ذلك تخلّف الكثيرون ولم يشتركوا في جيشه ورجعوا إلى المدينة ، وكان ذلك بمشورة
أسامة ورضاه.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله سكن وادي القرى مدّة ، ثم انتقل إلى المدينة ، ومنها
رحل إلى الشام ، فأقام بها مدّة ، ثم رجع إلى المدينة.
ولمّا تولّى
أبو بكر بن أبي قحافة سدّة الحكم سنة ١١ ه سيّره على رأس جيش إلى البلقاء في بلاد
الشام ، فأغار على قرية ابنى وانتصر. وفي نفس السنة ولّاه أبو بكر إمرة المدينة
المنوّرة.
وبعد مقتل عمر
بن الخطاب مال إلى عثمان بن عفّان وناصره ، فمنحه عثمان قطعة من الأرض جزاء
لموالاته له.
بعد مقتل عثمان
لم يبايع الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولم يشهد معه شيئا من حروبه ووقائعه لعناده وبغضه
للإمام عليهالسلام.
ولم يلبث طويلا
حتى استيقظ ضميره ، فرجع إلى الإمام عليهالسلام ووالاه ودعا له ، وتبرّأ من أعدائه ، وشهد بأنّه على
الحق ، ومن خالفه ملعون وعلى باطل.
قال الإمام
الباقر عليهالسلام فيه : «إنّه قد رجع ، فلا تقولوا فيه إلّا خيرا».
توفّي بالجرف
قرب المدينة ، وقيل : بالمدينة ، وقيل : بوادي القرى سنة ٥٨ ه ، وقيل : سنة ٥٩ ه
، وقيل : سنة ٥٤ ه ، وقيل : سنة ٤٠ ه ، وقيل : توفّي بعد مقتل عثمان بالجرف ،
وحمل إلى المدينة فدفن فيها.
القرآن العظيم وأسامة بن زيد
بعثه النبي صلىاللهعليهوآله في خيل إلى بعض قرى اليهود ليدعوهم إلى الإسلام ، وكان
من بين اليهود رجل يدعى المرداس بن نهيك وكان قد أسلم ، فلما أحسّ بخيل المسلمين
جمع أهله وماله وصار في ناحية الجبل ، فلما قرب منه أسامة أخذ مرداس ينادي : أشهد
أن لا إله إلّا الله وأن محمّدا صلىاللهعليهوآله رسول الله ، فعلاه أسامة بالسيف وقتله. فلمّا رجع إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله قال له : قتلت رجلا يشهد الشهادتين؟ فقال أسامة : يا
رسول الله! قالها اتّقاء القتل ، فقال صلىاللهعليهوآله : فلا شققت الغطاء عن قلبه ، ولا ما قال بلسانه قبلت ،
ولا ما كان في نفسه علمت ، فنزلت في أسامة الآية ٩٤ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا
ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى
إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ....)
ومن بعد أن
أسمعه النبي صلىاللهعليهوآله الآية المذكورة أقسم أن لا يقاتل رجلا يشهد الشهادتين.
__________________
__________________
الأسباط
السبط في
اللّغة ولد الولد ، أو ولد البنت ، أو الولد نفسه ، ويأتي بمعنى القوم أو القبيلة
، وله معان أخر.
والأسباط في
القرآن الكريم هم أسباط نبيّ الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهمالسلام من ذراريه الاثني عشر.
كان ليعقوب عليهالسلام اثنا عشر ولدا ، وهم : روبين ، وشمعون ، ويهودا ،
ويساكار ، وزبولون ، وبنيامين ، ودان ، ونفتالي ، وجاد ، وأشير ، وهم آباء الأسباط
العشرة ، ويوسف عليهالسلام أنجب ولدين هما : منشي وأفرائيم ، فصار من كل واحد منهم
سبط ، أما لاوي بن يعقوب عليهالسلام فلم يكن له نصيب في أحد من الأسباط.
قام يوشع بن
نون ـ وصيّ موسى بن عمران عليهالسلام ـ بتقسيم الأراضي المقدّسة في فلسطين بين أسباط يعقوب عليهالسلام ، وأعطى الكهانة لأولاد لاوي بن يعقوب.
كان الأسباط
متآخين ومتّفقين فيما بينهم ، يحكمون البلاد المقدّسة في فلسطين حكومة واحدة حتى
زمان سليمان بن داود عليهالسلام ، وبعد وفاة سليمان عليهالسلام انقسمت حكومتهم إلى حكومتين ، إحداها يحكمها ذراري
الأسباط العشرة باسم مملكة يهوذا ، والحكومة الثانية شكّلها ذراري سبطي يوسف عليهالسلام ، وترأسها رحبعام بن سليمان ، باسم مملكة إسرائيل.
كان أكثر
الأسباط وذراريهم مؤمنين بالله صلحاء ، ومن المؤرّخين من جعلهم في عداد الأنبياء
والمرسلين.
سئل الامام
الباقر عليهالسلام عن أولاد يعقوب هل كانوا أنبياء بأجمعهم؟ فقال عليهالسلام : لا ،
__________________
ولكنهم كانوا أسباطا أولاد أنبياء ، ولم يفارقوا الدنيا إلّا سعداء ، تابوا
وتذكّروا ما صنعوا.
ذراري الأسباط
شكّلوا أمما وقبائل ، فمثلا : روبين كان له أربعة أولاد فتوالدوا حتى صاروا أكثر
من خمسين ألفا ، ويهودا أنجب خمسة أولاد فتكاثروا حتى صار عددهم أكثر من أربعة
آلاف وأربعمائة نسمة ، وبلغ ذراري شمعون حوالي ستين ألفا ، وأصبح ذراري لاوي حوالي
اثنين وعشرين ألفا ، وأمّا ذراري دان فبلغوا أكثر من ستين ألفا ، وأمّا أعقاب
زبولون جاوزوا الخمسة والخمسين ألفا ، وبلغ ذريّة نفتالي أكثر من ثلاثة وخمسين
ألفا ، وأما جاد فبلغ عدد ذراريه أكثر من أربعين ألفا ، وأشير جاوز عدد ذراريه
الواحد والأربعين ألفا ، وبلغ ذراري يوسف الصدّيق عليهالسلام أكثر من سبعين ألفا ، وأعقاب بنيامين جاوزوا الخمسة
والثلاثين ألفا.
وهناك من قال :
إنّ الأمم التي تناسلت وصارت من أبناء نبي الله يعقوب عليهالسلام ـ الاثني عشر ـ يسمّون بالأسباط.
القرآن المجيد والأسباط
(وَإِسْحاقَ
وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ ...) البقرة ١٣٦.
(وَإِسْماعِيلَ
وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ ...) البقرة ١٤٠.
(وَإِسْماعِيلَ
وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ ...) آل عمران ٨٤.
(وَالْأَسْباطِ
وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ ...) النساء ١٦٣.
(وَقَطَّعْناهُمُ
اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً ...) الأعراف ١٦٠.
__________________
أسد بن عبيد
هو أسد ، وقيل
: أسيد بن عبيد القرظي ، وقيل : من بني هلال. أحد صحابة النبي صلىاللهعليهوآله.
كان يهوديا من
يهود خيبر ، مناصرا لبني قريظة ، وقيل : كان منهم ، أسلم ولم يزل حتى توفّي في
حياة النبي صلىاللهعليهوآله.
القرآن الكريم وأسد بن عبيد
قبل أن يسلم
اجتمع ونفر من اليهود بحبر من أحبارهم كان يدعى ابن الهيبان ، وكان قدم من الشام
إلى الحجاز ، وذلك قبل بزوغ نور الإسلام وبعثه النبي صلىاللهعليهوآله ، فكان يتنبّأ بظهور نبي اسمه محمد صلىاللهعليهوآله ، فقال لأسد ومن معه من اليهود : إذا ظهر ذلك النبيّ ـ وذكر
لهم مواصفاته ومشخّصاته ـ فآمنوا به واعتنقوا دينه ، فإنّه على الحق والصواب.
فلما بعث النبي
صلىاللهعليهوآله ، وطلب من الناس أن يسلموا ، فجاء أسد وصحبه من اليهود
إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وبعد أن تحققوا من العلامات والأوصاف التي ذكرها لهم
ابن الهيبان في شخصية النبي صلىاللهعليهوآله آمنوا به وصدّقوه وأسلموا.
فلما علم علماء
اليهود ورؤساؤهم بإسلام أسد ورفاقه قالوا : والله ما آمن بمحمّد صلىاللهعليهوآله وصدّقه إلّا أشرارنا ، ولو كانوا من أخيارنا لما تركوا
دين آبائهم واعتنقوا دينا غيره ، فنزلت فيه وفي أصحابه الآية ١١٣ من سورة آل عمران
: (لَيْسُوا سَواءً مِنْ
أَهْلِ الْكِتابِ
__________________
أُمَّةٌ
قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ.)
نبي الله إسحاق عليهالسلام
هو إسحاق ،
وقيل : إيساك بن إبراهيم بن تارح بن ناحور بن سروج بن رعو من ذرية نبيّ الله نوح عليهالسلام ، ويسمّيه العبرانيون يصحق ، وأمّه سارة بنت لا حج ،
وقيل : خاران بن ناحور.
الابن الثاني
لإبراهيم الخليل عليهالسلام ، ونبي من الأنبياء ، ومن صلبه خرج أنبياء بني إسرائيل.
حملت به أمّه
ولها من العمر ٩٠ سنة ، وقيل : ٩٨ سنة ، وكانت عاقرا ، وكان أبوه شيخا كبيرا ابن
١٠٠ سنة ، وقيل : ابن ١٢٠ ، فكان حمل أمّه به من المعاجز الإلهيّة.
بشّرت الملائكة
إبراهيم عليهالسلام بابنه إسحاق عليهالسلام ، فسمعت سارة تلك البشرى لزوجها ، فضحكت لتلك البشرى
لشيخوخة زوجها ولكونها كانت عاقرة وطاعنة في السن ، فردت الملائكة على استغرابها
وضحكها ، فذكّروها بقدرة الله وأمره الّذي إذا أراد شيئا قال له : كن فيكون.
__________________
فلما ولدته
أمّه سمّوه إسحاق ، وذلك قبل ميلاد المسيح ب ٢١٠٨ سنوات ، وقيل : ب ٢٢٦٦ سنة ،
وقيل : ب ١٨٩٦ سنة. فرح أبواه بولادته فرحا شديدا ، وختنه أبوه وهو ابن ثمانية
أيّام وعمل له وليمة كبيرة يوم فطامه.
كانت ولادته
بأرض الشام ، وقيل : في منطقة الجرار الواقعة بين قادس وشور.
كان إسحاق عليهالسلام أصغر من أخيه إسماعيل ب ١٣ سنة ، وقيل : ١٤ سنة ، وقيل
: ٥ سنوات.
ولما شبّ وترعرع
إسحاق عليهالسلام وبلغ الأربعين من عمره ، وقيل : الستين. تزوّج من رفعة
، وقيل : رفقا ، وقيل : يومحاء بنت بتوئيل بن ناحور ، فولدت توأمين هما : عيسو أو
العيص ويعقوب عليهالسلام ، وأقام بمدينة بئر السبع.
أصبح من أثرياء
زمانه ، وكلما تقدم في السن زادت أمواله ، وكثر عبيده. وفي أواخر أيامه فقد بصره ،
ولم يزل حتى توفّي بفلسطين ، وقيل : بالشام ، ودفنوه إلى جوار أبيه في مغارة
المكفيلة في حبرون ، وتدعى اليوم بمدينة الخليل.
توفّي وله من
العمر ١٨٠ سنة ، وقيل : ١٦٠ ، وقيل : ١٨٥.
كانت بعثته
للنبوّة في زمن واحد مع بعثة أبيه وأخيه إسماعيل عليهالسلام وبعثة لوط عليهالسلام وولده يعقوب بن إسحاق عليهالسلام.
القرآن الكريم ونبي الله إسحاق عليهالسلام
(قالُوا نَعْبُدُ
إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ...) البقرة ١٣٣.
(وَما أُنْزِلَ إِلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) البقرة ١٣٦.
(أَمْ تَقُولُونَ
إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ...) البقرة ١٤٠.
(وَما أُنْزِلَ عَلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ...) آل عمران ٨٤.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ...) النساء ١٦٣.
(وَوَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا ...) الأنعام ٨٤.
(وَامْرَأَتُهُ
قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ ...) هود ٧١.
(وَمِنْ وَراءِ
إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) هود ٧١.
(كَما أَتَمَّها عَلى
أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ ...) يوسف ٦.
(وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ
آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) يوسف ٣٨.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ...) إبراهيم ٣٩.
(وَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا) مريم ٤٩.
(وَوَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً ...) الأنبياء ٧٢.
(وَوَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) العنكبوت ٢٧.
(وَبَشَّرْناهُ
بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) الصافّات ١١٢.
(وَبارَكْنا عَلَيْهِ
وَعَلى إِسْحاقَ ...) الصافّات ١١٣.
(وَاذْكُرْ عِبادَنا
إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ) ص ٤٥.
__________________
أسد بن كعب
هو أسد بن كعب
القرظي. من رؤساء وأعيان اليهود المعاصرين للنبي صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة الإسلامية.
القرآن الكريم وأسد بن كعب
شملته الآية
٢٠٨ من سورة البقرة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا
__________________
خُطُواتِ
الشَّيْطانِ ....)
أقبل على النبي
صلىاللهعليهوآله مع جماعة من اليهود ، فقالوا : يا رسول الله! إنّا نؤمن
بك وبكتابك وبموسى والتوراة وعزير ، ونكفر بما سواه من الكتب والرسل ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : بل آمنوا بالله وبرسوله محمّد صلىاللهعليهوآله ، وكتابه القرآن ، وبكل كتاب منزل كان قبله ، فقالوا :
لا نفعل ، فنزلت فيه وفيهم الآية ١٣٦ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا
بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ
الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً.)
ويقال : سبب
نزول الآية المذكورة هو مجيء أسد بن كعب وجماعة من اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وقولهم : يا رسول الله! يوم السبت يوم كنّا نعظّمه ،
فدعنا فلنسبت فيه ، وإنّ التوراة كتاب الله ، فدعنا فلنقم به الليل ، فنزلت فيهم
الآية المذكورة.
إسرافيل
إسرافيل : وقيل
: إسرافين ، وهو من الأسماء الأعجمية. من رؤساء ملائكة الله المقربين ، ومن حملة
العرش ، وأوّل الملائكة سجودا لآدم أبي البشر عليهالسلام.
له مواصفات
ومميّزات خاصة ، فله أربعة أجنحة ، وقدماه تحت الأرض السابعة ، ورأسه ينتهي إلى
أركان قوائم عرش الله.
مكتوب على
جبهته أربعة حروف من الحروف التسعة عشر الّتي يفرّج الله بها للدّاعي بهن من
الشدائد والملمّات والآفات.
أوامر السماء
عند ما تصدر عن الله عزوجل تعطى إليه ، وهو يسلّمها إلى ميكائيل ، وميكائيل يعطيها
إلى جبرئيل ، وجبرئيل يوحيها إلى من يأمر الله سبحانه إليه.
ومن مهامّه :
نفخ الأرواح في الأجساد ، ونفخ الصور ، فاذا نفخ صعق من في
__________________
السماوات والأرض ، وله أدوار ومهامّ في يوم القيامة.
كان من
الملائكة الذين أسدوا الخدمة والمعونة إلى سيّد الأنبياء والمرسلين النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله ، وكذلك له أدوار مختلفة مع بقية الملائكة في نصرة
الأنبياء والرسل الّذين سبقوا النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله.
وعند ظهور
الإمام المهدي المنتظر عليهالسلام سيكون له الشرف مع غيره من الملائكة بالحضور عنده ؛
لنصرته وتقديم العون له.
القرآن الكريم وإسرافيل
(يَوْمَ يَدْعُوكُمْ
فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ ...) الإسراء ٥٢.
(وَاسْتَمِعْ يَوْمَ
يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) ق ٤١.
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ
يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) القمر ٦.
__________________
أسعد بن زرارة
هو أبو أمامة
أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن تيم الله الأنصاري ،
الخزرجي ، النجاري ، المعروف بأسعد الخير.
صحابي جليل ،
ومن سادات ورؤساء الأنصار ، ومن أشراف وأبطال العرب في الجاهلية والإسلام ، ونقيب
بني النجار ، وأحد النقباء الاثني عشر المعروفين.
كان أوّل من
بايع النبي صلىاللهعليهوآله ليلة العقبة ، وأوّل من صلى الجمعة بالمدينة ، كان يسكن
المدينة المنوّرة ، فقدم إلى مكة وأسلم بها ، ثم عاد إلى المدينة.
توفّي بالمدينة
المنورة بداء الذبحة الصدرية في شهر شوال من السنة الأولى للهجرة ، ودفن في البقيع
، وهو أوّل مسلم دفن فيه ، وقيل غير ذلك.
القرآن العظيم وأسعد بن زرارة
كان المسلمون
الأوائل يصلّون نحو القبلة الأولى في بيت المقدس ، فماتوا ومنهم أسعد بن زرارة ،
فجاءت قبائلهم إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقالوا : يا رسول الله! توفّي إخواننا وكانوا يصلّون
نحو القبلة الأولى ، وقد صرفك الله تعالى إلى الكعبة قبلة إبراهيم عليهالسلام ، فكيف بإخواننا؟ فنزلت جوابا لهم الآية ١٤٣ من سورة
البقرة : (وَما جَعَلْنَا
الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ
....)
__________________
أسماء بنت أبي بكر
هي أم عبد الله
أسماء بنت أبي بكر ، عبد الله بن أبي قحافة ، عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد
بن تيم ، القرشيّة ، التيميّة ، المكيّة ، المدنيّة ، المعروفة بذات النطاقين ،
وأمّها قتيلة ، وقيل : فتيلة ، وقيل : قيلة ، وقيل : قتلة بنت عبد العزّى بن أسعد
العامريّة ، وأخت عائشة لأبيها ، وزوجة الزبير بن العوام ، وأمّ عبد الله بن
الزبير.
صحابيّة ، مهاجرة
، شاعرة ، ناثرة ، صاحبة منطق وبيان وكرم.
ولدت قبل
الهجرة ب ٢٧ سنة بمكّة.
تزوجها الزبير
، فأسلما ، وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله ، فوضعته بقباء ، ثم ـ ولأسباب
عديدة ـ طلّقها الزبير.
شهدت مع زوجها
غزوة اليرموك.
__________________
سمّيت بذات
النطاقين لأنها عملت للنبي صلىاللهعليهوآله ولأبيها طعاما لمّا هاجرا إلى المدينة ، فلم تجد ما
تشدّ الطعام به ، فشقت نطاقها وشدّت الطعام به ، فسمّاها النبي صلىاللهعليهوآله ذات النطاقين.
حدّثت عن النبي
صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنها جماعة.
عميت في أواخر
أيّامها ، ولم تزل حتى توفّيت بمكّة في شهر جمادى الأولى سنة ٧٣ ه ، وقيل : سنة
٧٤ ه ، بعد أن عمّرت ١٠٠ سنة.
القرآن المجيد وأسماء بنت أبي بكر
يقال : إنّها
حجّت فجاءتها أمها تسألها ـ وهي مشركة ـ فأبت أن تعطيها ، فنزلت فيها الآية ٢٧٢ من
سورة البقرة : (لَيْسَ عَلَيْكَ
هُداهُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ
فَلِأَنْفُسِكُمْ ....)
وفي أحد الأيام
زارتها أمّها ـ وهي على شركها ـ تحمل معها بعض الهدايا لها ، فرفضت تلك الهدايا ،
وامتنعت عن أخذها ، فنزلت فيها الآية ٨ من سورة الممتحنة : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ
لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ....)
__________________
أسماء بنت عميس
هي أمّ عبد
الله أسماء بنت عميس بن معبد ، وقيل : معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن
قحافة بن عامر ، الخثعميّة ، وأمّها هند بنت عوف بن زهير ، وأخت ميمونة بنت الحارث
زوجة النبي صلىاللهعليهوآله.
صحابيّة جليلة
، مهاجرة ، معظّمة ، مكرّمة ، فاضلة ، محدّثة ، ومن الشيعة المخلصين للإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام وأهل بيته.
__________________
من أوائل من
أسلم ، فقد أسلمت قبل دخول النبي صلىاللهعليهوآله دار الأرقم بمكّة ، وروت عن النبي صلىاللهعليهوآله جملة من الأحاديث المعتبرة ، وحدّث عنها جماعة.
تزوّجها جعفر
بن أبي طالب عليهالسلام ، وهاجرت معه إلى الحبشة ، فولدت له هناك كلّا من عبد
الله وعون ومحمّد ، وفي السنة السابعة من الهجرة هاجرت إلى المدينة.
بعد مقتل زوجها
جعفر عليهالسلام في معركة مؤتة تزوّجها أبو بكر بن أبي قحافة ، فانجبت
له محمّدا ، وبعد موت أبي بكر تزوّجها الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فولدت له يحيى ، وقيل : عونا.
لجلالة قدرها
دعا لها النبي صلىاللهعليهوآله قائلا : «أسأل الله أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن
يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم».
كانت تكثر من
خدمة ومساعدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام في أمور المنزل ، ولم تزل موالية لأهل بيت النبوّة حتى
توفّيت بعد سنة ٤٠ ه.
القرآن المجيد وأسماء بنت عميس
بعد رجوعها
وزوجها جعفر عليهالسلام من الحبشة دخلت على نساء النبي صلىاللهعليهوآله وقالت : هل نزل فينا شيء؟ فقلن : لا ، فأتت النبي صلىاللهعليهوآله وقالت : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله! إنّ النساء لفي خيبة وخسار ، فقال صلىاللهعليهوآله : وممّ ذلك؟ قالت : لأنهن لا يذكرن في الخير كما يذكر
الرجال ، فنزلت جوابا لها الآية ٣٥ من سورة الأحزاب : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ
... أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً.)
__________________
نبيّ الله إسماعيل بن إبراهيم عليهماالسلام
هو إسماعيل بن
إبراهيم خليل الرحمن ابن تارح بن ناحور بن سروج ، ويتّصل نسبه بنبي الله نوح عليهالسلام ، وأمّه هاجر المصريّة ، ويعرف بالذبيح ، واسمه
بالعبرية يشمعيل أو إسموئيل أو إصموئيل.
__________________
أحد الأنبياء
الذين بعثهم الله إلى الناس لإرشادهم وهدايتهم إلى الحق والصواب ، وكان عظيم الشأن
، راسخ الإيمان ، معروفا بالصبر والصدق والحلم.
يرتقي اليه نسب
خاتم الأنبياء والمرسلين النبي الأعظم محمّد صلىاللهعليهوآله ، ويعتبر رأس سلالة العرب المستعربة.
يعدّ أوّل من
تكلّم بالعربية الفصحى وكتب بها ، وأول من ركب الخيل.
كما ذكرنا في
ترجمة إبراهيم الخليل عليهالسلام ، بأنّه تزوّج من سارة وكانت عقيمة ، ثم تزوج من هاجر
فولدت له إسماعيل عليهالسلام ، وبعد تلك الولادة حسدت سارة هاجر وصغرت في عينها حتى
كادت لا تستطيع رؤيتها ورؤية ابنها ، فضاقت هاجر ذرعا من سارة ، فجاء الوحي إلى
إبراهيم عليهالسلام بأن يرحل بها وبولدها إلى أرض مكّة ، فجاء بها
وبإسماعيل وهي ترضعه ، وقيل : كان عمره ٧ سنوات ، ووضعهما عند البيت في مكان خال
من البشر والماء والشجر ، وترك عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ، ثم رجع إلى
الشام ، وكان ذلك قبل ميلاد السيد المسيح عليهالسلام بألفي عام.
سكنت هاجر
وولدها إسماعيل في ذلك الوادي الموحش حتى نفد ما عندها من ماء ، فاستولى العطش
عليها وعلى ولدها ، فأخذ يتلظى من العطش ، فتركته وتوجهت نحو جبل الصفا ، ثم إلى
جبل المروة عسى أن تجد أحدا يرشدها إلى الماء ، فكرّرت الذهاب والإياب سبع مرات
بدون جدوى ، فرجعت إلى ابنها يائسة ، وهنا تدخلت الإرادة الربّانية والرحمة
الإلهيّة ، فانبثق الماء من وسط الوادي في الموضع الذي يسمّى اليوم ببئر زمزم ،
فشربا حتّى ارتوت وارتوى ولدها إسماعيل عليهالسلام.
ولم تزل هناك
تمر عليها الليالي والأيام وهي مأنوسة بولدها حتى مرّ بها جماعة من جرهم والعماليق
، فاستأذنوها ونزلوا عندها بالقرب من نبع الماء.
ترعرع إسماعيل عليهالسلام وشبّ بين جرهم ، وتعلّم منهم العربية ، ولمّا أدرك وبلغ
مبلغ الرجال زوّجوه إحدى بناتهم ، وكانت تدعى عمارة بنت سعد بن أسامة العماليقي ،
وبعد مدّة فارقها بأمر من أبيه إبراهيم عليهالسلام ، ثم تزوّج من السيدة بنت مضاض الجرهميّة.
كان إبراهيم عليهالسلام يتردّد على إسماعيل عليهالسلام في مكّة بين مدّة وأخرى ، وفي إحدى
المرّات أمرهما الله بأن يبنيا الكعبة ، فأطاعا ما أمرا به ، وتعاونا على
بنائها.
ولما بلغ
إسماعيل عليهالسلام الثالثة عشرة من عمره ، رأى أبوه في المنام بأنّ الله
يأمره بذبحه ، ولما استيقظ من نومه عرض الأمر عليه ، فأجابه بالرضى والقبول
والرضوخ لأوامر الله ، فطرحه أبوه على الأرض بمنى ، وأجرى المدية على حلقه ليذبحه
، فسحب جبرئيل عليهالسلام إسماعيل عليهالسلام من تحت المدية ووضع مكانه كبشا ، فذبح إبراهيم عليهالسلام الكبش فداء لإسماعيل عليهالسلام. ولم يزل إسماعيل عليهالسلام يعيش مع أمه حتى جاء ذلك اليوم الذي توفّيت فيه ، فصدم
صدمة عنيفة ، وحزن حزنا شديدا عليها ، فدفنها عند الحجر بجوار الكعبة المشرّفة.
استمرّ إسماعيل
عليهالسلام في تدبير شئون أمور البيت الحرام حتى بعثه الله نبيّا
إلى قبائل اليمن وحضرموت والعماليق ، فأخذ يدعوهم إلى توحيد الله وعبادته ،
وينهاهم عن عبادة الاصنام ، فآمن به طائفة قليلة ، وعصاه الكثيرون.
أنجبت له زوجته
الجرهمية اثني عشر ولدا وهم : نبايوت ، وقيدار ، وأدبئيل ، ومبسام ، ومشماع ،
ودومة ، ومسا ، وحدار ، ويتما ، ويطور ، ونافيش ، وقدمة.
وبعد أن عاش
١٣٠ سنة ، وقيل : ١٣٧ سنة ، وقيل : ١٢٠ سنة ، وبعد أن قام بأعباء النبوة ٥٠ سنة
توفّي بمكّة ، وقيل : بفلسطين ، وقبره بمكّة قرب قبر أمّه هاجر ، عند حجر إسماعيل.
القرآن المجيد وإسماعيل بن إبراهيم عليهماالسلام
(وَعَهِدْنا إِلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ ...) البقرة ١٢٥.
(وَإِذْ يَرْفَعُ
إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ ...) البقرة ١٢٧.
(رَبَّنا وَاجْعَلْنا
مُسْلِمَيْنِ لَكَ ...) البقرة ١٢٨.
(قالُوا نَعْبُدُ
إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ ...) البقرة ١٣٣.
(وَما أُنْزِلَ إِلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ...) البقرة ١٣٦.
(أَمْ تَقُولُونَ
إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ...) البقرة ١٤٠.
(وَما أُنْزِلَ عَلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ...) آل عمران ٨٤.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ...) النساء ١٦٣.
(وَإِسْماعِيلَ
وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً ...) الأنعام ٨٦.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ ...) إبراهيم ٣٩.
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ إِسْماعِيلَ ...) مريم ٥٤.
(وَإِسْماعِيلَ
وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ) الأنبياء ٨٥.
(فَبَشَّرْناهُ
بِغُلامٍ حَلِيمٍ) الصافّات ١٠١.
(فَلَمَّا بَلَغَ
مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ
فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ
اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) الصافّات ١٠٢.
(فَلَمَّا أَسْلَما
وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) الصافّات ١٠٣.
(وَفَدَيْناهُ
بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) الصافّات ١٠٧.
(وَاذْكُرْ
إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ) ص ٤٨.
__________________
__________________
إسماعيل بن حزقيل
هو إسماعيل بن
حزقيل ، ويسمّيه أهل الكتاب : شموئيل أو سموئيل أو صموئيل بن القانة ، المعروف
بصادق الوعد.
أحد أنبياء بني
إسرائيل بعد موسى بن عمران عليهالسلام.
بعثه الله إلى
بني إسرائيل ليدعوهم إلى عبادة الله وتوحيده ، وحثّهم على ترك المعاصي والجنايات ،
فقابلوه بالجفاء والعناد والتحدي ، ثم ألقوا القبض عليه وسلخوا جلد رأسه ووجهه حتى
مات. قبل وفاته ـ وقومه يسلخون جلده ـ طلب الله منه أن يطلب ما يريد من العذاب
والعقاب لقومه ، فأجاب : بأنّه يتأسى بالأنبياء الذين سبقوه ، وعذّبوا وقتلوا في
سبيل الله وصبروا ، وسأل الله سبحانه أن يعطيه صبرا كصبرهم ، وقيل : إنّه قال :
أتأسى بابن بنت خاتم الأنبياء الإمام الحسين بن علي عليهالسلام.
عرف بصادق
الوعد لوفائه بعهده ، والتزامه القاطع بوعده ؛ إذ إنّه وعد بعض الناس في مكان
معيّن وزمان معيّن فانتظره سنة ؛ وفاء لوعده.
ذهب البعض إلى
القول به بأنّ المترجم له هو نفس إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهماالسلام ، ويفنّد هذا القول ما حدّث عنه أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، وقولهم هو الصواب والحق.
القرآن الكريم وإسماعيل بن حزقيل
(أَلَمْ تَرَ إِلَى
الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ
ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ ...) البقرة ٢٤٦.
(وَقالَ لَهُمْ
نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً ...) البقرة ٢٤٧.
__________________
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) مريم ٥٤.
الأسود بن أبي البختري
هو الأسود ابن
أبي البختري العاص ، وقيل : العاصي بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصي
بن كلاب القرشي ، الأسدي ، وأمّه عاتكة بنت أميّة بن الحارث.
من وجوه وأعلام
قريش في الجاهلية ، أسلم وصحب النبي صلىاللهعليهوآله.
قتل أبوه يوم
واقعة بدر مشركا ، وأسلم هو يوم فتح مكة سنة ٨ ه.
في سنة ٣٩ ه ،
بعث معاوية بن أبي سفيان بسر بن أرطاة إلى المدينة ، وأمره بقتل شيعة الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام بها ، فعارض المترجم له بسرا ، ومنعه من قتل الشيعة.
توفّي حوالي
سنة ٤٠ ه ، وقيل : قتل في واقعة الجمل بالبصرة وهو يقاتل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام مع جيش عائشة بنت أبي بكر.
القرآن العظيم والأسود بن أبي البختري
جاء قبل أن
يسلم مع جماعة من المشركين إلى أبي طالب عليهالسلام ـ عمّ النبي صلىاللهعليهوآله ـ وطلبوا منه أن يمنع النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين عن سبّ آلهة قريش ، فنزلت فيه وفي صحبه
__________________
من المشركين الآية ١٠٨ من سورة الأنعام : (وَلا تَسُبُّوا
الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ
....)
الأسود المخزومي
هو الأسود بن
عبد الأسد ، وقيل : ابن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
بن يقظة القرشي ، المخزومي ، ابن أخ أبي سلمة زوج أم سلمة زوجة النبي صلىاللهعليهوآله.
أحد شخصيات
وصناديد قريش في الجاهلية ، أدرك الإسلام ولم يسلم.
كان من أشد
المعاندين للنبي صلىاللهعليهوآله والمستهزئين به ، عرف بالشراسة وسوء الخلق.
في السنة
الثانية من الهجرة اشترك في واقعة بدر إلى جانب المشركين ضد النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، فأقسم بالله أن يهدم حوض النبي صلىاللهعليهوآله ، فقاتل حتى وصل إلى الحوض ، فلحقه حمزة بن عبد المطلب صلىاللهعليهوآله وهو يهدم الحوض ، فأجهز عليه وقتله ، فاختلط دمه بالماء
، فكان أوّل مشرك قتل في ذلك اليوم.
القرآن المجيد والأسود المخزومي
نزلت فيه وفي
أخيه أبي سلمة زوج أمّ سلمة قبل أن يتزوجها النبي صلىاللهعليهوآله الآية ٣٢ من سورة الكهف (وَاضْرِبْ لَهُمْ
مَثَلاً رَجُلَيْنِ ....)
وشملته الآية
٦٦ من سورة الحجّ : (إِنَّ الْإِنْسانَ
لَكَفُورٌ.)
والآية ٥١ من
سورة الصافّات : (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ
إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ.)
ونزلت فيه
الآية ٤٠ من سورة عمّ أو النبإ : (وَيَقُولُ الْكافِرُ
يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً.)
__________________
ونزلت فيه
الآية ٦ من سورة الانشقاق : (يا أَيُّهَا
الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ.)
والآية ١٠ من
نفس السورة : (وَأَمَّا مَنْ
أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ.)
والآية ٣ من
سورة الزلزلة : (وَقالَ الْإِنْسانُ
ما لَها.)
أسلع بن شريك
هو أسلع بن
شريك بن عوف الأعرجيّ التميميّ ، من بني الأعرج بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
أحد صحابة
النبيّ صلىاللهعليهوآله وخدّامه ، وصاحب راحلته.
نزل البصرة ،
وروى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
القرآن المجيد وأسلع بن شريك
قال أسلع : كنت
أرحل ناقة النبيّ صلىاللهعليهوآله فأصابتني جنابة في ليلة باردة ، فخشيت أن أغتسل بالماء
البارد فأمرض أو أموت ، فكرهت أن أرحل وأنا جنب ، فقلت للنبيّ صلىاللهعليهوآله :
__________________
يا رسول الله! أصابتني جنابة ، فنزلت الآية ٤٣ من سورة النساء : (وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ
حَتَّى تَغْتَسِلُوا ....) فأمرني النبيّ صلىاللهعليهوآله بأن أتيمّم ، وعلّمني كيفيّة ذلك.
أسماء بنت يزيد
هي أمّ سلمة
وأمّ عامر أسماء ، وقيل : فكيهة بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس ابن زيد
بن عبد الأشهل الأنصاريّة ، الأوسيّة ، الخزرجيّة ، الأشهليّة ، ابنة عمّ معاذ بن
جبل ، وقيل : ابنة عمّته ، وأمّها أمّ سعد بنت خزيم الأشهليّة.
صحابيّة فاضلة
، محدّثة ، خطيبة مفوّهة ، عرفت بخطيبة النساء ، محاربة شجاعة ، ورسولة النساء إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله لاستيضاح بعض الأمور منه. وفدت على النبيّ صلىاللهعليهوآله في السنة الأولى من الهجرة ، فأسلمت على يديه وبايعته
وسمعت منه.
يقال : إنّها
حضرت بيعة الرضوان ، وشهدت واقعة خيبر سنة ٧ ه ، وفتح مكّة سنة ٨ ه.
في سنة ١٣ ه
اشتركت في واقعة اليرموك وقتلت بعمود خيمتها تسعة من الروم ، وكانت تضمّد
المجروحين وتسقي العطاشى من عساكر المسلمين.
سكنت دمشق
وتوفّيت بها حدود سنة ٣٠ ه ، وقيل : حدود سنة ٧٠ ه ، وقيل :
عاشت إلى أيّام
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وقبرها بدمشق في مقبرة الباب الصغير.
القرآن المجيد وأسماء بنت يزيد
قالت : طلّقت
على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولم يكن للمطلّقة عدّة ، فأنزل الله تعالى
__________________
الآية ٢٢٨ من سورة البقرة : (وَالْمُطَلَّقاتُ
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ....)
أسيد بن سعية
هو أسيد ، وقيل
: أسد بن سعية ، وقيل : سعيد ، وقيل : سعنة ، وقيل : يامين بن غريض ، وقيل : عريض
الهلالي ، وقيل : القرظي.
أحد أصحاب
النبي صلىاللهعليهوآله.
قبل أن يسلم
كان من يهود خيبر ، ومن المناصرين لبني قريظة.
اجتمع قبل
إسلامه وعدد من اليهود بعالم من علمائهم ـ كان يدعى ابن الهيبان ـ قدم من الشام
إلى الحجاز ، ليرى النبي محمّدا صلىاللهعليهوآله الذي أو عدت كتبهم المقدّسة ببعثته ، وذكرت أوصافه ،
فقال ذلك العالم لأسيد بن سعية وصحبه من اليهود : إذا بعث ذلك النبي الذي يدعى
محمّدا صلىاللهعليهوآله ، وله من الصفات كذا وكذا ، فآمنوا به ولا تتخلّفوا عن
متابعته وتصديقه ونصرته ؛ لأنه على الحق والصواب.
__________________
فلمّا بعث
النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أسلم المترجم له ورفاقه من اليهود ، وذلك في السنة
الخامسة من الهجرة.
ولم يزل على
إسلامه حتى توفّي في حياة النبي صلىاللهعليهوآله.
القرآن الكريم وأسيد بن سعية
لما أسلم
المترجم له وجماعته قالت اليهود : والله ما آمن بمحمد صلىاللهعليهوآله ولا تبعه إلّا أشرارنا ، ولو كانوا من أخيارنا ما تركوا
دين آبائهم وذهبوا إلى دين غيره ، فنزلت الآية ١١٣ من سورة آل عمران وهي تشمله : (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ
أُمَّةٌ قائِمَةٌ ....)
أسيد بن كعب
هو أسيد بن كعب
القرظي ، من رؤساء وأعيان اليهود المعاصرين للنبي صلىاللهعليهوآله في بدء بزوغ نور الإسلام.
تشرّف برؤية
النبي صلىاللهعليهوآله ولم يسلم.
__________________
القرآن العظيم وأسيد بن كعب
شملته الآية
٢٠٨ من سورة البقرة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ
الشَّيْطانِ ....)
جاء مع جماعة
من رؤساء اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقالوا : يا رسول الله! إنّا نؤمن بك وبكتابك وموسى عليهالسلام والتوراة وعزير عليهالسلام ، ونكفر بما سواه من الكتب والرسل ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : بل آمنوا بالله ورسوله محمّد صلىاللهعليهوآله وكتابه القرآن ، وبكل كتاب كان قبله ، فقالوا : لا نفعل
، فنزلت في المترجم له وجماعته اليهود الآية ١٣٦ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا
بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ
الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً.)
ويقال : سبب
نزول تلك الآية هو مجيء المترجم له وجماعة من اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وقالوا له : يا رسول الله! يوم السبت كنا نعظّمه ،
فدعنا فلنسبت فيه ، وإنّ التوراة كتاب الله ، فدعنا فلنقم به الليل ، فنزلت الآية
جوابا لهم.
الأشعث بن قيس
هو أبو محمد
الأشعث بن قيس بن معدي كرب ، وقيل : خرزاد بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن
معاوية بن الحارث الكندي ، اسمه معدي كرب ، ولتلبّد شعره لقّب بالأشعث ، فغلب لقبه
على اسمه ، وكان يعرف بعرف النار والأشج ، وأمّه كبشة بنت يزيد ، وكان فارسيّ
الأصل ، انتسب أبوه إلى كندة ، ولم يكن منهم.
أمير كندة في
الجاهلية والإسلام ، كان مقيما بحضرموت ، وفد على النبي صلىاللهعليهوآله في وفد كندة سنة ١٠ ه ، فأسلموا ، فصحب النبي صلىاللهعليهوآله ، وتزوّج من أمّ فروة بنت أبي بكر ،
__________________
ثم انتقل بها إلى اليمن.
وبعد وفاة
النبي سنة ١١ ه ، وأثناء حكومة أبي بكر بن أبي قحافة ارتدّ ، فبعث أبو بكر جيشا
إلى اليمن فأسروه وأحضروه بين يدي أبي بكر ، فأمر بإطلاق سراحه ، فأقام في
المدينة.
شهد واقعة
اليرموك في الشام ، وفيها فقئت عينه ، ثم اشترك في حروب العراق ، كالقادسية
والمدائن وجلولاء ونهاوند.
في عهد عثمان
بن عفان تولّى بلاد آذربيجان ، ولم يزل عليها حتى أيّام الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فانتقل إلى الكوفة وابتنى بها دارا ، وشهد مع الإمام عليهالسلام واقعة صفين ، ثم انقلب خارجيا منافقا ملعونا ، وصار من
أعداء الإمام عليهالسلام وخصومه ، فكان من الّذين ألزموا الإمام عليهالسلام على التحكيم ، وكان قبل ذلك من الّذين كتموا الشهادة
لولاية الإمام عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال الامام
الصادق عليهالسلام : «إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لعن أقواما ، فجرى اللعن فيهم وفي أعقابهم إلى يوم
القيامة» فكان الأشعث من جملة الذين لعنهم النبي صلىاللهعليهوآله.
نهى الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام الناس عن الصلاة في خمسة مساجد ، منها : مسجد الأشعث بن
قيس بالكوفة.
قال الإمام
الباقر عليهالسلام : «إنّ بالكوفة مساجد ملعونة ومساجد مباركة ، فأما
المساجد الملعونة : مسجد ثقيف ومسجد الأشعث».
وصفه الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام بابن الخمّارة ، وقال في حقه : «أيها الناس! إنّ الأشعث
لا يزن عند الله جناح بعوضة ، وإنّه أقلّ في دين الله من عفطة عنز».
في أحد الأيّام
من خلافة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام خرج الأشعث بصحبة أحد الخوارج إلى جبانة الكوفة ، فأخذا
يذمّان الإمام عليهالسلام ، فمرّ بهما ضبّ يعدو ، فناديا الضبّ : يا أبا حسل!
هلمّ نبايعك بالخلافة. فبلغ ذلك الإمام عليهالسلام ، فقال : «إنّهما يحشران يوم القيامة وإمامهما ضب».
قال العلماء
والمحققون : إنّ كلّ فساد واضطراب كان يحدث في خلافة الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام كان أصله ومسبّبه الأشعث.
في أحد الأيام
اعترض على الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في بعض الأمور ، فقال له الإمام عليهالسلام : «عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين ، حائك ابن حائك ،
منافق ابن كافر ، والله لقد أسرك الكفر مرّة والإسلام أخرى».
تزوّج الإمام
الحسن المجتبى عليهالسلام من ابنته جعدة ، فتآمرت مع أعداء الإمام عليهالسلام وسقته السم وقتلته.
والمعروف عنه
وعن عشيرته بجميع أفرادها كانوا يوصفون بالغدر والخيانة ، فسجّله حافل بالمخازي
والغدر والنفاق ، فكان على رأس المناوئين والمحاربين للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأحد الذين أعانوا ابن ملجم المرادي على قتل الإمام عليهالسلام ، وابنته جعدة تولّت شهادة الإمام الحسن عليهالسلام بالسم ، وابنه محمّد اشترك في قتل مسلم بن عقيل عليهالسلام بالكوفة ، وكان لمحمّد هذا وأخيه قيس الدور المهمّ في
قتال الحسين بن علي عليهالسلام يوم عاشوراء بكربلاء ، وبعد مقتل الإمام الحسين عليهالسلام قام قيس بسلب قطيفة الإمام عليهالسلام ولم يزل الأشعث وأولاده يعادون ويخالفون أهل بيت النبوة
عليهمالسلام حتى مات بالكوفة في شهر ذي القعدة سنة ٤٢ ه ، وقيل :
سنة ٤١ ه ، وقيل : سنة ٤٠ ه ، عن ٦٣ سنة ، ودفن بداره في الكوفة.
القرآن المجيد والأشعث بن قيس
كانت بينه وبين
رجل من اليهود مخاصمة على أرض أو بئر فجحده الرجل ، فجاء به إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال النبىّ صلىاللهعليهوآله للأشعث : هل لك بيّنة؟ فقال : لا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لليهودي : أتحلف؟ فقال الأشعث : إذن يحلف فيذهب بمالي ،
فنزلت فيه الآية ٧٧ من سورة آل عمران : (إِنَّ الَّذِينَ
يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ
لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ
الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.)
__________________
__________________
النبيّ أشعيا عليهالسلام
هو أشعيا ،
وقيل : أشعياء ، وقيل : شمعيا ، وقيل : شعياء بن أمصيا ، وقيل : آموص ، وقيل :
راموس ، من ذرّية سليمان بن داود عليهالسلام.
أحد أنبياء بني
إسرائيل قبل زكريا ويحيى عليهماالسلام ، ومن المبشّرين بنبوّة عيسى بن مريم عليهالسلام والنبي الأكرم محمّد صلىاللهعليهوآله.
كان صالحا
تقيّا معاصرا لبعض ملوك بني إسرائيل ، كحزقيا بن أحاز ، وعذيا بن أمصيا.
كان يسكن
فلسطين ، وكان عصره قبل استيلاء نبوخذ نصر على فلسطين ب ٢٠٠ سنة.
ينسب إليه سفر
يتضمّن بعض الحقائق ، كالبعث والنشور ونبوّة عيسى عليهالسلام والنبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله.
من كلامه لبني
إسرائيل : «إذا أطلق الله لسانه بالوحي ، إنّ الدابة تزداد على كثرة الرياضة لينا
وقلوبكم لا تزداد على كثرة الموعظة إلّا قسوة ، وإنّ الجسد إذا صلح كفاه القليل من
الطعام ، وإنّ القلب إذا صحّ كفاه القليل من الحكمة ، كم من سراج أطفأته الريح ،
وكم من عابد أفسده العجب؟! يا بني إسرائيل! اسمعوا قولي ، فإنّ الحكمة
__________________
وسامعها شريكان ، وأولاهما بها من حققها بعمله».
قال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام : «أوحى الله إلى أشعيا عليهالسلام ، أنّي مهلك من قومك مائة ألف : أربعين ألفا من شرارهم
، وستين ألفا من خيارهم فقال أشعيا عليهالسلام : هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟! فقال سبحانه : لأنهم
داهنوا أهل المعاصي فلم يغضبوا لغضبي».
كان يأمر قومه
بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، فكانوا يقابلونه بالتعسّف والسخريّة والازدراء ، ولم
يزل بينهم يلاقي الصعوبات والمحن حتى قرروا قتله ، فهرب منهم واختبأ في أصل شجرة ،
فدلّهم إبليس على مكانه ، فجاءوا إلى الشجرة ونشروا جذعها بمنشار حتى شقّوه مع
الشجرة إلى نصفين وقتلوه ، وكان ذلك في عهد ملكهم منسي.
القرآن الكريم والنبي أشعيا عليهالسلام
شملته الآية ٤
من سورة الإسراء : (وَقَضَيْنا إِلى
بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ....)
والإفساد في
الأرض مرّتين : قتل أشعيا أولا ، وقتل زكريا ويحيى عليهماالسلام ثانيا.
__________________
أصحاب الأخدود
الأخدود : يعني
الخندق أو الحفرة المستطيلة في الأرض.
اختلف العلماء
والمؤرخون في أصحاب الأخدود ، فمنهم من قال : إنّ أصحاب الأخدود هم جماعة من
الرجال والنساء ، آمنوا بالله ووحدوه ، وأبوا الرضوخ للكفّار والمشركين ، فألقوا
بهم في خندق من النار ، وكانوا يتلذّذون والنار تحرق المؤمنين ، ولكنّ الله جعل
تلك النار عليهم بردا وسلاما كما كانت مع إبراهيم الخليل عليهالسلام.
وهناك رواية
بأنّ يوسف بن شرحبيل اليهوديّ والملقب بذي نؤاس ـ ملك اليمن ـ حاصر مدينة نجران
اليمنيّة ثم احتلها ، وأجبر أهلها المسيحيين على اعتناق اليهوديّة وترك المسيحيّة
، وأمر بإلقاء من يرفض ذلك في خندق من النار وإحراقهم ، وكان عددهم عشرين ألفا ،
فعرفوا بأصحاب الأخدود.
وقيل : أصحاب
الأخدود هم أتباع النبي دانيال عليهالسلام ، وكانوا يرزحون تحت سطوة ملك جبار أمرهم بالسجود أمام
تمثال نبوخذنصّر ، فلما رفضوا ذلك ألقى بهم في أتون النار ، ولكنّ الله حوّل تلك
النار عليهم بردا وسلاما ، وتوجّهت تلك النار نحو ذلك الملك وزمرته فأحرقتهم.
ويقال : إنّ
الله بعث نبيا حبشيّا إلى الأحباش لهدايتهم ، فقابلوه بالعنف والسخريّة ، وكذّبوه
وحاربوه ، ثم حفروا له خندقا وملئوها نارا ، ثم ألقوه ومن آمن به فيه ، فسمّوا
__________________
بأصحاب الأخدود.
وهناك رواية
تقول : إنّ أحد ملوك المجوس سكر في أحد الأيام فواقع أمّه وأخته ، فلما أفاق من
سكرته ندم على ما اقترفه ، فأعلن لرعيته بأنّ ما أقدم عليه مع أمّه وأخته عمل
مشروع ومستساغ ، فعارضه الكثيرون ، فأمر بقتل معارضيه ورميهم في أخاديد من نار
حفرها لهم.
ويقال : إنّ
المؤمنين أصحاب الأخدود ، والّذين رمي بهم في خنادق من نارهم ثلاث جماعات : جماعة
في اليمن ، أخرى في الشام ، وثالثة في بلاد فارس.
وهناك قصص
وروايات كثيرة تدور حول أصحاب الأخدود تركتها لعدم الإطالة.
لم أتوصل إلى
الحقبة الزمنية الدقيقة الّتي عاش فيها أصحاب الأخدود ، ولكن على الأكثر كانوا
يعيشون حوالي القرن السابع قبل ميلاد السيّد المسيح عليهالسلام ، وهناك قبر في كورة من كور الشام يقال : به إنّه قبر
النبيّ الّذي عاصر أصحاب الأخدود.
القرآن العزيز وأصحاب الأخدود
(قُتِلَ أَصْحابُ
الْأُخْدُودِ) البروج ٤.
__________________
أصحاب الأعراف
الأعراف :
كثبان بين الجنّة والنار ، مفردها عرف ، استعير من عرف الفرس وعرف الديك.
أصحاب الأعراف
: هم النبي محمّد صلىاللهعليهوآله والأئمة من أهل بيته.
قال النبي صلىاللهعليهوآله للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : «يا علي! إنّك والأوصياء من بعدك أعراف بين الجنّة
والنار ، لا يدخل الجنّة إلّا من عرفكم وعرفتموه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكركم
وأنكرتموه».
قال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام : «نحن على الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن
__________________
الأعراف الّذين لا يعرف الله عزوجل إلّا بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف يعرّفنا الله عزوجل يوم القيامة على الصراط ، فلا يدخل الجنّة إلّا من
عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرنا وأنكرناه».
الأئمة من أهل
بيت النبوة صلىاللهعليهوآله يقفون يوم الحساب على الأعراف مع شيعتهم ينظرون إلى
المؤمنين وهم يدخلون الجنّة تباعا ، فيقول الأئمة عليهمالسلام لشيعتهم من أصحاب الذنوب : «انظروا إلى الداخلين في
الجنّة ، وانظروا إلى الداخلين إلى جهنّم ، ثم يدخلون المذنبين من شيعتهم إلى
الجنّة».
وقيل : أصحاب
الأعراف هم الأنبياء والرسل الّذين بعثهم الله إلى الأمم ، وقيل : هم فضلاء الأمم
ومؤمنوهم الّذين وحّدوا الله ولم يشركوا به ، وقيل : هم الشهداء الّذين استشهدوا
في سبيل الله.
وقيل : أصحاب
الأعراف هم ملائكة يتصوّرون بصور البشر ، وقيل : هم أصحاب الذنوب الصغيرة ،
ومحلّهم في مؤخرة الداخلين إلى الجنّة ، وقيل : هم الّذين تتساوى حسناتهم مع
سيئاتهم وآخر الّذين يدخلون الجنّة.
وهناك رأي يقول
بوجود حجاب بين الجنّة والنار كالسور ، وفي أعالي السور رجال تأخّروا عن دخول
الجنّة ؛ لقصور في أداء واجباتهم وأعمالهم في دار الدنيا ، فيحبسون بين الجنّة
والنار إلى أن يؤذّن لهم بدخول الجنّة ، فهؤلاء هم أصحاب الأعراف.
وهناك أقوال
وآراء أخر حول أصحاب الأعراف.
القرآن المجيد وأصحاب الأعراف
(وَعَلَى الْأَعْرافِ
رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ...) الأعراف ٤٦.
(وَنادى أَصْحابُ
الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ ...) الأعراف ٤٨.
__________________
أصحاب الأيكة
ويسمّون أصحاب
الغيضة أيضا ، والغيضة : مجتمع الشجر في مغيض الماء.
والأيكة :
الشجرة ، ويقال : الأيكة اسم موضع قرب مدين كثيرة الأشجار والمياه ، ويقال : إنّ
الأيكة هي مدينة تبوك ، ومدين وتبوك متجاورتان. وهناك قول بأنّ أصحاب الأيكة هم
قوم مدين ، أو أهل أيلة ، وأيلة : مدينة على الساحل الشرقي من بحر القلزم.
وعلى أيّ حال ،
فإنّ أصحاب الأيكة أو الغيضة كانوا قوما يشتغلون في التجارة والزراعة ، وكانوا
مشركين بالله يعبدون الصور ، وكانوا ظلمة متعسّفين يطفّفون المكيال والميزان ،
فأرسل الله إليهم نبيّ الله شعيبا عليهالسلام لإصلاحهم وإرشادهم ونهيهم عن الكفر والشرك والظلم
والفساد ، فكذّبوه واتّهموه بالسحر ، وطلبوا منه ساخرين أن ينزّل عليهم عذابا من
السماء ، فدعا عليهم ، فأنزلت السماء عليهم عذابا شديدا وبلاء مهولا أهلكتهم
بأجمعهم بعد أن أخذتهم الزلازل والبراكين.
__________________
وهناك قول بأنّ
الله أرسل شعيبا عليهالسلام إلى أهل مدين مرّة وإلى أصحاب الأيكة أخرى.
القرآن الكريم وأصحاب الأيكة
(وَإِنْ كانَ أَصْحابُ
الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ) الحجر ٧٨.
(كَذَّبَ أَصْحابُ
الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء ١٧٦.
(وَثَمُودُ وَقَوْمُ
لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ ...) ص ١٣.
(وَأَصْحابُ
الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ...) ق ١٤.
__________________
أصحاب الرس
هناك تباين
كبير بين آراء العلماء والمحقّقين بالنسبة إلى أصحاب الرس ـ البئر ـ فمنهم من قال
: إنّهم كانوا قوما يعيشون في اليمامة ، ولمّا اشتدّ فيهم الكفر والظلم بعث الله
إليهم نبيّا يدعى حنظلة بن صفوان ليرشدهم ويهديهم ، فكذّبوه وعذّبوه ، ثم ألقوه في
إحدى الآبار ، فسمّوا بأصحاب الرس.
وهناك من يقول
: إنّ أصحاب الرس كانوا يعيشون في منطقة آذربيجان شمال بلاد فارس ، وكانوا قساة
جفاة قتلوا ثلاثين نبيّا بعثهم الله إليهم لإصلاحهم وهدايتهم ، فلولوغهم في دماء
الأنبياء وتجبّرهم غضب الله عليهم وأنزل عليهم العذاب ، فأهلكهم بأجمعهم وقضى على
ديارهم ، وكان نبيّ الله شعيب عليهالسلام من أنبيائهم.
وقيل : كانوا
من بقايا قومي عاد وثمود ، وتواجدوا بعد سليمان بن داود عليهالسلام ، وكانوا يسكنون حضرموت.
وقيل : كانوا
من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وكانوا قبيلتين : أدمان ويامن ، وقيل : رعويل ، وكانوا يسكنون اليمن ،
وكانوا من حمير ، وبعد أن قتلوا نبيّهم صفوان سلّط الله عليهم نبوخذ نصر ، فأبادهم
عن بكرة أبيهم.
وقيل : أصحاب
الرس كانوا من أنصار جالوت ، شقّوا عصا الطاعة على داود بن سليمان عليهالسلام ، وامتنعوا عن دفع الخراج ، فأمر داود عليهالسلام بقتلهم.
وقيل : كانوا
من العرب البائدة ، يسكنون قرية من قرى ثمود.
وقيل : كانوا
يسكنون ما بين نجران إلى اليمن ، ومن حضرموت إلى اليمامة.
وهناك قول
بأنّهم كانوا يعيشون في اثنتي عشرة قرية على شاطئ نهر يقال له : الرس في بلاد
المشرق ، وسمّي النهر باسمهم ، وكان لهم ملك يدعى : تركوذ بن غابور بن يارش من
سلالة نمرود المعاصر لإبراهيم الخليل عليهالسلام ، وكانت عاصمتهم اسفنديار.
وأسماء قراهم
هي : آبان ، وآذر ، ودي ، وبهمن ، واسفندار ، وفروردين ، وارديبهشت ، وخرداد ،
ومرداد ، وتير ، ومهر ، وشهريور.
كان أصحاب الرس
يعبدون شجر الصنوبر والنساء من دون الله ، وكانت نساؤهم تساحق بعضها بعضا ولا
يتقربن من رجالهن ، والرجال يلوط بعضهم ببعض.
وقيل : سمّوا
بأصحاب الرس لأنّهم رسوا نبيهم في الأرض.
وعلى أي حال ،
كان أصحاب الرس كفارا ومشركين بالله ، وجاءوا بأعمال قبيحة وعادات مستهجنة ،
وشاكسوا الأنبياء والمرسلين ، وقاموا بتعذيبهم وقتلهم ، فسلط الله عليهم العذاب
والموت حتى أهلكهم عن آخرهم.
القرآن العظيم وأصحاب الرس
(وَعاداً وَثَمُودَ
وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) الفرقان ٣٨.
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ) ق ١٢.
__________________
أصحاب السبت
في عهد نبيّ
الله داود بن سليمان عليهالسلام كان لبني اسرائيل مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي
الشام تدعى أيلة ، وقيل : مدين ، وقيل : طبرية ، وكان سكّان تلك المدينة يربون على
الثمانين ألف نسمة.
كانت أسماك
البحر تدخل تلك المدينة بواسطة مد وجزر البحر ، وكان الإسرائيليون قد اتّخذوا من
يوم السبت عيدا لهم ، فحرّم الله عليهم الصيد يوم السبت ، فعصوا الله واستمروا في
صيدهم ، فغضب الله عليهم ومسخهم قردة وخنازير ، فسمّوا بأصحاب السبت.
وهناك رواية
أخرى تقول : إنّهم كانوا يضعون شباك صيدهم يوم السبت في البحر ، فكانت الأسماك
تدخل الشباك وتحبس فيها ، فكانوا يستخرجونها يوم الأحد ، ويقولون : إنّهم اصطادوها
يوم الأحد ، فكانوا يغنمون من وراء ذلك أموالا كثيرة ، فسمّوا بأصحاب السبت. كان
عددهم سبعين ألفا من أصل ثمانين ألفا ، والباقي من سكان تلك المدينة امتنعوا عن
معصية الله والصّيد في يوم السبت ، فأنزل الله عذابه على أصحاب السبت ومسخهم قردة
وخنازير ، وبعد ثلاثة أيام من مسخهم أنزل الله عليهم أمطارا غزيرة وعواصف رهيبة
جرفتهم إلى البحر ، ومن تبقّى من أصحاب السبت
__________________
مسخوا بعد الأيّام الثلاثة ، ولم ينج من سكان تلك المدينة إلّا الّذين
أطاعوا الله وامتنعوا عن الصيد في يوم السبت.
القرآن الكريم وأصحاب السبت
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ
الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً
خاسِئِينَ) البقرة ٦٥.
(كَما لَعَنَّا
أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) النساء ٤٧.
(وَقُلْنا لَهُمْ لا
تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) النساء ١٥٤.
(إِذْ يَعْدُونَ فِي
السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ ...) الأعراف ١٦٣.
(فَلَمَّا نَسُوا ما
ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ ...) الأعراف ١٦٥.
(فَلَمَّا عَتَوْا
عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) الأعراف ١٦٦.
(إِنَّما جُعِلَ
السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ ...) النحل ١٢٤.
__________________
أصحاب الفيل
في غابر الأيام
أرسل أبو مكسوم أصحمة النجاشي ـ ملك الحبشة ـ قائدين من قوّاده يدعيان : أبرهة بن
الصباح الأشرم الحبشي وأرياط على رأس جيش لفتح اليمن ، وكان حاكم اليمن يومئذ يدعى
: أشحقاني ، وقيل : شميفع ، وبعد احتلالهما لليمن دبّ الخلاف والنزاع بينهما ،
ممّا أدى إلى مقتل أرياط. فلما علم النجاشي بمقتله غضب لذلك ، وأقسم أن يثأر
لأرياط من أبرهة ، ولكنّ أبرهة تمكن بدهائه وحكمته أن يسترضي الملك ويستميله إلى
نفسه ، فولّاه حكومة اليمن.
كان أبرهة
مسيحيّا ، فأمر ببناء كنيسة ضخمة في صنعاء ، وأمر الناس بالحج إليها.
في أحد الأيام
قام رجل من بني مالك بن كنانة بالتغوّط في تلك الكنيسة ، فلما علم أبرهة بعمل
الكناني صمّم على هدم الكعبة ؛ انتقاما لكنيسته ، وليجبر العرب على الحج إلى
الكنيسة وإقامة شعائرهم فيها بدل الكعبة.
ولأجل تنفيذ
انتقامه بالنسبة إلى الكعبة أرسل جماعة من المخرّبين إلى مكّة ليفسدوا فيها ،
فأغاروا عليها ، وغنموا أموالا طائلة.
بعد تلك الغارة
أمر عبد المطلب بن هاشم ـ جد النبي صلىاللهعليهوآله ـ أهل مكّة بترك مدينتهم والاختفاء في مغارات جبالها ؛
ليتخلّصوا من بطش جنود أبرهة.
قدم أبرهة إلى
مكّة على رأس جيش وهو يمتطي فيلا ضخما يسير في مقدّمة العساكر ، وكان بين صفوفها
عدد من الأفيال ؛ لارعاب العرب وتخويفهم.
__________________
فلما دخلت
العساكر الغازية مكّة امتنع فيل أبرهة من التقدم نحو الكعبة ، وجثى على الأرض ،
فتوقّف الجيش عن الزحف ، وفي الأثناء فوجئ أبرهة وجيشه بطيور تحوم عليهم في الجو ،
وهي تحمل حصيّات في مناقيرها وأرجلها ، فأخذت ترميها عليهم كالشهاب الثاقب أو أشدّ
منه ، فأهلكتهم بأجمعهم ، ولم ينج منهم إلّا أبرهة نفسه ، فهرب باتّجاه اليمن ،
ولكن عذاب الله لا حقه في الطريق فأهلكه بصورة مفجعة ، وقيل : هرب إلى الحبشة ،
فلما وصل إلى بلاط النجاشي أصيب بعذاب من الله فهلك.
وهناك رواية
أخرى لسبب هجوم أبرهة على مكة ، وهي : أنّ جماعة من قريش خرجوا في تجارة إلى
الحبشة ، فلما وصلوا إلى ساحل البحر ، وكان فيه كنيسة تدعى : ماسرخشان وقيل :
القليس نزلوا عند الكنيسة ، وأوقدوا نارا لطهي طعامهم ، وبعد أن فرغوا من الطهي
والأكل تركوا النيران على حالها ورحلوا ، فأتت النيران على الكنيسة والتهمتها ،
فلما علم النجاشي بحرق الكنيسة غضب لذلك ، وجهّز جيشا يقدمه فيل أو أفيال لهدم
الكعبة ؛ انتقاما لحرق الكنيسة ، ولكن الله كان لهم بالمرصاد ، فأرسل عليهم الطيور
وحصيّاتهم فأبادتهم ، وسلمت الكعبة.
فأطلق على
أبرهة أو النجاشي وعساكرهما أصحاب الفيل ، وكانت تلك الحادثة قبل ولادة النبي
محمّد صلىاللهعليهوآله ب ٤٠ سنة ، وقيل : ب ٢٣ سنة ، وقيل : حدثت في سنة
ولادته صلىاللهعليهوآله.
القرآن العظيم وأصحاب الفيل
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ
فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) الفيل ١.
(أَلَمْ يَجْعَلْ
كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) الفيل ٢.
(وَأَرْسَلَ
عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) الفيل ٣.
(تَرْمِيهِمْ
بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) الفيل ٤.
(فَجَعَلَهُمْ
كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) الفيل ٥.
__________________
__________________
أصحاب القرية
هم اليهود
الّذين كانوا يسكنون أنطاكية أويس في عهد عيسى بن مريم عليهالسلام ، فلما عصوا الله وتجبّروا وشقوا عصا الطاعة على عيسى عليهالسلام أرسل اليهم رئيس الحواريين المسمّى شمعون ، وقيل : بطرس
، وقيل : سمعان ، وقيل : شلوم ، ليرشدهم ويوعظهم ، وبعد مدّة أرسل إليهم شخصين
آخرين من الحواريّين هما : برنابا وبولس ، وقيل : مالوس وفاروس ، فدخلا أنطاكية ،
فأخذا يبشّران ويبلّغان لشريعة عيسى عليهالسلام ، فقابلوهم بالتكذيب والسخرية ، ثم أخذوا باضطهادهم
وتعذيبهم وتهديدهم بالقتل.
وفي تلك الفترة
جاء إلى انطاكية حبيب بن إسرائيل النجّار ، أو أغابوس ، وكان رجلا مؤمنا بالله
وبشريعة عيسى عليهالسلام ، فاخذ يدعو الناس إلى اتّباع رسل عيسى عليهالسلام ، وإطاعة أوامرهم ونواهيهم ، وحذّرهم من غضب الله
سبحانه وتعالى.
ولرسوخ الكفر
والطغيان والعناد في نفوس اليهود قابلوه بالإهانة والاستهجان ، وحملوا عليه حملة
رجل واحد ، وداسوه بأرجلهم حتى قتلوه ، وقيل : خنقوه حتى مات.
وعلى أثر تلك
الجريمة النكراء أنزل الله عذابه على أهل أنطاكية ـ أو أصحاب القرية ـ فأصيبوا
بالصيحة الّتي أهلكتهم أجمعين ، وقيل : أحرقهم الله بالنار.
وهناك رواية
أخرى بالنسبة إلى أصحاب القرية ، تقول : لمّا أرسل عيسى بن مريم عليهالسلام اثنين من حواريّيه إلى أنطاكية ، وفي طريقهم إليها
مرّوا بشيخ يرعى غنما ، وكان له ولد عليل ، فعرّفا نفسيهما له بأنّهما من حواريّي
عيسى بن مريم عليهالسلام ، فطلب الراعي منهما معجزة تثبت دعواهما ، فقالا له :
سوف نطلب من الله شفاء ولدك المريض ، فدعيا الله بشفائه ، فاستجاب الله دعاءهما ،
وشفي الولد ، فعند ذاك آمن الشيخ بالله وبشريعة عيسى المسيح عليهالسلام ، فكان ذلك الشيخ يدعى حبيبا النجّار.
ثم واصل
الرسولان السير حتى دخلا أنطاكية ، فدخلا على ملكها شلاحن الرومي ، وقيل : أنطيخس
، وقيل : بطلمند ، وكان من عبدة الأصنام ، وطلبا منه نبذ الأصنام والإيمان بالله
وتوحيده ، فزجّهما في السجن وحبسهما ، فلمّا علم عيسى عليهالسلام بأمرهما
أرسل شمعون الحواري إلى أنطاكية لينقذهما من مخالب الملك.
فوصل شمعون
أنطاكية ، واستطاع أن يتقرّب من بلاط الملك ، ويصبح من خواصه وندمائه ، ولم يزل في
خدمة الملك حتى طلب منه إطلاق سراح الرسولين من السجن ، فوافق الملك على طلبه
وأطلقهما.
وبعد أن رأى
الملك من الرجلين آيات باهرات ومعاجز تذهل العقول ، آمن بالله وبشريعة عيسى عليهالسلام ، وترك عبادة الأصنام ، وتبعه كثير من أهل أنطاكية ،
وآمنوا بالرسولين ، ولم يؤمن جماعة من اليهود وأصرّوا على كفرهم وعنادهم ، فجاء
يوسف النجّار إليهم ، ودعاهم إلى تصديق الحواريّين واتّباعهم ، فقابلوه بالعنت
والجحود حتى قتلوه ، فغضب الله عليهم ، وأهلكهم شرّ هلاك.
القرآن العزيز وأصحاب القرية
(وَاضْرِبْ لَهُمْ
مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ) يس ١٣.
(إِذْ أَرْسَلْنا
إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ ...) يس ١٤.
(قالُوا ما أَنْتُمْ
إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا ...) يس ١٥.
(قالُوا رَبُّنا
يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) يس ١٦.
(قالُوا إِنَّا
تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ ...) يس ١٨.
(قالُوا طائِرُكُمْ
مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) يس ١٩.
(قالَ يا قَوْمِ
اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) يس ٢٠.
(اتَّبِعُوا مَنْ لا
يَسْئَلُكُمْ أَجْراً ...) يس ٢١.
(إِنْ كانَتْ إِلَّا
صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) يس ٢٩.
(ما يَأْتِيهِمْ مِنْ
رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) يس ٣٠.
__________________
أصحاب الكهف والرقيم
قصة أصحاب
الكهف والرقيم مفصّلة ومطوّلة ، وموجزها كما يلي :
كان الملك
دقيانوس ، وقيل : دقيوس أو دكيوس ، أو دستجا بن تشوا ملك أفسوس احتل مدينة أقسوس ،
وقيل : أفسوس ، وقيل : أفسيس ، والتي تقع بثغور طرسوس من بلاد الشام ، وقيل : بأرض
أيلة ، وقيل : بالبلقاء ، وقيل : بأرض نينوى ، وبعد أن دخلها اتّخذ منها عاصمة
لملكه ، وشيّد فيها قصرا فخما زيّنه بالجواهر والمعادن النفيسة ، واتّخذ ستة من
أبناء ملوك الروم غلمانا ووزراء له يستشيرهم في أمور دولته ، وهم : تمليخا ،
ومكسلمينا ، ومرطولس ، ونينونس ، وسارينوس ، ودريونس ، وكانوا فتيانا مطوّقين
مسوّرين ذوي ذوائب ، وكانوا والملك يعبدون الأصنام.
__________________
وبعد أن تمهّدت
الأمور للملك وعلا شأنه تجبّر وطغى وادّعى الألوهية ، فأحسن لمن أطاعه وعبده ،
وأهلك من عصاه.
في أحد الأيام
أخبروه بأنّ جيوشا من بلاد فارس متوجهة إلى بلاده تريد الهجوم على أقسوس ، فأخذه
الرعب والفزع ، فأخذته الرعدة وسقط تاجه من رأسه ، فجلب ذلك نظر وزيره تمليخا ،
وأخذ يفكّر ويسأل نفسه إن كان الملك إلها بحق ـ كما يدّعي ـ فلما ذا يجزع ويفزع من
سماع خبر مجيء بعض الأعداء نحوه؟ فأخذ يناقش نفسه بنفسه ، فتوصّل إلى أنّ زعم
الملك بالألوهية مجرد ادّعاء لا أساس له من الحقيقة والواقع ، وأنّ الحق مع
الشرائع السماوية والأنبياء والرسل الّذين تنزّل عليهم تلك الشرائع.
ومن ثم أخبر
تمليخا أصحابه ـ الوزراء الخمسة ـ بما توصل إليه من كذب ادّعاءات الملك بالألوهية
والربوبية ، وأثبت لهم بأنّ الخليقة لها خالق ومدبر غير الملك ، وهو الله وحده لا
شريك له.
لمّا سمع
أصحابه أقواله صدّقوه ، وجعلوا أنفسهم تحت أوامره ، ورهن إشارته.
قرّر الفتيان
الستة الهروب من أقسوس ، فامتطوا خيولا وغادروها هائمين على وجوههم في الصحراء ،
وفي طريقهم مرّوا براع يرعى غنمه ، فأخبروه بأمرهم وفرارهم من ذلك الملك الكافر
الجبّار ، فلما سمع الراعي كلامهم اهتدى هو بدوره ، وآمن بالله وبأنبيائه ، فترك
غنمه والتحق بهم يصحبه كلب له يدعى قطمير.
جدّ السبعة في
السير وثامنهم قطمير حتى وصلوا إلى كهف يدعى الوصيد ، وقيل : انجلوس ، فدخلوه ،
وبقي الكلب عند باب الكهف يحرسهم ، ولم يلبثوا طويلا حتى أرسل الله ملك الموت وقبض
أرواحهم.
افتقد الملك
الوزراء الستة ، فأخبروه بفرارهم ، فأصدر أوامره بتتبّع آثارهم وإلقاء القبض عليهم
، وأخيرا وصل إلى الكهف الذي هم فيه ، فلما رآهم أمواتا أمر ببناء باب الكهف وسدّه
عليهم.
مكثوا في الكهف
ثلاثمائة وتسع سنين وهم أموات ، وبعد تلك المدّة الطويلة
أحياهم الله ، وكان الملك دقيانوس قد هلك وملك من بعده ملك مؤمن يدين
بالمسيحية ، ويدعى عبد الرحمن.
فلمّا وصل
خبرهم إلى عبد الرحمن توجّه وجماعة من أهل أقسيس إلى الكهف لزيارتهم ، ولكنّ أصحاب
الكهف دعوا الله أن يقبض أرواحهم ثانية ، فأجاب الله دعاءهم فماتوا بأجمعهم ، فلما
علم عبد الرحمن بموتهم أمر بإقامة مسجد على باب كهفهم.
الفترة الزمينة
التي وقعت فيها قصة أهل الكهف كانت بين بعثة عيسى بن مريم عليهالسلام وبعثة خاتم الأنبياء ـ نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله ـ أيام ملوك الطوائف. وهناك أقوال أخر حول عدد وأسماء
أصحاب الكهف.
أما أصحاب
الرقيم فكانوا ثلاثة أشخاص يعبدون الله في كهف بالرقيم ، والرقيم : اسم واد شرقيّ
الأردن قرب عمّان ، وقيل : الرقيم اسم ثان لمدينة أقسيس. ولم يزل أصحاب الرقيم
يعبدون الله في كهفهم حتى انسدّ عليهم الكهف ، ولكنّ الله فتح باب الكهف عليهم
وأنقذهم من الموت المحتّم ؛ جزاء لإيمانهم بالله وإخلاصهم له.
يقال : إنّ
أصحاب الرقيم غير أصحاب الكهف ، وقيل : هم أنفسهم ، وقيل : الرقيم كتاب مرقوم من
شريعة عيسى بن مريم عليهالسلام في لوح من النحاس أو الرصاص أو الحجارة ، وقيل : الرقيم
لوح فيه أسماء الفتية أصحاب الكهف وقصّتهم.
القرآن الكريم وأصحاب الكهف والرقيم
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ
أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) الكهف ٩.
(إِذْ أَوَى
الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ...) الكهف ١٠.
(فَضَرَبْنا عَلَى
آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) الكهف ١١.
(ثُمَّ بَعَثْناهُمْ
لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) الكهف ١٢.
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ
آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) الكهف ١٣.
(وَرَبَطْنا عَلى
قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا ...) الكهف ١٤.
(فَأْوُوا إِلَى
الْكَهْفِ ...) الكهف ١٦.
(وَتَرَى الشَّمْسَ
إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ...) الكهف ١٧.
(وَتَحْسَبُهُمْ
أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ
وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ
لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) الكهف ١٨.
(وَكَذلِكَ
بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ
قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ...)
الكهف ١٩.
(وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا
عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ
فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ
بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ
لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) الكهف ٢١.
(وَلَبِثُوا فِي
كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) الكهف ٢٥.
__________________
أفحم
هو أفحم ، وقيل
: أقحم ، وقيل : أحقم ، وقيل : أحتم ، وقيل : أفخر.
من ملوك ورؤساء
الجن الذين استمعوا إلى النبي صلىاللهعليهوآله وهو يتلوا القرآن بوادي مجنة ، أو بقرية بطن النخل من
قرى المدينة.
كانوا من أهل
نصيبين ، وينتمون إلى بني الشيصبان ، وهم من جنود إبليس ، ويدينون باليهودية.
كان عددهم تسعة
، وقيل : سبعة ، وقيل : ستة ، وقيل : أكثر من ذلك بكثير.
لمّا فرغ النبي
صلىاللهعليهوآله من تلاوته رجعوا إلى قومهم وأخبروهم بأنّهم سمعوا آيات
من
__________________
كتاب سماوي نزل بعد التوراة ، سمعوها من نبيّ يدعى محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، بعثه الله إلى الناس ، والذي سمعوه كله هداية وحقّ
وصواب ينهى عن الفحشاء والمنكر ، ويصدّق التوراة. فطلبوا من قومهم الإيمان بذلك
النبي وتصديقه واعتناق دينه. فأثّر كلامهم في قومهم ، فجاءوا إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وأعربوا عن إسلامهم ، فعلّمهم النبي صلىاللهعليهوآله شرائع الإسلام ، وأمر الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أن يفقّههم في الدين ، فكان المترجم له من جملة من أسلم
وتشرّف بخدمة النبي صلىاللهعليهوآله.
القرآن المجيد والمترجم له وجماعته
شملته الآية ٢٩
من سورة الأحقاف : (وَإِذْ صَرَفْنا
إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ
قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ.)
والآية ٣٠ من
نفس السورة : (قالُوا يا قَوْمَنا
إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ
يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ.)
والآية ٣١ من السورة
نفسها : (يا قَوْمَنا
أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ ....)
والآية ١ من
سورة الجنّ : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ
أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً
عَجَباً.)
__________________
الأقرع بن حابس
هو أبو بحر
فراس بن حابس بن عقال بن محمّد بن سفيان بن مجاشع بن دارم ، المجاشعيّ ، الدارميّ
، التميميّ ، الملقب بالأقرع ؛ لقرع كان في رأسه ، فغلب لقبه على اسمه ، وعرف
بالأقرع.
صحابيّ معروف ،
ومن سادات وحكّام وقضاة بني تميم في الجاهلية ، وكان شاعرا محاربا شجاعا.
كان مجوسيّا ،
أسلم وأصبح من المؤلّفة قلوبهم.
قدم على النبي صلىاللهعليهوآله في وفد بني دارم ، فأسلم وسكن المدينة.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله فتح مكّة وواقعتي حنين والطائف ، وبعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله رحل إلى دومة الجندل الواقعة بين الشام والمدينة.
شارك خالد بن
الوليد أكثر حروبه ، وكان على مقدّمة عساكره.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
بعثه عبد الله
بن عامر على رأس جيش إلى خراسان فقتل بالجوزجان سنة ٣١ ه ، وقيل : قتل في واقعة
اليرموك سنة ١٣ ه.
ومن شعره
مفتخرا :
أتيناك كيما
يعرف الناس فضلنا
|
|
إذا خالفونا
عند ذكر المكارم
|
وأنّا رءوس
الناس من كلّ معشر
|
|
وأن ليس في
أرض الحجاز كدارم
|
القرآن الكريم والأقرع
طلب هو وعيينة
بن حفص من النبي صلىاللهعليهوآله أن يبعد المؤمنين المستضعفين من مجلسه فنزلت جوابا له
ولصاحبه الآية ٥٢ من سورة الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ....)
وجاء يوما مع
جماعة من المؤلفة قلوبهم إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وطلبوا منه أن ينحّي عنه
الفقراء من المسلمين ؛ ليجلسوا إليه ويحادثوه ويأخذوا عنه ـ وذلك استكبارا
واستعلاء منهم ـ فنزلت فيه وفي رفاقه الآية ٢٨ من سورة الكهف : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ
عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ
أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً.)
وفد على النبي صلىاللهعليهوآله مع وفد بني تميم في المدينة ، فدخلوا المسجد ، وأخذوا
ينادون النبيّ صلىاللهعليهوآله من وراء حجرته : أن اخرج إلينا يا محمّد فخرج إليهم
النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو منزعج من صياحهم ، فقالوا : جئناك يا محمّد نفاخرك
ونشاعرك ، فنزلت في الأقرع ومن معه من بني تميم الآية ٤ من سورة الحجرات : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ
وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.)
__________________
أكثم بن صيفيّ
هو أكثم بن
صيفيّ بن رياح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة التميميّ ، الأسديّ.
من مشاهير
حكماء وقضاة العرب في الجاهليّة ، وكان مسيحيّا ، ومن أبرز شعراء قومه.
كان أعلم أهل
زمانه وأعقلهم وأكثرهم حلما ، وكان خطيبا بليغا ، تأدّب على أبي طالب بن عبد
المطلّب عليهالسلام وهاشم وعبد مناف وقصيّ ، فتخلّق بأخلاقهم وتأدّب
بآدابهم.
كان الملوك
والرؤساء يزورونه لسماع حكمه ونصائحه ، وكان يضرب به المثل
__________________
في سداد الرأي.
عمّر طويلا ،
وعاش ٣٣٠ سنة ، وقيل : ٢٠٠ سنة ، وقيل : ١٩٠ سنة.
آمن بالنبيّ
محمّد صلىاللهعليهوآله ولم يتشرّف برؤيته ، فعدّه بعضهم من الصحابة ، وله ثناء
على النبيّ صلىاللهعليهوآله.
القرآن المجيد وأكثم بن صيفيّ
لمّا بلغه ظهور
الإسلام أرسل رجلين إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ليسألانه عن نسبه وما جاء به ، فلمّا حضرا عند النبيّ صلىاللهعليهوآله أخبرهما عن نسبه ، وقرأ عليهما الآية ٩٠ من سورة النحل
: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فرجعا إلى أكثم وأخبراه بنسبه وقرأ عليه الآية ، فلمّا
سمع مقولتهما آمن بالنبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : يا قوم! أراه يأمر بمكارم الأخلاق ، وينهى عن
ملائمها ، فكونوا في هذا الأمر رؤساء ولا تكونوا أذنابا ، وكونوا فيه أوّلا ولا
تكونوا فيه آخرا ، ثمّ شدّ الرحال مع مائة من قومه وقصدوا المدينة يريدون ملاقاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله واعتناق الإسلام ، فمات في الطريق ، وذلك في السنة
التاسعة قبل الهجرة ، وقيل : في السنة العاشرة قبل الهجرة ، فلم يتشرّف برؤية
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولكن أسلم من وصل المدينة من أصحابه ، فنزلت فيه
الآية ١٠٠ من سورة النساء : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ
بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ ....)
ومن شعره
وإنّ امرأ قد
عاش تسعين حجّة
|
|
إلى مائة لم
يسأم العيش جاهل
|
أتت مائتان
غير عشر وفائها
|
|
وذلك من مرّ
الليالي قلائل
|
__________________
نبيّ الله إلياس عليهالسلام
هو إلياس
النشبي ابن اليسع ، وقيل : ياسين ، وقيل : نميس ، وقيل : يامين ، وقيل : تشبين بن
فنحاس بن العيزار بن هارون بن عمران من سلالة إبراهيم الخليل عليهالسلام.
أهل الكتاب
يسمّونه إيليا ، أو إيلياه ، أو الياهو التسبي ، وهناك من وحّده مع إدريس وذي
الكفل والخضر عليهمالسلام.
أحد أنبياء بني
إسرائيل ، وكان عابدا تقيّا ، بعثه الله بعد حزقيل النبيّ عليهالسلام إلى أهل بعلبك ، وكانوا يعبدون صنما يقال له : بعل ،
وقيل : بعل اسم امرأة كانوا يعبدونها.
دعا إلياس عليهالسلام أهل بعلبك إلى عبادة الله وحده ، وترك أوثانهم وما
يعبدونه من دون الله ، فاستهزءوا به وكذّبوه.
في تلك الفترة
كان يحكم بعلبك ملك كافر يدعى : آحاب ، وقيل : لاجيب ، وكانت له زوجة تسمى إيزابل
، وقيل : أدبعل بنت اتباعل ، وكانت فاجرة زانية قاسية ظالمة ، تزوّجت من سبعة ملوك
من ملوك بني إسرائيل ، وعمّرت طويلا ، ولم يعرف على وجه الأرض امرأة أزنى منها.
كانت تقتل صلحاء ومؤمني قومها ، وتصادر
__________________
أموالهم ظلما وعدوانا ، وكان يحيى بن زكريا عليهالسلام أحد الذين تولّت قتلهم.
قام إلياس عليهالسلام بإرشاد الملك وزوجته وقومه ، طالبا منهم الكفّ عن
الفساد والظلم ، والتوجه إلى الله وتوحيده ، وحذّرهم غضبه وسخطه ، فقابلوه
بالسخرية والتكذيب والتهديد بالقتل ، ثم طردوه.
اختبأ مدّة في
دار أم يونس بن متّى ، ثم انتقل إلى الجبال والبوادي ، ولم يزل يتجوّل فيها حتى
استقرّ بجبل حوريب بفلسطين.
لما أوغل
الإسرائيليون في جرائمهم وظلمهم له وللمؤمنين من قومه دعا الله أن يمنعهم قطر
السماء ، ويصبّ غضبه عليهم ، فسلّط الله عليهم القحط والجدب والجوع والهلاك مدّة
ثلاث سنوات ، فلما تفشّى بين صفوفهم البؤس والموت استشفع لهم عند الله طالبا رفع
البلاء عنهم ، فرفع الله البلاء عنهم ، وأصبحوا مؤمنين صلحاء ، ولم تمض عليهم مدّة
طويلة حتى عادوا إلى فسادهم وكفرهم وطغيانهم ، فتمرّدوا عليه وعصوا أوامره ونواهيه
، فغضب الله عليهم مرّة أخرى ، وسلّط عليهم أناسا قتلوا الملك وزوجته ورؤساء الفساد
بينهم.
وبعد أن قام
بأعباء النبوّة ١٥ سنة رفعه الله من بين قومه ، فصار إنسيّا ملكيّا أرضيّا
سماويّا. ويقال : إنه كالخضر عليهالسلام شرب ماء الحياة ، وسيظلّ حيّا إلى أن تقوم الساعة.
وهناك قول بأنّ
زرادشت ـ معلّم المجوسية ـ كان من جملة تلاميذه.
والفترة الزمينة
الّتي قضاها بين قومه هي النصف الأوّل من القرن التاسع قبل ميلاد المسيح عليهالسلام ، وقيل : حوالي عام ٨٨٠ قبل الميلاد ، وقيل : رفعه الله
سنة ٨٤٠ قبل الميلاد.
بعث الله من
بعده لبني إسرائيل أحد تلامذته وكان يدعى : اليسع ، وقيل : اليشع بن أخطوب ، فصدّقوه
وآمنوا به.
يعيّد
المسيحيون له في اليوم الرابع والعشرين من شهر حزيران من كل سنة.
القرآن المجيد وإلياس
(وَزَكَرِيَّا
وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) الأنعام ٨٥.
(وَإِنَّ إِلْياسَ
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) الصافّات ١٢٣.
(إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ
أَلا تَتَّقُونَ) الصافّات ١٢٤.
(أَتَدْعُونَ بَعْلاً
وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ) الصافات ١٢٥.
(فَكَذَّبُوهُ
فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) الصافّات ١٢٧.
__________________
أمّ الحكم بنت أبي سفيان
هي أم الحكم
بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّة ، الأمويّة ،
وأمّها هند بنت عتبة.
أخت معاوية بن
أبي سفيان ، أسلمت وكانت تحت عياض بن غنم الفهريّ فارتدّت ، فطلّقها فتزوّجها عبد
الله بن عثمان الثقفيّ فولدت له عبد الرحمن ، ولم ترتدّ امرأة من قريش غيرها ،
ويقال : أسلمت مع ثقيف حين أسلموا يوم فتح مكّة سنة ٨ ه.
سكنت الشام
وحدّثت بها عن أخيها معاوية ، وروى عنها ابنها عبد الرحمن.
القرآن المجيد وأمّ الحكم
شملتها الآية
١٠ من سورة الممتحنة : (وَلا تُمْسِكُوا
بِعِصَمِ الْكَوافِرِ ....)
ولكونها كانت
من جملة النساء اللواتي لحقن بالمشركين وأعطى النبيّ صلىاللهعليهوآله أزواجهنّ مهورهنّ التي قبضنها منهم شملتها الآية ١١ من
نفس السورة : (وَإِنْ فاتَكُمْ
شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ ...)
__________________
أمّ شريك
هي أم شريك
غزيّة ، وقيل : غزيلة ، وقيل : غزالة بنت جابر ، وقيل : دودان بن حكم ، وقيل : عوف
بن عمرو بن عامر بن رواحة بن مجير الأنصاريّة ، القرشيّة ، العامريّة ، وقيل :
الدوسيّة ، وهناك أقوال أخر في اسم أبيها وأجدادها والعشيرة التي تنتمي إليها.
إحدى
الصحابيّات الصالحات ، عرفت بالحسن والجمال.
كانت من النساء
اللواتي وهبن أنفسهنّ للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكانت قبل ذلك عند أبي العكر ، وقيل : أبي العكير بن
سميّ الأزديّ ، وقيل : الدوسيّ ، فولدت له شريكا فكنيّت به.
تزوّجها النبيّ
صلىاللهعليهوآله بمكّة ولم يدخل بها ؛ لأنّه كره غيرة الأنصار ، ويقال :
دخل بها فرأى عليها كبرة فطلّقها.
كانت تدخل على
نساء قريش سرّا فتدعوهنّ وترغّبهنّ إلى الإسلام ، فلمّا اطّلعوا عليها ألقوا القبض
عليها وعذّبوها ، ولمّا رأوا منها كرامة أطلقوا سراحها ، وأسلم جماعة على يديها ،
كانت صاحبة ثراء وبرّ وإحسان ، سمعت من النبيّ صلىاللهعليهوآله وحدّثت عنه ، وروى عنها جماعة.
توفيت سنة ٥٠ ه.
القرآن المجيد وأمّ شريك
نزلت فيها
الآية ٥٠ من سورة الأحزاب : (وَامْرَأَةً
مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ....)
__________________
وشملتها الآية
٥١ من نفس السورة : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ
مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ ...)
__________________
أمّ كجّة
هي أمّ كجّة ،
وقيل : أمّ كحّة ، وقيل : أمّ كجلة ، زوجة أوس بن ثابت الأنصاريّ أخي الشاعر حسّان
بن ثابت.
صحابية.
القرآن الكريم وأمّ كجّة
توفّي زوجها
أوس وتركها مع ثلاث بنات ، فقام رجلان من بني عمّه وهما سويد وعرفجة فاستوليا على
أمواله ، ولم يعطياها ولا بناتها شيئا ، فجاءت أم كجّة إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وشكته في ذلك ، فنزلت الآية ٧ من سورة النساء : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ
الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ ....)
وكذلك نزلت فيها
وفي بناتها الآية ١١ من نفس السورة : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي
أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ...)
أمّ كلثوم بنت عقبة
هي أمّ كلثوم
بنت عقبة بن أبي معيط أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أميّة بن عبد شمس ابن عبد مناف بن
قصيّ بن كلاب القرشيّة ، الأمويّة ، وأمّها أروى بنت كريز ، أخت
__________________
عثمان بن عفّان لأمّه.
صحابيّة جليلة
، مهاجرة ، محدّثة ، عارفة بالقراءة والكتابة.
أسلمت بمكّة ،
وبايعت قبل الهجرة ، وصلّت القبلتين ، وهاجرت إلى المدينة ماشية عام الحديبية سنة
٧ ه.
ولمّا وصلت
المدينة وهبت نفسها للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فزوّجها من زيد بن حارثة ، فلمّا قتل تزوّجها الزبير
بن العوّام ثمّ طلّقها ، فتزوّجها عبد الرحمن بن عوف ، فلمّا مات تزوّجها عمرو بن
العاص ، فمكثت عنده قليلا ثمّ ماتت في المدينة ، ويقال : صحبته إلى مصر ، ثمّ ماتت
في خلافة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ويقال : توفّيت حدود سنة ٣٣ ه. حدّثت عن النبي عليهالسلام أحاديث ، وروى عنها جماعة.
القرآن المجيد وأمّ كلثوم بنت عقبة
بعد أن وهبت
نفسها للنبيّ عليهالسلام طلب منها أن تتزوّج من زيد بن حارثة ، فكرهت ذلك ، ثمّ
وافقت بعد أن نزلت فيها الآية ٣٦ من سورة الأحزاب : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ
وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ
مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً.)
ولمّا هاجرت
إلى المدينة سنة ٧ ه تبعها أخواها الوليد وعمارة ليردّاها فأبى النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يردّها إليهما ، فنزلت فيها الآية ١٠ من سورة
الممتحنة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ
اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ.)
__________________
امرؤ القيس بن عابس
هو امرؤ القيس
بن عابس ، وقيل : عانس بن المنذر بن امرئ القيس بن السمط بن عمرو بن معاوية ،
القحطانيّ ، الكنديّ.
صحابيّ ، شاعر
، من أهل حضرموت.
وفد على النبي صلىاللهعليهوآله وأسلم ، ثم رجع إلى بلاده ، وبعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله تبع أبا بكر بن أبي قحافة ، ولم يرتدّ.
شهد فتح حصن
البخير وخباية في حضرموت ، وخرج إلى الشام مجاهدا ، وشهد
__________________
بها واقعة اليرموك.
في أواخر
أيّامه نزل الكوفة وأقام بها ، ولم يزل بها حتى توفّي حوالي سنة ٢٥ ه ، وكانت
ولادته في مدينة تريم بحضرموت.
ومن شعره :
قف بالديار
وقوف حابس
|
|
وتأنّ أنّه
غير آيس
|
لعبت بهنّ
العاصفا
|
|
ت الرائحات
من الروامس
|
القرآن العظيم وامرؤ القيس بن عابس
تخاصم هو
وعبدان بن أشوع الحضرميّ على أرض ، وكان امرؤ القيس مدينا والحضرميّ دائنا ، فرفعا
قضيتهما إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله للحضرميّ : «بيّنتك وإلّا فيمينه» فقال الحضرمي : يا
رسول الله! إن حلف ذهب بأرضي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مالا لقي الله وهو
عليه غضبان» فلما سمع امرؤ القيس كلام النبي صلىاللهعليهوآله قال : إنّي قد تركتها له ، فنزلت الآية ١٨٨ من سورة
البقرة. (وَلا تَأْكُلُوا
أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا
فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.)
ولنفس القصة
السابقة نزلت الآية ٩٥ من سورة النحل : (وَلا تَشْتَرُوا
بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.)
ولنفس الغرض
نزلت الآية ٩٦ من نفس السورة : (ما عِنْدَكُمْ
يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ
بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.)
__________________
أميّة بن خلف
هو أبو علي
أميّة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمع بن عمرو بن هصيص بن كعب ، الجمحي ، القرشي.
من سادات
وجبابرة قريش في الجاهلية ، وأحد رؤساء الشرك والضلال ، الذين وقفوا أمام النبي صلىاللهعليهوآله ليصدوه عن أمر الإسلام ، فكان من أكثر الناس إيذاء
وتكذيبا وسخريّة للنبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
كان من جملة
المشركين الذين تولّوا إهانة وتعذيب الذين آمنوا برسالة النبي صلىاللهعليهوآله وصدّقوه ، فمثلا : كان يأتي ببلال الحبشي في الظهيرة ،
ويلقي به في الرمضاء على وجهه وظهره ، ثم يأمر بصخرة عظيمة فتلقى على صدره ، ويقول
له : لا تزال هكذا حتى تهلك أو تكفر بمحمّد صلىاللهعليهوآله وتعبد اللات والعزى ، فكان بلال يجيبه قائلا : أحد أحد.
كان له الدور
الكبير في المؤامرة التي أراد المشركون فيها اغتيال النبي صلىاللهعليهوآله ، حيث تجمّعوا حول داره ليمنعوه من مغادرتها ، فغادرها
النبي صلىاللهعليهوآله بعد أن علم بمكرهم ، وأبقى في فراشه الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام ، فنجا من كيدهم وهاجر إلى المدينة.
__________________
شارك المشركين
في واقعة بدر في السنة الثانية للهجرة ، فأسره عبد الرحمن بن عوف ، ثم تولّى قتله
بلال الحبشي وخبيب بن أساف ، وكان من جملة الّذين دعا عليهم النبي صلىاللهعليهوآله بالهلاك في تلك الواقعة.
القرآن العظيم وأميّة بن خلف
مرّ النبي صلىاللهعليهوآله يوما على المترجم له وهو في جماعة من المشركين ، فأخذوا
يستهزءون بالنبي صلىاللهعليهوآله ، فغاظ النبي صلىاللهعليهوآله ذلك ، فنزلت في أميّة وجماعته الآية ١٠ من سورة الأنعام
: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ
بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ
يَسْتَهْزِؤُنَ.)
وفي أحد الأيام
مرّ هو وجماعة من الكفار على النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو يتلو القرآن ، فأخذوا يستمعون إليه ، فسألوا أحدهم
عما يقولوه النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال : والذي جعلها بيته ما أدري ما يقول ، إلّا أنّي
أراه يحرّك شفتيه ويتكلّم بشيء ، وما يقول إلّا أساطير الأوّلين ، فنزلت فيه وفي
صحبه الآية ٢٥ من سورة الأنعام : (وَمِنْهُمْ مَنْ
يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ
وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً ....)
وشملته الآية
٧٣ من سورة الإسراء : (وَإِنْ كادُوا
لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ....)
وجاء يوما مع
لمّة من المشركين إلى النبي صلىاللهعليهوآله وطلبوا منه ـ لكي يؤمنوا ـ أن يطلب من الله أن يجري لهم
في بلادهم أنهارا كأنهار العراق والشام ، فنزلت فيهم الآية ٩٠ من نفس السورة : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى
تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً.)
وشملته الآية ٦
من سورة الكهف : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ
نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً.)
وطلب من النبيّ
صلىاللهعليهوآله أن يطرد من مجلسه الفقراء والمستضعفين من المسلمين ،
ويقرّب إليه أشراف وصناديد قريش من المشركين ، فنزلت فيه الآية ٢٨ من سورة الكهف :
(وَلا تُطِعْ مَنْ
أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً.)
وكذلك نزلت فيه
الآية ٥٤ من نفس السورة : (وَكانَ الْإِنْسانُ
أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً.)
ونزلت فيه
الآية ٦٦ من سورة مريم : (وَيَقُولُ
الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا.)
جاء مع نفر من
المشركين إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقالوا : إنّ الله تعالى قد خلقنا أطوارا ، نطفة ثم
علقة ثم مضغة ثم عظاما ، ثم تقول : إنّا نبعث خلقا جديدا جميعا في ساعة واحدة ،
فنزلت جوابا له ولجماعته الآية ٢٨ من سورة لقمان : (ما خَلْقُكُمْ وَلا
بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ.)
ونزلت فيه
الآية ٧٧ من سورة يس : (أَوَلَمْ يَرَ
الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ.)
وجاء يوما إلى
النبي صلىاللهعليهوآله وهو يحمل عظمة بالية ، فقال : يا محمّد! هل تستطيع أن
تعيد الحياة إلى هذه العظمة؟ فنزلت فيه الآية ٧٨ من نفس السورة : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ
خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ.)
وشملته الآية ١
من سورة محمّد صلىاللهعليهوآله : (الَّذِينَ كَفَرُوا
وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)
ونزلت فيه
الآية ٤٠ من سورة عمّ : (يَوْمَ يَنْظُرُ
الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ ....)
والآية ٦ من
سورة الانفطار : (يا أَيُّهَا
الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ.)
والآية ٦ من
سورة الانشقاق : (يا أَيُّهَا
الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ ....)
ومن الآيات
الشاملة الآية ١٥ من سورة الفجر : (فَأَمَّا الْإِنْسانُ
إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ.)
والآية ١٦ من
نفس السورة : (وَأَمَّا إِذا مَا
ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ.)
كان يهمز النبي
صلىاللهعليهوآله ويلمزه فنزلت فيه الآيات التالية :
الهمزة ١ (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ.)
الهمزة ٢ (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ.)
الهمزة ٣ (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ.)
الهمزة ٤ (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ.)
بينما كان
النبي صلىاللهعليهوآله في أحد الأيام يطوف بالكعبة اعترضه المترجم له وجماعة
على شاكلته من المشركين ، فقالوا للنبي صلىاللهعليهوآله : يا محمد هلم فلنعبد ما تعبد ، وتعبد ما نعبد ،
فنشترك نحن وأنت في الأمر ، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد كنّا قد أخذنا
بحظّنا منه ، وإن كان ما نعبد خيرا ممّا تعبد كنت قد أخذت بحظّك منه ، فأنزل الله
تعالى الآيات الآتية :
الكافرون ١ (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ.)
الكافرون ٢ (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ.)
الكافرون ٣ (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.)
الكافرون ٤ (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ.)
الكافرون ٥ (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.)
الكافرون ٦ (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.)
__________________
أميّة بن أبي الصلت
هو أبو عثمان ،
وقيل : أبو الحكم أميّة ابن أبي الصلت ، عبد الله بن أبي ربيعة بن عوف بن عقدة بن
عزة ، وقيل : غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي ، وأمّه رقيّة بنت عبد شمس بن عبد مناف.
من علماء
وأدباء وشعراء العرب في الجاهلية ، ومن سادات ثقيف وفصحائهم ، وكان أشعرهم ، وقيل
: كان من أكبر شعراء الجاهلية.
كان نابذا
لعبادات وعادات أهل الجاهلية كعبادة الأصنام وشرب الخمر.
كان يسكن
الطائف ، ويشتغل بالتجارة ، ويتنقل بتجارته بين الشام واليمن ، وكان منقطعا إلى
عبد الله بن جدعان الغالبي ، أحد أجواد العرب في الجاهلية.
كان عالما
بلغات مختلفة ، ومطّلعا على الكتب القديمة كالتوراة والإنجيل ، وكان يكثر التردّد
على الكنائس والأديرة ، ويجالس القسيسين والرهبان حتى قيل : إنه مسيحيّ.
__________________
له أشعار يذكر فيها الله سبحانه وتعالى مما عرفه من التوراة والإنجيل
وأساطير الوثنيّين ، منها :
مجّدوا الله
فهو للمجد أهل
|
|
ربّنا في
السماء أمسى كبيرا
|
كانت العرب في
الجاهلية تنتظر نبيّا ينقذهم من الضلال ويهديهم إلى سبل الرشاد ، فكان المترجم له
يرجو أن يكون هو ذلك النبيّ ، فلما بعث النبي محمّد صلىاللهعليهوآله قدم عليه بمكّة ، وسمع منه بعض الآيات القرآنية ،
فانصرف عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ولم يسلم.
حسد النبي صلىاللهعليهوآله على نبوته ، وعاداه وأصبح من ألد خصومه ، وأخذ يؤلّب
الناس على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ويحرّضهم على قتاله بأمواله وأشعاره ، ومن أشعاره في
رثاء قتلى المشركين في واقعة بدر ، قوله :
ألا بكيت على
الكرا
|
|
م بني الكرام
أولي الممادح
|
ولم يزل يسكن
الطائف حتى هلك كافرا في السنة السابعة للهجرة ، وقيل : في السنة الثامنة للهجرة ؛
وقيل : في السنة الخامسة للهجرة ، وقيل : في السنة التاسعة للهجرة ، وقيل : قبل
الهجرة بخمس سنوات.
القرآن العظيم وأمية بن أبي الصلت
كما أسلفنا كان
قد قرأ التوراة والإنجيل ، وكان يعلم بأنّ الله سيرسل نبيّا ، وكان يتمنّى أن تكون
النبوّة فيه ، فلما بعث النبيّ الأكرم محمّد صلىاللهعليهوآله حسده وكفر به ، فنزلت فيه الآية ١٧٥ من سورة الأعراف : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي
آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ
الْغاوِينَ.)
__________________
أندراوس
هو أندراوس ،
وقيل : أندرواس ، وقيل : أندرياس ، وقيل : أندريوس ، وقيل : أندرانيس بن يونا ،
وقيل : حمون ، وكان يعرف بصاحب المروة ، ويلقبه المسيحيون بالقديس.
أحد حواري
السيد المسيح عليهالسلام الاثني عشر ، وأخو بطرس الرّسول.
ولد ببيت صيدا
في فلسطين ، وصار من صيّادي الأسماك ، وتعلم على يحيى المعمداني ، ثم تعرّف على
السيد المسيح عليهالسلام ، فصار من تلاميذه وملازميه وحوارييه
__________________
وخواصه.
بعد أن رفع
السيد المسيح عليهالسلام إلى السماء انتشر هو وبقية الحواريين في الأقطار لنشر
المسيحيّة والتبشير لها ، فدخل أقطارا وأمصارا كثيرة لتلك الغاية ، فزار بابل ،
ومناطق صغديانة وكلمنس وأرغوس وأبيروس ، وبلاد الحبشة ، والسودان ، وبلاد روسيا ،
واليونان ، وفي الأخيرة لقى الترحيب والاستقبال من أهلها ، وتقبّلوا دعوته ، فخاف
حاكم اليونان المدعو اژه من أن يستميل الناس إليه ، وينتزع الحكم منه ، فأمر
باعتقاله وتعذيبه ونزع جلد رأسه ثم قتله أشنع قتلة ، ويقال صلبوه في مدينة بترى من
مدن أخائية ، وذلك ـ كما يقال ـ في السنة العاشرة من ميلاد المسيح عليهالسلام ، وهو غير صحيح ، والصحيح كان استشهاده في سنة ٦٥ م.
يعتبره
الاسكتلنديون والروس حارسا وشفيعا لهم ، ويعيّد المسيحيّون له في الثلاثين من
تشرين الثاني في كل سنة.
القرآن الكريم وأندراوس
شملته الآية ٥٢
من سورة آل عمران : (فَلَمَّا أَحَسَّ
عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ
نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ.)
والآية ٥٣ من
نفس السورة : (رَبَّنا آمَنَّا بِما
أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.)
والآية ١١١ من
سورة المائدة : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ
بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ.)
وكذلك الآية ١٤
من سورة الصف : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ ، قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ
أَنْصارُ اللهِ ....)
__________________
أنس بن النضر
هو أبو عمرو
أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر الأنصاريّ ، النجاريّ ،
الخزرجيّ ، عم أنس بن مالك.
أحد صحابة
النبي صلىاللهعليهوآله ، من الأنصار.
استشهد في
معركة أحد في السنّة الثالثة من الهجرة.
القرآن المجيد وأنس بن النضر
غاب عن الحضور
والقتال مع النبي صلىاللهعليهوآله في واقعة بدر ، فشقّ عليه ذلك ، وقال : غبت عن أول مشهد
شهده رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والله! لئن أشهدني الله قتالا ليرينّ الله ما أصنع.
فلما كانت واقعة أحد في السنة الثالثة للهجرة ، وانهزم المسلمون ، وأفشوا بين
الناس بأن النبي صلىاللهعليهوآله قتل ، وقال بعض المسلمين : ليت لنا رسولا إلى عبد الله
بن أبي ليأخذ لنا أمانا من أبي سفيان ، وقال بعض المنافقين : إن كان محمّد صلىاللهعليهوآله قد قتل فارجعوا إلى دينكم الأوّل ، مرّ أنس بعمر بن
الخطاب ومعه جماعة فقال : ما يقعدكم؟! فقالوا : قتل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال أنس : اللهم! إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء
المشركون ، وأعتذر إليك عمّا صنع المسلمون ، فشدّ بسيفه على صفوف الكفّار ، ولم
يزل يقاتل حتى قتل ، فنزلت فيه ، وقيل : في غيره الآية ٢٣ من سورة الأحزاب : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما
عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً.)
__________________
أوس بن الصامت
هو أوس بن
الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم الأنصاريّ ، الخزرجيّ ، وأمّه قرّة
العين بنت عبادة ، وأخوه عبادة بن الصامت ، وزوجته خولة بنت ثعلبة الخزرجية.
صحابيّ من
الأنصار ، شاعر ، وكان به خفّة ومسّ من الجنون.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله واقعة بدر والمشاهد الأخرى ، وآخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين مرثد بن أبي مرثد الغنوي.
من شعره :
أنا ابن
مزيقيا عمرو وجدّي
|
|
أبوه عامر
ماء السماء
|
__________________
سكن بيت المقدس
، وتوفّي بالرملة سنة ٣٢ ه ؛ وقيل : سنة ٣٤ ه ؛ وهو ابن ٧٢ سنة ، وكان أوّل من
ظاهر في الإسلام.
القرآن المجيد وأوس بن الصامت
في أحد الأيام
رأى زوجته تصلّي وكانت على جانب كبير من الحسن والجمال ، فلما أتمّت صلاتها راودها
فأبت ، فغضب أوس ، فظاهر منها ، أي قال لها : أنت عليّ كظهر أمي ، فجاءت خولة إلى
النبي صلىاللهعليهوآله تشكوه إليه ، فنزلت فيه وفي زوجته الآية ١ من سورة
المجادلة : (قَدْ سَمِعَ اللهُ
قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ
تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ.)
وكذلك نزلت فيه
الآية ٢ من نفس السورة : (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ
مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ....)
__________________
أياذخت أمّ موسى بن عمران عليهالسلام
هي أياذخت ،
وقيل : أيارخا ، وقيل : يوكابد ، وقيل : أفاحية ، وقيل : يوكائيل ، وقيل : يوخابيد
، وقيل : نخيب ، وقيل : يوخائيل بنت شمويل بن بركيا بن يقسان بن إبراهيم خليل
الرحمن عليهالسلام ، وهناك أقوال أخر في اسمها واسم أبيها.
هي أمّ موسى
وهارون ابني عمران ، وكانت مؤمنة صالحة خيّرة.
ولدت موسى عليهالسلام بمصر في جو يسوده ، الإرهاب والرّعب ، لأنّ فرعون مصر
في ذلك العصر كان قد أصدر أمرا بقتل كل ذكر يولد لبني إسرائيل واستحياء نسائهم ؛
لأنّ السحرة والمنجّمين كانوا قد أخبروه بأنّه سيولد من بني إسرائيل رجل يكون على
يديه هلاكه وذهاب ملكه وسقوط عرشه.
في هذا الوسط
الرهيب ولد موسى بن عمران عليهالسلام ، فخافت عليه أمّه فخبّأته عن عيون وجلاوزة فرعون ،
وبعد مرور ثلاثة أشهر على ولادته أوحى الله تعالى إلى أمّه بأن تضعه في صندوق ذي
مواصفات خاصّة ، وترمي به في نهر النيل.
أطاعت أمّ موسى
أوامر السماء ، ووضعته في صندوق محكم ورمت به في النيل ، وأمرت أخته مريم ، وقيل :
كلثوم ، بأن تتبع أثره لتطمئن عليه.
__________________
وبعد أن التقط
من النيل وأدخل البلاط الفرعوني رفض الرضاعة من ثدي المرضعات ، حتى جيء بأمّه إلى
البلاط لترضعه على أنّها مرضعة من المرضعات ، وهم لا يعرفون بأنّها أمّه ، فاستأنس
بثديها وارتضع منها.
والمزيد عن
أحوالها سنذكره إن شاء الله في ترجمة حياة ابنها موسى بن عمران عليهالسلام.
القرآن الكريم وأم موسى بن عمران عليهالسلام
(إِذْ أَوْحَيْنا إِلى
أُمِّكَ ما يُوحى) طه ٣٨.
(فَرَجَعْناكَ إِلى
أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها ...) طه ٤٠.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ...) القصص ٧.
(وَأَصْبَحَ فُؤادُ
أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى
قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) القصص ١٠.
(فَرَدَدْناهُ إِلى
أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ ...) القصص ١٣.
__________________
إينان
أحد ملوك
ورؤساء الجن ، من أهل نصيبين ، وكانوا يدينون بدين موسى بن عمران عليهالسلام ، وينتمون إلى بني الشيصبان ، وكانوا من جملة جنود
إبليس.
جاء وجماعته
إلى النبي صلىاللهعليهوآله وهو يتلو القرآن بوادي مجنّة ، وقيل : ببطن النخل من
قرى المدينة المنوّرة ، وكان عددهم تسعة ، وقيل : سبعة ، وقيل : ستة ، وقيل : أكثر
من ذلك بكثير ، فأخذوا يستمعون إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فلما فرغ النبي صلىاللهعليهوآله من تلاوته ذهبوا إلى قومهم ، وأخبروهم بأنهم سمعوا آيات
من كتاب سماويّ نزل بعد التوراة ، يتلوها نبيّ جاء بدين الإسلام ، يدعى محمّدا صلىاللهعليهوآله ، وكانت تلك الآيات مؤثّرة في نفوسنا ؛ لأنّها تنطق
بالحق والصواب وتصدّق التوراة ، فطلبوا من قومهم الإيمان بالنبي محمّد صلىاللهعليهوآله ، والدخول في دينه.
فجاءوا إلى
النبي صلىاللهعليهوآله ومعهم المترجم له ، فأعلنوا إسلامهم ، فرحب بهم النبي صلىاللهعليهوآله ، وعلّمهم شرائع الإسلام ، وأمر الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أن يفقههم في الدين.
القرآن العظيم وإينان
شملته الآية ٢٩
من سورة الأحقاف : (وَإِذْ صَرَفْنا
إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ
__________________
فَلَمَّا
حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ
مُنْذِرِينَ.)
والآية ٣٠ من
نفس السورة : (قالُوا يا قَوْمَنا
إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ
يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ.)
والآية ١ من سورة
الجنّ : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ
أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً
عَجَباً.)
نبيّ الله أيّوب عليهالسلام
هو أيّوب ،
وقيل : يوباب بن موص بن رزاح ، وقيل : رازخ بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهالسلام.
وقيل : هو
أيّوب بن موص بن رعويل ، أو رعوايل بن العيص بن إسحاق عليهالسلام.
وقيل : هو
أيّوب بن آموص بن رازخ بن روم بن عيص بن إسحاق عليهالسلام ، وهناك أقوال أخر في اسمه واسم أبيه وأجداده.
أمّه بنت نبيّ
الله لوط عليهالسلام ، واختلف المؤرّخون في اسم زوجته ، فمنهم من سمّاها ليا
، وقيل : إلياء بنت يعقوب ، وقيل : هي رحمة بنت أفرائيم بن يوسف ، وقيل : هي رحيمة
بنت يوسف بن يعقوب ، وقيل : هي ما خير بنت منسي بن يوسف بن يعقوب.
__________________
كان أحد
الأنبياء الّذين أرسلهم الله إلى الناس لهدايتهم وإرشادهم إلى الخير والصلاح ،
وكان عربيّا ، وقيل : كان روميّا. عرف بالإيمان الراسخ بالله والصلاح والتّقى ،
ومنحه الله أعلى مراتب الصبر والثبات حتى ضرب المثل بصبره ، وله أياد بيضاء في
مجالات الأدب والدراما.
اختلف المؤرخون
في المرحلة الزمنيّة الّتي عاشها ، فمنهم من قال : إنه كان قبل موسى بن عمران عليهالسلام أو معاصرا له ، ومنهم من جعله معاصرا لنبيّ الله يعقوب عليهالسلام أو ابنه يوسف عليهالسلام ، ومنهم من جعله من المعاصرين لسليمان بن داود عليهالسلام ، وذهب البعض إلى القول بأنّه من معاصري أردشير ملك
بلاد فارس ، أو من معاصري نبوخذ نصر ، ومنهم من جعله في عداد أنبياء بني إسرائيل.
تضاربت آراء
العلماء والمؤرّخين في البلاد الّتي كان يستوطنها ، فمنهم من قال : إنه كان يتواجد
في أرض عوض في بلاد اليمن ، وقيل : كان من أهل عوض أو عوص في فلسطين ، وقيل : كان
من أهل نوى الواقعة بين دمشق وطبريّة ، وهناك من قال : إنّه كان يستوطن حوران ،
وهي من أعمال دمشق ، وبها مسجد يعرف بمسجد أيّوب ، وهناك عين ببلاد نوى والجولان
فيما بين دمشق وطبرية يقال : إنّه اغتسل منها.
كانت له أموال
طائلة وأولاد كثيرون ، فامتحنه الله وابتلاه ، فذهبت أمواله ومات أولاده ، وأصيب
بجملة من الأمراض الخبيثة حتى لم يبق فيه عضو سالم سوى قلبه ولسانه ، فتنفّر الناس
منه حتى أقربهم إليه.
استمرت تلك
الأمراض والآلام والمحن ملازمة له ٣ سنوات ، وقيل : ٧ سنوات ، وقيل : ١٨ سنة ،
وخلال تلك السنوات العصيبة كانت زوجته البارّة الوفيّة تقوم بتمريضه وخدمته وأمور
معاشه ، فكانت تخدم الناس في بيوتهم بالأجر ، وتشتري به طعاما ودواء له ، ولمّا
علم الناس بأمراض زوجها امتنعوا من استخدامها ؛ خوفا من سريان أمراضه إليهم ،
فاضطرت إلى بيع ضفيريتها لبنات الأشراف مقابل طعام لأيّوب عليهالسلام.
وفي فترة مرضه
ومحنه التي طالت أو قصرت كان أيّوب عليهالسلام يواجه تلك الأمراض
والآلام والمحن بالرضى والقبول والتسليم لمشيئة الله سبحانه وتعالى ، صابرا
محتسبا راضيا بقضاء الله وقدره ، ولم يسمع منه في تلك المدّة أيّ كلام يدل على
الجزع والفزع ، بل كان يلهج بشكر الله وحمده ، فجزاء لتحمّله المشاق وصبره على
البلايا وشكره لله منحه الباري منزلة النبوة ، وشافاه من علله وأسقامه ، ورفع عنه
المحن التي صبّت عليه. وبعد أن منّ الله عليه بالشفاء والصحة الكاملة ردّ عليه
هيبته وجماله وشبابه ، وأحيا له بقدرته الفائقة أهله الذين ماتوا على أثر البلاء
الذي أصابهم ، فأحياهم بأعيانهم وأشخاصهم ، وكانوا سبعة بنين وسبع بنات ، وكذلك
أعاد الله على زوجته شبابها وجمالها وصباها ؛ جزاء لخدمتها وإخلاصها لأيّوب عليهالسلام ، ومشاركتها له في محنه ومصائبه.
منحه الله عزوجل بالإضافة إلى النبوّة التّقى والاستقامة والصدق والبر ،
فلقّب بالصدّيق.
عاش أيّوب عليهالسلام بعد أن برئ من أسقامه ٧٠ سنة ، وكان في هذه المدّة يهدي
الناس إلى الله ، ويحذّرهم من المعاصي والموبقات ، وينذرهم من غضب الله في الدنيا
وعقابه في الآخرة.
ولم يزل حاملا
أعباء النبوّة حتى توفّي عن عمر ناهز ٩٣ سنة ، وقيل : ٢٠٠ سنة ، وقيل : ٢٢٦ سنة ،
بعد أن أوصى بوصاياه إلى ولده الّذي كان يدعى هومل ، ودفن على قلّة جبل جحاف
بالقرب من عدن في بلاد اليمن.
قام بأعباء
النبوّة من بعده أحد أولاده الّذي كان يدعى بشرا أو بشيرا.
كان له
حواريّون يعتمد عليهم ؛ لإيمانهم به وتصديقهم له ، وهم : اليفاز اليماني ، وبلاد
الشوحي ، والياهو ، وصوفر النعمانيّ.
في التوراة سفر
خاص من الأسفار القانونية يحتوي على ٤٢ بابا ينسب إليه.
القرآن المجيد وأيوب عليهالسلام
(وَأَوْحَيْنا إِلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَ...) النساء ١٦٣.
(وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ
داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ ...) الأنعام ٨٤.
(وَأَيُّوبَ إِذْ نادى
رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ ...) الأنبياء ٨٣.
(وَاذْكُرْ عَبْدَنا
أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ ...) ص ٤١.
(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ
هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ) ص ٤٢.
(وَوَهَبْنا لَهُ
أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا ...) ص ٤٣.
(إِنَّا وَجَدْناهُ
صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص ٤٤.
__________________
__________________
حرف الباء
باثار بن لقمان الحكيم
هو باثار ،
وقيل : باران ، وقيل : ثاران ، وقيل : ماثان ، وقيل : ناتان ، وقيل : أنصم ، وقيل
: أشكم ، وقيل : مشكم ، وقيل : سلام بن لقمان الحكيم ابن عنقاء ، وقيل : باعور بن
مريد ، وقيل : مربد ، وقيل : سدون بن صاوون.
ابن لقمان
الحكيم ، وكان في أوّل أمره كافرا ، فلم يزل أبوه يعظه ويرشده حتى أسلم وآمن بالله
وحده.
كانت أمّه
كافرة مشركة أيضا ، لكنها أسلمت وآمنت بالله بفضل مواعظ ونصائح زوجها لقمان عليهالسلام.
قال الإمام
الصادق عليهالسلام في حقّه : «وعظ لقمان ابنه باثار حتى تفطّر وانشقّ ،
وذلك لكثرة تأثير الحكمة فيه».
القرآن الكريم وباثار
(وَإِذْ قالَ لُقْمانُ
لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ ...) لقمان ١٣.
__________________
بحري بن عمرو
هو بحري ، وقيل
: بحر بن عمرو اليهوديّ من بني القينقاع. أحد علماء وأحبار اليهود المعاصرين للنبي
صلىاللهعليهوآله في بدء دعوته ، وكان من جملة الذين خاصموا النبيّ صلىاللهعليهوآله وعادوه وحسدوه وحرّضوا الناس عليه ، ووقفوا في وجهه
بأموالهم وأنفسهم.
القرآن العظيم وبحري بن عمرو
كان المترجم له
وجماعته يخالطون المسلمين وينصحونهم بقولهم : لا تنفقوا أموالكم في سبيل محمّد صلىاللهعليهوآله ، فانّا نخشى عليكم الفقر في ذهابها ، ولا تسارعوا في
النفقة فانّكم لا تدرون علام تكون ، فأنزل الله فيه وفي جماعته من اليهود الآية ٣٧
من سورة النساء : (الَّذِينَ
يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ
...) في أحد الأيّام جاء هو وجماعة من اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فأخذوا يناقشون النبي صلىاللهعليهوآله ويحاجّونه ، فأجابهم النبي صلىاللهعليهوآله بالدعوة إلى الله الواحد ، وحذّرهم غضبه ونقمته إن
أصرّوا على كفرهم وعنادهم ، فقالوا : أتخوّفنا يا محمّد صلىاللهعليهوآله! ونحن أبناء الله وأحبّاؤه ، فنزلت في المترجم له وصحبه
الآية ١٨ من سورة المائدة : (وَقالَتِ الْيَهُودُ
وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ....)
وجاء يوما إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله ومعه جماعة على شاكلته ، فقالوا : يا محمّد! أما تعلم
مع الله إلها غيره؟ فأجابهم النبيّ صلىاللهعليهوآله : الله لا إله إلّا هو ، بذلك بعثت وإلى ذلك أدعو ،
فنزلت فيهم الآية ١٩ من سورة الأنعام : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ
أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ
هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ ....)
__________________
بحيرا الراهب
هو جرجيس ،
وقيل : جرجس ، وقيل : سرجس ، وقيل : سرجيوس بن اسكندر ، وكان يلقب ببحيرا أو بحيرى
، فغلب لقبه على اسمه ، ومعنى بحيرا في اللغة السريانية : العالم المتبحّر.
كان من بني عبد
القيس النصارى ، ومن رهبانهم وعلمائهم ، ويقال : كان من أحبار اليهود بتيماء.
كان مؤمنا
موحدا يدعو الناس إلى الإيمان بالله ونبذ الأوثان وعبادتها ، وعرف بتضلّعه في علمي
النجوم والهيئة ، ويتّهمه المسيحيون بالسحر والشعوذة.
تشرّف بلقاء النبي
صلىاللهعليهوآله قبل بعثته وآمن به ، وذلك عند ما صحب النبي صلىاللهعليهوآله عمه أبا طالب عليهالسلام في سفرة إلى بلاد الشام ، وفي طريقهم إلى الشام نزلوا
بمدينة بصرى من بلاد الشام ، وكان المترجم له يستوطنها ، وبها دير يتعبّد فيه ،
فصادف النبيّ صلىاللهعليهوآله وعمه فيها ، وقيل : صادفهم بقرية الكفر والتي تبعد عن
بصرى ستة أميال ، وكانت تدعى : دير بحيرا ، فلما التقى بالنبيّ صلىاللهعليهوآله وعمّه ومن معهما رحّب بهم ودعاهم إلى وليمة صنعها لهم.
وفي أثناء
الطعام أخذ بحيرا يحدّق النظر بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ويراقبه مراقبة دقيقة ، ويدقّق النظر في مواضع من جسمه
، فرأى فيه مشخّصات تميّزه عن سائر الناس ، فلاحظ غمامة تظله من بين جماعته ، ورأى
شجرة استظل النبي صلىاللهعليهوآله وجماعته بها ، وإذا بالشجرة قد هصرت أغصانها حتى يستظلّ
بها النبيّ صلىاللهعليهوآله.
فلما فرغوا من
الطعام وتفرّقوا أخذ يسأل النبيّ صلىاللهعليهوآله بعض الأسئلة ، فوجدها موافقة لما عنده من المواصفات حول
النبي الذي يبعث بعد عيسى بن مريم عليهالسلام وتختتم به النبوّات ، ثم جلب نظره خاتم النبوة بين كتفي
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فوجّه السؤال إلى أبي طالب عليهالسلام قائلا : ما قرابة هذا الغلام منك؟ قال عليهالسلام : ابني ، قال بحيرا : ما ينبغي أن يكون أبوه على قيد
الحياة ، قال عليهالسلام : فإنّه ابن أخي ، مات أبوه وأمّه حامل به ،
قال بحيرا : صدقت ، ارجع به إلى بلدك واحذر عليه من اليهود ، فو الله ؛ لئن
رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرّا ، فإنّه كائن له شأن عظيم. فسأله أبو طالب عليهالسلام : ولم ذلك؟ قال : إنّ الله كتب لابن أخيك هذا النبوة
والرسالة ، ويأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى بن عمران عليهالسلام وعيسى بن مريم عليهالسلام ، فقال أبو طالب عليهالسلام : لم يكن الله ليضيّعه ، ثم خرج به أبو طالب عليهالسلام حتى قدم به إلى مكّة ، وكان عمر النبي صلىاللهعليهوآله يومئذ ٩ سنين ، وقيل : ١٢ سنة ، وقيل : ١٣ سنة.
يقال : إنّ
الصحابي الجليل سلمان الفارسي (ره) تتلمذ وتعلّم عليه.
ينسب الى بحيرا
كتاب «الأنبار».
وهناك قول بأنه
كان يسكن قرية منفعة بالبلقاء وراء زيرا.
القرآن المجيد وبحيرا
شملته الآية
١٢١ من سورة البقرة : (الَّذِينَ
آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ
....)
والآية ٢٠٨ من
نفس السورة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ
الشَّيْطانِ ....)
بعد واقعة خيبر
جاء جعفر بن أبي طالب وأصحابه إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكانوا سبعين رجلا ، منهم اثنان وستون من الحبشة
وثمانية من أهل الشام بينهم المترجم له ، فقرأ عليهم النبي صلىاللهعليهوآله سورة يس بتمامها ، فلما سمعوا السورة بكوا ثم آمنوا ،
وقالوا : ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى بن مريم عليهالسلام ، فنزلت فيهم الآية ٨٢ من سورة المائدة : (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً
لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ
قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ.)
__________________
برثولماوس
هو برثولماوس ،
وقيل : برتلماوس ، وقيل : أبر ثلما ، وقيل : برتلوما ، وقيل : برتولوماوس ، وقيل :
برثلي ، وقيل : بارتلمي.
أحد حواريّ
السيّد المسيح عليهالسلام الاثني عشر ، ومن جملة رسله وتلاميذه المقرّبين إليه ،
ويعتبره المسيحيّون من قدّيسيهم.
كان من أهل
الجليل بفلسطين ، ومن أبرز المبشّرين للوحدانيّة وشريعة عيسى بن مريم عليهالسلام.
أنيطت إليه
الدعوة والتبشير للمسيحيّة في أراضي العرب والحجاز والهند والحبشة وفارس
والواحدانية وبلاد البربر.
بعد أن قضى مدة
طويلة في الهند من أجل مهمّته التبشيريّة تمكّن من استمالة
__________________
الكثيرين إلى المسيحية ، ثم انتقل إلى بلاد فارس عن طريق بحر عمان لنفس
المهمة ، فاستطاع ترويج المسيحيّة في أكثر أرجائها ، ومن ثم دخل بلاد أرمينية ،
وتقرّب من ملكها پل مبوس ، وأقنعه على اعتناق المسيحيّة ، ولم يزل يروّج للمسيحيّة
حتى نشب عداء بينه وبين أخ الملك انتهى بسلخ جلد رأسه وهو حيّ في منطقة ارضروم ،
ثم صلبوه بها ، وقيل : في البانوبوليس سنة ٧١ ميلادية.
ينسب إليه
إنجيل يعرف بإنجيل القديس برثلماوس ، وقسم من المسيحيين لا يعترفون بذلك الإنجيل ،
ويعتبرونه من الأناجيل غير القانونية. وتنسب إليه مجموعة من الكتابات والوثائق.
الكنيسة
الغربية تعيّد له في كلّ سنة في اليوم الرابع والعشرين من شهر آب ، وأما الكنيسة
الشرقية فتعيّد له في الحادي عشر من حزيران في كلّ سنة.
القرآن المجيد وبرثولماوس
شملته الآية ٥٢
من سورة آل عمران : (فَلَمَّا أَحَسَّ
عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ
نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ.)
والآية ٥٣ من
نفس السورة : (رَبَّنا آمَنَّا بِما
أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.)
والآية ١١١ من
سورة المائدة : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ
بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ.)
والآية ١٤ من
سورة الصفّ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ
مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ....)
__________________
برصيصا
عابد وراهب من
بني إسرائيل.
عبد الله ستّين
سنة ، وقيل : سبعين سنة ، وأصبح مستجاب الدعوة ، فكان يؤتى إليه بالمجانين والمرضى
فيداويهم بأدعيته وأذكاره فيبرءون.
ساءت عاقبته
وزنى بامرأة وأعدم.
القرآن المجيد وبرصيصا
في أحد الأيّام
جاءوا إليه بامرأة من بيت شرف ورفعة وكان لها أربعة إخوة وقد جنّت ، فطلبوا منه
معالجتها ، فأبقاها عنده ، وبعد مدّة وسوس له الشيطان وأغواه ، فزيّنها له ورغّبها
إليه حتّى زنى بها ، فلمّا حملت خاف من الفضيحة فقتلها ودفنها ، فجاء الشيطان إلى
أخوتها وأخبرهم بما فعله الراهب مع أختهم ، فذهبوا إلى ملكهم وأخبروه بفعل الراهب
، فأمر الملك بإحضار الراهب ، فلمّا أحضروه استنطقه فاعترف بجنايته ، فأمر الملك
بصلبه ، فرفعوه على خشبة الإعدام ، فجاءه الشيطان وقال له : أنا الذي ألقيتك في
هذه المهلكة ، فهل تطيعني فيما أنصحك فيه لأنقذك ممّا أنت فيه؟ ثمّ طلب منه السجود
فقال الراهب : كيف أسجد لك وأنا على خشبة الإعدام؟ فقال الشيطان : أكتفي منك
بالإيماء ، فأومأ الراهب له بالسجود ، وبذلك كفر بالله سبحانه وسجد لغيره ، ثمّ
أعدموه فمات ، فنزلت فيه الآية ١٦ من سورة الحشر : (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ
إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ ....)
ويقال : إنّ
المرأة كانت ترعى الغنم ، وكانت لحسن ظنّها في المترجم تأوي في الليالي
__________________
إلى صومعته إلى آخر القصّة.
برنابا
هو برنابا ،
وقيل : برنابة ، وهي كلمة سريانية تعني ابن النبوّة أو ابن الإنذار.
لقب للقدّيس
المسيحي يوسف ، وقيل : جوسي ، وقيل : جوزف اللّاوي ، ابن عم ماركوس الحواري.
أحد حواريّ
ورسل السيّد المسيح عليهالسلام ، ومن مشاهير المبشّرين والمبلّغين للمسيحيّة.
كان في أول
أمره يهوديّا ومن أبوين يهوديّين ، فترك اليهوديّة واعتنق النصرانيّة ، وصار من
جملة حواري المسيح عليهالسلام.
صحب القدّيس
بولس إلى اليونان ، وقيل : إلى قبرص وآسيا الصغرى لتبشير المسيحيّة ، وصحب القدّيس
مرقس وشدّ أزره في التبليغ والتبشير ، ويقال : إنّ مرقس كان من جملة تلامذته بعثه
السيّد المسيح عليهالسلام إلى أنطاكية كرسول من قبله ، فقام برعاية كنيستها ،
وبذل أموالا طائلة في سبيل رقيّ وتقدم تلك الكنيسة.
ترأّس أوّل
بعثة تبشيريّة ذهبت من أنطاكية إلى أورشليم ، ثم عيّن أوّل أسقف لمدينة ميلان.
__________________
ولم يزل يبشّر
ويدعو للمسيحيّة حتى قتل في قبرص سنة ٦٣ ميلادية بعد أن حاول التبشير في مجمع
سلاميس ، رجموه حتى مات ، فدفنه القدّيس مرقس في مغارة هناك.
ينسب إليه
إنجيل يدعى : إنجيل برنابا ، يحتوي على ٢١ فصلا ، ويشتمل على مواضيع غير موجودة في
بقية الأناجيل ، كبشارة السيّد المسيح عليهالسلام بظهور الدين الإسلامي على يد النبي محمّد صلىاللهعليهوآله ، والمسيحيّون لا يعترفون بإنجيله ، ويقولون : إنّه غير
قانوني ، وإنّ واضعه رجل مسلم غير برنابا.
طبع ذلك
الإنجيل باللّغتين اليونانيّة واللّاتينيّة ، وترجم إلى أكثر اللغات الحيّة.
يحتفل
المسيحيون بذكراه في اليوم الحادي عشر من شهر حزيران من كلّ سنة.
القرآن الكريم وبرنابا
شملته الآية ٥٢
من سورة آل عمران : (فَلَمَّا أَحَسَّ
عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ
نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ....)
والآية ٥٣ من
نفس السورة : (رَبَّنا آمَنَّا بِما
أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.)
والآية ١١١ من
سورة المائدة : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا
مُسْلِمُونَ.)
والآية ١٤ من
سورة الصفّ : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ
أَنْصارُ اللهِ ....)
__________________
بطرس الصيّاد
هو سمعان ،
وقيل : شمعون ، وقيل : شمعان ، وقيل : فطرس بن يونا ، وقيل : بونا ، وقيل : حمون ،
وقيل : خونيا ، وقيل : يوحنا ، وقيل : يونس من بني هارون ، المعروف ببطرس الصيّاد
، والملقّب بالكنعاني والغيور والقانوني والصفا أو الصفار ، سمّاه السيّد المسيح عليهالسلام كيفا.
رأس حواريّ
عيسى بن مريم عليهالسلام الاثني عشر ، وأفضل وأبرز تلاميذه ورسله وأوصيائه
ووزرائه ، ويعتبره المسيحيّون من قدّيسيهم وأوّل رئيس على كنائسهم.
هو أخ الحواريّ
أندرياس ، وابن خال السيّد المسيح عليهالسلام ، وابن عمّة مريم بنت عمران أمّ عيسى عليهماالسلام.
ولد في بيت
صيدا في الجليل بفلسطين ، ولما شبّ تتلمذ على يوحنا المعمدان ، وكان يعتاش على صيد
الأسماك من بحيرة طبريّة ، فالتقى بالسيّد المسيح عليهالسلام ، فدعاه إليه وسمّاه كيفا ، ومعناه الصخرة. تولّى السيد
المسيح عليهالسلام تعليمه وتثقيفه ، فتعلّق به حتى أصبح أشدّ أصحابه
إيمانا به وحبّا له ، فكان أحد الثلاثة الّذين اختارهم السيد المسيح عليهالسلام ليشاهدوا تجليله على جبل طابور.
عيّنه السيّد
المسيح عليهالسلام رئيسا لرسله ، فانتقل إلى كفر ناحوم ، وترأّس فرقة
لتبشير المسيحيّة في أورشليم والجليل.
بنى كثيرا من
الكنائس بفلسطين والكور المجاورة لها.
بعد أن رفع
السيّد المسيح عليهالسلام إلى السماء استتر المترجم له وأتباعه في إحدى الجزر
خوفا من كيد اليهود ، ففجّر الله تعالى لهم فيها عيونا وأوجد لهم فيها الثمرات ،
وبعد مدّة انتقل إلى روما ، وبها واصل الدعوة والتبشير للمسيحيّة ، ولم يزل.
ألقي القبض
عليه في عهد الإمبراطور قلوديوس وسجنوه في روما ، وبعد مدّة تمكّن من الفرار إلى مدينة
أنطاكية ، وبها زاول مهمّته التبشيريّة ، وبعد أن بلغ من العمر ٧٧ عاما ألقي القبض
عليه في عهد نيرون. وقيل : في عهد الإمبراطور فروا ، ثم صلبوه
مكبوبا ، وقيل : منكوسا ـ بناء على طلبه ـ في روما سنة ٦٧ ميلاديّة ، وقيل
: سنة ٦٨ ميلادية ، وقيل : سنة ٧٧ ميلادية ، وبقي مصلوبا ١٤ سنة ، ثم دفن في روما.
تعتقد الكنيسة
الكاتوليكيّة الرومانيّة بأنّ نصف جسده مدفون في كنيسة خارج أسوار الفاتيكان ،
والنصف الآخر مدفون في كنيسة الفاتيكان ، في ضريح يقدّسه المسيحيّون ويزورونه من
جميع الأقطار ، ويقال : إنّ رأسه قد حفظ تحت المذبح الكبير في كنيسة القدّيس يوحنا
اللاتراني.
كتب إنجيلا
بالرومية ونسبه إلى تلميذه مرقس ، وله رسالتان قانونيتان باللغة اليونانية ، كتبت
الأولى بين سنتي ٤٥ و ٥٥ ميلادية ، والثانية كتبت قبل موته بمدّة قصيرة ، وينسب
إليه كتاب «رؤيا بطرس» وكتاب «وعظ بطرس» وله كتابات عن العهد القديم.
يعيّد
المسيحيّون له في اليوم التاسع والعشرين من حزيران في كل سنة.
ومن الجدير
بالذّكر أنّ أمّ سيّدنا ومولانا الإمام المهدي المنتظر عليهالسلام ينتهي نسبها إلى المترجم له.
القرآن العظيم وبطرس الصيّاد
شملته الآية ٥٢
من سورة آل عمران : (فَلَمَّا أَحَسَّ
عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ
نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ....)
والآية ٥٣ من
نفس السورة : (رَبَّنا آمَنَّا بِما
أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.)
والآية ١١١ من
سورة المائدة : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ
بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ.)
والآية ١٣ من
سورة يس : (وَاضْرِبْ لَهُمْ
مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ.)
والآية ١٤ من
نفس السورة : (إِذْ أَرْسَلْنا
إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا
إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ.)
والآية ١٤ من
سورة الصفّ : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ
لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ
أَنْصارُ اللهِ ....)
بعل
أحد الأصنام
التي كانت تعبد في غابر الأزمنة ، وكان من الذهب ، وطوله عشرون ذراعا ، وله أربعة
أوجه ، ويخدمه أربعمائة سادن.
__________________
كان أهل بك في
بلاد الشام يعبدونه من دون الله ، فسمّيت مدينتهم باسمه ، وهي بعلبك.
كانت الأقوام
القديمة كالفينيقيّين والكنعانيّين يعتبرونه إلها للشمس ، فكانوا يعبدونه ، ثم
اتخذه الإسرائيليّون معبودا لهم في أيام النبيّ إلياس عليهالسلام ، وجاء ذكره في التوراة تحت اسم فغور ، ومسطور فيه أنّ
الإسرائيليّين كانوا يعبدونه حتى عهد صموئيل ، ثم تركوا عبادته حتى عهد سليمان بن
داود عليهالسلام فعادوا لعبادته.
وفي عهد إلياس
النبيّ عليهالسلام كثر عبّاده في إسرائيل ، فكان إبليس يدخل في جوفه
ويتكلّم بشريعة الضلالة ، وكان سدنته يحفظونها ويعلّمونها الناس.
بنى له
الإسرائيليّون معابد وصوامع لعبادته من دون الله ، وكانوا يوقدون له النيران في
الأماكن المرتفعة ، ويذبحون له القرابين تقرّبا إليه.
القرآن العظيم وبعل
ذكرته الآية
١٢٥ من سورة الصافّات : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً
وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ.)
__________________
بلال الحبشي
هو أبو عبد
الرحمن ، وقيل : أبو عمرو ، وقيل : أبو عبد الكريم بلال بن رباح الحبشي ، التيمي
بالولاء ، أمّه حمامة.
أحد صحابة
النبي صلىاللهعليهوآله الأجلّاء ، ومن السابقين إلى الإسلام ، محدّث صادق ،
فصيح اللسان.
كان أبوه من
سبي الحبشة ، ولد هو في مكّة ، ولما بزغ نور الإسلام أسلم وصحب النبي صلىاللهعليهوآله وصار خادمه وخازنه ومؤذنه ، فكان أوّل من أذّن في
الإسلام.
كان مولى
لأميّة بن خلف ، فلما أسلم بلال أخذ أميّة يعذّبه أشدّ العذاب ليرتدّ عن الإسلام
ويقول له : ربّك اللّات والعزّى ، فكان بلال يجيبه قائلا : أحد أحد. اشتراه أبو
بكر بن أبي قحافة ثم أعتقه.
ولإسلامه كان
أبو جهل يبطحه على وجه الأرض تحت حرارة الشمس ، ويضع الرحاء عليه حتى تصهره الشمس
، فيقول له : اكفر برب محمّد صلىاللهعليهوآله ، فيقول بلال : أحد أحد.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله بدرا وأحدا وبقيّة المشاهد.
عند ما هاجر
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين أبي عبيدة بن الحارث ، ولم يزل يؤذّن للنبي صلىاللهعليهوآله
__________________
في سفره وحضره ، فلما قبض النبي صلىاللهعليهوآله لزم بيته ولم يؤذّن لأحد من الخلفاء ، ثم خرج إلى الشام
، ولم يزل بها حتى توفّي بدمشق بمرض الطاعون سنة ٢٠ ه ، وقيل : سنة ٢١ ه ؛ وقيل
: سنة ١٧ ه ، وقيل : سنة ١٨ ه ؛ وقيل : توفّي بحلب أو في داريا ، وقبره في دمشق
يزار ، وكان عمره يوم توفّي بضعا وستين سنة ، وكان من الذين شهد لهم النبي صلىاللهعليهوآله بالجنّة.
قبل وفاته جاء
إلى المدينة ، فأتى قبر النبي صلىاللهعليهوآله وجعل يبكي ويتمرّغ عليه ، فأقبل الحسنان عليهماالسلام ، فجعل يقبّلهما ويضمّهما إلى صدره ، فقالا له : نحبّ
أن تؤذّن ، فعلا سطح المسجد النبوي وأذّن ، فلما سمع الناس صوته ضجّوا بالبكاء
والنحيب ، وتذكّروا أيّام النبي صلىاللهعليهوآله.
كان شديد
الموالاة لأهل بيت النبوّة ، معظّما للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ممتنعا عن بيعة أبي بكر ومنحرفا عنه.
في أحد الأيام
أخذ عمر بن الخطاب بتلابيبه عند ما امتنع عن مبايعة أبي بكر ، وقال له : يا بلال!
هذا جزاء أبي بكر منك أن اعتقك ، فلا تبايعه ، فقال بلال : إن كان أبو بكر أعتقني
لله فليدعني لله ، وإن كان أعتقني لغير ذلك فها أنا ذا ، وأمّا بيعته فما كنت
أبايع أحدا لم يستخلفه رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ في أعناقنا ـ إلى يوم القيامة ، فقال له عمر : لا أبا
لك ، لا تقم معنا ، فارتحل إلى بلاد الشام.
له شعر منه :
ألا ليت شعري
هل أبيتنّ ليلة
|
|
بواد وحولي
إذخر وجليل
|
وهل أردن
يوما مياه مجنّة
|
|
وهل يبدون لي
شامة وطفيل
|
القرآن المجيد وبلال
شملته الآية
٢٠٧ من سورة البقرة : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ.)
والآية ٥١ من
سورة الأنعام : (وَأَنْذِرْ بِهِ
الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ
مِنْ
دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ....)
كان فريق من
المسلمين الأوائل ، كالمترجم له وأمثاله يسبقون الناس إلى مجلس النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فيجيء الأشراف والسادات من قريش وغيرهم إلى مجلس
النبي صلىاللهعليهوآله ، وقد جلس المسلمون المستضعفون أمثال بلال عند النبي صلىاللهعليهوآله ، فكان الأشراف يجلسون ناحية من المجلس ، وكانوا يقولون
للنبي صلىاللهعليهوآله : نحن سادة قومك وأشرافهم ، فلو أدنيتنا منك ونحّيت
بلالا وأمثاله عن مجلسك لكان ذلك أحسن وأجمل ، فنزلت الآية ٥٢ من نفس السورة في
المترجم له وأشباهه من المؤمنين : (وَلا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما
عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ....)
وفي أحد الأيام
دخل بعض رؤساء المشركين على النبي صلىاللهعليهوآله فوجدوا عنده جماعة من المسلمين بينهم المترجم له ،
فقالوا للنبي صلىاللهعليهوآله : لو أبعدت هؤلاء وطردتهم لآمنّا بك واتبعناك ، فنزلت
الآية ٥٣ من نفس السورة : (وَكَذلِكَ فَتَنَّا
بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ
اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ.)
وشملته الآية
٤١ من سورة النحل : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا
فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ....)
ونزلت فيه وفي
أمثاله من المسلمين الّذين عذّبوا على يد المشركين الآية ١٠٦ من السورة السابقة : (مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ
إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ....)
وشملته الآية
١١٠ من نفس السورة : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ
لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا ....)
والآية ٢٨ من
سورة الكهف : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ....)
والآية ١٠٩ من
سورة المؤمنون : (إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ
مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ
خَيْرُ الرَّاحِمِينَ.)
ولمّا فتح
النبي صلىاللهعليهوآله مكّة سنة ٨ ه أمر بلالا بأن يؤذّن على ظهر الكعبة ،
فصعد وأذّن ، فقال المشركون والمنافقون أقاويل كثيرة ، فمنهم من قال : الحمد لله
الّذي قبض أبي حتى لا يرى هذا اليوم ، وقال آخر : أما وجد محمّد صلىاللهعليهوآله غير هذا الغراب الأسود مؤذنا ، وقال آخرون : يا عباد
الله! هذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة ، وغير ذلك من كلمات
التعيير لبلال ، فنزلت الآية ١٣ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ
لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ....)
__________________
__________________
بلعم بن باعورا
هو بلعم ، وقيل
: بلعام ، وقيل : باعم بن ناعورا ، وقيل : باعر ، وقيل : باعور بن سنور ، وقيل :
سموم ، وقيل : رسيوم بن وسيم ، وقيل : يرسيم بن ناب ، وقيل : موآيي ، وقيل : ماب
ابن نبيّ الله لوط بن هاران ، ويقال : كان ابن أخ نبيّ الله شعيب عليهالسلام.
من علماء
وأحبار بني إسرائيل المعاصرين لموسى بن عمران الكليم عليهالسلام ، وكان في أوّل أمره معروفا بالإيمان والصلاح والزهد ، ثم
أغواه الشيطان فكفر وساءت عاقبته.
يدّعي اليهود
أنّه نبيّ من أنبيائهم ، وكان يسكن في إحدى قرى البلقاء من أعمال دمشق ببلاد الشام
، وقيل : كان يستوطن بيت المقدس.
كان مقرّبا إلى
فرعون وقته ، وكان عارفا باسم الله الأعظم ، فكان يدعو به فيستجاب له ، فطلب منه
فرعون أن يدعو على موسى عليهالسلام ، فكان كلّما دعا عليه ينقلب على نفسه ، ولم تستجب
دعواته ، فأشار على فرعون ، وقيل : على بالق ـ ملك البلقاء ـ بأن يدسّ النساء بين
عساكر وصفوف بني إسرائيل ليفسدوهم ، وبالتّالي يضعف موسى عليهالسلام أمام فرعون ، فغضب موسى عليهالسلام من تلك المكيدة ، فدعا عليه وعلى أشياعه ، فأذن الله
لموسى بأن ينتقم من أهل مدين ، فوجّه موسى عليهالسلام جيشا إليهم فأهلكهم بأجمعهم ومن بينهم المترجم له.
القرآن العظيم وبلعم
لما عزم فرعون
على طلب موسى عليهالسلام وأصحابه بالقرب من أريحا ، قال للمترجم له : ادع على
موسى عليهالسلام ليحبسه الله ، فركب بلعم حمارته وذهب في طلب موسى عليهالسلام ، فامتنعت حمارته عليه ، فأقبل يضربها فأنطقها الله عزوجل فقالت : ويلك! علام تضربني! أتريد أن أجيء معك لتدعو
على موسى عليهالسلام نبي الله وقوم مؤمنين ، فلم يزل يضربها حتّى نفقت ،
فانسلخ الاسم الأعظم من لسانه ، فنزلت فيه الآية ١٧٥ من سورة
الأعراف : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ
نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ
فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ.)
وقيل : نزلت
فيه أو في أميّة بن أبي الصلت الآية ١٧٦ من نفس السورة : (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها
وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ
الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ
الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا ....)
__________________
بلقيس ملكة سبا
هي بلقيس ،
وقيل : يلقمة ، وقيل : بلقمة ، وقيل : بلقس ، وقيل : تلمص بنت الهدهاد بن شرحبيل
الحميريّة ، وقيل : هي بلقيس بنت شراحيل بن أبي سرح بن الحارث بن قيس بن صيفي بن
سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وقيل : هي بلقيس بنت ذي شرح ، وقيل : اليشرح بن ذي
جدن بن أبلي ، وهناك أقوال أخر في اسمها واسم أبيها وأجدادها.
أمّها جنّية من
بنات ملوك الجن ، اسمها فارعة ، وقيل : بلتقة ، وقيل : ريحانة ، وقيل : ركانة بنت
السكن ، وقيل : رواحة بنت السكر ، وقيل : بنت عمرو بن عمير الجني.
هي ملكة سبإ من
الحميريّين في اليمن ، ساميّة الأصل واللغة ، عرفت بجلالة القدر ورجاحة العقل
وإصابة الرأي ، وكانت تحبّ البناء والعمران والحضارة ، وكان يضرب المثل في جمالها
ومجدها وسلطانها.
ولدت في مأرب
التي تبعد عن صنعاء ثلاثة أميال ، وبعد وفاة أبيها تولّت الملك بسبإ ، واتّخذتها
عاصمة لمملكتها.
وبعد أن تسلّمت
زمام الأمور وجلست على عرش الحكم أنف قومها من أن تحكمهم امرأة ، فتمردوا عليها ،
واستنجدوا بعمرو بن أبرهة المعروف بذي الأذعار ، فلبّى طلبهم وهاجمها بجيش كثيف ،
فهربت منه ، فألقي القبض عليها ، وأدخلوها عليه ، فأجلسها على مائدة الخمر
لينادمها كما كان ينادم بنات الملوك ويفعل بهن ، فلما سكروا أخذت الخمرة منه
مأخذها استخرجت سكينة كانت قد خبّأتها في شعر رأسها فذبحته ، ثم أعلنت نفسها ملكة
على سبإ.
وبعد أن قضت
على مناوئيها واستقرّ لها الحكم قادت جيوشا جرّارة وتوجهت إلى
__________________
مكّة واحتلّتها ، ثم غزت أرض بابل وبلاد نهاوند وآذربيجان واستولت عليها ،
وبعد أن تمّ لها النصر في غزواتها عادت إلى اليمن.
وبعد أن صفا
لها الجو قامت بأعمال ومشاريع عمرانية ، كترميم سدّ مأرب ، وشيّدت قصرا فخما بمأرب
سمته «قصر بلقيس» وأقامت الصرح العظيم المنسوب إليها ، وكان سريرا من ذهب مكلّلا
بالجواهر والأحجار الكريمة.
شكّلت مجلسا
استشاريا يتكون من ٣١٢ رجلا ، وكلّ رجل منهم يشرف على عشرة آلاف رجل.
عرفت بالعفّة
والنجابة ، وظلّت عذراء حتى تزوجت سليمان بن داود عليهالسلام وغيره ، وكان لها حرس من الرجال وبطانة وخادمات من
النساء.
كانت هي وقومها
يعبدون الشمس من دون الله ، فلما سمع سليمان عليهالسلام بخبرها أرسل إليها كتابا مع الهدهد يدعوها إلى الإيمان
بالله وتوحيده ، ويخبرها بأنّه نبيّ مرسل من قبل الله تعالى إلى الناس.
فلما وصلها
كتاب سليمان عليهالسلام قرأته فآمنت به وأذعنت للأمر الواقع ، وأرسلت إليه
هدايا كثيرة.
وبعد مدة توجهت
إلى فلسطين بصحبة حشود كثيرة من أشراف قومها وساداتهم ورؤسائهم وقادة الجيوش ،
وقبل وصولها إلى بلاط سليمان عليهالسلام جمعت الحشود التي معها وخطبت فيهم قائلة : إنّ الله
ابتلاكم بهذا النبي سليمان عليهالسلام ، فإن آمنتم بالله وبشريعة هذا النبي زادكم الله نعمة ،
وإن كفرتم بالله وبنبيّه سلبكم النعم ، وسلّط عليكم صنوف النقم ، فأجابوها وقالوا
: الأمر إليك. ثم دخلت هي وقومها على سليمان عليهالسلام بأورشليم ، فآمنت به ودخل قومها في شريعته وصدّقوه.
ولم تلبث طويلا
حتى تزوّجها سليمان عليهالسلام وهي عذراء باكرة ، وكان مهرها مدينة بعلبك ، ثم ردّها
إلى مملكتها في اليمن ، وبنى لها ثلاثة قصور بصنعاء وسمّاها : غمدان وسلحين وبينون.
كان سليمان عليهالسلام يحبّها حبّا شديدا ، فكان يزورها كل شهر مرّة ، فيقيم
عندها ثلاثة
أيام ثم يرجع إلى أورشليم.
وبعد أن عاشت
معه سبع سنين وعدّة أشهر توفيت في الشام ، فدفنها بمدينة تدمر ، وانتقل الملك من
بعدها في اليمن إلى ياسر بن عمرو بن يعفر.
القرآن الكريم وبلقيس
أمّا الآيات
التي نزلت فيها فهي :
النمل ٢٩ (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ
كَرِيمٌ.)
النمل ٣٠ (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.)
النمل ٣١ (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي
مُسْلِمِينَ.)
النمل ٣٢ (قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ
أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ)
النمل ٣٣ (قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ
وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ.)
النمل ٣٤ (قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا
قَرْيَةً أَفْسَدُوها ....)
النمل ٣٥ (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ
بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ.)
النمل ٤١ (قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي
أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ.)
النمل ٤٢ (فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ
قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ....)
النمل ٤٣ (وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ
دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ.)
النمل ٤٤ (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ
فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ
صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.)
__________________
__________________
بنيامين بن يعقوب
هو بنيامين ،
وقيل : ابن يامين ، وقيل : ابن ياميل بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن عليهالسلام من سلالة سام بن نوح عليهالسلام ، وأمّه راحيل بنت لبان بن بتويل ، وهي ابنة خال نبي
الله يعقوب عليهالسلام.
أحد أولاد نبي
الله يعقوب عليهالسلام الاثني عشر ، وأخو نبي الله يوسف الصدّيق عليهالسلام لأمّه وأبيه.
ماتت أمّه في
أيام نفاسها به ، وكان أبوه يحبّه حبّا جمّا ، كحبّه لأخيه يوسف عليهالسلام.
له دور مهمّ في
قصة يوسف عليهالسلام ، والتي سنذكرها مفصّلة في ترجمة حياة يوسف عليهالسلام.
ينسب إليه «سفر
بنيامين».
القرآن المجيد وبنيامين
أشار الذكر
الحكيم إلى المترجم له ضمن آيات منها :
الآية ٨ من
سورة يوسف : (إِذْ قالُوا
لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا ....)
ولما دخل إخوة
يوسف عليهالسلام عليه ، وهو الآمر الناهي للبلاد المصرية ، فعرفهم
__________________
يوسف عليهالسلام وهم لا يعرفونه ، ولم يكن بنيامين معهم ، فقال عليهالسلام لهم : ما شأنكم في مصر؟ قالوا : نحن من بلاد الشام ،
جئنا إلى مصر لنشتري الطعام ، فقال لهم يوسف عليهالسلام : كذبتم بل أنتم جئتم كعيون علينا فأصدقوني خبركم؟
قالوا : نحن عشرة أولاد لرجل صدّيق ، كنّا اثني عشر وكان من بيننا أخ خرج إلى
البرية فهلك ، وكان أحبّنا إلى أبينا ، فسكن أبونا إلى أخ لنا أصغر منه ، وهو الآن
عند أبينا ، فقال يوسف عليهالسلام : ائتوني به ، وقد صرحت بذلك الآية ٦٠ من سورة يوسف : (فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا
كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ.)
وطلب منهم يوسف
عليهالسلام أن يجعلوا أحدهم عنده رهينة ، فتركوا عنده أخاهم شمعون
، ثم رجعوا إلى الشام وقصّوا على أبيهم ما طلب منهم يوسف عليهالسلام ، فأجابهم يعقوب عليهالسلام كما تذكر الآية ٦٤ من نفس السورة : (قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا
كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ ....)
ثم وردت الآية
٦٥ من نفس السورة لكي تذكر جانبا آخر من قصة يوسف عليهالسلام وإخوته فقالت : (هذِهِ بِضاعَتُنا
رُدَّتْ إِلَيْنا وَنَمِيرُ أَهْلَنا وَنَحْفَظُ أَخانا ....)
ولما ألحّ إخوة
يوسف عليهالسلام على أبيهم بأن يرسل بنيامين إلى مصر ، فأجابهم كما صرحت
به الآية ٦٦ من نفس السورة : (قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ
مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ ....)
وبعد اللّتيّا
والّتي أقنعوا أباهم بأن يبعث معهم بنيامين إلى مصر ، فلما أدخلوه على يوسف عليهالسلام ، صرّحت الآية ٦٩ من نفس السورة : (وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى
إِلَيْهِ أَخاهُ.)
ثم عرّف يوسف عليهالسلام نفسه لبنيامين ، فتعانقا طويلا ، ثم قال لأخيه : لا
تبتئس بما فعلوه بنا فيما مضى ، فإنّ الله قد أحسن إلينا.
ولأجل أن يبقيه
عنده أمر بوضع السقاية في متاعه ؛ لكي يوهم إخوته بأنّه سرق السقاية ، فيجب أن
يحاكم ويحاسب على فعلته ولن يرجع معهم ، فأشارت الآية ٧٠ من نفس السورة إلى ذلك
بقولها : (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ
بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ....)
ووردت الآية ٧٨
من نفس السورة تعبّر عن محاولة إخوة يوسف عليهالسلام إطلاق سراح أخيهم : (إِنَّ لَهُ أَباً
شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ ....)
فقال لهم يوسف عليهالسلام كما ذكرت الآية ٨١ من السورة نفسها : (ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يا
أَبانا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ ....)
فلما رجعوا إلى
أبيهم أعلموه بخبر بنيامين ، فقال يعقوب عليهالسلام كما ذكرته الآية ٨٩ من نفس السورة : (قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ
بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ ....)
وأخيرا عرّف
يوسف عليهالسلام نفسه لإخوته ، وطلب منهم بأن يأتوه بأبيه إلى مصر ،
فجاءوا به والتأم شملهم.
__________________
بهلول النبّاش
هو بهلول بن
ذؤيب النبّاش.
القرآن العظيم وبهلول
نزلت فيه الآية
١٣٥ من سورة آل عمران : (وَالَّذِينَ إِذا
فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ ....) وسببها هو في أحد الأيام دخل معاذ بن جبل على النبي صلىاللهعليهوآله وقال : يا رسول الله! إنّ بالباب شابّا طري الجسد نقيّ
اللون حسن الصورة يبكي بكاء الثكلى يريد الدخول عليك ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : أدخله ، فأدخله معاذ ، فسلّم الشاب على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فردّ عليهالسلام وقال صلىاللهعليهوآله : ما يبكيك؟ فقال بهلول : وكيف لا أبكي وقد ارتكبت
ذنوبا إن أخذني الله عزوجل ببعضها أدخلني نار جهنم ، ولا أراني إلّا سيأخذني بها ،
ولا يغفر لي أبدا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : هل أشركت بالله شيئا؟ قال بهلول : أعوذ بالله أن أشرك
بربّي شيئا ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : أقتلت النفس التي حرّم الله؟ قال : لا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يغفر الله ذنوبك وإن كانت مثل الجبال الرواسي ، قال
بهلول : فإنّها أعظم من الجبال الرواسي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الأرضين السبع
وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق. قال بهلول :
__________________
فإنّها أعظم من الأرضين وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق. فقال
النبي صلىاللهعليهوآله : يغفر الله ذنوبك وإن كانت مثل السماوات ونجومها ،
ومثل العرش والكرسي. قال بهلول : فإنها أعظم من ذلك.
فنظر النبي صلىاللهعليهوآله إليه كهيئة الغضبان ثم قال : ويحك يا شاب! ذنوبك أعظم
من ربك؟ فخرّ بهلول على وجهه وهو يقول : سبحان ربّي ما من شيء أعظم من ربّي ، فقال
النبي صلىاللهعليهوآله : فهل يغفر الذنب العظيم إلّا الربّ العظيم؟! ويحك! ألا
تخبرني بذنب واحد من ذنوبك؟
قال بهلول :
بلى! أخبرك ، إنّي كنت أنبش القبور سبع سنين ، أخرج الأموات وأنزع أكفانهم ، فماتت
جارية من بعض بنات الأنصار ، فلما حملوها إلى قبرها ودفنوها وانصرف عنها أهلها
وجنّ الليل أتيت قبرها فنبشته واستخرجتها ، ونزعت ما كان عليها من أكفان وتركتها
مجرّدة على شفير قبرها وانصرفت.
فأتاني الشيطان
وقال لي : أما ترى بطنها وبياضها؟ أما ترى وركيها؟ فلم يزل يذكر مفاتنها حتى
أغراني ، فرجعت إليها ولم أملك نفسي حتى جامعتها ، ثم تركتها في مكانها ، فإذا أنا
بصوت من خلفي يقول : يا شاب! الويل لك ، كنت مستورة ففضحتني ، وكنت طاهرة فنجّستني
، فضحك الله في الملإ الأعلى كما فضحتني في الملإ الأسفل ، وخصمك الديّان يوم
القيامة.
ثم استطرد
بهلول قائلا : يا نبي الله فما أظن أنّي أشم رائحة الجنة أبدا ، فما ترى يا رسول
الله؟
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : تنح عني يا فاسق ، إنّي أخاف أن أحترق بنارك ، فما
أقربك من النار.
وبعد تلك
المحاورة انصرف عن النبي صلىاللهعليهوآله يائسا ، وقصد بعض جبال المدينة واستقرّ فيها بعد أن غلّ
يديه إلى عنقه ، وكان يقضي أوقاته بالبكاء والعويل وينادي : يا رب! هذا عبدك بهلول
بين يديك ، يعلن ندمه وتوبته واستغفاره.
ولم يزل يبكي
ويتضرّع إلى الله سبحانه أربعين ليلة ، فنزلت الآية المذكورة على
النبي صلىاللهعليهوآله في حقّه ، فتبسّم النبي صلىاللهعليهوآله وقال لأصحابه : من يدلّني على ذلك الشاب؟ فقال معاذ :
بلغنا يا رسول الله أنّه في المكان الفلاني ، فمضى النبي صلىاللهعليهوآله وبعض أصحابه حتى انتهوا إلى الجبل الذي يقيم فيه ، وإذا
به قائم بين صخرتين مغلولة يداه إلى عنقه ، وقد اسود وجهه ، وتساقطت أشفار عينيه
من شدّة البكاء ، وهو يردد عبارات التوبة والاستغفار ، ويطلب المغفرة والعفو من
ربّ العزة.
فدنا منه النبي
صلىاللهعليهوآله ، وأطلق يديه من عنقه ، ونفض التراب عن رأسه ، ثم قال صلىاللهعليهوآله : يا بهلول! أبشر فإنّك عتيق الله من النار ، وبشّره
بالجنّة.
ومن الجدير
بالذكر أن القصة المذكورة رويت على صور مختلفة مع اتفاقها في المضمون.
__________________
حرف التاء
تبّع الحميري
تبّع : لقب
ملوك الدولة الحميريّة الثانية في اليمن ، وكان عددهم سبعين تبّعا ، وسمّوا تبّعا
لكثرة أتباعهم ، وقيل : سموا بذلك لأن الأخير منهم كان يتبع الأوّل في الملك.
وأشهر التبابعة
ـ هو تبّع الأوسط ـ أبو كرب ، وقيل : أبو كريب أسعد بن ملكيكرب ، وقيل : مليكرب
الحميري ، القحطاني ، اليماني ، وهو الذي ذكر في القرآن الكريم ، وقيل : هو زيد بن
همال الحميري ، وقيل : هو حسان بن أسعد الحميري ، وقيل : غير ذلك.
فالمذكور في
القرآن الكريم من التبابعة كان ملكا قويّ الشكيمة ، واسع النفوذ ، أديبا شاعرا
فصيحا ، محبّا للعلم والعلماء ، فكان يجلب العلماء والمفكرين إلى بلاطه ليستفيد من
علومهم ومعارفهم.
كان مؤمنا
موحّدا لله ، وكان على طرفي نقيض مع قومه الّذين كانوا يعبدون الأصنام من دون الله
، وهناك الكثير من المحققين يعتقدون بأنّ الله بعثه إلى قومه لهدايتهم وإرشادهم.
قام بحروب
وغزوات كثيرة حتى انتهى إلى سمرقند ، وقيل : إلى الهند ، وافتتح بلاد الشام ، ومرّ
بمكّة ، وأمر بإكساء الكعبة ، فكان أوّل من كساها.
حارب قبائل
جديس باليمامة بعد أن استولوا على طسم.
كان في أوّل
أمره غلاما يكتب للملك الذي كان قبله ، وكان إذا كتب افتتح باسم الله الذي خلق
صبحا وريحا ، فكان الملك يعترض ويقول : اكتب وابدأ باسم ملك الرعد ، فكان المترجم
له يقول : لا أبدأ إلّا باسم إلهي ثم أعطف على مطالبك.
فشكر الله عزوجل له ذلك ، فأعطاه ملك ذلك الملك ، فصار ملكا أو تبّعا من
ملوك أو تبابعة اليمن.
كان على دين
موسى بن عمران عليهالسلام ، وكان قد سمع من رهبان اليهود بأنّه سيبعث نبيّ في
الحجاز يدعى محمّدا ، فآمن بالنبي صلىاللهعليهوآله قبل مبعثه بمئات السنين ، وكان يقول للأوس والخزرج :
كونوا في مكّة حتى يخرج النبي محمّد صلىاللهعليهوآله ، أما أنّا فلو أدركته لخدمته ولخرجت معه ناصرا له.
ومن أشعاره في
النبي محمّد صلىاللهعليهوآله قوله :
شهدت على
أحمد أنّه
|
|
رسول من الله
باري النسم
|
فلو مدّ عمري
إلى عمره
|
|
لكنت وزيرا
له وابن عم
|
وجاهدت
بالسيف أعداءه
|
|
وفرّجت عن
صدره كلّ غم
|
قال النبي صلىاللهعليهوآله في حقه : لا تسبّوا تبّعا فإنّه كان قد أسلم.
الفترة
الزمنيّة التي عاشها المترجم له كانت حوالي القرن الرابع أو الخامس قبل ميلاد
السيّد المسيح عليهالسلام ، واتّخذ من مدينتي ظفار ومأرب عاصمتين لمملكته.
وبعد أن حكم
٣٢٦ سنة ـ ولم يكن في حمير أحد حكم أطول مدّة منه ـ ثار عليه جماعة من قومه ـ حمير
ـ فقتلوه ، وقيل : قتل على يد أخيه عمرو.
القرآن العظيم وتبع
غزا تبّع في
أيّامه يهود المدينة ، وخلّف فيهم الأوس والخزرج ، فلمّا تكاثروا بها أخذوا
يتناولون أموال اليهود ، فكان اليهود يقولون لهم : أما لو بعث محمّد صلىاللهعليهوآله لنخرجنّكم من ديارنا وأموالنا ، فلما بعث النبي صلىاللهعليهوآله آمنت به الأوس والخزرج ، وكفرت به اليهود ، فحكت الآية
٨٩ من سورة البقرة ذلك : (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ
يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا
بِهِ ....)
ونزلت فيه وفي
قومه الآية ٣٧ من سورة الدخان : (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ
قَوْمُ تُبَّعٍ ....)
ونزلت في قومه
الآية ١٤ من سورة ق : (وَأَصْحابُ
الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌ
كَذَّبَ
الرُّسُلَ ....)
__________________
تميم الداري
هو أبو رقية
تميم بن أوس بن خارجة بن سويد ، وقيل : سواد ، وقيل : سود بن خزيمة ، وقيل : جذيمة
بن ذراع ، وقيل : دارع بن عدي بن الدار بن هاني اللخمي ، الداري ، وقيل : الديري.
صحابي ، روى عن
النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
كان قبل أن
يسلم نصرانيا يسكن الشام ، ومن المهتمّين بهيئته وهندامه.
أسلم سنة ٩ ه
، وصحب النبي صلىاللهعليهوآله وشاركه في بعض غزواته ، وانتقل من الشام إلى المدينة
واستقرّ بها ، ولم يزل بها حتى مقتل عثمان بن عفّان فانتقل إلى بيت المقدس
واستوطنها.
أقطعه النبي صلىاللهعليهوآله وأخاه قريتي حبرون وعين عينون بفلسطين ، وكتب له كتابا
بذلك.
كان قبل إسلامه
سمع من هواتف الجنّ خبر بعثة النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله ، ويعدّ أوّل من قصّ على الناس ، وأوّل من أسرج السراج
في المسجد.
قام برحلة
استغرقت مدّة طويلة طاف فيها بعض مجاهيل الأقطار التي كانت تسكنها عجائب المخلوقات
، ولقي في جولته غرائب وأهوالا رهيبة ، وبعد عودته إلى بيته رأى زوجته قد تزوجت من
رجل آخر ظانّة بأنّه هلك ، فرفع الأمر إلى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فترك الإمام عليهالسلام الأمر للزوجة في الخيار بينه وبين الرجل الآخر ، فآثرت
تميما ورجعت إليه.
توفّي في بيت
جبرين ، وقيل : في حبرون بفلسطين سنة ٤٠ ه ، وقيل : سنة ٤٥ ه ، وقيل : سنة ٧٠ ه.
القرآن المجيد وتميم الداري
كان ـ قبل أن
يسلم ـ يذهب هو وعدي بن زيد ـ وهو نصراني أيضا ـ إلى مكة ، فصحبهما رجل من قريش من
بني سهم يدعى بديل بن أبي مريم ، فمات السهمي في
الطريق بأرض ليس بها أحد من المسلمين ، فأوصى إليهما بتركته ، فدفعاها إلى
أهله ، وكتما جاما ـ وزنه ثلاثمائة مثقال من فضّة ـ مخوّصا بالذهب كان في متاعه.
ولمّا استفسر
ورثة السهمي عن الجام قالا : لم نره ، فجيء بهما إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فاستحلفهما بالله بأنهما ما كتما ولا اطّلعا على
الجام المفقود ، فخلّى النبي صلىاللهعليهوآله سبيلهما.
وبعد مدّة وجد
الجام عند قوم من أهل مكّة ، فسأل أهل السهمي القوم عن الجام فقالوا : ابتعناه من
تميم الداري وعدي بن زيد ، فأخذوا الجام ، وحلف رجلان منهم بالله بأنّ الجام جام
صاحبهم ، وقالا : شهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا ، فنزلت الآية ١٠٦ من سورة
المائدة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ
الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ....)
ونزلت الآية
١٠٧ من نفس السورة : (فَإِنْ عُثِرَ عَلى
أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ
اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ
مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ.)
ويقول القمي في
تفسيره : إنّ الشخص الذي مات في الطريق هو المترجم له ، وكان قد أسلم وكان الجام
له ، واللذان أخفيا الجام هما صاحباه المسيحيّان ، والآيتان المذكورتان أعلاه
نزلتا في حقّهما ، والله أعلم.
شملته الآية ٥٢
من سورة القصص : (الَّذِينَ
آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ.)
والآية ٥٣ من
نفس السورة : (وَإِذا يُتْلى
عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ
قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ.)
والآية ٥٤ من
السورة نفسها : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ
أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ
وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ.)
والآية ٥٥ من
نفس السورة : (وَإِذا سَمِعُوا
اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ
سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ.)
__________________
__________________
تميم الأنصاري
هو تميم ، وقيل
: عمير ، وقيل : عمرو بن الحمام ، وقيل : الهمام ، وقيل : حزام بن الجموح بن زيد
بن حرام بن كعب الأنصاري ، السلمي.
أحد صحابة
النبي صلىاللهعليهوآله من الأنصار.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب.
القرآن المجيد وتميم الأنصاري
اشترك في واقعة
بدر سنة ٣ ه ، فاستشهد فيها ، فنزلت فيه وفي بقية شهداء بدر الآية ١٥٤ من سورة
البقرة : (وَلا تَقُولُوا
لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا
تَشْعُرُونَ.)
__________________
توما الرسول
هو توما ، وقيل
: توماس ، وقيل : ذيذيموس ، المعروف بتوما الرسول.
أحد حواريّ
عيسى بن مريم عليهالسلام الاثني عشر ، ومن أبرز رسله وتلاميذه المخلصين له ،
ويعدّ من قديسي المسيحيّين.
كان من أهل
الجليل بفلسطين ، عرف بسرعة الغضب والانفعال وعدم تصديق الأمور إلّا بعد الاطمئنان
الكامل من ذلك.
انتقل إلى بلاد
الهند والسند لتبشير المسيحيّة فيها ، وقيل : كان يبشّر في بريثا ، وقيل : في مصر
والحبشة.
ثار عليه
الهنود وقتلوه ، فدفن في الهند ، ويدّعي البرتغاليون أنّهم وجدوا جسده في الهند.
يعيّد له
المسيحيّون في اليوم الحادي والعشرين من كانون الأول من كل عام ، أو في اليوم
التاسع من شهر توت حسب الأشهر القبطية.
ينسب إليه
إنجيل في طفولية السيد المسيح عليهالسلام.
القرآن الكريم وتوما
شملته الآية ٥٢
من سورة آل عمران : (فَلَمَّا أَحَسَّ
عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ
نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ....)
والآية ٥٣ من
نفس السورة : (رَبَّنا آمَنَّا بِما
أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.)
__________________
والآية ١١١ من
سورة المائدة : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ
بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ.)
والآية ١٤ من
سورة الصفّ : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ
أَنْصارُ اللهِ ....)
__________________
حرف الثاء
ثابت بن الدحداحة
هو أبو
الدحداحة ، وقيل : الدحداح ، ثابت بن الدحداحة ، وقيل : الدحداح بن نعيم بن غنم بن
أياس الأنصاري.
صحابي ، محارب
، شجاع.
اشترك مع
المسلمين في معركة أحد ، فقاتل مقاتلة الأبطال ، ولما أشاع الناس في المعركة بأنّ
النبيّ صلىاللهعليهوآله قد قتل أخذ ثابت يصيح : يا معشر الأنصار! إليّ ، أنا
ثابت بن الدحداحة ، إن كان محمّد صلىاللهعليهوآله قد قتل فإنّ الله حي لا يموت ، فقاتلوا عن دينكم ، فإنّ
الله مظهركم وناصركم.
وكان خالد بن
الوليد يومئذ كافرا وإلى جانب صفوف المشركين ، فحمل على المترجم له وضربه بالرمح
فسقط ميّتا ، ويقال : جرح في المعركة ، ثم برئ من جرحه ، ومات حتف أنفه بعد صلح
الحديبيّة.
القرآن الكريم وابن الدحداحة
سأل ثابت يوما
النبي صلىاللهعليهوآله عن النساء الحيّض ، وهل يجوز للرجال مجامعتهن؟ فنزلت
جوابا لسؤاله الآية ٢٢٢ من سورة البقرة : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا
تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ....)
ونزلت فيه
الآية ١٠ من سورة الأعلى : (سَيَذَّكَّرُ مَنْ
يَخْشى.)
كان رجل من
الأنصار يدعى سمرة بن حبيب ، وكانت له نخلة في بيت شخص آخر ، وكان بين الحين
والآخر يدخل دار ذلك الشخص بدون استئذان ، بحجة مراقبة
النخلة ، فاشتكى ذلك الرجل عند النبي صلىاللهعليهوآله ، فاستدعى النبي صلىاللهعليهوآله الأنصاري وطلب منه أن يبيعه تلك النخلة مقابل نخلة في
الجنة ، فسمع بذلك المترجم له ، فاشترى النخلة من الأنصاري ، وجاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله وأخبره بأنه اشترى النخلة ويعطيها للنبي صلىاللهعليهوآله مقابل نخلة من نخيل الجنة ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : سيعطيك الله مقابل هذه النخلة بستان في الجنّة ،
فنزلت فيه الآية ٤ من سورة الليل : (إِنَّ سَعْيَكُمْ
لَشَتَّى.)
والآية ٥ من
نفس السورة : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى
وَاتَّقى.)
والآية ١٧ من
السورة نفسها : (وَسَيُجَنَّبُهَا
الْأَتْقَى.)
والآية ١٨ من
نفس السورة : (الَّذِي يُؤْتِي
مالَهُ يَتَزَكَّى.)
والآية ١٩ من
نفس السورة : (وَما لِأَحَدٍ
عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى.)
ثابت بن رفاعة
هو ثابت بن
رفاعة الأنصاري.
نشأ ثابت يتيما
في حجر عمّه بعد أن مات أبوه ، فربّاه عمّه.
__________________
القرآن الكريم وثابت بن رفاعة
جاء عمّ ثابت
إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقال : يا رسول الله! إنّ ابن أخي يتيم في حجري ، فما
يحل لي من ماله ، ومتى أدفع إليه ماله؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : أن تأكل بالمعروف من غير أن تقي مالك بماله ، ثم نزلت
في ثابت وعمّه الآية ٦ من سورة النساء : (وَابْتَلُوا
الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً
فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً ....)
ثابت بن قيس
هو أبو محمّد ،
وقيل : أبو عبد الرحمن ثابت بن قيس بن شماس بن زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك
بن ثعلبة الخزرجي ، الأنصاري ، المدني ، وأمّه هند بنت رهم ، وزوجته جميلة بنت عبد
الله بن أبي. أحد صحابة النبي صلىاللهعليهوآله الأجلّاء ، وكان شجاعا خطيبا ، فصيحا ، شاعرا ، بليغا.
تولّى الخطابة
للنبي صلىاللهعليهوآله والأنصار ، فعرف بخطيب رسول الله صلىاللهعليهوآله.
كان يحسن
القراءة والكتابة ، فعيّنه النبي صلىاللهعليهوآله كاتبا من كتّابه.
كان يسكن
المدينة ، وشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله معركة أحد وما بعدها من المعارك.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين عامر بن أبي البكير ، وشهد له النبي صلىاللهعليهوآله بالجنّة وبشّره بها ، وقال صلىاللهعليهوآله في حقّه : نعم الرجل ثابت بن قيس.
كان مواليا
مخلصا للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وفي أحد الأيام قال له الإمام عليهالسلام :
أرادوا أن
يحرقوا عليّ بيتي ، فقال ثابت : لا تفارق كفّي يدك حتى أقتل دونك.
__________________
في عهد أبي بكر
بن أبي قحافة كانت إليه قيادة الأنصار يوم اليمامة في حرب المسلمين مع مسيلمة
الكذاب سنة ١١ ه ؛ وبعد أن قاتل مقاتلة الأبطال استشهد في ذلك اليوم ، وقبل وفاته
قطع رجل من عساكر مسيلمة رجل ثابت ، فأخذها وضربه بها فقتله ، ويقال : كانت شهادته
سنة ١٢ ه.
القرآن المجيد وثابت بن قيس
زوجته جميلة
منحته بستانا كان لها ، وطلبت الطلاق منه ، فنزلت فيه وفي زوجته الآية ٢٢٩ من سورة
البقرة : (الطَّلاقُ مَرَّتانِ
فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ ....)
قال مرّة : لو
أمرنا بأن نقتل أنفسنا في سبيل الله لامتثلنا لذلك وقتلنا أنفسنا ، فنزلت فيه
الآية ٦٦ من سورة النساء : (وَلَوْ أَنَّا
كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ
ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ....)
أهدى ثابت
بساتينه ونخيله إلى الفقراء والمستضعفين من المسلمين ، ولم يبق لعياله منها شيئا ،
فنزلت فيه الآية ١٤١ من سورة الأنعام : (وَلا تُسْرِفُوا
إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ.)
كان المترجم له
جهوري الصوت وفي أذنيه وقر ، وكان إذا كلّم شخصا جهر بصوته حتى مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فكان النبي صلىاللهعليهوآله يتأذّى من صوته ، فنزلت فيه الآية ٢ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ....) فلما أخبر ثابت بتلك الآية قال : أنا الذي كنت أرفع
صوتي فوق صوت النبي صلىاللهعليهوآله فأنا من أهل النار ، فذكر ذلك للنبي صلىاللهعليهوآله فقال : هو ليس من أهل النار هو من أهل الجنّة.
في أحد الأيام
حضر مجلس النبي صلىاللهعليهوآله ، فرأى في المجلس رجلا ، فأخذ ثابت يغمز ذلك الرجل
ويعيّره بأمّه التي كانت يعيّر بها في الجاهلية ، فاستحى الرجل ونكس رأسه ، فنزلت
في ثابت الآية ١١ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً
مِنْهُمْ ....)
ومرّة أخرى
عيّر رجلا بأمّه عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : انظر في وجوه القوم ، فنظر ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ما رأيت يا ثابت؟ قال : رأيت وجوها مختلفة ، فمنها
الأحمر والأبيض والأسود ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : فإنّك لا تفضلهم إلّا في الدين والتقوى ، فنزلت الآية
١٣ من نفس السورة : (يا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ
لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ....)
ونزلت فيه
الآية ٩ من سورة الحشر : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى
أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ....)
__________________
ثعلبة بن حاطب
هو ثعلبة ،
وقيل : نفيلة بن حاطب ، وقيل : خاطب ، وقيل : أبي خاطب بن عمرو بن عوف ، وقيل :
عبيد بن أميّة بن زيد بن مالك الأنصاري ، الأوسي ، وأمّه أمامة بنت صامت بن خالد.
صحابيّ ، شهد
مع النبي صلىاللهعليهوآله واقعتي بدر وأحد ، ويجعله بعضهم في زمرة المنافقين.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين معتب بن عوف الخزاعي.
قتل يوم أحد ،
وقيل : توفّي في عهد عثمان بن عفان.
القرآن الكريم وثعلبة بن حاطب
كان في أوّل
أمره فقيرا محتاجا ، فجاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقال : يا رسول الله! ادع الله
__________________
أن يرزقني مالا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا ثعلبة! قليل تؤدّي شكره خير من كثير لا تطيقه ،
فقال ثعلبة : والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالا لأعطينّ كلّ ذي حقّ حقّه ، وإن
تفضّل عليّ وأنعم لأكون من الصالحين وأتصدق في سبيل الله ، فدعا له النبي صلىاللهعليهوآله بكثرة المال ، فاستجاب الله دعاء نبيّه. فاتّخذ ثعلبة
غنيمات فنمت كما ينمي الدود حتى ضاقت بها المدينة ، فنزل واديا وانقطع عن صلاة
الجماعة والجمعة ، فتفقّده النبي صلىاللهعليهوآله وسأل عنه ، فقيل له : يا رسول الله! كثر ماله ، فقال صلىاللهعليهوآله : يا ويح ثعلبة!
ولمّا عيّن
النبي صلىاللهعليهوآله رجلين لجباية الصدقات ، مرّا بثعلبة وأقرءاه كتاب النبي
صلىاللهعليهوآله الذي فيه الفرائض ، وطلبا منه الصدقة ، فقال لهما : ما
هذه إلّا جزية ، ما هذه إلّا أخت الجزية ، فارجعا حتى أفكّر وأرى رأيي.
فلمّا رجعا إلى
النبي صلىاللهعليهوآله وقبل أن يخبراه بخبره بادرهما قائلا مرّتين : يا ويح
ثعلبة! فنزلت فيه الآية ٧٥ من سورة التوبة : (وَمِنْهُمْ مَنْ
عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ
الصَّالِحِينَ.)
والآية ٧٦ من
نفس السورة : (فَلَمَّا آتاهُمْ
مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ.)
والآية ٧٧ من
السورة نفسها : (فَأَعْقَبَهُمْ
نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللهَ ما
وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ.)
والآية ٧٨ من
نفس السورة : (ألَمْ يَعْلَمُوا
أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ.)
ولما نزلت تلك
الآيات على النبي صلىاللهعليهوآله تلاها على الذين كانوا في مجلسه ، وبيّن أنّها نزلت في
حق ثعلبة ، وكان في مجلس النبي صلىاللهعليهوآله رجل من أقارب ثعلبة ، فلما سمع تلك الآيات وأسباب
نزولها من النبي صلىاللهعليهوآله جاء إلى ثعلبة وقال له : ويحك يا ثعلبة! قد أنزل الله
فيك كذا وكذا ، فانطلق ثعلبة إلى النبي صلىاللهعليهوآله فسأله أن يقبل منه صدقته ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : إنّ الله قد منعني أن أقبل صدقتك ، فجعل ثعلبة يحثو
التراب على رأسه ، ورجع إلى بيته ، ولم يقبل النبي صلىاللهعليهوآله منه شيئا حتى قبض.
ويقال كان من
جملة الذين بنوا مسجد الضرار ، فشملته الآية ١٠٧ من سورة التوبة :
(وَالَّذِينَ
اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ....)
ثعلبة بن سعية
هو ثعلبة بن
سعية ، وقيل : سعنة ، وقيل : سعيد ، وقيل : يامين بن غريض ، وقيل : عريض الهلالي ،
وقيل : القرظي.
__________________
صحابيّ ، أسلم في شبابه في السنة الخامسة من الهجرة.
كان في
الجاهلية يهوديّ من يهود خيبر ، ومن أنصار اليهود من بني قريظة ، أسلم وصار من
سادات قومه.
قبل أن يتشرّف
بشرف الإسلام اجتمع هو وبعض اليهود بحبر من أحبارهم كان يدعى ابن الهيبان ، وكان
قد قدم إلى الحجاز من الشام ليتواجد فيها أثناء بعثة النبي محمّد صلىاللهعليهوآله ، والذي وردت صفاته ومميّزاته وتوقيت بعثته في التوراة.
فقال ابن الهيبان للمترجم له ومن معه من اليهود : إذا بعث محمّد صلىاللهعليهوآله فاتّبعوه واعتنقوا دينه فإنّه على الحق.
فلما بعث النبي
صلىاللهعليهوآله أسلم ثعلبة واليهود من أصحابه ، ولم يزل حتى توفّي في
حياة النبي صلىاللهعليهوآله.
القرآن المجيد وثعلبة بن سعية
جاء قبل أن
يسلم إلى النبي صلىاللهعليهوآله ومعه جماعة من اليهود ، فقالوا : يا رسول الله! يوم
السبت يوم نعظّمه فدعنا فلنسبت فيه ، وإنّ التوراة كتاب الله فدعنا فلنقم به الليل
، فنزلت فيه وفي صحبه الآية ٢٠٨ من سورة البقرة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ ....)
فلما أسلم هو
وبعض اليهود قالت أحبار اليهود وأهل الشرك : والله! ما آمن بمحمّد صلىاللهعليهوآله ولا اتبعه إلّا أشرارنا ، ولو كانوا من أخيارنا ما
تركوا دين آبائهم واعتنقوا دينا غيره ، فنزلت الآية ١١٣ من سورة آل عمران : (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ
أُمَّةٌ قائِمَةٌ ....)
__________________
ثعلبة بن غنمة
هو ثعلبة بن
غنمة ، وقيل : غنم ، وقيل : غنيمة ، وقيل : غنمة ، وقيل : عتمة بن عدي بن نابي بن
عمرو بن سواد الأنصاري ، الخزرجي ، السّلمي ، وأمّه جهيرة بنت القين السليمة.
صحابي ، شهد
العقبة وبدرا وأحدا ، واشترك مع جماعة في كسر آلهة قومه بني سلمة.
كان أحد
البكّائين المشهورين.
قتل في واقعة
الخندق في السنة الخامسة للهجرة ، قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي ، وقيل : قتل
يوم خيبر في السنة السابعة للهجرة.
القرآن المجيد وثعلبة بن غنمة
سأل المترجم له
ومعاذ بن جبل النبي صلىاللهعليهوآله : ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط ، ثم يزيد
حتى يعظم ويستوي ويستدير ، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يكون كما كان ، لا يكون على
حال واحدة ، فنزلت جوابا لهما الآية ١٨٩ من سورة البقرة : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ
هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ....)
وشملته الآية
٢١٥ من سورة البقرة : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا
يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ ....)
جاء البكّاءون
السبعة المعروفون إلى النبي صلىاللهعليهوآله وفيهم ثعلبة ، وطلبوا من النبي صلىاللهعليهوآله أن يزوّدهم بجمال ليشتركوا في الغزو ، فأجابهم النبي صلىاللهعليهوآله بأنّه لا يجد ما يحملهم عليه ، فانصرفوا وهم يبكون ،
فنزلت فيهم الآية ٩٢ من سورة التوبة : (وَلا عَلَى الَّذِينَ
إِذا
__________________
ما
أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا
وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ.)
ثمود
هي قبيلة من
القبائل العربية العاربة القديمة ، سمّوا بذلك نسبة إلى جدّهم ثمود بن عاثر ، وقيل
: عابر ، وقيل : جاثر ، وقيل : جازر بن ارم بن سام ابن نبي الله نوح عليهالسلام.
كانوا يسكنون
في منطقة بين الحجاز وتبوك تدعى الحجر ودومة الجندل ، وقيل : كانت منازلهم بين
الحجاز والشام إلى وادي القرى ، وقيل : كانت مساكنهم باليمن في الأحقاف.
__________________
تواجدوا بعد
قوم عاد ، وقبل عصر موسى بن عمران عليهالسلام ، وكانوا معروفين بالغرور والتجبّر والكبرياء ، ويعبدون
أصناما ـ تربو على السبعين ـ من دون الله.
كانوا ينحتون
بيوتهم في الجبال ، وكانوا يعمّرون طويلا ، فأعمارهم كانت بين ثلاثمائة وألف عام.
بعث الله
لإصلاحهم وهدايتهم نبيّه صالح بن عبيد عليهالسلام ، فأخذ بإرشادهم ودعاهم إلى عبادة الله ونبذ الأصنام ،
فقابلوه بالجحود والكفر ، ولم يؤمن به إلّا القليل منهم.
ولما ألحّ
عليهم صالح عليهالسلام بمواعظه وإرشاداته وسخّف عقائدهم وعباداتهم لأصنامهم
وحذّرهم من غضب الله طلبوا منه أن يخرج من الصخر ناقة لها مواصفات ومميزات خاصة ،
فإن نفّذ مطلبهم آمنوا به وصدّقوه ، فطلب صالح عليهالسلام من الله ما طلبوا منه ، فأجاب الله عزوجل طلبهم ، وأخرج من صخرة كانت قريبة منهم ناقة كما أرادوا
، فآمن به بعضهم وأصرّ الباقون على كفرهم وعنادهم.
بقيت الناقة
بينهم ، وصالح عليهالسلام يوصيهم بعدم مسّها بسوء ، والتعرّض لها ، وإيذائها ،
لكنّهم خالفوه وعزموا على عقرها ، فعقرها رئيسهم ، وكان يدعى قدار بن سالف.
وبعد تلك
الجريمة وعنادهم مع نبيّهم وإصرارهم على كفرهم وتجبّرهم غضب الله عليهم ، فجاءتهم
الصيحة والرجفة ، فاسودّت وجوههم ، ثم هلكوا بأجمعهم ، ولم ينج منهم إلّا نبيّهم
صالح عليهالسلام ؛ جزاء لكفرهم وفسادهم.
القرآن العظيم وثمود
(وَإِلى ثَمُودَ
أَخاهُمْ صالِحاً ...) الأعراف ٧٣.
(أَلَمْ يَأْتِهِمْ
نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ ...) التوبة ٧٠.
(وَإِلى ثَمُودَ
أَخاهُمْ صالِحاً ...) هود ٦١.
(كَأَنْ لَمْ
يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا ...) هود ٦٨.
(أَلا بُعْداً
لِثَمُودَ) هود ٦٨.
(كَأَنْ لَمْ
يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ) هود ٩٥.
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ
نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ ...) إبراهيم ٩.
(وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ
مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها ...) الإسراء ٥٩.
(فَقَدْ كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ) الحجّ ٤٢.
(وَعاداً وَثَمُودَ
وَأَصْحابَ الرَّسِّ ...) الفرقان ٣٨.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ
الْمُرْسَلِينَ) الشعراء ١٤١.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً ...) النمل ٤٥.
(وَعاداً وَثَمُودَ
وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ ...) العنكبوت ٣٨.
(وَثَمُودُ وَقَوْمُ
لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ ...) ص ١٣.
(مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ
نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ ...) غافر ٣١.
(فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ
صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) فصّلت ١٣.
(وَأَمَّا ثَمُودُ
فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ...) فصّلت ١٧.
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ) ق ١٢.
(وَفِي ثَمُودَ إِذْ
قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ) الذاريات ٤٣.
(وَثَمُودَ فَما
أَبْقى) النجم ٥١.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ
بِالنُّذُرِ) القمر ٢٣.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ
وَعادٌ بِالْقارِعَةِ) الحاقة ٤.
(فَأَمَّا ثَمُودُ
فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) الحاقة ٥.
(فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ) البروج ١٨.
(وَثَمُودَ الَّذِينَ
جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ) الفجر ٩.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ
بِطَغْواها) الشمس ١١.
__________________
__________________
ثوبان مولى النبي صلىاللهعليهوآله
هو أبو عبد
الله ، وقيل : أبو عبد الرحمن ثوبان بن بجدد ، وقيل : يجدد ، وقيل : جحدر ، وقيل :
بحدر ، أصله من السراة ـ موضع بين مكة واليمن ـ وقيل : كان من حمير اليمن ، وقيل :
أصله من مذحج ، وقيل : حكمي من حكم بن سعد العشيرة.
أحد موالي
النبي صلىاللهعليهوآله ، سمع النبي صلىاللهعليهوآله وروى عنه ، وروى عنه جماعة. أصابه سباء ، فاشتراه النبي
صلىاللهعليهوآله ثم اعتقه وخيّره بين الرحيل إلى من يشاء أو البقاء عند
النبي صلىاللهعليهوآله ، ففضّل البقاء ، ولم يزل في خدمة النبي صلىاللهعليهوآله حتى قبض.
وبعد وفاة
النبي صلىاللهعليهوآله خرج إلى الشام وسكن الرملة ، وابتنى بها دارا ، ثمّ
انتقل إلى مصر وابتنى بها دارا أخرى ، ثم انتقل إلى حمص واستوطنها واتّخذ بها دارا
لسكناه ، ولم يزل بها حتى توفّي سنة ٥٧ ه ، وقيل : سنة ٥٤ ه ، وقيل : سنة ٥٣ ه
، وقيل : سنة ٤٥ ه ، وقيل : توفّي بمصر ، وكان من الذين شهدوا فتحها مع عمرو بن
العاص.
القرآن المجيد وثوبان
كان شديد الحب
للنبي صلىاللهعليهوآله ، ولا يصبر على فراقه ، فأتى النبي صلىاللهعليهوآله يوما وقد تغيّر لونه ، ونحل جسمه ، وكئب وجهه ، فقال له
النبي صلىاللهعليهوآله : يا ثوبان ما غيّر لونك؟ فقال : يا رسول الله! ما لي
من ضر ولا وجع ، غير أنّي إذا لم أرك اشتقت إليك ، واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك
، ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك ؛ لأنّي أعرف أنّك ترفع مع النبيّين ،
وأنّي وإن دخلت الجنّة كنت في درجة أدنى من منزلتك ، وإن لم أدخل الجنّة فذاك أحرى
أن لا أراك أبدا ، فأنزل الله سبحانه الآية ٦٩ من سورة النساء جوابا له : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ
فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً.)
__________________
__________________
حرف الجيم
جابر الأنصاري
هو أبو عبد
الله ، وقيل : أبو عتيق ، وقيل : أبو عبد الرحمن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام
، وقيل : حزام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري ، السلمي ، الخزرجي ، وأمّه
نسيبة بنت عقبة بن عدي.
صحابيّ جليل
ومن أعاظمهم وثقاتهم ، وكان عالما فاضلا ، مفتيا ، عارفا بتفسير القرآن ، محدّثا
مكثرا منه ، حافظا للسنن ، ومناقبه أكثر من أن تعد.
كان حسن
العقيدة ، مواليا مخلصا للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأهل بيت النبوّة عليهمالسلام ، ومن المنقطعين إليهم.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله جملة من الأحاديث ، وروى عنه فريق من الصحابة
والتابعين.
في صباه شهد
العقبة الثانية مع أبيه ، ثم شهد واقعة بدر ، قيل : لم يشهدها ، وشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله ثماني عشرة غزوة ، وشهد مع الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام واقعة صفّين.
صحب بالإضافة
إلى النبي صلىاللهعليهوآله والإمام أمير المؤمنين عليهالسلام كلا من الأئمة الحسن والحسين والسجاد والباقر عليهمالسلام.
قال له النبي صلىاللهعليهوآله : إنّك تلقى الباقر عليهالسلام من ولدي فقل له كذا وكذا.
قال الإمام
الصادق عليهالسلام عنه : «إنّه كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان منقطعا إلينا أهل البيت عليهمالسلام».
سألوه يوما عن
الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال ـ بعد أن رفع حاجبيه ، وهو طاعن في السن ـ :
عليّ عليهالسلام خير البشر ، أما والله! كنّا نعرف المنافقين على عهد
رسول الله صلىاللهعليهوآله ببغضهم إيّاه.
روى صحيفة
فاطمة الزهراء عليهاالسلام التي فيها النص على أسماء الأئمة الاثني عشر.
يعدّ أوّل من
شدّ الرحال من المدينة لزيارة قبر الإمام الحسين عليهالسلام بكربلاء ، فوصلها في العشرين من شهر صفر سنة ٦١ ه ، أي
بعد استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام بأربعين يوما.
قدم على معاوية
بن أبي سفيان بدمشق سنة فلم يأذن له أيّاما ، فلما إذن له قال جابر : يا معاوية! أما
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من حجب ذا فاقة وحاجة حجبه الله يوم القيامة
فاقته وحاجته؟ فغضب معاوية ، وقال له : لقد سمعته يقول : إنكم ستلقون بعدي أثرة ،
فاصبروا حتى تردوا عليّ الحوض ، أفلا صبرت؟ قال جابر : ذكّرتني ما نسيت ، ثم خرج
من عنده وركب راحلته ومضى.
فوجّه إليه
معاوية ستمائة دينار ، فردّها جابر وكتب إليه أبياتا ، منها :
وإني لأختار
القنوع على الغنى
|
|
إذا اجتمعا
والماء بالبارد المحض
|
ثم قال لرسول
معاوية : قل له : والله! يا ابن آكلة الأكباد! لا وجدت في صحيفتك حسنة أبدا.
فقد بصره في
أواخر أيّام حياته ، ولم يزل حتى توفّي بالمدينة المنورة سنة ٧٤ ه ، وقيل : سنة ٧٢
ه ، وقيل : سنة ٧٧ ه ، وقيل : سنة ٧٨ ه ، وقيل : سنة ٧٩ ه ، وقيل : سنة ٩٤ ه
، وقيل : سنة ٧٣ ه ، وقيل : سنة ٦٨ ه ، بعد أن عمّر أربعا وتسعين سنة ، وكان آخر
من توفّي بالمدينة من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله الذين شهدوا العقبة ، وله مسند.
القرآن المجيد وجابر
كانت له ابنة
عمّ فطلّقها زوجها تطليقة فانقضت عدّتها ، فرجع الزوج يريد رجعتها ، فأبى جابر
وقال له : طلّقت ابنة عمّنا وتريد أن تنكحها ، وكانت الزوجة تريد زوجها وقد رضيت
به ، فنزلت فيه الآية ٢٣٢ من سورة البقرة : (وَإِذا طَلَّقْتُمُ
النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ
أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ ....)
وروي عنه أنّه
قال : كنت مريضا فزارني النبي صلىاللهعليهوآله ، فقلت له : يا رسول الله! ما ذا أعمل بأموالي؟ فنزلت
على النبي صلىاللهعليهوآله جوابا لسؤالي الآية ١١ من سورة النساء : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي
أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ....)
كانت عنده ابنة
عمّ عمياء ، مات أبوها وخلّف لها أموالا ، وكان جابر يرغب في زواجها ، ولم يزوّجها
من شخص آخر ؛ خوفا من انتقال أموالها إليه ، فجاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله وعرض عليه أمر ابنة عمّه ، فنزلت فيه الآية ١٢٧ من سورة
النساء : (وَيَسْتَفْتُونَكَ
فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي
الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ
أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ ....)
كان جابرا
مريضا فزاره النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال جابر : يا رسول الله! إنّ لي تسع أو سبع أخوات ،
فهل لي أن أوصي بثلث تركتي لأخواتي؟ فنزلت فيه الآية ١٧٦ من نفس السورة : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ
فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها
نِصْفُ ما تَرَكَ ....)
__________________
__________________
جالوت
هو جالوت ،
وقيل : جليات ، وقيل : غلياث ، وقيل : جولياذ ، وقيل : جالوذ بن بايول ، وقيل :
ريال بن حطان بن فارس القبطي ، من أولاد عمليق بن عاد.
أحد ملوك
الكنعانيّين حكّام البلاد الواقعة بين مصر وفلسطين.
ولد بمدينة جت
في فلسطين ، ولما شبّ حكم البلاد ، وكان كأسلافه قبطيا ، عرف بالجبروت والقسوة
وسفك الدماء.
سلّطه الله على
بني إسرائيل بعد أن أوغلوا في المعاصي والمنكرات ، وتجبّروا وعصوا الله ، وشقّوا
عصا الطاعة على أنبيائهم ، كأرميا عليهالسلام أو شموئيل ، وغيّروا شرائع الله ، وتمرّدوا على ملكهم
طالوت أو شاءول الذي كان مؤمنا موحّدا ، فأذلّهم جالوت وشرّدهم من ديارهم بعد أن
قتل رجالهم ، واستعبد نسائهم ، وصادر أموالهم ، وفرض عليهم الجزية ، وصادر منهم
التوراة ، فهابته بنو إسرائيل ، وتحاموا حربه ؛ لقوّته وشجاعته وكثرة عساكره.
ولما عتا
وتجبّر جالوت التف الإسرائيليّون حول ملكهم طالوت ، وأيّدوه ، وانقادوا له.
فلما علم جالوت
بتأييد الإسرائيليّين لملكهم طالوت حشّد الجيوش والعساكر ،
__________________
وقصدهم في ديارهم ، ولما اقترب منهم أمر النبي شمويل عليهالسلام طالوت بأن يجهز الجيوش ليصدّ الغزاة ويمنعهم من الوصول
إلى ديار الإسرائيليّين.
وفعلا جهّز
الملك طالوت جيشا قوامه ستون ألفا ، وقيل : ثمانون ألفا من الإسرائيليّين ، وسار
بهم لمقابلة عساكر وحشود جالوت ، وفي الطريق ـ وعند نهر الشريعة الواقع بين الأردن
وفلسطين ـ امتحن الله الإسرائيليّين ، فسلط عليهم الظمأ والعطش ، وأوحى إليهم بأن
يشربوا من نهر الشريعة بصورة خاصة وكيفية معيّنة ، ولكنّ الإسرائيليّين ـ كعادتهم
ـ خالفوا أوامر الله ، وأخذوا يشربون من النهر على خلاف ما أمروا به ، عدا
ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، بينهم نبي الله داود عليهالسلام ، وهو يومئذ غلام ، شربوا كما أمرهم الله به ، فأمر
الله طالوت بقتل المتمرّدين على أوامر السماء.
بدأ القتال بين
عساكر جالوت وفلول الإسرائيليّين بقيادة طالوت ، فالتحم الجيشان ، وكانت الغلبة في
بادي الأمر لجالوت ؛ إذ سيطر على ساحة القتال ، وكان راكبا على فيل وعلى رأسه تاج
مرصّع ، وفي جبهته ياقوتة ، فلم يبرز إليه رجل إلّا وقتله ، ولما رأى داود عليهالسلام كثرة القتلى بين صفوف قومه رمى المترجم له بحجر في رأسه
فسقط على الأرض فاحتزّ رأسه.
فلما رأى جيش
جالوت مقتل قائدهم لاذوا بالفرار ، وكانت تلك المعركة في غور الأردن ، وقيل : عند
قصر أم حكيم قرب مرج الصفر بدمشق.
وبعد تلك
الواقعة تسلّم داود عليهالسلام دفّة الحكم في بني إسرائيل.
القرآن العظيم وجالوت
(قالُوا لا طاقَةَ
لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ ...) البقرة ٢٤٩.
(وَلَمَّا بَرَزُوا
لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ ...) البقرة ٢٥٠.
(فَهَزَمُوهُمْ
بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ ...) البقرة ٢٥١.
__________________
__________________
الجبت
اختلف العلماء
والمفسرون في الجبت ، فمنهم من قال : إنّه يطلق على كل معبود سوى الله سبحانه ،
وقيل : هو صنم من أصنام قريش ، وقيل : هو السحر ، وقيل : هو اسم من أسماء الشيطان أو رنّة الشيطان ، وقيل : هو
اسم يطلق على الكاهن والساحر بلغة أهل الحبشة ، وقيل : اسم أطلق على حيي بن أخطب.
وذهب فريق إلى
القول بأنّ الجبت مأخوذة من القبط والأجبت والكبت ، وكلها تعني مصر.
كذلك يطلق
الجبت على أعداء أئمة أهل البيت عليهمالسلام.
القرآن الكريم والجبت
(يُؤْمِنُونَ
بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ...) النساء ٥١
__________________
جبريل عليهالسلام
هو جبريل ،
وقيل : جبرائيل ، وقيل : جبرائل ، وقيل : جبرئل ، وقيل : جبرئيل ، وقيل : جبرين ،
وقيل : جبرال ، وقيل : جبراييل ، وهو اسم سرياني ، وقيل : عبراني ، ومعناه عبد
الله أو عبد الرحمن أو عبد العزيز.
له ألقاب عديدة
، منها : روح القدس ، وروح الأمين ، وأمين الوحي ، والناموس الأكبر ، وشديد القوى.
أفضل الملائكة
المقرّبين إلى الله عزوجل ، والواسطة بين الله سبحانه وبين أنبيائه ورسله ،
وصفوته من خلقه ، والموكّل بإيصال الوحي والمشورة والعون إليهم.
أنزله الله على
آدم عليهالسلام ومعه إحدى وعشرون صحيفة سلّمها إليه ، وعلّمه الزراعة ،
وحروف الهجاء ، وكيفيّة الاستفادة من الحديد ، ثم حمله إلى مكّة وعلّمه مناسك
الحج.
علّم نوح عليهالسلام بناء السّفن ، ونجّى إبراهيم الخليل عليهالسلام من نار نمرود ، وحمى موسى بن عمران عليهالسلام من مكائد فرعون ، ورمى بفرعون وجنوده في البحر وأغرقهم
، وعلّم داود عليهالسلام صناعة الدروع ، وبشّر زكريا عليهالسلام بولادة يحيى عليهالسلام ، ونفخ في مريم بنت عمران عليهالسلام فحملت بعيسى عليهالسلام ، وبشّرها بولادته.
شرّفه الله
بأهمّ مأمورية ، وهي إيصال الوحي إلى سيّد الأنبياء والمرسلين محمّد المصطفى صلىاللهعليهوآله ، وصحبه في ليلة الإسراء والمعراج.
كان عونا للنبي
صلىاللهعليهوآله في مهمّاته وملمّاته ، فكان ينزل عليه ولا يدخل حتى
يستأذنه ، فيقعد بين يديه قعدة العبد ، وكان يتصوّر بصور مختلفة عند هبوطه عليه ،
ففي المدينة كان يأتي إليه بصورة دحية الكلبي.
كان له ستمائة
جناح ، ينتشر من ريشه الدرّ والياقوت ، وكان شديد القوى ، فمثلا
__________________
استطاع بإرادة الله أن يرفع مدائن قوم لوط عليهالسلام ، وكانت سبعا بمن فيها من الأقوام ، وكانوا يربون على
أربعمائة ألف نسمة مع ما لديهم من الدواب والحيوانات والبيوت والعمارات ، رفع كلّ
ذلك بطرف جناحه حتى وصل إلى عنان السماء ، ثم قلبها ، فجعل عاليها سافلها.
نزل على
إبراهيم الخليل عليهالسلام خمسين مرة ، وعلى موسى بن عمران عليهالسلام أربعمائة مرة ، وعلى السيد المسيح عليهالسلام عشر مرات ، وعلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد صلىاللهعليهوآله أربعة وعشرين ألف مرة.
اليهود لسوء
نيّتهم وخبث سريرتهم يعتبرونه ملك العذاب والفضاضة ، ويعتقدون بأنّه ألدّ أعدائهم
، ويدّعي المسيحيّون أنّه ينفخ في الصور يوم القيامة.
القرآن المجيد وجبريل
(قُلْ مَنْ كانَ
عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ...) البقرة ٩٧.
(مَنْ كانَ عَدُوًّا
لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ ...) البقرة ٩٨.
وشملته : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ
الْمُكْرَمِينَ) الذاريات ٢٤.
(وَإِنْ تَظاهَرا
عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ ...) التحريم ٤.
(إِنَّهُ لَقَوْلُ
رَسُولٍ كَرِيمٍ) التكوير ١٩.
(ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ
ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) التكوير ٢٠.
(مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) التكوير ٢١.
__________________
جد بن قيس
هو أبو وهب ،
وقيل : أبو عبد الله جد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم
الأنصاري ، السلمي ، الخزرجي.
من رؤساء
المنافقين الّذين ابتلي بهم النبي محمّد صلىاللهعليهوآله.
__________________
كان سيّد بني
سلمة ، عرف بالجبن والبخل والاستهتار بالنساء.
لم يبايع النبي
صلىاللهعليهوآله يوم بيعة الرضوان في صلح الحديبية سنة ٦ للهجرة ،
واستتر تحت بطن راحلة النبي صلىاللهعليهوآله.
مات في عهد
عثمان بن عفان.
القرآن الكريم وجد بن قيس
كان على رأس
المتخلّفين والمتقاعسين عن الحرب في غزوة تبوك سنة ٩ للهجرة ، وذلك لمّا اجتمعت
عساكر المسلمين ، وخطب فيهم النبي صلىاللهعليهوآله وحثّهم على القتال والذب عن الإسلام ، وبعد الخطبة
اجتمع حول النبي صلىاللهعليهوآله جماعة من المنافقين بينهم المترجم له ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : يا أبا وهب! ألا تنفر معنا في هذه الغزاة؟ لعلّك متخذ
من بنات الأصفر ـ أي بنات الروم واليونان ـ سراري ووصفاء ، فقال : يا رسول الله!
والله! إنّ قومي ليعلمون أنّه ليس فيهم أحد أشدّ عجبا بالنساء منّي ، وأخاف إن
خرجت معك أن لا أصبر إذا رأيت بنات الأصفر ، فلا تفتنّي وائذن لي أن أقيم. ثم أخذ
يحرّض الناس على عدم الخروج مع النبي صلىاللهعليهوآله لشدّة الحرّ ، فردّ عليه ابنه قائلا : تردّ على رسول
الله صلىاللهعليهوآله وتقول له ما تقول ، ثم تقول لقومك : لا تنفروا في الحرّ!
وبعد تلك
المحاورة نزلت فيه الآية ٤٩ من سورة التوبة : (وَمِنْهُمْ مَنْ
يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ....)
ونزلت فيه
الآية ٥٣ من نفس السورة : (قُلْ أَنْفِقُوا
طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً
فاسِقِينَ.)
ولنفاقه
وتقاعسه عن غزوة تبوك نزلت فيه كذلك الآية ٨١ من السورة السابقة : (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ
خِلافَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ
فِي سَبِيلِ اللهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ
أَشَدُّ حَرًّا ... ،) فكانت تلك الآية سببا في فضيحته وفضيحة أصحابه.
وبعد رجوع
النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين من غزوة تبوك اتفق المترجم له ومن على شاكلته
من المنافقين على أن لا يكلّموا النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ولا يجالسونهم ، فنزلت فيه وفي شخص آخر الآية
٩٤ من نفس السورة : (يَعْتَذِرُونَ
إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ
قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
....)
وشملته كذلك
الآية ١٠١ من نفس السورة ـ أي سورة التوبة ـ : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ
مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى
النِّفاقِ ....)
__________________
جعفر الطيّار عليهالسلام
هو أبو عبد
الله وأبو المساكين جعفر بن أبي طالب ، عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد
مناف بن قصي ، القرشي ، الهاشمي ، المعروف بالطيّار ، وأمّه فاطمة بنت أسد بن
هاشم.
من أعظم صحابة
النبي محمّد صلىاللهعليهوآله ، وابن عمّه ، وأخو الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام. كان شبيها بالنبي صلىاللهعليهوآله ، خلقا وخلقا ، وكان الرجل إذا رآه يقول له : السّلام
عليك يا رسول الله يظنّه النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، فيقول جعفر : لست برسول الله صلىاللهعليهوآله أنا جعفر.
عرف بالشجاعة
والجود والكرم والإحسان ؛ خطيبا ؛ بليغا ؛ مفوّها.
أسلم بعد إسلام
أخيه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وآخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين معاذ بن جبل.
كان من
المهاجرين الأوائل ، ففي السنة الرابعة أو الخامسة بعد المبعث النبوي الشريف هاجر
إلى الحبشة ، ودافع فيها عن النبي صلىاللهعليهوآله والإسلام ، وظهرت منه مواقف ومقامات محمودة أدّت إلى
اعتناق النجاشي ـ ملك الحبشة ـ الإسلام ، ولم يزل بها حتى السنة السابعة للهجرة ،
وبعد فتح خيبر رجع إلى المدينة.
في السنة
الثامنة من الهجرة اشترك في وقعة مؤتة من أرض البلقاء في الشام ، وأبلى فيها بلاء
حسنا ، وقاتل قتال الأبطال حتى استشهد في شهر جمادى الأولى من نفسه السنة ، بعد أن
قطعت يداه أبدلهما الله بجناحين يطير بهما في الجنّة ، فاشتهر بالطيّار ، دفن في
مؤتة ، وكان عمره الشريف يوم استشهد ٤١ سنة.
كان أكبر من
أخيه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بعشر سنين.
__________________
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
وروي أنّ أبا
طالب عليهالسلام رأى النبي صلىاللهعليهوآله في أحد الأيام يصلّي والإمام أمير المؤمنين عليهالسلام يصلّي عن يمينه ، فقال لولده جعفر : صل جناح ابن عمّك
وصلّ عن يساره ، فكانت أول صلاة جماعة في الإسلام.
القرآن الكريم وجعفر الطيار
نزلت فيه
وشملته جملة من الآيات الكريمة ، منها :
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ
آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ ...) البقرة ١٣.
(وَبَشِّرِ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...) البقرة ٢٥.
(فَأُولئِكَ مَعَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ ...) النساء ٦٩.
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ
النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا ...) المائدة ٨٢.
(وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا ...) الانعام ٥٤.
(وَعَلَى الْأَعْرافِ
رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ...) الأعراف ٤٦.
(إِنْ أَوْلِياؤُهُ
إِلَّا الْمُتَّقُونَ ...) الأنفال ٣٤.
(أَجَعَلْتُمْ
سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ ...) التوبة ١٩.
(أَلا إِنَّ
أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) يونس ٦٢.
(وَنَزَعْنا ما فِي
صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ...) الحجر ٤٧.
(وَالَّذِينَ هاجَرُوا
فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ...) النحل ٤١.
(وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ ...) الإسراء ٩.
(وَهُدُوا إِلَى
الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ...) الحجّ ٢٤.
(أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ...) الحجّ ٣٩.
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا
مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ...) الحجّ ٤٠.
(إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ...) النور ٦٢.
(أَفَمَنْ وَعَدْناهُ
وَعْداً حَسَناً ...) القصص ٦١.
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ...) الأحزاب ٢٣.
(وَما يَسْتَوِي
الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ ...) فاطر ٢٢.
(قُلْ يا عِبادِ
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ...) الزمر ١٠.
(كَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...) الجاثية ٢١.
(وَالَّذِينَ قُتِلُوا
فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ) محمّد ٤.
(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ
مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ...) محمّد ١١.
(إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ...) الحجرات ١٥.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ
فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ) الطور ١٧.
(وَأَنَّهُ هُوَ
أَضْحَكَ وَأَبْكى) النجم ٤٣.
(يَوْمَ لا يُخْزِي
اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ...) التحريم ٨.
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
مُسْفِرَةٌ) عبس ٣٨.
(ضاحِكَةٌ
مُسْتَبْشِرَةٌ) عبس ٣٩.
(إِنَّ الْأَبْرارَ
لَفِي نَعِيمٍ) الانفطار ١٣.
__________________
__________________
الجلاس بن سويد
هو الجلاس بن
سويد بن الصامت بن خالد بن عطية بن خوط بن حبيب بن عمرو الأنصاري ، الأوسي.
صحابيّ منافق ،
ومن الذين كانوا يؤذون النبي صلىاللهعليهوآله ، وفي غزوة تبوك كان من جملة الجماعة الذين أرادوا أن
يلقوا النبي صلىاللهعليهوآله من الثنيّة.
ولم يزل على
نفاقه حتى هداه الله وتاب واعترف بذنوبه ، وحسنت توبته.
توفّي في أيام
عثمان بن عفان.
القرآن العظيم والجلاس
في الأيام التي
كان فيها منافقا جرت خصومة بينه وبين بعض المسلمين ، فدعاهم إلى
__________________
الكهّان ـ حكام أهل الجاهلية ـ بدل أن يرفع القضية إلى النبي صلىاللهعليهوآله ليحكم فيها ، فنزلت فيه الآية ٦٠ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ
قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ
يَكْفُرُوا بِهِ ....)
ولنفاقه وشروره
وإيذائه للنبي صلىاللهعليهوآله شملته الآية ٦١ من سورة التوبة : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ
النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ....)
تخلّف عن النبى
صلىاللهعليهوآله في غزوة تبوك ، وأخذ يحث المسلمين على عدم الاشتراك مع
النبي صلىاللهعليهوآله في تلك الغزوة ، وقال في حق النبي صلىاللهعليهوآله : لئن كان هذا الرجل ـ أي رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ صادقا ، لنحن أشرّ من الحمير ، فنقل مقولته ربيبه
عمير بن سعد أو ابن أوس إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فعاتبه النبي صلىاللهعليهوآله على ذلك ، فحلف الجلاس بالله بأنّه لم يقل ، وأنّ عميرا
كذب عليه ، فنزلت فيه الآية ٧٤ من سورة التوبة : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ
ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ
وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ....)
وكذلك شملته
الآية ١٠١ من نفس السورة : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ
مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى
النِّفاقِ ....)
__________________
جميل بن معمّر
هو أبو معمّر
جميل ، وقيل : حميد بن معمّر ، وقيل : أسد بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو
القرشي ، الجمحي ، الفهري.
صحابي لبيب ،
ومن أحفظ العرب وأرواهم بمكّة ، ولنباهته وذكائه عرف بذي القلبين ، واشتهر بعدم
كتمان السرّ.
أسلم يوم فتح
مكّة سنة ٨ للهجرة ، وشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله واقعة حنين ، وشهد مع عمرو بن العاص فتح مصر.
لكثرة ما كان
يحفظ كانت قريش تقول : إنّ له قلبين ، وكان هو يقول : إنّ لي قلبين ، أعقل بكل
واحد منهما ، وإنّي أعقل من محمّد صلىاللهعليهوآله.
في واقعة بدر
عند ما انهزم المشركون ـ وهو معهم ـ فرآه أبو سفيان فقال له : ما حال الناس يا أبا
معمّر؟ فقال وهو معلّق إحدى نعليه بيده والأخرى في رجله : هم ما بين مقتول وهارب ،
فقال أبو سفيان : ما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك؟ فقال جميل : ما شعرت
إلّا أنّهما في رجلي ، فيومئذ عرف الناس أنّه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده.
ولم يزل حتى
توفّي في عهد عمر بن الخطاب وقد جاوز المائة سنة.
القرآن المجيد وجميل بن معمّر
نزلت فيه الآية
٤ من سورة الأحزاب : (ما جَعَلَ اللهُ
لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ....)
__________________
ويقال : إنّ الآية ١ من سورة الهمزة نزلت فيه : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ.)
جميلة امرأة أبي لهب
هي أمّ جميل
جميلة ، وقيل : أروى ، وقيل : صخرة بنت حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف ،
القرشية ، العبشمية ، المشهورة بحمّالة الحطب. أخت أبي سفيان ، وعمّة معاوية بن
أبي سفيان ، وزوجة ـ الملعون ـ أبي لهب.
سيّدة من
سيّدات العرب ، وشاعرة من شعرائهم ، وكانت عوراء.
لسوء حظها كانت
من أشدّ مبغضي النبي صلىاللهعليهوآله والإسلام والمسلمين ، وكانت من أكثر المشركين معارضة
وإيذاء للنبي صلىاللهعليهوآله ، فكانت عونا لزوجها في شركه وكفره وعناده للنبي صلىاللهعليهوآله ، فكانت تقوم بأدوار خبيثة لإيذاء النبي صلىاللهعليهوآله وإزعاجه ، كإلقاء الحطب
__________________
والشوك والحسك في طريق النبي صلىاللهعليهوآله لإيلامه ، وتنمّ عليه ، وتنقل أخباره وأحاديثه إلى
الكفار والمشركين ، وتعيّره بالفقر.
لكثرة بغضها
للنبي صلىاللهعليهوآله والإسلام كانت لها قلادة من الجوهر الفاخر أنفقتها في
سبيل ذلك.
ومن أشعارها في
ذمّ النبي صلىاللهعليهوآله :
مذمّما أبينا
وأمره عصينا ودينه قلينا
قال الإمام
الكاظم عليهالسلام : إنّ أمّ جميل ـ امرأة أبي لهب ـ أتت النبي صلىاللهعليهوآله حين نزلت سورة تبّت ، ومع النبي صلىاللهعليهوآله ابن أبي قحافة ، فقال أبو بكر : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله! هذه أمّ جميل مغضبة تريدك ومعها حجر تريد أن ترميك به
، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : إنّها لا تراني ، فقالت لأبي بكر : أين صاحبك؟ قال :
حيث شاء الله ، قالت : جئته ولو أراه لرميته فإنّه هجاني ، واللات والعزّى! إنّي
لشاعرة. فقال أبو بكر للنبي صلىاللهعليهوآله : يا رسول الله! لم تركتك؟ قال صلىاللهعليهوآله : لا ، ضرب الله بيني وبينها حجابا.
ماتت ميتة
قبيحة ، وذهبت كما ذهب زوجها إلى جهنم وبئس المصير.
القرآن العظيم وامرأة أبي لهب
في احدى
المرّات أبطأ الأمين جبريل عليهالسلام على النبي صلىاللهعليهوآله ، فقالت أمّ جميل للنبي صلىاللهعليهوآله : ما أرى صاحبك إلّا وقد ودّعك وقلاك ، فنزلت جوابا لها
الآية ٣ من سورة الضحى : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ
وَما قَلى.)
ونزلت فيها
الآية ٤ من سورة المسد : (وَامْرَأَتُهُ
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ.)
والآية ٥ من
نفس السورة : (فِي جِيدِها حَبْلٌ
مِنْ مَسَدٍ.)
__________________
جندب بن جنادة (أبو ذر الغفاري)
هو أبو ذر وأبو
ذرّة جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن
عبد مناف بن كنانة الغفاري ، الحجازي ، وأمّه رملة بنت الرفيقة الغفارية ، وهناك
أقوال أخر في اسمه ونسبه.
من خيرة أصحاب
النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان راسخ الإيمان بالله ، عالما فاضلا ، فقيها جليل
القدر ، مثالا للزّهد والتقى والصدق.
كان من
السابقين الأوائل إلى الإسلام ، وكان قبل إسلامه يعبد الله ولم يشرك به.
كان من أوائل
الذين عذّبوا لاعتناقهم الإسلام ، وكان يجاهر بإسلامه أمام الناس.
كان منطيقا
قوّالا بالحق ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، ولعظمة شأنه وجلالة قدره
__________________
صار من حواريّ النبي صلىاللهعليهوآله ، وأحد الأربعة الذين أمر الله نبيّه صلىاللهعليهوآله بحبّهم ، وكان أول من حيّا النبي صلىاللهعليهوآله بتحية الإسلام.
يعتبر المترجم
له أحد أركان التشيّع الأربعة ، ومن أوائل من والى وأخلص للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في القول والعمل ، فكان أوّل من لقّب بالشيعي على عهد
النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان من جملة النفر القليل الذين حضروا تشييع جنازة
فاطمة الزهراء عليهاالسلام وصلّوا عليها.
قال النبي صلىاللهعليهوآله في حقه : «أبو ذر صدّيق هذه الأمّة» فضرب المثل في
صدقه.
وقال عليهالسلام : «ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة
أصدق من أبي ذر».
وقال عليهالسلام : «أبو ذر يمشي على الأرض في زهد عيسى بن مريم عليهالسلام».
وبعد وفاة
النبي صلىاللهعليهوآله ارتدّ الناس عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام إلّا ثلاثة وهم : أبو ذر وسلمان الفارسي والمقداد
الكندي ، فلازم الإمام عليهالسلام ووالاه أشدّ الموالاة ، وكان يتجاهر بذكر فضائله وفضائل
أهل بيته.
قال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام في حقه : «ضاقت الأرض بسبعة ، بهم ترزقون ، وبهم تنظرون
، وبهم تمطرون ، منهم أبو ذر».
بعد موت أبي
بكر بن أبي قحافة انتقل إلى الشام واستوطنها ، فلم يزل بها حتى أيام حكومة عثمان
بن عفان ، فوقف منه موقف المعارض ، وأخذ ينهاه عن قبائح أعماله ، ويحتجّ على تصرّفاته
المشينة والمخالفة للإسلام ، فأبعده عثمان إلى الرّبذة من قرى المدينة ، وأمر
الناس أن يتحاموه ويجافوه.
وعند خروجه من
المدينة إلى الربذة جعل عثمان مروان بن الحكم مراقبا عليه ، فلمّا علم الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام بإبعاده ، جاء ومعه الحسنان عليهماالسلام وجماعة من المسلمين لتوديعه ، فاعترضهم مروان قائلا :
يا عليّ! إنّ أمير المؤمنين قد نهى الناس أن يصحبوا أبا ذر في مسيره ويشيّعوه ،
فإن كنت لم تدر بذلك فقد أعلمتك. فحمل عليه أمير المؤمنين عليهالسلام السوط وضرب بين أذني ناقة مروان وقال عليهالسلام : تنحّ نحّاك الله إلى النار ، ثم مضى مع أبي ذر مشيّعا
له ، ثم ودّعه وانصرف.
تصدّى للإفتاء
في عهد أبي بكر وعمر وعثمان ، وشهد فتح بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب.
له خطبة بليغة
يشرح فيها مجريات الأمور بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله جملة من الأحاديث ، وروى عنه جماعة.
قال النبي صلىاللهعليهوآله في حقّه : «يعيش أبو ذر وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده
، ويدخل الجنة وحده».
ولم يزل في
منفاه ـ الربذة ـ حتى توفّي في شهر ذي الحجة سنة ٣٢ ه ، وقيل : سنة ٣١ ه ، وصلّى
عليه عبد الله بن مسعود ، ودفن بها.
القرآن الكريم وأبو ذر
(وَتُخْرِجُونَ
فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ ...) البقرة / ٨٥.
وشملته الآية
٢٠٧ من سورة البقرة وقيل نزلت فيه : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ....)
وشملته الآية
٨٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا
تَعْتَدُوا ....) وذلك لأنّ أبا ذر وجماعة من المسلمين اتّفقوا فيما
بينهم بأن يصوموا النهار ويقوموا الليل ، ولا يناموا على الفرش ، ولا يأكلوا اللحم
وغيره من الطيبات ، ويترهّبوا ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوآله ، فجمعهم وقال : «إنّي لم أؤمر بذلك ، إنّ لأنفسكم
عليكم حقا ، فصوموا وافطروا ، وقوموا وناموا ، فإنّي أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ،
وآكل اللحم والدسم ، ومن رغب عن سنتي فليس مني».
وشملته الآية
٥١ من سورة الأنعام : (وَأَنْذِرْ بِهِ
الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ
وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ....)
ولكونه وجماعة
تخلفوا عن غزوة تبوك ثم التحقوا بالمسلمين وشاركوهم في الغزوة نزلت فيه وفي
المتخلّفين الآية ١١٧ من سورة التوبة : (لَقَدْ تابَ اللهُ
عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي
ساعَةِ الْعُسْرَةِ ....)
وشملته الآية
٢٨ من سورة الكهف : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
....)
كان من النفر القليل
الذين كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلّا الله ، فنزلت فيه وفيهم الآية ١٧ من
سورة الزمر : (وَالَّذِينَ
اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ ....)
ولنفس السبب
السابق نزلت الآية ١٨ من نفس السورة : (الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ....)
وشملته الآية ٢
من سورة محمد صلىاللهعليهوآله : (وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ
مِنْ رَبِّهِمْ ....)
__________________
__________________
جندب الغامدي
هو جندب بن
زهير ، وقيل : عبد الله بن الحارث بن كثير بن جشم ، وقيل : سبع بن سبيع بن مالك بن
ذهل بن مازن الأزدي ، الغامدي ، وقيل العامري ، الكوفي ، الملقب بجندب الخير.
صحابي ، وقيل
لم تكن له صحبة ، بل كان من رؤساء التابعين وزهّادهم ، ومن خواصّ أصحاب الامام
أمير المؤمنين عليهالسلام.
كان من أشدّ
خصوم عثمان بن عفان ، وكان يشتمه ويحرّض المؤمنين عليه ، فنفاه عثمان من الكوفة
إلى الشام ، ثم أقام بحمص.
في عهد الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام رجع إلى الكوفة ولازم بها الإمام عليهالسلام ، وحضر معه حربي الجمل وصفّين ، وفي يوم صفّين سنة ٣٧ ه
كان على رجّالة جيش الإمام عليهالسلام ،
__________________
وحارب بها محاربة الأبطال حتى استشهد.
له شعر ، منه
قوله في يوم صفّين :
هذا عليّ
والهدى حقا معه
|
|
يا ربّ
فاحفظه ولا تضيّعه
|
القرآن العظيم وجندب الغامدي
قال يوما للنبي
صلىاللهعليهوآله : إني أعمل العمل لله ، فاذا اطلع عليه سرّني ، فقال له
النبي صلىاللهعليهوآله : «إن الله تعالى طيّب لا يقبل إلّا طيّبا ، ولا يقبل
ما روئي فيه» فنزلت فيه الآية ١١٠ من سورة الكهف : (قُلْ إِنَّما أَنَا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ
يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ
رَبِّهِ أَحَداً.)
__________________
جندب الضمري
هو أبو أميّة
جندب ، وقيل : جندع ، وقيل : جيب ، وقيل : صخرة بن ضمرة بن أبي العاص الليثي ،
الضمري ، وقيل : الضميري ، الجندعي ، وقيل : الخزاعي ، وهناك أقوال أخر في اسمه
واسم أبيه وأجداده.
صحابي من
أثرياء مكّة ، وقيل : من مستضعفيها ، وكان مريضا.
القرآن وجندب الضمري
لما هاجر النبي
صلىاللهعليهوآله والمسلمون من مكّة إلى المدينة كان المترجم له شيخا
كبيرا عاجزا عن السفر ، فطلب من أبنائه أن يحملوه من مكّة إلى المدينة أسوة ببقية
المهاجرين ، فحمله بنوه على سرير وتوجهوا به إلى المدينة ، فلمّا وصلوا إلى
التنعيم ـ قرب مكّة ـ أشرف على الموت ، فصفق يمينه على شماله وقال : اللهم هذه لك
وهذه لرسولك ، أبايعك على ما بايعك عليه رسولك ، ثم توفّي ولم يصل إلى المدينة ،
فقال الناس : لو توفّي بالمدينة لكان خيرا له ، فنزلت فيه الآية ١٠٠ من سورة
النساء : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ
بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ
وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً.)
__________________
جويرية بنت الحارث
هي جويرية ،
وقيل : جويرة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة المصطلق بن
سعد بن عمرو الخزاعيّة ، المصطلقيّة.
إحدى نساء
النبي صلىاللهعليهوآله ، عرفت بالجمال والملاحة والأدب والفصاحة. سباها النبي صلىاللهعليهوآله سنة ٥ للهجرة ، وقيل : سنة ٦ للهجرة عند ما غزا قومها
بني المصطلق يوم المريسيع ، وكان أبوها سيّد خزاعة.
كانت يوم
المريسيع تحت مسافع بن صفوان المصطلقي ، فلما قتل زوجها في ذلك اليوم أسلمت
فأعتقها النبي صلىاللهعليهوآله ، ثم تزوجها بعد زينب بنت جحش ، ولم يصب النبي صلىاللهعليهوآله منها ولدا.
كانت في
الجاهلية تدعى برّة ، فلما تزوجها النبي صلىاللهعليهوآله سماها جويرية ، وصارت سببا لإعتاق الكثيرين من بني
المصطلق.
يقال : تزوجها
النبي صلىاللهعليهوآله بعد أن أسلم أبوها ، فتزوّجها منه.
روت عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وحدّث عنها جماعة.
قالت عائشة بنت
أبي بكر : كانت لا يراها أحد إلّا أخذت بنفسه ؛ لجمالها وملاحتها ، وكانت يوم
تزوّجها النبي صلىاللهعليهوآله ابنة ٢٠ سنة.
__________________
توفّيت
بالمدينة المنورة سنة ٥٠ ه ، وقيل : في شهر ربيع الأول سنة ٥٦ ه ، وقيل : سنة ٦٥
ه ، وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ وال على المدينة.
القرآن المجيد وجويرية
نزلت فيها وفي
بقيّة نساء النبي صلىاللهعليهوآله جملة من الآيات من سورة الأحزاب وهي :
الآية ٢٨ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ
لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها
فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً.)
والآية ٢٩ (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ
وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ
مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً.)
والآية ٣٠ (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ
مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ ....)
والآية ٣١ (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ
وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها
رِزْقاً كَرِيماً.)
والآية ٣٢ (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ
كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ
فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً.)
والآية ٣٣ (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا
تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ
الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ ....)
والآية ٣٤ (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ
مِنْ آياتِ اللهِ ....)
__________________
__________________
حرف الحاء
الحارث القرشي
هو الحارث بن
زيد ، وقيل : يزيد بن أبي أنيسة ، وقيل : نبيشة ، وقيل : معيص بن عامر بن لؤي
القرشي ، العامري ، المكي.
صحابيّ مهاجر.
كان قبل إسلامه
من أشدّ الناس إيذاء للنبي صلىاللهعليهوآله وللمسلمين بمكّة ، فلمّا أسلم هاجر إلى المدينة.
القرآن والحارث القرشي
كان الحارث قبل
أن يسلم يقوم بتعذيب المسلمين ، ومن الّذين تولّى تعذيبهم عياش بن أبي ربيعة
المخزومي ، فحلف عياش إن مكّنه الله منه قتله.
فلمّا أسلم
المترجم له وتوجّه إلى المدينة مهاجرا لقيه في الطريق عياش ولم يعلم بإسلام الحارث
، ويحسب أنّه على كفره ، فعلاه بالسيف وقتله ، ثم أخبروه بإسلام الحارث ، فجاء إلى
النبي صلىاللهعليهوآله وقال : إنّي لم أعلم بإسلامه حتى قتلته ، فنزلت فيه وفي
الحارث الآية ٩٢ من سورة النساء : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ
أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً
فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ ....)
وكان مقتله عند
قبا ، وقيل : عند البقيع ، وقيل : في الحرة.
__________________
الحارث بن سويد
هو الحارث بن
سويد بن الصامت بن خالد بن عطيّة بن خوط ، وقيل : حوط بن حبيب الأنصاري ، الأوسي ،
من بني عمرو بن عوف.
صحابي ، حكم
النبي صلىاللهعليهوآله عليه بالقتل فقتل.
أسلم وصحب
النبي صلىاللهعليهوآله ، وشهد معه واقعتي بدر وأحد.
في الجاهلية
قتل المجذر بن زياد البلوي والد المترجم له ، وبعد أن أسلم الحارث والمجذر واشتركا
في واقعة أحد مع النبي صلىاللهعليهوآله اغتال الحارث المجذر وقتله ، فجاء جبريل عليهالسلام إلى النبي صلىاللهعليهوآله وأخبره بمقتل المجذر ، وأمره من قبل الله بقتل الحارث ،
فأمر النبي صلىاللهعليهوآله عويم بن ساعدة ، وقيل : عثمان بن عفان بأن يضرب عنق
الحارث ، ففعل ذلك على باب مسجد قباء.
القرآن الكريم والحارث بن سويد
نزلت فيه الآية
٨٣ من سورة آل عمران : (أَفَغَيْرَ دِينِ
اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً
وَكَرْهاً ....)
وشملته الآية
٨٥ من نفس السورة : (وَمَنْ يَبْتَغِ
غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ....)
بعد أن أسلم
صحب النبي صلىاللهعليهوآله مدّة ، ثم ارتدّ ولحق بقومه الكفّار في مكّة ، وكفر
__________________
بالله ، فنزلت فيه الآية ٨٦ من السورة المذكورة آنفا : (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا
بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ ....)
ثم ندم فرجع
إلى المدينة وأعلن توبته وأسلم ثانية ، فقبل النبي صلىاللهعليهوآله توبته وحسن إسلامه.
وشملته الآية
٩١ من نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ ....)
الحارث بن الصمّة
هو أبو سعد
الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر بن مالك بن النجّار الخزرجي ،
النجاري ، الأنصاري ، وأمّه تماضر بنت عمرو.
__________________
أحد صحابة
النبي صلىاللهعليهوآله من الأنصار.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله واقعة أحد ، وآخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين صهيب بن سنان ، وبايع النبي صلىاللهعليهوآله على الموت.
استشهد في
واقعة بئر معونة في شهر صفر في السنة الرابعة للهجرة.
القرآن المجيد والحارث بن الصمة
بعد واقعة أحد
نزلت فيه وفي جماعة من المسلمين الآية ١٥٤ من سورة آل عمران : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ
الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً ....)
وشملته كذلك
الآية ٤ من سورة الصفّ : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ
الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ.)
__________________
الحارث بن ضرار
هو أبو مالك ،
الحارث بن ضرار ، وقيل : أبي ضرار الخزاعي ، المصطلقي.
صحابي حجازي ،
تزوّج النبي صلىاللهعليهوآله من ابنته جويرية.
كان في
الجاهلية من رجالات العرب وسيّد بني المصطلق ، أسلم على يد النبي صلىاللهعليهوآله.
القرآن العظيم والحارث بن ضرار
بعد أن أسلم
رجع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام ويجمع الزكاة منهم ، فاستجاب له جماعة منهم
واعتنقوا الإسلام ، فجمع منهم الزكاة ، ثم أرسل النبي صلىاللهعليهوآله إليه الوليد بن عقبة بن أبي معيط ليستلم ما جمعه من
الزكاة ، وكانت بين الوليد وبني المصطلق عداوة قديمة ، فلما قارب الوليد أحياءهم
خرج الحارث وجماعة من عشيرته الذين أسلموا لاستقباله ، فحسبهم الوليد مقاتليه ،
فرجع إلى النبي صلىاللهعليهوآله ولم يقابلهم ، فلما دخل على النبي صلىاللهعليهوآله قال : ارتدّ بنو المصطلق ومنعوا الزكاة وأرادوا قتلي ،
فغضب النبي صلىاللهعليهوآله وهمّ على غزوهم ، فبلغ الأمر إلى الحارث ، فقدم على
النبي صلىاللهعليهوآله ، فلما رآه النبي صلىاللهعليهوآله قال : منعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟ فقال الحارث : لا ،
والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا أتاني ، فنزلت الآية ٦ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ
جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ ....)
__________________
الحارث بن عامر
هو الحارث بن
عامر وقيل : عثمان بن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي ، النوفلي ، أخو أبي
لهب لأمّه.
من سادات قريش
وأشرافهم في الجاهلية ، وكانت إليه الرفادة. أدرك الإسلام ولم يسلم ؛ لطغيانه
وولوغه في كفره.
اشترك مع
المشركين في واقعة بدر الكبرى ، وكان على ميمنة جيوشهم ، والمطعمين فيها ،
والمتحمّسين والباذلين أموالهم في سبيل دحر وهلاك النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
كان من أشدّ
أعداء النبي صلىاللهعليهوآله والمؤذين له ، والمتهمين له بالشعر والسحر والجنون.
كان من جملة
المشركين الذين باتوا حول دار النبي صلىاللهعليهوآله لاغتياله ، ولكنّ الله أخبر نبيّه بمؤامرتهم ، فأبات
النبي صلىاللهعليهوآله تلك الليلة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في فراشه ، وذهب إلى الغار ، ومن ثم هاجر إلى المدينة ،
فنجا من مكيدة المترجم له ومن على شاكلته من الأوغاد.
كان النبي صلىاللهعليهوآله قد نهى عن قتله يوم بدر ، وقال : ائسروه ولا تقتلوه ،
ولكن خبيب بن أساف ، وقيل : يساف ، وقيل : عدي قتله ولا يعرفه.
القرآن الكريم والحارث بن عامر
كان في غياب
النبي صلىاللهعليهوآله يذكره بالخير ويمدحه بالصدق ، وإذا واجهه يقول له : نحن
__________________
نعلم بأنّ كل ما تقوله حقّ وصحيح ، ولكن لو تابعناك وآمنّا بك احتقرتنا
العرب ، ونحن لا نطيق ذلك. فنزلت فيه الآية ٣٣ من سورة الأنعام : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ
الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ
اللهِ يَجْحَدُونَ.)
كان النبي صلىاللهعليهوآله يودّ كثيرا أن يسلم المترجم له ، فكان يلحّ عليه
ويشجّعه ويحثّه على ذلك ، ولكن سوء حظّه كان يمنعه من ذلك ، فكان ذلك يعزّ على
النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيه الآية ٣٥ من نفس السورة : (وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ
إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ ....)
ونزلت فيه
الآية ٥٧ من سورة القصص : (وَقالُوا إِنْ
نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا ....)
وشملته الآية ١
من سورة محمّد صلىاللهعليهوآله : (الَّذِينَ كَفَرُوا
وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)
في أحد الأيام
أذنب ذنبا فاستفتى النبي صلىاللهعليهوآله في ذلك ، فأمره النبي صلىاللهعليهوآله أن يكفّر ، فقال : لقد ذهب مالي في الكفّارات والنفقات
، فنزلت فيه الآية ٦ من سورة البلد : (يَقُولُ أَهْلَكْتُ
مالاً لُبَداً.)
__________________
الحارث المحاربي
هو الحارث ،
وقيل : الوارث بن عمرو بن حارثة بن محارب بن حفصة المحاربي من سكان البادية.
القرآن المجيد والحارث المحاربي
وفد على النبي صلىاللهعليهوآله وقال : يا رسول الله! أخبرني عن الساعة متى قيامها؟
وإنّي ألقيت حبّاتي في الأرض وقد أجدبت ، فمتى ينزل المطر؟ وتركت امرأتي حبلى فما
ذا تلد ، أذكر أم أنثى؟ وأخبرني يا رسول الله! بأي أرض أموت؟ فنزلت جوابا لأسئلته
الآية ٣٤ من سورة لقمان : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ
عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما
تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ
إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.)
الحارث بن قيس
هو الحارث بن
قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي ، السهمي ، الخزاعي ، المعروف
بابن الغيطلة أو الطلالة ، وهي أمّه.
من سادات
وأشراف قريش في الجاهلية ، وكانت تجمع عنده الأموال التي كانوا يهبونها لأصنامهم.
__________________
كان يعبد
الأحجار ، فيتّخذ حجرا فيعبده ، فإذا وجد أحسن منه تركه وعبد الآخر.
كان من ألدّ
خصوم النبي صلىاللهعليهوآله ، ومن أشدّهم ايذاء واستهزاء به ، وأكثرهم غمزا له.
يقال : إنه
أسلم وصحب النبي صلىاللهعليهوآله وهاجر إلى الحبشة ، وكثير من المؤرخين والمحققين ينكرون
صحبته.
دعا عليه النبي
صلىاللهعليهوآله بالهلاك ، فاستجيبت دعوته ، فهلك قبل واقعة بدر على أثر
تناوله حوتة مملوحة ، فلم يزل يشرب الماء حتى مات ، وقيل : مات على أثر إصابته
بداء الذبحة ، وقيل : امتلأ رأسه قيحا ، فهلك.
القرآن العظيم والحارث بن قيس
شملته الآية ٩٤
من سورة الحجر : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ
وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ.)
والآية ٩٥ من
السورة نفسها : (إِنَّا كَفَيْناكَ
الْمُسْتَهْزِئِينَ.)
والآية ٩٦ من
نفس السورة : (الَّذِينَ
يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ.)
ونزلت فيه
الآية ٤ من سورة غافر : (ما يُجادِلُ فِي آياتِ
اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ.)
كان يقول : قد
غرّ محمد صلىاللهعليهوآله أصحابه ووعدهم أن يحيوا بعد الموت ، والله! ما يهلكنا
الّا الدهر ، فنزلت فيه الآية ٢٣ من سورة الجاثية : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ
اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ ....)
__________________
الحارث بن هشام
هو أبو عبد
الرحمن الحارث ، وقيل : الحرث بن هشام ، وقيل : هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن
عمر بن مخزوم القرشي ، المخزومي ، المكّي ، وأمّه أمّ الجلاس بنت عثمان المخزوميّة
، أخو أبي جهل وابن عمّ خالد بن الوليد.
صحابي مكّي من
المؤلّفة قلوبهم.
أسلم يوم فتح
مكّة في السنة الثامنة للهجرة ، وسكن المدينة المنوّرة ، وشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله واقعة حنين.
كان في
الجاهلية من سادات وأشراف قومه ، شهد واقعة بدر مع المشركين وهو كافر ، ثم انهزم ،
وكان من المطعمين في تلك المعركة.
يوم فتح مكة
أجارته أمّ هاني بنت أبي طالب عليهالسلام ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لها : قد أجرنا من أجرت ، فنجا من سيف الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام الذي أراد قتله.
في أيام أبي
بكر بن أبي قحافة ، وقيل : في أيام عمر بن الخطاب ، خرج بأهله وأمواله من مكّة إلى
الشام ، وشهد بها واقعتي فحل وأجنادين ، ولم يزل بها حتى هلك في طاعون عمواس سنة
١٨ ه ، وقيل : سنة ١٧ ه ، وقيل : استشهد يوم اليرموك في رجب سنة ١٥ ه.
في السنة
الثامنة من الهجرة ـ لمّا افتتح النبي صلىاللهعليهوآله مكّة ـ أمر بلالا الحبشي أن يؤذّن فوق سطح الكعبة ،
فلما أذّن وسمعه الناس ، قال الحارث : وا ثكلاه! ليتني متّ قبل أن أسمع بلالا ينهق
فوق الكعبة!
تزوّج عمر بن
الخطاب من ابنته أم حكيم.
__________________
القرآن الكريم والحارث بن هشام
كان من جملة
الذين نقضوا العهد مع النبي صلىاللهعليهوآله ، وهمّوا بإخراجه من مكّة ، فشملته الآية ١٢ من سورة
التوبة : (وَإِنْ نَكَثُوا
أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ ....)
ونزلت فيه وفي
بقية المشركين المطعمين ببدر الآية ١ من سورة محمّد صلىاللهعليهوآله : (الَّذِينَ كَفَرُوا
وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)
وفي يوم فتح
مكة أمر النبي صلىاللهعليهوآله بلالا أن يصعد الكعبة ويؤذّن في الناس ، فلما أذن وسمعه
الناس قال المؤلفة قلوبهم والذين في نفوسهم مرض عبارات تعبّر عن تفاخرهم بأنسابهم
وكثرة أموالهم واحتقارهم للفقراء والمستضعفين أمثال بلال ، فمما قاله الحارث في
ذلك اليوم : أما وجد محمّد صلىاللهعليهوآله غير هذا الغراب الأسود مؤذنا؟! فنزلت فيه الآية ١٣ من
سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ....)
وبعد أن أسلم
هو وجماعة من المشركين يوم الفتح نزلت فيهم الآية ٧ من سورة الممتحنة : (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ....)
__________________
حاطب بن أبي بلتعة
هو أبو عبد
الله ، وقيل : أبو محمّد حاطب بن أبي بلتعة ، عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل
بن العتيك اللخمي ، الأسدي ، وقيل : الأزدي ، وقيل : المذحجي ، المكي.
صحابي ، شهد مع
النبي صلىاللهعليهوآله بدرا والحديبية وأحدا وبقية المشاهد.
كان من أهل
مكّة ، وكان في الجاهلية من رماة العرب المشهورين ومن فرسانهم
__________________
وشعرائهم.
أسلم وهاجر إلى
المدينة ، وكان يتاجر بالطعام وغيره.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين رخيلة بن خالد.
في السنة
السادسة من الهجرة حمّله النبي صلىاللهعليهوآله رسالة إلى المقوقس ملك الأقباط وصاحب الإسكندرية يدعوه
فيها إلى الإسلام.
توفّي بالمدينة
المنوّرة سنة ٣٠ ، وصلّى عليه عثمان بن عفان ، وعمره يوم وفاته كان ٦٥ سنة.
القرآن المجيد وحاطب
نزلت فيه الآية
٦٥ من سورة النساء : (فَلا وَرَبِّكَ لا
يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ ....)
والآية ٢٣ من
سورة التوبة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ
اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.)
وفي الأيام
التي كان النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمون يستعدّون لفتح مكّة ، وقيل : عند صلح
الحديبية أتت سارة المغنّية ، وقيل : كنود المزينيّة ، مولاة عمر بن صهيب إلى
النبي صلىاللهعليهوآله من مكّة إلى المدينة ، فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله : أمسلمة جئت؟ قالت : لا ، فقال صلىاللهعليهوآله : فما جاء بك؟ قالت : أنتم الأهل والعشيرة والموالي ،
وقد احتجت حاجة شديدة فقدمت عليكم لتعطوني وتكسوني ، فحث النبي صلىاللهعليهوآله بني عبد المطلب وغيرهم ، فكسوها وحملوها وأعطوها. ثم
التقى بها المترجم له فحمّلها كتابا إلى أهل مكّة وأعطاها عشرة دنانير على أن توصل
الكتاب إليهم ، وكتب في الكتاب : من حاطب إلى أهل مكّة ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يريدكم فخذوا حذركم.
فخرجت سارة ،
وهبط الأمين جبريل صلىاللهعليهوآله على النبي صلىاللهعليهوآله وأخبره بمكيدة حاطب ، فعند ذاك أرسل النبي صلىاللهعليهوآله الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام مع نفر من المسلمين ليتعقّبوا المرأة ، وقال عليهالسلام لهم : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ـ بين مكّة والمدينة
ـ فإنّ فيها ظعينة ، ومعها كتاب حاطب إلى المشركين ، فخذوه منها ، وخلّوا سبيلها ،
فإن امتنعت
اضربوا عنقها.
فخرج الإمام عليهالسلام وصحبه حتى لحقوا بها ، فقالوا لها : أين الكتاب؟ فحلفت
بالله ما معها كتاب ، ففتشوا متاعها فلم يجدوا كتابا ، فهمّوا بالرجوع ، فقال
الإمام عليهالسلام بعد أن سلّ سيفه : أخرجي الكتاب وإلّا ضربت عنقك ، فلما
رأت الجدّ من الإمام عليهالسلام أخرجته من ذؤابتها وقيل : من فرجها ، فرجعوا بالكتاب
إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فأرسل النبي صلىاللهعليهوآله إلى حاطب وأحضره وقال له : ما حملك على ما صنعت؟ فأخذ
يعتذر إلى النبي صلىاللهعليهوآله إلى أن قال : لم يكن أحد من المهاجرين ، إلّا وله بمكّة
من يمنع عشيرته ، وكنت غريبا فيهم ، وكان أهلي بين ظهرانيهم ، فخشيت على أهلي ،
فأردت أن اتّخذ عندهم يدا ، وقد علمت أنّ الله ينزل بهم بأسه ، وكتابي لا يغني
عنهم شيئا. فلمّا سمعه النبي صلىاللهعليهوآله صدّقه وعذره ، فنزلت فيه الآية ١ من سورة الممتحنة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ
بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ....)
__________________
حبيب النجّار
هو حبيب بن
إسرائيل ، وقيل : مري النجّار ، الأنطاكي ، المعروف بمؤمن آل يس.
اسمه بالعبرية
: اغابوس ، وقيل : تئوفلس ، ويعني حبيب الله.
كان من أهل
أنطاكية ، وكان نجّارا ، وقيل : قصّارا ، وقيل : حبّالا ، وقيل : إسكافا ، وقيل :
كان من رعاة الغنم بأنطاكية ، وقيل : كان ينحت الأصنام بها.
كان معاصرا
لعيسى بن مريم عليهالسلام في فترة ملوك الطوائف ، هداه الله فآمن به ووحّده
واعتنق المسيحية سرا ، وكان يكتم إيمانه خوفا من أعداء الله.
__________________
كان يتعبد الله
في غار بأنطاكية ، فكان يقضي أكثر أوقاته فيه ، ولمّا علم قومه بإيمانه واتّباعه
شريعة عيسى عليهالسلام قتلوه ، ودفن في أنطاكية ، وذلك قبل أن يرفع الله عيسى عليهالسلام إليه.
وبعد مقتله
أنزل الله غضبه على قومه فأهلكهم بالصيحة عن بكرة أبيهم.
قال النبي صلىاللهعليهوآله : الصدّيقون ثلاثة : علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ومؤمن آل فرعون ، وحبيب النجّار.
القرآن الكريم وحبيب النجار
قبل أن يستيقظ
ضميره ويؤمن بالله وبالمسيحيّة التقى برسولين من حواريّي عيسى عليهالسلام بأنطاكية ، جاءا ليبلّغا للتوحيد وشريعة عيسى عليهالسلام ، وكانا بإذن الله يشفيان الأكمه والأبرص ، ويحييان
الموتى ، وبعد أن أخبراه بأمرهما ، طلب منهما أن يشفيا ولدا له كان مريضا منذ زمن
بعيد ، فأشفياه ، فآمن بهما وصدّقهما ، وبعد أن في شيء خبرهما في أنطاكية صمّم
الملك أنطيخس ـ ملك أنطاكية ـ على قتلهما ، فبلغ ذلك المترجم له ، فهرع إلى
الأنطاكيّين يحذّرهم من قتلهما خوفا من غضب الله عليهم ، فنزلت فيه الآية ٢٠ من
سورة يس : (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا
الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ.)
فأجابه قومه :
أنت تؤمن بهذين الرسولين وتخالف ديننا ، فنزلت الآية ٢٢ من نفس السورة معبّرة عن
جوابه لهم : (وَما لِيَ لا
أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.)
فلما سمعوا
جوابه هجموا عليه وقتلوه ، فأوجب الله له الجنّة ، وبعد استشهاده تحدثت الآية ٢٦
من السورة نفسها عنه : (قِيلَ ادْخُلِ
الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ.)
والآية ٢٧ من
نفس السورة : (بِما غَفَرَ لِي
رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ.)
__________________
حرقوص بن زهير
هو حرقوص بن زهير
، وقيل : سعد بن زهير التميمي ، وقيل : السعدي ، المعروف بأبي الخواص ، وابن ذي
الخويصرة ، وذي الخواص ، وقيل : كان يعرف بذي الثدية.
صحابي من
المؤلّفة قلوبهم ، وأحد أقطاب المنافقين ، ورئيس الخوارج الحرورية ، ويقال : شهد
صلح الحديبية مع النبي صلىاللهعليهوآله.
كان أسود منتن
الريح على كتفه مثل حلمة الثدي عليها شعيرات كشوارب الهر ، وعرف عنه أنّه كان لم
يحفظ حرمة المساجد ، فكان يبول في مسجد النبي صلىاللهعليهوآله بالمدينة.
في حكومة عمر
بن الخطاب اشترك في فتح الأهواز ، وفي عهد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام كان من شيعته ومناصريه ، واشترك إلى جانبه في صفّين ،
وحارب بين يديه ، ثم ساءت
__________________
عاقبته بعد مؤامرة التحكيم في صفّين ، فانشقّ عن الإمام عليهالسلام وصار من أشدّ مناوئيه والمعادين له ، فترأس جماعة من
الخوارج عرفوا بالحرقوصية نسبة اليه.
في سنة ٣٧ ه ،
وقيل : سنة ٣٨ ه ، كان من جملة قادة الخوارج الذين حاربوا الإمام عليهالسلام يوم النهروان ، ولم يزل يحارب الإمام عليهالسلام حتى قتله جيش بن ربيعة الكناني ، ويقال : لما ظفر
الإمام عليهالسلام بالخوارج يوم النهروان وأهلكهم أمر الإمام عليهالسلام أصحابه أن يبحثوا عنه ، فوجدوه قد هرب واستخفى في موضع
، فألقوا القبض عليه ، وتفحّصوا عنه فوجدوا له ثديا كثدي النساء ، فأمر الإمام عليهالسلام بقتله.
قال النبي صلىاللهعليهوآله في حقّه : «يخرج من ضئضئ هذا قوم يحقّر أحدكم صلاته مع
صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدّين مروق السهم من الرميّة ، فأينما
لقيتموهم فاقتلوهم فإنّهم شرّ قتلى تحت أديم السماء».
له شعر ، منه :
غلبنا
الهرمزان على بلاد
|
|
لها في كلّ
ناحية ذخائر
|
ومن الجدير
بالذكر أنّ هناك جماعة من المؤرّخين والمحقّقين فرّقوا بين ابن ذي الخويصرة وبين
ذي الثدية.
القرآن الكريم وحرقوص
نزلت فيه الآية
٥٨ من سورة التوبة : (وَمِنْهُمْ مَنْ
يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ ...)
__________________
حسّان بن ثابت
هو أبو الوليد
، وقيل : أبو عبد الرحمن ، وقيل : أبو الحسام حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن
عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك الخزرجي ، النجّاري ، الأنصاري ، المدني
، وأمّه الفريعة بنت خالد بن خنيس الخزرجية الأنصارية ، فكان ينسب إليها ، ويعرف
بابن الفريعة.
صحابي مشهور ،
وأحد شعراء النبي صلىاللهعليهوآله المخلصين ، وأشعر أهل المدن في عصره.
ولد بالمدينة
المنوّرة ، وقال الشعر ، وأصبح من فحول شعراء الجاهلية.
في الجاهلية
قصد دمشق وتقرّب بها من بلاط الغساسنة ومدح ملوكهم ونال
__________________
جوائزهم ، وكذلك مدح ملك الحيرة النعمان بن المنذر وحظي لديه.
وبعد أن أسلم
أخذ النبي صلىاللهعليهوآله ينصب له منبرا في المسجد ، فيصعده حسان ويفاخر برسول
الله صلىاللهعليهوآله ويدافع عنه ويهجو أعداءه ومناوئيه من الكفار والمشركين
، ويذكر مثالبهم وعيوبهم ، وكان النبي صلىاللهعليهوآله يقول : إنّ الله يؤيّد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول
الله صلىاللهعليهوآله.
وكان النبي صلىاللهعليهوآله يخاطبه ويقول : «لا زلت مؤيّدا بروح القدس ما نصرتنا
بلسانك».
كان أوّل من
نظم الشعر الديني في الإسلام ، وأدخل في شعره كثيرا من الآيات القرآنية.
كان في حياة
النبي صلىاللهعليهوآله وبعد وفاته مخلصا للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، مواليا له ، فقال فيه غرر القصائد والمدائح الكثيرة ،
ونظم حديث غدير خم ، ولكنّه ـ ولسوء حظّه ـ انقلب على الإمام عليهالسلام حتى وصل به الأمر بأن سبّ الإمام عليهالسلام وشتمه ولم يبايعه بعد موت عثمان بن عفان ، بل كان ـ بالعكس
ـ يحرّض الناس عليه ، ويدعو لنصرة معاوية بن أبي سفيان.
عرف بالجبن ،
فلم يشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله أي مشهد من المشاهد ، وفي يوم الخندق جعله النبي صلىاللهعليهوآله مع النساء والصبيان.
ومن شعره الذي
يدلّ على إخلاصه لعثمان بن عفان وانحرافه عن الإمام عليهالسلام :
يا ليت شعري
وليت الطير يخبرني
|
|
ما كان شأن
علي وابن عفانا
|
لتسمعنّ
وشيكا في ديارهم
|
|
الله أكبر يا
ثارات عثمانا
|
عاش ٦٠ سنة في
الجاهلية ومثلها في الإسلام ، وبعد أن كفّ بصره توفّي بالمدينة المنورة سنة ٤٠
وقيل : سنة ٥٠ ه ؛ وقيل : سنة ٥٤ ه ؛ وقيل سنة ٥٣ ه.
له «ديوان شعر».
القرآن المجيد وحسان بن ثابت
اشترك مع جماعة
في توجيه التهمة إلى عائشة بنت أبي بكر ، وقذفوها بالفاحشة ،
فأمر النبي صلىاللهعليهوآله بجلده وجلد الآخرين ، فنزلت فيهم ـ وهو منهم ـ الآية ١١
من سورة النّور : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ
بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ.)
وكذلك شملته
الآية ٢٣ من نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ ....)
والآية ٢٢٧ من
سورة الشعراء : (إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً ...)
وسببها : لمّا
نزلت الآية ٢٢٤ من نفس السورة : (وَالشُّعَراءُ
يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ.) جاء هو وشعراء على شاكلته إلى النبي صلىاللهعليهوآله وسألوه هل تشملهم الآية المذكورة؟ فنزلت الآية ٢٢٧
المذكورة أعلاه ، فاستثنته وغيره من الشعراء المؤمنين.
__________________
__________________
الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام
هو أبو محمد
وأبو القاسم الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي ،
العدناني ، المضري ، وأمّه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت النبي الأكرم
محمّد المصطفى صلىاللهعليهوآله.
لقّب بألقاب
عديدة ، منها : المجتبى ، والزكي ، والسبط الأول ، والتقي ، والزاهد ، والأمير ،
والحجّة وغيرها.
هو الإمام
الثاني من أئمة أهل البيت المعصومين عليهمالسلام ، وسبط النبي محمّد صلىاللهعليهوآله وريحانته من الدنيا ، والنجل الأكبر للإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام ، وأحد سيّدي شباب أهل الجنة.
ولد بالمدينة
المنوّرة في النصف من شهر رمضان المبارك من السنة الثالثة للهجرة ، وقيل : في
السنة الثانية من الهجرة ، وقيل : بعد الهجرة النبوية بأربع سنوات وتسعة أشهر
ونصف.
جاءت به أمّه
الزهراء عليهاالسلام بعد مولده بسبعة أيام إلى جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله فسمّاه حسنا ، وعقّ عنه كبشا.
كان في قمة
المجد والسؤدد والنسب الرفيع وطهارة المولد ، رضع من ثدي أمّه الزهراء عليهاالسلام ، وهي أقدس وأشرف امرأة على وجه الأرض ، وتربّى في بيت
خدّامه الملائكة ، ونشأ في أجواء الوحي والرسالة والنبوّة ، وشبّ في محيط تكتنفه
الآيات والسور ، وترعرع على عبادة الله مخلصا له متفانيا في ذاته جلّ وعلا ، فصار
مجمعا للخصال الحميدة ، كالزهد والتّقى والورع ، بالإضافة إلى تبحّره في العلوم
والمعارف.
كان أشبه الناس
بجدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وورث منه الهيبة والسؤدد.
صار مضرب
الأمثال في الجود والكرم والحلم ، وكان مأوى الفقراء والمستضعفين
__________________
والمحرومين.
عرف بالصدق
ورحابة الصدر والفصاحة وحسن المنطق وسرعة البديهة.
عاش مع جدّه
النبي صلىاللهعليهوآله ٧ سنين ، ومع أبيه المرتضى عليهالسلام ٣٠ سنة ، ولم يزل مع أخيه الإمام الحسين عليهالسلام حتى استشهد مسموما.
بويع للخلافة
والإمامة بعد استشهاد أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام في شهر رمضان سنة ٤١ ه وذلك بنص من أبيه.
عاش بعد أبيه
مظلوما مضطهدا ، حيث ابتلي ـ كأبيه ـ بعصابات شريرة ومن أتعس خلق الله سيرة وخلقا
، فكانوا يضمرون له ـ كما كانوا لأبيه ـ العداوة والبغضاء ، فواجهوه بالإهانة
والسب له ولأبيه ، فكان يقابلهم بصبره وحلمه الواسع.
كان على رأس
أعدائه ومناوئيه بنو أمية بزعامة معاوية بن أبي سفيان وأشياعه ، وأم المؤمنين ـ عائشة
بنت أبي بكر ـ وأتباعها ، فلاقى منهم صنوف التحدّيات والعذاب ، حتى انتهى بهم
الأمر بأن أعلنوا عليه الحرب ، ولكنّه ـ لبعد نظره وإمعانه في مصالح الإسلام والمسلمين
وحلمه وصبره وتجلّده ـ فضّل الهدنة والمصالحة مع زعيم العصابة معاوية ، وذلك حرصا
منه على دماء ومصالح المسلمين ، فوقّع على وثيقة صلح بينه وبين معاوية في شهر ربيع
الأول سنة ٤١ ه ، وذلك بعد تسلّمه منصب الخلافة والإمامة بستة أشهر وثلاثة أيام.
ولم يزل يسكن المدينة المنوّرة تحت ظروف قاسية وأجواء رهيبة حتى دس إليه معاوية
السم عن طريق زوجته جعدة بنت الأشعث بعد أن أغراها بالأموال وبعض المغريات الأخرى
، فمرض على أثر ذلك السم ، فلزم فراشه أربعين يوما ، ثم التحق بالرفيق الأعلى ،
وذلك لليلتين بقيتا من صفر سنة ٥٠ ه ، وقيل : سنة ٤٩ ه ، وقيل : سنة ٥١ ه وله
من العمر ٤٧ سنة ، وقيل : ٤٨ سنة ، ودفنه أخوه الإمام الحسين عليهالسلام في البقيع عند جدّته فاطمة بنت أسد.
كان من المقرر
أن يدفن عند جده رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولكن أعداءه وأعداء أبيه أمثال عائشة ومروان بن الحكم
ومن على شاكلتهم عارضوا دفنه عند جدّه.
قال عبد الله
بن العباس : أقبلت عائشة في أربعين راكبا على بغل مرحل ، وهي
تقول : ما لي ولكم ، تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحب. فقال لها
ابن عباس بعد كلام :
جمّلت وبغّلت
ولو عشت لفيّلت.
وقال في ذلك
الصقر البصري الشاعر ، مخاطبا عائشة :
ويوم الحسن
الهادي
|
|
على بغلك
أسرعت
|
ومايست
ومانعت
|
|
وخاصمت
وقاتلت
|
وفي بيت رسول
الله
|
|
بالظلم
تحكّمت
|
هل الزوجة
أولى با
|
|
لمواريث من
البنت
|
لك التسع من
الثمن
|
|
فبالكل تحكمت
|
تجمّلت
تبغّلت
|
|
ولو عشت
تفيّلت
|
ولما وصل خبر
استشهاده إلى معاوية في الشام أظهر فرحا وسرورا حتى سجد وسجد من كان معه.
تزوّج عليهالسلام من عدة زوجات ، فأنجبن له ستة عشر ولدا وبنتا : أنجبت
له أم بشر بنت أبي مسعود الخزرجية : زيدا وأم الحسن وأم الحسين.
وخولة بنت
منظور الفزارية ولدت له الحسن.
وأنجب من زوجته
أمّ ولد : عمرا وعبد الله والقاسم.
وأنجب من أمّ
ولد أخرى عبد الرحمن.
وولدت له أمّ
اسحاق بنت طلحة التيميّة : الحسين الأثرم وطلحة وفاطمة.
وصار له من
نساء أخر كلا من أبي بكر وأمّ عبد الله وأمّ سلمة وفاطمة ورقيّة.
روى عليهالسلام أحاديث معتبرة عن جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله وأبيه أمير المؤمنين عليهالسلام وروى عنه جماعة من الصحابة والتّابعين.
القرآن المجيد والامام الحسن المجتبى عليهالسلام
شملته جملة من
الآيات الكريمة منها :
الآية ٦١ من
سورة آل عمران : (أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ ....)
والآية ١١٠ من
السورة نفسها : (كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ....)
والآية ١٨٦ من
نفس السورة : (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ....)
والآية ٩٦ من
سورة مريم : (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا.)
والآية ٧٤ من
سورة الفرقان : (هَبْ لَنا مِنْ
أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ....)
والآية ٧٥ من
نفس السورة : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ
الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً.)
والآية ٧٦ من
السورة نفسها : (خالِدِينَ فِيها
حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً.)
والآية ٥٩ من
سورة النمل : (قُلِ الْحَمْدُ
لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى ....)
والآية ٣٣ من
سورة الأحزاب : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً.)
والآية ٢٣ من
سورة الشورى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ....)
والآية ٢٢ من
سورة الرحمن : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا
اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ.)
والآية ٢٨ من
سورة الحديد : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ
مِنْ رَحْمَتِهِ ....)
والآية ٧ من
سورة الإنسان : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ
وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً.)
والآية ٨ من
نفس السورة : (وَيُطْعِمُونَ
الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً.)
والآية ١٨ من
سورة المطفّفين : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ
الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ.)
والآية ١ من
سورة التين (وَالتِّينِ
وَالزَّيْتُونِ.)
الأحاديث النبوية الواردة في حق الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام أو الشاملة له
قال النبي صلىاللهعليهوآله : «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة».
وقال صلىاللهعليهوآله :«من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني ، ومن أبغضهما فقد
أبغضني».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من أحبّ الحسن والحسين أحببته ، ومن أحببته أحبّه
الله ، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة ، ومن أبغضهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله
، ومن أبغضه الله خلّده النار».
وقال صلىاللهعليهوآله وهو يومئ إلى الحسن والحسين عليهماالسلام : «من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمّهما كان معي في
درجتي في الجنّة يوم القيامة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «الولد ريحانة ، والحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا».
وقال صلىاللهعليهوآله : وهو يومئ إلى الحسنين عليهماالسلام : «هذان ابناي وابنا ابنتي ، اللهم! إنّي أحبّهما
فأحبّهما وأحبّ من يحبّهما».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ حبّ عليّ قذف في قلوب المؤمنين فلا يحبّه إلّا
مؤمن ولا يبغضه إلّا منافق ، وإنّ حبّ الحسن والحسين قذف في قلوب المؤمنين
والمنافقين والكافرين فلا ترى ذامّا لهم».
وقال صلىاللهعليهوآله مخاطبا للحسنين عليهماالسلام : «بأبي وأمّي من أحبّني فليحبّ هذين».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من سره أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة ، فلينظر
إلى الحسن بن عليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : وهو يومئ إلى الإمام الحسن عليهالسلام : «إنّ ابني هذا سيّد ، لعلّ الله يصلح به بين فئتين من
المسلمين».
وقال صلىاللهعليهوآله : «اللهم! إنك تعلم أنّ الحسن والحسين في الجنّة ، وأنّ
عمّهما في الجنّة ، وعمّتهما في الجنّة ، ومن أحبّهما في الجنّة ، ومن أبغضهما في
النار».
قال صلىاللهعليهوآله وهو يخاطب الإمام الحسن عليهالسلام : «اللهم! إنّي أحبّه فأحبّه أو فاحببه».
قال صلىاللهعليهوآله : للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : «إذا كان يوم القيامة كنت أنت وولدك على خيل بلق
متوجة بالدرّ والياقوت ، فيأمر الله بكم إلى الجنّة والناس ينظرون».
قال صلىاللهعليهوآله وهو يومئ إلى الإمام الحسن عليهالسلام : «اللهم! إنّي أحبّه فأحبّ من يحبّه».
قال صلىاللهعليهوآله للحسنين عليهماالسلام : «أعيذكما بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامّة ومن
كل عين لامّة».
قال صلىاللهعليهوآله لابنته فاطمة عليهاالسلام : «إنّي وإيّاك وابناك وهذا الراقد ـ وكان الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام
راقدا عندهما ـ في مكان واحد يوم القيامة».
قال صلىاللهعليهوآله وهو يشير إلى الإمام الحسن عليهالسلام : «ابني هذا سيّد».
قال صلىاللهعليهوآله للامام الحسن عليهالسلام : «اللهم! سلّمه وسلّم منه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ فاطمة وعليّا والحسن والحسين في حظيرة القدس ،
في قبّة بيضاء وسقفها عرش الرحمن عزوجل».
وقال صلىاللهعليهوآله وهو يومئ إلى الحسنين عليهالسلام : «ابناي هذان سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما».
وقال صلىاللهعليهوآله : «ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا :
لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ،
فاطمة أمة الله ، على باغضيهم لعنة الله».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ الجنّة تشتاق إلى أربعة من أهلي قد أحبّهم الله
، وأمرني بحبّهم ، وهم : علي بن أبي طالب والحسن والحسين والمهدي الذي يصلّي خلفه
عيسى بن مريم».
قال صلىاللهعليهوآله مخاطبا الحسنين عليهماالسلام : «اللهم! ارحمهما فإنّي أرحمهما».
وقال للإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام وفاطمة عليهاالسلام والحسنين عليهماالسلام : «أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم».
وقال صلىاللهعليهوآله : «الحسن له هيبتي وسؤددي ، والحسين له جرأتي وجودي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ الولد ريحانة من الله قسّمها بين العباد ، وإنّ
ريحانتيّ من الدنيا الحسن والحسين ، سمّيتهما باسمي سبطي بني إسرائيل».
وقال صلىاللهعليهوآله : «ايّها الناس! ألا أخبركم بخير الناس جدّا وجدّة؟
قالوا : بلى يا رسول الله! قال صلىاللهعليهوآله : الحسن والحسين جدهما رسول الله وجدتهما خديجه بنت
خويلد وقال صلىاللهعليهوآله : ألا أخبركم أيّها الناس! بخير الناس أبا وامّا؟ قالوا
: بلى يا رسول الله. قال صلىاللهعليهوآله : الحسن والحسين ، أبوهما علي بن أبي طالب وأمّهما
فاطمة بنت محمّد ، وقال صلىاللهعليهوآله : ألا أخبركم أيّها الناس بخير الناس عمّا وعمّة؟ قالوا
: بلى يا رسول الله. قال صلىاللهعليهوآله : الحسن والحسين عمّهما جعفر بن أبي طالب ، وعمّتهما
أمّ هاني
بنت أبي طالب.
وقال صلىاللهعليهوآله : أيّها الناس! ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة؟
قالوا : بلى يا رسول الله. قال صلىاللهعليهوآله : الحسن والحسين خالهما القاسم بن رسول الله وخالتهما
زينب بنت رسول الله. ألا إنّ أباهما في الجنّة ، وأمّهما في الجنّة ، وجدّهما في
الجنّة ، وجدّتهما في الجنّة ، وخالهما في الجنّة ، وخالتهما في الجنّة ، وعمّهما
في الجنّة ، وعمّتهما في الجنّة ، وهما في الجنّة ، ومن أحبّهما في الجنّة ، ومن
أحبّ من أحبّهما في الجنة».
قال صلىاللهعليهوآله : «من زار الحسن بعد موته فله الجنّة».
بعض الأقوال حول الإمام الحسن عليهالسلام
قال الإمام
الباقر عليهالسلام : «حجّ الحسن بن علي من المدينة إلى مكّة عشرين حجة على
قدميه والنجائب تقاد معه ، وكان يقول : إنّي استحي من الله أن ألقاه ولم أمش إلى
بيته».
وقال الإمام
الصادق عليهالسلام عن أبيه عن جدّه : «إنّ الحسن بن علي كان أعبد الناس في
زمانه وأزهدهم وأفضلهم ، وكان إذا حجّ حجّ ماشيا ، وربّما مشى حافيا ، وكان إذا
ذكر الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى ، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر
الممرّ على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على الله تعالى شهق شهقة يغشى عليه منها ،
وإذا قام في صلاته ارتعدت فرائصه بين يدي ربّه عزوجل ـ واستطرد الإمام عليهالسلام في كلامه إلى أن قال عليهالسلام ـ : وكان أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقا».
وقال أنس بن
مالك : لم يكن أحد يشبه النبي صلىاللهعليهوآله إلّا الحسن بن علي عليهماالسلام. وقال كذلك : كان الحسن بن علي عليهماالسلام أشبههم وجها برسول الله صلىاللهعليهوآله.
وقال كذلك :
كان الحسن عليهالسلام يشبه رسول الله صلىاللهعليهوآله من رأسه إلى سرّته ، والحسين عليهالسلام يشبهه من سرّته إلى قدميه.
وقال عبد الله
بن الزبير : رأيت الحسن بن علي عليهالسلام يأتي النبي صلىاللهعليهوآله وهو ساجد ، فيركب على ظهره ، فما ينزله حتى يكون هو
الذي ينزل ، ويأتي وهو راكع ، فيفرّج له رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.
وقال معاوية بن
أبي سفيان : والله! لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يمصّ لسان الحسن عليهالسلام وشفته.
__________________
__________________
الإمام الحسين بن علي عليهالسلام
هو أبو عبد
الله وأبو علي وأبو الأحرار الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن
عبد مناف القرشي ، العدناني ، المضري ، الهاشمي ، وأمّه فاطمة الزهراء عليهاالسلام بنت النبي محمّد صلىاللهعليهوآله سيّدة نساء العالمين.
له ألقاب
متعددة منها : سيّد الشهداء والشهيد السعيد ، والسبط الثاني ، والإمام الثالث ،
وشافع الأمّة ، والمبارك ، وسبط الأسباط ، والخاص ، وأبو الأئمة وغيرها.
سمّي في
التوراة : شبيرا ، وفي الإنجيل : طاب.
هو ثالث أئمة
أهل بيت النبوّة ، والسبط الأصغر للنبي محمّد صلىاللهعليهوآله ، وأحد سيّدي شباب أهل الجنّة.
كان أشرف وأنبل
من في عصره ، فجدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله ، وأبوه المرتضى عليهالسلام ، وأمّه فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وأخوه الحسن المجتبى عليهالسلام.
__________________
ولد بالمدينة
المنوّرة في الثالث من شهر شعبان من السنة الرابعة للهجرة ، وقيل : في أواخر شهر
ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة.
ولد في بيت
الوحي والرسالة ، في بيت خدّامه ملائكة الرحمن ، وفي أجواء العصمة والقدسية
والروحانية.
تربّى بين أهل
ديدنهم الإيمان الراسخ بالله ، وجبلّتهم الشجاعة الفائقة والبطولة الخارقة ،
وسجيّتهم التّقى والكرامة والسؤدد.
سمّاه جده
النبي صلىاللهعليهوآله حسينا ، وعق عنه كبشا.
لما ولد أمر
الله تعالى جبريل عليهالسلام أن يهبط إلى الأرض في ألف من الملائكة ليهنّئوا النبي صلىاللهعليهوآله به ، فمرّ جبريل عليهالسلام بفطرس الذي كان من الملائكة المقربين وأحد حملة العرش ،
ولتقصير صدر منه فغضب الباري عليه وكسر جناحه ، فطلب فطرس من جبريل عليهالسلام أن يحمله إلى النبي صلىاللهعليهوآله عسى أن يشفع له عند الله ويرجع إلى ما كان عليه ، فهبط
جبريل عليهالسلام على النبي صلىاللهعليهوآله ومعه فطرس ، وبعد أن أبلغ النبي صلىاللهعليهوآله تهاني ربّ العزّة بميلاد الإمام الحسين عليهالسلام أخبره بأمره فطرس ، فقال النبى صلىاللهعليهوآله لجبريل : قل لفطرس أن يتمسّح بالحسين عليهالسلام ويعود إلى مكانه ، وفعلا تمسّح بالحسين عليهالسلام ، وعاد إليه جناحه ، فارتفع في الجو وهو يقول : يا رسول
الله! إنّ أمّتك ستقتل هذا المولود ، وله عليّ مكافأة : لا يزوره زائر إلّا أبلغته
عنه ، ولا يسلّم مسلم إلّا أبلغته سلامه ، ولا يصلّي عليه مصل إلّا أبلغته صلاته.
فعرف فطرس في الجنّة بين أصحابه من الملائكة بأنّه عتيق الحسين بن علي عليهالسلام.
شبّ على
العبادة والزهد والتّقى والكرم والشجاعة والعلم والأدب.
تصدّر للخلافة
والإمامة بنصّ من جدّه وأبيه وأخيه الحسن عليهمالسلام عشر سنين وأشهرا ثم استشهد.
تسلّم الخلافة
والإمامة ومعاوية بن أبي سفيان هو الآمر الناهي في الأمّة الإسلامية ، يحكم كيفما
يشاء بمقدّرات المسلمين مع زمرة من وعّاظ السلاطين وأوباش الأرض من المكرة
والمحتالين وفاقدي الضمير والدين والمثل ، فعانى الإمام عليهالسلام منهم صنوف
العذاب والإهانات.
وبعد هلاك
معاوية في النصف من رجب سنة ستين للهجرة تولّى زمام أمور المسلمين وتسلّط على
رقابهم ابنه يزيد ، فجلس على كرسي الخلافة ظلما وعدوانا.
كتب يزيد إلى
واليه على المدينة المنوّرة الوليد بن عقبة بأن يأخذ البيعة له من الإمام الحسين عليهالسلام ، فأبى الإمام عليهالسلام مبايعة يزيد الرذيلة ، الذي غرق في مستنقعات المجون
والانحراف ، وتخبّط في أوحال الفحشاء والعار.
فاضطر الإمام عليهالسلام على مغادرة المدينة إلى مكّة ليلة الأحد الثامن
والعشرين من رجب سنة ستين للهجرة ، واصطحب معه أهل بيته وأبناءه وأبناء أخيه الحسن
عليهالسلام وإخوته ـ عدا محمد بن الحنفية ـ وبعض بني هاشم وغيرهم
من المخلصين والموالين له ، فدخلوا مكّة في الثالث من شعبان من نفس السنة.
أما أهل الكوفة
لمّا بلغهم هلاك معاوية كتبوا إلى الإمام عليهالسلام كتبا كثيرة يدعونه بالمجيء إليهم ، فلما اطّلع الإمام عليهالسلام على كتبهم واستنصارهم له دعا ابن عمه مسلم بن عقيل عليهالسلام وسرّحه مع جماعة إلى الكوفة.
فلما وصل مسلم عليهالسلام إلى الكوفة لقي الترحيب والاستقبال من أهلها ، فالتفوا
حوله ، فأخذ يدعو للحسين عليهالسلام وخذلان يزيد وأتباعه ، وفي يوم الثلاثاء الثامن من ذي
الحجة من نفس السنة ، هرعت جماهير الكوفة إلى مبايعته ، فكتب إلى الإمام عليهالسلام يدعوه إلى التوجّه إلى الكوفة.
ولم يزل مسلم عليهالسلام يدعو للحسين عليهالسلام ويعلن تحدّيه للسلطة الأموية البغيضة حتى غدروا به ،
وانقلبوا عليه ، وأرادوا إلقاء القبض عليه ، فواجههم مواجهة الأبطال الأشدّاء ،
فقتل منهم مقتلة عظيمة ، وحيث لم يكن له أنصار ألقوا القبض عليه وسلّموه إلى عبيد
الله بن زياد والي يزيد على الكوفة ، فأمر بقتله أشنع قتلة ، واحتز رأسه ، وبعث به
إلى يزيد في الشام.
وبعد وصول كتاب
مسلم عليهالسلام إلى الحسين عليهالسلام رحل إلى العراق يريد الكوفة ، فلمّا وصل الثعلبية ـ داخل
الأراضي العراقية ـ علم بمقتل مسلم عليهالسلام وخيانة أهل الكوفة له ،
ومع ذلك أخذ الإمام عليهالسلام يتقدّم في أرض العراق حتّى التقى بالحرّ بن يزيد
الرياحي وهو يقود حشودا كبيرة من العساكر ؛ ليمنع الإمام عليهالسلام من دخول الكوفة.
ولم يزل الحرّ
يساير الإمام عليهالسلام حتى أجبره على النزول في أرض كربلاء ، وذلك في يوم
الخميس الثاني من شهر محرم سنة إحدى وستّين للهجرة.
وبعد يوم من
نزول الحسين عليهالسلام بكربلاء ، قدم عمر بن سعد في أربعة آلاف فارس إلى
كربلاء ، فبعث رسولا إلى الإمام عليهالسلام ليستفسر عن قدومه إلى العراق ، فأجاب الإمام عليهالسلام رسول عمر قائلا : كتب إليّ أهل مصركم هذا أن أقدم ،
فإذا كرهتم قدومي فأنا أنصرف عنكم.
فأخبر عمر عبيد
الله بن زياد بمقالة الإمام عليهالسلام ، فكتب ابن زياد إلى عمر : أما بعد ، فقد بلغني كتابك ،
فاعرض على الحسين عليهالسلام أن يبايع يزيد هو وجميع أصحابه ، فإذا فعل ذلك رأينا
رأينا.
فعرض عمر بن
سعد مضمون كتاب ابن زياد على الإمام عليهالسلام فامتنع عليهالسلام عن مبايعة يزيد الكفر والفجور.
فلما اطّلع ابن
زياد على امتناع الإمام عليهالسلام من مبايعة يزيد أمر عمر بن سعد بأن يمنع الحسين عليهالسلام ومن معه من ماء الفرات ، ففي اليوم الثامن من شهر محرم
سنة إحدى وستين للهجرة منع الإمام عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه من ماء الفرات.
ولم يزل الإمام
عليهالسلام ومن معه يعانون العطش والجوع والاضطهاد حتى جاء اليوم
العاشر من المحرم ، يوم البطولة والتضحية في سبيل العقيدة ، يوم مناجزة الحق مع
الباطل ، يوم مناهضة الحرّية للعبودية والاستسلام يوم مبارزة أنصار الله مع أنصار
الشيطان والوثنيّة ، فجاءت ساعة الصفر في ظهيرة ذلك اليوم ، حيث استشهدت النخبة
الفاضلة من أهل بيته وأنصاره ، وبعد أن بقي عليهالسلام وحيدا فريدا في ساحة المعركة أخذ يجندل أبطال الأعداء
وشجعانهم ، ويشتّت شملهم ، وأخيرا تكالبوا عليه وشدّوا عليه حتى صرعوه ، ونزل إليه
الخبيث الملعون شمر بن ذي الجوشن واحتزّ رأسه.
وباستشهاد
الإمام عليهالسلام على يد تلك الزمرة القذرة فقدت الإنسانية بطلا من
أبطالها ،
وشهما غيورا من ساداتها ، فسجّل الإمام عليهالسلام بدمه الزكي ودماء أنصاره سجلا حافلا بالتضحيات والفداء
في سبيل إعلاء كلمة الإسلام ودحر كلمة الشيطان ومن سار على نهجه من أعداء الله.
وبعد ثلاثة
أيام من مصرعه جاء بنو أسد ودفنوه وأنصاره في كربلاء بالعراق ، ومرقده بها من
المراقد المقدسة لدى مسلمي العالم عامة والشيعة خاصة ، حيث يقصده المسلمون لزيارته
وطلب الحوائج عن طريقه من الله.
تزوّج عدّة
نساء فأنجبن له عددا من البنين والبنات وهم : عليّ بن الحسين الأكبر ـ زين
العابدين ـ وأمّه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد.
عليّ الأصغر ،
قتل مع أبيه يوم كربلاء ، وأمّه ليلى بنت أبي مرة الثقفيّة.
جعفر ، مات في
حياة أبيه ، وأمّه قضاعية.
عبد الله ، قتل
في حجر أبيه يوم عاشوراء ، وأمّه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي.
سكينة ، وأمّها
الرباب ، بنت امرئ القيس بن عدي.
فاطمة ، وأمّها
أمّ إسحاق بنت طلحة بن عبد الله التيميّة.
القرآن الكريم والإمام الحسين بن علي عليهماالسلام
نزلت فيه
وشملته جملة من الآيات القرآنية ، منها :
الآية ٦١ من
سورة آل عمران : (أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ ....)
والآية ١١٠ من
نفس السورة : (كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ....)
والآية ١٨٦ من
السورة نفسها : (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ....)
ونزلت فيه
الآية ٣٣ من سورة الإسراء : (وَلا تَقْتُلُوا
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ....)
وشملته الآية
٩٦ من سورة مريم : (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا.)
والآية ٧٤ من
سورة الفرقان : (هَبْ لَنا مِنْ
أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ....)
والآية ٧٥ من
نفس السورة : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ
الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا ....)
والآية ٧٦ من
السورة نفسها : (خالِدِينَ فِيها
حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً.)
والآية ٥٩ من
سورة النمل : (قُلِ الْحَمْدُ
لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى ....)
والآية ٣٣ من
سورة الأحزاب : (إِنَّما يُرِيدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً.)
والآية ٢٣ من
سورة الشورى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ....)
ونزلت فيه
الآية ١٥ من سورة الأحقاف : (وَوَصَّيْنَا
الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً ....)
وشملته الآية
٢٢ من سورة الرحمن : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا
اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ.)
والآية ٢٨ من
سورة الحديد : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ
مِنْ رَحْمَتِهِ ....)
والآية ٧ من
سورة الإنسان : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ
وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً.)
والآية ٨ من
نفس السورة : (وَيُطْعِمُونَ
الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً.)
والآية ١٨ من
سورة المطففين : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ
الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ.)
والآية ١ من
سورة التين : (وَالتِّينِ
وَالزَّيْتُونِ.)
النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله والإمام الحسين عليهالسلام
قال صلىاللهعليهوآله : «حسين منّي وأنا من حسين».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أحبّ الله من أحبّ حسينا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «حسين سبط من الأسباط».
وقال صلىاللهعليهوآله : «الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني ، ومن أبغضهما فقد
أبغضني».
وقال صلىاللهعليهوآله وهو يومئ إلى الحسنين عليهماالسلام : «هذان بناي وابنا بنتي ، اللهم! إنّي أحبّهما
فأحبّهما وأحبّ من يحبّهما»
وقال صلىاللهعليهوآله : «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا».
وقال صلىاللهعليهوآله في حق الحسنين عليهماالسلام : «ابناي هذان سيّدا شباب أهل الجنّة ، أبوهما خير
منهما».
وقال صلىاللهعليهوآله وهو يومئ إلى الحسنين عليهماالسلام : «من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمّهما كان معي في
درجتي في الجنة يوم القيامة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من أحبّ الحسن والحسين أحببته ، ومن أحببته أحبّه
الله ، ومن أحبّه الله أدخله الجنة ؛ ومن أبغضهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله
، ومن أبغضه الله خلّده النار».
قال صلىاللهعليهوآله للحسين عليهالسلام : «شفاء أمّتي في تربتك ، والأئمة من ذرّيتك».
وقال صلىاللهعليهوآله له أيضا : «أنت السيّد ابن السيّد أبو السادة ، أنت
الإمام ابن الإمام أبو الأئمة ، أنت الحجّة ابن الحجّة أبو الحجج ، تسعة من صلبك
وتاسعهم قائمهم».
وقال صلىاللهعليهوآله : «بيني وبين قاتل الحسين خصومة يوم القيامة ، آخذ ساق
العرش بيدي ، ويأخذ عليّ بحجزتي ، وتأخذ فاطمة بحجزة عليّ ومعهما قميص ، فأقول :
يا رب! أنصفني في قتلة الحسين».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ حبّ عليّ قذف في قلوب المؤمنين ، فلا يحبّه إلّا
مؤمن ولا يبغضه إلّا منافق ، وإنّ حبّ الحسن والحسين قذف في قلوب المؤمنين
والمنافقين والكافرين ، فلا ترى ذامّا لهم».
وقال صلىاللهعليهوآله : «اللهم! إنّك تعلم أنّ الحسن والحسين في الجنّة ،
وأنّ عمّهما في الجنّة ، وعمّتهما في الجنّة ، ومن أحبّهما في الجنّة ، ومن
أبغضهما في النار».
وقال صلىاللهعليهوآله للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : «إذا كان يوم القيامة كنت أنت وولدك على خيل بلق
متوّجة بالدّر والياقوت ، فيأمر الله بكم إلى الجنّة والناس ينظرون».
وقال صلىاللهعليهوآله للحسنين عليهماالسلام : «أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامّة ومن
كل عين لامّة».
وقال صلىاللهعليهوآله : لابنته الزهراء عليهاالسلام : «إنّي وإيّاك وابناك وهذا الراقد ـ وكان الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام راقدا عندهما ـ في مكان واحد يوم القيامة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أيّها الناس! ألا أخبركم بخير الناس جدّا وجدّة؟
قالوا : بلى يا رسول الله ، قال صلىاللهعليهوآله : الحسن والحسين جدّهما رسول الله وجدّتهما خديجة بنت
خويلد ، وقال صلىاللهعليهوآله ألا أخبركم أيّها الناس بخير الناس أبا وأمّا؟ قالوا : بلى يا رسول الله ،
قال صلىاللهعليهوآله : الحسن والحسين ، أبوهما علي بن أبي طالب ، وأمّهما
فاطمة بنت محمّد ، وقال صلىاللهعليهوآله ألا أخبركم أيّها الناس بخير الناس عمّا وعمّة؟ قالوا : بلى يا رسول الله ،
قال صلىاللهعليهوآله : الحسن والحسين ، عمّهما جعفر بن أبي طالب وعمّتهما
أمّ هاني بنت أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أيّها الناس! ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة؟
قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الحسن والحسين ، خالهما القاسم بن رسول الله
وخالتهما زينب بنت رسول الله ، ألا إنّ أباهما في الجنّة ، وأمّهما في الجنّة ،
وجدّهما في الجنّة ، وجدّتهما في الجنّة ، وخالهما في الجنّة ، وخالتهما في الجنّة
، وعمّهما في الجنّة ، وعمّتهما في الجنّة ، وهما في الجنّة ، ومن أحبّهما في
الجنّة ، ومن أحبّ من أحبّهما في الجنّة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوبا
: لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ حبيب الله ، والحسن والحسين صفوة
الله ، فاطمة أمة الله ، على باغضيهم لعنة الله».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ فاطمة وعليا والحسن والحسين في خطير القدس في
قبّة بيضاء ، سقفها عرش الرحمن عزوجل».
وقال عليهالسلام : «إنّ الجنّة تشتاق إلى أربعة من أهلي قد أحبّهم الله
، وأمرني بحبّهم وهم : علي بن أبي طالب والحسن والحسين والمهدي ، الذي يصلّي خلفه
عيسى بن مريم».
قال صلىاللهعليهوآله للحسنين عليهماالسلام : «اللهم ارحمهما فإنّي أرحمهما».
قال صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام وفاطمة عليهاالسلام والحسنين عليهماالسلام : «أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم».
وقال صلىاللهعليهوآله : «الحسن له هيبتي وسؤددي ، والحسين له جرأتي وجودي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ الولد ريحانة من الله قسّمها بين العباد ، وإنّ
ريحانتيّ من الدنيا الحسن والحسين ، سمّيتهما باسمي سبطي بني إسرائيل».
وقال صلىاللهعليهوآله : «الحسين أعطي من الفضل ما لم يعطه أحد من ولد آدم خلا
يوسف بن يعقوب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «بالحسين أعطيتم الإحسان ، وبالحسين تسعدون وبه تشفون
، ألا وإنّ الحسين باب من أبواب الجنّة ، من عانده حرّم الله عليه رائحة الجنّة».
قال صلىاللهعليهوآله وهو آخذ بيدي الحسنين عليهماالسلام : «من أحبّني وأحب هذين وأباهما وأمّهما ومات متّبعا
لسنّتي كان معي في الجنّة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ للحسين في بواطن المؤمنين معرفة مكتومة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى
الحسين بن عليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : وهو يومئ إلى الحسين عليهالسلام : «من أحبّ أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة فلينظر
إلى هذا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ ابني الحسين يقتل بأرض الطف».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من زار الحسين عليهالسلام بعد موته فله الجنة».
بعض الأقوال في حق الإمام الحسين عليهالسلام
قال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام : «الحسن أشبه برسول الله ما بين الصدر إلى الرأس ،
والحسين أشبه بالنبي ما كان أسفل من ذلك».
وقال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام كذلك : «بأبي وأمّي الحسين المقتول بظهر الكوفة ، والله
كأنّي انظر إلى الوحوش مادّة أعناقها على قبره تبكيه ليلا حتى الصباح».
وقال الإمام
الصادق عليهالسلام : «زيارة الحسين تعدل مائة حجّة مبرورة ومائة عمرة
متقبّلة».
قال جابر بن
عبد الله الأنصاري : من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا ـ وهو
يومئ إلى الحسين عليهالسلام ـ فأشهد لسمعت رسول الله يقوله.
وقال الإمام الرضا
عليهالسلام : «إنّ النبي كان يؤتى به الحسين فيلقمه لسانه ، فيمصه
فيجتزي به ، ولم يرتضع من أنثى».
وقال عبد الله
بن عمر بن الخطاب : إنّ النبي بينما هو يخطب على المنبر إذ خرج الحسين فوطئ ثوبه
فسقط وبكى ، فنزل النبي صلىاللهعليهوآله عن المنبر فضمّه إليه ، وقال صلىاللهعليهوآله : «قاتل الله الشيطان ، إنّ الولد لفتنة ، والذي نفسي
بيده ما دريت أنّي نزلت عن منبري».
وقال أبو هريرة
: «رأيت النبي يمص لعاب الحسن والحسين كما يمصّ الرجل التمرة».
وقال عبد الله
بن العباس : «كان رسول الله يحبّ الحسين ويحمله على كتفيه ويقبّل شفتيه وثناياه».
وقال عثمان بن
شيبة : «إنّ السماء بكت على الحسين سبعة أيام ، وصارت حمراء ، وترى الحيطان كأنها
مصفّرة من شدّة حمرة السماء».
وقال السّدّي :
«لمّا قتل الحسين بكت عليه السماء ، وبكاؤها حمرتها».
وقال أبو هريرة
للحسين عليهالسلام : «لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على عواتقهم».
__________________
__________________
__________________
حصا
أحد ملوك
ورؤساء الجنّ الذين استمعوا إلى النبي صلىاللهعليهوآله وهو يتلو القرآن بوادي مجنّة ، وقيل : ببطن النخل من
قرى المدينة المنوّرة.
كانوا من أهل
نصيبين ، وينتمون إلى بني الشيصبان جنود إبليس ، وكانوا على دين موسى بن عمران عليهالسلام.
كان عددهم تسعة
، وقيل : سبعة ، وقيل : ستة ، وقيل : أكثر من ذلك بكثير.
لمّا فرغ النبي
صلىاللهعليهوآله من تلاوته رجعوا إلى قومهم وأخبروهم بأنّهم سمعوا آيات
من كتاب سماويّ نزل بعد التوراة يتلوها نبيّ بعثه الله إلى الناس يدعى محمّدا صلىاللهعليهوآله ، وتلك الآيات كلّها هداية وحقّ وصواب ، وتنهى عن
الفحشاء والمنكر ، وتصدّق التوراة.
فطلبوا من
قومهم الإيمان بذلك النبيّ وتصديقه واعتناق دينه ، فجاءوا إلى النبي صلىاللهعليهوآله وأعلنوا إسلامهم ، فرحّب بهم النبي صلىاللهعليهوآله ، وعلّمهم شرائع الإسلام ، وأمر الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أن يفقّههم في الدين.
القرآن العظيم والمترجم له وجماعته
شملته الآية ٢٩
من سورة الأحقاف : (وَإِذْ صَرَفْنا
إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ
قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ.)
والآية ٣٠ من
نفس السورة : (قالُوا يا قَوْمَنا
إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ
يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ.)
والآية ٣١ من
السورة نفسها : (يا قَوْمَنا
أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ ....)
والآية ١ من
سورة الجن : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ
أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا
__________________
قُرْآناً
عَجَباً)
حفصة بنت عمر
هي حفصة بنت
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رباح بن عبد الله بن قوط بن رزاح القرشيّة
، العدويّة ، وأمّها زينب بنت مظعون.
إحدى زوجات
النبي صلىاللهعليهوآله ، وكانت فصيحة تعرف القراءة والكتابة ، حدّثت عن النبي صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث ، وروى عنها جماعة.
ولدت بمكّة فبل
المبعث النبوي الشريف بخمس سنين ، وتزوّجت من خنيس بن حذافة السهمي ، وهاجرت معه
إلى المدينة ، ولما توفّي زوجها تزوّجها النبي صلىاللهعليهوآله في المدينة في شهر شعبان من السنّة الثالثة للهجرة ،
وقيل : من السنة الثانية للهجرة ، بعد زواجه من عائشة ، على صداق قدره أربعمائة
درهم ، وعمرها يوم تزوّجها النبي صلىاللهعليهوآله كان ٢٠ سنة ، ولم تلد للنبي صلىاللهعليهوآله شيئا.
كانت كثيرة
المشاكسة والعناد مع النبي صلىاللهعليهوآله ، وكانت تفشي أسراره ، حتى انتهى بها الأمر بأن طلّقها
النبي صلىاللهعليهوآله ، فلما طلّقت قالت : إذا طلّقنا رسول الله صلىاللهعليهوآله وجدنا في
__________________
قومنا أكفاءنا ، وبعد مدّة أرجعها النبي صلىاللهعليهوآله.
كانت هي
وزميلتها عائشة من ألدّ أعداء الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأهل بيته.
وفي حرب الجمل
صمّمت على الذهاب مع عائشة إلى البصرة ؛ لتشترك في حرب الإمام عليهالسلام ، فمنعها أخوها عبد الله بن عمر.
كانت لشدّة
بغضها لفاطمة الزهراء عليهاالسلام من الزمرة الّذين شهدوا في عهد أبي بكر بأنّهم سمعوا
النبي صلىاللهعليهوآله يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورّث.
ماتت بالمدينة
المنوّرة في شهر جمادى الأولى سنة ٤١ ه ، وقيل : في شهر شعبان سنة ٤٥ ه ، وقيل :
سنة ٤٧ ه ، وقيل : سنة ٥٠ ه ، وصلى عليها مروان بن الحكم ، ودفنت في البقيع.
القرآن المجيد وحفصة
لكونها كانت
كثيرة الجدال والشجار مع النبي صلىاللهعليهوآله وتطلب منه أشياء مادّية يصعب على النبي صلىاللهعليهوآله تنفيذها طلّقها النبي صلىاللهعليهوآله ، أو قاطعها شهرا ، وقيل : أكثر من شهرين ، فنزلت فيها
وفي عائشة الآية ٢٨ من سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا
وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً.)
وكانت كثيرا ما
تسخر وتعيّر ـ هي وعائشة ـ بعض نساء النبي صلىاللهعليهوآله كأمّ سلمة وصفية بنت حيي ، فنزلت فيهما الآية ١١ من
سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً
مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا
تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ ....)
ولما طلّقها
النبي صلىاللهعليهوآله نزلت الآية ١ من سورة الطلاق : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا
طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ....)
وفي أحد الأيام
أسرّها النبي صلىاللهعليهوآله حديثا وطلب منها أن لا تفشيه لأحد ، ولكنّها في نفس
اليوم أخبرت عائشة بذلك الحديث ، فنزلت فيها الآية ٣ من سورة التحريم : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ
أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ
بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ
عَنْ
بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ
الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ.)
ونزلت فيها وفي
عائشة الآية ٤ من سورة التحريم : (إِنْ تَتُوبا إِلَى
اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ
مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ... ،) وذلك لكثرة إيذائها وعائشة للنبي صلىاللهعليهوآله ، وإفشاء أسراره ، وايذاء باقي نسائه.
ولكثرة ما صدر
منها ومن عائشة من أعمال مشينة كانت سببا في إيذاء النبي صلىاللهعليهوآله وأهل بيته ونسائه وتحذيرا لهما شبههما الذكر الحكيم
بامرأة نوح وامرأة لوط عليهالسلام ، فنزلت فيهما الآية ١٠ من سورة التحريم : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ
كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ
عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً
....)
__________________
__________________
حكيم بن حزام
هو أبو خالد ،
حكيم ، وقيل : حكم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب القرشي ،
الأسدي ، المكّي ، ابن أخ السيّدة خديجة بنت خويلد عليهاالسلام.
من صحابة النبي
صلىاللهعليهوآله المؤلّفة قلوبهم ، وأحد سادات وأشراف وأجواد قريش في
الجاهلية والإسلام ، وكان عالما بالأنساب ، ومن ندماء الحارث بن هشام بن المغيرة.
شهد في
الجاهلية حرب الفجّار.
كان يتاجر في
الرقيق ، فيأتي بهم من الشام ويبيعهم في الحجاز ، ولما أسلم أخذ يتاجر في الطعام ،
فيشتري كل طعام يدخل المدينة المنوّرة ، فكان النبي صلىاللهعليهوآله يمرّ عليه ويقول له : يا حكيم بن حزام! إيّاك أن تحتكر!
اشترك ـ وهو
كافر ـ في واقعة بدر في السنة الثانية للهجرة ، وكان من مطعمي قريش فيها ، ثم هرب
من المعركة ونجا من القتل.
وأيام كفره كان
من جملة الذين اجتمعوا في دار الندوة للتآمر على النبي صلىاللهعليهوآله والقضاء عليه ، واشترك مع مشركي قريش في هجومهم على بيت
النبي صلىاللهعليهوآله ومحاولتهم لاعتياله. لكنّ النبي صلىاللهعليهوآله خرج إلى المدينة مهاجرا ، وجعل في فراشه الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام ، وتخلّص من شرورهم.
كان يسكن مكّة
، فلما فتحها النبي صلىاللهعليهوآله في السنة الثامنة للهجرة أسلم المترجم له ، فجعل النبي صلىاللهعليهوآله داره من الأماكن الآمنة لمن دخلها ، وكان في ذلك اليوم
يتجسس على النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، وشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله واقعتي حنين والطائف.
وبعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله لم يأخذ عطاء من أبي بكر وعمر ، واشترك في تشييع جنازة
__________________
عثمان بن عفان ، وكان عثمانيّا متصلّبا ، وبعد موت عثمان تردد وتلكّأ عن
بيعة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
وبعد أن كفّ
بصره وعمّر ١٢٠ سنة مات بالمدينة المنوّرة سنة ٦٠ ه ، وقيل : سنة ٥٤ ه ، وقيل :
سنة ٥٠ ه ، وقيل : سنة ٥٥ ه ، وقيل سنة : ٥٨ ه.
القرآن الكريم وحكيم بن حزام
لكونه كان من
جملة المطعمين في معركة بدر ومن الباذلين أموالهم فيها للقضاء على النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين شملته الآية ٣٦ من سورة الأنفال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ
أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ
عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ....)
__________________
حمزة بن عبد المطلب
هو أبو عمارة ،
وقيل : أبو يعلى حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي ،
الهاشمي ، المكّي ، وأمّه هالة بنت وهيب بن عبد مناف ، المشهور بسيّد الشهداء ،
وأسد الله ، وأسد رسوله.
أحد أعمام
النبي صلىاللهعليهوآله وصحابته الأجلّاء ، وأخوه من الرضاعة.
كان من سادات
قريش وزعمائها في الجاهلية والإسلام ، عزيزا في قومه ، بطلا
__________________
شجاعا شديد الشكيمة.
ولد بمكّة ونشأ
فيها ، وكان محبوبا عند النبي صلىاللهعليهوآله.
أسلم بعد
البعثة النبوية بسنتين ، وآخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين زيد بن حارثة.
هاجر إلى
المدينة المنوّرة ، واشترك في واقعة بدر فأبلى فيها بلاء حسنا ، وكان يقاتل بسيفين
بين يدى النبي صلىاللهعليهوآله ، فاستطاع أن يقتل عددا غفيرا من رؤساء وأبطال المشركين
في تلك الواقعة.
وشهد كذلك
واقعة أحد ، فقتل وجرح فيها عددا كبيرا من أعيان وشجعان المشركين ، ولم يزل يجندل
رموزهم وأبطالهم حتى قتله وحشي الحبشي ، وذلك في النصف من شوال من السنة الثالثة
للهجرة ، وبعد استشهاده مثّل المشركون بجثّته ، وبقرت هند بنت عتبة ـ أمّ معاوية
بن أبي سفيان ـ بطنه وأخرجت كبده ولاكته.
وبعد مقتله وقف
عليه النبي صلىاللهعليهوآله وأخذ يبكي بكاء شديدا لشدّة حزنه ووجده عليه ، ثم قال صلىاللهعليهوآله : رحمك الله يا عم! فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات
، ثم صلّى النبي صلىاللهعليهوآله على جنازته وكبّر عليها سبعين تكبيرة ، فكان أوّل شهيد صلّى عليه النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثم أمر بدفنه وعبد الله بن جحش في قبر واحد عند أحد ،
وقيل : دفن في المدينة المنوّرة.
استشهد وله من
العمر ٥٩ سنة ، وقيل : غير ذلك.
قال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ أفضل الشهداء حمزة.
ويروى أنه قبل
أن يسلم علم بأنّ أبا جهل آذى النبي صلىاللهعليهوآله ، فجاء إليه وضربه على رأسه حتى أوجعه ، ثم جاء إلى
النبي صلىاللهعليهوآله وأسلم.
القرآن الكريم وحمزة بن عبد المطلب
نزلت فيه
وشملته جملة من الآيات القرآنية ، منها :
الآية ٢٥ من
سورة البقرة : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ....)
والآية ١٦٩ من
سورة آل عمران : (وَلا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ
عِنْدَ
رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.)
والآية ٢٠٠ من
نفس السورة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ.)
في أحد الأيام
شرب الخمر حتى سكر ، فمرّ على ناقة فسأل عن صاحبها ، فقيل له : إنّها للإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام ، فأمر بنحرها ، فلما رأى الإمام عليهالسلام ناقته منحورة سأل عن ناحرها ، فقيل له : هو حمزة ،
فشكاه إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت في حمزة الآية ٩٠ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا
الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.)
ومرة كان راجعا
من قنصه وبيده قوس ، وهو يومئذ لم يسلم ، فأخبروه بأن أبا جهل رمى النبي صلىاللهعليهوآله بفرث ، فأقبل غضبانا حتى علا أبا جهل بالقوس ، وهو
يتضرّع إليه ويقول : يا أبا يعلى! أما ترى ما جاء به ، سفّه عقولنا ، وسبّ آلهتنا
، وخالف آباءنا ، فقال حمزة : ومن أسفه منكم! تعبدون الحجارة من دون الله ، فإنّي
أشهد أن لا إله إلّا الله لا شريك له وأنّ محمدا عبده ورسوله ، فنزلت في حمزة
الآية ١٢٢ من سورة الأنعام : (أَوَمَنْ كانَ
مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ....)
جرت مفاخرة بين
العباس بن عبد المطلب وشيبة بن ربيعة بالسقاية والحجابة ، وبين الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام وحمزة وجعفر بن أبي طالب بالإيمان والجهاد في سبيل الله
، فنزلت فيهم الآية ١٩ من سورة التوبة : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ
الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ ....)
ونزلت فيه وفي
أبي جهل الآية ١٩ من سورة الرعد مادحة له وذامّة لأبي جهل : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ
أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما
يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)
وسبب نزولها هو
أن أبا جهل انتهز فرصة غياب حمزة عن النبي صلىاللهعليهوآله فقصد النبي صلىاللهعليهوآله وأخذ يوجعه ضربا حتى جرحه ، فلما رجع من غيبته أخبروه
بما جرى للنبي صلىاللهعليهوآله من أبي جهل ، فهرع إلى أبي جهل وأخذ يضربه ضربا مبرحا
حتى جرحه وأسال دمه ، وبعد تلك الحادثة طلب النبي صلىاللهعليهوآله من حمزة بأن يسلم ، فأسلم وقال
الشهادتين ، ففرح المسلمون بإسلامه.
وشملته الآية ٩
من سورة الإسراء : (وَيُبَشِّرُ
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ ....)
والآية ١٤ من
سورة الحجّ : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ ....)
في واقعة بدر
تبارز الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام والمترجم له وعبيدة من جانب المسلمين ، وعتبة وشيبة
والوليد من المشركين ، فقال المسلمون : نحن على الحق والصواب ، وقال المشركون :
نحن على الحق ، فنزلت فيهم الآية ١٩ من سورة الحجّ : (هذانِ خَصْمانِ
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ
نارٍ ....)
وشملته الآية
٤٠ من سورة الحجّ : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا
مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ....)
والآية ٦١ من
سورة القصص : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ
وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ ....)
والآية ٢٣ من
سورة الأحزاب : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ....)
والآية ٢٨ من
سورة ص : (أَمْ نَجْعَلُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ
نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ.)
والآية ٢٢ من
سورة الزمر : (أَفَمَنْ شَرَحَ
اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ....)
والآية ٢١ من
سورة الجاثية : (أَمْ حَسِبَ
الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا ....)
وفي يوم بدر
لمّا قتل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وحمزة بعض صناديد المشركين كعتبة وشيبة ابني ربيعة ،
والوليد بن عتبة وغيرهم نزلت فيهما الآية ٢٢ من سورة المجادلة : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا
آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ....)
وشملته الآية ٤
من سورة الصفّ : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ
الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ.)
ونزلت فيه
الآيات التالية من سورة الفجر :
الآية ٢٧ (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْمُطْمَئِنَّةُ.)
والآية ٢٨ (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً
مَرْضِيَّةً.)
والآية ٢٩ (فَادْخُلِي فِي عِبادِي.)
والآية ٣٠ (وَادْخُلِي جَنَّتِي.)
__________________
__________________
حنظلة غسيل الملائكة
هو حنظلة ابن
أبي عامر وقيل : أبي عيّاش ، عمرو ، وقيل : عبد عمرو بن صيفي بن زيد بن أميّة بن
ضبيعة بن زيد بن عوف الأنصاري ، الأوسي ، الخزرجي ، المعروف بغسيل الملائكة ، وكان
أبوه أبو عامر يعرف بالراهب ، فسمّاه النبي صلىاللهعليهوآله بالفاسق ؛ لكفره وشركه.
من خواصّ أصحاب
النبي صلىاللهعليهوآله ، وأحد فضلاء المسلمين وساداتهم ، وكان في الجاهلية من
الذين حرّموا على أنفسهم الخمر والأزلام.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين شماس بن عثمان بن الشريد.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله غزوة أحد في النصف من شعبان من السنة الثالثة للهجرة ،
وأبلى فيها بلاء حسنا ، ولم يزل يقاتل جيوش الكفر والضلال حتى قتله شدّاد بن
الأسود ، ويقال : الأوس الليثي ، وقيل : أبو سفيان بن حرب ، وقيل : قتله الأسود بن
شمس بن مالك ، وبعد استشهاده لم يمثّلوا بجثمانه كرامة لأبيه الذي كان من
المشركين.
القرآن المجيد وغسيل الملائكة
في اليوم الذي
اشترك فيه في معركة أحد كان قد تزوّج في ليلتها ، فخرج إلى ساحة الحرب جنبا ، فقتل
وهو مجنب ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ستغسله الملائكة ، فعرف بغسيل الملائكة ، ونزلت فيه الآية
٦٢ من سورة النّور : (إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى
أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ....)
__________________
حنّة بنت فاقوذ
هي حنّة ، وقيل
: حنانة بنت فاقوذ ، وقيل : فاقوذا ، وقيل : فاقور بن قبيل ، وقيل : قيل.
أمّ مريم
العذراء عليهاالسلام ، وزوجة عمران بن ماثان ، وجدّة عيسى بن مريم عليهالسلام. كانت من النساء المؤمنات العابدات الصالحات ، وكانت لا
تلد ، وقد عجزت ، وكاد اليأس
__________________
يستولي عليها ، فرأت يوما طائرا يزق فرخا له ، فتمنّت الولد ، فنذرت لله إن
هي حملت جعلت وليدها خادما من خدمة وسدنة المعبد ببيت المقدس ، فتدخلت عظمة وإرادة
الباري سبحانه وتعالى ، فحاضت من فورها مع تقدّمها في السن ، وبعد أن طهرت واقعها
زوجها فحملت بمريم عليهاالسلام ، وبعد أن ولدتها سمّتها مريم ، وأخذتها إلى سدنة معبد
هيكل سليمان بن داود عليهالسلام ببيت المقدس ، وكانوا أحبارا من ولد هارون ، أخي موسى
بن عمران عليهالسلام.
لم يمض طويلا على
ولادتها لمريم عليهالسلام حتى توفّي زوجها ، وقيل : توفّي ومريم عليهاالسلام جنين في بطن أمها.
كان الله تعالى
قد أوحى إلى عمران ـ والد مريم عليهاالسلام ـ بأنه سيهبه ذكرا يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى
بإذنه ، فبشّر عمران زوجته حنّة بذلك ، وبعد أن حملت نذرت بأن تهبه للكنيسة ، فلما
وضعتها أنثى قالت : رب إني نذرت لك ما في بطني محررا للمحراب ، وهذه أنثى. قال
الإمام الصادق عليهالسلام : «إن قلنا لكم في الرجل منّا قولا فلم يكن فيه كان في
ولده أو ولد ولده ، فلما وهب الله لمريم عليهاالسلام عيسى عليهالسلام كان هو الذي بشّر الله تعالى عمران ووعده إيّاه».
توفّيت بعد
ولادتها لمريم عليهاالسلام بثمان سنين ودفنت بظاهر دمشق.
يعيّد
المسيحيون لها في الثامن من شهر آب في كل سنة.
القرآن المجيد وحنة بنت فاقوذ
(إِذْ قالَتِ
امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي ....) نزلت فيها الآيات التالية.
آل عمران ٣٦ (فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ
إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ
كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ ....)
مريم ٢٨ (وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا.)
__________________
حوّاء عليهاالسلام
هي أمّ البشر ،
وزوجة نبي الله آدم عليهالسلام.
قال الإمام
الباقر عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه
فخلق منها آدم عليهالسلام ، وفضلت منها فضلة من الطين فخلق منها حوّاء عليهاالسلام ، وبعد أن خلقها من طينة آدم عليهالسلام نظر إليها آدم عليهالسلام فاستحسنها وسأل ربّه عنها ، فقال الله سبحانه : هذه
أمتي حوّاء عليهاالسلام ، أفتحبّ أن تكون
__________________
معك فتؤنسك وتحدّثك ، وتأتمر لأمرك؟ فأجاب قائلا : نعم يا رب! ولك على ذلك
الشكر والحمد ما بقيت ، فقال الجليل : اخطبها منّي لنفسك فإنّها أمتي وإنّها
الصالحة للشهوة أيضا ، فجاءته الزوجة فتزوجها ، فكانت تحمل وتلد في كل بطن ذكرا
وأنثى ، فأنجبت له من سبعين بطنا ذكورا وإناثا ، أمثال قابيل وهابيل وعناق ، وشيث
وغيرهم.
كان طولها ٣٥
ذراعا ، وكانت تقوم بالغزل والنسج والعجن والخبز وغيرها من أعمال النساء على أحسن
وجه.
وبعد أن خلقها
وآدم أسكنهما الجنّة ، وأمرهما أن يحذرا من إبليس عدوهما وعدوّ ذريّتهما.
أباح الله لهما
جميع النّعم والخيرات في الجنّة ، ونهاهما عن شجرة واحدة فقط وهي شجرة الحنطة ،
وقيل : شجرة العنب ، وقيل : شجرة التين ، وقيل : النخلة ، وقيل غير ذلك ، وأمرهما
أن لا يقرباها ويأكلا منها ، فجاءهما إبليس ماكرا خادعا لهما ، وادّعى أنّ الشجرة
الّتي منعا عنها هي شجرة الخلد ، وأقسم لهما بالله إن هما أكلا منها سيخلدان في
الجنّة وينعمان بنعمها وخيراتها أبد الدهر ، فوثقا به ، واعتبراه ناصحا لهما ،
فأكلا من تلك الشجرة الّتي منعا منها.
وعن الإمام
الصادق عليهالسلام قال : إنّ آدم عليهالسلام أكل ثنتي عشرة حبة وحواء عليهاالسلام أكلت ست حبات ، ويقال : إنّها كانت السبّاقة إلى الأكل
قبل آدم عليهالسلام.
وبعد عصيانهما
أمر الله سبحانه وتعالى والإقدام على الأكل من الشجرة التي منعا عنها أمر الباري
جبريل عليهالسلام بأن يخرجهما من الجنّة ، ويهبط بهما إلى الأرض. وبعد
إقامتهما سبع ساعات في الجنّة أخرجا منها ، فأهبط آدم عليهالسلام على جبل الصفا بمكة ، وأهبطت حوّاء عليهاالسلام على جبل المروة مقابل الصفا ، ويقال : كان هبوط آدم عليهالسلام على جبل سرنديب أو جبل نود جنوب غرب الهند ، وهبطت
حوّاء عليهاالسلام في جدّة بالحجاز ، وقيل : هبطت بعرفة ، وقيل : نزلا
متفارقين فتعارفا في عرفة.
وعن الإمام
الباقر عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام قال : إنّ الله تعالى أوحى إلى جبريل عليهالسلام أنّي
قد رحمت آدم عليهالسلام وحواء ، فاهبط عليهما بخيمة من خيام الجنّة ، فاضربها
لهما مكان البيت وقواعده الّتي رفعتها الملائكة قبل خلق آدم عليهالسلام ، فهبط جبريل عليهالسلام بالخيمة ونصبها لهما مكان البيت ، ثم أنزلهما على
الصفاء والمروة وجمع بينهما في الخيمة ، وعلّم آدم عليهالسلام كيف يواقعها. ثم أنزل الله سبعين ألف ملك يحرسون الخيمة
من مردة الشياطين ، ويؤنسونهما ، فكانوا يطوفون حول الخيمة ويحرسونها.
ويقال : إنّ
الله أمر جبريل عليهالسلام بأن ينحّيهما عن مكان البيت ، فأخرجهما جبريل عليهالسلام من الخيمة ونحّاهما ونحّى الخيمة عن مكانها ، وبنى مكان
الخيمة بأمر من الله البيت الحرام ، فلما تمّ بناء البيت طافت الملائكة حوله ،
فلمّا نظرا إلى الملائكة وهم يطوفون حول البيت طافا حوله سبعا سبعا من الأشواط.
ولم تزل تعيش
مع آدم عليهالسلام وتنجب البنات والبنين حتّى توفّي ، وبعد أن عمّرت ألفا
وإحدى وثلاثين سنة مرضت خمسة عشر يوما ثم فارقت الحياة ، فدفنت إلى جنب آدم عليهالسلام في وادي السّلام في النجف الأشرف ، حيث دفن إلى جواره
الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ويقال : دفنت إلى جنبه في غار عند جبل أبي قبيس بمكّة
، وقيل : قبرهما في مسجد الخيف.
القرآن الكريم وحوّاء عليهاالسلام
(وَقُلْنا يا آدَمُ
اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا
تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) البقرة ٣٥.
(فَأَزَلَّهُمَا
الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا
بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى
حِينٍ) البقرة ٣٦.
(وَخَلَقَ مِنْها
زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً ...) النساء ١.
(وَيا آدَمُ اسْكُنْ
أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ
الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) الأعراف ١٩.
(فَوَسْوَسَ لَهُمَا
الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما
نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ
هذِهِ
الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ) الأعراف ٢٠.
(وَقاسَمَهُما إِنِّي
لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) الأعراف ٢١.
(فَدَلَّاهُما
بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا
يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ
أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما
عَدُوٌّ مُبِينٌ) الأعراف ٢٢.
(قالا رَبَّنا
ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخاسِرِينَ) الأعراف ٢٣.
(قالَ اهْبِطُوا
بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى
حِينٍ) الأعراف ٢٤.
(هُوَ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها
فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا
أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ
الشَّاكِرِينَ) الأعراف ١٨٩.
(فَقُلْنا يا آدَمُ
إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ
فَتَشْقى) طه ١١٧.
(فَأَكَلا مِنْها
فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ
الْجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) طه ١٢١.
(قالَ اهْبِطا مِنْها
جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) طه ١٢٣.
(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ
خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ
بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ...)
الروم ٢١.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ...) الحجرات ١٣.
__________________
__________________
حيي بن أخطب
هو حيي بن أخطب
النضري ، وقيل : النضيري نسبة إلى بني النضير من أسباط هارون بن عمران.
أحد شخصيات
ورؤساء اليهود في الجاهلية ، ومن أبطال وعتاة وأشدّاء عصره ، وكان يعرف بسيّد
الحاضر والبادي.
أدرك الإسلام
ولم يسلم ، بل أصرّ على كفره وشركه وإيذاء النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
كان يحسد النبي
صلىاللهعليهوآله ويحيك المؤامرات ضدّه ، فكان من جملة بني النضير الّذين
أرادوا اغتيال النبي صلىاللهعليهوآله ، ولكن الله نجّى نبيّه ، فقذف الله الرعب في قلوبهم ،
وأجلاهم النبي صلىاللهعليهوآله عن أراضيهم ، فمنهم من رحل إلى الشام ، ومنهم من خرج
إلى خيبر ، فكان المترجم له ممّن ذهبوا إلى خيبر.
كان من اليهود
الّذين حزّبوا الأحزاب لحرب النبي صلىاللهعليهوآله في حرب الخندق في السنة الخامسة من الهجرة.
أسره المسلمون
في غزوة بني قريظة سنة ٥ ه وجيء به إلى النبي صلىاللهعليهوآله مكتوفا ، فلما شاهد النبي صلىاللهعليهوآله قال : والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكن من يخذل الله
فلا ناصر له ، ثم قال للناس : إنّه لا بأس بأمر الله ، كتاب وقدر وملحمة كتبت على
بني إسرائيل. فأمر النبي صلىاللهعليهوآله بضرب عنقه ، فضربوا عنقه.
وبعد مقتله
أسلمت ابنته صفيّة ، فتزوجها النبي صلىاللهعليهوآله.
__________________
القرآن العظيم و «حيي»
كان المترجم له
وأخوه ياسر بن أخطب من أشدّ اليهود حسدا للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام ، فنزلت فيهما
الآية ١٠٩ من سورة البقرة : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ
أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً
مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ....)
وشملته الآية
١٧٤ من نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ
يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ ....)
كان المترجم له
وجماعة من اليهود كتموا ما عهد الله إليهم في التوراة من شأن النبي محمّد صلىاللهعليهوآله وبدّلوا صفاته وشمائله ، وكتبوا بأيديهم غيره ، وحلفوا
أنّه من عند الله ؛ لئلّا تفوتهم الرشا والمآكل التي كانت لهم على أتباعهم ، فنزلت
فيه وفيهم الآية ٧٧ عن سورة آل عمران : (إِنَّ الَّذِينَ
يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ
لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ ....)
وشملته الآية
٧٨ من نفس السورة : (وَإِنَّ مِنْهُمْ
لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ
وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ
عِنْدِ اللهِ ....)
والآية ١٨٣ من
السورة نفسها : (الَّذِينَ قالُوا
إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا
بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ....)
كان المترجم له
وجماعة آخرون على شاكلته يأتون إلى أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله فيقولون لهم : لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر
، ولا تسارعوا في النفقة ، فنزلت فيهم الآية ٣٧ من سورة النساء : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ....)
كان هو ومن على
شاكلته من اليهود والمشركين يدّعون أنّ دينهم خير من دين النبي صلىاللهعليهوآله وأهدى منه ، وكانوا يحزبون الأحزاب على النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين فنزلت فيه وفيهم الآية ٥١ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا
نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ
لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً)
ونزلت فيه وفي
كعب بن الأشرف اليهودي الآية ٥٢ من سورة النساء : (أُولئِكَ الَّذِينَ
لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً.)
ونزلت فيه
الآية ٦٧ من سورة الزّمر : (وَما قَدَرُوا اللهَ
حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ ....)
__________________
__________________
حرف الخاء
خالد بن حزام
هو خالد بن
حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب القرشي ، الأسدي ، وأمّه أمّ
حكيم فاخته بنت زهير بن الحارث ، ابن أخي السيّدة خديجة بنت خويلد (ره).
صحابي كان من
أوائل من أسلم ، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية ، فلدغته حيّة فمات في
الطريق.
القرآن المجيد وخالد بن حزام
نزلت فيه الآية
١٠٠ من سورة النساء : (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي
سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ
مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ
فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ ....)
__________________
خالد بن الوليد
هو أبو سليمان
، وقيل : أبو الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم
القرشي ، المخزومي ، المدني ، وأمّه لبابة ، وقيل : الغميصاء بنت الحارث الهلالية.
صحابيّ مشهور ،
محارب شجاع ، خطيب مفوّه فصيح ، وأحد قادة العرب المشهورين.
كان في
الجاهلية شريكا للعباس بن عبد المطلب ، يسلّفان الناس في الربا.
كان قبل إسلامه
من أشدّ خصوم النبي صلىاللهعليهوآله والمتآمرين على حياته ، فبعد منصرف النبي صلىاللهعليهوآله في معركة تبوك اتفق مع جماعة من المشركين على أن يمكروا
بالنبي صلىاللهعليهوآله وينفّروا ناقته ليسقط في الوادي ، ولكن الله سبحانه
وتعالى أنقذه من كيدهم.
وكان قائدا
للكفار والمشركين الّذين أرادوا اغتيال النبي صلىاللهعليهوآله في داره ، ولكن الله أخبر نبيّه بمؤامرتهم وأمره بأن
يجعل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في فراشه ، ويخرج إلى غار ثور ، ومن ثم يهاجر إلى
المدينة المنورة.
وفي يوم
الحديبية كان على خيل المشركين والكفار.
أسلم بمكة سنة
٨ ه ، وقيل : سنة ٥ ه ، وقيل : سنة ٦ ه ، وقيل : سنة ٧ ه ، وقبل واقعة خيبر
هاجر من مكة إلى المدينة ، وشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله فتح مكة وواقعة حنين.
بعثه النبي صلىاللهعليهوآله إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي ، فقتل منهم من لم
يجز له قتله ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : اللهم! إني أبرأ إليك مما صنع خالد ، ثم أرسل النبي صلىاللهعليهوآله مالا مع الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام إلى بني جذيمة عوضا لقتلاهم ، ثم أعطاهم الإمام عليهالسلام ثمن ما أخذ منهم خالد.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله تولّى قيادة الجيوش الإسلامية في فتوحاتها.
قام بأعمال
بشعة ومنكرة ، ففي عهد أبي بكر دخل اليمن فقتل مالك بن نويرة
واغتصب زوجته ، فأنكر عليه المسلمون وعاتبوه على ما قام به ، أمثال عمر بن
الخطاب وأبي قتادة الّذي أقسم أن لا يقاتل تحت رايته.
ومن أفضح
الأعمال التي قام بها هجومه على دار الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام والزهراء عليهاالسلام في الدار ، فاشترك في ضربها وإيذائها وإسقاط جنينها ،
وإخراج الإمام عليهالسلام إلى المسجد النبوي لأخذ البيعة منه لأبي بكر.
تواطأ مع أبي
بكر على اغتيال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وصمّما على ذلك ، وفي آخر لحظة ندم أبو بكر ؛ خوف
الفتنة ، فلم يقدما على ذلك.
كان من
المبغضين للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأصحابه ، فكان يسبّ ويشتم عمّار بن ياسر ، فشكى عمار
خالدا إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لخالد : من يعادي عمّارا يعاديه الله ، ومن يبغض عمّارا
يبغضه الله ، ومن سبّه سبّ الله.
مات حتف أنفه
بحمص ، وقيل : بالمدينة المنورة سنة ٢١ ه ، وقيل : سنة ٢٣ ه ، وقيل : سنة ٢٢ ه
وهو ابن ٦٠ سنة ، وقبره بالقرب من حمص.
قال عند موته
وهو يبكي : ها أنا أموت على فراشي كما يموت العير ـ الحمار الوحشي ـ فلا نامت أعين
الجبناء.
القرآن العظيم وخالد بن الوليد
كما ذكرنا
سابقا : كان هو والعباس بن عبد المطلب يسلّفان الناس في الربا فنزلت فيهما الآية
٢٧٨ من سورة البقرة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ.)
ونزلت فيه
الآية ٥٩ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ ....)
في أحد الأيام
أمره النبي صلىاللهعليهوآله أن يقلع شجرة كان المشركون يعبدونها من دون الله ، فجاء
المشركون إليه وهدّدوه وخوّفوه من قلعها ، فامتنع عن تنفيذ أمر النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيه الآية ٣٦ من سورة الزمر : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ
وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ
يُضْلِلِ
اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ.)
__________________
الخبّاب بن الأرت
هو أبو عبد
الله ، وقيل : أبو محمد ، وقيل : أبو يحيى الخباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن
خزيمة بن كعب بن سعد التميمي ، الخزاعي بالولاء ، وأمّه أمّ سباع الخزاعية.
صحابي جليل ،
وأحد السابقين الأوائل إلى الإسلام ، حيث أسلم سادس ستة ، وهاجر إلى المدينة.
لازم النبي صلىاللهعليهوآله ، وشهد معه بدرا وما بعدها من الوقائع ، وعذّب كثيرا
لإسلامه ،
__________________
وبقيت آثار التعذيب على جسمه.
كان من
البكائين المعروفين ، وكان في الجاهلية يصنع السيوف ، وسبي فيها ، فبيع بمكّة ،
فاشترته أمّ أنمار بنت سباع الخزاعيّة ثم أعتقته ، فانتقل إلى الكوفة وسكنها
وابتنى بها دارا ، وكان أبوه من كسكر.
بعد إسلامه آخى
النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين جبر بن عتيك.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أكثر من ثلاثين حديثا ، وروى عنه جماعة.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله والى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وناصره ، ويقال : شهد معه واقعتي صفّين والنهروان ،
وقيل : لم يشهدها.
توفّي بالكوفة
سنة ٣٧ ه ، وقيل : سنة ٣٦ ه ، وقيل : سنة ٣٩ ه في خلافة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وعمره ٧٣ سنة ، وقيل : ٦٣ سنة ، ودفن بها ، ويقال :
إنّه أوّل من دفن من المسلمين بظاهر الكوفة.
يقول بعض
المؤرخين : إنه توفّي والإمام أمير المؤمنين عليهالسلام يقاتل معاوية بن أبي سفيان في صفّين ، فلما رجع إلى
الكوفة رأى قبره بظاهرها ، فترحّم عليه وقال : «رحم الله خبّابا ، لقد أسلم راغبا
وهاجر طائعا وعاش مجاهدا».
القرآن المجيد والخباب بن الأرت
شملته الآية ٥١
من سورة الأنعام : (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ
يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ
وَلا شَفِيعٌ ....)
والآية ٥٢ من
نفس السورة : (وَلا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ...)
وسببها أنّ
قريشا طلبت من النبي صلىاللهعليهوآله أن يطرد من حوله المستضعفين من المؤمنين ، أمثال
المترجم له ؛ لكي يؤمنوا بالنبي صلىاللهعليهوآله.
ولنفس السبب
شملته الآية ٥٣ من نفس السورة : (وَكَذلِكَ فَتَنَّا
بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا
....)
ونزلت فيه ، وقيل
: في سلمان الفارسي الآية ٢٨ من سورة الكهف : (وَاصْبِرْ
نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ ....)
تمنى المترجم
له وجماعة من المؤمنين سعة الدنيا والغنى ، وطمعوا في أموال بني قريظة وبني النضير
، فنزلت فيهم الآية ٢٧ من سورة الشورى : (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ
الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما
يَشاءُ ....)
__________________
خبيب بن عدي
هو خبيب بن عدي
بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبى بن عوف بن كلفة الأنصاري ، الأوسي ، المعروف
ببليع الأرض.
صحابيّ من
الأنصار ، ومن أوائل شهداء الإسلام.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله واقعة بدر ، وفي السنة الرابعة من الهجرة أسره المشركون
في غزوة الرجيع الّتي وقعت بين مكّة وعسفان ، ثم باعوه بمكّة.
__________________
أجمع القوم
الّذين اشتروه على قتله ، فأخرجوه إلى التنعيم لينفّذوا فيه حكم الإعدام ، فطلب
منهم أن يصلّي ركعتين لله سبحانه وتعالى ، فسمحوا له ، وبعد صلاته أخذ يدعو عليهم
قائلا : اللهم! أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تبق منهم أحدا ، ثم أخذ ينشد :
فلست أبالي
حين أقتل مسلما
|
|
على أيّ جنب
كان في الله مصرعي
|
وذلك في ذات
الإله وإن يشأ
|
|
يبارك على
شلو أوصال ممزع
|
ثم تقدم عقبة
بن الحارث فصلبه حتى مات ، وكان خبيب قد قتل أباه ـ الحارث ـ يوم بدر كافرا.
كان المترجم له
أوّل مسلم صلب في الإسلام لإيمانه بالله وإسلامه ، استجاب الله دعاءه ، فأصابت
الّذين شهدوا صلبه الرجفة.
وبعد استشهاده
لم يعثروا على جثته وكأنّما الأرض ابتلعته ، فعرف ببليع الأرض.
القرآن الكريم وخبيب بن عدي
وبعد استشهاده
نزلت الآيات التالية من سورة الفجر :
الآية ٢٧ (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْمُطْمَئِنَّةُ.)
والآية ٢٨ (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً
مَرْضِيَّةً.)
والآية ٢٩ (فَادْخُلِي فِي عِبادِي.)
والآية ٣٠ (وَادْخُلِي جَنَّتِي.)
__________________
الخضر عليهالسلام
هو حلقيا ،
وقيل : ملقيا ، وقيل : مليقا ، وقيل : إيليا ، وقيل : بليا ، وقيل : أرمياء ، وقيل
: تليا بن ملكان ، وقيل : كليان بن عابر ، وقيل : عامر بن ارفخشد بن سام ابن نبي
الله نوح عليهالسلام ، وأمّه كانت تدعى : لها.
كانت معجزته
إذا جلس على خشبة يابسة أو أرض جرداء أزهرت خضراء ، فلقّب بالخضر.
هو أحد
الأنبياء الّذين بعثهم الله إلى أقوامهم لهدايتهم ودعوتهم إلى توحيد الله والإيمان
به ، وكان في قمّة الكمال والعلم والصلاح.
كان من أسرة
ملكيّة عريقة ، وكان أبوه من ملوك وقته ، ولم يكن لأبيه ولد غيره.
__________________
ولدته أمّه في
إحدى المغارات وتركته ، فكانت تأتيه شاة كلّ يوم فترضعه ، وفي أحد الأيام عثر عليه
صاحب الشاة فأخذه وربّاه.
ولم يزل الخضر عليهالسلام عند صاحب الشاة حتى شبّ وتعلّم القراءة والكتابة ،
ومرّة طلب أبوه ـ ملكان ـ كاتبا ليكتب له صحف إبراهيم الخليل عليهالسلام وشيث عليهالسلام ، فتقدّم جماعة للكتابة بينهم الخضر عليهالسلام وأبوه لا يعرفه ، فلما تعرّف عليه أبوه فرح به ، ونقله
إلى البلاط ، وولّاه أمر الناس ، وزوّجه أكثر من مرة ، عسى أن يرزق منه ولدا ؛
ليرث الملك بعده ، ولكنه كان يمتنع من إتيان الزوجات ؛ ولما كان الخضر عليهالسلام لا يستسيغ حياة الترف والعيش الرغيد في قصور الملوك
فضّل الفرار إلى الصحاري والبحار ، فكان أكثر مقامه في الأنهار والبحار.
ولم يزل سائحا
حتّى شرب ماء الحياة ـ ذلك الماء الّذي من شرب منه شربة يخلد حتى يسمع الصيحة في
آخر الزمان ـ ومنحه الله القدرة على تصوير وتغيير شكله كيفما شاء.
كانت ولادته
قبل عصر إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وعن الإمام الرضا عليهالسلام قال : «إنّ الخضر عليهالسلام شرب من ماء الحياة ، فهو حيّ لا يموت حتى ينفخ في الصور
، وإنّه ليأتينا فيسلّم علينا ، فنسمع صوته ، ولا نرى شخصه ، وسيؤنس الله به وحشة
قائمنا في غيبته ، ويصل به وحدته».
لما ادّعى موسى
بن عمران عليهالسلام أعلميته من جميع الناس أوحى الله إليه بأنّ هناك رجلا
بمجمع البحرين هو أعلم منك ، فسأل موسى عليهالسلام ربّه كيفية الوصول إليه؟ فجاء الوحي إليه بأن خذ حوتا
وضعه في مكتل ، فأينما يفقد الحوت فهو هناك.
فانطلق موسى عليهالسلام بصحبة يوشع بن نون مع مكتل فيه حوت ، وفي الطريق أخذهما
النوم عند صخرة على ساحل البحر ، فخرج الحوت من المكتل وانحدر إلى البحر ، فلما
استيقظا واصلا سفرهما ، وبعد أن جاوزا الصخرة وجدا أنّ الحوتة قد خرجت من المكتل
عند الصخرة الّتي ناما عندها في مجمع البحرين في خليج السويس.
فرجع موسى عليهالسلام وصاحبه إلى الصخرة فوجدا عندها رجلا ـ وهو الخضر عليهالسلام ـ فسلّم موسى عليهالسلام عليه ، وعرّفه بنفسه ، ثم أخبره بأنه جاء إليه لكي
يتعلّم منه ، فقال
الخضر عليهالسلام : إنّك لن تستطيع معي صبرا ، وإنّي على علم علّمنيه
الله لا تعلمه أنت ، وأنت على علم من علم الله علّمكه الله لا أعلمه أنا ، فقال
موسى عليهالسلام : ستجدني إن شاء الله من الصابرين ولا أعصي لك أمرا ،
فقال الخضر عليهالسلام : إن اتّبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أخبرك به ، فوافق
موسى عليهالسلام على ذلك.
مرّت عليهم
سفينة فركبوها ، وبعد أن أبحرت خلع الخضر عليهالسلام لوحا من ألواحها فكسر جانبا منها ، فقال له موسى عليهالسلام : لما ذا خلعت لوحا منها لتغرق من عليها؟ فقال الخضر عليهالسلام : ألم أقل إنّك لن تستطيع معي صبرا ، فاعتذر له موسى من
اعتراضه عليه ، ولمّا رست السفينة على الساحل خرجا منها ، وبينما هما يمشيان إذ
مرّا بمدينة أيلة على شاطئ البحر الأحمر ، وإذا الخضر عليهالسلام يتوجه نحو غلام ـ كان يلعب مع الغلمان ـ فقطع رأسه
وقتله ، فاعترض موسى عليهالسلام ثانية على الخضر عليهالسلام لقتله الغلام ، فأجابه الخضر عليهالسلام : ألم أقل لك إنّك لن تستطيع معي صبرا ، فقال موسى عليهالسلام معتذرا : إني إن سألتك مرّة أخرى فلا تصاحبني ، ثم
تابعا السير حتى وصلا إلى قرية الناصرة بفلسطين ، وقيل : أنطاكية بالشام ،
فاستطعما أهلها فلن يضيّفوهما ، ثم وجدا جدارا في القرية يكاد أن يسقط ، فقام
الخضر عليهالسلام وأقام الجدار بيده ومنعه من الانهدام ، فاعترض موسى عليهالسلام قائلا : أهل القرية لم يضيّفونا وكان من الأجدر أن تأخذ
أجرة على إقامتك للجدار ، فقال الخضر عليهالسلام : هذا فراق بيني وبينك ؛ فافترقا.
وقبل أن يفترقا
طلب موسى عليهالسلام من الخضر عليهالسلام بعض النصائح والوصايا ، فقال الخضر عليهالسلام : إيّاك واللجاجة! أو أن تمشي في غير حاجة ، أو أن تضحك
من غير تعجب! واذكر خطيئتك وإيّاك وخطايا الناس!
يقول بعض
المؤرخين : إنّ الخضر عليهالسلام كان على مقدّمة جيوش الإسكندر ذي القرنين.
القرآن الكريم والخضر عليهالسلام
بعد أن خرّب
نبوخذ نصر بيت المقدس مرّ عليها الخضر عليهالسلام ، وقيل غيره ، فنزلت فيه الآية ٢٥٩ من سورة البقرة : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ
وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ....)
تحدّث الذكر الحكيم عن محاورته مع موسى بن عمران عليهالسلام بدون ذكر اسمه في سورة الكهف في الآيات التالية :
الآية ٦٥ (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا
آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً.)
والآية ٦٦ (قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى
أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً.)
والآية ٦٧ (قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ
صَبْراً.)
والآية ٦٨ (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ
بِهِ خُبْراً.)
والآية ٧٠ (قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا
تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً.)
والآية ٧١ (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي
السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ
شَيْئاً إِمْراً.)
والآية ٧٤ (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً
فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ
شَيْئاً نُكْراً.)
والآية ٧٧ (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ
قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها
جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ
عَلَيْهِ أَجْراً.)
والآية ٧٨ (قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ
سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً.)
__________________
__________________
خوات الأوسي
هو أبو عبد
الله ، وقيل : أبو صالح خوات بن جبير بن النعمان بن أميّة بن امرئ القيس بن ثعلبة
بن عمرو بن عوف الأنصاري ، الأوسي ، الخزرجي. صحابي من الأنصار ، شاعر ، فارس
شجاع.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله واقعة بدر ، وقيل : لم يشهدها ، بل خرج مع النبي صلىاللهعليهوآله إلى بدر ثم رجع لعذر ، فضرب النبي صلىاللهعليهوآله بسهمه.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله واقعتي أحد والخندق وبقية المشاهد.
وروى عن النبي صلىاللهعليهوآله والإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أحاديث ، وروى عنه جماعة.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله صحب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ولازمه ، وشهد معه واقعة صفّين.
كان صاحب
المرأة المعروفة بذات النحيين من بني تيم الله ، وكانت تبيع السمن في الجاهلية ،
وكانت العرب تضرب المثل بها فتقول : أشغل من ذات النحيين.
توفّي بعد أن
كفّ بصره بالمدينة المنورة سنة ٤٠ ه ، وقيل : سنة ٤٢ ه ، عن ٧٤ سنة ، وقيل :
عمّر ٧١ سنة ، وقيل : ٩٤ سنة.
القرآن المجيد وخوات الأوسي
نزلت فيه الآية
١٨٧ من سورة البقرة : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا
حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ
الْفَجْرِ ....)
__________________
__________________
خولة السلميّة
هي أمّ شريك
خولة ، وقيل : خويلة بنت حكيم بن أميّة بن الحارث بن الأوقص بن مرّة بن هلال
السلميّة ، وأمّها صفيّة بنت العاص.
صحابيّة مؤمنة
صالحة ، محدّثة فاضلة ، ومن السابقات إلى الإسلام ، ومن جليلات نساء وقتها ، ومن
أجمل نساء قومها.
كانت تخدم
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وتزوّجت من عثمان بن مظعون ، وبعد موته وهبت نفسها
للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولكنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أرجأها. حدّثت عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وحدّث عنها جماعة.
في أحد الأيّام
خرج عمر بن الخطّاب ومعه المعلّى بن الجارود العبديّ ، فلقيته امرأة فقالت له : يا
عمر! فوقف عمر ، فقالت : كنّا نعرفك مدّة عميرا ، ثمّ سرت من بعد عمير عمر ، ثمّ
صرت من بعد عمر أمير المؤمنين ، فاتّق الله يا ابن الخطّاب ، وانظر في أمور الناس
، فإنّه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ، ومن خالف الموت خشي الفوت ، فقال المعلّى
: يا أمة الله فقد أبكيت أمير المؤمنين ، فقال له عمر : اسكت أتدري من هذه؟ هذه
خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من سمائه ، فعمر أحرى أن يسمع قولها ويقتدي به.
القرآن المجيد وخولة السلميّة
شملتها الآية
٥٠ من سورة الأحزاب :
(وَامْرَأَةً
مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ
يَسْتَنْكِحَها ....)
وشملتها كذلك
الآية ٥١ من نفس السورة :
(تُرْجِي مَنْ تَشاءُ
مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ ....)
__________________
خولة بنت ثعلبة
هي خولة ، وقيل
: خويلة بنت ثعلبة ، وقيل : حكيم ، وقيل : مالك بن ثعلبة بن قيس ، وقيل : أصرم بن
مالك ، وقيل : فهر بن ثعلبة الخزرجية ، زوجة أوس بن الصامت الخزرجي.
صحابية ، أسلمت
وبايعت النبي صلىاللهعليهوآله ، وكانت من بليغات النساء وفصيحاتهن.
__________________
في أحد الأيام
صادفها عمر بن الخطاب في الطريق ومعه الجارود العبدي ، فسلّم عليها عمر ، فردّت
السّلام عليه ثم قالت : هيها يا عمر! عهدتك وأنت تسمّى عميرا في سوق عكاظ ، ترعى
الضأن بعصاك ، فلم تذهب الأيام حتى سمّيت عمر ، ثم لم تذهب الأيام حتى سمّيت أمير
المؤمنين ، فاتق الله في الرعيّة ، واعلم أنّه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ،
ومن خاف الموت خشي الفوت.
فقال الجارود :
قد أكثرت أيّتها المرأة. فقال عمر : دعها أما تعرفها؟ هذه خولة ، الّتي سمع قولها
من فوق سبع سماوات ، فعمر أحقّ ـ والله ـ أن يسمع لها.
القرآن الكريم وخولة بنت ثعلبة
في السنة
السادسة من الهجرة غضب أوس بن الصامت على أهله خولة ، فقال لها : أنت عليّ كظهر
أمّي ، ثم ندم بعد ذلك ، وكان أهل الجاهلية إذا قالوا تلك العبارة لزوجاتهم حرمن
عليهم ، فلمّا ندم على قوله قال لخولة : اذهبي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله عسى أن يجد حلا لمشكلتنا ، فجاءت خولة إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقالت : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله! إنّ أوس بن
الصامت ـ وهو زوجي وأبو ولدي وابن عمّي ـ قال لي : أنت عليّ كظهر أمّي ، وكنّا يا
رسول الله! نحرّم ذلك في الجاهلية ، وقد منّ الله علينا بالإسلام بك ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لها : ما أنزل الله تبارك وتعالى عليّ كتابا أقضي فيه
بينك وبين زوجك ، وأنا أكره أن اكون من المتكلّفين ، فجعلت تبكي وانصرفت ، فأنزل
الله على رسوله صلىاللهعليهوآله الآية ١ من سورة المجادلة : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي
تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما
إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ.)
ونزلت فيها
الآية ٢ من نفس السورة : (الَّذِينَ
يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ
إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ
وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ.)
وشملتها كذلك
الآية ٣ من السورة نفسها : (وَالَّذِينَ
يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا ....)
__________________
__________________
حرف الدال
نبيّ الله داود عليهالسلام
هو داود بن يسى
، وقيل : إيشا بن عوبيد بن بوعز ، وقيل : عامر ، وقيل : يا عز بن سلمون بن أحشون ،
وقيل : نحشون بن عميناداب ، وقيل : عويناداب ، من سلالة إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهالسلام ، ومعنى داود بالعبريّة : الحبيب.
من عظماء
أنبياء وملوك بني إسرائيل ، عرف بكثرة العبادة والتهجّد لله عزوجل.
ولد في بيت لحم
بفلسطين حوالي عام ١٠٣٣ قبل ميلاد المسيح عليهالسلام ، وقيل : قبل الميلاد ب ١٠٧١ سنة ، وقيل : ١٠٨٦ سنة قبل
الميلاد.
كان في حداثته
يرعى الغنم ، وكان معروفا بنقاوة القلب ، وطهارة السريرة ، وكثرة العبادة ، فكان
يقوم الليل ويصوم أكثر أيّامه ويأكل من كسب يده.
كان معاصرا
للنبي إشموئيل عليهالسلام أحد أنبياء بني إسرائيل ، وللملك طالوت من ملوكهم.
اشترك في
حداثته في الحرب الّتي دارت بين الملك طالوت وزعيم الفلسطينيّين جالوت عند قصر أمّ
حكيم قرب مرج الصغر ، فتمكّن من إصابة جبهة جالوت بحجر ، ثم احتزّ رأسه ، ممّا
أدّى إلى فرار الفلسطينيين وانتصار طالوت.
وبعد ذلك
الانتصار حسنت منزلته عند طالوت ، وأصبح من المقرّبين لديه ، وزوّجه من ابنته (ميكال)
ثم عيّنه قائدا عاما على جيوشه.
وبمرور الزمان
أخذ الإسرائيليّون يزدادون له حبّا وولاء ؛ لصدقه وأمانته وشجاعته ، وبعد أن وصل
إلى ما وصل إليه من شعبية فائقة ونفوذ واسع بين حاشية الملك وبطانته حسده طالوت ،
وخاف على ملكه منه ، فأخذ يتربّص به الدوائر ؛ ليقضى عليه.
وبعد أن أحسّ
داود عليهالسلام بنوايا طالوت الشريرة تجاهه اضطر أن يلجأ إلى أخيش ـ ملك
جت ـ الّذي كان من ألدّ أعداء طالوت.
ولأمور يطول
شرحها طرد من جت ، فرحل إلى مغارة عدلام ، وبها التقى بوالديه وإخوته وأهل بيت
أبيه ، ثم انتقل إلى مصفاة موآب ، وأرسل أبويه إلى ملك موآب ليكفّهما ، وانتقل هو
ومن معه إلى أرض يهوذا.
ولم يزل طالوت
يلاحق داود عليهالسلام ليقتله ، وكان داود عليهالسلام يتحيّن الفرص للقضاء على طالوت ، ولكنّه لم يقدم على
ذلك ؛ لوفائه وحسن أخلاقه.
فلمّا علم
طالوت بنبل داود عليهالسلام وأخلاقه الفاضلة ندم على ملاحقته ؛ فتركه وشأنه ،
فانتقل داود عليهالسلام إلى قرية صغلغ أو سقلاغ من قرى فلسطين وسكنها.
ولم تزل الخطوب
والحوادث تتعاقب على طالوت حتى قتله الفلسطينيون ، وقتلوا ثلاثة من بنيه ، بينهم
يوناثان بن طالوت الصديق الحميم لداود عليهالسلام.
ولمّا علم داود
عليهالسلام بمقتل طالوت وولده يوناثان تأثّر كثيرا ، وعمل فيهما
مرثية عظيمة وأقام لهما مأتما ضخما.
وبعد مقتل
طالوت انتقل داود عليهالسلام إلى مدينة حبرون (الخليل) فالتف حوله الإسرائيليون
ونصبوه ملكا عليهم ، وأعطوه خزائن طالوت ، وفي تلك الفترة أقام بعض الإسرائيليّين
المنشقّين عن داود عليهالسلام أحد أولاد طالوت وكان يدعى ايشبوشث ملكا عليهم ، ممّا
أدّى إلى نشوب الحرب بين داود عليهالسلام وبينه.
وبعد أن حكم
إيشبوشث سنتين هلك ، وبعد موته اتّفقت كلمة الإسرائيليين على ملوكية داود عليهالسلام بدون منازع ، فاتّخذ من مدينة حبرون عاصمة لملكه ، وبعد
سبع سنوات انتقل إلى حصن صهيون ، وسمّاه مدينة داود.
شنّ حروبا
كثيرة ضد أعدائه ومناوئيه ، وكان النصر دائما حليفه ، فحارب الأقوام الساكنين على
ضفاف نهر الفرات وأخضعهم لحكمه ، واستولى على دمشق عاصمة الآراميين ، وانتزع شرق
الأردن من بني عمون ، فاتّسع ملكه من أيلة إلى شواطئ نهر الفرات ، وقيل : كانت
مملكته تمتد ما بين الشامات إلى بلاد اصطخر.
لاستقامته في
طاعة الله وعبادته بعثه الله إلى بني إسرائيل ليهديهم إلى الصراط المستقيم ،
ويأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر ، ومنحه الله نعما جليلة ومعاجز فريدة منها
: إلانة الحديد له ، فكان في يده كالشمع يعمل به كيف يشاء ، يلويه بيده بدون نار
ولا مطرقة ، وعلّمه صنعة الدروع الحديدية بيده.
وعلّمه الباري
جل وعزّ منطق الطير ، فكانت الطيور تسبّح لله معه بكرة وعشيا ، وكانت طوع إرادته.
وسخر الله
تعالى له الجبال ، فكانت تسبّح معه لله سبحانه وتعالى ، وكانت تحت اختياره.
ومنحه الله حسن
الصوت وجودة الإنشاد ، وزوّده قوة في الملك والغلبة والنصر على أعدائه.
ووهبه الله
الحكمة البالغة ، وملكة الشعر ، والقضاء بين الناس.
من معاجزه :
الزبور ، وهو كتاب يتضمّن المواعظ والحكم والأناشيد والقصائد في تسبيح الله
وتمجيده والتضرّع والالتجاء إليه ، ويحتوي على مائة وخمسين مزمورا ، ثلاثة وسبعون
منها تنسب إليه والباقي تنسب إلى آخرين.
ومنحه الله
سليمان عليهالسلام ، وجعله وارثا له في النبوّة والعلم والحكمة والحكم.
كان شجاعا شديد
البأس ، ذا قوة فائقة ، وصاحب غيرة شديدة.
تزوّج مائة
امرأة ، أنجبن له تسعة عشر ولدا ، ولم يرث النبوّة منهم إلّا ولده سليمان من زوجته
امرأة أورياء بن حيان.
انشق عليه قسم
من الإسرائيليّين وكفروا به واتهموه ببعض التهم ، فغضب الله عليهم وسلّط عليهم
الموت والهلاك ، فهلك في ساعة واحدة سبعون ألف شخص جزاء أفعالهم وأقوالهم عليه.
بالإضافة إلى
سليمان عليهالسلام أنجب جملة من الأولاد ، منهم : سمون وسوباب ونوتان ويابار
واليشوس ونافاق ويافيا والسناتا واليشماس واليفلات وغيرهم.
ولم يزل
متصدّرا للنبوة والملوكية في بني إسرائيل ٤٠ سنة حتى توفّي فجأة في
أورشليم يوم السبت ، وقيل : يوم الأربعاء ، حدود عام ٩٦٢ ، وقيل : عام ١٠١٥
قبل ميلاد المسيح عليهالسلام ، بعد أن عمّر ١٠٠ سنة ، وقيل : ٧٧ سنة ، وقيل : ٧١ سنة
، وقيل : ٨٠ سنة ، وقيل : ١٢٠ سنة ، فدفنوه في مدينة داود على جبل صهيون بفلسطين.
كان بينه وبين
موسى بن عمران عليهالسلام ٥٠٠ سنة ، وبينه وبين عيسى بن مريم عليهماالسلام ١١٠٠ سنة.
اشترك في تشييع
جنازته أربعون ألف راهب وآلاف من سائر الناس.
القرآن العظيم ونبي الله داود عليهالسلام
(وَقَتَلَ داوُدُ
جالُوتَ وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ ...) البقرة ٢٥١.
(وَآتَيْنا داوُدَ
زَبُوراً) النساء ١٦٣.
(لُعِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ ...) المائدة ٧٨.
(وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ
داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ ...) الأنعام ٨٤.
(وَآتَيْنا داوُدَ
زَبُوراً) الإسراء ٥٥.
(وَداوُدَ
وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ ...) الأنبياء ٧٨.
(وَسَخَّرْنا مَعَ
داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ ...) الأنبياء ٧٩.
(وَعَلَّمْناهُ
صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ...) الأنبياء ٨٠.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً ...) النمل ١٥.
(وَوَرِثَ سُلَيْمانُ
داوُدَ ...) النمل ١٦.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ
الْحَدِيدَ) سبأ ١٠.
(أَنِ اعْمَلْ
سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ...) سبأ ١١.
(وَاذْكُرْ عَبْدَنا
داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص ١٧.
(إِنَّا سَخَّرْنَا
الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ) ص ١٨.
(وَالطَّيْرَ
مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ) ص ١٩.
(وَشَدَدْنا مُلْكَهُ
وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) ص ٢٠.
(إِذْ دَخَلُوا عَلى
داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ...) ص ٢٢.
(وَظَنَّ داوُدُ
أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ ...) ص ٢٤.
(فَغَفَرْنا لَهُ
ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ) ص ٢٥.
(يا داوُدُ إِنَّا
جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ...) ص ٢٦.
(وَوَهَبْنا لِداوُدَ
سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص ٣٠.
__________________
__________________
حرف الذال
ذو القرنين
بطل من أبطال
التأريخ ، وعظيم من عظماء البشرية ، اختلف المحقّقون والمؤرّخون في اسمه ونسبه
والفترة الزمنية الّتي عاش فيها.
قيل : هو عيّاش
، أو عبد الله بن الضحاك بن معبد ، وقيل : هو أبو كرب شمر بن عمير بن افريقش
الحميري ، وقيل : هو صعب بن ذي مراثد بن الحارث الرائش الحميري ، وقيل : هو لقب
داريوش أو كورش أحد ملوك الدولة الهخامنشية بفارس.
وهناك من جعله
لقبا للإسكندر بن فيلقوس أو فيليب الثاني بن مضريم بن هرمس بن هيدودس اليوناني ،
وكان وثنيّا يعبد الأصنام.
أمّا المذكور
في القرآن الكريم ـ ونحن بصدده ـ كان عبدا مؤمنا صالحا عادلا فاضلا ، أحبّ الله
فأحبّه ، ونصح لله فنصح له.
جعله الله من
أعظم ملوك الأرض ، فملك ما بين المشرق والمغرب ، ومكّنه الله في الأرض ، وبسط يده
عليها ، وسخّر له السحاب ، فحمله حيث يشاء ، وبسط له النور ، فكان الليل والنهار
عليه سواء ، ومنحه العلم والهيبة والحكمة والسداد.
كان منذ نعومة
أظفاره يتّصف بالآداب الفاضلة والأخلاق الحسنة والعفّة والرزانة.
كان في فتوحاته
إذا مرّ بمدينة زأر فيها كما يزأر الأسد الغضبان ، فتنبعث فيها ظلمات ورعد وبرق
وصواعق تهلك من يقف في وجهه ويناوئه.
في أوائل
أيّامه رأى في المنام أنّه قرب من الشمس وأخذ بقرينها ، شرقها وغربها ، فأخبر قومه
برؤياه ، فسمّوه بذي القرنين ، ثم آمن بالله وأسلم له ، ودعا قومه إلى ذلك فأطاعوه
، ثم بنى لهم مسجدا ليتّخذوه معبدا يعبدون الله فيه.
وبعد أن منحه
الله البسطة في الأرض زوّده بمزايا خاصة ، فجعله يسمع كل صوت قريب أو بعيد ، ويفقه
كل شيء ، وسخّر له النور والظلمة.
أخذ يجوب أقطار
العالم داعيا الناس إلى الإيمان بالله وتوحيده ، فإن أطاعوه ولبّوا دعوته تركهم
وشأنهم ، وإن عصوه وخالفوه أغشاهم بالظلام ، فكانت تظلم مدنهم وقلاعهم وبيوتهم
وتغشى أبصارهم ، ويستمرون على تلك الحالة حتى يؤمنوا.
عاش بعد عصر
نبيّ الله نوح عليهالسلام ، وعاصر إبراهيم الخليل عليهالسلام ، فاستقبله الخليل عليهالسلام وصافحه ، فكانا أوّل متصافحين على سطح الأرض ، وقيل :
كان موجودا قبل الخليل عليهالسلام ، ويقال : إنه صحب الخضر عليهالسلام.
في أيام ابتلي
الناس بقومي يأجوج ومأجوج ـ الّذين اتصفوا بصفات خاصّة تفردهم عن سائر الناس ،
وكانوا يفسدون في الأرض ويبيدون كل شيء لهمجيتهم وخباثة فطرتهم ـ استغاث الناس به
واستنصروه ليخلّصهم منهم ، فاستجاب لهم ، وأمر ببناء سدّ ضخم أمام جحافلهم وحشودهم
، فحبسهم في بلادهم ، ومنعهم من الزحف والنفوذ إلى سائر الأقطار والأمصار ، فتخلّص
الناس من شرورهم.
اختلف المؤرخون
في مكان السد ، فقيل : كان وراء بحر الروم بين جبلين هناك يلي مؤخرهما البحر
المحيط ، وقيل : كان وراء دربند وخزر من ناحية بلاد أرمينية وآذربيجان ، وقيل :
كان في جبال القوقاز.
ذكرت أسباب
لتسميته بذي القرنين منها :
بلوغه غرب
الأرض وشرقها.
بلوغه قرني
الشمس ، مغربها ومشرقها.
كان على رأسه
ما يشبه القرنين.
كان يلبس تاجا
له قرنان.
طاف قرني
الدنيا ، شرقها وغربها.
دعا قومه إلى
الله فضربوه على قرن رأسه الأيمن فأماته الله خمسمائة عام ، ثم بعثه الله إليهم
بعد ذلك ، فضربوه على قرنه الأيسر فأماته الله خمسمائة عام أخرى ، ثمّ
بعثه الله إليهم ، فملّكه مشارق الأرض ومغاربها ، فسمّي بذي القرنين.
وهناك أسباب
أخرى لتسميته بذي القرنين تركتها للاختصار.
عمّر ٥٠٠ عام ،
وكان له خليل من الملائكة يدعى رفائيل ، فكان ينزل إليه ويحدّثه ويناجيه.
أما الإسكندر
اليوناني الّذي كان يعرف بذي القرنين أيضا ، فإنّه لمّا مات أبوه فيلقوس تمكّن من
أن يجمع الروم في مملكة واحدة بعد أن كانوا طوائف متفرقة ، وحشّد جيشا عرمرما ضخما
توجّه به نحو بلاد المغرب وأخضعها لحكومته ، ثم واصل زحفه حتى وصل البحر الأخضر ،
ومنه توجه إلى بلاد الشام وافتتحها ، وأخضع لحكمه ملوك بني إسرائيل ، ثم غزا بلاد
ما بين النهرين ـ العراق ـ واحتلّها ، ثمّ استولى على بلاد فارس وقتل ملكها ـ دارا
ـ ثمّ واصل زحفه نحو الهند والصين ، وأخضعهما لحكومته.
وبعد تلك
الفتوحات عاد إلى العراق عن طريق خراسان ، فلمّا وصل إلى مدينة شهر زور مرض بها
لمدة قصيرة ، ثم هلك بها سنة ٣٢٣ قبل ميلاد المسيح عليهالسلام ، وكان عمره يومئذ ، ٣٦ سنة ، وقيل : لم يبلغ ٣٣ سنة ،
وقيل : توفّي ببيت المقدس ، ونقل رفاته إلى الإسكندرية فدفن فيها.
وهناك أقوال
أخر تدور حول شخصية ذي القرنين تركتها لعدم الإطالة.
القرآن العظيم وذو القرنين
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ
ذِي الْقَرْنَيْنِ ...) الكهف ٨٣.
(إِنَّا مَكَّنَّا
لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) الكهف ٨٤.
(فَأَتْبَعَ سَبَباً) الكهف ٨٥.
(قُلْنا يا ذَا
الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) الكهف ٨٦.
(قالَ أَمَّا مَنْ
ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ...) الكهف ٨٧.
(حَتَّى إِذا بَلَغَ
مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ ...) الكهف ٩٠.
(كَذلِكَ وَقَدْ
أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً) الكهف ٩١.
(حَتَّى إِذا بَلَغَ
بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً ...) الكهف ٩٣.
(قالُوا يا ذَا
الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ...) الكهف ٩٤.
(قالَ ما مَكَّنِّي
فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ...) الكهف ٩٥.
(آتُونِي زُبَرَ
الْحَدِيدِ ...) الكهف ٩٦.
(قالَ هذا رَحْمَةٌ
مِنْ رَبِّي ...) الكهف ٩٨.
__________________
__________________
ذو الكفل
اختلف العلماء
والمحققون في الشخص الذي لقّب بذي الكفل والسبب في ذلك ، فمنهم من قال : هو لقب
عويديا ، وقيل : عوبيديا بن أديم ، وقيل : أدريم ، من أهل حضرموت ومن ذراري
إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وقيل : هو لقب نبيّ الله إلياس عليهالسلام ، وقيل : يوشع بن نون ، وقيل : حزقيل ، وقيل : زكريّا عليهالسلام.
وعلى أيّ تقدير
فهو لقب أحد أنبياء بني إسرائيل ، أرسل إلى الناس بعد سليمان بن داود عليهماالسلام ، وقبل عيسى بن مريم عليهماالسلام.
كان مؤمنا
بالله ، عابدا صالحا ، يقضي بين الناس بالحسنى ، وهناك من يقول : إنّه لم يكن
نبيّا.
هناك رواية
تقول : إنّ نبي الله اليسع عليهالسلام لما كبر وطعن في السن طلب من قومه أن يستخلفه رجل يصوم
النهار ، ويقوم الليل للعبادة ، ولا يغضب إلّا لله ، ويعمل للحق وبالحق ، فلم
يتقدم لذلك إلّا عويديا ، فتكفّل بذلك ، ووفّى به ، فعرف بذي الكفل.
ويقال : إنّ ذا
الكفل هو لقب بشر أو شبر ابن نبيّ الله أيّوب عليهالسلام ، بعثه الله إلى أهل الروم بعد وفاة أبيه ، فآمنوا به ،
ثمّ أوحى الله إليه أن يطلب منهم الجهاد في سبيل الله ، فامتنعوا عن ذلك ؛ لحبهم
للحياة وكراهتهم للموت ، وطلبوا منه أن يدعو الله أن يطيل أعمارهم ؛ ليكثروا من
عبادة الله ، والجهاد في سبيله ، فأعطاهم الله ما أرادوا ، وجعلهم لا يموتون إلّا
إذا شاءوا ، وجعل بشرا كفيلا لذلك ، فعرف بذي الكفل.
ولمّا طالت
أعمارهم وارتفع الموت منهم وكثروا ونموا حتى ضاقت بهم البلاد وتنغّصت عليهم
معيشتهم سألوا بشرا أن يطلب من الله أن يردّهم إلى آجالهم ، فردّهم الله إلى ما
كانوا عليه من أعمارهم ، وأخذوا يموتون بآجالهم.
ويقال : سمّي
بذي الكفل ؛ لأنّه تكفّل لأحد أنبياء زمانه بأن لا يغضب ، فحاول إبليس بشتّى
المحاولات أن يغضبه فلن يقدر ، فعرف بذي الكفل ؛ لوفائه لذلك النبي.
ويقال : هو لقب
نبيّ كفل سبعين نبيّا ونجّاهم من العذاب ، وقيل : هو لقب لنبيّ
تكفّل للملك الوثني ـ كنعان العماليقي ـ وتعهّد له كتابة بدخول الجنّة إذا
هو ترك عبادة الأوثان واهتدى إلى الله.
كان يستوطن
الشام ، وبها توفّي ، ودفن في جبل قاسيون ، وعمره يومئذ ٩٥ سنة ، وقيل : ٧٥ سنة.
وقيل : قبره
بتتليس ، وقيل : بقرية كفل حارس قرب نابلس ، وهناك قبر في العراق بين الكوفة وبابل
يقال : إنّه قبر ذي الكفل يزوره الناس.
القرآن الكريم وذو الكفل
(وَإِسْماعِيلَ
وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ...) الأنبياء ٨٥.
(وَاذْكُرْ
إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ...) ص ٤٨.
__________________
حرف الراء
رافع بن حريملة
هو رافع بن
حريملة ، وقيل : حرملة ، وقيل : خزيمة ، من بني قينقاع.
أحد أحبار
ورؤساء اليهود الذين عاصروا النبي صلىاللهعليهوآله عند بزوغ فجر الإسلام. كان شرّيرا بغيّا كثير النفاق
والشقاق ، ومن ألدّ خصوم النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، وكان يحسد النبي صلىاللهعليهوآله على نبوّته.
ادّعى كذبا
ونفاقا بأنّه أسلم ، فكان يحضر مع جمع من المنافقين في مسجد النبي صلىاللهعليهوآله ، فيستمعون أحاديث المسلمين ، فيسخرون منهم ويستهزءون
بهم.
لمّا هلك قال
النبي صلىاللهعليهوآله : قد مات اليوم عظيم من عظماء المنافقين.
القرآن العظيم ورافع بن حريملة
في أحد الأيّام
قال هو ومنافق آخر للنبي صلىاللهعليهوآله : يا محمّد! ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه ،
وفجّر لنا أنهارا ؛ نتّبعك ونصدّقك ، فأنزل الله سبحانه فيه وفي صاحبه الآية ١٠٨
من سورة البقرة : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ
تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ ....)
وشملته الآية
١١٣ من نفس السورة : (وَقالَتِ الْيَهُودُ
لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى
شَيْءٍ ....)
جاء مرّة إلى
النبي صلىاللهعليهوآله وقال : يا محمّد! إن كنت رسولا من الله كما تقول فقل
لله يكلّمنا حتّى نسمع كلامه ، فأنزل الله فيه الآية ١١٨ من السورة نفسها : (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ
لا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ ....)
وشملته الآية
١٧٠ من نفس السورة : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ
اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ
ما
أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا ....)
دعا النبي صلىاللهعليهوآله اليهود إلى الإسلام ، وحذّرهم غضب الجبّار ، فأبوا عليه
وكفروا بما جاءهم به ، فقال لهم بعض المسلمين : يا معشر اليهود! اتّقوا الله ، فو
الله! إنّكم لتعلمون أنّه رسول الله ، ولقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه ، وتصفونه
لنا بصفته ، فقال المترجم له ويهوديّ آخر : ما قلنا لكم هذا قط ، وما أنزل الله من
كتاب بعد موسى ، ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده ، فنزلت فيهما الآية ١٩ من سورة
المائدة : (يا أَهْلَ الْكِتابِ
قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ
تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ ....)
وشملته الآية
٦٨ من سورة المائدة أيضا : (قُلْ يا أَهْلَ
الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما
أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ....)
رافع بن خديج
هو أبو عبد
الله ، وقيل : أبو خديج رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن
الحارث بن الخزرج الأنصاري ، الخزرجي ، الحارثي ، المدني ، وأمّه حليمة بنت عروة
بن مسعود.
أحد أصحاب رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، وعريف قومه في المدينة.
كان مزارعا
ملمّا بأمور الزراعة والمساقاة.
__________________
أراد الاشتراك
في واقعة بدر ، فردّه النبي صلىاللهعليهوآله لصغر سنّه ، وبعد ذلك اشترك في وقائع أحد والخندق وما
بعدها من المعارك.
في واقعة أحد
أصيب بسهم فنزعه وبقي النصل في جسده إلى أن توفّي بالمدينة سنة ٧٤ ه ، وقيل : سنة
٧٣ ه ، وهو ابن ٨٦ سنة.
بعد مقتل عثمان
بن عفان امتنع عن مبايعة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ومع ذلك اشترك مع الإمام عليهالسلام في واقعة صفّين.
في عهد معاوية
بن أبي سفيان وبعده تولى الإفتاء بالمدينة. روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
القرآن الكريم ورافع بن خديج
كان قد تزوّج
من خولة ، وقيل : عمرة بنت محمد بن مسلمة ، وكانت أسنّ منه فطلّقها ، ولمّا لم يبق
من عدّتها إلّا بعض الأيّام قال لها : إن أردت أن أرجع إليك وأتّخذك زوجة لي أشرط
عليك أن لا تتوقعي منّي أن آتي منك ما يأتي الرجال من نسائهم ، وإن لم توافقي على
شرطي فاصبري حتى تنتهي عدّتك وقرري مصيرك ، فرضيت الزوجة بذلك ، فنزلت الآية ١٢٨
من سورة النساء : (وَإِنِ امْرَأَةٌ
خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما ....)
وبعد أن أرجعها
لم يعدل بينها وبين زوجته الأخرى ، فنزلت فيه الآية ١٢٩ من نفس السورة : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا
بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها
كَالْمُعَلَّقَةِ ....)
__________________
رفاعة بن زيد
هو رفاعة بن
زيد بن التابوت من بني القينقاع.
من أحبار
وعلماء وشخصيّات اليهود المعاصرين للنبي صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة الإسلامية.
كان من ألدّ
الكفّار والمنافقين عنادا وعداء للنبي صلىاللهعليهوآله وللمسلمين ، وكان كثير
__________________
الاستهزاء والسخريّة من النبي صلىاللهعليهوآله.
عند ما رجع
النبي صلىاللهعليهوآله من غزوة تبوك هبّت عاصفة شديدة ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لأصحابه : إنّها هبّت لموت عظيم من عظماء الكفّار ،
فلمّا قدموا المدينة وجدوا المترجم له قد هلك في نفس اليوم الذي أخبر فيه النبي صلىاللهعليهوآله.
القرآن الكريم ورفاعة بن زيد
نزلت فيه الآية
١٨٩ من سورة البقرة : (وَلَيْسَ الْبِرُّ
بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها ....)
كان يأتي هو
ومن على شاكلته من الكفّار إلى المسلمين من الأنصار ويخالطونهم ويقولون لهم : لا
تنفقوا أموالكم فإنّا نخشى عليكم الفقر في ذهابها ، ولا تسارعوا في النفقة فإنّكم
لا تدرون علام يكون ، فأنزل الله فيه وفي أمثاله من الكفار الآية ٣٧ من سورة
النساء : (الَّذِينَ
يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ
مِنْ فَضْلِهِ ....)
كان إذا كلّم
النبي صلىاللهعليهوآله لوى لسانه ، استهزاء ، ويقول : أعرنا سمعك يا محمد حتى
نفهمك ، ثم يطعن في الإسلام ويعيبه ، فنزلت فيه الآية ٤٤ من نفس السورة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا
نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا
السَّبِيلَ.)
كان هو ويهوديّ
آخر قد نافقا وأظهرا الإسلام كذبا ، فكان بعض المسلمين يوادّونهما ، فأنزل الله
فيه وفي صاحبه الآية ٥٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً
وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ....)
وشملته الآية
٦١ من نفس السورة : (وَإِذا جاؤُكُمْ
قالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ....)
__________________
رملة (أمّ حبيبة بنت أبي سفيان)
هي أم حبيبة
رملة ، وقيل : هند ، وقيل : هبيرة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس
بن عبد مناف القرشيّة ، الأمويّة ، وأمّها صفيّة بنت أبي العاص ، وأخت معاوية بن
أبي سفيان.
إحدى زوجات
النبي صلىاللهعليهوآله ، عرفت بالفصاحة وسداد الرأي.
في الهجرة
الثانية هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة ، فولدت له بها حبيبة ، ثم
ارتدّ زوجها عن الإسلام واختار المسيحيّة ، ولم يزل على نصرانيته في الحبشة حتى
مات.
تزوّجها النبي صلىاللهعليهوآله بعد موت زوجها عبيد الله سنة ٦ ه ، وقيل : سنة ٧ ه ،
وكان عمرها يومئذ أكثر من ٣٠ سنة.
ولمّا تزوّجها
النبي صلىاللهعليهوآله ، قيل لأبيها أبي سفيان : مثلك تنكح نساؤه بغير إذنه؟!
فقال : ذلك الفحل لا يقرع أنفه.
في أحد الأيّام
دخل عليها أبوها ـ أبو سفيان ـ فجاء ليجلس على فراش النبي صلىاللهعليهوآله فطوته ، فقال : يا بنيّة! ما أدري أرغبت بي عن هذا
الفراش أو رغبت به عنّي؟! فقالت : هو فراش رسول الله ، وأنت مشرك نجس ، فلم أحبّ
أن تجلس على فراشه.
حدثت عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنها جماعة.
توفّيت
بالمدينة ، وقيل:بالشام سنة ٤٤ ه ، وقيل : سنة ٤٢ ه ، وقيل :سنة ٥٩ ه ،
__________________
وقيل : سنة ٥٠ ه ، وقيل : سنة ٥٥ ه ، ولم تلد للنبي صلىاللهعليهوآله ولدا.
القرآن المجيد وأمّ حبيبة بنت أبي سفيان
شملتها الآية
٣٢ من سورة الأحزاب : (يا نِساءَ النَّبِيِّ
لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ ....)
والآية ٣٣ من
نفس السورة : (وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى ....)
والآية ٣٤ من
السورة نفسها : (وَاذْكُرْنَ ما
يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ ....)
أراد النبيّ
مفارقة ثلاثة من نسائه ، وهن : أمّ حبيبة وميمونة وسودة ، فقلن : لا تفارقنا ودعنا
على حالنا واقسم لنا ما شئت من نفسك ومالك ، فتركهنّ على حالهنّ وقسم لهنّ ما شاء
، فنزلت فيهنّ الآية ٥١ من نفس السورة : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ
مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ ....)
__________________
ريطة القرشية
هي أم أسد ريطة
، وقيل : سعيدة بنت عمرو ، وقيل : سعد بن تيم بن مرة بن كعب ، القرشية ، وقيل :
المريّة ، وقيل : الأسديّة ، وكانت تلقّب بالجعرا أو جعل ، أو جفراء ، وقيل : هي
رائطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي بن غالب ، وأمّها قبلة بنت حذافة.
امرأة مجنونة ،
ومن حمقى نساء أهل مكّة ، وكانت خرفاء ، وقيل : خرقاء.
__________________
القرآن العزيز وريطة
كانت قد اتّخذت
مغزلا طوله ذراع ، وسنّارة مثل الإصبع ، وفلكة عظيمة على قدرها ، فكانت هي
وجواريها يغزلن من الصبح إلى الظهر ، ثم تأمرهنّ فينقضن ما غزلن ، فكانت تقضي
أيّامها على هذا المنوال ، فضرب الله مثلا لقريش بأن لا يكونوا كريطة تغزل ثم تنقض
ما غزلته ، وأن يكونوا أوفياء بعهودهم ، ونهاهم عن نقض العهد ، فجاء ذلك في الآية
٩٢ من سورة النحل : (وَلا تَكُونُوا
كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً ....)
__________________
حرف الزاي
الزبرقان بن بدر
الزبرقان : لقب
للحصين ، وقيل : الحصن بن بدر بن امرئ القيس بن خلف ابن بهدلة بن عوف بن كعب ،
التميمي ، السعدي.
الزبرقان : اسم
من أسماء القمر ، فلقّب به لحسنه وجماله ، وكان يدعى بقمر نجد ، وقيل : لقّب
بالزبرقان لأنّه كان يلبس عمامة مزبرقة ـ أي مصبوغة بالزعفران ـ وكان يعرف بسعد
الأكرمين.
أحد صحابة رسول
لله صلىاللهعليهوآله ، ومن أشراف قومه في الجاهلية والإسلام.
كان شاعرا
محسنا ، فصيحا ، عرف بالجفاء والخشونة.
كان ينزل
البصرة ، وفد على النبي صلىاللهعليهوآله في وفد بني تميم سنة ٩ ه فأسلموا.
ولّاه النبي صلىاللهعليهوآله صدقات بني تميم ، وبعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله كان يؤدّيها إلى أبي بكر ومن بعده إلى عمر.
في السنة
الثالثة عشرة من الهجرة استخلفه خالد بن الوليد على الأنبار.
فقد بصره في
أواخر حياته ، وتوفّي أيّام معاوية بن أبي سفيان حوالي السنة الخامسة والأربعين من
الهجرة ، ومن شعره :
نحن الملوك
فلا حيّ يقاومنا
|
|
فينا العلاء
وفينا تنصب البيع
|
القرآن المجيد والزبرقان
وفد مع جماعة
من بني تميم على النبي صلىاللهعليهوآله ، فدخلوا المسجد وأخذوا ينادون النبي صلىاللهعليهوآله من وراء حجرته ، ويقولون : أن اخرج إلينا يا محمد!
فتأذّى النبي صلىاللهعليهوآله من
صياحهم وخرج إليهم ، فقالوا : نحن ناس من بني تميم ، جئنا بشاعرنا وخطيبنا
نشاعرك ونفاخرك ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ما بالشعر بعثت ، ولا بالفخر أمرت ، ولكن هاتوا ،
فقام أحدهم وافتخر وذكر فضائل ومحاسن بني تميم ، فأمر النبي صلىاللهعليهوآله ثابت بن قيس بن شماس بأن يردّ عليه ، فقام ثابت ودافع
بشعره عن الإسلام والنبي صلىاللهعليهوآله ، ثم قام المترجم له وذكر فضائل قومه ضمن أبيات ألقاها
على مسامع الحاضرين ، ثم أمر النبي صلىاللهعليهوآله حسّان بن ثابت بأن يردّ عليه ، فأجابه بأبيات. فنزلت في
الزبرقان ومن نادى النبي صلىاللهعليهوآله من وراء حجرته وأزعجوه ، الآية ٤ من سورة الحجرات : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ
وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.)
__________________
الزبير بن العوّام
هو أبو عبد
الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ابن مرّة بن
كعب بن لؤي بن غالب القرشي ، الأسدي ، المدني ، وأمّه صفيّة بنت عبد المطلب عمّة
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهو ابن أخي السيّدة خديجة بنت خويلد زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآله.
من كبار صحابة
رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ومن المهاجرين والمحاربين الشجعان.
يدّعي العامة
بأنّه من حواري النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ويزعمون بأنّه أحد العشرة المبشّرة بالجنّة ، ويقال :
إنّه أوّل من سلّ سيفا في الله تعالى.
أسلم في صباه ،
وهاجر إلى الحبشة والمدينة المنوّرة ، وآخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين عبد الله بن مسعود ، وبينه وبين سلمة بن
سلامة.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله وقائع بدر وأحد والخندق وما بعدها من المشاهد. بعد وفاة
النبي صلىاللهعليهوآله تبع الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وامتنع عن مبايعة أبي بكر بالخلافة.
وفي اليوم الذي
هجم أعداء الله على دار فاطمة الزهراء عليهاالسلام وأخرجوا الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بصورة مزرية أقبل الزبير سالا سيفه وهو يقول : يا معشر
بني عبد المطلب! أيفعل هذا بعليّ وأنتم أحياء؟! وشدّ على عمر بن الخطاب ليضربه
بالسيف ، فرماه خالد بن الوليد بصخرة فأصابت ظهره وسقط السيف من يده.
__________________
كان من جملة
النفر القليل الذين شهدوا مراسم دفن فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
شهد فتح مصر ،
وكان من جملة الستة الذين رشّحهم عمر للخلافة من بعده.
كان في بادئ
أمره من أوائل المسلمين والمتفانين في سبيل الإسلام والنبي صلىاللهعليهوآله ، ومن المناصرين للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولكن ـ ومع مزيد الأسف ـ ختمت عاقبته بالوبال
والخسران ، حيث اشترك في شنّ الحرب على خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآله ووصيّه وابن عمّه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام يوم الجمل بالبصرة ، فكان من رءوس جيش عائشة وفلول
عساكرها التي جاءت لمحاربة الإمام عليهالسلام.
في يوم الجمل
انفرد به الإمام عليهالسلام وقال له : أتذكر يا زبير! إذ كنت أنا وأنت مع رسول الله
صلىاللهعليهوآله ، فنظر إليّ النبي صلىاللهعليهوآله وضحك وضحكت ، فقلت أنت : لا يدع ابن أبي طالب زهوه ،
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : أتحبّه يا زبير؟ فقلت : إنّي والله! لأحبّه ، فقال صلىاللهعليهوآله لك : إنّك والله! ستقاتله وأنت له ظالم. فتذكّر الزبير
ذلك وانصرف عن القتال نادما ، فنزل بوادي السباع بالبصرة ، فأتاه عمرو بن جرموز
وقتله ، وذلك في العاشر من جمادى الأولى سنة ٣٦ ه ، وعمره يومئذ ٦٧ سنة ، وقيل :
٦٦ ، وقيل : ٦٤ ، ودفن بوادي السباع.
كان من
الأثرياء المعروفين ، ففي أيام عثمان بن عفان اقتنى الضياع والدور ، فشيّد قصرا
ضخما بالبصرة ، وابتنى دورا بمصر والكوفة والإسكندرية.
قال النبي صلىاللهعليهوآله للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : يا علي! ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، فمن
قاتلك منهم فإنّ لك بكل رجل منهم شفاعة في مائة ألف من شيعتك ، فقال الإمام عليهالسلام : فمن الناكثون يا رسول الله؟ فقال صلىاللهعليهوآله : طلحة والزبير ، سيبايعانك بالحجاز وينكثان بيعتك
بالعراق ، فإذا فعلا ذلك فحاربهما ، فإنّ في قتالهما طهارة لأهل الأرض ... إلى آخر
الحديث.
قال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام : «ما زال الزبير رجلا منّا أهل البيت حتى نشأ ابنه
المشئوم عبد الله».
وقال عليهالسلام كذلك في حقه : «ألا إنّ أئمة الكفر في الإسلام خمسة :
طلحة والزبير
ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري».
وقال الإمام
الصادق عليهالسلام : «ما زال الزبير منّا أهل البيت حتى أدرك فرخه ؛ فنهاه
عن رأيه».
بعد مقتله نظر
الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام إلى رأسه وسيفه ، فهزّ السيف وقال عليهالسلام : سيف طالما قاتل بين يدي النبي صلىاللهعليهوآله ، ولكن الحين ومصارع السوء. ثمّ تفرّس الإمام عليهالسلام في وجهه وقال عليهالسلام : لقد كان لك بالنبي صلىاللهعليهوآله صحبة ومنه قرابة ، ولكن دخل الشيطان منخرك فأوردك هذا
المورد.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
القرآن العزيز والزبير بن العوام
تنازع مع يهودي
على بستان ، فقال الزبير لليهودي : أنت ترضى بحكم ابن شيبة اليهودي؟ فقال اليهودي
: وأنت ترضى بحكم محمّد؟ فنزلت في الزبير الآية ٦٠ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ
قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ....)
وأخبرت الآية
٤٠ من سورة الأعراف عن اشتراكه واشتراك طلحة في حرب الجمل : (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا
وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ ....)
وشملته الآية
٢٥ من سورة الأنفال : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً
لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ
شَدِيدُ الْعِقابِ.)
قال الزبير :
ما شعرت أنّ هذه الآية نزلت فينا إلّا يوم الجمل عند ما حاربنا عليا عليهالسلام.
كانت بينه وبين
كعب بن مالك معاهدة أخوّة وصداقة ، فلمّا جرح كعب في واقعة أحد صمّم الزبير إن مات
كعب من جراحاته أن يرث أمواله ، فنزلت فيه الآية ٧٥ من سورة الأنفال : (وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ
وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ
بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ....)
ويقال : شملته
الآية ٤٧ من سورة الحجر :(وَنَزَعْنا ما فِي
صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ....)
__________________
زكريّا عليهالسلام
هو زكريّا ،
وقيل : زكرى ، وزاخاي ـ باللغة العبرانية ـ ابن برخيا ، وقيل : دان ، وقيل : لدن ،
وقيل : أدق ، وقيل : بشوى ، وقيل : أيم بن مسلم بن صدوق بن حشبان ابن داود بن
سليمان بن مسلم ؛ من ذرية لاوي ابن نبيّ الله يعقوب عليهالسلام.
وقيل : هو
زكريا بن برخيا بن نشوى بن نحرائيل بن سهلون بن أرسو بن شويل بن نقود بن موسى بن
عمران عليهالسلام.
__________________
من أنبياء بني
إسرائيل ، وأحد عباد الله الصالحين ، ومن أشراف قومه ، عرف بالتقوى والزهد وطهارة
النفس.
كان عالما
بالتوراة والإنجيل ، وأعلم علماء بيت المقدس ، وتخرّج على يديه أربعة آلاف عالم
قارئ للتوراة.
كان نجّارا ،
ويأكل من كسب يده ، وكان أبوه من الأحبار الاثني عشر الذين سجنوا في بابل ثم أطلق
سراحهم ، وعادوا إلى فلسطين.
تولّى رئاسة
الرهبان والأحبار ـ الإسرائيليين ـ ببيت المقدس ، وكان من خدّام وسدنة معبد هيكل
سليمان ، فكان يستلم النذور والهدايا المقدّمة إلى المعبد.
تولّى تربية
مريم بنت عمران عليهاالسلام ، بعد أن نذرت أمّها بأن تجعلها من خدّام معبد هيكل
سليمان ، فقام بأمرها في المعبد على أحسن وجه.
كان زوج خالة
مريم عليهاالسلام ، وقيل : زوج أختها ، وكانت تدعى إيشاع أو اشباع ، وقيل
: اليصابات ، وقيل : اليزابت بنت عمران بن ماثان ، وكانت عاقرا ، فلمّا كبر سنّه
وشاب رأسه وابيضّت لحيته يئس من زوجته أن تلد له ولدا يرثه ويستخلفه على بني
إسرائيل من بعده ، فلجأ إلى الدعاء والتضرّع إلى الله ليرزقه ذريّة طيّبة تقوم
مقامه ، فيذهب من الدنيا وهو مطمئن على قومه.
فجاءت المعجزة
الإلهيّة ، وأتاه الوحي بأن يمسك عن الكلام مع الناس ثلاثة أيام لا يكلّمهم إلّا
رمزا ، فحملت زوجته بيحيى عليهالسلام ، وكان عمره يومئذ ٧٧ سنة ، وقيل : ٦٠ سنة ، وقيل : ٦٥
سنة ، وقيل : ٧٥ سنة ، وقيل : ٧٠ سنة ، وقيل : ٨٥ ، وقيل : ١٢٠ ، وعمر زوجته
حينذاك ٩٨ سنة.
حملت زوجته
بيحيى عليهالسلام ؛ في الوقت الذي كانت مريم عليهاالسلام حاملا بعيسى عليهالسلام.
ولد يحيى عليهالسلام على رأس ستة أشهر.
ولشدّة عطفه
على مريم عليهاالسلام وسعيه في تربيتها أفضل تربية اتّهمه أشرار وسفهاء قومه
بارتباطه غير المشروع معها ، ورموه بالفاحشة ظلما وعدوانا ، وزعموا باطلا بأنّ
حملها بعيسى عليهالسلام كان منه.
بعد إشاعة تلك
التهمة بين الإسرائيليّين خاف من بطشهم وشرورهم ، فانتقل إلى بستان ودخل في شجرة
واختفى فيها ، فعلم أشرار قومه بمخبئه ، وجاءوا إليه وقطعوا الشجرة إلى نصفين وهو
بداخلها ، فانقسم إلى شطرين ومات شهيدا في سبيل الله.
دفن في بيت
المقدس ، وله فيه مرقد يزار.
وكان عمره يوم
شهادته ٩٩ سنة ، وقيل : ١٠٠ سنة ، وقيل أكثر من ذلك ، ويقال : إنّه مات موتا
طبيعيا.
القرآن العظيم وزكريا عليهالسلام
شملته الآية ٦١
من سورة البقرة : (وَيَقْتُلُونَ
النَّبِيِّينَ ....)
والآية ٨٧ من
نفس السورة : (فَفَرِيقاً
كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ.)
وجاء ذكره في
الآية ٣٧ من سورة آل عمران : (وَكَفَّلَها
زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها
رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا ....)
والآية ٣٨ من
نفس السورة : (هُنالِكَ دَعا
زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ....)
والآية ٨٥ من
سورة الأنعام : (وَزَكَرِيَّا
وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ.)
وفي سورة مريم
نزلت فيه بعض الآيات ، وهي :
الآية ٢ : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ
زَكَرِيَّا.)
والآية ٤ : (قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ
مِنِّي ....)
والآية ٥ : (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ
وَرائِي ....)
والآية ٦ : (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ
....)
والآية ٧ : (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ
بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى ....)
والآية ٨ : (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ
....)
والآية ١٠ : (قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً ....)
والآية ١١ : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ
الْمِحْرابِ ....)
وجاء ذكره في
الآية ٨٩ من سورة الأنبياء : (وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى
رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً ....)
__________________
زليخا
هي زليخا ،
وقيل : زلخا ، وقيل : راعيل ، وقيل : فكّة بنت ملك المغرب هيموس ، وقيل : رعائيل ،
وقيل : بوش ، وأمّها أخت الملك الريّان بن الوليد صاحب مصر.
زوجة قطفير ،
وقيل : إطفير ، وقيل : هو طيفار بن رجيب وزير ملك مصر ، وكان يلقّب بالعزيز ، وهي
تعرف بامرأة العزيز.
كانت آية في
الحسن والجمال ، وكان زوجها عنينا لا يستطيع التقرب إلى النساء.
لما جيء بيوسف
الصدّيق إلى مصر اشتراه زوجها ليتّخذه ولدا له ، فلمّا رأته زليخا بهرت بجماله
وحسن هندامه ، فشغفت به حبّا ، وأخذت تغريه بنفسها ، وتعرض عليه مفاتنها ومحاسنها
، ثم أدخلته إحدى غرف قصرها وأوصدت أبوابها ، وقالت له : قد هيّأت لك نفسي فأقبل
عليّ.
لمّا علم يوسف
بنيّتها وسمع مقالتها استنكر ونفر قائلا : إنّ الله سيحميني من الإثم ، وكيف أقدم
على ما تريدين وزوجك سيّد نعمتي حيث أكرمني وأحسن مثواي ، فكيف أقابل إحسانه
بالخيانة والإثم؟! فأخذت تلحّ عليه بأن يواقعها ؛ ويوسف عليهالسلام يأبى أن يعطيها ما تريد ، وانفلت منها إلى باب الغرفة ـ
يريد الهرب منها ـ فجذبت قميصه لتمنعه من الفرار ، فتمزق القميص من الخلف ، واستطاع
أن يفلت منها ويخرج إلى خارج الغرفة ، وفي تلك اللحظة دخل زوجها ، فلمّا رأته
اتّهمت يوسف بمحاولة الغصب
__________________
والزنى ، وطلبت من زوجها معاقبته وسجنه ، فأخذ يوسف عليهالسلام يدافع عن نفسه ، قائلا : هي التي حاولت خيانتك أيّها
العزيز ، وأنا امتنعت عن ذلك ، وفي تلك الأثناء حضر أحد أقربائها ، فأعلموه
بالقضية ، فحكم قائلا : إن كان القميص شقّ من أمامه فهو كاذب وزليخا هي الصادقة ،
وإن كان القميص شقّ من الخلف فزليخا كاذبة وكان الحقّ مع يوسف عليهالسلام.
فلمّا رأى
زوجها القميص مشقوقا من الخلف ، قال : الحقّ مع يوسف ، وما تدّعينه كيد من كيد
النساء ومكرهنّ ، فطلب العزيز من يوسف عليهالسلام عدم إفشاء الفضيحة وكتمانها عن الناس ، وقال لزليخا :
استغفري لربّك وتوبي إليه من الإثم الذي أقدمت عليه.
ولم يزل يوسف عليهالسلام يكابد حوادث الأيام ـ والتي سنفصلها إن شاء الله في
ترجمة حياته ـ حتّى عيّنه الملك عزيزا لمصر مكان زوج زليخا ، فلمّا مات زوجها
زوّجها الملك من يوسف ، فلمّا دخل بها وجدها عذراء لأنّ زوجها ـ كما أسلفنا ـ كان
عنّينا ، فقال لها : أليس هذا خيرا مما كنت تريدين؟ فقالت : أيّها الصدّيق لا
تلمني ، فإنّي كنت امرأة فائقة الحسن والجمال ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنت
ـ كما جعلك الله ـ في هذه المنزلة من الحسن والجمال الخارق ، فغلبتني نفسي.
ويقال : إنّ
يوسف عليهالسلام في أحد الأيّام مرّ على زليخا وهي جالسة على مزبلة في
الطريق ، فقالت : الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا ، وجعل العبيد بطاعتهم
ملوكا ، أصابتنا فاقة فتصدّق علينا ، ثم تزوّجها وكانت قد تقدّم بها السن ، فطلبت
منه أن يسأل الله أن يردّ عليها شبابها وصباها ، فطلب يوسف عليهالسلام ذلك من الله سبحانه ، فردّ الله عليها شبابها وجمالها.
أنجبت له ولدين
: أفرايم ومنشا.
القرآن المجيد وزليخا
جاءت قصتها مع
نبيّ الله يوسف الصديق عليهالسلام في القرآن العزيز ضمن آيات من سورة يوسف ، كما يلي :
الآية ٢٣ (وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها
عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللهِ
....)
والآية ٢٤ (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها
....)
والآية ٢٥ (وَاسْتَبَقَا الْبابَ وَقَدَّتْ
قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ
أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً ....)
والآية ٢٦ (قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي
وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها ....)
والآية ٢٧ (وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ
دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ.)
والآية ٢٨ (فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ
دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ.)
والآية ٢٩ (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ
كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ.)
ولما انتشر خبر
مراودتها ليوسف عليهالسلام عند نساء مصر قلن : إنّ امرأة العزيز أغوت خادمها وراودته
عن نفسه ليطيعها فيما تريده ؛ وبعملها هذا ضلّت وابتعدت عن جادة الصواب.
فلما سمعت
زليخا بحديث النسوة قرّرت الدفاع عن نفسها ، فعملت وليمة ودعت إليها أشراف نساء
قومها ـ وعددهن حوالي أربعين امرأة ـ فلما حضرن على الخوان أعطت كلّ واحدة منهنّ
سكّينا لقطع اللحوم والفواكه ، ثم دعت بيوسف عليهالسلام وأحضرته أمامهنّ على المائدة ، فلما رأينه عجبن من
جماله ، وانبهرن من حسنه الفائق ، فأخذن يجرحن أيديهنّ بالسكاكين وهنّ لا يشعرن من
فرط جماله وانشغافهن بحسنه وكماله ، وقيل : إنّ سبعا من تلك النسوة فارقن الحياة ؛
لشدّة وجدهن بيوسف عليهالسلام ، فلما رأت زليخا دهشتهنّ منه قالت : هذا الفتى الذي
لمتنّني في حبّه ، وحاولت إغراءه فامتنع.
أشار الذكر
الحكيم إلى ما تقدم في الآيات التالية من سورة يوسف :
الآية ٣٠ : (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ
امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا
لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ.)
والآية ٣١ (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ
أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ
مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ....)
والآية ٣٢ (قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي
فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ ....)
والآية ٣٣ (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ
أَصْبُ إِلَيْهِنَّ ....)
والآية ٣٤ (فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ....)
والآية ٥١ : (أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ
لَمِنَ الصَّادِقِينَ.)
__________________
زمعة بن الأسود
هو أبو حكيمة
زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب القرشي ، الأسدي ،
المعروف بزاد الركب.
من أشراف
ورؤساء قريش في الجاهليّة ، ومن أثرياء وتجّار قومه ، وكان متجره إلى الشام ،
لكرمه وسخائه عرف بزاد الركب ، لأنّه إذا سافر لم يخبز معه أحد ولم يطبخ.
عاصر النبي صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة الإسلامية ، فأصبح من ألدّ الأعداء
والمستهزئين بالنبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
كان كثير
النقاش مع النبي صلىاللهعليهوآله حول نبوّته وما جاء به من شرائع الدين ، وكان من جملة
قريش الذين اجتمعوا في دار الندوة ليحيكوا المؤامرات على النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، ووقّع على صحيفة مقاطعة النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ثم نقضها.
شارك قريش
والمشركين في محاصرة دار النبي صلىاللهعليهوآله بمكّة ليقتلوه ، فعلم النبي صلىاللهعليهوآله بمؤامرتهم فهاجر إلى المدينة ، بعد أن جعل الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام في فراشه ونجا من غدرهم.
كان من جملة
رؤساء قريش الذين حاربوا النبي صلىاللهعليهوآله في واقعة بدر في السنة الثانية من الهجرة ، فقتل فيها
على يد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وحمزة بن عبد المطلب وثابت بن الجذع ، وقيل : قتله
الأخير بمفرده.
القرآن العزيز وزمعة بن الأسود
في أحد الأيّام
قال هو وجماعة من المشركين للنبي صلىاللهعليهوآله : يا محمّد! لو جعل الله
__________________
معك ملكا يحدّث الناس ويرى معك ، فنزلت فيه وفي جماعته الآية ٨ من سورة
الأنعام : (وَقالُوا لَوْ لا
أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ....)
ولكونه كان من
جملة المطعمين للمشركين يوم بدر ، نزلت فيه ومن على شاكلته من المشركين الآية ٣٦
من سورة الأنفال : (إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ....)
اقتسم هو
وجماعة من المشركين مداخل مكّة ، فكانوا إذا حضر الموسم منعوا الناس عن النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيهم الآية ٩٠ من سورة الحجر : (كَما أَنْزَلْنا عَلَى
الْمُقْتَسِمِينَ.)
ولاشتراكه مع
أهل مكّة في منع الناس عن الدخول في الإسلام وإطعامهم المشركين في واقعة بدر نزلت
فيهم الآية ١ من سور محمّد صلىاللهعليهوآله : (الَّذِينَ كَفَرُوا
وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)
طلب هو وجماعة
من المشركين من النبي صلىاللهعليهوآله أن يشق لهم القمر قسمين ، فطلب النبي صلىاللهعليهوآله من الله ذلك ، فانشق إلى نصفين ، فنزلت فيهم الآية ١ من
سورة القمر :
(اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ.)
__________________
زوبعة
من ملوك ورؤساء
الجنّ الذين استمعوا إلى النبي صلىاللهعليهوآله وهو يتلو القرآن بوادي مجنة ، وقيل : بقرية بطن النخل
من قرى المدينة.
كانوا ينتمون
إلى بني الشيصبان ، ويسكنون نصيبين ، ويدينون بدين موسى ابن عمران عليهالسلام.
لمّا فرغ النبي
صلىاللهعليهوآله من تلاوته ذهبوا إلى قومهم ، وأخبروهم بأنّهم سمعوا
آيات من كتاب سماوي نزل بعد موسى بن عمران عليهالسلام ، وهي تصدّق التوراة وتهدي إلى الحق والصراط المستقيم ،
سمعوها من نبي الإسلام محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، فطلبوا من قومهم الإيمان به ، واعتناق دينه ،
والاهتداء بهديه.
فجاءوا إلى
النبي صلىاللهعليهوآله ومعهم زوبعة ، وأسلموا ، وآمنوا به وبشريعته ، فعلّمهم
النبيّ صلىاللهعليهوآله شرائع الدين ، وأمر الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أن يفقّههم في الدين.
القرآن العظيم وزوبعة وقومه
نزلت فيه وفي
جماعته من الجنّ الآية ٢٩ من سورة الأحقاف : (وَإِذْ صَرَفْنا
إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ
قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ.)
وشملته الآية ١
من سورة الجنّ : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ
أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً
عَجَباً.)
__________________
زيد بن حارثة
هو أبو شرحبيل
، وقيل : أبو أسامة زيد بن حارثة بن شرحبيل ، وقيل : شراحيل بن كعب بن عبد العزّى
بن يزيد ، وقيل : زيد بن امرئ القيس الكلبي ، القضاعي ، وأمّه سعدى بنت ثعلبة.
من أوائل صحابة
رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان يحبّه حبّا جمّا ويقدّمه على أقرانه ، فسمّاه : زيد
الحب.
كان شديد
الإخلاص للنبي صلىاللهعليهوآله ، وكان صلىاللهعليهوآله يعتمد عليه في الحروب والغزوات ؛ لكياسته وحصافته ،
وكان من الرماة المشهورين.
ولد قبل بعثة
النبي صلىاللهعليهوآله بثلاث وأربعين سنة تقريبا ، وكانت عشيرته تسكن بالقرب
من دومة الجندل.
في حداثته
اختطفه غزاة من بني القين بن جسر وباعوه في الشام ، فاشتراه حكيم بن حذام ـ ابن
أخي السيّدة خديجة بنت خويلد عليهاالسلام ـ وأهداه إليها ، فلما تزوّجت خديجة من النبي صلىاللهعليهوآله أهدته إليه ، فتبنّاه النبي صلىاللهعليهوآله ورعاه ، فكان الناس يسمّونه زيد بن محمد صلىاللهعليهوآله ، وقيل : اشتراه النبي صلىاللهعليهوآله من سوق عكاظ بمكّة ، قبل بعثته وبعد زواجه من خديجة.
لمّا علم أبوه
ـ حارثة ـ بوجوده في مكّة ، قصدها وطلب من النبي صلىاللهعليهوآله تحريره مقابل فدية يدفعها للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأطلقه النبي صلىاللهعليهوآله ، وأعلن تحريره ، وخيّره بين البقاء عنده أو الالتحاق
بأبيه ، ولكنّ زيدا قرر البقاء عند النبي صلىاللهعليهوآله وعدم الذهاب مع أبيه.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين حمزة بن عبد المطلب ، وقيل : بينه وبين أسيد
بن حضير.
زوّجه النبي صلىاللهعليهوآله من وصيفته ، أم أيمن ، ثم من ابنة عمته زينب بنت جحش
القرشية ، ولم يمض طويلا على زواجه من زينب حتى طلّقها ، فتزوّجها النبي صلىاللهعليهوآله في
__________________
السنة الخامسة من الهجرة.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله وقائع بدر وأحد والخندق والحديبيّة ، وترأّس عدّة
سرايا.
في شهر جمادى
الأولى من السنة الثامنة من الهجرة ولاه النبي صلىاللهعليهوآله قيادة الجيش الإسلامي لحرب مؤتة ، وبعد أن أبلى فيها
بلاء حسنا وحارب محاربة الأبطال استشهد على يد الروم في تلك المعركة ، وهو ابن ٥٥
سنة.
القرآن الكريم وزيد بن حارثة
نزلت فيه الآية
٤ من سورة الأحزاب : (وَما جَعَلَ
أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ....)
والآية ٥ من
نفس السورة : (ادْعُوهُمْ
لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ ....)
وبالنسبة إلى
قصّته مع زوجته زينب بنت جحش نزلت فيهما الآية ٣٧ من نفس السورة : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً
....)
وكذلك نوّهت
عنه الآية السابقة ٣٧ : (وَإِذْ تَقُولُ
لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ
زَوْجَكَ ....)
وذلك لأنّه
صمّم على طلاق زوجته زينب بعد أن علم بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله يهواها ، فكرهها وأبدى للنبي صلىاللهعليهوآله كرهه لها ، فأخذ النبي صلىاللهعليهوآله يمنعه من طلاقها ويحثّه على إبقائها عنده.
وبعد أن زعمت
العرب بأنّه ابن للنبيّ صلىاللهعليهوآله نزلت فيه الآية ٤٠ من نفس السورة المذكورة آنفا (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ
رِجالِكُمْ.)
اتخذ المترجم
له بعض اليهود والمشركين أصحابا وأصدقاء له فنزلت فيه الآية ١٣ من سورة الممتحنة :
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ....)
__________________
__________________
زيد بن عمرو
هو أبو سعيد
زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رباح ، وقيل : رياح بن عبد الله بن قرظ بن
رزاح القرشي ، العدوي ، المكّي ، ابن عمّ عمر بن الخطاب.
أحد شخصيّات
قريش في الجاهليّة ، ومن المؤمنين بالله والموحّدين له والمتعبّدين على دين
إبراهيم الخليل عليهالسلام.
لم يعبد صنما ،
وكان يعيب على قريش ذبائحهم التي كانوا يذبحونها على غير اسم الله ، وكان يمتنع من
أكل ما ذبح على النصب والتي تضحّى قربانا للأصنام ، وكان
__________________
يمنع الناس عن وأد البنات.
تجوّل في
الأمصار بحثا عن الدين الحق ، فدخل الموصل والشام وغيرها من الأمصار ، واجتمع
بالنبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله قبل بعثته.
كان لإيمانه
بالله ومخالفته لعقائد قومه موضع إيذاء منهم ـ وخصوصا من الخطّاب والد عمر ـ فاضطرّ
إلى الخروج إلى أعالي مكّة عند حراء ، فوكّل الخطّاب شبابا من سفهاء قريش لمنعه من
دخول مكّة ، فكان لا يدخلها إلّا سرّا ، فإذا علموا بتواجده فيها آذوه وأهانوه ثم
طردوه منها ؛ لكي لا يفسد عليهم دينهم وكفرهم وشركهم بالله.
تنبّأ بنبوّة
خاتم الأنبياء والمرسلين صلىاللهعليهوآله ، ونقل عنه أنّه قال : أنا أنتظر نبيّا من ولد إسماعيل
بن إبراهيم ثم من بني عبد المطلب ، وأنا أؤمن به وأصدّقه ، وأشهد أنّه نبيّ واسمه
أحمد ، ويقال : إنّ النبي صلىاللهعليهوآله قد ترحّم عليه.
له أشعار تدلّ
على إيمانه بالله وتوحيده له ، منها :
أربّا واحدا
أم ألف ربّ
|
|
أدين إذا
تقسّمت الأمور
|
توفّي قبل بعثة
النبي صلىاللهعليهوآله بخمس سنين ، وقيل : في السنة السابعة عشرة قبل الهجرة ،
وقيل : قتله النصارى بأرض الشام قبل بزوغ نور الإسلام.
القرآن الكريم وزيد بن عمرو
نزلت فيه وفي
أبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي الذين كانوا في الجاهلية يؤمنون بالله ويقولون
بوحدانية الله الآية ١٧ من سورة الزمر : (وَالَّذِينَ
اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ
الْبُشْرى ....)
وكذلك شملته
الآية ١٨ من نفس السورة : (الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ ....)
__________________
زيد بن المهلهل
هو أبو مكنف
زيد بن المهلهل بن يزيد بن منهب بن عبد بن أقصى بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن
مالك بن نائل الطائي ، النبهاني ، الملقّب بزيد الخيل ؛ لكثرة خيله ، فاستبد له
النبي صلىاللهعليهوآله بزيد الخير.
سيّد بني نبهان
في عصره ، أسلم وصحب النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان من المؤلّفة قلوبهم.
كان من أبطال
وأجواد وقته في الجاهلية ، وخطيبا مفوّها وشاعرا مجيدا وفارسا شجاعا.
وفد على النبي صلىاللهعليهوآله في وفد بني طي في السنة التاسعة من الهجرة فأسلم ،
وأقطعه النبي صلىاللهعليهوآله أرضا في نجد.
بعد أن أسلم
مكث في المدينة سبعة أيّام ، ثم أصيب بالحمّى فخرج يريد نجدا ، فنزل على ماء بنجد
يقال له : فردة ، فتوفّي هناك في السنة التاسعة أو العاشرة من الهجرة ، وقيل :
توفّي في أواخر حكومة عمر بن الخطاب ، ودفن عند فردة.
__________________
قال له النبي صلىاللهعليهوآله بعد أن أسلم : ما وصف لي أحد في الجاهليّة فرأيته في
الإسلام إلّا رأيته دون الصفة غيرك.
في الجاهلية
أسر عامر بن الطفيل وجذّ ناصيته ثم أعتقه ، وكانت بينه وبين كعب بن زهير مهاجاة
عنيفة.
يقال : إنّ
قزوين فتحت على يده ويد البراء بن عازب.
أكثر شعره في
الفخر والحماسة ، ومن شعره لمّا أحسّ بالموت بفردة :
أمر تحل قومي
المشارق غدوة
|
|
وأترك في بيت
بفردة منجد
|
القرآن العظيم وزيد بن المهلهل
جاء هو وعدي بن
حاتم الطائي إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقالا : يا رسول الله! إنّا قوم نصيد بالكلاب والبزاة ،
فإنّ كلاب آل درع وآل حويرية تأخذ البقر والحمر والظباء والضب ، فمنه ما يدرك
ذكاته ، ومنه ما يقتل فلا يدرك ذكاته ، وقد حرّم الله الميتة ، فما ذا يحل لنا
منها؟ فنزلت جوابا لهما الآية ٤ من سورة المائدة : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا
أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ
الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ ....)
__________________
زينب بنت جحش
هي أمّ الحكم
زينب بنت جحش بن رئاب بن قيس بن يعمر بن صبرة الأسدية ، وأمها أميمة بنت عبد
المطلب عمّة النبيّ صلىاللهعليهوآله.
كانت تدعى برّة
، فسمّاها النبي صلىاللهعليهوآله زينب.
إحدى زوجات
النبي صلىاللهعليهوآله ، ومن شهيرات النساء في صدر الإسلام ، ومن المسلمات
الأوائل والصحابيّات المهاجرات ، عرفت بالصلاح والخير والتصدّق في سبيل الله ،
وكانت في غاية الحسن والجمال.
هاجرت مع النبي
صلىاللهعليهوآله من مكّة إلى المدينة ، وهناك زوّجها النبي صلىاللهعليهوآله من زيد بن حارثة.
في أحد الأيّام
رآها النبي صلىاللهعليهوآله فقال : سبحان الله مقلّب القلوب ، وقيل : قال صلىاللهعليهوآله : سبحان الله فالق النور ، وتبارك الله أحسن الخالقين.
فسمعت زينب تسبيح النبي صلىاللهعليهوآله فذكرته لزيد ، فألقى الله كراهتها في نفسه ، فقال لها :
هل لك أن أطلّقك ليتزوّجك رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقالت : أخشى أن تطلّقني ولا يتزوّجني النبي صلىاللهعليهوآله ، فانطلق إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقال : أريد مفارقة زينب ، فقال صلىاللهعليهوآله : ما لك ، أرابك شيء منها؟! قال : لا والله! ما رأيت
منها إلّا خيرا ، ولكنّها تتعظم عليّ لشرفها وتؤذيني ، فأخذ النبي صلىاللهعليهوآله
__________________
ينصحه بعدم مفارقتها ، ولكنّه طلّقها ، فلما اعتدّت أمر الله نبيّه صلىاللهعليهوآله بأن يتزوّجها ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لزيد : اخطبها لي ، فذهب إليها ، وقال : يا زينب أبشري
، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يخطبك ، ففرحت لذلك.
تزوّجها رسول
الله صلىاللهعليهوآله ودخل بها في السنة الخامسة ، وقيل : في السنة الثالثة ،
وقيل : في السنة الرابعة من الهجرة ، ولها من العمر ٣٥ سنة.
وبعد زواجها من
النبي صلىاللهعليهوآله كانت تقول له : إنّي لأدلّ عليك بثلاث ، ما من نسائك
امرأة تدلّ بهنّ : جدّي وجدّك واحد ، وزوجنيك الله ، والسفير جبرئيل عليهالسلام.
وكانت تفتخر
على نساء النبي صلىاللهعليهوآله وتقول : زوّجكنّ أهلوكنّ ، وزوّجني الله من السماء.
قالت عائشة :
ما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب ، وأتقى وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ،
وأعظم أمانة وصدقة.
روت عن النبي صلىاللهعليهوآله أحد عشر حديثا.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله أرسل إليها عمر بن الخطاب ـ أيام حكومته ـ مبلغ اثني
عشر ألف درهم ؛ كما فرض لنساء النبي صلىاللهعليهوآله ، فأخذتها وفرّقتها في ذوي قرابتها وأيتامها ، ثم قالت
: اللهم! لا يدركني عطاء عمر بن الخطاب بعد هذا.
توفّيت سنة ٢٠
ه ، وقيل : سنة ٢١ ه بالمدينة ، ودفنت بالبقيع ، ونزل في قبرها أسامة بن زيد
وابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش ، فكانت أوّل نساء النبي صلىاللهعليهوآله وفاة من بعده ، وعمرها يوم توفّيت كان ٥٣ سنة.
القرآن المجيد وزينب بنت جحش
في أحد الأيّام
طلبت من النبي صلىاللهعليهوآله أن يشتري لها بردا يمانيا ، وكان يصعب على النبيّ صلىاللهعليهوآله تلبية طلبها ، فألحّت عليه ، فنزلت فيها الآية ٢٨ من
سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا
وَزِينَتَها ....)
عند ما أراد
النبي صلىاللهعليهوآله أن يزوّجها من زيد بن حارثة امتنعت عن ذلك فنزلت فيها
الآية ٣٦ من نفس السورة : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ
وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً ...)
فلما سمعت ذلك
رضيت به وتزوّجته.
وشملتها الآية
٣٧ من السورة نفسها : (وَإِذْ تَقُولُ
لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ
زَوْجَكَ ....)
وجاء ذكره كذلك
في نفس الآية السابقة : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ
مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي
أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً ....)
__________________
__________________
زينب بنت خزيمة
هي زينب بنت
خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة
الأنصاريّة ، القيسيّة ، الهوازنيّة ، العامريّة ، الهلاليّة.
إحدى زوجات
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكانت عالمة فاضلة ، كثيرة العطاء والبرّ والإطعام
للفقراء والمساكين في الجاهليّة والإسلام ، فعرفت بأمّ المساكين.
كانت تحت عبد
الله بن جحش ، فلما قتل في معركة أحد تزوّجها النبي صلىاللهعليهوآله في الرابع من شهر رمضان في السنة الثالثة من الهجرة ،
وقيل : كانت تحت عبيدة بن الحارث ، فلما قتل في واقعة بدر تزوّجها النبي صلىاللهعليهوآله ، وهناك أقوال أخر فيمن تزوّجها قبل النبيّ صلىاللهعليهوآله.
لم تلبث طويلا
عند النبي صلىاللهعليهوآله حتى توفّيت بالمدينة في شهر ربيع الأوّل من السنة
الثالثة ، وقيل : الرابعة من الهجرة ، ودفنت في البقيع ، وعمرها يومئذ ٣٠ سنة أو
نحو ذلك.
القرآن الكريم وزينب بنت خزيمة
شملتها الآية
٣٢ من سورة الأحزاب : (يا نِساءَ النَّبِيِّ
لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ ....)
والآية ٣٣ من
نفس السورة : (وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى ....)
والآية ٣٤ من
السورة نفسها : (وَاذْكُرْنَ ما
يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ ....)
والآية ٥٠ من
نفس السورة : (وَامْرَأَةً
مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ....)
__________________
__________________
حرف السين
سارة
هي سارة ، وقيل
: ساراي بنت لاحج ، وقيل : خاران ، وقيل : حاران بن ناحور ، وقيل : باحور ، وقيل :
اسم أبيها لابن بن بثويل.
زوجة إبراهيم
خليل الرحمن عليهالسلام ، وابنة خالته ، وقيل : ابنة عمّته ، وأمّ ولده إسحاق عليهالسلام.
كانت مؤمنة
بالله موحّدة له ، وكانت من سيّدات وخيرة نساء زمانها ، وأوّل من آمنت بشريعة
إبراهيم الخليل عليهالسلام.
تزوّجها
إبراهيم عليهالسلام وهي ابنة ٢٧ سنة ، فلم تنجب له أولادا ؛ لأنّها كانت
عاقرا ، وفي شيخوختها ولدت إسحاق عليهالسلام.
عصمها الله من
ملك جائر كافر كان يدعى سنان بن علوان ، وقيل : عمرو بن امرئ القيس ؛ أراد بها
سوءا ، وذلك عند ما وصفوها له أرسل إلى إبراهيم عليهالسلام وقال له : ما هذه المرأة التي معك؟ قال عليهالسلام : هي أختي ، قال عليهالسلام ذلك تخوّفا منه إن قال : هي زوجتي قتله ، فقال لإبراهيم
عليهالسلام : زيّنها ثم أرسلها إليّ حتى انظر إليها ، فدخلت عليه ،
فلما رآها تناولها بيده فيبست إلى صدره ، فلمّا رأى ذلك أعظم أمرها ، وطلب منها أن
تدعو الله أن يرفع عنه ما أصابه ، وأوعدها بأن لا يريبها ثانية ويحسن إليها ،
فقالت سارة : اللهم! إن كان صادقا فأطلق يده ، فأطلق الله يده ، فردّها إلى
إبراهيم عليهالسلام ووهب لها هاجر القبطية ؛ وكانت من جواريه ؛ وكان من
فراعنة مصر.
وهبت سارة هاجر
إلى إبراهيم عليهالسلام ليتزوّجها ، فتزوّجها فولدت له إسماعيل عليهالسلام.
وما مرّت
الأيّام والليالي على سارة حتى أخذت تحسد ضرّتها هاجر ، وتكدّر الصفو
بينهما ، فأمرت الخليل عليهالسلام بأن يبعدها وولدها عنها ، فنقلهما إلى مكّة المكرّمة ،
وفصّلنا ذلك في ترجمة إبراهيم الخليل عليهالسلام.
كان إبراهيم عليهالسلام يكنّ لسارة حبّا جمّا ؛ لقرابتها منه ولدينها وجمالها
الفائق ، وبعد مرور ١٣ سنة على ولادة إسماعيل عليهالسلام ، تدخّلت القدرة الربانية والمعجزة الإلهية ، فحملت
سارة العجوز العقيم ، التي جاوزت التاسعة والتسعين من عمرها بإسحاق عليهالسلام.
روي عن النبيّ
الأكرم صلىاللهعليهوآله وأئمة أهل البيت عليهمالسلام أنّ سارة من نساء الجنّة ، وكانت ضمن النساء اللواتي
بعثهنّ الله من الجنّة إلى خديجة بنت خويلد عند ولادتها لفاطمة الزهراء عليهاالسلام ؛ لمساعدتها في وضعها.
كانت من النساء
اللواتي رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ ، ولم تكن امرأة بعد حواء إلى زمانها أشرف وأفضل
منها.
توفّيت بفلسطين
في مدينة حبرون ، ودفنت بها في مغارة المكفيلة ، وقيل : توفّيت بالشام ، وعمرها
يومئذ ١٢٢ سنة ، وقيل : ١٢٧ سنة.
القرآن المجيد وسارة
تحدّث عنها
القرآن الكريم ضمن آيات من سورة هود ، وهي :
الآية ٧١ (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ
فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ ....)
والآية ٧٢ (قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا
عَجُوزٌ ....)
والآية ٧٣ (قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ
....)
وكذلك أشارت
إليها الآية ٢٩ من سورة الذاريات : (فَأَقْبَلَتِ
امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ.)
__________________
__________________
سالم بن عمير
هو سالم بن
عمير ، وقيل : عمرو ، وقيل : عبد الله بن ثابت بن النعمان بن أميّة بن امرئ القيس
بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري ، العوفي ، العمري ، الأوسي.
وقيل في اسمه :
سالم بن عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.
أحد صحابة رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، وشهد معه العقبة ، وواقعتي بدر وأحد وباقي المشاهد.
كان من فقراء
الصحابة ، وأحد البكّائين المشهورين.
توفّي في أيّام
حكومة معاوية بن أبي سفيان ، وقيل : سنة ٤٦ ه ، وقيل : حدود سنة ٥٠ ه.
القرآن الكريم وسالم بن عمير
ولفقره وضعف
حالته الماديّة شملته الآية ٩١ من سورة التوبة : (وَلا عَلَى الَّذِينَ
لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ ....)
جاء وجماعة من
فقراء الصحابة إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وهم يريدون الخروج إلى حرب تبوك ، فقالوا للنبي صلىاللهعليهوآله : أحملنا ، فقال صلىاللهعليهوآله : لا أجد ما أحملكم عليه ، فرجعوا وهم يبكون ، فنزلت
فيهم الآية ٩٢ من نفس السورة : (وَلا عَلَى الَّذِينَ
إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ
تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما
يُنْفِقُونَ.)
__________________
سالم مولى أبي حذيفة
هو أبو عبد
الله سالم بن معقل ، وقيل : عبيد بن ربيعة ـ مولى أبي حذيفة ـ ابن عتبة ابن ربيعة
القرشي.
صحابي فارسي ،
من أهل إصطخر ، ومن أوائل قرّاء القرآن وحفّاظه ، وأحد المهاجرين السابقين إلى
المدينة المنوّرة.
كان في أوّل
أمره مولى لبثينة الأنصارية ـ زوجة أبي حذيفة ـ فلما أعتقته ، تولّاه أبو حذيفة
وتبنّاه.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين معاذ بن ماعص ، وقيل : بينه وبين أبي بكر.
شهد مع رسول
الله صلىاللهعليهوآله وقائع بدر وأحد والخندق وما بعدها من الوقائع.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله كان من جملة الذين أرسلهم أبو بكر وعمر إلى دار فاطمة
الزهراء عليهاالسلام لإخراج الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام إلى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله ليأخذوا البيعة منه لأبي بكر ، فآذوا الزهراء عليهاالسلام وأرعبوها وأخرجوا الإمام عليهالسلام بصورة مزرية.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث ، وحدّث عنه جماعة.
قتل يوم
اليمامة سنة ١٢ ه.
__________________
القرآن العزيز وسالم مولى أبي حذيفة
يقال : إنّ
مالك بن الضيف اليهودي ويهوديّ آخر قالا للمترجم له ولبعض المسلمين : إنّ ديننا
خير ممّا تدعوننا إليه ، ونحن خير وأفضل منكم ، فنزلت الآية ١١٠ من سورة آل عمران
: (كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ....)
اجتمع هو
وجماعة من المسلمين في دار عثمان بن مظعون ، وقرّروا على أن يصوموا النهار ويقوموا
الليل ولا يناموا على الفرش ، ولا يأكلوا اللحم ، ويترهّبوا ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوآله ، فجمعهم ووعظهم وقال لهم : إنّ لأنفسكم عليكم حقّا ،
فصوموا وافطروا وقوموا وناموا ، فإنّي أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم ،
فمن رغب عن سنّتي فليس منّي ، فنزلت فيهم الآية ٨٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ....)
وشملته الآية
٥١ من سورة الأنعام : (وَأَنْذِرْ بِهِ
الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ
وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ....)
كان من جملة
المجرمين الذين أرادوا أن يدفعوا النبي صلىاللهعليهوآله عن راحلته إلى الوادي بعد منصرفه من واقعة تبوك ، فنزلت
فيهم الآية ٧٤ من سورة التوبة : (وَهَمُّوا بِما لَمْ
يَنالُوا ....)
ويقال : شملته
الآية ٩ من سورة الزمر : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ
آناءَ اللَّيْلِ ....)
وفي حجة الوداع
، عند ما خطب النبي صلىاللهعليهوآله في الناس عند غدير خم ، فلمّا رآه المترجم له رافعا
يديه ـ وهو يقول صلىاللهعليهوآله : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ـ قال وبعض المنافقين
الآخرين : انظروا إلى عينيه ـ أي عيني النبي صلىاللهعليهوآله ـ تدوران كأنّهما عينا مجنون ، فنزلت فيه وفي أصحابه
الآية ٥١ من سورة القلم : (وَإِنْ يَكادُ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ
وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ.)
__________________
السامريّ
اختلف العلماء
والمحققون في السامريّ أو الشامريّ ، وعلى الشخص الذي أطلق عليه ، والسبب في ذلك ،
فمنهم من قال : هو لقب لرجل اسمه موسى أو هارون أو ميخا بن ظفر ، وقيل : طلف ،
وقيل : هو لقب رعويل بن قاهث.
وقيل :
الشامريّ نسبة إلى شمرون بن يشاكر من ذراري نبيّ الله يعقوب عليهالسلام.
وقيل : إنّ
السامريّ كلّ من ينسب إلى مدينة السامرة بفلسطين ، وقيل : نسبة إلى
__________________
قبيلة سامر الإسرائيليّة ، وقيل : نسبة إلى السامريّين ، وهم فرع من
الآشوريّين اعتنقوا اليهودية ، وكانت لديهم نسخة من التوراة بلغتهم تختلف مضامينها
عن بقيّة نسخ التوراة ، وقيل : كلمة السامريّ تطلق على كلّ مرتدّ عن دين موسى بن
عمران عليهالسلام ، وقيل : السامريّ أو الشامري نسبة إلى سامر أو شامر أو
شامرة أو شومير أو شاميرون ، ومعناه : الحارس.
وعلى أيّ تقدير
، فأنّ السامريّ إسرائيليّ ومن أصحاب موسى بن عمران عليهالسلام ، وكان على مقدّمة رجال يوم عبور البحر ، عرف بالسخاء
والكرم ، وكان عالما بالنجوم والصياغة ، وملمّا بالكهانة.
يقال : إنّه من
أهل كرمان من بلاد فارس ، وقيل : كان من أهل باجرمى قرب الرقة بأرض الجزيرة ، وكان
من قوم يعبدون البقر.
وهناك قول
بأنّه لم يكن مؤمنا بشريعة موسى عليهالسلام ، بل كان مشركا منافقا ، يظهر الإيمان لموسى عليهالسلام ولبني إسرائيل ويبطن الكفر ، ويقال : إنّه ولد من سفاح.
والسامريّ هو
صاحب العجل الذي عبده بنو إسرائيل ، وقصة السامريّ وعجله هي:
بعد أن قرّر
موسى بن عمران عليهالسلام الذهاب إلى ميقات الله ولاستلام التوراة خلّف أخاه
هارون عليهالسلام على بني إسرائيل ، وحدّد مدّة غيابه عنهم ثلاثين يوما ،
وبعد أن أخّره الباري إلى تمام الأربعين استبطأه الإسرائيليّون ، فانتهز السامريّ
غيبته عن قومه ، فأخذ الحليّ الذهبيّة من نساء بني إسرائيل وصهرها في النار وعمل
منها عجلا ذهبيا ، وأجرى عليه عملية فنيّة دقيقة ، بحيث إذا دخلت الريح من دبر
العجل وخرجت من فمه صدر منه صوت كخوار العجل الطبيعي ، فلما سمع اليهود صوت العجل
فرحوا بذلك ورقصوا له ، فكان السامريّ يقول لهم : هذا إلهكم وإله موسى عليهالسلام ، فعكفوا على عبادة العجل وأقاموا الاحتفالات لذلك.
ويقال : إنّ
السامريّ عند ما عبر البحر وهو على مقدمة جماعة موسى رأى جبرئيل عليهالسلام وهو على ظهر برذون ، فكان ذلك البرذون كلّما وضع حافره
على مكان من الأرض تحرّك ذلك الموضع ، فأخذ السامريّ مقدارا من تراب وقع عليه حافر
البرذون للاستشفاء
والتبرّك ، فلمّا ساءت عاقبته وصنع العجل قال له إبليس : ضع مقدارا من ذلك
التراب في جوف العجل ، ففعل السامريّ ذلك ، فأخذ العجل يتحرّك ويخور كما يخور
العجل الحقيقيّ ، فلما رأى الإسرائيليّون حركة العجل وخواره سجدوا له وعبدوه.
فلمّا علم
هارون عليهالسلام ـ أخو موسى عليهالسلام ـ بخبر قومه مع السامريّ وعجله سعى إليهم وزجرهم ونهاهم
عن عبادة عجل لا ينفعهم ولا يضرّهم ، وقدّم لهم البراهين والحجج بأنّهم فتنوا
وغلبوا على أمرهم ، وأنّ الشيطان والسامريّ أضلّوهم وغشّوهم ، فقابلوه بالعناد
والإهانة وهمّوا بقتله ، فهرب منهم.
وبعد أن رجع
موسى عليهالسلام من الميقات ومعه التوراة إلى قومه وعلم بخبرهم غضب لذلك
، وأخذ العجل وحطّمه وألقى بحطامه في البحر ، وألقى القبض على السامريّ وهمّ بقتله
، ولكنّ الله سبحانه وتعالى نهاه عن ذلك ، فنفاه عن فلسطين ، وأمر الإسرائيليين بمقاطعته
وعدم مخالطته ومجالسته.
هام السامريّ
بعد تلك المضايقات على وجهه في البراري والقفار مع الوحوش والسباع.
جعله الله
منبوذا بين الناس ، يتوقّاه كلّ أحد كما يتوقّى السالم المجذوم ، فكان يتألّم ألما
شديدا إذا مسّه أحد من الناس ، فكان إذا رأى الناس يرجوهم أن لا يمسّوه ، ويقول
لهم : لا مساس ، لا تمسّوني ، ولا تقربوا منّي ، ولم يزل على تلك الحالة التعسة
حتى هلك.
أمّا عبدة
العجل من أتباعه فندموا على فعلهم ، وقرّروا أن يتوبوا إلى الله ، فصدرت الأوامر
من السماء بأنّ توبتهم لا تقبل إلّا أن يقتل بعضهم بعضا ، فجاءوا إلى بيت المقدس
ومعهم سكاكين وسيوف وآلات جارحة ، فتقاتلوا فيما بينهم حتى هلك منهم ما يربوا على
عشرة آلاف أو سبعين ألفا ، وجرح الكثيرون.
وبعد تلك
الملحمة الدمويّة أخبر الله موسى عليهالسلام بأنه تاب عليهم ، وعليه أن يوقف القتال بينهم ، فأمرهم
موسى عليهالسلام بالكفّ عن ذلك.
وهناك أقوال
وروايات أخر تدور حول قصة السامريّ وعجله تركناها لعدم الإطالة.
القرآن العظيم والسامري
تحدّثت بعض
الآيات من سورة طه عن السامريّ وعجله ، وهي :
الآية ٨٥ (قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ
وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ.)
والآية ٨٧ (فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى
السَّامِرِيُّ.)
والآية ٨٨ (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ
خُوارٌ ....)
والآية ٩٥ (قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ.)
والآية ٩٦ (قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا
بِهِ ....)
والآية ٩٧ (قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي
الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ ....)
__________________
سبيعة بنت الحارث
هي سبيعة بنت
الحارث الأسلميّة ، زوجة سعد بن خولة.
صحابيّة ،
محدّثة.
روت أحاديث عن
النبي صلىاللهعليهوآله ، وروى عنها جماعة من فقهاء المدينة والكوفة من
التابعين.
توفّي زوجها
سعد في حجة الوداع ، فتزوّجت من مسافر بن مخزوم ، وكان كافرا ولم يسلم.
القرآن الكريم وسبيعة بنت الحارث
جاءت إلى النبي
صلىاللهعليهوآله بعد صلح الحديبية وهي مسلمة تاركة وراءها زوجها الكافر
__________________
مسافر بن مخزوم ، فجاء زوجها إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقال : يا محمد! ردّ عليّ زوجتي ، فإنّك قد شرطت لنا أن
تردّ علينا من أتاك منّا ، فأعطاه النبيّ صلىاللهعليهوآله مهرها وما أنفق عليها ؛ ولم يردّها عليه ، فنزلت فيها
الآية ١٠ من سورة الممتحنة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ
اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا
تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ
لَهُنَّ ....)
سراقة بن مالك
هو أبو سفيان
سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيمّم بن مدلج بن مرّة الكناني ،
المدلجي ، الحجازي.
أحد أصحاب رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، ومن أشراف قومه وشعرائهم. عند ما هاجر النبي صلىاللهعليهوآله من مكّة إلى المدينة تعقّبه جماعة من المشركين ليغتالوه
، فلم يلحق به إلّا المترجم له ، وكان فارسا ، فلما رآه النبي صلىاللهعليهوآله دعا عليه قائلا : اللهم! اكفناه بما شئت ، فساخت قوائم
فرسه إلى بطنها في الأرض ، فقال للنبي صلىاللهعليهوآله : يا محمد! قد علمت أنّ
__________________
هذا عملك ، فادع الله أن ينجّيني ممّا أنا فيه ، فدعا له النبي صلىاللهعليهوآله ، فأطلق ورجع إلى أصحابه ، وأخذ يخاطب أبا جهل مرتجزا :
أبا حكم
والله لو كنت شاهدا
|
|
لأمر جوادي
إذ تسوخ قوائمه
|
علمت ولم
تشكك بأنّ محمّدا
|
|
رسول ببرهان
فمن ذا يقاومه
|
كان ينزل
القديد بين مكّة والمدينة.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وحدّث عنه جماعة.
كان قد أسلم
بعد واقعة الطائف بالجعرانة في السنة الثامنة من الهجرة ، تولّى البصرة في أيام
حكومة عمر بن الخطاب.
كان في
الجاهلية يعرف باقتفاء الأثر. توفّي في السنة الرابعة والعشرين من الهجرة ، وقيل :
بعد ذلك.
القرآن المجيد وسراقة
بعد معركة أحد
جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله وأعطاه عهدا بعدم محاربته وأن يدخل في الإسلام إذا
أسلمت قريش ، فنزلت فيه الآية ٩٠ من سورة النساء : (إِلَّا الَّذِينَ
يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ
صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ ....)
__________________
سعد بن الربيع
هو سعد بن
الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة الأنصاري ،
الخزرجي ، وأمّه هزيلة بنت عنبة الخزرجيّة.
أحد صحابة رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، ومن نقباء الأنصار.
كان في
الجاهلية يحسن القراءة والكتابة ، ومن جملة كتّابها.
أسلم وشهد
العقبة الأولى والثانية ، وشهد واقعة بدر.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ، وقام بتكسير أصنام
الخزرج مع عبد الله بن رواحة.
في السنة
الثالثة من الهجرة اشترك في واقعة أحد فاستشهد فيها ، فترحم عليه النبي صلىاللهعليهوآله.
__________________
القرآن الكريم وسعد بن الربيع
في أحد الأيّام
لطم زوجته حبيبة بنت زيد بن أبي زهير ، فجاء أبوها إلى النبي صلىاللهعليهوآله وشكاه إليه ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : فلنقتص منه ، فنزلت الآية ٣٤ من سورة النساء : (الرِّجالُ
قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ....)
سعد بن عبادة
هو أبو ثابت ،
وقيل : أبو قيس سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن حزام بن حزيمة ابن ثعلبة
الخزرجيّ ، الساعدي ، المدني الأنصاري ، وأمّه عمرة بنت مسعود.
__________________
من كبار أصحاب
رسول الله وفضلائهم ، ومن مشاهير الأنصار ووجهائهم.
كان سيّد الخزرج
ورئيسهم بالمدينة في الجاهليّة والإسلام ، ونقيب بني ساعدة ، ومن أشراف ووجهاء
قومه في الجاهليّة والإسلام.
كان هو وآباؤه
في الجاهليّة يعرفون بالجود والكرم ، وكان لهم حصن يدعى أطما ، فكانوا ينادون عليه
: من أحبّ الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة ، وفي الإسلام كان صاحب ضيافة
وكرم ، وكان لرسول الله صلىاللهعليهوآله في كل يوم من سعد جفنة طعام يدور بها حيث دار.
كان في
الجاهليّة يحسن الكتابة بالعربية ، ويحسن العوم ويجيد الرمي ، وكانت العرب تسمّي
من اجتمعت فيه تلك الخصال الثلاث بالكامل.
أسلم وصحب
النبي صلىاللهعليهوآله وشهد معه واقعة بدر ، وقيل : لم يشهدها ، وشهد ما بعدها
من الوقائع والمشاهد ، وكان في جميعها حاملا راية الأنصار فيها.
كان من النقباء
الاثني عشر الذين اختارهم النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان صلىاللهعليهوآله يستخلفه في بعض الأحايين مكانه عند ما يذهب للغزو.
في يوم فتح
مكّة كانت راية النبي صلىاللهعليهوآله بيده ، فدخلها وهو يقول : اليوم يوم الملحمة ، اليوم
تستحلّ الحرمة. فسمعها رجل من المهاجرين فأعلم النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك ، فقال صلىاللهعليهوآله للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : أدركه وخذ الراية منه ، وكن أنت الذي تدخل بها ، فدخل
الإمام عليهالسلام مكّة حاملا الراية وهو يقول : اليوم يوم المرحمة ،
اليوم تصان الحرمة.
قال النبي صلىاللهعليهوآله في حقه : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن
عباده.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله اجتمع عليه الأنصار وأرادوا مبايعته بالخلافة ، فمنعهم
أبو بكر من ذلك ، فرجع الناس إلى أبي بكر.
وبعد مبايعة
الناس لأبي بكر ، قال بعضهم لسعد : أما تدخل فيما دخل فيه المسلمون؟ قال : إليك
عنّي ، فو الله! لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إذا أنا متّ تضل الأهواء ويرجع الناس على
أعقابهم ، فالحقّ يومئذ مع عليّ عليهالسلام ، وكتاب الله بيده ، لا نبايع لأحد غيره.
ونقل عنه أنّه
قال : لو بايعوا عليا عليهالسلام لكنت أول من بايع.
ولما آل الأمر
إلى عمر بعد أبي بكر عاتبه عمر لعدم مبايعته له ، فقال سعد : والله! أصبحت كارها
لجوارك.
قال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ أوّل من جرّأ الناس علينا هو سعد بن عبادة ، فتح
بابا ولجه غيره ، وأضرم نارا كان لهبها عليه وضوؤها لأعدائه.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
وبعد وفاة
النبي صلىاللهعليهوآله لم يبايع أبا بكر ولا عمر وانصرف إلى الشام ، وسكن
مدينة حوران ، ولم يزل بها حتى توفّي ، وقيل : توفّي ببصرى الشام سنة ١٥ ه ، وقيل
: سنة ١٤ ه ، وقيل : سنة ١٦ ه ، وقيل : سنة ١١ ه ، وقيل : قبره بإحدى قرى دمشق
تدعى المنيحة ، وقيل : المزة.
وقيل في موته
بأنّ عمر بن الخطاب بعث إليه محمد بن مسلمة الأنصاري وخالد بن الوليد ليقتلاه ،
فقتلاه وأشاعا بأنّ الجنّ قتلته.
القرآن الكريم وسعد بن عبادة
من الكلمات
المتداولة عند العرب هي كلمة «راعنا» وكانت العرب تقولها للنبي صلىاللهعليهوآله ، وتلك الكلمة في لغة اليهود تعني السبّ والشتم القبيح
، فكان اليهود يقولون : كنا نسب محمدا صلىاللهعليهوآله سرا ، والآن نسبّه علنا ، فكانوا يأتون رسول الله صلىاللهعليهوآله ويقولون : يا محمد «راعنا» ويضحكون ، ففطن بها سعد ،
وكان عارفا بلغتهم ، فقال : يا أعداء الله! عليكم لعنة الله ، والذي نفس محمّد صلىاللهعليهوآله بيده لئن سمعتها من رجل منكم لأضربنّ عنقه ، فقالوا : ألستم
تقولونها ، فنزلت الآية ١٠٤ من سورة البقرة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا ....)
__________________
__________________
سعد مولى عتبة بن غزوان
هو سعد مولى
عتبة بن غزوان بن جابر.
صحابيّ ، شهد
واقعة بدر.
آخى النبيّ
بينه وبين تميم مولى خراش بن الصمّة.
القرآن الكريم وسعد مولى عتبة
شملته الآية ٥٢
من سورة الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ....)
سعد بن أبي وقّاص
هو أبو إسحاق
سعد بن أبي وقّاص ، مالك بن وهيب ، وقيل : أهيب بن عبد مناف ابن زهرة بن كلاب بن
مرّة بن كعب القرشي ، الزهري ، المكّي ، المدني ، وأمّه حمنة بنت سفيان بن أميّة
بنت عمّ أبي سفيان بن حرب.
صحابيّ معروف ،
ومن مشاهير القادة والولاة ، وأحد كتّاب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومن حذّاق الرماة في وقته ، ويعدّه العامّة من العشرة
المبشّرة بالجنّة.
أسلم وعمره ١٧
سنة ، وكتب كتاب النبي صلىاللهعليهوآله إلى يهود خيبر. آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين مصعب بن عمير ، وبينه وبين سعد بن معاذ.
ولّاه عمر بن
الخطاب أيّام حكومته قيادة الجيوش التي سيّرها لمحاربة الفرس بالقادسية وجلولاء ،
فافتتح المدائن ، وبنى مدينة الكوفة ، ثم ولّاه عمر عليها ، ثم عزله عنها ؛
__________________
لكثرة شكوى الناس منه.
لمّا حضرت عمر
الوفاة عيّنه من جملة الستة الذين رشّحهم للخلافة من بعده.
ولمّا حكم
عثمان بن عفان ولّاه الكوفة ، ثم عزله عنها.
سمع من النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث كثيرة في فضائل ومناقب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فلما قتل عثمان لزم بيته وامتنع عن مبايعة ونصرة
الإمام عليهالسلام ، بل ألحّ على خذلانه والقعود عنه.
ولما تولّى
الإمام عليهالسلام الخلافة كتب إلى واليه على المدينة بأن لا يعطي المترجم
له ولا عبد الله بن عمر من الفيء شيئا ؛ لانحرافهما عن جادّة الحق والصواب.
بنى دارا ضخمة
بالعقيق قرب المدينة وسكنها.
كان يدّعي
بأنّه أول من رمى سهما في سبيل الله ، وإليه تنسب الأبيات التالية :
ألا هل أتى
رسول الله أنّي
|
|
حميت صحابتي
بصدور نبلي
|
أذود بها
عدوّهم ذيادا
|
|
بكلّ حزونة
وبكلّ سهل
|
فما يعتدّ
رام من معد
|
|
بسهم في سبيل
الله قبلي
|
في أواخر
أيّامه فقد بصره وعمي ، ولم يزل حتى مات بالعقيق سنة ٥٥ ه ، وقيل : سنة ٥٨ ه ،
وقيل : سنة ٥٤ ه ، وقيل : سنة ٥١ ه ، وقيل : سنة ٥٦ ه ، وقيل : سنة ٥٧ ه ،
ودفن بالبقيع في المدينة المنوّرة.
ويقال : مات
على أثر السّم الذي دسّه إليه معاوية بن أبي سفيان ، وذلك بعد أن حضر مجلسا له ،
فأخذ معاوية يسبّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فلما سمعه سعد أخذ يبكي ويذكر بعض الفضائل للإمام عليهالسلام.
وكان عمره يوم
مات قد جاوز الثمانين ، وقيل : عاش ٧٣ سنة.
حدّث عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
القرآن المجيد وسعد بن أبي وقاص
كان هو وجماعة
من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله يلقون أذى كثيرا من المشركين ، فكانوا يطلبون
من النبي صلىاللهعليهوآله الانتقام منهم ومقاتلتهم ، فكان صلىاللهعليهوآله يقول لهم : كفّوا أيديكم عنهم ، فإنّي لم أؤمر بقتالهم
، فلما هاجر النبي صلىاللهعليهوآله إلى المدينة نزل الوحي إلى النبي من السماء بقتالهم ،
فطلب النبي صلىاللهعليهوآله من المسلمين قتال المشركين ، فكرهه بعضهم ، وشق عليهم
ذلك ، ومن بينهم المترجم له ، فنزلت فيهم الآية ٧٧ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ
لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا
كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ ....)
في أحد الأيام
شرب هو ورجل من الأنصار الخمر حتى سكرا ، فقام الأنصاريّ وضرب رأس المترجم له
بقطعة من العظم فجرحه ، فنزلت الآية ٩١ من سورة المائدة : (إِنَّما يُرِيدُ
الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ
وَالْمَيْسِرِ ....)
وشملته الآية
٥٢ من سورة الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ....)
كان من جملة
الذين أرادوا أن يغدروا بالنبي صلىاللهعليهوآله ويدفعوه عن راحلته إلى الوادي بعد منصرفه من تبوك ،
فنزلت فيه وفيهم الآية ٧٤ من سورة التوبة : (وَهَمُّوا بِما لَمْ
يَنالُوا ....)
ونزلت فيه
الآية ٢٣ من سورة الإسراء : (وَقَضى رَبُّكَ
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً.)
كان من عائلة
كلّهم كفّار ومشركون ، فلما أسلم قالت له أمّه ـ وهي كافرة ـ : يا سعد! ما هذا
الدين الذي أحدثت ، لتدعنّ دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعيّر بي ،
فأجابها المترجم له : لا تفعلي يا أمّاه ، فإنّي لا أدع ديني ، فمكثت يوما وليلة
وهي لا تأكل ولا تشرب ، فأصبحت وقد جهدت من الجوع والعطش ، فقال لها سعد : والله!
لو كانت لك ألف نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني ، فلما رأت ذلك أكلت وشربت ،
فأنزل الله تعالى الآية ٨ من سورة العنكبوت : (وَوَصَّيْنَا
الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ
بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما ....)
ولنفس السبب
السابق نزلت فيه الآية ١٥ من سورة لقمان : (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى
أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ....)
__________________
__________________
سعيدة زوجة الراهب
هي سعيدة
الأنصاريّة زوجة أبي صيفي الراهب.
صحابية من
الأنصار.
__________________
كانت تعيش مع
زوجها المشرك بمكّة ، فأسلمت وهاجرت إلى النبي صلىاللهعليهوآله في المدينة المنورة ، وتزوّجها عمر بن الخطاب.
القرآن الكريم وسعيدة
كان من بنود
صلح الحديبية الذي تم بين النبي صلىاللهعليهوآله والمشركين إرجاع كلّ من يأتي إلى المسلمين من أهل مكّة
، فلما جاءت سعيدة ـ وقد أسلمت ـ إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، جاء زوجها ـ أبو صيفي ـ إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وطلب منه إرجاع زوجته ، وكان النبي صلىاللهعليهوآله قد سأل سعيدة عن سبب قدومها إلى المدينة ، فأقسمت بأنّ
السبب الوحيد لمجيئها هو الإسلام فقط ، فعند ذاك أعطى النبي صلىاللهعليهوآله زوجها مهرها وجميع ما انفق عليها ، فنزلت فيها الآية ١٠
من سورة الممتحنة. (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ
اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا
تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ....)
سلام بن ربيع (أبو رافع الأعور)
هو أبو رافع
سلام بن الربيع بن أبي الحقيق النضويّ ، الخيبري ، وقيل في اسمه : سلام بن أبي
الحقيق.
من يهود بني
النضير المعاصرين للنبي صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة الإسلامية ، ومن علمائهم وأحبارهم ،
والملمّين بالتوراة ومضامينها ، وكان أعور.
كان يسكن بخيبر
، ويعدّ من أثرياء أهل الحجاز وتجّارهم.
كان من الذين
يخفون ويعلنون عداءهم للنبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، فكان يؤذي النبي صلىاللهعليهوآله ويحزّب الأحزاب عليه ، ويحرّض الناس على حربه.
ومن أقواله ،
أنّه قال : نحن اليهود نحسد محمّدا صلىاللهعليهوآله على النبوّة حيث خرجت من بني هارون ، وأنّه ـ أي النبيّ
صلىاللهعليهوآله ـ لمرسل ولكن اليهود لا يطاوعونني على ذلك ، ولنا
__________________
منه ذبحان : أحدهما بيثرب والآخر بخيبر ، ثم قال : قسما بالتوراة إنّه سوف
يملك الأرض ، ولا أحبّ أن يعلم اليهود قولي هذا فيه.
شارك المشركين
في واقعة خيبر ، فقتل فيها ؛ قتله جماعة من مسلمي الخزرج في شهر ذي الحجة ، وقيل :
في شوال سنة ٤ ه ، وقيل : سنة ٣ ه ، وقيل : سنة ٥ ه.
القرآن العظيم وأبو رافع الأعور
لكونه كان من
اليهود الذين كتموا ما عهد الله إليهم في التوراة في شأن النبي صلىاللهعليهوآله ، وبدّلوها وكتبوا بأيديهم غيرها ، وحلفوا أنّه من عند
الله ؛ زورا وبهتانا ، نزلت فيه وفي جماعته من اليهود الآية ٧٧ من سورة آل عمران :
(إِنَّ الَّذِينَ
يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ....)
جاء بصحبة
جماعة من علماء اليهود وأحبارهم إلى قريش يحرّضونهم على حرب النبي صلىاللهعليهوآله ، فسألتهم قريش : هل دينهم ـ أي دين قريش ـ الذي يقوم
على أساس الشرك وعبادة الأوثان خير أم دين النبيّ صلىاللهعليهوآله؟ فقال المترجم له وصحبه : بل دينكم خير من دين النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيهم الآية ٥١ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا
نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ....)
__________________
سلام بن مشكم
هو أبو غنم
سلام بن مشكم النضريّ.
من أحبار
وعلماء اليهود المعاصرين للنبي صلىاللهعليهوآله عند انبثاق الدعوة الإسلامية ، وكان سيّد بني النضير ،
وصاحب كنزهم.
كان من أعداء
النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، وزوجته زينب بنت الحارث اليهوديّة قدّمت
للنبي صلىاللهعليهوآله شاة مشوية مسمومة ؛ لتقتله وتقتل من يأكل معه منها من
المسلمين.
كان له الدور
المهم في تحريض الناس وتأليبهم على النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين يوم الخندق.
القرآن المجيد وسلام بن مشكم
أخذ المسلمون
يحثّون اليهود على الدخول في الإسلام ، وقالوا لهم : يا معشر اليهود! اتّقوا الله
وأسلموا ، قد كنتم تستفتحون علينا بمحمّد صلىاللهعليهوآله ، وتخبروننا أنّه مبعوث ، وتصفونه لنا بصفته ، فقال
المترجم له : ما هو بالذي كنّا نذكر لكم ، ما جئنا بشيء نعرفه ، فنزلت الآية ٨٩ من
سورة البقرة : (وَلَمَّا جاءَهُمْ
كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ....)
في أحد الأيّام
جاء هو وجماعة من أمثاله من اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وقالوا له : يا محمد! ألست تزعم أنّك على ملّة
إبراهيم عليهالسلام ودينه ، وتؤمن بما عندنا من التوراة ، وتشهد أنّها من
الله حق ، قال صلىاللهعليهوآله : بلى ، ولكنّكم أحدثتم وجحدتم بما فيها ؛ ممّا أخذ
الله عليكم من الميثاق فيها ، وكتمتم منها ما أمرتم أن تبيّنوه للناس ، فبرئت من
أحداثكم ، فقالوا : فإنّا نأخذ بما في أيدينا ، فإنّا على الهدى والحق ولا نؤمن بك
ولا نتّبعك ، فأنزل الله فيه وفي صحبه الآية ٦٨ من سورة المائدة : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى
شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ ....)
وجاء مع جماعة
على شاكلته من اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقالوا : كيف نتّبعك وقد تركت قبلتنا؟ وأنت لا تزعم أنّ
عزيرا ابن الله ، فنزلت فيه وفيهم الآية ٣٠ من سورة
التوبة : (وَقالَتِ الْيَهُودُ
عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ ....)
اجتمع هو
وجماعة من اليهود بالنبي صلىاللهعليهوآله فقالوا له : يا محمد! كنت تصلّي على قبلتنا ، والآن
حوّلت قبلتك ، وأتيتنا بكتاب يختلف عن التوراة ، فأتنا بكتاب نستسيغه ، فنزلت فيهم
الآية ٨٨ من سورة الإسراء : (قُلْ لَئِنِ
اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا
يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ....)
سلمان الفارسيّ
هو أبو عبد
الله وأبو البيّنات وأبو المرشد سلمان بن بوذخشان بن مورسلان بن بهبوذان بن فيروز
بن سهرك الأصبهانيّ ، الرامهرمزي ، وقيل : الشيرازيّ ، وقيل : الجنديسابوريّ.
كان قبل أن
يسلم يدعى مابه ، وقيل : روزبه ، وقيل : ماهويه ، وبعد أن تشرّف بدين الإسلام
وأسلم سمّاه رسول الله صلىاللهعليهوآله سلمان.
هو من خيرة
أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله وذوي القرب منه ، وكان راسخ الإيمان ، عالما فاضلا ،
زاهدا ، تقيّا ، ومن الموالين المخلصين للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأهل بيت النبوّة ، وأوّل الأركان الأربعة.
كان فارسيّ
الأصل من مدينة رامهرمز ، وقيل : من جي بأصبهان ، وقيل : من مدينة
__________________
جنديسابور ، وقيل : من شيراز ، وقيل : كان أبوه من دهاقين جي.
ولد برامهرمز ،
ونشأ بها في عائلة ومحيط يدينون بالمجوسيّة ، ويعبدون النيران.
في أحد الأيّام
مرّ بكنيسة للنصارى ، فرآهم يقيمون شعائرهم الدينيّة فأعجبته ، فصمّم على الهروب
من أبيه وأسرته وبلده ، فانتقل إلى بلاد الشام ودخل إحدى كنائسها ، فأقام بها يخدم
أسقفها ، وبعد مدّة انتقل إلى الموصل ، وأصبح بها خادما لكنيستها وكاهنها ، وبعد
مدّة من إقامته في الموصل انتقل إلى مدينة عموريّة ببلاد الروم ، وبها قام بخدمة
كنيستها والراهب فيها ، ولما حضرت الراهب الوفاة قال له : إنّ نبيّا سيبعث على دين
إبراهيم الخليل عليهالسلام ، ويتواجد بأرض ذات نخل ، وله آيات وعلامات ، منها :
خاتم النبوة بين منكبيه ، ويأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، فأوصاه الراهب أن يلحق
به ويؤمن برسالته.
فلما توفّي
الراهب انتقل سلمان (ره) إلى وادي القرى من أعمال المدينة المنوّرة المليء بالنخيل
، فعلم بأنّه البلد الذي أشار إليه الراهب ، ثم انتقل إلى المدينة المنوّرة ، فلم
يلبث بها طويلا حتى سمع ببعثة النبي محمد صلىاللهعليهوآله ، فقدم عليه وهو بقباء ، فقدّم شيئا من الأكل إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : بلغني أنّك رجل صالح ومعك رجال ذو حاجة ، فأردت
أن أتصدّق بهذا الطعام عليكم ، فكفّ النبي صلىاللهعليهوآله يده ، وقال (ره) لأصحابه : كلوا ، فتيقّن من شخصية
النبيّ صلىاللهعليهوآله الذي أشار إليه الراهب حيث امتنع عن أكل الصدقة.
ولمّا انتقل
النبيّ صلىاللهعليهوآله من مكّة إلى المدينة قدم عليه وقدّم له طعاما بعنوان
الهديّة ، فمدّ النبي صلىاللهعليهوآله يده وأكل.
وفي أحد الأيام
تبع النبي صلىاللهعليهوآله وهو يشيّع جنازة إلى بقيع الغرقد بالمدينة ومعه أصحابه
، فأخذ يراقب ظهر النبي صلىاللهعليهوآله عسى أن يرى الخاتم بين منكبيه ، فعلم النبي صلىاللهعليهوآله بنيّة سلمان (ره) ، فألقى رداءه فرأى سلمان (ره) خاتم
النبوّة.
وبعد أن تأكّدت
لديه الصفات والعلامات الفارقة للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، والتي أخبره بها الراهب ، فوقع على النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو يقبّله ويبكي ، فأجلسه النبيّ صلىاللهعليهوآله بين يديه ، فأخذ سلمان (ره) يحدّث النبيّ صلىاللهعليهوآله عن مراحل حياته في بلده وفي خارجه حتّى تشرّف بلقياه.
فأسلم على يد
النبي صلىاللهعليهوآله في المدينة ، وقيل : في مكّة ، وحسن إسلامه ، وصار من
حواري النبيّ صلىاللهعليهوآله وخلّص أصحابه ، وبدّل اسمه النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وسمّاه سلمان المحمديّ.
يقال : إنّه
كان من بقايا أوصياء عيسى بن مريم عليهماالسلام ، وقيل : إنّه لقي بعض حواريّ عيسى عليهالسلام.
شهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله واقعة الخندق وما بعدها من المشاهد ، وأشار على النبيّ صلىاللهعليهوآله بحفر خندق في واقعة الخندق ، وبعمل منجنيق في حصار
الطائف.
آخى النبيّ صلىاللهعليهوآله بينه وبين أبي الدرداء.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله جملة من الأحاديث المعتبرة ، وروى عنه جمهور من الصحابة
والتابعين.
كان من جملة
الأربعة الذين تلقّبوا بالشيعيّ على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهم : أبو ذر الغفاري ، وسلمان ـ المترجم له ـ والمقداد
بن الأسود ، وعمّار بن ياسر.
بعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله امتنع عن مبايعة أبي بكر ، وكان من النفر القليل الذين
حضروا مراسم تشييع جنازة فاطمة الزهراء عليهاالسلام والصلاة عليها ودفنها.
يقال عنه بأنّه
كان عارفا باسم الله الأعظم ، وكانت له أياد بيضاء في مجالات الحكمة والموعظة ،
وكان عارفا بكتب الفرس والروم واليهود وملمّا بها.
كان عطاؤه خمسة
آلاف ، فإذا خرج عطاؤه فرّقه وأكل من كسب يده ، وكان يسفّ الخوص.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله أوحى إليّ أن أحبّ أربعة : عليا عليهالسلام ، وأبا ذر ، وسلمان ، والمقداد.
سئل الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام عنه ، فقال : ما أقول في رجل خلق من طينتنا ، وروحه مقرونة
بروحنا ، خصّه الله تبارك وتعالى من العلوم بأوّلها وآخرها وظاهرها وباطنها وسرّها
وعلانيّتها ، ولقد حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلمان بين يديه ، فدخل أعرابيّ فنحّاه عن مكانه وجلس فيه ،
فغضب النبيّ صلىاللهعليهوآله حتى درّ العرق بين عينيه واحمرّت عيناه ، ثم قال صلىاللهعليهوآله : «يا أعرابي! أتنحّي رجلا يحبّه الله تبارك وتعالى في
السماء ويحبّه
رسوله في الأرض؟! يا أعرابي! أتنحّي رجلا ما حضرني جبريل عليهالسلام إلّا أمرني عن ربّي عزوجل أن أقرئه السّلام؟ يا أعرابي! إنّ سلمان (ره) منّي ؛ من
جفاه فقد جفاني ؛ ومن آذاه فقد آذاني ؛ ومن باعده فقد باعدني ؛ ومن قرّبه فقد
قرّبني.
يا أعرابي! لا
تغلظنّ في سلمان (ره) ، فإن الله تبارك وتعالى قد أمرني أن أطلعه على علم المنايا
والبلايا والأنساب وفصل الخطاب.
فقال الأعرابي
: يا رسول الله! ما ظننت أن يبلغ من فعل سلمان (ره) ما ذكرت ، أليس كان مجوسيّا ثم
أسلم؟
فقال رسول الله
صلىاللهعليهوآله : يا أعرابي! أخاطبك عن ربّي وتقاولني؟ إنّ سلمان (ره)
ما كان مجوسيّا ، ولكنه كان مظهرا للشرك مضمرا للإيمان ، ثم تلى النبيّ صلىاللهعليهوآله له الآية ٦٥ من سورة النساء ، والآية السابقة من سورة
الحشر ، ثم قال صلىاللهعليهوآله : يا أعرابي! خذ ما أتيتك وكن من الشاكرين ولا تجحد
فتكون من المعذّبين ، وسلّم لرسول الله صلىاللهعليهوآله قوله تكن من الآمنين».
وقال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام في حقّه : «علم العلم الأول والعلم الآخر ، وهو بحر لا
ينزف ، وهو منّا أهل البيت عليهمالسلام».
وقال الإمام
الصادق عليهالسلام : «سلمان الفارسي أفضل من لقمان الحكيم الذي ذكره الله
سبحانه في القرآن».
وروي عن أنس بن
مالك أنّه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «إنّ الجنّة لتشتاق إلى ثلاثة : عليّ عليهالسلام وعمّار وسلمان».
كان من أوائل
الذين صنّفوا في الآثار ، فصنّف كتاب «حديث الجاثليق الروميّ».
عمّر طويلا ،
ويقال بأنه عاش ٣٥٠ سنة ، وقيل : ٢٥٠ سنة ، حتّى توفي بالمدائن سنة ٣٥ ه ، وقيل :
سنة ٣٢ ه ، وقيل : سنة ٣٦ ه ، وقيل : سنة ٣٤ ه ، وتولّى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام غسله وتكفينه ودفنه ، وقبره في المدائن يزار.
كان له من
الولد عبد الله ومحمد وثلاث بنات.
القرآن الكريم وسلمان الفارسي (ره)
شملته الآية ١٣
من سورة البقرة : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ
آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ ....)
والآية ٦٢ من
نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.)
والآية ٦٩ من
سورة النساء : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ
وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ ....)
والآية ١٠٠ من
سورة التوبة : (وَالسَّابِقُونَ
الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ
بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ....)
ونزلت فيه
الآية ٤٥ من سورة الحجر : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ
فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ.)
وشملته الآية
٤٧ من نفس السورة : (وَنَزَعْنا ما فِي
صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ.)
قال المشركون
والمعاندون : إن سلمان (ره) يعلّم النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت الآية ١٠٣ من سورة النحل : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ
إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ
وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ.)
وشملته الآية
٢٨ من سورة الكهف : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ....)
والآية ٢٣ من
سورة الحجّ : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ ....)
والآية ٣٥ من
نفس السورة : (الَّذِينَ إِذا
ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ
وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ.)
والآية ١٠٩ من
سورة المؤمنون : (إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ
مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ
خَيْرُ الرَّاحِمِينَ.)
وبعد أن أسلم
شملته الآيات ٥٢ و ٥٣ و ٥٤ و ٥٥ من سورة القصص.
ونزلت فيه
الآية ٩ من سورة الزمر : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ
آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً ....)
وشملته الآية
١٧ من نفس السورة : (وَالَّذِينَ
اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ ....)
والآية ١٨ من
نفس السورة : (الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ....)
والآية ٢ من
سورة محمد : (وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ ....)
__________________
__________________
سليمان بن داود عليهماالسلام
هو سليمان ،
وفي التوراة : سلومون بن يسّي ، وقيل : إيشا بن عوبيد ، وقيل : عويد بن عامر ، من
سلالة إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهماالسلام ، وذكر بقيّة نسبه في ترجمة أبيه داود عليهالسلام ، وأمّه بتشبع.
أعظم أنبياء
وملوك بني إسرائيل ، وكان عالما ، عادلا ، رءوفا ، حكيما ، حسن السياسة والتدبير ،
جوادا ، كريما.
ولد قبل ميلاد
المسيح بحوالي ١٠٣٣ سنة ، وتولّى النبوّة والملك والحكم بعد وفاة والده ، وعمره
يومئذ ١٣ سنة ، وقيل : بعث وعمره ٤٠ سنة.
كان يستوطن
تدمر بأرض الشام ، وكان عمله حياكة السلال.
بعد أن أهلك
الله أخويه : أبشالوم وأدونيا ، وقيل : أدوينا ، وكانا يخاصمانه على الملك والحكم
، استقرّت له الأمور وشاع الخير والسّلام في أرجاء مملكته ، وأذعنت له ملوك الأرض
، ودخلوا في دينه.
كانت مملكته
تمتدّ ما بين بلاد الشام إلى إصطخر ، ووصلت أساطيله التجارية إلى الهند واليمن.
في السنة
الرابعة من تسلّمه زمام النبوّة والملك أقدم على بناء مدينة بيت المقدس واستغرق
بناؤها أحد عشر عاما ، وقيل : أكمل ما بدأ بناءه أبوه داود عليهالسلام ، ثم بنى المسجد الأقصى فيها.
__________________
كان محبّا
للبناء والعمران ، فأنشأ المدن والأسوار والقصور والعمارات والهياكل في فلسطين
واليمن وسائر أنحاء مملكته ، منها : بيت الرب ، وبيت الملك ، وجازر ، وحاصور ، وبيت
حورون العلى ، ومجدو ، وبعلة ، وسور بيت المقدس وغيرها ، ومن أشهر الهياكل التي
أقامها : الهيكل الضخم الذي بناه في فلسطين ، وعرف بهيكل سليمان ، وجعل في داخله
تابوت السكينة ، وبعد أن وضع التابوت في الهيكل وقف أمامه وجموع الإسرائيليين من
حوله ، فأخذ يدعو الله ويسبّحه ويقدّسه ، ويذكر منن الباري ورحمته وفضله على قومه
، وطلب منهم أن يرسّخوا إيمانهم بالله ، وبدينه ودين آبائه.
وبعد أن كمل
بناء بيت المقدس أقام عيدا ومهر جانا لبني إسرائيل ، وقرّب الذبائح وعمل الولائم ؛
ابتهاجا لإتمام بناء المدينة.
منحه الله
كرامات ومعاجز كثيرة ، منها :
الذكاء المفرط
، والإصابة في الحكم ، ومعرفة منطق الطيور على اختلاف أصنافها ، وأعلى مراتب
الحكمة ، وتسخير الرياح والسحاب ، فكان يتصرّف بها ما يشاء ، ويتحكم في توجيهها
وسرعتها كما ينبغي له ، وأوجد الله له مرآة كان يستطيع رؤية كل ما يريد من خلالها
، وجعل الله سبحانه وتعالى إدارة ملكه في خاتمه ، فكان إذا لبسه حضرته الجنّ
والإنس والشياطين والطيور والوحوش ، وصاروا تحت أمره ، فكان يجلس على كرسيّه ،
فتأتيه الرياح وتحمله والكرسي وجميع ما عليه من الجنّ والانس والشياطين والدواب
والطيور والخيل وغيرها في الهواء إلى المكان الذي يريده ، فكان ينطلق من القدس في
الصباح ، ويتجوّل في الهواء ، فيمرّ بإصطخر ، ويقضي ليلته في خراسان ، ثم يعود إلى
القدس.
ومن نعم الله
عليه : انصهار وسيلان النحاس والحديد بين يديه ؛ لكي يستخدمه في الصناعات وتقوية
البنايات والعمارات الضخمة والتماثيل وصنع القدور والجفان الفخمة.
وسخّر له الإنس
والجنّ ، فكانوا تحت أمره وطاعته.
في أحد الأيّام
قام بتفقّد الطيور فلم يجد الهدهد بينهم ، فلمّا حضر الهدهد سأله عن سبب غيبته ،
فأخبره بأنّه مرّ أثناء طيرانه على قوم سبإ ببلاد اليمن ، وأخبره بأنّهم من
الصابئة ويعبدون الشمس من دون الله سبحانه ، ولهم ملكة عظيمة يطيعونها تدعى
بلقيس بنت شراحيل ، ولها عرش فخم مزيّن بأنواع الجواهر والأحجار الكريمة. فلمّا
سمع سليمان عليهالسلام كلام الهدهد زوّده بكتاب ليوصله إلى بلقيس ، وفيه : (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي
مُسْلِمِينَ.)
فأخذ الهدهد
الرسالة إلى اليمن ودخل بلاط بلقيس وألقاها على سريرها ، فلما قرأته ووقفت على
تهديد سليمان عليهالسلام لها ولدولتها قرّرت القدوم عليه ، فجاءت إلى بيت المقدس
حاملة معها الهدايا العظيمة له ، ولمّا علم سليمان عليهالسلام بمقدمها بنى لها صرحا عظيما وأحضر بقدرة الله عرشها من
اليمن ووضعه في الصرح الشامخ الذي أعدّه لاستقبالها.
فلما دخلت بيت
المقدس ورأت عرشها العظيم قد جيء به من اليمن ووضع في صرح الاستقبال اهتدت وتيقّنت
بنبوّته وعظم شأنه ، فأسلمت على يديه وآمنت بالله وبرسالته ، وتركت عبادة الصابئة.
يقال : إن
سليمان عليهالسلام تزوّجها فأنجبت منه ، وأقرّها على ملكها في اليمن ،
وكان يتردّد عليها ويزورها في كل شهر مرّة ، ويقيم عندها ثلاثة أيّام ثم يعود إلى
القدس ، وأمر ببناء ثلاثة قصور لها في اليمن ، وسمّاها : غمدان ، وسالحين ،
وبيتون.
ويقال : إنّه
تزوّج بالإضافة إليها ألف امرأة أخرى ، ومن بينهنّ ابنة فرعون مصر ، وابنة ملك
الشام.
استخدم عددا من
الوزراء والمستشارين ، منهم : زابود بن ناتان ، وقادة ، مثل : بنايا ابن بويادع ،
ووكلاء وخزنة كأبيشار وأدونيرام ، وكان له اثنا عشر وكيلا على نفقاته ومنحه.
حجّ إلى بيت
الله الحرام ، وكسا الكعبة الشريفة ثوبا ، فكان أوّل من كساها.
يقال : إنّه
اخترع الحروف العربية والسريانية ، وتنسب إليه مؤلّفات في الحكمة وعلم الحيوان
والطيور والنباتات ، وينسب إليه سفر الحكمة.
قام برحلات
عديدة ، منها : رحلته من بلاد الشام إلى العراق فمرو ، ثمّ بلخ ، ومنها توغل في
بلاد الترك ، ودخل الصين ، وأتى إلى مدينة قندهار ، ثم جاء إلى كسكر في
العراق ، ومنها عاد إلى الشام.
غزا بلاد
المغرب ، ودخل الأندلس ، وبنى بها مدينة من نحاس ، وأودع فيها بعض خزائنه.
يقال : إنّ
العالم المعروف «فيثاغورس» كان من جملة تلاميذه. ولم يزل يرقى سلالم العظمة
الدينيّة والدنيويّة حتى جاء أجله ، فبينما هو يصلّي قائما متكئا على عصاه في
محرابه ببيت المقدس اذ توفّي وفارقت روحه الدنيا ، ولم يعلم بوفاته أحد من الإنس
والجان ، فبقي متّكئا على عصاه وهو ميّت مدّة طويلة ، والناس يتخيّلون أنّه حي ،
حتى جاءت الأرضة وأكلت العصا فسقط على الأرض ، فعند ذاك علموا بوفاته ، فدفنوه إلى
جانب والده داود عليهالسلام في قبّة الصخرة ببيت المقدس ، وقيل : قبره بالقرب من بحيرة
طبرية.
توفّي وله من
العمر ٥٣ سنة ، وقيل : ٥٢ سنة ، وقيل غير ذلك ، وكانت وفاته قبل ميلاد المسيح
بحوالي ٦٢٩ سنة ، وقيل : حدود سنة ٩٣٢ قبل الميلاد.
أوصى بوصاياه
إلى آصف بن برخيا ، وملك من بعده ابنه رحبعام.
القرآن العظيم وسليمان بن داود عليهماالسلام
(وَاتَّبَعُوا ما
تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ
الشَّياطِينَ كَفَرُوا ...)
البقرة ١٠٢.
(وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ
وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ ...) النساء ١٦٣.
(وَنُوحاً هَدَيْنا
مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ ...) الأنعام ٨٤.
(وَداوُدَ
وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ ...) الأنبياء ٧٨.
(فَفَهَّمْناها
سُلَيْمانَ ...) الأنبياء ٧٩.
(وَلِسُلَيْمانَ
الرِّيحَ عاصِفَةً ...) الأنبياء ٨١.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً ...) النمل ١٥.
(وَوَرِثَ سُلَيْمانُ
داوُدَ ...) النمل ١٦.
(وَحُشِرَ
لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ...) النمل ١٧.
(يا أَيُّهَا
النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ ...) النمل ١٨.
(وَقالَ رَبِّ
أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ...) النمل ١٩.
(إِنَّهُ مِنْ
سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ ...) النمل ٣٠.
(فَلَمَّا جاءَ
سُلَيْمانَ ...) النمل ٣٦.
(وَأَسْلَمْتُ مَعَ
سُلَيْمانَ لِلَّهِ ...) النمل ٤٤.
(وَلِسُلَيْمانَ
الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ ...) سبأ ١٢.
(يَعْمَلُونَ لَهُ ما
يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ ...) سبأ ١٣.
(فَلَمَّا قَضَيْنا
عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ ...) سبأ ١٤.
(وَوَهَبْنا لِداوُدَ
سُلَيْمانَ ...) ص ٣٠.
(إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ
بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ) ص ٣١.
(فَقالَ إِنِّي
أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ ...) ص ٣٢.
(رُدُّوها عَلَيَّ
فَطَفِقَ مَسْحاً ...) ص ٣٣.
(وَلَقَدْ فَتَنَّا
سُلَيْمانَ ...) ص ٣٤.
(قالَ رَبِّ اغْفِرْ
لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً ...) ص ٣٥.
(فَسَخَّرْنا لَهُ
الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ) ص ٣٦.
__________________
__________________
سماك بن خرشة (أبو دجانة)
هو أبو دجانة
سماك بن خرشة ، وقيل : ابن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن
الخزرج بن ساعدة الأنصاري ، البياضي ، الخزرجي ، الساعدي ، المشهور بأبي دجانة.
من فضلاء أصحاب
رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأحد المحاربين الشجعان والذابين عن الإسلام والنبيّ صلىاللهعليهوآله.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله بدرا وأحدا وما بعدها من المشاهد ، وكانت له مقامات
محمودة في مغازي النبي صلّى الله عليه وآله.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين عتبة بن غزوان.
كان يعرف بين
أقرانه بذي المشهرة ، والمشهرة اسم لدرعه الذي كان يلبسه في الحروب ، وعرف كذلك
بذي السيفين ؛ لمحاربته يوم واقعة أحد بسيفه وسيف النبي صلىاللهعليهوآله ، فلما أعطاه النبي صلىاللهعليهوآله سيفه ليقاتل به ارتجز وقال :
أنا الذي
عاهدني خليلي
|
|
بالشعب ذي
السفح لدى النخيل
|
ألّا اكون
آخر الأفول
|
|
أضرب بسيف
الله والرسول
|
__________________
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله حضر واقعة اليمامة ، وأبلى فيها بلاء حسنا ، واشترك في
قتل مسيلمة الكذاب.
يقال : إنّه
استشهد في واقعة اليمامة سنة ١١ ه ؛ وقيل : سنة ١٢ ه. ينسب إليه حرز لدفع الجنّ
والسحر ، يعرف بحرز أبي دجانة.
القرآن المجيد وأبو دجانة
قال بعض
المسلمين وهو منهم : لو كنّا نعلم أيّ الأعمال هي عند الله أحسن وأرغب وأكثر ثوابا
لبذلنا في سبيل ذلك كلّ نفوسنا وأموالنا ، فنزلت فيهم الآية ٤ من سورة الصفّ : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ
يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) ويقال : تلك الآية نزلت في حق الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وحمزة بن عبد المطلب وعبيدة وسهل بن حنيف والحارث بن
الصمّة وأبي دجانة المترجم له.
__________________
سمعان مؤمن آل فرعون
اختلف العلماء
والمحقّقون في اسمه واسم أبيه ، فمنهم من قال : هو سمعان وقيل : طالوت ، وقيل :
حبيب ، وقيل : خربيل ، وقيل : صابوت ، وقيل : حزقيل ، وقيل : حزبيل بن صبورا ،
وقيل : هو جبريل بن شمعون ، وقيل : اسمه شمعون بن اسحاق المعروف بمؤمن آل فرعون.
اختلفوا في
أصله ، فمنهم من قال : كان إسرائيليّا ، وقيل : كان قبطيّا.
كان معاصرا
لنبي الله موسى بن عمران عليهالسلام ، وكان مؤمنا بالله وبشريعة موسى عليهالسلام ، وكان يكتم إيمانه عن قومه وفرعون زمانه.
يقال : إنّه
كان ابن عم فرعون وخازنه ، وقيل : إنّه كان أخا السيّدة آسية بنت مزاحم زوجة
فرعون.
القرآن الكريم ومؤمن آل فرعون
شملته الآية ٨٣
من سورة يونس : (فَما آمَنَ لِمُوسى
إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ
__________________
مِنْ
فِرْعَوْنَ ....)
ونزلت فيه
الآية ٢٠ من سورة القصص : (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ
أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ
لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ.)
ونزلت فيه جملة
من الآيات من سورة غافر وهي :
الآية ٢٨ (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ
فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ
....)
والآية ٣٠ (وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي
أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ.)
والآية ٣٨ (وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ
اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ.)
والآية ٤١ (وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى
النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ.)
والآية ٤٢ (تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللهِ
وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ
الْغَفَّارِ.)
والآية ٤٣ (لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي
إِلَيْهِ ....)
والآية ٤٤ (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ ....)
والآية ٤٥ (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا
....)
__________________
سميّة بنت خبّاط
هي سميّة بنت
خبّاط ، وقيل : خيّاط ، وقيل : خبط المخزوميّة بالولاء ، والدة الصحابيّ الجليل
عمار بن ياسر.
صحابيّة فاضلة
، قويّة الإيمان ، وأحد السابقين إلى الإسلام في بدء الدعوة المحمّديّة ، وقيل :
كانت سابع سبعة في الإسلام ، ومن أوائل الذين أظهروا الإسلام بمكّة.
كانت أمة لأبي
حذيفة بن المغيرة المخزوميّ ، فزوّجها من ياسر والد عمّار ، فأنجبت له عمّارا.
أسلمت بمكّة ،
ولأجل ذلك عذّبها كفّار قومها أشدّ التعذيب ، فكانت صابرة رابطة الجأش ، صلبة في
إيمانها وعقيدتها.
كان النبيّ صلىاللهعليهوآله يمرّ بياسر وسميّة وعمّار ـ وهم يعذّبون في رمضاء مكّة
بالأبطح ـ فيقول لهم : «صبرا آل ياسر موعدكم الجنّة».
ولم تزل تعاني
صنوف العذاب والتعذيب حتّى قتلها أبو جهل بطعنة في قبلها ـ وقيل : قلبها ـ بحربة
في يده ، فاستشهدت في سبيل الله ، وقيل : ربطها أبو جهل بين بعيرين ثمّ طعنها في
قبلها أو قلبها فماتت ، فكانت أوّل من استشهد في الإسلام ، وذلك قبل الهجرة بسبع
سنوات ، وقيل : بعد البعثة بخمس سنوات ، وكانت عجوزا كبيرة.
القرآن الكريم وسميّة بنت خبّاط
شملتها الآية
٢٠٧ من سورة البقرة : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ....)
وشملتها الآية
٢ من سورة العنكبوت : (أَحَسِبَ النَّاسُ
أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا
__________________
آمَنَّا
وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ.)
سهل بن حنيف
هو أبو ثابت ،
وقيل : أبو سعد ، وقيل : أبو سعيد ، وقيل : أبو عبد الله ، وقيل : أبو الوليد سهل
، وقيل : سهيل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن
خناس الأنصاري ، الأوسي ، العوفي ، المدني.
من فضلاء
وأجلاء أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأحد النقباء الاثني عشر. شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله واقعة بدر وما بعدها من المشاهد ، وفي واقعة أحد أبلى
بلاء حسنا ، وحارب محاربة الأبطال ، وثبت مع النبي صلىاللهعليهوآله فيها.
__________________
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وصار من أشدّ المخلصين والموالين للإمام عليهالسلام.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله كان من الذين أنكروا على أبي بكر الخلافة ، وصار إلى
جانب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
وفي أيّام
خلافة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام كان أحد شرطة الخميس ، واستخلفه الإمام عليهالسلام على المدينة عند ما سار إلى البصرة لمحاربة عائشة
وأتباعها يوم الجمل.
وشهد مع الإمام
عليهالسلام واقعة صفّين ، وكان فيها أميرا على خيّالة أهل البصرة ،
وولّاه الإمام عليهالسلام بلاد فارس.
توفّي بالكوفة
سنة ٣٨ ه ، وقيل : سنة ٣٧ ه ، ودفن بها بعد أن صلّى عليه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقال عليهالسلام في حقه : كان من أحبّ الناس إليّ.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
القرآن العزيز وسهل بن حنيف
شملته الآية ٤
من سورة الصفّ : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ
الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ.)
__________________
سهيل (أمّ سلمة بنت أبي أميّة)
هي أمّ سلمة
هند ، وقيل : رملة بنت أبي أميّة سهل ، وقيل : سهيل ، وقيل : حذيفة بن المغيرة بن
عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية ، المخزوميّة ، وأمّها عاتكة ، وقيل : عمّته بنت
عامر بن ربيعة.
__________________
إحدى زوجات
رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عرفت برسوخ الإيمان والصلاح والتّقى ، ومن المهاجرات
الجليلات ، وكانت سديدة الرأي ، وعلى جانب كبير من الكمال والعقل والجمال ، وكانت
أفضل نساء النبي صلىاللهعليهوآله بعد خديجة بنت خويلد عليهاالسلام.
كان أبوها من
أشراف وأجواد قريش ، فكان يعرف بزاد الركب.
قبل أن
يتزوّجها النبيّ صلىاللهعليهوآله كانت تحت أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزوميّ ،
فلما توفّي تزوّجها رسول الله صلىاللهعليهوآله في شهر شوال سنة ٢ ه ؛ وقيل : سنة ٤ ه.
كانت من جملة
المهاجرات إلى الحبشة والمدينة.
وكانت من ثقات
المحدّثات ، فروت عن النبيّ صلىاللهعليهوآله وعن فاطمة الزهراء عليهاالسلام أحاديث معتبرة ، وروى عنها جماعة ، وكانت تجيد القراءة
ولا تكتب.
لما أراد
النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يتزوجها وصفوا جمالها وبهاءها لعائشة فحزنت حزنا
شديدا ، فلما تزوّجها النبي صلىاللهعليهوآله رأتها عائشة فقالت : والله إنّها أضعاف ما وصفت لي في
الحسن والجمال.
أمرها النبيّ صلىاللهعليهوآله برعاية الزهراء عليهاالسلام وتربيتها بعد وفاة السيّدة فاطمة بنت أسد عليهاالسلام ـ أمّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ـ فكان ذلك يؤلم عائشة ويزعجها ، فكانت إلى جانب
الزهراء عليهاالسلام حتى في ليلة زفافها.
ولكونها كانت
كثيرة الولاء والإخلاص لأهل بيت النبوّة (صلوات الله عليهم) أودع النبي صلىاللهعليهوآله عندها قبل وفاته قارورة فيها شيء من التراب ، وقال صلىاللهعليهوآله لها : إنّ جبرئيل عليهالسلام أعلمني بأن أمّتي ستقتل الحسين عليهالسلام ، فإذا صار التراب في القارورة دما عبيطا فاعلمي أنّه
قد قتل ، فكانت تلاحظ تلك القارورة بين حين وآخر ، وفي أحد الأيّام نظرت إلى التراب
في القارورة صار دما عبيطا ، فعلمت بمقتل الحسين عليهالسلام فصاحت : وا حسيناه! وابن رسول الله! وتصارخت نساء
المدينة من كل صوب وحدب ، وارتجّت المدينة بالصياح والنياح التي ما سمع بمثله قط ،
فكانت أوّل صارخة وباكية على الحسين عليهالسلام في المدينة.
كان الإمام
الحسين عليهالسلام عند ما رحل إلى العراق لمقارعة ظلم يزيد بن معاوية
وعمّاله
أودع عندها ذخائر النبوّة وودائع الإمامة ، فلما استشهد الإمام عليهالسلام سلّمتها إلى الإمام السّجاد عليهالسلام.
رأت جبرئيل عليهالسلام في صورة دحية الكلبي.
لمّا تسلّم
عثمان بن عفان الحكم دخلت عليه ، وأخذت تقدّم له الوعظ والإرشاد ، ولمّا صمّمت
عائشة بنت أبي بكر الخروج إلى حرب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في حرب الجمل منعتها ونصحتها بعدم الإقدام على ذلك.
وعند ما أمر
معاوية بن أبي سفيان لعن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام كتبت إليه : إنّكم تلعنون الله ورسوله صلىاللهعليهوآله على منابركم ، وذلك إنّكم تلعنون علي بن أبي طالب عليهالسلام ومن أحبّه ، وأنا أشهد أنّ الله أحبّه ورسوله.
ولم تزل على
إخلاصها وولائها لأهل بيت النبوّة حتى توفّيت بالمدينة في شهر ذي القعدة سنة ٥٩ ه
، وقيل : سنة ٦١ ه ، وقيل : سنة ٦٠ ه ، وقيل : سنة ٦٢ ه ، ودفنت بالبقيع ، وكان
عمرها يومئذ ٨٤ سنة.
القرآن الكريم وأمّ سلمة
في يوم من
الأيّام قالت للنبي صلىاللهعليهوآله : يا رسول الله! لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة
بشيء ، فنزلت الآية ١٩٥ من سورة آل عمران : (فَاسْتَجابَ لَهُمْ
رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى
بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ....)
شهدت فتح خيبر
، فقالت لبعض النسوة : ليت الله كتب علينا الجهاد كما كتب على الرجال ، فيكون لنا
من الأجر مثل ما لهم ، فنزلت جوابا لها الآية ٣٢ من سورة النساء :(وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ
بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ
نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ....)
في أحد الأيّام
قالت للنبي صلىاللهعليهوآله : إنّ الرجال يذكرون في القرآن ولكن لا ذكر للنساء ،
فأجابتها الآية ٣٥ من سورة الأحزاب : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ....)
سخرت عائشة
وحفصة منها ، وقيل : عيّرنها ؛ لقصر قامتها. فأنزل الله سبحانه وتعالى الآية ١١ من
سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ
وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ ....)
__________________
__________________
سهيل بن عمرو
هو أبو يزيد
سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب
القرشيّ ، العامريّ ، المكيّ ، وأمّه أمّ حبي بنت قيس الخزاعية ، وكان معروفا
بالأعلم ؛ لأنّه كان أعلم الشفة.
أحد صحابة
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، من المؤلّفة قلوبهم ، وكان من أشراف قريش وساداتهم
وخطبائهم.
لمّا عاد
النبيّ صلىاللهعليهوآله من الطائف يريد مكّة أبى المترجم له أن يجيره بمكّة.
اشترك مع
المشركين في واقعة بدر ، فأسر فيها ثم فدي ، ثم أسلم يوم فتح مكّة في السنة
الثامنة من الهجرة وسكنها ، ثم انتقل إلى المدينة واستوطنها ، وعلى يديه أبرم صلح
الحديبية.
لمّا توفّي
النبي صلىاللهعليهوآله ووصل خبره إلى مكّة ارتجّت بأهلها ، وكادوا يرتدّون عن
الإسلام ، فجمعهم سهيل ووعظهم فلم يرتدّوا.
خرج بأهله
مجاهدا إلى الشام ، فمات بها في طاعون عمواس سنة ١٨ ه ؛ وقيل : استشهد باليرموك
سنة ١٥ ه ، وقيل : كان استشهاده بمرج الصفر سنة ١٤ ه.
القرآن المجيد وسهيل بن عمرو
كان من جملة
رؤساء قريش الذين نقضوا العهد الذي أبرموه مع النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهمّوا بإخراجه من مكّة ، فنزلت فيهم الآية ١٢ من
سورة التوبة : (وَإِنْ نَكَثُوا
أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ ....)
عند كتابة
وثيقة صلح الحديبيّة قال النبي صلىاللهعليهوآله لسهيل : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهيل
والمشركون الحاضرون عند كتابة الوثيقة : ما نعرف الرحمن إلّا صاحب اليمامة ـ أي
مسيلمة الكذّاب ـ فنزلت فيه وفيهم الآية ٣٠ من سورة الرعد : (وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ
هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ.)
كان من الذين
احتقروا بلالا الحبشي يوم فتح مكّة عند ما أمره النبي صلىاللهعليهوآله أن يصعد الكعبة ويؤذّن في الناس ، وقال فيه كلمات نابية
، فنزلت فيه وفي أمثاله من المؤلفة قلوبهم الآية ١٣ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ....)
__________________
سواع
اسم أحد
الأصنام التي كان الناس في العصور الغابرة يعبدونها من دون الله عزوجل ، وكان يمثّل صورة امرأة.
كان في سالف
الزمان شخصا يدعى سواعا ، وكان من المؤمنين بالله ومن صلحاء زمانه ، ويقال : إنّه
أحد أولاد نبيّ الله آدم عليهالسلام ، وقيل : كان موجودا قبل عصر نبي الله نوح عليهالسلام ، وقيل : كان من قوم نوح عليهالسلام ، فلمّا مات سواع ومن على شاكلته من المؤمنين حزن الناس
عليهم ، وتكدّروا لفراقهم ، فجاء إبليس إلى الناس وتوغّل بين صفوفهم ، واتّخذ صورا
لأولئك الموتى ليأنسوا بهم.
في عصر نبيّ
الله نوح عليهالسلام جاء إبليس إلى الناس وقال لهم : إنّ تلك الصور التي
كانت عند آبائهم وأجدادهم كانت لآلهة يعبدونها ، فحبّب للناس عبادتهم ، فامتثلوا
لآرائه ، وصنعوا تماثيل لأولئك القدامى من الصالحين ، ومن بينهم سواع ، وأخذوا
يعبدونها.
لما علم نبيّ
الله نوح عليهالسلام بقومه وهم يعبدون تلك الأصنام من دون الله وكفرهم
وشركهم بالله دعا عليهم فأهلكهم الله.
يقال : إن
الصنم سواعا دفن في الطوفان في عهد نوح عليهالسلام ، وبعد الطوفان أخرجه إبليس وعرّفه للناس فعبدوه.
تداولته الأيدي
حتى صار لهذيل بن مدركة بن مضر ، ثم انتقل إلى عمرو بن لحي ، وبقي عنده مدّة ، ثم
منحه إلى الحارث بن تميم ، فنقله الحارث إلى إحدى قرى المدينة ؛ تدعى رهاطا ، فعكف
هو وقومه على عبادته ، ووضعوه في معبد ، وتولّى سدانة المعبد قبيلة بني لحيان.
__________________
ولم يزل سواع
معبودا لبعض قبائل العرب حتّى بزغ نور النبوّة المحمدية على البشريّة ، حيث أمر
الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله عمرو بن العاص بكسره والقضاء عليه ، فذهب سواع إلى
مزبلة التأريخ ، حيث لم يبق له ذكر إلّا السخرية به وبمن عبده.
القرآن العظيم وسواع
ذكرته الآية ٢٣
من سورة نوح : (وَلا تَذَرُنَّ
وَدًّا وَلا سُواعاً ....)
وشملته الآية
٢٤ من نفس السورة : (وَقَدْ أَضَلُّوا
كَثِيراً ....)
__________________
سودة بنت زمعة
هي أمّ الأسود
سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك القرشيّة ، العامريّة ،
وأمّها الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية النجارية.
إحدى زوجات
النبي صلىاللهعليهوآله ، عرفت بالفضل وحسن الأخلاق وحبّ الصدقة ، وكانت من
المهاجرات الأوائل إلى الحبشة والمدينة المنوّرة.
روت عن النبي صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث ، وروى عنها جماعة.
كانت تحت ابن
عمّها السكران بن عمرو ، فلما توفّي تزوّجها النبي صلىاللهعليهوآله بعد وفاة السيّدة خديجة بنت خويلد عليهاالسلام وقبل زواجه بعائشة بنت أبي بكر.
لم تنجب للنبيّ
صلىاللهعليهوآله ولدا ، توفّيت أواخر خلافة عمر بن الخطاب ، وقيل : توفّيت
بالمدينة أيام حكومة معاوية بن أبي سفيان في شهر شوال سنة ٥٤ ه ، وقيل : سنة ٥٥ ه.
قالت عائشة :
إنّ سودة بنت زمعة امرأة فيها حسد.
القرآن المجيد وسودة بنت زمعة
لما تقدّمت في
السن خشيت أن يطلّقها النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيها الآية ١٢٨ من سورة النساء : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها
نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً ....)
في أحد الأيّام
طلبت من النبي صلىاللهعليهوآله قطيفة خيبرية ، وكان يصعب على النبي صلىاللهعليهوآله تنفيذ طلبها فشملتها الآية ٢٨ من سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ
لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها ....)
أراد النبي صلىاللهعليهوآله مفارقة ثلاثة من نسائه ، وهنّ : سودة المترجم لها ،
وحبيبة بنت أبي سفيان ، وميمونة بنت الحارث ، فقلن له : لا تفارقنا ودعنا على
حالنا واقسم لنا ما شئت من نفسك ومالك ، فتركهنّ على حالهنّ وقسم لهنّ ما شاء ،
فنزلت فيهنّ الآية ٥١ من سورة الأحزاب : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ
مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ ....)
وفي أحد
الأيّام خرجت من البيت لقضاء حاجة لها ، فرآها عمر في الطريق ، فسألها عن سبب
خروجها ، وأخذ يحاورها ، فلما رجعت إلى البيت أخبرت النبي صلىاللهعليهوآله بما جرى بينها وبين عمر من الحوار ، فنزلت فيها الآية
٥٩ من نفس السورة : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ
قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ
جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ ....)
__________________
سويد بن الحارث
هو سويد بن
الحارث ، من بني القينقاع.
أحد أحبار
ورؤساء اليهود الذين عاصروا النبي صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة ، وكان من الذين نصبوا العداوة والبغضاء
للنبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
تظاهر بالإسلام
خوفا من القتل ، ونافق سرّا ، وكان يكذّب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ويجحد الإسلام ، ويكثر من الاستهزاء بالنبي صلىاللهعليهوآله.
القرآن العظيم وسويد بن الحارث
كان بعض
المسلمين يوادّونه ويوادّون رفاعة بن زيد اليهوديّ ، ويتّخذون منهما أصحابا
وخلّانا لهم ، فنزلت فيهما الآية ٥٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ
__________________
وَاتَّقُوا
اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.)
__________________
حرف الشين
شاصر
أحد ملوك
ورؤساء الجنّ الذين استمعوا إلى النبي صلىاللهعليهوآله وهو يتلو القرآن بوادي مجنّة ، وقيل : بقرية من قرى
المدينة تدعى بطن النخل ، وكانوا من أهل نصيبين ، يدينون بدين موسى بن عمران عليهالسلام.
لمّا فرغ النبي
صلىاللهعليهوآله من تلاوته ذهبوا إلى قومهم وأخبروهم بأنّهم سمعوا آيات
من كتاب سماويّ نزل بعد موسى بن عمران عليهالسلام ، وهي تصدّق التوراة وتهدي إلى الحقّ والصراط المستقيم
، سمعوها من نبيّ الإسلام محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، فطلبوا من قومهم الإيمان بالنبي صلىاللهعليهوآله والدخول في دينه.
فجاءوا إلى
النبي صلىاللهعليهوآله وشاصر معهم ، وأسلموا على يديه ، فعلّمهم النبي صلىاللهعليهوآله شرائع الإسلام ، ثم أمر النبي صلىاللهعليهوآله الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أن يفقّههم في الدين.
القرآن العظيم وشاصر وجماعته
شملته الآية ٢٩
من سورة الأحقاف : (وَإِذْ صَرَفْنا
إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ
قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ.)
وشملته الآية ١
من سورة الجنّ : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ
أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً
عَجَباً.)
__________________
شريح الكنديّ
هو شريح بن
ضبيع الكنديّ ، وقيل : هو شريح بن ضبيعة بن شرحبيل بن عمرو بن مرثد البكري ، وقيل
: هو شريح بن شرحبيل بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد البكريّ ، وكان يعرف بالخطيم أو الحطم
، وأمّه هند بنت حسان بن عمرو بن مرثد البكريّة.
كان من كفّار
أهل اليمامة باليمن.
جاء من اليمامة
إلى المدينة المنوّرة ، فخلّف خيله خارجها ودخل وحده على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال للنبي صلىاللهعليهوآله : إلام تدعو الناس؟ فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : إلى شهادة أن لا إله إلّا الله ، وإقام الصلاة وإيتاء
الزكاة. فقال : حسن ، إنّ لي أمراء لا نقطع أمرا دونهم ، ولعلّي أسلم وآتي بهم.
وكان النبي صلىاللهعليهوآله ـ قبل أن يدخل عليه شريح ـ قال صلىاللهعليهوآله لأصحابه : يدخل عليكم رجل يتكلّم بلسان شيطان ، فلمّا
خرج من عند النبيّ صلىاللهعليهوآله قال صلىاللهعليهوآله : لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقبي غادر وما الرجل مسلم ،
فتعقّبه أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله ، فلم يعثروا عليه.
يقال ب : أنّه
أسلم ، وبعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ارتدّ مع المرتدّين ، فقتله قيس بن عاصم ، أيّام حكومة
أبي بكر بن أبي قحافة.
القرآن الكريم وشريح
لمّا خرج
النبيّ صلىاللهعليهوآله عام قضاء العمرة ، سمع تلبية حجاج اليمامة ، فقال صلىاللهعليهوآله لأصحابه : هذا الخطيم وأصحابه ، فأسرعوا في طلبه ،
فنزلت الآية الثانية من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا
الْهَدْيَ ....)
__________________
الشّعرى
اسم نجمة ساطعة
، ناصعة البياض ، وأشدّ النجوم تألّقا ، ومحلّها خلف الجوزاء ، تطلع آخر اللّيل.
كانت خزاعة
وحمير وغيرهم من العرب يعبدونها من دون الله سبحانه. أوّل من عبدها رجل من أشراف
خزاعة ، يدعى : ابو كبشة غبشان ، وقيل : عبد الشّعرى بن عمرو بن بؤي بن ملكان ،
وحثّ الناس على عبادتها ، وخالف قريشا في عبادة الأصنام.
كان العرب
يعظّمونها ، ويعتقدون أنّ لها تأثيرات في العالم.
القرآن الكريم والشعرى
جاء ذكرها في
الآية ٤٩ من سورة النجم : (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ
الشِّعْرى.)
__________________
نبيّ الله شعيب عليهالسلام
هو شعيب بن
ميكيل بن يشجب ، وقيل : هو شعيب بن نويت بن رعويل بن مرّة بن عنقاء بن مدين بن
إبراهيم خليل الرحمن عليهالسلام ، وقيل : هو شعيب بن نويب بن عيفا بن مدين بن إبراهيم
الخليل عليهالسلام ، وقيل : هو شعيب بن يشخر بن لاوي بن يعقوب ، وقيل : صيفور
، وقيل : صيفون بن عيفا بن ثابت ، وقيل : نابت بن مدين بن إبراهيم عليهالسلام ، وهناك أقوال أخر في سلسلة نسبه ، وأمّه أوجدته بنت
نبيّ الله لوط عليهالسلام ، واسمه بالسريانية : أوثيرن ، وقيل : يترون.
أحد أنبياء
الله الذين بعثوا بعد يوسف بن يعقوب عليهماالسلام ، وقبل موسى بن عمران عليهالسلام ، وعاصر إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وهاجر معه إلى بلاد الشام.
كان من العرب
العاربة من قبيلة عنزة ، عربيّ اللسان ، فصيح ، بليغ ، عرف بخطيب الأنبياء.
كان كثير
البكاء في حبّ الله واشتياقه إليه ، ويقال : لكثرة بكائه فقد بصره. بعثه الله إلى
قومه مدين ؛ نسبة إلى مدين بن مديان بن إبراهيم الخليل عليهالسلام ، كانوا ينزلون بمدينة مدين نسبة إليهم ، وتقع شرق خليج
العقبة بالقرب من بحيرة لوط بنواحي البلقاء ببادية الشام ، وتدعى اليوم معانا.
كان أهل مدين
قوما مشركين يعبدون الأصنام من دون الله ، وكانوا أغنياء مرفّهين في معيشتهم ، ومع
ذلك كانوا يطفّفون المكيال والميزان في تجارتهم ومعاملاتهم ، وكانوا أشرارا قطّاعا
للطرق.
لمّا بعث شعيب عليهالسلام إليهم أخذ ينصحهم ويرشدهم ويأمرهم بعبادة الله الواحد ،
ويحثّهم على إقامة العدل والإحسان ، وينهاهم عن قبائح أعمالهم ، ويقدّم لهم الحجج
__________________
والبراهين لدحض معتقداتهم وآرائهم السخيفة.
كانوا يقابلونه
بالعصيان والإنكار والتمرد ، ويمنعون الناس من اتّباع دينه والإيمان بشريعته ،
وأخذوا يحتقرونه ويعيبون دينه ، ويهدّدونه بالانتقام والأذى إن لم يكفّ عن شريعته.
ولم يزل مع
قومه على طرفي نقيض حتى اتّفقوا فيما بينهم على إخراجه وشيعته من مدينة مدين ،
فلمّا رأى جفاءهم وتعنّتهم دعا عليهم ، فأنزل الله سبحانه وتعالى عذابه وسخطه
عليهم ، فأخذتهم الزلازل ، فأبيدوا بأجمعهم إلّا شعيبا عليهالسلام ومن آمن به ووالاه.
وبعد هلاك أهل
مدين أرسله الله إلى أصحاب الأيكة ، والأيكة : غيضة قرب مدين ، وهي مدينة تبوك
اليوم.
كان أهل الأيكة
على طريق أهل مدين في عباداتهم وتصرّفاتهم ، فأخذ شعيب عليهالسلام بنصحهم وهدايتهم إلى عبادة الله ، وطلب منهم نبذ ما هم
عليه من الشرك والكفر والعادات السيّئة ، فكذّبوه واستهزءوا به وسخروا منه ،
واتّهموه بالسحر ، وهدّدوه بالرجم والقتل ، فلما أصرّوا على كفرهم وشركهم سلّط
الله عليهم جوا حارا لمدة سبعة أيام أو تسعة أيّام حتّى غلت مياههم ، ثم أمطر الله
عليهم نارا فأحرقتهم بأكملهم. كان أوّل من استعمل المكيال والميزان.
يقال : إنّه
سكن مكّة المكرّمة مدّة من الزمن ، ثم رجع إلى مدين ، وبها لقيه موسى بن عمران عليهالسلام بعد فراره من فرعون مصر ، فتزوّج من ابنته صفوراء.
توفّي بمكّة
ودفن بها غرب الكعبة ، ويقال : قبره بحضرموت ، ويقال : دفن في فلسطين بقرية حطين ،
ويقال : قبره بمدينة تستر في بلاد فارس.
اختلف العلماء
والمحقّقون في عمره ، فمنهم من قال : إنّه عاش ٢٤٢ سنة ، وقيل : ٢٥٤ سنة ، وقيل :
٤٠٠ سنة ، والله أعلم.
القرآن المجيد ونبيّ الله شعيب عليهالسلام
أمّا الآيات
التي نزلت فيه فهي :
الأعراف ٨٥ (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً
قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ....)
الأعراف ٨٨ (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا
مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ
قَرْيَتِنا ....)
الأعراف ٩٠ (وَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا
مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ.)
الأعراف ٩٢ (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ
لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ.)
هود ٨٤ (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً
قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا
الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ ....)
هود ٨٧ (قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ
تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا ....)
هود ٩١ (قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ
كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَلَوْ لا رَهْطُكَ
لَرَجَمْناكَ ....)
هود ٩٤ (وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا
شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ
ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ.)
الشعراء ١٧٧ (إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا
تَتَّقُونَ.)
القصص ٢٥ (قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ
لِيَجْزِيَكَ ....)
العنكبوت ٣٦ (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً
فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ.)
__________________
__________________
شماس بن قيس
هو شماس ، وقيل
: شاس ، وقيل : شاش بن قيس من بني القينقاع.
أحد رؤساء
اليهود المعاصرين للنبيّ أيّام بعثته ، وكان من المعادين والمعاندين للنبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، وكان شديد الكفر والعصيان ، كثير الحسد
للمسلمين.
القرآن الكريم وشماس بن قيس
نزلت فيه الآية
٩٩ من سورة آل عمران : (قُلْ يا أَهْلَ
الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً
....)
في أحد الأيّام
مرّ على جماعة من الأوس والخزرج وهم مجتمعون يتحادثون فيما بينهم ، فشقّ عليه
مؤاخاتهم ، فأرسل إليهم شابا يهوديا ليذكّرهم بحروبهم وما كانوا عليه من العداوة
والبغضاء في الجاهلية ، فأشعل نار العداء والشرّ بينهم ، فلما علم النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك جاءهم وأخذ يوعظهم ويهدئ روعهم ، فأخمد ما اضطرم
بينهم من الخصام والنزاع ، فنزلت في شماس ونواياه الخبيثة لشقّ عصا المسلمين الآية
١٠٠ من نفس السورة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ
يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ.)
جاء شماس مع
جماعة من اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وطلبوا منه أن يقضي لصالحهم في نزاع بينهم وبين بعض
قومهم ، فإن حكم لصالحهم اعتنقوا الإسلام ، فأبى النبي صلىاللهعليهوآله
__________________
ذلك وردّهم ، فنزلت فيهم الآية ٤٩ من سورة المائدة : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما
أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ
بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ ....)
وجاء مرّة مع
جماعة على شاكلته من اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقالوا له كيف نتّبعك وقد تركت قبلتنا ، وأنت لا تزعم
أنّ عزيرا ابن الله ، فنزلت فيه وفي صحبه الآية ٣٠ من سورة التوبة : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ
اللهِ ....)
شمويل بن بالي
هو شمويل ،
وقيل : أشمويل ، وقيل : شموايل ، وقيل : صموئيل ، وقيل : شمعون ابن بالي ، وقيل :
هلفاقا ، وقيل : القانا بن علقمة بن يرخام بن اليهو بن تهو بن صوف ابن علقمة
الإسرائيليّ من أحفاد هارون بن عمران عليهالسلام ، وأمّه حَمنَة ، وشمويل كلمة عبرية يقابلها بالعربية
إسماعيل.
أحد أنبياء بني
إسرائيل ، ومن كبار علمائهم وقضاتهم.
لمّا انقطعت
النبوة من سبط لاوي ، وبعد أن غلبت العمالقة على بني إسرائيل وقتلوا جمعا غفيرا
منهم ، كانت بين الأحياء امرأة تدعى حنة ، وكانت حبلى ، وكانت مؤمنة صالحة ، فأخذت
تدعو الله أن يرزقها ولدا ذكرا تهبه للمعبد في بيت المقدس.
ففي أحد أيّام
سني القرن الثامن عشر قبل ميلاد المسيح ولدت حنة ولدا ذكرا سمّته
__________________
شمويل في مدينة رمتايم صوفيحم في جبل افرايم بفلسطين.
لمّا ترعرع
شمويل أخذ يتعلّم عند رجل مؤمن ، ولمّا بلغ مبلغ الرجال جاءه جبرئيل عليهالسلام وبشّره بأنّ الله بعثه إلى بني إسرائيل.
أخبر قومه بأنّ
الله بعثه إليهم ، فطلبوا منه أن يعيّن لهم ملكا يقودهم إلى حرب أعدائهم ؛ ليأخذوا
بثاراتهم منهم ، ويستعيدوا الأراضي التي سلبت منهم ، فاختار الله لهم طالوت بن قيش
ملكا عليهم. فلم يلبثوا قليلا حتى شقّوا عصا الطاعة على ملكهم ، وخالفوا أوامره.
كان يستوطن
الرامة بفلسطين ، ولم يزل يرشد الإسرائيليين إلى عبادة الله ، وينهاهم عن معصيته
ويحذّرهم من سخطه وغضبه حتى توفّي سنة ١٠٦٠ قبل ميلاد المسيح عليهالسلام ببيت المقدس ، ودفن بها ، وله من العمر ٥٦ سنة.
ينسب إليه «سفر
القضاة» ، و «سفر صموئيل».
القرآن الكريم وشمويل عليهالسلام
تحدّث عنه
الذكر الحكيم ضمن آيات من سورة البقرة ، وهي :
الآية ٢٤٦ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي
إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً
نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ ....)
والآية ٢٤٧ (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ
قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً ....)
والآية ٢٤٨ (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ
مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ ....)
__________________
شيبة بن ربيعة
هو شيبة بن
ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشيّ ، العبشمي ، وأمّه بنت
المضرب من بني عامر بن لؤي.
أحد زعماء وشجعان
قريش في الجاهليّة ، ومن رؤساء الشرك والكفر الذين نصبوا العداء والبغضاء للنبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، وكان يتّهم النبيّ صلىاللهعليهوآله بالجنون والسحر والشعر والكهانة.
وقف بكل ما
لديه من قوّة في وجه الإسلام ، فاشترك في واقعة بدر سنة ٢ ه ، وأنفق أمواله بها ؛
ليقضي على النبيّ صلىاللهعليهوآله ومن آمن به ، ولكنّ الله خيّب ظنّه ، فقتله الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام ، وقيل : قتله حمزة بن عبد المطلب عليهالسلام ، وعمره المشؤم يومئذ ١٤٣ سنة.
كان من الذين
دعا عليهم النبي صلىاللهعليهوآله ولعنهم ؛ لكثرة ما عانى منهم من الأذى والسخريّة
والتّهم.
__________________
كان من جملة
المشتركين الذين اجتمعوا ليلا حول دار النبي صلىاللهعليهوآله ليغتالوه ، تلك الليلة التي ضحّى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بنفسه ، حيث بات في فراش النبي صلىاللهعليهوآله ، ونجا النبي صلىاللهعليهوآله من مؤامرتهم ، وهاجر إلى المدينة.
القرآن العظيم وشيبة بن ربيعة
كان الناس
أيّام الحج يقفون بعرفة إلّا المترجم له ، فنزلت فيه الآية ١٩٩ من سورة البقرة : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ
النَّاسُ ....)
كان المترجم له
ومن على شاكلته في الشرك والكفر يستمعون القرآن ولم يتأثروا به فنزلت فيهم الآية
٢٥ من سورة الأنعام : (وَمِنْهُمْ مَنْ
يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ....)
وشملته الآية ١٩
من سورة التوبة : (أَجَعَلْتُمْ
سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ ....)
والآية ٩٠ من
سورة الإسراء : (وَقالُوا لَنْ
نُؤْمِنَ لَكَ ....)
والآية ٦ من
سورة الكهف : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ
نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ....)
والآية ١٩ من
سورة الحجّ (هذانِ خَصْمانِ
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ....)
والآية ٤ من
سورة العنكبوت : (أَمْ حَسِبَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ ....)
والآية ٥ من
نفس السورة : (مَنْ كانَ يَرْجُوا
لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ ....)
والآية ٢٨ من
سورة ص : (كَالْمُفْسِدِينَ فِي
الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ.)
في أحد الأيّام
طلب المترجم له والوليد بن المغيرة من النبي صلىاللهعليهوآله أن يرجع إلى دين آبائه وأجداده ويترك الإسلام مع العلم
بأنّ آباء النبي صلىاللهعليهوآله وأجداده كانوا على دين وملّة إبراهيم الخليل عليهالسلام ، فنزلت فيه وفي الوليد الآية ٦٦ من سورة غافر : (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ
الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ....)
وشملته الآية
٢٢ من سورة الزخرف : (بَلْ قالُوا إِنَّا
وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ.)
والآية ١ من
سورة محمد : (الَّذِينَ كَفَرُوا
وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)
__________________
حرف الصاد
نبيّ الله صالح عليهالسلام
هو صالح بن
عبيد بن اسف بن ماشخ ، وقيل : ماسح ، وقيل : ماشج ، وقيل : كماشج بن عبيد بن حاذر
، وقيل : حادر ، وقيل : جابر بن ثمود بن عابر ، وقيل : عائر ابن إرم بن سام ابن
نبيّ الله نوح عليهالسلام.
وقيل : اسمه
صالح بن عبيد بن جابر بن ثمود بن عابر بن إرم بن سام ابن نبيّ الله نوح عليهالسلام.
نبيّ من
الأنبياء ، أرسله الله إلى قومه أو قبيلته ثمود ، وكانوا يسكنون بالحجر بين الحجاز
والشام إلى وادي القرى ، وكانوا يعرفون بأصحاب الحجر ، وكانوا من العرب العاربة
يتكلمون العربية ، ويعمّرون طويلا.
كانوا من بقايا
قوم عاد ، أو تحت نفوذهم ، وكانوا كفّارا يعبدون الأصنام من دون الله ، بلغت
أصنامهم أكثر من سبعين صنما.
فبعث الله
إليهم صالحا عليهالسلام لإصلاحهم وهدايتهم إلى الله ، وكان يعرف بينهم بالأصالة
والنجابة ، ويعترفون له بالعلم ورجاحة العقل وسلامة الفكر ، وكان من أفضلهم نسبا ،
ويمتهن التجارة.
بعثه الله إلى
قومه وهو في السادسة عشرة من عمره ، فأخذ يبيّن لهم بالأدلة والبراهين وحدانية
الباري سبحانه وتعالى وسخافة عباداتهم ومعتقداتهم ، ويحذّرهم من غضب الله عليهم إن
هم أصرّوا على كفرهم وشركهم وظلمهم لأبناء جلدتهم.
وبعد أن قضى
بين ظهرانيّهم ١٢٠ سنة لم يلق منهم إلّا الكفر والعناد والسخرية واتّهامه بالسحر ،
ولم يؤمن به إلّا الضعفاء منهم.
وبعد أن ألحّ
على قومه باتّباع شريعته والإيمان بالله وحده طلبوا منه على لسان رئيسهم ـ جندع بن
عمرو بن محلاة بن لبيد ـ أن يطلب من الله أن يشقّ جبلا كان بالقرب منهم ، ويخرج
لهم منه ناقة حمراء كثيرة الوبر حاملا قضى على حملها عشرة أشهر ، ترضع فصيلها
أمامهم ، فإن أنجز ذلك يكن مصداقا لنبوته ؛ فيؤمنوا به. فطلب صالح عليهالسلام من الله أن ينفّذ ما أرادوا ، فلبّى الجليل عز اسمه
طلبهم ، فأتاهم بالناقة بالمواصفات التي طلبوها وبصحبتها فصيلها.
ثم أوحى الله
إلى صالح عليهالسلام أن يحذّرهم من الإساءة إلى الناقة وفصيلها ، ومن
التّعدي على أكلها وشربها المقسّم بينهم وبينها.
لمّا رأى قومه
معجزته رموه بالسحر والدجل والكذب ، ولم يؤمن به إلّا القليل منهم ، بينهم رئيسهم
جندع بن عمرو.
لما رأى
رؤساؤهم وأكابرهم معجزة صالح عليهالسلام ، ثقل عليهم الإذعان له وإطاعة أوامره ونواهيه ؛
لعنجهيّتهم وغرورهم ، فقرّروا عقر الناقة ، فتقدّم رجل منهم يدعى مصدعا ، وقيل :
مصرع بن مهرج بن المحيا ، فرمى الناقة بسهم فعقرها ، ثم جاء رجل آخر يدعى قدار بن
سالف بن جندع فنحرها ، وتتبّع جماعة فصيلها وقتلوه.
لمّا علم صالح عليهالسلام بمقتل الناقة وفصيلها أنذرهم بنزول العذاب من الله
عليهم ، فقابلوه بالسخرية والاستهزاء ، وقرّروا قتله.
وبعد إصرارهم
على كفرهم وطغيانهم وتحدّيهم لأوامر السماء وتآمرهم على نبيّهم أنزل الله عليهم
صاعقة من السماء مصحوبة بصيحة عظيمة وزلزال ورعد وبرق ، فقضت عليهم وعلى أكثر
مساكنهم وممتلكاتهم ، ولم يسلم منهم إلّا صالح عليهالسلام ومن آمن به ؛ ولم يتجاوزوا مائة وعشرين شخصا ، وقيل :
أربعة آلاف شخص.
وبعد تلك
المجزرة الرهيبة وهلاك قوم ثمود قرّر صالح عليهالسلام وشيعته الرحيل إلى الرملة بفلسطين ، ويقال : رحلوا إلى
مكّة وسكنوها ، ويقال : ذهبوا إلى حضرموت واستوطنوها.
وبعد أن عاش
١٥٠ سنة ، وقيل : ٢٠٨ سنوات ، وقيل : ٢٥٠ سنة ، وقيل :
٢٥٨ سنة ، توفّي ودفن في وادي السّلام بالنجف الأشرف ، وبعد عشرات القرون
دفن إلى جواره الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
ويقال : قبره
في حضرموت ، ويقال : دفن وشيعته في مكّة المكرّمة غرب الكعبة في المسجد الحرام ،
ويقال : قبره بعكّا في فلسطين ، والله أعلم بحقائق الأمور.
القرآن العظيم ونبي الله صالح عليهالسلام
تحدّث عنه القرآن
المجيد ضمن آياته على النحو التالي :
(وَإِلى ثَمُودَ
أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ...) الأعراف ٧٣.
(أَتَعْلَمُونَ أَنَّ
صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ...) الأعراف ٧٥.
(فَعَقَرُوا
النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقالُوا يا صالِحُ ...) الأعراف ٧٧.
(وَإِلى ثَمُودَ
أَخاهُمْ صالِحاً ...) هود ٦١.
(قالُوا يا صالِحُ
قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا ...) هود ٦٢.
(فَلَمَّا جاءَ
أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ...) هود ٦٦.
(مِثْلُ ما أَصابَ
قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ ...) هود ٨٩.
(إِذْ قالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ) الشعراء ١٤٢.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً ...) النمل ٤٥.
__________________
__________________
صبيح مولى حويطب
هو صبيح مولى
حويطب بن عبد العزّى ، وقيل : مولى أبي أحيحة سعيد بن العاص ، وقيل : مولى أبي العاص
بن أمية بن عبد شمس. أحد صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، من الموالي.
لم يشهد واقعة
بدر لمرض ألمّ به ، وشهد بقيّة المشاهد مع النبي صلىاللهعليهوآله ، وقتل في واقعة خيبر.
القرآن الكريم وصبيح
سأل مولاه أن
يكاتبه فأبى ، فنزلت الآية ٣٣ من سورة النّور : (وَالَّذِينَ
يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ
عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ....)
صخر بن حرب (أبو سفيان بن حرب)
هو أبو سفيان
وأبو حنظلة صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة
القرشيّ ، الأموي ، المكّي ، وأمّة صفيّة بنت حرب ، وقيل : حزن الهلاليّة ، وزوجته
هند بنت عتبة.
أحد رجالات
قريش وشخصيّاتهم المعروفين بالشرك والكفر وعبادة الأوثان ،
__________________
وكانت إليه راية الرؤساء المسمّاة بالعقاب ، وإذا حميت لهم حرب اجتمعت قريش
فوضعتها بين يديه ، وهو أصل الشجرة الأمويّة البغيضة الملعونة ، ووالد معاوية وجدّ
يزيد.
كان شجاعا
فاتكا ، شاعرا ، تاجرا ، ومن أثرياء قومه ، وكان يتجر في الزيت والأدم إلى بلاد
الشام وبلاد العجم وغيرها ؛ ولد قبل عام الفيل بعشر سنين ، وأصبح من ألدّ خصوم
النبي صلىاللهعليهوآله والإسلام والمسلمين ، وحجر عثرة أمام انتشار الشريعة
الغرّاء.
قام بتجميع
الأحزاب والجيوش لمقارعة النبي صلىاللهعليهوآله وإيقاف دعوته ، وبذل أموالا طائلة وجهودا جبّارة ليصدّ
النبي صلىاللهعليهوآله عن دعوته ، فكان بنفاقه وأمواله وكل ما لديه من حول
وقوّة رأس كل فتنة ومؤامرة حاكتها قريش على النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
لعنه النبي صلىاللهعليهوآله في مواطن عديدة ، منها : ما روي عن عبد الله بن عمر بن
الخطاب بأنه قال : «إنّ أبا سفيان ركب بعيرا له ليلة العقبة ، ومعاوية يقوده ،
ويزيد يسوقه ، فرآهم النبي صلىاللهعليهوآله فقال : اللهمّ العن الراكب والقائد والسائق».
ولعنه النبي صلىاللهعليهوآله في مناسبات أخر ، منها : يوم هجرته من مكّة إلى المدينة
، ويوم العير ، ويوم أحد حيث قاد أبو سفيان قريشا كلّها لحرب المسلمين ، ويوم
الخندق ، ويوم الحديبية وغيرها.
ويوم مات عمر
بن الخطاب وتسلّم الحكم عثمان بن عفّان قال لعثمان : بأبي أنت وأمّي تداولوها يا
بني أميّة تداول الولدان للكرة ، فو الله! ما من جنّة ولا نار.
وقال الإمام
الحسن المجتبى عليهالسلام في محضر معاوية بن أبي سفيان وأصحابه : أنشدكم بالله أتعلمون
أنّ أبا سفيان أخذ بيد الحسين بن علي عليهماالسلام حين بويع عثمان بن عفّان وقال : يا بن أخي أخرج معي إلى
بقيع الغرقد ـ مقبرة المدينة المنورة ـ فخرجا حتى توسّطا القبور ، فصاح أبو سفيان
بأعلى صوته : يا أهل القبور ؛ الذي كنتم تقاتلونا عليه صار بأيدينا وأنتم رميم ،
فقال الحسين عليهالسلام : قبّح الله شيبتك ، وقبّح الله وجهك ، ثم نتر يده
وتركه.
قال عبد الله
بن العبّاس : والله ما كان أبو سفيان إلّا منافقا.
يقال : إنّه
أسلم ليلة فتح مكة سنة ٨ ه ، خوفا من القتل ، واستعمله النبي صلىاللهعليهوآله على نجران ، وشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله حنينا والطائف ، وفي يوم الطائف فقئت إحدى عينيه ،
واشترك في واقعة اليرموك ، وفيها فقئت عينه الأخرى.
وبعد وفاة
النبي صلىاللهعليهوآله رجع إلى مكّة وأقام بها مدّة ثم رجع إلى المدينة ، ولم
يزل بها حتى هلك ، وقيل : هلك بدمشق وهو أعمى سنة ٣١ ه ، وقيل : سنة ٣٢ ه ، وقيل
: سنة ٣٤ ه ، وقيل : سنة ٣٣ ه ، وصلّى عليه عثمان بن عفان ، ودفنوه في البقيع
بالمدينة المنوّرة. وكان عمره يوم مات ٨٨ سنة ، وقيل : ٩٣ سنة.
القرآن العظيم وأبو سفيان
اتّفق هو وكافر
آخر يدعى كعب بن الأشرف على محاربة النبي صلىاللهعليهوآله في معركة أحد ، فنزلت فيهما الآية ١٢ من سورة آل عمران
: (قُلْ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ.)
ولكونه كان ومن
على شاكلته من المشركين يبذلون أموالا طائلة يوم واقعة بدر للقضاء على النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين نزلت فيهم الآية ١١٧ من نفس السورة : (مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ
الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ....)
بعد معركة أحد
أوقع الله الرعب في نفوس أتباعه وسائر المشركين ، فنزلت فيهم الآية ١٥١ من نفس
السورة : (سَنُلْقِي فِي
قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللهِ ....)
ونزلت فيه وفي
أتباعه الآية ١٧٢ من السورة نفسها : (الَّذِينَ
اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ ....)
وشملته الآية
٢٥ من سورة الأنعام : (وَمِنْهُمْ مَنْ
يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ....)
بعد أن انكسر
الكفار في واقعة بدر وأصابهم الفشل والخسران اجتمع ابو سفيان بجماعة من الكفار
وقرّروا جمع الأموال والعتاد لغزو النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيهم الآية ٣٦
من سورة الأنفال : (إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ
فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ....)
كان يبذل
الأموال الكثيرة لإطعام الكفّار والمشركين ، ويمتنع عن إطعام المسلمين أتباع النبي
صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيه الآية ٩ من سورة التوبة : (اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً
قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.)
كان هو وبعض
المشركين يستمعون إلى قراءة النبي صلىاللهعليهوآله وهو يتلو القرآن ثم يقولون باستهزاء للنبي صلىاللهعليهوآله : قلوبنا في أكنّة لا نفقه ما تقول ، وفي آذاننا وقر لا
نسمع ما تقول ، وبيننا وبينك حجاب قد حال بيننا وبينك ، فاعمل بما أنت عليه إنّنا
عاملون بما نحن عليه ، إنّا لا نفقه منك شيئا ، فأنزل الله فيه وفي أصحابه الآية
٤٥ من سورة الإسراء : (وَإِذا قَرَأْتَ
الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
حِجاباً مَسْتُوراً.)
ولنفس السبب
نزلت فيهم الآية ٤٦ من نفس السورة : (وَجَعَلْنا عَلى
قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِذا ذَكَرْتَ
رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً.)
جاء هو وجماعة
من المشركين إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وطلبوا منه أشياء إن نفّذها لهم آمنوا به وتبعوه ،
فتحدّثت عن ذلك الآيات ٩٠ و ٩١ و ٩٢ و ٩٣ من سورة الإسراء.
كان هو وأبو
جهل يكثران من الاستهزاء بالنبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيهما الآية ٣٦ من سورة الأنبياء : (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ
يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً ....)
قام المترجم له
وأعوانه من المشركين بمنع النبي صلىاللهعليهوآله عن أداء عمرة الحديبية ، فنزلت فيهم الآية ٢٥ من سورة
الحجّ : (إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي
جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً ....)
بعد أن غضب
الله على قريش لكفرهم وشركهم وبعد أن أصابتهم سنو الجدب والقحط جاء أبو سفيان إلى
النبي صلىاللهعليهوآله وقال : أنشدك الله والرّحم أنّك تزعم بعثت رحمة
للعالمين ، قال صلىاللهعليهوآله : بلى! فقال أبو سفيان : قد قتلت الآباء بالسيف
والأبناء بالجوع ، فنزلت فيه الآية ٧٦ من سورة المؤمنون : (وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ
فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ.)
بعد معركة أحد
قدم هو وجماعة من المشركين إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقالوا : لا تذكر آلهتنا ـ اللات والعزّى ومناة ـ وقل :
إنّ لها شفاعة ومنفعة لمن عبدها ، وندعك وربّك ، فنزلت فيه وفيهم الآية ١ من سورة
الأحزاب : (يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ
كانَ عَلِيماً حَكِيماً.)
جعله الله من
جملة الكافرين في الآية ١١ من سورة محمّد : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ
مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ.)
ولكونه كان من
الذين ساءت أعمالهم واتّبعوا أهواءهم في عبادة الأصنام شملته الآية ١٤ من نفس
السورة : (أَفَمَنْ كانَ عَلى
بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ.)
كان من الذين
يتفاخرون على غيرهم بأموالهم وأنسابهم ، فنزلت فيهم الآية ١٣ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ
لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ
خَبِيرٌ.)
عن الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام قال : أقبل صخر بن حرب حتى جلس إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : الأمر بعدك لمن؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسى ، فنزلت في أبي
سفيان الآية ١ من سورة النبإ : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ.)
والآية ٢ من
نفس السورة : (عَنِ النَّبَإِ
الْعَظِيمِ.)
والآية ٣ من
السورة نفسها : (الَّذِي هُمْ فِيهِ
مُخْتَلِفُونَ.)
كان أبو سفيان
في كل أسبوع ينحر جزورين ، وفي إحدى المرّات جاءه يتيم فسأله شيئا ، فنهره وطرده ،
فنزلت فيه الآية ١ من سورة الماعون : (أَرَأَيْتَ الَّذِي
يُكَذِّبُ بِالدِّينِ.)
والآية ٢ من
نفس السورة : (فَذلِكَ الَّذِي
يَدُعُّ الْيَتِيمَ.)
والآية ٣ من
السورة نفسها : (وَلا يَحُضُّ عَلى
طَعامِ الْمِسْكِينِ.)
__________________
__________________
صخر بن سلمان
هو صخر بن
سلمان ، وقيل : خنيس ، وقيل : خنساء ، وقيل : اسمه صخر ، أبو سلمان.
وقيل : اسمه
سلمة ، وقيل : سلمان بن صخر بن سليمان ، وقيل : سلمان بن الصمّة بن حارثة بن
الحارث الأنصاريّ ، البياضي ، وقيل : الزرقي ، الخزرجي ، المدني.
أحد صحابة
النبي صلىاللهعليهوآله من الأنصار ، وأحد البكّائين المعروفين ، وله شعر ،
ويقال :
__________________
إنّه ظاهر امرأته ثم جامعها ، فأمره النبي صلىاللهعليهوآله أن يكفّر.
القرآن الكريم وصخر بن سلمان
جاء وبقية
البكّائين المشهورين إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وكانوا فقراء ، فسألوا النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يزوّدهم بالرواحل ليخرجوا معه إلى غزوة تبوك ؛
ليجاهدوا في سبيل الله ، وقالوا له صلىاللهعليهوآله : يا نبيّ الله! إنّ الله عزوجل قد ندبنا للخروج معك ، فاحملنا على الخفاف المرقوعة
والنعال المخصوفة نغزو معك ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لهم : لا أجد ما أحملكم عليه وردّهم ، فانصرفوا وهم
يبكون ؛ لتخلّفهم عن الجهاد ، فنزلت في صخر وجماعته الآية ٩٢ من سورة التوبة : (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ
لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا
وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ.)
(صرمة) الراهب
اختلف العلماء
والمؤرّخون في تسميته ، فمنهم من قال هو : أبو قيس صرمة بن أبي أنس ، قيس بن مالك
بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجار الأنصاريّ ، الخزرجي ، النجاري ، الملقّب
بالراهب ؛ لنسكه ، ومنهم من قال : هو صرمة بن مالك ، وقيل : هو صرمة بن أنس ، وقيل
: هو صرمة بن قيس الأنصاريّ ، الأوسي ، الخطمي ،
__________________
وقيل : هو قيس بن صرمة.
صحابيّ مرموق ،
معظّم في قومه ، وكان شاعرا متكلّما.
ترهّب في
الجاهلية ، ولبس المسوح وترك الأوثان ، واجتنب الحائض من النساء ، واغتسل من
الجنابة.
أراد اعتناق
النصرانية ، ولكنّه امتنع عن ذلك ، وأعلن عبادته لربّ إبراهيم الخليل عليهالسلام ، واتخذ له مسجدا لعبادته ، ومنع دخول الجنب والطامث
فيه.
ولم يزل مؤمنا
موحّدا لله حتى قدم النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى المدينة ، فأسلم على يديه ، وذلك في السنة الأولى
من الهجرة ، وهو في سنّ الشيخوخة.
كان عبد الله
بن العبّاس يأخذ عنه الشعر ، ومن شعره في النبي صلىاللهعليهوآله وأصحابه عند هجرتهم إلى المدينة قصيدة طويلة ، منها :
ثوى في قريش
بضع عشرة حجة
|
|
يذكر لو يلقى
صديقا مواتيا
|
ويعرض في أهل
المواسم نفسه
|
|
فلم يلق من
يؤمن ولم ير داعيا
|
فلما أتانا
واطمأنت به النوى
|
|
وأصبح مسرورا
بطيبة راضيا
|
وقيل : تلك
الأبيات لعمّه أنس.
وبعد أن عمّر
١٢٠ سنة توفّي حوالي السنة الخامسة من الهجرة.
القرآن الكريم والراهب
نزلت فيه وفي
عمر بن الخطاب مطلع الآية ١٨٧ من سورة البقرة : (أُحِلَّ لَكُمْ
لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ....)
جاء يوما إلى
النبي صلىاللهعليهوآله وقد أجهده الصوم ، فنزلت فيه نفس الآية : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ....)
__________________
صفوان بن أميّة
هو أبو وهب ،
وقيل : أبو أمية صفوان بن أميّة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص
القرشيّ ، الجمحي ، المكّي. أمّه صفيّة بنت معمّر الجمحية.
أحد المؤلّفة
قلوبهم من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان من أشراف وأجواد قريش في الجاهليّة والإسلام ،
وأحد المطعمين المشهورين والفصحاء المعروفين.
كان يسكن مكّة
، فعند ما فتح النبي صلىاللهعليهوآله مكّة هرب صفوان إلى جدّة ، فجاء ابن عمّه عمير بن وهب
إلى النبي صلىاللهعليهوآله وطلب الأمان له ، فجيء به إلى النبي صلىاللهعليهوآله.
ولم يزل على
كفره وشركه حتّى أيّام معركة حنين ، فسار مع النبي صلىاللهعليهوآله إليها وشهدها معه ، ولمّا انهزم المسلمون لزم جانب
النبي صلىاللهعليهوآله ، ولمّا كتب الله النصر لنبيّه صلىاللهعليهوآله وللمسلمين في تلك الحرب أسلم وأقام بمكّة ، ثم هاجر إلى المدينة ، وبعد
مدّة رجع إلى مكة ، ولم يزل بها حتى توفّي سنة ٤٢ ه ، وقيل : سنة ٤١ ه ، وقيل :
سنة ٣٦ ه ، وقيل غير ذلك.
كان أبوه أميّة
بن خلف من قتلى الكفّار في معركة بدر.
__________________
في أيّام حكومة
أبي بكر بن أبي قحافة شهد واقعة اليرموك ، وفي أيّام خلافة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام كان لسوء حظّه من المخالفين للإمام عليهالسلام والمحرّضين عليه ، وفي أيّام ، حرب الجمل في البصرة كان
يشجّع الناس على الخروج لحرب الإمام عليهالسلام.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث ، وروى عنه جماعة.
القرآن الكريم وصفوان بن أميّة
تزوّج من امرأة
أبيه فاختة بنت الأسود بن المطلب ، فنزلت فيه وفي الجماعة الذين تزوّجوا من نساء
آبائهم الآية ٢٢ من سورة النساء : (وَلا تَنْكِحُوا ما
نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ....)
__________________
صفورا بنت شعيب عليهالسلام
هي صفورا ،
وقيل : صافورا ، وقيل : صفورة ، وقيل : صفراء بنت نبيّ الله شعيب بن نويت ، وقيل :
نويل بن رعوايل بن مر بن عنقاء بن مدين بن إبراهيم خليل الرحمن عليهالسلام.
زوجة نبيّ الله
موسى بن عمران.
لمّا هرب موسى
بن عمران عليهالسلام من فرعون مصر وجاء إلى مدين وجد عند عين ماء فيها
امرأتين يريدان سقي غنمهما ، فساعدهما في السقي ، وكانتا ابنتي نبيّ الله شعيب عليهالسلام.
لما رجعتا إلى
أبيهما أخبرتاه بمساعدة موسى عليهالسلام لهما في سقي أغنامهما ، فطلب شعيب عليهالسلام من صفورا أن تذهب إليه وتستدعيه ، فذهبت إليه وقالت :
إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ، فجاء معها وهي تمشي أمامه لتدلّه على
الطريق ، فجاءت
__________________
ريح فرفعت ثوبها ، وظهرت عجيزتها ، فقال موسى عليهالسلام لها : امشي خلفي ، ودلّيني على الطريق ، فإنّا أهل بيت
لا ننظر في أعقاب النساء.
فلمّا دخل على
شعيب عليهالسلام قصّ عليه ما عاناه من فرعون وما لاقاه من التعب والجهد
حتى وصل إلى ماء مدين.
بعد أن لمست
فيه صفورا الخير والعفّة والشهامة اقترحت على أبيها بأن يستأجره لقوّته وأمانته ،
فقال لها شعيب عليهالسلام : أمّا القوّة فنعم ، وأمّا الأمانة فما يدريك بها؟!
فذكرت له ما أمرها من المشي خلفه ، فلما سمع ما قالته صفورا تعلّق به وأحبّه وطلب
منه البقاء عنده ، وبعد مدّة زوّجه من صفورا.
وبعد أن أقام
موسى عليهالسلام عند شعيب عليهالسلام عشر سنين سار بأهله إلى مصر ، وفي الطريق وعند طور
سيناء بعثه الله للنبوّة.
ولدت لموسى عليهالسلام جرشون واليعازر.
بعد وفاة موسى عليهالسلام خرجت على رأس مائة ألف رجل من منافقي اليهود لحرب يوشع
بن نون وصيّ موسى عليهالسلام ، وهي راكبة على زرافة وتسير في مقدّمة العساكر ، ولمّا
انتصر يوشع في الحرب وقعت في الأسر ، فجيء بها إلى يوشع ، فأمر بإطلاق سراحها ،
وقال : قد عفوت عنك في الدنيا إلى أن نلقى نبيّ الله موسى عليهالسلام فأشكو ما لقيت منك ومن قومك. فقالت صفورا : وا ويلاه!
والله لو أبيحت لي الجنّة لاستحييت أن أرى فيها رسول الله موسى عليهالسلام ، وقد هتكت حجابه ، وخرجت على وصيّه بعده.
ولما جيء بها
أسيرة إلى يوشع أشار عليه بعض أصحابه بما لا ينبغي فيها ، فقال : أبعد مضاجعة موسى
عليهالسلام لها؟! ولكن أحفظه فيها.
عن النبيّ محمد
صلىاللهعليهوآله قال : أصدق النساء فراسة امرأتان ، كلتاهما تفرّستا في
موسى عليهالسلام فأصابتا ، إحداهما : امرأة فرعون ، حين قالت : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ
...) والأخرى : بنت شعيب حين قالت : (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ الْقَوِيُّ
الْأَمِينُ.)
وسنذكر إن شاء
الله تفاصيل أكثر عن حياتها في ترجمة حياة موسى بن عمران عليهالسلام.
القرآن الكريم وصفورا بنت شعيب عليهالسلام
تحدّثت الآية ٧
من سورة النمل عن لسان موسى وهو يخاطب صفورا عند مسيرهم من مدين إلى مصر : (إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي
آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ
لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ.)
وشملتها الآية
٢٣ من سورة القصص : (وَوَجَدَ مِنْ
دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى
يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ.)
والآية ٢٤ من
نفس السورة : (فَسَقى لَهُما ثُمَّ
تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ ....)
وتحدّثت الآية
٢٥ من نفس السورة عنها : (فَجاءَتْهُ
إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ
أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا ....)
وشملتها الآية
٢٦ من نفس السورة : (قالَتْ إِحْداهُما يا
أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.)
والآية ٢٧ من
نفس السورة : (قالَ إِنِّي أُرِيدُ
أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ ....)
والآية ٢٩ من
نفس السورة : (فَلَمَّا قَضى مُوسَى
الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ
امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ
مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ.)
__________________
صفيّة بنت حيي
هي صفيّة بنت
حيي بن أخطب بن شعبة ، وقيل : سعية ، وقيل : سعنة بن ثعلبة ، وقيل : عامر بن عبيد
بن كعب بن الخزرج من بني النضير من ولد هارون بن عمران عليهالسلام ، وأمّها برّة بنت السموأل.
إحدى زوجات
النبي صلىاللهعليهوآله ، عرفت بالفضل والعلم والحسن والجمال الفائق.
كانت قبل
إسلامها من شريفات اليهود من بني قريظة وبني النضير في المدينة ، ومن عقلاء نساء
وقتها.
سبيت في واقعة
خيبر ، فأسلمت ، فاصطفاها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وتزوّجها سنة ٧ ه وجعل عتقها صداقها ، وعمرها يومئذ
١٧ سنة.
كانت قبل أن
يتزوجها النبيّ صلىاللهعليهوآله عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري الذي قتل يوم
خيبر.
كان زواج
النبيّ صلىاللهعليهوآله منها سببا في دخول بني النضير في الإسلام.
__________________
كانت قبل أن
تتشرف بالإسلام وتسلم رأت في المنام قمرا وقع في حجرها ، فذكرت ذلك لأبيها حيي ،
وكان من ألدّ خصوم النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، فضرب وجهها ضربة أثّر فيه ، وقال : إنّك
لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب ، فلم يزل أثر الضربة في وجهها حتّى
تزوّجها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فسألها عنه ، فأخبرته به.
في أيّام مرض
النبيّ صلىاللهعليهوآله الذي توفي فيه اجتمع إليه نساؤه ، فقالت صفيّة : أما
والله يا نبيّ الله لوددت أن الذي بك بي ، فغمزتها أزواج النبي صلىاللهعليهوآله ، وأبصرهنّ النبي صلىاللهعليهوآله فقال صلىاللهعليهوآله : مضمضن ، فقلن : من أيّ شيء يا نبي الله؟ قال صلىاللهعليهوآله : من تغامزكنّ بصاحبتكنّ ، والله إنّها لصادقة. كانت
عائشة وحفصة يحسدانها كثيرا ، ويغاران منها ، ويستهزءان بها.
كانت توالي
عثمان بن عفّان وتعطف عليه.
روى عنها جماعة
كالإمام زين العابدين عليهالسلام.
في أحد الأيّام
قالت عائشة وحفصة : نحن أكرم على رسول الله من صفيّة ، نحن أزواج رسول الله صلىاللهعليهوآله وبنات عمّه ، فلمّا بلغها ذلك ذكرته للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال : ألا قلت وكيف تكونان خيرا منّي وزوجي محمّد صلىاللهعليهوآله وأبي هارون عليهالسلام وعمّي موسى عليهالسلام؟
وأتت يوما إلى
النبي صلىاللهعليهوآله وقالت : إنّ عائشة وحفصة وغيرهنّ يعيّرنني ويقلن : يا
يهودية ابنة يهوديين ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : هلا قلت : إنّ أبي هارون عليهالسلام وإن عمّي موسى عليهالسلام وإنّ زوجي محمّد صلىاللهعليهوآله.
وقيل : لما
عيّرنها باليهودية شكت ذلك إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال لها : قولي لهنّ : أبي إسحاق عليهالسلام وجدّي إبراهيم عليهالسلام وعمّي إسماعيل عليهالسلام وأخي يوسف عليهالسلام.
عاشت بعد النبي
صلىاللهعليهوآله مدّة حتّى توفّيت بالمدينة في شهر رمضان سنة ٥٠ ه ،
وقيل : سنة ٥٢ ه ، وقيل : سنة ٤٦ ه ، ودفنت بالبقيع.
القرآن العزيز وصفيّة بنت حيي
لكثرة سخريّة
وتعيير نساء النبي صلىاللهعليهوآله منها ـ وخصوصا عائشة وحفصة ـ نزلت فيها
الآية ١١ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً
مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ ....)
__________________
صهيب بن سنان
هو أبو يحيى ،
وقيل : أبو غسان ، وقيل : أبو عسال صهيب بن سنان بن مالك ابن عبد عمرو بن عقيل بن
عامر بن جندلة ابن جذيمة بن كعب بن سعد النمريّ ، الربعي ، المعروف بالرومي ،
ويقال : كان اسمه عبد الملك ولقبه صهيبا ، وأمّه سلمى بنت قصيد.
أحد صحابة
النبي صلىاللهعليهوآله ، ومن أوائل الذين أسلموا وأظهروا الإسلام وعذّبوا لأجل
إسلامهم ، وهاجر إلى المدينة.
كان أبوه وعمّه
من أشراف العرب في الجاهليّة ، عيّنهما كسرى على الأبلّة.
كانت منازل
قومه على نهر دجلة في قرية نينوى من أعمال الموصل ، وقيل : على الفرات من أرض
الجزيرة ، وبها ولادة صهيب.
أغار الروم على
أهل صهيب ، وأخذوه وهو صغير ، فنشأ بينهم فصار في لسانه لكنة
__________________
وعجمة شديدة ، ثم اشتراه منهم أحد بني كلب وقدم به مكّة ، فاشتراه عبد الله
بن جدعان ثم أعتقه ، فسكن مكّة ، وتعاطى التجارة ، ولعجمة لسانه عرف بالرومي.
عند ظهور
الإسلام أسلم ، فآخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين الحارث بن الصمّة.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله بدرا وأحدا والخندق وما بعدها من المشاهد ، وكان من
مشاهير رماة العرب للسهام.
قال النبي صلىاللهعليهوآله : السبّاق أربعة ، أنا سابق العرب ، وصهيب سابق الروم ،
وسلمان سابق الفرس ، وبلال سابق الأحباش.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
بعد مقتل عثمان
بن عفان كان من جملة الذين امتنعوا عن مبايعة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقال الإمام الصادق عليهالسلام : إنّه كان يعادينا.
وبعد أن عمّر
٧٣ سنة ، وقيل : ٧٠ سنة ، وقيل : ٨٤ سنة ، مات بالمدينة في شهر شوال سنة ٣٨ ه ،
وقيل : سنة ٣٩ ه ، ودفن بالبقيع.
القرآن الكريم وصهيب بن سنان
لمّا أقبل صهيب
ليهاجر نحو النبي صلىاللهعليهوآله إلى المدينة أخذه المشركون وعذّبوه ، فقال لهم : أنا
شيخ كبير لا يضركم أمنكم كنت أم من غيركم ، فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني؟
ففعلوا ذلك وأطلقوا سراحه ، فنزلت فيه الآية ٢٠٧ من سورة البقرة : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ
ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ...) والصحيح إنها نزلت في الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
وشملته الآية
٦٩ من سورة النساء : (فَأُولئِكَ مَعَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ ....)
الآية ٥١ من
سورة الأنعام : (وَأَنْذِرْ بِهِ
الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ
وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ....)
كان النبيّ صلىاللهعليهوآله يجالس في مسجده المستضعفين من أصحابه ، أمثال صهيب ،
فكان المشركون يستهزءون بهم ويقولون : أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا بالهدى
والحقّ؟
لو كان ما جاء به محمّد صلىاللهعليهوآله خيرا ما سبقنا هؤلاء إليه ، وما خصّهم الله به دوننا ،
فنزلت فيهم الآية ٥٢ من سورة الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ....)
وفي أحد
الأيّام دخل على النبي صلىاللهعليهوآله بعض رؤساء قريش ، فوجدوا عنده جماعة من مستضعفي
المؤمنين أمثال المترجم له ، فقالوا للنبي صلىاللهعليهوآله : لو أبعدت هؤلاء عنك لآمنّا بك واتّبعناك ، فنزلت فيهم
الآية ٥٣ من نفس السورة : (وَكَذلِكَ فَتَنَّا
بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا
....)
ونزلت فيه وفي
أمثاله من المستضعفين الذين عذّبهم المشركون الآية ٤١ من سورة النحل : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ
بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ....)
وشملته الآية
٢٨ من سورة الكهف : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
....)
والآية ١٠٩ من
سورة المؤمنون : (إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ
مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ
خَيْرُ الرَّاحِمِينَ.)
__________________
__________________
__________________
حرف الطاء
الطاغوت
ذكر العلماء
والمحقّقون معان عديدة للطاغوت ، منها : هو اسم أحد أصنام قريش ، كانوا يعبدونه من
دون الله تعالى.
اسم أطلق على
كعب بن الأشرف ، الكافر المشرك.
اسم من أسماء
الشيطان الرجيم.
من أسماء الصنم
بعل ، أو الصنم لات ، أو الصنم عزّى.
اسم أطلق على
الثور آپيس.
اسم أطلق على
بعض أصنام بني إسرائيل.
ويقال : إن
الطاغوت يطلق على كل شيء يعبد من دون الله سبحانه وتعالى.
وقيل : إنّ
الطاغوت ، هوطت إله المصريين.
ويقول بعض أئمة
أهل البيت عليهمالسلام : إنّ الطاغوت يطلق على كل من يعادي أهل البيت عليهمالسلام.
القرآن المجيد والطاغوت
(فَمَنْ يَكْفُرْ
بِالطَّاغُوتِ ...) البقرة ٢٥٦.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا
أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ ...) البقرة ٢٥٧.
(يُؤْمِنُونَ
بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ...) النساء ٥١.
(يُرِيدُونَ أَنْ
يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ...) النساء ٦٠.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا
يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ ...) النساء ٧٦.
(وَجَعَلَ مِنْهُمُ
الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ...) المائدة ٦٠.
(أَنِ اعْبُدُوا اللهَ
وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ...) النحل ٣٦.
(وَالَّذِينَ
اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ ...) الزمر ١٧.
طالوت
هو لقب للملك
شاؤل ، وقيل : شاول ، وقيل : شارك ، وقيل : ساوا ، وقيل : سارا بن قيس ، وقيل :
قيش بن أفيل بن صارو بن تحورت ، من أسباط بنيامين
__________________
ابن نبيّ الله يعقوب عليهالسلام.
وقيل : هو ابن
أمال بن ضرار بن يحرب بن أفيح بن أسن بن بنيامين ابن نبيّ الله يعقوب عليهالسلام.
وهو اسم أعجميّ
، ومعناه بالعربية : المطلوب.
أوّل ملوك نبي
إسرائيل ، وكان متبحّرا في بعض العلوم ، حسن السياسة ، عظيم الجسم ، بطلا ، شجاعا
، قويا ، جميلا ، حسن المنظر.
كان من أسرة
فقيرة ، وكان دبّاغا ، وقيل : نجّارا ، وقيل : سقّاء وقيل : كان من رعاة الحمير.
التقى عن طريق
الصدفة بشموايل بن هلقانا ـ أحد أنبياء بني إسرائيل ـ وأقام عنده عدّة أيّام ،
فاستحسن النبيّ أخلاقه وإيمانه فعيّنه ملكا على بني إسرائيل.
تصدّر
للملوكيّة ، وشنّ عدة حروب على العمالقة والفلسطينيّين ، وكان موفّقا فيها ، وخصوصا
في حربه مع جالوت.
كان معاصرا
لنبيّ الله داود عليهالسلام ، وتزوّج داود عليهالسلام من ابنته.
ولم يزل يحكم
بني إسرائيل حتّى استولى عليه الغرور والكبرياء ، فانحرف عن جادّة الحقّ ، وأخذ
يقتل العباد والمؤمنين والكهنة ، وانتهى به الأمر بأن أعلن عداءه وخصومته لنبيّ
الله داود عليهالسلام ، فأخذ يحيك المؤامرات للقضاء عليه ، ولكنّه لم يفلح.
ولم يزل يتعقّب
نبي الله داود عليهالسلام ليقتله ، فغضب الله عليه وعاقبه عن طريق هزيمته واندحار
عساكره في حربه مع الفلسطينيين ، ممّا أدّى إلى مقتل ثلاثة من أولاده ومقتله هو ،
وقيل : هلك منتحرا. وبعد هلاكه انتقل الملك والحكم إلى نبيّ الله داود عليهالسلام ، وحمل إليه إكليله وسواره.
كانت مدّة حكمه
٤٠ سنة ، والفترة الزمنية التي تواجد فيها كانت حوالي القرن الحادي عشر قبل ميلاد
المسيح عليهالسلام ، وقيل : حدود ٥٧٢ سنة بعد عصر موسى بن عمران عليهالسلام.
القرآن العظيم وطالوت
(وَقالَ لَهُمْ
نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى
يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ
يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ
بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ...) البقرة ٢٤٧.
(وَقالَ لَهُمْ
نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ ...) البقرة ٢٤٨.
(فَلَمَّا فَصَلَ
طالُوتُ بِالْجُنُودِ ...) البقرة ٢٤٩.
__________________
طعمة بن أبيرق
هو طعمة بن
أبيرق ، الحارث بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر بن الخزرج بن عمر بن مالك الظفريّ
، الأوسيّ.
وقيل : هو أبو
طعمة بشير بن أبيرق ... إلى آخر نسبه.
أحد منافقي
صحابة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكان شاعرا يهجو أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله.
يقال : إنّه
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله واقعة أحد.
بعد أن سرق من
عمّه ـ قتادة بن النعمان ـ بعض الأشياء وشاع خبره بين الناس هرب إلى مكّة في السنة
الرابعة من الهجرة ، وارتدّ عن الإسلام.
في أحد الأيّام
قام بنقب حائط في مكّة ليسرق أهله ، فسقط الحائط عليه فقتله ،
__________________
وهلك كافرا.
القرآن المجيد وطعمة بن أبيرق
سرق المترجم له
درعين وطعاما من عمّه قتادة بن النعمان وخبّأه عند زيد بن السمير اليهودي ، ولما
سألوا طعمة عن الدرعين أنكرهما ، وأقسم لهم بالله بأنّه لم يأخذهما ، وليس له علم
بهما ، ولمّا علم قتادة بأنّ الدرعين في دار زيد اليهودي ذهب إليه ، وطالبه بهما ،
فقال اليهودي : إنّ طعمة دفعهما إليه ، وطلب زيد من قتادة أن يذهبا إلى النبي صلىاللهعليهوآله ليحكم بينهما ، فلمّا قدما على النبي صلىاللهعليهوآله وترافعا لديه نزلت الآية ١٠٥ من سورة النساء : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ
بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ ....)
ونزلت فيه
الآية ١١٥ من نفس السورة : (وَمَنْ يُشاقِقِ
الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ
الْمُؤْمِنِينَ ....)
وشملته الآية
١١٦ من نفس السورة ، أو نزلت فيه : (إِنَّ اللهَ لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ....)
ونزلت فيه بعد
سرقته من عمّه الآية ٣٨ من سورة المائدة : (وَالسَّارِقُ
وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا ....) ذهب مع جماعة من الكفّار والمنافقين إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وطلبوا منه عدم التعرض لآلهتهم التي يعبدونها ، ويعلن
للناس بأنّ لها شفاعة ومنفعة لعبّادها ، فغضب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأمر باخراجهم من المدينة ، فنزلت الآية ١ من سورة
الاحزاب : (يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ ....)
__________________
طلحة بن عبيد الله
هو أبو محمد
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب القرشيّ
، التيمي ، الأنصاري ، المكّي ، المدني ، الملقب بطلحة الخير ، وطلحة الفيّاض ،
وطلحة الطلحات ، وطلحة الجواد ، وأمّه الصعبة بنت الحضرمي.
صحابيّ معروف ،
وأحد أصحاب الشورى ، ومن جملة العشرة المبشّرة بالجنّة عند العامّة.
كان محاربا
شجاعا ، خطيبا مفوّها ، قارئا للقرآن ، ومن دهاة وأثرياء قومه.
كان يبيع
القماش بمكّة ، ومعروفا بالجود والكرم ، وكان مشلول الإصبع.
ولد بمكّة سنة
٢٨ قبل الهجرة ، وأسلم وهاجر إلى المدينة ، ولم يحضر واقعة بدر ، وشهد أحدا وما
بعدها من المشاهد.
آخى النبيّ صلىاللهعليهوآله بينه وبين سعد بن أبي وقاص ، وقيل : بينه وبين الزبير
بن العوّام.
حدّث عن النبيّ
صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
كان طموحا
للخلافة ، فاذا مات خليفة أراد الخلافة لنفسه ، وبعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله تخلّف عن مبايعة أبي بكر ثم بايعه ، ولمّا نزل بأبي بكر
الموت وعهد الخلافة إلى عمر لم يرض طلحة بذلك ، وقال لأبي بكر : استخلفت عمر على
الناس وقد رأيت ما يلقى
__________________
الناس منه وأنت معه ، وكيف به إذا خلا بهم وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيّتك؟
وبعد موت أبي
بكر بايع عمر وحظي لديه ، فكان يستشيره في أموره.
وبعد موت عمر
بايع عثمان ، وكان عثمان لا يثق به ويعتقد بأنّه يحرّض الناس عليه ؛ طمعا
بالخلافة.
كان من
المنحرفين عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام والمخالفين له ، فلمّا هلك عثمان سارع إلى مبايعة
الإمام عليهالسلام ؛ كرها وخوفا على نفسه.
وبعد مقتل
عثمان بأربعة أشهر سار هو والزبير بن العوّام إلى مكّة ، واتصلا بعائشة ، واتّفقا
معها على شنّ الحرب عليه ، فكان أوّل من نكث بيعة الإمام عليهالسلام ، فكانت وقعة الجمل بين عائشة وطلحة والزبير وأعوانهم
من جهة وعساكر الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام من جهة أخرى.
وفي ابتداء
المعركة دعا الإمام عليهالسلام الزبير وقال له : ما جاء بك؟ لا أراك لهذا الأمر أهلا ،
ثم قال عليهالسلام لطلحة : أجئت بعرس النبي صلىاللهعليهوآله تقاتل بها وخبّيت عرسك في البيت ، أما بايعتماني؟ قالا
: بايعناك والسيف على عنقنا. فدعا الإمام عليهالسلام عليهما فقتلا ذليلين.
انتهت المعركة
بهزيمة جيش المرأة وأعوانها ومقتل طلحة في جمادى الأولى في السنة السادسة
والثلاثين من الهجرة ، وقيل : أصابه مروان بن الحكم بسهم في رجله أثناء المعركة ،
فهرب مجروحا إلى البصرة ودمه ينزف إلى أن هلك ، ودفن بها في قنطرة قرّة ، وبعد
ثلاثين سنة استخرج رفاته ونقل إلى الهجريين بالبصرة فدفن هناك.
هلك وهو ابن ٦٠
سنة ، وقيل : ٦٤ سنة ، وقيل : ٦٢ سنة ، وقيل : ٥٨ سنة.
وبعد أن انتصر
الإمام عليهالسلام في معركة الجمل أخذ يستعرض القتلى ، فلما مرّ بطلحة قال
عليهالسلام : هذا الناكث بيعتي والمنشئ للفتنة في الأمّة ، والمجلب
عليّ ، والداعي إلى قتلي وقتل عترتي ، ثم قال عليهالسلام : أجلسوا طلحة ، فأجلس ، فقال عليهالسلام : يا طلحة بن عبيد الله! لقد وجدت ما وعدني ربّي حقا ،
فهل وجدت ما وعدك ربّك حقا؟ ثم قال عليهالسلام : أضجعوا طلحة.
فقال بعض من كان
مع الإمام عليهالسلام : يا أمير المؤمنين أتكلّم طلحة بعد مقتله؟!
فقال عليهالسلام : أما والله لقد سمع كلامي كما سمع أهل القليب كلام
رسول الله يوم بدر.
وقيل في نسبه :
إنّه اختصم أبو سفيان وعبيد الله بن عثمان التيمي في طلحة ، فجعلا أمرهما إلى أمّه
، صعبة ، فألحقته بعبيد الله.
في أحد الأيّام
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : يا عليّ! ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقال
أمير المؤمنين عليهالسلام : يا رسول الله! فمن الناكثون؟ قال صلىاللهعليهوآله :
طلحة والزبير ،
سيبايعانك بالحجاز وينكثان بيعتك بالعراق ، فإذا فعلا ذلك فحاربهما ، فإنّ في
قتالهما طهارة لأهل الأرض.
القرآن الكريم وطلحة بن عبيد الله
لكثرة أمواله
كان يكره المشاركة في الجهاد والحروب ، فنزلت فيه الآية ٧٧ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ
لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا
كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ ....)
ونزلت فيه وفي
الزبير بن العوّام وعائشة الآية ٤٠ من سورة الأعراف ، وتتحدّث عن الحرب التي
سيشعلون نارها ضد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في حرب الجمل : (إِنَّ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ
السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ
الْخِياطِ ....)
ولنفس السبب
السابق شملته الآية ٢٥ من سورة الأنفال : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً
لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ
شَدِيدُ الْعِقابِ.)
في أحد الأيّام
افتخر على الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بأن مفاتيح البيت الحرام عنده وهو صاحب البيت ، فقال له
الإمام عليهالسلام : إنّي صلّيت نحو البيت قبل الناس بستة أشهر ، وجاهدت
في سبيل الله ، فنزلت فيهما الآية ١٩ من سورة التوبة : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ
وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ ....)
كان من جملة
الذين نفّروا بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ناقته أثناء منصرفه من تبوك ؛ ليدفعوه إلى الوادي
ويقتلوه ، فنزلت فيهم الآية ٧٤ من سورة التوبة : (وَهَمُّوا بِما لَمْ
يَنالُوا ....)
وهناك من يدّعي
بأن الآية ٢٣ من سورة الأحزاب كانت شاملة له ، وهذا بعيد عن الحق والحقيقة
والإنصاف ، والآية هي : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً.)
قال يوما
لأصحابه : لو توفّي النبي صلىاللهعليهوآله سأتزوّج زوجته عائشة ، فنزلت فيه الآية ٥٣ من سورة
الأحزاب : (وَلا أَنْ تَنْكِحُوا
أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً)
__________________
__________________
__________________
حرف العين
عائذ بن عمرو
هو أبو هبيرة
عائذ بن عمرو بن هلال بن عبيد بن يزيد بن رواحة بن زنيبة بن عدي بن عامر ، المزني
من مزينة مضر ، البصري. من صلحاء صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بايع النبي صلىاللهعليهوآله تحت الشجرة بيعة الرضوان ، وشهد صلح الحديبية.
سكن البصرة ،
وتوفّي بها أيّام حكومة يزيد بن معاوية حدود سنة ٦٤ ه ، وقيل : سنة ٦١ ه ، وقيل
: حوالي سنة ٧٠ ه.
لقي الكثير من
العناء والأذى من عبيد الله بن زياد ؛ لمحبته لأهل بيت النبوّة صلىاللهعليهوآله.
في أحد الأيّام
دخل على عبيد الله بن زياد ، فقال له : أي بني! سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّ شرّ الرعاء الحطمة ، فايّاك أن تكون منهم.
فقال ابن زياد
: اجلس ، أنت من نخالة أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال عائذ : وهل كان فيهم نخالة؟! إنّما كانت النخالة
بعدهم وفي غيرهم.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث ، وروى عنه جماعة.
القرآن الكريم وعائذ بن عمرو
نزلت فيه وفي
أصحابه الآية ٩١ من سورة التوبة : (لَيْسَ عَلَى
الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما
يُنْفِقُونَ حَرَجٌ ....)
__________________
عائشة بنت أبي بكر
هي أم عبد الله
عائشة بنت أبي بكر ، عبد الله بن أبي قحافة ، عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد
بن تيم بن مرّة القرشيّة ، التيميّة ، المكّية ، وأمّها أمّ رومان بنت عامر
الكنانيّة.
إحدى زوجات
النبي صلىاللهعليهوآله ، عرفت بالدهاء ، وكثرة السخرية والاستهزاء من باقي
نساء النبي صلىاللهعليهوآله ، شديدة الحسد والغيرة منهنّ.
اشتهرت
بالفصاحة والبلاغة والذكاء ، وكانت على جانب من الحسن والجمال ، أديبة شاعرة.
ولدت بمكّة
حدود السنة الثامنة قبل الهجرة.
أسلمت في صغر
سنّها ، وتزوّجها النبي صلىاللهعليهوآله بمكّة بعد وفاة السيدة خديجة بنت خويلد عليهاالسلام ، وذلك قبل الهجرة بسنتين ، وقيل : بثلاث سنوات ،
وعمرها يومئذ ستّ سنوات ، وقيل : سبع ، ودخل بها بالمدينة في شهر شوّال في السنة
الأولى من الهجرة ،
__________________
وهي بنت تسع سنوات.
كانت كأبيها
منحرفة عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، معادية له ولأولاده وأهل بيته ، لا سيّما فاطمة
الزهراء عليهاالسلام ، فكانت تعاديها وتحسدها وتنتقص من أمّها السيّدة خديجة
عليهاالسلام.
في أحد الأيّام
دخل النبي صلىاللهعليهوآله على ابنته الزهراء عليهاالسلام فرآها تبكي وعندها عائشة ، فقال صلىاللهعليهوآله لها : ما يبكيك؟ فقالت عليهاالسلام : إنّ عائشة ذكرت أمّي فتنقّصتها فبكيت ، فغضب النبي صلىاللهعليهوآله ثم قال : مه يا حميرا! فإنّ الله تبارك وتعالى بارك في
الولود الودود ، وإنّ خديجة ـ رحمها الله ـ ولدت منّي طاهرا ، وهو عبد الله وهو
المطهر ، وولدت منّي القاسم وفاطمة عليهاالسلام ورقيّة وأمّ كلثوم وزينب ، وأنت ممّن أعقم الله رحمها ،
فلم تلدي شيئا.
وفي أحد
الأيّام دخلت عليها امرأة مسكينة ومعها شيء تريد أن تهديه إليها ، فكرهت قبوله ،
فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله : هلّا قبلتيه وكافأتيها ، فارى أنّك حقّرتيها ،
فتواضعي يا عائشة ، فإنّ الله يحبّ المتواضعين ويبغض المستكبرين.
في حياة النبي صلىاللهعليهوآله قذفت بصفوان بن المعطل السلميّ ، وتناقلتها الألسن ،
ولكن الله برّأها في قرآنه.
ولاغتصاب حقوق
فاطمة الزهراء عليهاالسلام بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله شهدت هي وعمر ابن الخطاب عند أبيها ـ أبي بكر ـ بأنّ
النبي صلىاللهعليهوآله قال : نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ، فقالت الزهراء عليهاالسلام : هذا أوّل شهادة زور شهدا بها في الإسلام.
كانت تترأس
عصابة تضمّ في عضويّتها حفصة بنت عمر وطلحة والزبير وأمثالهم ؛ لمناهضة باقي نساء
النبي صلىاللهعليهوآله والرّعيل الأول من صحابة النبي صلىاللهعليهوآله المخلصين ، كالإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
لمّا علمت
بوفاة عثمان بن عفان وتولّي الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام زمام أمور المسلمين قالت : لوددت أنّ السماء انطبقت على
الأرض إن تمّ هذا ؛ وذلك لبغضها وعدائها للإمام عليهالسلام.
ولم تلبث طويلا
حتى خرجت على خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآله وإمام زمانها وحجة الله على خلقه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقادت جيشا إلى البصرة ، ومعها طلحة والزبير ومروان
بن الحكم ومن على شاكلتهم ، وأعلنت الحرب على الإمام عليهالسلام.
انتهت تلك
الحرب الظالمة التي عرفت بحرب الجمل أو حرب البصرة بانتصار جيش الإمام عليهالسلام وهزيمة انصارها ، ومقتل جمع غفير من المسلمين ، فرجعت
إلى المدينة وهي تجرّ أذيال الخيبة والهزيمة والخسران.
رحم الله
السيّد الحميري حيث قال :
جاءت مع
الأشقين في هودج
|
|
تزجي إلى
البصرة أجنادها
|
كأنّها في
فعلها هرّة
|
|
تريد أن تأكل
أولادها
|
ولما نزل بها
الموت جزعت ، فقيل لها : أتجزعين يا أمّ المؤمنين وأنت زوجة رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمّ المؤمنين وابنة أبي بكر الصديق؟! فقالت : إنّ يوم
الجمل معترض في حلقي ، ليتني متّ قبله وكنت نسيا منسيا.
ولما توفّيت
فاطمة الزهراء عليهاالسلام جاءت نساء النبي صلىاللهعليهوآله إلى بني هاشم للاشتراك في مراسم تأبينها أمّا هي فلم
تأت وأظهرت مرضا.
ويوم سمعت
باستشهاد الإمام الحسن عليهالسلام أبدت فرحا وسرورا شديدين.
ولما علمت
باستشهاد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام طارت من الفرح والسرور ، وتمثلت بقول القائل :
فألقت عصاها
واستقرّ بها النوى
|
|
كما قرّ عينا
بالإياب المسافر
|
وكان لها غلام
أسود سمّته عبد الرحمن ؛ حبا لعبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
قالت : سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام خير البشر ، من أبى فقد كفر ، فقيل لها : فلم حاربتيه؟!
فقالت : والله! ما حاربته من ذات نفسي ، وما حملني عليه إلّا طلحة والزبير.
كانت إذا قرأت
الآية : (وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَ) بكت حتى تبلّ خمارها.
روت عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنها جماعة.
توفّيت
بالمدينة في السابع عشر من شهر رمضان سنة ٥٧ ه ، وقيل : سنة ٥٩ ه ، وقيل : سنة
٥٨ ه ، وقيل : سنة ٥٦ ه ، ودفنت في البقيع ، بعد أن عمّرت ٦٥ سنة.
القرآن العظيم وعائشة
نزلت فيها
الآية ١٢٩ من سورة النساء : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا
أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ
الْمَيْلِ فَتَذَرُوها ....)
والآية ٤ من
سورة النور : (وَالَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ ....)
والآية ١١ من
نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ
بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ....)
والآية ٢٣ من
السورة نفسها : (إِنَّ الَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ ....)
ولتبرئة ساحتها
ممّا قذفت به من الإفك نزلت فيها الآية ٢٦ من نفس السورة : (الطَّيِّباتُ
لِلطَّيِّبِينَ ....)
وشملتها الآية
٢٨ من سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا ....)
ونزلت فيها
الآية ٣٠ من نفس السورة : (يا نِساءَ النَّبِيِّ
مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ...) وهنا الفاحشة تعني الخروج بالسيف.
ولما سخرت هي
وحفصة من أمّ سلمة وصفية بنت حيي نزلت فيها وفي حفصة الآية ١١ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ
مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ ....)
ونزلت فيها وفي
حفصة الآية ٤ من سورة التحريم : (إِنْ تَتُوبا إِلَى
اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ....)
__________________
__________________
__________________
عائشة بنت عبد الرحمن
هي عائشة ،
وقيل : تميمة ، وقيل : سهيمة ، وقيل : أميمة ، وقيل : الرميصاء أو الغميصاء بنت
عبد الرحمن بن عتيك القرظي ، وقيل : النضيري.
كانت يهودية ثم
أسلمت وعاصرت النبي صلىاللهعليهوآله ، وعاشت حتى عهد عمر بن الخطاب.
القرآن الكريم وعائشة بنت عبد الرحمن
كانت تحت ابن
عمّها رفاعة بن وهب بن عتيك القرظي ، وقيل : النضيري ، فلمّا طلّقها طلاقا بائنا
تزوّجت من عبد الرحمن بن الزبير القرظي ، ثم طلّقها ، فأتت إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقالت : يا رسول الله! إنّ زوجي طلّقني قبل أن يمسني ،
فهل لي أن أرجع إلى ابن عمّي وزوجي الأول رفاعة؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : لا حتّى يكون مسّ ، فلبثت مدّة ثم أتت النبي صلىاللهعليهوآله فقالت : يا نبيّ الله! إنّ زوجي الثاني قد مسّني ، فقال
صلىاللهعليهوآله : كذبت بقولك الأول ، فلن أصدّقك في الآخر ، فنزلت فيها
الآية ٢٣٠ من سورة البقرة : (فَإِنْ
__________________
طَلَّقَها
فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ ....)
عاد
كان في غابر
الأزمنة قوم ينسبون إلى عاد بن إرم بن أوس بن سام ابن نبيّ الله نوح عليهالسلام.
وقيل في عاد :
هو ابن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليهالسلام.
كانوا من
القبائل العربيّة العاربة ، جاءوا بعد قوم نوح عليهالسلام ، وكانوا ثلاث عشرة قبيلة ، وتعدادهم أربعة آلاف ، وقيل
: ثلاثة آلاف نسمة ، وكان أبوهم عاد أوّل من ملك من العرب ، وعمّر طويلا ، وتزوّج
ألف امرأة ، وولد له أربعة آلاف ولد ، وعاش ١٢٠٠ سنة.
كانوا يسكنون
الأحقاف وهي جبال الرمل في اليمن ـ بين عمان وشمال حضرموت ـ في منطقة على البحر
تدعى الشحر ، وقيل : كانوا يسكنون في الجنوب الغربي من جزيرة العرب. كانوا أشدّاء
أقوياء معمّرين ، يسكنون في قصور وبيوت ضخمة ، وقيل : أكثرهم كان يسكن خياما لها
أعمدة ضخمة ، وكان لهم زرع ونخل كثير.
كانوا على دين
الصابئة ، وقيل : كانوا يعبدون الأصنام من دون الله ، ومن جملة أصنامهم صمود
والهتار وصدا.
كانوا طغاة
مفسدين ، فبعث الله إليهم نبيّه هودا عليهالسلام لإصلاحهم وإرشادهم ، فدعاهم إلى عبادة الله الواحد ،
وترك عبادة الأصنام ، والكفّ عن شرورهم وفسادهم وظلمهم.
__________________
وبعد أن مكث
بينهم ٧٦٠ عاما يأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر ، ويحذّرهم من غضب الله ، فلم
يؤمن به إلّا القليل منهم ، وأصر أكثرهم على كفرهم وشركهم وشرورهم ومخالفته
واتّهامه بالجنون والكذب ، وقابلوه بالسّخرية والاستهزاء.
وبعد أن تمادوا
في كفرهم وضلالهم سلّط الله عليهم ريحا صرصرا أهلكتهم بأجمعهم ، ولم ينج من العذاب
إلّا نبيّ الله هود عليهالسلام والنخبة الصالحة القليلة التي آمنت به.
ويقال : إن
الله منع عنهم المطر والخيرات ٧ سنين وقيل : ٣ سنوات ، فأجدبت أراضيهم ، ويبست
مزارعهم ، وأصابهم القحط والجوع ، ثم أرسل الله إليهم الطوفان فأبادهم عن بكرة
أبيهم.
القرآن العظيم وعاد
(وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ
هُوداً ...) الأعراف ٦٥.
(وَاذْكُرُوا إِذْ
جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ ...) الأعراف ٧٤.
(نَبَأُ الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ ...) التوبة ٧٠.
(وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ
هُوداً ...) هود ٥٠.
(وَتِلْكَ عادٌ
جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ ...) هود ٥٩.
(أَلا إِنَّ عاداً
كَفَرُوا رَبَّهُمْ ...) هود ٦٠.
(أَلا بُعْداً لِعادٍ
قَوْمِ هُودٍ) هود ٦٠.
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ
نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ ...) إبراهيم ٩.
(فَقَدْ كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ ...) الحجّ ٤٢.
(وَعاداً وَثَمُودَ
وَأَصْحابَ الرَّسِّ ...) الفرقان ٣٨.
(كَذَّبَتْ عادٌ
الْمُرْسَلِينَ) الشعراء ١٢٣.
(وَعاداً وَثَمُودَ
وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ ...) العنكبوت ٣٨.
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ ...) ص ١٢.
(مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ
نُوحٍ وَعادٍ ...) غافر ٣١.
(أَنْذَرْتُكُمْ
صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ ...) فصّلت ١٣.
(فَأَمَّا عادٌ
فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ ...) فصّلت ١٥.
(وَاذْكُرْ أَخا عادٍ
إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ ...) الأحقاف ٢١.
(وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ
وَإِخْوانُ لُوطٍ) ق ١٣.
(وَفِي عادٍ إِذْ
أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ ...) الذاريات ٤١.
(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ
عاداً الْأُولى) النجم ٥٠.
(كَذَّبَتْ عادٌ
فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) القمر ١٨.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ
وَعادٌ ...) الحاقة ٤.
(وَأَمَّا عادٌ
فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ ...) الحاقة ٦.
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ
فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ) الفجر ٦.
__________________
العاص بن هشام
هو أبو البختري
العاص ، وقيل : العاصي بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن
مرّة بن كعب بن لؤي القرشيّ ، الأسدي ، وأمّه : أروى بنت الحارث.
من زعماء
ورؤساء قريش في الجاهليّة ، وأحد مشركي قريش الذين عاصروا النبيّ صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة الإسلامية.
كان في أوّل
أمره ينهى قومه والمشركين الآخرين من إيذاء النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ونقض اتفاقيّة
__________________
كان قد وقّع عليها على مقاطعة النبي صلىاللهعليهوآله وبني هاشم ، وقام مع جماعة بتمزيق صحيفة تلك
الاتفاقيّة.
جاء مع جماعة
من المشركين إلى أبي طالب عليهالسلام وشكوا النبي صلىاللهعليهوآله إليه ، وقالوا : إنّ ابن أخيك سبّ آلهتنا وعاب ديننا
وسفّه أحلامنا وضلّل آباءنا ، فأمّا أن تكفّه عنا ، وأمّا أن تخلّي بيننا وبينه.
كان من جملة
المشركين الذين اجتمعوا حول دار النبي صلىاللهعليهوآله ليغتالوه ، ولكنّ الله أوحى إلى نبيّه بذلك ، وأمره بأن
يجعل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في فراشه ويغادر إلى الغار ، ومن ثمّ إلى المدينة
المنوّرة.
ويقال : كان
يدافع عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ويمنع أبا جهل ومن على شاكلته من ايذاء النبيّ صلىاللهعليهوآله ، حتى وصلت به الحال ب : أن ضرب أبا جهل ، وطئه وطأ
شديدا ؛ دفاعا عن النبي صلىاللهعليهوآله.
اجتمع وجماعة
من رؤساء المشركين في دار الندوة للتشاور حول القضاء على النبي صلىاللهعليهوآله ، فأبدى كلّ واحد منهم رأيه ، ثم قال العاص : الحلّ
الوجيه ، هو : طرده من مكّة ، لكي يتمكّن من يريد ؛ الفتك به أو إيذائه.
اشترك في واقعة
بدر في السنة الثانية من الهجرة إلى جانب المشركين ، ونهى النبي صلىاللهعليهوآله المسلمين من قتله ، ولكن قتله المجذر بن ذياد البلوي ،
وهو لا يعرفه ، ويقال : قتله شخص آخر غير المجذر.
القرآن الكريم والعاص بن هشام
على أثر
اجتماعه وجماعة من المشركين في دار الندوة بمكّة للبحث حول القضاء على النبي صلىاللهعليهوآله ، نزلت فيه وفي جماعته الآية ٣٠ من سورة الأنفال : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ
كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ
وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ.)
ولكونه كان من
مطعمي قريش يوم بدر ، شملته الآية ٣٦ من نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ
أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ....)
وجاء يوما مع
جماعة من الكفار إلى النبي صلىاللهعليهوآله وطلبوا منه أن يفجّر لهم عيونا وأنهارا ، كدجلة والفرات
، حتّى يؤمنوا به ، فنزلت فيهم الآية ٩٠ من سورة الإسراء : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى
تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً.)
وشملته الآية ٦
من سورة الكهف : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ
نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً.)
وشملته الآية ١
من سورة محمّد صلىاللهعليهوآله : (الَّذِينَ كَفَرُوا
وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)
وفي أحد
الأيّام طلب هو وجماعة من المشركين من النبي صلىاللهعليهوآله أن يشقّ لهم القمر نصفين ، فطلب النبي صلىاللهعليهوآله ذلك من الله جلّت قدرته ، فانشقّ إلى نصفين ، فنزلت
الآية ١ من سورة القمر : (اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ.)
العاص بن وائل
هو العاص بن
وائل بن هشام ، وقيل : هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو القرشيّ ، السهمي ، وأمّه سلمى
من بني بلي ، وهو أبو عمرو بن العاص المعروف.
__________________
من زعماء
وشخصيّات قريش في الجاهليّة ، وأحد حكام العرب فيها ، وقائد بني سهم في حرب الفجار
، وكان كافرا مشركا بالله وثنيّا ، بيطارا يعالج الخيل.
أدرك الإسلام
ورأى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وصار من أشدّ خصوم النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، ومن أكثر المشركين استهزاء بالنبيّ صلىاللهعليهوآله وبالعقيدة الإسلاميّة.
كان من الذين
يغمزون الناس ، ويستحقرون الفقراء ، ويستخفّون بهم ، وعلى رأس الذين يؤذون النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ويعذّبون المسلمين ، ووقف في وجه النبي صلىاللهعليهوآله ؛ ليمنعه من أداء رسالته.
ولم يزل يقف
حجر عثرة أمام النبي صلىاللهعليهوآله حتّى هلك بالأبواء ـ بين مكّة والمدينة ـ على أثر سقوطه
من ظهر حماره في أحد شعاب مكّة ، وذلك في السنة الأولى من هجرة النبي صلىاللهعليهوآله ، وقيل : هلك غير مأسوف عليه قبل الهجرة بثلاث سنوات ،
وهو ابن ٨٥ سنة.
القرآن العزيز والعاص بن وائل
جاء مع جماعة
على شاكلته من الكفّار والمستهزئين إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وقالوا : يا محمد! لو جعل معك ملك يحدّث الناس ويرى
معك؟ فنزلت فيه وفيهم الآية ٨ من سورة الأنعام : (وَقالُوا لَوْ لا
أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ....)
وجاء يوما مع
جماعة إلى النبي صلىاللهعليهوآله وسألوه عن قيام الساعة ، فنزلت فيهم الآية ١٨٧ من سورة
الأعراف : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ
السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي ....)
كان المستهزءون
بالنبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين أربعة اشخاص والعاص خامسهم ، نزلت فيهم الآية
٩٥ من سورة الحجر : (إِنَّا كَفَيْناكَ
الْمُسْتَهْزِئِينَ.)
وطلب هو وجماعة
من المشركين من النبي صلىاللهعليهوآله أن يفجر لهم أنهارا وعيونا لكي يؤمنوا برسالته ، فنزلت
فيهم الآية ٩٠ من سورة الإسراء : (وَقالُوا لَنْ
نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً.)
وشملته الآية ٦
من سورة الكهف : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ
نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ....)
استأجر رجلا
ليعمل عنده ، وبعد أن أتمّ العمل امتنع عن دفع أجوره قائلا : نحن أحق بالجنّة من
محمّد صلىاللهعليهوآله ، فسوف أعطيك أجورك في الجنّة ، فنزلت فيه الآية ٦٣ من
سورة مريم : (تِلْكَ الْجَنَّةُ
الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا.)
كان للخبّاب بن
الأرت عليه دين فتقاضاه ، فقال العاص : لا والله لا أسدد لك حتّى تكفر بمحمّد صلىاللهعليهوآله ، فقال الخبّاب : لا والله لا أكفر بمحمّد صلىاللهعليهوآله حيّا ولا ميّتا ولا حين تبعث ، قال العاص مستهزئا :
فإنّي اذا متّ بعثت؟ قال الخبّاب : نعم ، قال العاص : إذا بعثت جئتني وسيكون لي
مال وولد فأعطيك ، وقال : إنّكم تزعمون أنّكم تبعثون ، وأنّ في الجنّة ذهبا وفضّة
وحريرا فأنا أقضيك ، فنزلت فيه الآيات التالية من سورة مريم :
الآية ٧٧ (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا
وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً.)
والآية ٧٨ (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ
عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً.)
والآية ٧٩ (كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ
لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا.)
والآية ٨٠ (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا
فَرْداً.)
ونزلت فيه
الآية ٧٧ من سورة يس : (أَوَلَمْ يَرَ
الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ.)
وجاء يوما إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله ومعه عظمة بالية ، فقال : أرجع الحياة إلى هذه العظمة ،
فنزلت فيه الآية ٧٨ من سورة يس : (وَضَرَبَ لَنا
مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ.)
ونزلت فيه وقيل
: في أميّة بن خلف الآية ١ من سورة الهمزة : (وَيْلٌ لِكُلِّ
هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ.)
ولكثرة كفره
وتكبّره على الناس ـ لا سيما الضعفاء والأيتام منهم ـ نزلت فيه الآيات التالية من
سورة الماعون :
الآية ١ (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ
بِالدِّينِ.)
والآية ٢ (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ.)
والآية ٣ (وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ.)
لما توفّي
القاسم ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال المترجم له :إنّ محمدا صلىاللهعليهوآله أبتر،لا يعيش له
ولد ذكر. وكان يقول : دعوا محمّدا صلىاللهعليهوآله فإنّه رجل أبتر ، لا عقب له ، لو هلك انقطع ذكره
واسترحتم منه.
وكان إذا التقى
بالنبي صلىاللهعليهوآله ، يقول له : إنّي لأشنؤك وإنّك لأبتر في الرجال ، فنزلت
فيه الآية ٣ من سورة الكوثر : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ.)
في أحد الأيّام
اعترض جماعة من المشركين ـ بينهم المترجم له ـ النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو يطوف حول الكعبة ، وقالوا له : يا محمد! هلمّ
فلنعبد ما تعبد ، وتعبد ما نعبد ، فنشترك نحن وأنت في الأمر ، فإن كان الذي تعبد
خيرا ممّا نعبد كنّا قد أخذنا بحظّنا منه ، وإن كان ما نعبد خيرا ممّا تعبد كنت قد
أخذت بحظّك منه ، فأنزل الله سبحانه وتعالى جوابا لهم سورة كاملة ، وهي سورة
الكافرون وآياتها كالآتي :
الآية ١ (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ.)
الآية ٢ (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ.)
الآية ٣ (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.)
والآية ٤ (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ.)
والآية ٥ (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.)
والآية ٦ (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.)
__________________
عاصم بن عدي
هو أبو عبد
الله ، وقيل : أبو بكر ، وقيل : أبو عمر ، وقيل : أبو عمرو عاصم بن عدي بن الجد بن
العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن عجل الأنصاريّ ، البلوي ، الأوسي ، القضاعي
، العجلاني ، المدني ، حليف بني عمرو بن عوف.
أحد صحابة رسول
الله صلىاللهعليهوآله من الأنصار ، وسيّد بني العجلان في عصره.
خلّفه النبيّ صلىاللهعليهوآله على العالية من المدينة والقباء قبل غزوة بدر.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله بدرا ، وقيل : لم يشهدها ، وأحدا وبقيّة المشاهد. قام
هو ومالك بن الدخشم بحرق وهدم مسجد الضرار ؛ تنفيذا لأمر النبي صلىاللهعليهوآله لهما بذلك.
توفّى في المدينة
المنوّرة سنة ٤٥ ه ، وقيل : سنة ٤٠ ه ، بعد أن عمّر ١١٥ سنة ،
__________________
وقيل ١٢٠ سنة.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث ، وروى عنه جماعة.
القرآن المجيد وعاصم بن عدي
لما نزلت آية
الصدقة تقدّم المسلمون بصدقاتهم إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان عاصم من جملة المتصدّقين ، فلمزهم المنافقون
وقالوا : ما أعطى عاصم وغيره إلّا رياء ، فنزلت الآية ٧٩ من سورة التوبة : (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ
فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ....)
ونزلت فيه وفي
غيره الآية ٦ من سورة النور : (وَالَّذِينَ
يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ....)
__________________
العاص بن سهيل (أبو جندل)
هو أبو جندل
العاصي ، وقيل : العاص بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن
حسل بن عامر القرشيّ ، العامري.
صحابي ، عذّب
وحبس في الإسلام ، واشترك في بعض الفتوحات.
أسلم بمكّة ،
فلمّا علم به أبوه سجنه وقيّده ، ومنعه من الهجرة إلى المدينة ، فلمّا كان صلح
الحديبية فرّ إلى المدينة والتحق بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلما رآه أبوه عند النبيّ صلىاللهعليهوآله ضرب وجهه ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : اصبر واحتسب ، فإنّ الله جاعل لك ولمن معك من
المستضعفين فرجا ومخرجا.
في أيّام حكومة
عمر بن الخطاب اشترك في فتوح الشام سنة ١٤ ه ، وفي سنة ١٥ ه اشترك في واقعة
اليرموك ، وسكن دمشق.
في أحد الأيّام
شرب هو وجماعة الخمر في الشام ، فعلم أبو عبيدة بن الجراح ، فكتب بذلك إلى عمر ،
فأمره بإجراء الحدّ عليهم ، فحدّه وحدّ زميلا له.
ولم يزل يسكن
الشام حتى توفّي بها أيّام طاعون عمواس سنة ١٨ ه ، وقيل : توفي سنة ٢٣ ه ، وقيل
: استشهد باليمامة.
كان من
المسلمين الذين وقعوا على صحيفة صلح الحديبيّة الذي عقد بين المسلمين والمشركين في
السادسة من الهجرة.
القرآن المجيد وأبو جندل
نزلت فيه الآية
٤١ من سورة النحل : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا
فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا
__________________
لَنُبَوِّئَنَّهُمْ
فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ....)
ونزلت فيه أيضا
الآية ٤٢ من نفس السورة : (الَّذِينَ صَبَرُوا
وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
وشملته الآية
٢٥ من سورة الفتح : (وَلَوْ لا رِجالٌ
مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ ....)
عامر الأشجعيّ
هو عامر بن
الأضبط الأشجعيّ.
أحد صحابة رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، قتله أحد المسلمين ظلما وعدوانا.
__________________
القرآن الكريم وعامر الأشجعي
في السنة
السابعة أو الثامنة من الهجرة وقبل فتح مكّة ، أغزى النبي صلىاللهعليهوآله أبا قتادة الأنصاريّ ومحلم بن جثامة الليثيّ إلى وادي
إضم ـ وفيه تجتمع أودية المدينة المنورة ـ فلقيهم المترجم له على بعير له ومعه
متاعة ، فحيّاهم بتحية الإسلام ، فأمسكوا عنه ، وكانت بينه وبين محلم عداوة وبغضاء
من أيّام الجاهليّة ، فحمل عليه محلم وقتله وأخذ بعيره ومتاعه ، فرفع الخبر إلى
النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيه وفي قاتله الآية ٩٤ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا
ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى
إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا
....)
عامر بن الطفيل
هو ابو علي
عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامريّ ،
الجعفري ، الغنوي ، وأمّه كبشة بنت عروة الرحال.
أحد رؤساء
العرب وساداتهم في الجاهليّة ، وزعيم بني عامر ، وشاعرهم وفارسهم في زمانه.
__________________
عرف بين قومه
بشجاعته وبطولته وكرمه ، فكان مناديه ينادي في سوق عكاظ بمكّة : هل من جائع فنطعمه؟
أو راجل فنحمله؟ أو خائف فنؤمنه؟ ولد في نجد سنة ٧٠ وقيل : سنة ٦٧ قبل الهجرة ،
ونشأ بها وتعلّم الفروسية وقال الشعر ، ففاق أقرانه فيهما ، وصار من أحذق العرب في
ركوب الخيل وأجولهم على متونها حتى صار مضرب الأمثال فيه.
قاد قومه إلى
جملة من الغزوات والمعارك مع قبيلتي غطفان ومذحج ، وذهبت إحدى عينيه في إحداها.
كان عقيما لا
يولد له ، وكانت بينه وبين النابغة الذبياني ـ الشاعر ـ مهاجاة شديدة.
لما بزغ نور
الإسلام وبعث النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله كان شيخا كبيرا ولم يسلم ، وكان من أشدّ خصوم النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
بعد فتح مكّة
وفد على النبيّ صلىاللهعليهوآله بالمدينة المنوّرة ، واجتمع به ، وقال : يا محمد! ما لي
إن أسلمت؟ فقال صلىاللهعليهوآله : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم ، ثمّ قال : تجعل لي
الأمر من بعدك؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : لا ، ليس ذلك إليّ ، إنّما ذلك إلى الله ، يجعله حيث
، يشاء ، قال : فتجعلني على الوبر وأنت على المدر؟ قال صلىاللهعليهوآله : لا ، فقال : فما ذا تجعل لي؟ قال صلىاللهعليهوآله : أجعل لك أعنّة الخيل تغزو عليها ، قال : أو ليس ذلك
إليّ اليوم؟
كان من الكفّار
والمعاندين الذين لعنهم النبيّ صلىاللهعليهوآله.
له ديوان شعر ،
وأكثر شعره في الفخر والحماسة ، ومن شعره مفتخرا :
فانّي وإن
كنت ابن فارس عامر
|
|
وسيّدها
المشهور في كلّ موكب
|
فما سوّدتني
عامر عن وراثة
|
|
أبى الله أن
أسمو بأمّ ولا أب
|
ولكنّني أحمي
حماها وأتّقي
|
|
أذاها وأرمي
من رماها بمنكب
|
ولم يزل يعادي
النبي صلىاللهعليهوآله ويقف في وجهه حتّى هلك وهو على كفره سنة ١١ ه ؛ وقيل :
حوالي سنة ١٠ ه ، وله من العمر ٦٢ سنة.
القرآن العظيم وعامر بن الطفيل
اتفق المترجم
له مع أربد بن ربيعة الكافر على اغتيال النبي صلىاللهعليهوآله ، وذلك بأن يدخل عامر على النبي صلىاللهعليهوآله ويناقشه ويحادثه ، ثم يدخل عليهما أربد فيضرب النبي صلىاللهعليهوآله بالسيف ويغتاله ، وفي الوقت المقرّر دخل عليهما أربد
واخترط من سيفه شبرا فحبسه الله سبحانه وتعالى ، فلم يستطع سلّه ، فرأى النبي صلىاللهعليهوآله أربد وما يصنع بسيفه ، فقال صلىاللهعليهوآله : اللهم اكفنيهما بما شئت ، فأرسل الله صاعقة على أربد
فأحرقته ، ولمّا رأى عامر ما جرى على صاحبه هرب وهو يقول : يا محمد! دعوت ربّك
فقتل أربد ، والله لأملأنّها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يمنعك الله تعالى من ذلك.
فنزل عامر في
بيت امرأة سلوليّة وبات عندها ، وأخذ يستعد للانتقام من النبي صلىاللهعليهوآله ، فأرسل الله ملكا فلطمه بجناحيه وأسقطه على الأرض ،
فخرجت غدّة على ركبته كغدّة البعير ، فمكث في بيت السلوليّة وهو يقول : غدّة كغدة
البعير ، وموت في بيت السلوليّة ، ولم يزل حتّى مات على ظهر فرسه كافرا يريد الغدر
بالمسلمين ، وقبل أن يصل إلى قومه نزلت فيه وفي أربد وما أقدما عليه لاغتيال النبي
صلىاللهعليهوآله الآيات التالية من سورة الرعد :
الآية ٨ (اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ
أُنْثى ....)
والآية ١٠ (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ
وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ.)
والآية ١٣ (وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها
مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ.)
والآية ١٤ (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ
يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَباسِطِ
كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ ....)
وجاء يوما إلى
النبي صلىاللهعليهوآله وقال : يا محمد! لأيّ شيء تدعونا؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : أدعوكم إلى الله ، فقال : هل الله من ذهب أم فضة أم
من حديد أم من خشب؟
فنزلت فيه سورة الإخلاص : (قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ* اللهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً
أَحَدٌ.)
__________________
عامر بن عبد الله (أبو عبيدة بن الجرّاح)
هو أبو عبيدة
عامر بن عبد الله بن الجرّاح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن
النضر القرشيّ ، الفهري ، المكّي ، وأمّه أمّ غنم أميمة بنت جابر.
أحد أصحاب رسول
الله صلىاللهعليهوآله المشهورين ، ومن السابقين إلى الإسلام ، والعامّة
يقولون : إنّه من العشرة المبشرة بالجنّة ، وأحد قادة وأمراء الجيوش الإسلامية
الفاتحين.
ولد بمكّة قبل
الهجرة النبوية بأربعين سنة ، وشهد وقائع بدر وأحد وبقية المشاهد مع النبي صلىاللهعليهوآله ، وهاجر إلى الحبشة والمدينة المنوّرة.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين أبي طلحة الأنصاريّ وسالم مولى أبي حذيفة
ومحمد بن مسلمة.
في أيّام حكومة
أبي بكر كان من أمراء الجيش الإسلامي الذي فتح دمشق ، وفي عهد عمر عيّنه قائدا
عاما للجيوش الإسلامية بعد أن عزل خالد بن الوليد.
كان لسوء حظّه
من أعداء وخصوم الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأحد أركان ظالميه ، ومن أقطاب غاصبي الخلافة
وتسليمها لغيره.
كانت تربطه
بكلّ من أبي بكر وعمر مودّة وصداقة حميمة تجلّت بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله في سقيفة بني ساعدة ، حيث اتخذوا كلّهم موقفا واحدا ضد
الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
توفّي في طاعون
عمواس ـ وهي مدينة بين الرّملة والقدس بفلسطين ـ سنة ١٨ ه ، وقيل : سنة ١٧ ه ،
وقيل : توفّي بفحل ـ مدينة بالقرب من بيت المقدس ـ وقيل : قبره ببيسان في قرية
عمتا بين حوران وفلسطين ، وعاش ٥٨ سنة.
__________________
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله جملة من الأحاديث ، وروى عنه جماعة.
القرآن الكريم وأبو عبيدة بن الجراح
بعد مقتل أبيه
ـ وهو كافر ـ في يوم بدر وقيل في معركة أحد نزلت فيه الآية ٢٢ من سورة المجادلة : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا
آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ....)
__________________
عامر بن فهيرة
هو أبو عمرو ،
وقيل : أبو عمر عامر بن فهيرة التيمي ، وقيل : التميمي ، وقيل : العنزي ، وقيل :
الأزدي ، وفهيرة أمّه.
صحابيّ ، وأحد
السابقين إلى الإسلام ، وكان أسود اللون.
__________________
كان مملوكا
للطفيل بن عبد الله الأزدي ، أخي عائشة بنت أبي بكر ، وكان أحد موالي أبي بكر.
كان من
السابقين إلى الإسلام ، وعانى الكثير من التعذيب والاضطهاد من المشركين ، فاشتراه
أبو بكر ثم أعتقه ، وصار راعيا لأغنامه.
هاجر مع النبي صلىاللهعليهوآله من مكّة إلى المدينة ، وشهد معه واقعتي بدر وأحد. آخى
النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين الحارث بن أوس بن معاذ.
كان من جملة
كتّاب النبي صلىاللهعليهوآله.
استشهد يوم بئر
معونة في السنة الرابعة من الهجرة ، وله من العمر ٤٠ سنة ، قتله ربيعة بن أبي
البراء ، وقيل : عامر بن الطفيل.
القرآن المجيد وعامر بن فهيرة
شملته الآية ٥١
من سورة الأنعام : (وَأَنْذِرْ بِهِ
الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ ....)
والآية ١١٠ من
سورة النحل : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ
لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ....)
والآية ٢٠ من
سورة الفرقان : (وَجَعَلْنا
بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً ....)
__________________
عبادة بن الصامت
هو أبو الوليد
عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن قوقل ، وقيل : قوفل
الأنصاري ، الخزرجي ، السالمي ، المدني ، وأمّه : قرّة العين بنت عبادة بن نضلة.
من مشاهير
صحابة النبي صلىاللهعليهوآله.
أسلم وشهد
العقبة الأولى والثانية ، وشهد بدرا وأحدا والخندق وبقيّة المشاهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله.
كان نقيب قومه.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين أبي مرثد الغنوي ، وعيّنه النبي صلىاللهعليهوآله على بعض الصدقات.
كان من الذين
جمعوا القرآن الكريم في حياة النبي صلىاللهعليهوآله.
أرسله عمر بن
الخطاب أيّام حكومته إلى الشام ليعلّم أهلها القرآن ويفقّههم في الدين ، فأقام
بحمص مدّة ثم انتقل إلى فلسطين ليقضي بين الناس ، فكان أوّل من تولّى القضاء بها.
تكدّر الصفو
بينه وبين معاوية بن أبي سفيان ـ وهو يومئذ والي عمر على بلاد الشام ـ فقال يوما
لمعاوية : لا أساكنك بأرض واحدة أبدا ، ورحل إلى المدينة ، فلمّا علم عمر بخبره
قال له : ارجع إلى مكانك ، وكتب إلى معاوية : لا إمرة لك عليه.
له أدوار
ومواقف مهمّة في الفتوحات الإسلامية.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.
__________________
توفّي بالبيت
المقدّس ، وقيل : بالرملة ، وقيل : بقبرص سنة ٣٤ ه ، وقيل : سنة ٣٢ ه ، وقيل :
سنة ٤٥ ه ، وله من العمر ٧٢ سنة.
القرآن العزيز وعبادة بن الصامت
كان له حلفاء
من اليهود ، فلمّا خرج النبي صلىاللهعليهوآله يوم الأحزاب لمقارعة المشركين قال عبادة : يا نبيّ الله!
معي خمسمائة رجل من اليهود ، وقد رأيت أن يخرجوا معي ، فاستظهر بهم على العدوّ ،
فنزلت فيه الآية ٢٨ من سورة آل عمران : (لا يَتَّخِذِ
الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ
يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ ....)
قال يوما للنبي
صلىاللهعليهوآله : يا رسول الله! إنّ اليهود كثيرون ، ولهم نفوذ وسطوة ،
وهم حلفاء لي ، ولكنّي لا أعتمد عليهم ، واعتمادي على الله وعليك ، فنزلت الآية ٥١
من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ ....)
كان بينه وبين
بني قينقاع اليهود حلف ، فلمّا حاربوا النبي صلىاللهعليهوآله تبرّأ عبادة منهم ومن حلفهم ، فنزلت فيه الآية ٥٦ من
نفس السورة : (وَمَنْ يَتَوَلَّ
اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ.)
__________________
العبّاس بن عبد المطلب
هو أبو الفضل
العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي ، المكّي ، وأمّه
نتيلة بنت خباب الخزرجيّة.
أحد أعمام رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، ومن فضلاء صحابته وساداتهم ، وجدّ خلفاء الدولة
العباسيّة.
__________________
عرف بسداد
الرأي وغزارة العقل وكثرة الجود والكرم ، فكان يطعم الحجّاج في موسم الحجّ ، وأعتق
سبعين عبدا.
كان في
الجاهليّة من زعماء قريش ورؤسائهم ، وكانت إليه عمارة المسجد الحرام وسقاية الحاج.
كان من أثرياء
مكّة ومن المرابين المعروفين فيها.
شهد ـ وهو كافر
ـ بيعة العقبة مع النبي صلىاللهعليهوآله عند ما بايعته الأنصار ، وفي غزوة بدر الكبرى كان إلى
جانب المشركين يحارب المسلمين ، فأسروه وشدّوا وثاقه وجاءوا به إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، ففدى نفسه ثم أسلم ، ويقال : إنه أسلم قبل هجرة النبي
صلىاللهعليهوآله من مكّة إلى المدينة ، وكان يكتم إسلامه ، ويكتب إلى
النبي صلىاللهعليهوآله أخبار قريش وغيرهم من المشركين المتواجدين في مكّة.
هاجر إلى
المدينة ، وشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله فتح مكّة وواقعة حنين.
قال أشعارا في
مدح النبي صلىاللهعليهوآله ، فلما أسمعها النبي صلىاللهعليهوآله قال : لا فضّ الله فاك.
أعطاه النبي صلىاللهعليهوآله مواضع من الشام والعراق وهجر ، وكتب له كتابا فيها ،
ولكنّ عمر بن الخطّاب مزّق ذلك الكتاب.
كان له عشرة من
الذكور سوى الإناث ، قال له النبي صلىاللهعليهوآله يوما : ويل لذرّيتي من ذرّيتك!
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله روايات وروى عنه جماعة.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله ولمّا غصب القوم الخلافة من الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأجلسوه في داره وغصبوا فاطمة الزهراء عليهاالسلام حقوقها لم يحرّك العباس ساكنا ، ولم يدافع عنهما وعن
مظلوميتهما.
فقد بصره في
أواخر حياته ، ولم يزل حتّى توفّي بالمدينة المنورة في الثاني عشر من رجب ، وقيل :
من شهر رمضان سنة ٣٢ ه ، وقيل : سنة ٣٤ ه ، وقيل : سنة ٣٣ ه ، وصلّى عليه
الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ودفن بالبقيع ، وله من العمر ٨٨ سنة ، وكان أسنّ من
النبي صلىاللهعليهوآله بسنتين أو ثلاث سنين.
القرآن الكريم والعباس بن عبد المطلب
كان هو وخالد
بن الوليد شريكين في الجاهليّة ؛ يسلّفان في الرّبا ، فلمّا ظهر الإسلام كان لهما
أموال طائلة في الرّبا ، فنزلت فيه وفي خالد ، وقيل : فيه وفي عثمان بن عفان الآية
٢٧٨ من سورة البقرة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ.) فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ألا أنّ كلّ ربا من ربا الجاهلية موضوع ، وأوّل ربا
أضعه ربا العبّاس بن عبد المطلب.
وبعد أن أسر في
واقعة بدر أخبر الله النبي صلىاللهعليهوآله بأن للعبّاس دفينا من ذهب ، فبعث الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام فأخرجه من عند زوجته أمّ الفضل. فلمّا أحضر الإمام عليهالسلام الذهب قال العباس : أفقرتني يا ابن أخي! فنزلت فيه
الآية ٧٠ من سورة الأنفال : (يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي
قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ ....)
والآية ٧٢ من
نفس السورة : (وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا
وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ....)
عند ما أسره
المسلمون يوم بدر قال : يا معشر المسلمين! ان كنتم أسلمتم وهاجرتم وجاهدتم قبلنا ،
ولكن اعلموا بأننا عمّرنا المسجد الحرام وتولينا سقاية الحاج ، فنزلت جوابا له
الآية ١٧ من سورة التوبة : (ما كانَ
لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ
بِالْكُفْرِ ....)
ونزلت فيه
الآية ١٩ من نفس السورة : (أَجَعَلْتُمْ
سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ ....)
ونزلت فيه
الآية ٣٤ من سورة هود : (وَلا يَنْفَعُكُمْ
نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ
يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.)
والآية ٧٢ من
سورة الإسراء : (وَمَنْ كانَ فِي
هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً.)
نزلت فيه وفي
جماعة من بني هاشم الآية ٨ من سورة الممتحنة : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ
عَنِ
الَّذِينَ
لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ
وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ....)
__________________
__________________
عبد الرحمن بن أبي بكر
هو أبو عبد
الله ، وقيل : أبو محمد ، وقيل : أبو عثمان عبد الرحمن ابن أبي بكر ، عبد الله بن
أبي قحافة ، عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم القرشيّ ، التيمي ، المكي
، المدني ، وأمّه أمّ رومان بنت عامر بن عويمر ، كان قبل أن يسلم يدعى عبد الكعبة
، وقيل : عبد العزّى ، ولمّا أسلم سمّي بعبد الرحمن.
صحابيّ ، محارب
شجاع ، وأحد الرماة المعروفين.
كان أكبر أولاد
أبي بكر ، وعرف عنه أنّه كان كثير الدعابة.
قبل أن يتشرّف
بالإسلام شارك الكفّار في واقعتي بدر وأحد ، وأسلم في صلح الحديبية ، وشهد معركة
اليمامة مع خالد بن الوليد ؛ كان يسكن المدينة المنوّرة ، ويتاجر بلاد الشام.
شهد حرب الجمل
إلى جانب أخته عائشة التي جهّزت جيشا لمحاربة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في البصرة.
طلب معاوية بن
أبي سفيان من مروان بن الحكم أن يأخذ البيعة منه إلى ابنه يزيد ، فقال عبد الرحمن
: جئتم بها هرقليّة تبايعون لأبنائكم! وأبى ذلك ، فبعث له معاوية مائة ألف درهم
ليغريه على البيعة ، فردّها عبد الرحمن وقال : لا أبيع ديني بدنياي.
كان في
الجاهليّة يتغزّل بليلى بنت الجودي الغسانيّة ، وكان أبوها أميرا على دمشق ، وبعد
فتح الشام تزوّجها.
توفّي فجأة
بمكان اسمه حبش أو حبشي على بعد عشرة أميال من مكّة سنة ٥٣ ه ، وقيل : سنة ٥٥ ه
، وقيل : سنة ٥٦ ه ، وقيل : سنة ٥٨ ه ، وحمل إلى مكّة ودفن بها ، وقفت عليه أخته
عائشة وقالت : أما والله! لو حضرتك لدفنتك حيث متّ! ولو حضرتك ما بكيتك!
__________________
تزوّج الإمام
الحسن المجتبى عليهالسلام من ابنته حفصة.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث ، وروى عنه جماعة.
القرآن الكريم وعبد الرحمن بن أبي بكر
كان أبواه
يطلبان منه أن يعتنق الإسلام ، ويقولان له : أسلم كما أسلمنا وأطع أوامر الله ،
فنزلت فيه الآية ٧١ من سورة الأنعام : (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ
دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ
إِذْ هَدانَا اللهُ ....)
بعد أن ألحّ
عليه أبواه بأن يسلم ، أفف بهما ، فنزلت فيه الآية ١٧ من سورة الأحقاف : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ
لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي ....)
وبعد أن أسلم
نزلت فيه الآية ١٩ من نفس السورة : (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ
مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ ....)
__________________
عبد الرحمن بن عوف
هو أبو محمد
عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشيّ ، الزهري ،
المدني ، وأمّه الشفاء بنت عوف.
أحد صحابة رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، عرف بالشجاعة والكرم.
__________________
ولد قبل الهجرة
بأربعة وأربعين سنة ، وكان يدعى عبد الكعبة ، ولمّا أسلم سمي بعبد الرحمن ، وكان
أبرص.
كان في
الجاهليّة مختصا بأبي بكر بن أبي قحافة.
أسلم وشهد بدرا
وأحدا وبقيّة المشاهد مع النبي صلىاللهعليهوآله ، وهاجر إلى الحبشة والمدينة المنورة.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري.
كان من تجار
وأثرياء زمانه ، ترك ثروة طائلة بعد موته.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله صار من أركان سقيفة بني ساعدة في بيعة أبي بكر. وفي عهد
عمر بن الخطاب كان على ميمنة الجيوش الإسلامية التي افتتحت القدس ، وكان أحد الستة
الذين رشّحهم عمر للخلافة من بعده.
وبعد موت عمر
قام بأخذ البيعة لعثمان ابن عفان ، وكان من أوائل المبايعين له ، فأخذ عثمان يغدق
عليه الأموال الكثيرة.
توفّي بالمدينة
المنورة سنة ٣٢ ه ، وقيل : سنة ٣١ ه ، وصلّى عليه عثمان بن عفان ، وقيل : الزبير
بن العوّام ، ودفن في البقيع.
القرآن الكريم وعبد الرحمن بن عوف
دعا عبد الرحمن
جماعة من الصحابة إلى وليمة أقامها لهم ، وبعد أن أكلوا وشربوا الخمر حتّى سكروا ،
فلما جاء وقت صلاة المغرب تقدّم أحدهم وصلّى بهم المغرب وهم سكارى! فنزلت فيهم
الآية ٤٣ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ....)
عند ما كان
يسكن مكّة طلب من النبيّ صلىاللهعليهوآله الجهاد ، ولمّا دعاه النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى الجهاد في المدينة اعتذر عن ذلك واستصعب الأمر!
فنزلت فيه وفي أمثاله الآية ٧٧ من نفس السورة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا
الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ
النَّاسَ ....)
ونزلت فيه
الآية ١٠٢ من نفس السورة ؛ لكونه كان مجروحا : (وَلا جُناحَ
عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا
أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ....)
لكونه كان من
جملة الأشخاص الذين أرادوا دفع النبي صلىاللهعليهوآله عن راحلته إلى الوادي بعد منصرفه من تبوك ليقتلوه نزلت
فيهم الآية ٧٤ من سورة التوبة : (وَكَفَرُوا بَعْدَ
إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ....)
أخذ يعيب
الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام عند ما جاء ليدفع بعض الصدقات إلى النبي صلىاللهعليهوآله فنزلت فيه الآية ٧٩ من نفس السورة : (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ ....)
ومن ثم نزلت
فيه الآية ٨٠ من نفس السورة : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ
أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ
يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ....)
وشملته الآية
٤٧ من سورة الحجر : (وَنَزَعْنا ما فِي
صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ....)
يقال : إن
الآية ٩٦ من سورة مريم نزلت فيه : (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا.) بينما الآية المذكورة نزلت في الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وفاطمة الزهراء عليهاالسلام والحسنين عليهماالسلام لا غير.
__________________
__________________
عبد عمرو (أبو عامر الراهب)
أبو عامر عبد
عمرو بن صيفي ، وقيل : صفي بن النعمان بن مالك بن أميّة بن ضبيعة الخزرجي ،
الضبيعي ، المشهور بالراهب ، والد حنظلة غسيل الملائكة.
كان من رؤساء
وأشراف قومه في الجاهليّة ، وكان نصرانيا ، وقد ترهّب ولبس المسوح فعرف بالراهب.
كان عالما
بالتوراة والإنجيل ، وكان يحدّث الناس عن صفات النبي صلىاللهعليهوآله ومميزاته كما ذكرت في الكتب المقدّسة.
لما بزغ نور
الإسلام وبعث النبيّ محمد صلىاللهعليهوآله ، دعاه إلى الإسلام ، ولكنّه أبى واستكبر ، وأصبح عنصرا
شريرا ، منافقا ، كافرا ، فسمّاه النبي صلىاللهعليهوآله : الفاسق بدل الراهب.
اجتمع بالنبي صلىاللهعليهوآله في المدينة ، وقال له : ما هذا الدين الذي جئت به؟ فقال
النبي صلىاللهعليهوآله : جئت بالحنيفيّة ، دين إبراهيم ، فقال : أنا عليها ،
فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : إنّك لست عليها ، قال : بلى ، ثم قال : إنّك أدخلت يا
محمد في الحنيفيّة ما ليس فيها ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : ما فعلت ، ولكنّي جئت بها بيضاء نقيّة ، قال أبو عامر
: الكاذب
__________________
أماته الله طريدا غريبا وحيدا ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : أجل ، فمن كذب فعل الله تعالى ذلك به.
فتحقّق ذلك عند
ما خرج إلى مكّة وأقام بها ، ولمّا افتتح النبي صلىاللهعليهوآله مكّة هرب إلى الطائف ، فلمّا أسلم أهل الطائف هرب إلى
بلاد الشام ، ولم يزل بها حتّى هلك ؛ طريدا غريبا وحيدا.
كان من
المحرّضين على النبي صلىاللهعليهوآله في واقعتي بدر وأحد ، وكان يقول لقريش : إنّكم على
الحقّ ، وما جاء به محمد صلىاللهعليهوآله باطل.
أصدر أوامره ـ وهو
بالشام ـ إلى جماعته من المنافقين بأن يبنوا مسجدا مناوئا للنبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، فبنوا مسجد الضرار.
ولم يزل مشرّدا
طريدا حتّى هلك بالشام ، وقيل : بالحبشة في السنة التاسعة من الهجرة.
القرآن العزيز وأبو عامر
شملته الآية
١٠١ من سورة التوبة : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ
مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ ....)
ونزلت فيه
الآية ١٠٧ من نفس السورة : (وَالَّذِينَ
اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ ....)
__________________
عبد الله بن أبي
هو أبو الحبّاب
عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم الأنصاري ،
الخزرجي ، المعروف بابن سلول ، وسلول جدّته لأبيه.
كان في
الجاهليّة من سادات الخزرج ، وكان عملاقا طويل القامة.
عاصر النبي صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة الإسلامية ، وأصبح من أكثر المشركين
إيذاء للنّبي والمسلمين ، وأكثرهم حسدا للنبي صلىاللهعليهوآله ، حتى صار رأس النفاق في المدينة المنورة.
أظهر الإسلام
بعد واقعة بدر الكبرى تقيّة ونفاقا وبغيا ، فأخذ يخذل النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين في واقعة أحد وغزوة تبوك وغيرهما.
كان أوّل
الشامتين بالمسلمين إذا حلّت بهم نازلة ، وينشر كل سيئة يسمعها عنهم.
ولم يزل على
كفره وشركه ونفاقه وإيذائه للنبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين حتى أصيب بمرض أودى بحياته ، فدخل عليه النبي
صلىاللهعليهوآله ـ وهو على فراش الموت ـ فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : أهلكك حبّ اليهود.
__________________
لمّا هلك في أواخر
شوال أو أوائل شهر ذي القعدة في السنة التاسعة من الهجرة جاء ابنه ـ عبد الله ـ إلى
النبي صلىاللهعليهوآله ـ وكان مؤمنا ـ فطلب من النبي صلىاللهعليهوآله أن يلبس أباه قميصه ، فألبسه النبي صلىاللهعليهوآله قميصه ، وذلك مكافأة لصنيع كان أسداه إلى العباس بن عبد
المطلب عمّ النبي صلىاللهعليهوآله يوم واقعة بدر ، وهو لمّا ألقي القبض على العباس وأسره
المسلمون كان عريانا ، فكساه المترجم له قميصه.
القرآن العظيم وعبد الله بن أبي
شملته الآية ١٤
من سورة البقرة : (وَإِذا لَقُوا
الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا
إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ.)
ونزلت فيه
الآية ٢١٤ من سورة البقرة : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ
تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ
قَبْلِكُمْ ....)
وشملته الآية
٨٨ من سورة النساء : (فَما لَكُمْ فِي
الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا ....)
ونزلت فيه
الآية ١١٢ من نفس السورة : (وَمَنْ يَكْسِبْ
خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً
وَإِثْماً مُبِيناً.)
لم يشترك هو
وجماعته من المنافقين في حرب أحد ، وكانوا يترصّدون النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين فإن كانت نتيجة الحرب لصالح المسلمين ، كانوا
يقولون : نحن كنا معكم ، وإن كانت لصالح الكفّار والمشركين كانوا يقولون : كنّا
معكم ونقلنا إليكم أسرار المسلمين ، فأنزل الله فيه وفي أمثاله من المنافقين
والأشرار الآية ١٤١ من نفس السورة : (الَّذِينَ
يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ
مَعَكُمْ وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ
عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ....)
ونزلت فيه
الآية ١٤٥ من نفس السورة : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ
فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً.)
كان يصاحب
اليهود ويودّهم ويتّخذهم مأمنا له ، فنزلت فيه الآية ٥١ من سورة
المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ
بَعْضٍ ....)
لمّا أعلن عن
إسلامه تقيّة ونفاقا نزلت فيه الآية ٦١ من نفس السورة السابقة : (وَإِذا جاؤُكُمْ
قالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ....)
كان يأتي إلى
النبي صلىاللهعليهوآله ويقول له : إنّي مستعد لمساعدتك بأموالي بشرط أن لا
أشترك في الحروب والغزوات فنزلت فيه الآية ٥٣ من سورة التوبة : (قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً
لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ.)
ولنفاقه وكذبه
نزلت فيه الآية ٧٤ من نفس السورة : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ
ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ
وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ....)
ولما هلك ومات
جاء النبي صلىاللهعليهوآله ليصلّي على جنازته ، أو صلّى عليها نزلت الآية ٨٤ من
نفس السورة : (وَلا تُصَلِّ عَلى
أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا
بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ.)
كان قد أقسم أن
لا يخالف أوامر النبي صلىاللهعليهوآله فخالفها ، ثم جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله معتذرا طالبا الصفح عنه ، فنزلت فيه الآية ٩٤ من نفس
السورة : (يَعْتَذِرُونَ
إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ
قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ ....)
كان من
المغالين في اتهام عائشة بنت أبي بكر بالفاحشة في قصة الإفك ، فشملته الآية ١١ من
سورة النور : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ
بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) ... (وَالَّذِي تَوَلَّى
كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ.)
كانت عنده
جارية مسلمة تدعى معاذة ، فكان يجبرها على البغاء ، فنزلت فيه الآية ٣٣ من نفس
السورة : (وَلا تُكْرِهُوا
فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ....)
ولاشتراكه
بالإفك على عائشة وقذفها واتهامها بالفاحشة شملته الآية ٥٧ من سورة الأحزاب : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ
وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ....)
جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله يوما ومعه عظمة بالية ، فقال للنبي صلىاللهعليهوآله : هل تستطيع أن تعيد الحياة إلى هذه العظمة؟ فنزلت فيه
الآية ٧٨ من سورة يس : (وَضَرَبَ لَنا
مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ.)
كان هو وجماعة من
المنافقين قد صادقوا وصاحبوا الكفّار والمشركين ، وكانوا ينقلون إليهم أحاديث
النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين وأسرارهم ، فنزلت فيهم الآية ١٤ من سورة
المجادلة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ ....)
في أحد الأيّام
كان ابنه عبد الله ـ وكان مؤمنا ـ جالسا عند النبي صلىاللهعليهوآله ، فشرب النبي صلىاللهعليهوآله ماء ، فطلب عبد الله من النبي صلىاللهعليهوآله أن يبقي شيئا من ذلك الماء لكي يشربه لأبيه عسى أن
ينظّف ذلك الماء الذي لامس شفتي النبي صلىاللهعليهوآله قلب أبيه من الأدران ، فوافق النبي صلىاللهعليهوآله على ذلك ، فجاء بالماء إلى أبيه وقال له : هذا الماء من
بقايا ماء شربه النبي صلىاللهعليهوآله ، جئت به إليك لتشربه عسى أن يؤثّر على قلبك وضميرك
وتصحو ممّا أنت فيه ، فقال المترجم له : لو كنت جئتني ببول أمّك لكان أحسن من ذلك
، فنقل عبد الله كلام أبيه إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت في المترجم له الآية ٢٢ من السورة السابقة : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ
....)
وفيه وفي بقية
المنافقين نزلت الآية ١١ من سورة الحشر : (أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ
الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ ....)
ونزلت فيه
الآية ١ من سورة المنافقون : (إِذا جاءَكَ
الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ
لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ.)
ولشدّة نفاقه
ووقوفه ضدّ النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين نزلت فيه الآية ٢ من نفس السورة : (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً
فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.)
ولنفس السبب
السابق نزلت فيه الآية ٥ من السورة نفسها : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ
تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ
يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ.)
ونزلت فيه
الآية ٦ من نفس السورة : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ
أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ
إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ.)
والآية ٧ من
السورة نفسها : (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ
لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا ....)
والآية ٨ من
نفس السورة : (يَقُولُونَ لَئِنْ
رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ
مِنْهَا
الْأَذَلَّ ....)
__________________
عبد الله بن أبي أميّة
هو عبد الله
ابن أبي أميّة ، حذيفة ، وقيل : سهل بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو ابن مخزوم
القرشي ، المخزومي ، وأمّه عاتكة بنت عبد المطلب.
ابن عمّة النبي
صلىاللهعليهوآله ، وأخو أمّ سلمة ؛ زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله لأبيها.
صحابيّ ، شاعر.
أسلم عام فتح
مكّة في السنة الثامنة للهجرة بعد أن دخل على النبي صلىاللهعليهوآله وهو بثنية العقاب ـ موضع بين مكّة والمدينة ـ وقيل :
أسلم قبل عام الفتح ؛ شهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله فتح مكّة وحنينا والطائف ، وفي يوم الطائف في السنة
الثامنة للهجرة أصابه سهم فقتله.
كان قبل أن
يسلم من أكثر المعاندين والمخالفين للنبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، وفي تلك الأيام أرسله المشركون مع عمرو بن
العاص إلى النجاشي ـ ملك الحبشة ـ يؤلّبونه ويحرّضونه ضد المسلمين الذين هاجروا
إليه ، فأحسن إليهم.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وحدّث عنه جماعة.
القرآن الكريم وعبد الله بن أبي أميّة
طلب يوما من
النبي صلىاللهعليهوآله أن يأتيه بكتاب من السماء مكتوب فيه : من رب العالمين
__________________
إلى ابن أبي أميّة ، اعلم أني قد أرسلت محمدا صلىاللهعليهوآله إلى الناس ، فنزلت فيه الآية ١٠٨ من سورة البقرة : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا
رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ
بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ.)
قال هو وجماعة
من مشركي مكّة للنبي صلىاللهعليهوآله : ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللّات والعزّى ، فنزلت
فيهم الآية ١٥ من سورة يونس : (وَإِذا تُتْلى
عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ
بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ ....)
اجتمع المترجم
له وجماعة من رؤساء مشركي مكّة بالنبي صلىاللهعليهوآله وقالوا له : ائتنا بكتاب لا يعيب آلهتنا وأصنامنا ،
وبدّل لنا جبال مكّة ذهبا ، وائتنا بالملائكة يشهدون لك بأنّك رسول الله ، فنزلت
فيهم الآية ١٢ من سورة هود : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ
بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ
عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ ....)
طلب هو وجماعة
من المشركين من النبي صلىاللهعليهوآله مطالب إن نفّذها لهم اعتنقوا الإسلام منها أن يبعد عنهم
جبال مكة ، ويفجر لهم عيونا ليزرعوا بواسطتها ، فنزلت جوابا لهم الآية ٣١ من سورة
الرعد : (وَلَوْ أَنَّ
قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ
بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً ....)
وكذلك طلب
المترجم له والمشركون من النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يجري لهم أنهارا كأنهار الشام والعراق ، فنزلت فيهم
الآية ٩٠ من سورة الإسراء : (وَقالُوا لَنْ
نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً.)
وقال يوما
للنبي صلىاللهعليهوآله : لا أؤمن بك حتى تتّخذ إلى السماء سلّما وترقى فيه
وأنا انظر حتى تأتيها وتأتي بنسخة منشورة معك ، ونفر من الملائكة يشهدون لك أنّك
كما تقول ، فأنزل الله تعالى فيه الآية ٩٣ من نفس السورة : (أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ
نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ
رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً.)
__________________
عبد الله بن أبي ربيعة
هو أبو عبد
الرحمن عبد الله بن أبي ربيعة ، عمرو ، وقيل : حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن
عمرو بن مخزوم القرشيّ ، المخزومي ، المكي ، وأمّه أسماء بنت مخرمة المخزوميّة ،
وقيل : النهشليّة ، وهو والد عمر بن أبي ربيعة الشاعر المعروف.
كان في
الجاهلية من أشراف ونبلاء وقته ، وكان تاجرا مثريا ، تجارته إلى اليمن ، وكان
معروفا بالجمال وحسن الصورة.
__________________
كانوا يلقّبونه
بالعدل ؛ لأن قريشا بأجمعها كانت تكسو الكعبة في الجاهليّة من أموالها ؛ سنة ،
وكان عبد الله يكسوها من أمواله الخاصة سنة.
لمّا دخل النبي
صلىاللهعليهوآله مكّة فاتحا لها في السنة الثامنة من الهجرة كان المترجم
له على كفره وشركه ، وخوفا على حياته من المسلمين استجار بأمّ هاني بنت أبي طالب عليهالسلام ، فأراد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قتله ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا عليّ! قد أجرنا من أجارت أمّ هاني ، ثم أسلم وصحب
النبي صلىاللهعليهوآله ، وتزوّج من خديجة بنت الزبير بن العوام.
وبعد أن أسلم
ولّاه النبي صلىاللهعليهوآله على الجند في اليمن ، ولم يزل على ولايته حتى زمان عمر
بن الخطاب ، فأضاف إليه ولاية صنعاء ، وفي عهد عثمان بن عفان بقي عليها.
لمّا حوصر
عثمان جاء من اليمن لينصره ، فسقط من دابته قرب مكّة فمات في السنة الخامسة
والثلاثين للهجرة.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وروى عنه جماعة.
كان اسمه في
الجاهليّة بحيرا ، فلما أسلم سمّاه النبي صلىاللهعليهوآله عبد الله.
القرآن الكريم وعبد الله بن أبي ربيعة
قتل أبوه يوم
بدر كافرا ، فتوجّه هو وجماعة من المشركين الذين هلك آباؤهم في ذلك اليوم إلى أبي
سفيان ليحرّضوه على حرب النبي صلىاللهعليهوآله ، ويعينهم بأمواله على النبي صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيه وفيهم الآية ٣٦ من سورة الأنفال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ
أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ....)
__________________
عبد الله بن جبير
هو عبد الله بن
جبير بن النعمان بن أميّة بن امرئ القيس بن ثعلبة الأنصاريّ ، الأوسيّ.
صحابيّ شجاع.
شهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله العقبة وواقعة بدر الكبرى ، وفي السنة الثالثة من
الهجرة اشترك في واقعة أحد ، وولّاه النبيّ صلىاللهعليهوآله فيها قيادة رماة المسلمين من الرجّالة ، وكانوا خمسين
رجلا ، فحارب محاربة الأبطال ، ولم يزل يدافع عن النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين حتّى قتله عكرمة بن أبي جهل.
القرآن المجيد وعبد الله بن جبير
شملته الآية
١٥٢ من سورة آل عمران : (وَمِنْكُمْ مَنْ
يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ ....)
__________________
عبد الله بن جحش
هو أبو محمد
عبد الله بن جحش بن رئاب ، وقيل : رباب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كثير بن غنم بن
دودان الأسدي ، وأمه أميمة بنت عبد المطلب عمّة النبي صلىاللهعليهوآله ، وأخته زينب بنت جحش زوجة النبي صلىاللهعليهوآله.
صحابيّ جليل
القدر عظيم الشأن ، ومن المسلمين الأوائل ، وأحد المهاجرين إلى بلاد الحبشة
والمدينة المنورة.
واشترك في
واقعة بدر ، وبعد رجوعه من بدر ، وقيل : قبل واقعة بدر أمّره النبيّ
__________________
على سرية ، فكان أوّل أمير أمّره النبي صلىاللهعليهوآله ، فقتل من قريش جماعة وغنم أموالا ، فكانت أوّل غنيمة
غنمها المسلمون.
وبعد تلك
الحادثة قالت قريش : قد استحلّ محمد صلىاللهعليهوآله وأصحابه الشهر الحرام ، وسفكوا فيه الدم ، وأخذوا فيه
الأموال ، وأسروا الرجال ، فقال المترجم له أبياتا من الشعر ردّ فيها على مزاعمهم
، وهي :
تعدون قتلا
في الحرام عظيمة
|
|
وأعظم منه لو
يرى الرشد راشد
|
صدودكم عمّا
يقول محمد
|
|
وكفر به
والله راء وشاهد
|
وإخراجكم من
مسجد الله أهله
|
|
لئلا يرى لله
في البيت ساجد
|
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين عاصم بن ثابت بن قيس.
في السنة
الثالثة من الهجرة اشترك في معركة أحد وحارب محاربة الأبطال ، ثم استشهد على يد
أبي الحكم بن الأخنس الثقفي ، وعمره يومئذ نيّف وأربعون سنة.
القرآن الكريم وعبد الله بن جحش
شملته الآية
٢١٧ من سورة البقرة : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ
الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ
اللهِ ....)
والآية ٢١٨ من
نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ
رَحْمَتَ اللهِ ....)
والآية ١٦٩ من
سورة آل عمران : (وَلا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ ....)
والآية ٩٥ من
سورة النساء : (لا يَسْتَوِي
الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللهِ ....)
__________________
__________________
عبد الله بن حذافة
هو أبو حذافة ،
وقيل : ابو حذيفة عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص
بن كعب القرشي ، السهمي ، وأمه بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة.
صحابي ، مهاجر
، شاعر ، فيه دعابة.
يقال : إنّه
شهد واقعة بدر ، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية.
حمّله النبي صلىاللهعليهوآله رسالة إلى كسرى ـ ملك بلاد فارس ـ يدعوه إلى الإسلام ،
فمزّق كسرى الرسالة.
في السنة
التاسعة عشرة من الهجرة أسرته الروم في إحدى غزواته على قيساريّة ، فطلب منه ملك
الروم أن يعتنق النصرانية فأبى ، ثم طلب منه أن يقبّل رأسه ، فقبّل رأس الملك ،
فأطلقه وثمانين من أسرى المسلمين.
شهد فتح مصر ،
وتوفّي بها أيّام عثمان بن عفان في السنة الثانية والثلاثين للهجرة. حدث عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وروي عنه.
القرآن العزيز وعبد الله بن حذافة
نزلت فيه الآية
٥٩ من سورة النساء : (أَطِيعُوا اللهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ....)
كان إذا تخاصم
وتنازع مع الناس دعوه لغير أبيه ، وطعنوا في نسبه ، فجاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله وسأله عن أبيه ، فقال صلىاللهعليهوآله : أبوك حذافة بن قيس ، فنزلت الآية ١٠١ من سورة المائدة
: (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ
....)
__________________
عبد الله بن رواحة
هو أبو محمد ،
وقيل : أبو رواحة ، وقيل : أبو عمرو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن
عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة الأنصاريّ ، الحارثي ،
__________________
الخزرجي ، المدني ، أمّه كبشة بنت واقد الخزرجيّة. من مشاهير صحابة رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، وأحد السابقين إلى الإسلام ، ونقيب بني الحارث بن
الخزرج ، ومن جملة النقباء الاثني عشر الذين عينهم النبيّ صلىاللهعليهوآله.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله العقبة وبدرا وبقية المشاهد عدا فتح مكّة ؛ لأنّه
استشهد قبل الفتح في معركة مؤتة في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة من الهجرة.
كان من كتّاب وشعراء الجاهليّة ، فلمّا أسلم أصبح من شعراء النبي صلىاللهعليهوآله ، ومن شعره في النبي صلىاللهعليهوآله :
إنّي تفرّست
فيك الخير أعرفه
|
|
والله يعلم
أن ما خانني البصر
|
أنت النبيّ
ومن يحرم شفاعته
|
|
يوم الحساب
فقد أزرى به القدر
|
كان النبي صلىاللهعليهوآله يستخلفه على المدينة المنورة ، ودعا له بأحسن الثبات.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وحدّث عنه جماعة.
القرآن الكريم وعبد الله بن رواحة
كانت له أمة
سوداء فغضب عليها ولطمها ، فأتى النبي صلىاللهعليهوآله وأخبره بذلك ، فسأله النبي صلىاللهعليهوآله عنها فقال : يا رسول الله! إنها تصوم وتصلّي وتحسن
الوضوء ، وتشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسوله ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا عبد الله! هذه مؤمنة.
فقال عبد الله
: فو الذي بعثك بالحق! لأعتقنّها ، ولأتزوّجنّها ، ففعل ذلك ، فعابه بعض المسلمين
وقالوا : نكح أمة ، فنزلت الآية ٢٢١ من سورة البقرة : (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ
مُشْرِكَةٍ ....)
كان قد حلف
وأقسم بأن لا يكلّم ختنه ـ بشر بن النعمان ـ ولا يدخل عليه ، ولا يصلح بينه وبين
زوجته ؛ قائلا : قد حلفت بالله أن لا أفعل ذلك ، ولا يحل إلّا أن أبرّ في يميني ،
فنزلت الآية ٢٢٤ من نفس السورة : (وَلا تَجْعَلُوا
اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ
النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.)
وشملته الآية
٨٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ....)
في أحد الأيّام
كان عنده ضيف ، فتأخّرت زوجته في إعداد الطعام ، فأقسم أن لا يأكل من ذلك الطعام ،
وأقسمت زوجته بدورها أن لا تأكل حتى يأكل زوجها ، فلما علم الضيف بيمينهما أقسم هو
كذلك الامتناع عن الأكل.
وأخيرا أكل عبد
الله وزوجته ، فتبعهما الضيف وأكل ، فنزلت فيه الآية ٨٩ من السورة السابقة : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي
أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ ....)
سأل يوما من
النبي صلىاللهعليهوآله عن الشروط والعهود التي يجب على المسلم أن يتعهد بها
لله ولرسوله صلىاللهعليهوآله ، فنزلت الآية ١١١ من سورة التوبة : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ....)
وشملته الآية
٢٢٧ من سورة الشعراء : (إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً ...) وسببها بأن جاء هو وحسان بن ثابت وغيرهما من الشعراء
المؤمنين إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقالوا : يا رسول الله! إنّ الآيات ٢٢٤ ـ ٢٢٦ من سورة
الشعراء : (وَالشُّعَراءُ
يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ*
وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ.) هل هي شاملة لهم؟ فنزلت جوابا لهم الآية ٢٢٧ من سورة
الشعراء.
__________________
__________________
عبد الله بن الزبعرى
هو أبو سعد عبد
الله بن الزبعرى بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشيّ ، السهمي ،
الساعدي ، المعروف بابن الزبعرى ، وأمه عاتكة بنت عبد الله الجمحيّ.
صحابيّ من أهل
مكّة ، شاعر ، وكان أشعر قريش قاطبة في عصره.
كان قبل أن
يسلم من أشدّ خصوم النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين بيده ولسانه ، فكان يهجو المسلمين بشعره ،
ويحرّض الكفار عليهم ، ويدافع عن قريش.
كان يتجرّأ على
النبي صلىاللهعليهوآله ، ففي أحد الأيّام وقف النبي صلىاللهعليهوآله ليصلّي ، فقال أبو جهل : من يفسد عليه صلاته؟ فقام
المترجم له وتناول فرثا ودما وألقاه على النبي صلىاللهعليهوآله ، فعند ذاك وصل أبو طالب عليهالسلام ، ولمّا رأى ما صنع بالنبي صلىاللهعليهوآله ، وعرف بأنّ ابن الزبعرى هو المتجاسر عليه أخذ فرثا
ودما وألقاه عليه.
بعد أن فتح
النبي صلىاللهعليهوآله مكّة في السنة الثامنة من الهجرة ودخلها منتصرا أهدر
دمه ودم جماعة آخرين من المشركين الأشرار ، فهرب إلى نجران في اليمن ، ثم عاد إلى
مكة ودخل على النبي صلىاللهعليهوآله معتذرا نادما ، وأعلن إسلامه.
ومن شعره لمّا
أسلم وهو يخاطب النبي صلىاللهعليهوآله :
إنّ ما جئتنا
به حقّ صدق
|
|
ساطع نوره
مضىء منير
|
جئتنا
باليقين والصدق والبرّ
|
|
وفي الصدق
واليقين السرور
|
توفّي حوالي
السنة الخامسة عشرة من الهجرة.
القرآن الكريم وابن الزبعرى
نزلت فيه الآية
١٠١ من سورة الأنبياء : (إِنَّ الَّذِينَ
سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ.)
والآية ١٠٢ من
نفس السورة : (لا يَسْمَعُونَ
حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ
خالِدُونَ).
ونزلت فيه وفي
أمثاله من الشعراء الهجّائين للنبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين الآية ٢٢٤ من سورة الشعراء : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ
الْغاوُونَ.)
والآية ٢٢٥ من
نفس السورة : (أَلَمْ تَرَ
أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ.)
والآية ٢٢٦ من
السورة نفسها : (وَأَنَّهُمْ
يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ.)
__________________
عبد الله بن زيد
هو أبو محمد
عبد الله بن زيد بن عبد ربّه بن ثعلبة بن زيد من بني جشم بن الحارث بن الخزرج
الأنصاريّ ، الخزرجي ، الحارثي ، المدني.
أحد صحابة رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، شهد معه العقبة وواقعة بدر الكبرى وبقيّة المشاهد.
كان في
الجاهليّة من كتّابها.
أسلم وصحب
النبي صلىاللهعليهوآله ولازمه ، ولم يستطع مفارقته ؛ لشدّة حبّه له. يوم فتح
مكّة كان يحمل راية قومه.
عرف عنه بأنّه
رأى في عالم الرؤيا كيفيّة الأذان والإقامة ، فعرض ذلك على النبي صلىاللهعليهوآله.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث ، وروي عنه.
توفّي بالمدينة
المنورة في السنة الثانية والثلاثون من الهجرة ، وهو ابن ٦٤ سنة ، وصلّى عليه
عثمان بن عفان.
القرآن الكريم وعبد الله بن زيد
نزلت فيه الآية
٦٩ من سورة النساء : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ
وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ ....)
__________________
عبد الله بن سعد بن أبي سرح
هو أبو يحيى
عبد الله بن سعد ، وقيل : سعيد بن أبي سرح ، حسام بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن
مالك بن حسل بن عامر القرشيّ ، العامري ، المكّي ، أخو عثمان بن عفان من الرضاعة.
صحابيّ ، فارس
، شجاع ، وأحد طلقاء المنافقين.
أسلم ثم شكّ
فكفر وارتدّ عن الإسلام ولحق بالمشركين بمكّة ، ولم يزل بها حتى فتحها النبي صلىاللهعليهوآله في السنة الثامنة من الهجرة ، فأهدر دمه ، فجاء به
عثمان بن عفان إلى النبي صلىاللهعليهوآله وهو في المسجد ، فقال عثمان : يا رسول الله! اعف عنه ،
فسكت النبي صلىاللهعليهوآله ، ثم أعادها ثانية فثالثة ورسول الله صلىاللهعليهوآله ساكت ، ثم قال صلىاللهعليهوآله : هو لك. فلما ذهبا قال النبي صلىاللهعليهوآله لأصحابه : ألم أقل : من رآه فليقتله؟ فاصبح في عداد
الطلقاء.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله اشترك مع عمرو بن العاص في فتح مصر ، وفى السنة الخامسة
والعشرين للهجرة ولّاه عثمان على مصر بعد عمرو بن العاص.
في أيّام
ولايته على مصر قاد جيشا فيه الإمامان الحسن والحسين عليهماالسلام وعبد الله بن العباس وغيرهم على إفريقية وافتتحها ، وفي
السنة الرابعة والعشرين من الهجرة غزا بلاد الروم عن طريق البحر وانتصر فيها في
معركة ذات الصواري.
بعد مقتل عثمان
لم يبايع الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بالخلافة ، فعزله عن ولاية مصر ،
__________________
وعيّن مكانه قيس بن سعد بن عبادة ، فانتقل إلى الشام ، والتحق بمعاوية بن
أبي سفيان.
اشترك مع
معاوية في وقعة صفين ، وقيل : لم يشهدها ، واعتزل الحرب.
توفّي بعسقلان
من بلاد الشام ، وقيل : بعسفان في الحجاز سنة ٣٧ ه ، وقيل : سنة ٣٦ ه ، وقيل :
سنة ٥٩ ه.
القرآن العظيم وعبد الله بن سعد بن أبي سرح
نزلت فيه الآية
١٣٧ من سورة النساء : (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً
لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ....)
لمّا أسلم ـ وكان
يحسن القراءة والكتابة ، وكان حسن الخط ـ اتّخذه النبي صلىاللهعليهوآله كاتبا من كتاب الوحي ، فلما طغى أخذ يبدّل كلمات الوحي
التي كان النبي صلىاللهعليهوآله يمليها عليه ، فكان النبي صلىاللهعليهوآله يقول له : اكتب سميعا عليما ، فكان يكتب : عليما حكيما
، وإذ أمره أن يكتب : عليما حكيما كان يكتب : غفورا رحيما إلى غير ذلك من الكلمات
التي كان يتصرّف فيها ويغيّرها ، فعزله النبي صلىاللهعليهوآله من كتابة الوحي. ثم أخذ يقول : لئن كان محمد صلىاللهعليهوآله صادقا فقد أوحي إليّ مثل ما أوحي إليه ، ولئن كان كاذبا
فلقد قلت كما قال ، وإن كان القرآن ينزّله الله عليه فلقد أنزلت مثل ما أنزل الله
، فنزلت فيه الآية ٩٣ من سورة الأنعام : (وَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ
إِلَيْهِ شَيْءٌ ....)
بعد واقعة أحد
جاء هو وجماعة على شاكلته من المشركين إلى النبي صلىاللهعليهوآله بعد أن أعطاهم الأمان ، فطلبوا من النبي صلىاللهعليهوآله أن لا يذكر اللات والعزّى ومناة بسوء ، ويعلن بأنّ لتلك
الأصنام شفاعة ومنفعة لمن عبدها ، فإن فعل ذلك تركوه وشأنه ، فلمّا سمع النبي صلىاللهعليهوآله مطالبهم أمر بطردهم من المدينة ، ونزلت فيهم الآية ١ من
سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ ....)
ولكونه كان
يجامل الكفار والمشركين وينقل إليهم كبقية المنافقين أخبار وأسرار
النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين شملته الآية ١٤ من سورة المجادلة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا
قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ....)
__________________
عبد الله بن سلام
هو أبو الحارث
، وقيل : أبو يوسف عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي ، الخزرجي من بني قينقاع
، من ولد نبي الله يوسف بن يعقوب عليهماالسلام ، وكان قبل أن يسلم يدعى حصينا ، فلما أسلم سمّاه النبي
صلىاللهعليهوآله عبد الله ، أحد أحبار وعلماء اليهود ، وكان متبحّرا في
علوم التوراة.
أسلم عند قدوم
النبي صلىاللهعليهوآله إلى المدينة مهاجرا ، وصحب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وصار من خواص أصحابه.
وقبل أن يسلم
كان من رؤساء الكفّار المحرّضين على النبي صلىاللهعليهوآله في واقعة الخندق.
يقال : إن
النبي صلىاللهعليهوآله شهد له بالجنّة.
لمّا حكم عثمان
بن عفان صار من أنصاره ومؤيديه ، فلما قتل عثمان لم يبايع الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في أوّل الأمر ، ثمّ بايعه بالخلافة.
أيّام عصيان
وتمرد معاوية بن أبي سفيان على الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام اعتزل وجلس
__________________
في بيته.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
وفي عهد عمر بن
الخطاب شهد معه فتح بيت المقدس والجابية.
توفّي بالمدينة
المنوّرة في السنة الثالثة والأربعين من الهجرة.
القرآن الكريم وعبد الله بن سلام
قال في حقّ
النبي صلىاللهعليهوآله : أنا أعلم به منّي بابني ، لأنّي لا أشك فيه بأنّه
نبىّ ، فأمّا ولدي فلعلّ والدته خانت ، فنزلت فيه الآية ١٤٦ من سورة البقرة : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ
يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ ....)
وشملته الآية
٢٠٨ من نفس السورة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ
الشَّيْطانِ ....)
أودع شخص ١٢٠٠
أوقيّة من الذهب عند المترجم له بصفة أمانة ، وفي الوقت المعيّن أرجع الأمانة إلى
صاحبها ، ووضع عند ابن عازورا مبلغ دينار واحد ، فلما جاء وقت استرجاعه أنكره ،
فنزلت فيهما الآية ٧٥ من سورة آل عمران : (وَمِنْ أَهْلِ
الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ
إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ ....)
لمّا أسلم هو
وبعض اليهود قالت أحبار اليهود : إنّ الذين أسلموا منّا كانوا من أراذلنا فآمنوا
بمحمّد صلىاللهعليهوآله ، فنزلت الآية ١١٣ من السورة السابقة : (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ
أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ ....)
جاء هو وجماعة
من اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقالوا : يا رسول الله! نحن نؤمن بك وبكتابك ، ولن نؤمن
بشيء آخر حتى بموسى عليهالسلام والتوراة ، فنزلت الآية ١٣٦ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا
بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ ....)
سأل هو وجماعة
من النبي صلىاللهعليهوآله عن الوصيّ من بعده ، فنزلت الآية ٥٦ من سورة المائدة : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا ....)
وشملته الآية
٤٠ من سورة يونس : (وَمِنْهُمْ مَنْ
يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ
أَعْلَمُ
بِالْمُفْسِدِينَ.)
ونزلت فيه
الآية ٤٣ من سورة الرعد : (قُلْ كَفى بِاللهِ
شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ.)
وشملته الآية
١٩٧ من سورة الشعراء : (أَوَلَمْ يَكُنْ
لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ.)
وشملته الآيات
التالية من سورة القصص :
الآية ٥٢ (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ
قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ.)
والآية ٥٣ (وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا
آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ
مُسْلِمِينَ.)
والآية ٥٤ (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ
مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ....)
والآية ٥٥ (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا
عَنْهُ ....)
ونزلت فيه الآية
٥٢ من سورة العنكبوت : (قُلْ كَفى بِاللهِ
بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ....)
لما قدم النبي صلىاللهعليهوآله إلى المدينة مهاجرا والمترجم له على كفره فأخذ يمعن
النظر إلى وجه النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فتحقق لديه بأنّ وجهه ليس بوجه كذّاب ، فسأل النبي صلىاللهعليهوآله بعض الأسئلة ، فتأكّد عند ذاك بأنّه هو النبي صلىاللهعليهوآله الموعود الذي بشّرت به الكتب السماوية والأنبياء ،
فأسلم على يدي النبي صلىاللهعليهوآله ، فلمّا سمعت به اليهود انتقصته وعاتبته ، فنزلت فيه
الآية ١٠ من سورة الأحقاف : (وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ
بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ....)
وجاء يوما إلى
النبي صلىاللهعليهوآله وطلب منه أن يصف له الله عزوجل فنزلت سورة الإخلاص : (قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ* اللهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً
أَحَدٌ.)
__________________
__________________
عبد الله بن صوريا
هو عبد الله بن
صوريا الفطيوني من بني ثعلبة بن فطيون.
أحد علماء
وأحبار اليهود المعاصرين للنبي صلىاللهعليهوآله إبّان الدعوة الإسلاميّة. كان أعلم أهل الحجاز بالتوراة
، وكان أعور ، ويسكن فدك. كان كافرا جاحدا للنبيّ صلىاللهعليهوآله.
روي أن النبي صلىاللهعليهوآله جاء يوما إلى بيت المدارس ـ البيت الذي كان اليهود يدرسون
فيه ـ فقال صلىاللهعليهوآله : أخرجوا إليّ أعلمكم ، فقالوا : هو عبد الله بن صوريا
، فاستدعاه النبي صلىاللهعليهوآله وخلا به ، فناشده بدينه وبما أنعم الله عليهم ،
وبإطعامهم المنّ والسلوى ، وبإظلالهم الغمام ، ثم قال صلىاللهعليهوآله له : أتعلم أنّي رسول الله؟ فقال ابن صوريا : اللهم نعم
، وأنّ القوم ليعرفون ما أعرف ، وأنّ صفتك ونعتك لمبيّن في التوراة ، ولكن حسدوك.
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : فما يمنعك أنت؟ قال : أكره خلاف قومي ، عسى أن يتبعوك
ويسلموا فأسلم.
يقال : إنّه
أسلم ثم ارتدّ.
القرآن العظيم وعبد الله بن صوريا
شملته الآية ٩٧
من سورة البقرة : (قُلْ مَنْ كانَ
عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ
__________________
اللهِ
مُصَدِّقاً ....)
والآية ٩٨ من
نفس السورة : (مَنْ كانَ عَدُوًّا
لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ
لِلْكافِرِينَ.)
ونزلت فيه
الآية ٩٩ من نفس السورة : (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا
إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ.)
والآية ١٣٥ من
السورة نفسها : (وَقالُوا كُونُوا
هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ
مِنَ الْمُشْرِكِينَ.)
كان المترجم له
وجماعة من اليهود يكثرون الجدال والعناد مع النبي صلىاللهعليهوآله ، فكان صلىاللهعليهوآله يحذّرهم غضب الباري جلّ وعلا ، فنزلت فيهم الآية ٤٧ من
سورة النساء : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً ....)
ويقال : إنّه
أسلم ثم ارتدّ فنزلت فيه الآية ٤١ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا
الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ
قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ....)
وشملته الآية
٤٩ من السورة السابقة : (وَأَنِ احْكُمْ
بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ ....)
والآية ٨٨ من
سورة الإسراء : (قُلْ لَئِنِ
اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا
يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ....)
__________________
عبد الله بن عبّاس
هو أبو العبّاس
عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ ابن كلاب القرشيّ ،
الهاشميّ ، وأمّه أمّ الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن الهلاليّة ، وكان يعرف بحبر
الأمّة والبحر.
ابن عمّ النبيّ
صلىاللهعليهوآله ، وأحد صحابته الأجلّاء ، ومن أشراف قريش وساداتهم ،
ومن جملة المدافعين عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام والحسنين عليهماالسلام.
كان عالما
بأحاديث النبيّ صلىاللهعليهوآله وعلوم اللغة العربيّة وتفسير القرآن والشعر والحساب
والفرائض والفقه والمغازي وأيّام العرب ، وكان وسيما جميلا مهيبا شاعرا مشهورا.
ولد بمكّة في
شعب بني هاشم في السنة الثالثة أو الرابعة قبل الهجرة.
سمع من النبيّ صلىاللهعليهوآله وروى عنه ، وحدّث عنه خلق من الصحابة والتابعين.
تتلمذ على
الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وصار من شيعته ومحبّيه والمنقادين إليه والمختصّين
به.
أخذ علوم
القرآن وقراءته عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأبي بن كعب حتّى صار ترجمانا للقرآن مفسّرا له وشيخ
مفسّري القرآن في عهده ، وهناك تفسير للقرآن منسوب إليه ويعرف ب «تنوير المقباس من
تفسير ابن عبّاس».
يقول أحمد بن
حنبل في مسنده : لمّا حضرت عبد الله بن عبّاس الوفاة قال : اللهمّ إنّي اتقرّب
إليك بولاية عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
كان من أشدّ
المبغضين لمعاوية بن أبي سفيان ، ففي أحد الأيّام قال له معاوية وهو يعيّره ، أنتم
يا بني هاشم تصابون في أبصاركم ، فقال له عبد الله : وأنتم يا بني أميّة
__________________
تصابون في بصائركم.
ولّاه الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام على البصرة ، ثمّ عزل عنها قبل استشهاد الإمام عليهالسلام ، ثمّ رجع إلى الحجاز ، واشترك إلى جانب الإمام عليهالسلام في وقائع الجمل وصفّين والنهروان ، وكان أحد أمراء جيش
الإمام عليهالسلام في معركة صفّين.
وفي العهد
الأمويّ لم يشترك في الحرب التي دارت بين عبد الملك بن مروان وعبد الله بن الزبير.
لكثرة بكائه
على فقده للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام والحسنين عليهماالسلام فقد بصره ، وانتقل إلى الطائف فمرض بها ، ولم يزل حتّى
توفّي بها سنة ٦٨ ه ، وقيل : سنة ٧٠ ه ، وقيل : سنة ٧٣ ه ، وقيل : سنة ٦٩ ه ،
وهو ابن ٧٠ سنة ، وقيل : ابن ٧١ سنة ، فصلّى عليه محمّد بن الحنفيّة.
ومن شعره لمّا
عمي :
إن يأخذ الله
من عيني نورهما
|
|
ففي لساني
وقلبي منهما نور
|
قلبي ذكيّ
وعقلي غير ذي دخل
|
|
وفي فمي صارم
كالسيف مأثور
|
القرآن الكريم وعبد الله بن عبّاس
يقال نزلت فيه
الآية ٢٠٠ من سورة آل عمران : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ....)
وشملته الآية
٧٥ من سورة النساء : (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ
مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ ....)
والذين يشكّكون
فيه يقولون نزلت فيه الآية ٣٤ من سورة هود : (وَلا يَنْفَعُكُمْ
نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ ....)
وكذلك يدّعي من
يشكّ في إيمانه وإخلاصه بأنّ الآية ٧٢ من سورة الإسراء نزلت فيه : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ
فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً.)
وشملته الآية
١٦ من سورة محمّد :
(قالُوا لِلَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً ....)
__________________
__________________
عبد الله بن عبد الأسد (أبو سلمة)
هو أبو سلمة
عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة
القرشيّ ، المخزومي ، المكّي ، وأمّه برّة بنت عبد المطلب عمّة النبي صلىاللهعليهوآله ، غلبت كنيته على اسمه.
من أجلاء صحابة
النبي صلىاللهعليهوآله ، وأخوه من الرضاعة ، وزوج أمّ سلمة قبل أن يتزوّجها النبي
صلىاللهعليهوآله.
من السابقين
إلى الإسلام ، وعانى الكثير من التعذيب والإيذاء في سبيل الإسلام.
شهد واقعة بدر
، وهاجر إلى الحبشة ، فكان أوّل مسلم هاجر إليها ، وهاجر إلى المدينة المنوّرة ،
فكان أوّل قرشي هاجر إليها. آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين سعد بن خيثمة.
كان من كتّاب
النبي صلىاللهعليهوآله ، ومن جملة أمرائه على السرايا والجيوش ، فأمّره على
سرية وبعثه إلى قطن ـ ماء ، وقيل : جبل في أرض بني أسد بناحية منير ـ واستخلفه
النبي صلىاللهعليهوآله على المدينة المنورة لما توجه إلى غزوة العشيرة في السنة
الثانية من الهجرة. توفّي بالمدينة المنورة بعد رجوعه من واقعة بدر ، وقيل : توفّي
في شهر جمادى الآخرة
__________________
في السنة الرابعة من الهجرة ، وقيل : في اليوم الثالث لجمادى الآخرة من
السنة الثالثة للهجرة.
القرآن المجيد وأبو سلمة
نزلت فيه الآية
١٩ من سورة الحاقّة : (فَأَمَّا مَنْ
أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ....)
__________________
عبد الله بن عمر بن الخطاب
هو أبو عبد
الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح ، وقيل : رياح بن
قرط بن رزاح بن عدي القرشي ، العدوي ، المكّي ، المدني ، وأمه زينب بنت مظعون
الجمحيّة.
صحابي ، مهاجر
، روى عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وروى عنه جماعة ؛ ولد بمكّة قبل المبعث النبوي الشريف
بسنة ؛ أسلم بمكّة ولم يبلغ الحلم ، وهاجر إلى المدينة قبل هجرة أبيه إليها.
لم يحضر واقعة
بدر لصغر سنّه ، وشهد أحدا وقيل : لم يشهدها ، وأوّل مشاهده الخندق ، ثم شهد غزوة
مؤتة وواقعة اليرموك وفتح مصر وإفريقية ، وشهد غزوات في العراق والشام والبصرة
وبلاد فارس.
عاش بعد النبي صلىاللهعليهوآله ٦٠ سنة يفتي الناس.
بعد مقتل عثمان
بن عفّان امتنع عن بيعة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولم يساعده التوفيق والحظ في مناصرة الإمام عليهالسلام في حروبه ، ويقال : إنّه ندم على ترك القتال مع الإمام عليهالسلام ، وكان يقول : ما أجد في نفسي من الدنيا إلّا أنّي لم
أقاتل الفئة الباغية مع علي عليهالسلام ، مع العلم أنّه يروي أحاديث كثيرة عن النبي صلىاللهعليهوآله في فضائل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأهل بيته.
في أيّام حكومة
عبد الملك بن مروان دخل الحجّاج بن يوسف الثقفي مكّة وصلب عبد الله بن الزبير ،
فجاء المترجم له إلى الحجاج وقال : مدّ يدك لأبايعك لعبد الملك ، فقد قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ، فأخرج
الحجاج رجله وقال : خذ رجلي ، فإنّ يدي مشغولة ، فقال ابن عمر : أتستهزئ بي؟ قال
الحجاج : يا أحمق بني عدي ما بايعت عليا وتقول اليوم : من مات ولم يعرف إمام زمانه
مات ميتة جاهليّة ، أو ما كان علي عليهالسلام إمام زمانك؟ والله! ما جئت إليّ لقول النبي صلىاللهعليهوآله ، بل جئت مخافة تلك الشجرة التي صلب عليها ابن الزبير.
في أواخر
أيّامه فقد بصره ، ولم يزل حتّى قتله الحجاج بمكّة سنة ٧٣ ه ، وقيل : سنة ٧٤ ه ،
ودفن بها بذي طوى ، وقيل : بالمحصب ، وقيل : بسرف ، وقيل بفخ ، وهو ابن ٨٦ سنة ،
وقيل : ٨٤ سنة.
القرآن المجيد وعبد الله بن عمر
اتفق المترجم
له مع جماعة على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ، ولا يناموا على الفرش ، ولا
يأكلوا اللّحم ، ويترهّبوا ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوآله ، فجمعهم وقال لهم : إنّي لم أؤمر بذلك ، إنّ لأنفسكم
عليكم حقّا ، فصوموا وافطروا وقوموا وناموا ، فإنّي أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل
اللحم والدسم ، ومن رغب عن سنّتي فليس منّي ، فنزلت فيهم الآية ٨٧ من سورة المائدة
: (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ....)
كان قد صحب
وصاحب بعض اليهود ، فنزلت فيه الآية ١٣ من سورة الممتحنة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ....)
طلّق امرأته
حائضا تطليقة واحدة ، فأمره النبي صلىاللهعليهوآله أن يرجعها ثمّ يمسكها حتى تطهر وتحيض عنده حيضة أخرى ،
ثم يمهلها حتى تطهر من حيضتها ، فإن أراد أن يطلّقها فليطلّقها حين تطهر من قبل أن
يجامعها ، فنزلت الآية ١ من سورة الطلاق : (يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا
الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ ....)
__________________
__________________
عبد الله بن مسعود
هو أبو عبد
الرحمن عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن
كاهل الهذليّ ، الكوفي ، حليف بني زهرة ، وأمّه أم عبد بنت عبد ود بن سواد ، وكان
يعرف بابن مسعود ، وابن أمّ عبد.
صحابيّ جليل ،
ومن الرعيل الأوّل الذين أسلموا ، وقيل : كان سادس ستة منهم.
كان أوّل من
جهر بقراءة القرآن بمكّة بعد النبي صلىاللهعليهوآله ، وحفظ القرآن ، وأصبح من مشاهير حفّاظه وقرّائه.
قام بخدمة
النبي صلىاللهعليهوآله ، ويقال : شهد له بالجنّة.
كان من رعاة
أهل مكّة.
هاجر إلى
الحبشة والمدينة المنورة ، وصلّى القبلتين ، وشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله بدرا وما بعدها من المشاهد ، وشهد بعد النبي صلىاللهعليهوآله واقعة اليرموك.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة ، وعرف بحفظ أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله.
في أيّام حكومة
عمر بن الخطاب تولّى إمارة الكوفة ، ولم يزل عليها حتّى أيّام
__________________
حكومة عثمان بن عفان ، فعزله وأمره بالعودة إلى المدينة.
كان من النفر
القليل الذين حضروا الصلاة على جنازة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وشهد جنازة أبي ذرّ الغفاريّ (ره) وباشروا تجهيزه.
كان من الذين
أنكروا خلافة أبي بكر ، اختلف العلماء في ولائه للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأهل بيته ، فمنهم من قال : كان مواليا لأعدائهم
ومناوئيهم ، ومنهم من قال : كان معروفا بولائه لهم.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين الزبير بن العوّام.
قال النبي صلىاللهعليهوآله في حقّه : من أراد أن يسمع القرآن غضّا فليسمعه من ابن
أمّ عبد.
أنكر على عثمان
بن عفان خلافته وتصرفاته ، وكان يقول : إنّه سمع النبي صلىاللهعليهوآله يصرّح بأن عثمان من أهل النار.
فكان يلعن
عثمان وينتقصه ، فأمر عثمان بضربه وإهانته ، وقيل : اشترك في قتله.
توفّي بالمدينة
المنورة ، وقيل : بالكوفة سنة ٣٢ ه ، وقيل : سنة ٣٣ ه ، ودفن في البقيع ، وكان
عمره يوم توفّي بضعا وستين سنة.
القرآن المجيد وعبد الله بن مسعود
افتخر نفر من
اليهود على جماعة من المؤمنين بينهم ابن مسعود وقالوا : إنّ ديننا خير مما تدعوننا
إليه ، ونحن خير وأفضل منكم ، فنزلت في المؤمنين الآية ١١٠ من سورة آل عمران : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ....)
اتّفق هو
وجماعة أن يترهّبوا ويتركوا أهلهم ويمتنعوا عن أكل الطّيبات والنوم والراحة ،
وانكبّوا على الصلاة والصيام ، فنزلت فيهم الآية ٨٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ....)
وشملته الآية
٥١ من سورة الأنعام : (وَأَنْذِرْ بِهِ
الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ
وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ....)
والآية ٥٢ من
سورة الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ....)
ونزلت فيه
الآية ٩ من سورة الزمر : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ
آناءَ اللَّيْلِ ....)
وشملته الآية
١٦ من سورة محمد صلىاللهعليهوآله : (قالُوا لِلَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ ....)
__________________
__________________
عبد الله بن مغفل
هو أبو سعيد ،
وقيل : أبو عبد الرحمن ، وقيل : أبو زياد عبد الله بن مغفل ، وقيل : معقل بن عبد
نهم ، وقيل : عبد غنم بن عفيف بن أسحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة المزنّي ، المدني
، البصري.
صحابيّ ، وأحد
البكّائين المعروفين.
أسلم وبايع
النبي صلىاللهعليهوآله تحت الشجرة في بيعة الرضوان يوم الحديبية في السنة
الثامنة من الهجرة ، كان يسكن المدينة ، ثم انتقل إلى البصرة ، وبنى بها دارا
وسكنها.
كان أحد العشرة
الذين بعثهم عمر بن الخطاب إلى البصرة ليعلّموا الناس تعاليم الدين.
مات بالبصرة
سنة ٥٩ ه ، وقيل : سنة ٦٠ ه ، وقيل : سنة ٥٧ ه ، وقيل : سنة ٦١ ه.
القرآن العزيز وعبد الله بن مغفل
شملته الآية ٩١
من سورة التوبة : (لَيْسَ عَلَى
الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما
يُنْفِقُونَ حَرَجٌ ....)
كان من جملة
البكّائين الذين جاءوا إلى النبي صلىاللهعليهوآله قبل غزوة تبوك ، فقالوا : يا نبيّ الله إنّ الله عزوجل قد ندبنا للخروج معك ، فاحملنا على الخفاف المرقوعة
والنعال المخصوفة نغزو معك ، فقال صلىاللهعليهوآله : لا أجد ما أحملكم عليه ، فتولّوا وهم يبكون ، فنزلت
فيهم الآية ٩٢ من نفس السورة أعلاه : (وَلا عَلَى الَّذِينَ
إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ
تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما
يُنْفِقُونَ.)
__________________
عبيدة بن الحارث
هو أبو الحارث
، وقيل : أبو معاوية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب
القرشيّ ، المطلبي ، وأمّه سخيلة بنت خزاعي الثقفيّة.
أحد سادات
وأبطال قريش في الجاهلية والإسلام.
من أوائل من
أسلم ، وصحب النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان النبي صلىاللهعليهوآله يعظّمه ويعزّه.
هاجر إلى
المدينة المنوّرة ، وفي السنة الأولى من الهجرة عقد له النبي صلىاللهعليهوآله لواء
__________________
وأرسله لمحاربة المشركين بقيادة أبي سفيان بثنية المرّة ، فكان ذلك أول
قتال بين المسلمين والمشركين.
وفي السنة
الثانيّة من الهجرة اشترك في معركة بدر الكبرى ، وكان أسنّ المسلمين فيها ، فحارب
محاربة الأبطال حتى قطعت رجله ، وبعد يومين توفّي بالصفراء ودفن بها ، والصفراء
واد قرب المدينة المنوّرة ، وبينها وبين بدر مرحلة ، وكان عمره يوم توفّي ٦٣ سنة ،
وكانت ولادته بمكّة.
ومن شعره يوم
بدر :
ونسلمه حتّى
نصرّع حوله
|
|
ونذهل عن
أبنائنا والحلائل
|
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين عمير بن الحمام الأنصاريّ ، وقيل : آخى بينه
وبين بلال بن رباح الحبشي.
القرآن الكريم وعبيدة بن الحارث
شملته الآية ١٩
من سورة الحجّ : (هذانِ خَصْمانِ
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ....)
وشملته الآية ٤
من سورة الصفّ : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ
الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ.)
__________________
عتاب بن أسيد
هو أبو عبد
الرحمن ، وقيل : أبو محمد عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد
مناف بن قصي بن كلاب القرشيّ ، العبشمي ، الأموي ، المكّي ، وأمّه زينب بنت عمرو
بن أميّة.
أحد أشراف
العرب المعروفين بالشجاعة والحنكة.
أسلم يوم فتح
مكّة في السنة الثامنة من الهجرة ، وصحب النبي صلىاللهعليهوآله.
استعمله النبي صلىاللهعليهوآله على مكّة عام الفتح ، وعمره يومئذ حوالي العشرين سنة ،
ولم يزل عليها حتّى قبض النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلمّا حكم أبو بكر أقرّه عليها ، فلم يزل أميرا عليها
حتّى توفّي بها في السنة الثالثة عشرة للهجرة يوم موت أبي بكر.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
القرآن المجيد وعتاب بن أسيد
يقال : إنّ
الآية ٨٠ من سورة الإسراء نزلت فيه : (وَقُلْ رَبِّ
أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ....)
__________________
يوم فتح مكة
وقبل أن يسلم المترجم له كان هو وجماعة من المشركين جالسين بفناء الكعبة ، فأمر
النبي صلىاللهعليهوآله بلالا الحبشي أن يؤذّن على ظهر الكعبة ، فلمّا ارتفع
صوت بلال بالأذان قال المترجم له : لقد أكرم الله أسيد أن لا يكون سمع هذا ؛ فيسمع
منه ما يغيظه ، أو قال : الحمد لله الذي قبض أبي حتّى لم ير هذا اليوم. وأخذ
الآخرون من جماعته يقولون كلاما يشبه كلامه ؛ احتقارا لبلال ؛ لكونه من السودان
الفقراء ، فنزل جبريل عليهالسلام على النبي صلىاللهعليهوآله وأخبره بما قالوا ، فدعاهم النبي صلىاللهعليهوآله وسألهم عمّا قالوا ؛ فأقرّوا ، فنزلت فيهم الآية ١٣ من
سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ
لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ
خَبِيرٌ.)
__________________
عتبة بن أبي لهب
هو عتبة ابن
أبي لهب عبد العزّى ، وقيل : عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشيّ
، العدناني ، المكّي ، وأمّه أمّ جميل حمّالة الحطب ، أخت أبي سفيان.
أحد الكفّار
والمشركين المعروفين ، وأحد أبناء عمومة النبي صلىاللهعليهوآله.
كان يسكن مكّة
، وعاصر النبي صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة الإسلامية ، وكان كأبيه أبي لهب من أشدّ
خصوم النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
تزوّج من ابنة
النبي صلىاللهعليهوآله رقيّة ولم يدخل بها ، فلما بعث النبيّ صلىاللهعليهوآله بالرسالة أقسمت عليه أمّه بأن يطلّقها ، فجاء إلى النبي
صلىاللهعليهوآله وقال : يا محمد! أشهد أنّي نصرانيّ قد كفرت بربّك
وطلّقت ابنتك ، فدعا النبي صلىاللهعليهوآله عليه ، وطلب من الله أن يبعث كلبا يقتله ، فجاءه أسد
وافترسه ، ويقال : لمّا نزلت آية : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) قال عتبة للنبي صلىاللهعليهوآله : أنا أكفر برب النجم إذا هوى ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : اللهم أرسل عليه كلبا من كلابك ، فخرج إلى الشام في
ركب ، فنزلوا في وادي القاصرة ، وقيل : وادي الزرقاء بحوران من توابع دمشق ، فجاءه
أسد وافترسه ، فهلك غير مأسوف عليه ، وقيل : هلك بمكّة.
اشترك مع
المشركين في واقعة حنين.
وهناك من يدّعي
أنّه أسلم يوم فتح مكّة في السنة الثامنة من الهجرة ، واشترك مع
__________________
المسلمين في واقعتي حنين والطائف.
القرآن المجيد وعتبة بن أبي لهب
نزلت فيه الآية
١٧ من سورة عبس : (قُتِلَ الْإِنْسانُ
ما أَكْفَرَهُ.)
والآية ١٨ من
نفس السورة : (مِنْ أَيِّ شَيْءٍ
خَلَقَهُ.)
عتبة بن ربيعة
أبو الوليد
عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة القرشيّ ، العبشمي ،
وأمه هند بنت المضرب.
من شخصيّات
قريش وساداتها في الجاهليّة ، وكان خطيبا مفوّها ، عرف بالحلم والدهاء.
نشأ يتيما عند
حرب بن أميّة ، فربّاه لموقعه الاجتماعي البارز بين العرب ، توسّط بين قبيلتي
هوازن وكنانة في حرب الفجّار ، فتمكّن من أن يصلح بينهما ويوقف الحرب.
__________________
أدرك الإسلام
ولم يسلم ، بل طغى وتجبّر وأصبح من أعداء النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، ومن المستهزئين بهم.
اشترك في واقعة
بدر في السنة الثانية من الهجرة إلى جانب المشركين ، فقتله الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
بعد أن أعلن
النبي صلىاللهعليهوآله الدعوة الإسلامية بعثته قريش إلى النبي صلىاللهعليهوآله لكي يكلّمه ويطرح عليه أمورا ، فجاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله وجلس عنده ، وسرد له جملة من المقدّمات إلى أن قال : يا
ابن أخي! إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتّى تكون
أكثرنا مالا ، وإن كنت تريد به شرفا سوّدناك علينا حتّى لا نقطع أمرا دونك ، وإن
كنت تريد ملكا ملّكناك علينا. ثم عرض أمورا أخر ، فلما فرغ من كلامه ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : هل أتممت كلامك يا أبا الوليد؟ قال : نعم ، فقال
النبي صلىاللهعليهوآله : فاسمع ما أقول ، قال : أفعل ، فقال صلىاللهعليهوآله : (بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* حم* تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* كِتابٌ
فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ...) ثم استمر النبي صلىاللهعليهوآله في قراءة بقيّة آيات السورة حتّى انتهى إلى السجدة منها
، فسجد النبي صلىاللهعليهوآله ، ثم قال : قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت ؛ فأنت وذاك.
فرجع عتبة إلى
أصحابه ، فقالوا له : ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال : ورائي أنّي قد سمعت قولا ،
والله! ما سمعت مثله قط ، والله! ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة.
يا معشر قريش!
أطيعوني واجعلوها بي ، وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه ، فاعتزلوه ، فو الله!
ليكوننّ لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن
يظهر على العرب فملكه ملككم ، وعزّه عزّكم ، وكنتم أسعد الناس به. فقالوا : سحرك
والله يا أبا الوليد بلسانه! قال عتبة : هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم.
القرآن العظيم وعتبة بن ربيعة
في أحد الأيّام
اجتمع هو وبعض المشركين على النبي صلىاللهعليهوآله ؛ واستمعوا إليه وهو يقرأ
القرآن ، فسألوا أحدهم : ما يقول محمد صلىاللهعليهوآله؟ قال : والذي جعلها بيته ما أدري ما يقول ، إلّا أنّي
أراه يحرّك شفتيه ، يتكلم بشيء ، وما يقول إلّا أساطير الأوّلين ، فنزلت فيهم
الآية ٢٥ من سورة الأنعام ؛ (وَمِنْهُمْ مَنْ
يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ
وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً.)
كان من جملة
الذين اجتمعوا حول دار النبي صلىاللهعليهوآله ليلا ليغتالوه ، ففدى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام نفسه للنبيّ صلىاللهعليهوآله ونام في فراشه ، ونجا النبي صلىاللهعليهوآله من شرور المشركين ومكائدهم ، فنزلت فيهم الآية ٣٠ من
سورة الأنفال : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ....)
في يوم بدر قال
المترجم له ومن على شاكلته من المشركين : إنّ المسلمين اغترّوا بدينهم ، فنزلت فيه
الآية ٤٩ من نفس السورة السابقة : (إِذْ يَقُولُ
الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ ....)
وشملته الآية
٩٠ من سورة الإسراء : (وَقالُوا لَنْ
نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً.)
والآية ٦ من
سورة الكهف : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ
نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً.)
ونزلت فيه
الآية ١٩ من سورة الحجّ : (هذانِ خَصْمانِ
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ....)
وشملته الآية ٤
من سورة العنكبوت : (أَمْ حَسِبَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ.)
والآية ٢٨ من
سورة ص : (كَالْمُفْسِدِينَ فِي
الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ.)
والآية ٢٢ من
سورة الزخرف : (بَلْ قالُوا إِنَّا
وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ.)
وتحدّث الذكر
الحكيم عن البون الشاسع بين المترجم له وأمثاله من المشركين وجماعة المؤمنين ضمن
الآية ٢١ من سورة الجاثية : (أَمْ حَسِبَ
الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ....)
وشملته الآية ١
من سورة محمد : (الَّذِينَ كَفَرُوا
وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)
والآية ٣٠ من
سورة الطور : (أَمْ يَقُولُونَ
شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ.)
ونزلت فيه
الآية ١٠ من سورة الأعلى : (سَيَذَّكَّرُ مَنْ
يَخْشى.)
والآية ١١ من
نفس السورة : (وَيَتَجَنَّبُهَا
الْأَشْقَى.)
وشملته الآية
١٥ من سورة الفجر : (فَأَمَّا الْإِنْسانُ
إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ.)
والآية ١٦ من
نفس السورة : (وَأَمَّا إِذا مَا
ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ.)
__________________
عثمان بن شماس
هو عثمان بن
شماس بن لبيد ، وقيل شريد القرشيّ ، المخزومي ، وأمّه صفيّة بنت ربيعة بن عبد شمس.
وقيل في اسمه :
عثمان ، وقيل : عامر بن عثمان بن الشريد بن سويد بن هرمي بن عامر بن مخزوم ،
القرشي ، المخزوميّ ، الملقّب بشماس لحسنه وجماله.
صحابيّ ، محارب
، شجاع.
آخى النبيّ
بينه وبين حنظلة بن أبي عامر.
هاجر إلى
الحبشة والمدينة المنوّرة ، واشترك في واقعة بدر ، وفي السنة الثالثة من الهجرة
اشترك في واقعة أحد ، وكان فيها يقي رسول الله صلىاللهعليهوآله بنفسه ، ولم يزل حتّى استشهد ، فرثته زوجته نعم ، وقالت
:
يا عين جودي
بفيض غير إبساس
|
|
على كريم من
الفتيان إباس
|
وقلت لما خلت
منه مجالسه
|
|
لا يبعد الله
عنّا قرب شماس
|
استشهد وله من
العمر ٣٤ سنة.
__________________
القرآن الكريم وعثمان بن شماس
نزلت فيه وفي
بقيّة شهداء يوم أحد الآية ١٦٩ من سورة آل عمران : (وَلا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ.)
عثمان بن طلحة
هو عثمان بن
طلحة بن أبي طلحة ، عبد الله بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب
القرشيّ ، العبدري ، الحجبي ، وأمّه أمّ سعيد من بني عمرو بن عوف ، وقيل : أمّه
السلافة الصغرى.
صحابيّ ،
مهاجر.
كان في
الجاهليّة صاحب لواء الكعبة وسدانتها وحجابتها.
اشترك أبوه يوم
أحد ـ وهو مشرك ـ إلى جانب جيوش الكفّار ، فقتله الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
أسلم عثمان
بالمدينة المنورة أيّام صلح الحديبية في السنة الثامنة من الهجرة ، وشهد فتح مكّة.
__________________
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث ، وروى عنه جماعة.
كان يسكن
المدينة المنوّرة ، فلما توفّي النبي صلىاللهعليهوآله انتقل إلى مكّة ، ولم يزل بها حتّى توفّي سنة ٤٢ ه ،
وقيل : سنة ٤١ ه ، وقيل : توفّي بالمدينة المنوّرة ، ويقال : إنّه استشهد يوم
أجنادين ببلاد الشام في السنة الثالثة عشرة للهجرة.
القرآن العزيز وعثمان بن طلحة
كان سادنا
للكعبة ، فلمّا دخل النبيّ صلىاللهعليهوآله مكّة المكرّمة يوم فتحها أغلق المترجم له باب الكعبة ،
وصعد إلى سطحها ، فطلب النبيّ صلىاللهعليهوآله منه مفتاحها فأبى وقال : لو علمت أنّه رسول الله لم
أمنعه المفتاح ، فلوى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام يده وأخذ منه المفتاح وفتح باب الكعبة فدخل النبي صلىاللهعليهوآله الكعبة وصلّى فيها ركعتين ، فلمّا خرج الرسول صلىاللهعليهوآله من الكعبة سأله العبّاس بن عبد المطلب أن يعطيه مفتاح
الكعبة ، فنزلت في عثمان الآية ٥٨ من سورة النساء : (إِنَّ اللهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ....)
فردّ النبيّ صلىاللهعليهوآله المفتاح إليه ، ثم أخبره الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بأنّ الآية المذكورة نزلت في حقّه ، فعند ذاك أسلم ،
فجاء جبريل عليهالسلام إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقال : ما دام هذا البيت فانّ المفتاح والسدانة في
أولاد عثمان ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله له : خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة ، لا يأخذها
منكم إلّا ظالم.
في أحد الأيّام
قال المترجم له وبنو شيبة وهم يتفاخرون على الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : نحن أفضل من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فنزلت الآية ١٩ من سورة التوبة : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ
وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.)
__________________
__________________
عثمان بن عفان
هو أبو عبد
الله ، وقيل : أبو عمرو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد
مناف القرشي ، الأموي ، وأمّه أروى بنت كريز.
أحد صحابة
النبي صلىاللهعليهوآله ، وثالث الخلفاء الراشدين عند العامّة ، ويعدّونه من
العشرة المبشّرة بالجنّة.
ولد بمكّة قبل
ولادة النبي صلىاللهعليهوآله بست سنوات.
كان تاجرا يبيع
القماش ، ومن أثرياء زمانه ، وصاحب ثروة طائلة وعمارات شامخة وحدائق باسقة وعيون
جارية بالمدينة ، واقتنى مجموعات من الخيل والإبل. كان يغدق على أقربائه وشيعته
ومؤيّديه أموالا كثيرة بدون حساب.
أسلم وتزوّج من
رقيّة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهاجر معها إلى الحبشة ، وبعد رجوعه من الحبشة هاجر
إلى المدينة المنورة ، ومن بعد رقيّة تزوج من أختها أمّ كلثوم بنت النبيّ صلىاللهعليهوآله.
بعد مقتل عمر
بن الخطاب بويع له بالخلافة في شهر محرم سنة ٢٤ ه ، وقيل : سنة ٢٣ ه ، ولم يزل
يحكم الناس حتى قتل بالمدينة المنورة في الثاني عشر ، وقيل : في الثامن عشر ، وقيل
: في السابع عشر ، وقيل : في الثامن من ذي الحجة سنة ٣٥ ه ، ودفن بالبقيع ، وعمره
يومئذ ٨٢ سنة ، وقيل : ٨٦ سنة ، وقيل : ٩٠ سنة.
قبل مقتله
حاصره الناس في بيته تسعة وأربعين يوما ، ثم دخلوا عليه وقتلوه ، وينقل أنّ الذين
تولّوا قتله هم : كنانة بن بشر التجيبي ، وسعد بن حمران المرادي ، وعمرو بن الحمق
الخزاعي ، وعمير بن ضابي التميمي.
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين أوس بن ثابت.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث وروى عنه جماعة.
كان من جملة
العصابة التي هجمت على دار أمير المؤمنين عليهالسلام وأخرجوه ملببا ليبايع أبا بكر بن أبي قحافة.
في أيّام
حكومته قسّم الولايات المهمّة والمناصب الحسّاسة بين أقاربه وذويه ، أمثال : الحكم
بن أبي العاص وابنه مروان بن الحكم ـ طريد رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ والوليد بن عقبة ومن على شاكلتهم من الرموز التي لم
يكن لها من الإسلام أيّ نصيب ، فجعلهم يتحكمون برقاب وأموال ومقدّرات المسلمين ،
ممّا دعا الناس الطعن فيه والانصراف عنه.
أمّا تصرّفاته
المشينة مع الصلحاء من صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآله أمثال : عمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وغيرهما أشهر من
أن تذكر.
ينسب إليه جمع
القرآن الكريم ، واتخذ دارا للقضاء بين الناس بدل المسجد ، واستخدم الشرطة.
في أيّامه
تمكّنت الجيوش الإسلاميّة من فتح الريّ وبعض حصون الروم وجزيرة قبرص وشمال إفريقية
وإصطخر وفسا وبلاد متعدّدة من خراسان وكرمان وسجستان وغيرها من الأمصار والمدن.
القرآن المجيد وعثمان بن عفان
نزلت فيه الآية
٢٦٤ من سورة البقرة : (لا تُبْطِلُوا
صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ....)
كان هو والعباس
بن عبد المطلب يتعاطيان الربا ، وكانا قد أسلفا في التمر ، فلما حضر الجداد قال
صاحب التمر : لا يبقى لي ما يكفي عيالي إذا أخذتما حظّكما كلّه ، فهل لكما أن
تأخذا النصف وأضف لكما؟ ففعلا ، فلما حلّ الأجل طلبا الزيادة ، فبلغ ذلك النبيّ صلىاللهعليهوآله فنهاهما ، فنزلت فيهما الآية ٢٧٨ من نفس السورة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.) ويقال : إنّهما بعد أن سمعا تلك الآية أطاعا وأخذا رءوس
أموالهما.
كان له عبد
يمنعه من اعتناق الإسلام ، فنزلت فيه الآية ٧٦ من سورة النحل : (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ
وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.)
بعد انتصار
النبيّ صلىاللهعليهوآله على بني النضير قام بتقسيم أراضيهم على المسلمين ، فجاء
عثمان إلى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وطلب منه أن يكلّم النبيّ صلىاللهعليهوآله في قطعة أرض
لكليهما ، فرفض الإمام عليهالسلام وقال : أنت كلّم النبي صلىاللهعليهوآله في ذلك ، فإن قبل فإنّي شريك معك في الأرض ، فجاء عثمان
إلى النبي صلىاللهعليهوآله وطلب أرضا منه فأعطاه ، فطالبه الإمام عليهالسلام بما اتّفقا عليه ، فرفض عثمان الاتّفاقية ، فطلب الإمام
عليهالسلام منه أن يترافعا عند النبي صلىاللهعليهوآله ، فرفض عثمان ، وقال : إنّه سيعطي الحقّ لابن عمّه ،
فنزلت فيه الآية ٤٩ من سورة النور : (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ
الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ.)
ولنفس السبب
نزلت فيه الآية ٥٠ من نفس السورة : (أَفِي قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ
بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.)
فلمّا سمع بتلك
الآيتين رضي بمشاركة الإمام عليهالسلام له في الأرض.
وكذلك جرى نزاع
بينه وبين الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام على أرض ، فطلب منه الإمام عليهالسلام رفع القضيّة إلى النبي صلىاللهعليهوآله ليقضي بينهما ، فرفض المترجم له قائلا : هو ابن عمّك
ويحكم لصالحك ، فنزلت فيه الآية ٥١ من السورة نفسها : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ
إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ....)
ونزلت فيه
الآية ٥٢ من نفس السورة : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ
وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ.)
ويقال : شملته
الآية ٢٩ من سورة الفتح : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ....)
في واقعة
الخندق كان المسلمون منهمكين في حفر الخندق ، فطلبوا منه أن يشترك معهم في الحفر ،
فقال وعلامات الانزعاج والتأثّر بادية على وجهه : إتيان النبي صلىاللهعليهوآله بالإسلام لم يكفه ، بل يتعبنا بحفر الخندق وغيره من
المتاعب ، فنزلت فيه الآية ١٧ من سورة الحجرات : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ
أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ
عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.)
ويقال في سبب
نزول الآية المذكورة سابقا هو : إنّ عثمان مرّ على عمّار بن ياسر وهو منهمك مع
المسلمين في حفر الخندق ، فوضع عثمان كمّه على أنفه ؛ ليتّقي الغبار المتصاعد من
حفر الخندق ، فقال عمّار : لا يستوي من يبني المساجد فيصلّي فيها راكعا
وساجدا كمن يمرّ بالغبار حائدا ، يعرض عنها جاحدا معاندا ، فالتفت إليه
عثمان وقال : يا ابن السوداء إيّاي تعني؟ ثم جاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال له : لم ندخل معك لتسبّ أعراضنا ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : قد أقلتك إسلامك ، فاذهب إن كنت نادما على دخولك في
الإسلام.
ويقال : لمّا
وضع عثمان كمّه على أنفه خاطبه عمّار ببيتين من الشعر ، هما :
لا يستوي من
يبني المساجدا
|
|
يظل فيها
راكعا وساجدا
|
كمن يمرّ
بالغبار حائدا
|
|
يعرض عنها
جاحدا معاندا
|
ونزلت فيه
الآية ٣٣ من سورة النجم : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي
تَوَلَّى.)
والآية ٣٤ من
نفس السورة : (وَأَعْطى قَلِيلاً
وَأَكْدى.)
وفي أحد
الأيّام مرّ عليه ابن أمّ مكتوم الصحابيّ الأعمى ، فلما رآه قطّب وجهه ، فنزلت فيه
الآية ١ من سورة عبس : (عَبَسَ وَتَوَلَّى.)
والآية ٢ من
نفس السورة : (أَنْ جاءَهُ
الْأَعْمى.)
__________________
__________________
عثمان بن مظعون
هو أبو السائب
عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص القرشيّ ، الجمحي
، وأمّه سخيلة بنت العنبس الجمحيّة.
صحابيّ جليل
صالح ، كثير العبادة والتهجّد والصيام ، عرف بالزهد ، وله شعر.
كان في
الجاهليّة من حكماء العرب ، وحرّم على نفسه الخمر ، وكان يقول : لا أشرب شرابا
يذهب عقلي. ويضحك من هو أدنى منّي ، ويحملني على أن أنكح من لا أحبّ.
كان من أوائل
من أسلم ، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى ، ثم هاجر إلى المدينة المنورة ،
واشترك في واقعة بدر الكبرى.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث ، وروى عنه جماعة.
كان النبي صلىاللهعليهوآله يحبّه حبّا شديدا ، وآخى بينه وبين أبي الهيثم بن
التيّهان الأنصاري.
توفّي بالمدينة
المنورة في ذي الحجة ، وقيل : في شعبان في السنة الثانية من الهجرة ، فكان أوّل
مهاجر مات بالمدينة ، ودفن بالبقيع ، فكان أوّل من دفن فيه ، وحزن النبي صلىاللهعليهوآله لموته حزنا شديدا.
__________________
القرآن العظيم وعثمان بن مظعون
اجتمع هو
وجماعة من المسلمين في داره وقرّروا الصّيام والقيام وعدم النوم على الفرش وأن لا
يأكلوا اللّحم ولا يقربوا النساء والطيب إلى غير ذلك ممّا حلّله الله ، فبلغ ذلك
النبي صلىاللهعليهوآله ، فزجرهم ونهاهم عن ترك الدنيا وطيباتها التي حلّلها
الله ، فنزلت فيه وفي جماعته الآية ٨٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ....)
ويقال : إنّ
سبب نزول تلك الآية فيه كان مجيء زوجته حولاء بنت أبي أميّة إلى عائشة بنت أبي بكر
، وكانت شابّة جميلة ، فقالت لها عائشة : ما لي أراك معطّلة؟ فقالت : ولمن أتزيّن؟
فو الله! ما قاربني زوجي منذ كذا وكذا ، فإنّه قد ترهّب ، ولبس المسوح ، وزهد في
الدنيا.
فأخبرت عائشة
النبي صلىاللهعليهوآله بخبر زوجة المترجم له ، فنزلت تلك الآية فيه.
ونزلت فيه
الآية ٩٣ من نفس السورة : (لَيْسَ عَلَى
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا
اتَّقَوْا وَآمَنُوا ....)
__________________
عدي بن حاتم الطائي
هو أبو طريف ،
وقيل : أبو ظريف ، وقيل : أبو وهب عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن
امرئ القيس بن عدي ، أخزم الطائي ، الكوفي.
من فضلاء صحابة
رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان شجاعا ، شاعرا.
كان قبل أن
يسلم من أشراف قومه وساداتهم ومن أجواد زمانه.
وفد على النبي صلىاللهعليهوآله في شهر شعبان سنة ٩ ه ، وقيل : ١٠ ه ، وقيل : ٧ ه ،
فأسلم ، وكان نصرانيا ، وأبوه حاتم الطائي المشهور بالجود والكرم.
__________________
لمّا أسلم
أكرمه النبي صلىاللهعليهوآله وألقى له وسادة ، وقال صلىاللهعليهوآله : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
قبل أن يعتنق
الإسلام بعث النبي صلىاللهعليهوآله سرية إلى طي ؛ ليدعوهم إلى الإسلام ، فانتقل عدي بأهله
إلى الجزيرة ، وقيل : إلى الشام ، وترك أخته سفانة بنت حاتم ، فأخذها المسلمون
فأسلمت ، ثم جاءت إلى عدي وشجّعته على القدوم على النبي صلىاللهعليهوآله والقبول بما جاء به ، فجاء معها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فاسلم وحسن إسلامه.
بعد وفاة النبي
صلىاللهعليهوآله شهد فتوح العراق وواقعة القادسية والجسر وغيرها ، وشهد
مع خالد بن الوليد بعض فتوح الشام.
سكن الكوفة ،
وبنى بها دارا ، وكان من خيار أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، معرضا عن عثمان بن عفان.
شهد مع الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام حرب الجمل في البصرة ، ففقئت عينه ، وقتل ابنه محمد ،
وقتل له ابن آخر وهو يدافع عن الإمام عليهالسلام في حرب الخوارج.
شهد مع الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام واقعتي صفّين والنهروان ، وأبلى فيهما بلاء حسنا.
دخل يوما على
معاوية بن أبي سفيان بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له معاوية : ما فعلت الطرفات؟ يعني : أولاده ،
فقال : قتلوا مع علي عليهالسلام ، فقال معاوية : ما أنصفك علي قتل أولادك وبقى أولاده ،
فقال عدي : ما أنصفك علي إذ قتل وبقيت بعده ، فقال معاوية : أما إنّه قد بقيت قطرة
من دم عثمان ما يمحوها إلّا دم شريف من أشراف اليمن ، فقال عدي : والله! إنّ
قلوبنا التي أبغضناك بها لفي صدورنا ، وإنّ أسيافنا التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا
، ولئن أدنيت إلينا من الغدر فترا لندنين إليك من الشرّ شبرا ، وإنّ حزّ الحلقوم
وحشرجة الحيزوم لأهون علينا من أن نسمع المساءة في عليّ عليهالسلام ، فسلّم السيف يا معاوية لصاحب السيف ، فقال معاوية :
هذه كلمات حكم فاكتبوها ، وأقبل على عدي محادثا له كأنّه ما خاطبه بشيء.
ومن جلالة قدره
وثباته على نصرة الحقّ والدين يوم خطب الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، ودعا الناس إلى الخروج على معاوية والجهاد عليه ما تكلّم
أحد قط ولا أجابوه ، فعند ذاك نهض المترجم له وقال : سبحان الله ما أقبح هذا
المقام ، ألا تجيبون إمامكم
وابن بنت نبيّكم ... إلى آخر مقالته ، فخرج إلى النخيلة ثم تبعه الناس.
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله والإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وغيرهما أحاديث معتبرة ، وروى عنه جماعة.
ولم يزل مواليا
للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأهل بيته معاديا لأعدائهم حتّى توفّي بالكوفة ، وقيل :
بقرقيسيا أيام نهضة الثائر المختار الثقفي (ره) سنة ٦٧ ه ، وقيل : سنة ٦٦ ه ،
وقيل : سنة ٦٨ ه ، وقيل : سنة ٦٩ ه ، وعمره يومئذ ١٢٠ سنة ، وقيل : ١٨٠ سنة.
القرآن المجيد وعدي بن حاتم
جاء يوما إلى
النبي صلىاللهعليهوآله هو وزيد الخير الطائيّ وقالا : يا رسول الله! إنّا قوم
نصيد بالكلاب والبزاة ، وإنّ كلاب آل درع وآل حويريّة تأخذ البقر والحمر والظباء
والضب ، فمنه ما يدرك ذكاته ، ومنه ما يقتل فلا يدرك ذكاته ، وقد حرّم الله الميتة
، فما ذا يحل لنا منها؟ فنزلت جوابا لهما الآية ٤ من سورة المائدة : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ
قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ
....)
__________________
__________________
عدي بن زيد الجذامي
هو عدي بن زيد
، وقيل : يزيد ، وقيل : بيدي ، وقيل : بداء ، وقيل : بندى الجذاميّ ، الحجازي ،
المدني.
أحد صحابة رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، حدّث عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وروى عنه جماعة ، كان يسكن المدينة المنوّرة ، وكان
قبل إسلامه نصرانيّا يتاجر الشام ، وقيل : كان يهوديا.
القرآن الكريم وعدي الجذامي
شملته الآية ٧١
من سورة آل عمران : (يا أَهْلَ الْكِتابِ
لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ ....)
كان قبل أن
يعتنق الإسلام يقول : نحن نعلم بأنّ الله لم يجعل آيات ومعاجز لأيّ شخص بعد نبيّه
موسى عليهالسلام ، فللردّ عليه وتكذيبه نزلت فيه الآية ١٦٣ من سورة
النساء : (إِنَّا أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ....)
خرج بديل بن
أبي مريم ـ مولى عمرو بن العاص ـ مع عدي وتميم بن أوس الداري في تجارة إلى الشام ،
فمرض بديل وكتب كتابا ذكر فيه ما معه وطرحه في متاعه ولم يخبر به صاحبيه ، وطلب
منهما أن يدفعا متاعه إلى أهله ، فمات بديل ففتشا متاعه فأخذا إناء من فضّة يزن
ثلاثمائة مثقال منقوشا بالذهب ؛ فغيّباه ، فلما سلّما متاعه إلى أهله اطّلعوا على
الكتاب الذي في المتاع ، فطالبوهما بالإناء الفضّي ، فأنكرا علمهما به ، فرفعوهما
إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فدعاهما النبي صلىاللهعليهوآله فاستحلفهما فحلفا. وبعد
__________________
مدّة وجد الإناء بمكّة عند جماعة ، قالوا : إنّا اشتريناه من عدي وتميم ،
فلما ظهرت خيانتهما وكذبهما حلف رجلان من ورثة بديل بأنّ الإناء لصاحبهما وأنّ
شهادتهما أحقّ من شهادة عدي وتميم ، فنزلت الآية ١٠٦ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ
بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ ....)
عروة بن مسعود
هو أبو مسعود ،
وقيل : أبو يعفور عروة ابن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن
ثقيف بن منبه الثقفيّ ، وأمّه سبيعة بنت عبد شمس القرشيّة.
__________________
صحابيّ جليل ،
عرف بالكياسة والتدبير.
كان في
الجاهلية من دهاة العرب ومن سادات قومه بالطائف ، وكان فيهم محبوبا مطاعا.
أسلم على يد
النبيّ صلىاللهعليهوآله أيام صلح الحديبية ، ثم طلب من النبي صلىاللهعليهوآله أن يرجع إلى قومه ويدعوهم إلى الإسلام ، فقال له النبيّ
صلىاللهعليهوآله : إنّهم قاتلوك ، فقال : أنا أحبّ إليهم من أبصارهم.
رجع إلى قومه
وأخذ يدعوهم إلى اعتناق الإسلام ، ونبذ عبادة الأصنام ، فأخذوا يشاكسونه ويعاندونه
، ثم احتدم الخصام والجدال بينه وبينهم ، فأخذوا يرمونه بالنبال من كل جانب ،
فأصابه سهم وقتله ، وذلك في السنة التاسعة من الهجرة.
سمعوه ـ وهو في
الرمق الأخير من حياته ـ يقول : كرامة أكرمني الله بها ، وشهادة ساقها الله إليّ ،
فليس فيّ إلّا ما في الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فادفنوني معهم ، فدفنوه معهم.
قال النبي صلىاللهعليهوآله في حقّه : إنّ مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه.
وشبّهه النبيّ صلىاللهعليهوآله بعيسى بن مريم عليهماالسلام.
القرآن العظيم وعروة بن مسعود
نزلت فيه وفي
الوليد بن المغيرة الآية ٣١ من سورة الزخرف : (وَقالُوا لَوْ لا
نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ.) والمراد من الآية عظيم من أهل مكّة ، وهو الوليد بن
المغيرة أو غيره ، وعظيم من أهل الطائف ، وهو المترجم له.
ونزلت فيهما
الآية ٣٢ من نفس السورة : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ
رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ
الدُّنْيا ....)
__________________
عزرائيل
من ألقاب ملك
الموت عزرائيل ، وقيل : عزرائل ، وقيل : عزريل.
وهو أحد
الملائكة الأربعة المقرّبين إلى الله عزّ اسمه ، وله ألقاب أخر منها : مفرّق
__________________
الجماعات ، وهادم اللذّات ، وقابض الأرواح ، ومسكّن الحركات وغيرها.
كلمة عزرائيل
عبريّة ، ومعناها : نصرة الله.
يتّصف بصفات
خاصّة به منها : يملك جسدا ضخما وواسعا جدّا ، وكلّ جسده عين ولسان ، وله أربعة
آلاف جناح ، وسبعون ألف رجل. مقرّه في السماء السابعة ، وقيل في السماء الثانية ،
ويجلس على سرير تحته شجرة الحياة ، وأمامه سجّل بأسماء جميع ذوات الأرواح ، فعند
ما تصدر الأوامر إليه بقبض روح من الأرواح تسقط ورقة من تلك الشجرة ، وعليها اسم
من يراد قبض روحه.
يدّعي اليهود
أنّ عزرائيل بنفسه موكّل بقبض أرواح الأنبياء ، وهناك ملائكة آخرون تحت سيطرته ،
يتولّون قبض أرواح سائر الناس.
وهناك من يقول
: إنّ لكلّ إنسان ملك يتولّى قبض روحه ، وهذا مستبعد.
يتصوّر بصور
مختلفة عند أداء مهمّته ، ولا يخشى الملوك والسلاطين ، ولا تمنعه الحواجز والقلاع
، ولا يرأف بالشيخ الكبير ، ولا بالطفل الرضيع ، ولا يميّز بين الفقير والغنيّ
والعالم والجاهل والعاقل والمجنون والمؤمن والكافر والصالح والطالح ، فكلّهم عنده
سواء في قبض أرواحهم.
عند ما أوجد
البارئ سبحانه الموت وصوّر ذلك للملائكة استوحشوا منه وذعروا إلّا عزرائيل ، فقابل
عمليّة قبض الأرواح بكلّ برود وطمأنينة ، فأناط الله إليه عمليّة الموت وقبض
الأرواح.
تتمّ عمليّة
قبض الروح بالدخول بإرادة الله في جسد من يريد قبض روحه ، ثمّ يسلّم تلك الروح إن
كان صاحبها مؤمنا صالحا إلى الملائكة لكي يحملوها إلى السماء السابعة ، ثمّ
يعيدونها إلى قبر المتوفّى.
ويقال : ينتزع
روح من يريد قبض روحه بواسطة رمح مسموم يحمله معه لذلك ، وهناك أشخاص لم يتسنّى له
قبض أرواحهم لحدّ الآن وهم : نبيّ الله إدريس عليهالسلام ، وقد تراءى له عزرائيل شخصيّا ، ونبيّ الله إلياس عليهالسلام ، ونبيّ الله الخضر عليهالسلام ، ونبيّ الله عيسى بن مريم عليهماالسلام.
وعن النبيّ
الأعظم صلىاللهعليهوآله قال : «لمّا أسري بي إلى السماء رأيت ملكا من الملائكة
بيده لوح من نور ، لا يلتفت يمينا ولا شمالا ، مقبلا عليه كهيئة الحزين ، فقلت :
من هذا يا جبرئيل؟ فقال : هذا ملك الموت ، مشغول في قبض الأرواح ، فقلت : أدنني
منه يا جبرئيل لأكلّمه ، فأدناني منه ، فقلت له : يا ملك الموت ، أكلّ من مات أو
هو ميّت فيما بعد أنت تقبض روحه؟ قال : نعم ، قلت : وتحضرهم بنفسك؟ قال : نعم ،
وما الدنيا عندي فيما سخّرها الله لي ومكّنني منها إلّا كالدراهم في كفّ الرجل
يقلّبها كيف يشاء ، وما من دار في الدنيا إلّا وأدخلها في كلّ يوم خمس مرّات ،
وأقول إذا بكى أهل البيت على ميّتهم : لا تبكوا عليه ، فإنّ لي عودة وعودة حتّى لا
يبقى منكم أحد. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كفى بالموت طامّة يا جبرئيل ، فقال جبرئيل : إنّما
بعد الموت أطمّ وأعظم من الموت».
وسئل رسول الله
صلىاللهعليهوآله كيف يتوفّى ملك الموت المؤمن؟ فقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ ملك الموت ليقف من المؤمن عند موته موقف العبد
الذليل من الموتى».
القرآن العظيم وملك الموت
نزلت فيه الآية
١١ من سورة السجدة : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ
مَلَكُ الْمَوْتِ ....)
وشملته الآية ٥
من سورة النازعات : (فَالْمُدَبِّراتِ
أَمْراً.)
__________________
العزّى
اسم عربي لصنم
مشهور لدى عرب الجاهليّة كقريش وطي وخزاعة وغطفان ، وكانوا يسمّونه بأسماء أخر ،
كعوذى وناتي وغيرها.
كانوا يعبدونه
ويقدّسونه ويتبرّكون به ، ويسمّون أولادهم بعبد العزّى ، ويقسمون به ، ويزورونه
ويحجّون إليه ، ويقيمون له المراسم والمناسك ، ويقدّمون له القرابين.
كانوا يعتقدون
بأنّه مصدر لشفاء أمراضهم وحلّال لمشاكلهم.
اختلف
المؤرّخون والمحقّقون في هيئته ، فمنهم من قال : إنّه كان على هيئة امرأة من حجر ،
تمثّل بنتا من بنات الله ، وقال آخرون : كان على هيئة شجرة.
أوّل من عبده
وألّهه كان ظالم بن أسعد ، وأوّل من بنى عليه بيتا وعيّن له سدنة وحرّاسا قبيلة
غطفان ، فكان سدنته من بني شيبان بن جابر من بني سليم.
كان المعبد
الذي يضمّه يقع في وادي نخلة الشامية ، فوق وادي العرق في شعب يدعى سقاما بوادي
حراض بين مكّة والطائف ، واختاروا ذلك المكان لتواجده ؛ ليكون حرما له ، مقابل حرم
الكعبة.
كان له عبدة
مريدون خارج شبه جزيرة العرب كالشام والحيرة وغيرهما ، وكان بعض ملوك اللخميّين
والمناذرة يؤلّهونه ويعبدونه ، وهناك من المؤرّخين من وحّد بينه وبين عشتار ملكة
النار عند البابليّين.
ولم يزل يعبد
من قبل جماهير غفيرة من العرب حتى جاء الدين الإسلامي الحنيف وأخذ يدعو إلى عبادة
الله الواحد الأحد ، ويحارب كلّ معبود سواه ، ويقف في وجه
__________________
التقاليد والعادات الجاهليّة السخيفة ، فعند ذاك أمر النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله خالد بن الوليد بأن يكسر العزّى ويحطّمه ، ويهدم المعبد
الذي هو فيه ، فنفّذ خالد أوامر النبي صلىاللهعليهوآله ، وقضى عليه ؛ وأرسله إلى مزبلة التأريخ ، وسادنه يومئذ
كان دبيّة بن حرمس السلميّ.
القرآن العظيم والعزّى
جاء ذكره ضمن
الآية ١٩ من سورة النجم : (أَفَرَأَيْتُمُ
اللَّاتَ وَالْعُزَّى ....)
عزير بن شرحيا
هو عزير ، أو
عزرا بن شرحيا ، وقيل : سروخا ، وقيل : سروحا ، وقيل : جروة ، وقيل : سوريق بن
عديا من سلالة هارون أخي موسى بن عمران عليهالسلام ، وكان يلقّب
__________________
بالسوفر ، ومعناه : الكاتب ، وعزير اسم أعجميّ.
أحد أنبياء
وأحبار وكهان وقادة بني إسرائيل ، عرف بالصلاح والعبادة والزهد واستجابة الدعاء ،
وكان أعلم الناس بالتوراة ، وأحفظهم لها ، وكان اليهود يقدّسونه ويجلّونه.
كان يعيش في
بابل سنة ٤٥٧ قبل الميلاد ، وقيل : كان عصره بعد هلاك نبوخذنصّر ، وقيل : كان
معاصرا للملك أردشير الساساني ذي الأكتاف ملك بلاد فارس ، وقيل : كان عهده فيما
بين سليمان عليهالسلام وعيسى عليهالسلام ، وقيل : كان متواجدا في عصر موسى بن عمران عليهالسلام.
قيل : إنّه كان
من الإسرائيليّين الذين سباهم نبوخذ نصر إلى بابل وهو صبيّ ولمّا بلغ الأربعين من
عمره آتاه الله الحكمة وبعثه للنبوّة.
أماته الله
مائة عام ثم بعثه إلى بني إسرائيل ، بعد أن رجعوا من أسر بابل إلى فلسطين بعد هلاك
نبوخذنصّر ، وقيل : كان قائد الإسرائيليّين عند عودتهم إلى ديارهم.
قبض الله روحه
وهو ابن ٤٠ سنة ، وبعد أن مرّت على وفاته مائة عام أحياه الله من جديد كهيئته يوم
وفاته ، فأتى إلى منزله ببيت المقدس ، وكان كل شيء قد تغيّر في مدينته ، ولمّا وصل
إلى المنزل طرق الباب ، فخرجت إليه عجوز عمياء عمرها ١٢٠ سنة ، وكانت أمّه في بيته
، وكان عمرها حين فارقها ٢٠ سنة.
عرّف نفسه لها
، وقال : أنا عزير ، أماتني الله ١٠٠ سنة ثم بعثني ، وأنا الآن حيّ أرزق ، فأنكرت
ذلك في بادئ الأمر ، ثمّ قالت : كان عزير مستجاب الدعوة ، فإن كنت حقّا هو بنفسه
فادع الله أن يردّ عليّ عيني حتّى أراك.
فدعا عزير ربّه
وطلب إعادة البصر إليها ، فاستجاب الله دعاءه فأبصرت ، فنظرت إليه وقالت : أشهد
أنّك عزير ، ثم أسرعت إلى مجالس وأندية الإسرائيليّين ، وأخذت تنادي : هذا عزير قد
رجع إليكم ، وكان بينهم ابن لعزير ، وهو شيخ وعمره ١١٨ سنة ، فكذّبوها في البداية
ثم انطلقوا إلى دار عزير ، فلمّا شاهدوه لم يعرفوه ، ثم تقدّم ابنه وقال : كان
لأبي شامة سوداء بين كتفيه ، فلما كشف عن كتفيه صدّقه ابنه.
أما بقية
الإسرائيليّين الذين جاءوا لرؤيته قالوا : حدّثنا شيوخنا بأنّ أحفظ الناس
للتوراة كان عزير ، وقد أحرقت التوراة من قبل نبوخذ نصر ولم يبق فينا من
يحفظها ، فإن كان هذا حقّا هو عزير فليقرأ لنا التوراة ويكتبها ، فألهمه الله ذلك
، وتذكّر التوراة ، فأخذ يقرؤها لهم من أوّلها إلى آخرها ، بدون أيّ زيادة أو
نقصان ، فلمّا سمعوا وشاهدوا ذلك منه ـ وهم مجتمعون حوله بدير حزقيل ـ قالوا :
عزير ابن الله ، وأوّل من قال ذلك هو قورس ، ويقال : إنّ بعض يهود المدينة
المنوّرة لقّبوه بلقب ابن الله.
كان يجلس مع
أولاده ـ وهم شيوخ ـ وهو ابن الأربعين ، وهناك رواية تقول : إنّ عزيرا انتابه
الفزع والحزن لفقدان التوراة بعد أن أحرقها نبوخذنصّر ، فأرسل الله ملكا على هيئة
شيخ فأعطاه حبّة فحم فبلعها ، وقيل : شربة من الماء فشربها ، وبمجرّد أن دخلت
الحبّة أو دخل الماء في جوفه تذكّر التوراة بحذافيرها ، فقام بتلاوتها وكتابتها
وتدوينها ، فصدّقه وآمن به أكثر الإسرائيليّين.
قام بخدمات
جليلة ، منها : إصلاح الديانة اليهوديّة من الأخطاء والانحرافات ، ودوّن الوقائع
التأريخية بصورة صحيحة ومتقنة ، وأسّس كنيسة لعبادة اليهود ، وجمع أسفار التوراة
ودوّنها ، وأدخل الأحرف الكلدانية عوضا من العبرانية القديمة.
ينسب إليه بعض
الأسفار ، كسفر عزرا ، وسفر الأيام ، وسفر نحميا.
ولم يزل يعيش
بين الإسرائيليّين معزّزا مكرّما حتّى توفّي بدمشق ، ودفن فيها.
وهناك من
المؤرخين والمحققين من قال : إنّ الذي أماته الله مائة عام هو نبي الله أرميا عليهالسلام أو غيره ، وليس بعزير ، وأمّا الرواية التي ذكرناها
سابقا حول وفاته ومقابلته لأمّه غير منسجمة. والله أعلم.
القرآن الكريم وعزير
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ
عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ ...) البقرة ٢٥٩.
(وَقالَتِ الْيَهُودُ
عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ ...) التوبة ٣٠.
__________________
__________________
عزيز مصر
كان المصريّون
القدامى يمنحون لقب العزيز ملوكهم ورجالات دولتهم ، فشمل ذلك اللقب زوج زليخا
صاحبة نبيّ الله يوسف عليهالسلام.
فهو فوطيفار بن
رويحب ، وقيل : رجيب ، وقيل : روحيب العماليقيّ القبطيّ ، وقيل : اسمه كان بوتيغار
، وقيل : اظفير ، وقيل : اطفين ، وقيل : اظفير ، وقيل : اظيفر ، وقيل : قوطفير ،
وقيل قطفير ، وفوطيفار اسم مصريّ معناه : عطيّة الله الشمس.
كان رئيسا
لوزراء مصر في عهد الملك الريّان بن الوليد العماليقيّ ، وعيّنه الملك ـ بالإضافة
إلى رئاسة الوزارة ـ نائبا عنه ومشرفا على خزائن مصر ، وقائدا للشرطة ، ومتصدّيا
لأمور السجون ، ورئيسا لأركان الجيش.
كان عاقلا
مدبّرا محبّا للعمران ، أديبا عادلا عرف بالفراسة والشجاعة.
كان عنّينا لا
يأتي النساء ، وكان ذلك من الأسباب التي دعت زوجته زليخا مراودة نبيّ الله يوسف عليهالسلام ، وذكرنا قصّتها مع يوسف عليهالسلام في ترجمة زليخا ونبيّ الله يوسف عليهالسلام.
كان ينصب له
سرير من فضّة في قصر الملك الريّان ويجلس عليه ، فيخرج الوزراء والكتّاب ويجلسون
بين يديه.
اشترى نبيّ
الله يوسف عليهالسلام من مالك بن ذعر ، فربّاه في بيته حتّى شبّ ، فكان من
شأنه مع يوسف عليهالسلام وزليخا ما فصّلناه في ترجمة زليخا ونبيّ الله يوسف عليهالسلام والذي انتهى بزجّ يوسف عليهالسلام في السجن ، وبعد أن تعرّف الملك الريّان على يوسف عليهالسلام وذكائه
__________________
وحسن سريرته وبراءته من التهم التي ألصقها المترجم له به وسجنه أصدر أمرا
بإطلاق سراحه ، وإناطة جميع أمور الدولة إليه ، وأمر بعزل المترجم له من مناصبه ،
وجعلها بعهدة يوسف عليهالسلام.
ولم يزل
المترجم له مطرودا من البلاط الملكيّ حتّى مات ، وبعد موته تزوّج يوسف عليهالسلام من زليخا فأنجبت له أولادا.
القرآن الكريم وعزيز مصر
أما الآيات
التي تحدّثت عنه فهي :
يوسف ٢١ (وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ
لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ ....)
يوسف ٢٨ (فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ
دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ ....)
يوسف ٢٩ (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا
وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ ....)
أمّا الآيات
التي ذكرته فهي :
يوسف ٢٥ (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ
....)
يوسف ٣٠ (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ
امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ ....)
يوسف ٥١ (قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ
حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ ....)
__________________
عطارد بن حاجب
هو أبو عكرمة
عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن
مالك التميميّ. سيّد بني تميم في الجاهليّة ، ومن أشراف ورؤساء قومه ، ومن خطبائهم
وشعرائهم.
وفي الجاهليّة
وفد على كسرى ملك فارس ، وطلب منه قوس أبيه الذي كان عنده ، فردّها إليه وكساه
حلّة ديباج.
أسلم في السنة
التاسعة من الهجرة ، فاستعمله النبيّ صلىاللهعليهوآله على صدقات بني تميم.
وبعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله صدّق وآمن بسجاح التميميّة التي ادّعت النبوّة ، ثمّ
رجع عن
__________________
ارتداده إلى الإسلام ، وقال في سجاح :
أضحت نبيّتنا
أنثى نطيف بها
|
|
وأضحت أنبياء
الناس ذكرانا
|
فلعنة الله
ربّ الناس كلّهم
|
|
على سجاح ومن
بالكفر أغوانا
|
حضر واقعة
القادسيّة سنة ١٥ ه ، وقيل : سنة ١٦ ه ، ولم يزل حتّى توفّي بعد سنة ٢١ ه ،
وقيل : حدود سنة ٢٠ ه.
القرآن المجيد وعطارد بن حاجب
في السنة
التاسعة أو العاشرة من الهجرة جاء هو مع أشراف قومه إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو في إحدى حجرات أزواجه ، فأخذ عطارد وبعض قومه
ينادون النبيّ صلىاللهعليهوآله من وراء حجرات أزواجه ، فخرج صلىاللهعليهوآله إليهم ، فطلبوا المفاخرة معه ، فسمع لهم ، فوقف المترجم
له وألقى خطبة غرّاء فصيحة ، فلمّا أتمّ كلامه أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله ثاد بن قيس أن يردّ عليه ففعل ، ثمّ وقف شاعر بني تميم
الزبرقان بن بدر وألقى أبياتا يفتخر فيها على النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، فأمر النبيّ صلىاللهعليهوآله حسّان بن ثابت أن يردّ عليه ففعل ، وبعد نقاش طويل بين
النبيّ صلىاللهعليهوآله وأصحابه وبين عطارد وأعيان قومه أسلم المترجم له ومن معه من بني تميم ،
وأهدى إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ثوبا من الديباج كان كسرى قد أهداه إليه.
وبعد مناداة
عطارد وقومه للنبيّ صلىاللهعليهوآله من وراء حجرات أزواجه وقبل أن يسلموا نزلت فيهم الآية ٤
من سورة الحجرات : (إِنَّ الَّذِينَ
يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.)
وكذلك نزلت
فيهم الآية ٥ من نفس السورة : (وَلَوْ أَنَّهُمْ
صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ
رَحِيمٌ.)
__________________
عقبة بن أبي معيط
هو أبو الوليد
عقبة بن أبي معيط أبان بن ذكوان بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصيّ القرشيّ
، وأمّه سالمة بنت أميّة السلميّة ، من رؤساء ومقدّمي قريش في الجاهليّة.
عاصر النبيّ صلىاللهعليهوآله عند بزوغ الدعوة الإسلاميّة ، فوقف في وجه النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين وقابلهم بأشدّ الأذى والعدوان.
كان من أشدّ
عباد الله كفرا وعنادا ، وأكثرهم بغيا وحسدا وهجاء للنبيّ صلىاللهعليهوآله والإسلام والمسلمين ، متجاهرا في ذلك.
تزوّج عثمان بن
عفّان ابنته أمّ كلثوم.
شارك الكفّار
في واقعة بدر الكبرى سنة ٢ ه ، ولم يزل يحارب حتّى قتله خبيب وبلال ، وقيل : قتله
رفاعة بن رافع ، وقيل : عاصم بن ثابت بالصفراء ، وقيل : بعرق الظبية ، وهناك من
جزم بأنّ قاتله كان الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وبعد مقتله صلبوه ، فكان أوّل من صلب في الإسلام.
__________________
القرآن المجيد وعقبة بن أبي معيط
في أحد الأيام
جاء المترجم له وجماعة من رؤساء قريش إلى أبي طالب عليهالسلام وقالوا له : أنت كبيرنا وسيّدنا ، وإنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله قد آذانا وآذى آلهتنا ، فنحبّ أن تدعوه فتنهاه عن ذكر
آلهتنا ، ولندعه وإلهه ، فدعاه أبو طالب عليهالسلام فجاء صلىاللهعليهوآله ، فقال له أبو طالب عليهالسلام : هؤلاء قومك وبنو عمّك ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ما ذا يريدون؟» فقالوا : نريد أن تدعنا وآلهتنا
وندعك وإلهك ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم معطيّ كلمة إن
تكلّمتم بها ملكتم العرب ودانت لكم بها العجم؟» فقال أبو جهل : نعم وأبيك
لنعطينّكها وعشر أمثالها فما هي؟ قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «قولوا لا إله إلّا الله» فأبوا واشمأزّوا وقالوا :
لتكفّنّ عن شتمك آلهتنا أو لنشتمنّك ونشتم من يأمرك ؛ فأنزل الله سبحانه الآية ١٠٨
من سورة الأنعام : (وَلا تَسُبُّوا
الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ
كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ....)
وشملته الآية
١٨٧ من سورة الأعراف : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ
السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي ....)
وشملته الآية ٦
من سورة الكهف : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ
نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ....)
مرّة صنع
المترجم له طعاما ودعا إليه النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «لا أحضره حتى تشهد أن لا إله إلّا الله» ففعل عقبة ،
فقام النبيّ صلىاللهعليهوآله معه ، فقال له أميّة بن خلف : أقلت كذا وكذا؟ فقال :
نعم ، إنّما قلت ذلك لطعامنا ، فنزلت فيه الآية ٢٧ من سورة الفرقان : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى
يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً.)
وللمقارنة بينه
وبين الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام نزلت الآية ١٨ من سورة السجدة : (أَفَمَنْ كانَ
مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ.)
وشملته الآية ١
من سورة محمّد : (الَّذِينَ كَفَرُوا
وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)
قال يوما : إنّ
النبيّ صلىاللهعليهوآله أبتر وليس له ولد ، فنزلت فيه الآية ٣ من سورة الكوثر :
(إِنَّ شانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ.)
__________________
عقيل بن أبي طالب
هو أبو يزيد
وأبو عيسى عقيل بن أبي طالب عبد مناف ، وقيل : عمران بن عبد المطّلب بن هاشم بن
عبد مناف بن قصيّ بن كلاب القرشيّ ، الهاشميّ ، المكّيّ ، وأمّه فاطمة بنت أسد بن
هاشم.
صحابيّ جليل ،
ومن أشراف ووجوه بني هاشم في الجاهليّة والإسلام ، وابن عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأحد إخوة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
ولد قبل ولادة
النبيّ صلىاللهعليهوآله بعشر سنين.
عرف بفصاحة
اللسان وسرعة الجواب المسكت للخصم ، وكان من أعلم الناس بالنسب وأيّام العرب ،
وكان يكثر من ذكر مثالب قريش ، فعادوه ونسبوا إليه تهما كثيرة.
كان من جملة
حكّام وقضاة قريش في الجاهليّة ، وكان حسن المحاورة لطيف الطبع ، كاتبا.
أسلم قبل صلح
الحديبية ، وهاجر في السنة الثامنة من الهجرة إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله في المدينة ، وشهد غزوة مؤتة وحنين وثبت فيهما.
اشترك في واقعة
بدر مع المشركين مكرها ، فأسره عبيد المقرن ، وأسر عمّه العبّاس بن عبد المطّلب ،
فافتدى العبّاس نفسه وعقيل فأطلق سراحهما.
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله في حقّه : «إنّي أحبّك يا عقيل حبّين : حبّا لك وحبّا
لحبّ أبي طالب عليهالسلام لك ، وإنّ ولدك لمقتول في محبّة ابني الحسين عليهالسلام ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلّي عليه الملائكة
المقرّبون ... إلى آخر الحديث ، وفي هذه الرواية يشير النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى ولده مسلم عليهالسلام الذي أرسله الإمام الحسين بن عليّ عليهماالسلام إلى الكوفة في سفارة إلى أهلها الذين طلبوا من الإمام عليهالسلام التوجّه إليهم ؛ لإنقاذهم من شرور
__________________
يزيد بن معاوية وعمّاله ، فقتله عبيد الله بن زياد في الكوفة.
وفي أيّام
حكومة عمر بن الخطّاب كان من جملة الذين كتبوا ديوانا باسم ديوان العساكر
الإسلاميّة على ترتيب الأنساب.
وفي عهد الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام كان يتوقّع من الإمام بأن يغدق عليه الأموال والمنح ،
ولكنّ الإمام عليهالسلام كان يعامله معاملة سائر المسلمين في العطاء والمنح ،
ولمّا كان يلحّ على الإمام عليهالسلام فى ذلك فكان يجيبه قائلا : «أتأمرني أن أدفع إليك أموال
المسلمين وقد ائتمنوني عليها؟» وقصّة الحديدة المكواة التي قرّبها الإمام عليهالسلام إليه أشهر من أن تذكر.
فلما رأى
التزام الإمام عليهالسلام بالحقّ والمساواة بين الرعيّة تخلّف عنه ، وقصد معاوية
بن أبي سفيان طمعا في عطائه وبرّه ، فلمّا دخل على معاوية قال له : لو لا علمك
بأنّي خير لك من أخيك عليّ عليهالسلام لما أقمت عندنا ، فقال عقيل : أخي خير لي في ديني ،
وأنت خير لي في دنياي ، وقد آثرت دنياي.
وفي أحد
الأيّام قال له معاوية : يا أبا يزيد كيف تركت عليّا وأصحابه؟ فقال عقيل :
كأنّهم أصحاب
محمّد صلىاللهعليهوآله إلّا أنّي لم أر رسول الله صلىاللهعليهوآله فيهم ، وكأنّك وأصحابك أبو سفيان وأصحابه إلّا أنّي لم
أر أبا سفيان فيكم.
طلب منه معاوية
أن يلعن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام على المنبر ، فصعد عقيل المنبر وقال : أيّها الناس إنّ
أمير المؤمنين معاوية أمرني أن ألعن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فالعنوه ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ،
ثمّ نزل عن المنبر.
فقال له معاوية
: يا أبا يزيد من لعنت؟ قال عقيل : والله ما ازددت حرفا ولا نقصت آخر ، والكلام
إلى نيّة المتكلّم.
ودخل يوما على
معاوية وقد كفّ بصره ، فأجلسه معاوية على سريره وقال : أنتم معشر بني هاشم تصابون
في أبصاركم ، فقال عقيل : وأنتم معشر بني أميّة تصابون في بصائركم.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
ولم يزل حتى
كفّ بصره ، فتوفّي بالمدينة ، وقيل : بالشام في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وقيل
: عاش إلى سنة ٥٠ ه ، وقيل : توفّي سنة ٦٠ ه ، وقيل : كانت وفاته في أوّل خلافة
يزيد بن معاوية وقبل واقعة الحرّة ، ودفن في البقيع.
القرآن الكريم وعقيل بن أبي طالب
يوم واقعة بدر
الكبرى أصدر النبيّ صلىاللهعليهوآله أمرا بعدم قتل أحد من بني هاشم المتواجدين في عسكر
الكفر ، وبعدم إلقاء القبض عليهم وأسرهم ، فكان المترجم له من جملة من أسروه ،
فشملته الآية ٧٠ من سورة الأنفال : (يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي
قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً ....)
__________________
__________________
عكرمة بن أبي جهل
هو أبو عثمان
ابن ـ عدوّ الله ورسوله ـ أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم القرشيّ ، المخزوميّ ، المكّيّ ، وأمّه أم مجالد بنت يربوع الهلاليّة ، وقيل
: هي أمّ خالد بنت مجالد الهلاليّة.
من شخصيّات
قريش المشهورين في الجاهليّة والإسلام ، وأحد فرسانهم وشجعانهم المعروفين.
كان هو وأبوه
من ألدّ أعداء وخصوم النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومن أشدّ الناس محاربة للإسلام والمسلمين.
كان يعبد اللات
والعزّى ، وبعد فتح مكّة ـ سنة ٨ ه ـ بقليل أسلم وأقام بها.
بعد فتح مكّة
هرب إلى اليمن ، وكانت زوجته أمّ حكيم بنت الحارث قد أسلمت ، فسارت إليه إلى اليمن
بأمان من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وجاءت به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فأسلم ، وكان أحد الستّة الذين أباح النبيّ صلىاللهعليهوآله دماءهم ، وأمر الناس بقتلهم أينما وجدوهم ولو كانوا
متعلّقين بأستار الكعبة.
بعد أن أسلم
استعمله النبيّ صلىاللهعليهوآله على صدقات هوازن عام حجّة الوداع.
وبعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله ارتدّ أهل عمان على أبي بكر ، فجهّز إليهم جيشا بقيادة
المترجم له لإخضاعهم ، ولنفس الغرض وجّهه أبو بكر إلى اليمن ، ثمّ توجّه مع عساكر
المسلمين إلى الشام لمحاربة الكفّار من الروم ، فقتل في الشام في واقعة اليرموك
سنة ١٥ ه ، وقيل في واقعة أجنادين سنة ١٣ ه.
وقيل : استشهد
في واقعة مرج الصفر ، وعمره يومئذ ٦٢ سنة. روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث.
القرآن الكريم وعكرمة بن أبي جهل
أمّا الآيات
التي شملته فهي :
الأنفال ٣٦ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ
أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ.)
والأحزاب ١ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ
وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ.)
__________________
علي بن أبي طالب عليهالسلام (أمير المؤمنين)
هو الإمام أمير
المؤمنين عليّ بن أبي طالب عبد مناف ، وقيل : عمران بن عبد المطّلب ابن هاشم بن
عبد مناف بن قصيّ بن كلاب القرشيّ ، العدنانيّ ، الهاشميّ ، ويصل نسبه الشريف إلى
إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهماالسلام.
له عدّة كنى
منها : أبو الحسن ، وأبو الحسين ، وأبو الحسنين ، وأبو تراب وغيرها.
أمّه فاطمة بنت
أسد بن هاشم بن عبد مناف القرشيّة.
ابن عمّ رسول
الله صلىاللهعليهوآله وصهره ووصيّه وخليفته ، وأوّل القوم إسلاما وأقدمهم
إيمانا بالله ، وأوّل الأئمّة الاثني عشر من أهل بيت النبوّة المعصومين ، وأسّ
التشيّع ، وباني ركيزته الأولى.
اجتمعت فيه
جميع الصفات الخيّرة والمؤهلات الفائقة ، كالإيمان بالله ورسوخها فيه ، والزهد ،
والتقى ، وطاعة الله حقّ طاعته ، وتمعّنه في عبادته ، ودفاعه المستميت عن الإسلام
والنبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، وتبحّره في شتى مجالات العلوم والمعارف ،
وتميّزه عن الغير بالشجاعة الخارقة والبطولة الفائقة ، بالإضافة إلى فصاحته
وبلاغته وغير ذلك من عناصر المجد والكمال والسؤدد.
ولد عليهالسلام بمكّة المكرّمة ، وفي الكعبة المشرّفة بالذات في السنة
الثالثة والعشرين قبل الهجرة ، وقيل : ولد قبل البعثة النبويّة الشريفة بعشر سنين.
تولّى النبيّ صلىاللهعليهوآله تربيته ، فترعرع تحت كنفه حتّى شبّ ، فكان النبيّ صلىاللهعليهوآله يغذّيه بعلومه ومعارفه حتّى أصبح أكمل إنسان على وجه
البسيطة وعلى مرّ الأجيال بعد النبيّ الكريم صلىاللهعليهوآله.
__________________
كان ملازما
للنبيّ صلىاللهعليهوآله قبل البعثة وبعدها لم ينفصل عنه ، وشهد معه مشاهده
كلّها إلّا غزوة تبوك ، فكان صاحب رايته في حروبه وغزواته.
وكان في جميع
الحروب والوقائع التي خاضها منتصرا ، فلم يبارزه أحد إلّا وقتله ، فكان سيفه وبالا
على الكفّار والمشركين ، ولم يحدّثنا التأريخ بأنّه اندحر في معركة ، أو فرّ من
ملحمة خاضها في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله أو بعد وفاته.
زوّجه النبيّ صلىاللهعليهوآله بأمر من السماء من ابنته فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
ولم يزل يحامي
عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في نشر دعوته ، ويقضي على مناوئيه من الكفّار والمشركين
والمنافقين حتّى توفّي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فانقلب الناس عليه إلّا العدد القليل من المؤمنين
الصادقين.
وما مرّت
سويعات على وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله حتّى اجتمعت شرذمة من الناس في سقيفة بني ساعدة
بالمدينة المنوّرة من الذين نسوا أو تناسوا أقوال النبيّ صلىاللهعليهوآله بحقّه في حجّة الوداع وفي يوم الغدير بالذات : «من كنت
مولاه فهذا عليّ مولاه» وبمساعدة من الشيطان وبتحريض منه قرّروا غصب الخلافة منه
وإعطاءها لغيره ، ولم يكتف المتآمرون في سقيفة بني ساعدة بغصب الخلافة بل هجموا
على داره ، واعتدوا على زوجته فاطمة بنت النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله ذلك الاعتداء الشنيع الذي يندى له جبين التأريخ ، ثمّ
أخذوا الإمام عليهالسلام بصورة بشعة ووقحة إلى المسجد النبويّ لأخذ البيعة منه
لمن اغتصبه حقّه.
وبعد تلك
الحوادث الرهيبة حكم باسم الخلافة أبو بكر بن أبي قحافة مدّة ، ثمّ استخلفه عمر بن
الخطّاب ، ومن بعده جاء دور عثمان بن عفّان الذي تسلّط على رقاب المسلمين ، وحكم
مدّة ثمّ قتلوه ، وبعد مقتله ولّوا الإمام عليهالسلام الخلافة يوم الثلاثاء لسبع ليال بقين من ذى الحجّة ، أو
يوم السبت الثامن عشر منه ، أو الخامس والعشرين منه سنة ٣٥ ه ، فبايعه المهاجرون
والأنصار وسائر الناس ، ولم يتخلّف عن بيعته إلّا بعض شذّاذ الآفاق كمروان بن
الحكم ، وسعيد بن العاص ، والوليد بن عقبة.
لمّا كان
الإمام عليهالسلام أنموذجا حيّا للحقّ والتقى والمساواة في جميع تصرّفاته
بحيث لا تأخذه في الله لومة لائم ، وكان أكثر الناس يومئذ يميلون إلى جهة الباطل ،
وخصوصا معاوية بن أبي سفيان وأشياعه ، وأمّ المؤمنين عائشة وأعوانها ،
فأخذوا يحيكون المؤامرات على الإمام عليهالسلام ، ويفتعلون الحوادث ضدّه ، ويدبّرون الانتفاضات والحروب
والفتن عليه ، فكانت أولاها حرب الجمل ، أو حرب البصرة سنة ٣٦ ه. بقيادة عائشة
وطلحة والزبير ومن على شاكلتهم ، فأشعلوا نار تلك الحرب بالبصرة ، فكانت حصيلتها
اندحار جيش أمّ المؤمنين ، وهزيمة عساكرها ، ومقتل عدد غفير من رؤسائهم ، فظلّ عار
الهزيمة يلاحق أمّ المؤمنين وأتباعها الذين رفعوا راية العصيان ضد إمام زمانهم
وخليفة وقتهم إلى يوم يبعثون.
حرب صفّين
وبعد عام من
وقعة الجمل أو البصرة في غرّة شهر صفر سنة ٣٧ ه اندلعت نار الحرب بين معاوية بن
أبي سفيان والإمام عليهالسلام وعساكره في صفّين ، فكانت تسعين وقعة ، وامتدّت مائة
وعشرة أيّام ، وانتهت بمؤامرة التحكيم التي دبّرها ووضع خيوطها عمرو بن العاص ،
فخلعوا الإمام عليهالسلام ، ونصبوا طريد رسول الله صلىاللهعليهوآله معاوية خليفة للمسلمين.
وبعد تلك
المؤامرة القذرة انقسم الناس على أنفسهم ، فمنهم من أيّد الإمام عليهالسلام وتبعه وكانوا الكوفيّين ، ومنهم من لحق معاوية وتشيّع
له وهم الشاميّون ، وبقي فريق ثالث نقموا على الإمام عليهالسلام لقبوله التحكيم ، ودعوا بالخوارج.
شكّل الخوارج
حزبا مناوئا للإمام عليهالسلام ، وأعلنوا تكفيره ، وكانوا ألفا وثمانمائة رجل ،
فحاربهم الإمام عليهالسلام بالنهروان سنة ٣٨ ه وقتلهم بأجمعهم.
اتّخذ الإمام عليهالسلام من الكوفة عاصمة لخلافته التي استمرّت أربع سنين وتسعة
أشهر وثمانية أيّام ، أو أربع سنين وتسعة أشهر إلّا يوما.
وما مرّت تلك
الأيّام حتّى جاءت المؤامرة الدنيئة التي قضت على حياته المليئة بالعطاء والخير ،
تلك المؤامرة التي حاكها مجرمو التأريخ ، ونفّذها أشقى الناس عبد الرحمن بن ملجم
المراديّ ، حيث اغتاله صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان
سنة أربعين هجرية ، وضربه بالسيف المسموم على رأسه في مسجد الكوفة وهو يريد
صلاة الصبح ، وظلّ جريحا حتى فارق الحياة في الحادي والعشرين من الشهر المذكور ،
فدفن في ظاهر الكوفة في النجف الأشرف ، حيث قبّته تناطح السماء عظمة وإجلالا ،
وصار ضريحه من أقدس أضرحة المسلمين عامّة والشيعة خاصّة ، وكرامة له رفع الله ضغطة
القبر عن الذين يقبرون في النجف الأشرف.
لمّا سمعت
عائشة باستشهاد الإمام عليهالسلام قالت :
فألقت عصاها
واستقرّ بها النوى
|
|
كما قرينا
بالإياب المسافر
|
أزواج الإمام عليهالسلام وأولاده
أنجبت له فاطمة
الزهراء عليهاالسلام سيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين عليهماالسلام ، ومحسّنا الذي سقط بين الحائط والباب عند هجوم أعداء
الله على داره لأخذ البيعة منه لأبي بكر ، وأنجبت له الزهراء عليهاالسلام أيضا زينب الكبرى وأمّ كلثوم.
ومن أولاده
محمّد المعروف بابن الحنفيّة ، وأمّه خولة بنت جعفر.
وولدت له أمّ
حبيب بنت ربيعة كلّا من عمر ورقيّة ، وكانا توأمين.
وأنجب من
السيّدة فاطمة بنت حزام الكلابيّة المكنّاة بأمّ البنين العبّاس وعثمان وجعفرا
وعبد الله الذين استشهدوا مع أخيهم الإمام الحسين عليهالسلام يوم عاشوراء.
وولدت له ليلى
بنت مسعود التميميّة عبيد الله وأبا بكر.
وأنجبت له
أسماء بنت عميس يحيى وعونا.
وأنجبت له
أمامة بنت العاص بن الربيع محمّدا الأوسط.
وأنجب من أمّ
سعيد بنت عروة الثقفيّة أمّ الحسن ورملة الكبرى ؛ وله بنات من نساء أخر.
ومن الجدير
بالذكر
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله جملة من الأحاديث المعتبرة ، وروى عنه جماعة من الصحابة
والتابعين.
ومن الشعر
المنسوب إليه :
الناس من جهة
التمثيل أكفاء
|
|
أبوهم آدم
والأمّ حوّاء
|
وإن يكن لهم
من أصلهم شرف
|
|
يفاخرون به
فالطين والماء
|
ما الفخر
إلّا لأهل العلم إنّهم
|
|
إلى الهدى
لمن استهدى أدلّاء
|
وقيمة المرء
ما قد كان يحسنه
|
|
والجاهلون
لأهل العلم أعداء
|
له خطب ومواعظ
وكلمات قيّمة وفريدة ، كلّها حكم في بابها ولآلئ في مكنوناتها ، ومروج من الأدب
الرفيع والبلاغة الفائقة ، جمعها السيّد الشريف الرضي في كتاب سماه «نهج البلاغة»
ويعدّ بحقّ أنموذجا لدائرة معارف خصبة بالعلوم والمعارف.
وهناك ديوان
شعر منسوب إليه.
كانت تلك نبذة
مختصرة من حياة أمير المؤمنين عليهالسلام المليئة بالعظمة والفخار والعطاء ، تلك الحياة التي يقف
أمامها الكاتب والمحقّق والمدقّق مكتوف اليدين ؛ لأنّها كالبحر الزاخر المترامي
الاطراف ، تمثّل عظمة ذلك الرجل الكامل ، والبطل الضرغام ، والعالم الفذّ ،
والمؤمن الحقيقيّ ، فلا يستطيع القلم والقرطاس أن يعبّر إلّا عن جزء يسير من حياة
ذلك الإمام عليهالسلام الذي عقمت النساء من أن يلدن مثله أو شبيها له ، فسلام
عليك يا أمير المؤمنين يوم ولدت ، ويوم استشهدت ، ويوم تبعث حيّا.
أمّا الآيات التي نزلت فيه فهي :
الفاتحة ٥ (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ.)
البقرة ٢ (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً
لِلْمُتَّقِينَ.)
البقرة ١٤٣ (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى
الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ ....)
البقرة ١٧٧ (وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى
وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ ....)
البقرة ٢٦٥ (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ....)
البقرة ٢٦٩ (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ
يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ....)
البقرة ٢٧٤ (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ
بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ....)
آل عمران ١٥ (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ
ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ ....)
آل عمران ١٤٦ (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ
رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ....)
آل عمران ١٩٥ (ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ
عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ.)
الأعراف ٤٤ (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ....)
الأعراف ٤٦ (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ
كُلًّا بِسِيماهُمْ ....)
الأنفال ٢٥ (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ.)
الأنفال ٦٤ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ
وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.)
التوبة ٣ (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى
النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ....)
التوبة ١١٩ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ.)
يونس ٢٥ (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ
وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.)
يونس ٣٥ (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ
أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ
كَيْفَ تَحْكُمُونَ.)
يونس ٥٣ (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ
إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ....)
هود ٣ (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ
....)
هود ١٢ (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى
إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ....)
يوسف ١٠٨ (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى
اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ....)
الرعد ٤٣ (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ.)
إبراهيم ٢٧ (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ....)
النحل ٣٨ (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ
أَيْمانِهِمْ ....)
الإسراء ٨٩ (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا
الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ....)
الكهف ٤٤ (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ
خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً.)
مريم ٥٠ (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا
وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا.)
مريم ٩٦ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا.)
المؤمنون ٧٤ (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ
بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ.)
النور ٥٢ (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ
وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ.)
الفرقان ٥٤ (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ
بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ....)
الفرقان ٧٤ (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً.)
لقمان ٢٢ (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ
وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ....)
الأحزاب ٢٥ (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ
....)
فاطر ٢٨ (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ
الْعُلَماءُ ....)
فصّلت ٤٠ (أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ
الْقِيامَةِ ....)
الزخرف ٤١ (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا
مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ.)
الواقعة ١٤ (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ.)
الواقعة ٢٧ (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ
الْيَمِينِ.)
الحديد ٢٨ (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ
بِهِ ....)
المجادلة ١٢ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا
ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ....)
الحشر ١٠ (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ
يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا
بِالْإِيمانِ ....)
التحريم ٤ (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ....)
القلم ٧ (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.)
الحاقّة ١٢ (لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً
وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ.)
الإنسان ٧ (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ
يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً.)
النبأ ٢ (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ.)
النبأ ٣١ (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً.)
النازعات ٤٠ (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ
وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى.)
المطفّفين ٢٦ (خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ
فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ.)
الفجر ٢٧ (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْمُطْمَئِنَّةُ.)
الفجر ٢٨ (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً
مَرْضِيَّةً.)
الفجر ٢٩ (فَادْخُلِي فِي عِبادِي.)
الفجر ٣٠ (وَادْخُلِي جَنَّتِي.)
الشمس ٢ (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها.)
القارعة ٦ (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ.)
نزلت فيه وفي
شيعته الآية ٥ من سورة البقرة : (أُولئِكَ عَلى هُدىً
مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.)
القرآن الكريم والإمام علي عليهالسلام
أمّا الآيات
التي شملته فهي :
البقرة ١٣ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ
النَّاسُ ....)
البقرة ٢٥ (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي ....)
البقرة ٤٣ (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا
الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ.)
البقرة ٤٥ (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ
وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ.)
البقرة ٤٦ (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ
مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ.)
البقرة ١٤٣ (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً
لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ....)
آل عمران ٦١ (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ
فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ.)
آل عمران ١٠٣ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً
وَلا تَفَرَّقُوا ....)
آل عمران ١٤٤ (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ.)
آل عمران ١٥٤ (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ
الْغَمِّ أَمَنَةً ....)
آل عمران ٢٠٠ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.)
النساء ٥٩ (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ....)
النساء ٦٩ (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ
اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ ....)
الأنعام ٥٤ (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ
بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ....)
الأنعام ٨٢ (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا
إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ ....)
الأعراف ٤٣ (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ
غِلٍّ ....)
الأنفال ٣٤ (وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ
أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ.)
الأنفال ٤١ (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ
شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ....)
الأنفال ٦٢ (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ
وَبِالْمُؤْمِنِينَ.)
التوبة ١٩ (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ
وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ....)
التوبة ٢٦ (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى
رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ....)
التوبة ١٠٠ (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ....)
يونس ٥٨ (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ
فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ.)
يونس ٦٢ (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.)
هود ١٧ (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ
رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ....)
هود ١٠٩ (وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ
غَيْرَ مَنْقُوصٍ.)
الرعد ٧ (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ
قَوْمٍ هادٍ.)
الرعد ٢٩ (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ.)
إبراهيم ٢٤ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ
مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي
السَّماءِ.)
إبراهيم ٣٥ (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ
الْأَصْنامَ.)
الحجر ٤٧ (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ
غِلٍّ ....)
الحجر ٧٥ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ
لِلْمُتَوَسِّمِينَ.)
الحجر ٩٢ (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ.)
النحل ١٦ (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ
يَهْتَدُونَ.)
النحل ٤١ (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ
بَعْدِ ما ظُلِمُوا ....)
النحل ٤٣ (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ....)
الإسراء ٥٧ (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ....)
الإسراء ٨٠ (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً
نَصِيراً.)
طه ٨٢ (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ
وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى.)
طه ١٢٤ (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ
لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى)
طه ١٣٢ (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ ....)
طه ١٣٥ (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ
الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى.)
الأنبياء ١٠١ (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا
الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ.)
الحجّ ١٩ (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي
رَبِّهِمْ ....)
الحجّ ٢٣ (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ....)
الحجّ ٣٤ (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ.)
الحجّ ٣٥ (الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ
قُلُوبُهُمْ ....)
الحجّ ٤٠ (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ
بِغَيْرِ حَقٍّ ....)
الحجّ ٤١ (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي
الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ ....)
المؤمنون ١١١ (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما
صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ.)
النور ٣٦ (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ
وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ.)
النور ٣٧ (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا
بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ....)
النور ٥٥ (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ....)
الشعراء ٢١٤ (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ.)
النمل ٨٩ (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ
مِنْها ....)
القصص ٤ (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً
وَنَجْعَلَهُمُ
الْوارِثِينَ.)
القصص ٦١ (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً
فَهُوَ لاقِيهِ ....)
العنكبوت ٥ (مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ ....)
العنكبوت ٦ (وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ
لِنَفْسِهِ ....)
العنكبوت ٧ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ ....)
العنكبوت ٦٩ (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ.)
الأحزاب ٢٣ (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما
عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ....)
الأحزاب ٣٣ (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.)
الصافّات ١٣٠ (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ.)
ص ٢٨ (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ
الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ.)
الزمر ٩ (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ....)
الزمر ٢٢ (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ
لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ....)
الزمر ٣٣ (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ
بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ.)
غافر ٧ (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ....)
الشورى ٢٣ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ....)
محمّد ٢ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ ....)
محمّد ١١ (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ
آمَنُوا ....)
محمّد ١٤ (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ
رَبِّهِ ....)
الفتح ٢٩ (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ
مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ....)
الحجرات ١٥ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ
آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ....)
ق ٢١ (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ
وَشَهِيدٌ.)
ق ٣٧ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ
لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.)
الذاريات ١٧ (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما
يَهْجَعُونَ.)
الذاريات ١٨ (وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ.)
الذاريات ١٩ (وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ
وَالْمَحْرُومِ.)
الطور ١٧ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ
وَنَعِيمٍ.)
الطور ٢١ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ
ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ ....)
النجم ٤٣ (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى.)
أي أضحك عليّا عليهالسلام والمؤمنين يوم واقعة بدر ، وفي نفس الوقت أبكى المشركين
والكفّار ذلك اليوم.
الواقعة ١٠ (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ.)
الواقعة ١١ (أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ.)
الحديد ١٩ (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ
أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ
....)
الحشر ٩ (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ
كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ....)
الصفّ ٤ (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ
يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ.)
الجمعة ٢ (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ
....)
المزّمّل ٢٠ (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ
أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ
مَعَكَ ....)
الإنسان ٨ (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ
مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً.)
المرسلات ٤١ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ
وَعُيُونٍ.)
عبس ٣٨ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ.)
عبس ٣٩ (ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ.)
المطفّفين ٢٨ (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا
الْمُقَرَّبُونَ.)
التين ٦ (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ.)
العصر ٣ (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ.)
وهناك آيات أخر
قد شملته ونزلت بحقه منها :
شملته وعبد
الله بن أبي بن سلول المنافق الذي كان يستهزئ من الإمام وجماعته الآية ١٤ من سورة
البقرة : (وَإِذا لَقُوا
الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا
إِنَّا مَعَكُمْ ....)
ونزلت فيه وقيل
: شملته الآية ٨٢ من سورة البقرة : (وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ.)
ولسبب مبيته في
فراش النبيّ صلىاللهعليهوآله ووقايته له بنفسه ونجاة النبيّ صلىاللهعليهوآله من مكائد قريش والمشركين نزلت فيه الآية ٢٠٧ من سورة
البقرة : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ.)
وكذلك نزلت فيه
الآية ١٩٨ من سورة آل عمران : (لكِنِ الَّذِينَ
اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ....)
ولمّا نزلت هذه
الآية والآية ١٩٥ من هذه السورة قال النبيّ صلىاللهعليهوآله للإمام عليهالسلام : «يا عليّ أنت الثواب وشيعتك الأبرار».
ونزلت فيه
الآية ٥٥ من سورة المائدة : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ.)
وسبب نزولها ما
رواه أنس بن مالك حيث قال : خرج النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى صلاة الظهر ، فإذا هو بعليّ عليهالسلام يركع ويسجد ، وإذا بسائل يسأل ، فأوجع قلب عليّ عليهالسلام كلام السائل ، فأومأ بيده اليمنى إلى خلف ظهره ، فدنا
السائل منه ، فسلّ خاتمه من إصبعه ، فأنزل الله تعالى الآية المذكورة ، فلمّا
انصرف عليّ إلى المنزل بعث النبيّ صلىاللهعليهوآله إليه فأحضره ، فقال صلىاللهعليهوآله له : «أيّ شيء عملت يومك هذا بينك وبين الله تعالى؟»
فأخبره الإمام بقصّة السائل ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله له : «هنيئا لك يا أبا الحسن ، قد أنزل الله فيك آية من
القرآن» فتلا صلىاللهعليهوآله عليه الآية المذكورة.
ونزلت فيه
الآية ٦٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما
بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ....)
نزلت تلك الآية
على النبيّ صلىاللهعليهوآله في حجّة الوداع ويوم غدير خمّ بالذات ، فتلاها على
جموع الناس ، ثمّ رفع يديه حتّى يرى بياض إبطيه ، ثمّ قال : «ألا من كنت
مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ...» ثمّ قال : «اللهمّ
اشهد».
ونزلت فيه وفي
بعض الصحابة الآية ٨٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ....)
وأشارت إليه
الآية ١٨١ من سورة الأعراف : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا
أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ....)
ونزلت فيه وفي
الوليد بن عقبة الآية ١٨ والآية ١٩ من سورة السجدة : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً
كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى ....)
ونزلت فيه
الآية ٥٨ من سورة الأحزاب : (وَالَّذِينَ
يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ....)
نزلت فيه لأنّ
جماعة من الكفّار والمنافقين كانوا يؤذونه ويسمعونه ما لا يرضيه.
ونزلت فى
الامام عليهالسلام وفي أبي جهل الملعون الآيات ١٩ و ٢٠ و ٢١ من سورة فاطر
: (وَما يَسْتَوِي
الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا
الْحَرُورُ.)
ونزلت فيه وفي
ولايته الآية ٢٤ من سورة الصافّات : (وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ.)
ونزلت في أبي
جهل وفي الإمام عليهالسلام الآية ٢٩ من سورة الزمر : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً
رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ
يَسْتَوِيانِ مَثَلاً ....)
ونزلت في جماعة
من الكفّار والمشركين من جهة ، وفي الإمام وفي جماعة من المؤمنين من جهة أخرى
الآية ٢١ من سورة الجاثية : (أَمْ حَسِبَ
الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ.)
ونزلت في
أعدائه ومبغضيه الآية ٣٠ من سورة محمّد : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ
فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ.)
انقضّ كوكب في
عهد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال : «انظروا إلى هذا الكوكب ، فمن انقضّ في داره
فهو خليفتي من بعدي» فنظر الناس فإذا هو انقضّ في دار الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال جماعة من الناس : قد غوى محمّد في حبّ عليّ عليهالسلام ، فنزلت فيه الآية ١ من سورة النجم : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى.)
ولنفس السبب
السابق نزلت فيه الآيات ٢ و ٣ و ٤ من سورة النجم : (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ
وَما
غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)
ونزلت فيه وفي
الصدّيقة الزهراء الآية ١٩ من سورة الرحمن : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ
يَلْتَقِيانِ)
ونزلت فيه ،
وقيل : شملته الآية ٢٢ من سورة المجادلة : (لا تَجِدُ قَوْماً
يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ
وَرَسُولَهُ ....)
ونزلت في بني
أميّة وغيرهم من المنافقين من جهة وفي الإمام من جهة أخرى الآية ٢٩ و ٣٠ من سورة
المطفّفين : (إِنَّ الَّذِينَ
أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ
يَتَغامَزُونَ.)
ونزلت فيه وفي
أولاده عليهمالسلام الآية ٣ من سورة البلد : (وَوالِدٍ وَما
وَلَدَ.)
ويأمر الله
سبحانه وتعالى نبيّه بأن ينصّب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وليّا للناس وخليفة عنه في الآية ٧ من سورة ألم نشرح : (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ.)
ونزلت فيه وفي
شيعته الآية ٧ من سورة البيّنة : (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ.)
الأحاديث النبويّة الصادرة بحقّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أنا دار العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأتها
من بابها».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من أحبّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة
الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليّا ، وليأتمّ بالهداة من ولده».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ
بعدي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ أنت خليفتي».
وقال صلىاللهعليهوآله للإمام عليهالسلام : «أوّل خلق الله يوم القيامة يكسى إبراهيم ، يكسى
ثوبين أبيضين ، ثمّ يقام عن يمين العرش ، ثمّ يدعى بي فأكسى ثوبين أخضرين ، ثمّ
أقام عن يمين العرش ، ثمّ تدعى أنت فتكسى ثوبين أخضرين ، ثمّ تقام عن يميني. فما
ترضى يا عليّ أنّك تدعى إذا دعيت ، وتكسى إذا كسيت ، وتشفع إذا شفعت».
قال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! والذي نفسي بيده إنّ على باب الجنّة مكتوبا
: لا إله إلّا الله ،
محمّد رسول الله ، عليّ بن أبي طالب أخو رسول الله ، قبل أن يخلق الله
السماوات والأرض بألفي سنة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «اللهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى : واجعل لي وزيرا
من أهلي عليّا أشدد به أزري ، وأشركه في أمري ؛ كي نسبّحك كثيرا ، ونذكرك كثيرا».
وبعد أن آخى
النبيّ صلىاللهعليهوآله بين أصحابه قال صلىاللهعليهوآله : «أين عليّ بن أبي طالب؟» فجاء الإمام عليهالسلام ، فقال صلىاللهعليهوآله : «أنت يا عليّ أخي وأنا أخوك ، فإن ناكرك أحد فقل :
أنا عبد الله وأخو رسول الله ، لا يدّعيها بعدك إلّا كذّاب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لا يحبّ عليّا إلّا مؤمن ، ولا يبغضه إلّا منافق ،
فمن أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أحبّني أدخله الله الجنّة ،
ومن أبغضني أدخله الله النار».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ،
وعاد من عاداه ، وأدر الحقّ معه كيفما دار وحيث دار».
عن جابر بن عبد
الله الأنصاريّ قال : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في المسجد ، فقال صلىاللهعليهوآله : «يطلع عليكم ، أو يدخل عليكم رجل من أهل الجنّة» فدخل
عليّ عليهالسلام ، قال جابر : فهنّأناه بعد ذلك.
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ منّي وأنا منه ، ولا يؤدّي عنّي إلّا عليّ».
أهدت امرأة من
الأنصار إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله طيرا أو طيرين بين رغيفين ، فقدّمته إليه ، فقال النبيّ
صلىاللهعليهوآله : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك» فإذا الباب يفتح ،
فدخل عليّ عليهالسلام فأكل معه.
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا معاشر قريش! لتنتهنّ أو ليبعثنّ الله عليكم من
يضرب رقابكم بالسيف على الدين» فقالوا ومن ذلك؟ فقال صلىاللهعليهوآله : «من امتحن الله قلبه للإيمان ، وهو خاصف النعل» وكان
الإمام عليهالسلام جالسا يخصف نعل النبيّ صلىاللهعليهوآله.
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّ وصيّي ووارثي ومنجز وعدي عليّ بن أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من آذى عليّا فقد آذاني».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! أنت أخي ووارثي ، وأنت معي في قصري في
الجنّة مع فاطمة ابنتي والحسن والحسين ابني ، وأنت رفيقي» ثم تلا الآية : (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ.)
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! أنت أخي في الدنيا والآخرة».
وقال صلىاللهعليهوآله يوم حرب خيبر : «لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ الله
ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه» فقال صلىاللهعليهوآله : «أين عليّ بن أبي طالب؟»
فقيل : يا رسول
الله هو أرمد أو يشتكي عينيه ، قال صلىاللهعليهوآله : «فارسلوا إليه» فجاء عليهالسلام ، فبصق في عينيه ، ودعا له فبرئ ، فأعطاه الراية ،
فانطلق الإمام عليهالسلام ، وفتح الله خيبر على يديه.
قال صلىاللهعليهوآله : «لا يحبّ عليّا إلّا مؤمن ، ولا يبغضه إلّا منافق».
كان لبعض
الصحابة أبواب شارعة في المسجد النبويّ بالمدينة المنوّرة ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «سدّوا هذه الأبواب إلّا باب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» فتكلّم الناس في ذلك ، فقام النبيّ صلىاللهعليهوآله فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال صلىاللهعليهوآله : «ما سددت شيئا ولا فتحته ، ولكنّي أمرت بشيء فاتّبعته».
قال جابر بن
عبد الله الأنصاريّ : دعا النبيّ صلىاللهعليهوآله عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يوم الطائف فانتجاه طويلا ، فقال الناس : لقد طالت
نجواه مع ابن عمّه ، فبلغ ذلك النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال صلىاللهعليهوآله : «ما انتجيته ولكنّ الله انتجاه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ تؤتى يوم القيامة بناقة من نوق الجنّة
فتركبها ، وركبتك مع ركبتي حتّى ندخل الجنّة».
وقال صلىاللهعليهوآله يوما وهو يبكي : «يا عليّ! ضغائن في صدور رجال عليك لم
يبدوها لك ، وسوف يبدونها من بعدي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «كنت أنا وعليّ بن أبي طالب نورا بين يدي الله تعالى
قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام ، فلمّا خلق آدم قسّم ذلك النور جزءين ، فجزء أنا
، وجزء عليّ».
وقال عليهالسلام : «من أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله
بيمينه في جنّة عدن فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت
الباب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أنا دار الحكمة وعليّ بابها».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أنا مدينة الفقه وعليّ بابها».
عن عبد الله بن
عبّاس قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى عليّ عليهالسلام فقال صلىاللهعليهوآله : قل له : «أنت سيّد في الدنيا ، وسيّد في الآخرة ، من
أحبّك فقد أحبّني ، ومن أبغضك فقد أبغضني».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! أنت في الجنّة» قالها ثلاثا.
وقال صلىاللهعليهوآله : وهو ينظر للإمام عليهالسلام : «هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «الناس من شجر شتى ، وأنا وعليّ من شجرة واحدة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «النظر إلى وجه عليّ عبادة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من سبّ عليّا فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله
تعالى ، ومن سبّ الله تعالى ألقاه على منخريه في النار».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! إنّك تقاتل على القرآن كما قاتلت على
تنزيله».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، لا يفترقان حتّى
يردا عليّ الحوض».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لا تشكوا عليّا ، فو الله إنّه لأخيشن في ذات الله ،
أو في سبيل الله».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ سيّد المسلمين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ
المحجّلين إلى جنّات النعيم».
وقال صلىاللهعليهوآله لعائشة : «يا عائشة! إذا سرّك أن تنظري إلى سيّد العرب
فانظري إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من سرّه أن ينظر إلى سيّد شباب العرب فلينظر إلى
عليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أنا سيّد ولد آدم ، وعليّ سيّد العرب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ ملكي عليّ بن أبي طالب ليفتخران على سائر
الأملاك ؛ لكونهما مع عليّ ؛ لأنّهما لم يصعدا إلى الله منه قطّ بشيء يسخطه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ عليّا يزهر في الجنّة ككوكب الصبح لأهل الدنيا».
وقال صلىاللهعليهوآله وهو يشير إلى الإمام عليهالسلام : «أنا وهذا حجّة على أمّتي يوم القيامة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «ذكر عليّ عبادة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من أراد أن ينظر إلى علم آدم وفقه نوح فلينظر إلى
عليّ بن أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على شفير جهنّم لم
يجز إلّا من معه كتاب ولاية عليّ بن أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لو أنّ السماوات والأرض وضعتا في كفّة ووضع إيمان
عليّ في كفّة لرجح إيمان عليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ يوم القيامة على الحوض ، لا يدخل الجنّة إلّا
من جاء بجواز من عليّ بن أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «اللهمّ إنّ عليّا على طاعتك وطاعة رسولك ، فاردد
عليه الشمس ، فردّت له».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ منّي مثل رأسي من بدني».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش : يا
محمّد! نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك عليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّك يا عليّ قسيم النار ، وإنّك تقرع باب الجنّة
وتدخلها بغير حساب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «قسّمت الحكمة عشرة أجزاء ، فأعطي عليّ تسعة أجزاء ،
والناس كلّهم جزءا واحدا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لولاك يا عليّ ما عرف المؤمنون بعدي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا علي! سلمك سلمي ، وحربك حربي ، وأنت العلم فيما
بيني وبين أمّتي من بعدي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إذا كان يوم القيامة ضرب الله عزوجل لي عن يمين العرش قبّة من ذهبة حمراء ، وضرب لأبي
إبراهيم قبّة من ذهبة حمراء ، وضرب لعليّ فيما بيننا قبّة من ذهبة حمراء ، فما
ظنّك بحبيب بين خليلين؟».
وقال صلىاللهعليهوآله : «مثل عليّ في هذه الأمّة مثل (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) في القرآن».
وقال صلىاللهعليهوآله : «مثل عليّ في هذه الأمّة كمثل الكعبة».
وقال صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : «إنّ الله قد زيّنك بزينة الإيمان».
وقال صلىاللهعليهوآله : «هذا وليّي وأنا وليّه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أحبّ إخواني إليّ علي بن أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «سلام عليك يا أبا الريحانتين».
وقال صلىاللهعليهوآله : «مثل عليّ في هذه الأمّة مثل الوالد».
وقال صلىاللهعليهوآله : «حبّ عليّ حسنة لا تضرّ معها سيئة ، وبغضه سيئة لا
تنفع معها حسنة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «خلقت أنا وعليّ من نور واحد ، فمحبّي محبّ عليّ ،
ومبغضي مبغض عليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لو اجتمعت الخلائق على حبّ عليّ بن أبي طالب ما خلق
الله تعالى النار».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أعطيت ثلاثا وعليّ مشاركي فيها ، وأعطي عليّ ثلاثة
ولم أشاركه فيها» فقيل : يا رسول الله! وما الثلاث التي شاركك فيها عليّ عليهالسلام؟ فقال صلىاللهعليهوآله : «لواء الحمد لي وعليّ حامله ، والكوثر لي وعليّ ساقيه
، والجنّة لي وعليّ قاسمها ، وأمّا الثلاث التي أعطيت عليّا ولم أشاركه فيها ،
فإنّه أعطي رسول الله صهرا ولم أعط مثله ، وأعطي زوجة فاطمة الزهراء ولم أعط مثلها
، وأعطي ولديه الحسن والحسين ولم أعط مثلهما».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه
، وإبراهيم في خلّته ، وموسى في مناجاته ، وعيسى في سياحته ، وأيّوب في صبره
ببلائه ، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل الذي هو الشمس والقمر الساري والكوكب
الدرّيّ ، أشجع الناس قلبا ، وأسخاهم كفّا ، فعلى مبغضه لعنة الله تعالى». فالتفت
الناس لينظروا من هو المقبل ، وإذا بعليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
وقال صلىاللهعليهوآله : «عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة حبّ عليّ».
قال أبو ذرّ
الغفاري : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله أن نسلّم على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وقال صلىاللهعليهوآله : «سلّموا على أخي ووارثي وخليفتي في قومي ، ووليّ كلّ
مؤمن ومؤمنة من بعدي ، سلّموا عليه بإمرة المؤمنين ؛ فإنّه وليّ كلّ من يسكن الأرض
إلى يوم القيامة ، ولو قدّمتموه لأخرجت الأرض بركاتها ، فإنّه أكرم من عليها من
أهلها» فقال أبو ذرّ : فرأيت عمر بن الخطّاب قد تغيّر لونه ، وقال : أحقّ من الله
يا رسول الله؟ قال صلىاللهعليهوآله : «نعم ، يا عمر حقّ من الله تعالى ، أمرني به وبذلك
أمرتكم» قال أبو ذرّ : فقام عمر وسلّم عليه بإمرة المؤمنين ، وكذلك أبو بكر بن أبي
قحافة ، ثمّ أقبلا على أصحابهما وقالا ما قالاه.
قال صلىاللهعليهوآله للإمام عليهالسلام : «من مات وهو يحبّك بعد موتك يختم الله تعالى له
بالإيمان ، ومن مات وهو يبغضك مات ميتة جاهليّة وحوسب عمله».
قال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! إنّك من بعدي في كلّ أمر غالب مغلوب مغصوب
، تصبر على الأذى في الله وفي رسوله محتسبا ، أجرك غير ضائع عند الله ، فجزاك الله
بعدي عن الإسلام خيرا».
قال صلىاللهعليهوآله : «يدخل الجنّة من أمّتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا
عذاب» ثم التفت إلى الإمام عليهالسلام وقال صلىاللهعليهوآله : «هم شيعتك وأنت إمامهم».
قال صلىاللهعليهوآله : «إن الله تعالى جعل ذرّيّة كلّ نبيّ من صلبه ، وجعل
ذرّيّتي من صلب عليّ بن أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أنا ميزان العلم وعليّ كفّتاه ، والحسن والحسين
خيوطه وفاطمة علاقته ، والأئمّة من ولدهم عموده ، فينصب يوم القيامة ، فيوزن فيها
أعمال المحبّين لنا والمبغضين لنا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «اتّبعوا الشمس حتّى تغرب ، فإذا غربت فاتّبعوا
الزهرة حتّى تغرب ، فإذا غربت فاتّبعوا الفرقدين» قيل : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله! وما الشمس والزهرة وما الفرقدان؟ قال صلىاللهعليهوآله : «الشمس أنا ، والقمر عليّ ، والزهرة ابنتي ،
والفرقدان الحسن والحسين».
وقال صلىاللهعليهوآله : «بني الإسلام على شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ
محمّدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، والحجّ إلى
بيت الله الحرام ، والجهاد ، وولاية عليّ بن أبي طالب».
قال عبد الله
بن عبّاس : لمّا حضرت النبيّ صلىاللهعليهوآله الوفاة أتيت إليه وسلّمت عليه ، وقلت له : ما تأمرني به
يا رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقال صلىاللهعليهوآله : «يا ابن عبّاس! خالف من خالف عليّا ، ولا تكن لهم
وليّا» قلت : يا رسول الله! لم لا تأمر الناس بترك مخالفته؟ قال ابن عبّاس : فبكى
النبيّ صلىاللهعليهوآله حتّى أغمي عليه ، ثمّ أفاق وقال صلىاللهعليهوآله : «يا ابن عبّاس! سبق فيهم علم ربّي ، فو الله لا يخرج
أحد من الدنيا وقد خالفه وأنكر حقّه حتّى يغيّر الله خلقه ، يا ابن عبّاس! إذا
أردت أن تلقى الله تعالى وهو عنك راض فاسلك طريقة عليّ ، ومل معه حيث مال ، وارض
به إماما ، وعاد من عاداه ، ووال من والاه ، ولا يداخلك فيه شكّ ؛ فإنّ اليسير من
الشكّ فيه كفر».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لعليّ سبعة عشر اسما» فقال عبد الله بن عبّاس :
أخبرنا ما هي يا رسول الله؟ فقال صلىاللهعليهوآله : «اسمه عند العرب : عليّ ، وعند أمّه : حيدرة ، وفي
التوراة : إليا ، وفي الإنجيل : بريا ، وفي الزبور : قريا ، وعند الروم : بظوسيا ،
وعند الفرس : نيروز ، وعند العجم : شميا ، وعند الديلم : فريقيا ، وعند الكرور :
شيعيا ، وعند الزنج : حيم ، وعند الحبشة : تبير ، وعند الترك : حميرا ، وعند
الأرمن : كركر ، وعند المؤمنين : السحاب ، وعند الكافرين : الموت الأحمر ، وعند
المسلمين : وعد ، وعند المنافقين : وعيد ، وعندي : طاهر مطهّر ، وهو جنب الله ،
ونفس الله ، ويمين الله عزوجل».
وقال صلىاللهعليهوآله لابنته فاطمة الزهراء عليهاالسلام : «أتدرين ما منزلة عليّ عندي؟ كفاني أمري وهو ابن
اثنتي عشرة سنة ، وضرب بين يديّ بالسيف وهو ابن ستّ عشرة سنة ، وقتل الأبطال وهو
ابن تسع عشرة سنة ، وفرّج همومي وهو ابن عشرين سنة ، ورفع باب خيبر وهو ابن اثنتين
وعشرين سنة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «خلق الله عليّا في صورة عشرة أنبياء : جعل رأسه كرأس آدم ، ووجهه كوجه
نوح ، وفمه كفم شيث ، وأنفه كأنف شعيب ، وبطنه كبطن موسى ، ويده كيد
عيسى ، ورجله كرجل إسحاق ، وساعده كساعد سليمان ، ووجهه كوجه يوسف ، وعينيه
كعينيّ وأنا خاتم الأنبياء».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لكلّ أمّة صدّيق وفاروق ، وصدّيق هذه الأمّة
وفاروقها عليّ بن أبي طالب ، إنّ عليّا سفينة نجاتها وباب حطّتها ، إنّه يوشعها
وشمعونها وذو قرنيها».
دخل النبيّ صلىاللهعليهوآله على ابنته فاطمة عليهاالسلام ، فوجد عليّا عليهالسلام نائما ، فذهبت فاطمة عليهاالسلام تنبهه ، فقال عليهالسلام : «دعيه ، فربّ سهر له بعدي طويل ، وربّ جفوة لأهل بيتي
من أجله شديدة». فبكت فاطمة عليهاالسلام ، فقال صلىاللهعليهوآله : «لا تبكي ، فإنّكما معي ، وفي موقف الكرامة عندي».
قال عبد الرحمن
بن سمرة لرسول الله صلىاللهعليهوآله : ارشدني إلى النجاة؟ فقال صلىاللهعليهوآله : «يا ابن سمرة! إذا اختلفت الأهواء وتفرّقت الآراء
فعليك بعليّ بن أبي طالب ، فإنّه إمام أمّتي ، وخليفتي عليهم من بعدي ، هو الفاروق
الذي يميّز بين الحقّ والباطل ، من سأله أجابه ، ومن استرشده أرشده ، ومن طلب الحقّ
من عنده وجده ، ومن التمس الهدى لديه صادقه ، ومن لجأ إليه أمنه ، ومن استمسك به
نجّاه ، ومن اقتدى به هداه.
يا ابن سمرة!
سلم من سلم له ووالاه ، وهلك من ردّ عليه وعاداه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ منّي ، روحه روحي ، وطينته من طينتي ، وهو أخي
وأنا أخوه ، وهو زوج ابنتي فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين ،
وابناه إماما أمّتي وسيّدا شباب أهل الجنّة الحسن والحسين ، وتسعة من ولد الحسين
أئمّة ، تاسعهم قائم أمّتي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أعلم أمّتي من بعدي عليّ بن أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله للإمام عليهالسلام : «الله ورسوله وجبرائيل عنك راضون يا عليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : «اللهمّ انصر من ينصر عليّا ، اللهمّ أكرم من يكرم
عليّا ، اللهمّ اخذل من يخذل عليّا».
وقال صلىاللهعليهوآله للإمام عليهالسلام : «اللهم أذهب عنه الحرّ والبرد».
وقال صلىاللهعليهوآله للإمام عليهالسلام : «اللهمّ ثبّت لسانه واهد قلبه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إن الله أمرني أن أزوّج فاطمة بعليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إن الله يباهي بعليّ كلّ يوم الملائكة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليّ لكلّ مؤمن».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أنا خاتم الأنبياء ، وأنت يا عليّ خاتم الأوصياء».
وقال صلىاللهعليهوآله للإمام عليهالسلام : «إنّ الله يرضى لرضاك ، ويغضب لغضبك».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أنا المنذر وعليّ الهادي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أوّل من صلّى معي عليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : «ذكر عليّ عبادة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، لن يفترقا حتّى
يردا عليّ الحوض».
وقال صلىاللهعليهوآله : «ستكون من بعدي فتنة ، فإن كان ذلك فالزموا عليّ بن
أبي طالب ؛ فإنّه الفاروق بين الحقّ والباطل».
وقال صلىاللهعليهوآله : «سيّد العرب عليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : «شيعة عليّ هم الفائزون».
وقال صلىاللهعليهوآله : «حبّ عليّ يأكل الذنب كما تأكل النار الحطب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «حبّ عليّ براءة من النفاق».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من فارق عليّا فارقني ، ومن فارقني فارق الله».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ مولى من كنت مولاه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ خير البشر ، من شكّ فيه فقد كفر».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لقد صلّت الملائكة عليّ وعلى عليّ سبع سنين».
وقال صلىاللهعليهوآله : «هذا عليّ لحمي لحمه ، ودمي دمه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «صاحب سرّي عليّ بن أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ إمام البررة ، مقاتل الفجرة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ أخي في الدنيا والآخرة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ يعسوب المؤمنين».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من كنت وليّه فعليّ وليّه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أنت يا عليّ تقتل على سنّتي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «حقّ عليّ على هذه الأمّة كحقّ الوالد على الولد».
وقال صلىاللهعليهوآله : «حبّ عليّ براءة من النار».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من قاتل عليّا على الخلافة فاقتلوه كائنا من كان».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ خير البشر ، فمن أبى فقد كفر».
وقال صلىاللهعليهوآله : «قل لمن أحبّ عليّا تهيّأ لدخول الجنّة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عادى الله من عادى عليّا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لكلّ نبيّ وصيّ ووارث ، وعليّ وصيّي ووارثي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ عيبة علمي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لو لم يخلق عليّ ما كان لفاطمة كفء».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ ملئ إيمانا إلى مشاشه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لا يحبّ عليّا إلّا مؤمن ، ولا يبغضه إلّا منافق».
وقال صلىاللهعليهوآله : «ما نبيّ إلّا وله نظير في أمّته ، وعليّ نظيري».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! أنت أوّل من آمن بي وصدّقني».
وقال صلىاللهعليهوآله لمالك بن أنس والإمام عليهالسلام مقبل : «يا أنس! هذا المقبل حجّتي على أمّتي يوم
القيامة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! محبّك محبّي ، ومبغضك مبغضي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «ليلة أسري بي إلى السماء ، نظرت إلى الساق الأيمن من
العرش فرأيت مكتوبا : محمّد رسول الله ، أيّدته بعليّ ، ونصرته به».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لا تسبّوا عليّا ؛ فإنّه كان فانيا في ذات الله».
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآله لعائشة : «يا عائشة! إنّ عليّا أحبّ الرجال إليّ ،
وأكرمهم عليّ ، فاعرفي حقّه ، وأكرمي مثواه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لا يحبّ عليّا منافق ، ولا يبغضه مؤمن».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! من أطاعك فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع
الله ، ومن عصاك عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! أنت تغسل جثّتي ، وتؤدّي ديني».
وقال صلىاللهعليهوآله : «اللهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى : اجعل لي وزيرا
من أهلي عليّا ، أشدد به أزري ، وأشركه في أمري ؛ كي نسبّحك كثيرا ، ونذكرك كثيرا
، إنّك أنت بنا بصيرا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! أنت بمنزلة الكعبة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لا يحاجّك ـ يا عليّ ـ بسبع أحد من قريش : أنت
أوّلهم إيمانا بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسويّة
، وأعدلهم في الرعيّة ، وأبصرهم في القضيّة ، وأعظمهم عند الله مزيّة».
وقال صلىاللهعليهوآله وهو ماسك بعضد الإمام عليهالسلام : «هذا إمام البررة ، وقاتل الفجرة ، مخذول من خذله ،
منصور من نصره».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! أنت وشيعتك تردون على الحوض ورودا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «مكتوب على باب الجنّة قبل أن يخلق الله السماوات
والأرض بألفي عام : محمّد رسول الله ، وعليّ أخوه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! إنّك مستخلف ، وإنّك مقتول».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! إنّ الله غفر لك ولذرّيّتك».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! إنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت وفاطمة
والحسن والحسين» ثمّ قال الإمام عليهالسلام : «يا رسول الله! فمحبّونا؟» قال صلىاللهعليهوآله : «من ورائكم».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا علي! أبشر حياتك وموتك معي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ عليّا مخشوشن في ذات الله».
وقال صلىاللهعليهوآله لأمّ سلمة : «يا أمّ سلمة! هذا عليّ هو قاتل الناكثين
والقاسطين والمارقين من بعدي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أوّلكم ورودا على الحوض أوّلكم إسلاما ، وهو عليّ بن
أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ باب علمي ، ومبيّن لأمّتي ما أرسلت به من بعدي
، حبّه إيمان ، وبغضه نفاق ، والنظر إليه رأفة ، ومودّته عبادة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! إنّ الله تعالى زيّنك بزينة لم يزيّن
الخلائق بزينة هي أحبّ إليه منها الزهد في الدنيا ، وجعلك لا تنال من الدنيا ولا
تنال الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حبّ المساكين ، فرضوا بك إماما ، ورضيت بهم أتباعا».
وقال صلىاللهعليهوآله للإمام عليهالسلام : «يا عليّ! إنّ الله أمرني أن أتّخذك ظهيرا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «الصدّيقون ثلاثة : حبيب النّجار ... ، وحزقيل مؤمن
آل فرعون ... ، وعليّ بن أبي طالب ، وهو أفضلهم».
وقال صلىاللهعليهوآله : «كفّي وكفّ عليّ في العدل سواء».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ باب حطّة ، من دخل منه كان مؤمنا ، ومن خرج منه
كان كافرا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ يظهر في الجنّة ككوكب الصبح».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أيّها الناس! أوصيكم بحبّ أخي وابن عمّي عليّ بن أبي
طالب ، فإنّه لا يحبّه إلّا مؤمن ، ولا يبغضه إلّا منافق».
وقال صلىاللهعليهوآله : «ما مررت بسماء إلّا وأهلها يشتاقون إلى عليّ بن أبي
طالب ، وما في الجنّة نبيّ إلّا وهو يشتاق إلى عليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : «وصيّي ووارثي ومقضي ديني ومنجز وعدي عليّ بن أبي
طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّكم لتقعون في رجل ـ ويريد به الإمام عليهالسلام ـ كان يسمع صوت وطء قدم جبرائيل فوق بيته».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ الله عزوجل يباهي بعليّ بن أبي طالب كلّ يوم الملائكة المقرّبين ،
حتّى يقول : بخ بخ ، هنيئا لك يا عليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أنا أقاتل على تنزيل القرآن ، وعليّ يقاتل على تأويل
القرآن».
وقال صلىاللهعليهوآله للإمام عليهالسلام : «يا عليّ! إنّي أحبّ لك ما أحبّ لنفسي ، وأكره لك ما
أكره لنفسي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! إنّ الله عزوجل زوّجك فاطمة ، وجعل صداقها الأرض ، فمن مشى عليها مبغضا
لك مشى حراما».
وقال صلىاللهعليهوآله لعمّار بن ياسر : «أوصي من آمن بي وصدّقني بولاية عليّ
بن أبي طالب ، فمن تولّاه فقد تولّاني ، ومن تولّاني فقد تولّى الله».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ في اللوح المحفوظ تحت العرش مكتوب : عليّ بن أبي
طالب أمير المؤمنين».
وقال صلىاللهعليهوآله : «خير رجالكم عليّ بن أبي طالب ، وخير شبابكم الحسن
والحسين ، وخير نسائكم فاطمة بنت محمّد».
وقال صلىاللهعليهوآله وهو على منبره ضامّا الإمام عليهالسلام إلى صدره : «يا معاشر المسلمين! هذا أخي وابن عمّي
وختني ، وهذا لحمي ودمي وسرّي ، وهذا أبو السبطين الحسن والحسين سيّدي شباب أهل
الجنّة ، وهذا مفرّج الكرب عنّي ، هذا أسد الله وسيفه في أرضه ، على أعدائه وعلى
مبغضيه لعنة الله ولعنة اللاعنين ، والله منه بريء ، وأنا منه بريء ، فمن أراد أن
يبرأ من الله ومنّي فليبرأ في عليّ ، وليبلّغ الشاهد الغائب» ثمّ قال صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : «اجلس يا عليّ ، قد أمرني الله تبليغ ذلك لك فبلّغته».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لو علم الله تعالى أنّ في الأرض عبادا أكرم من عليّ
وفاطمة والحسن والحسين لأمرني أن أباهل بهم ، ولكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء ، وهم
أفضل الخلق ، فغلبت بهم النصارى».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ الله اطّلع إلى الأرض فاختار منها أنا وعليّا
والحسن والحسين ، وأنا نذير هذه الأمّة ، وعليّ هاديها».
وقال صلىاللهعليهوآله للإمام عليهالسلام : «إذا كان يوم القيامة كنت أنت وولدك على خيل بلق
متوّجة بالدرّ والياقوت ، فيأمر الله بكم إلى الجنّة والناس ينظرون».
وقال صلىاللهعليهوآله : «جاءني جبرائيل بورقة خضراء من عند الله عزوجل ، مكتوب فيها ببياض : أنّي افترضت حبّ عليّ بن أبي طالب على خلقي ، فبلّغهم
ذلك».
وقال صلىاللهعليهوآله للإمام عليهالسلام وفاطمة عليهاالسلام : «جمع الله شملكما ، وبارك عليكما ، وأخرج
منكما صالحا طيّبا ، وجعل نسلكما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! إنّ الله تعالى أشرف على الدنيا فاختارني
على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع
الثالثة فاختار الأئمّة من ولدك على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الرابعة فاختار
فاطمة على نساء العالمين».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّما رفع الله الطهر عن بني إسرائيل بسوء رأيهم على
أنبيائهم ، وإنّ الله عزوجل منع الطهر عن هذه الأمة ببغضهم عليّ بن أبي طالب».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أفضل البريّة عند الله من نام في قبره ولم يشكّ في
عليّ وذرّيّته أنّهم خير البريّة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لو يعلم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين لما
أنكروا فضائله ، سمّي بذلك وآدم بين الروح والجسد».
وقال صلىاللهعليهوآله : «عليّ بن أبي طالب باب الدين ، من دخل فيه كان مؤمنا
، ومن خرج منه كان كافرا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «بغض عليّ كفر ، وبغض بني هاشم نفاق».
وقال صلىاللهعليهوآله : لأبي بكر والإمام عليهالسلام أمامهما : «هذا الذي تراه وزيري في السماء ، ووزيري في
الأرض ، فإن أحببت أن تلقى الله وهو عنك راض فارض عليّا ، فإنّ رضاه رضا الله ،
وغضبه غضب الله».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ الله قد عهد إليّ : من خرج على عليّ فهو كافر في
النار».
وقال صلىاللهعليهوآله بعد ما سئل عن خير الناس : «خيرها وأتقاها وأفضلها
وأقربها إلى الجنّة أقربها منّي ، ولا أقرب ولا أتقى إليّ من عليّ بن أبي طالب».
أقوال الناس في حقّ الإمام عليهالسلام
قال ثابت بن
قيس بن شمّاس مخاطبا الإمام عليهالسلام : والله يا أمير المؤمنين! لئن كانوا تقدّموك في
الولاية فما تقدّموك في الدين ، ولئن كانوا سبقوك أمس فقد لحقتهم اليوم ، ولقد
كانوا وكنت لا يخفى موضعك ، ولا يجهل مكانك ، يحتاجون إليك فيما
لا يعلمون ، وما احتجت إلى أحد مع علمك.
قالت عائشة بنت
أبي بكر : عليّ عليهالسلام أعلم أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآله.
وقال سعيد بن
المسيب : لم يكن أحد من الصحابة يقول : سلوني قبل أن تفقدوني إلّا عليّ عليهالسلام.
وقال أبو
الدرداء : ما كنّا نعرف المنافقين إلّا ببغضهم علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وقال عمر بن
الخطّاب : لو لا عليّ لهلك عمر.
وقال عبد الله
بن مسعود : أفرض أهل المدينة وأقضاها عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
وقالت أمّ سلمة
: كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لأقرب الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوآله ، مرض رسول الله صلىاللهعليهوآله مرض موته ، فلمّا كان اليوم الذي قبض فيه دعا عليّا عليهالسلام ، فناجاه طويلا ، وسارّه كثيرا ، ثمّ قبض في يومه ،
فكان أقرب الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال عمر بن عبد
العزيز : ما علمنا أنّ أحدا من هذه الأمّة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله أزهد من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ما وضع لبنة على لبنة ، ولا قصبة على قصبة.
قال عمر بن
الخطّاب : عليّ عليهالسلام أقضانا.
قالت عائشة بنت
أبي بكر : عليّ عليهالسلام أعلم الناس بالسنّة.
قال عبد الله
بن عبّاس : كانت لعليّ عليهالسلام ثمان عشرة منقبة ، ما كانت لأحد من هذه الأمّة.
قال الإمام
الصادق عليهالسلام : «ولايتي لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام أحبّ إليّ من ولادتي منه ؛ لأنّ ولايتي له فرض ،
وولادتي منه فضل».
قالت عائشة بنت
أبي بكر : التزم النبيّ صلىاللهعليهوآله عليّا وقبّله وقال صلىاللهعليهوآله : «بأبي الوحيد الشهيد ، بأبي الوحيد الشهيد».
قال عمر بن
الخطّاب : لقد أعطي عليّ عليهالسلام ثلاث خصال ، لأن تكون لي خصلة منها أحبّ إليّ من أن
أعطى حمر النعم ، فسئل وما هنّ؟ قال : تزوّجه من ابنة النبيّ صلىاللهعليهوآله فاطمة عليهاالسلام ، وسكناه المسجد لا يحلّ لي فيه ما يحلّ له ، والراية
يوم خيبر.
قال عبد الله
بن عبّاس : أعطي عليّ عليهالسلام تسعة أعشار العلم ، وإنّه لأعلمهم
بالعشر الباقي.
قال عبد الملك
بن أبي سليمان : قلت لعطاء : أكان من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله أحد أعلم من عليّ عليهالسلام؟ قال : لا والله وما أعلمه.
قال عمر بن
الخطّاب : أعطي لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام خمس خصال ، فلو كان لي واحدة منها لكان أحبّ إليّ من
الدنيا والآخرة ، قالوا : وما هي يا عمر؟ قال : تزوّجه بفاطمة عليهاالسلام ، وفتح بابه إلى المسجد حين سدّت أبوابنا ، وانقضاض
الكوكب في حجرته ، وقول رسول الله صلىاللهعليهوآله له يوم خيبر : «لأعطينّ الراية غدا لرجل يحبّ الله
ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، كرّار غير فرّار ، يفتح الله على يديه بالنصر»
وقوله صلىاللهعليهوآله له : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ
بعدي». كنت أرجو أن تكون فيّ من ذلك واحدة.
قال الإمام زين
العابدين عليهالسلام : «لجدّي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في كتاب الله تعالى أسماء كثيرة ، ولكن لا تعرفونها».
قالت عائشة بنت
أبي بكر : زيّنوا مجالسكم بذكر عليّ عليهالسلام.
قال عبد الله
بن عيّاش بن أبي ربيعة : كان لعليّ عليهالسلام ما شئت من ضرس قاطع في العلم ، وكان له البسطة في
العشيرة ، والقدم في الإسلام ، والعهد برسول الله صلىاللهعليهوآله ، والفقه في السنّة ، والنجدة في الحرب ، والجود في
المال.
قال عبد الله
بن عبّاس : ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في عليّ عليهالسلام.
قالت أمّ سلمة
: كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا غضب لم يجترئ أحد أن يكلّمه إلّا عليّ عليهالسلام.
قال عمر بن
الخطّاب للإمام عليهالسلام : يا عليّ أنت أعلم الصحابة وأفضلهم.
قال زيد بن
أرقم : كان أوّل من أسلم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
قال سلمان
الفارسي (ره) : أوّلهم إسلاما عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
قال عمر بن
الخطّاب : أعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن عليهالسلام.
قال أبو هريرة
: كان النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا غضب لم يجترئ عليه أحد إلّا عليّ عليهالسلام.
وقال عبد الله
بن عبّاس : أوّل من صلّى مع النبيّ صلىاللهعليهوآله عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
قالت أمّ سلمة
: والله به أحلف إنّ عليّا عليهالسلام كان لأقرب الناس عهدا بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فكنّا عند الباب فجعل يناجي عليّا عليهالسلام ويسارّه حتّى قبض صلىاللهعليهوآله.
قال عمر بن
الخطّاب : ما اكتسب مكتسب مثل فضل عليّ عليهالسلام ، يهدي صاحبه إلى الهدى ، ويردّه عن الردى.
قال الإمام
الباقر عليهالسلام : «نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان : لا سيف
إلّا ذو الفقار ، ولا فتى إلّا عليّ عليهالسلام».
قالت عائشة بنت
أبي بكر : كان عليّ عليهالسلام أكرم رجالنا على رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وقال أحمد بن
حنبل : إنّ عمر بن الخطّاب إذا أشكل عليه شيء أخذه من عليّ عليهالسلام.
وقال الإمام
الحسن المجتبى عليهالسلام في حقّ الإمام عليهالسلام : «لقد فارقكم رجل ما سبقه الأوّلون ، ولا يدركه الآخرون
، كان جدّي صلىاللهعليهوآله يبعثه بالسريّة ، جبرائيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره
، لا ينصرف حتّى يفتح له».
وقالت عائشة
بنت أبي بكر : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ادعوا لي حبيبي» فجاء أبو بكر ، ثمّ جاء عمر ، فلم
يلتفت إليهما ، ثمّ قال صلىاللهعليهوآله : «ادعوا لي حبيبي» فدعوا عليّا عليهالسلام ، فلمّا رآه أدخله في الثوب الذي كان عليه ، فلم يزل
يحضنه حتّى قبض صلىاللهعليهوآله.
عن سعيد بن
المسيّب قال : ما كان أحد من الصحابة يقول : سلوني إلّا عليّا عليهالسلام.
قال إسحاق
السبيعيّ : سألت أكثر من أربعين رجلا من الصحابة : من كان أكرم الناس على عهد
النبيّ صلىاللهعليهوآله؟ قالوا : عليّ عليهالسلام.
سئل عبد الله
بن عبّاس عن الإمام عليهالسلام فقال : كان عليّ عليهالسلام أخذ الراية يوم بدر والمشاهد كلّها.
قال الإمام
الحسن المجتبى عليهالسلام في الليلة التي استشهد فيها أبوه أمير المؤمنين عليهالسلام : «لقد فارقكم الليلة رجل كان جدّي النبيّ صلىاللهعليهوآله يعطيه الراية ، فلا ينصرف حتّى يفتح الله بيده ، وما
ترك صفراء ولا بيضاء إلّا ستّمائة درهم من فضل عطائه ، أراد أن يشتري بها خادما
لأهله».
وقال عبد الله
بن مسعود : كان عليّ عليهالسلام أعلم هذه الأمّة.
سئل عبد الله
بن عبّاس عن الإمام عليهالسلام فقال : كان والله علم الهدى ، وكهف الورى ، وطود النهى
، ومحلّ الحجى ، ومنبع الندى ، ومنتهى العلم للزلفى ، ونورا أسفر في ظلم الدجى ،
وداعيا إلى الحجّة العظمى ، ومستمسكا بالعروة الوثقى ، وأكرم من شهد النجوى بعد
محمّد المصطفى صلىاللهعليهوآله ، وكان صاحب القبلتين ، وأبا السبطين ، وزوجته خير
النساء ، فما يفوقه أحد ، لم تر عيناي مثله ، ولم أسمع بمثله ، فمن يبغضه فعليه لعنة
الله ولعنة العباد إلى يوم التناد.
وقال جابر بن
عبد الله الأنصاري (ره) : كان عليّ عليهالسلام من رجال الجنّة ، وما يبغضه إلّا كافر.
عن الحسن بن
جرموز عن أبيه قال : رأيت عليّا عليهالسلام يخرج من مسجد الكوفة وعليه قطريّتان ، مؤتزرا بواحدة
ومرتديا بالأخرى ، وإزاره إلى نصف الساق ، وهو يطوف بالأسواق ومعه درّة ، يأمرهم
بتقوى الله وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء للكيل والميزان. وقال جابر بن عبد الله
الأنصاريّ (ره) : ما كنّا نعرف المنافقين إلّا ببغضهم عليّا عليهالسلام.
__________________
__________________
__________________
__________________
عمّار بن ياسر
هو أبو اليقظان
عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة
الكنانيّ ، المذحجيّ ، العنسيّ ، المخزوميّ بالولاء ، وأمّه سميّة.
صحابيّ جليل
القدر ، عظيم المنزلة ، ثابت الإيمان.
كان من
السابقين الأوائل إلى الإسلام ، ومن الذين عذّبوا في الله لإسلامهم ، ومن الأوائل
الذين أظهروا إسلامهم وتجاهروا به.
كان من كبار
فقهاء الصحابة وعلمائهم ، وكان معروفا بالزهد والتقوى والشجاعة.
هاجر إلى
المدينة المنوّرة ، وشهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان ، وقيل : هاجر إلى
الحبشة.
كان أوّل من
بنى مسجدا في الإسلام ، وهو مسجد قباء بالمدينة المنوّرة. يعتبر هو وسلمان وأبو ذر
والمقداد أركان التشيّع الأربعة في عهد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فكان من أخلص أصحاب وشيعة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام والمتفانين في ولائه وحبّه أيّام النبيّ صلىاللهعليهوآله وبعده.
استشهد أبوه
إبّان الدعوة المحمّديّة تحت التعذيب في سبيل إسلامه ، وبعد أن أسلمت أمّه سميّة
طعنها أبو جهل بطعنة في قلبها فماتت ، فكانت أوّل شهيدة استشهدت في الإسلام.
بعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله استمر على ولائه وحبّه للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأهل بيته عليهمالسلام ، فكان من النفر القليل الذين حضروا تشييع جنازة فاطمة
الزهراء عليهاالسلام والصلاة عليها ودفنها.
كان من جملة
الذين أنكروا على أبي بكر بن أبي قحافة الخلافة.
ولمّا ادّعى
مسيلمة الكذّاب النبوّة اشترك في قتاله.
ولمّا تولّى
عمر بن الخطّاب الحكومة ولّاه الكوفة : ولم يزل عليها حتّى حكم عثمان ابن عفّان
فعزله عنها.
كان عثمان يكنّ
له العداوة والبغضاء ، وفي إحدى المرّات أمر بضربه حتّى غشي عليه.
أمر عثمان
غلمانه فمدّوا بيديه ورجليه ، ثمّ ضربه برجليه وهما في الخفّين على مذاكيره فأصابه
الفتق ، وكسر ضلعا من أضلاعه.
وقف إلى جانب
الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أيّام خلافته ، وشهد معه الجمل وصفّين ، وأبلى فيهما
البلاء الحسن.
ومع كبر سنّه
في معركة صفّين حارب فلول عساكر معاوية بن أبي سفيان بكلّ بسالة وشجاعة ، ولم يزل
يطارد أبطالهم حتّى قتله أبو الغادية الغزاريّ وأبو جزء السكسكيّ ، ذلك في شهر
ربيع الأوّل ، وقيل : ربيع الثاني سنة ٣٧ ه ، وعمره يومئذ ٩٤ سنة ، وقيل : ٩٣ سنة
، وقيل : ٩١ سنة ، فتولّى الإمام عليهالسلام دفنه في صفّين في ثيابه ولم يغسله ، ثمّ وقف عليه يرثيه
قائلا :
ألا أيّها
الموت الذي ليس تاركي
|
|
أرحني فقد
أفنيت كلّ خليل
|
أراك بصيرا
بالذين أحبّهم
|
|
كأنّك تمضي
نحوهم بدليل
|
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله جملة من الأحاديث المعتبرة ، وروى عنه جماعة من الصحابة
والتابعين.
القرآن الكريم وعمّار بن ياسر
أما الآيات
التي نزلت فيه فهي :
النساء ٥٩ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللهَ ....)
العنكبوت ٢ (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ
يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ.)
الزمر ٩ (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ
ساجِداً وَقائِماً ....)
الملك ٢٢ (أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ
مُسْتَقِيمٍ.)
وكذلك نزلت فيه
الآية ٦٩ من سورة آل عمران : (وَدَّتْ طائِفَةٌ
مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ
وَما يَشْعُرُونَ.) وذلك عند ما دعا اليهود المترجم له ومعاذ بن جبل إلى
اليهوديّة.
وكان كفّار
قريش يطلبون من النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يطرد المستضعفين من المؤمنين أمثال
المترجم له من حوله ومن مجلسه ، فنزلت الآية ٥٢ من سورة الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ....)
وكانت قريش
تهزأ بأصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأكثرهم من المستضعفين كالمترجم له ، وكانوا يقولون :
هؤلاء أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآله ، أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا بالهدى والحقّ؟ لو
كان ما جاء به محمّد خيرا ما سبقنا هؤلاء إليه ، وما خصّهم الله به دوننا ، فنزلت
الآية ٥٣ من سورة الأنعام : (وَكَذلِكَ فَتَنَّا
بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا
....)
أخذه المشركون
وعذّبوه ، ولم يتركوه حتّى سبّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وذكر آلهتهم بخير ؛ فأطلقوا سراحه ، فلمّا رأى النبيّ
صلىاللهعليهوآله قال : يا رسول الله! ما تركت حتّى نلت منك ، وذكرت
آلهتهم بخير ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «كيف تجد قلبك؟» قال : مطمئنا بالإيمان ، فقال صلىاللهعليهوآله : «فإن عادوا لك فعد لهم» فنزلت فيه الآية ١٠٦ من سورة
النحل : (مَنْ كَفَرَ بِاللهِ
مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ
....)
ونزلت فيه وفي
الوليد بن المغيرة الآية ٦١ من سورة القصص : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ
وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا
ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ.)
ونزلت فيه وفي
أبي جهل الكافر الآية ٤٠ من سورة فصّلت : (إِنَّ الَّذِينَ
يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ
خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ ....)
أمّا الآيات
التي شملته فهي :
البقرة ١٣ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ
النَّاسُ ....)
البقرة ٤٥ (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى
الْخاشِعِينَ.)
البقرة ٤٦ (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ
مُلاقُوا رَبِّهِمْ ....)
النساء ٦٩ (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ
اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ
وَالصَّالِحِينَ ....)
المائدة ٨٧ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ....)
الأنعام ٥١ (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ
أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌ
وَلا
شَفِيعٌ ....)
الأنعام ١٢٢ (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ
وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً ....)
التوبة ١٠٠ (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ ....)
الحجر ٤٧ (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ
غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ.)
النحل ٤١ (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ
بَعْدِ ما ظُلِمُوا ....)
النحل ١١٠ (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ
هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا ....)
الكهف ٢٨ (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ....)
محمّد ٢ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ ....)
التين ٦ (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ.)
أقوال النبيّ صلىاللهعليهوآله والإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في حقّ عمّار
مرّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بعمّار وأمّه وأبيه وهم يعذّبون بالأبطح في رمضاء مكّة
المكرّمة ، فقال صلىاللهعليهوآله لهم : «صبرا يا آل ياسر ، موعدكم الجنّة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «من عادى عمّارا عاداه الله ، ومن أبغض عمّارا أبغضه
الله ، وتقتله الفئة الباغية».
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآله للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : «الجنّة تشتاق إليك وإلى عمّار وإلى سلمان وأبي ذرّ».
وفي أحد
الأيّام استأذن عمّار على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال صلىاللهعليهوآله : «من هذا؟» فقيل له : عمّار ، فقال صلىاللهعليهوآله : «مرحبا بالطيّب المطيّب».
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّ عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه ، واختلط
الإيمان بلحمه ودمه».
وقال له النبيّ
صلىاللهعليهوآله : «أبشر يا أبا اليقظان ، فإنّك أخو عليّ في ديانته ،
ومن أفاضل أهل ولايته ، ومن المقتولين في محبّته ، تقتلك الفئة الباغية ، وآخر
زادك من الدنيا ضياح من لبن».
وقال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام : «خلقت الأرض لسبعة ، بهم يرزقون وبهم يمطرون وبهم
ينصرون : أبو ذرّ ، وسلمان ، والمقداد ، وعمّار ، وحذيفة ، وعبد الله بن مسعود»
ثمّ قال عليهالسلام «وأنا إمامهم» وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة.
__________________
__________________
عمر بن جابر
من ملوك ورؤساء
الجنّ الذين استمعوا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو يقرأ القرآن بوادي مجنّة ، وقيل : ببطن النخل من
قرى المدينة المنوّرة. كانوا من أهل نصيبين ، وكانوا على دين موسى بن عمران عليهالسلام.
لمّا فرغ
النبيّ صلىاللهعليهوآله من قراءة القرآن ، ذهبوا إلى قومهم وأخبروهم بأنّهم سمعوا
آيات من كتاب سماويّ نزل بعد التوراة ، ويهدي إلى الحقّ والصراط المستقيم ، ويصدّق
التوراة ، سمعوها من نبيّ الإسلام محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، فطلبوا من قومهم أن يؤمنوا بذلك النبيّ ، ويهتدوا
بهديه ويدخلوا في دينه.
فجاءوا إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومن بينهم المترجم له فأسلموا على يد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وآمنوا به وبشريعته. ثمّ أخذ النبيّ صلىاللهعليهوآله يعلّمهم شرائع الإسلام ، وأمر الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام
__________________
أن يفقّههم في الدين.
القرآن الكريم والمترجم له وقومه
شملته الآية ٢٩
من سورة الأحقاف : (وَإِذْ صَرَفْنا
إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ
قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ.)
وشملته كذلك
الآية ١ من سورة الجنّ : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ
أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً
عَجَباً.)
عمر بن الخطّاب
هو أبو حفص عمر
بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّى بن ربا بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عديّ
القرشيّ ، العدويّ ، المدنيّ ، وأمّه حنتمة بنت هاشم ، وقيل : هشام المخزوميّة أخت
أبي جهل ، وقيل : ابنة عمّ أبي جهل.
صحابيّ ، وثاني
الخلفاء الراشدين عند العامّة.
كان في الجاهليّة
يتاجر الشام والحجاز ، وقيل : كان مبرطشا ، أي ساعيا بين البائع والمشتري.
كان في أوّل
أمره من أشدّ الناس على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ أسلم قبل الهجرة بأربع سنين ، وهاجر إلى المدينة
المنوّرة.
يقال : إنّه
شهد بعض الوقائع مع النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وتزوّج النبيّ صلىاللهعليهوآله من ابنته حفصة. روى أحاديث عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وروى عنه جماعة.
عند ما طلب
النبيّ صلىاللهعليهوآله ممّن حضر عنده ـ وهو في فراش الموت ـ دواة وكتفا ليكتب
لهم كتابا لن يضلّوا بعده أبدا ، قال المترجم له : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ليهجر.
__________________
بعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يمت ، ولكنّه صعق كما صعق موسى عليهالسلام ، ومنع الناس عن دفنه.
كان قطب سقيفة
بني ساعدة في نصب أبي بكر بن أبي قحافة خليفة لرسول الله صلىاللهعليهوآله.
وبعد موت أبي
بكر تولّى حكومة المسلمين في الثاني والعشرين من شهر جمادى الثانية سنة ١٣ ه.
في أيّامه
افتتحت الجيوش الإسلاميّة العراق والشام ومصر والجزيرة وديار بكر وإرمينية
وآذربيجان وبلاد فارس وخوزستان وغيرها. وفي أيّام حكومته مصّرت البصرة والكوفة
والجزيرة والشام ومصر والموصل ، ودوّنت الدواوين.
كان المحرّض
الأوّل لأبي بكر في غصب فاطمة الزهراء عليهاالسلام فدكها.
قالت الزهراء عليهاالسلام في حقّه وحقّ أبي بكر ـ عند ما ادّعيا بأنّهما سمعا من
النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «نحن ـ معاشر الأنبياء ـ لا نورّث» ـ «هذه أوّل
شهادة زور شهدا بها في الإسلام».
ومن أعماله
تحريمه المتعة التي حلّلها الله ورسوله صلىاللهعليهوآله.
ومن فتاويه
المعروفة : من لم يجد ماء فليست عليه صلاة.
ومن أعماله
تهديده للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بحرق داره إن لم يبايع أبا بكر.
ومن أقواله
المعروفة : كلّ الناس أفقه من عمر وأعلم من عمر.
وقال يوما : يا
ليتني كنت كبشا لأهلي ـ سمّنوني ما بدا لهم ، حتّى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض
من يحبّون ، فجعلوا بعضي شواء ، وبعضي قديدا ، ثمّ أكلوني فأخرجوني عذرة ـ ولم أكن
بشرا.
ومن كلماته
التي تدلّ على أفضليّة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام عليه وعلى من هو في شاكلته قوله : لو لا عليّ فافتضحنا
، وقوله : لو لا عليّ لهلك عمر ، وقوله : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن.
وقال عند موته
: أتوب إلى الله من ثلاث : اغتصابي الأمر أنا وأبو بكر من دون الناس ، واستخلافي
عليهم ، وتفضيلي المسلمين بعضهم على بعض.
ولم يزل على
حكومته حتّى قتله أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة في المدينة
المنوّرة في السادس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة ٢٣ ه ، وعمره يومئذ ٦٣
سنة ؛ لأنّ ولادته كانت قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة ، ومدّة حكمه عشر سنين وستّة
أشهر ، ودفن في المدينة إلى جنب قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله.
القرآن العظيم وعمر بن الخطّاب
شملته الآية
١٨٧ من سورة البقرة : (أُحِلَّ لَكُمْ
لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ....)
جاء يوما مع
جماعة إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فسألوه عن الخمر ، فنزلت جوابا لهم الآية ٢١٩ من نفس
السورة : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ....)
وجاء يوما إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : أتيت زوجتي من دبرها ، فما عليّ؟ فنزلت الآية
٢٢٣ منه سورة البقرة : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ
لَكُمْ ....)
وفي واقعة أحد
نزلت فيه وفي جماعة آخرين الآية ١٥٤ من سورة آل عمران : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ
الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً ....)
ولسبب انهزامه
يوم معركة أحد نزلت فيه الآية ١٥٥ من سورة آل عمران : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ
يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ ....)
جاء إلى النبيّ
صلىاللهعليهوآله وسأله عن الكلالة ، فنزلت الآية ١٧٦ من سورة النساء : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ
فِي الْكَلالَةِ ....)
شرب مرّة الخمر
حتّى سكر ، فضرب رأس عبد الرحمن بن عوف بعظم وجرحها ، فنزلت فيه الآية ٩١ من سورة
المائدة : (إِنَّما يُرِيدُ
الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ
وَالْمَيْسِرِ ....)
في أحد الأيّام
مرّت به صفيّة بنت عبد المطّلب ، فقال لها : غطّي قرطك ، فإنّ قرابتك من رسول الله
صلىاللهعليهوآله لا تنفعك شيئا ، فقالت له : هل رأيت لي قرطا يا ابن
اللخناء؟ ثمّ دخلت على النبيّ صلىاللهعليهوآله فأخبرته بذلك وبكت ، فنزلت في عمر الآية ١٠١ من سورة
المائدة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ ....)
ونزلت فيه
الآية ١٢٢ من سورة الأنعام : (أَوَمَنْ كانَ
مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي
بِهِ
فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ....)
ونزلت فيه وفي
أبي بكر بن أبي قحافة الآية ٤٧ من سورة الحجر : (وَنَزَعْنا ما فِي
صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ....)
تسلّم يوما
كتابا من يهوديّ ، فجاء بالكتاب إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وأخذ بقراءة الكتاب عليه ، فتأثّر النبيّ صلىاللهعليهوآله كثيرا وتغيّر لونه ، فنزلت فيه الآية ٥١ من سورة
العنكبوت : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ
أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ ....)
كان النبيّ صلىاللهعليهوآله وعائشة يأكلان طعاما ، إذ مرّ عليهما عمر ، فطلب النبيّ
صلىاللهعليهوآله منه أن يأكل معه ، فعند ما ناولته عائشة الطعام لا مست
أصابعه أصابعها ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أتمنّى أن لا يراك أىّ أجنبيّ» ، فنزلت الآية ٥٣ من
سورة الأحزاب : (وَإِذا
سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ....)
وفي أحد الأيام
جاء ليزور النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فردّه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ثلاث مرّات قائلا له : «إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله محتجب وعنده زوّار من الملائكة وعدّتهم كذا وكذا» ولمّا
أذن له الإمام عليهالسلام بالدخول على النبيّ صلىاللهعليهوآله دخل وقال : يا رسول الله! إنّي قد جئتك غير مرّة وعليّ
يردّني ويقول : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله محتجب وعنده زوّار من الملائكة وعدّتهم كذا وكذا ، فكيف
علم بالعدّة أعاينهم؟ فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ كيف علمت بعدّتهم؟»
فقال عليهالسلام : «اختلفت عليّ التحيّات ، وسمعت الأصوات ، فأحصيت
العدد» فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «صدقت ، فإنّ فيك سنّة من أخي عيسى عليهالسلام» فخرج عمر وهو يقول : ضربه لابن مريم مثلا ، فأنزل الله
تعالى فيه الآية ٥٧ من سورة الزخرف : (وَلَمَّا ضُرِبَ
ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ.)
كانت لديه
جارية تدعى زنين أسلمت ، فلمّا علم عمر بإسلامها أخذ يضربها ضربا مبرّحا ، وكانت
قريش تقول : لو أنّ دين محمّد صلىاللهعليهوآله فيه الخير لما سبقتنا هذه الجارية إلى ذلك الدين ،
فنزلت الآية ١١ من سورة الأحقاف : (وَقالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ ....)
وفي إحدى
المرّات تشاجر مع أبي بكر بن أبي قحافة في حضرة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فارتفعت اصواتهما ، فنزلت فيهما الآية ٢ من سورة
الحجرات : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ....) ولمجاراته الكفّار والمشركين نزلت فيه الآية ١٤ من سورة
المجادلة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ....)
__________________
__________________
عمرو بن جحاش
هو عمرو ، وقيل
: عمر بن جحاش بن كعب.
أحد رؤساء
اليهود من بني قريظة ، وكان من المناوئين الأشدّاء للنبيّ صلىاللهعليهوآله والمعارضين له ، والمعلنين عليه العداوة والبغضاء.
أجلاهم النبيّ صلىاللهعليهوآله عن ديارهم وصادر أموالهم.
كان له ابن عمّ
ـ يدعى يامين بن عمير بن كعب ـ أسلم فأرسل رجلا إلى المترجم له فقتله.
القرآن العظيم وعمرو بن جحاش
في أحد الأيّام
جاء النبيّ صلىاللهعليهوآله ومعه بعض الصحابة بينهم الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام إلى
__________________
بني قريظة ؛ ليستقرض منهم دية مسلمين قتلهما عمرو بن أميّة الضمريّ خطأ
يحسبهما مشركين ، فلمّا عرض عليهم النبيّ صلىاللهعليهوآله ذلك قالوا : نعم يا أبا القاسم! اجلس حتّى نطعمك ونقرضك
ونعينك على ما أحببت ، ثمّ تشاوروا فيما بينهم للفتك به ، فقالوا : من يعلو هذا
البيت فيلقي عليه صخرة فيقتله ويريحنا منه؟ فتقدّم المترجم له وقال : أنا له ،
فصعد البيت وعمد إلى صخرة أو رحى عظيمة ليطرحها على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأمسك الله يده ، وأخبر نبيّه صلىاللهعليهوآله بمؤامرتهم ، فخرج من عندهم راجعا إلى المدينة ، فنزلت
في المترجم وقومه الآية ١١ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ
يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ ....)
عمرو بن الجموح
هو عمرو بن
الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ ، الخزرجيّ ،
السلميّ ، الجشميّ ، وزوجته هند بنت عمرو بن حرام.
صحابيّ من
الأنصار ، وآخر الأنصار إسلاما ، وكان شيخا كبيرا ثريّا أعرج.
كان في
الجاهلية من أشراف وسادات بني سلمة ، وكان يعبد صنما خشبيّا يدعى «مناة» فكان
يعظّمه ويطهّره. أسلم وصحب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وشهد معه العقبة ، وقيل : شهد بدرا. في السنّة
الثالثة من الهجرة اشترك في واقعة أحد ، فاستشهد فيها وشهد له النبي صلىاللهعليهوآله بالجنّة.
ولمّا أسلم
أنشد :
__________________
أتوب إلى
الله سبحانه
|
|
واستغفر الله
من ناره
|
وأثنى عليه
بآلائه
|
|
بإعلان قلبي
وأسراره
|
القرآن المجيد وعمرو بن الجموح
سأل المترجم له
النبيّ صلىاللهعليهوآله بما ذا يتصدّق وعلى من ينفق؟ فنزلت فيه الآية ٢١٥ من
سورة البقرة : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا
يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ
وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ
اللهَ بِهِ عَلِيمٌ.)
__________________
عمرو بن سفيان (أبو الأعور السلميّ)
هو أبو الأعور
عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن خائف بن الأوقص بن هلال السلميّ ، الشاميّ ،
وأمّه قريبة بنت قيس بن عبد شمس ، غلبت كنيته على اسمه ، فعرف بها. يقال : إنّه
صحب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأكثر المؤرّخين ينفون صحبته.
شارك المشركين
في واقعة حنين وهو كافر ، ويقال : إنّه أسلم بعد تلك الواقعة.
كان من أنصار
معاوية بن أبي سفيان ، ولسوء حظّه كان من ألدّ أعداء الإمام أمير المؤمنين.
في أيّام حكومة
عمر بن الخطّاب اشترك في فتوح الشام ، وفي سنة ٢٦ ه غزا قبرص ، وشارك عمرو بن
العاص في فتوح البلاد المصريّة. كان على خيّالة جيش معاوية بن أبي سفيان في معركة
صفّين ، وكان من جملة الشهود على كتاب التحكيم في صفّين.
لإخلاصه
لمعاوية بن أبي سفيان عيّنه عاملا له على الأردن. وفي أيّام حكومة يزيد بن معاوية
كان له الدور المهمّ في جيش عمر بن سعد في واقعة كربلاء سنة ٦١ ه ، حيث أنيطت
إليه مهمّة منع الإمام الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأنصاره من التقرّب إلى نهر الفرات ليموتوا
عطشا.
فكان سجلّه
حافلا بالمخازي والانحراف عن الحقّ ، وكان الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام يدعو عليه ويلعنه في قنوته.
كان حيّا سنة
٦٥ ه ، وقيل : هلك في عهد معاوية بن أبي سفيان ، والأوّل أصحّ.
القرآن الكريم وأبو الأعور
جاء يوما بصحبة
جماعة من المشركين والمنافقين الذين كانوا على شاكلته إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وطلبوا منه عدم التعرّض لأصنامهم التي يعبدونها ، وأن
يعلن للناس شفاعتها لمن يعبدها ويسجد لها ، فنزلت فيه وفي صحبه الآية ١ من سورة الأحزاب
:
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ
كانَ عَلِيماً حَكِيماً.)
عمرو بن سنان (ابن الأهتم)
هو أبو ربعيّ ،
وقيل : أبو نعيم عمرو بن سنان الأهتم ابن سميّ بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن
مقاعس التميميّ ، المنقري ، المعروف بالمكحّل لحسنه وجماله ، وأمّه بنت قذلى بن
أعبد.
صحابيّ من أهل
نجد ، ومن أشراف قومه وساداتهم في الجاهليّة والإسلام.
كان أديبا
شاعرا ، ومن مشاهير شعراء العرب وبلغائهم ، وأخطب أهل زمانه.
__________________
قدم على النبيّ
صلىاللهعليهوآله في المدينة مع وجوه قومه من بني تميم في السنة التاسعة
من الهجرة فأسلموا ، وتكلّم في حضرة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلمّا سمع النبيّ صلىاللهعليهوآله كلامه أعجبه ذلك فقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ من البيان لسحرا».
مكث هو وأفراد
عشيرته في المدينة يتعلّمون شرائع الدين والقرآن ، ولمّا توفّي النبيّ صلىاللهعليهوآله ارتدّ ، وتبع سجاح التميميّة عند ما ادّعت النبوّة ،
ثمّ ندم ورجع إلى الإسلام ، ثمّ نزل بنواحي البصرة بأرض بني تميم. توفّي سنة ٥٧ ه.
ومن شعره :
ذريني فأنّ
البخل يا أمّ هاشم
|
|
لصالح أخلاق
الرجال سروق
|
لعمرك ما
ضاقت بلاد بأهلها
|
|
ولكنّ أخلاق
الرجال تضيق
|
القرآن الكريم وابن الأهتم
لما وفد مع
أشراف قومه على النبيّ صلىاللهعليهوآله في المدينة كان النبيّ صلىاللهعليهوآله نائما في إحدى حجرات أزواجه ، فأخذوا ينادونه حتّى
أيقظوه من النوم وأزعجوه ، فنزلت فيه وفيهم الآية ٤ من سورة الحجرات : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ
وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.)
وكذلك الآية ٥
من نفس السورة : (وَلَوْ أَنَّهُمْ
صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ
رَحِيمٌ.)
__________________
عمرو بن هشام (أبو جهل)
هو أبو الحكم
عمرو بن هشام بن مغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشيّ ، المخزوميّ ، المعروف
بابن الحنظليّة نسبة إلى أمّه أسماء بنت مخربة الحنظليّة ، وبعد بزوغ نور الإسلام
كنّاه المسلمون أبا جهل ، وأخته حنتمة بنت هشام أمّ عمر بن الخطّاب.
كان من رؤساء
وزعماء قريش في مكّة ، وكان تاجرا ثريّا معروفا بالشجاعة والدهاء والحيلة.
بعد أن منّ
الله على البشريّة بالإسلام أصبح المترجم له من ألدّ أعداء وخصوم النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، وأكثرهم إيذاء له وللمسلمين.
كان لعنة الله
عليه يسبّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ويشتمه ، وينال منه ويكذّبه ، ويثير الناس عليه وعلى
المسلمين.
اشترك في جميع
المؤامرات التي حيكت ضدّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ، كان يقف حجر عثرة أمام تقدّم الإسلام وانتشاره.
كان من الذين
يقومون بتعذيب المسلمين وقتلهم ، فقام بتعذيب امرأة من بني عديّ كانت تدعى زنيرة
حتّى عميت ، فقال لها : إنّ اللات والعزّى فعلا بك ، فقالت : وما يدري اللات
والعزّى من يعبدهما ، ولكنّ هذا أمر من السماء ، وربّي قادر على ردّ بصري ، فأصبحت
من الغد وقد ردّ الله بصرها.
__________________
تولّى قتل
سميّة أمّ عمّار بن ياسر بعد أن طعنها في قبلها بحربة. وبعد وفاة أبي طالب عليهالسلام أخذ ينادي ويقول : اقتلوا محمّدا صلىاللهعليهوآله فقد مات الذي كان ناصره.
ولم يزل على
كفره وشركه حتّى قتل في معركة بدر الكبرى سنة ٢ ه ، قتله ابن عفراء ، وقيل : قتله
عبد الله بن مسعود ، وقيل : عمرو بن الجموح ، وحين رآه النبيّ صلىاللهعليهوآله مقتولا قال : «قتل فرعون هذه الأمّة».
ولمّا أيقن
بالهلاك دعا باللات والعزّى ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّ هذا ـ يعني أبا جهل ـ أعتى على الله من فرعون ؛
لأنّ فرعون لمّا أيقن بالهلاك وحّد الله ، وهذا لمّا أيقن بالهلاك دعا باللات
والعزّى».
وعمره المشئوم
يوم هلاكه كان ٧٠ سنة ، فذهب غير مأسوف عليه إلى جهنّم وبئس المصير.
القرآن العظيم وأبو جهل
أمّا الآيات
التي نزلت فيه فهي :
الأنعام ١١٢ (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ
عَدُوًّا ....)
الأنعام ١٢٢ (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ
وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي
الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ....)
الأنعام ١٢٤ (وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ
نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ ....)
الأنفال ٣٣ (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ
وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ.)
الإسراء ٤٦ (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ
وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ ....)
الحجّ ٨ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي
اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ.)
يس ٨ (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ
أَغْلالاً ....)
الزمر ٢٢ (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ
ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ.)
الملك ٢٢ (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى
وَجْهِهِ ....)
القيامة ٣١ (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى.)
القيامة ٣٣ (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى.)
العلق ٦ (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى.)
العلق ٧ (أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى.)
العلق ٨ (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى.)
العلق ٩ (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى.)
العلق ١٠ (عَبْداً إِذا صَلَّى.)
العلق ١١ (أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى.)
العلق ١٢ (أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى.)
العلق ١٣ (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى.)
العلق ١٤ (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى.)
العلق ١٥ (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ
لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ.)
العلق ١٦ (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ.)
العلق ١٧ (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ.)
العلق ١٨ (سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ.)
العلق ١٩ (كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ
وَاقْتَرِبْ.)
الماعون ١ (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ
بِالدِّينِ.)
الماعون ٢ (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ.)
الماعون ٣ (وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ.)
ونزلت فيه وفي
خمسة من أهل بيته الآية ٦ من سورة البقرة : (إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا
يُؤْمِنُونَ.)
في أحد الأيام
التقى به الأخنس بن شريق فقال له : يا أبا الحكم! أخبرني عن محمّد أصادق هو أم
كاذب؟ فقال أبو جهل : والله ، إنّ محمّدا لصادق وما كذب قطّ ، ولكن إذا ذهب بنو
قصيّ باللواء والسقاية والحجابة والندوة فما ذا يكون لسائر قريش؟ فنزلت الآية ٣٣
من سورة الأنعام : (قَدْ نَعْلَمُ
إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَ
الظَّالِمِينَ
بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ.)
اجتمع هو وبعض
أقطاب الشرك في دار الندوة ، فاقترح عليهم أن يأسروا النبيّ صلىاللهعليهوآله ويقيّده ، ثم يعذّبوه بصنوف العذاب ، فنزلت فيه وفي
جماعته الآية ٣٠ من سورة الأنفال : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ ....)
ونزلت فيه
الآية ٤٩ من سورة الأنفال : (إِذْ يَقُولُ
الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ ....)
وسبب نزولها
بأنّه كان يحثّ المشركين ويشجّعهم على حرب النبيّ صلىاللهعليهوآله ويحذّرهم من الإيمان به.
غاب حمزة بن
عبد المطّلب عن النبيّ صلىاللهعليهوآله مدّة ، فانتهز أبو جهل غيبته فأخذ يشتم النبيّ صلىاللهعليهوآله ويضربه حتّى جرحه ، فلمّا عاد حمزة أخبروه بما جرى
للنبيّ صلىاللهعليهوآله من أبي جهل ، فغضب وقصد أبا جهل ، فوبّخه وأوجعه ضربا
حتّى أدماه ، فنزلت في حمزة وفي المترجم له الآية ١٩ من سورة الرعد : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ
إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا
الْأَلْبابِ.)
جاء هو وجماعة
من المشركين إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وطلبوا منه إبعاد جبال مكّة عنها ، وفتح عيون من
الماء لكي يزرعوا أراضيهم ، وغيرها من المطالب ، فإن نفّذها النبيّ صلىاللهعليهوآله لهم آمنوا به ، فنزلت فيه وفي صحبه الآية ٣١ من سورة
الرعد : (وَلَوْ أَنَّ
قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ
بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً ....)
لمّا رأى
المترجم له والنضر بن الحارث طول عبادة النبيّ صلىاللهعليهوآله واجتهاده وإخلاصه في ذلك قالا له : إنّك لتشقى بترك
ديننا ، فنزلت جوابا لهما الآية ١ و ٢ من سورة طه : (طه ما أَنْزَلْنا
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى.)
ونزلت فيه وفي
أبي سفيان الآية ٣٦ من سورة الأنبياء : (وَإِذا رَآكَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً ....) وذلك لاستهزائهما بالنبيّ صلىاللهعليهوآله.
ونزلت فيه وفي
أبي بكر عند ما قبل الإسلام الآية ٨ من سورة فاطر (أَفَمَنْ زُيِّنَ
لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي
مَنْ يَشاءُ ....)
لما أخذ يصرّ
على كفره وطيشه ويتوعّد النبيّ صلىاللهعليهوآله وينذره نزلت فيه الآية ٩ من سورة يس : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ
سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ.)
جاء المترجم له
وجماعة من الكفّار إلى أبي طالب وطلبوا منه أن يكفّ النبيّ صلىاللهعليهوآله عن آلهتهم ، فعرض أبو طالب مطلبهم على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أنا لا أريد منهم شيئا إلّا أن يقولوا لا إله إلّا
الله» فنقل ذلك على أبي جهل وجماعته ، فنزلت فيهم الآيات التالية :
ص ١ (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ.)
ص ٢ (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ
وَشِقاقٍ.)
ص ٣ (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ
قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ.)
ص ٤ (وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ
مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ.)
ص ٥ (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً
إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ.)
ص ٦ (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ
امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ.)
ص ٧ (ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ
الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ.)
ص ٨ (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ
بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي ....)
ونزلت فيه وفي
عمّار بن ياسر الآية ٤٠ من سورة فصّلت : (إِنَّ الَّذِينَ
يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ
خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ ....)
جاء يوما إلى
أصحابه وهو يحمل مقدارا من التمر والحليب والماء ، فقال لهم : تزقّموا ؛ استهزاء
بالنبيّ صلىاللهعليهوآله الذي أوعد الكافرين بشجرة الزقّوم ، فنزلت فيه الآيات
التالية :
الدّخان ٤٣ (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ.)
الدّخان ٤٤ (طَعامُ الْأَثِيمِ.)
ولمّا افتخر
وتجبّر على النبي صلىاللهعليهوآله وقال : أنا أعزّ وأكرم أهل البطحاء نزلت فيه الآية ٤٩
من سورة الدّخان : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ.)
في أحد الأيّام
قال : لو رأيت محمّدا يصلّي وضعت رجلي على رقبته ، فنزلت فيه
الآية ٢٤ من سورة الانسان : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ
رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً.)
ولكثرة تحدّيه
للنبيّ صلىاللهعليهوآله ولآيات القرآن ، ولتماديه في غروره وطيشه نزلت فيه
الآية ٢٩ من سورة التكوير : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا
أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ.)
ونزلت جوابا له
وللمشركين سورة الإخلاص عند ما سألوا النبيّ صلىاللهعليهوآله عن الله عزوجل وأوصافه.
أمّا الآيات
التي شملته فهي :
البقرة ٢١٢ (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ
الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ....)
الأنفال ٣٢ (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا
هُوَ الْحَقَّ ....)
الإسراء ٦٠ (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي
الْقُرْآنِ ....)
الإسراء ٧٣ (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ
الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا ....)
الإسراء ٩٠ (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ ....)
الكهف ٦ (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى
آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً.)
الفرقان ٤١ (وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ
إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً.)
الفرقان ٤٢ (إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا
لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها ....)
القصص ٦١ (كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ
الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ.)
الزخرف ٢٢ (بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا
عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ.)
محمّد ١ (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ
سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)
الأعلى ١٣ (ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى.)
__________________
__________________
عمير بن وهب
هو أبو أميّة
عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ ، الجمحيّ ، وأمّه أمّ سخيلة
بنت هاشم.
صحابيّ ،
مهاجر.
كان في
الجاهليّة من أشراف وزعماء قريش وأبطالها ، ولمّا انبثق نور الإسلام وقف في وجه
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فكان يكذّبه ويعاديه ويؤذيه ويؤذي المسلمين.
شارك المشركين
في واقعة بدر الكبرى ، وقاتل بها مقاتلة الأبطال ، ولمّا انهزم المشركون نجا بنفسه
وهرب إلى مكّة ، ثمّ حرّضه صفوان بن أميّة على قتل النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقدم المدينة لاغتيال النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فدخل المسجد وفيه النبيّ صلىاللهعليهوآله وجمع من الصحابة ، فلمّا رآه النبيّ صلىاللهعليهوآله أخبره بنيّته وبسبب مجيئه إلى المدينة ، فلمّا سمع ذلك
أسلم وقال الشهادتين ، ثمّ استأذن النبيّ صلىاللهعليهوآله ليرجع إلى مكّة ليدعو قومه إلى الإسلام ، فرجع إلى مكّة
وأخذ يدعو إلى الإسلام ، فأسلم الكثيرون على يده.
شهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله واقعة أحد وما بعدها من الوقائع ، وهاجر إلى المدينة.
__________________
استشفع لصفوان
بن أميّة عند النبيّ صلىاللهعليهوآله فقبلت شفاعته ، وأسلم صفوان.
بعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله اشترك مع عمرو بن العاص في فتح البلاد المصريّة.
توفّي سنة ٢٣ ه
، وقيل : بعد سنة ٢٢ ه.
القرآن المجيد وعمير بن وهب :
تخلّف هو
وآخرون عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في معركة تبوك ، ثمّ التحقوا بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيهم الآية ١١٧ من سورة التوبة : (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ
وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ
....)
عمرو بن المدنيّ (أبو جهينة)
هو أبو جهينة
عمرو المدنيّ ؛ أحد تجّار المدينة ، وكان من المحتالين في مكياله.
القرآن الكريم وأبو جهينة
كان له صاعان
يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر ، فكان يغشّ الناس في شرائه وبيعه ،
__________________
فنزلت فيه الآيات الأول الثلاث من سورة المطفّفين : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ
إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ
يُخْسِرُونَ.)
عوف بن مالك
هو أبو عبد
الرحمن ، وقيل : أبو عبد الله ، وقيل : أبو حمّاد ، وقيل : أبو عمرو ، وقيل : أبو
محمّد عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعيّ ، الغطفانيّ.
أحد صحابة رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، ومن رؤساء وشجعان قومه.
أسلم قبل واقعة
حنين ، وشهدها مع النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وشهد واقعة خيبر ، وحمل راية أشجع يوم فتح مكّة.
آخى النبيّ صلىاللهعليهوآله بينه وبين أبي الدرداء.
في سنة ٨ ه
شهد مع خالد بن الوليد واقعة مؤتة.
في أيّام حكومة
أبي بكر بن أبي قحافة انتقل إلى بلاد الشام فنزل حمص ، وبعثه عمرو بن العاص أيّام
حكومة عمر بن الخطّاب إلى الإسكندريّة أيّام فتحها.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
توفّي بدمشق ،
وقيل : بحمص سنة ٧٣ ه أيّام حكومة عبد الملك بن مروان ، ويقال : إنّ قبره بحمص.
القرآن الكريم وعوف بن مالك
كان أهله
وعياله يمنعونه من الاشتراك في الحروب والغزوات التي كان النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمون يخوضونها ، فنزلت فيه الآية ١٤ من سورة
التغابن : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ
__________________
أَزْواجِكُمْ
وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ....)
أسر المشركون
ابنا له كان يدعى سالما ، فجاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وشكا إليه الفاقة ، وقال : إنّ العدو أسر ابني ، وجزعت
الأمّ ، فما تأمرني؟ فقال صلىاللهعليهوآله : «اتّق الله واصبر ، وآمرك وإيّاها أن تستكثرا من قول
: لا حول ولا قوّة إلّا بالله» فعاد إلى بيته وأخبر امرأته بما أمرهما النبيّ صلىاللهعليهوآله به ، فقالت : نعم ما أمرنا به ، فجعلا يقولان ذلك ،
فغفل العدوّ عن ابنه فساق غنمهم وكانت أربعة آلاف شاة وجاء بها إلى أبيه ، فنزلت
فيه الآية ٢ من سورة الطلاق : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ
يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً.)
ولنفس السبب
نزلت فيه الآية ٣ من سورة الطلاق : (وَيَرْزُقْهُ مِنْ
حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ
بالِغُ أَمْرِهِ ....)
__________________
عويمر العجلانيّ
هو عويمر بن
أبيض ، وقيل : الحارث بن زيد بن حارثة بن الجدّ العجلانيّ ، الأنصاري.
صحابيّ من
الأنصار.
القرآن الكريم وعويمر
في السنة
التاسعة من الهجرة دخل يوما على زوجته خولة بنت قيس بن محصن ، فوجدها مع شريك بن
سمحاء في فراش واحد يجامعها ، فجاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وعرض الأمر عليه ، وأضاف بأنّ زوجته حامل ولم يجامعها
مدّة أربعة أشهر ، وبعد نقاش طويل مع النبيّ صلىاللهعليهوآله نزلت فيه الآية ٦ من سورة النور : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ
وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ....)
__________________
عيّاش بن أبي ربيعة
هو أبو عبد
الرحمن ، وقيل : أبو عبد الله عيّاش بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن
عمر بن مخزوم القرشيّ ، المخزوميّ ، وأمّه أسماء بنت سلامة بن مخرمة ، أخو أبي جهل
لأمّه.
صحابيّ من أهل
مكّة ، هاجر إلى الحبشة والمدينة المنوّرة.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث ، وروى عنه جماعة.
قتل يوم
اليرموك سنة ١٥ ه ، وقيل : قتل باليمامة ، وقيل : توفّي بمكّة ، وقيل بالشام.
القرآن الكريم وعيّاش بن أبي ربيعة
كان الحارث بن
يزيد الغامديّ يعذّب المترجم له ، ويغضبه بكلمات نابية ، فتوعّده عيّاش وحلف إن
ظفر به ليقتله ، فلمّا أسلم عيّاش وهاجر إلى المدينة ، وأسلم الحارث ودخل المدينة
، ولم يعلم عيّاش بإسلام الحارث ، ففي أحد الأيّام التقيا عند قبا ، وقيل : عند
الحرّة ، فهمّ على الحارث وقتله ، فوبّخه الناس على قتله الحارث الذي أسلم ، فجاء
عيّاش إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وذكر له ما أقدم عليه ، فنزلت فيه الآية ٩٢ من سورة
النساء : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ
أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً ....)
لمّا أسلم المترجم
له خاف أن يظهر إسلامه ، فهرب إلى المدينة وتحصّن بها ، فلمّا توارى عن أهله
وعشيرته جزعت عليه أمّه ، وكانت كافرة ، وقالت لا بنيها الكافرين أبي جهل والحارث
بن هشام وهما إخوته لأمّه : لا أذوق طعاما ولا شرابا ولا يظلّني سقف بيت حتى يرجع
إليّ عيّاش ، فخرجا في طلبه ، وخرج معهم الحارث بن زيد حتّى دخلوا المدينة وعثروا
عليه ، فقالا له : إنّ أمّك لا يؤوها سقف بيت ، وحلفت لا تأكل طعاما ولا تشرب
شرابا حتّى ترجع إليها ، وأعطوه المواثيق على عدم إكراهه وإيذائه لاعتناقه الإسلام
، فصدّقهم وتبعهم ، ولمّا خرجوا من المدينة أوثقوه وكتّفوه وجلده كلّ واحد منهم
مائة جلدة ، ثمّ أدخلوه على أمّه ، فلمّا شاهدته طلبت منه
أن يرجع عن الإسلام ، فارتدّ عن الإسلام فنزلت فيه الآية ١٠ من سورة
العنكبوت : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ
كَعَذابِ اللهِ ....)
وكذلك نزلت فيه
الآية ١١ من السورة نفسها : (وَلَيَعْلَمَنَّ
اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ.)
كان هو وبعض
أهل مكّة يقولون : إنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله يزعم بأنّ من عبد الأوثان وقتل النفس التي حرّم الله لم
يغفر له ، فكيف نسلم ونهاجر وقد عبدنا مع الله إلها آخر ، وقتلنا النفس التي حرّم
الله؟ فنزلت فيهم الآية ٥٣ من سورة الزّمر : (قُلْ يا عِبادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ
اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ....)
ونزلت فيه وفي
جماعة الآية ٢٥ من سورة الفتح : (وَلَوْ لا رِجالٌ
مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ ....)
__________________
عيسى بن مريم عليهماالسلام
هو عيسى بن
مريم بنت عمران بن ماثان ، ويصل نسب مريم إلى سليمان بن داود عليهالسلام ، وسنذكر بقية نسبها في ترجمة حياتها.
كان عليهالسلام يلقّب بألقاب عديدة منها : المسيح ، وروح الله ، وكلمة
الله ، والناصريّ ، ويكنّى بابن مريم ، واسمه بالعبريّة يشوع أو يسوع.
أحد أنبياء
أولي العزم ، وصاحب الديانة النصرانيّة أو المسيحيّة ، وآخر الأنبياء والرسل من
بني إسرائيل إلى البشريّة.
كانت أمّه مريم
عليهاالسلام منذ نعومة أظفارها تعيش في جوّ من الطهارة والفضيلة ،
مجتهدة في عبادة الله وطاعته ، وكانت الملائكة تأتي إليها ، وتخبرها بأنّ الله
اصطفاها وطهّرها من الأدناس والأرجاس والخبائث.
ولمّا بلغت
مبلغ النساء دخل عليها جبرئيل عليهالسلام بأمر من الله على صورة شابّ ،
__________________
فخافت منه واستعاذت من رؤيته ، فطمأنها وقال : أنا جبرئيل ، أرسلني الله
إليك لأهب لك غلاما زكيّا ، فنفخ في جيبها ، فحملت بقدرة الله عزوجل بعيسى عليهالسلام ، واختلف العلماء في مدّة حملها به ، فمنهم من قال :
إنّ مدّة حملها كان ستّة أشهر ، وقيل : سبعة أشهر ، وقيل : ثمانية أشهر وقيل :
ساعة واحدة ، وقيل : كما حملته ولدته في بيت لحم بالقرب من بيت المقدس بفلسطين ،
وقيل : ولدته في دمشق.
وبعد أن وضعته
أتت به إلى قومها فقابلوها بالازدراء ، واتّهموها بإتيان الفاحشة ، فدافع عيسى عليهالسلام وهو رضيع في المهد عن طهارة أمّه وبراءتها من الفاحشة
والفجور ، وسيأتي تفصيل ذلك في ترجمة حياة مريم عليهاالسلام.
وبعد أن بلغ
ثمانية أيّام ختنوه وسمّوه عيسى أو يسوع أو يشوع. لمّا كان هيرودس ملك اليهود قد
أصدر أمرا بقتل الأطفال في بيت لحم ؛ خوفا من طفل سينشأ ويقضي عليه وعلى مملكته ،
وللحفاظ على عيسى عليهالسلام من فتك الملك قام يوسف بن يعقوب النّجار ، ـ وهو من
أقارب مريم عليهاالسلام ـ بنقلها ورضيعها من بيت لحم ، وذهب بهما إلى مصر ،
وأسكنهما في مدينة عين شمس.
ولم يزل عيسى عليهالسلام وأمّه في عين شمس إلى أن هلك الملك ، فعاد إلى فلسطين ،
وعمر عيسى يومئذ ٧ سنوات ، وقيل : ١٢ سنة.
قضى أيّام صباه
في أورشليم ، ولمّا كان الله عزّ اسمه قد منحه العلم والمعرفة في شئون الدين
والدنيا أخذ يجالس العلماء ويناقشهم ويحاجّهم.
وبعد أن قضى
فترة من عمره في أورشليم انتقل مع أمّه إلى مدينة الناصرة ، وقضى بها أيّام شبابه.
ولمّا بلغ
الثلاثين من عمره ، ومنهم من قال : لمّا بلغ السابعة من عمره بعثه الله إلى بني
إسرائيل بشريعة خاصّة به ؛ ليخلّصهم من الانحراف والتشتّت والظلم والفساد الذي ساد
بينهم وينهاهم عمّا قاموا به من تحريف شريعة موسى بن عمران عليهالسلام ، وتبديل كلام الله الذي جاء به في التوراة حسب أهوائهم
ومصالحهم الدنيويّة.
اختلف
المؤرّخون في المكان الذي بعث فيه للنبوّة ، فمنهم من قال : في الجليل ،
وآخرون قالوا : في كفرنا حوم ، وفريق قالوا : في بيت المقدس ، وكلّها في
فلسطين ، وقيل : استلم الإنجيل من جبرئيل عليهالسلام على جبل الزيتون بفلسطين ، ثمّ انتقل إلى أورشليم
وسكنها ، واشتغل بها في تبليغ رسالته.
وبعد الإعلان
عن رسالته ونبوّته بادر جماعة إلى الإيمان به وتصديقه والتعلّم عليه ، وكان في
مقدّمتهم الحواريّون الاثنا عشر وهم : سمعان المعروف ببطرس الصيّاد ، واندراوس أخو
سمعان ، ويعقوب بن زبدي ، ويوحنّا بن زبدي ، وفيلبس ، وبرتوطاوس ، وتوما ، ومتّى
العشّار ، ويعقوب بن حلفي ، ولباوس ، وسمعان القانوني الغيور ، ويهوذا الأسخريوطي
، ويضيف بعضهم إليهم الحواري برنابا.
صدّ عنه
الكثيرون ونفروا منه ، وكذّبوه واتّهموه بالسحر.
ولنشر دعوته
ودينه بين صفوف اليهود قام بإرسال الحواريّين إلى القرى والأرياف اليهوديّة
للتبشير إلى دينه ورسالته.
منحه الله
القدرة على إنجاز أعمال يعجز غيره من الناس القيام بها ، فكان يخلق من الطين كهيئة
الطير ، ثمّ ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ، وكان يبرئ الأكمه والأبرص ، ويحيى
الموتى ، ويخبر الناس بما يأكلون ويدّخرون في بيوتهم.
كان عليهالسلام يسيح في الأرض ، ليس له منزل ومأوى ، وليس له قرار ولا
موضع يعرف به ، وكان في صلاته يستقبل صخرة بيت المقدس. أنزل الله عليه الإنجيل ،
وهو يتضمّن مجريات حياته وأعماله ومواعظه ومعاجزه والخوارق التي أجراها الله تعالى
على يده ، فكانت مسطّرة على صورة قصص تحثّ الناس على عبادة الله وحده ، وإطاعة
أوامره ، والتجنّب عن نواهيه ، وتشجيعهم على التمسّك بالأخلاق الفاضلة ، والابتعاد
عن مساوئ الأخلاق ؛ لإيصالهم إلى مراحل الكمال والسؤدد.
أنزل الله
الإنجيل على قلبه ، فكان بدوره يلقيه على تلاميذه وحواريّيه.
ولا يغيب عن
البال بأنّ الإنجيل لم يكتب ويدوّن في زمانه ، بل كتبه من بعده تلاميذه وتلاميذ
تلاميذه ممّا حفظوه عنه ، فبلغت الأناجيل التي كتبت أكثر من مائة ، ومن أشهرها : إنجيل
متّى ، وإنجيل مرقس ، وإنجيل يوحنّا ، وإنجيل لوقا ، وإنجيل برنابا ،
والكنيسة المسيحيّة تعترف بجميعها عدا إنجيل برنابا ، ويقولون إنّه مخلوق
وغير قانونيّ.
يقول المحقّقون
: إنّ الأناجيل المذكورة والموجودة بأيدي المسيحيّين لم تكن لها أصالة وصحّة من
حيث المحتوى والسند ، بل تلاعبت بها الأهواء والأغراض ومعطيات المراحل الزمنيّة
التي مرّت بها.
وبعد أن لاقى
الأمرين من أعدائه اليهود وغيرهم وشوا به ، وتآمروا عليه ، وشكوه إلى الوالي فأمر
بإلقاء القبض عليه ، وهنا تدخّلت عظمة البارئ وحكمته حيث أنقذه من جلاوزة الوالي ،
وجاءوا بأحد تلاميذه وكان يدعى يهوذا الأسخريوطي وكان يشبهه ، وقد وشى بعيسى عند
الوالي ، فأخذوه وصلبوه ببيت لحم حتّى هلك ، فنجا عيسى عليهالسلام من شرور اليهود ومناوئيه ، ورفعه الله عزوجل بجسده وروحه حيّا إلى السماء ، وسيبقى على قيد الحياة
حتّى ظهور صاحب الأمر والزمان الحجّة بن الحسن عليهالسلام ، فيصبح من أنصار الحجّة عليهالسلام وأتباعه.
وبعد مقتل
الأسخريوطي شاع بين الناس بأنّ عيسى عليهالسلام صلب فمات. وللمسيحيّين فيه عقائد وقصص وخرافات لم ينزل
الله بها من سلطان ، ولا ذكرها معصوم ، بل صوّرتها لهم أخيلتهم ، فاتّهموه بتهم
باطلة ، وألصقوا به أمورا وحوادث هو براء منها ، ومن جملة ما قالوا فيه : هو الله
، وابن الله ، وروح القدس ، وغيرها من النعوت والصفات والأباطيل بالنسبة إليه
ولأمّه عليهماالسلام. رفع السيّد المسيح عليهالسلام إلى السماء سنة ٦٢٢ قبل الهجرة المحمّدية صلىاللهعليهوآله ، وعمره يومئذ ٣٤ سنة ، وقيل : ٣٣ سنة ، وقيل ٤٠ سنة.
والفترة
الزمنيّة بينه وبين سيّدنا ونبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله كانت ٦٠٠ سنة ، وقيل : ٥٠٠ سنة ، وقيل : ٥٦٠ سنة ، وقيل
: ٥٤٠ سنة ، وقيل : ٦٢٠ سنة ، وقيل غير ذلك.
وطيلة مدّة عمره
الشريف لم يتزوّج قطّ.
وبعد أن رفعه
الله إلى السماء سلّط الله على اليهود ومناوئيه أحد ملوك الطوائف من ولد نبوخذنصّر
، فقتلهم وشتّتهم ، فضربت عليهم الذلّة والمسكنة.
وصف الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام عيسى عليهالسلام بقوله : «كان يتوسّد الحجر ، ويلبس
الخشن ، وكان أدامه الجوع ، وسراجه بالليل القمر ، وظلاله في الشتاء مشارق
الأرض ومغاربها ، وفاكهته ريحانة ما أنبتت الأرض للبهائم ، ولم تكن له زوجة تفتنه
، ولا ولد يحزنه ، ولا مال يتلفه ، ولا طمع يذلّه ، ودابّته رجلاه ، وخادمه يداه».
القرآن العزيز وعيسى بن مريم عليهماالسلام
(وَآتَيْنا عِيسَى
ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...) البقرة ٨٧.
(وَما أُوتِيَ مُوسى
وَعِيسى ...) البقرة ١٣٦.
(وَآتَيْنا عِيسَى
ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...) البقرة ٢٥٣.
(إِنَّ اللهَ
يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً
فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) آل عمران ٤٥.
(فَلَمَّا أَحَسَّ
عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ ...) آل عمران ٥٢.
(وَاتَّبَعْنَا
الرَّسُولَ ...) آل عمران ٥٣.
(إِذْ قالَ اللهُ يا
عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا ...) آل عمران ٥٥.
(إِنَّ مَثَلَ عِيسى
عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ...) آل عمران ٥٩.
(وَما أُوتِيَ مُوسى
وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ ...) آل عمران ٨٤.
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا
قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَما قَتَلُوهُ وَما
صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي
شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ
يَقِيناً) النساء ١٥٧.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى
وَأَيُّوبَ ...)
النساء ١٦٣.
(إِنَّمَا الْمَسِيحُ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ ...) النساء ١٧١.
(لَنْ يَسْتَنْكِفَ
الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ ...) النساء ١٧٢.
(لَقَدْ كَفَرَ
الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ...) المائدة ١٧.
(إِنْ أَرادَ أَنْ
يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ...) المائدة ١٧.
(وَقَفَّيْنا عَلى
آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ...) المائدة ٤٦.
(لَقَدْ كَفَرَ
الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ...) المائدة ٧٢.
(وَقالَ الْمَسِيحُ يا
بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ ...) المائدة ٧٢.
(مَا الْمَسِيحُ ابْنُ
مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ
صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ ...)
المائدة ٧٥.
(لُعِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ...) المائدة ٧٨.
(إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى
ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ
بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ
الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ
الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً
بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ
الْمَوْتى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ
بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ
مُبِينٌ) المائدة ١١٠.
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي ...) المائدة ١١١.
(إِذْ قالَ
الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ
يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ) المائدة ١١٢.
(قالَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ ...) المائدة ١١٤.
(وَإِذْ قالَ اللهُ يا
عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ
مِنْ دُونِ اللهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي
بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا
أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ ...) المائدة ١١٦.
(وَزَكَرِيَّا
وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ.) الأنعام ٨٥.
(وَقالَتِ النَّصارى
الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ...) التوبة ٣٠.
(اتَّخَذُوا
أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ
مَرْيَمَ ...) التوبة ٣١.
(فَناداها مِنْ
تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) مريم ٢٤.
(فَأَشارَتْ إِلَيْهِ
قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) مريم ٢٩.
(قالَ إِنِّي عَبْدُ
اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) مريم ٣٠.
(وَجَعَلَنِي
مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) مريم ٣١.
(وَبَرًّا بِوالِدَتِي
وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا) مريم ٣٢.
(وَالسَّلامُ عَلَيَّ
يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) مريم ٣٣.
(ذلِكَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) مريم ٣٤.
(فَنَفَخْنا فِيها
مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ) الأنبياء ٩١.
(وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ
النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى
ابْنِ مَرْيَمَ ....)
الأحزاب ٧.
(وَما وَصَّيْنا بِهِ
إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى ...) الشورى ١٣.
(وَلَمَّا ضُرِبَ
ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) الزخرف ٥٧.
(وَلَمَّا جاءَ عِيسى
بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ
الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) الزخرف ٦٣.
(وَقَفَّيْنا بِعِيسَى
ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ ...) الحديد ٢٧.
(وَإِذْ قالَ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً
لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ
بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ
مُبِينٌ) الصفّ ٦.
(كُونُوا أَنْصارَ
اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى
اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ....) الصفّ ١٤.
__________________
__________________
عيينة بن حصن
هو أبو مالك ،
وقيل : أبو عبد الله عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جويّة ابن لوذان بن
ثعلبة الغطفانيّ ، الفزاريّ ، اسمه الحقيقيّ حذيفة ، لقّب بعيينة فغلب على اسمه.
صحابيّ من
المؤلّفة قلوبهم ، وأحد المنافقين المعروفين ، ومن الجفاة المشهورين.
كان في
الجاهليّة سيّد بني فزارة وفارسهم ، وكان من الجرّارين ، يقود عشرة آلاف.
أسلم قبل فتح
مكّة ، وقيل : بعد فتحها ، وقيل : شهد فتحها وهو مسلم ، وشهد واقعتي حنين والطائف
مع المسلمين.
وقبل أن يسلم
قاد غطفان في غزوة الخندق على المسلمين ، فجاء أبو سفيان بجمع قريش ، وعامر بن
الطفيل بجمع هوازن ، والمترجم له بجمع غطفان ، فلعن النبيّ صلىاللهعليهوآله
__________________
القادة والأتباع ، وقال صلىاللهعليهوآله : «أمّا الأتباع فلا تصيب اللعنة مؤمنا ، وأمّا القادة
فليس فيهم مؤمن ولا نجيب ولا ناج» وكان النبيّ صلىاللهعليهوآله يسمّيه : «الأحمق المطاع».
وبعده وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله ارتدّ وتبع طليحة الأسديّ وقاتل معه ، وكان يقول : نبيّ
من أسد وغطفان أحبّ إلينا من نبيّ من قريش ، وقد مات محمّد صلىاللهعليهوآله وطليحة حيّ ، ولم يزل يقاتل حتّى ألقوا القبض عليه
وأسروه ، فحملوه إلى أبي بكر بن أبي قحافة ، فكان صبيان المدينة يقولون له وهو
أسير : يا عدوّ الله! أكفرت بعد إيمانك؟ فيقول : ما آمنت بالله طرفة عين. وبعد أن
أدخلوه على أبي بكر أسلم فأطلق سراحه ، ولم يزل بعد أبي بكر حتّى فقد بصره وعمي.
وفي أيّام
حكومة عمر بن الخطّاب طلب من ابن أخيه الحرّ بن قيس أن يدخله على عمر ، فقال الحرّ
: أنا أخاف ان تتكلّم بكلام لا ينبغي ، فقال عيينة : لا أفعل ، فأدخله على عمر ،
فقال عيينة : يا ابن الخطّاب! والله ما تقسم بالعدل ولا تعطي الجزل ، فغضب عمر
غضبا شديدا حتّى همّ أن يوقع به.
أدرك حكومة
عثمان بن عفّان ، وتوفّي في أواخر حكومته.
القرآن المجيد وعيينة بن حصن
ولكثرة نفاقه
نزلت فيه الآية ٩١ من سورة النساء : (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ
يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى
الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها ....)
جاء مع الأقرع
بن حابس إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وطلبوا منه أن يطرد المستضعفين من المؤمنين من مجلسه
، أمثال : عمّار بن ياسر وبلال الحبشيّ والمقداد الكنديّ ، وقالوا : إنّا من أشراف
قومنا ، وإنّا نكره أن يرونا معهم ، فاطردهم إذا جالسناك ، فنزلت الآية ٥٢ من سورة
الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ....)
ونزلت فيه وفي
أعوانه الآية ١٠١ من سورة التوبة : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ
مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ ....)
في أحد الأيام
دخل على النبيّ صلىاللهعليهوآله وعنده سلمان الفارسيّ وعليه كساء من صوف
كان قد عرق فيه ، فتأذّى عيينة من رائحة عرق سلمان ، فقال للنبيّ صلىاللهعليهوآله : إذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا واصرفه من عندك ، فاذا
نحن خرجنا فأدخل من شئت ، فأنزل الله سبحانه فيه الآية ٢٨ من سورة الكهف : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ
عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً.)
وفد هو وجماعة
على النبيّ صلىاللهعليهوآله في المدينة ، فدخلوا المسجد ونادوا النبيّ صلىاللهعليهوآله من وراء حجراته : أن اخرج إلينا يا محمّد ، فآذى النبيّ
صلىاللهعليهوآله ذلك وخرج إليهم ، فطلبوا منه المفاخرة ، وبعد نقاش طويل
أسلموا ، فنزلت فيهم الآية ٤ من سورة الحجرات : (إِنَّ الَّذِينَ
يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.)
__________________
__________________
حرف الغين
غورث بن الحارث
هو غورث ، وقيل
: دعثور بن الحارث بن المحارب الغطفانيّ ، وقيل : المحاربيّ.
كان في
الجاهليّة سيّد بني غطفان وأشجعهم ، وكان يعبد الأصنام. أسلم وصحب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وجعل يدعو قومه إلى الإسلام.
القرآن الكريم وغورث بن الحارث
في السنة
الثالثة من الهجرة خرج النبيّ صلىاللهعليهوآله في غزوة أنمار ، وعسكر على ماء يدعى «ذي أمر» فذهب صلىاللهعليهوآله لقضاء حاجته فأصابه مطر فبلّ ثوبيه ، فأجفّهما على شجرة
، فقالت غطفان للمترجم له : انفرد محمّد صلىاللهعليهوآله عن أصحابه وأنت لا تجده أخلى منه هذه الساعة ، فأخذ
سيفا وانحدر إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو مضطجع ينتظر جفوف ثوبيه ، فوقف على رأس النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : من يمنعك منّي يا محمّد؟ فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «الله عزوجل» فعند ذاك حضر جبرئيل ودفع المترجم له في صدره فوقع
السيف من يده ، فأخذه النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ قام على رأسه وقال : «من يمنعك منّي؟» قال : لا
أحد ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «قم فاذهب لشأنك». فلمّا أراد أن ينصرف قال : والله
لأنت خير منّي وأكرم ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أنا أحقّ بذلك منك».
يقال : بعد أن
وقع السيف من يده ووقف عليه النبيّ صلىاللهعليهوآله أسلم وقال الشهادتين.
ولمّا أتى قومه
وبّخوه وقالوا : ما رأينا مثل ما صنعت ، وقفت على رأسه بالسيف ولم تقتله ، فذكر
لهم ما جرى عليه ، ثمّ نزلت في حقّه الآية ١١ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا
إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَ
أَيْدِيَهُمْ
عَنْكُمْ ....)
__________________
حرف الفاء
فاختة بنت الأسود
هي فاختة بنت
الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى القرشيّة ، الأسديّة.
صحابيّة ،
وإحدى النساء الأربع اللاتي فرّق الإسلام بينهنّ وبين أبناء بعولتهنّ.
القرآن العزيز وفاختة بنت الأسود
كانت زوجة
أميّة بن خلف الجمحيّ ، فلمّا توفّي تزوّجها ابنه صفوان بن أميّة ، فنزلت الآية ٢٢
من سورة النساء : (وَلا تَنْكِحُوا ما
نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ....)
فاختة (أمّ هانئ بنت أبي طالب عليهاالسلام)
هي أمّ هانئ
فاختة ، وقيل : عاتكة ، وقيل : هند ، وقيل : فاطمة بنت أبي طالب ابن عبد المطّلب
بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب القرشيّة ، الهاشميّة ، وأمّها فاطمة بنت أسد
، وأخوها الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وزوجها هبيرة بن عمرو المخزوميّ.
صحابيّة جليلة
فاضلة ، وابنة عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وإحدى المهاجرات إلى المدينة المنوّرة.
أسلمت عام
الفتح ، فلمّا أسلمت وفتح النبيّ صلىاللهعليهوآله مكّة هرب زوجها هبيرة إلى
__________________
نجران باليمن.
بعد رجوع النبيّ
صلىاللهعليهوآله من الإسراء والمعراج نزل في بيتها ، وقصّ عليها ما
شاهده في رحلته ، فقالت : بأبي أنت وأمّي لا تذكر هذا القريش فيكذّبوك.
وعند فتح مكّة
أجارت حموين لها ، وهما : عبد الله بن أبي ربيعة والحارث بن هشام وكانا مشركين ،
فأراد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قتلهما ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! قد أجرنا من أجارت أمّ هانئ». روت عن
النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وحدّث عنها جماعة.
لشدّة إيمانها
وعظمة شأنها شهد لها النبيّ صلىاللهعليهوآله بالجنّة توفّيت في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقيل : بعد وفاته ، وقيل في عهد معاوية بن أبي سفيان
، وقيل : بعد سنة ٤٠ ه ، وقيل : كانت على قيد الحياة عند ما خرج الإمام الحسين عليهالسلام من المدينة إلى كربلاء سنة ٦٠ ه ، وحضرت توديعه.
القرآن المجيد وأمّ هانئ بنت أبي طالب عليهاالسلام
بعد أن فرّق
الإسلام بينها وبين زوجها خطبها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقالت معتذرة : إنّك أحبّ إليّ من سمعي وبصري ، ولكنّ
حقّه عظيم ، وأنا مؤتمة ـ أي صاحبة أيتام ـ فإن قمت بحقّه خفت أن أضيّع أيتامي ،
وإن قمت بأمرهم قصّرت عن حقّه. فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ، أحناها على ولد في صغره ، وأرعاها على
بعل في ذات يده» فنزلت الآية ٥٠ من سورة الأحزاب : (إِنَّا أَحْلَلْنا
لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ ....)
__________________
__________________
فاطمة الزهراء عليهاالسلام
هي فاطمة بنت
النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن
قصيّ المضريّ ، القرشيّ ، العدنانيّ ، وأمّها السيّدة خديجة بنت خويلد.
كانت تكنّى
بأمّ الحسن ، وأمّ الحسين ، وأمّ الحسنين ، وأمّ المحسّن ، وأمّ الأئمّة ، وأمّ
أبيها وغيرها.
لقّبت بألقاب
عديدة منها : الزهراء والحوراء ، والمحدّثة ، والمحدّثة ، والبتول ، والصدّيقة ،
وغيرها من الألقاب الفاضلة ، وأشهرها الزهراء.
هي بنت الرسول
الأعظم والنبيّ الأكرم محمّد صلىاللهعليهوآله ، وزوجة إمام المتّقين وسيّد الأوصياء وأمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وأمّ سيّدي شباب أهل الجنّة الإمامين الهمامين الحسن والحسين عليهماالسلام.
هي سيّدة نساء
العالمين من الأوّلين والآخرين ، وسيّدة نساء أهل الجنّة ، وكانت معصومة طاهرة
مطهّرة ، وعلى درجة فائقة من العلم والفضل والكمال والسؤدد.
ولدت عليهاالسلام بمكّة المكرّمة في العشرين من جمادى الآخرة في السنة
الخامسة بعد المبعث النبويّ الشريف ، وقيل : ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلىاللهعليهوآله ـ أي بعد المبعث بسنة واحدة ـ فولادتها الميمونة على
هذا الأساس تكون بعد الإسراء بثلاث سنين ، وهناك أقوال أخر في ولادتها لا يعوّل
عليها.
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أتاني حبيبي جبرئيل عليهالسلام بتفّاحة من تفّاح الجنّة فأكلتها وواقعت خديجة عليهاالسلام فحملت بابنتي فاطمة عليهاالسلام».
قالت السيّدة
خديجة عليهاالسلام : إنّي حملت حملا خفيفا ، فإذا خرجت حدّثني الذي في
بطني.
فلمّا أرادت
السيّدة خديجة عليهاالسلام أن تضع حملها بعثت إلى نساء قريش ليأتينّها فيليّن منها
ما يلي النساء ممّن تلد ، فأبين أن يأتينّها وقلن : لا نأتيك وقد تزوّجت من محمّد صلىاللهعليهوآله ، فبينما هي تكابد آلام الوضع إذ دخل عليها أربع نسوة
عليهنّ من الجمال
والنور والوقار ما لا يوصف ، فقالت ، إحداهنّ : أنا أمّك حوّاء ، وقالت
الثانية : أنا آسية بنت مزاحم ، وقالت الثالثة : أنا كلثم أخت موسى بن عمران عليهالسلام ، وقالت الرابعة : أنا مريم بنت عمران أمّ عيسى عليهالسلام ، جئنا بأمر ربّنا لنلي من أمرك ما يلي النساء.
قالت خديجة :
فولدت فاطمة عليهاالسلام ، فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها.
كانت أحبّ
الناس إلى أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فربّيت في أحضان النبوّة ، وترعرعت في حضيرة الوحي ،
وشبّت في مروج الرسالة ، وتغذّت من ثدي الإيمان ، ونشأت في ربوع الفضيلة والكمال.
شهدت حوادث
البعثة والهجرة ، ووقفت على دقائق أمورها ، فكانت مع أبيها بمكّة ثماني سنين ، ثمّ
صحبته في هجرته إلى المدينة المنوّرة ، ولم تزل بها حتّى فارقت الحياة.
زوّجها أبوها صلىاللهعليهوآله بأمر من السماء من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في اليوم الأوّل من شهر ذي الحجّة في السنة الثانية من
الهجرة.
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أتاني ملك فقال : يا محمّد! إنّ الله يقرئك السّلام
ويقول : إنّي قد زوّجت فاطمة عليهاالسلام ابنتك من عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام في الملإ الأعلى فزوّجها في الأرض».
عن أنس بن مالك
قال : بينما رسول الله صلىاللهعليهوآله في المسجد إذ قال لعليّ عليهالسلام : «هذا جبريل يخبرني أنّ الله زوّجك فاطمة عليهاالسلام ، وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك ، وأوحى إلى شجرة
طوبى أن انثري عليهم الدرّ والياقوت ، فنثرت عليهم الدرّ والياقوت ، فابتدرت إليه
الحور العين يلتقطن في أطباق الدرّ والياقوت ، فهم يتهادونه إلى يوم القيامة».
قال عبد الله
بن عبّاس : في الليلة التي زفّت فيها فاطمة إلى عليّ عليهالسلام كان النبيّ صلىاللهعليهوآله أمامها ، وجبريل عليهالسلام عن يمينها ، وميكائيل عليهالسلام عن يسارها ، وسبعون ألف ملك من خلفها ، يسبّحون الله
ويقدّسونه حتّى طلع الفجر.
قال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام : «تزوّجت فاطمة عليهاالسلام وما لي ولها فراش غير جلد كبش
ننام عليه بالليل ، ونعلف عليه الناضح بالنهار ، وما لي ولها خادم غيرها».
جهّزت عليهاالسلام إلى عليّ عليهالسلام وما كان حشو فرشهما ووسائدهما إلّا ليفا.
في أيّام عرسها
جئن نسوة المدينة إليها وقلن : يا بنت رسول الله خطبك فلان وفلان فردّهم أبوك ،
وزوّجك عائلا ، ثمّ دخل النبيّ صلىاللهعليهوآله عليها فقالت عليهاالسلام : «زوّجتني عائلا» فهزّ النبيّ صلىاللهعليهوآله بيده معصمها وقال صلىاللهعليهوآله : «يا فاطمة عليهاالسلام! إنّه أخي في الدنيا والآخرة» فضحكت وقالت : «رضيت يا
رسول الله».
وفي رواية أنّ
النبيّ صلىاللهعليهوآله أجابها قائلا : «لم أزوّجك حتّى أمرني جبرئيل عليهالسلام».
وفي رواية أخرى
قال صلىاللهعليهوآله : «زوّجتك خيرهم».
وفي رواية
عكرمة بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أجابها قائلا : «أنكحتك أحبّ أهل بيتي».
كان مهرها
أربعمائة وثمانين درهما ، وقيل : كان أربعمائة مثقال فضّة.
دخلت سيّدة
نساء العالمين دار الزوجيّة التي لا تضمّ غير الخبز اليابس والملح والماء ، حيث لا
حرير ولا استبرق ، ولا شيء من مظاهر البذخ والترف ، بل يسودها التقى والزهد
والتهليل والتسبيح لربّ العزّة ، فشاركت زوجها خشونة العيش وبساطة الحياة ، فأنجبت
له الحسن والحسين عليهماالسلام وزينب وأمّ كلثوم ورقيّة التي ماتت صغيرة ، ومحسّنا
الذى أسقطه الجناة بين الحائط والباب عند ما هجموا على دارها.
ولمّا بلغت
الثامنة عشرة من عمرها الشريف فقدت أباها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وبموته انتهز ولاة الأمور بعد أبيها إهانتها وظلمها ،
فصبّوا عليها وعلى بعلها جام ظلمهم وتعسّفهم ، فهجموا على دارها ، وجاءوا بالحطب
ليحرقوا الدار ومن فيه ، وكسروا ضلعها ، وأسقطوا جنينها ، ولطموا خدّها ، ثمّ
تجاسروا ودخلوا الدار ، وألقوا القبض على بعلها الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأخرجوه إلى مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآله بصورة مشينة ، وذلك لأخذ البيعة منه لأبي بكر بن أبي
قحافة ، ولم يكتفوا بما تقدّم ، بل قرّروا غصب حقّها ، ومنعها إرثها من أبيها ،
ونسوا أو تناسوا وصايا النبيّ صلىاللهعليهوآله فيها وفي بعلها وأولادها.
ومع كلّ تلك
الظروف القاسية وقفت عليهاالسلام أمام الظالمين لها متحدّية إيّاهم كالطود
الشامخ ، تردعهم وتذكّرهم بمقولات النبيّ صلىاللهعليهوآله في حقّها وحقّ زوجها ، ومن تلك التحدّيات خطبتها في
مسجد أبيها بالمدينة المنوّرة أمام أبي بكر وعمر وجمع من المهاجرين والأنصار ،
وذلك بعد أن منعت فدكا ، فمن جملة ما قالته في تلك الخطبة الغراء :
«يا ابن أبي
قحافة! أترث أباك ولا أرث أبي ، لقد جئت شيئا فريّا ، فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك
يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمّد صلىاللهعليهوآله ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولكلّ
نبإ مستقرّ ، وسوف تعلمون ...» إلى آخر الخطبة.
وبعد أن انتهت
من خطبتها رجعت إلى بيتها وهي تجرّ أذيال الخيبة ممّا سمعته من أبي بكر من الأقوال
والاستدلالات المغايرة لكتاب الله ، وسنّة أبيها رسول الله.
ولم تزل بعد
أبيها ناحلة الجسم ، منهدّة الركن ، باكية العين ، محترقة القلب ، يغشى عليها ساعة
بعد ساعة.
ولمّا حضرتها
الوفاة أوصت الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أن لا يصلّي عليها الأوّل والثاني ، فعمل بوصيّتها.
وقال عبد الله
بن عبّاس : أوصت فاطمة عليهاالسلام أن لا يعلم إذا ماتت أبا بكر وعمر ، ولا يصلّيا عليها ،
فدفنها عليّ عليهالسلام ليلا ، ولم يعلمهما بذلك.
وفي أيّام
مرضها الذي توفّيت فيه دخل عليها أبو بكر وعمر ، فلمّا قعدا عندها حوّلت وجهها إلى
الحائط ، فسلّما عليها ، فلم تردّ عليهماالسلام ، ثمّ تكلّم أبو بكر ، فقالت : «نشدتكما الله ألم تسمعا
رسول الله يقول : رضى فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحبّ فاطمة ابنتي
فقد أحبّني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟» قالا : نعم
، سمعناه من رسول الله صلىاللهعليهوآله : قالت عليهاالسلام : «فإنّي أشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني وما
أرضيتماني ، ولئن لقيت النبيّ صلىاللهعليهوآله لأشكونّكما إليه ...» ثمّ استطردت حتّى قالت عليهاالسلام : «والله ، لأدعونّ الله عليك ـ يا أبا بكر ـ في كلّ
صلاة أصلّيها».
ولم تزل
الزهراء عليهاالسلام مريضة ، تكابد الآلام الجسميّة والروحيّة حتّى توفّيت
بالمدينة
المنوّرة بعد وفاة أبيها بخمسة وتسعين يوما ، وقيل : بعد أربعة أشهر ، وقيل
: بعد خمسة وسبعين يوما ، وقيل : بعد ثلاثة أشهر ، وقيل : بعد ثمانية أشهر ، وقيل
: بعد ستّة أشهر ، وقيل : بعد مائة يوم ، وقيل : بعد تسعين يوما ، وقيل : بعد
أربعين يوما ، وقيل : كانت وفاتها في اليوم الثالث من جمادي الآخرة سنة ١١ ه ،
وقيل غير ذلك.
تولّى الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام تغسيلها وتكفينها ، وصلّى عليها هو والحسن والحسين عليهمالسلام وعمّار وسلمان والمقداد وعقيل والزبير وبريدة ونفر آخر
من بني هاشم ، وذلك في جوف الليل.
دفنها الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام سرّا في البقيع ، وقيل : في إحدى دور المدينة المنوّرة
، وقيل : في الروضة عند أبيها صلىاللهعليهوآله ، وقيل : دفنت في زاوية في دار عقيل بن أبي طالب عليهالسلام ، فكانت عليهاالسلام أوّل أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله لحوقا به.
روت أحاديث
معتبرة عن أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وروى عنها جماعة من الصحابة.
وينسب إليها
جملة من الأشعار منها ما قالته بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله وهي واقفة على قبره ، قابضة على شيء من تراب ذلك القبر
:
ما ذا على من
شمّ تربة أحمد
|
|
ألّا يشمّ
مدى الزمان غواليا
|
صبّت عليّ
مصائب لو أنّها
|
|
صبّت على
الأيّام صرن لياليا
|
القرآن المجيد وفاطمة الزهراء عليهاالسلام
نزلت فيها
الآية ٣٨ من سورة الروم : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى
حَقَّهُ ....)
وقد شملتها
الآيات التالية :
آل عمران ٦١ (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ
نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ.)
الأنفال ٤١ (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ
شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ....)
إبراهيم ٢٤ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ
مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي
السَّماءِ.)
الإسراء ٢٦ (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ
وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ....)
الإسراء ٥٧ (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ....)
طه ١٣٢ (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ
وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ....)
المؤمنون ١١١ (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما
صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ.)
النور ٣٦ (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ
وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ.)
الفرقان ٧٤ (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ
لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ....)
الأحزاب ٣٣ (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.)
الشورى ٢٣ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ....)
الرحمن ١٩ (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ.)
الإنسان ٥ (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ
كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً.)
الإنسان ٦ (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ
يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً.)
الإنسان ٧ (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ
يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً.)
الإنسان ٨ (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ
مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً.)
الإنسان ٩ (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا
نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً.)
الإنسان ١٠ (إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً
عَبُوساً قَمْطَرِيراً.)
الإنسان ١١ (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ
وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً.)
الإنسان ١٢ (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً
وَحَرِيراً.)
الإنسان ١٣ (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ
لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً.)
الإنسان ١٤ (وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها
وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً.)
الإنسان ١٥ (وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ
فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا.)
الإنسان ١٦ (قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها
تَقْدِيراً.)
الإنسان ١٧ (وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ
مِزاجُها زَنْجَبِيلاً.)
الإنسان ١٨ (عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً.)
الإنسان ١٩ (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ
مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً.)
الإنسان ٢٠ (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ
نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً.)
الإنسان ٢١ (عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ
وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً
طَهُوراً.)
الإنسان ٢٢ (إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ
سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً.)
عبس ٣٨ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ.)
عبس ٣٩ (ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ.)
الأحاديث النبويّة الشريفة والزهراء عليهاالسلام
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «فاطمة بضعة منّي ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما
آذاها ، فمن أبغضها فقد أبغضني».
قال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام : «سألت النبيّ صلىاللهعليهوآله فقلت أيّنا أحبّ إليك أنا أو فاطمة؟ قال صلىاللهعليهوآله : فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعزّ عليّ منها».
قال صلىاللهعليهوآله : «إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها».
قال صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام وفاطمة عليهاالسلام والحسن عليهالسلام والحسين عليهالسلام : «أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب : يا
أهل المحشر! غضّوا أبصاركم ، ونكّسوا رءوسكم ؛ لتجوز فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله على الصراط».
وقال صلىاللهعليهوآله : «فاطمة بضعة منّي ، من آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني
فقد آذى الله ، ومن آذى الله فقد كفر».
وقال صلىاللهعليهوآله : «فاطمة حوراء إنسيّة ، وكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة
شممت رائحة ابنتي فاطمة».
وقال صلىاللهعليهوآله لفاطمة عليهاالسلام : «أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين».
وقال صلىاللهعليهوآله : «حسبك من نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ،
وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد».
وقال صلىاللهعليهوآله : «رضى فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ الله قد فطمها وذرّيّتها من النار».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ ابنتي فاطمة حوراء آدميّة ، لم تحض ولم تطمث ،
إنّما سمّيت فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبّيها عن النار».
وقال صلىاللهعليهوآله : «فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها ، ويسرّني ما
أسرّها».
وقال صلىاللهعليهوآله : «فاطمة سيّدة نساء هذه الأمّة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أحبّ أهلي إليّ فاطمة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لفاطمة في الجنّة بيت من قصب ، لا أذى فيه ولا نصب ،
بين مريم وآسية».
وقال صلىاللهعليهوآله لفاطمة : «من صلّى عليك غفر الله له ، وألحقه بي حيث
كنت من الجنّة».
وقال صلىاللهعليهوآله لها : «أبشري يا فاطمة! إنّ المهديّ منك».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ الله أمرني أن أزوّج فاطمة لعليّ».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّما فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ فاطمة أحصنت فرجها ، فحرّمها الله وذرّيّتها عن
النار».
وقال صلىاللهعليهوآله لها : «إنّي لم أزوّجك من عليّ من تلقاء نفسي ، بل أمرني
الله تبارك وتعالى أن أزوّجك منه».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّي إذا اشتقت إلى الجنّة قبّلت نحر فاطمة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «لو علم الله أنّ في الأرض عبادا أكرم من عليّ وفاطمة
والحسن والحسين لأمرني أن أباهل بهم ، ولكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء ، وهم أفضل
الخلق ، فغلبت بهم النصارى».
وقال صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : «يا عليّ! إنّ الله تعالى أشرف على الدنيا فاختارني
على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع
الثالثة فاختار الأئمّة من ولدك على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الرابعة فاختار
فاطمة على نساء العالمين».
وقال صلىاللهعليهوآله : «خير نسائكم فاطمة بنت محمّد».
وقال صلىاللهعليهوآله لها : «أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمّة ، كما
كانت مريم بنت عمران سيّدة نساء بني إسرائيل».
وقال صلىاللهعليهوآله : «وإنّما سمّيت فاطمة البتول ؛ لأنّها تبتّلت من الحيض
والنفاس ، لأنّ ذلك عيب أو نقص في بنات الأنبياء».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أوّل من يدخل الجنّة فاطمة بنت محمّد ، مثلها في هذه
الأمّة مثل مريم بنت عمران في بني إسرائيل».
وقال صلىاللهعليهوآله : «تحشر ابنتي يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدماء ،
تتعلّق بقائمة من قوام العرش ، تقول : يا حكم! احكم بيني وبين من قتل ولدي ، فيحكم
الله لا بنتي وربّ الكعبة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ ملكا من السماء لم يكن زارني ، فاستأذن الله في
زيارتي ، فبشّرني ، أو أخبرني أنّ فاطمة سيّدة نساء أمّتي».
وقال صلىاللهعليهوآله لها : «يا بنية! لك رقّة الولد ، وعليّ أعزّ عليّ منك».
وقال صلىاللهعليهوآله لها : «إنّ الله غير معذّبك ولا ولدك بالنار».
وقال صلىاللهعليهوآله في حقّها : «اللهمّ إنّها منّي ، وإنّي منها ، اللهمّ
كما أذهبت عنّي الرجس وطهّرتني فطهّرها».
وقال صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام وفاطمه عليهاالسلام : «جمع الله شملكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما صالحا
طيّبا ، وجعل نسلكما مفاتيح الرحمة ومعدن الحكمة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «فاطمة بضعة منّي ، يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما
يبسطها ، وإنّ الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي».
وقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ فاطمة أحصنت فرجها ، وان الله أدخلها بإحصان
فرجها وذرّيّتها الجنّة».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أفضل نساء أهل الجنّة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة
بنت محمّد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم».
وقال صلىاللهعليهوآله : «أنا ميزان العلم ، وعليّ كفّتاه ، والحسن والحسين
خيوطه ، والأئمّة من
أمّتي عموده ، وفاطمة علاقته ، توزن فيه أعمال المحبّين لنا والمبغضين لنا».
وقال صلىاللهعليهوآله : «مريم خير نساء عالمها ، وفاطمة خير نساء عالمها».
وقال صلىاللهعليهوآله : «سيّدات أهل الجنّة بعد مريم بنت عمران فاطمة وخديجة
، ثمّ بنت مزاحم».
قال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام : «دخلت يوما منزلي ، فإذا رسول الله صلىاللهعليهوآله جالس والحسن عن يمينه ، والحسين عن يساره ، وفاطمة بين
يديه وهو يقول : يا حسن ويا حسين! أنتما كفّتا الميزان ، وفاطمة لسانه ، ولا تعدل
الكفّتان إلّا باللسان ، ولا يقوم اللسان إلّا على الكفّتين ، أنتما الإمامان
ولأمّكما الشفاعة. ثمّ قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : ثمّ التفت إليّ النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : يا أبا الحسن! أنت توفي المؤمنين أجورهم ، وتقسم
الجنّة بينهم وبين شيعتك».
بعض الأقوال في حقّ الزهراء عليهاالسلام
قال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام : «كانت فاطمة ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله أكرم أهله إليه ، وكانت زوجتي ، فجرّت بالرحى حتّى
أثّرت في يدها ، واستقت بالقربة حتّى أثّرت في نحرها ، وقامت بالبيت حتّى اغبرّت
ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتّى أصابها من ذلك ضرّ ، ولقد كانت تعجن وأنّ قصّها
ليضرب الجفنة ، أو يكاد يضربها».
سئل الإمام
الصادق عليهالسلام عن معنى حيّ على خير العمل فقال عليهالسلام : «خير العمل الولاية» وفي خبر آخر : «خير العمل برّ
فاطمة وولدها».
قالت عائشة :
كانت فاطمة عليهاالسلام أحبّ الناس إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وقالت عائشة :
ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا برسول الله صلىاللهعليهوآله من فاطمة عليهاالسلام.
وقال عبد الله
بن عبّاس : كان النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا قدم من سفر قبّل ابنته فاطمة عليهاالسلام.
وقالت عائشة :
ما رأيت أحدا قطّ أفضل من فاطمة عليهاالسلام غير أبيها.
وقال عبد الله
بن عبّاس : كان النبيّ صلىاللهعليهوآله يكثر القبلة لفاطمة عليهاالسلام.
وقالت عائشة :
كان النبي صلىاللهعليهوآله يقبّل نحر فاطمة عليهاالسلام.
وقال ثوبان :
كان النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا سافر كان آخر عهده بالشأن فاطمة عليهاالسلام ، وأوّل من يدخل عليه فاطمة عليهاالسلام.
عن أبي ثعلبة
قال : كان النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلّى فيه ركعتين ، ثمّ أتى
فاطمة عليهاالسلام ، ثم أتى أزواجه.
وقالت عائشة :
ما رأيت أحدا أشبه سمتا ولا هديا برسول الله صلىاللهعليهوآله من فاطمة عليهاالسلام في قيامها وقعودها ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها
وقبّلها وأجلسها في مجلسه ، وكان يمصّ لسانها.
وقالت عائشة :
ما رأيت أحدا أصدق من فاطمة عليهاالسلام غير أبيها.
وقالت عائشة
أيضا : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلىاللهعليهوآله من فاطمة عليهاالسلام وكانت إذا دخلت عليه قام إليها وقبل يديها ورحّب بها وأجلسها
في مجلسه ، كما كانت تصنع هي به.
__________________
__________________
__________________
فرعون
اسم سريانى كان
يطلق على ملوك مصر القدامى ، ويقابله باليونانيّة فرثون ، ومعناه : جبّار أو متكبّر
أو متمرّد.
كان الفراعنة
من العمالقة الذين حكموا البلاد المصريّة قرونا من الزمن جاوزت ٣٠٠٠ سنة ، وكانوا
أكثر من ستّ وعشرين سلسلة ، واتّخذوا تارة من مدينة منفس أو منف عاصمة لملكهم ، أو
من مدينة تب تارة أخرى ، ومن أشهرهم وأعظمهم :
١ ـ الريّان بن
الوليد العمليقيّ ، وكان اليونانيّون يسمّونه بوفس أو آبوفيس من عائلة هيكسس ،
وكان معاصرا لنبيّ الله يوسف بن يعقوب عليهماالسلام.
٢ ـ قابوس بن
مصعب بن الريّان بن الوليد ، واليهود يسمّونه فرعون التسخير أو خيان ، وكان
اليونانيّون يسمّونه سوستر ، وكان يحكم مصر أيّام ولادة نبيّ الله موسى بن عمران عليهالسلام ، وكان من ألدّ أعداء بني إسرائيل ، وكان معروفا
بالفساد والفجور.
٣ ـ الوليد بن
مصعب بن الريّان بن الوليد بن بروان بن يراش بن قاران بن عويج بن أسليحا بن لاوذ
بن سام ابن نبيّ الله نوح عليهالسلام. كان عصره متزامنا مع خروج نبيّ الله موسى بن عمران عليهالسلام سنة ١٤٩١ قبل ميلاد المسيح عليهالسلام.
كانوا يسمّونه
منفتاه ، أو منفيليني ، أو منفتاح ، أو أمنس ، وجاء إلى الحكم بعد أبيه.
كان أشقى
الفراعنة ، وأكثرهم ظلما وتجبّرا وفسقا وفجورا ، واتّخذ من هامان الشرّير وزيرا
ومستشارا لنفسه.
كان في أوّل
أمره نجّارا ، وقيل : عشّارا بقرية منف ، ثمّ صار من جملة الحرس الفرعوني ، ثمّ
ترقّى إلى منصب الوزارة ، ثم تفرعن فملك البلاد المصريّة.
__________________
كان يعبد
الأصنام ، وقيل : كان من عبّاد البقر ، وعمّر طويلا حتّى جاوز ٤٠٠ سنة ، وادّعى
الربوبيّة ، وأشرك بالله عزّ اسمه.
ومن آثاره في
البلاد المصريّة مدينة عين شمس التي بنت في أيّامه.
والقرآن الكريم
تكرّرت فيه كلمة فرعون ، وكلّها تعني فرعون المعاصر لكليم الله موسى عليهالسلام ، وهو الوليد بن مصعب.
كان المنجّمون
والسحرة قد أخبروا الوليد بأنّ رجلا سيولد من بين أظهر الإسرائيليّين ، ويكون
ناجيا ومخلّصا لهم من بطشه وسطوته ، ويكون سببا للقضاء على حكمه وجبروته ، فصمّم
الوليد على قتل جميع الذكور الذين يولدون للإسرائيليّين ؛ لكي يتخلّص ممّن يطيح
بتاجه وملكه.
في هذه الفترة
العصيبة ولد موسى بن عمران عليهالسلام ، فأمر الله أمّه بأن تضعه في صندوق محكم وترمي به في
نهر النيل ، فنفّذت أمّ موسى عليهالسلام ما أمرت به ، فأخذت أمواج النهر تتقاذفه هنا وهناك إلى
أن أخرجوه من الماء وحملوه إلى بلاط الوليد ، فلمّا رأته زوجة فرعون آسية بنت
مزاحم ، وكانت مؤمنة بالله موحّدة له ، قذف الله حبّ موسى عليهالسلام في قلبها ، فأمرت بحضانته وتربيته على أحسن وجه ، ولم
يزل موسى عليهالسلام يترعرع في البلاط الفرعونيّ ، وتظهر منه بواد الإيمان
بالله وتوحيده ، مخالفا بذلك فرعون الذي يدّعي الألوهيّة ؛ واستمرّت الحال بموسى عليهالسلام كما سنذكر ذلك في ترجمة حياته.
ولم يزل موسى عليهالسلام يلقي الحجج والبراهين على الوليد عسى أن يجرّه إلى
جادّة الإيمان بالله وتوحيده ، ويصرفه عن إلحاده وفساده وتجبّره ، فلمّا تأكّد من
إلحاح فرعون على الكفر والشرك والطغيان طلب من الله سبحانه أن يهلكه ومن آمن به ،
فلبّى الله طلبه وأغرق الوليد وأشياعه وعساكره في البحر ، فلم ينج أحد منهم.
وكان لمّا غرق
في البحر مدجّجا من رأسه إلى قدمه بالحديد ، فلمّا هلك أخرجه الله إلى اليابسة
ليشاهده الناس ، ويكون عبرة لمن يحكم من بعده من الطغاة والمفسدين ، والموضع الذي
هلك فيه كان بالقرب من السويس بمصر.
ومن جملة ضحايا
تعسّفه وظلمه كانت زوجته آسية بنت مزاحم المؤمنة الصالحة ، وكانت تخفي إيمانها
بالله عنه ، فلمّا علم بعقيدتها أمر بتعذيبها بأشدّ صنوف العذاب حتّى هلكت تحت
التعذيب ، فالتحقت بالرفيق الأعلى ، وأصبحت من فضليات نساء الجنّة ، شأنها شأن
مريم بنت عمران عليهاالسلام وخديجة بنت خويلد عليهاالسلام وفاطمة الزهراء عليهاالسلام.
القرآن العظيم وفرعون
جاء ذكره في
الكتاب العزيز على النحو التالي :
الأعراف ١٠٣ (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى
بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ ....)
الأعراف ١٠٤ (وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي
رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ.)
الأعراف ١١٣ (وَجاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ ....)
الأعراف ١٢٣ (قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ ....)
الأعراف ١٢٤ (لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ....)
الأعراف ١٢٧ (قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ
وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ ....)
الأعراف ١٣٧ (وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ
فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ ....)
يونس ٧٥ (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى
وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ ....)
يونس ٧٩ (وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ
ساحِرٍ عَلِيمٍ.)
يونس ٨٣ (فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ
مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ ....)
يونس ٨٣ (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي
الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ.)
يونس ٨٨ (وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ
فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ....)
يونس ٩٠ (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ
الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا
أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ
بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.)
يونس ٩١ (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ
مِنَ الْمُفْسِدِينَ.)
يونس ٩٢ (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ
لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا
لَغافِلُونَ)
هود ٩٧ (إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ
فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ.)
هود ٩٨ (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ
فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ....)
الإسراء ١٠١ (فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي
لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً.)
الإسراء ١٠٢ (وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ
مَثْبُوراً.)
طه ٢٤ (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى.)
طه ٤٣ (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى.)
طه ٤٤ (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً
لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى.)
طه ٤٥ (قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ
يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى.)
طه ٤٧ (فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا
رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ
بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ ....)
طه ٤٩ (قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى.)
طه ٥١ (قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى.)
طه ٥٦ (وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها
فَكَذَّبَ وَأَبى.)
طه ٥٧ (قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ
أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى.)
طه ٥٨ (فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ
فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً ....)
طه ٦٠ (فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ
كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى.)
طه ٧١ (قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ
لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ
أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ
النَّخْلِ ....)
طه ٧٨ (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ
فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ.)
طه ٧٩ (وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما
هَدى.)
المؤمنون ٤٦ (إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ
فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ.)
الشعراء ١٦ (فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا
رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ.)
الشعراء ٢٣ (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ
الْعالَمِينَ.)
الشعراء ٢٥ (قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا
تَسْتَمِعُونَ.)
الشعراء ٢٧ (قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي
أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ.)
الشعراء ٢٩ (قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي
لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ.)
الشعراء ٣١ (قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ
الصَّادِقِينَ.)
الشعراء ٣٤ (قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا
لَساحِرٌ عَلِيمٌ.)
الشعراء ٣٨ (فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ
مَعْلُومٍ.)
الشعراء ٤١ (فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا
لِفِرْعَوْنَ ....)
الشعراء ٤٢ (قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ
الْمُقَرَّبِينَ.)
الشعراء ٤٤ (وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا
لَنَحْنُ الْغالِبُونَ.)
الشعراء ٤٩ (قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ
لَكُمْ ....)
الشعراء ٥٣ (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ
حاشِرِينَ.)
النمل ١٢ (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ
تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ
....)
القصص ٣ (نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى
وَفِرْعَوْنَ ....)
القصص ٤ (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ
وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ
وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ.)
القصص ٦ (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ
وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ.)
القصص ٨ (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ
وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ.)
القصص ٩ (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ
عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ ....)
القصص ٣٢ (فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى
فِرْعَوْنَ ....)
القصص ٣٨ (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا
الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى
الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي
لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ.)
القصص ٣٩ (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي
الْأَرْضِ ....)
القصص ٤٠ (فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ
فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ ....)
العنكبوت ٣٩ (وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ ....)
العنكبوت ٤٠ (وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا ....)
ص ١٢ (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ
وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ.)
غافر ٢٤ (إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ
فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ.)
غافر ٢٦ (وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ
مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ
يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ.)
غافر ٢٩ (قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما
أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ.)
غافر ٣٦ (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي
صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ.)
غافر ٣٧ (فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي
لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ
السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ.)
غافر ٨٤ (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا
آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ.)
غافر ٨٥ (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ
لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ
هُنالِكَ الْكافِرُونَ.)
الزخرف ٤٦ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا
إِلى فِرْعَوْنَ ....)
الزخرف ٥١ (وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا
قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا
تُبْصِرُونَ.)
الزخرف ٥٤ (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ
إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ.)
الزخرف ٥٥ (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ
فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ.)
الدخان ٣١ (مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً
مِنَ الْمُسْرِفِينَ.)
ق ١٣ (وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ.)
الذاريات ٣٨ (وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى
فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ.)
الذاريات ٣٩ (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ
أَوْ مَجْنُونٌ.)
الذاريات ٤٠ (فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ
فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ.)
التحريم ١١ (وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ
....)
الحاقّة ٩ (وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ
وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ.)
المزمّل ١٥ (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ
رَسُولاً.)
المزمّل ١٦ (فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ
فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً.)
النازعات ١٧ (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى.)
النازعات ١٨ (فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى.)
النازعات ١٩ (وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى.)
النازعات ٢٠ (فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى.)
النازعات ٢١ (فَكَذَّبَ وَعَصى.)
النازعات ٢٢ (ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى.)
النازعات ٢٣ (فَحَشَرَ فَنادى.)
النازعات ٢٤ (فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى.)
النازعات ٢٥ (فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ
وَالْأُولى.)
البروج ١٨ (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ.)
الفجر ١٠ (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ.)
__________________
__________________
فضّة
هي فضّة
النوبيّة ، المصريّة.
جارية فاطمة
الزهراء عليهاالسلام وخادمتها ، وكانت صحابيّة جليلة القدر ، عظيمة المنزلة
، على درجة كبيرة من العبادة والتهجّد والتفقّه في الدين.
كانت من أهل
مصر ، وقيل : كانت من بنات ملوك الهند ، وكان عندها ذخيرة من الإكسير الذي يلقى
على الفضّة ونحوها فيحوّله إلى ذهب خالص.
كانت سوداء
اللون ، وقيل : كانت سمراء مليحة الوجه عذبة الكلام.
دخلت بيت
الزهراء عليهاالسلام وعمرها عشر سنوات ، فعلّمتها وثقّفتها وأصبحت موضع
عطفها ورعايتها وسرّها ، فكانت تندبها في ملمّاتها ، وشاركت أهل البيت عليهمالسلام في ملمّاتهم ومصائبهم وجشوبة عيشهم ، فشاركتهم في شدّة
الحياة ورخائها.
كان لها
المواقف المشرّفة في الدفاع عن أهل بيت النبوّة عليهمالسلام ، كدفاعها عن بيت الزهراء عليهاالسلام عند ما هجم القوم على دارها ، وكسروا ضلعها ، وأسقطوا
جنينها ، وكذلك حضورها في ملحمة كربلاء يوم عاشوراء ، حيث شاركت الحسين عليهالسلام وأهل بيته مصائب ذلك اليوم الرهيب.
حضرت وفاة
الزهراء عليهاالسلام وتجهيزها وتكفينها ، وبعد وفاتها بقيت في دار الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام تخدمه وأولاده ، وزوّجها أمير المؤمنين عليهالسلام من أبي ثعلبة الحبشيّ ، ومن بعد فوت أبي ثعلبة تزوّجت
من أبي مليك الغطفانيّ.
دعا لها الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام قائلا : «اللهمّ بارك في فضّتنا» بعد واقعة كربلاء وإلى
أن توفّيت ما تكلّمت إلّا بالقرآن ، ولتفقّهها في الدين قال لها عمر بن الخطّاب :
شعرة من
__________________
آل أبي طالب أفقه من عديّ.
توفّيت حدود
سنة ٨٠ ه.
القرآن الكريم وفضّة
فقد شملتها
الآيات التالية :
الإنسان ١ (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ
الدَّهْرِ ....)
الإنسان ٧ (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ
يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً.)
الإنسان ٨ (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ
مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً.)
فنحاص بن عازوراء
هو فنحاص ،
وقيل : فنخاص ، وقيل : فخاص ، وقيل ؛ منحاص ، وقيل : فيحاص بن عازوراء ، وقيل :
عزورا من بني القينقاع.
أحد أحبار
وعلماء اليهود المعاصرين للنبيّ صلىاللهعليهوآله عند بعثته.
كان من أشدّ
أعداء النبيّ صلىاللهعليهوآله والمناوئين له وللإسلام والمسلمين.
__________________
القرآن الكريم وفنحاص
نزلت فيه أو
شملته الآيات التالية من سورة آل عمران :
الآية ١٢ (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ
....)
والآية ٧٥ : (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ
بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ ....)
وذلك بسبب
إيداع رجل دينارا عنده فخانه.
قال يوما لبعض
الصحابة : ما بنا إلى الله من فقر وإنّه إلينا لفقير ، وما نتضرّع إليه كما يتضرّع
إلينا ، وإنّا عنه لأغنياء ، وما هو عنّا بغنيّ ، فنزلت فيه الآية ١٨١ : (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ
قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ سَنَكْتُبُ ما قالُوا ....)
وشملته الآية
١٨٣ : (الَّذِينَ قالُوا
إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا
بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ....)
أرسل النبيّ صلىاللهعليهوآله رسالة إليه يطلب منه العون والمدد فأجابه بقوله : إنّ
ربّكم الله يطلب منّا العون والمساعدة ، وربّكم فقير ونحن الأغنياء ، فنزلت فيه
الآية ١٨٦ : (لَتُبْلَوُنَّ فِي
أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ
مِنْ قَبْلِكُمْ ....)
وشملته الآية
١٨٧ : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ
مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ ....)
ونزلت فيه
الآية ١٥٣ من سورة النساء : (يَسْئَلُكَ أَهْلُ
الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ ....)
والآية ٦٤ من
سورة المائدة : (وَقالَتِ الْيَهُودُ
يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا ....)
في أحد الأيّام
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله له وكانت فيه سمنة : «ألم تقرأ في التوراة أنّ الله
يكره ويعادي الشخص السمين» فقال المترجم له : إنّ الله لم يرسل أيّ شيء إلى أيّ
شخص ، فلمّا سمعوا اليهود مقولته عادوه ولعنوه ، فنزلت فيه الآية ٩١ من سورة
الأنعام : (وَما قَدَرُوا اللهَ
حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ
أَنْزَلَ الْكِتابَ
الَّذِي
جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ ....)
جاء يوما مع
جماعة من اليهود إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا : أنزل علينا كتابا من السماء نقرأه ونعرفه ،
وإلّا جئناك بمثل ما تأتي به ، فنزلت فيهم الآية ٨٨ من سورة الإسراء : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ
وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ
....)
فيليبس الحواريّ
هو فيليبس ،
وقيل : فيلفوس ، وقيل : فيلبوس.
أحد حواريّ
السيّد المسيح عليهالسلام الاثني عشر ، ومن رسله وتلاميذه المقرّبين إليه.
ولد في بيت
صيدا «الجليل» بفلسطين.
رحل إلى مصر
والقيروان للتبشير للمسيحيّة فيها ، ثمّ انتقل إلى الشام لنفس الغرض.
ولم يزل يسكن
الشام حتّى استشهد حدود سنة ٨٠ م على يد الوثنيّين الشاميّين حيث
__________________
رجموه حتّى هلك.
يعيّد له
الأقباط في التاسع عشر من شهر هاتور حسب الأشهر القبطيّة.
القرآن الكريم وفيليبس
فقد شملته
الآيات التالية :
آل عمران ٥٢ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ
الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ
اللهِ ....)
آل عمران ٥٣ (رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ
وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ)
المائدة ١١١ (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى
الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا
مُسْلِمُونَ.)
الصفّ ١٤ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا
أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي
إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ....)
__________________
حرف القاف
قابيل بن آدم أبي البشر
هو قابيل ،
وقيل : قايين ، وقيل : قائين ، وقيل : قاين ، وقيل : قين بن آدم أبي البشر ، وأمّه
حوّاء.
كان أكبر أولاد
أبيه ، وكان ملعونا سيئ السيرة ، كثير الحسد لأخيه هابيل ، وكان حدّادا وصاحب زرع.
كانت حوّاء تلد
في كلّ مرّة ذكرا وأنثى ، ويقال : إنّ آدم عليهالسلام كان مأمورا من السماء بأن يزوّج ذكر كلّ بطن بأنثى
الآخر ، وهذا فيه تأمّل ونقاش ، فتقدّم هابيل للزواج من أخت قابيل ، فأبى قابيل
وأرادها لنفسه ، فتنازعا عليها ، فأمرهما أبوهما بأن يقدّما قربانا لله جلّ وعلا ،
فقدّم هابيل كبشا سمينا ، وكان صاحب غنم ، وقرّب قابيل الذي كان لا يعتقد بالثواب
والعقاب حزمة من رديء زرعه ، فأنزل الله نارا فأحرقت قربان قابيل ، ولم تتعرّض لما
قدّمه هابيل.
بعد أن احترق قربان
قابيل غضب وصمّم على قتل أخيه ، فقام بخنقه وعضّه حتّى هلك ، وقيل : ضربه بحديدة
فقتله ، ويقال : ضربه بصخرة على رأسه وهو نائم فقتله ، وبعد أن قتله حفر له حفيرة
ودفنه فيها ، ولمّا علم آدم عليهالسلام بمقتل هابيل حزن حزنا شديدا ، وبكى عليه بكاء طويلا.
فكان قابيل
بعمله ذاك أوّل من سنّ القتل على سطح الأرض ، وكان عمره يومئذ ٢٠ سنة ، وقيل : ٢٥
سنة.
اختلف العلماء
والمحقّقون في المكان الذي تمّت فيه جريمة القتل ، فمنهم من قال بالبصرة ، وبجبل
قاسيون شماليّ دمشق مغارة تدعى مغارة الدم ، يقال : إنّها المحلّ الذي
قتل فيه هابيل على يد أخيه قابيل ، ويقال : كان محلّ القتل عند عقبة حراء.
وبعد مقتل أخيه
سكن في أرض نود شرقيّ عدن ، بعد أن أنزله الله من الجبل المقدّس إليها.
كان قابيل
وأخته إقليميا أوّل أولاد آدم عليهالسلام من زوجته حوّاء ، ويقال : إنّ قابيل لما أدرك أظهر الله
له جنّيّة في صورة إنسيّة يقال لها : جهانة ، فلمّا رآها قابيل أحبّها ، فأوحى
الله إلى آدم عليهالسلام أن يزوّج جهانة من قابيل ففعل.
لمّا أوحى الله
إلى آدم عليهالسلام بأن يدفع ميراث النبوّة والعلم إلى هابيل فأطاع الأمر
وفعل ، فلمّا علم قابيل بذلك غضب وأخذه الحسد وعاتب أباه على ذلك ، فقال آدم عليهالسلام : إنّ الله أمرني بذلك وفضّله عليك ، وإن أردت التأكّد
من ذلك فقدّما قربانا إلى الله ، فمن قبل قربانه فهو المفضّل لدى البارئ عزوجل. فقدّم قابيل قمحا رديئا وكان صاحب زرع ، وقرّب هابيل
كبشا سمينا وكان صاحب غنم ، فنزلت النار وأكلت القمح ولم تتعرّض للكبش ، فجاء
إبليس إلى قابيل وأغراه وشجّعه على قتل أخيه هابيل ، ففعل وتخلّص من أخيه.
ثمّ جاء إبليس
إلى قابيل وعرض عليه عبادة النار لعظمتها ، ولكي تقبل قرابينه في المستقبل ، فقبل
بذلك واتّخذ ولأوّل مرّة في التأريخ بيوت النيران ، فكان أوّل إنسان عبد النار من
دون الله.
ولم يزل قابيل
مشركا بالله حتّى هلك ، وبعد موته علّقه الله بالشمس تدور به حيث دارت في حميمها
وزمهريرها إلى يوم يبعثون ، وذلك جزاء لما اقترفه في حقّ أخيه ولحسده منه ولشركه
بالله وعدم إطاعة أبيه.
القرآن العظيم وقابيل
نزلت فيه أو
شملته الآيات التالية :
المائدة ٢٧ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ
آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ
يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ ....)
المائدة ٢٨ (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ
لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ....)
المائدة ٢٩ (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي
وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ ....)
المائدة ٣٠ (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ
أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ.)
المائدة ٣١ (فَبَعَثَ اللهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي
الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ
أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ
النَّادِمِينَ.)
فصّلت ٢٩ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا
الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا
....)
__________________
قارون
هو قارون ،
وقيل : قورح ، وقيل : فودح ، وقيل : كورا بن يصهب ، وقيل : يصهار بن قاهث بن لاوي
بن يعقوب.
ابن عمّ موسى
بن عمران عليهالسلام ، وقيل : عمّ موسى عليهالسلام ، وقيل : ابن خالته.
كان من أعاظم
رجالات بني إسرائيل ، وأثرى شخص فيهم ، منّ الله عليه رزقا واسعا وثروة طائلة
وخزائن فخمة ، فكان يشار إليه بالعظمة والثراء ، فكان قومه يتمنّون أن يكونوا مثله
في الرخاء والأبّهة والزينة.
كان فاسدا
ومفسدا ، تتجلّى فيه خصال الكبرياء والخيلاء والتكبّر والتجبّر والبخل والحسد ،
وكان العقلاء والعرفاء من قومه ينصحونه بترك ما فيه من الخصال الذميمة ، ويحثّونه
على مساعدة الفقراء والمستضعفين ، محذّرين إيّاه من غضب الله الذي
__________________
أغدق عليه تلك النعم الوافرة ، فكان لا يصغو لنصائحهم وإرشاداتهم ، بل
يزداد عتوّا وتجبّرا.
كان عالما
بصناعة الكيمياء ، وهي تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن ثمينة كالذهب والفضّة.
كان في أوّل
أمره من المؤمنين بشريعة موسى عليهالسلام ، وأقرأ بني إسرائيل للتوراة ، وكان يدعى بالمنوّر لحسن
صورته ، وأخيرا ساءت عاقبته ، ونافق على موسى عليهالسلام وبغى ، وأصبح من ألدّ أعداء موسى عليهالسلام ، فأخذ يقاومه ويتآمر عليه.
أصبح من وزراء
ومشاوري فرعون ، ثمّ ولّاه على بني إسرائيل فكان يظلمهم ويؤذيهم.
فلمّا أمر الله
موسى عليهالسلام بأن يأمر قومه بالذهاب إلى فلسطين لقتال الجبابرة ،
وامتنعوا عن إطاعة موسى عليهالسلام ، كان المترجم له من جملة الممتنعين عن ذلك ، فعاقبهم
الله بالتيه أربعين عاما ، وجعلهم يهيمون فيه بدون جدوى ، ولمّا تابوا وتضرّعوا
إلى الله بأن يتوب عليهم كان قارون من جملة الذين لم يتوبوا ، بل أصرّوا على
عنادهم ، وأخذ يستهزئ بموسى عليهالسلام ، ويلقي عليه الرماد المخلوط بالماء نكاية به ، فغضب
موسى عليهالسلام ودعا الله عليه ، فاستجاب الله دعاءه فبلعته الأرض وما
يملك من القصور والأموال والخزائن والحشم والخدم.
ويقال في سبب
نزول البلاء عليه : هو أنّ موسى عليهالسلام طلب منه الزكاة فامتنع عن ذلك ، ودبّر مؤامرة للانتقاص
من موسى عليهالسلام وتشويه سمعته عند الناس ، فاتّفق مع امرأة بأن تقول :
إنّ موسى عليهالسلام زنى بها ، وبعد جدل طويل اعترفت المرأة بأن قارون
أغراها ولقّنها بأن تتهمه بذلك وهو بريء منها ، فدعا الله موسى عليهالسلام عليه فخسف الله به وبحاشيته وما يملك ، وقيل : انشقّت
الأرض به وبممتلكاته كلّها ثمّ انطبقت عليه ، وذلك في وادي التيه.
وينقل عن بعض
زهوه وخيلائه بأنّه كان يزيد في طول ثيابه شبرا ترفّعا وتكبّرا على من سواه من
قومه.
القرآن العظيم وقارون
تحدّث عنه
الذكر الحكيم ضمن آيات من سورة القصص وهي :
القصص ٧٦ (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى
فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ
بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ
لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ.)
القصص ٧٧ (وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ
الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ
إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ
الْمُفْسِدِينَ.)
القصص ٧٨ (قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ
عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ
الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ
عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ.)
القصص ٧٩ (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ
قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ
قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ.)
القصص ٨١ (فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ
فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ
المُنْتَصِرِينَ.)
وشملته كذلك
الآية ٨٣ من سورة القصص : («تِلْكَ الدَّارُ
الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا
فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.)
وجاء ذكره في
الآية ٣٩ من سورة العنكبوت : (وَقارُونَ
وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا
فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ.)
وكذلك تحدّثت
عنه الآية ٢٤ من سورة غافر : (إِلى فِرْعَوْنَ
وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ)
__________________
__________________
قدار بن سالف
هو قدار ، وقيل
: العيزار بن سالف بن جندع الثموديّ ، المعروف بأحيمر ثمود ، وأمّه قديرة.
من رؤساء قوم
ثمود المعاصرين لنبيّ الله صالح عليهالسلام ، ومن أشدّ المعارضين والمناوئين له.
كان ولد زنى ،
وأبوه يدعى صفوان ، زنى سالف بأمّه فولد على فراشه ، ولم يكن لأبيه.
كان أحمر الوجه
والشعر ، أزرق العينين ، قصيرا ، كافرا ، مشركا ، يعبد الأصنام من دون الله.
كما ذكرنا في
ترجمة نبيّ الله صالح عليهالسلام بأنّ قومه طلبوا منه بأن يخرج لهم من الجبل ناقة لها
مواصفات خاصّة ، فإن أجابهم لذلك آمنوا به ، فطلب صالح عليهالسلام من الله ذلك فجاءت المعجزة الربّانيّة وخرجت لهم ناقة
كما وصفوها ، فحذّرهم صالح عليهالسلام من إيذائها ومنعها من أكلها وشربها ، وإن تعرّضوا لها
غضب الله عليهم وسامهم سوء العذاب.
ولمّا كانت تلك
الناقة تزاحمهم في مائهم ومواشيهم اتّفقوا على قتلها ، وكانت بينهم امرأة ذات جمال
وثراء تدعى صدوقة بنت المحيا ، وكانت تعادي نبيّ الله صالحا عليهالسلام ، فاتّفقت مع رجل من ثمود يدعى مصدعا ، وقيل : مصرع بن
مهرج ، وجعلت له على نفسها على أن يعقر الناقة ، وكانت هناك امرأة ثانية تدعى
عنيزة بنت غنيم ، قالت للمترجم له : أعطيك أيّ واحدة من بناتي الأربع شئتها على أن
تعقر ناقة صالح عليهالسلام ، فانطلق الرجلان بصحبة سبعة من عتاة ثمود إلى الناقة
ليعقروها ، فكمنوا لها ، فعند ما مرّت على مصدع رماها بسهم في ساقها ، وشدّ عليها
قدار بالسيف وقتلها ، ووزّعوا لحمها بين أهل بلدتهم.
__________________
وعلى أثر تلك
الجريمة النكراء غضب الله على ثمود ، وبعث عليهم جبرئيل عليهالسلام ، فصاح بهم صيحة قضت عليهم في طرفة عين ، وماتوا
بأجمعهم ، ثمّ أرسل سبحانه عليهم نارا من السماء فأحرقت جثثهم.
وهناك رواية
أخرى تقول : كانت امرأة بين قوم ثمود يقال لها : «ملكاء» وكانت قد ملكتهم ، فلمّا
بعث الله صالحا عليهالسلام إلى ثمود وصار الناس إليه حسدته ، فاستدعت امرأتين من
ثمود ، الأولى تدعى «قطام» وكانت معشوقة المترجم له ، والثانية وتدعى «قبال» وكانت
معشوقة «مصدع» وكان الرجلان يجتمعان معهما في كلّ ليلة ويشربون الخمر ، فقالت «ملكاء»
للمرأتين : إن أتاكما الرجلان فلا تطيعاهما ، وقولا لهما : لا نطيعكما حتّى تعقرا
ناقة صالح عليهالسلام ، فلمّا أتياهما قالتا لهما مقالة الملكة ، فانطلق
المجرمان قدار ومصدع وأصحابهما السبعة فقتلوا الناقة ، فاستحقّوا الهلاك والعذاب.
ويقال : إنّ
المترجم له في أحد الأيّام كان جالسا مع جماعة يريدون شرب الخمر ، فطلبوا ماء
ليمزجوه بشرابهم ، وكان ذلك اليوم شرب الناقة ، فوجدوا الماء قد شربته الناقة ،
فأزعجهم الأمر ، فقال قدار : هل لكم في أن أعقرها لكم؟ قالوا : نعم ، فأقدم على
جريمته وعقرها.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : «من أشقى الأوّلين؟» قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «عاقر الناقة» ثمّ قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «صدقت ، فمن أشقى الآخرين؟» قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «لا أعلم يا رسول الله» ، قال صلىاللهعليهوآله : «الذي يضربك على هذه» وأشار إلى يأفوخه.
القرآن الكريم وقدار بن سالف
أمّا الآيات
التي شملته فهي :
الأنعام ٤٩ (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا
يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ.)
الأعراف ٧٧ (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ
أَمْرِ رَبِّهِمْ ....)
النمل ٤٨ (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ
رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ.)
أمّا الآيات
التى نزلت فيه :
القمر ٢٩ (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى
فَعَقَرَ.)
الشمس ١٢ (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها.)
الشمس ١٤ (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ
عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها.)
__________________
قدامة بن مظعون
هو أبو عمرو ،
وقيل : أبو عمر قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص
القرشيّ ، الجمحيّ ، وأمّه غزية بنت الحويرث الجمحيّة ، وزوجته صفيّة بنت الخطّاب
أخت عمر بن الخطّاب.
أحد صحابة
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومن السابقين إلى الإسلام ، مهاجر.
أسلم وهاجر إلى
الحبشة ، وشهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله بدرا وأحدا وسائر المشاهد.
ولّاه عمر بن
الخطّاب أيّام حكومته على البحرين ، ولشربه الخمر وإدمانه عليه عزله وأمر بإجراء
الحدّ عليه في المدينة المنوّرة سنة ٢٠ ه ، فكان البدريّ الوحيد الذي يحدّ في
الخمر.
كان لسوء حظّه
من المنحرفين عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ومن الممتنعين عن مبايعته للخلافة.
مات سنة ٣٦ ه
، وقيل : سنة ٥٦ ، وهو ابن ٦٨ سنة.
القرآن المجيد وقدامة بن مظعون
كان المترجم له
وبعض أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله يلقون من المشركين أذى كثيرا ، ويقولون: يا رسول الله صلىاللهعليهوآله ائذن لنا في قتال هؤلاء ، فكان النبيّ صلىاللهعليهوآله يقول لهم : «كفّوا أيديكم عنهم ، فإنّي لم أؤمر بقتالهم».
فلمّا هاجر النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى المدينة وأمرهم الله سبحانه بقتال المشركين كرهه
بعضهم ، وشقّ عليهم ذلك ، وكان المترجم له من ضمنهم ، فنزلت فيهم الآية ٧٧ من سورة
النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا
الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ
النَّاسَ ....)
ولمّا كان
يتيما في حجر أميّة بن خلف نزلت فيه الآية ١٧ من سورة الفجر : (كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ.)
__________________
قطبة بن عامر
هو أبو زيد
قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الخزرجيّ ، السلميّ
، الأنصاري ، وأمّه زينب بنت عمرو.
صحابيّ ، شهد
مع النبيّ صلىاللهعليهوآله العقبة الأولى والثانية ووقائع بدر وأحد وما بعدها من
الوقائع ، وكان من الرماة الماهرين.
كان من الستّة
الذين أسلموا من الأنصار بمكّة ، وكانت معه راية بني سلمة
__________________
يوم فتح مكّة.
توفّي أيّام
حكومة عثمان بن عفّان ، وقيل : توفّي في عهد عمر بن الخطّاب.
القرآن المجيد وقطبة بن عامر
في أحد الأيّام
خرج النبيّ صلىاللهعليهوآله محرما من باب بستان ، خرج المترجم له معه ، فقال
المسلمون : يا رسول الله إنّ قطبة بن عامر فاجر وإنّه خرج معك من الباب ، فقال
النبيّ صلىاللهعليهوآله له : «ما حملك على ما صنعت؟» قال : رأيتك فعلته ففعلت
كما فعلت ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّي أحمسيّ» ـ أي شديد في ديني ـ قال قطبة : إن كنت
أحمسيّا فإنّي أحمسيّ ، ديننا واحد ، رضيت بهديك وسمتك ودينك ، فنزلت فيه الآية
١٨٩ من سورة البقرة : (وَلَيْسَ الْبِرُّ
بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى
وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ....)
قيس بن السائب
هو قيس بن
السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشيّ ، المخزوميّ ، وقيل في اسمه :
قيس بن السائب بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشيّ ،
__________________
المخزوميّ ، وأمّه رائطة بنت وهب المخزوميّة.
صحابيّ ، محدّث
، كان مولى لمجاهد ، وقيل لعبد الله بن السائب. كان في الجاهليّة شريكا للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال صلىاللهعليهوآله في حقّه : «كان خير شريك لا يماري ولا يشاري».
في السنة
الثانية من الهجرة اشترك ـ وهو كافر ـ مع كفّار قريش في واقعة بدر ، فأسره عبدة بن
الحسحاس ، ثمّ افتداه أخوه فروة بن السائب بأربعة آلاف درهم.
يوم فتح مكّة
سنة ٨ ه أجارته أمّ هانئ بنت أبي طالب عليهالسلام في بيتها ، ثمّ أسلم.
روى عنه مجاهد.
مات عن عمر
جاوز ١٠٠ سنة ، وقيل : عمّر ١٦٠ سنة.
القرآن المجيد وقيس بن السائب
أفطر هو وجماعة
من المسلمين في أيّام شهر رمضان ، فنزلت فيهم الآية ١٨٤ من سورة البقرة : (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ
فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ ...) فأطعم كلّ واحد منهم لكلّ يوم مسكينا.
قيس بن صيفيّ
هو قيس ، وقيل
: حصن ، وقيل : حصين ، وقيل : محصن بن أبي قيس صيفيّ بن الأسلت عامر بن جشم بن
وائل بن زيد بن قيس الأنصاريّ.
صحابيّ من الأنصار.
__________________
القرآن المجيد وقيس بن صيفيّ
بعد أن توفّي
أبوه وترك امرأته كبيشة بنت معن الأنصاريّة ادّعى المترجم له نكاحها وأخّرها وطوّل
عليها ، فأخذ لا ينفق عليها ولا يدخل بها ولا يخلّي سبيلها ، فجاءت كبيشة إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله وشكت أمرها إليه ، فقال لها النبيّ صلىاللهعليهوآله : «اقعدي في بيتك حتّى يأتي فيك أمر الله» فنزلت الآية
١٩ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا
تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ ....)
وجاءت كبيشة
إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالت : إنّ أبا قيس مات ، وإنّ ابنه قيسا من خيار
الحيّ خطبني ، فقلت له : إنّي أعدّك ولدا ، ولكنّي آتي النبيّ صلىاللهعليهوآله استأمره ، فما رأيك يا رسول الله؟ فنزلت الآية ٢٢ من
سورة النساء : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ
آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ....)
قيس بن عاصم
هو أبو عليّ ،
وقيل : أبو طلحة ، وقيل : أبو قبيصة قيس بن عاصم بن سنان بن خالد ابن منقر بن عبيد
بن الحارث مقاعس بن عمرو بن كعب التميميّ ، السعديّ ، المنقريّ ، المعروف بسيّد أهل
الوبر ، وأمّه أمّ أسفر ، وقيل : أمّ أصعر بنت خليفة.
صحابيّ ، ومن
أمراء العرب وسادات قومه في الجاهليّة والإسلام ، عرف بالحلم
__________________
والعقل والجود ، وكان في الجاهليّة يعرف بالغدر ، فكانت العرب تقول : أغدر
من قيس ابن عاصم.
كان شاعرا
فارسا شجاعا كثير الغارات ، وأحد الذين وأدوا بناتهم في الجاهليّة ، وحرّم الخمر
على نفسه ، ومن شعره في ذلك قوله :
رأيت الخمر
صالحة وفيها
|
|
خصال تفسد
الرجل الحليما
|
فلا ـ والله
ـ أشربها صحيحا
|
|
ولا أشفي بها
أبدا سقيما
|
وفد على رسول
الله صلىاللهعليهوآله في وفد بني تميم سنة ٩ ه وأسلم ، ولمّا رآه النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «هذا سيّد أهل الوبر».
ولّاه النبيّ صلىاللهعليهوآله والزبرقان بن بدر على صدقات سعد بن زيد مناة ، وقيل :
ولّاه على صدقات مقاعس والبطون.
في أواخر حياته
سكن البصرة حتّى توفّي بها حدود سنة ٢٠ ه ، وكان له ثلاثة وثلاثون ولدا.
القرآن العظيم وقيس بن عاصم
جاء جماعة من
جفاة بني تميم والمترجم له من جملتهم إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فدخلوا المسجد فنادوا النبيّ صلىاللهعليهوآله من وراء حجرته : يا محمّد اخرج إلينا فإنّ مدحنا زين
وإنّ ذمّنا شين فلمّا سمعهم النبيّ صلىاللهعليهوآله خرج عليهم وهو يقول : «إنّما ذلكم الله الذي مدحه زين
وذمّه شين» فقالوا : نحن ناس من بني تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك ،
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ما بالشعر بعثت ولا بالفخار أمرت» إلى آخر الحديث ،
فنزلت فيه وفي جماعته الآية ٤ من سورة الحجرات : (إِنَّ الَّذِينَ
يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.)
__________________
__________________
حرف الكاف
كالب بن يوفنا
هو كالب ، وقيل
: كلاب ، وقيل : كالوب ، وقيل : كاليب ، وقيل : كلوباي بن يوفنا ، وقيل : يوحنا ،
وقيل : يوقنا ابن حصرون بن بارض بن يهوذا. أحد أنبياء بني إسرائيل بعد يوشع بن نون
، وقيل : لم يكن نبيّا بل كان قويّ الإيمان ومن صلحاء وأتقياء بني إسرائيل.
عاصر نبيّ الله
موسى عليهالسلام ، وتزوّج أخته مريم بنت عمران ، وعيّنه موسى عليهالسلام من جملة النقباء الاثني عشر الذين أرسلهم إلى فلسطين ،
فلم يوفّق أحد منهم دخول فلسطين إلّا هو ويوشع بن نون.
يقال : كان من
الجبابرة ، قدم على موسى عليهالسلام فأسلم وآمن برسالته.
بعد هلاك فرعون
موسى عليهالسلام وغرقه وهلاك أنصاره أرسل موسى عليهالسلام جيشين قوام كلّ منهما اثنا عشر ألفا إلى مدائن فرعون ،
وفوّض قيادة الجيشين ليوشع والمترجم له ، فدخلا تلك المدائن وغنما الأموال الكثيرة
وعادا إلى مصر.
ومن معاجزه كان
يعبر على سطح الماء وهو راكب على دابّته ، وكان من الذين علّمهم موسى عليهالسلام صناعة الكيمياء.
كان نظير نبيّ
الله يوسف عليهالسلام في الحسن والجمال ، فكانت النساء يفتتن به ، فطلب من
الله أن يغيّر خلقه ، فأصيب بالجدريّ وتشوّه خلقه ، فاستقذره الناس ولم يقدر أحد
النظر إليه.
وبعد أن قام
بأعباء النبوّة في بني إسرائيل أربعين عاما توفّي في حبرون بفلسطين ، ودفن بها بعد
أن عمّر ١٣٠ عاما.
القرآن الكريم وكالب
حكت عنه وعن
يوشع بن نون الآية ٢٣ من سورة المائدة : (قالَ رَجُلانِ مِنَ
الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ....)
كبيشة الأنصاريّة
هي كبيشة ،
وقيل : كبشة بنت معن بن عاصم الأنصاريّة ، من بني خطمة ،
__________________
وزوجة أبي قيس صيفيّ بن الأسلت الأنصاريّ. صحابيّة من الأنصار.
القرآن العزيز وكبيشة
لمّا توفّي
زوجها قام ابن له من غيرها يدعى قيسا ، وقيل : حصنا ، وقيل : حصينا ، وقيل : محصنا
، فورث نكاحها ، وقد أضرّ بها ، وطوّل عليها ، فكان لا ينفق عليها ولا يدخل بها
ولا يخلّي سبيلها ، فجاءت إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وعرضت عليه أمرها قائلة : لا أنا ورثت زوجي ، ولا أنا
تركت فأنكح ، فقال لها النبيّ صلىاللهعليهوآله : «اقعدي في بيتك حتّى يأتي فيك أمر الله» فنزلت فيها
وفي ابن زوجها الآية ١٩ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا
تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ ....)
وقيل : لمّا
توفّي زوجها أراد ابنه قيس أن يتزوّجها ، فسألت النبيّ صلىاللهعليهوآله في ذلك ، فنزلت الآية ٢٢ من نفس السورة : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ
مِنَ النِّساءِ ....)
كعب بن أسد
هو كعب بن أسد
القرظيّ ، من بني قريظة.
من أحبار
وعلماء اليهود الذين عاصروا النبيّ صلىاللهعليهوآله إبّان الدعوة الإسلاميّة ، وكان سيّد بني قريظة
وزعيمهم.
كان على جانب
كبير من اللؤم والخباثة مع النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين حتّى انتهى به الأمر
__________________
بأن تجاسر على النبيّ صلىاللهعليهوآله وشتمه.
في أوّل أمره
عاهد النبيّ صلىاللهعليهوآله على عدم المواجهة معه والتعرّض إليه ، ولكنّه كسر
المعاهدة وغدر بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فاشترك وقومه في غزوة الأحزاب عند ما تحزّبوا ،
وخرجوا على النبيّ صلىاللهعليهوآله في شهر ذي القعدة سنة ٥ ه ، فوقع في أسر القوّات
الإسلاميّة ، فأمر النبيّ صلىاللهعليهوآله بضرب عنقه وأعناق من وقعوا في الأسر من اليهود
والمنافقين.
القرآن العزيز وكعب بن أسد.
شملته الآية
١٧٤ من سورة البقرة : (إِنَّ الَّذِينَ
يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً
قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ ....)
في أحد الأيّام
خاطب النبيّ صلىاللهعليهوآله جماعة من اليهود بينهم المترجم له قائلا : «يا معشر
يهود! اتّقوا الله وأسلموا ، فو الله ، إنّكم لتعلمون إنّ الذي جئتكم به لحقّ»
فقالوا : ما نعرف ذلك يا محمّد ، فجحدوا ما عرفوا وأصرّوا على شركهم ، فنزلت فيهم
الآية ٤٧ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً ....)
ومرّة اتّفق
المترجم له وجماعة من أحبار اليهود على أن يقدموا على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ويحاولوا افتتانه عن الدين الحنيف ، فأتوه وقالوا له
: يا محمّد! إنّك قد عرفت أنّا أحبار اليهود وأشرافهم وساداتهم ، وأنّا إن
اتّبعناك اتّبعتك اليهود ولم يخالفونا ، وأنّ بيننا وبين بعض قومنا خصومة ، أفنحاكمهم
إليك فتقضي لنا عليهم ، فنؤمن بك ونصدّقك ، فأبى النبيّ صلىاللهعليهوآله فنزلت فيهم الآية ٤٩ من سورة المائدة : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما
أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ
بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ ....)
وجاء المترجم
له مع جماعة من اليهود إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأخذوا يجادلونه في نبوّته والوحي الذي ينزل عليه ،
فقالوا : يا محمد! فإنّ الله يصنع لرسوله إذا بعثه ما يشاء ، ويقدر منه على ما
أراد ، فأنزل علينا كتابا من السماء نقرأه ونعرفه ، وإلّا جئناك بمثل ما تأتي به ،
فنزلت فيهم الآية ٨٨ من سورة الإسراء : (قُلْ لَئِنِ
اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُ
عَلى
أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ....)
كعب بن الأشرف
هو أبو ليلى
كعب بن سعد بن أسود بن الأشرف اليهوديّ ، الطائيّ ، من بني نبهان ، وأمّه من بني
النضير.
توفّي أبوه وهو
صغير ، فحملته أمّه إلى أخواله اليهود فنشأ بينهم ، وكان يعيش بالقرب من يثرب ،
ويمتهن بيع الطعام والتمر.
أحد زعماء
اليهود المناوئين للنبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، شديد الإيذاء لهم ، وكان شاعرا ، استخدم
شعره في هجاء النبيّ صلىاللهعليهوآله وتحريض الكفّار من قريش وغيرهم عليه ، وكان يشبّب بنساء
المسلمين.
يعدّ من مشاهير
شعراء اليهود في الجاهليّة ، وكان فصيحا فارسا.
اتّفق مع قريش
على قتل النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فنزل جبرئيل عليهالسلام وأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك ، فأهدر النبيّ صلىاللهعليهوآله دمه ، فاتّفق جماعة على قتله بينهم محمّد بن مسلمة
وعبّاد بن بشر ، فقتلوه عند حصنه بالمدينة في الرابع عشر من ربيع الأوّل سنة ٣ ه
، وقيل : سنة ٤ ه.
__________________
ومن شعره في رثاء قتلى المشركين في واقعة بدر :
طحنت رحى بدر
لمهلك أهله
|
|
ولمثل بدر
تستهلّ وتدمع
|
قتلت سراة
الناس حول حياضهم
|
|
لا تبعدوا
إنّ الملوك تصرع
|
القرآن الكريم وكعب بن الأشرف
كان جماعة من
اليهود ـ بينهم المترجم له ـ يقولون للمسلمين بعد معركة بدر : ألم تروا إلى ما
أصابكم ، ولو كنتم على الحقّ ما هزمتم ، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم؟ فنزلت
فيهم الآية ١٠٩ من سورة البقرة : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ
أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً ....)
وكان جماعة من
رؤساء اليهود ـ بينهم كعب بن الأشرف ـ وجماعة من شخصيّات نصارى نجران يخاصمون
المسلمين ويزعمون بأحقّيّة أديانهم ، ويكفرون بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ورسالته ، وكانوا يقولون للمسلمين : كونوا على ديننا ،
ويحرّضونهم على ذلك ، فنزلت فيهم الآية ١٣٥ من سورة البقرة : (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى
تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ.)
ولمّا تحوّلت
القبلة عن الشام إلى الكعبة في مكّة وفد على النبيّ صلىاللهعليهوآله جماعة من المشركين واليهود ـ بينهم المترجم له ـ وقالوا
: يا محمّد! ما ولّاك عن قبلتك التي كنت عليها ، وأنت تزعم أنّك على ملّة إبراهيم
ودينه ، ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتّبعك ونصدّقك؟ فنزلت فيهم الآية ١٤٢ من
سورة البقرة : (سَيَقُولُ
السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا
عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ
مُسْتَقِيمٍ ..)
ولكون المترجم
له وغيره من اليهود والنصارى كانوا يكتمون نبوّة النبيّ صلىاللهعليهوآله التي جاءت في التوراة والإنجيل نزلت فيهم الآية ١٥٩ من
سورة البقرة : (إِنَّ الَّذِينَ
يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى ....)
وشملته الآية
١٧٤ من السورة المذكورة : (إِنَّ الَّذِينَ
يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ ....)
جاء المترجم له
إلى مكّة وعقد اتّفاقيّة مع أبي سفيان على محاربة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ جاء
إلى المدينة فنزلت فيه وفي أبي سفيان الآية ١٢ من سورة آل عمران : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ
وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ ....)
ونزلت فيه
الآية ٣١ من سورة آل عمران : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ ....)
والآية ٧٥ من
سورة آل عمران : (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ
تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ ....)
ولكونه كان
يبخل عن صرف ماله في سبيل الله ، وقيل لكتمانه الحقائق ولهجائه للنبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين وإثارته الكفّار على المسلمين نزلت فيه الآية
١٨٠ من سورة آل عمران : (وَلا يَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ
هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ....)
وشملته الآية
١٨٣ من نفس السورة : (الَّذِينَ قالُوا
إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا
بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ....)
بعد أن وقّع
اتّفاقيّة مع أبي سفيان على شنّ الحرب على النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين قال لأبي سفيان : والله ، قريش أهدى سبيلا
ممّا هو عليه محمّد صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيه الآية ٥١ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا
نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ
لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً.)
ونزلت فيه وفي
حييّ بن أخطب الآية ٥٢ من سورة النساء : (أُولئِكَ الَّذِينَ
لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً.)
ونزلت فيه
الآية ١٥٣ من السورة نفسها : (يَسْئَلُكَ أَهْلُ
الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ ....)
وقال يوما
للنبيّ صلىاللهعليهوآله : يا محمّد! من يشهد لك بأنّك رسول الله؟ فنزلت الآية
٥٢ من سورة العنكبوت : (قُلْ كَفى بِاللهِ
بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً ....)
ونزلت فيه
الآية ٣ من سورة الكوثر : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ.)
__________________
__________________
كعب بن عجرة
هو أبو محمّد ،
وقيل : أبو عبد الله ، وقيل : أبو إسحاق كعب بن عجرة ، وقيل : عجزة بن عمرو بن
أميّة بن عتبة بن الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد الأنصاريّ ، السالميّ ،
القضاعيّ ، البلويّ ، المدنيّ.
وقيل في اسمه
ونسبه : كعب بن عجرة بن أميّة بن عديّ بن عبيد بن الحارث ابن عمرو بن عوف بن غنم
بن سواد بن مرّيّ.
صحابيّ ، روى
عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وروى عنه جماعة.
تأخّر إسلامه ،
فشهد بيعة الرضوان وما بعدها من المشاهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقطعت يده في إحدى المغازي.
كان قبل أن
يسلم له صنم يكرمه ويمسحه ، وكان يدعى إلى الإسلام فيأبى.
بعد مقتل عثمان
بن عفان تخلّف عن بيعة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ لأنّه كان من العثمانيّة المناوئين للإمام عليهالسلام ، وقيل : بايع الإمام عليهالسلام وصحبه.
توفّي بالمدينة
المنوّرة سنة ٥١ ه ، وقيل : سنة ٥٢ ه ، وقيل : سنة ٥٣ ه ، وله من العمر ٧٧ سنة
، وقيل : ٧٥ سنة.
القرآن العظيم وكعب بن عجرة
مرّ به النبيّ صلىاللهعليهوآله بالحديبية قبل أن يدخل مكّة وهو محرم يوقد تحت قدر
والقمل يتهافت على رأسه ووجهه ، فقال صلىاللهعليهوآله : «أتؤذيك هوام رأسك؟» فقال كعب : نعم ، فنزلت فيه
الآية ١٩٦ من سورة البقرة : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ
مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ ....)
روي عنه أنّه
قال : لمّا نزلت الآية : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
قلنا : يا رسول
الله! قد علمنا السّلام عليك ، فكيف الصلاة عليك؟ قال صلىاللهعليهوآله : «قولوا اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت
على إبراهيم وآل إبراهيم
إنّك حميد مجيد».
__________________
كعب بن عمرو
هو أبو اليسر
كعب بن عمرو بن عبّاد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن عليّ بن
أسد الأنصاريّ ، الخزرجيّ ، السلميّ ، المدنيّ ، وأمّه نسيبة بنت الأزهر السلميّة.
صحابيّ جليل ،
شجاع ، باسل ، ثريّ.
حضر العقبة ،
وشهد واقعة بدر وهو ابن ٢٠ سنة ، فانتزع راية المشركين في ذلك اليوم من يد أبي
عزيز بن عمير ، ويقال : إنّه قام بأسر العبّاس بن عبد المطّلب ، وشهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله باقي المشاهد والمعارك.
وبعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله صحب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وشهد معه واقعة صفّين.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
توفّي بالمدينة
المنوّرة سنة ٥٥ ه بعد أن عمّر أكثر من ١٠٠ سنة.
القرآن الكريم وكعب بن عمرو
شملته الآية
٢٧٨ من سورة البقرة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ....)
وفي سنة صلح
الحديبيّة منع المشركون النبيّ صلىاللهعليهوآله من الدخول إلى مكّة ، وفي نفس الوقت أراد الله أن يمتحن
المسلمين فأمروا بعدم صيد الحيوانات البرّيّة ، وحرّمها عليهم ، فقام المترجم له
بصيد حمار وحش ، فلامه المسلمون على ذلك ، فجاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وأخبره بصيده ، فنزلت فيه الآية ٩٤ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ
وَرِماحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ ....)
وكذلك نزلت فيه
الآية ٩٥ من نفس السورة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ، وَمَنْ قَتَلَهُ
مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ ....)
وفي أحد
الأيّام ضمّ امرأة وقبّلها وكانت ذات بعل ، فندم على فعلته ، فنزلت فيه
الآية ١١٤ من سورة هود : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ
طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ
السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ.)
__________________
كعب بن مالك
هو أبو عبد
الله ، وقيل : أبو عبد الرحمن كعب بن مالك بن عمرو بن القين بن كعب ابن سواد بن
غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ ، الخزرجيّ ، السلميّ ، وأمّه ليلى بنت زيد بن
ثعلبة.
صحابيّ مشهور ،
وشاعر معروف ، ومن أكابر شعراء وقته وفحولهم ، ومن مشاهير شعراء المدينة المنوّرة
، وأحد شعراء النبيّ صلىاللهعليهوآله الذين جنّدوا شعرهم للدفاع عن النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
شهد العقبة
الأولى فأسلم ، وشهد المشاهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله عدا واقعتي بدر وتبوك.
آخى النبيّ صلىاللهعليهوآله بينه وبين طلحة بن عبيد الله ، أو الزبير بن العوّام.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
أيّام حكومة
عثمان بن عفّان صار من أنصاره ومريديه ، وبعد مقتل عثمان امتنع عن نصرة الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام ولم يشهد حروبه.
يقال : إنّ
الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أيّام خلافته استعمله على صدقات مزينة.
له ديوان شعر
مطبوع ، ومن شعره في الشجاعة :
نصل السيوف
إذا قصرن بخطونا
|
|
يوما ونلحقها
إذا لم تلحق
|
وله في رثاء
النبيّ صلىاللهعليهوآله أبيات منها :
يا عين فابكي
بدمع ذرى
|
|
لخير البريّة
والمصطفى
|
عمي في أواخر
أيّامه ، ولم يزل حتّى توفّي بالمدينة المنوّرة ، وقيل : بالشام سنة ٥٠ ه ، وقيل
سنة ٥١ ه ، وقيل : سنة ٥٣ ه ، وقيل : سنة ٥٥ ه ، وقيل : سنة ٤٠ ه ، وكانت
ولادته بيثرب سنة ٢٥ قبل الهجرة.
القرآن المجيد وكعب بن مالك
ولتخلّفه هو
ومرار بن الربيع وهلال بن أميّة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في غزوة تبوك نزلت فيهم
الآية ٩٥ من سورة النساء : (لا يَسْتَوِي
الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ
بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً ....)
ولنفس السبب
السابق شملته الآية ١٠٦ من سورة التوبة : (وَآخَرُونَ
مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ....)
وبعد أن تخلّف
هو وصاحباه عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في غزوة تبوك غضب النبيّ صلىاللهعليهوآله عليهم ، وأمر الناس بمقاطعتهم وعدم مصاحبتهم ، فانقطعوا
إلى العبادة وندموا.
قال المترجم له
: وبعد أن قضينا خمسين ليلة في الجبل نبكي ونبتهل إلى الله بأن يغفر لنا ، فسمعت
نداء من فوق جبل سلع بالمدينة يقول : أبشر يا كعب بن مالك ، فسجدت لله ، فتتابعت
البشارة ، فانطلقت إلى النبيّ الكريم صلىاللهعليهوآله وهو جالس في المسجد وحوله الصحابة ، فقام إليّ طلحة بن
عبيد الله يهرول حتّى صافحني وقال : لتهنك توبة الله عليك ، فبادرني رسول الله صلىاللهعليهوآله قائلا : «أبشر يا كعب بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمّك»
ثمّ تلا عليّ الآية ١١٨ من سورة التوبة : (وَعَلَى الثَّلاثَةِ
الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ
وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا
إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ.)
وكذلك شملته
الآية ١١٩ من سورة التوبة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ.)
الآية ٢٢٧ من
سورة الشعراء : (إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ
بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ
يَنْقَلِبُونَ.)
__________________
__________________
كنانة بن الربيع (ابن أبي الحقيق)
هو كنانة بن
الربيع بن أبي الحقيق النضريّ ـ نسبة إلى بني النضير ـ الخيبريّ ، اليهوديّ ؛ من
يهود بني النضير المعاصرين للنبيّ صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة ، وكان من
__________________
أحبارهم وعلمائهم ورؤسائهم ، وكان عارفا بالتوراة.
كان من خصوم
النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، ومن ألدّ أعدائهم والمؤذين لهم والمتآمرين
عليهم ، وأحد الذين بذلوا أموالهم في سبيل إيقاف الدعوة الإسلاميّة.
تآمر مع جماعة
من قومه على اغتيال النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأخبر الله نبيّه بنواياهم ، فعاتبهم على ذلك ،
فطلبوا منه أن يجليهم ويكفّ عن دمائهم ، فأجابهم إلى ذلك ، فخرج جماعة منهم إلى الشام
، ومنهم من سار إلى خيبر وفيهم المترجم له.
تزوّج من صفيّة
بنت حىّ بن أخطب النضريّة ، فلما قتل كنانة يوم خيبر وسبيت تزوّجها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلمّا دخل بها وجد بخدّها آثر لطمة ، فسألها النبيّ صلىاللهعليهوآله عن ذلك ، فقالت : إنّي رأيت في عالم الرؤيا كأنّ القمر
أقبل من يثرب فسقط في حجري ، فقصصت رؤياي على كنانة فلطمني وقال : تتمنّين أن
يتزوّجك ملك يثرب؟ فهذه من لطمته على خدّي.
كان عنده كنز
بني النضير ، فلمّا أسره المسلمون يوم خيبر وجيء به إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله مكتوفا سأله النبيّ صلىاللهعليهوآله عن الكنز ، فأنكر علمه به ، فوكّل النبيّ صلىاللهعليهوآله الزبير بن العوام بأن يستنطقه لكي يعترف بمكان الكنز ،
فلم يعترف وأنكر ذلك ، فدفعه النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى محمّد بن مسلمة فضرب عنقه فهلك ، وذلك في السنة
السابعة من الهجرة ، وقيل : تمّ قتله على يد النبيّ صلىاللهعليهوآله.
القرآن العظيم وابن أبي الحقيق
جاء يوما مع
جماعة من اليهود إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا : يا محمّد ما ولّاك عن قبلتك التي كنت عليها
وأنت تزعم أنّك على ملّة إبراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتّبعك
ونصدّقك ، فنزلت فيهم الآية ١٤٢ من سورة البقرة : (سَيَقُولُ
السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا
عَلَيْها ....)
ولكون المترجم
له وغيره من رؤساء اليهود وعلمائهم كتموا ما عهد الله إليهم في التوراة من شأن
النبيّ صلىاللهعليهوآله وبدّلوه وكتبوا بأيديهم غيره ، وأقسموا أنّه من عند
الله ،
فنزلت فيهم الآية ٧٧ من سورة آل عمران : (إِنَّ الَّذِينَ
يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ....)
كان من جملة
المشركين الذين حزّبوا الأحزاب لحرب النبيّ صلىاللهعليهوآله يوم خيبر ، وجاءوا إلى قريش يحرّضونهم على حرب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقالوا القريش : إنّ دينكم أفضل من دين محمّد صلىاللهعليهوآله ، وأنتم أولى بالحقّ منه ، فنزلت فيهم الآية ٥١ من سورة
النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ
....)
في غزوة خيبر
دعا النبيّ صلىاللهعليهوآله بقوس ، فجيء إليه بقوس طويل ، فقال صلىاللهعليهوآله : «جيئوني بقوس غيرها» فجاءوه بقوس آخر ، فرمى حصن خيبر
بسهم ، فأقبل السهم يهوي حتّى قتل المترجم له وهو على فراشه ، فنزلت الآية ١٧ من
سورة الأنفال : (وَما رَمَيْتَ إِذْ
رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ....)
أتى هو وجماعة
من الكفّار إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا له : إنّ هذا الدين الذي جئت به لحقّ من عند
الله؟ أما يعلّمك هذا إنس ولا جنّ؟ فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أما والله ، إنّكم لتعلمون أنّه من عند الله وإنّي
لرسول الله ، تجدون ذلك مكتوبا عندكم في التوراة» ثمّ قالوا : أنزل علينا كتابا من
السماء نقرأه ونعرفه ، وإلّا جئناك بمثل ما تأتي به ، فنزلت فيهم الآية ٨٨ من سورة
الإسراء : (قُلْ لَئِنِ
اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا
يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ....)
__________________
كنعان بن نوح
هو كنعان ،
وقيل : يام ، وقيل : شالوما ابن نبيّ الله نوح عليهالسلام بن لمك ، وقيل : لامك بن متوشالح بن أخنوخ بن يارد ،
ويصل نسبه إلى شيث ابن أبي البشر آدم عليهالسلام ، وأمّه واعلة ، وقيل : اسم ابن نوح عليهالسلام هو يام ، وكنعان هو اسم ابن سام بن نوح عليهالسلام.
أحد أبناء نبيّ
الله نوح عليهالسلام ، وكان كافرا مشركا فاسقا متمرّدا على أبيه وعلى
شريعته.
وعن الإمام
الصادق عليهالسلام قال : «إنّه لم يكن ابن نوح عليهالسلام ، وإنّما هو ابن زوجته من غير نوح عليهالسلام».
ويقال : إنّه
كان من الزنى ونوح عليهالسلام لا يعلم بذلك.
لمّا أصرّ قوم
نوح عليهالسلام على الكفر بالله والفساد فدعا عليهم نوح عليهالسلام بالهلاك والدمار ، فقرّرت السماء أن تصبّ غضبها عليهم
وتهلكهم بأجمعهم إلّا القلّة القليلة من أهله وشيعته والمؤمنين به ، فجاءهم
الطوفان فمحاهم عن بكرة أبيهم.
أمر الله نوحا عليهالسلام بأن يعمل سفينة لينجو بها وأهله وأتباعه ، فلمّا عملها
أركبهم فيها عدا ابنه المترجم له الذي كان كافرا وعاصيا لأبيه ، فرفض الركوب في
السفينة ، وصعد جبلا لينجو من الغرق ، ولكنّ المياه علت الجبال ثلاثين ذراعا ،
فكان شأنه شأن الغرقى رغم إصرار أبيه على ركوب السفينة.
القرآن العزيز وكنعان بن نوح
ذكره القرآن
المجيد ضمن الآيات التالية :
__________________
هود ٤٢ (وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي
مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ)
هود ٤٣ (قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي
مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ
وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ.)
هود ٤٥ (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ
إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ
الْحاكِمِينَ.)
هود ٤٦ (قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ
أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ
عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ.)
__________________
__________________
حرف اللام
اللات
اسم لصنم كانت
العرب وخصوصا ثقيف تعبده ، وكان على هيئة رجل ، وقيل على هيئة امرأة.
كان مصنوعا من
الحجر ، مربّع الشكل ، وكان محلّه بمدينة الطائف في معبد خصيصا به ، له سدنة وحجبة
وكسوة ، يضاهئون به الكعبة المشرّفة ، ويقسمون به ويطوفون حوله.
كان في
الجاهليّة رجل يهوديّ من ثقيف يجلس على صخرة ، ويبيع الناس الزيت ليخلطوه مع
السويق ، والعرب تسمّي من يخلط السويق بالزيت أو الماء لاتّا ، فكانوا يسمّون ذلك
اليهوديّ «لاتّا» فلمّا توفّي «لاتّ» ادّعى عمرو بن لحيّ الخزاعيّ بأنّ «لاتّا» لم
يمت ، بل دخل في جوف الصخرة التي كان يجلس عليها ، وبمرور الزمان عبد الناس تلك
الصخرة ، وسمّوها «لاتّا» نسبة لبائع السمن.
ويقال إنّ
اللات كان من آلهة بلاد الشام ، وكانوا يسمّونه بابرجيتس ، وكانوا يعتقدون بأنّ
اللات زوجة إله المطر حداد ، ثمّ عبدته الأقوام النبطيّة واعتبروه إله الشمس ، ثمّ
انتقلت عبادته من الأنباط إلى العرب ، وجعلوه إلها للشمس كذلك.
وقيل : إنّ
البابليّين كانوا يعتقدون بأنّ اللات بنت الإله بعل وأخت الإلهين مناة وعشتار.
ولمّا بزّغ نور
الإسلام كانت بعض القبائل العربيّة تتمسّك بعبادته ، ويقال : إنّ أبا سفيان والد
معاوية كان يحمل اللات معه في حرب أحد ؛ ليتقي به من الأذى ويتبرّك به.
وبعد فتح مكّة
المكرّمة أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله المغيرة بن شعبة بكسر اللات وهدم وحرق المعبد الذي كان
يضمّه.
وبعد أن انتشر
التوحيد في ربوع الحجاز أقيم على أطلال معبد اللات مسجد الطائف ، وعلى صخرة بائع
السمن أقيمت منارة للأذان.
كان سدنته يوم
أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله بهدمه والقضاء عليه هم آل أبي العاص بن أبي يسار
الثقفيّ.
القرآن العظيم واللات :
جاء ذكره في
القرآن ضمن الآية ١٩ من سورة النجم : (أَفَرَأَيْتُمُ
اللَّاتَ وَالْعُزَّى.)
__________________
لبيد بن أعصم
هو لبيد بن
أعصم ، وقيل : عاصم اليهوديّ من بني زريق.
ساحر يهوديّ
منافق ، عاصر النبيّ صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة ، وكان يحسد النبيّ صلىاللهعليهوآله على جلالة قدره وسمّو منزلته ، فكان يعادي النبيّ صلىاللهعليهوآله ويؤذيه ، وكان يقول بخلق التوراة.
في السنة
السابعة من الهجرة سحر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وعمل شيئا ودسّه في بئر ذروان الذي كان لبني زريق ،
فبينما النبيّ صلىاللهعليهوآله نائم إذ أتاه ملكان من قبل الجليل سبحانه ، فقعد أحدهما
عند رأسه والآخر عند رجليه وأخبراه بسحر المترجم له ، فانتبه النبيّ صلىاللهعليهوآله من نومه ، فبعث الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام والزبير بن العوّام وعمّار بن ياسر إلى بئر ذروان
فنزحوا ماءها ، فوجدوا مشاطة رأس وأسنانا من مشطه ، وإذا بها معقّدة ، وفيها إحدى
عشرة عقدة مغروزة بالإبر ، فنزلت على النبيّ صلىاللهعليهوآله سورة الفلق وهي تحكي عن سحر لبيد ، فجعل النبيّ صلىاللهعليهوآله كلمّا يقرأ آية انحلّت عقدة حتّى انحلّت كلّها ، فقام
النبيّ صلىاللهعليهوآله كأنّما نشط من عقال ، وأخذ جبريل يقول : بسم الله أرقيك
من شرّ كلّ شيء يؤذيك من حاسد وعين والله يشفيك.
القرآن المجيد ولبيد بن أعصم
نزلت في لبيد
سورة الفلق وهي :
(بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ*
وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ* وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِنْ
شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ.)
__________________
لبيد بن سهل
هو لبيد بن سهل
بن الحارث بن عذرة ، وقيل : عروة بن رزاح ، وقيل : عبد رزاح ابن ظفر الأنصاريّ.
صحابيّ من
الأنصار ، وكان مؤمنا ، صالحا ، شجاعا.
القرآن الكريم ولبيد بن سهل
سرق أبو طعمة
بشير بن أبيرق مع إخوته طعام وسلاح رفاعة بن زيد ، فاتّهم بشير وإخوته المترجم له
بالسرقة ، فشكاهم إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فنزلت فيه الآية ١٠٥ من سورة النساء : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ
بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ ....)
ونزلت فيه وفي
بني أبيرق ولنفس السبب السابق الآية ١١٢ من نفس السورة : (وَمَنْ يَكْسِبْ
خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً
وَإِثْماً مُبِيناً.)
__________________
لقمان
هو لقمان بن
باعور ، وقيل : باعوراء بن ناهور بن تارح من أولاد عمّ إبراهيم خليل الرحمن عليهالسلام ، وقيل : كان ابن أخت أو ابن خالة نبيّ الله أيّوب عليهالسلام.
كان من صلحاء
التأريخ ، آتاه الله الحكمة وزوّده بخصال فاضلة ، وهناك من جعله في عداد الأنبياء
، ويقال : إنّ الله خيّره بين النبوّة والحكمة فاختار الحكمة.
كان عبدا
حبشيّا ، وقيل : كان من سودان مصر وبها ولادته ، وقيل : كان من نوبة مصر ، ومولى
للقين بن حرّ ، أو جسر.
كان يرعى الغنم
، وقيل : كان خيّاطا أو نجّارا ، جالس العلماء والحكماء والفقهاء وأخذ عنهم ، وكان
يتردّد على الصلحاء من الملوك والسلاطين والحكّام والقضاة.
كان أحكم الناس
في عصره وأكثرهم وعظا وإرشادا ، وكان يكثر من زيارة نبيّ الله داود عليهالسلام فيأخذ عنه العلم والمعارف ، ويقال : استوزره داود عليهالسلام ثلاثين سنة. كان يتصدّر للإفتاء قبل مبعث داود عليهالسلام ، فلمّا بعث داود للنبوّة قطع الإفتاء.
وقيل : كان من
قضاة بني إسرائيل ، ويسكن بلاد مدين وأيلة. جلّ مواعظه ونصائحه التي بقيت نبراسا
للبشريّة على مرّ العصور كان يعظ بها ابنه.
ولم يزل يتجوّل
في أنحاء الأرض مظهرا الحكمة والموعظة الحسنة إلى أيّام نبيّ الله يونس بن متّى عليهالسلام ، وبعد أن عمّر ألف عام توفّي في فلسطين ، ودفن بالقرب
من مدينة الرملة.
قيل له : ألم
تكن ترعى الغنم ، فمن أين أوتيت الحكمة؟ فقال : أداء الأمانة ، وصدق الحديث ،
والصمت عمّا لا يعنيني.
وعن النبيّ المصطفى
صلىاللهعليهوآله قال : «لم يكن لقمان نبيّا ، ولكنّه كان عبدا كثير
التفكّر ، حسن اليقين ، أحبّ الله فأحبّه ، ومنّ عليه بالحكمة».
__________________
القرآن الحكيم ولقمان
(وَلَقَدْ آتَيْنا
لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ...) لقمان ١٢.
(وَإِذْ قالَ لُقْمانُ
لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ ...) لقمان ١٣.
__________________
نبيّ الله لوط عليهالسلام
هو لوط بن
هاران بن تارح بن ناحور بن سروج ، وقيل : ساروغ بن رعو بن فالج ، وقيل : فالغ بن
عابر ، ويصل نسبه إلى نبيّ الله نوح عليهالسلام.
أحد أنبياء
الله المعروفين ، وهو ابن أخي إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وقيل : ابن خالته ، وسارة زوجة إبراهيم عليهالسلام كانت أخته.
كان راسخ
الإيمان بالله ، معروفا بالمروءة والكرم والسخاء ورعاية الجار والنزيل ، وكان صاحب
أموال كثيرة من خيل وبقر وأغنام وإبل ونقود ذهبيّة وفضّيّة ، وكان يملك عددا كبيرا
من العبيد والإماء.
آمن برسالة
إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وتبعه في أسفاره ، فهاجر معه من أور كلدان ، وقيل من
أرض بابل في العراق إلى بلاد الشام.
أسره الروم ،
فقصده إبراهيم عليهالسلام وأنقذه من الأسر.
افترق عن
إبراهيم عليهالسلام ونزل سدوم في الأردنّ بالقرب من البحر الميّت بأرض
__________________
غور زعر ، وكانت سبعة مدن ، وقيل : خمسة مدن وهي : سدوم وعمورا ودوما
وصاعورا وصابورا ، وقيل : كانت أربعة وهي : سدوم وصديم ولدنا وعميراء ، ويقال :
سدوم من أعمال حلب ، والله أعلم.
كان أهل سدوم
معروفين برداءة الأخلاق وعدم التعفّف عن المعاصي والمنكرات ، ولا يستحون من إتيان
الفاحشة علنا في محافلهم ونواديهم ، ولا يستنكرون المنكرات في أقوالهم وأفعالهم
كالمضارطة في المجالس ، وإتيان الرجال فيها ويرى بعضهم بعضا.
كانوا قطّاع
طرق ، وكانت السرقة واغتصاب الأموال ديدنهم ، لا يردعهم عن ذلك خجل أو حياء ،
بالإضافة إلى تفنّنهم في ضروب الظلم والتعسّف والشرّ والبغي.
كانوا يأتون
الذكران شهوة من دون النساء علانية ، فاستغنى الرجال بالرجال باللواط ، والنساء
بالنساء بالمساحقة ، ولم يسبقهم إلى ذلك أحد من الناس ، فعرفوا بأصحاب المؤتفكة.
في هذا الجو
الفاسد بعث الله نبيّه لوطا عليهالسلام إليهم ، فقام بإرشادهم ووعظهم ونهيهم عمّا هم فيه من
الكفر والرذيلة والفحشاء ، وكان يحذّرهم من غضب الله عزوجل ، فكانوا يقابلونه بالسخرية والاستهزاء ، ويهدّدونه
بالرجم تارة ، وبطرده من سدوم تارة أخرى.
وبعد أن يئس من
إصلاحهم ودعوتهم إلى الحقّ والصراط المستقيم ، ولم يلق منهم إلّا العصيان والتمرّد
، فعند ذاك طلب من الله أن ينزل عليهم العذاب عقابا لأعمالهم وتصرّفاتهم.
ففي أحد
الأيّام زاره ثلاثة من الملائكة على هيئة غلمان مرد في غاية الحسن والجمال وهم :
جبريل وميكائيل وإسرافيل ، وقيل : كانوا أربعة ، وهم : جبريل وميكائيل وإسرافيل
وكروبيل ، ولوط عليهالسلام لا يعلم بأنّهم ملائكة أرسلهم الله إليه ، فنزلوا ضيوفا
عنده ، فلمّا علم أهل سدوم بضيوف لوط عليهالسلام جاءوا إليه يريدون إتيان الفاحشة بضيوفه ، فمنعهم من
ذلك ، وبالغ في ردّهم حتّى وصل به الأمر بأن طلب إليهم أن يتزوّجوا بناته ،
ولكنّهم لم يصغوا إليه ، وألحّوا على طلبهم ، فأخذ يعتذر إلى ضيوفه ، ولكنّ ضيوفه
أعلموه بحقيقة أمرهم ، بأنّهم ملائكة أرسلهم الله لينكلوا
وينتقموا من أولئك الأشرار.
وبعد أن ألحّ
أولئك القوم على أخذ الضيوف ، وحاولوا اختطافهم بالقوّة من بيت لوط عليهالسلام ، طمس الله أعينهم ، ثمّ أمطر الله عليهم حجارة من
سجّيل ، وجاءتهم الزلازل ، فقلبت ديارهم عاليها سافلها ، فمحقوا عن بكرة أبيهم
إلّا لوطا وابنتيه الذين التجئوا إلى قرية «صوغر» التي نجت من العذاب.
وكانت زوجته والهة
كافرة مؤيّدة لأخلاق قومها ، مخالفة شريعة زوجها ، فأصبحت من الغابرين الذين شملهم
العذاب.
لبث لوط عليهالسلام في قومه بضعا وعشرين سنة ، وقيل : ٣٠ سنة.
القرآن المجيد ولوط عليهالسلام
(وَإِسْماعِيلَ
وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) الأنعام ٨٦.
(وَلُوطاً إِذْ قالَ
لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ...) الأعراف ٨٠.
(إِنَّا أُرْسِلْنا
إِلى قَوْمِ لُوطٍ) هود ٧٠.
(يُجادِلُنا فِي
قَوْمِ لُوطٍ) هود ٧٤.
(وَلَمَّا جاءَتْ
رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ ...) هود ٧٧.
(وَجاءَهُ قَوْمُهُ
يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا
قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ
فِي ضَيْفِي ...) هود ٧٨.
(قالُوا لَقَدْ
عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ) هود ٧٩.
(قالَ لَوْ أَنَّ لِي
بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) هود ٨٠.
(قالُوا يا لُوطُ
إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ
اللَّيْلِ ...) هود ٨١.
(وَما قَوْمُ لُوطٍ
مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) هود ٨٩.
(إِلَّا آلَ لُوطٍ
إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ) الحجر ٥٩.
(فَلَمَّا جاءَ آلَ
لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ) الحجر ٦١.
(قالَ إِنَّ هؤُلاءِ
ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ) الحجر ٦٨.
(قالَ هؤُلاءِ بَناتِي
إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) الحجر ٧١.
(وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً
إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ) الأنبياء ٧١.
(وَلُوطاً آتَيْناهُ
حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ ...) الأنبياء ٧٤.
(وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ
وَقَوْمُ لُوطٍ) الحج ٤٣.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ
لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء ١٦٠.
(إِذْ قالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ) الشعراء ١٦١.
(إِنِّي لَكُمْ
رَسُولٌ أَمِينٌ) الشعراء ١٦٢.
(وَما أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) الشعراء ١٦٤.
(قالُوا لَئِنْ لَمْ
تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) الشعراء ١٦٧.
(قالَ إِنِّي
لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ) الشعراء ١٦٨.
(رَبِّ نَجِّنِي
وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ) الشعراء ١٦٩.
(وَلُوطاً إِذْ قالَ
لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) النمل ٥٤.
(فَما كانَ جَوابَ
قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ
أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) النمل ٥٦.
(فَأَنْجَيْناهُ
وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ) النمل ٥٧.
(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ
وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي ...) العنكبوت ٢٦.
(وَلُوطاً إِذْ قالَ
لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ...) العنكبوت ٢٨.
(فَما كانَ جَوابَ
قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ
الصَّادِقِينَ) العنكبوت ٢٩.
(قالَ رَبِّ
انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) العنكبوت ٣٠.
(قالَ إِنَّ فِيها
لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا
امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) العنكبوت ٣٢.
(وَإِنَّ لُوطاً
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) الصافّات ١٣٣.
(وَثَمُودُ وَقَوْمُ
لُوطٍ ...) ص ١٣.
(وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ
وَإِخْوانُ لُوطٍ) ق ١٣.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ
لُوطٍ بِالنُّذُرِ) القمر ٣٣.
(إِلَّا آلَ لُوطٍ
نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) القمر ٣٤.
(وَلَقَدْ راوَدُوهُ
عَنْ ضَيْفِهِ ...) القمر ٣٧.
(امْرَأَتَ نُوحٍ
وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ
فَخانَتاهُما ...) التحريم ١٠.
__________________
__________________
حرف الميم
مارية القبطيّة
هي مارية بنت
شمعون القبطيّة ، المصريّة ، إحدى سراري النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأمّ ولده إبراهيم.
وكانت متديّنة
فاضلة مؤمنة من بنات ملوك مصر ، أهداها المقوقس جريح بن مينا ملك مصر وصاحب القبط
إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله سنة ٧ ه.
كانت مسيحيّة
فأسلمت ، فدخل بها النبيّ صلىاللهعليهوآله سنة ٨ ه ، وكانت جميلة ، وكان النبيّ صلىاللهعليهوآله يعزّها ويحبّها.
ولدت في قرية
حفن من كورة أنصنا. توفّيت في المدينة المنوّرة في المحرّم سنّة ١٦ ه ، وقيل ١٥ ه
، ودفنت في البقيع ، وإليها تنسب «مشربة أمّ ابراهيم» في العالية بالمدينة.
عن عائشة بنت
أبي بكر قالت : ما غرت على امرأة إلّا دون ما غرت على مارية ، وذلك لأنّها كانت
جميلة من النساء جعدة ، وأعجب بها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان أنزلها أوّل ما قدم بها في بيت الحارثة بن النعمان
، فكانت جارتنا ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله عامّة النهار والليل عندها حتّى فرغنا لها ، فجزعت
فحوّلها إلى العالية بالمدينة ، فكان يختلف إليها هناك ، فكان ذلك أشدّ علينا ،
ثمّ رزق الله منها الولد ، وحرمناه منه.
القرآن المجيد ومارية القبطيّة
لمّا ولدت
مارية إبراهيم حسدتها عائشة فاتّهمتها وقالت : إنّ لها علاقة غير مشروعة مع مابور
القبطيّ الذي أهدي بدوره من قبل المقوقس إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فأوغر النبيّ صلىاللهعليهوآله للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام التحرّي عن التهمة ، فقام الإمام أمير المؤمنين
بالتحقيق في
الأمر ، فثبت لديه بأنّ مابور خصيّ ، فأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك. فنزلت في حقّ مارية تنزيها لها من التهمة الآية
١١ من سورة النور : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ
بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ ...)
وبعد أن قذفتها
عائشة بالفاحشة كما ذكرناه أعلاه نزلت فيها الآية ٢٣ من سورة النور : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ
الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ
وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ.)
ولنفس السبب
السابق نزلت الآية ٢٤ من نفس السورة : (يَوْمَ تَشْهَدُ
عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ.)
وللسبب نفسه
نزلت فيها الآية ٦ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً
بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ.)
في أحد الأيّام
واقعها النبيّ صلىاللهعليهوآله في بيت حفصة بنت عمر ، فانزعجت حفصة من ذلك ، فطلب منها
النبيّ صلىاللهعليهوآله أن لا تخبر أحدا بذلك ، وأخبرها بأنّه قد ظاهر مارية ،
فأسرعت حفصة إلى عائشة وأخبرتها بالأمر ، فنزلت الآية ١ من سورة التحريم : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ
ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ ....)
وللسبب نفسه
نزلت الآية ٣ من نفس السورة : (وَإِذْ أَسَرَّ
النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً ....)
__________________
__________________
مالك بن الصيف
هو مالك بن
الصيف ، وقيل : الضيف من بني القينقاع.
أحد رؤساء
ووجوه اليهود المعاصرين للنبيّ صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة الإسلاميّة.
وقف في وجه
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأصبح من أشدّ أعدائه وخصوصه ، وأعلن بغيه وحسده له.
القرآن المجيد ومالك بن الصيف
لمّا بعث
النبيّ صلىاللهعليهوآله وذكر لليهود ما أخذ عليهم له من الميثاق ، وما عهد الله
إليهم فيه ، فقال المترجم له : والله ما عهد إلينا في محمّد صلىاللهعليهوآله عهد ، وما أخذ له علينا من ميثاق ، فأنزل الله سبحانه
فيه الآية ١٠٠ من سورة البقرة : (أَوَكُلَّما عاهَدُوا
عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ....)
هذا وقد شملته
الآيات التالية :
البقرة ١٠٤ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا ....)
البقرة ١٣٥ (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى
تَهْتَدُوا ....)
البقرة ١٧٤ (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما
أَنْزَلَ اللهُ ....)
آل عمران ٧٢ (وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ
الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا
آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.)
آل عمران ١٨٣ (الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ
إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ
النَّارُ.)
ولمّا أصرّ هو
ومن على شاكلته على عدائهم وخصامهم للنبيّ صلىاللهعليهوآله نزلت فيه وفيهم الآية ٤٧ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ
مِنْ قَبْلِ
__________________
أَنْ
نَطْمِسَ وُجُوهاً ....)
جاء هو وجماعة
من اليهود إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا له : ألست تزعم أنّك على ملّة إبراهيم ودينه ،
وتؤمن بما عندنا من التوراة ، وتشهد أنّها من الله حقّ؟ قال صلىاللهعليهوآله : «بلى ، ولكنّكم أحدثتم وجحدتم ما فيها ممّا أخذ الله
عليكم من الميثاق فيها ، وكتمتم ما أمرتم أن تبيّنوه للناس ، فبرئت من إحداثكم»
قالوا : فإنّا نأخذ بما في أيدينا ، فإنّا على الهدى والحقّ ، ولا نؤمن بك ولا
نتّبعك ، فنزلت فيهم الآية ٦٨ من سورة المائدة : (قُلْ يا أَهْلَ
الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ ....)
كانت فيه سمنة
فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ألم تر في التوراة أنّ الله يكره ويعادي الأشخاص
السمان؟» فقال ما لك : إنّ الله لم يرسل إلى البشر شيئا ، فغضب عليه اليهود ولعنوه
، ونزلت فيه الآية ٩١ من سورة الأنعام : (وَما قَدَرُوا اللهَ
حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ
أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ ....)
وجاء مع جماعة
من اليهود إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا : كيف نتّبعك وقد تركت قبلتنا ، وأنت لا تزعم
أنّ عزيرا ابن الله؟ فأنزل الله فيهم الآية ٣٠ من سورة التوبة : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ
اللهِ ....)
__________________
مالك بن عوف
هو أبو عليّ
مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان النصريّ ، من بني نصر بن
معاوية بن بكر من هوازن.
من رؤساء
وشخصيّات اليهود الذين عاصروا النبيّ صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة الإسلاميّة ، وكان شاعرا.
في شهر شوال من
سنة ٨ ه جمع قبيلة هوازن وغيرها من القبائل وحرّضهم على قتال النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، فقامت ملحمة ضارية بين الكفّار والمسلمين
في منطقة حنين ـ وحنين واد إلى جنب ذي المجاز قرب مكّة ـ عرفت بمعركة حنين ، أو
أوطاس ، أو هوازن ، وانتهت بانتصار المسلمين واندحار الكفّار ، وهرب المترجم له مع
جماعة إلى الطائف ، ثمّ التحق بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأسلم ، وصار من المؤلّفة قلوبهم.
ولّاه النبيّ صلىاللهعليهوآله على قومه ، وعلى القبائل التي أسلمت والتي كانت تتواجد
حول مدينة الطائف.
بعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله شهد فتوح الشام وحرب القادسيّة في العراق مع سعد بن أبي
وقّاص.
توفي حدود سنة
٢٠ ه.
ومن شعره لمّا
أسلم :
ما إن رأيت
ولا سمعت بواحد
|
|
في الناس
كلّهم كمثل محمّد
|
أوفى وأعطى
للجزيل لمجتد
|
|
ومتى يشأ
يخبرك عمّا في غد
|
القرآن الكريم ومالك بن عوف
شملته الآية
١٧٠ من سورة البقرة : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ
اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا
....)
__________________
مالك بن قيس
هو أبو خيثمة
مالك ، وقيل : عبد الله بن قيس ، وقيل : خيثمة بن ثعلبة بن العجلان بن زيد بن غنم
بن سالم بن عمرو الأنصاريّ ، السالميّ ، الخزرجيّ.
صحابيّ ، شهد
مع النبيّ صلىاللهعليهوآله واقعة أحد وما بعدها من المشاهد ، وتخلّف عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في واقعة تبوك ، ثمّ لحق النبيّ صلىاللهعليهوآله في تبوك ، فدعا له النبيّ صلىاللهعليهوآله.
كان شاعرا ،
ومن شعره :
لما رأيت
الناس في الدين نافقوا
|
|
أتيت التي
كانت أعفّ وأكرما
|
وبايعت
باليمنى يدي لمحمّد
|
|
فلم اكتسب
إثما ولم أغش محرّما
|
توفّي حدود سنة
٦٤ ه.
__________________
القرآن العزيز ومالك بن قيس
طلب النبيّ صلىاللهعليهوآله من المسلمين أن يتصدّقوا في سبيل الله ، فتصدّق المترجم
له بصاع من التمر ، فلمزه المنافقون كما لمزوا غيره من المتصدّقين ، فنزلت الآية
٧٩ من سورة التوبة : (الَّذِينَ
يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ ....)
متّى
هو متّى ، وقيل
متيوس العشّار.
من حواريّ
السيّد المسيح عليهالسلام الاثني عشر ، وأحد تلاميذه ورسله المقرّبين إليه ، ومن
قدّ يسيء المسيحيّين.
كان في أوّل
أمره عشّارا أي جابي العشور أو الضرائب في كفر ناحوم بفلسطين ، فآمن بالله وبشريعة
عيسى ، فأصبح ملازما له ، مطيعا لأوامره ونواهيه.
كان من جملة
الذين بعثهم السيّد المسيح عليهالسلام إلى القرى والأرياف اليهوديّة
__________________
للتبشير للمسيحيّة.
عاصر القيصر
قلوديش بن طباريش ، وفي عهده وبعد أن رفع الله عيسى صلىاللهعليهوآله إلى السماء كتب إنجيلا ، عرف بإنجيل متّى نسبة إليه ،
كتبه ببيت المقدس بعد رفع السيّد المسيح عليهالسلام إلى السماء بسبع سنين ، وقيل بأربع سنين وذلك حدود سنة
٤٠ لميلاد المسيح عليهالسلام ، وقيل : حدود سنة ٥٠ ، وقيل : حوالي سنة ٧٠ للميلاد.
كتب إنجيله
لليهود الذين تنصّروا باللغة الآراميّة ، وقيل : العبريّة ، ويتضمّن أقوال السيّد
المسيح عليهالسلام وأعماله وسيرته وأخلاقه ووفاته طبقا للعقائد المسيحيّة
، وهو أوّل الأناجيل الأربعة.
قام بالتبشير
للمسيحيّة بفلسطين وصور وصيدا ومصر وقرطا جنة ، ويقال : انتقل من فلسطين إلى
إفريقية ، واستقرّ بها في الحبشة ، وتمكّن من استمالة حاكمها إلى المسيحيّة ، وكان
أخو حاكم الحبشة المدعو هرتاكوس وثنيّا معاندا لمتّى مخاصما له ، وانتهى به الأمر
بأن أمر بقتله بمدينة گوش ، وقيل : رجمه اليهود بفلسطين حتّى قتلوه.
يحتفل
المسيحيّون بذكراه في الحادي والعشرين من سبتمبر في كلّ سنة.
القرآن المجيد ومتّى
فقد شملته
الآيات الآتية :
آل عمران ٥٢ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ
الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ
اللهِ ....)
آل عمران ٥٣ (رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ
وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.)
المائدة ١١١ (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى
الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ
بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ.)
المائدة ١١٢ (إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى
ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ
السَّماءِ ....)
الصفّ ١٤ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا
أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ
أَنْصارِي
إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ....)
محلّم بن جثّامة
هو محلّم بن
جثّامة يزيد بن قيس بن ربيعة بن عبد الله بن يعمر بن عوض بن كعب الكنانيّ ،
الليثيّ.
صحابيّ ، لعنه
النبيّ صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّه قتل رجلا مسلما من أشجع ظلما وعدوانا ، وبعد أن
أخذ النبيّ صلىاللهعليهوآله دية الأشجعيّ منه قام إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : يا رسول الله استغفر لي ، قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «قتلت مسلما لعنك الله ، اللهمّ لا تغفر لمحلّم»
قالها ثلاثا.
وبعد عدّة
أيّام من قتله للأشجعيّ هلك ، فدفنوه فلفظته الأرض عدّة مرّات ، فرموا بجثّته بين
جبلين وجعلوا عليها حجارة ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّ الأرض لتقبل من هو شرّ منه ، ولكن أراد الله أن
يريكم آية في قتل المؤمن.»
القرآن المجيد ومحلّم بن جثّامة
في السنة
السابعة ، وقيل : الثامنة بعد الهجرة ـ قبل فتح مكّة ـ أغزى النّبيّ صلىاللهعليهوآله سريّة فيها المترجم له وغيره من الصحابة ، فلمّا كانوا
ببطن إضم ـ واد تجتمع فيه أودية المدينة ـ مرّ عليهم عامر بن الأضبط الأشجعيّ على
بعير له ، فسلّم عليهم بتحيّة الإسلام ،
__________________
فأمسكوا عنه ، ثمّ حمل عليه محلّم وقتله لشيء كان بينهما في الجاهليّة ،
ثمّ أخذ بعيره ومتاعه ، فلمّا قدموا على النبيّ صلىاللهعليهوآله أخبروه بما فعله محلّم مع الأشجعي ، فتأثّر النبيّ صلىاللهعليهوآله كثيرا ، فنزلت فيه الآية ٩٤ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا
ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى
إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا
....)
محمّد المصطفى صلىاللهعليهوآله
هو محمّد وأحمد
بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب المضريّ ،
العدنانيّ ، القرشيّ ، وينتهي نسبه الشريف إلى إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن عليهماالسلام ، وأمّه السيّدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن
كلاب.
كان صلىاللهعليهوآله يكنّى بأبي القاسم ، وأبي إبراهيم ، وأبي الزهراء ،
وكنيته في التوراة أبو الأرامل.
__________________
ألقابه كثيرة
منها : الصادق ، والأمين ، والمصطفى ، وخاتم الأنبياء ، وسيّد المرسلين ، والماحي
، والحاشر ، والعاقب وغيرها.
هو نبيّ
المسلمين ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ، ومؤسّس كيان الأمّة الإسلاميّة ، وباني
صروح مجدها وحضارتها ، ومجمع صفوف العرب المبعثرة ، ومنسّق شملهم المشتّت ، وواضع
الأسس الرصينة لحياتهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة ، ومنقذ البشريّة من
عوالم الجهل والتخلّف والصعود بهم إلى آفاق المعرفة والازدهار والتقدّم ، ومشعل
هداية الأمم إلى معرفة الله عزوجل وتوحيده.
ولد صلىاللهعليهوآله بمكّة المكرّمة ، وقيل : في شعب أبي طالب عند الجمرة
الوسطى ، وقيل : في شعب بني هاشم يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل ،
وقيل : في الثاني عشر من شهر رمضان ، وقيل : فى الثاني من ربيع الأوّل عام الفيل
في السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة ، المصادف لسنة ٥٧٠ ميلاديّة.
توفّي أبوه عبد
الله والنبيّ صلىاللهعليهوآله حمل في بطن أمّه ، وقيل : توفّي بعد المولد النبويّ
الشريف بشهر واحد ، وقيل : توفّي بعد مولده بسنتين.
ولمّا بلغ
السادسة أو السابعة من عمره المبارك توفّيت أمّه فأصبح يتيم الأبوين ، فتولّى جدّه
عبد المطّلب أمر تربيته ونشأته ، وكان يحبّه حبّا جمّا ، ويكنّ له كلّ الحنان
والإجلال والإشفاق ، فكان لا يأكل طعاما إلّا والنبيّ صلىاللهعليهوآله معه.
لمّا بلغ الثامنة
من عمره توفّي جدّه عبد المطّلب ، فتكفّله عمّه أبو طالب عليهالسلام ، فأحسن كفالته ورعايته وإعالته ، وكان يقدّمه على
أولاده وذويه ، وأخرجه معه في تجارة إلى الشام وهو ابن ٩ سنين. كان صلىاللهعليهوآله يتمتّع بمزايا وخصال حميدة كاعتقاده الراسخ بالله سبحانه
، وإيمانه بوحدانيّته ، وشجاعته الفائقة ، وعلوّ همّته ، وتكامل عقله ، بالإضافة
إلى صدقه وأمانته ونزاهته ، كلّ تلك المؤهّلات والسجايا الشريفة التي انفرد بها
جعلت قريش وسائر الأقوام ينظرون إليه نظرة إجلال وإكبار واحترام حتّى لقّبوه
بالصادق الأمين.
لمّا بلغ
الخامسة والعشرين زوّجه عمّه أبو طالب عليهالسلام من خديجة بنت خويلد التي كانت من أثرى أثرياء وقتها ،
وعمرها يومئذ أربعون عاما.
كان صلىاللهعليهوآله يكثر الذهاب إلى غار حراء ـ قرب مكّة ـ لعبادة الواحد
الأحد ومناجاته والتضرّع إليه.
ولم يزل على
عبادته في غار حراء حتّى بلغ الأربعين من عمره ، وفي الثامن عشر من شهر رمضان ،
وقيل : في التاسع عشر منه دقّت ساعة الصفر عند ما قررت السماء إرساله إلى الناس
كافّة ليدعوهم إلى الهدى ودين الحقّ ، فنزل عليه أمين الرحمن جبرئيل عليهالسلام حاملا إليه رسالة من الله العزيز قائلا : يا محمد! أنت
رسول الله ، ثمّ قال : (اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) فقرأ النبيّ صلىاللهعليهوآله ذلك ، ثمّ نزلت عليه الآيات ، فكان أوّل ما نزل عليه من
القرآن بعد اقرأ : (ن وَالْقَلَمِ وَما
يَسْطُرُونَ) و (يا أَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ) و (الضُّحى) ثمّ تتابعت عليه الآيات والسور.
أخذ صلىاللهعليهوآله يخبر بنبوّته من يطمئن إليه من أهل بيته ، فكان أوّل من
أعلمه بذلك ابن عمّه الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فأسرع إلى الإيمان به وتصديقه ، ثمّ آمنت به زوجته
السيّدة خديجة عليهاالسلام ، ثمّ تتابع الناس على الإيمان به وتصديقه واعتناق
شريعته. وما مرّت الأيّام والليالي حتّى تكاثر عدد المسلمين ، فأعلن على رءوس
الأشهاد عن رسالته ، ودعا الناس إلى توحيد الله عزّ اسمه ونبوّته ، وطلب منهم نبذ
الشرك وعبادة الأوثان وغيرها من العادات والتقاليد الجاهليّة ، وحثّهم على ترك ما
يغاير العقل والمنطق.
وبمرور الأيّام
علم الناس بأنّ شريعته هدفها الوحيد هو إنقاذهم من الجهالة والضلالة ، وإيصالهم
إلى ما هو خيرهم وصلاحهم في دنياهم وآخرتهم.
أخذ صلىاللهعليهوآله يحارب الظلم بكلّ صنوفه وأشكاله ، كتسلّط الأغنياء على
رقاب الفقراء ، ورزوح الضعفاء تحت سطوة الأقوياء والمستكبرين ، ودفن البنات أحياء
تحت التراب ، وحرّم الربا وشرب الخمر والمسكرات ، وحرّم الزنى والقمار وغيرها من
التصرّفات والعادات البذيئة واللاأخلاقيّة.
أعلن صلىاللهعليهوآله عن مفاهيم وأسس جديدة للناس منها :
«لا فرق بين
عربيّ وأعجميّ وأسود وأبيض إلّا بالتقوى».
«إنّ أكرمكم
عند الله أتقاكم».
«ائتوني
بأعمالكم ولا تأتوني بأنسابكم».
«بعثت لأتمّم
مكارم الأخلاق».
«لا إيمان لمن
لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له».
«أحبّ الجهاد
إلى الله كلمة حقّ تقال لإمام جائر».
«لكلّ شيء آفة
تفسده ، وآفة هذا الدين ولاة السوء».
وغيرها من
الأوامر والنواهي القيّمة والمفاهيم الخيّرة التي تسعد الإنسان في كلّ زمان ومكان
، ولكنّ قريشا وغيرهم من الكفّار والمشركين وقفوا في وجه النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وخالفوه ، وحاربوه بكلّ ما كانوا يملكون من حول وقوّة
؛ لأنّ ما جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآله من شرائع وتقاليد كانت تصطدم مع تقاليدهم وسننهم
الهوجاء التي نشئوا عليها ، فاتّفقوا وتحزّبوا على إيذائه ومخاصمته ومن آمن به
وصدّقه من الناس ، فكان المحامي والمدافع عنه في هذه الفترة العصيبة من دعوته عمّه
أبا طالب عليهالسلام وابن عمّه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
وما استمرّت
الأيّام والليالي حتّى توفّي أبو طالب عليهالسلام ، وبموته فقد النبيّ صلىاللهعليهوآله أكبر ناصر وسند لدعوته ، فانتهزت قريش وسائر المشركين
فرصة موت أبي طالب عليهالسلام فأخذوا يحيكون المؤامرات للنبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ويستعملون شتى وسائل الإيذاء والتعذيب
والتنكيل بالمسلمين ، فأمره الله سنة ٦٢٢ م بترك مكّة والهجرة إلى المدينة لكي
يتخلّص من أذى وشرور الكفّار والمشركين.
وبعد هجرته إلى
المدينة واصلت فلول الكفر ملاحقته وإعلان الحرب عليه ، فعند ذاك قرّر إعلان الحرب
عليهم وغزوهم في عقر دارهم ، وإليك جدولا بما قام به النبيّ صلىاللهعليهوآله من حروب وغزوات ضد أعداء الله :
في السابع عشر
، وقيل : في التاسع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة وقعت معركة بدر
الكبرى.
وفي شهر شوّال
من نفس السنة ، وقيل : في صفر سنة ٣ ه حدثت غزوة بني القينقاع.
وفي شهر شوّال
من سنة ٢ ه ، وقيل : في المحرم من سنة ٣ ه وقعت غزوة الكدر.
وفي السابع من
شوّال ، وقيل : في النصف منه سنة ٣ ه كانت غزوة أحد.
وفي سنة ٣ ه
حدثت غزوة حمراء الأسد.
وفي شهر صفر
سنة ٤ ه وقعت غزوة الرجيع.
وفي السنة ٤ ه
، وقيل : في المحرم سنة ٥ ه حدثت غزوة ذات الرقاع.
وفى شهر شعبان
سنة ٤ ه كانت غزوة بدر الصغرى أو بدر الثانية أو غزوة السويق.
وفي شهر شوّال
سنة ٥ ه حدثت غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب.
وفي السنة ٧ ه
كانت غزوة بني قريظة.
وفي السنة ٦ ه
وفي شهر جمادى الأولى وقعت غزوة بني لحيان.
وفي نفس السنة
المذكورة وقعت كذلك غزوة ذي قرد.
وفي شهر شعبان
سنة ٦ ه كانت غزوة بني المصطلق.
وفي المحرم سنة
٧ ه حدثت واقعة خيبر.
وفي السنة ٧ ه
وقعت كذلك غزوة وادي القرى.
وفي السنة ٨ ه
حدثت غزوة غالب بن عبد الله الليثيّ.
وكذلك في السنة
٨ ه كانت غزوة ذات السلاسل.
وفي شهر جمادي
الأولى من سنة ٨ ه حدثت غزوة مؤتة.
وفي العشرين من
شهر رمضان سنة ٨ ه جاء نصر الله على يد نبيّه ، ففتح المسلمون مدينة مكّة
المكرّمة.
وفي شهر شوّال
من سنة ٨ ه كانت واقعة حنين.
وفي شهر شوّال
من سنة ٩ ه حدثت معركة تبوك.
وفي شهر ربيع
الآخر من سنة ٩ ه وقعت غزوة طىّ.
وفي السنة ١٠ ه
فتحت بلاد اليمن على يد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
كان ذلك سردا
لما قام به النبيّ صلىاللهعليهوآله من حروب وغزوات.
في شهر ذي الحجّة
من السنة ١٠ ه حجّ رسول الله صلىاللهعليهوآله حجّة الوداع ، وكانت آخر
حجّة حجّها ، وفي تلك الحجّة وعند غدير خمّ جمع المسلمين وألقى عليهم خطبة
غرّاء ، وضع فيها النقاط على الحروف ، فعيّن للمسلمين من بعده خليفته ووصيّه ، ألا
وهو الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بقوله : «من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهمّ وال من
والاه وعاد من عاداه ...» إلى آخر كلامه.
ولم يمكث طويلا
بعد حجّة الوداع حتّى مرض مرضه الذي توفّي فيه في المدينة المنوّرة يوم الاثنين
الثامن والعشرين من شهر صفر ، وقيل في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة ١١ ه ،
ودفن فيها ، ومرقده الشريف أقدس ضريح لدى مسلمي العالم.
وبوفاته فقدت
الإنسانيّة أشرف وأنبل مصلح ومنقذ لها من براثن الشرك والجهل والعبوديّة والعمى ،
وبرحيله إلى الملكوت الأعلى خسرت البشريّة أشجع الناس طرّا ، وأعظمهم بلاغة
وفصاحة.
أنجب من زوجته
الأولى السيّدة خديجة بنت خويلد : القاسم وعبد الله وزينب ، ورقيّة وأمّ كلثوم
وسيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
وبعد وفاة
خديجة تزوّج بعدد من النساء لم ينجبن إلّا زوجته مارية بنت شمعون القبطيّة أمّ
ولده إبراهيم.
توفّي جميع
أولاده في حياته إلّا ابنته فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، والتي زوّجها بأمر من الله إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فولدت للإمام عليهالسلام الحسن والحسين وزينب وأمّ كلثوم ومحسّنا الذي أسقطته
عند هجوم الظالمين على دارها.
انحصرت نسبة
كلّ منتسب إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله بالإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام. أمّا معاجز النبيّ صلىاللهعليهوآله فكثيرة يصعب حصرها ، منها : القرآن المجيد الذي أعجز
الخلق من أن يأتوا بآية منه. وإرواؤه الكثيرين من الماء القليل ، وإخباره
بالكائنات قبل تواجدها ، وتحويله الماء المالح إلى ماء عذب ، وإطعامه الخلق الكثير
من الطعام القليل ، وغير ذلك من المعاجز الباهرة والكرامات الفائقة.
ومن الأعمال
المهمّة التي قام بها النبيّ صلىاللهعليهوآله إرساله الرسائل والكتب إلى الملوك والرؤساء
الذين عاصروه يدعوهم فيها إلى الدين الإسلاميّ الحنيف ، منها : رسالة إلى
كسرى ملك فارس ، ورسالة إلى قيصر ملك الروم ، ورسالة إلى النجاشيّ ملك الحبشة ،
وأخرى إلى المقوقس ملك مصر ، ورسالة إلى الحارث الغسّانيّ ملك الشام وغيرها.
القرآن العزيز والنبيّ المصطفى صلىاللهعليهوآله
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي
رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا ...) البقرة ٢٣.
(وَارْكَعُوا مَعَ
الرَّاكِعِينَ) البقرة ٤٣.
(وَلَقَدْ أَنْزَلْنا
إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ ...) البقرة ٩٩.
(إِنَّا أَرْسَلْناكَ
بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً ...) البقرة ١١٩.
(وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ
الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى ...) البقرة ١٢٠.
(قَدْ نَرى تَقَلُّبَ
وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ...) البقرة ١٤٤.
(وَمِنْ حَيْثُ
خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ...) البقرة ١٥٠.
(آمَنَ الرَّسُولُ
بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ...) البقرة ٢٨٥.
(قُلِ اللهُمَّ مالِكَ
الْمُلْكِ ...) آل عمران ٢٦.
(إِنَّ أَوْلَى
النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ ...) آل عمران ٦٨.
(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ
أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ ...) آل عمران ١٢١.
(لَيْسَ لَكَ مِنَ
الْأَمْرِ شَيْءٌ ...) آل عمران ١٢٨.
(وَما مُحَمَّدٌ
إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ...) آل عمران ١٤٤.
(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ
اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ
حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) آل عمران ١٥٩.
(وَما كانَ لِنَبِيٍّ
أَنْ يَغُلَّ ...) آل عمران ١٦١.
(لَقَدْ مَنَّ اللهُ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا
عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ...) آل عمران ١٦٤.
(الَّذِينَ
اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ...) آل عمران ١٧٢.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا ...) آل عمران ٢٠٠.
(وَجِئْنا بِكَ عَلى
هؤُلاءِ شَهِيداً) النساء ٤١.
(أَمْ يَحْسُدُونَ
النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ...) النساء ٥٤.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ...) النساء ٥٩.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ...) النساء ٦٠.
(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ
وَالرَّسُولَ ...) النساء ٦٩.
(وَأَرْسَلْناكَ
لِلنَّاسِ رَسُولاً) النساء ٧٩.
(إِنَّا أَنْزَلْنا
إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ ...) النساء ١٠٥.
(يَسْئَلُكَ أَهْلُ
الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ ...) النساء ١٥٣.
(إِنَّا أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ ...) النساء ١٦٣.
(يَسْئَلُونَكَ ما ذا
أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ ...) المائدة ٤.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ ...) المائدة ١١.
(إِنَّما جَزاءُ
الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ...) المائدة ٣٣.
(يا أَيُّهَا
الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ...) المائدة ٤١.
(إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ ...) المائدة ٥٥.
(يا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ...) المائدة ٦٧.
(وَلَوْ كانُوا
يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ ...) المائدة ٨١.
(وَإِنْ كانَ كَبُرَ
عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ ...) الأنعام ٣٥.
(وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ...) الأنعام ٥٢.
(وَإِذا جاءَكَ
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ...) الأنعام ٥٤.
(الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ...) الأعراف ١٥٧.
(أَوَلَمْ
يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) الأعراف ١٨٤.
(قُلْ لا أَمْلِكُ
لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ
الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ
وَما
مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف ١٨٨.
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ...) الأنفال ١.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ ...) الأنفال ٢٧.
(وَأَطِيعُوا اللهَ
وَرَسُولَهُ ...) الأنفال ٤٦.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ
حَسْبُكَ اللهُ ...) الأنفال ٦٤.
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ ...) الأنفال ٦٥.
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى ...) الأنفال ٧٠.
(هُوَ الَّذِي
أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ ...) التوبة ٣٣.
(عَفَا اللهُ عَنْكَ
لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ...) التوبة ٤٣.
(وَمِنْهُمُ الَّذِينَ
يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ...) التوبة ٦١.
(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ
أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ...) التوبة ٨٠.
(فَإِنْ رَجَعَكَ
اللهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ ...) التوبة ٨٣.
(وَلا تُصَلِّ عَلى
أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ ...) التوبة ٨٤.
(ما كانَ لِلنَّبِيِّ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ...) التوبة ١١٣.
(لَقَدْ تابَ اللهُ
عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ ...) التوبة ١١٧.
(أَنْ أَوْحَيْنا إِلى
رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ ...) يونس ٢.
(قالَ الَّذِينَ لا
يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ
لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى
إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) يونس ١٥.
(فَإِنْ كُنْتَ فِي
شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ ...) يونس ٩٤.
(أَفَمَنْ كانَ عَلى
بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ...) هود ١٧.
(نَحْنُ نَقُصُّ
عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ...) يوسف ٣.
(إِنَّما أَنْتَ
مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) الرعد ٧.
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ
بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ ...) الرعد ٣٢.
(وَيَقُولُ الَّذِينَ
كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً ...) الرعد ٤٣.
(وَلَقَدْ آتَيْناكَ
سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) الحجر ٨٧.
(فَاصْدَعْ بِما
تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) الحجر ٩٤.
(إِنَّا كَفَيْناكَ
الْمُسْتَهْزِئِينَ) الحجر ٩٥.
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ
أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) الحجر ٩٧.
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ
رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) الحجر ٩٨.
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ
حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) الحجر ٩٩.
(فَإِذا قَرَأْتَ
الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) النحل ٩٨.
(ادْعُ إِلى سَبِيلِ
رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ...) النحل ١٢٥.
(سُبْحانَ الَّذِي
أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ...) الإسراء ١.
(وَآتِ ذَا الْقُرْبى
حَقَّهُ ...) الإسراء ٢٦.
(وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ
عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً
مَيْسُوراً) الإسراء٢٨.
(وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ
مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ ...) الإسراء ٢٩.
(وَإِنْ كادُوا
لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ...) الإسراء ٧٣.
(وَلَوْ لا أَنْ
ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ ...) الإسراء ٧٤.
(إِذاً لَأَذَقْناكَ
ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ...) الإسراء ٧٥.
(وَإِنْ كادُوا
لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ ...) الإسراء ٧٦.
(سُنَّةَ مَنْ قَدْ
أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا ...) الإسراء ٧٧.
(أَقِمِ الصَّلاةَ
لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ ...) الإسراء ٧٨.
(وَمِنَ اللَّيْلِ
فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ ...) الإسراء ٧٩.
(وَقُلْ رَبِّ
أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ...) الإسراء ٨٠.
(وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ
وَزَهَقَ الْباطِلُ ...) الإسراء ٨١.
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ
الرُّوحِ ...) الإسراء ٨٥.
(وَلَئِنْ شِئْنا
لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ...) الإسراء ٨٦.
(إِنَّ فَضْلَهُ كانَ
عَلَيْكَ كَبِيراً) الإسراء ٨٧.
(قُلْ كَفى بِاللهِ
شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ...) الإسراء ٩٦.
(وَقُرْآناً
فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ ...) الإسراء ١٠٦.
(وَلا تَجْهَرْ
بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ...) الإسراء ١١٠.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ ...) الكهف ١.
(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ
نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ...) الكهف ٦.
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ
نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ...) الكهف ١٣.
(وَلا تَقُولَنَّ
لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً) الكهف ٢٣.
(وَاذْكُرْ رَبَّكَ
إِذا نَسِيتَ ...) الكهف ٢٤.
(وَاتْلُ ما أُوحِيَ
إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ ...) الكهف ٢٧.
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ
مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ...) الكهف ٢٨.
(طه) طه ١.
(ما أَنْزَلْنا
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) طه ٢.
(وَإِنْ تَجْهَرْ
بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ ...) طه ٧.
(وَلا تَعْجَلْ
بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ ...) طه ١١٤.
(وَلا تَمُدَّنَّ
عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً ...) طه ١٣١.
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ...) طه ١٣٢.
(وَما جَعَلْنا
لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ...) الأنبياء ٣٤.
(وَإِذا رَآكَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً ...) الأنبياء ٣٦.
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ
بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ ...) الأنبياء ٤١.
(قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ
بِالْوَحْيِ ...) الأنبياء ٤٥.
(وَما أَرْسَلْناكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) الأنبياء ١٠٧.
(قُلْ إِنَّما يُوحى
إِلَيَّ ...) الأنبياء ١٠٨.
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ
فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ) الحجّ ٤٢.
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ
قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى ...) الحجّ ٥٢.
(قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ) المؤمنون ١.
(الَّذِينَ هُمْ فِي
صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) المؤمنون ٢.
(وَالَّذِينَ هُمْ
عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) المؤمنون ٣.
(وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ
فاعِلُونَ) المؤمنون ٤.
(وَالَّذِينَ هُمْ
لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) المؤمنون ٥.
(إِلَّا عَلى
أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) المؤمنون ٦.
(وَالَّذِينَ هُمْ
لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) المؤمنون ٨.
(وَالَّذِينَ هُمْ
عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ) المؤمنون ٩.
(أُولئِكَ هُمُ
الْوارِثُونَ) المؤمنون ١٠.
(الَّذِينَ يَرِثُونَ
الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) المؤمنون ١١.
(لا تَجْعَلُوا دُعاءَ
الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ...) النور ٦٣.
(تَبارَكَ الَّذِي
نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ ...) الفرقان ١.
(وَقالُوا ما لِهذَا
الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ ...) الفرقان ٧.
(إِنْ تَتَّبِعُونَ
إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) الفرقان ٨.
(تَبارَكَ الَّذِي
إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً ...) الفرقان ١٠.
(وَما أَرْسَلْنا
قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ
وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ ...) الفرقان ٢٠.
(كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ
بِهِ فُؤادَكَ ...) الفرقان ٣٢.
(وَلا يَأْتُونَكَ
بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ ...) الفرقان ٣٣.
(وَهُوَ الَّذِي
خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ...) الفرقان ٥٤.
(لَعَلَّكَ باخِعٌ
نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) الشعراء ٣.
(وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) الشعراء ٢١٤.
(وَاخْفِضْ جَناحَكَ
لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الشعراء ٢١٥.
(وَلا تَحْزَنْ
عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) النمل ٧٠.
(فَتَوَكَّلْ عَلَى
اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) النمل ٧٩.
(إِنَّكَ لا تُسْمِعُ
الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ ...) النمل ٨٠.
(وَما أَنْتَ بِهادِي
الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ ...) النمل ٨١.
(إِنَّما أُمِرْتُ
أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ ...) النمل ٩١.
(وَأَنْ أَتْلُوَا
الْقُرْآنَ ...) النمل ٩٢.
(نَتْلُوا عَلَيْكَ
مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ ...) القصص ٣.
(إِنَّكَ لا تَهْدِي
مَنْ أَحْبَبْتَ ...) القصص ٥٦.
(أَفَمَنْ وَعَدْناهُ
وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ ...) القصص ٦١.
(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ ...) القصص ٨٥.
(وَما كُنْتَ تَرْجُوا
أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ ...) القصص ٨٦.
(وَلا تَدْعُ مَعَ
اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ...) القصص ٨٨.
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ ...) الأحزاب ١.
(وَاتَّبِعْ ما يُوحى
إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ...) الأحزاب ٢.
(وَتَوَكَّلْ عَلَى
اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) الأحزاب ٣.
(النَّبِيُّ أَوْلى
بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ...) الأحزاب ٦.
(وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ
النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ ...) الأحزاب ٧.
(وَإِذْ يَقُولُ
الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ
إِلَّا غُرُوراً) الأحزاب ١٢.
(وَيَسْتَأْذِنُ
فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ ...) الأحزاب ١٣.
(لَقَدْ كانَ لَكُمْ
فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ...) الأحزاب ٢١.
(قالُوا هذا ما
وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ ...) الأحزاب ٢٢.
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا
وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً) الأحزاب ٢٨.
(وَإِنْ كُنْتُنَّ
تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ ...) الأحزاب ٢٩.
(يا نِساءَ النَّبِيِّ
...) الأحزاب ٣٠.
(وَمَنْ يَقْنُتْ
مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ...) الأحزاب ٣١.
(يا نِساءَ النَّبِيِّ
لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ ...) الأحزاب ٣٢.
(وَأَطِعْنَ اللهَ
وَرَسُولَهُ ...) الأحزاب ٣٣.
(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ
وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ
الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ ...) الأحزاب ٣٦.
(وَإِذْ تَقُولُ
لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ...) الأحزاب ٣٧.
(فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ
مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها ...) الأحزاب ٣٧.
(ما كانَ عَلَى
النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ ...) الأحزاب ٣٨.
(ما كانَ مُحَمَّدٌ
أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ
اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) الأحزاب ٤٠.
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) الأحزاب ٤٥.
(وَلا تُطِعِ
الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ ...) الأحزاب ٤٨.
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ
وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ
عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ
وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ
النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ...)
الأحزاب ٥٠.
(تُرْجِي مَنْ تَشاءُ
مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ
فَلا جُناحَ عَلَيْكَ ...)
الأحزاب ٥١.
(لا يَحِلُّ لَكَ
النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ
أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ ...) الأحزاب ٥٢.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ
إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ ...)
الأحزاب ٥٣.
(كانَ يُؤْذِي
النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ ...) الأحزاب ٥٣.
(وَما كانَ لَكُمْ
أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ
أَبَداً ...) الأحزاب ٥٣.
(إِنَّ اللهَ
وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الأحزاب ٥٦.
(إِنَّ الَّذِينَ
يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ...) الأحزاب ٥٧.
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ ...) الأحزاب ٥٩.
(يَسْئَلُكَ النَّاسُ
عَنِ السَّاعَةِ ...) الأحزاب ٦٣.
(يس) يس ١.
(إِنَّكَ لَمِنَ
الْمُرْسَلِينَ) يس ٣.
(لِتُنْذِرَ قَوْماً
ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ) يس ٦.
(فَلا يَحْزُنْكَ
قَوْلُهُمْ ...) يس ٧٦.
(إِنَّا أَنْزَلْنا
إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ ...) الزمر ٢.
(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ
أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) الزمر ١١.
(وَأُمِرْتُ لِأَنْ
أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) الزمر ١٢.
(قُلْ إِنِّي أَخافُ
إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي ...) الزمر ١٣.
(قُلِ اللهَ أَعْبُدُ
مُخْلِصاً لَهُ دِينِي) الزمر ١٤.
(إِنَّكَ مَيِّتٌ
وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) الزمر ٣٠.
(وَيُخَوِّفُونَكَ
بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ...) الزمر ٣٦.
(قُلْ حَسْبِيَ اللهُ
عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) الزمر ٣٨.
(إِنَّا أَنْزَلْنا
عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ...) الزمر ٤١.
(وَما أَنْتَ
عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) الزمر ٤١.
(وَلَقَدْ أُوحِيَ
إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ ...) الزمر ٦٥.
(فَاصْبِرْ إِنَّ
وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ...) غافر ٥٥.
(فَاسْتَعِذْ بِاللهِ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) غافر ٥٦.
(قُلْ إِنِّي نُهِيتُ
أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ
مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ
لِرَبِّ
الْعالَمِينَ) غافر ٦٦.
(فَاصْبِرْ إِنَّ
وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ...) غافر ٧٧.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ ...) غافر ٧٨.
(كَذلِكَ يُوحِي
إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ ...) الشورى ٣.
(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا ...) الشورى ٧.
(وَالَّذِي أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ ...) الشورى ١٣.
(فَلِذلِكَ فَادْعُ
وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما
أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ...) الشورى ١٥.
(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ...) الشورى ٢٣.
(فَإِنْ أَعْرَضُوا
فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ...) الشورى ٤٨.
(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ...) الشورى ٥٢.
(أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ
الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ ...) الزخرف ٤٠.
(فَاسْتَمْسِكْ
بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ...) الزخرف ٤٣.
(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ
لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) الزخرف ٤٤.
(فَاصْفَحْ عَنْهُمْ
وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) الزخرف ٨٩.
(وَإِذْ صَرَفْنا
إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ ...) الأحقاف ٢٩.
(وَمِنْهُمْ مَنْ
يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ...) محمّد ١٦.
(وَاسْتَغْفِرْ
لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ...) محمّد ١٩.
(إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ ...) محمّد ٣٢.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ...) محمّد ٣٣.
(إِنَّا فَتَحْنا لَكَ
فَتْحاً مُبِيناً) الفتح ١.
(لِيَغْفِرَ لَكَ
اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ
وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) الفتح ٢.
(وَيَنْصُرَكَ اللهُ
نَصْراً عَزِيزاً) الفتح ٣.
(إِنَّا أَرْسَلْناكَ
شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) الفتح ٨.
(لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ
وَرَسُولِهِ ...) الفتح ٩.
(إِنَّ الَّذِينَ
يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ ...) الفتح ١٠.
(سَيَقُولُ لَكَ
الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ ...) الفتح ١١.
(بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ
لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ ...) الفتح ١٢.
(وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ
بِاللهِ وَرَسُولِهِ ...) الفتح ١٣.
(لَقَدْ رَضِيَ اللهُ
عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ...) الفتح ١٨.
(لَقَدْ صَدَقَ اللهُ
رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ ...) الفتح ٢٧.
(هُوَ الَّذِي
أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ ...) الفتح ٢٨.
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللهِ ...) الفتح ٢٩.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ...) الحجرات ١.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا
تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ ...) الحجرات ٢.
(إِنَّ الَّذِينَ
يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ...) الحجرات ٣.
(إِنَّ الَّذِينَ
يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ ...) الحجرات ٤.
(وَلَوْ أَنَّهُمْ
صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ ...) الحجرات ٥.
(وَاعْلَمُوا أَنَّ
فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ ...) الحجرات ٧.
(إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ...) الحجرات ١٥.
(بَلْ عَجِبُوا أَنْ
جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ...) ق ٢.
(فَاصْبِرْ عَلى ما
يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ...) ق ٣٩.
(وَمِنَ اللَّيْلِ
فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ) ق ٤٠.
(وَاسْتَمِعْ يَوْمَ
يُنادِ الْمُنادِ ...) ق ٤١.
(فَذَكِّرْ
بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ) ق ٤٥.
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ
فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ) الذاريات ٥٤.
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ
الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) الذاريات ٥٥.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ ...) الطور ٢١.
(فَذَكِّرْ فَما
أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ) الطور ٢٩.
(أَمْ يَقُولُونَ
شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) الطور ٣٠.
(قُلْ تَرَبَّصُوا
فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ) الطور ٣١.
(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ
رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) الطور ٤٨.
(وَمِنَ اللَّيْلِ
فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ) الطور ٤٩.
(ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ
وَما غَوى) النجم ٢.
(وَما يَنْطِقُ عَنِ
الْهَوى) النجم ٣.
(عَلَّمَهُ شَدِيدُ
الْقُوى) النجم ٥.
(ثُمَّ دَنا
فَتَدَلَّى) النجم ٨.
(فَكانَ قابَ
قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) النجم ٩.
(فَأَوْحى إِلى
عَبْدِهِ ما أَوْحى) النجم ١٠.
(ما كَذَبَ الْفُؤادُ
ما رَأى) النجم ١١.
(أَفَتُمارُونَهُ عَلى
ما يَرى) النجم ١٢.
(وَلَقَدْ رَآهُ
نَزْلَةً أُخْرى) النجم ١٣.
(لَقَدْ رَأى مِنْ
آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) النجم ١٨.
(فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ
تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا ...) النجم ٢٩.
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي
تَوَلَّى) النجم ٣٣.
(فَسَبِّحْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الْعَظِيمِ) الواقعة ٧٤.
(فَسَبِّحْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الْعَظِيمِ) الواقعة ٩٦.
(قَدْ سَمِعَ اللهُ
قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ...) المجادلة ١.
(إِنَّ الَّذِينَ
يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ...) المجادلة ٥.
(فَلا تَتَناجَوْا
بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ...) المجادلة ٩.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ ...) المجادلة ١٢.
(إِنَّ الَّذِينَ
يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ...) المجادلة ٢٠.
(يُوادُّونَ مَنْ
حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ...) المجادلة ٢٢.
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ...) الطلاق ١.
(رَسُولاً يَتْلُوا
عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ ...) الطلاق ١١.
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ...) التحريم ١.
(وَإِذْ أَسَرَّ
النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً ...) التحريم ٣.
(فَإِنَّ اللهَ هُوَ
مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ
ظَهِيرٌ) التحريم٤.
(عَسى رَبُّهُ إِنْ
طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ ...) التحريم ٥.
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ ...) التحريم ٩.
(ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ
رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) القلم ٢.
(وَإِنَّ لَكَ
لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) القلم ٣.
(وَإِنَّكَ لَعَلى
خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم ٤.
(فَسَتُبْصِرُ
وَيُبْصِرُونَ) القلم ٥.
(فَلا تُطِعِ
الْمُكَذِّبِينَ) القلم ٨.
(وَدُّوا لَوْ
تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) القلم ٩.
(وَلا تُطِعْ كُلَّ
حَلَّافٍ مَهِينٍ) القلم ١٠.
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ
رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ ...) القلم ٤٨.
(وَإِنْ يَكادُ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ
وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) القلم ٥١.
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ
أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ...) الجنّ ١.
(قُلْ إِنَّما
أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً) الجنّ ٢٠.
(قُلْ إِنِّي لا
أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً) الجنّ ٢١.
(قُلْ إِنِّي لَنْ
يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) الجنّ ٢٢.
(إِلَّا بَلاغاً مِنَ
اللهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ
خالِدِينَ فِيها أَبَداً) الجنّ ٢٣.
(يا أَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ) المزمّل ١.
(قُمِ اللَّيْلَ
إِلَّا قَلِيلاً) المزمّل ٢.
(أَوْ زِدْ عَلَيْهِ
وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) المزمّل ٤.
(إِنَّا سَنُلْقِي
عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) المزمّل ٥.
(إِنَّ لَكَ فِي
النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً) المزمّل ٧.
(وَاذْكُرِ اسْمَ
رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) المزمّل ٨.
(رَبُّ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً) المزمّل ٩.
(وَاصْبِرْ عَلى ما
يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) المزمّل ١٠.
(إِنَّا أَرْسَلْنا
إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ ...) المزمّل ١٥.
(إِنَّ رَبَّكَ
يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ
...) المزمّل ٢٠.
(يا أَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ) المدّثّر ١.
(قُمْ فَأَنْذِرْ) المدّثّر ٢.
(وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) المدّثّر ٣.
(وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) المدثّر ٤.
(وَالرُّجْزَ
فَاهْجُرْ) المدثر ٥.
(وَلا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِرُ) المدثر ٦.
(وَلِرَبِّكَ
فَاصْبِرْ) المدثر ٧.
(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ
لِتَعْجَلَ بِهِ) القيامة ١٦.
(فَإِذا قَرَأْناهُ
فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) القيامة ١٨.
(سَبِّحِ اسْمَ
رَبِّكَ الْأَعْلَى) الأعلى ١.
(سَنُقْرِئُكَ فَلا
تَنْسى) الأعلى ٦.
(وَنُيَسِّرُكَ
لِلْيُسْرى) الأعلى ٨.
(فَذَكِّرْ إِنْ
نَفَعَتِ الذِّكْرى) الأعلى ٩.
(ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ
وَما قَلى) الضحى ٣.
(وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ
لَكَ مِنَ الْأُولى) الضحى ٤.
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضى) الضحى ٥.
(أَلَمْ يَجِدْكَ
يَتِيماً فَآوى) الضحى ٦.
(وَوَجَدَكَ ضَالًّا
فَهَدى) الضحى ٧.
(وَوَجَدَكَ عائِلاً
فَأَغْنى) الضحى ٨.
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ
فَلا تَقْهَرْ) الضحى ٩.
(وَأَمَّا السَّائِلَ
فَلا تَنْهَرْ) الضحى ١٠.
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ
رَبِّكَ فَحَدِّثْ) الضحى ١١.
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ) الانشراح ١.
(وَوَضَعْنا عَنْكَ
وِزْرَكَ) الانشراح ٢.
(الَّذِي أَنْقَضَ
ظَهْرَكَ) الانشراح ٣.
(وَرَفَعْنا لَكَ
ذِكْرَكَ) الانشراح ٤.
(فَإِذا فَرَغْتَ
فَانْصَبْ) الانشراح ٧.
(وَإِلى رَبِّكَ
فَارْغَبْ) الانشراح ٨.
(إِنَّا أَعْطَيْناكَ
الْكَوْثَرَ) الكوثر ١.
(فَصَلِّ لِرَبِّكَ
وَانْحَرْ) الكوثر ٢.
(إِنَّ شانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ) الكوثر ٣.
(وَرَأَيْتَ النَّاسَ
يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) النصر ٢.
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ
رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) النصر ٣.
__________________
__________________
مخشيّ بن حمير
هو مخشيّ ،
وقيل : مخشن بن حمير ، وقيل : حصين الأنصاريّ ، الأشجعيّ ، السلميّ.
أحد أصحاب
النبيّ صلىاللهعليهوآله من الأنصار.
كان في أوّل
أمره من المنافقين ، ومن مؤسّسي مسجد الضرار ، سار مع النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى
__________________
تبوك ، ثمّ تاب وحسنت توبته ، وسأل النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يغيّر اسمه ، فسمّاه صلىاللهعليهوآله : عبد الله بن عبد الرحمن.
سأل الله أن
يستشهد في سبيله ، فقتل يوم اليمامة شهيدا ولم يوجد له أثر.
القرآن الكريم ومخشيّ
شملته الآية ٦٥
من سورة التوبة : (وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ....)
كان ثلاثة من
المنافقين اثنان منهم يستهزءان بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، والثالث كان المترجم له يضحك ، فتاب وغفر الله له ،
فشملته الآية ٦٦ من سورة التوبة : (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ
كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ ....)
مرارة بن الربيع
هو مرارة ،
وقيل ، مرار بن الربيع ، وقيل : ربعي ، وقيل : ربيعة بن عديّ بن زيد بن عمرو بن
زيد بن جشم الأنصاريّ ، الأوسيّ ، الخزرجيّ ، العمريّ ، من أبناء عمرو بن
__________________
عوف ، وقيل : كان من قضاعة ، وحالف بني عمرو بن عوف.
صحابيّ ، أسلم
وشهد بدرا.
كان أحد
البكّائين الذين كانوا لا يجدون ما ينفقون ، وتخلّف عن غزوة تبوك ، ثمّ ندم فتاب
الله عليه.
القرآن الكريم ومرارة بن الربيع
لتخلّفه عن
غزوة تبوك نزلت فيه وفي آخرين تخلّفوا عنها الآية ٩٥ من سورة النساء :
(لا يَسْتَوِي
الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ....)
وشملته الآية
٩١ من سورة التوبة : (لَيْسَ عَلَى
الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما
يُنْفِقُونَ حَرَجٌ ....)
والآية ١٠٦ من
السورة السابقة : (وَآخَرُونَ
مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ ....)
ولمّا تخلّف هو
وكعب بن مالك وهلال بن أميّة عن غزوة تبوك غضب عليهم النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فتنكّر لهم الناس ، ولم يكلّمهم أحد حتّى نساؤهم
وأهلهم ، ولمّا رأوا ذلك خرجوا من المدينة إلى جبل بالقرب منها يدعى ذنابا
واعتكفوا فيه ، صائمين نهارهم ، قائمين ليلهم ، متضرّعين إلى الله بأن يتوب عنهم ،
وبقوا على تلك الحالة خمسين ليلة ، ثمّ نزلت توبتهم على النبيّ صلىاللهعليهوآله حسب الآية ١١٧ من سورة التوبة : (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ
وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ
مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ
إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ.)
ولنفس السبب
السابق نزلت فيه وفي هلال بن أميّة وكعب بن مالك الآية ١١٨ من نفس السورة : (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ
خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ
عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ
ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.)
__________________
مرثد الغنويّ
هو مرثد بن أبي
مرثد كناز بن حصين ، وقيل : حصن بن يربوع بن عمرو بن يربوع بن خرشة بن سعد بن طريف
الغنويّ ، حليف بني هاشم ، وكان يعرف بدلول.
أحد صحابة
النبيّ صلىاللهعليهوآله.
__________________
هاجر إلى
المدينة ، وشهد بدرا وأحدا.
كان من أمراء
السرايا ، وكان رجلا شديدا يحمل الأسرى من مكّة إلى المدينة.
آخى النبيّ صلىاللهعليهوآله بينه وبين أوس بن الصامت.
في يوم بدر كان
راكبا فرسا يقال له : السبل.
في شهر صفر سنة
٤ ه ، وقيل : سنة ٣ ه وبعد واقعة الرجيع طلب جماعة من أهل الرجيع ـ وهو ماء
لهذيل ـ من النبيّ صلىاللهعليهوآله بأن يرسل إليهم من يفقّههم في الدين ويعلّمهم شرائع
الإسلام ، فأرسل إليهم النبيّ صلىاللهعليهوآله جماعة ، وأمّر عليهم المترجم له ، فلمّا وصلوا إلى
الرجيع غدروا بهم ، واستصرخوا عليهم بني لحيان ، فقتلوا مرثدا.
وبعد مقتله
رثاه وأصحابه حسّان بن ثابت بقوله :
صلّى الإله
على الذين تتابعوا
|
|
يوم الرجيع ،
فأكرموا وأثيبوا
|
رأس السريّة
مرثد وأميرهم
|
|
وابن البكير
أمامهم وخبيب
|
القرآن العزيز ومرثد الغنويّ
بعثه النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى مكّة ليخرج أناسا من المسلمين كانوا قد أسروا بها ،
فلمّا دخلها قدمت عليه عناق القرشيّة ، وكانت امرأة كافرة زانية ، وعلى جانب كبير
من الحسن والجمال ، وكان يأتيها في الجاهليّة ويهواها ، فلمّا أسلم تركها ، فأتته
قائلة : ويحك يا مرثد! ألا نخلو؟ فقال لها : إنّ الإسلام قد حال بيني وبينك ،
وحرّمه علينا ، ولكن إن شئت تزوّجتك ـ إذا رجعت إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله استأذنته في ذلك ثمّ تزوّجتك ـ فقالت له : أنت تتبرّم ،
ثمّ استغاثت عليه ، فضربوه ضربا مبرّحا ، ثمّ خلوا سبيله ، فلمّا رجع إلى المدينة
أعلم النبيّ صلىاللهعليهوآله بما كان من أمره مع عناق ، ثمّ سأل النبيّ صلىاللهعليهوآله قائلا : يا رسول الله! أيجوز لي الزواج منها؟ فنزلت
الآية ٢٢١ من سورة البقرة : (وَلا تَنْكِحُوا
الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ
....)
__________________
مرداس بن نهيك
هو مرداس بن
نهيك ، وقيل : عمرو الفدكيّ ، الفزاريّ ، وقيل : الغطفانيّ ، الضمريّ.
كان من يهود
فدك فأسلم.
في سنة ٧ ه
قتله أسامة بن زيد.
__________________
القرآن المجيد ومرداس بن نهيك
بعد واقعة خيبر
أرسل النبيّ صلىاللهعليهوآله أسامة بن زيد على رأس جيش إلى إحدى قرى اليهود بالقرب
من فدك ليدعوهم إلى الإسلام ، وكان فيهم المترجم وكان قد أسلم ، فشهر أسامة عليه
السلاح ، فقال مرداس : أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله رسول الله ، ولكنّ أسامة لم يبال بتقوّله الشهادتين
فقتله ، فنزلت فيه الآية ٩٤ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا
تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ....)
مريم أخت موسى بن عمران عليهاالسلام
هي مريم ، وقيل
: كلثم ، وقيل : كلثمة بنت عمران بن قاهث بن لاوي ابن نبيّ الله يعقوب عليهالسلام.
__________________
أخت موسى
وهارون ابني عمران ، وزوجة كلاب ، وقيل : كالب بن يوفنة ، وقيل : كانت مخطوبة
لقارون ، ولمّا ارتدّ لم يتزوّج منها ، وظلّت باكرة إلى آخر عمرها ، وكانت امرأة
جليلة.
لمّا ألقت أمّ
موسى عليهالسلام ابنها موسى عليهالسلام في نهر النيل إطاعة لأمر الله بعثت بأخته مريم ـ المترجم
لها ـ لتقتفي أثره ، فتابعته حتّى تأكّدت من التقاطه من الماء ، وإدخاله إلى قصر
فرعون مصر.
وبصورة من
الصور تمكّنت مريم من الوصول إلى بلاط فرعون ، والاجتماع بآسية بنت مزاحم زوجة
فرعون ، ولمّا كان موسى الرضيع يرفض كلّ ثدي يريد إرضاعه اقترحت مريم على آسية بأن
يستدعوا له مرضعة من بني إسرائيل عسى أن يقبل الرضاع منها ، فلقي اقتراحها تأييدا
من البلاط الفرعونيّ ، فجاءت مريم بأمّها وأمّ موسى عليهالسلام لترضعه ، والبلاط لا يعلم بأنّ المرضعة الجديدة هي أمّه
، فأقبل موسى عليهالسلام على ثديها ففرحوا بذلك ، ودفعوا الطفل لها لتتولّى
إرضاعه ، فأصبحت الأمّ موضع رعاية وعناية القصر الفرعونيّ.
يقال : إنّها
برصت وابيضّ جسمها كالثلج ؛ لأنّها تغطرست على أخيها موسى عليهالسلام ؛ لأجل زوجته الزنجيّة ، فتضرّع موسى عليهالسلام إلى الله ليطهّرها ، فشفيت وطهرت وعادت على ما كانت
عليه.
ويقال : لمّا
نزل موسى عليهالسلام والإسرائيليّون بجانب الطور وسبحوا الله بالتسبيح شكرا
له على هلاكه لفرعون وجنوده كانت مريم تأخذ الدفّ بيدها ونساء بني إسرائيل في
أثرها بالدفوف والطبول ، وهي تردّد : سبحان الربّ القهّار الذي قهر الخيول
وركبانها ألقاها في البحر.
ولمّا جاء بنو
إسرائيل إلى البرّ المعروف بصين كانت مريم معهم ، ولم تزل معهم حتّى توفّيت بذلك
البرّ ودفنت هناك ، ويقال : توفّيت في قاديس قبل وفاة أخويها موسى عليهالسلام وهارون عليهالسلام. كانت إحدى النساء الأربع اللاتي نزلن من السماء
لمساعدة خديجة بنت خويلد عليهاالسلام عند ولادتها لفاطمة الزهراء عليهاالسلام.
قال النبيّ
الأكرم محمد صلىاللهعليهوآله : «إنّها من نساء الجنّة».
القرآن العزيز ومريم أخت موسى بن عمران عليهاالسلام
أمّا الآيات
التي تحدّثت عنها فهي : طه ٤٠ (إِذْ تَمْشِي
أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ ....)
القصص ١١ (وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ
فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ.)
القصص ١٢ (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ
قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ
لَهُ ناصِحُونَ.)
__________________
مريم بنت عمران عليهاالسلام
هي مريم بنت
عمران ـ ويسمّيه المسيحيّون يوهاكين أويو عاشيم ـ ابن ماثان بن العازر بن اليود بن
أخنز بن صادوق بن عيازوز بن الياقيم ، وينتهي نسبها إلى نبيّ الله سليمان بن داود عليهماالسلام ، وأمّها حنّة ، وقيل : حنّانة ، وقيل : مرتا ، ويسمّيها
المسيحيّون آنايا ، وهي بنت فاقود بن قبيل ، ومعنى مريم العابدة.
هي أمّ نبيّ
الله عيسى المسيح عليهالسلام ، عرفت بين قومها بكثرة العبادة والتقوى والزهد
والطهارة والصفات الحميدة ، وهي من نساء الجنّة ، وكانت قدماها قد تفطّرتا من كثرة
قيامها في صلواتها.
كان أبوها
عمران من عظماء بني إسرائيل ، ومن علمائهم وصاحب صلاتهم ، وكانت أمّها لا تحبل ،
فنذرت لله إن هي حبلت تجعل وليدها من خدّام بيت المقدس ، فلمّا حبلت بها وأولدتها
جعلتها من خدّام معبد سليمان عليهالسلام ببيت المقدس ، وسمّتها مريم ، ولم يمض طويلا على ولادتها
حتّى مات أبوها ، وقيل : مات وهي في بطن أمّها.
قدّمتها أمّها
إلى سدنة معبد الهيطل ، وكان من بينهم زكريّا والد يحيى عليهالسلام ، وكان زوجا لخالة مريم عليهاالسلام ، فقبل كفالتها ورعايتها وتربيتها.
اتّخذ لها
زكريّا محرابا في المسجد ؛ لتقضي أوقاتها فيه ، ولا يدخله عليها أحد
__________________
سواه ، فكانت تسبّح الله وتعبده ليلها ونهارها ، وإذا جاءت نوبتها تقوم
بخدمة البيت وسدانته.
في المدّة التي
قام زكريّا برعايتها ظهرت منها معاجز وكرامات ، كتواجد فاكهة الشتاء في فصل الصيف
، وفاكهة الصيف في فصل الشتاء ، فكان زكريّا يسألها عن ذلك ، فكانت تجيبه بأنّه من
عند ربّها الذي يرزق من يشاء بغير حساب.
كان الله
سبحانه وتعالى يوحي إليها عن طريق الملائكة بأنّه قد اصطفاها ، وطهّرها من الأرجاس
والأدناس والخبائث ، وكان عزّ اسمه يشجّعها ويحثّها على عبادته وطاعته والقنوت له.
نشأت عليهاالسلام في جو يسوده الطهر والعفاف ، بعيدا عن كلّ دنس وموبق ،
واستمرّت على ذلك طوال حياتها.
ولمّا بلغت
مبلغ النساء وصار عمرها ١٣ سنة ، وقيل : ٢٠ سنة ، وفي أحد الأيّام وهي مشغولة في
عبادة ربّها ، مطمئنة بحراستها من قبل الله عزوجل ، وإذا بجبريل عليهالسلام يدخل عليها على هيئة فتى ، فرهبت منه ، وأخذها الخوف
والرعب من دخوله عليها ، وظنّت بأنّه يريد بها سوءا وقبحا ، فاستعاذت بالله منه ،
فأخبرها بأنّه رسول ربّها إليها ليهب لها غلاما ، فعجبت من قوله حيث لم يمسّها أحد
في الرجال ، فذكّرها بقدرة الله وعظمته وإرادته في كلّ الأمور ، فنفخ في جيب ثوبها
فحملت من ساعتها ، ثمّ أخبرها جبريل عليهالسلام بأنّ الذي في بطنها ذكر ويسمّى المسيح عيسى عليهالسلام ، وسوف يكون نبيّا مقرّبا من السماء ، ووجيها في الدنيا
والآخرة ، وستكون له معاجز وآيات ، وسببا لخلاص أمّة بأكملها من مستنقعات الرذيلة
والشرّ والضلال ، والرفعة بهم إلى سلالم الخير والفضيلة.
استمرّت في
حملها سبعة أشهر ، وقيل : ستّة أشهر ، وقيل : ثمانية أشهر ، وقيل : كانت مدّة
حملها ساعة واحدة ، وقيل : تسع ساعات ، وبعد مضي تلك المدّة التي طالت أو قصرت
ولدت عيسى عليهالسلام بمدينة بيت لحم في فلسطين ، فلمّا ولدته خافت من لوم
اللائمين من قومها ، واتّهامها بالفاحشة ، فجاءها النداء من السماء أن لا تحزني
ولا تخافي ممّا يقولون ، وقولي لهم : إنّي نذرت لله صوما عن الكلام ، فلن
أكلّم أحدا من الناس ، وإنّ الله سبحانه سيدافع عنك ، ويبرهن على طهارتك وعفّتك.
وعند ولادتها
لم يكن لها بيت في بيت لحم تأوي إليه للولادة ، فدخلت أحد أمكنة الرعاة الذين
كانوا قد ذهبوا بمواشيهم للرعي ، فولدت فيه ، ويقال : إنّها جاءت إلى بيت لحم ـ مع
أحد أبناء عمومتها أو ابن خالها يوسف بن يعقوب النجّار ؛ لإثبات اسميهما في دفاتر
إحصاء النفوس بموجب أوامر صدرت من أوغسطين ملك ذلك العصر ـ فولدت عيسى عليهالسلام.
لمّا دخلت على
قومها وهي تحمل وليدها عيسى عليهالسلام قابلوها بالازدراء والعنف واللوم ، واتّهموها بالزنى
والفاحشة والإثم ، فأشارت إلى عيسى عليهالسلام وهو في المهد ، طالبة توجيه أسئلتهم إليه ، فتعجّبوا من
طلبها بتكليم طفل في المهد ، فلم يمهلهم عيسى عليهالسلام حتّى أخذ بالدفاع عن أمّه وعن براءتها ونزاهتها ، ثمّ
أخبرهم بأنّه سيكون نبيّا عالما يأتيه الله الكتاب من السماء.
إنّ الملك
هيرودس أصدر أمرا بقتل كلّ طفل يوجد في بيت لحم ، فعند ذاك رحل يوسف النجّار ومريم
عليهاالسلام وطفلها عيسى عليهالسلام إلى مصر خوفا من بطش هيرودس بعيسى عليهالسلام ، فدخلوا مصر واستقرّوا بها في مدينة عين شمس مدّة ١٢
سنة ، فلمّا هلك الملك رجعوا إلى فلسطين.
ولم تزل مواظبة
على ولدها في تربيته ونشأته حتّى بلغت ٥١ سنة فتوفّيت في مصر.
لها جملة من
الألقاب كالعذراء والقدّيسة والبتول وغيرها.
قال النبيّ
المصطفى صلىاللهعليهوآله عنها : «إنّها من نساء الجنّة».
وكانت من جملة
النساء اللواتي حضرن لمساعدة خديجة الكبرى عليهاالسلام ـ زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ عند ولادتها لفاطمة الزهراء عليهاالسلام.
القرآن العزيز ومريم بنت عمران
(فَلَمَّا وَضَعَتْها
قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ
الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي
سَمَّيْتُها
مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ ...) آل عمران ٣٦.
(فَتَقَبَّلَها
رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا
كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا
مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ...) آل عمران ٣٧.
(وَإِذْ قالَتِ
الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى
نِساءِ الْعالَمِينَ) آل عمران ٤٢.
(يا مَرْيَمُ اقْنُتِي
لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) آل عمران ٤٣.
(إِذْ يُلْقُونَ
أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ...) آل عمران ٤٤.
(إِذْ قالَتِ
الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ
الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ...)
آل عمران ٤٥.
(قالَتْ رَبِّ أَنَّى
يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ...) آل عمران ٤٧.
(وَبِكُفْرِهِمْ
وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً) النساء ١٥٦.
(إِنَّمَا الْمَسِيحُ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ ...) النساء ١٧١.
(وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ
كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ ...) المائدة ٧٥.
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ مَرْيَمَ ...) مريم ١٦.
(قالَتْ إِنِّي
أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) مريم ١٨.
(قالَ إِنَّما أَنَا
رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا) مريم ١٩.
(قالَتْ أَنَّى
يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) مريم ٢٠.
(فَحَمَلَتْهُ
فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا) مريم ٢٢.
(فَأَجاءَهَا
الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ
نَسْياً مَنْسِيًّا) مريم ٢٣.
(فَناداها مِنْ
تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) مريم ٢٤.
(وَهُزِّي إِلَيْكِ
بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) مريم ٢٥.
(فَكُلِي وَاشْرَبِي
وَقَرِّي عَيْناً ...) مريم ٢٦.
(فَأَتَتْ بِهِ
قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا) مريم ٢٧.
(يا أُخْتَ هارُونَ ما
كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) مريم ٢٨.
(فَأَشارَتْ إِلَيْهِ
...) مريم ٢٩.
(وَبَرًّا بِوالِدَتِي
...) مريم ٣٢.
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ
فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً
لِلْعالَمِينَ) الأنبياء ٩١.
(وَجَعَلْنَا ابْنَ
مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) المؤمنون ٥٠.
(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ
عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ
بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) التحريم ١٢.
__________________
مسطح بن أثاثة
هو أبو عبّاد ،
وقيل : أبو عبد الله عوف ، المشهور بمسطح بن أثاثة بن عبّاد بن المطّلب ابن عبد
مناف بن قصيّ القرشيّ ، المطّلبيّ ، وأمّه سلمى بنت أبي رهم بن المطلّب وهي
__________________
ابنة خالة أبي بكر بن أبي قحافة.
صحابيّ مهاجر ،
ومن أشراف وشجعان قومه.
شهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله بدرا وأحدا وبقيّة المشاهد.
كان من الذين
اتّهموا عائشة بنت أبي بكر بالفاحشة وقذفوها ، فجلده النبيّ صلىاللهعليهوآله.
كان فقير الحال
، وكان أبو بكر يعينه في معاشه وينفق عليه ، فلمّا صارت قضيّة الإفك أقسم أبو بكر
أن يقطع عنه معونته. صحب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وشهد معه واقعة صفّين ، وقيل : لم يشهدها. وتوفّي قبل
تلك الوقعة سنة ٣٧ ه ، وقيل : سنة ٣٤ ه ، وهو ابن ٥٦ سنة.
القرآن المجيد ومسطح بن أثاثة
بعد أن اشترك
في الإفك على عائشة نزلت فيه وفي آخرين الآية ١١ من سورة النور : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ ...) وبعد أن أقسم أبو بكر بأن يقطع عنه معونته نزلت فيه وفي
أبي بكر الآية ٢٢ من سورة النور : (وَلا يَأْتَلِ
أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى
وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ ...) فرجع أبو بكر إلى النفقة.
__________________
مسيكة
هي مسيكة ،
وقيل : مسكة من جواري عبد الله بن أبي المنافق. كان عبد الله بن أبي يكرهها في
الجاهليّة على الزنى ؛ لضريبة كان يأخذها منها ، فلمّا أسلمت امتنعت عن الزنى
وقالت : والله لا أزني ، فإنّه إن كان خيرا فقد استكثرت منه ، وإن كان شرّا فيجب
أن أدعه ، ولكنّ عبد الله كان يكرهها على ذلك ، فشكته إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فمنعها من ذلك.
__________________
القرآن العظيم ومسيكة
بعد أن امتنعت
مسيكة عن الزنى ، وشكت عبد الله إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله نزلت فيها الآية ٣٣ من سورة النور : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى
الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً ....)
مسيلمة الكذّاب
هو أبو ثمامة ،
وقيل : أبو ثمالة مسيلمة ، وقيل : مسلمة بن ثمامة بن كبير ، وقيل : كثير بن حبيب
بن الحارث بن عبد الحارث الحنفيّ نسبة إلى بني حنيفة بن لجيم ، الوائليّ ، المعروف
برحمان اليمامة ، وأمّه كبشة بنت الحارث بن كريز ، وقيل : اسمه هارون ، ومسيلمة
لقب له. أحد دجّالي التأريخ ، وكان داعية كذّابا كافرا ، عاصر النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله ؛ ادّعى باليمامة أنّ الله بعثه نبيّا وأوحى إليه ،
وكانت زوجته سجاح بنت الحارث بن سويد ادّعت النبوّة أيضا.
كان يقوم
بأعمال خارقة كإدخال البيضة في قارورة ، وإرجاع الريش المنتوف من بدن الطيور إليها
، وطيرانها في الجوّ.
كان يتكهّن
ويسجع الجمل والعبارات مضاهيا للقرآن.
ولد ونشأ
باليمامة في قرية بوادي حنيفة ، وكانت في الجاهليّة تعرف بالرحمن.
__________________
في أواخر سنة
١٠ ه قدم على النبيّ صلىاللهعليهوآله وفد بني حنيفة وفيهم المترجم له ، وهو شيخ كبير ،
فاجتمع برسول الله صلىاللهعليهوآله ثمّ رجع إلى اليمامة وادّعى النبوّة ، وادّعى أنّه شريك
النبيّ صلىاللهعليهوآله في نبوّته ، فبايعه بنو حنيفة وصدّقوا نبوّته ، فلقّبه
النبيّ صلىاللهعليهوآله بالكذّاب.
ثمّ كتب رسالة
إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله جاء فيها : من مسيلمة رسول الله إلى محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أمّا بعد ، فإنّي قد أشركت معك في الأمر ، وإنّ لنا
نصف الأرض ولقريش نصفها ، ولكنّ قريشا قوم يعتدون.
فأجابه النبيّ صلىاللهعليهوآله : «بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى مسيلمة الكذّاب ، أمّا بعد ، فالسلام على من اتّبع
الهدى ، فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين».
بعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله أعلن عن دعوته باليمامة ، واستفحل أمره ، ففي سنة ١١ ه
، وقيل : سنة ١٢ ه بعث أبو بكر بن أبي قحافة جيشا بقيادة خالد بن الوليد إلى
اليمامة لمحاربة مسيلمة الذي كان يقود جيشا قوامه أكثر من أربعين ألف مقاتل ، وبعد
معارك عديدة تمكّن أحد قادة جيش خالد المدعوّ البراء بن مالك ، وقيل : وحشيّ بن
حرب ، وقيل غيرهما من قتل مسيلمة بعقرباء ـ منزل من أرض اليمامة ـ وإيقاع الهزيمة
بجيشه ، ويوم هلاكه كان عمره ١٥٠ سنة.
ومن كلامه الذي
كان يدّعي أنّه يوحى إليه : يا ضفدع بنت ضفدعة نقّي ما تنقّين ، أعلاك في الماء وأسفلك
في الطين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدّرين.
ومن الوحي الذي
كان يدّعي أنّه يوحى إليه : والمبديات زرعا ، والحاصلات حصدا ، والذاريات قمحا ،
والطاحنات طحنا ، والخابزات خبزا ، والثاردات ثردا ، واللاقمات لقما ، إهالة وسمنا
، لقد فضّلتم على أهل الوبر ، وما سبقكم أهل المدر.
قال له أحدهم :
أمرر يديك على أولاد قومك من بني حنيفة كما يفعل محمّد صلىاللهعليهوآله ، ففعل مسيلمة ذلك ، وأمرّ يده على رءوسهم وحنّكهم ،
فقرع كلّ صبيّ مسح رأسه ، ولثغ كلّ صبيّ حنّكه.
لمّا تنبّأ
وادّعى نزول الوحي عليه أرفق بقومه الذين صدّقوه ، فوضع عنهم الصلاة ،
وأحلّ لهم الخمر والزنى وغيرها من المحرّمات والموبقات.
القرآن العظيم ومسيلمة
نزلت فيه بعد
أن كذّب على الله ورسوله وادّعى أنّه يوحى إليه الآية ٩٣ من سورة الأنعام : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى
اللهِ كَذِباً ....)
ولنفس الأسباب
السابقة نزلت فيه الآية ٢٢٢ من سورة الشعراء : (تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ
أَفَّاكٍ أَثِيمٍ.)
__________________
مصا
هو مصا ، وقيل
: مضأة ، وقيل : حسا ، وقيل : مسا ، من ملوك ورؤساء الجنّ الذين استمعوا إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو يقرأ القرآن بوادي مجنّة ، وقيل بقرية بطن النخل من
قرى المدينة المنوّرة ، وكانوا من أهل نصيبين ، ويدينون بدين موسى بن عمران عليهالسلام.
أخذوا ينصتون
إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو يتلو القرآن ، فلمّا فرغ ذهبوا إلى قومهم وأخبروهم
بأنّهم سمعوا آيات من كتاب سماويّ نزل بعد نبيّ الله موسى عليهالسلام ، ويصدّق التوراة ، ويهدي إلى الحقّ والصراط المستقيم ،
ونزل ذلك الكتاب على نبيّ الإسلام المدعو محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله. فطلبوا من قومهم أن يسلموا ويدخلوا في دينه ، فأجابهم
__________________
قومهم إلى ذلك ، فجاءوا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وأسلموا على يديه ، فأخذ النبيّ صلىاللهعليهوآله يعلّمهم شرائع الإسلام ، ثمّ أمر الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بأن يفقّههم في الدين.
القرآن المجيد ومصا وجماعته من الجنّ
لقد شملته
الآيتان الآتيتان : الأحقاف ٢٩ (وَإِذْ صَرَفْنا
إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ....)
الجنّ ١ (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ
نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ....)
مصعب بن عمير
هو أبو عبد
الله ، وقيل : أبو محمّد مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ
بن كلاب بن مرّة القرشيّ ، العبدريّ ، الداريّ ، وأمّه خناس بنت مالك بن المضرب ،
وكان يعرف بمصعب الخير.
صحابيّ فاضل ،
محارب شجاع.
كان من
السابقين إلى الإسلام ، أسلم والنبيّ صلىاللهعليهوآله في دار الأرقم ، فكتم إسلامه خوفا من أمّه وقومه.
كان أبواه
يحبّانه حبّا شديدا ، وكانت أمّه تكسوه أحسن الثياب ، وكان يرفل بالنعيم والثراء ،
ولمّا أسلم قاطعه أهله ، وتكدّرت حاله ، وأخذ يعيش في عسر وضنك.
كان يتردّد على
النبيّ صلىاللهعليهوآله سرّا ، فبصر به أحد المشركين وهو يصلّي فأخبر أمّه
وأهله فحبسوه مدّة إلى أن هرب منهم ، فهاجر إلى الحبشة ، وبعد أن عاد من الحبشة
إلى مكّة
__________________
هاجر إلى المدينة المنوّرة بعد العقبة الأولى ، وأخذ يعلّم الناس القرآن
والصلاة ويفقّههم في الدين ، فكان أهل المدينة يسمّونه بالمقرئ.
كان أوّل من
صلّى بالناس جماعة.
شهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله واقعة بدر الكبرى ، وفي سنة ٣ ه اشترك في واقعة أحد
ومعه لواء النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فحارب محاربة الأبطال حتّى استشهد في الحادي عشر من
شهر شوّال من نفس السنة ، وعمره يوم وفاته كان أربعين عاما ، قتله ابن قمئة
الليثيّ.
القرآن المجيد ومصعب بن عمير
في معركة أحد
لمّا أصيب هو وحمزة بن عبد المطّلب وشاهدا ما رزقهما الله من الخير قالا : ليت
إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير كي يزدادوا في الجهاد رغبة ، فنزلت الآية ١٦٩ من
سورة آل عمران : (وَلا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ.)
وشملته الآية
١٧٠ من نفس السورة : (فَرِحِينَ بِما
آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ
مِنْ خَلْفِهِمْ ...) والآية ١٧١ من السورة نفسها : (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ
وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ.)
ونزلت فيه وفي
أصحابه من المسلمين الآية ٢٣ من سورة الأحزاب : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ....)
وبعد أن قتل
أخاه عبيد بن عمير يوم أحد نزلت فيه الآية ٢٢ من سورة المجادلة : (لا تَجِدُ قَوْماً
يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ
وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ ....)
__________________
مطعم بن عديّ
هو أبو جبير
مطعم بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب القرشيّ ، النوفليّ.
من أشراف قريش
وعقلائهم ، وكان كافرا مشركا.
عاصر النبيّ صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة الإسلاميّة ، وكان من الذين وقفوا في وجه
__________________
النبيّ صلىاللهعليهوآله وعادوه ليصدّوه عن الدعوة.
كان في
الجاهليّة رئيسا لبني نوفل ، وقائدهم في حرب الفجار.
عند ما دخل
النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى مكّة تعهّد المترجم بحمايته من المشركين ، وأجاره
حتّى يطوف ويسعى.
قام مع جماعة
بنقض صحيفة قريش التي قاطعوا فيها النبيّ صلىاللهعليهوآله ومن والاه ، فقام إلى الصحيفة وشقّها.
كان وحشيّ قاتل
حمزة بن عبد المطّلب من غلمانه.
عمي في أواخر
أيّامه ، وهلك قبل واقعة بدر في شهر صفر سنة ٢ ه ، وعمره يومئذ بضع وتسعون سنة.
القرآن العزيز ومطعم بن عديّ
في أحد الأيّام
جاء المترجم له مع جماعة من المشركين إلى أبي طالب عليهالسلام وقالوا : لو أنّ ابن أخيك محمّدا صلىاللهعليهوآله يطرد عنه موالينا وعبيدنا وعسفاءنا ـ ويريدون بذلك
سلمان وبلالا وأمثالهما ـ كان أعظم في صدورنا ، وأطوع له عندنا ، وأدنى لاتباعنا
إيّاه وتصديقنا له ، فأتى أبو طالب عليهالسلام إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وأخبره بما كلّموه ، فنزلت جوابا لهم الآية ٥٢ من سورة
الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ....)
__________________
معاذ بن جبل
أبو عبد الرحمن
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عديّ بن كعب بن عمرو الأنصاريّ ، الخزرجيّ
، السلميّ ، الجشميّ ، المدنيّ ، وأمّه هند بنت سهل بن جهينة. أحد صحابة رسول الله
صلىاللهعليهوآله الأجلّاء ، وكان من فقهائهم.
أسلم وعمره
ثماني عشرة سنة ، وشهد العقبة مع النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وشهد بدرا وبقيّة المشاهد ، وشارك جماعة في تكسير
آلهة بني سلمة.
آخى النبيّ صلىاللهعليهوآله بينه وبين عبد الله بن مسعود ، وقيل : بينه وبين جعفر
بن أبي طالب.
اتّخذه النبيّ صلىاللهعليهوآله كاتبا من كتّابه ، وجعله يفتي ويقضي بين الناس ، فأرسله
سنة ١٠ ه إلى اليمن وحضرموت ليقضي بين أهلها ، ولم يزل بها حتّى توفّي النبيّ صلىاللهعليهوآله.
كان من الذين
جمعوا القرآن في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله.
بعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله شارك جماعة في كتابة صحيفة اشترطوا فيها إزالة الإمامة
عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
أيّام حكومة
عمر بن الخطّاب اشترك في فتوحات بلاد الشام ، ولم يزل بها حتّى توفّي أيّام طاعون
عمواس سنة ١٨ ه ، وقيل : سنة ١٧ ه ، وعمره يومئذ ٣٨ سنة ، وقيل : ٣٣ سنة ، وقيل
: ٣٤ سنة ، وقيل : ٢٨ سنة ، وقيل : ٣٦ سنة ، ودفن في غور الأردنّ.
__________________
روي عن عبد
الرحمن بن غنم الأزديّ أنّه قال : سمعت معاذا ـ حين احتضر وليس معه في البيت غيري
ـ يقول : ويل لي ، ويل لي ، فقلت له : ممّ؟ قال : من موالاتي عتيقا وعمر على خليفة
رسول الله صلىاللهعليهوآله ووصيّه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقلت : إنّك لتهجر فقال : يا بن غنم! هذا رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام يقولان : أبشر بالنار وأصحابك ، أفليس قلتم إن مات رسول
الله صلىاللهعليهوآله زوينا الخلافة عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فلن تصل إليه؟ ثمّ قال معاذ : فاجتمعت أنا وأبو بكر
وعمرو أبو عبيدة وسالم مولى حذيفة ، فقلت : متى يا معاذ؟ قال : في حجّة الوداع ،
قلنا : نتظاهر على عليّ عليهالسلام ، فلا ينال الخلافة ما حيينا ، فلمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله قلت لهم : أكفيكم قومي الأنصار واكفوني قريشا ، ثمّ قلت
: يا معاذ! إنّك لتهجر ، فألصق خدّه إلى الأرض ، فما زال يدعو بالويل والثبور حتّى
مات.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
القرآن العظيم ومعاذ بن جبل
كان اليهود
يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلىاللهعليهوآله قبل مبعثه ، فلمّا بعثه الله كفروا به وجحدوا ما كانوا
يقولون فيه ، فقال لهم معاذ وبشر بن البراء : يا معشر اليهود! اتّقوا الله وأسلموا
، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمّد صلىاللهعليهوآله ونحن أهل شرك ، وتخبروننا أنّه مبعوث وتصفونه لنا بصفته
، فقال رجل من بني النضير : ما جاءنا بشيء نعرفه ، وما هو بالذي كنا نذكره لكم ،
فأنزل الله جوابا لليهود الآية ٨٩ من سورة البقرة : (وَلَمَّا جاءَهُمْ
كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ
يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا
بِهِ ....)
في أحد الأيّام
سأل معاذ وآخرون معه نفرا من أحبار اليهود عن بعض ما في التوراة ، فكتموهم إيّاه
وأبوا أن يخبروهم عنه ، فنزلت الآية ١٥٩ من نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما
أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى ....)
سأل المترجم له
وثعلبة بن غنم النبيّ صلىاللهعليهوآله : ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثمّ
يزيد حتّى يمتلئ ويستوي ، ثمّ لا يزال ينقص حتّى يعود كما بدا ، لا يكون
على حالة واحدة؟ فنزلت جوابا لهما الآية ١٨٩ من السورة نفسها : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ
هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ....)
وشملته الآية
٢١٩ من نفس السورة : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ ....)
وسبب نزولها هو
مجيء معاذ مع نفر من الأنصار إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا : أفتنا في الخمر والميسر ، فنزلت تلك الآية
جوابا لهم.
وشملته كذلك
تتمّة الآية ٢١٩ من نفس السورة : (وَيَسْئَلُونَكَ ما
ذا يُنْفِقُونَ ....)
والآية ٦٩ من
سورة آل عمران : (وَدَّتْ طائِفَةٌ
مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ....)
وفي أحد الأيّام
افتخر وهب بن يهوذا ومالك بن الضيف اليهوديّان على معاذ وجماعة من المسلمين ،
وقالا : إنّ ديننا خير ممّا تدعوننا إليه ، ونحن خير وأفضل منكم ، فأنزل الله
سبحانه ردّا عليهم الآية ١١٠ من سورة آل عمران : (كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ....)
ولمّا كفر
اليهود بالنبيّ صلىاللهعليهوآله قال لهم معاذ وآخرون من المسلمين : يا معشر اليهود!
اتّقوا الله ، فو الله إنّكم لتعلمون أنّه رسول الله ، ولقد كنتم تذكرونه لنا قبل
مبعثه ، وتصفونه لنا بصفته ، فقال بعض اليهود : ما قلنا لكم هذا قطّ ، وما أنزل
الله من كتاب بعد موسى عليهالسلام ، ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده ، فأنزل الله سبحانه
في ذلك الآية ١٩ من سورة المائدة : (يا أَهْلَ الْكِتابِ
قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ ، مِنَ الرُّسُلِ أَنْ
تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ ....)
__________________
__________________
معاذة بنت عبد الله
هي أمّ خولة
معاذة بنت عبد الله بن خير بن الضرير بن أميّة بن خدارة ، وقيل : جدارة الخزرجيّة.
من جواري عبد
الله بن أبي.
كان يكرهها على
الزنى في الجاهليّة ؛ لضريبة كان يأخذها منها ، وكان إذا نزل به ضيف أرسلها إليه
ليواقعها إرادة الثواب منه والكرامة له.
أسلمت وبايعت
النبيّ صلىاللهعليهوآله وعتقت ، فتزوّجها سهل بن قرظة ، ثمّ تزوّجها الحمير ابن
عديّ ، ثمّ تزوّجت من بعده عامر بن عديّ الخطميّ.
القرآن العظيم ومعاذة بنت عبد الله
لمّا أسلمت
امتنعت عن الزنى ، فأخذ عبد الله يكرهها على ذلك ، فجاءت إلى النبيّ عليهالسلام
__________________
وشكت إليه ، فنزلت الآية ٣٣ من سورة النور : (وَلا تُكْرِهُوا
فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ....)
معتّب بن قشير
هو معتّب ،
وقيل : متعب بن قشير ، وقيل : بشير بن مليل ، وقيل : حليل بن زيد بن العطّاف بن
ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف الأنصاريّ ، الأوسيّ.
صحابيّ منافق ،
ومن مؤسّسي مسجد الضرار ، وشهد العقبة وواقعتي بدر وأحد.
القرآن العظيم ومعتّب بن قشير
في معركة أحد
قال المترجم له : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلناها هنا ، فنزلت فيه الآية ١٥٤
من سورة آل عمران : (وَطائِفَةٌ قَدْ
أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ
الْجاهِلِيَّةِ ....)
كان بينه وبين
أحد المسلمين خصومة ، فطلب منه المسلم التحاكم إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فرفض ذلك وطلب المخاصمة عند الكهّان حكّام الجاهليّة
، فنزلت فيه ومن على شاكلته الآية ٦٠ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ
قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ
يَكْفُرُوا بِهِ ....)
__________________
هو وجماعة
عاهدوا الله إن آتاهم من فضله وحسنت حالهم يؤمنون بالله وبالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، لكنّهم نكثوا ما عاهدوا الله عليه ، فنزلت فيهم الآية
٧٥ من سورة التوبة : (وَمِنْهُمْ مَنْ
عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ
الصَّالِحِينَ.)
وشملته الآية
٩٤ من سورة التوبة : (يَعْتَذِرُونَ
إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ
قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ ....)
وسببها هو
اتّفاق المترجم له وأصحابه من المنافقين على أنّه إذا رجع النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمون من معركة تبوك لا يكلّمونهم ولا يجالسونهم.
وشملته الآية
١٠١ من سورة التوبة كذلك : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ
مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ ....)
ولكونه كان من
بناة مسجد الضرار شملته الآية ١٠٧ من سورة التوبة : (وَالَّذِينَ
اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ....)
قال يوما : كان
محمّد صلىاللهعليهوآله يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر ، وأحدنا لا يأمن على
نفسه أن يذهب إلى الغائط ، فنزلت فيه الآية ١٢ من سورة الأحزاب : (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ
وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا
غُرُوراً.)
__________________
معقل بن يسار
هو أبو عبد
الله ، وقيل : أبو يسار ، وقيل : أبو عليّ معقل بن يسار بن عبد الله بن معير بن
حراق ، وقيل : حسّان بن لأي بن كعب المزنيّ ، البصريّ. صحابيّ ، روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وروى عنه جماعة.
أسلم قبل صلح
الحديبية ، وبايع تحت الشجرة ، وكان يرفع أغصان الشجرة عن وجه النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو يبايع الناس تحتها.
بعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله ولّاه عمر بن الخطّاب إمرة البصرة ، وحفر بها نهرا عرف
بنهر معقل نسبة إليه ، والتمر المعقليّ بالبصرة منسوب إليه. سكن البصرة وابتنى بها
دارا ، ولم يزل بها حتّى توفّي سنة ٦٥ ه ، وقيل : سنة ٦٠ ه ، وقيل : سنة ٥٩ ه ،
وقيل : توفّي بين سنتي ٦٠ ـ ٧٠ ـ.
القرآن الكريم ومعقل بن يسار
زوّج أخته
جملاء بنت يسار من عاصم بن عديّ ، ثمّ طلّقها عاصم ، فلمّا انقضت عدّتها جاء
يخطبها ، فقال له معقل : زوّجتك وأفرشتك وأكرمتك فطلّقتها ، ثمّ جئت تخطبها؟ لا
والله ، لا تعود إليها أبدا ، وكانت المرأة تريد الرجوع إليه ، فنزلت الآية ٢٣٢ من
سورة البقرة : (وَإِذا طَلَّقْتُمُ
النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ
أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ....)
__________________
__________________
المقداد بن الأسود
هو أبو معبد ،
وقيل : أبو الأسود ، وقيل : أبو عمرو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك ابن ربيعة
بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد البهرانيّ ، الحضرميّ ، القضاعيّ ، الكنديّ ،
وزوجته ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب.
كان يعرف
بالمقداد بن الأسود ، والأسود هو ابن عبد يغوث الزهريّ ، حالفه المقداد فتبنّاه
الأسود فعرف به.
عرف المقداد
بالكنديّ مع كونه بهرانيّ ؛ لهروبه من بهراء إلى كندة ، فخالفهم وعرف بهم.
صحابيّ جليل
القدر ، عالي الشأن ، عظيم المنزلة ، قديم الإسلام ، مهاجر ، وصاحب مناقب وفضائل
كثيرة ، وكان بطلا شجاعا. أسلم في بدء الدعوة الإسلاميّة ، وهاجر إلى الحبشة
والمدينة المنوّرة ، وعذّب لاعتناقه الإسلام.
شهد واقعة بدر
وأبلى فيها البلاء الحسن ، وكان من أوائل من أظهروا الإسلام بمكّة وأعلنوه.
في معركة بدر
قال للنبيّ صلىاللهعليهوآله : امض لما أمرت به فنحن معك ، والله لا نقول كما قالت
بنو إسرائيل لموسى عليهالسلام : اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون ، ولكن اذهب
أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون ، فاستحسن النبيّ صلىاللهعليهوآله مقالته ، ودعا له بالخير ، وشهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله واقعة بدر وبقية المشاهد كلّها.
روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «إنّ الله عزوجل أمرني بحبّ أربعة ، وأخبرني أنّه يحبّهم» فقال الصحابة
: سمّهم لنا؟ قال صلىاللهعليهوآله : عليّ عليهالسلام منهم ـ قالها ثلاثا ـ وأبو ذرّ ، والمقداد ، وسلمان».
سئل النبيّ صلىاللهعليهوآله عن المقداد فقال صلىاللهعليهوآله : «ذاك منّا ، أبغض الله من أبغضه ، وأحبّ الله من
أحبّه».
كان من
الموالين المخلصين للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأهل بيته ، ومن المتفانين
في حبّهم وولائهم.
ويعدّ المترجم
له ثاني أركان التشيّع الأربعة ، وكان من الذين عاضدوا الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في جميع أدوار حياته ، وكان من الذين أبوا مبايعة أبي
بكر بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله.
قال الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام : «خلقت الأرض لسبعة ، بهم ترزقون ، وبهم تنصرون ، وبهم
تمطرون ، منهم المقداد».
قال الإمام
الباقر عليهالسلام : «ارتدّ الناس بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله إلّا ثلاثة نفر ، وهم : المقداد بن الأسود ، وأبو ذرّ
الغفاريّ ، وسلمان الفارسيّ».
قال الإمام
الصادق عليهالسلام : «الذي لم يتغيّر منذ قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى فارق الدنيا طرفة عين هو المقداد بن الأسود ، ولم
يزل قائما قابضا على قائم السيف ، عيناه في عيني أمير المؤمنين عليهالسلام ، منتظر متى يأمره فيمضي».
آخى النبيّ صلىاللهعليهوآله بينه وبين أبي ذرّ الغفاريّ.
لمّا تسلّم
عثمان بن عفّان الحكم لم يعترف المترجم له بحكومته ولا بخلافته ، وكان لا يسمّيه
بأمير المؤمنين ، ولا يصلّي خلفه.
كان من جملة الذين
شهدوا فتح الديار المصريّة.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله جملة من الأحاديث المعتبرة ، وروى عنه جماعة من الصحابة
والتابعين.
ابتنى دارا
بالجرف ـ قرب المدينة المنوّرة ـ ولم يزل يسكنها حتّى توفّي بها أيّام حكومة عثمان
سنة ٣٣ ه ، وقيل : سنة ٣٤ ه ، وحمل إلى البقيع في المدينة المنوّرة ودفن بها ،
وعمره يوم وفاته كان ٧٠ سنة.
القرآن العزيز والمقداد بن الأسود
شملته الآية ١٣
من سورة البقرة : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ
آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ ....)
والآية ١٤ من
نفس السورة : (وَإِذا لَقُوا
الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا ....)
كان هو وجماعة
من المسلمين يلقون أذى كثيرا من المشركين ، فكانوا يقولون للنبيّ صلىاللهعليهوآله : ائذن لنا في قتال المشركين ، فكان يقول صلىاللهعليهوآله لهم : «كفّوا أيديكم عنهم ، فإنّي لم أؤمر بقتالهم»
فلمّا هاجر النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى المدينة وأمرهم الله سبحانه بقتال المشركين كرهه
بعضهم ، وشقّ عليهم ، فنزلت فيهم الآية ٧٧ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ
لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا
كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ ....)
خرج في سريّة
فمرّوا برجل في غنيمة له ، فأرادوا قتله ، فقال : لا إله إلّا الله ، فقتله
المقداد ، فقيل له : أقتلته وقد قال : لا إله إلّا الله ، وهو آمن في أهله وماله؟
فلمّا قدموا على النبيّ صلىاللهعليهوآله ذكروا ذلك له ، فنزلت فيه الآية ٩٤ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا
ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى
إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ....)
وشملته الآية
٨٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ...) وقد ذكرنا سابقا سبب نزول الآية المذكورة.
وكذلك شملته
الآيات التالية :
الأنعام ٥١ (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ
أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ
....)
التوبة ١٠٠ (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ ....)
الحجر ٤٧ (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ
غِلٍّ ....)
الكهف ٢٨ (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ....)
الحجّ ٢٣ (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ ....)
ومحمّد ٢ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ ....)
__________________
__________________
__________________
مقيس بن صبابة
هو مقيس بن
صبابة ، وقيل : ضبابة بن حزن بن يسار ، وقيل : سيار بن عبد الله بن عبد بن كعب بن
عامر الكنانيّ.
شاعر جاهليّ ،
حرّم على نفسه شرب الخمر.
كان يقيم بمكّة
، واشترك مع المشركين في واقعة بدر.
لمّا فتح
النبيّ صلىاللهعليهوآله مكّة سنة ٨ ه أهدر دمه ، وأمر المسلمين بقتله ، فهرب
من مكّة واختفى ، فعلم به نميلة بن عبد الله الكنانيّ ، فجاء إليه وقتله ، وقيل :
أدركه الناس بسوق مكّة وقتلوه ، وقيل : قتل بين الصفا والمروة وهو كافر.
له أبيات في
الخمر منها :
فلا ـ والله
ـ أشربها حياتي
|
|
طوال الدهر
ما طلع النجوم
|
القرآن المجيد ومقيس بن صبابة
أسلم له أخ
يدعى هشام بن صبابة فقتله رجل من الأنصار في غزوة بني المصطلق سنة ٦ ه خطأ ، فقدم
المترجم له على النبيّ صلىاللهعليهوآله مظهرا الإسلام وقال : يا رسول الله جئت مسلما وأطلب دية
أخي ، فأمر له النبيّ صلىاللهعليهوآله بدية أخيه ، فأقام عند النبيّ صلىاللهعليهوآله مدّة ، ثمّ عدا على قاتل أخيه فقتله ، ثمّ هرب إلى مكّة
مرتدّا ولحق بالمشركين ، ولمّا قتل قاتل أخيه قال:
قتلت به فهرا
وحملت عقله
|
|
سراة بني
النجّار أرباب فارع
|
فأدركت ثأري
واضطجعت موسدا
|
|
وكنت إلى
الأوثان أوّل راجع
|
فنزلت فيه
الآية ٩٣ من سورة النساء : (وَمَنْ يَقْتُلْ
مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها ....)
__________________
مكرز بن حفص
هو مكرز بن حفص
بن الأخيف بن علقمة بن عبد الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص القرشي ، العامريّ ،
المعيصيّ.
أحد مشركي قريش
المعاصرين للنبيّ صلىاللهعليهوآله في بدء دعوته ، وكان من سادات قريش وأبطالهم وشعرائهم.
عادى النبيّ صلىاللهعليهوآله وشاكسه ، وتولّى قيادة المشركين في بعض حروبهم مع
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ووصفه النبيّ صلىاللهعليهوآله بالفجور.
أيّام صلح
الحديبية أرسله المشركون لكي يكلّم النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلمّا قدم على النبيّ صلىاللهعليهوآله ورآه ، قال صلىاللهعليهوآله : «هذا رجل غادر».
كان من
المشركين الذين وقّعوا على صحيفة صلح الحديبية مع النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
هلك بعد سنة ٢
ه.
__________________
القرآن الكريم ومكرز بن حفص
دخل هو وجماعة
على شاكلته من المشركين على النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا له : ائت لنا بكتاب لا يمنعنا من عبادة أصنامنا
، ولا يعيب علينا عبادتها ، فنزلت فيهم الآية ١٥ من سورة يونس : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا
بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ
بَدِّلْهُ ....)
مليكة بنت خارجة
هي أمّ خولة
مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان المرّيّة.
صحابيّة ، عرفت
بالحسن والجمال.
كانت إحدى
النساء الأربع اللاتي فرّق الإسلام بينهنّ وبين أبناء بعولتهنّ.
القرآن العزيز ومليكة بنت خارجة
كانت تحت زبّان
بن سيّار الفزاريّ ، فلمّا توفّي تزوّجها ابنه منظور بن زبّان ، فنزلت فيه
__________________
وفي أشخاص آخرين تزوّجوا زوجات آبائهم الآية ٢٢ من سورة النساء : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ
مِنَ النِّساءِ ...) فأنفذ إليه النبيّ صلىاللهعليهوآله من يقتله ، ولكنّه هرب وبقي إلى أيّام عمر بن الخطّاب.
مناة
اسم أقدم وأشهر
صنم عبدته العرب ، وسمّي «مناة» ؛ لأنّ دماء القرابين كانت تمنى عنده ، أي تراق
عنده.
كان مختصّا
بقبيلتي خزاعة وهذيل ، وكان الأوس والخزرج يؤلّهونه ويعبدونه ، وكان موضع احترام
وتقدير قبائل غسّان والأزد وثقيف.
كانوا يعتقدون
أنّه من بنات الله ، فكانوا يحجّون إليه ، ويطوفون حوله ، ويتبرّكون به ويهلّلون
له ، وكانوا يسمّون أبناءهم بعبد مناة تبرّكا به.
كان هيكلا من
الحجر الأسود ، وكان موضعه بالمسلك ، وقيل : المشلل ـ بين مكّة والمدينة ـ على
ستّة أميال من مكّة وسبعة أميال من المدينة ممّا يلي القديد ، ثمّ نقلوه إلى
الكعبة ونصبوه فيها. كانت العرب تفضّله على بقية الأصنام ، فكانوا يكثرون له
القرابين والذبائح تقرّبا إليه.
جلبه إلى
الحجاز عمرو بن لحيّ الخزاعيّ ، فكان أوّل صنم يدخل إلى الحجاز ، وهناك اعتقاد آخر
يقول : إنّ البابليّين كان لهم صنم يسمّونه «مامناتو» ويعتقدون أنّه إله الموت ،
فنقل ذلك الصنم عن طريق الآراميّين والنبطيّين إلى الحجاز ، وعرّبوا اسمه ، وسمّوه
مناة وعبدوه.
ولم يزل
متواجدا في مكّة حتّى فتحها النبيّ صلىاللهعليهوآله سنة ٨ ه ، فأمر الإمام
__________________
أمير المؤمنين عليهالسلام بتكسيره وهدمه.
القرآن العظيم ومناة
(وَمَناةَ
الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) النجم ٢٠.
منبّه بن الحجّاج
هو منبّه بن
الحجّاج بن عامر بن حذيفة بن سعيد ، وقيل : سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشيّ ،
السهميّ ، وأمّه أروى بنت العاص.
أحد أشراف
وسادات قريش في الجاهليّة ، ومن المعاصرين للنبيّ صلىاللهعليهوآله في صدر
__________________
الإسلام ، وأحد رؤساء الكفر والشرك.
كان من المؤذين
النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين والمستهزئين بهم.
كان إذا رأى
النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : أما وجد الله من يبعثه غيرك؟ إنّ هاهنا من هو
أسنّ منك وأيسر.
اشترك مع جماعة
من المشركين في دار الندوة ليتشاوروا حول قتل النبيّ صلىاللهعليهوآله.
كان من الذين
اجتمعوا على باب النبيّ صلىاللهعليهوآله لاغتياله ليلة الهجرة إلى المدينة.
كان في
الجاهليّة نديما لطعيمة بن عديّ ، وتزندق على نصارى الحيرة.
جاء مع جماعة
من الكفّار إلى أبي طالب عليهالسلام وقالوا له : إنّ ابن أخيك قد سبّ آلهتنا ، وعاب ديننا ،
وسفّه أحلامنا ، وضلّل آباءنا ، فإمّا أن تكفّه عنّا وإما أن تخلّي بيننا وبينه ،
فأجابهم أبو طالب عليهالسلام جوابا جميلا فانصرفوا عنه.
اشترك مع الكفّار
في واقعة بدر سنة ٢ ه ، فقتله الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقيل : قتله أبو اليسر وأخذ سيفه المسمّى بذي الفقار.
القرآن العزيز ومنبّه بن الحجّاج
لكونه كان من
المطعمين للمشركين يوم بدر الكبرى شملته الآية ٣٦ من سورة الأنفال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ
أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ....)
كان من جملة
مشركي قريش الذين اقتسموا مداخل مكّة فيما بينهم ، فكانوا إذا حضروا الموسم صدّوا
الناس عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيه وفيهم الآية ٩٠ من سورة الحجر : (كَما أَنْزَلْنا عَلَى
الْمُقْتَسِمِينَ.)
وشملته الآية
٩٠ من سورة الإسراء : (وَقالُوا لَنْ
نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً.)
وكذلك الآية ١
من سورة محمّد : (الَّذِينَ كَفَرُوا
....)
__________________
منظور بن زبّان
هو منظور بن
زبّان بن سيّار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال الفزاريّ ، الكوفيّ.
صحابيّ ، شاعر.
كان من سادات
قومه ، ويقال : طال حمله فولدته أمّه بعد أربع سنين.
بعد أن توفّي
أبوه تزوّج من زوجته مليكة بنت خارجة المرّيّة ، وأنجبت منه ولدين وبنتا.
وبعد أن تزوّج
من زوجة أبيه أنفذ إليه النبيّ صلىاللهعليهوآله من يقتله ، ولكنّه هرب إلى البحرين مع زوجة أبيه.
لمّا تولّى
الحكم أبو بكر بن أبي قحافة طلبهما ، فأقدمهما المدينة وفرّق بينهما.
ويقال : كانت
زوجة أبيه تحته حتّى أيّام حكومة عمر بن الخطّاب ، فرفع أمرهما إليه ،
__________________
فأحضره وسأله عمّا قيل فيه من شربه للخمر ونكاحه امرأة أبيه ، فاعترف وقال
: ما علمت أنّ هذا حرام ، فاستحلفه عمر بأنّه لم يعلم بحرمة ذلك ، فحلف أربعين
يمينا ، فخلّى سبيله، وفرّق بينه وبين مليكة ، فقال منظور :
لعمر أبي ،
دين يفرّق بيننا
|
|
وبينك قسرا
إنّه لعظيم
|
فبلغ ذلك عمر
فطلبه ليعاقبه فهرب.
توفّي حدود سنة
٢٥ ه.
القرآن الكريم ومنظور بن زبّان
نزلت فيه وفي
أمثاله من الذين تزوّجوا من نساء آبائهم الآية ٢٢ من سورة النساء : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ
مِنَ النِّساءِ ....)
مهجع مولى عمر بن الخطّاب
هو مهجع بن
صالح ، وقيل : عبد الله العكّيّ نسبة إلى عكّ بن عدنان اليمانيّ ، مولى عمر بن
الخطّاب.
صحابيّ من أهل
اليمن ، أسود اللون ، ومن أوائل المهاجرين.
اشترك مع
النبيّ صلىاللهعليهوآله في واقعة بدر ، فرماه عامر بن الحضرميّ بسهم فقتله ،
وكان أوّل
__________________
قتيل من المسلمين في تلك الواقعة سنة ٢ ه.
القرآن المجيد ومهجع
شملته الآية
١٦٩ من سورة آل عمران : (وَلا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ.)
وكذلك الآية ٥١
من سورة الأنعام : (وَأَنْذِرْ بِهِ
الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ
وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ....)
كانت قريش
وغيرهم من المشركين يهزءون من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله من المؤمنين المستضعفين ، وكانوا يقولون بأنّ هؤلاء منّ
الله عليهم من بيننا بالحقّ والهدى ، ولو كان ما جاء به محمّد صلىاللهعليهوآله خيرا ما سبقنا هؤلاء إليه ، ويقال : إنّ سادات وأشراف
قريش طلبت من النبيّ صلىاللهعليهوآله طرد المؤمنين المستضعفين أمثال المترجم له من مجلسه ،
وفسح المجال أمام شخصيّات قريش ، فنزلت الآية ٥٢ من سورة الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ....)
ونزلت في حقّه
الآية ١ و ٢ من سورة العنكبوت : (الم. أَحَسِبَ
النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ).
__________________
موسى بن عمران عليهالسلام
هو موسى ،
وبالعبريّة موشي بن عمران ، أو عمرام ، أو عمرم بن قاهث بن لاوي ابن نبيّ الله
يعقوب عليهالسلام ، وقيل في اسمه : موسى بن عمران بن عازر بن لاوي بن
يعقوب عليهالسلام ، أمّه يوكابد ، وقيل : أفاحية ، وقيل : أيارخا ، وقيل
: يوخابيد ، وقيل : أياذخت ، وقيل نخيب بنت لاوي ، وأخوه هارون بن عمران.
كان ينعت بكليم
الرحمن ، وكانت له عصا تتجلّى فيها عظمة البارئ ، ومعاجزه ورثها عن آدم أبي البشر عليهالسلام.
أحد أنبياء
أولي العزم ، وأعظم أنبياء بني إسرائيل ، وكان كريما راسخ الإيمان ، مخلصا في
رسالته ، مجدّا في إنقاذ قومه من العصيان والتمرّد ، وكان وجيها عند الله ، كثير التواضع.
كانت شريعته من
أعظم الشرائع والأديان ، وأمّته بنو إسرائيل ، وكانوا كثيري العدد ، فيهم الأنبياء
والصلحاء والعلماء والأتقياء والزهّاد والملوك والشخصيّات المرموقة ، لكنّهم بادوا
وانقرضوا ، وجرت عليهم النوائب والخطوب ، ونتيجة لانحراف الأكثريّة منهم عن شريعتهم
الحقيقيّة ، وعدم التمسّك بتعاليم نبيّهم موسى عليهالسلام ، مسخهم الله قردة وخنازير.
في زمان عمران
والد موسى عليهالسلام حكم مصر ملك جائر أمر بقتل الذكور من بني إسرائيل
واستحياء نسائهم ، خوفا من كثرتهم واستيلائهم على الحكم ، حتّى وصل به الأمر أن
أصدر أمرا بإلقاء أولاد الإسرائيليّين في النهر ليموتوا غرقا ، ففي هذا الجو
المرعب والوسط الرهيب ولد موسى عليهالسلام ، وذلك بين سنتي ١٦٠٥ و ١٦٤٥
__________________
قبل الميلاد ، فخافت عليه أمّه ، فسترته وخبّأته عن عيون وجلاوزة الملك ،
وبعد أن بقي عندها ثلاثة أشهر علّمها الله سبحانه صنع صندوق ، وتطليه بالزفت
والقطران ـ والقطران مادّة سيّالة دهنيّة تستخرج من أشجار الصنوبر والأرز ـ وتلقيه
في نهر النيل ، فأطاعت أمر السماء وأمرت أخته مريم بأن تتابعه وتعرف أثره ،
فاستمرّت مريم في اقتفاء أثره حتّى تأكّدت من التقاطه من الماء وإدخاله إلى دار
فرعون مصر.
لمّا جيء به
إلى البلاط الفرعونيّ وبصرت به ولأوّل مرّة زوجة فرعون ـ وكانت تدعى آسية بنت
مزاحم بن عبيد ، وكانت مؤمنة موحّدة ومن بني إسرائيل ، ـ ألقى الله عزوجل محبّة موسى عليهالسلام الطفل في قلبها ، وقرّرت إبقاءه عندها ؛ لتتّخذه وزوجها
ولدا لهما ، وقيل : إنّ التي التقطته من الماء هي «دربتة» ابنة فرعون. دخل الرضيع
دار فرعون فأحاطوه بالرعاية الخاصّة والعناية الفائقة ، ولكنّه كان يرفض كلّ ثدي
يريد إرضاعه ، فاقترحت أخته مريم على آسية أن يستدعوا له مرضعة من بني إسرائيل
لتقوم بإرضاعه وإنجاز مهامّه ، فقبلت آسية بذلك الاقتراح ، فانتهزت مريم تلك
الفرصة وجاءت بأمّه ـ والبلاط لا يعلم بحقيقتها ـ لتلك المهمّة ، فأقبل موسى عليهالسلام على ثديها ، ففرحوا بذلك ، ودفعوه إليها لتتولّى إرضاعه
وتدبير شئونه في بيتها.
ولم يزل موسى عليهالسلام عند أمه حتّى فطمته من الرضاع ، فأعادته إلى القصر
الفرعونيّ ليتولّى الكهنة ورجال الدين تربيته بحسب تقاليدهم وعاداتهم كما كانوا
يربّون أبناء ملوكهم.
أخذ موسى عليهالسلام يشبّ ويترعرع في البلاط الفرعونيّ وهو يتأهّل يوما بعد
يوم بالقوّة الوافرة والبأس الشديد ، ويتبحّر في العلوم والمعارف ، ويزداد بمرور
الأيّام إيمانه بالله سبحانه وتعالى ، ونصرته لقومه الذين أصابهم صنوف الظلم
والاضطهاد في مصر ، ممّا أدّى إلى تعقّبه من قبل حكّام وقته ليقتلوه ، فهرب إلى
مدين ، وقيل : مديان ـ وهي بلاد تقع شمال خليج العقبة من جهة ، وشمال الحجاز وجنوب
فلسطين من جهة أخرى ـ وهي منسوبة إلى مدين بن إبراهيم الخليل عليهالسلام.
وبعد ثمان ليال
من الجدّ في السير والجوع والعطش وصعوبات الطريق وصل إلى
مدين ، وبعد أن ارتوى من مائها صادف امرأتين تستقيان الماء ، فسهّل أمر
سقايتهما لماشيتهما.
وعند رجوع
المرأتين إلى أبيهما أخبرتاه بمعروف موسى ، وكان أبوهما هو نبيّ الله شعيبا عليهالسلام ، وقيل : كان ابن أخي شعيبا عليهالسلام ، وكان يدعى يثرون أو يثرى الكاهن ، وقيل : كان رجلا
مؤمنا من قوم شعيب عليهالسلام.
ولمّا علم شعيب
عليهالسلام بمعروف موسى عليهالسلام مع ابنتيه طلب من إحداهما أن تدعوه إلى بيته ، فلبّى
موسى عليهالسلام الطلب وجاء إلى بيت شعيب عليهالسلام ، فرحّب به وأحسن ضيافته ، ثمّ سأله عن أمره ، فأخبره
عن ظلم فرعون لبني إسرائيل وإقدامه على قتله بالذات ، فهرب من مصر إلى أن ورد مدين
، فلمّا سمع شعيب عليهالسلام مقالته طمأنه وآمنه.
وبعد أن بقي
عند شعيب عليهالسلام مدّة استخدمه لرعي غنمه لمدّة ثماني سنوات مقابل تزويجه
بإحدى بناته ، فقبل موسى عليهالسلام بذلك ، وتزوّج من ابنته التي كانت تدعى صفورا ، فصار
صهرا وراعيا لغنمه ، وأنجب منها ولدين هما : جرشون وعازر.
وبعد أن مكث
موسى عليهالسلام عند شعيب عشر سنوات ، ففي إحدى ليالي الشتاء بينما هو
وزوجته يرعيان الغنم ضلّا الطريق ، وأخذا يسيران هنا وهناك حتّى دخلا وادي طوى ـ موضع
بالشام ـ ومنه دخلا سيناء ، ثمّ دخلا مصر ليلا ، فتضيّف على أمّه في بيتها وهو لا
يعرفها ، فلمّا أبصر به أخوه هارون سأله عن نفسه ، فلمّا أخبره عن اسمه تعارفا
وتعانقا.
ثمّ بعث الله
موسى عليهالسلام للنبوّة في الوادي المقدّس طوى وعمره أربعون عاما ،
وأمره الله بأن يتّخذ من أخيه هارون شريكا له في رسالته ، ثمّ جاء الوحي بأن يذهب وهارون
إلى فرعون مصر آمون ـ وقيل : أحشويرس ، وقيل : رعمسيس الثاني ، وقيل : الوليد بن
مصعب ـ ويدعوانه إلى الإيمان بالله وتوحيده ، وكان قبطيّا كافرا بالله ، جبّارا
شقيّا ، ادّعى الألوهيّة وأرغم الناس على إطاعته وعبادته ، فجاءا إليه وطلبا منه
الإيمان بالله وحده ، والامتثال لشريعة موسى عليهالسلام ، وإطلاق سراح الإسرائيليّين الذين كانوا يرزحون في
سجونه.
ولمّا دخل موسى
عليهالسلام وهارون على فرعون عرض موسى عليهالسلام مطالبه عن طريق أخيه هارون ، فجرت محاورة حادّة بينه
وبين فرعون انصبّت حول طلب فرعون من موسى عليهالسلام الاعتراف بربوبيّته وتقديسه ، وطلب موسى عليهالسلام بوجوب عبادة الله الواحد القهّار دون سواه ؛ مبيّنا له
عظمة البارئ في خلقه ، ونعمه الشاملة لجميع مخلوقاته.
وبعد أن أخذ
موسى عليهالسلام يلحّ على فرعون بنصائحه وإرشاداته ثارت عنده عناصر
الكبرياء والتجبّر والغرور ، فأعلن بأنّه سيصعد إلى إله موسى عليهالسلام ويقتله ، وبذلك يثبت للناس كذب ادّعاءات موسى عليهالسلام ، فأمر وزيره هامان بن همداثا الأجاجيّ أن يبني له صرحا
عاليا يصل به إلى السماء التي فيها إله موسى عليهالسلام لينازله ، وبعد أن بني له الصرح صعد عليه وصوّب سهما
نحو السماء ، فعاد إليه نصله مخضّبا بالدم ، فقال فرحا : لقد قتلت إله موسى عليهالسلام.
وبعد أن عجز
فرعون من إقناع موسى عليهالسلام بألوهيّته طلب منه معجزة تثبت صدق ادّعاءاته ، فجاء
الوحي إلى موسى عليهالسلام : أن ألق عصاك فستنقلب ثعبانا مخيفا يتحرّك هنا وهناك ،
وضع يدك في جيبك فتصبح بيضاء للناظرين ، فلمّا رأى فرعون وملؤه معجزتي موسى عليهالسلام اتّهموه بالسحر ، وقرّروا إحضار السحرة ليفعلوا ما فعله
موسى عليهالسلام ، فلمّا اجتمع السحرة وحضر خلق كثير من الناس ألقى
السحرة عصيّا وحبالا كانت بأيديهم ، فانقلبت العصيّ والحبال إلى حيّات وثعابين بعد
أن سحروا أعين الناس وأخافوهم ، فجاء الوحي إلى موسى عليهالسلام بأن يلقي عصاه بين تلك الحيّات والثعابين ، فألقاها
وإذا بها حيّة مهولة مخيفة ابتلعت حيّات وثعابين السحرة ، فاندهش الحضور وكانوا
ثمانين ألفا ، وقيل : سبعين ألفا ، وقيل : حدود الثلاثين ألفا ، وقيل : كانوا ما
بين تسعة عشرا ألفا واثني عشر ألفا ، وكان بين السحرة أربعون غلاما من بني إسرائيل
تعلّموا السحر بأمر فرعون ، وخرّ السحرة ساجدين لله سبحانه وتعالى ، وآمنوا بشريعة
موسى عليهالسلام ، وآمن الكثيرون من بني إسرائيل بشريعة موسى عليهالسلام بعد أن كانوا يؤلّهون فرعون.
وبعد أن عجز
فرعون أمام معاجز وعظمة موسى عليهالسلام صمّم على عناده وتعنّته وكفره
وتعسّفه ، وأخذ يصدر الأوامر بقتل بني إسرائيل واستحياء نسائهم ، وقرّر
التنكيل بشخص موسى عليهالسلام نفسه.
ومن الأوائل
الذين أسلموا على يد موسى عليهالسلام هم : آسية بنت مزاحم زوجة فرعون مصر ، وحزقيل ، ومريم
بنت موساء.
وفي ذلك الجوّ
المرعب قام رجل من آل فرعون وكان ابن عمّه وخليفته وخازنه ، وكان يدعى حزقيل ،
وقيل : حزبيل ، وقيل : خربيل ، وكان قد آمن بالله وبشريعة موسى عليهالسلام ، وكان يكتم ذلك ـ بالدفاع عن موسى عليهالسلام ، واحتجّ على فرعون وملئه على إقدامهم على قتل موسى عليهالسلام ، فقرّروا قتله ، ولكنّ الله نجّاه من القوم الظالمين.
وبعد أن أصرّ
فرعون وقومه على كفرهم وطغيانهم وفسادهم أنزل الله عليهم عذابه بصور مختلفة ،
فكانت أوّل مصيبة أصابتهم هي أن أجدب الله أرض مصر ، فنقصت ثمراتهم ، ثمّ جاء
الطوفان الذي قضى على زرعهم وحرثهم ، ثمّ سلّط عليهم الجراد فأكل ما بقي من زرعهم
وثمارهم ، ثمّ تتابعت الخطوب والرزايا حتّى جاء دور القمل ، وقيل : البعوض ،
فأتعبتهم وسلبت راحتهم ، وما انتهى دور القمل حتّى سلّط الله عليهم الضفادع ،
فكانت تتساقط في أطعمتهم وتتخلّل ملابسهم وفرشهم ، ثمّ أصيبوا بنزف الدم من أنوفهم
، ثمّ أحال الله ماء النيل إلى دم ، وأخيرا فلق الله نهر النيل.
وبعد تلك
المصائب التي لحقت فرعون وملأه أمر الله موسى عليهالسلام بالرحيل من مصر ، فرحل موسى عليهالسلام وقومه من بني إسرائيل ـ وقد بلغوا ستّمائة وعشرين ألفا
ـ من مصر إلى فلسطين ، فجهّز فرعون الجيوش وتتبّع أثر موسى عليهالسلام وقومه ليردّهم إلى مصر ، فلحق بهم وهم على ساحل البحر
الأحمر ، فلمّا أحسّ بنو إسرائيل بفرعون وجنوده خافوا من بطشه ، فجاء الوحي إلى
موسى عليهالسلام بأن يضرب أرض البحر ، فضربها فانفلق البحر وبانت أرضه ،
فعبر موسى عليهالسلام وقومه إلى الشاطي الآخر ، فلمّا رأى فرعون انفلاق البحر
وعبور موسى عليهالسلام ومن معه من اليابسة التي في البحر أمر جنوده باقتحام
البحر من يابسته ، فلمّا توسّط هو وجنوده انطبق البحر بقدرة البارئ عليهم ، وغرقوا
بأكملهم.
وصل موسى عليهالسلام وقومه ومن آمن به من الأقباط فرحين مستبشرين إلى أرض
فلسطين.
وبعد غرق وهلاك
فرعون وجنوده أرسل موسى عليهالسلام كلّا من يوشع بن نون وكالب بن يوحنّا على رأس جيشين
عظيمين إلى مدائن فرعون في مصر ، والتي خلت من أهلها ولم يبق فيها إلّا النساء
والأطفال والشيوخ والمرضى ، فغنموا ما كان فيها من أموال وكنوز ، وحملوها إلى موسى
بفلسطين.
ثمّ أوحى الله
إلى موسى عليهالسلام بأن يصعد جبلا في الشام يدعى جبل الطور ، وقيل : جبل
حوريب ، وقيل : جبل طور سيناء ، وقيل : جبل طور سينين ، ويبقى فيه ثلاثين ليلة ،
ويستخلف أخاه هارون على بني إسرائيل ليدير أمورهم.
وبعد أن مكث
ثلاثين ليلة أمره الله أن يتمّها بعشر ليال أخر ، وبعد أن أتمّها أرسل الله إليه
أسفار التوراة ، وقد بلغت عشرة أسفار وقيل : سفرين ، وكانت تحوي مفاهيم وأسسا
وأحكاما ومواعظ تهمّ بني إسرائيل وتسعدهم.
وفي فترة غيابه
عن بني إسرائيل انتهز رجل دجّال يدعى موسى ، وقيل : ميخا السامريّ غيبته وعمل
مجسّمة لعجل ذهبيّ على هيئة العجول التي كانت تعبد في مصر ، له صوت كصوت العجول ،
وادّعى أنّه إله موسى عليهالسلام ، وطلب من الإسرائيليّين عبادته ، ولبلادتهم وحماقتهم
اتّخذوه إلها وعبدوه ، فلمّا علم بهم هارون أسرع إليهم ونهاهم عن عبادته ، ولكنّهم
عاندوه وشاكسوه وأصرّوا على عبادة ذلك العجل الذهبيّ.
ولمّا عاد موسى
عليهالسلام من الجبل وعلم بأمر السامريّ وعجله تقدّم باللوم اللاذع
إلى أخيه هارون ، وإلى قومه الذين أغراهم السامريّ ، فوبّخهم أشدّ توبيخ ، ثمّ
وبّخ السامريّ وعاتبه عتابا شديدا وهدّده ، وأمر بحرق العجل وإلقائه في البحر.
ثمّ طلب موسى عليهالسلام من قومه الذين عبدوا العجل ، وكانوا سبعين ألفا أن
يتوبوا إلى الله من كفرهم وشركهم به ، وأوحى الله إلى موسى عليهالسلام بأنّ توبة قومه لا تتمّ إلّا بأن يقتل بعضهم بعضا ،
وبعد أن اقتتلوا فيما بينهم وبلغ عدد القتلى عشرة آلاف قتيل
عفا الله عنهم.
أمّا السامريّ
فعاقبه الله بالتألّم من مسّ أيّ إنسان له.
وبعد أن تخلّص
موسى عليهالسلام من السامريّ وعجله صدرت الأوامر السماويّة إليه بأن
يذهب ببني إسرائيل إلى فلسطين ، ويخلّصها من الجبابرة والعتاة من الكنعانيّين
والحيثانيّين والفزاريّين وغيرهم الذين كانوا قد استعمروها ، فعرض الأمر على قومه
وكانوا قد وصلوا بالقرب من مدينة أريحة الفلسطينيّة ، لكنّه خافوا وجبنوا وأبوا
الرضوخ لأوامره ، واتّهموه زورا بإصابته ببعض الأمراض الخبيثة ، وكان من بين
المعاندين الأشدّاء له ابن عمّه قارون الذي كان على دين فرعون ، وداثان وأبيرام
ابنا الياب ، واون بن فالت ، وكانوا عصبة شرّيرة يؤلّبون الإسرائيليّين عليه ،
ويقاومونه بشتى الوسائل ، ويتآمرون عليه وعلى أخيه هارون ، فشكاهم موسى عليهالسلام إلى الله فاستجاب الله لشكواه ، فحرّم الله عليهم دخول
مدينة أريحة ، وسلّط عليهم التيه ، فتاهوا في الصحاريّ والبواري في مصر ، وبقوا في
تيههم ٤٠ سنة ، ثمّ أبادهم بالصواعق والزلازل.
أمّا بالنسبة
إلى بقرة بني إسرائيل فتتلخّص بما يلي :
كان في بني
إسرائيل شيخ كبير السنّ ذو ثروة طائلة ، وكان له أبناء أخ ينتظرون موته ليرثوه ،
ولمّا طال انتظارهم أقدم أحدهم على قتله ليلا ، وألقاه في مفترق طرق ، فلمّا أصبح
الإسرائيليّون اختصموا فيه ، فجاء ابن أخيه القاتل يصرخ ويبكي ويتظلّم ، فشكا أمر
قتل عمّه إلى موسى عليهالسلام ليظهر القاتل ، فسأل موسى عليهالسلام ربّه في ذلك ، فأوحى الله إليه بأن يقوم بنو إسرائيل
بذبح بقرة ذات مواصفات خاصّة ، وبعد أن ذبحوها جاء الوحي يأمرهم بأن يضربوا جثّة
الشيخ القتيل ببعض أجزاء البقرة المذبوحة ، وبعد أن نفّذوا أمر السماء أحيا الله
الشيخ ، فسأله موسى عليهالسلام عن قاتله ، فأجاب بأنّ قاتله هو ابن أخيه الذي كان يبكي
ويتظلّم وذكر اسمه.
أمّا قصّته مع
الخضر عليهالسلام فهي كما يلي بايجاز :
في أحد الأيّام
ادّعى موسى عليهالسلام أنّه أعلم الناس طرّا ، فعاتبه الله على ذلك وقال :
هناك في مجمع البحرين من هو أعلم منك ، ثمّ سأله عن كيفيّة الوصول إليه ،
فأمره الجليل بأن يصطحب معه يوشع بن نون ، فانطلق هو ويوشع إلى المحلّ الذي عنونه
الله له ، وبعد صعوبات جمّة وصلا إلى الخضر عليهالسلام وهو عند صخرة على شاطئ البحر ، فعرّف نفسه للخضر عليهالسلام ، وأخبره بالسبب الذي قاده إليه ، وهو أخذ العلم منه ،
فأجابه الخضر عليهالسلام قائلا : إنّي على علم من علم الله علّمنيه الله لا
تعلمه أنت ، وأنت على علم من علم الله علّمكه الله لا أعلمه ، فأجابه موسى عليهالسلام بأنّه على أيّ حال جاء للتعلّم ، وسيكون لأوامره مطيعا
وصابرا ، فقبل الخضر عليهالسلام من موسى بشرط أن لا يسأله عما يقوم به أو يتفوّه به ،
فاتّفقا على ذلك ، وبعد برهة ركبا سفينة ثمّ نزلا منها ودخلا قرية ، وعلى ظهر
السفينة ودخولهم القرية جرت حوادث وأمور مدهشة ، كان موسى يسأل الخضر عليهالسلام عن أسبابها ، والخضر عليهالسلام يجيبه في كلّ مرّة قائلا : ألم أقل لك إنّك لن تستطيع
معي صبرا وموسى عليهالسلام يعتذر عن أسألته منه ، وأخيرا افترقا.
ولم يزل موسى عليهالسلام يلاقي العصيان والتمرّد من بني إسرائيل حتّى توفّي على
جبل نبو ، وقيل : نبا بالقرب من جبل طور سيناء حدود سنة ١٥٢٥ قبل الميلاد أيّام
التيه ، ودفن هناك ، ويدّعي اليهود أنّ في فلسطين قبرا لموسى عليهالسلام يقصدونه في كلّ سنة.
توفّي موسى عليهالسلام وعمره ٢٤٠ سنة ، وقيل : ١٢٠ سنة ، وقيل : ١٢٦ سنة ،
وقيل : ١٣٧ سنة.
توفّي أخوه
هارون قبله ، ودفن في جبل هور من جبال سيناء.
وبعد وفاة موسى
عليهالسلام قام بالأمر من بعده يوشع بن نون بوصيّة منه.
القرآن المجيد وموسى بن عمران عليهالسلام
ذكره الله في
كتابه العزيز كثيرا ، وأثنى عليه ، وكرّر قصّته بصورة مبسوطة تارة ومطوّلة تارة
أخرى ، وهي على النحو الآتي :
(وَإِذْ واعَدْنا
مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ...) البقرة ٥١.
(وَإِذْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ ...) البقرة ٥٣.
(وَإِذْ قالَ مُوسى
لِقَوْمِهِ ...) البقرة ٥٤.
(وَإِذْ قُلْتُمْ يا
مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ ...) البقرة ٥٥.
(وَإِذِ اسْتَسْقى
مُوسى لِقَوْمِهِ ...) البقرة ٦٠.
(وَإِذْ قُلْتُمْ يا
مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ ...) البقرة ٦١.
(وَإِذْ قالَ مُوسى
لِقَوْمِهِ ...) البقرة ٦٧.
(قالُوا ادْعُ لَنا
رَبَّكَ ...) البقرة ٦٨.
(قالُوا ادْعُ لَنا
رَبَّكَ ...) البقرة ٦٩.
(قالُوا ادْعُ لَنا
رَبَّكَ ...) البقرة ٧٠.
(قالَ إِنَّهُ يَقُولُ
...) البقرة ٧١.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ ...) البقرة ٨٧.
(وَلَقَدْ جاءَكُمْ
مُوسى بِالْبَيِّناتِ ...) البقرة ٩٢.
(كَما سُئِلَ مُوسى
مِنْ قَبْلُ ...) البقرة ١٠٨.
(وَما أُوتِيَ مُوسى
وَعِيسى ...) البقرة ١٣٦.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى
الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى ...) البقرة ٢٤٦.
(وَقالَ لَهُمْ
نَبِيُّهُمْ ...) البقرة ٢٤٧.
(وَقالَ لَهُمْ
نَبِيُّهُمْ ...) البقرة ٢٤٨.
(قالَ إِنَّ اللهَ
مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ ...) البقرة ٢٤٩.
(مِنْهُمْ مَنْ
كَلَّمَ اللهُ ...) البقرة ٢٥٣.
(وَما أُوتِيَ مُوسى
وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ ...) آل عمران ٨٤.
(فَقَدْ سَأَلُوا
مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ ...) النساء ١٥٣.
(وَآتَيْنا مُوسى
سُلْطاناً مُبِيناً) النساء ١٥٣.
(وَكَلَّمَ اللهُ
مُوسى تَكْلِيماً) النساء ١٦٤.
(وَإِذْ قالَ مُوسى
لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ ...) المائدة ٢٠.
(يا قَوْمِ ادْخُلُوا
الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ...) المائدة ٢١.
(قالُوا يا مُوسى
إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ ...) المائدة ٢٢.
(قالُوا يا مُوسى
إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ...) المائدة ٢٤.
(قالَ رَبِّ إِنِّي لا
أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ...) المائدة ٢٥.
(وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ
داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى ...) الأنعام ٨٤.
(قُلْ مَنْ أَنْزَلَ
الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى ...) الأنعام ٩١.
(ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى
الْكِتابَ تَماماً ...) الأنعام ١٥٤.
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ
بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ ...) الأعراف ١٠٣.
(وَقالَ مُوسى يا
فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) الأعراف ١٠٤.
(قالُوا يا مُوسى
إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ ...) الأعراف ١١٥.
(قالَ أَلْقُوا ...) الأعراف ١١٦.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ ...) الأعراف ١١٧.
(رَبِّ مُوسى
وَهارُونَ) الأعراف ١٢٢.
(وَقالَ الْمَلَأُ
مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى ...) الأعراف ١٢٧.
(قالَ مُوسى
لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ ...) الأعراف ١٢٨.
(قالُوا أُوذِينا مِنْ
قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا ...) الأعراف ١٢٩.
(وَإِنْ تُصِبْهُمْ
سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ ...) الأعراف ١٣١.
(وَقالُوا مَهْما
تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) الأعراف ١٣٢.
(قالُوا يا مُوسَى
ادْعُ لَنا رَبَّكَ ...) الأعراف ١٣٤.
(قالُوا يا مُوسَى
اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ ...) الأعراف ١٣٨.
(قالَ أَغَيْرَ اللهِ
أَبْغِيكُمْ ...) الأعراف ١٤٠.
(وَواعَدْنا مُوسى
ثَلاثِينَ لَيْلَةً ...) الأعراف ١٤٢.
(وَقالَ مُوسى
لِأَخِيهِ هارُونَ ...) الأعراف ١٤٢.
(وَلَمَّا جاءَ مُوسى
لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ...) الأعراف ١٤٣.
(فَلَمَّا تَجَلَّى
رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ
سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا
أَوَّلُ
الْمُؤْمِنِينَ) الأعراف ١٤٣.
(قالَ يا مُوسى إِنِّي
اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ ...) الأعراف ١٤٤.
(وَكَتَبْنا لَهُ فِي
الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ...) الأعراف ١٤٥.
(وَاتَّخَذَ قَوْمُ
مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً ...) الأعراف ١٤٨.
(وَلَمَّا رَجَعَ
مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً ...) الأعراف ١٥٠.
(وَأَلْقَى
الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ...) الأعراف ١٥٠.
(قالَ رَبِّ اغْفِرْ
لِي وَلِأَخِي ...) الأعراف ١٥١.
(وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ
مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ ...) الأعراف ١٥٤.
(وَاخْتارَ مُوسى
قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا ...) الأعراف ١٥٥.
(وَمِنْ قَوْمِ مُوسى
أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) الأعراف ١٥٩.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ ...) الأعراف ١٦٠.
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ
بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ ...) يونس ٧٥.
(قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ
لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا ...) يونس ٧٧.
(قالُوا أَجِئْتَنا
لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا ...) يونس ٧٨.
(فَلَمَّا جاءَ
السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ) يونس ٨٠.
(قالَ مُوسى ما
جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ ...) يونس ٨١.
(فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا
ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ ...) يونس ٨٣.
(وَقالَ مُوسى يا
قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا ...) يونس ٨٤.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما ...) يونس ٨٧.
(وَقالَ مُوسى رَبَّنا
إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً ...) يونس ٨٨.
(قالَ قَدْ أُجِيبَتْ
دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما ...) يونس ٨٩.
(وَمِنْ قَبْلِهِ
كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً ...) هود ١٧.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) هود ٩٦.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ...) هود ١١٠.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
مُوسى بِآياتِنا ...) إبراهيم ٥.
(وَإِذْ قالَ مُوسى
لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ ...) إبراهيم ٦.
(وَقالَ مُوسى إِنْ
تَكْفُرُوا أَنْتُمْ ...) إبراهيم ٨.
(وَآتَيْنا مُوسَى
الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً ...) الإسراء ٢.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ ...) الإسراء ١٠١.
(فَقالَ لَهُ
فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) الإسراء ١٠١.
(وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ
يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) الإسراء ١٠٢.
(وَإِذْ قالَ مُوسى
لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ...) الكهف ٦٠.
(فَلَمَّا بَلَغا
مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما ...) الكهف ٦١.
(فَلَمَّا جاوَزا قالَ
لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا ...) الكهف ٦٢.
(فَارْتَدَّا عَلى
آثارِهِما قَصَصاً) الكهف ٦٤.
(فَوَجَدا عَبْداً
مِنْ عِبادِنا ...) الكهف ٦٥.
(قالَ لَهُ مُوسى هَلْ
أَتَّبِعُكَ ...) الكهف ٦٦.
(قالَ سَتَجِدُنِي
إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) الكهف ٦٩.
(فَانْطَلَقا حَتَّى
إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ ...) الكهف ٧١.
(قالَ أَخَرَقْتَها
لِتُغْرِقَ أَهْلَها ...) الكهف ٧١.
(قالَ لا تُؤاخِذْنِي
بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً) الكهف ٧٣.
(فَانْطَلَقا حَتَّى
إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ
نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً) الكهف ٧٤.
(قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ
عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها ...) الكهف ٧٦.
(فَانْطَلَقا حَتَّى
إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ ...) الكهف ٧٧.
(قالَ لَوْ شِئْتَ
لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) الكهف ٧٧.
(قالَ هذا فِراقُ
بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ
صَبْراً) الكهف ٧٨.
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) مريم ٥١.
(وَنادَيْناهُ مِنْ
جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) مريم ٥٢.
(وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ
رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا) مريم ٥٣.
(وَهَلْ أَتاكَ
حَدِيثُ مُوسى) طه ٩.
(إِذْ رَأى ناراً
فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا ...) طه ١٠.
(فَلَمَّا أَتاها
نُودِيَ يا مُوسى) طه ١١.
(إِنِّي أَنَا رَبُّكَ
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) طه ١٢.
(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ
فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى) طه ١٣.
(فَاعْبُدْنِي
وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) طه ١٤.
(فَلا يَصُدَّنَّكَ
عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها ...) طه ١٦.
(وَما تِلْكَ
بِيَمِينِكَ يا مُوسى) طه ١٧.
(قالَ هِيَ عَصايَ
أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) طه ١٨.
(قالَ أَلْقِها يا
مُوسى) طه ١٩.
(فَأَلْقاها فَإِذا
هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) طه ٢٠.
(قالَ خُذْها وَلا
تَخَفْ ...) طه ٢١.
(وَاضْمُمْ يَدَكَ
إِلى جَناحِكَ ...) طه ٢٢.
(لِنُرِيَكَ مِنْ
آياتِنَا الْكُبْرى) طه ٢٣.
(اذْهَبْ إِلى
فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) طه ٢٤.
(قالَ رَبِّ اشْرَحْ
لِي صَدْرِي) طه ٢٥.
(وَيَسِّرْ لِي
أَمْرِي) طه ٢٦.
(وَاحْلُلْ عُقْدَةً
مِنْ لِسانِي) طه ٢٧.
(يَفْقَهُوا قَوْلِي) طه ٢٨.
(وَاجْعَلْ لِي
وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) طه ٢٩.
(هارُونَ أَخِي) طه ٣٠.
(اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) طه ٣١.
(وَأَشْرِكْهُ فِي
أَمْرِي) طه ٣٢.
(قالَ قَدْ أُوتِيتَ
سُؤْلَكَ يا مُوسى) طه ٣٦.
(وَلَقَدْ مَنَنَّا
عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى) طه ٣٧.
(فَرَجَعْناكَ إِلى
أُمِّكَ ...) طه ٤٠.
(وَقَتَلْتَ نَفْساً
فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ
مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى) طه ٤٠.
(وَاصْطَنَعْتُكَ
لِنَفْسِي) طه ٤١.
(اذْهَبْ أَنْتَ
وَأَخُوكَ بِآياتِي ...) طه ٤٢.
(اذْهَبا إِلى
فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) طه ٤٣.
(فَقُولا لَهُ قَوْلاً
لَيِّناً ...) طه ٤٤.
(قالا رَبَّنا إِنَّنا
نَخافُ ...) طه ٤٥.
(قالَ لا تَخافا
إِنَّنِي مَعَكُما ...) طه ٤٦.
(فَأْتِياهُ فَقُولا
إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ ...) طه ٤٧.
(قَدْ جِئْناكَ
بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ ...) طه ٤٧.
(إِنَّا قَدْ أُوحِيَ
إِلَيْنا ...) طه ٤٨.
(قالَ فَمَنْ
رَبُّكُما يا مُوسى) طه ٤٩.
(قالَ رَبُّنَا
الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ ...) طه ٥٠.
(قالَ عِلْمُها عِنْدَ
رَبِّي ...) طه ٥٢.
(قالَ أَجِئْتَنا
لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى) طه ٥٧.
(قالَ لَهُمْ مُوسى
وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً ...) طه ٦١.
(قالُوا إِنْ هذانِ
لَساحِرانِ ...) طه ٦٣.
(قالُوا يا مُوسى
إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ ...) طه ٦٥.
(قالَ بَلْ أَلْقُوا
...) طه ٦٦.
(فَأَوْجَسَ فِي
نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) طه ٦٧.
(قُلْنا لا تَخَفْ
إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) طه ٦٨.
(وَأَلْقِ ما فِي
يَمِينِكَ ...) طه ٦٩.
(قالُوا آمَنَّا
بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى) طه ٧٠.
(وَلَقَدْ أَوْحَيْنا
إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ
يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى) طه ٧٧.
(وَما أَعْجَلَكَ عَنْ
قَوْمِكَ يا مُوسى) طه ٨٣.
(فَرَجَعَ مُوسى إِلى
قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً ...) طه ٨٦.
(فَقالُوا هذا
إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ) طه ٨٨.
(قالُوا لَنْ نَبْرَحَ
عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) طه ٩١.
(قالَ يا هارُونُ ما
مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا) طه ٩٢.
(أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ
أَمْرِي) طه ٩٣.
(قالَ فَما خَطْبُكَ
يا سامِرِيُ) طه ٩٥.
(قالَ فَاذْهَبْ ...) طه ٩٧.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ ...) الأنبياء ٤٨.
(وَكُذِّبَ مُوسى ...) الحجّ ٤٤.
(ثُمَّ أَرْسَلْنا
مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ ...) المؤمنون ٤٥.
(فَقالُوا أَنُؤْمِنُ
لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا ...) المؤمنون ٤٧.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ ...) المؤمنون ٤٩.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ ...) الفرقان ٣٥.
(فَقُلْنَا اذْهَبا
إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا ...) الفرقان ٣٦.
(وَإِذْ نادى رَبُّكَ
مُوسى ...) الشعراء ١٠.
(قالَ رَبِّ إِنِّي
أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) الشعراء ١٢.
(وَيَضِيقُ صَدْرِي
وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) الشعراء ١٣.
(قالَ كَلَّا
فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) الشعراء ١٥.
(فَأْتِيا فِرْعَوْنَ
فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) الشعراء ١٦.
(قالَ أَلَمْ
نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ) الشعراء ١٨.
(فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ
لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء ٢١.
(قالَ إِنَّ
رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) الشعراء ٢٧.
(فَأَلْقى عَصاهُ
فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) الشعراء ٣٢.
(وَنَزَعَ يَدَهُ
فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) الشعراء ٣٣.
(قالُوا أَرْجِهْ
وَأَخاهُ ...) الشعراء ٣٦.
(قالَ لَهُمْ مُوسى
أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ) الشعراء ٤٣.
(فَأَلْقى مُوسى
عَصاهُ ...) الشعراء ٤٥.
(رَبِّ مُوسى
وَهارُونَ) الشعراء ٤٨.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي ...) الشعراء ٥٢.
(قالَ أَصْحابُ مُوسى
إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) الشعراء ٦١.
(قالَ كَلَّا إِنَّ
مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) الشعراء ٦٢.
(فَأَوْحَيْنا إِلى
مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ) الشعراء ٦٣.
(وَأَنْجَيْنا مُوسى
وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ) الشعراء ٦٥.
(إِذْ قالَ مُوسى
لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً ...) النمل ٧.
(فَلَمَّا جاءَها
نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها ...) النمل ٨.
(يا مُوسى إِنَّهُ
أَنَا اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) النمل ٩.
(وَأَلْقِ عَصاكَ
فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا
مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) النمل ١٠.
(وَأَدْخِلْ يَدَكَ
فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ ...) النمل ١٢.
(نَتْلُوا عَلَيْكَ
مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ ...) القصص ٣.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ
الْمُرْسَلِينَ) القصص ٧.
(فَالْتَقَطَهُ آلُ
فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ...) القصص ٨.
(وَقالَتِ امْرَأَتُ
فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ
نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) القصص ٩.
(وَقالَتْ لِأُخْتِهِ
قُصِّيهِ ...) القصص ١١.
(وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ
الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ ...) القصص ١٢.
(فَرَدَدْناهُ إِلى
أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها ...) القصص ١٣.
(وَلَمَّا بَلَغَ
أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً ...) القصص ١٤.
(فَوَكَزَهُ مُوسى
فَقَضى عَلَيْهِ ...) القصص ١٥.
(قالَ رَبِّ إِنِّي
ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ...) القصص ١٦.
(قالَ رَبِّ بِما
أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ...) القصص ١٧.
(فَأَصْبَحَ فِي
الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ ...) القصص ١٨.
(قالَ لَهُ مُوسى
إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) القصص ١٨.
(قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ
أَنْ تَقْتُلَنِي ...) القصص ١٩.
(وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ
أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ
لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) القصص ٢٠.
(فَخَرَجَ مِنْها
خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) القصص ٢١.
(وَلَمَّا تَوَجَّهَ
تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) القصص ٢٢.
(وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ
مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ ...) القصص ٢٣.
(فَسَقى لَهُما ثُمَّ
تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ
فَقِيرٌ) القصص ٢٤.
(فَجاءَتْهُ
إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ ...) القصص ٢٥.
(قالَتْ إِحْداهُما يا
أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) القصص ٢٦.
(قالَ إِنِّي أُرِيدُ
أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ) القصص ٢٧.
(فَلَمَّا قَضى مُوسَى
الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ
امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً ...) القصص ٢٩.
(فَلَمَّا أَتاها
نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ
الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ
رَبُّ
الْعالَمِينَ ...) القصص ٣٠.
(وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ
فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا
مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ) القصص ٣١.
(اسْلُكْ يَدَكَ فِي
جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ ...) القصص ٣٢.
(قالَ رَبِّ إِنِّي
قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) القصص ٣٣.
(وَأَخِي هارُونُ هُوَ
أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي ...) القصص ٣٤.
(قالَ سَنَشُدُّ
عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ...) القصص ٣٥.
(فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى
بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً ...) القصص ٣٦.
(وَقالَ مُوسى رَبِّي
أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ ...) القصص ٣٧.
(لَعَلِّي أَطَّلِعُ
إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ) القصص ٣٨.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ ...) القصص ٤٣.
(إِذْ قَضَيْنا إِلى
مُوسَى الْأَمْرَ ...) القصص ٤٤.
(قالُوا لَوْ لا
أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى ...) القصص ٤٨.
(أَوَلَمْ يَكْفُرُوا
بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ ...) القصص ٤٨.
(إِنَّ قارُونَ كانَ
مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ ...) القصص ٧٦.
(وَلَقَدْ جاءَهُمْ
مُوسى بِالْبَيِّناتِ) العنكبوت ٣٩.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ ...) السجدة ٢٣.
(وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ
النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى) الأحزاب ٧.
(كَالَّذِينَ آذَوْا
مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) الأحزاب ٦٩.
(وَلَقَدْ مَنَنَّا
عَلى مُوسى وَهارُونَ) الصافّات ١١٤.
(وَنَجَّيْناهُما
وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) الصافّات ١١٥.
(وَآتَيْناهُمَا
الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ) الصافّات ١١٧.
(وَهَدَيْناهُمَا
الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) الصافّات ١١٨.
(سَلامٌ عَلى مُوسى
وَهارُونَ) الصافّات ١٢٠.
(إِنَّهُما مِنْ
عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) الصافّات ١٢٢.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) غافر ٢٣.
(فَلَمَّا جاءَهُمْ
بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا) غافر ٢٥.
(وَقالَ فِرْعَوْنُ
ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى) غافر ٢٦.
(وَقالَ مُوسى إِنِّي
عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ ...) غافر ٢٧.
(أَتَقْتُلُونَ
رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ
رَبِّكُمْ) غافر ٢٨.
(فَأَطَّلِعَ إِلى
إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً ...) غافر ٣٧.
(وَأُفَوِّضُ أَمْرِي
إِلَى اللهِ ...) غافر ٤٤.
(فَوَقاهُ اللهُ
سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا ...) غافر ٤٥.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْهُدى ...) غافر ٥٣.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ ...) فصّلت ٤٥.
(وَما وَصَّيْنا بِهِ
إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى ...) الشورى ١٣.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ) الزخرف ٤٦.
(فَلَمَّا جاءَهُمْ
بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ) الزخرف ٤٧.
(وَقالُوا يا أَيُّهَا
السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ ...) الزخرف ٤٩.
(أَمْ أَنَا خَيْرٌ
مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ) الزخرف ٥٢.
(وَمِنْ قَبْلِهِ
كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً ...) الأحقاف ١٢.
(كِتاباً أُنْزِلَ
مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ ...) الأحقاف ٣٠.
(وَفِي مُوسى إِذْ
أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) الذاريات ٣٨.
(فَتَوَلَّى
بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) الذاريات ٣٩.
(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ
بِما فِي صُحُفِ مُوسى) النجم ٣٦.
(وَإِذْ قالَ مُوسى
لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ
إِلَيْكُمْ ...) الصفّ ٥.
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ
مُوسى) النازعات ١٥.
(إِذْ ناداهُ رَبُّهُ
بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) النازعات ١٦.
(اذْهَبْ إِلى
فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) النازعات ١٧.
(صُحُفِ إِبْراهِيمَ
وَمُوسى) الأعلى ١٩.
__________________
ميكال
هو ميكال ،
وقيل ميكائيل ومعناه : عبيد الله ، وقيل : هو ميكايين ، وقيل : ميكائين ، ويسمّيه
المسيحيّون ميشل.
__________________
اسم عبريّ يطلق
على أحد الملائكة الأربعة المقرّبين إلى الله. كان هو وجبريل أوّل الساجدين لآدم
أبي البشر عليهالسلام.
نزل مع جمع من
الملائكة على رسول الله صلىاللهعليهوآله قبل ليلة المعراج وشرحوا صدره ، وكان من الملائكة الذين
نصروا النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين في واقعة بدر.
وهو الملك
الموكّل من قبل الله سبحانه وتعالى بأرزاق الخلائق ، وله بالاشتراك مع جبريل أدوار
مهمّة على مرّ العصور.
يعتبره اليهود
ملك السلامة والنعمة ، ويعتقدون أنّه كان حاميا لهم من الكوارث والخطوب ، والواسطة
بين الله وبين الصلحاء من الناس.
كان
اليونانيّون القدماء يعتقدون أنّه الملك الحافظ للبحار في العالم.
القرآن العزيز وميكال
جاء ذكره في
الآية ٩٨ من سورة البقرة : (مَنْ كانَ عَدُوًّا
لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ ....)
__________________
ميمونة بنت الحارث
هي ميمونة بنت
الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال الهلاليّة ،
العامريّة ، وأمّها هند بنت عمرو من جرش.
إحدى زوجات
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأفضل أزواجه بعد خديجة وأمّ سلمة ، وكانت من سادات
النساء ومن المواليات للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، كانت تحت أبي رهم بن عبد العزّى ، فلمّا توفّي
تزوّجها النبيّ صلىاللهعليهوآله في شهر ذي القعدة سنة ٧ ه ، وقيل : سنة ٦ ه ، وهي آخر
امرأة تزوّجها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكانت تدعى برّة ، فلمّا تزوّجها النبيّ صلىاللهعليهوآله سمّاها ميمونة. كانت أسلمت بمكّة قبل الهجرة وبايعت
النبيّ صلىاللهعليهوآله. ترحّم عليها الإمام الباقر عليهالسلام ، وعدّها من نساء الجنّة ، قالت عائشة بنت أبي بكر :
كانت ميمونة من أتقانا.
حدّثت عن
النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنها جماعة.
توفّيت بمكّة ،
وقيل بسرف قرب مكّة سنة ٥١ ه ، وقيل : سنة ٦٣ ه ، وقيل : سنة ٦١ ه ، وقيل : سنة
٦٦ ه ، وقيل : سنة ٥٢ ه ، وقيل : سنة ٥٣ ه ، وقيل :
__________________
سنة ٤٩ ه ، وقيل : سنة ٣٩ ه ، وقيل : سنة ٣٨ ه ، وقيل : سنة ٣٦ ه ،
ودفنت في سرف ، وعمرها يومئذ ٨٠ سنة ، وقيل : ٨١ سنة.
القرآن المجيد وميمونة بنت الحارث
كلّ واحدة من
نساء النبيّ صلىاللهعليهوآله طلبن منه شيئا ، وطلبت ميمونة حلّة ثمينة ، وكانت تلك
الطلبات يصعب على النبيّ صلىاللهعليهوآله توفيرها لهنّ ، فنزلت فيهنّ الآية ٢٨ من سورة الأحزاب :
(يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها
فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً.)
ويقال : إنّها
وهبت نفسها للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيها الآية ٥٠ من نفس السورة السابقة : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ
نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ....)
وشملتها الآية
٥١ من نفس السورة : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ
مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ ...)
وذلك لمّا أراد
النبيّ صلىاللهعليهوآله مفارقة ثلاث من نسائه وهنّ : ميمونة المترجم لها ، وأمّ
حبيبة بنت أبي سفيان ، وسودة بنت زمعة ، فقلن له : لا تفارقنا ودعنا على حالنا
واقسم لنا ما شئت من نفسك ومالك ، فتركهنّ على حالهنّ ، وقسم لهنّ ما شاء ، فنزلت
الآية المذكورة.
__________________
__________________
__________________
حرف النون
نبتل بن الحارث
هو نبتل بن الحارث
من بني لوذان بن عمرو بن عوف من بني ضبيعة ، وقيل : هو نبتل بن الحارث بن قيس بن
زيد بن ضبيعة. كان من المنافقين المعروفين الذين ابتلي بهم النبيّ صلىاللهعليهوآله.
كان مشوّه
الخلقة ، جسيما ، أدلم ، ثائر شعر الرأس ، أحمر العينين ، أسفع الخدّين.
كان كثير
الإيذاء للنبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، وينقل أخبارهم إلى أعدائهم من الكفّار
والمشركين.
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله في حقّه : «من أراد أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى
نبتل بن الحارث» قال النبيّ صلىاللهعليهوآله ذلك بعد أن نزل عليه جبريل وأخبره بأنّه يجلس إليه رجل
أدلم ، ثائر شعر الرأس ، أسفع الخدّين ، أحمر العينين كأنّهما قدران من صفر ، كبده
أغلظ من كبد الحمار ، ينقل حديثه إلى المنافقين ، وطلب منه أن يحذّره ، وكانت تلك
صفات المترجم له.
القرآن العظيم ونبتل بن الحارث
كان يسمع
الكلام من النبيّ صلىاللهعليهوآله ثمّ ينقله إلى المنافقين ، فقيل له : لا تفعل ، فكان
يقول : إنّما محمّد صلىاللهعليهوآله أذن ، من حدّثه شيئا صدّقه ، نقول ما شئنا ثمّ نأتيه
فنحلف له فيصدّقنا ، فنزلت فيه الآية ٦١ من سورة التوبة : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ
النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ....)
وشملته الآية
٧٥ من نفس السورة : (وَمِنْهُمْ مَنْ
عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ
الصَّالِحِينَ.)
والآية ١٠٧ من
السورة نفسها : (وَالَّذِينَ
اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ...) لكونه كان من جملة الاثني عشر رجلا الذين أسّسوا مسجد
الضرار
ليضاهوا به مسجد قباء.
وشملته الآية
١٤ من سورة المجادلة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ...)
وذلك لأنّه كان
من الذين يصاحبون الكفّار واليهود وينقلون إليهم أخبار وأسرار النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
نبهان التمّار
هو أبو مقبل
نبهان التمّار.
صحابيّ أذنب ،
ثمّ ندم فاستغفر الله فغفر الله له.
القرآن العزيز ونبهان التمّار
في أحد الأيّام
أتته امرأة حسناء تبتاع منه تمرا فضرب على عجيزتها ، وقيل : قبلها ، فقالت : والله!
ما حفظت غيبة أخيك ، ولا نلت حاجتك ، فسقط ما في يده ، وندم على فعلته ، فجاء إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله وأعلمه بما صدر منه ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله له : «إيّاك أن تكون امرأة غاز» فذهب يبكي ، فقام ثلاثة
أيّام يصوم النهار ويقوم الليل ، فلمّا كان اليوم الرابع أنزل الله تعالى فيه
الآية ١٣٥ من سورة آل عمران : (وَالَّذِينَ إِذا
فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا
__________________
أَنْفُسَهُمْ
ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا
اللهُ ...) فأرسل النبيّ صلىاللهعليهوآله إليه من أخبره بما نزل فيه ، فحمد الله وشكره ، فقال :
يا رسول الله : هذه توبتي قبلها ، فكيف لي حتّى يقبل شكري؟ فأنزل الله تعالى الآية
١١٤ من سورة هود : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ
طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ
السَّيِّئاتِ ....)
نبوخت نصّر
هو نبوخت نصّر
، وقيل : بخت نصّر ، وقيل : بخت النصّر بن كامجار بن كيانبة بن كيقباذ ، وقيل : هو
ابن سنحاريب بن كيحسرى ، ويسمّيه الفرس بختريشه ، أو بخت نرسي بن كيو بن كودرز ،
وقيل : اسم أبيه فلسر ، أو نبوبول سر ، ويسمّيه العبريّون نبوكدنصّر ، واسمه
بالسريانيّة نبوخذنصّر.
من أعظم وأشهر ملوك
الدولة الكلدانيّة ببابل في العراق ، ومؤسّس الإمبراطوريّة الكلدانيّة.
كفر بالله
واعتنق المجوسيّة ، ثمّ ادّعى الألوهيّة وأمر الناس بعبادته.
عرف بالظلم
والجور وسفك الدماء ، وحبّه للعمران والبناء.
كان لقيطا
مجهول الأب والأمّ ، عثروا عليه وهو طفل عند صنم يدعى نصّر ، فسمّوه بخت نصّر ، أي
ابن الصنم نصّر.
قيل : إنّه كان
من العجم من ولد كودرز ، وقيل : كان ابن عمّ لهراسب ملك بلاد فارس.
كان من نعومة
أظفاره يعرف بالشجاعة والقوّة ، وكان أصلع أعرج.
عيّنه الملك
لهراسب بن كشتاسب ملك الفرس أميرا وقائدا لجيوشه ، ثمّ اتّخذه وزيرا.
تصدّر للحكم من
سنة ٦٠٤ قبل الميلاد إلى سنة ٥٦٢ قبل الميلاد ، وفي سنة ٦١٢
__________________
قبل الميلاد تزوّج من ابنة «هووخشتر» ملك الماديّين. بين سنتي ٥٩٧ قبل
الميلاد و ٥٨٧ قبل الميلاد ، أمره لهراسب بأن يقود حملة على فلسطين ويحتلّها ،
ويقال : إنّ الذي أمره باحتلال فلسطين هو الملك بهمن ملك بلاد فارس ، حيث ملّكه
على بابل ، وأمره بالمسير إلى فلسطين والشام ، فتوجّه على رأس جيش ضخم يربو على
الخمسين ألفا ، فاحتلّ أورشليم ، وأمر بتخريبها وإحراق التوراة ، وألقى بالجيف في
المسجد الأقصى ، وقتل سبعين ألفا من الإسرائيليّين ، وسبى ذراريهم ، وصادر أموالهم
، وأسر خلقا كثيرا منهم بلغوا سبعين ألفا ، حملهم إلى بابل ، فبقوا في بابل ١٠٠
سنة تستعبدهم المجوس ، وكان بين الأسرى «يوياخين بن يوياقيم» ملك بني إسرائيل. بعد
تلك المجازر هرب كثير من الإسرائيليّين إلى مصر ، وفلتوا من قبضته ، فكتب في سنة
٦٠٥ قبل الميلاد كتابا إلى فرعون مصر يقول فيه : إنّ عبيدا لي هربوا إلى مصر
فأرسلهم إليّ وإلّا غزوتك ، فكتب إليه فرعون : ما هم بعبيدك ولكنّهم أحرار ، فغزاه
نبوخت نصّر وتغلّب عليه في معركة «قرقميش» وقتل فرعون ، وسبى المصريّين ، ثمّ
انطلق نحو بلاد المغرب في شمال إفريقية واحتلّها ، ثمّ عاد إلى بابل ومعه سبي كثير
وأموال طائلة.
ظلّ بيت المقدس
تحت سيطرته ٤٠ سنة ، ولم يزل يعذّب بني إسرائيل حتّى تزوّج امرأة منهم كانت تدعى
ملحات بنت سلتائيل أخت زربابل ، فطلبت منه أن يردّ قومها إلى فلسطين ، فأرجعهم.
لمّا رجع
الإسرائيليّون إلى فلسطين ملّكوا عليهم زربابل ، وفي أيّامه مسخ الله المترجم له
بهيمة أنثى ، وطال شعره ، وصارت أظافيره كمخالب سباع الطيور.
ويقال في أواخر
أيّامه أصابه الجنون ، وتصوّر نفسه بقرة ، فسكن البساتين والمزارع ، فكانت زوجته «نيتوكريس»
تدير دفّة الحكم وشئونه.
ويقال : إنّ
الله تاب عليه قبل موته فأحياه بشرا ، ثمّ مات بعد أن عمّر أكثر من ٥٥٠ سنة ، وقيل
: ٣٠٠ سنة ، وبعد أن ملك ١٨٧ سنة ، وقيل : ٤٥ سنة.
وعن الإمام
الصادق عليهالسلام قال : ملك الأرض كلّها أربعة : مؤمنان وكافران ، فأمّا
المؤمنان : سليمان بن داود عليهماالسلام وذو القرنين ، وأمّا الكافران : نمرود وبخت نصّر.
بني على
مرتفعات بابل بساتين وحدائق وجنائن معلّقة كانت من عجائب الدنيا من حيث الهندسة
والفنّ والبناء ، وحفر الأنهار والترع في بابل لسقي مزارعها وحدائقها.
وبعد هلاكه سنة
٥٥١ قبل الميلاد تولّى الحكم من بعده ابنه «أو لمرودخ».
القرآن العظيم ونبوخت نصّر
لمّا غزا
المترجم له بلاد فلسطين ، وخرّب بيت المقدس ، وأعانه على ذلك الروم فقاموا بحرق
التوراة ، وألقوا بالجيف في المسجد الأقصى ، ومنعوا الناس من أداء مراسم عباداتهم
، أنزل الله تعالى فيه ومن تبعه الآية ١١٤ من سورة البقرة : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ
مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها ....)
وبعد أن عاث
بنو إسرائيل في الأرض الفساد وطغوا وقتلوا الأنبياء أرسل الله إليهم المترجم له ،
فدمّرهم وأهلكهم وأراهم الذلّ والهول ، فأشارت الآية ٥ من سورة الإسراء إليه
بقولها : (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ
عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً
مَفْعُولاً)
__________________
نبيه بن الحجّاج
هو أبو الرزام
نبيه بن الحجّاج بن عامر بن حذيفة بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشيّ ،
السهميّ ، وأمّه أروى بنت عميلة بن السبّاق.
__________________
من أشراف ووجوه
قريش في الجاهليّة ، ومن أصحاب الرأي فيهم ، وأحد زنادقة عصره ، وكان شاعرا ونديما
للنضر بن الحارث.
عاصر النبيّ صلىاللهعليهوآله في بدء الدعوة الإسلاميّة ، فكان شديد الإيذاء للنبيّ صلىاللهعليهوآله وللمسلمين ، ومن أخبث المعاندين والمشاكسين للنبيّ صلىاللهعليهوآله. جاء مع جماعة من مشركي قريش إلى أبي طالب عليهالسلام وقالوا له : إنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله ابن أخيك قد سبّ آلهتنا ، وعاب ديننا ، وسفّه أحلامنا ،
وضلّل آباءنا ، فإمّا أن تكفّه عنّا وإمّا أن تخلّي بيننا وبينه ، فأجابهم أبو
طالب عليهالسلام جوابا مقنعا فانصرفوا عنه.
كان من جملة
المجتمعين في دار الندوة للتشاور على قتل النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وحضر مع مشركي قومه على باب بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله لاغتياله ، فأخبره جبريل عليهالسلام بمؤامرتهم ، وأمره بالهجرة من مكّة إلى المدينة ، وأن
يجعل في فراشه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فنجا من مكيدتهم.
كان إذا التقى
بالنبيّ صلىاللهعليهوآله قال له : أما وجد الله من يبعثه غيرك؟ إنّ هاهنا من هو
أسنّ منك وأيسر.
ومن أعماله
القبيحة : يروى أنّ رجلا جثعميّا جاء إلى مكّة حاجّا أو معتمرا ومعه ابنة له تدعى «القتول»
فاغتصبها المترجم له وغيّبها عنه ، فالتجأ الرجل إلى حلف الفضول ، فهدّدوه وأخذوا «القتول»
منه.
ومن شعره :
قالت سليمى إذ
طرقت أزورها
|
|
لا أبتغي
إلّا امرأ ذا مال
|
لا أبتغي
إلّا امرأ ذا ثروة
|
|
كيما يسدّ
مفاقري وخلالي
|
في السنة
الثانية من الهجرة حضر إلى جانب المشركين واقعة بدر الكبرى ، فقتله حمزة بن عبد
المطّلب عليهالسلام ، وبعد هلاكه أخذ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام سيفه الذي كان يقاتل به ، وكان يدعى ذا الفقار.
القرآن الكريم ونبيه بن الحجّاج
كان من
المطعمين للكفّار في واقعة بدر ، فنزلت فيه وفي أمثاله من المطعمين الآية ٣٦
من سورة الأنفال : (إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ....)
كان من جملة
قريش الذين اقتسموا مداخل مكّة ، فكانوا إذا حضروا الموسم صدّوا الناس عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيهم الآية ٩٠ من سورة الحجر : (كَما أَنْزَلْنا عَلَى
الْمُقْتَسِمِينَ.)
وشملته الآية
٩٠ من سورة الإسراء : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ
لَكَ ....)
النجاشيّ
هو النجاشيّ
أصحمة ، وقيل : صحمة ، وقيل : صمحة بن أبحر ، والنجاشيّ لقب لملوك الحبشة ، أو
تعني الملك بلغة الأحباش ، وأصحمة معناها : عطيّة.
__________________
من أعاظم ملوك
الحبشة ، عرف بالتواضع والخشوع لله تعالى ، وكان متديّنا ، عادلا ، نصرانيّ
الديانة.
لمّا اشتدّ
الضغط والتعسّف من قبل قريش والمشركين على المسلمين إبّان الدعوة الإسلامية أمر
النبيّ صلىاللهعليهوآله المسلمين بالهجرة إلى الحبشة ؛ ليخلصوا من كيد الكفّار
، وأرسل إليه كتابا حمله إليه جعفر بن أبي طالب عليهالسلام يدعوه إلى الإسلام ، فلمّا تسلّم الكتاب من جعفر عليهالسلام وضعه على عينه ، ونزل من سريره ، وجلس على الأرض تواضعا
، ثمّ أسلم على يد جعفر عليهالسلام ، وشهد الشهادتين ، وكتب رسالة إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وأعطاها إلى جعفر ، تتضمّن تصديقه بالنبيّ صلىاللهعليهوآله وإسلامه على يد جعفر عليهالسلام ، وإليك نصّ رسالة النبيّ صلىاللهعليهوآله إليه :
«بسم الله
الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمّد النبيّ إلى النجاشيّ الأصحم عظيم الحبشة ، سلام
على من اتّبع الهدى وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له
، لم يتّخذ صاحبة ولا ولدا ، وأنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله عبده ورسوله ، وأدعوك بدعاية الله ، فإنّي رسوله ،
فأسلم تسلم (يا أَهْلَ الْكِتابِ
تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا
اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ
دُونِ اللهِ) فإن أبيت فعليك إثم النصارى قومك».
وجاء نصّ رسالة
النبيّ صلىاللهعليهوآله إليه على الوجه التالي :
«بسم الله
الرحمن الرحيم ، من محمّد رسول الله إلى النجاشيّ ملك الحبشة ، إنّي أحمد إليك
الله الذي لا إله إلّا هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن ، وأشهد أنّ عيسى
بن مريم روح الله ، وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيّبة فحملت بعيسى ، وإنّي
أدعوك إلى الله وحده لا شريك له ، وأن تتّبعني وتؤمن بالذي جاءني ، فإنّي رسول
الله ، وقد بعثت إليك ابن عمّي جعفرا ومعه نفر من المسلمين ، والسّلام على من
اتّبع الهدى».
وبعد أن قرأ
رسالة النبيّ صلىاللهعليهوآله أجاب عليها بالجواب التالي :
«بسم الله
الرحمن الرحيم ، إلى محمّد رسول الله من النجاشيّ ، سلام عليك يا
نبيّ الله ورحمة الله وبركاته ، الذي لا إله إلّا هو الذي هداني إلى
الإسلام ، أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى ، فو
ربّ السماء والأرض إنّ عيسى ما زاد على ما ذكرت ، وإنّه كما قلت ، وقد عرفنا ما
بعثته إلينا ، وقدم ابن عمّك وأصحابه ، وأشهد أنّك رسول الله ، وقد بايعتك وبايعت
ابن عمّك ، وأسلمت على يديه لله ربّ العالمين ، وقد بعثت إليك بابني ، وإن شئت أن
آتيك فعلت يا رسول الله ، فإنّي أشهد أنّ ما تقول حقّ ، والسّلام عليك ورحمة الله
وبركاته».
ولمّا استقرّ
المسلمون بالحبشة ، وآمنوا من كيد قريش والمشركين ، وشملتهم رعاية النجاشيّ
وإحسانه ، أرسلت قريش كلّا من عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي أميّة إلى النجاشيّ
، وحمّلاهما هدايا إليه وإلى أعيان دولته ، فلمّا دخلا على النجاشي وقدّما الهدايا
قالا : إنّ جماعة من سفهاء قومنا فارقوا دين آبائهم وقومهم ، وجاءوا بدين مبتدع لا
نعرفه نحن ولا أنتم ، وطلبوا من النجاشيّ تسليمهم إليهما ، فلما سمع النجاشيّ
مقالتهم غضب وقال : لا والله لا أسلّم قوما جاوروني ونزلوا بلادي ، واختاروني على
من سواي ، انطلقا والله لا أسلّمهم إليكما أبدا.
عن طريقه تزوّج
النبيّ صلىاللهعليهوآله من أمّ حبيبة بنت أبي سفيان عند ما كانت في الحبشة ،
وذلك سنة ٦ ه ، وقيل : سنة ٧ ه.
توفّي في الحبشة
في شهر رجب سنة ٩ ه ، فأخبر جبريل عليهالسلام النبيّ صلىاللهعليهوآله بوفاته ، فبكى النبيّ صلىاللهعليهوآله بكاء شديدا ، وحزن عليه ، وقال لأصحابه : «قد مات اليوم
عبد صالح يقال له : أصحمة ، فقوموا وصلّوا عليه» أو قال صلىاللهعليهوآله : «قوموا فصلّوا على أخيكم النجاشيّ».
القرآن العزيز والنجاشيّ
نزلت فيه الآية
٦٨ من سورة آل عمران : (إِنَّ أَوْلَى
النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ
آمَنُوا ....)
لمّا أمر
النبيّ صلىاللهعليهوآله أصحابه بالصلاة على النجاشيّ قال بعضهم : تأمرنا أن
نصلّي على علج من الحبشة ، فنزلت الآية ١٩٩ من نفس السورة : (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ
يُؤْمِنُ
بِاللهِ ....)
ونزلت فيه
الآية ٦٦ من سورة المائدة : (وَلَوْ أَنَّهُمْ
أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ
لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ....)
ونزلت فيه وفي
أصحابه الآية ٨٢ من سورة المائدة : (ذلِكَ بِأَنَّ
مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً ....)
__________________
نسر
كان من الأصنام
التي كانت تعبد أيّام نبيّ الله نوح عليهالسلام ، وكان على هيئة نسر.
نقله إلى اليمن
عمرو بن لحيّ الخزاعيّ ، ودعا الناس إلى عبادته فأجابته حمير ، فدفعه إلى معدي كرب
من ذي رعين ، فعبدته حمير ومن والاها ، ومن ثمّ نقله مع أصنام أخرى إلى بقية أنحاء
شبه الجزيرة العربيّة لعبادتها.
ويقال : إنّه
كان مختصّا بقبيلة ذي الكلاع ، وقيل : كان لقبيلة بني ذخران بن وائل ، وقيل : كان
لقبيلة حصين.
ولم يزل نسر
معبود الحميريّين حتّى أشاع ذو نؤاس اليهوديّة في اليمن ، فنقل إلى الكعبة
المشرّفة وعلّق على يسار بابها ، فكانت قريش تلطّخه وسائر الأصنام بالمسك والعنبر.
يقول المؤرّخون
: إنّه كان أفراد مؤمنون صلحاء بين آدم عليهالسلام ونوح عليهالسلام فماتوا ، فحزن الناس عليهم ، فجاءهم إبليس ، وقيل :
فجاءهم رجل من بني قابيل بن آدم ، واتّخذ لهم أصناما تماثل صورهم ليأنسوا بها ،
فلمّا انقرض ذلك العصر وتلاه عصر آخر جاءهم
__________________
إبليس وقال لهم : إنّ هذه الأصنام والصور هي آلهة كانوا آباؤكم يعبدونها
فاعبدوها ، فعبدوها وضلّوا عن الحقّ ، وكان من جملتها نسر ، فدعا عليهم نوح عليهالسلام فأهلكهم الله.
يقال : إنّ
نسرا كان من أبناء آدم عليهالسلام ، وقيل : كان من المؤمنين الذين ركبوا السفينة مع نوح عليهالسلام ، ونجوا من الغرق والهلاك.
ولم يزل تعبده
العرب وتقدّسه حتّى جاء الإسلام وقضى عليه وعلى بقيّة الأصنام التي كانت تعبد من
دون الله.
القرآن العظيم ونسر
نزلت في
المشركين الذين كانوا يعبدونه الآية ٧٣ من سورة الحجّ : (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ
فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا
ذُباباً ....)
وجاء ذكره ضمن
الآية ٢٣ من سورة نوح : (وَلا تَذَرُنَّ
وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً.)
__________________
نسيبة بنت كعب
هي أمّ عمارة
نسيبة ، وقيل : سنينة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن
النجّار الأنصاريّة ، المازنيّة ، النجّاريّة ، المدنيّة ، زوجة زيد بن عاصم.
صحابيّة جليلة
، مجاهدة شجاعة.
حضرت بيعة
العقبة ، وبايعت النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وشهدت واقعة أحد ، وصلح الحديبية ، وواقعة حنين ،
وبيعة الرضوان ، ويوم اليمامة.
قاتلت يوم أحد
فأصيبت باثنتي عشرة جراحة ، وفي يوم اليمامة قطعت يدها.
كانت تقاتل في
الوقائع التي حضرتها مقاتلة الأبطال ، وتداوي جرحى المسلمين ، وتسقيهم الماء.
حدّثت عن
النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنها جماعة.
كانت على قيد
الحياة أيّام حكومة أبي بكر ، وقيل : توفّيت حدود سنة ١٣ ه.
القرآن المجيد ونسيبة بنت كعب
في أحد الأيّام
جاءت إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالت : يا رسول الله! أرى أنّ القرآن يذكر الرجال دون
النساء ، فنزلت جوابا لها الآية ٣٥ من سورة الأحزاب : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ
وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ....)
__________________
النضر بن الحارث
هو أبو قائد ،
وقيل : أبو قتيلة الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ بن
كلاب القرشيّ ، العبدريّ.
من شخصيّات
قريش وشجعانها في الجاهليّة ، وابن خالة النبيّ صلىاللهعليهوآله. لمّا جاء الإسلام استمرّ على كفره وشركه بالله ، وأصبح
من ألدّ خصوم النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، وأخذ يؤذي النبيّ صلىاللهعليهوآله ويكذّبه.
كان مطّلعا على
كتب الفرس وتواريخهم ، ويكثر مخالطة ومجالسة اليهود والنصارى ، وكان أوّل من غنّى
على العود من العرب بألحان الفرس.
في السنة
الثانية من الهجرة اشترك مع المشركين في واقعة بدر الكبرى ، وكان حاملا
__________________
لأحد ألويتهم ، فأسّره المسلمون ، وقدّموه بين يدي النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأمر الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بقتله ، فقتله بالأثيل قرب المدينة المنوّرة.
كان من جملة
المتآمرين على اغتيال النبيّ صلىاللهعليهوآله في الليلة التي غادرها وهاجر إلى المدينة ، وجعل الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام في فراشه.
تولّى كتابة
الصحيفة التي بموجبها قاطعت قريش بني هاشم ، فدعا عليه النبيّ صلىاللهعليهوآله فشلّت أصابعه.
القرآن العظيم والنضر بن الحارث
قال المترجم له
وجماعة من الكفّار للنبيّ صلىاللهعليهوآله : لن نؤمن بك حتّى يأتينا كتاب مكتوب من الله ، ومع
الكتاب أربعة من الملائكة يشهدون بأنّه من الله ، فنزلت الآية ٧ من سورة الأنعام :
(وَلَوْ نَزَّلْنا
عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ.)
وجاء مع جماعة
من المشركين إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا له : لو جعل معك يا محمّد ملك يحدّث عنك الناس
ويرى معك ، فنزلت الآية ٨ من نفس السورة السابقة : (وَقالُوا لَوْ لا
أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا
يُنْظَرُونَ.)
وفي أحد
الأيّام جاء مع جماعة على شاكلته من المشركين إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو يقرأ القرآن ، فأخذوا يستمعون إليه ، ثمّ قالوا
للمترجم له : ما يقول محمّد؟ قال : والذي جعلها بيته ما أدري ما يقول ، إلّا أنّي
أرى يحرّك شفتيه ويتكلّم بشيء ، وما يقول إلّا أساطير الأوّلين ، مثل ما كنت
أحدّثكم عن القرون الماضية ، فنزلت الآية ٢٥ من نفس السورة : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ
وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ....)
كان يقول : إنّ
اللات والعزّى سوف يشفعان لي ، فنزلت فيه الآية ٩٤ من السورة السابقة : (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما
خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ....)
وكان يقول : إن
جاءنا نذير لنكوننّ من أهدى الأمم ، فنزلت فيه الآية ١٠٩ من نفس السورة السابقة : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ
أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها ....)
ونزلت فيه
الآيات التالية :
الأعراف ١٨٧ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ
مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي ....)
والأنفال ٢٢ (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ
الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ.)
والأنفال ٣١ (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا
قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا ....)
جاء يوما إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : يا رسول الله أنت سيّد أولاد آدم ، وأخوك عليّ
سيّد العرب ، وابنتك فاطمة سيّدة نساء العالم ، وولداك الحسن والحسين من شبّان
الجنّة ، وعمّك حمزة سيّد الشهداء ، وابن عمّك جعفر له جناحان يطير بهما في الجنّة
، فأيّ شيء لسائر قريش والعرب من المنزلة والرتبة؟ فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أقسم بالله بأنّ المقامات التي ذكرتها لم أمنحها أنا
لهم ، بل الله سبحانه منحها لهم» فأعرض المترجم له بوجهه عن النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : إلهي إن كنت أنت المانح لهم تلك المناقب العليّة
فأنزل علينا حجارة من السماء ، أو أنزل علينا عذابا أليما ، فنزلت فيه الآية ٣٢ من
سورة الأنفال : (وَإِذْ قالُوا
اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً
مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ.)
ولإصراره على
كفره وامتناعه عن قبول نصائح النبيّ صلىاللهعليهوآله وإرشاداته نزلت فيه الآية ٣٣ من سورة الأنفال : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ
وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ.)
ولمّا نزلت
آيات قرب الساعة والقيامة قال المترجم له : اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك
فأمطر علينا حجارة من السماء ـ أي يستعجل العذاب ـ فنزلت الآية ١ من سورة النحل : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ
سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ.)
ونزلت فيه
الآية ٢٤ من سورة النحل : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ
ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ....)
وشملته الآية ٦
من سورة الكهف : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ
نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً.)
ولمّا شاهد
المترجم له والكفّار اجتهاد النبيّ صلىاللهعليهوآله في عبادته لله وجدّه في ذلك قالوا : يا محمّد! إنّك
لتشقى بترك ديننا ، فنزلت الآية ١ والآية ٢ من سورة طه : (طه* ما أَنْزَلْنا
عَلَيْكَ
الْقُرْآنَ لِتَشْقى.)
ونزلت فيه الآية
٣ من سورة الحجّ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ.)
والآية ٩ من
نفس السورة : (ثانِيَ عِطْفِهِ
لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ
الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ.)
وشملته الآية
٤٧ من السورة نفسها : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ
بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ ....) وذلك لاستهزائه والمشركين من النبيّ صلىاللهعليهوآله بنزول العذاب عليهم.
ونزلت فيه
الآية ٥ والآية ٦ من سورة الفرقان : (وَقالُوا أَساطِيرُ
الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً قُلْ
أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ....)
والآية ٥٣ من
سورة العنكبوت : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ
بِالْعَذابِ وَلَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ ....)
كانت أكثر
تجارته من بلاد فارس ، فكان يسمع أخبار الفرس وتواريخهم فيقصّها ويرويها لقريش ،
ويقول لهم : إنّ محمدا يحدّثكم بحديث عاد وثمود ، وأنا أحدّثكم بحديث رستم
وإسفنديار وأخبار الأكاسرة ، فكانوا يستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن ، فنزلت
فيه الآية ٦ من سورة لقمان : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ.)
ونزلت فيه
الآية ٧ من سورة الجاثية : (وَيْلٌ لِكُلِّ
أَفَّاكٍ أَثِيمٍ.)
والآية ٨ من
سورة الجاثية : (يَسْمَعُ آياتِ اللهِ
تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها ....)
كان النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا جلس وقرأ القرآن ، أو حدّث الناس ووعظهم ، كان
المترجم له يجمع الناس خلف النبيّ صلىاللهعليهوآله ويحدّثهم بأساطير الفرس وغيرهم ، ويقول : أنا أحسن من
محمّد حديثا ، وما حديثه إلّا أساطير الأوّلين ، فنزلت فيه الآية ١٥ من سورة القلم
: (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ
آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ.)
لمّا دعا على
نفسه وسأل العذاب ، فأنزل الله عليه العذاب يوم بدر ، فقتله الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام صبرا ، فنزلت فيه الآية ١ من سورة المعارج : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ)
__________________
نعيم بن مسعود
هو أبو سلمة
نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن حلاوة بن سبيع الغطفانيّ ،
الأشجعيّ.
صحابيّ ، ماهر
في إيقاع الخلاف والفتنة بين الناس.
أسلم يوم
الخندق ، وهاجر إلى المدينة وسكنها.
قبل أن يسلم
كان ينقل أخبار المشركين إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وفي نفس الوقت كان ينقل أخبار النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين إلى المشركين.
أسلم عند واقعة
الخندق ، وأوقع الخلف بين مشركي قريظة وغطفان وقريش ، فخذل بعضهم بعضا ، فأرسل
الله عليهم الريح والبرد ، فصرف الله كيد الكفّار عن نبيّه والمسلمين.
في أيّام حكومة
عمر بن الخطّاب اشترك في فتوح الأهواز.
توفّي في عهد
عثمان بن عفّان ، وقيل : استشهد يوم حرب الجمل وهو إلى جانب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وذلك قبل مقدم الإمام عليهالسلام إلى البصرة ، وقيل : توفّي حدود سنة ٣٠ ه.
القرآن الكريم ونعيم بن مسعود
في واقعة بدر
الصغرى ـ وهو كافر ـ أمره أبو سفيان بأن يوقع الخلاف والتثبيط عن الجهاد في أصحاب
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فنزلت فيه الآية ١٧٣ من سورة آل عمران : (الَّذِينَ قالَ
__________________
لَهُمُ
النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ....)
ونزلت فيه
الآية ٩١ من سورة النساء : (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ
يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ ....)
__________________
نمرود
هو نمرود ،
وقيل : نمروذ بن كنعان بن حام ابن نبيّ الله نوح عليهالسلام ، وقيل : هو نمرود بن كنعان بن سنحاريب بن نمرود بن كوش
بن كنعان بن حام بن نوح عليهالسلام ، وقيل : هو نمرود بن كوش ، وقيل : هو نمرود بن فالخ بن
عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام ابن نبيّ الله نوح عليهالسلام.
أحد ملوك
الكلدان في بابل ، وجبّار من جبابرة العالم ، شجاع ، بطل ، صيّاد ماهر.
كان كافرا ،
مشركا بالله ، معاندا ، لئيما ، ادّعى الألوهيّة ، وأرغم الناس على عبادته ، ويقال
: إنّه ابن عم آزر بن تارح. ويقال : إنّ نمرود لقّب بالملك الفارسيّ كيكاوس أو
أفريدون. ملك الدنيا ، وعاصر النبيّ إبراهيم خليل الرحمن عليهالسلام ، والمعروف أنّه أوّل من تجبّر وقهر وغصب وسنّ سنن
السوء ، وكان أوّل من لبس التاج ، ووضع أمر النجوم ، ونظر فيه ، وعمل به ، وجلب
المنجّمين من آفاق الأرض إلى عاصمته بابل في العراق ، وكانت تدعى بأرض نمرود. في
أحد الأيّام خرجت نار من الأرض فأتاها وسجد لها وأخذ يعبدها ، فكلّمه شيطان منها ،
فبنى عليها بنية ضخمة ، وجعل لها سدنة ، وقيل : كان على دين الصابئة.
كان كثير
الاعتقاد بالنجوم ، فحسب المنجّمون وقالوا له : يولد في مملكته مولود يعيب دينه ،
ويفرّق جمعه ، ويكون زوال ملكه على يده ، فأمر بقتل كلّ مولود يولد ، فلمّا ولد
إبراهيم الخليل عليهالسلام ستره أبواه وأخفيا أمره ، ونقلاه إلى مغارة بعيدا عن
أعين الناس ، فلمّا بلغ أشدّه بعثه الله نبيّا ، فأخذ يكسّر الأصنام ويقول : إنّي
بريء ممّا تشركون ، فوصل خبره إلى نمرود ، فأمر بإلقائه في النار وإحراقه ، فأوحى
الله إلى النار : كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، فلم تصبه النار ، ثمّ أمر الله
نبيّه بمغادرة بلاد نمرود إلى الشام ، فرحل إليها.
بنى له برجا
عظيما في مدينة بابل ، وجعله معبدا ، وأمر الناس أن يعبدوه فيه ، وسمّي بمعبد
نمرود.
في عهده بنيت
عدّة مدن منها : كلخ ، وخيليا ، والمدائن ، ونينوى ، كان يتكلّم
السريانيّة ، وبعد أن ملك ٦٧ سنة وقيل : ٤٠٠ سنة ، وقيل : ١٧٠٠ سنة دخلت
بعوضة في أنفه ، فعذّب بها ٤٠ سنة ، ثمّ هلك ببابل ودفن بها ، وهناك ربوة بالقرب
من بابل تعرف بقبر نمرود.
القرآن العظيم ونمرود
في أحد الأيّام
قال له إبراهيم الخليل عليهالسلام : إنّ ربّي الذي أعبده هو الذي يحيي ويميت ، فقال نمرود : أنا كذلك أحيي
وأميت ، وكان يقصد بإحيائه هو عفوه عن الذين صدرت بحقّهم أحكام الموت ، وقصده من
إماتتهم هو قتل وإعدام الناس ، ثمّ قال له الخليل عليهالسلام : إنّ ربّي يأتي بالشمس من المشرق إلى المغرب ، فهل
تستطيع أن تأتي بها من المغرب إلى المشرق فبهت نمرود ولم يستطع جوابا ، فنزلت فيه
الآية ٢٥٨ من سورة البقرة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ
إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ
إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ
الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.)
__________________
نبيّ الله نوح عليهالسلام
هو نوح بن لامك
، وقيل : لمك بن متوشالح ، وقيل : متوشلخ بن أخنوخ إدريس بن يارد ، وقيل : لود بن
مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ، وقيل : كان اسمه
__________________
السكن ، وقيل : الساكن ، وقيل : الساكت ، وقيل : يشكر ، وقيل : عبد الغفّار
، وقيل : عبد الملك ، وقيل : عبد الأعلى ، وسمّي نوحا لأنّه كان ينوح على قومه أو
على نفسه ، وأمّه شمخا بنت أنوش ، وقيل : كان اسمها قينوس.
هو شيخ
المرسلين ، وأوّل أنبياء أولي العزم ، وثالث نبيّ بعثه الله بعد آدم وإدريس.
كان من
السريانيّين أو العبرانيّين الساكنين في العراق ، وكان نجّارا ، وقيل : كان يسكن
الجبال ويقتات على نبات الأرض.
ولد بعد خلق
آدم عليهالسلام بألف وستّ وخمسين سنة ، فكانت ولادته بعد وفاة آدم عليهالسلام بمائة وستّ وعشرون سنة.
ولد بين قوم
انغمسوا في الكفر والشرك ، وعكفوا على عبادة الأصنام من دون الله ، ومن الأصنام
التي كانوا يعبدونها : نسر ويغوث وسواع وودّ ويعوق ، وكان هو يؤمن بشريعة جدّه
إدريس عليهالسلام وآبائه المؤمنين ، مستنكرا عبادة قومه.
لمّا بلغ من
العمر ٥٠ عاما ، وقيل : ٣٥٠ عاما ، وقيل : ٤٨٠ عاما اختاره الله للنبوّة وبعثه إلى
قومه والناس أجمعين ؛ ليأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، ولينذرهم عذاب الله
إذا استمرّوا في ضلالهم وكفرهم وفسادهم ، فقابلوه بالجفاء والتكذيب والاحتقار ،
فأخذوا يصبّون عليه جام غضبهم من ضرب وتعذيب.
صمد نوح عليهالسلام أمام تحدّيات وعتوّ قومه ، باذلا قصارى جهده في تقديم
النصح والإرشاد والمواعظ لهم ؛ لينقذهم ممّا هم فيه من الكفر والشرك والضلال ،
فكانوا لا يزدادون إلّا عنادا وعتوّا. فقد أقام بين قومه ٩٥٠ سنة لا يألو جهدا في
إرشادهم وتحذيرهم غضب البارئ وعذابه ، فلمّا يئس من إصلاحهم وتوجيههم إلى الصراط
المستقيم طلب من الله أن يعذّبهم وينتقم منهم أشد الانتقام ، فسلّط الله عليهم
الطوفان وأغرقهم عن بكرة أبيهم ، إلّا من آمن بالله وبشريعته ، فكان أوّل نبيّ نزل
في عهده العذاب على الناس.
قام بأمر من
الله بصنع سفينة ليركبها ومن معه من المؤمنين ليتخلّصوا من الغرق في الطوفان الذي
سيحلّ بقومه ، وضمن تلك المدّة التي قضاها في صنع السفينة كان يتهدّد قومه بالطوفان
والغرق ، فكانوا يستهزءون به ، ويسخرون منه.
وبعد أن أكمل
بناء السفينة أمره الله بأن يركّب فيها أهله إلّا زوجته واغلة ، وهي أمّ أولاده
سام ويافث وكنعان وعابر ، وكانت كافرة مشركة تتّهمه بالجنون وتشي به ، وبالإضافة
إلى أهله حمل معه زوجين اثنين من كلّ حيوان ووحش وطير ، وأدخل في السفينة جماعة من
الذين آمنوا به وصدّقوه ، وكانوا أربعين رجلا وامرأة ، وقيل : كانوا ستّة أشخاص ،
وقيل : عشرة ، وقيل غير ذلك. ولمّا استقرّ هو ومن معه على السفينة جاءت ساعة الصفر
وانبعثت المياه من جميع أنحاء الأرض ، وانفجرت عيونها ، وغطّت البسيطة بحار من
المياه ، فحملت المياه السفينة ومن عليها إلى أعالي سطحها ، فجاء الماء على كلّ
شيء ، في سطح الأرض وأغرقه ، فبقيت السفينة مستقرّة في أعالي المياه حتّى غرق كلّ
شيء ، ثمّ استقرّت على جبل الجوديّ من جبال أرارات في ديار بكر ، وقيل : بالموصل ،
وقيل : جبل بين دجلة والفرات ، وقيل : قرب جزيرة ابن عمر التغلبيّ فوق الموصل ،
وقيل : هو فرات الكوفة ـ والله أعلم ـ ثم خرج ومن معه من السفينة إلى سفح الجبل ،
وأقاموا هناك مدينة سمّوها مدينة الثمانين ، ثمّ انتشروا على سطح الأرض وتزاوجوا
وتكاثروا حتّى ملئوا الكرة الأرضيّة.
كان نسله من
أولاده سام وحام ويافث ، وكان له ولد رابع يدعى كنعان ، وكان كافرا غرق في
الطوفان.
وكان له زوجتان
: واغلة وكانت كافرة غرقت في الطوفان ، وأخرى مؤمنة تدعى عمورة ، وقيل : عمارة بنت
ضمران بن أخنوخ حملها نوح عليهالسلام معه في السفينة وكانت من الناجين.
كان ركوب نوح عليهالسلام ومن معه السفينة في العاشر من شهر رجب ، واستمرّت في
المسير مائة وخمسين يوما ، وحطّت على جبل الجوديّ شهرا ، وكان خروجه وأتباعه من
السفينة في اليوم العاشر من المحرّم.
كان الطوفان
بعد ولادة نوح عليهالسلام بستّمائة وسنة واحدة ، وتوفّي يوم الأربعاء من شهر
أيّار وعمره يومئذ ١٧٨٠ سنة ، وقيل : ٢٥٠٠ سنة ، وقيل : ٢٤٥٠ سنة ، وقيل غير ذلك ،
والله أعلم.
اختلف الناس في
موضع قبره ، فمنهم من قال : إنّه في النجف الأشرف بالقرب من موضع قبر الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام ، وقيل : في المسجد الحرام بمكّة ، وقيل : ببلدة كرك
نوح بالبقاع ، والقول الأوّل هو الأصحّ.
القرآن المجيد ونبيّ الله نوح عليهالسلام
(إِنَّ اللهَ اصْطَفى
آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ ...) آل عمران ٣٣.
(إِنَّا أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ ...) النساء ١٦٣.
(وَنُوحاً هَدَيْنا
مِنْ قَبْلُ ...) الأنعام ٨٤.
(لَقَدْ أَرْسَلْنا
نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) الأعراف ٥٩.
(إِنَّا لَنَراكَ فِي
ضَلالٍ مُبِينٍ) الأعراف ٦٠.
(قالَ يا قَوْمِ
لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) الأعراف ٦١.
(أُبَلِّغُكُمْ
رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) الأعراف ٦٢.
(عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ
لِيُنْذِرَكُمْ ...) الأعراف ٦٣.
(فَكَذَّبُوهُ
فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ ...) الأعراف ٦٤.
(إِذْ جَعَلَكُمْ
خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ...) الأعراف ٦٩.
(أَلَمْ يَأْتِهِمْ
نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ ...) التوبة ٧٠.
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ
نَبَأَ نُوحٍ ...) يونس ٧١.
(فَما سَأَلْتُكُمْ
مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ ...) يونس ٧٢.
(فَكَذَّبُوهُ
فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ ...) يونس ٧٣.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) هود ٢٥.
(إِنِّي أَخافُ
عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) هود ٢٦.
(ما نَراكَ إِلَّا
بَشَراً مِثْلَنا ...) هود ٢٧.
(قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ...) هود ٢٨.
(وَيا قَوْمِ لا
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ) هود ٢٩.
(وَيا قَوْمِ مَنْ
يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ ...) هود ٣٠.
(وَلا أَقُولُ لَكُمْ
عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ...) هود ٣١.
(قالُوا يا نُوحُ قَدْ
جادَلْتَنا ...) هود ٣٢.
(قالَ إِنَّما
يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ إِنْ شاءَ ...) هود ٣٣.
(وَلا يَنْفَعُكُمْ
نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ ...) هود ٣٤.
(وَأَنَا بَرِيءٌ
مِمَّا تُجْرِمُونَ) هود ٣٥.
(وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ
...) هود ٣٦.
(وَاصْنَعِ الْفُلْكَ
بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي ...) هود ٣٧.
(وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ
وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ) هود ٣٨.
(وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ
...) هود ٤٢.
(قالَ لا عاصِمَ
الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ ...) هود ٤٣.
(وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ
فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ...) هود ٤٥.
(قالَ يا نُوحُ
إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ...) هود ٤٦.
(قالَ رَبِّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ ...) هود ٤٧.
(قِيلَ يا نُوحُ
اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ ...) هود ٤٨.
(أَنْ يُصِيبَكُمْ
مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ ...) هود ٨٩.
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ
نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ ...) إبراهيم ٩.
(ذُرِّيَّةَ مَنْ
حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) الإسراء ٣.
(وَكَمْ أَهْلَكْنا
مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ ...) الإسراء ١٧.
(وَمِمَّنْ حَمَلْنا
مَعَ نُوحٍ ...) مريم ٥٨.
(وَنُوحاً إِذْ نادى
مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ ...) الأنبياء ٧٦.
(وَنَصَرْناهُ مِنَ
الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا ...) الأنبياء ٧٧.
(فَقَدْ كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ) الحجّ ٤٢.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ...) المؤمنون ٢٣.
(ما هذا إِلَّا بَشَرٌ
مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ...) المؤمنون ٢٤.
(إِنْ هُوَ إِلَّا
رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ ...) المؤمنون ٢٥.
(قالَ رَبِّ
انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ) المؤمنون ٢٦.
(فَأَوْحَيْنا
إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا ...) المؤمنون ٢٧.
(فَإِذَا اسْتَوَيْتَ
أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ ...) المؤمنون ٢٨.
(وَقُلْ رَبِّ
أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً ...) المؤمنون ٢٩.
(وَقَوْمَ نُوحٍ
لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ ...) الفرقان ٣٧.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ
نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء ١٠٥.
(إِذْ قالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) الشعراء ١٠٦.
(إِنِّي لَكُمْ
رَسُولٌ أَمِينٌ) الشعراء ١٠٧.
(وَما أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) الشعراء ١٠٩.
(قالُوا أَنُؤْمِنُ
لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) الشعراء ١١٢.
(قالَ وَما عِلْمِي
بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) الشعراء ١١٢.
(إِنْ أَنَا إِلَّا
نَذِيرٌ مُبِينٌ) الشعراء ١١٥.
(قالُوا لَئِنْ لَمْ
تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) الشعراء ١١٦.
(قالَ رَبِّ إِنَّ
قَوْمِي كَذَّبُونِ) الشعراء ١١٧.
(فَافْتَحْ بَيْنِي
وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الشعراء ١١٨.
(فَأَنْجَيْناهُ
وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) الشعراء ١١٩.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً
فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ) العنكبوت ١٤.
(فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ
السَّفِينَةِ ...) العنكبوت ١٥.
(وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ
النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ...) الأحزاب ٧.
(وَلَقَدْ نادانا
نُوحٌ ...) الصافّات ٧٥.
(وَنَجَّيْناهُ
وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) الصافّات ٧٦.
(وَجَعَلْنا
ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ) الصافّات ٧٧.
(سَلامٌ عَلى نُوحٍ
فِي الْعالَمِينَ) الصافّات ٧٩.
(إِنَّهُ مِنْ
عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) الصافّات ٨١.
(وَإِنَّ مِنْ
شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) الصافّات ٨٣.
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ ...) ص ١٢.
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ ...) غافر ٥.
(مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ
نُوحٍ ...) غافر ٣١.
(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ
الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً ...) الشورى ١٣.
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ ...) ق ١٢.
(وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ
قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) الذاريات ٤٦.
(وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ
قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى) النجم ٥٢.
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) القمر ٩.
(فَدَعا رَبَّهُ
أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) القمر ١٠.
(وَحَمَلْناهُ عَلى
ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ) القمر ١٣.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
نُوحاً وَإِبْراهِيمَ ...) الحديد ٢٦.
(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً
لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ ...) التحريم ١٠.
(إِنَّا أَرْسَلْنا
نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ...) نوح ١.
(قالَ يا قَوْمِ
إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) نوح ٢.
(قالَ رَبِّ إِنِّي
دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً) نوح ٥.
(وَإِنِّي كُلَّما
دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ ...) نوح ٧.
(ثُمَّ إِنِّي
دَعَوْتُهُمْ جِهاراً) نوح ٨.
(ثُمَّ إِنِّي
أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً) نوح ٩.
(فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً) نوح ١٠.
(قالَ نُوحٌ رَبِّ
إِنَّهُمْ عَصَوْنِي ...) نوح ٢١.
(وَقالَ نُوحٌ رَبِّ
لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً) نوح ٢٦.
(رَبِّ اغْفِرْ لِي
وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً ...) نوح ٢٨.
__________________
نوفل بن الحارث
هو أبو الحارث
نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب القرشيّ ،
الهاشميّ ، وأمّه غزيّة بنت قيس بن طريف. ابن عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآله وأحد
__________________
صحابته ، وكان من شجعان قريش وأجوادهم وأثريائهم.
كان شريكا
للعبّاس بن عبد المطّلب في الجاهليّة.
اشترك مع
المشركين في واقعة بدر سنة ٢ ه ، وقيل : أخرجه قومه إلى تلك الواقعة وهو كاره ،
فأسره جبّار بن صخر ، ثمّ أسلم ورجع إلى مكّة.
هاجر إلى
المدينة المنوّرة ، والتقى بالنبيّ صلىاللهعليهوآله أيّام حرب الخندق.
شهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله فتح مكة وبيعة الرضوان وواقعتي حنين والطائف ، وثبت مع
النبيّ صلىاللهعليهوآله يوم حنين.
آخى النبيّ صلىاللهعليهوآله بينه وبين العبّاس بن عبد المطّلب.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وحدّث عنه جماعة.
ومن أبيات له
لمّا أسلم :
إليكم إليكم
إنّني لست منكم
|
|
تبرّأت من
دين الشيوخ الأكابر
|
لعمرك ما
ديني بشيء أبيعه
|
|
وما أنا إذ
أسلمت يوما بكافر
|
شهدت على أنّ
النبيّ محمّدا
|
|
أتى بالهدى من
ربّه والبصائر
|
توفّي بالمدينة
المنوّرة سنة ١٥ ه ، وقيل : سنة ١٤ ه ، وقيل : سنة ٢٠ ه ، وصلّى عليه عمر بن
الخطاب ، ودفن بالبقيع.
القرآن العظيم ونوفل بن الحارث
لمّا أسر هو
والعبّاس بن عبد المطّلب وعقيل بن أبي طالب يوم بدر ، نزلت فيهم الآية ٧٠ من سورة
الأنفال : (يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى ....)
__________________
__________________
حرف الهاء
هابيل
هو الابن
الثاني لأبي البشر آدم عليهالسلام ، وأمّه حوّاء.
كان حسن السيرة
، تقيّا ، مؤمنا ، متعبّدا ، معتقدا بالثواب والعقاب وبيوم الجزاء ، وكان صاحب
غنم.
كان على طرفي
نقيض مع أخيه قابيل الظالم ، فلذلك كان محبوبا لدى أبيه لإطاعته له ولإيمانه
بالله.
كما قدّمنا في
ترجمة أخيه قابيل أنّه تنازع وقابيل على أخته ، وأراد كلّ واحد منهما التزويج منها
، وكانت النتيجة بأن قتل قابيل هابيل ، وكما ذكرنا سابقا أنّ القصّة خرافيّة بحتة
لا أساس لها من الصحّة ، بل هي من أساطير أعداء الأنبياء والديانات السماويّة.
والصحيح
الموافق للعقل والمنطق وروايات الأئمّة الأطهار عليهمالسلام هو ما ذكرناه في ترجمة قابيل وملخّصه هو : أوحى الله
إلى آدم عليهالسلام أن يدفع ميراث النبوّة والعلم إلى هابيل ، فدفعه إليه ،
فلمّا علم قابيل بذلك غضب وأخذه الحسد على أخيه ، فعاتب أباه على ذلك ، فقال آدم عليهالسلام : إنّ الله قد أمره بذلك وفضّله عليه ، واقترح عليه إن
أراد التأكّد من ذلك فليقدّما قربانا إلى الله سبحانه ، فمن قبل قربانه فهو
المفضّل لدى ربّ العزّة ، فقدّم قابيل قمحا رديئا ، وقرّب هابيل كبشا سمينا ،
فنزلت النار وأحرقت القمح ولم تتعرّض للكبش ، فازداد حسده على أخيه وقرّر قتله ،
وذلك بتشجيع من إبليس ، فقتله خنقا وعضّا ، ويقال : ضربه بحديدة أو صخرة على رأسه
حتّى مات ، ثمّ حفر حفيرة ودفنه فيه.
ولمّا علم آدم عليهالسلام بهلاك هابيل حزن عليه حزنا شديدا ، وبكى عليه أربعين
يوما وليلة
ورثاه شعرا.
وكان عمر هابيل
يوم وفاته ١٨ سنة.
هناك مغارة في
جبل قاسيون شمال دمشق تعرف بمغارة الدم ، يقال : عندها قتل قابيل هابيل ، ويقال :
كان مقتله بالبصرة ، ويقال : عند عقبة حراء ، ويقال : بالقرب من سرنديب في جزيرة
سيلان.
كان أوّل إنسان
من أبناء آدم عليهالسلام مات على سطح الكرة الأرضيّة ، وقتله كان أوّل جريمة قتل
في التأريخ.
القرآن العزيز وهابيل وقصّته مع أخيه قابيل
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ
نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ
أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ...) المائدة ٢٧.
(لَئِنْ بَسَطْتَ
إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ
إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ) المائدة ٢٨.
(إِنِّي أُرِيدُ أَنْ
تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ
الظَّالِمِينَ) المائدة ٢٩.
(فَطَوَّعَتْ لَهُ
نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ) المائدة ٣٠.
(فَبَعَثَ اللهُ
غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ
يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ
أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) المائدة ٣١.
__________________
__________________
هاروت وماروت
هاروت وماروت ،
وقيل : هوروت وموروت ، وهما اسمان أعجميّان لملكين من الملائكة ، وقيل لملكين من
ملوك بابل كانا معاصرين لنبيّ الله إدريس عليهالسلام ، وقيل : كانا بعد نبيّ الله نوح عليهالسلام.
وكلمة هاروت
تعني الخصام ، وماروت معناها : السيادة والسلطة.
يقال : إنّ
الله أرسلهما إلى الأرض في صورة بشر ، وأمرهما الاجتناب عن المعاصي والذنوب كالشرك
وشرب الخمر والزنى وقتل النفس المحترمة بغير حقّ وغيرها من المعاصي ، وذلك
لاختبارهما ؛ لأنّهما كانا من أشدّ الملائكة قولا في العيب لولد آدم عليهالسلام لمعاصيهم وذنوبهم.
ولمّا هبط
الملكان على الأرض في بابل صادفا امرأة حسناء تدعى زهرة ، وقيل : اشتهار ، وقيل :
ناهيد ، وقيل : نعمى ، وكانت لبعض ملوك بني إسرائيل فواقعاها بصورة غير مشروعة ،
وفي أثناء مواقعتهما لها زاحمهما رجل فقتلاه ، ثم أمرتهما بالسجود لصنم كانت تعبده
، فأجاباها إلى ذلك وأشركا بالله وسجدا للصنم ، وقدّمت لهما خمرا فشرباه حتّى
سكرا.
وبعد اقترافهما
لتلك الذنوب التي نهوا عنها خيّرهما الله بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، فاختارا
عذاب الدنيا ، فزجّ بهما في أحد سجون بابل ، فأخذا يعلّمان الناس السحر ، وقيل :
ألقاهما في بئر بمدينة دماوند ، وقيل : نهاوند ، وقيّدا بالسلاسل ، وقيل : عاقبهما
الله بأن رفعهما من الأرض إلى الهواء وعلّقهما فيه منكّسين إلى يوم القيامة ،
ويقال : إنّهما قيّدا بالسلاسل في بئر بأرض بابل ، وسيبقيان على تلك الحالة إلى
يوم القيامة.
__________________
يقال : إنّ
هاروت كان يدعى في السماء عزا ، وماروت كان يدعى عزابيا ، فلمّا هبطا إلى الأرض
وأذنبا بدّل الله اسميهما إلى هاروت وماروت ، وأسقط ريشهما.
القرآن المجيد وهاروت وماروت
(وَما أُنْزِلَ عَلَى
الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ ...) البقرة ١٠٢.
__________________
هارون بن عمران عليهالسلام
هارون بن عمران
، أو عمرام بن قاهث بن لاوي ابن نبيّ الله يعقوب عليهالسلام ، وأمّه أفاحية ، وقيل : نخيب ، وقيل : يوخابيد.
وهارون اسم
اعجميّ ، وأصله أهارون ، ومعناه : ساكن الجبال.
هو الأخ الأكبر
لنبيّ الله موسى بن عمران عليهالسلام من أمّه وأبيه ، وأحد أنبياء بني إسرائيل ، وكان مؤمنا
بالله موحّدا له ، راسخ العقيدة ، وافر العقل ، شجاعا.
لمّا بلغ من
العمر ٨٣ سنة أوحى الله إليه أن ينصر ويعاضد أخاه موسى عليهالسلام ، وذلك بطلب من موسى عليهالسلام لفصاحته وبلاغته ووجاهته في قومه.
اتّخذه موسى عليهالسلام وزيرا له ، واصطحبه معه إلى فرعون ، ولمّا دخلا عليه
طلبا منه الإيمان بالله الواحد ، ونبذ الأوثان ، والكفّ عن ادّعاء الربوبيّة
والألوهيّة.
استخلفه موسى عليهالسلام على بني إسرائيل عند ما ذهب إلى ميقات ربّه في طور
سيناء ، ووقف في وجه السامريّ وعجله.
كان له الدور
المهمّ في إنقاذ بني إسرائيل من فرعون مصر ، والخروج بهم من مصر إلى الأراضي
المقدّسة بفلسطين.
يدّعي اليهود
أنّه لم يكن نبيّا ، بل كان رئيسا لكهنة قومه وكافلا للهيكل ، ويدّعون أنّ العصا
التي انقلبت ثعبانا تعود إليه وليست لموسى عليهالسلام ، ويزعمون أنّ الله أمر موسى عليهالسلام عند وفاة هارون عليهالسلام أن يخلع عنه ملابس الكهانة ويلبسها ولده اليعازر بن
هارون.
كانت النبوّة
في بني إسرائيل من صلبه ، وكانت زوجته تدعى اليشاع ابنة رئيس من رؤساء بني إسرائيل
، ولدت له أربعة بنين هم : ناداب ، وأبيهو ، واليعازر ، وايتامار.
وبعد أن عمّر
١٢٣ سنة ، وقيل : ١٢٠ سنة ، وقيل : ١٣٣ سنة ، وقيل : ١١٧ سنة ،
__________________
وقيل : ١١٨ سنة توفّي في التيه الذي أصاب بني إسرائيل بجبل هور في طور
سيناء ، ودفنه موسى عليهالسلام بها ، وقيل : دفن في جبل مران ، وقيل : في جبل وموات.
وكانت وفاة
موسى عليهالسلام بعده بثلاث سنين.
نقل عن الإمام
الصادق عليهالسلام أنّه قال : «موسى عليهالسلام وهارون عليهالسلام ذهبا إلى جبل طور سيناء ، وعند الجبل مرّا على بيت
أمامه شجرة معلّقة عليها قطعتا لباس ، فأمر موسى عليهالسلام ، هارون عليهالسلام أن يخلع ملابسه ويلبس ما على الشجرة ، ففعل هارون عليهالسلام ذلك ، ثمّ طلب موسى عليهالسلام منه الدخول إلى داخل ذلك البيت والنوم على سرير كان
داخل الدار ، فدخل الدار ونام على السرير ، فأتاه ملك الموت وقبض روحه.
فلمّا رجع موسى
عليهالسلام إلى قومه أخبرهم بموت هارون عليهالسلام فكذّبوه واتّهموه بقتله ، فطلب من الله أن يبرّئه ممّا
اتّهموه به ، فأرسل الله عددا من الملائكة حاملين جثمان هارون عليهالسلام على تابوت في الهواء ، فلمّا شاهد الإسرائيليّون جثمانه
صدّقوا موسى عليهالسلام في موت أخيه».
القرآن المجيد وهارون بن عمران عليهالسلام
(وَعِيسى وَأَيُّوبَ
وَيُونُسَ وَهارُونَ ...) النساء ١٦٣.
(وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ
وَمُوسى وَهارُونَ ...) الأنعام ٨٤.
(رَبِّ مُوسى
وَهارُونَ) الأعراف ١٢٢.
(وَقالَ مُوسى
لِأَخِيهِ هارُونَ ...) الأعراف ١٤٢.
(وَأَخَذَ بِرَأْسِ
أَخِيهِ يَجُرُّهُ ...) الأعراف ١٥٠.
(قالَ رَبِّ اغْفِرْ
لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ ...) الأعراف ١٥١.
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ
بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ ...) يونس ٧٥.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
مُوسى وَأَخِيهِ ...) يونس ٨٧.
(قالَ قَدْ أُجِيبَتْ
دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما ...) يونس ٨٩.
(وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ
رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ ...) مريم ٥٣.
(وَاجْعَلْ لِي
وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) طه ٢٩.
(هارُونَ أَخِي) طه ٣٠.
(اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) طه ٣١.
(وَأَشْرِكْهُ فِي
أَمْرِي) طه ٣٢.
(اذْهَبْ أَنْتَ
وَأَخُوكَ بِآياتِي ...) طه ٤٢.
(اذْهَبا إِلى
فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) طه ٤٣.
(فَقُولا لَهُ قَوْلاً
لَيِّناً ...) طه ٤٤.
(قالا رَبَّنا إِنَّنا
نَخافُ ...) طه ٤٥.
(قالَ لا تَخافا
إِنَّنِي مَعَكُما ...) طه ٤٦.
(فَأْتِياهُ فَقُولا
إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ ...) طه ٤٧.
(إِنَّا قَدْ أُوحِيَ
إِلَيْنا ...) طه ٤٨.
(قالَ فَمَنْ
رَبُّكُما يا مُوسى) طه ٤٩.
(وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ
هارُونُ مِنْ قَبْلُ ...) طه ٩٠.
(قالُوا إِنْ هذانِ
لَساحِرانِ ...) طه ٦٣.
(قالَ يا هارُونُ ما
مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا) طه ٩٢.
(أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ
أَمْرِي) طه ٩٣.
(قالَ يَا بْنَ أُمَّ
لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي ...) طه ٩٤.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ ...) الأنبياء ٤٨.
(ثُمَّ أَرْسَلْنا
مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ ...) المؤمنون ٤٥.
(فَقالُوا أَنُؤْمِنُ
لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا ...) المؤمنون ٤٧.
(فَكَذَّبُوهُما
فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ) المؤمنون ٤٨.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً) الفرقان ٣٥.
(فَقُلْنَا اذْهَبا
إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا ...) الفرقان ٣٦.
(وَيَضِيقُ صَدْرِي
وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) الشعراء ١٣.
(قالَ كَلَّا
فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) الشعراء ١٥.
(فَأْتِيا فِرْعَوْنَ
فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) الشعراء ١٦.
(وَأَخِي هارُونُ هُوَ
أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي ...) القصص ٣٤.
(قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ
بِأَخِيكَ ...) القصص ٣٥.
(وَلَقَدْ مَنَنَّا
عَلى مُوسى وَهارُونَ) الصافّات ١١٤.
(وَنَجَّيْناهُما
وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) الصافّات ١١٥.
(وَآتَيْناهُمَا
الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ) الصافّات ١١٧.
(وَهَدَيْناهُمَا
الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) الصافّات ١١٨.
(وَتَرَكْنا
عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ) الصافّات ١١٩.
(سَلامٌ عَلى مُوسى
وَهارُونَ) الصافّات ١٢٠.
(إِنَّهُما مِنْ
عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) الصافّات ١٢٢.
__________________
__________________
هامان
هامان اسم
أعجميّ يطلق على شخصيّتين مشهورتين في التأريخ ، ومعناه مشهور.
أوّلهما : هامان
بن همداثا الأجاجيّ كبير وزراء الملك خشايارشاه ، أو الملك أحشورش الأوّل ملك بلاد
فارس ، وكان كافرا ملحدا عالما بالسحر ، وكان من خراسان من قرية سرخس.
كان ذلك الملك
قد ادّعى الألوهيّة ، وأرغم الناس على السجود له ، وكان هناك شخص يهوديّ يدعى
مردخاي رفض السجود للملك فغضب عليه ، فحرّضه هامان على قتله وقتل جميع اليهود
المتواجدين في بلاد فارس ، فوافق الملك على ذلك ، ولكنّ إستير اليهوديّة زوجة
الملك تدخّلت وأبطلت حكم قتل مردخاي ، وأبدلته بإعدام هامان ، وفعلا حكم عليه
الملك بالموت فهلك ، ويوم إعدامه تتّخذه اليهود عيدا من أعيادها. وهناك هامان آخر
، كان من أهل بوشنج ، وكان وزيرا لفرعون مصر أيّام موسى بن عمران عليهالسلام ، وكان هو الذي أصدر أمرا بقتل كلّ غلام يولد لبني
إسرائيل قبل وأثناء ولادة موسى عليهالسلام.
كان عارفا بعلم
النجوم ، ومطّلعا على كتب الأمم الغابرة ، وكان من العمالقة ، ومن أشدّ خصوم موسى عليهالسلام ، وكان يغوي فرعون ويمنعه من الإيمان بشريعة موسى عليهالسلام.
أمره فرعون بأن
يبني له قصرا ضخما عاليا ، فبنى له صرحا بلغ نهاية ما قدر عليه من البناء خلال سبع
سنين ، فصعد عليه فرعون ، وأخذ يرمي بالسهام نحو السماء ليقتل بها إله موسى عليهالسلام ، فهبط جبريل عليهالسلام ودمّر القصر وأفناه.
__________________
اشترك في صناعة
تابوت ركبه هو وفرعون ، وصعدا به إلى السماء بواسطة نسور ربطاها بالتابوت ، وذلك
لكي يصلا إلى ربّ موسى عليهالسلام ويحاسباه ، فلمّا صعدا بالتابوت إلى مسافات بعيدة في
الجوّ أخذت الرياح تجول بالتابوت حتّى قلبته ، فهوى ومن فيه إلى الأرض.
ويقال : كان من
الذين غرقوا في البحر مع فرعون وعساكره على أثر البلاء الذي شمل فرعون مصر وأتباعه
أيّام موسى بن عمران عليهالسلام.
ولهامان هذا
أخبار أخر في التوراة ، والأخبار الإسرائيليّة أعرضت عنها.
القرآن العظيم وهامان :
شملته الآيات
التالية :
(فَقُلْنَا اذْهَبا
إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً) الفرقان ٣٦.
(وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ
وَهامانَ وَجُنُودَهُما ...) القصص ٦.
(إِنَّ فِرْعَوْنَ
وَهامانَ وَجُنُودَهُما ...) القصص ٨.
(فَأَوْقِدْ لِي يا
هامانُ عَلَى الطِّينِ ...) القصص ٣٨.
(وَقارُونَ
وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ ...) العنكبوت ٣٩.
(إِلى فِرْعَوْنَ
وَهامانَ وَقارُونَ ...) غافر ٢٤.
(وَقالَ فِرْعَوْنُ يا
هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً ...) غافر ٣٦.
__________________
هشام بن العاص
هو أبو مطيع
وأبو العاص هشام بن العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب
القرشيّ ، السهميّ ، وأمّه أمّ حرملة بنت هشام بن المغيرة ، وكانت تحته هند بنت
أبي جهل ؛ أخو عمرو بن العاص ، وأحد صحابة النبيّ صلىاللهعليهوآله الذين عرفوا بالشجاعة والبسالة.
أسلم والنبيّ صلىاللهعليهوآله بمكّة ، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية ، ثمّ قدم
إلى مكّة عند ما بلغه هجرة النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى المدينة ليلتحق به ، فحبسه قومه بمكّة ، ومنعوه من
الهجرة إلى المدينة.
__________________
وبعد معركة
الخندق قدم إلى المدينة ، وشهد باقي المعارك مع النبيّ صلىاللهعليهوآله.
بعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله أرسله أبو بكر بن أبي قحافة مع شخص آخر إلى دمشق
لمقابلة هرقل ملك الروم ودعوته إلى الإسلام.
قتل في معركة
أجنادين في جمادى الأولى سنة ١٣ ه ، وقيل : قتل في واقعة اليرموك سنة ١٥ ه.
القرآن الكريم وهشام بن العاص
يقال : إنّ آية
من القرآن نزلت فيه ، وقيل : نزلت في غيره ، والآية هي ٥٣ من سورة الزمر : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ....)
__________________
هشام بن عمرو
هو هشام بن
عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب ، وقيل : حنيف بن جذيمة بن مالك ابن حسل القرشيّ
، العامريّ.
صحابيّ من
المؤلّفة قلوبهم ومن أشراف قومه.
كان من جملة
كفّار قريش الذين وقّعوا على صحيفة مقاطعة بني هاشم وبني عبد المطّلب ، وقرّروا
اعتزالهم وعدم مبايعتهم والابتياع منهم ومزاوجتهم ، وكانت تلك الصحيفة عنده ، وبعد
مدّة نقض تلك المقاطعة وأخذ يصل بني هاشم وبني عبد المطّلب ويساعدهم وهم محصورون
في الشعب ، فكان يأتي بالجمال المحمّلة بالطعام ليلا إلى الشعب ويوزّعه عليهم وهم
محاصرون من قبل قريش.
قام بتلك
الأعمال وهو على شركه وكفره ، ولم يزل حتّى أسلم يوم فتح مكّة سنة ٨ ه.
القرآن الكريم وهشام بن عمرو
شملته الآية ٧٥
من سورة النحل : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً
عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً
حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً ....)
وقيل : الآية
الشاملة له هي الآية ٧٦ من نفس السورة : (وَضَرَبَ اللهُ
مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ
عَلى مَوْلاهُ ....)
__________________
هلال بن أميّة
هو هلال بن
أميّة بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن واقف الأنصاريّ ، الأزديّ ،
الأوسيّ ، المدنيّ ، وأمّه أنيسة بنت هدم.
صحابيّ معروف ،
وأحد البكّائين المشهورين.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله بدرا وأحدا ، وتولّى تكسير أصنام قومه ـ بني واقف ـ وحمل رايتهم يوم فتح
مكّة سنة ٨ ه.
كان أحد
الثلاثة الذين تخلّفوا عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في غزوة تبوك. فغضب الله ورسوله صلىاللهعليهوآله عليهم ، ونزلت فيهم آيات من القرآن ، ثمّ تابوا
واستغفروا فقبلت توبتهم.
وبعد أن غضب
النبيّ صلىاللهعليهوآله عليه لتخلّفه عنه في تبوك وأمر الناس بمقاطعته وعدم
مصاحبته جاءت زوجته مليكة بنت عبد الله بن أبي بن سلول إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالت : يا رسول الله! إنّ هلال بن أميّة شيخ كبير ضائع
لا خادم له ، أفتكره أن أخدمه؟ قال صلىاللهعليهوآله : لا ، ولكن لا يقربنّك ، قالت : والله يا رسول الله ما
به من حركة إليّ ، والله ما زال يبكي منذ كان أمره ما كان إلى يومه هذا ، ولقد
تخوّفت على بصره ، فأذن صلىاللهعليهوآله لها أن تخدمه.
قذف امرأته
بشريك بن السحماء.
عاش إلى زمان
معاوية بن أبي سفيان.
القرآن العزيز وهلال بن أميّة
شملته الآيات
التالية :
النساء ٩٥ (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ....)
__________________
التوبة ١٠٦ (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ
إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ....)
التوبة ١٠٧ (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً
ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ....)
ولتخلّفه عن
النبيّ صلىاللهعليهوآله في غزوة تبوك نزلت فيه وفي صاحبيه الآية ١١٨ من سورة
التوبة : (وَعَلَى الثَّلاثَةِ
الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ....)
في أحد الأيّام
رجع من بستانه إلى البيت فوجد في بيته رجلا نائما مع زوجته ويواقعها فلم يقل شيئا
، ثمّ جاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقصّ عليه ما رآه بعينه ، فتغيّر النبيّ صلىاللهعليهوآله وانزعج لما سمعه من المترجم له ، فنزلت فيه الآية ٤ من
سورة النور : (وَالَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ ....)
ونزلت فيه
الآية ٦ من سورة النور : (وَالَّذِينَ
يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ....)
__________________
نبيّ الله هود عليهالسلام
هو هود بن عابر
، وقيل : غابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام ابن نبيّ الله نوح عليهالسلام ، وقيل : هو هود بن عوص بن إرم بن سام ابن نبيّ الله
نوح عليهالسلام ، وقيل هو هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن
عوص بن إرم بن سام ابن نبيّ الله نوح عليهالسلام ، كان من قبيله تدعى الخلود ، وهي فرع من قبيلة عاد ،
وأمّه بكية بنت عويلم بن سام ، وقيل : أمّه اسمها زينة ، وينتهي نسبها إلى نبيّ
الله نوح عليهالسلام ، وكانت زوجته شمطاء عوراء تكنّ له العداوة والبغضاء.
أحد الأنبياء
الذين أرسلهم الله إلى قوم عاد ، وكان يمتاز على قومه بالإيمان بالله وكثرة عبادته
له ، وكان مجمعا للخصال الحميدة مع حسن الخلق وجمال المنظر وطهارة الحسب والنسب ،
وصاحب سكينة ووقار ، كثير الشبه خلقا وخلقا بآدم عليهالسلام ، وقيل : بنوح عليهالسلام.
كان من
الأنبياء العرب ، وأوّل من تكلّم العربيّة.
أرسله الله إلى
قوم عاد بن عوص الذين جعلهم الله سكّان الأرض بعد قوم
__________________
نوح عليهالسلام ، وكانوا ثلاث عشرة قبيلة عرفوا بالغنى وقوّة الجسم
وطول العمر وجسامة البدن وطول القامة.
كانوا يسكنون
الخيام في بادية يقال لها : الشحر ، في واد يدعى مغيثا شمال حضرموت في أرض الأحقاف
جنوب شبه جزيرة العرب على المحيط الهنديّ.
كان قوم عاد
يعبدون جملة من الأصنام من دون الله ، مثل : الهتار وصمود ويغوث وودّ ونسر وصدا
وهرا وغيرها.
قام هود عليهالسلام بدعوة قومه ـ الذين بلغوا أربعة آلاف ، وقيل : ثلاثة
آلاف ـ إلى عبادة الله الواحد وتوحيده ، ونبذ الأصنام وما يشرك بالله ، والكفّ عن
التجبّر وظلم العباد.
ولم يزل يأمرهم
بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، ويحذّرهم غضب البارئ عزوجل ، وبعد أن مكث بينهم خمسين عاما ـ وقومه يزدادون إصرارا
على كفرهم وشركهم بالله ، وظلمهم لأبناء جلدتهم ، والإعراض عن نصائحه وإرشاداته ـ وبعد
أن يئس منهم لما قابلوه بالسخرية والتكذيب والجحود طلب من الله معاقبتهم ، فأمسك
الله عنهم المطر سبع سنين حتّى أجدبت أرضهم ، ودبّ القحط بينهم ، ومن ثمّ أرسل
الله عليهم الرياح والعواصف لمدّة سبع ليال وثمانية أيّام ، فأبادتهم عن بكرة
أبيهم ، ولم ينج منهم إلّا هود عليهالسلام وشيعته الذين آمنوا به وصدّقوه.
وبعد هلاك قومه
انتقل إلى مكّة واستوطنها ، ولم يزل بها حتّى توفّي عن عمر ناهز ١٥٠ سنة ، وقيل :
٤٦٠ سنة ، وقيل : ٤٤٠ سنة ، ودفن في المكان الذي صار فيه حجر إسماعيل عليهالسلام ، وقيل : قبره في مسجد دمشق بالشام ، وقيل : قبره في
مهرة ، وقيل : توفّي في حضرموت بالقرب من تريم قرب وادي برهوت ودفن بها ، والصحيح
قبره في النجف الأشرف عند قبر نبي الله آدم عليهالسلام ، وبجنبهما دفن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
القرآن الكريم ونبيّ الله هود عليهالسلام
(وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ
هُوداً ...) الأعراف ٦٥.
(قالَ الْمَلَأُ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ وَإِنَّا
لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ) الأعراف ٦٦.
(قالَ يا قَوْمِ
لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) الأعراف ٦٧.
(أُبَلِّغُكُمْ
رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ) الأعراف ٦٨.
(أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ
جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ ...) الأعراف ٦٩.
(قالُوا أَجِئْتَنا
لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ) ... (فَأْتِنا بِما
تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) الأعراف ٧٠.
(قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ
مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها) ... (فَانْتَظِرُوا إِنِّي
مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) الأعراف ٧١.
(فَأَنْجَيْناهُ
وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا ...) الأعراف ٧٢.
(وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ
هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ...) هود ٥٠.
(يا قَوْمِ لا
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا
تَعْقِلُونَ) هود ٥١.
(وَيا قَوْمِ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ...) هود ٥٢.
(قالُوا يا هُودُ ما
جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ ...) هود ٥٣.
(قالَ إِنِّي أُشْهِدُ
اللهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) هود ٥٤.
(مِنْ دُونِهِ
فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ) هود ٥٥.
(إِنِّي تَوَكَّلْتُ
عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ...) هود ٥٦.
(فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ...) هود ٥٧.
(وَلَمَّا جاءَ
أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً ...) هود ٥٨.
(أَلا بُعْداً لِعادٍ
قَوْمِ هُودٍ) هود ٦٠.
(مِثْلُ ما أَصابَ
قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ ...) هود ٨٩.
(فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ
رَسُولاً مِنْهُمْ ...) المؤمنون ٣٢.
(وَقالَ الْمَلَأُ
مِنْ قَوْمِهِ) ... (ما هذا إِلَّا بَشَرٌ
مِثْلُكُمْ ...) المؤمنون ٣٣.
(وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ
بَشَراً مِثْلَكُمْ ...) المؤمنون ٣٤.
(أَيَعِدُكُمْ
أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ ...) المؤمنون ٣٥.
(إِنْ هُوَ إِلَّا
رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللهِ ...) المؤمنون ٣٨.
(قالَ رَبِّ
انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ) المؤمنون ٣٩.
(إِذْ قالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ) الشعراء ١٢٤.
(إِنِّي لَكُمْ
رَسُولٌ أَمِينٌ) الشعراء ١٢٥.
(وَما أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) الشعراء ١٢٧.
(إِنِّي أَخافُ
عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) الشعراء ١٣٥.
(قالُوا سَواءٌ
عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ) الشعراء ١٣٦.
(فَكَذَّبُوهُ
فَأَهْلَكْناهُمْ ...) الشعراء ١٣٩.
(وَاذْكُرْ أَخا عادٍ
إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ) ... (إِنِّي أَخافُ
عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) الأحقاف ٢١.
(قالُوا أَجِئْتَنا
لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ
الصَّادِقِينَ) الأحقاف ٢٢.
(قالَ إِنَّمَا
الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنِّي أَراكُمْ
قَوْماً تَجْهَلُونَ) الأحقاف ٢٣.
__________________
__________________
حرف الواو
والغة امرأة نبيّ الله نوح عليهاالسلام
هي والغة ،
وقيل : واغلة ، وقيل : واعلة ، وقيل : واهلة ، وقيل : والهة. يقول العلماء
والمحقّقون : إنّ نبيّ الله نوحا عليهالسلام كانت له زوجتان ، إحداهما مؤمنة موحّدة مطيعة لنوح عليهالسلام وهي أمّ أولاده سام وحام ويافث ، حملها نوح عليهالسلام معه في السفينة ونجت من الغرق والهلاك ، والأخرى وهي
المترجم لها والغة ، وكانت كافرة مشركة منافقة غير مؤمنة بشريعة نوح عليهالسلام ونبوّته ، وكانت تعاديه وتتّهمه بالجنون وتنمّ عليه ،
وتخبر الكفّار بمن يؤمن برسالته.
وقيل : كانت
لنوح عليهالسلام زوجة واحدة وهي والغة ، وأولاده كلّهم منها ، غرقت مع
من غرق من الكفّار والمشركين ، ولم تركب مع نوح عليهالسلام في سفينة النجاة ، وهناك قول بأنّها هلكت قبل الطوفان.
القرآن المجيد وامرأة نبيّ الله نوح عليهالسلام
نزلت فيها وفي امرأة
لوط عليهالسلام الآية ١٠ من سورة التحريم : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ
كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ
عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً
وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ.)
__________________
والهة امرأة نبيّ الله لوط عليهالسلام
هي والهة ،
وقيل : واهلة ، وقيل : واغلة ، وقيل : واعلة ، وقيل والعة ، وقيل : هلسفع.
كانت كافرة
مشركة لم تؤمن بزوجها ، وكانت على دين قومها المشركين ، وكانت تعادي زوجها وتشجّع
قومها على اللواط وإتيان الذكران.
لمّا أنزل الله
العذاب على قوم لوط عليهالسلام لانغماسهم في اللواط والفحشاء والموبقات ، وأمطر عليهم
حجارة من سجّيل ، وجاءتهم الزلازل وقلبت ديارهم عاليها سافلها فأهلكتهم ، كانت
المترجمة لها من جملة من شملها العذاب والهلاك ، وقيل : مسخت ملحا. ومن أعمالها
الشرّيرة أنّها كانت عينا لقومها على من يكون عند لوط عليهالسلام من الضيوف.
القرآن العزيز وامرأة نبيّ الله لوط عليهالسلام
تضمّنتها الآية
٨١ من سورة هود : (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ
بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ
إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ ....)
ونزلت فيها
الآيات التالية :
الحجر ٦٠ : (إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها
لَمِنَ الْغابِرِينَ.)
الشعراء ١٧١ : (إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ.)
__________________
الصافّات ١٣٥ :
(إِلَّا عَجُوزاً فِي
الْغابِرِينَ.)
وشملتها الآيات
التالية :
العنكبوت ٣٣ (لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا
مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ.)
التحريم ١٠ (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ
كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ
عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً
وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ.)
__________________
وحشيّ الحبشيّ
هو أبو دسمة ،
وقيل : أبو وسمة ، وقيل : أبو حرب وحشيّ بن حرب الحبشيّ ، الحمصيّ ، مولى جبير بن
مطعم ، وقيل : مولى طعيمة بن بدر. صحابيّ من سودان مكّة ، ومن شجعان الموالي في
الجاهليّة. كان مدمنا على الخمر في الجاهليّة والإسلام ، ومات مخمورا.
كان أوّل من
لبس الثياب المدلّكة ، وضرب في الخمر بحمص ، ويعتبر من جملة رواة حديث غدير خمّ.
في سنة ٣ ه
اشترك مع المشركين في واقعة أحد ، وكان مولاه قد أوعده إن قتل حمزة بن عبد المطّلب
أعتقه ، فتمكّن من قتل حمزة بحربة غيلة ، وكان يقذف بها فيصيب المرمى ، وقلّما كان
يخطئ ، ولمّا عاد إلى مكّة كافأه مولاه على قتله لحمزة فأعتقه ، وأهدته هند بنت
عتبة قلائدها وخلاخيلها مكافأة له لقتله حمزة سيّد الشهداء.
ولم يزل على
كفره بمكّة حتّى فتحها النبيّ صلىاللهعليهوآله سنة ٨ ه ، فهرب إلى الطائف ، ثمّ وفد على النبيّ صلىاللهعليهوآله بالمدينة فأسلم وقدّم توبته وندمه للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقبل توبته وأمره بأن يغيّب وجهه عنه. بعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله شارك المسلمين في حربهم مع مسيلمة الكذّاب ، وتمكّن من
قتل مسيلمة بنفس الحربة التي اغتال بها حمزة ، فكان يقول : قتلت خير الناس في
الجاهليّة وشرّ الناس في الإسلام ، وشهد واقعة اليرموك.
روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.
في آخر عمره
سكن حمص ، وقيل : دمشق ، ولم يزل بها حتّى توفّي حدود سنة ٢٥ ه.
قال الإمام
الصادق عليهالسلام : «المرجون لأمر الله قوم كانوا مشركين ، قتلوا حمزة
وجعفرا وأشباههما من المؤمنين ، فيجب لهم الجنّة ، ولم يكونوا على جحودهم فتجب لهم
النار ، فهم على تلك الحالة مرجون لأمر الله إمّا يعذّبهم وإمّا يتوب عليهم».
القرآن الكريم ووحشيّ الحبشيّ :
نزلت فيه الآية
٤٨ من سورة النساء : (إِنَّ اللهَ لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ
يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً.)
لمّا وفد على
النبيّ صلىاللهعليهوآله وأبدى توبته وندمه واستجار بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، قال : يا محمّد! أتيتك مستجيرا فأجرني حتّى أسمع كلام
الله ، وإنّي أشركت بالله ، وقتلت النفس التي حرّم الله تعالى ، وزنيت ، هل يقبل
الله منّى توبة؟ فنزلت الآية ٦٨ من سورة الفرقان : (وَالَّذِينَ لا
يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ
اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً.)
ونزلت كذلك
الآية ٦٩ من نفس السورة : (يُضاعَفْ لَهُ
الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً.)
ونزلت فيه أيضا
الآية ٧٠ من السورة المذكورة : (إِلَّا مَنْ تابَ
وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ
حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً.)
فلمّا سمع
وحشيّ الآية المذكورة قال : أرى شرطا فلعلّي لا أعمل صالحا ، أنا في جوارك حتّى
أسمع كلاما ، فلمّا نزلت الآية ٤٨ من سورة النساء ـ والتي ذكرناها سابقا ـ قال : ولعلّي
ممّن لا يشاء ، أنا في جوارك حتّى أسمع كلام الله ، فنزلت الآية ٥٣ من سورة الزمر
: (قُلْ يا عِبادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ
اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ،) فلمّا سمع تلك الآية قال : الآن لا أرى شرطا فأسلم.
__________________
ودّ
اسم لصنم كان
يعبد في غابر الأزمنة ، وكان يمثّل رجلا عظيما يرتدي حلّتين ، حاملا بيده سيفا ،
وبين يديه حربة ولواء وجعبة فيها نبال.
يقال : كان هناك
رجال عرفوا بالفضل والصلاح في الفترة بين عصري آدم أبي البشر عليهالسلام ونوح عليهالسلام ، وقيل : كانوا من أولاد آدم عليهالسلام ، فلمّا ماتوا حزن الناس عليهم ، فتغلغل إبليس بين صفوف
الناس ، واتّخذ لهم أصناما تمثّل صور تلك
__________________
الأشخاص لكي يأنس الناس بها ، وقيل : إنّ الشخص الذي عمل لهم تلك الأصنام
كان من ولد قابيل ، ولمّا انقرض ذلك الجيل وجاء بعدهم جيل آخر جاءهم إبليس ،
وادّعى أنّ آباءهم كانوا يعبدون تلك الأصنام التي كانت تستحقّ العبادة ، فقاموا
بعبادتها والسجود لها من دون الله ، ومن جملة تلك الأصنام ودّ.
ويقال : أيّام
الطوفان في عهد نوح عليهالسلام دفنت تلك الأصنام تحت التراب ، وظلّت مدفونة حتّى
أخرجها الشيطان لمشركي العرب فعبدوها.
نقله مع غيره
من الأصنام عمرو بن لحيّ الخزاعيّ إلى اليمن ، ثمّ نشرها في أنحاء شبه جزيرة العرب
، ووزّعها بين القبائل ليعبدوها.
فعبدت قضاعة
ودّا بدومة الجندل ـ من أعمال المدينة ، وقيل : بين الشام والمدينة ـ ثمّ توارثوها
حتّى صار لكلب.
كانت كلب
تألّهه وتعظّمه وتقدّم له القرابين والنذور ، وقيل : كان مختصّا بقريش أو بني
وبرة.
كانت سدانته في
بني الفرافصة بن الأحوص الكلبيّ ، وكانت العرب تتبرّك به ، وتسمّي أبناءها بعبد
ودّ ، وتعتبره إله القمر.
لم يزل ودّ
يعبده العرب حتّى بزغ نور الإسلام ، فأمر النبيّ عليهالسلام خالد بن الوليد بعد غزوة تبوك بأن يكسّره ويقضي عليه.
القرآن العظيم وودّ
شملته الآية ٢٣
من سورة نوح : (وَلا تَذَرُنَّ
وَدًّا وَلا سُواعاً ....)
__________________
وديعة بن ثابت
هو وديعة بن
ثابت أخو بني أميّة بن زيد ، من بني عمرو بن عوف. من رؤساء المنافقين الذين ابتلي
بهم النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وعانى منهم الأمرّين. كان يوالي الكفّار والمشركين ،
خصوصا بني النضير ، وكان عينا لهم على النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
كان من مؤسّسي
مسجد الضرار ، وأخرج قسما منه من داره.
لكثرة إيذائه
للنبيّ صلىاللهعليهوآله دعا عليه ولعنه.
القرآن العظيم ووديعة بن ثابت
اجتمع هو
وجماعة من المنافقين وقرّروا الإيقاع بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأخبر عامر بن قيس الأنصاريّ النبيّ صلىاللهعليهوآله بمؤامرتهم ، فدعاهم النبيّ صلىاللهعليهوآله وسألهم ، فحلفوا أنّ عامرا يكذب عليهم ، ثمّ حلف عامر
بأنّهم يكذبون ، وقال : اللهمّ لا تفرّق بيننا حتّى تبيّن صدق
__________________
الصادق من كذب الكاذب ، فنزلت في المترجم له وجماعته المنافقين الآية ٦١ من
سورة التوبة : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ
يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ....)
في غزوة تبوك
كان المترجم له يستهزئ من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولمّا أخبر الله نبيّه بذلك سأله عمّا بدا منه ، قال
: كنا نخوض ونلعب ، فنزلت فيه الآية ٦٥ من سورة التوبة : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ
إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ....)
وفي غزوة تبوك
كان المترجم ومن على شاكلته من المنافقين إذا خلا بعضهم ببعض سبّوا النبي صلىاللهعليهوآله وأصحابه ، وطعنوا في الإسلام ، فلمّا علم النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك قال : «يا أهل النفاق! ما هذا الذي بلغني عنكم؟»
فحلفوا بأنّهم ما قالوا شيئا من ذلك ، فنزلت فيهم الآية ٧٤ من سورة التوبة : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ
قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ ....)
وبعد مساهمته
في بناء مسجد الضرار شملته الآية ١٠٧ من سورة التوبة : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً
ضِراراً وَكُفْراً ....)
وشملته الآية
١٢ من سورة الحشر : (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا
يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ ....)
الوليد بن عقبة
هو أبو وهب
الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أميّة بن عبد شمس القرشيّ ،
الأمويّ ، وأمّه أروى بنت كريز أمّ عثمان بن عفّان.
__________________
منافق ، فاسق ، مبغض للنبيّ صلىاللهعليهوآله.
كان شاعرا
سكّيرا معروفا بالمجون واللهو ، فكان يشرب الخمر مع ندمائه ومغنّياته من أوّل
الليل إلى الصباح.
يقال : إنّه
أسلم يوم فتح مكّة سنة ٨ ه.
لمّا استشهد
حمزة بن عبد المطّلب عليهالسلام يوم أحد سنة ٣ ه أخذ جماعة من المشركين بينهم المترجم
له يشربون الخمر ويغنّون ويرقصون فرحا باستشهاد حمزة عليهالسلام ، فلعنهم النبيّ صلىاللهعليهوآله.
بعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأيّام حكومة عمر بن الخطّاب ولّاه عمر على عرب
الجزيرة وصدقات بني تغلب ، وذلك سنة ٢٥ ه ، وفي عهد عثمان بن عفّان ـ وهو أخوه
لأمّه ـ أبقاه عليها ، ثمّ ولّاه الكوفة بعد سعد بن أبي وقّاص ، فصلّى بالناس وهو
سكران صلاة الفجر أربعا ، ثمّ قال للمصلّين : هل أزيدكم؟ فعزله عثمان سنة ٢٩ ه
وأمر بجلده.
ولمّا بايع
المسلمون الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام للخلافة امتنع هو وسعيد بن العاص ومروان بن الحكم عن
البيعة ، وكان مشاكسا ومعاديا للإمام عليهالسلام ؛ لأنّ الإمام عليهالسلام قتل أباه المشرك في يوم بدر.
شهد واقعة
صفّين إلى جانب معاوية بن أبي سفيان ، وقيل : لم يشهدها.
وبعد بيعة
المسلمين للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام للخلافة انتقل من المدينة المنوّرة إلى مدينة الرقّة
بالشام وسكنها ، ولم يزل بها حتّى مات سنة ٤١ ه ، ودفن بها في تلّ بليخ.
القرآن العزيز والوليد بن عقبة
في واقعة بدر
قال الوليد للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : أنا أحدّ منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأملأ
للكتيبة منك ، فقال الإمام عليهالسلام له : «اسكت ، فإنّما أنت فاسق» فنزلت الآية ١٨ من سورة
السجدة : (أَفَمَنْ كانَ
مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ.)
أرسله النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى بني المصطلق لجمع الصدقات منهم ، فلمّا وصل بالقرب
من ديارهم خرجوا إليه لاستقباله فتصوّر أنّهم يريدون قتله ، فرجع إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وادّعى أنّه
امتنعوا عن دفع الصدقات ، فغضب النبيّ صلىاللهعليهوآله وهمّ بغزوهم ، فلمّا سمعوا بالخبر قدموا على النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا : سمعنا برسولك فخرجنا نتلقّاه ونكرمه ونؤدّي
إليه ما علينا من الصدقات ، فرجع ولم نره ، فنزلت فيه الآية ٦ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ
جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ.)
__________________
الوليد بن المغيرة
هو أبو عبد شمس
الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشيّ ، المخزوميّ ، الملقّب
بالوحيد والعدل ، وابن صخرة نسبة إلى أمّه صخرة بنت الحارث ابن عبد الله.
هو والد خالد
بن الوليد وعمّ أبي جهل.
كان من سادات
وزعماء وأجواد قريش ، وأحد حكماء وقضاة وزنادقة العرب المشهورين ، ومن دهاتهم
وشجعانهم.
__________________
كان حدّادا
وثنيّا ملحدا كافرا ، اجتمعت فيه جميع خصال الرذالة والحقارة بالإضافة إلى كونه
ابن زنى ، حيث ادّعاه أبوه بعد أن بلغ ثماني عشرة سنة.
عرف بين قومه
بالثراء وكثرة الأموال ، وكان له عشرة من البنين ، وكان يخاطبهم وأقرباءه قائلا
لهم : من أسلم منكم منعته رغدي.
وكان له بستان
بالطائف لا ينقطع ثماره صيفا وشتاء.
كان لسوء حظّه
من أشدّ أعداء النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، وأكثر الناس إيذاء للنبيّ صلىاللهعليهوآله ومتّهما إيّاه بالسحر.
ويقال : كان من
الذين حرّموا الخمرة في الجاهليّة.
كان أوّل من
صعد على الكعبة لهدمها عند ما مررت قريش هدمها وبناءها.
وفي أحد
الأيّام جاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال له : لو كانت النبوّة حقّا لكنت أولى بها منك ؛
لأنّني أكبر منك سنّا ، وأكثر منك مالا. ولم يزل معاندا للنبيّ صلىاللهعليهوآله ولشريعته حتّى مات كافرا ، وقيل : قتله حراب بن عامر
بعد الهجرة المحمّديّة بثلاثة أشهر ، وهو ابن ٩٥ سنة ، ودفن بالحجون بمكّة.
القرآن العظيم والوليد بن المغيرة
من الآيات التي
نزلت فيه :
(وَمَنْ ضَلَّ
فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها ...) الإسراء ١٥.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ
اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ ...) الأحزاب ١.
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي
تَوَلَّى) النجم ٣٣.
(وَأَعْطى قَلِيلاً
وَأَكْدى) النجم ٣٤.
(أَعِنْدَهُ عِلْمُ
الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى) النجم ٣٥.
(فَلا تُطِعِ
الْمُكَذِّبِينَ) القلم ٨.
(وَدُّوا لَوْ
تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) القلم ٩.
(وَلا تُطِعْ كُلَّ
حَلَّافٍ مَهِينٍ) القلم ١٠.
(هَمَّازٍ مَشَّاءٍ
بِنَمِيمٍ) القلم ١١.
(مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ
مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) القلم ١٢.
(عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ
زَنِيمٍ) القلم ١٣.
(أَنْ كانَ ذا مالٍ
وَبَنِينَ) القلم ١٤.
(إِذا تُتْلى عَلَيْهِ
آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) القلم ١٥.
(سَنَسِمُهُ عَلَى
الْخُرْطُومِ) القلم ١٦.
(ذَرْنِي وَمَنْ
خَلَقْتُ وَحِيداً* وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً* وَبَنِينَ شُهُوداً*
وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً* ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ* كَلَّا إِنَّهُ كانَ
لِآياتِنا عَنِيداً* سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً* إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ* فَقُتِلَ
كَيْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ نَظَرَ* ثُمَّ عَبَسَ
وَبَسَرَ* ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ* فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ*
إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ* سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) المدّثر ١١ ـ ٢٦.
(سَيَذَّكَّرُ مَنْ
يَخْشى) الأعلى ١٠.
(وَيَتَجَنَّبُهَا
الْأَشْقَى) الأعلى ١١.
(الَّذِي يَصْلَى
النَّارَ الْكُبْرى) الأعلى ١٢.
(ثُمَّ لا يَمُوتُ
فِيها وَلا يَحْيى) الأعلى ١٣.
(إِنَّ الْإِنْسانَ
لَفِي خُسْرٍ) العصر ٢.
(أَرَأَيْتَ الَّذِي
يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) الماعون ١.
(فَذلِكَ الَّذِي
يَدُعُّ الْيَتِيمَ) الماعون ٢.
(وَلا يَحُضُّ عَلى
طَعامِ الْمِسْكِينِ) الماعون ٣.
وفي أحد
الأيّام اجتمع المترجم له وجماعة من المشركين عند النبيّ صلىاللهعليهوآله وأخذوا يستمعون إليه وهو يقرأ القرآن ، فقالوا للنضر بن
الحارث : يا أبا قتيلة! ما يقول محمّد صلىاللهعليهوآله؟ فقال : والذي جعلها بينه ما أدري ما يقول ، إلّا أنّي
أرى يحرّك شفتيه ويتكلّم بشيء ، وما يقول إلّا أساطير الأوّلين ، فنزلت الآية ٢٥
من سورة الأنعام : (وَمِنْهُمْ مَنْ
يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ....)
ونزلت فيه
الآية ١٢٤ من سورة الأنعام : (وَإِذا جاءَتْهُمْ
آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ
ما
أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ ....)
وسبب نزولها
أنّه قال : أنا أحقّ من محمّد صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّي أكبر سنّا منه ، وأموالي وثروتي أكثر منه.
قال المترجم له
وأربعة من مشركي مكّة للنبيّ صلىاللهعليهوآله : ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزّى ، فنزلت
فيه الآية ١٥ من سورة يونس : (وَإِذا تُتْلى
عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ
بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ ....)
ونزلت فيه وفي
جماعة من المستهزئين بالنبيّ صلىاللهعليهوآله الآية ٩٤ من سورة الحجر : (فَاصْدَعْ بِما
تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ.)
ولنفس السبب
نزلت فيه وفيهم الآية ٩٥ من نفس السورة : (إِنَّا كَفَيْناكَ
الْمُسْتَهْزِئِينَ.)
ونزلت فيه
الآية ٧٧ من سورة مريم : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي
كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً.)
وسبب نزولها
لانّه قال مستهزئا : سأدخل الجنّة مقابل مالي وولدي.
قال مرّة :
فيما أخبر الله أنّه لا يبعث الرسل باختياره ، فنزلت فيه الآية ٦٨ من سورة القصص :
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ
ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ....)
جاء يوما إلى
النبيّ صلىاللهعليهوآله بمعيّة شيبة بن ربيعة وطلبا منه أن يعبد ما كان أهل
الجاهليّة يعبدونه ، فنزلت الآية ٦٦ من سورة غافر : (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ
أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ
مِنْ رَبِّي ....)
ونزلت فيه وفي
عمرو بن عمر الثقفيّ الآية ٣١ من سورة الزخرف : (وَقالُوا لَوْ لا
نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ.)
أمّا الآيات
التي شملته فهي :
(وَقالُوا لَنْ
نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) الإسراء ٩٠.
(وَيَقُولُ
الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا) مريم ٦٦.
(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ
الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) ص ٢٨.
(إِنَّ الَّذِينَ
يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا ...) فصّلت ٤٠.
(بَلْ قالُوا إِنَّا
وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ) الزخرف ٢٢.
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ
رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) الإنسان ٢٤.
(وَيْلٌ لِكُلِّ
هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ* الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ* يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ
أَخْلَدَهُ* كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) الهمزة ١ ـ ٤.
(قُلْ يا أَيُّهَا
الْكافِرُونَ* لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ* وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ*
وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ* وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ* لَكُمْ
دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) الكافرون ١ ـ ٦.
__________________
وهب بن يهوذا
هو وهب بن
يهوذا اليهوديّ من بني قريظة.
من علماء
اليهود وأحبارهم المعاصرين للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأحد رؤساء الكفر والشرك ، ومن أشدّ المعاندين للنبيّ
صلىاللهعليهوآله والمسلمين وأكثرهم عداء لهم.
القرآن المجيد ووهب بن يهوذا
في أحد الأيّام
جاء المترجم له بصحبة يهوديّ معاند على شاكلته إلى جماعة من المسلمين وقالا لهم :
إنّ ديننا خير ممّا تدعوننا إليه ، ونحن خير وأفضل منكم ، فأنزل الله تعالى جوابا
لهما الآية ١١٠ من سورة آل عمران : (كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ ....)
وجاء هو وجماعة
من اليهود إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالوا له : أتزعم أنّ الله أرسلك إلينا ، وأنّه أنزل
علينا كتابا عهد إلينا فيه ألّا نؤمن لرسول يزعم أنّه من عند الله حتّى يأتينا
بقربان تأكله النار؟ فإن جئتنا به صدّقناك ، فأنزل الله تعالى الآية ١٨٣ من نفس
السورة : (الَّذِينَ قالُوا
إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا
بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ....)
__________________
لمّا أخذ
النبيّ صلىاللهعليهوآله يدعو اليهود إلى الإسلام ويرغّبهم فيه ويحذّرهم غضب
البارئ أبوا وكفروا بما جاءهم به ، فقال لهم جماعة من المسلمين : يا معشر اليهود!
اتّقوا الله ، فو الله إنّكم لتعلمون أنّه رسول الله ، ولقد كنتم تذكرونه لنا قبل
مبعثه ، وتصفونه لنا بصفته ، فردّ عليهم المترجم له ويهوديّ آخر قائلين : ما قلنا
لكم هذا قطّ ، وما أنزل الله من كتاب بعد موسى ، ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده ،
فنزلت جوابا لهما الآية ١٩ من سورة المائدة : (يا أَهْلَ الْكِتابِ
قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ
تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ
....)
__________________
حرف الياء
يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج ،
وقيل : آجوج وماجوج ، وقيل : في ماجوج يمجوج ، وهما اسمان أعجميّان لقبيلتين
وحشيّتين من قبائل السكائيّة المنحدرة من يافث ابن نبيّ الله نوح عليهالسلام.
جاء اسمهم في
التوراة على النحو التالي : جوج من أبناء يافث ابن نوح ، وماجوج اسم أرض كان
يسكنها قبائل من سلالة جوج. كانوا يسكنون في جبال القفقاس ـ القوقاز ـ الواقعة بين
بحر الخزر والبحر الأسود ، وقيل : كانت بلادهم في الشمال الشرقيّ من آسية الصغرى.
كانوا
كالحيوانات الوحشيّة ، يأكلون لحوم الناس ، ويشربون دماءهم ، ويعيشون عيشة
الحيوانات الكاسرة ، ويشنّون الغارات على جيرانهم ، ويفتكون بأيّ إنسان يواجههم ،
ويخرّبون ما يمرّون به من العمارات والدور والمزارع ، وكانوا كفّارا يحاربون كلّ
ماله صلة بالإيمان بالله تعالى ، وكانوا صلع الرءوس ، عراض الوجوه.
أكثر غاراتهم
وهجماتهم كانت على بلاد فارس وما جاورها ، فيلحقون بها الخراب والدمار ؛ ممّا
اضطرّ الملك الفارسي كورش أو داريوش ـ وقيل : الإسكندر أن يبني سدّا ضخما ذا أبواب
مصنوعة من الحديد والنحاس ؛ ليوقف زحفهم وفسادهم ، ولمّا أصبح السدّ عائقا بينهم
وبين بلاد فارس وما جاورها من البلاد اتّجهوا نحو البلاد الأوروبيّة ، فعاثوا فيها
الفساد ، وقضوا على دولة الرومان.
لهم حروب
ووقائع كثيرة مع ملوك الصين ، ووصلت فلولهم إلى غرب آسية وشمال إفريقية.
روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «يأجوج أمّة ، ومأجوج أمّة ، وكلّ أمّة
أربعمائة أمّة ،
لا يموت الرجل منهم حتّى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه» ثمّ قال صلىاللهعليهوآله : «هم ثلاثة أصناف : صنف منهم مثل شجرة الأرز ، وصنف
منهم طولهم وعرضهم سواء ، وصنف فيهم يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى ، ولا يمرّون
بشيء إلّا أكلوه ، مقدّمتهم بالشام ، ومؤخّرتهم بخراسان ، يشربون أنهار المشرق
والمغرب».
وعن الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «صنف منهم في طول شبر ، وصنف منهم مفرط الطول ،
لهم مخالب الطير ، وأنياب السباع ، وتداعي الحمام ، وتسافد البهائم ، وعواء الذئب
، وأحناك كأحناك الإبل ، وشعور تقيهم الحرّ والبرد ، وآذان عظام».
للمؤرّخين
والمحقّقين آراء متعدّدة بالنسبة ليأجوج ومأجوج منها :
قيل : هم نادرة
من ولد آدم عليهالسلام ؛ وذلك بأنّ آدم عليهالسلام أبا البشر احتلم ذات يوم وامتزجت نطفته بالتراب ، فخلق
الله من ذلك الماء والتراب يأجوج ومأجوج.
وهناك قول بأنّ
يأجوج من الترك ، ومأجوج من الجيل والديلم.
وقيل : كانوا
على قسمين : قسم طوال مفرط الطول ، وقسم قصار مفرط القصر.
وهناك رأي يقول
: إنّ الله عزوجل كان يميتهم ويهلكهم بواسطة العقارب والضفادع ، فكانت
تدخل في آذانهم فيهلكون منها.
وقيل : إنّ
يأجوج اسم للذكران ، ومأجوج للإناث.
ويرى بعضهم أنّ
مأجوج اسم بلاد التتار ، وجنكيز خان كان أصله من تلك القبيلتين الهمجيّتين.
وقيل : يأجوج
ومأجوج هم أهل الصين.
وذهب البعض إلى
القول بأنّهم كانوا ستّ قبائل : يأجوج ومأجوج وتأويل وتاريس ومنسك وكمارى ، وكانوا
يعتاشون على حوتين يقذفهما البحر إليهم في كلّ سنة ، والمسافة بين رأس كلّ حوت
وذنبه مسيرة عشرة أيّام.
القرآن المجيد ويأجوج ومأجوج
(قَوْماً لا يَكادُونَ
يَفْقَهُونَ قَوْلاً) الكهف ٩٣.
(إِنَّ يَأْجُوجَ
وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ...) الكهف ٩٤.
(وَتَرَكْنا
بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ...) الكهف ٩٩.
(حَتَّى إِذا فُتِحَتْ
يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ...) الأنبياء ٩٦.
__________________
ياسر بن عامر
هو أبو عمّار
ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة ابن عوف
الكنانيّ ، المذحجيّ ، العنسيّ ، والد الصحابيّ الجليل عمّار بن ياسر.
من أوائل
السابقين إلى الإسلام ، والمعذّبين في الله لإسلامهم. كان من أهل اليمن ، قدم إلى
مكّة وحالف بها أبا حذيفة بن المغيرة المخزوميّ.
تزوّج بمكّة من
سميّة بنت خبّاط ، فأنجبت له عمّارا وعبد الله ، ولمّا بزغ نور الإسلام وبدأت
الدعوة المحمّديّة آمن هو وأسرته بالنبيّ صلىاللهعليهوآله سرّا ، ثمّ جهروا بإسلامهم وأعلنوه بمكّة.
قامت قريش ـ بعد
أن علمت بإسلامه ـ بتعذيبه وتعذيب زوجته وولديه في رمضاء مكّة بالأبطح ، فكان
النبيّ صلىاللهعليهوآله يمرّ بهم ـ وهم يعذّبون ـ فيقول لهم : «صبرا آل ياسر
موعدكم الجنّة».
وقال النبي صلىاللهعليهوآله لعمّار : «صبرا أبا اليقظان ؛ اللهمّ لا تعذّب أحدا من
آل ياسر بالنّار».
ولم يزل تحت
التعذيب من قبل مشركي قريش حتّى توفّي حدود السنة السابعة قبل الهجرة ، وقيل : بعد
البعثة بخمس سنوات.
القرآن المجيد وياسر بن عامر
شملته الآية
٢٠٧ من سورة البقرة :
__________________
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ....)
يحيى بن زكريّا عليهماالسلام
هو يحيى ، أو
يوحنّا بن زكريّا بن برخيا ، من سلالة النبيّ سليمان بن داود عليهماالسلام ، كما ذكرنا نسبه في ترجمة أبيه زكريّا ، وكان يعرف
بالمعمدان والسابق.
أمّه إليصابات
، وقيل : اليزابت ، وقيل : إيشاع ، وهي أخت مريم بنت عمران عليهاالسلام أمّ السيّد المسيح عليهالسلام.
أحد أنبياء بني
إسرائيل ، وكان في قمّة الكمال والصلاح والزهد والتقى ، وكان بارعا في الفقه
اليهوديّ ، عالما بأحكامه وأصوله وفروعه منذ صباه ، وعرف بحسنه وجماله الفتّان.
بعد أن بلغ
أبوه من العمر ٨٥ سنة ، وأمّه ٩٨ سنة ، وكان أبوه قد يئس من الولد ، فشاءت مشيئة
البارئ أن تحمل به أمّه ، فولدته ، فكانت ولادته ، وولادة عيسى بن مريم عليهاالسلام في زمان واحد ، إلّا أنّه ولد قبل عيسى عليهالسلام ؛ لأنّه كان ابن ستّة أشهر.
كان منذ طفولته
يأوي إلى الصحراء ، ويأكل الجراد والعسل البرّيّ والشجر ، ويلبس الوبر.
__________________
كان كثير العزلة
عن الناس ، يأنس بالبراري والقفار ، ولشدّة خشيته من الله تعالى كان كثير البكاء ،
ومنحه الله ملكة عدم احتياجه إلى النساء.
كان يأكل مع
الوحوش من الحيوانات ؛ كراهة مخالطة الناس في معايشهم وأرزاقهم.
بعثه الله
بالنبوّة وهو لم يبلغ الثلاثين من عمره ، فقام بإرشاد الناس وهدايتهم عن طريق
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأخذ يحثّهم على التوبة والاستغفار ، فكان
يعمدهم يغسلهم في نهر الأردنّ للتوبة والاستغفار من خطاياهم ، فسمّي بالمعمدان ،
ويقال : إنّه قام بتعميد المسيح عليهالسلام ، وكان يبشّر بمجيء السيّد المسيح عليهالسلام ، فسمّي بالسابق.
كان لبني
إسرائيل ملكا بدمشق يدعى هيرودس ، وكان معاصرا ليحيى عليهالسلام ، وكانت للملك ابنة أخ يقال لها : هيروديا ، وكانت آية
في الحسن والجمال ، وكان عمّها هيرودس قد عشقها وأراد التزويج منها ، فعارضه يحيى عليهالسلام في ذلك ، ونهاه عنه ؛ لحرمته وعدم شرعيّته ، فاتّفقت
أمّ هيروديا مع بنتها على أن تطلب البنت من عمّها رأس يحيى عليهالسلام المعارض لزواجهما ، فتقدّمت بذلك الطلب إلى عمّها ،
فقام الملك بذبح يحيى عليهالسلام في التاسع والعشرين من شهر آب في أواسط القرن الأوّل
لميلاد المسيح عليهالسلام ، وقدّم رأسه لهيروديا ، فلمّا أبصرت بالرأس شهقت وماتت
، وكان محلّ ذبحه بين معبد هيكل سليمان والمذبح ببيت المقدس. وقيل في سبب قتله هو
أنّ امرأة أحد ملوك اليهود وكانت بغية هويت يحيى عليهالسلام ، وطلبت منه مواقعتها ، فلمّا أبى وامتنع غضبت عليه ،
فاتهمته ببعض التهم ، وطلبت من زوجها قتله ، فأرسل إليه الملك من ذبحه وهو يصلّي
بمسجد حبرون ، وقيل : بدمشق ، وقيل : ذبح على الصخرة المعروفة في المسجد الأقصى
ببيت المقدس.
ولم يزل دمه
يفور حتّى قدم إلى فلسطين نبوخذنصّر ، أو كردوس ملك بابل ، وقتل من اليهود ٧٥٠٠٠
شخص ، فعند ذاك توقّف دمه عن الفوران ، وفي قتله روايات أخر تركناها لعدم الإطالة
، استشهد وعمره ٤٥ سنة ، وقيل : ٤٠ سنة ، وقيل : ٣١ سنة ، وقبره بالجامع الأموي
بدمشق.
وبعد أن علم
السيّد المسيح عليهالسلام بمقتله جهر بدعوته ، وأعلن عن رسالته ، فقام
بوعظ الناس وإرشادهم.
سمّي بيحيى عليهالسلام لأنّ الله أحيا به عقر أمّه ، أو أحياه بالإيمان ، أو
أحيا قلبه بالنبوّة ، وكان أوّل من سمّي بهذا الاسم.
ويقال : إنّه
أوّل من آمن بشريعة السيّد المسيح عليهالسلام وصدّقه وعمره ثلاث سنوات.
الصابئة يؤمنون
به ويقدّسونه ، وينسبون إليه كتابا نزل عليه من السماء.
ويرى بعض
المؤرّخين أنّ الله أمره أن يعمل بخمسة أصول ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها
وهي :
١ ـ عبادة الله
وعدم الشرك به. ٢ ـ الصلاة. ٣ ـ الصيام. ٤ ـ الصدقة. ٥ ـ الإكثار من ذكر الله عزوجل.
القرآن الكريم
ويحيى بن زكريا عليهماالسلام
أما الآيات التي نزلت فيه فهي :
(أَنَّ اللهَ
يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً
وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) آل عمران ٣٩.
(يا زَكَرِيَّا إِنَّا
نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) مريم ٧.
(يا يَحْيى خُذِ
الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) مريم ١٢.
(وَحَناناً مِنْ
لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا) مريم ١٣.
(وَبَرًّا
بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا) مريم ١٤.
فقد شملته
الآيات الآتية :
(وَيَقْتُلُونَ
النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ...) البقرة ٦١.
(أَفَكُلَّما جاءَكُمْ
رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ
وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) البقرة ٨٧.
(وَزَكَرِيَّا
وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) الأنعام ٨٥.
(وَوَهَبْنا لَهُ
يَحْيى ...) الأنبياء ٩٠.
__________________
__________________
نبيّ الله اليسع عليهالسلام
هو اليسع ،
وقيل : اليشع بن شافات ، وقيل : أخطوب ، وقيل في اسمه : اليسع أو الأسباط بن عدي
بن شوتلم بن أفرايم بن يوسف الصدّيق عليهالسلام.
هناك من وحّده
مع الخضر وذي الكفل عليهماالسلام ، وقيل : إنّه ابن عم نبي الله إلياس عليهالسلام.
هو أحد أنبياء
بني إسرائيل ، وكان معاصرا لشاءول.
كان نبيّ الله
إلياس عليهالسلام يسكن في بيت أخطوب والد المترجم له ، وكان اليسع عليهالسلام يومئذ صبيّا مصابا بمرض عضال ، فدعا له إلياس عليهالسلام بالشفاء ، فشافاه الله من مرضه ، ثم اتّخذه إلياس
مرافقا له في سفرة قام بها ، وتولّى تعليمه وتثقيفه.
كان ملك بعلبك
المعاصر له ولإلياس عليهالسلام يعاديهما ، مما اضطرهما أن يستخفيا في جبل قاسيون ببلاد
الشام ، ثم انتقلا إلى بعلبك.
ولم يزل اليسع عليهالسلام في بعلبك إلى أن رفع الله إلياس عليهالسلام إليه ، ومن ثم بعثه الله إلى بني إسرائيل ليدعوهم إلى
شريعة إلياس عليهالسلام ، فصدّقوه وآمنوا به ، وكانت دعوته بمدينة
__________________
بانياس في الشام.
ولم يزل بين
الإسرائيليين معظما مكرما تظهر منه المعاجز الباهرة كإحياء الموتى ، والمشي على
سطح الماء ، وإبراء المرضى ، وإبصار الأعمى ، وغيرها من المعاجز حتى توفّي في
أوائل القرن التاسع قبل ميلاد السيّد المسيح عليهالسلام ، ودفن بالسامرة.
يحتفل
المسيحيون بعيده في الرابع عشر من شهر حزيران من كل سنة.
القرآن المجيد واليسع
(وَإِسْماعِيلَ
وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) الأنعام ٨٦.
(وَاذْكُرْ
إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ) ص ٤٨.
__________________
نبيّ الله يعقوب عليهالسلام
هو يعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وكان يعرف بإسرائيل ، وهي كلمة عبريّة معناها : عبد
الله ، ويعقوب اسم أعجميّ.
كان توأما مع
أخيه عيص أو عيصو ، وأمّه رفقة بنت بتوئيل أخي إبراهيم الخليل عليهالسلام.
أحد أنبياء بني
إسرائيل ، عرف بالسماحة وحسن الخلق والصبر ورسوخ الإيمان بالله ، كثير البكاء حتّى
صار من جملة بكّائي التأريخ. كان عبرانيّا ، ونبوّته كانت في فلسطين ، وكانت بعثته
في زمان واحد مع إبراهيم الخليل وإسحاق وإسماعيل ولوط عليهمالسلام. كان أبوه يميل إليه أكثر من أخيه عيص ويدعو له ، ويقال
: إنّه قال يوما للعيص : أطعمني من لحم صيد أدع لك ، فسمع يعقوب عليهالسلام فجاءه بلحم ، فدعا له فظنّه أنّه العيص ، فتوعّد العيص
يعقوب عليهالسلام بالقتل ، فخرج هاربا إلى خاله لابان ، وقيل : لبان بن
بثوال بن ناحور بن آزر في فدان آرام بأرض حرّان في العراق ، فتربّى عنده وأقام
عنده عشر سنين ، وقيل : سبع سنين ، يخدمه على أمل التزوّج بابنته راحيل التي كانت
يحبّها حبّا شديدا ، ولكنّ خاله أراد تزويجه من ابنته الأخرى ليئة ، وقيل : ليا
التي لم يكن يهواها ويحبّها ، فطلب من خاله أن يزوّجه من راحيل ، فاشترط عليه خاله
أن يخدمه عشر أو سبع سنين أخرى ليزوّجه راحيل ، فقبل يعقوب عليهالسلام وتزوّج من راحيل.
بعد وفاة راحيل
تزوّج من ليئة ، ومن جاريتهما زلفا وبلها ، فأنجبن له جميع أولاده في فدان آرام
عدا ولده بنيامين.
__________________
وبعد أن أقام
في فدان آرام حوالي العشرين سنة رحل إلى فلسطين ، مصطحبا معه أهل بيته وأمواله
الكثيرة ونعمه الوفيرة ، وبها ولد له بنيامين.
عند خروجه من
أرض فدان آرام مرّ بربيّة جلعاد ، ثمّ دخل أرض ساعير ، ودخل ساحور وبها ابتنى دارا
، ثمّ انتقل إلى قرية شخيم ، وقيل : شكيم بن جمهور ، وكانت تدعى أرشليم ، فاشتراها
من صاحبها وخيّم بها ، ثمّ أوحي إليه من السماء بأن يبني مذبحا ، فأطاع الأمر
وسمّاه إيل إسرائيل ، أي إله إسرائيل ، وهو بيت المقدس ، فأخذ يخدم فيه ، ويسرج
قناديله ، وكان في كلّ يوم أوّل من يدخل إليه وآخر من يخرج منه.
كان أهل شخيم
وأهل أرشليم كفّارا يعبدون الأوثان من دون الله ، فقام أولاد يعقوب عليهالسلام بقتلهم وإبادتهم بأجمعهم.
أمّا زوجته
راحيل فارقت الحياة بعد أن ولدت له بنيامين ، فدفنها بافراث «بيت لحم» بفلسطين.
قصّة ابنه يوسف
عليهالسلام والحوادث التي جرت له مع إخوته ، والتي أدّت إلى محنته
وفراقه عن أبيه يعقوب عليهالسلام سأذكرها ـ إن شاء الله ـ في ترجمة حياة نبيّ الله يوسف عليهالسلام.
قال الإمام
الصادق عليهالسلام : «إنّ حزن يعقوب عليهالسلام على يوسف عليهالسلام يساوي حزن سبعين ثكلى بأولادها».
وبعد أن فرّج
الله على يوسف عليهالسلام في مصر ، وأنقذه من محنته ، وأصبح الآمر الناهي لتلك
البلاد ، رحل يعقوب عليهالسلام وأولاده وأحفاده وأهله ـ وكان عددهم ٨٣ فردا ، وقيل :
٦٣ ، وقيل : ٣٩٠ ، وقيل : ٧٣ شخصا ـ من فلسطين إلى مصر ، ونزلوا أرض جاسان ، وقيل
: جاشان شماليّ بلبيس ، تحت رعاية وحماية يوسف عليهالسلام.
وبعد أن أقام
في مصر ١٧ سنة ، لبّى نداء ربّه وتوفّي بها عن عمرنا هز ١٤٧ سنة ، ودفن عند جبل
المعظم ، ثمّ حمل رفاته إلى فلسطين ، ودفن بها في بيت المقدس عند مرقد أبيه إسحاق عليهالسلام ، وذلك حسب وصيّته.
والذرّيّة في
أولاده كانوا يسمّون بالأسباط ، وقد فصّلنا ذلك في ترجمة الأسباط.
أولاده :
١ ـ راوبين ،
وقيل : روبين ، ٢ ـ شمعون ، ٣ ـ لاوي ، ٤ ـ يهوذا ، ٥ ـ يساكر ، وقيل : ايساخبه ،
٦ ـ زبولون ، وقيل : زابلون ، ٧ ـ يوسف ، ٨ ـ بنيامين ، ٩ ـ دان ، ١٠ ـ نفتالي ،
١١ ـ جاد ، ١٢ ـ أشير ، ١٣ ـ بنت اسمها دينار.
القرآن الكريم ونبيّ الله يعقوب
(وَوَصَّى بِها
إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ...) البقرة ١٣٢.
(أَمْ كُنْتُمْ
شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ...) البقرة ١٣٣.
(وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ
وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) البقرة ١٣٦.
(أَمْ تَقُولُونَ
إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) البقرة ١٤٠.
(وَما أُنْزِلَ عَلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) آل عمران ٨٤.
(إِلَّا ما حَرَّمَ
إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ ...) آل عمران ٩٣.
(وَأَوْحَيْنا إِلى
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) النساء ١٦٣.
(وَوَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) الأنعام ٨٤.
(فَبَشَّرْناها
بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) هود ٧١.
(إِذْ قالَ يُوسُفُ
لِأَبِيهِ ...) يوسف ٤.
(قالَ يا بُنَيَّ لا
تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ ...) يوسف ٥.
(أَحَبُّ إِلى أَبِينا
مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ...) يوسف ٨.
(يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ
أَبِيكُمْ ...) يوسف ٩.
(قالُوا يا أَبانا ما
لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ ...) يوسف ١١.
(قالَ إِنِّي
لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ ...) يوسف ١٣.
(وَجاؤُ أَباهُمْ
عِشاءً يَبْكُونَ) يوسف ١٦.
(قالُوا يا أَبانا
إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ ...) يوسف ١٧.
(قالَ بَلْ سَوَّلَتْ
لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ...) يوسف ١٨.
(وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ
آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) يوسف ٣٨.
(فَلَمَّا رَجَعُوا
إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا ...) يوسف ٦٣.
(قالَ هَلْ آمَنُكُمْ
عَلَيْهِ إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ ...) يوسف ٦٤.
(قالُوا يا أَبانا ما
نَبْغِي ...) يوسف ٦٥.
(قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ
مَعَكُمْ ...) يوسف ٦٦.
(وَقالَ يا بَنِيَّ لا
تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ ...) يوسف ٦٧.
(مِنْ حَيْثُ
أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ) ... (فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ
...) يوسف ٦٨.
(قالُوا يا أَيُّهَا
الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً ...) يوسف ٧٨.
(أَنَّ أَباكُمْ قَدْ
أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ ...) يوسف ٨٠.
(ارْجِعُوا إِلى
أَبِيكُمْ فَقُولُوا يا أَبانا ...) يوسف ٨١.
(قالَ بَلْ سَوَّلَتْ
لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً ...) يوسف ٨٣.
(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ
وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ
كَظِيمٌ) يوسف ٨٤.
(قالَ إِنَّما
أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ ...) يوسف ٨٦.
(يا بَنِيَّ اذْهَبُوا
فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ ...) يوسف ٨٧.
(اذْهَبُوا بِقَمِيصِي
هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي ...) يوسف ٩٣.
(قالَ أَبُوهُمْ
إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ...) يوسف ٩٤.
(فَلَمَّا أَنْ جاءَ
الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ
إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) يوسف ٩٦.
(قالُوا يا أَبانَا
اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا ...) يوسف ٩٧.
(قالَ سَوْفَ
أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ...) يوسف ٩٨.
(آوى إِلَيْهِ
أَبَوَيْهِ ...) يوسف ٩٩.
(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ
عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ
...) يوسف ١٠٠.
(وَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) مريم ٤٩.
(وَمِنْ ذُرِّيَّةِ
إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ ...) مريم ٥٨.
(وَوَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) الأنبياء ٧٢.
(وَوَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) العنكبوت ٢٧.
(إِبْراهِيمَ
وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ) ص ٤٥.
__________________
يعقوب بن حلفى
هو يعقوب ،
وقيل : يعقوبس بن حلفى ، وقيل : خلفى ، وقيل : حلفا ، وقيل : حلقا ، وقيل : حلقباء
، وكان يعرف بالصغير ، وأمّه كانت تدعى مريم.
أحد حواريّ
ورسل السيّد المسيح عليهالسلام الاثني عشر ، ومن تلامذته المقرّبين لديه ، ومن قدّيسيي
المسيحيّين.
بدأ حياته
صيّادا للأسماك في بحيرة طبريّة ، وكان يقيم بأورشليم.
__________________
اتّصل بالسيّد
المسيح عليهالسلام ، وتتلمذ عليه حتّى صار رئيسا للكنيسة بأورشليم ، وكان
موضع احترام وتقدير المسيحيّين في عهده حتّى عيّنوه أوّل أسقف بكنيسة أورشليم.
كان من أوائل
الذين نشروا الديانة المسيحيّة في الأراضي الفلسطينيّة ، ثمّ انتقل إلى بلاد الهند
، وأخذ يبشّر بها للمسيحيّة ، تنسب إليه رسالة تعتبر من أسفار العهد الجديد «الإنجيل».
يعيّد له
المسيحيّون في اليوم الأوّل من مايس من كلّ سنة.
في أواخر
أيّامه ألقاه جماعة من اليهود من على سطح دار عال في أورشليم إلى الأرض فتهشّمت عظامه
، ثمّ ألقى أحدهم سندانا على رأسه ففارق الحياة حوالي سنة ٤٤ م ، وقيل : سنة ٦٢ م
، ويقال : إنّه مدفون في مدينة شنت ياقب بالأندلس.
القرآن العظيم ويعقوب بن حلفى
لقد شملته
الآيات التالية :
(فَلَمَّا أَحَسَّ
عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ
نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ...)
آل عمران ٥٢.
(رَبَّنا آمَنَّا بِما
أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ) آل عمران ٥٣.
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ
بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ) المائدة ١١١.
(إِذْ قالَ
الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ
يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ ...) المائدة ١١٢.
(قالُوا نُرِيدُ أَنْ
نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا ...) المائدة ١١٣.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ
أَنْصارُ اللهِ ...) الصفّ ١٤.
__________________
يعقوب بن زبدى
هو يعقوب بن
زبدى ، وقيل : زيدى ، وقيل : زيري ، وقيل : زندى ، المشهور بيعقوب الأكبر ، وهو
أخو يوحنّا الإنجيليّ ، وأمّه سلومة.
من حواريّ ورسل
السيّد المسيح عليهالسلام الاثني عشر ، وأحد تلامذته المقرّبين لديه.
كان من جملة
الذين بعثهم السيّد المسيح عليهالسلام إلى القرى اليهوديّة ليبشروا للوحدانيّة ودين المسيح عليهالسلام ، فقام بذلك على أحسن وجه.
تولّى كتابة
الإنجيل لأخيه يوحنّا.
ذهب إلى بلاد
البربر ليبشّر أهلها بالمسيحيّة ، ثمّ انتقل إلى أسبانيا لنفس الفرض ، ويعتبره
الأسبان شفيعا لبلادهم ، ويسمّونه سانتياگو ، وبعد مدّة من إقامته في أسبانيا رجع
إلى بيت المقدس ، ولم يزل بها حتّى قتلوه حدود سنة ٤٤ م.
ويقال : دخل
روما أيّام حكم القيصر غاليوس فأمر بقتله ، ويقال : قتله هيرودس.
يعيّد له
المسيحيّون في اليوم الخامس والعشرين من تموّز من كلّ سنة.
القرآن المجيد ويعقوب بن زبدى
الآيات التي
شملته هي :
(فَلَمَّا أَحَسَّ
عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ
نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ...)
آل عمران ٥٢.
(رَبَّنا آمَنَّا بِما
أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ) آل عمران ٥٣.
__________________
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ
بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ) المائدة ١١١.
(إِذْ قالَ
الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ
يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ ...)
المائدة ١١٢.
(قالُوا نُرِيدُ أَنْ
نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا ...) المائدة ١١٣.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ
أَنْصارُ اللهِ ...) الصفّ ١٤.
يعوق
من مشاهير
أصنام العرب ، وكان على هيئة فرس. كان مختصّا بقبيلة همدان وخولان ، وقيل : مذحج ،
وقيل : مراد ، وكانوا يعبدونه ويقدّسونه ويقدّمون له القرابين والنذور. كان محلّه
في معبد في اليمن بقرية خيوان قرب صنعاء ، وقيل : في أرحب ، وقيل ببلخع.
كان من جملة
الأصنام الخمسة التي وجدت قبل نبيّ الله نوح عليهالسلام ، فنقله عمرو بن لحيّ الخزاعيّ مع غيره من الأصنام إلى
اليمن ، ودفع يعوق إلى مالك بن مرثد بن جشم الهمدانيّ ، وقيل : دفعه إلى خيوان ،
وشجّع الناس على عبادته. والأصنام الأربعة الأخرى وزّعها على قبائل العرب في أنحاء
شبه جزيرة العرب لعبادتها.
يقال : في
الفترة بين آدم عليهالسلام ونوح عليهالسلام كان هناك أشخاص عرفوا بالصلاح والخير
__________________
والتقى ، فلمّا ماتوا حزن الناس عليهم لفراقهم ، فجاءهم إبليس وعمل لهم
أصناما تمثّل تلك الأشخاص الصالحة لكي يأنسوا بها ، فعكفوا على ذلك واستأنسوا بها
، ولمّا انقرض ذلك الجيل وجاء بعدهم جيل آخر وأناس آخرون جاءهم إبليس مدّعيا أنّ
آباءهم وأجدادهم كانوا يعبدون تلك التماثيل لعظمة أصحابها ، فكان من جملتها يعوق ،
فلمّا بعث الله نبيّه نوحا عليهالسلام دعا على تلك الأقوام المشركة فأفناهم الله عن بكرة
أبيهم.
لمّا جاء ذو
نؤاس باليهوديّة إلى اليمن تركت همدان وغيرها من القبائل عبادة يعوق واعتنقوا
اليهوديّة.
القرآن العظيم ويعوق
تطرّق الذكر
الحكيم لمن يعبد يعوق وغيره من الأوثان في الآية ٧٣ من سورة الحجّ : (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ
فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا
ذُباباً ....)
وذكرته الآية
٢٣ من سورة نوح : (وَلا تَذَرُنَّ
وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ ....)
__________________
يغوث
أحد الأصنام
الخمسة التي كانت العرب تعبدها وتقدّسها ، وكان على هيئة أسد.
كانت تلك
الأصنام تعبد قبل بعثة نبيّ الله نوح عليهالسلام.
أدخل تلك
الأصنام إلى اليمن عمرو بن لحيّ الخزاعيّ ، فدفع يغوث إلى أنعم بن عمرو المراديّ ،
ودفع الأربعة الأخرى إلى أشخاص آخرين في أنحاء شبه الجزيرة العربيّة ، وحثّ الناس
وشجّعهم على عبادتها.
كان يغوث
مختصّا بقبائل مذحج وهمدان ومراد وأهل جرش وبني الحارث ، فكانوا يعبدونه ويقدّسونه
من دون الله ، وكان محلّه بمذحج ، وقيل : بجرش ، ثمّ نقل إلى الكعبة ووضع مقابل
بابها ، ويقال : وضع مع يعوق ونسر في مسجد الكوفة. ترك أهل اليمن عبادة يغوث وغيره
من الأصنام بعد أن تسلّط ذو نؤاس على اليمن ونشر بينهم اليهوديّة.
ويقال : كان
هناك أناس مؤمنون صلحاء قبل عصر نبيّ الله نوح عليهالسلام فماتوا ، فحزن الناس لفقدهم ، فجاءهم إبليس واتّخذ لهم
صورا وتماثيل لتلك الشخصيّات ليأنسوا بها ، فأنسوا بها ، ولمّا انقضى ذلك العصر ،
وجاء بعدهم جيل آخر جاءهم إبليس مدّعيا بأنّ الصور والتماثيل التي كانت على عهد
آبائهم وأجدادهم كانوا آلهة يعبدونها ، وزيّن لهم ذلك وشجّعهم على عبادتها من دون
الله ، فعبدوها وقدّسوها وقدّموا لها النذور والقرابين ، وكان يغوث من تلك الأصنام
، ولشرك الناس بالله وعبادتهم لتلك الأصنام دعا عليهم نبيّ الله نوح عليهالسلام فمحاهم الله وانقرضوا.
القرآن المجيد ويغوث
شملت الذين
يعبدونه وغيره من الأصنام الآية ٧٣ من سورة الحجّ : (يا أَيُّهَا النَّاسُ
ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ
لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً ....)
__________________
وشملته الآية
٢٣ من سورة نوح : (وَلا تَذَرُنَّ
وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ ....)
يهوذا الأسخريوطيّ
هو يهوذ بن
سمعان الأسخريوطيّ ، وقيل : اسمه يوداس بن كريا يوطا ، وقيل : كان اسمه فيلاطوس ،
وكان يعرف ب «يوحناس» ومعنى الأسخريوطيّ هو القاتل أو السفّاح. من حواريّ وتلاميذ
السيّد المسيح عليهالسلام ، ساءت عاقبته وخان سيّده المسيح عليهالسلام ، وسلّمه إلى الأعداء من اليهود مقابل ثلاثين قطعة من
الفضّة.
قام بإخبار
اليهود بمحلّ اختفاء السيّد المسيح عليهالسلام ، فهجموا عليه لإلقاء القبض عليه ، ولكنّ الله سبحانه
وتعالى رفعه إلى السماء ، وجعل محلّه شخصا كثير الشبه به ،
__________________
فقبضوا عليه وصلبوه ، ويقال : إنّ الله جعله شبيها بالسيّد المسيح عليهالسلام فصلبوه.
ويقال : إنّ
المترجم له ندم على إخبار اليهود بمحلّ اختفاء السيّد المسيح عليهالسلام ، وردّ الأموال التي قبضها مقابل خيانته لسيّده ، وقام
بإعدام نفسه بنفسه.
وبعد إخباره
اليهود بمحلّ اختفاء السيّد المسيح عليهالسلام عزله وصيّ المسيح عليهالسلام المدعوّ شمعون من منصب الحواريّين ، وعيّن مكانه رجلا
يدعى ميتاس ، وقيل : بنيامين.
وقيل : إنّ
الرجل الذي صلب بدلا من السيّد المسيح عليهالسلام كان يدعى اصطفانوس ، وكانت عملية الصلب في عهد الملك
هيرودس ، وقيل : الملك بيلاطوس.
كان موته حوالي
عام ٣٠ ميلادي.
القرآن المجيد والأسخريوطيّ
لقد شملته
الآيات الآتية :
آل عمران ٥٢ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ
الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ
اللهِ ....)
آل عمران ٥٣ (رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ
وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.)
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ
بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ.)
المائدة ١١١.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ
أَنْصارُ اللهِ ....) الصفّ ١٤.
__________________
يهوذا الحواريّ
هو يهوذا ،
وقيل : لباوس ، وقيل : لبيء ، وقيل : ليا ، وقيل : بولس ، الملقّب بتداوس ، وقيل :
تدي ، ويكنّى بأخي يعقوب تمييزا له عن يهوذا الأسخريوطيّ ، واليهود يسمّونه شاول.
أحد حواريّ
السيّد المسيح عليهالسلام الاثني عشر ، ومن المعتمدين من رسله وملازميه.
تتلمذ على
السيّد المسيح عليهالسلام ، وكتب رسالة يعتمد عليها المسيحيّون ويعتبرونها من
رسائلهم القانونيّة.
يحتفل
المسيحيّون في ٢٨ أكتوبر من كلّ سنة كعيد له.
القرآن المجيد ويهوذا
أمّا الآيات
التي شملته فهي :
(فَلَمَّا أَحَسَّ
عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ
نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ...)
آل عمران ٥٢.
(رَبَّنا آمَنَّا بِما
أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ) آل عمران ٥٣.
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ
بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ) المائدة ١١١.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ
أَنْصارُ اللهِ ...) الصفّ ١٤.
__________________
يوحنّا الإنجيليّ
هو يوحنّا ،
وقيل : يحيى ، وقيل : يحنس بن زبدى ، وقيل : زيدى وقيل : زيري ، وقيل : زندى ،
وأمّه سلومة ، وقيل سالومة ، ويعرف بالإنجيليّ والحبيب والرسول ، وأخو يعقوب بن
زبدى.
أحد حواريّ
السيّد المسيح عليهالسلام الاثني عشر ، ومن رسله وتلاميذه المقرّبين إليه ، ومن
جملة قدّيسي المسيحيّين.
بدأ حياته
صيّادا للأسماك في بحيرة طبريّة ، ثمّ اتّصل بالسيّد المسيح عليهالسلام ، وتتلمذ عليه ، وأحبّه المسيح عليهالسلام محبّة خاصّة ، فسمّي بالحبيب.
تصدّر في بيت
المقدس التبشير للمسيحيّة والدعوة لها ، ولمّا اشتهر بين الناس وذاع صيته استقدمه
إمبراطور الروم أفولونيوس أو ذو مطيانش إلى روما ، فلمّا دخلها أمر بإلقائه في قدر
كبير مملوء بالزيت المغلي ، وبعد مدّة خرج من القدر سالما ، فلمّا رأى الإمبراطور
العجب العجاب من يوحنّا أمر بإبعاده ونفيه إلى إحدى جزائر بلاد الروم وذلك سنة ٩٥
م ، وجعل عليه حرّاسا يراقبونه من الهرب.
أقام مدّة في
تلك الجزيرة ، وفي أثناء تلك المدّة قام بكتابة كتاب «رؤيا يوحنّا» وثلاث رسائل.
ولم يزل مقيما
في الجزيرة حتّى هلك الإمبراطور ، فخرج من الجزيرة ودخل مدينة أفسوس ، وقيل :
أفسيس ، وقيل : أفسس من مدن آسيا الصغرى ، وبها انكبّ على كتابة الإنجيل المعروف ب
«إنجيل يوحنّا» ويحتوي على ٢١ إصحاحا ، ويعدّ من الأناجيل الأربعة التي يعترف بها
المسيحيّون. ويقال : إنّ الإنجيل المذكور كان لمتّى الحواري ،
__________________
وكان بالعبريّة ، فنقله المترجم له إلى الروميّة ، فنسب إليه.
كان المترجم له
معروفا بالشجاعة والحلم والشفقة ، وقبل تتلمذه على السيّد المسيح عليهالسلام كان من تلاميذ يوحنّا المعمدان.
بعد صعود
السيّد المسيح عليهالسلام إلى السماء كان من أركان مجلس الشورى المسيحيّ الذي
انعقد في أورشليم.
ويقال : إنّ
السيّد المسيح عليهالسلام عند ما تيقّن من أنّ الله سيرفعه إلى السماء ، أوصى
المترجم له بأمّه مريم بنت عمران عليهاالسلام بأن يرعاها ويتكفّلها.
ولم يزل يسكن
مدينة أفسوس حتّى توفّي بها حدود عام ١٠٠ م ، وقيل : استشهد بمنفاه في جزيرة بطمس
٨ وعمره يومئذ ٩٤ سنة ، ويعيّد له المسيحيّون في ٢٧ ديسمبر من كلّ سنة.
القرآن الكريم ويوحنّا الإنجيليّ
أمّا الآيات
التي شملته فهي :
(فَلَمَّا أَحَسَّ
عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ
نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ...)
آل عمران ٥٢.
(رَبَّنا آمَنَّا بِما
أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ) آل عمران ٥٣.
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ
بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ) المائدة ١١١.
ولكونه كان أحد
الرسل الذين أرسلهم السيّد المسيح عليهالسلام إلى مدينة أنطاكية لإرشادهم وهدايتهم ذكرته الآية ١٤ من
سورة يس : (إِذْ أَرْسَلْنا
إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا
إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ.)
وكذلك شملته
الآيات التالية :
(قالُوا رَبُّنا
يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) يس ١٦.
(وَما عَلَيْنا إِلَّا
الْبَلاغُ الْمُبِينُ) يس ١٧.
(قالُوا طائِرُكُمْ
مَعَكُمْ ...) يس ١٩.
(اتَّبِعُوا مَنْ لا
يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ) يس ٢١.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ
أَنْصارُ اللهِ ...) الصفّ ١٤.
نبيّ الله يوسف عليهالسلام
هو يوسف بن
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وأمّه راحيل. أحد أنبياء بني إسرائيل ، وكان راسخ
الإيمان ، صدّيقا ، تقيّا ، عفيفا ، صابرا ، آية في الجمال ، ومن أحسن الناس وجها.
ولد في فدان
آرام في العراق ، ونشأ في الشام تحت رعاية وتربية أبيه يعقوب عليهالسلام ،
__________________
فترعرع على التقوى والصلاح.
كان له أحد عشر
أخا وهم : راوبين ، وشمعون ، ولاوي ، ويهوذا ، ويساكر ، وزبولون ، ودان ، ونفتالي
، وجاد ، وأشير ، وبنيامين الذي كان من أمّه وأبيه ، ولم يتشرّف أحد منهم بشرف
النبوّة إلّا يوسف عليهالسلام.
كان أثيرا عند
أبيه ، يخصّه بمحبّة خاصّة وحنان شديد ، ويقدّمه على بقية إخوته ، فكان ذلك سببا
في حسدهم له وحقدهم عليه.
لمّا بلغ يوسف عليهالسلام السابعة عشرة من عمره ، وقيل : قبل أن يحتلم ، وقيل :
في صغر سنه رأى في عالم الرؤيا أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين له ، فقصّ
رؤياه على أبيه ، فحذّره أبوه من أن يقصّ تلك الرؤيا على إخوته فيكيدوا له.
وبمرور الأيّام
ازداد حسد وحقد إخوته عليه ، وأخيرا دبّروا مؤامرة وأخرجوه إلى خارج البلد ليرتع
ويلعب معهم ، وعمره يومئذ ٧ سنوات ، وقيل : ١٤ سنة ، وقيل : ١٧ سنة ، فألقوه في
بئر قليلة الماء ، وعادوا إلى أبيهم يبكون ويدّعون بأنّ ذئبا افترسه.
ولم يلبث يوسف عليهالسلام في البئر طويلا حتّى مرّت على البئر قافلة ، فأخرجوه من
البئر وحملوه معهم إلى مصر ، وبمدينة صان المصريّة باعوه على رئيس شرطة مصر
المدعوّ فوطيفار ، وقيل : قطفير ، وقيل : اطفير بن روحيب ، فأحبّه وجعله صاحب
الأمر والنهي في قصره ، ثمّ اتّخذه ولدا.
كانت زوجة رئيس
الشرطة زليخا ـ وقيل : راعيل بنت رعائيل ، وقيل : فكا بنت ينوس ـ شغفت بيوسف عليهالسلام حبّا ، وعشقته ؛ لجماله المفرط وغضارة شبابه ، وكانت
تزداد له عشقا كلّما مرّت الأيّام والليالي ، فأخذت تداعبه وتلاشيه وتغريه
بمفاتنها وحلو منطقها ، ولكنّ يوسف عليهالسلام المؤمن التقيّ كان يعرض عنها ولا يبادلها الحبّ
والمداعبة.
في أحد الأيّام
طغى عليها الحبّ والعشق ، ونست حياءها وعفّتها ، وأدخلته في غرفة وغلّقت الأبواب ،
وطلبت منه مواقعتها وشفاء غليلها ، ولكنّ يوسف عليهالسلام الأمين الوفيّ والمنزّه من جميع أنواع الفحشاء أبى
الرضوخ لمطلبها ، فأخذت تجاذبه ثوبه وهو يفلت منها ، وفي هذا الجوّ الرهيب دخل
عليهما زوجها فرآهما في تلك الحالة ، وبعد نقاش
طويل ثبت لدى الزوج بأنّ زوجته هي التي أرادت الفاحشة ، وراودت يوسف عليهالسلام عن نفسه ، وأنّه بريء ممّا تدّعيه زليخا بأنّه أراد بها
سوءا ، فطلب من يوسف عليهالسلام كتمان القضيّة ، وطلب من زليخا الاستغفار من خطيئتها
وذنبها.
شاع خبر مراودة
زليخا ليوسف عليهالسلام بين الناس ، وتداولته النساء بامتعاض ولوم زليخا على
تلك الحادثة الضالّة ، فقامت زليخا بالدفاع عن دوافع عملها ، فأقامت وليمة
لنظيراتها من أشراف النساء ، وقدّمت لهنّ الأترجّ ، وأعطت كلّ واحدة منهنّ سكّينا
لتقشير الأترجّ ، ثمّ أدخلت عليهنّ يوسف عليهالسلام ، فبهرن لجماله ، وعجبن من لطيف محاسنه ، فصرن يقطّعن
أصابعهنّ بدل الأترجّ لانشغالهنّ بحسنه وجماله الفتّان ، ولمّا رأين جريان الدم من
أصابعهنّ وهنّ لم يشعرن بألم الجراح أعطين الحقّ لزليخا في تعشّقها ليوسف عليهالسلام ، ومراودتها له.
وبعد أن فشا
أمر زليخا بين جماهير مصر قرّر زوجها زجّ يوسف عليهالسلام في السجن ؛ ليبعد التهمة عن زليخا ، ويلصقها بيوسف عليهالسلام.
زجّ زوج زليخا
مع يوسف عليهالسلام في السجن رجلين : أحدهما رئيس خبّازي الملك ويدعى نبوا
، والثاني رئيس سقاة الملك ويدعى مجلث ، وفي اليوم الثاني جاءه رئيس السقاة وقال :
إنّه رأى في المنام يعصر الخمر في كأس الملك ، ثمّ جاء رئيس الخبّازين وادّعى أنّه
رأى في عالم الرؤيا يحمل طبقا فيه عدّة أرغفة والطير تأكل منه ، فطلبا منه تعبير
رؤياهما ، فقال يوسف عليهالسلام لرئيس السقاة : أمّا أنت ستسقي الملك خمرا. وأما أنت يا
رئيس الخبّازين سوف تصلب وتأكل الطير من رأسك.
وبعد مكوث يوسف
عليهالسلام في السجن عدّة سنوات رأى الريّان بن الوليد العماليقيّ
ـ فرعون مصر ـ في عالم الرؤيا : سبع بقرات جميلات يرتعن في روضة ، ثمّ رأى سبع
بقرات عجاف قبيحات يأكلن البقرات السبع الجميلات ، ثمّ رأى سبع سنابل يانعات
وخلفها سبع سنابل يابسات ، ثمّ هجمت اليابسات على اليانعات فأكلتها.
استيقظ فرعون من
منامه مرعوبا كئيبا منزعجا ممّا رآه ، فدعا بمفسّري الأحلام والسحرة لتأويل رؤياه
، فلم يتوصّلوا إلى ما يقنع فرعون ويسكّن من روعه ، فجاء
رئيس السقاة إلى فرعون ودلّه على يوسف عليهالسلام المحبوس بأمر رئيس الشرطة ، وأعلمه أنّه خبير في تعبير
الرؤيا ، فأرسل فرعون رئيس سقاته إلى يوسف عليهالسلام ليعبّر ما رآه فرعون في منامه ، فقال يوسف عليهالسلام لرئيس السقاة : قل لفرعون يأتي على مصر سبع سنوات تجود
الأرض فيها بالخيرات والبركات ، ثمّ تعقبها سبع سنوات تجدب فيها الأرض حيث لا زرع
ولا غلّات ولا خيرات ، ثمّ تليها سبع سنوات كلّها خير وبركات ، فعلى ولاة الأمور
بمصر الاقتصاد في سنوات الخصب والخير ، وخزن الفائض من قوتهم لسنيّ جدبهم حتّى
يأتيهم الخصب.
لمّا أخبر رئيس
السقاة فرعون بتأويل يوسف عليهالسلام لرؤياه فرح فرحا شديدا ، وأمر بإحضار يوسف عليهالسلام إليه ، ولكنّ يوسف عليهالسلام طلب من رسول فرعون أن يحضر النساء اللاتي قطّعن أيديهنّ
، ويسألهنّ فرعون عن موقف يوسف عليهالسلام بالنسبة لزليخا من جهة ، وبالنسبة إليهنّ من جهة أخرى ،
فأحضر فرعون النساء وسألهنّ عمّا جرى لهنّ مع يوسف عليهالسلام بعد أن راودنه عن نفسه ، فأجمعن على براءته وعفّته
ونبله.
وبعد تلك
المحاورة اعترفت زليخا أمام فرعون بمراودة يوسف عليهالسلام ، وأعلنت براءته من الزنى والفحشاء.
وبعد أن ثبتت
براءة يوسف عليهالسلام وهو ابن ٣٠ سنة أحبّه فرعون لإدراكه وحنكته ورجاحة عقله
وحسن أخلاقه ، فجعله من خاصّته ، وعيّنه آمرا على كلّ الأراضي المصريّة ، ومنحه
صلاحيّة الأمر والنهي والتعيين والعزل واتّخاذ القرارات وتسيير أمور الدولة ،
وزوّجه من اسنات بنت فوطي فارع كاهن البلاد المصريّة ، وأصدر أمرا بعزل رئيس
الشرطة زوج زليخا من منصبه ، وولى يوسف عليهالسلام مكانه.
انقضت السنوات السبع
المخصبات ويوسف عليهالسلام يخزن الغلّات ويدّخرها للسنوات المجدبات التي تلتها ،
فتمكّن بحسن تدبيره من أن يخلّص المصريّين من القحط والجدب والجوع ، وأن يوفّر لهم
الغذاء الكافي وما يحتاجونه من الغلّات.
وفي سنوات
القحط والجدب بمصر مرّت على فلسطين ما مرّ على مصر ، فشمل أهلها الجوع والقحط ،
ممّا اضطرّهم على القدوم إلى مصر لاقتناء الطعام والغلّات
وحملها إلى فلسطين ، فكان من جملة من قدموا إلى مصر أولاد نبيّ الله يعقوب عليهالسلام إخوة يوسف ، حيث أرسلهم أبوهم لشراء الطعام وحمله إلى
فلسطين ، فلمّا دخلوا مصر رآهم يوسف عليهالسلام ، وهو ابن ٤٠ سنة ، فعرفهم وهم يجهلونه ، وكانوا
بأكملهم عدا بنيامين الذي هو أخو يوسف عليهالسلام لأمّه وأبيه.
وبعد أن اشتروا
ما أرادوا من الطعام قال لهم يوسف عليهالسلام في سفرتكم القادمة ائتوني بأخ لكم من أبيكم ، وإن لم
تأتوني به لا أبيعكم ما تبغون.
ولمّا زاروا
مصر ثانية دخلوا على يوسف عليهالسلام ومعهم بنيامين ، ففرح بهم يوسف عليهالسلام ، وأمر بضيافتهم في بيته.
وبعد أن بقي
إخوته عنده عدّة أيّام جهّزهم بما يريدون من طعام بدون مقابل ، ووضع طاسة شرب
الماء سرّا في حمل بنيامين ، ولمّا ساروا قليلا نودي عليهم بسرقة الطاسة ، وفي
الوهلة الأولى أنكروا ذلك وقالوا : من وجدتم الطاسة في حمله خذوه عبدا للملك ،
وبعد أن فتشت رحالهم وجدوها في رحل بنيامين ، فأسقط ما في يد إخوة يوسف ، وحاولوا
شتّى المحاولات لتبرئته وإنقاذه من يوسف عليهالسلام فلم يوفّقوا ، فعادوا إلى أبيهم وأخبروه بجريمة بنيامين
، فحزن يعقوب عليهالسلام حزنا شديدا ، واشتدّ بكاؤه حتّى عميت عيناه ، وأضيفت
إلى مصيبته بيوسف عليهالسلام مصيبة بنيامين.
ولمّا كان
يعقوب عليهالسلام راسخ الإيمان بالله ، أمر أولاده أن يسافروا مرّة أخرى
إلى مصر لشراء الطعام والبحث عن يوسف عليهالسلام وبنيامين ، ولم ييأسوا من رحمة الله ولطفه ، فلمّا
دخلوا مصر وزاروا يوسف عليهالسلام طلبوا منه إطلاق سراح بنيامين ، فعند ذاك عرّفهم بنفسه
وطلب منهم أن يكفّروا ويتوبوا إلى الله عمّا فعلوه معه ، ودفع إليهم قميصه ليلقوه
على وجه أبيهم فيعود بإذن الله بصيرا ، وأمرهم بأن يأتوا إليه بجميع أهلهم.
رجع إخوة يوسف عليهالسلام إلى فلسطين ، ودخلوا على أبيهم وألقوا قميص يوسف عليهالسلام على وجهه فارتدّ بصيرا ، ثمّ رجلوا إلى مصر وكانوا
ثلاثة وستين شخصا ، وقيل : ثلاثة وثمانين ، وقيل : ثلاثمائة وتسعين فردا ، فدخلوا
على يوسف عليهالسلام ، وسجدوا له ؛ طاعة وتعظيما لله ، وتحيّة ليوسف عليهالسلام ، وتعانقوا وتبادلوا كلمات التحيّة والودّ ، فاجتمع
شملهم بعد فراق طال ٨٠ سنة ، وقيل : ٤٠ سنة ، وقيل : ٨٣ سنة ، وقيل : ٣٥
سنة وقيل : ١٨ سنة. وفي سنوات الجدب مات زوج زليخا ، ثمّ دعاها يوسف عليهالسلام إلى بيته ، وكانت قد طعنت في السنّ وهرمت ، فاعترفت
بذنبها وابتلائها بحبّه وشغفها به ، فطلبت منه أن يسأل الله بأن يردّ عليها شبابها
، فاستجاب الله لطلبها وردّ عليها شبابها ، فعند ذاك تزوّجها يوسف عليهالسلام وهي بكر ؛ لأنّ زوجها كان عنّينا لا يأتي النساء ،
فولدت له ولدين ، سمّيا أفرايم ومنسا أو منشا أو ميشا. ولم يزل يوسف عليهالسلام متصدّيا لأعباء النبوّة من جهة ، وحكم البلاد المصريّة
من جهة أخرى حتّى توفّي بمصر عن عمر قارب ١٢٠ سنة ، وقيل : ١١٠ سنوات ، وأوصى بأن
يحمل جثمانه إلى فلسطين ويدفن عند آبائه ، فبعد وفاته حنّطوه وجعلوه في تابوت من
مرمر ودفنوه في نهر النيل بالقرب من مدينة منف ، فبقي مدفونا هناك حتّى زمان موسى
بن عمران عليهالسلام الذي أمر بنقله إلى فلسطين ، فدفنوه في مغارة المكفيلة
في حبرون عند قبور أجداده ، وقيل : قبره بمدينة نابلس التي كانت تدعى شخيم أو شكيم
، وقيل : قبره بمصر عند جبل المقطم.
القرآن المجيد ونبيّ الله يوسف عليهالسلام
(وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ
داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ ...) الأنعام ٨٤.
(إِذْ قالَ يُوسُفُ
لِأَبِيهِ ...) يوسف ٤.
(قالَ يا بُنَيَّ لا
تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ ...) يوسف ٥.
(وَكَذلِكَ
يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ...) يوسف ٦.
(لَقَدْ كانَ فِي
يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) يوسف ٧.
(إِذْ قالُوا
لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا ...) يوسف ٨.
(اقْتُلُوا يُوسُفَ ...) يوسف ٩.
(قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ
لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ ...) يوسف ١٠.
(قالُوا يا أَبانا ما
لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ ...) يوسف ١١.
(أَرْسِلْهُ مَعَنا
غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ...) يوسف ١٢.
(قالَ إِنِّي
لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ ...) يوسف ١٣.
(قالُوا لَئِنْ
أَكَلَهُ الذِّئْبُ ...) يوسف ١٤.
(فَلَمَّا ذَهَبُوا
بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ ...) يوسف ١٥.
(وَتَرَكْنا يُوسُفَ
عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ...) يوسف ١٧.
(وَجاؤُ عَلى
قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ...) يوسف ١٨.
(قالَ يا بُشْرى هذا
غُلامٌ ...) يوسف ١٩.
(وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ
بَخْسٍ دَراهِمَ ...) يوسف ٢٠.
(وَقالَ الَّذِي
اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا
أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ...) يوسف ٢١.
(وَلَمَّا بَلَغَ
أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً ...) يوسف ٢٢.
(وَراوَدَتْهُ الَّتِي
هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ ...) يوسف ٢٣.
(وَلَقَدْ هَمَّتْ
بِهِ وَهَمَّ بِها ...) يوسف ٢٤.
(وَاسْتَبَقَا الْبابَ
وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ ...) يوسف ٢٥.
(قالَ هِيَ
راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي ...) يوسف ٢٦.
(وَإِنْ كانَ
قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ) يوسف ٢٧.
(فَلَمَّا رَأى
قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ ...) يوسف ٢٨.
(يُوسُفُ أَعْرِضْ
عَنْ هذا ...) يوسف ٢٩.
(وَقالَ نِسْوَةٌ فِي
الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها ...) يوسف ٣٠.
(وَقالَتِ اخْرُجْ
عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ
حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) يوسف ٣١.
(وَلَقَدْ راوَدْتُهُ
عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ...) يوسف ٣٢.
(قالَ رَبِّ السِّجْنُ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ...) يوسف ٣٣.
(فَاسْتَجابَ لَهُ
رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ...) يوسف ٣٤.
(لَيَسْجُنُنَّهُ
حَتَّى حِينٍ) يوسف ٣٥.
(وَدَخَلَ مَعَهُ
السِّجْنَ فَتَيانِ ...) يوسف ٣٦.
(قالَ لا يَأْتِيكُما
طَعامٌ تُرْزَقانِهِ ...) يوسف ٣٧.
(وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ
آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) يوسف ٣٨.
(يُوسُفُ أَيُّهَا
الصِّدِّيقُ أَفْتِنا ...) يوسف ٤٦.
(قالَ تَزْرَعُونَ
سَبْعَ سِنِينَ ...) يوسف ٤٧.
(وَقالَ الْمَلِكُ
ائْتُونِي بِهِ ...) يوسف ٥٠.
(قالَ ما خَطْبُكُنَّ
إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ ...) يوسف ٥١.
(ذلِكَ لِيَعْلَمَ
أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ...) يوسف ٥٢.
(وَما أُبَرِّئُ
نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ...) يوسف ٥٣.
(وَقالَ الْمَلِكُ
ائْتُونِي بِهِ ...) يوسف ٥٤.
(قالَ اجْعَلْنِي عَلى
خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ...) يوسف ٥٥.
(وَكَذلِكَ مَكَّنَّا
لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ...) يوسف ٥٦.
(وَجاءَ إِخْوَةُ
يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ...) يوسف ٥٨.
(وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ
بِجَهازِهِمْ ...) يوسف ٥٩.
(فَإِنْ لَمْ
تَأْتُونِي بِهِ ...) يوسف ٦٠.
(وَقالَ لِفِتْيانِهِ
...) يوسف ٦٢.
(وَلَمَّا دَخَلُوا
عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَخاهُ ...) يوسف ٦٩.
(فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ
بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ...) يوسف ٧٠.
(فَبَدَأَ
بِأَوْعِيَتِهِمْ ...) يوسف ٧٦.
(فَأَسَرَّها يُوسُفُ
فِي نَفْسِهِ ...) يوسف ٧٧.
(قالُوا يا أَيُّهَا
الْعَزِيزُ ...) يوسف ٧٨.
(قالَ مَعاذَ اللهِ
أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ ...) يوسف ٧٩.
(وَمِنْ قَبْلُ ما
فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ ...) يوسف ٨٠.
(وَقالَ يا أَسَفى
عَلى يُوسُفَ ...) يوسف ٨٤.
(تَذْكُرُ يُوسُفَ
حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً ...) يوسف ٨٥.
(يا بَنِيَّ اذْهَبُوا
فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ...) يوسف ٨٧.
(فَلَمَّا دَخَلُوا
عَلَيْهِ قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ ...) يوسف ٨٨.
(قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ
ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ ...) يوسف ٨٩.
(قالُوا أَإِنَّكَ
لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ ...) يوسف ٩٠.
(قالُوا تَاللهِ
لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا ...) يوسف ٩١.
(قالَ لا تَثْرِيبَ
عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ...) يوسف ٩٢.
(اذْهَبُوا بِقَمِيصِي
هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي ...) يوسف ٩٣.
(قالَ أَبُوهُمْ
إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ...) يوسف ٩٤.
(فَلَمَّا دَخَلُوا
عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ ...) يوسف ٩٩.
(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ
عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ...) يوسف ١٠٠.
(رَبِّ قَدْ
آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي ...) يوسف ١٠١.
(ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ
الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ...) يوسف ١٠٢.
(وَلَقَدْ جاءَكُمْ
يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ ...) غافر ٣٤.
__________________
__________________
يوشع بن نون عليهالسلام
هو يوشع ، وقيل
: يشوع ، وقيل : ايشوع بن نون بن أفرائيم بن يوسف ابن نبيّ الله يعقوب عليهالسلام ، وقيل : هو يوشع بن نون بن اليساناخ بن عمهور بن ليدان
بن شويلخ بن أفرائيم بن يوسف ابن نبيّ الله يعقوب عليهالسلام ، واسمه من الأسماء العبريّة ، ومعناه : الله هو الخلاص
، ومنهم من وحّده مع ذي الكفل ، وقيل : هو ابن عمّ نبيّ الله هود عليهالسلام. هو ابن أخت نبيّ الله موسى بن عمران عليهالسلام ووصيّه وخليفته ووليّ عهده وأحد كتّابه.
أحد أنبياء بني
إسرائيل ، بعث للنبوّة بعد وفاة موسى بن عمران عليهالسلام يقال : كان من الجبابرة العصاة فهداه الله إلى الإيمان
، فقدم على موسى عليهالسلام فأسلم وآمن به وتبعه ، وأصبح مستجاب الدعوة ؛ قام بأمر
النبوّة بعد وفاة موسى الكليم عليهالسلام ، فعانى الأمرين من بني إسرائيل ، فصبر وتحمّل المشاق
حتّى انكسرت شوكة بني إسرائيل بعد هلاك ثلاثة من طواغيتهم ، فعند ذاك أظهر أمره ،
وأعلن عن نبوّته ، فهابته الجبابرة والملوك.
خرج عليه رجلان
منافقان من بني إسرائيل تساندهما صفيراء بنت شعيب
__________________
زوجة نبيّ الله موسى عليهالسلام ، وتبعهم مائة ألف مقاتل من بني إسرائيل ، فشنّوا الحرب
على يوشع عليهالسلام ، وبعد معارك عديدة انكسر جيش المنافقين ، وقتل منهم
فلق كثير ، ولاذ الباقون بالفرار ، وأسرت صفيراء ، ولكنّ يوشع عليهالسلام عفا عنها وأطلق سراحها.
وبعد تلك
المعارك الدامية ، وبعد ستّة أشهر من انتصاره على فلول المنافقين تمكّن يوشع عليهالسلام من أن يحتلّ مدينة أريحا في الأردن ، ويتقدّم بجيوشه
نحو بيت المقدس.
قام السميدع بن
هزبر ملك الشام بهجوم على جيوش يوشع عليهالسلام ، وبعد معارك عديدة استولى يوشع عليهالسلام على بلاد الشام بعد أن قتل السميدع.
يقال : إنّه
ظفر بأكثر من ثلاثين من ملوك الشام.
قام بتوزيع
الأرض الفلسطينيّة على أسباط إسرائيل. له كتاب يعرف ب «كتاب يوشع» ويعدّ من أجزاء
التوراة ، وفيه : أنّ الشمس في إحدى حروب يوشع عليهالسلام توقّفت عن الحركة ، وبذلك تأخّر غروبها ، فكانت معجزة
من معاجز يوشع عليهالسلام.
ولم يزل يحكم
بني إسرائيل بموجب دساتير التوراة.
توفّي في
السادس والعشرين من شهر نيسان بعد وفاة نبيّ الله موسى بثمان وعشرين سنة ، بعد أن
حكم على بلاد الشام ٢٩ سنة ، وقيل : ٢٧ سنة ، وعمره يوم وفاته ١٢٠ سنة ، وقيل :
١٢٧ سنة ، وقيل : ١١٠ سنوات ، ودفن في كفر حارس ، وقيل : في المعرّة ، واستخلفه
بعد وفاته على بني إسرائيل كالب بن يوفنا.
القرآن المجيد ويوشع بن نون عليهالسلام
أمّا الآيات
التي شملته فهي :
(قالَ رَجُلانِ مِنَ
الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ...) المائدة ٢٣.
(وَإِذْ قالَ مُوسى
لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ
حُقُباً) الكهف٦٠.
(فَلَمَّا بَلَغا
مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما ...) الكهف ٦١.
(فَلَمَّا جاوَزا قالَ
لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا ...) الكهف ٦٢.
(قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ
أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ ...) الكهف ٦٣.
(قالَ ذلِكَ ما كُنَّا
نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً ...) الكهف ٦٤.
(فَوَجَدا عَبْداً
مِنْ عِبادِنا ...) الكهف ٦٥.
(وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ) الواقعة ١٠.
__________________
يونس بن متّى
هو يونس بن
متّى من سبط بنياموس ، وقيل من ولد بنيامين بن يعقوب عليهالسلام ، وأهل الكتاب يسمّونه يونان أو يوناثان بن امتاي ،
ويونس كلمة يونانيّة معناها : الحمام ، ويلقّب بذي النون وصاحب الحوت ، ويقال :
إنّ متّى هي أمّه.
أحد أنبياء بني
إسرائيل ، وله كتاب في أربعة فصول يقدّسه اليهود. لمّا بلغ الثامنة والعشرين من
العمر بعثه الله للنبوّة ، وأنزل عليه كتابا يتضمّن أحكاما ونصائح ، ثمّ أوحى الله
إليه بأن يذهب إلى أهل نينوى من أرض الموصل ، وكانوا كفّارا مشركين ، يربون على
١٠٠ ألف نسمة ، وقيل : ١٧٠ ألف ، وقيل : ١٢٠ ألف ، وقيل : ١٣٠ ألف نسمة ، وكانوا
يعبدون الأصنام من دون الله ، فأمره الله بإرشادهم وهدايتهم عن طريق الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ ليتركوا عبادة الأصنام ، ويعبدوا الله الواحد الأحد ،
فتردّد في ذلك وخاف منهم ، وكانوا غرباء عنه ، ولا من أهل بلده وقبيلته وعشيرته ،
فهرب منهم وآوى إلى سفينة ، ولم تلبث السفينة طويلا حتّى هاج ماء البحر وكادت تغرق
، فهيّأ الله له حوتا يدعى «قيطش» فبلعه ، وأدخله في جوفه ، ويونس يسبّح الله
__________________
ويستغفره ، فطاف به البحار وبعد أن أقام في بطن الحوت ثلاثة أيّام ، وقيل :
سبعة أيّام ، وقيل : أربعين يوما ، وقيل : تسع ساعات ، وقيل : ثلاث ساعات ، وقيل :
سبع ساعات ، نبذه الحوت وألقاه في البرّ وهو مريض ، ثمّ أنبت الله عليه شجرة من
يقطين ففرح بها ، ثمّ أبادها الله فاغتمّ عليها ، فأوحى الله إليه : يا يونس! تأسف
وتغتمّ لفقدان يقطينة لا قيمة لها ، فكيف بي وأنا الرحمن الرحيم أفلا أهتمّ بمدينة
يسكنها الآلاف من الناس ، وأنت لا تنقذهم من الضلال والكفر والشرك الذي هم فيه ،
وتبعدهم عن غضبي الماحق؟ فعند ذاك طلب العفو والعذر من الله لتركه أهل نينوى
والهرب منهم ، فتوجّه إلى نينوى وقام بإرشادهم وهدايتهم وتقديم النصح لهم ، فآمنوا
به وبرسالته وصدّقوه.
ويقول اليهود :
إنّ الله أمر يونان بأن يقصد نينوى ويرشد أهلها ويمنعهم عن غيّهم وشرورهم وكفرهم ،
ولكنّه لم يتحمّل أمر البارئ ، وتردّد في ذلك لخوفه منهم ، وقرّر الهرب إلى مدينة
ترشيش ، فرحل إلى يافا ، ومنها استقلّ سفينة ذاهبة إلى ترشيش ، فأرسل الله ريحا
شديدة كادت تغرق السفينة ومن عليها ، فتيقّن ركّاب السفينة أنّ غضبا من الله نزل
عليهم بسبب أحد ركّابها ، فعملوا قرعة لمعرفة الشخص الذي بسببه غضب الله عليهم ،
فخرجت عليه ، فأشار عليهم بأن يلقوه في البحر ، وبذلك يتخلّصون من غضب الله ويسكن
الطوفان ، فألقوه في البحر فالتقمه حوت ، فهدأ هيجان البحر وسلم ركّاب السفينة.
وفي جوف الحوت
أخذ يونس يدعو ربّه ويستغيث به ، وبعد أن مضى عليه ثلاثة أيّام وثلاث ليال في بطن
الحوت استجاب الله دعاءه ، ولبّى استغاثته ، فلفظه الحوت على الساحل ، فأوحى الله
إليه بأن يذهب إلى نينوى ، فذهب إليها ، وبأمر من الله أنذر أهلها بأنّ المدينة
ستنقلب عليهم وسيهلكون بأجمعهم بعد أربعين يوما إذا هم لم يؤمنوا به وبرسالته ،
ويطيعوا أوامره وإرشاداته ، فعند ذاك آمنوا بالله وتركوا أصنامهم ، وآمن معهم
ملكهم ، فأخذوا يصومون ويصلّون.
ولمّا مضت
أيّام الإنذار ولم ينزل عليهم العذاب اغتمّ يونان ؛ لأنّ إنذاره لم يتحقّق ، فخرج
من نينوى إلى الصحراء ، فأنبت الله عليه شجرة اليقطين ، ففرح بها وبظلّها ، ثمّ
جفّت في اليوم الثاني وذهبت أدراج الرياح فاغتمّ كثيرا ، فأوحى الله إليه
بأنّك تغتمّ على يقطينة وتشفق عليها ولا أشفق على أهل مدينة عظيمة كنينوى الذين لا
يعرفون الحقّ من الباطل.
وهناك جماعة من
المحقّقين والمؤرّخين يرون أنّ يونس عليهالسلام بعد أن بعث إلى أهل نينوى وقام فيهم يأمرهم بالمعروف
وينهاهم عن المنكر ، وبعد أن يئس من إصلاحهم ، دعا الله بأن ينزّل عليهم عقابا
شديدا لعنادهم في كفرهم وشرورهم ، فاستجاب الله دعاءه وأوعده بنزول العذاب ، ففرح
لذلك وانطلق إلى عابد يدعى «تنوخا» وقيل : «مليخا» وأخبره بنزول العذاب ، ففرح «تنوخا»
بدوره لذلك ، ثمّ جاء إلى «روبيل» العالم الحكيم وأخبره بالأمر ، فانزعج لذلك وطلب
من يونس عليهالسلام أن يطلب من ربّه صرف العذاب عن أهل نينوى ، عسى أن
يرجعوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى ربّهم ، ولكنّ يونس عليهالسلام أبى ولن يقبل ما رآه «روبيل».
وفي اليوم
الموعود والساعة المحدّدة لنزول البلاء والعذاب ظهرت بوادر الغضب في السماء ،
وأخذت علامات العذاب تظهر لأهل نينوى ، فعند ذاك خرجوا عن بكرة أبيهم ما بين صارخ
وباك متضرّعين إلى الرحيم الغفور ، تائبين إليه ، معلنين عن إطاعتهم لنبيّهم يونس عليهالسلام ، فاستجاب الله لهم وقبل توبتهم ، فرفع الله عنهم
العذاب ، فلمّا رأى يونس عليهالسلام توقّف العذاب عن نينوى وأهلها غضب كثيرا ، وهام على
وجهه ناحية البحر ؛ لكيلا يراه أحد من أهل نينوى ويتهمه بالكذب ، فركب سفينة ، وفي
عرض البحر جاءت أمواج عاتية وعاصفة مهولة كادت تقضي على السفينة وركّابها ، فسقط
يونس عليهالسلام في البحر فالتقمه حوت ، ثمّ لفظه على الساحل ؛ فكان
هربه من نينوى ورجوعه إليها استغرق واحدا وعشرين يوما ، فكانت سبعة أيّام في مسيره
نحو البحر ، وسبعة أيّام في جوف الحوت ، وسبعة أيّام تحت شجرة اليقطين.
كان على قيد
الحياة حدود سنة ٨٢٥ قبل الميلاد ، وبعث وله من العمر ٣٠ سنة ، وقيل : ٢٨ سنة ،
ومدّة نبوّته ٣٣ سنة ، وفي تلك المدّة لم يؤمن به وبرسالته سوى «روبيل» العالم ،
وكان غنّاما يرعى الغنم ويتكسّب منها ، و «تنوخا» وكان عابدا حطّابا
يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه.
بعث بعد انتهاء
حكم «يوثم بن عزيا» ملك بني إسرائيل ، وقيل : بعث بعد سليمان ابن داود عليهالسلام.
وعلى شاطئ نهر
الفرات بمدينة الكوفة في العراق مشهد يزار يقال : إنّه قبر يونس عليهالسلام أو مقامه.
وقيل : قبره
بالقرب من طبريّة في قرية كفركنه بالأردن.
وقيل : قبره في
طريق بيت المقدس في قرية حلحول.
وفي الموصل
مشهد يزار يقال : إنّه مشهد نبيّ الله يونس عليهالسلام.
القرآن العظيم ويونس عليهالسلام
(وَعِيسى وَأَيُّوبَ
وَيُونُسَ وَهارُونَ ...) النساء ١٦٣.
(وَإِسْماعِيلَ
وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً ...) الأنعام ٨٦.
(إِلَّا قَوْمَ
يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ ...) يونس ٩٨.
(وَذَا النُّونِ إِذْ
ذَهَبَ مُغاضِباً ...) الأنبياء ٨٧.
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ
وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ ...) الأنبياء ٨٨.
(وَإِنَّ يُونُسَ
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) الصافّات ١٣٩.
(إِذْ أَبَقَ إِلَى
الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) الصافّات ١٤٠.
(فَساهَمَ فَكانَ مِنَ
الْمُدْحَضِينَ) الصافّات ١٤١.
(فَالْتَقَمَهُ
الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) الصافّات ١٤٢.
(فَلَوْ لا أَنَّهُ
كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) الصافّات ١٤٣.
(لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ
إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) الصافّات ١٤٤.
(فَنَبَذْناهُ
بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) الصافّات ١٤٥.
(وَأَنْبَتْنا
عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) الصافّات ١٤٦.
(وَأَرْسَلْناهُ إِلى
مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) الصافّات ١٤٧.
(وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ
الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ) القلم ٤٨.
__________________
__________________
فهرس المراجع
الآثار الباقية
(الترجمة الفارسية) ، لأبي الريحان البيروني ، ترجمة اكبر دانا سرشت ، انتشارات
ابن سينا ، طهران.
أبو الشهداء ،
لعباس محمود العقاد ، القاهرة.
الاتقان في
علوم القرآن ، لجلال الدين السيوطي ، منشورات الرضي ومنشورات زاهدي ، قم.
اثبات الوصية ،
لعلي بن الحسين المسعودي ، منشورات الرضي ، قم.
الاحتجاج ،
لأحمد بن علي الطبرسي ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت.
أحكام القرآن ،
لأبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي ، دار المعرفة ، بيروت.
احياء علوم
الدين ، لأبي حامد محمد بن محمد الغزالي ، دار الندوة الجديدة ، بيروت.
أخبار الحمقى
والمغفلين ، لعبد الرحمن بن علي بن الجوزي ، مكتبة الغزالي بيروت.
أخبار الزمان (الترجمة
الفارسية) ، لعلي بن الحسين المسعودي ، ترجمة كريم زماني ، انتشارات اطلاعات ،
طهران.
الأخبار الطوال
، لأبي حنيفة الدينوري ، اوفست مكتبة المثنى ، بغداد.
اخبار العلماء
بأخبار الحكماء ، للقفطي ، القاهرة ٣٢٦.
اخبار القضاة ،
لمحمد بن خلف بن حيان بن وكيع ، عالم الكتب ، بيروت.
اخبار النساء ،
لابن قيم الجوزية ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
الاختصاص ،
لمحمد بن محمد بن النعمان البغدادي الشيخ المفيد ، منشورات مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
اختيار معرفة
الرجال ـ رجال الكشي.
ادباء العرب في
الجاهلية وصدر الاسلام ، لبطرس البستاني ، دار نظير عبود ، بيروت.
الارشاد ،
لمحمد بن محمد بن النعمان البغدادي الشيخ المفيد ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
ارشاد القلوب ،
لأبي محمد الحسن بن محمد الديلمي ، منشورات الرضي ، قم.
أسباب النزول ،
للسيد محمد باقر حجتي ، الطبعة الثانية ، نشر فرهنگ اسلامي.
أسباب النزول
المطبوع في حاشية تفسير الجلالين ، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي ، دار ابن كثير
، دمشق.
أسباب النزول ،
لعبد الفتاح القاضي ، دار الندوة الجديدة ، بيروت.
أسباب النزول ،
لعلي بن أحمد الواحدي النيسابوري ، دار الكتاب العربي ، بيروت.
الاستقصاء ،
لأحمد بن خالد الناصري السلامي ، القاهرة.
الاستيعاب
المطبوع في حاشية الاصابة ، ليوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي ، دار احياء
التراث العربي ، بيروت.
اسد الغابة ،
لعلي بن محمد بن الأثير الشيباني ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
اسعاف الراغبين
المطبوع في هامش نور الأبصار ، لمحمد بن علي الصبان،دارالفكر،بيروت.
الاشتقاق ،
لمحمد بن الحسن بن دريد الأزدي ، منشورات مكتبة المثنى ، بغداد.
أشهر مشاهير
الاسلام ، لرفيق العظم ، دار الرائد العربي ، بيروت.
الاصابة ،
لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
الأصنام (الترجمة
الفارسية) ، لأبي منذر هشام بن محمد الكلبي ، چاپ تابان ، طهران.
الأعلام ، لخير
الدين الزركلي ، دار العلم للملايين ، بيروت.
الأعلام بوفيات
الأعلام ، لشمس الدين الذهبي ، دار الفكر المعاصر ، بيروت ودار الفكر ، دمشق.
أعلام الغدير ،
لعبد الله محمدي ومحمد بهره مند ومحمد محدث ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم.
الأعلام في
كتاب معجم البلدان ، لعبد الحسين الشبستري ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
أعلام قرآن ،
للدكتور محمد خزائلي ، منشورات ـ امير كبير ، طهران.
أعلام النبوة ،
لأبي حاتم الرازي ، انتشارات انجمن فلسفة ايران ، ١٣٩٧.
أعلام النساء ،
لعمر رضا كحالة ، مؤسسة الرسالة ، بيروت.
أعلام النساء
المؤمنات ، لمحمد الحسون وأم علي مشكور ، انتشارات اسوة ، قم.
إعلام الورى
بأعلام الهدى ، للفضل بن الحسن الطبرسي ، منشورات المكتبة الحيدرية ، النجف الأشرف
١٣٩٠.
أعيان الشيعة ،
للسيد محسن الأمين العاملي ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت.
الأغاني ، لأبي
الفرج الاصفهاني ، دار صعب ، بيروت.
أقرب الموارد ،
لسعيد الخوري الشرتوني اللبناني ، منشورات مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
الاكمال ، لعلي
بن هبة الله بن ماكولا ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
الأمالي ،
لمحمد بن علي الشيخ الصدوق ، منشورات مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
الأمالي ،
لمحمد بن الحسن الشيخ الطوسي ، دار الثقافة ، قم.
الأمالي ، لعلي
بن الحسين السيد المرتضى ، منشورات مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
الأمالي ،
لمحمد بن محمد الشيخ المفيد ، الطبعة الثالثة ، منشورات المطبعة الحيدرية النجف
الأشرف.
الامامة
والسياسة ، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة ، مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع ،
القاهرة.
الامتاع
والمؤانسة ، لأبي حيان التوحيدي ، منشورات الشريف الرضي ، قم.
الانباء في
تاريخ الخلفاء ، لمحمد بن علي بن محمد بن عمراني ، انتشارات دفتر نشر كتاب ، قم.
الأنبياء ،
لعبد الصاحب الحسني العاملي ، دار التوجيه الاسلامي ، بيروت.
الانجيل (الكتاب
المقدس العهد الجديد) يشتمل على انجيل لوقا وانجيل متى وانجيل مرقس وانجيل يوحنا ،
دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط.
انجيل برنابا (الترجمة
الفارسية) ايران.
الانس الجليل ،
لمجير الدين الحنبلي ، منشورات الشريف الرضي ، قم.
الأنساب ، لعبد
الكريم بن محمد السمعاني ، مكتبة المثنى ، بغداد.
أنساب الأشراف
، لأحمد بن يحيى البلاذري ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت.
الأنوار البهية
، للشيخ عباس القمي ، منشورات الرضي ، قم.
أنوار التنزيل
ـ تفسير البيضاوي.
أنيس الأعلام ،
لمحمد صادق فخر الاسلام ، كتابفروشى مرتضويه ، طهران.
أيام العرب في
الاسلام ، لمحمد أبو الفضل ابراهيم وعلي بن محمد البجاوي ، الطبعة الثالثة ، دار
احياء الكتب العربية ، القاهرة ١٣٨٨.
أيام العرب في
الجاهلية ، لمحمد أحمد جاد المولى بك وعلي بن محمد البجاوي ومحمد ابو الفضل
ابراهيم ، دار احياء الكتب العربية ، القاهرة.
ايضاح الاشتباه
، للحسن بن يوسف بن المطهر العلامة الحلي ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم.
البدء والتاريخ
، لمطهر بن طاهر المقدسي ، مكتبة الثقافة الدينية.
بدائع الزهور ،
لمحمد بن أحمد بن اياس ، منشورات مكتبة التحرير ، بغداد.
البداية
والنهاية ، لابن كثير الدمشقي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
البرصان
والعرجان ، لعمرو بن بحر الجاحظ ، دار الجيل ، بيروت.
البرهان في
تفسير القرآن ، للسيد هاشم البحراني ، مؤسسة مطبوعاتي اسماعيليان ، قم.
برهان قاطع (فارسي)
، لمحمد حسين بن خلف تبريزي ، مؤسسة مطبوعاتي فريدون علمي.
بستان السياحة (فارسي)
، لزين العابدين شيرواني ، انتشارات كتابخانه سنائي.
بشارة المصطفى
، لمحمد بن أبي القاسم محمد ابن علي الطبري ، منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتها
في النجف الأشرف.
بصائر الدرجات
، لمحمد بن الحسن بن فروخ الصفار ، منشورات مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
بلاغات النساء
، لأحمد بن أبي طاهر طيفور ، انتشارات الشريف الرضي ، قم.
بلوغ الارب ،
للسيد محمود شكري الآلوسي البغدادي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
بهجة الآمال ،
لملا علي العلياري التبريزي ، بنياد فرهنگ اسلامي.
البيان
والتبيين ، لعمرو بن بحر الجاحظ ، تحقيق وشرح عبد السّلام محمد هارون ، بيروت.
تاج العروس ،
لمحب الدين محمد مرتضى الزبيدي ، دار الفكر ، بيروت.
تاريخ آداب
اللغة العربية ، لجرجي زيدان ، منشورات دار مكتبة الحياة ، بيروت.
تاريخ ابن
خلدون ، لعبد الرحمن ابن خلدون ، دار الفكر ، بيروت.
تاريخ ابن
الوردي ، لعمر بن المظفر بن الوردي ، القاهرة ١٢٨٥.
تاريخ أبي
الفداء ، لأبي الفداء عماد الدين اسماعيل صاحب حماة ، دار الكتاب اللبناني ،
بيروت.
تاريخ الأدب
العربي (الترجمة العربية) ، لكارل بروكلمان ، نقله الى العربية الدكتور عبد الحليم
النجار ، دار الكتاب الاسلامي ، قم.
تاريخ الأدب
العربي ، لعمر فروخ ، دار العلم للملايين ، بيروت.
تاريخ الاسلام
، لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، تحقيق الدكتور عمر عبد السّلام تدمري ، منشورات
دار الكتاب العربي ، بيروت.
تاريخ أنبياء
از آدم تا خاتم ، للسيد على اكبر سعيدى ، انتشارات سعيدي ، طهران.
تاريخ أنبياء ،
لعمادزاده الاصفهاني ، كتابفروشي اسلام ، طهران.
تاريخ أنبياء ،
للسيد هاشم رسولى محلاتي ، انتشارات علميه اسلامي ، طهران.
تاريخ أنبياء ،
للموسوي والغفاري ، نشر صدوق.
تاريخ أهل
البيت نقلا عن الأئمة عليهمالسلام ، مؤسسة آل البيت عليهمالسلام لا حياء التراث ، قم.
تاريخ بغداد ، لأحمد
بن علي الخطيب البغدادي ، دار الفكر ، بيروت.
تاريخ التراث
العربي ، لفؤاد سزكين ، نشر مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
تاريخ جهان
گشاى جوينى ، لعلاء الدين الجويني ، انتشارات بامداد.
تاريخ حبيب
السير ، لغياث الدين خواندمير ، انتشارات كتابفروشى خيام ، طهران.
تاريخ الحكماء
، للزوزني ، مكتبة المثنى ، بغداد ومؤسسة الخانچي ، القاهرة.
تاريخ الخلفاء
، لعبد الرحمن السيوطي ، مطبعة السعادة ، القاهرة.
تاريخ خليفة بن
خياط العصفري ، دار الفكر ، بيروت.
تاريخ الخميس ،
لحسين بن محمد الديار بكري ، مؤسسة شعبان ، بيروت.
تاريخ الدول
الاسلامية ـ الفخري في الآداب السلطانية.
تاريخ الطبري ،
لمحمد بن جرير الطبري ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت.
التاريخ الكبير
، لاسماعيل بن ابراهيم البخاري ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
تاريخ گزيده ،
لحمد الله مستوفي ، مؤسسة انتشارات أمير كبير ، طهران.
تاريخ مختصر
الدول ، لغريغوريوس الملطي ابن الصبري.
تاريخ واسط ،
لأسلم بن سهل الرزاز بحشل ، عالم الكتب ، بيروت.
تاريخ اليعقوبي
، لأحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي ، مؤسسة ونشر فرهنگ أهل بيت عليهمالسلام ، قم.
تأسيس الشيعة ،
للسيد حسن الصدر ، منشورات الأعلمي ، طهران.
تبصير المنتبه
، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، المكتبة العلمية ، بيروت.
التبيان في
تفسير القرآن ، لمحمد بن الحسن الطوسي ، مكتبة الاعلام الاسلامي ، دار احياء
التراث العربي.
تتمة المختصر
في أخبار البشر ـ تاريخ ابن الوردي.
تتمة المنتهى ،
للشيخ عباس القمي ، انتشارات كتابفروشي داوري ، قم.
تجارب الامم (الترجمة
الفارسية) ، لأبي علي مسكويه الرازي ، انتشارات سروش ، طهران.
تجارب السلف (فارسي)
هندوشاه صاحبي نخجواني ، نشر نفائس مخطوطات ، اصفهان.
تجريد أسماء
الصحابة ، لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، دار المعرفة ـ بيروت.
تجريد الأغاني
، لمحمد بن سالم بن نصر الله بن واصل الحموي ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
التحرير
الطاوسي ، للسيد أحمد بن طاوس ، منشورات دار الذخائر ، قم.
تحف العقول ،
للحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم.
التدوين في أخبار
قزوين ، لعبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
تذكرة الحفاظ ،
لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
تذكرة الخواتين
(فارسي) ، لشاه جهان بيگم.
تذكرة الخواص ،
ليوسف بن فرغلي بن عبد الله سبط ابن الجوزي ، مكتبة نينوى الحديثة ، طهران.
تراجم سيدات
بيت النبوة ، للدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطي ، دار الكتاب العربي ، قم.
تعجيل المنفعة
، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، دار الكتاب العربي ، بيروت.
تفسير ابن كثير
، لاسماعيل بن كثير الدمشقي ، دار الفكر ، بيروت.
تفسير أبي
السعود ، لأبي السعود محمد بن محمد العمادي ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
تفسير أبي
الفتوح الرازي (فارسي) ، لأبي الفتوح الرازي ، منشورات مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
تفسير البحر
المحيط ، لمحمد بن يوسف بن حيان الأندلسي ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
تفسير البيضاوي
، لعبد الله بن عمر البيضاوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
تفسير الجلالين
، لجلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي ، دار ابن كثير ، بيروت.
تفسير حدائق
الحقائق (فارسي) ، لمعين الدين فراهى هروى ، مؤسسة انتشارات أمير كبير ، طهران.
تفسير شبّر ،
للسيد عبد الله شبّر ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت.
تفسير الصافي ،
لمحسن الفيض الكاشاني ، منشورات مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
تفسير الطبري ،
لمحمد بن جرير الطبري ، دار المعرفة ، بيروت.
تفسير العسكري عليهالسلام ، للامام الحسن العسكري عليهالسلام ، مدرسة الامام المهدي عليهالسلام ، قم.
تفسير العياشي
، لمحمد بن مسعود العياشي ، المكتبة العلمية الاسلامية ، طهران.
تفسير الفخر
الرازي ، مركز النشر مكتب الاعلام الاسلامي ، قم.
تفسير فرات
الكوفي ، لفرات بن ابراهيم الكوفي ، مؤسسة الطبع والنشر ، طهران.
تفسير القرطبي
ـ الجامع لأحكام القرآن.
تفسير القمي ،
لعلي بن ابراهيم القمي ، مؤسسة دار الكتاب ، قم.
التفسير الكبير
ـ تفسير الفخر الرازي.
تفسير الماوردي
، لعلي بن محمد الماوردي البصري ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
التفسير المبين
، لمحمد جواد مغنية ، دار الجواد ، بيروت.
تفسير المراغي
، لأحمد مصطفى المراغي ، دار الفكر ، بيروت.
تفسير المنار ،
لمحمد رشيد رضا ، القاهرة ١٣٤٦.
تفسير الميزان
، للسيد محمد حسين الطباطبائي ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
تفسير نور
الثقلين ، لعبد علي بن جمعة العروسي الحويزي ، المطبعة العلمية ، قم.
تقريب التهذيب
، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، دار المعرفة ، بيروت.
تمدن اسلام
وعرب (الترجمة الفارسية) ، لگوستاف لوبون ، كتابفروشي اسلامية ، طهران.
التنبيه
والاشراف ، لعلي بن الحسين المسعودي ، دار صعب ، بيروت.
تنبيه الخواطر
، لورام بن أبي فراس المالكي ، مكتبة الفقيه ، قم.
تنزيه الأنبياء
، لعلي بن الحسن الشريف المرتضى ، منشورات الشريف الرضي ، قم.
تنقيح المقال ،
للشيخ عبد الله المامقاني ، المطبعة المرتضوية ، النجف الأشرف.
تنوير المقباس
، لعبد الله بن عباس القرشي ، انتشارات استقلال ، طهران.
تهذيب الأحكام
، لمحمد بن الحسن الشيخ الطوسي ، دار الكتاب الاسلامية ، طهران.
تهذيب الأسماء
واللغات ، لمحيي الدين بن شرف النووي ، ادارة الطباعة المنيرية ، القاهرة.
تهذيب الأنساب
، لمحمد بن أبي جعفر العبيدلي ، مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
تهذيب تاريخ
دمشق ، لعلي بن الحسن بن عساكر ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
تهذيب التهذيب
، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، دار الفكر ، بيروت.
تهذيب سير
أعلام النبلاء ، لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت.
تهذيب الكمال ،
لجمال الدين يوسف المزي ، دار الفكر ، بيروت.
التوحيد ، لأبي
جعفر محمد بن علي الشيخ الصدوق ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم.
التوراة (الكتاب
المقدس العهد القديم) ، دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط.
توضيح الاشتباه
، لمحمد علي ساروي ، انتشارات دانشگاه طهران ، طهران.
التيجان ، لعبد
الملك بن هشام ، حيدرآباد ١٣٤٧ ق.
الثاقب في
المناقب ، لعماد الدين محمد بن علي بن حمزة الطوسي ، مؤسسة أنصاريان ، قم.
الثقات ، لمحمد
بن حبان البستي ، دار الفكر ، بيروت.
ثقات الرواة ،
لآقا حسن الموسوي الاصفهاني ، مطبعة الآداب ، النجف الأشرف.
ثمار القلوب ،
لعبد الملك بن محمد الثعالبي ، القاهرة.
جامع الاصول ، لأبي
السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري ، دار الفكر ، بيروت.
جامع البيان في
تفسير القرآن ـ تفسير الطبري.
جامع الرواة ،
لمحمد بن علي الأردبيلي ، منشورات مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
الجامع الصحيح
ـ سنن الترمذي.
جامع كرامات
الأولياء ، ليوسف بن اسماعيل النبهاني ، دار الفكر ، بيروت.
الجامع لأحكام
القرآن ، لمحمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ، دار الفكر ، بيروت.
الجرح والتعديل
، لعبد الرحمن بن محمد الرازي ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
الجمع بين رجال
الصحيحين ، لمحمد بن طاهر بن القيسراني المقدسي ، دار الباز ، مكة المكرمة.
جمهرة أشعار
العرب ، لمحمد بن أبي الخطاب القرشي ، دار المسيرة ، بيروت.
جمهرة أنساب
العرب ، لعلي بن أحمد بن حزم الاندلسي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
جمهرة اللغة ،
لمحمد بن الحسن بن دريد ، حيدرآباد ١٣٤٤ ق.
جمهرة النسب ،
لهشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية ، بيروت.
جوامع الجامع ،
للفضل بن الحسن الطبرسيّ ، مكتبة الكعبة ، طهران.
جوامع السيرة
النبويّة ، لابن حزم الأندلسي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
حديقة الشيعة (فارسي)
، لأحمد بن محمد المقدس الأردبيلي ، انتشارات علميه اسلامية ، طهران.
حسن الصحابة ،
لعلي فهمي الموستاري ، تركية.
حسن المحاضرة ،
لجلال الدين السيوطي ، القاهرة ١٢٩٩ ق.
الحلة السيراء
، لمحمد بن عبد الله القضاعي ابن الابار ، ليدن.
حلية الأولياء
، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني ، دار الكتاب العربي ، بيروت.
الحوار في
القرآن ، للسيد محمد حسين فضل الله ، الدار الاسلامية ، بيروت.
حياة الحيوان ،
لمحمد بن موسى الدميري ، منشورات الرضي ، قم.
حياة الصحابة ،
لمحمد يوسف الكاندهلوي ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
حياة القلوب (فارسي)
، للشيخ محمد باقر المجلسي ، طبعة حجرية ، ايران.
الحيوان ،
لعمرو بن بحر الجاحظ ، الجمع العلمي العربي الاسلامي ، بيروت.
الخرائج
والجرائح ، لقطب الدين الراوندي ، مؤسسة الامام المهدي عليهالسلام ، قم.
خزانة الأدب ،
لعبد القادر بن عمر البغدادي ، دار صادر ، بيروت.
الخصال ، لأبي
جعفر محمد بن علي الشيخ الصدوق ، مؤسسة النشر الاسلامى ، قم.
الخطط
التوفيقية ـ خطط مبارك.
خطط مبارك ،
لعلي بن مبارك ، القاهرة ١٣٠٤ ق.
الخطط
المقريزية ، لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي ، مكتبة الثقافة الدينية ، القاهرة.
خلاصة الأخبار
، تاريخ أنبياء از آدم تا خاتم (فارسي) ، للسيد محمد مهدي الموسوي.
خلاصة تذهيب
الكمال ، لأحمد بن عبد الله الخزرجي ، مكتب المطبوعات الاسلامية ، حلب.
خلاصة الكلام ،
لأحمد زيني دحلان ، القاهرة ١٣٠٥ ق.
خلفاء الرسول ،
لخالد محمد خالد ، دار الفكر ، بيروت.
خيرات حسان ـ تذكرة
الخواتين.
دائرة المعارف
الاسلامية (الترجمة العربية) ، دار الفكر ، بيروت.
دائرة المعارف
الاسلامية الكبرى ، اشراف كاظم الموسوي البجنوردي ، مركز دائرة المعارف
الاسلامية
الكبرى ، طهران.
دائرة المعارف
بزرگ اسلامي (فارسي) ، اشراف كاظم الموسوي البجنوردي ، مركز دائرة المعارف بزرگ
اسلامي ، طهران.
دائرة معارف
القرن العشرين ، لمحمد فريد وجدي ، دار الفكر ، بيروت.
دائرة المعارف
، لبطرس البستاني ، دار المعرفة ، بيروت.
داستانهاى شگفت
انگيز قرآن مجيد (فارسي) ، لعلي آقا قاضي زاهدي گلپايگاني ، انتشارات كتابفروشي
اسلامية ، طهران.
دراسات فنية في
قصص القرآن ، للدكتور محمود البستاني ، مجمع البحوث الاسلامية ، مشهد.
الدرجات
الرفيعة ، للسيد علي خان المدني الشيرازي ، منشورات مكتبة بصيرتي ، قم.
الدر المنثور
في التفسير المأثور ، لعبد الرحمن السيوطي ، منشورات مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
الدر المنثور
في طبقات ربات الخدور ، لزينب بنت يوسف فواز ، دار المعرفة ، بيروت.
الدر النظيم ،
للشيخ عباس قمي ، مؤسسة در راه حق ، قم.
دلائل النبوة ،
لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
دول الاسلام ،
لأبي عبد الله الذهبي ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت.
ذخائر العقبى ،
لمحب الدين أحمد بن عبد الله الطبري ، مكتبة القدسي ، القاهرة.
الذريعة ، لآقا
بزرگ الطهراني ، دار الأضواء ، بيروت.
ذكر أخبار
اصبهان ، لأحمد بن عبد الله الاصبهاني ، مؤسسة النصر ، طهران.
ربيع الأبرار ،
لمحمود بن عمر الزمخشري ، انتشارات الشريف الرضي ، قم.
رجال ابن داود
، للحسن بن علي بن داود الحلي ، منشورات الرضي ، قم.
رجال بحر
العلوم ، للسيد محمد المهدي بحر العلوم ، منشورات مكتبة الصادق ، طهران.
رجال البرقي ،
لأحمد بن أبي عبد الله البرقي ، نسخة مصورة عن نسخة في مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
رجال الحلي ، للحسن
بن يوسف بن المطهر العلامة الحلي ، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف.
رجال الطوسي ،
لمحمد بن الحسن الشيخ الطوسي ، منشورات الرضي ، قم.
رجال الكشي ،
لمحمد بن الحسن الشيخ الطوسي ، نشر دانشگاه مشهد.
رغبة الآمل ،
لسيد بن علي المرصفي ، مكتبة الأسدي ، طهران.
روح الجنان
وروح الجنان ـ تفسير أبي الفتوح الرازي.
روح المعاني ،
للسيد محمود الآلوسي البغدادي ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
الروض الانف ،
لعبد الرحمن السهيلي ، دار احياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي ، بيروت.
الروض المعطار
، لمحمد بن عبد المنعم الحميري ، مؤسسة ناصر للثقافة ، بيروت.
روضات الجنات ،
لمحمد باقر الموسوي الخوانساري ، مكتبة اسماعيليان ، قم.
روضة الصفا (فارسي)
، لمحمد بن خاوندشاه البلخي ، انتشارات علمي ، طهران.
روضة الكافي ،
لمحمد بن يعقوب الكليني ، دار الكتب الاسلامية ، طهران.
روضة الواعظين
، لمحمد بن الفتال النيسابوري ، منشورات المكتبة الحيدرية ، النجف الأشرف.
رياحين الشريعة
(فارسي) ، للشيخ ذبيح الله المحلاتي ، دار الكتب الاسلامية ، طهران.
رياض العلماء ،
لعبد الله أفندي الاصبهاني ، مطبعة الخيام ، قم.
الرياض النضرة
، لمحب الدين أحمد بن عبد الله الطبري ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
رياض النفوس
والأبدان ، لعلي بن داود الصيرفي الجوهري ، مطبعة دار الكتب ، القاهرة.
ريحانة الأدب (فارسي)
، لمحمد علي مدرس ، چاپخانه شفق ، تبريز.
زاد المسير ،
لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي ، المكتب الاسلامي للطباعة والنشر ، دمشق
وبيروت.
زنان پيغمبر
اسلام (فارسي) ، لعماد الدين حسين اصفهاني ، نشر محمد ، طهران.
زهر الآداب ،
لابراهيم بن علي الحصري القيرواني ، دار الجيل ، بيروت.
زوجات النبيّ عليهالسلام وأولاده ، لأمير مهنا الخيامي ، مؤسسة عز الدين للطباعة
والنشر ، بيروت.
الزيارات ،
لمحمود العدوي ، منشورات المجمع العلمي العربي ، دمشق.
السامي في
الأسامي (فارسي) ، لأبي الفتح أحمد بن محمد الميداني ، انتشارات بنياد فرهنگ
ايران.
السبعة من
السلف ، للسيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي ، مكتبة الفيروزآبادي ، قم.
سراج الأنساب (فارسي)
، للسيد أحمد بن محمد بن عبد الرحمن كياء الكيلاني ، منشورات مكتبة
المرعشي النجفي
، قم.
سرح العيون ،
لابن نباتة ، القاهرة ١٢٧٨ ق.
سعد السعود ،
لأبي القاسم علي بن موسى بن طاوس ، منشورات الرضي ، قم.
سفينة البحار ،
للشيخ عباس القمي ، دار المرتضى ودار الأسوة للطباعة والنشر ، بيروت.
السمط الثمين ،
لمحب الدين أحمد بن عبد الله الطبري ، حلب ١٣٤٦ ق.
سير أعلام
النبلاء ، لمحمد بن أحمد الذهبي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت.
سيرة الأئمة
الاثني عشر ، لهاشم معروف الحسني ، دار القلم ، بيروت.
السيرة الحلبية
، لعلي بن برهان الدين الحلبي ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
سيرة المصطفى صلىاللهعليهوآله ، لهاشم معروف الحسني ، دار القلم ، بيروت.
السيرة النبوية
، لمحمد بن اسحاق بن يسار ، دار الفكر ، بيروت.
السيرة النبوية
، لاسماعيل بن كثير ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
السيرة النبوية
، لابن هشام ، انتشارات ايران ، قم.
شذرات الذهب ،
لعبد الحي بن العماد الحنبلي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
شرح الأخبار ،
لأبي حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم.
شعراء
النصرانية بعد الاسلام ، للويس شيخو ، دار المشرق ، بيروت.
شعراء
النصرانية قبل الاسلام ، للويس شيخو ، دار المشرق ، بيروت.
الشعر والشعراء
، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة ، عالم الكتب ، بيروت.
شفاء الغرام ،
لمحمد بن أحمد بن علي الفاسي المكي ، دار الكتاب العربي ، بيروت.
شواهد التنزيل
، لعبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكاني ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
صبح الأعشى ،
لأحمد بن علي القلقشندي ، وزارة الثقافة والارشاد القومي ، القاهرة.
صحيح البخاري ،
لمحمد بن اسماعيل بن ابراهيم البخاري ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
صحيح الترمذي ،
لمحمد بن عيسى بن سورة الترمذي ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
صفة جزيرة
العرب ، للهمداني ، ليدن ١٨٨٤ م.
صفوة التفاسير
، لمحمد بن علي الصابوني ، عالم الكتب ، بيروت.
صفوة الصفوة ،
لأبي الفرج بن الجوزي ، دار الوعي ، حلب.
الصواعق
المحرقة ، لأحمد بن حجر الهيتمي ، مكتبة القاهرة ، القاهرة.
الطبقات ،
لخليفة بن خياط العصفري ، دار الفكر ، بيروت.
طبقات سلاطين
اسلام (الترجمة الفارسية) ، لاستانلي لين پول ، ترجمة عباس اقبال ، دنياى كتاب ،
طهران.
طبقات الشعراء
، لمحمد بن سلام الجمحي ، مطبعة بريل ، ليدن ١٩١٣ م.
طبقات الصوفية
، لأبي عبد الرحمن السلمي ، القاهرة ١٣٧٢ ق.
طبقات الفقهاء
، لأبي اسحاق الشيرازي ، دار القلم ، بيروت.
طبقات القراء ،
لمحمد بن محمد بن الجزري ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
الطبقات الكبرى
، لمحمد بن سعد بن منيع الزهري ، دار بيروت ، بيروت.
الطبقات الكبرى
، لعبد الوهاب بن علي الشعراني ، دار الفكر ، بيروت.
طبقات المعتزلة
، لأحمد بن يحيى بن المرتضى ، منشورات فرانز شتاينر ، فيسبادن.
طبقات المفسرين
، لمحمد بن علي بن أحمد الداودي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
طبقات المفسرين
، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
طرائف المقال ،
لعلي أصغر بن محمد شفيع الجابلقي البروجردي ، منشورات مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
العبر ، لمحمد
بن أحمد بن عثمان الذهبي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
عجائب
المخلوقات ، لزكريا بن محمد القزويني ، المطبوع في آخر الجزء الثاني من كتاب حياة
الحيوان ، للدميري ، منشورات الرضي ، قم.
عدة الداعي ،
لأحمد بن فهد الحلي ، مكتبة الوجداني ، قم.
عرائس المجالس
، لأحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي ، دار احياء الكتب العربية ، القاهرة.
عصمة الأنبياء
، لمحمد بن عمر بن الحسن الرازي ابن خطيب الري ، منشورات كتبي النجفي،قم.
العقد الثمين ،
لمحمد بن أحمد الحسني الفاسي ، القاهرة.
العقد الفريد ،
لأحمد بن عبد ربه الاندلسي ، مكتبة الهلال ، بيروت.
علل الشرائع ،
لمحمد بن علي الشيخ الصدوق ، مكتبة الداوري ، قم.
عمدة الطالب ،
لأحمد بن علي بن عنبة الحسني ، منشورات المطبعة.
الحيدرية ،
النجف الأشرف.
العمدة ، ليحيى
بن الحسن الأسدي بن بطريق ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم.
العمدة ، للحسن
بن رشيق القيرواني ، دار الجيل ، بيروت.
العندبيل ،
للسيد محمد حسين الرضوي الكاشاني ، شركة طبع الكتاب ، طهران.
عوالي اللئالي
ـ غوالي اللئالي.
عيون الأثر ،
لأبي الفتح محمد بن محمد ابن سيد الناس الشافعي ، دار الفكر ، بيروت.
عيون الأخبار ،
لعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة ، اوفست
منشورات الرضي ، قم.
عيون أخبار
الرضا عليهالسلام ، لأبي جعفر محمد بن علي الشيخ الصدوق ، نشر رضا مشهدي
، قم.
عيون الأنباء ،
لأحمد بن القاسم بن أبي اصيبعة ، منشورات دار مكتبة الحياة ، بيروت.
عيون المعجزات
، للشيخ حسين بن عبد الوهاب ، منشورات الداوري ، قم.
الغارات ،
لابراهيم بن محمد بن هلال الثقفي ، مؤسسة دار الكتاب الاسلامي.
غاية النهاية ـ
طبقات القراء.
الغدير ، لعبد
الحسين بن أحمد الأميني ، دار الكتاب العربي ، بيروت.
غوالي اللئالي
، لمحمد بن علي بن ابراهيم الاحسائي ابن أبي جمهور ، مطبعة سيد الشهداء عليهالسلامقم.
فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، لسليمان الكتاني ، دار الصادق ، بيروت.
فتح الباري ،
لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
الفتوح ، لأحمد
بن أعثم الكوفي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
فتوح البلدان ،
لأحمد بن يحيى البلاذري ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
الفتوحات
المكية ، لمحيي الدين بن عربي ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة.
الفخري في
الآداب السلطانية والدول الاسلامية ، لمحمد بن علي بن طباطبا ابن الطقطقا ، دار
بيروت للطباعة ، بيروت.
الفخري في
أنساب الطالبيين ، لاسماعيل بن الحسين المروزي الازورقاني ، منشورات مكتبة المرعشي
النجفي ، قم.
فرق الشيعة ،
للحسن بن موسى النوبختي ، المكتبة الرضوية ، النجف الأشرف.
الفرق بين
الفرق ، لعبد القاهر بن طاهر البغدادي ، دار المعرفة ، بيروت.
فرهنگ فارسي ،
للدكتور محمد معين ، طهران.
فرهنگ نفيسى (فارسي)
، لعلي اكبر نفيسى ناظم الأطباء ، كتابفروشى خيام ، طهران.
الفصل في الملل
والأهواء والنحل ، لعلي بن حزم الاندلسي ، مكتبة المثنى ، بغداد.
الفصول الفخرية
(فارسي) ، لجمال الدين أحمد بن عنبة ، شركت انتشارات علمى وفرهنگى ، طهران.
الفصول
المختارة ، لمحمد بن محمد بن النعمان العكبري الشيخ المفيد ، المؤتمر العالمي
بمناسبة ذكرى الشيخ المفيد ، قم.
الفصول المهمة
، لعلي بن محمد بن أحمد بن الصباغ المكي ، دار الكتب التجارية ، النجف الأشرف.
الفضائل ،
لشاذان بن جبرائيل بن شاذان ، منشورات الرضي ، قم.
فضائل الخمسة ،
للسيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
فضائل الصحابة
، لأحمد بن محمد بن حنبل ، مؤسسة الرسالة ، بيروت.
الفهرست ،
لمحمد بن الحسن الشيخ الطوسي ، منشورات الشريف الرضي ، قم.
الفهرست ،
لمحمد بن اسحاق الوراق النديم ، مكتبة الأسدي ، طهران ومكتبة الجعفري التبريزي ،
طهران.
فوات الوفيات ،
لمحمد بن شاكر الكتبي ، دار صادر ، بيروت.
قاموس الرجال ،
للشيخ محمد تقي التستري ، تحقيق مؤسسة النشر الاسلامي ، قم.
قاموس قرآن (فارسي)
، للسيد علي اكبر قرشي ، دار الكتب الاسلامية ، طهران.
قاموس الكتاب
المقدس ، لجماعة من المسيحيين ، دار الثقافة ، بيروت.
القاموس المحيط
، لمحمد بن يعقوب الفيروزآبادي ، دار الفكر ، بيروت.
قرب الاسناد ،
لعبد الله بن جعفر الحميري ، مؤسسة آل البيت عليهالسلام لا حياء التراث ، قم.
قصص الأنبياء ،
لاسماعيل بن كثير ، المكتبة الاسلامية ، بيروت.
قصص الأنبياء ،
للثعلبي ـ عرائس المجالس.
قصص الأنبياء ،
للسيد نعمة الله الجزائري ، انتشارات كتابخانه اروميه ، قم.
قصص الأنبياء (فارسي)
لمحمّد الجويري ، كتابفروشى اسلامية ، طهران.
قصص الأنبياء ،
لقطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي ، نشر مجمع البحوث الاسلامية ، مشهد.
قصص انبياء ،
لسميح عاطف الزين ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت.
قصص الأنبياء ،
لعبد الوهاب النجار ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
قصص قرآن (فارسي)
، لصدر الدين بلاغي ، مؤسسة انتشارات أمير كبير ، طهران.
قصص القرآن ،
للشيخ علي بن منصور المرهون القطيفي ، منشورات المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف.
قصص قرآن مجيد (فارسي)
، لأبي بكر عتيق نيشابوري السورآبادي ، انتشارات خوارزمي ، طهران.
قصص قرآن (فارسي)
، للسيد هاشم رسولى محلاتي ، انتشارات علميه اسلامية ، طهران.
قصص القرآن ،
لمحمد أحمد جاد المولى ، دار الايمان ، دمشق ، ومكتبة التراث الاسلامي ، حلب.
قصه هاى قرآن (فارسي)
، للسيد محمد صحفي ، دفتر انتشارات أهل بيت عليهمالسلام ، قم.
كامل الزيارات
، لجعفر بن محمد بن قولويه ، المطبعة المرتضوية ، النجف الأشرف.
الكامل في
التاريخ ، لعلي بن محمد بن الأثير الشيباني ، دار صادر ودار بيروت ، بيروت.
الكامل ، لمحمد
بن يزيد المبرد ، دار الفكر العربي ، القاهرة.
كتاب أبو طالب عليهالسلام مؤمن قريش ، لعبد الله الخنيزي ، دار التعارف ، بيروت.
كتاب سليم بن
قيس الهلالي ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
كتاب علي في
الكتاب والسنة ، لحسين الشاكري النجفي ، مؤسسة أنصاريان ، قم.
الكتاب المقدس
ـ التوراة والانجيل.
الكشاف ،
لمحمود بن عمر الزمخشري ، نشر أدب الحوزة ، قم.
كشف الأسرار (فارسي)
، لرشيد الدين الميبدي ، مؤسسة انتشارات أمير كبير ، طهران.
كشف الظنون ،
لمصطفى بن عبد الله ملا كاتب الحلبي ، دار الفكر ، بيروت.
كشف الغمة ،
لعلي بن عيسى بن أبي الفتح الاربلي ، دار الكتاب الاسلامي ، بيروت.
كشف المحجة ،
لعلي بن موسى بن طاوس ، منشورات المطبعة الحيدرية ، النجف الاشرف.
كشف المحجوب (فارسي)
لعلى بن عثمان الجلابي الهجويرى ، كتابخانه طهورى ، طهران.
كفاية الأثر ،
لعلي بن محمد الخزاز القمي الرازي ، انتشارات بيدار ، قم.
كفاية الطالب ،
لمحمد بن يوسف الگنجي ، دار احياء تراث أهل البيت عليهمالسلام ـ طهران.
كمال الدين ،
لمحمد بن علي الشيخ الصدوق ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم.
كنز العمال ،
لعلي التقي بن حسام الدين الهندي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت.
الكنى والأسماء
، لمحمد بن أحمد بن حماد الدولابي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
الكنى والألقاب
، للشيخ عباس القمي ، انتشارات بيدار ، قم.
الكواكب الدرية
في تراجم السادة الصوفية ، لعبد الرءوف المناوي ، القاهرة ١٣٥٧ ق.
اللباب ، لعلي
بن محمد بن الأثير الجزري ، مكتبة المثنى ، بغداد.
لباب الألباب ،
لمحمد صالح السهروردي ، بغداد ١٣٥١ ق.
لباب الأنساب ،
لعلي بن أبي القاسم بن فندق البيهقي ، منشورات مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
لباب النقول ـ أسباب
النزول ، للسيوطي.
لب التواريخ (فارسي)
، ليحيى بن عبد اللطيف القزويني ، انتشارات بنياد وگويا ، طهران.
لسان العرب ،
لمحمد بن مكرم بن منظور الافريقي المصري ، نشر أدب الحوزة ، قم.
لسان الميزان ،
لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
لغت نامه دهخدا
(فارسي) ، لعلي اكبر دهخدا ، سازمان ، لغت نامه ، تهران.
مجالس المؤمنين
(فارسي) ، للقاضي السيد نور الله الشوشتري ، كتابفروشي اسلامية ، تهران.
المجدي في
أنساب الطالبيين ، لعلي بن محمد العلوي العمري ، منشورات مكتبة المرعشي النجفي ،
قم.
مجمع الأمثال ،
لأحمد بن محمد الميداني ، دار الجيل ، بيروت.
مجمع البحرين ،
للشيخ فخر الدين الطريحي ، انتشارات كتابفروشي مرتضوي ، تهران.
مجمع البيان ،
للفضل بن الحسن الطبرسي ، انتشارات ناصر خسرو ، طهران.
مجمع الرجال ،
لعلي القهپائي ، مؤسسة مطبوعاتي اسماعيليان ، قم.
مجمع الزوائد ،
لعلي بن أبي بكر الهيثمي ، دار الكتاب العربي ، بيروت.
مجمل التواريخ
والقصص (فارسي) ، تصحيح ملك الشعراء بهار ، باهتمام محمد رمضاني.
محاسن اصفهان ،
لمفضل بن سعد المافروخي الاصفهاني ، طهران ١٣٥٢ ش.
المحبر ، لمحمد
بن حبيب ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت.
مختار الأغاني
، لمحمد بن مكرم بن منظور الافريقي المصري ، طبع على نفقة الشيخ علي بن عبد الله
آل ثاني ، بيروت.
المخلاة ،
لبهاء الدين محمد بن حسين العاملي ، عالم الكتب ، بيروت.
المدهش ، لجمال
الدين بن علي بن جعفر الجوزي ، دار الجيل ، بيروت.
مرآة الجنان ،
لعبد الله بن أسعد اليافعي ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
مرآة الزمان في
تاريخ الأعيان ، لسبط بن الجوزي الجزء الثامن ، حيدرآباد ١٣٧٠ ق.
مراصد الاطلاع
، لعبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي ، دار المعرفة ، بيروت.
مراقد المعارف
، لمحمد حرز الدين ، انتشارات سعيد بن جبير ، قم.
المرصع ،
للمبارك بن محمد بن الأثير ، رئاسة ديوان الأوقاف ، احياء التراث الاسلامي ،
بغداد.
مروج الذهب ،
لعلي بن الحسين المسعودي ، المكتبة التجارية الكبرى ، القاهرة.
المزهر ، لجلال
الدين عبد الرحمن السيوطي ، دار احياء الكتب العربية ، القاهرة.
مسالك الأبصار
، لابن فضل الله العمري ، القاهرة ١٣٤٢ ق.
مسالك الممالك
، لابراهيم بن محمد الفارسي الاصطخري ، مكتبة الصدر ، طهران.
مستدرك سفينة
البحار ، للشيخ على نمازى الشاهرودي ، مؤسسة البعثة ، طهران.
المستدرك على
الصحيحين ، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري ، دار الفكر ،
بيروت.
مستدرك الوسائل
، للميرزا حسين النوري الطبرسي ، المكتبة الاسلامية ، طهران ، ومؤسسة اسماعيليان ،
قم.
المستطرف في كل
فن مستظرف ، لمحمد بن أحمد الأبشيهي ، منشورات الشريف الرضي ، قم.
مستطرفات
السرائر ، لمحمد بن أحمد بن ادريس الحلي ، منشورات مدرسة الامام المهدي عليهالسلام ، قم.
مسيحيت (فارسي)
، للشيخ علي آل اسحاق خوئيني ، انتشارات دفتر تبليغات اسلامى ، قم.
مشاهير علماء
الأمصار ، لمحمد بن حبان البستي ، مؤسسة الكتاب الثقافية ، بيروت.
المشتبه في
أسماء الرجال ، لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، القاهرة ١٩٦٢ م.
مصباح الشريعة
، للامام الصادق عليهالسلام ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
مطالب السؤل ،
لمحمد القرشي العدوي النصيبي ، منشورات دار الكتب التجارية ، النجف الأشرف.
مطالع البدور
في منازل السرور ، لعلاء الدين البهائي الغزولي ـ القاهرة ١٢٩٩.
مع الأنبياء ،
لعفيف عبد الفتاح طبارة ، انتشارات الشريف الرضي ، قم.
المعارف ، لعبد
الله بن مسلم بن قتيبة ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
معالم الأيمان
في معرفة أهل القيروان ، لعبد الرحمن بن محمد الدباغ ، تونس ١٣٢٠.
معالم العلماء
، لمحمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني ، منشورات المطبعة الحيدرية ، النجف
الأشرف.
معاني الأخبار
، لمحمد بن علي الشيخ الصدوق ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم.
معاهد التنصيص
، لعبد الرحيم بن أحمد العباسي ، عالم الكتب ، بيروت.
معجم الأدباء ،
لياقوت الحموي ، الطبعة الثالثة ، دار الفكر ، بيروت.
معجم البلدان ،
لياقوت الحموي ، دار احياء التراث العربي ، بيروت.
معجم الثقات ،
لأبي طالب التجليلى ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم.
معجم رجال
الحديث ، للسيد أبي القاسم الموسوي الخوئي ، منشورات مدينة العلم ، قم.
معجم زامباور (الترجمة
الفارسية) ، للمستشرق زامباور ، كتابفروشي خيام.
معجم الشعراء ،
لمحمد بن عمران المرزباني ، دار الجيل ، بيروت.
معجم ما استعجم
، لعبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي ، عالم الكتب ، بيروت.
معجم المطبوعات
العربية والمعربة ، ليوسف اليان سركيس ، منشورات مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
معجم المؤلفين
، لعمر رضا كحالة ، مكتبة المثنى ، بيروت ودار احياء التراث العربي ، بيروت.
معراج أهل
الكمال ، للشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي ، نشر المحقق العويناتي ، قم.
المعرب ،
لموهوب بن أحمد الجواليقي ، دار القلم ، دمشق.
المعمرون ،
لسهل بن محمد السجستاني ، القاهرة ١٣٢٣ ق.
المعيار
والموازنة ، لأبي جعفر محمد بن عبد الله الاسكافي ، تحقيق الشيخ محمد باقر
المحمودي.
المغازي ،
لمحمد بن عمر بن واقد الواقدي ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
مفاتيح الغيب ـ
تفسير الفخر الرازي.
المفصل في
تاريخ العرب ، للدكتور جواد علي ، الطبعة الثانية ، ساعدت جامعة بغداد على نشره،
١٤١٣ ق بغداد.
مقاتل
الطالبيين ، لأبي الفرج علي بن الحسين الاصفهاني ، دار المعرفة ، بيروت.
المقالات
والفرق ، لسعد بن عبد الله الأشعري ، مركز انتشارات علمي وفرهنگى ، وزارت فرهنگ
وآموزش عالي ، طهران.
المقتضب ، لأبي
عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي الأندلسي ، دار الكتاب اللبناني ودار الكتب
الاسلامية والدار الافريقية العربية ، بيروت.
مقدمة انجيل
برنابا (الترجمة الفارسية).
ملحق المنجد ،
دار المشرق ، بيروت.
الملل والنحل ،
لمحمد بن عبد الكريم الشهرستاني ، دار المعرفة ، بيروت.
المناقب ،
لمحمد بن علي بن شهرآشوب ، انتشارات علامة ، قم.
مناقب الامام
علي بن أبي طالب عليهالسلام ، لأبي الحسن علي بن محمد بن المغازلي ، دار الأضواء ،
بيروت.
المناقب ،
للموفق بن أحمد أخطب خوارزم الخوارزمي ، مكتبة نينوى الحديثة ، طهران.
منتخب التواريخ
(فارسي) ، لمحمد هاشم الخراساني ، كتابفروشي محمد حسن علمي ، طهران.
المنتخب من
كتاب ذيل المذيل (آخر الجزء الثامن من تاريخ الطبري) مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
المنتظم ، لعبد
الرحمن بن علي بن الجوزي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
منتهى الآمال (فارسي)
، للشيخ عباس القمي ، انتشارات ايران ، طهران وانتشارات عبد الرحيم علمي ، طهران.
منتهى الارب (فارسي)
، لعبد الرحيم بن عبد الكريم صفي پور ، انتشارات كتابخانه سنائي.
منتهى المقال
في أحوال الرجال ، لأبي علي الحائري ، تحقيق مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث ،
قم.
من لا يحضره
الفقيه ، لمحمد بن علي الشيخ الصدوق ، دار الكتب الاسلامية ، طهران.
منهاج السنة ،
لابن تيمية ، بولاق ١٣٢١ ق.
منهج المقال ،
للميرزا محمد الاسترآبادي ، طبعة حجرية ، ايران.
مهج الدعوات ،
لعلي بن موسى بن طاوس ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت.
مواهب الجليل
من تفسير البيضاوي ، للشيخ محمد أحمد كنعان ، دار العلم للملايين ، بيروت.
المواهب
اللدنية ، لأحمد بن محمد القسطلاني ، المكتب الاسلامي ، بيروت.
المؤتلف
والمختلف ، للحسن بن بشر الآمدي ، دار احياء الكتب العربية ، القاهرة.
المورد ، لمنير
البعلبكي ، دار العلم للملايين ، بيروت.
الموسوعة
الاسلامية ، لحسن الأمين ، دار التعارف ، بيروت.
الموسوعة
العربية الميسرة ، باشراف محمد شفيق غربال ، دار الشعب ومؤسسة فرانكلين للطباعة
والنشر ، القاهرة.
الموشح ، لمحمد
بن عمران المرزباني ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
نامه دانشوران (فارسي)
، لجماعة من الفضلاء والمحققين ، طهران.
النبوة
والأنبياء ، لمحمد علي الصابوني ، مكتبة الغزالي ، دمشق ومؤسسة مناهل العرفان ،
بيروت.
النجوم الزاهرة
، ليوسف بن تغري بردي ، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر
، القاهرة.
نزهة القلوب ،
لأبي بكر السجستاني ، دار الكتب العلمية ـ بيروت.
نسب قريش ،
للمصعب بن عبد الله الزبيري ، دار المعارف ، القاهرة.
نضد الايضاح (ذيل
الفهرست ، للشيخ الطوسي) ، لمحمد بن محسن الفيض الكاشاني.
نفحات الانس (فارسي)
، لعبد الرحمن الجامي ، انتشارات اطلاعات ، طهران.
نقد الرجال ،
للسيد مصطفى التفريشي ، انتشارات الرسول المصطفى ، قم.
نكت الهميان ،
لخليل بن ايبك الصفدي ، المطبعة الجمالية ، القاهرة.
نمونه بينات (فارسي)
، للدكتور محمد باقر محقق ، انتشارات اسلامي ، طهران.
نهاية الارب في
فنون الأدب ، لأحمد بن عبد الوهاب النويري ، وزارة الثقافة والارشاد القومي ،
المؤسسة العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر ، القاهرة.
نهاية الارب في
معرفة أنساب العرب ، لأبي العباس القلقشندي ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
النوادر من
مستطرفات السرائر ـ مستطرفات السرائر.
نور الأبصار ،
لمؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي ، دار الفكر ، بيروت.
هدية الأحباب (فارسي)
، للشيخ عباس القمي ، كتابخانه صدوق ، طهران.
هدية العارفين
، لاسماعيل باشا البغدادي ، دار الفكر ، بيروت.
الوافي
بالوفيات ، لخليل بن ايبك الصفدي ، دار النشر فرانز شتاينر ، فيسبادن ١٣٨١ ق.
الوجيزة ،
للشيخ محمد باقر المجلسي ، نسخة مصورة عن نسخة خطية في مكتبة المرعشي النجفي، قم.
الوزراء
والكتاب ، لمحمد بن عبدوس الجهشياري ، القاهرة ١٩٣٨ م.
وسائل الشيعة ،
للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ، مؤسسة آل البيت عليهالسلام لاحياء التراث ، قم.
الوصول الى
مناقب آل الرسول صلىاللهعليهوآله ، للشيخ علي الروحاني النجف آبادي ، مؤسسة الزهراء ، قم.
الوفاء بأحوال
المصطفى صلىاللهعليهوآله ، لعبد الرحمن بن الجوزي ، دار الكتب الحديثة ،
القاهرة.
وفيات الأعيان
، لأحمد بن محمد بن خلكان ، منشورات الشريف الرضي ، قم.
وقايع السنين
والأعوام (فارسي) ، للسيد عبد الحسين الخاتون آبادى ، كتابفروشي اسلامية ، طهران.
وقعة صفين ،
لنصر بن مزاحم المنقري ، منشورات مكتبة المرعشي النجفي ، قم.
الولاة والقضاة
، لمحمد بن يوسف الكندي ، مطبعة الآباء اليسوعيين ، بيروت.
ينابيع المودة
، لسليمان بن ابراهيم القندوزي ، انتشارات الشريف الرضي ، قم.
اليهود في
القرآن ، لعفيف عبد الفتاح طبارة ، دار العلم للملايين ، بيروت.
فهرس الموضوعات
الإهداء......................................................................... ٥
المقدّمة.......................................................................... ٧
حرف الألف
آدم عليهالسلام...................................................................... ١١
آزر........................................................................... ١٥
آسية بنت مزاحم............................................................... ١٧
آصف بن برخيا................................................................ ٢٠
إبراهيم الخليل عليهالسلام............................................................. ٢٢
إبليس......................................................................... ٣٢
ابن الأزعر..................................................................... ٤١
ابن أمّ مكتوم.................................................................. ٤٢
أبو بكر بن أبي قحافة........................................................... ٤٥
أبو طالب بن عبد
المطلب عليهالسلام.................................................. ٤٩
أبو لبابة الأنصاريّ.............................................................. ٥٤
أبو لهب....................................................................... ٥٦
أبو ياسر النضريّ............................................................... ٥٩
أبيّ بن خلف................................................................... ٦٠
أبيّ بن شريق (الأخنس
بن شريق)................................................. ٦٤
أبيّ بن كعب................................................................... ٦٧
نبيّ الله إدريس عليهالسلام............................................................ ٦٩
أربد العامري................................................................... ٧٣
نبيّ الله أرميا عليهالسلام.............................................................. ٧٥
أسامة بن زيد.................................................................. ٧٨
الأسباط....................................................................... ٨٢
أسد بن عبيد.................................................................. ٨٤
نبيّ الله إسحاق عليهالسلام........................................................... ٨٥
أسد بن كعب.................................................................. ٨٨
إسرافيل....................................................................... ٨٩
أسعد بن زرارة.................................................................. ٩١
أسماء بنت أبي بكر............................................................. ٩٢
أسماء بنت عميس.............................................................. ٩٤
نبيّ الله إسماعيل بن
إبراهيم عليهماالسلام................................................ ٩٦
إسماعيل بن حزقيل............................................................ ١٠١
الأسود بن أبي البختري........................................................ ١٠٢
الأسود المخزومي.............................................................. ١٠٣
أسلع بن شريك............................................................... ١٠٤
أسماء بنت يزيد............................................................... ١٠٥
أسيد بن سعية................................................................ ١٠٦
أسيد بن كعب............................................................... ١٠٧
الأشعث بن قيس............................................................. ١٠٨
النبيّ أشعيا عليهالسلام.............................................................. ١١٢
أصحاب الأخدود............................................................ ١١٤
أصحاب الأعراف............................................................. ١١٦
أصحاب الأيكة.............................................................. ١١٨
أصحاب الرس................................................................ ١٢٠
أصحاب السبت.............................................................. ١٢٢
أصحاب الفيل............................................................... ١٢٤
أصحاب القرية............................................................... ١٢٧
أصحاب الكهف والرقيم....................................................... ١٢٩
أفحم........................................................................ ١٣٣
الأقرع بن حابس.............................................................. ١٣٥
أكثم بن صيفيّ............................................................... ١٣٧
نبيّ الله إلياس عليهالسلام............................................................ ١٣٩
أمّ الحكم بنت أبي
سفيان...................................................... ١٤٢
أمّ شريك.................................................................... ١٤٣
أمّ كجّة...................................................................... ١٤٥
أمّ كلثوم بنت عقبة............................................................ ١٤٥
امرؤ القيس بن عابس......................................................... ١٤٧
أميّة بن خلف................................................................ ١٤٩
أميّة بن أبي الصلت........................................................... ١٥٣
أندراوس..................................................................... ١٥٥
أنس بن النضر............................................................... ١٥٧
أوس بن الصامت............................................................. ١٥٨
أياذخت أمّ موسى بن
عمران عليهاالسلام.............................................. ١٦٠
إينان........................................................................ ١٦٢
نبيّ الله أيّوب عليهالسلام............................................................ ١٦٣
حرف الباء
باثار بن لقمان الحكيم......................................................... ١٧١
بحري بن عمرو............................................................... ١٧٢
بحيرا الراهب.................................................................. ١٧٣
برثولماوس.................................................................... ١٧٥
برصيصا..................................................................... ١٧٧
برنابا........................................................................ ١٧٨
بطرس الصيّاد................................................................ ١٨٠
بعل......................................................................... ١٨٢
بلال الحبشي................................................................. ١٨٤
بلعم بن باعورا................................................................ ١٨٩
بلقيس ملكة سبا.............................................................. ١٩١
بنيامين بن يعقوب............................................................ ١٩٥
بهلول النبّاش................................................................. ١٩٨
حرف التاء
تبّع الحميري.................................................................. ٢٠٣
تميم الداري................................................................... ٢٠٦
تميم الأنصاري................................................................ ٢٠٩
توما الرسول.................................................................. ٢١٠
حرف الثاء
ثابت بن الدحداحة........................................................... ٢١٥
ثابت بن رفاعة............................................................... ٢١٦
ثابت بن قيس................................................................ ٢١٧
ثعلبة بن حاطب.............................................................. ٢٢٠
ثعلبة بن سعية................................................................ ٢٢٢
ثعلبة بن غنمة................................................................ ٢٢٤
ثمود......................................................................... ٢٢٥
ثوبان مولى النبي صلىاللهعليهوآله......................................................... ٢٢٩
حرف الجيم
جابر الأنصاري............................................................... ٢٣٣
جالوت...................................................................... ٢٣٧
الجبت....................................................................... ٢٤٠
جبريل عليهالسلام.................................................................. ٢٤١
جد بن قيس................................................................. ٢٤٣
جعفر الطيّار عليهالسلام............................................................ ٢٤٦
الجلاس بن سويد............................................................. ٢٥٠
جميل بن معمّر................................................................ ٢٥٢
جميلة امرأة أبي لهب........................................................... ٢٥٣
جندب بن جنادة (أبو ذر
الغفاري)............................................. ٢٥٥
جندب الغامدي.............................................................. ٢٦٠
جندب الضمري.............................................................. ٢٦٢
جويرية بنت الحارث........................................................... ٢٦٣
حرف الحاء
الحارث القرشي............................................................... ٢٦٩
الحارث بن سويد.............................................................. ٢٧٠
الحارث بن الصمّة............................................................. ٢٧١
الحارث بن ضرار.............................................................. ٢٧٣
الحارث بن عامر.............................................................. ٢٧٤
الحارث المحاربي................................................................ ٢٧٦
الحارث بن قيس.............................................................. ٢٧٦
الحارث بن هشام.............................................................. ٢٧٨
حاطب بن أبي بلتعة........................................................... ٢٨٠
حبيب النجّار................................................................ ٢٨٣
حرقوص بن زهير............................................................. ٢٨٥
حسّان بن ثابت.............................................................. ٢٨٧
الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام...................................................... ٢٩١
الإمام الحسين بن علي عليهالسلام.................................................... ٣٠٠
حصا........................................................................ ٣١٢
حفصة بنت عمر............................................................. ٣١٣
حكيم بن حزام............................................................... ٣١٧
حمزة بن عبد المطلب........................................................... ٣١٩
حنظلة غسيل الملائكة......................................................... ٣٢٥
حنّة بنت فاقوذ............................................................... ٣٢٦
حوّاء عليهاالسلام................................................................... ٣٢٨
حيي بن أخطب.............................................................. ٣٣٣
حرف الخاء
خالد بن حزام................................................................ ٣٣٩
خالد بن الوليد............................................................... ٣٤٠
الخبّاب بن الأرت............................................................. ٣٤٣
خبيب بن عدي.............................................................. ٣٤٦
الخضر عليهالسلام................................................................. ٣٤٨
خوات الأوسي............................................................... ٣٥٣
خولة السلميّة................................................................ ٣٥٥
خولة بنت ثعلبة.............................................................. ٣٥٦
حرف الدال
نبيّ الله داود عليهالسلام............................................................. ٣٦١
حرف الذال
ذو القرنين................................................................... ٣٦٩
ذو الكفل.................................................................... ٣٧٤
حرف الراء
رافع بن حريملة................................................................ ٣٧٩
رافع بن خديج................................................................ ٣٨٠
رفاعة بن زيد................................................................. ٣٨٢
رملة (أمّ حبيبة بنت
أبي سفيان)................................................ ٣٨٤
ريطة القرشية................................................................. ٣٨٦
حرف الزاي
الزبرقان بن بدر............................................................... ٣٩١
الزبير بن العوّام................................................................ ٣٩٣
زكريّا عليهالسلام................................................................... ٣٩٧
زليخا........................................................................ ٤٠١
زمعة بن الأسود............................................................... ٤٠٥
زوبعة........................................................................ ٤٠٧
زيد بن حارثة................................................................. ٤٠٨
زيد بن عمرو................................................................. ٤١١
زيد بن المهلهل................................................................ ٤١٣
زينب بنت جحش............................................................ ٤١٥
زينب بنت خزيمة.............................................................. ٤١٩
حرف السين
سارة........................................................................ ٤٢٣
سالم بن عمير................................................................ ٤٢٦
سالم مولى أبي حذيفة.......................................................... ٤٢٧
السامريّ..................................................................... ٤٢٩
سبيعة بنت الحارث............................................................ ٤٣٣
سراقة بن مالك............................................................... ٤٣٤
سعد بن الربيع................................................................ ٤٣٦
سعد بن عبادة................................................................ ٤٣٧
سعد مولى عتبة بن غزوان...................................................... ٤٤١
سعد بن أبي وقّاص............................................................ ٤٤١
سعيدة زوجة الراهب.......................................................... ٤٤٥
سلام بن ربيع (أبو
رافع الأعور)................................................. ٤٤٦
سلام بن مشكم.............................................................. ٤٤٨
سلمان الفارسيّ............................................................... ٤٤٩
سليمان بن داود عليهماالسلام....................................................... ٤٥٦
سماك بن خرشة (أبو
دجانة).................................................... ٤٦٢
سمعان مؤمن آل فرعون........................................................ ٤٦٤
سميّة بنت خبّاط.............................................................. ٤٦٦
سهل بن حنيف.............................................................. ٤٦٧
سهيل (أمّ سلمة بنت
أبي أميّة)................................................. ٤٦٩
سهيل بن عمرو............................................................... ٤٧٤
سواع........................................................................ ٤٧٦
سودة بنت زمعة.............................................................. ٤٧٨
سويد بن الحارث.............................................................. ٤٨٠
حرف الشين
شاصر....................................................................... ٤٨٥
شريح الكنديّ................................................................ ٤٨٦
الشّعرى..................................................................... ٤٨٧
نبيّ الله شعيب عليهالسلام........................................................... ٤٨٨
شماس بن قيس................................................................ ٤٩٢
شمويل بن بالي................................................................ ٤٩٣
شيبة بن ربيعة................................................................ ٤٩٥
حرف الصاد
نبيّ الله صالح عليهالسلام............................................................ ٥٠١
صبيح مولى حويطب.......................................................... ٥٠٥
صخر بن حرب (أبو سفيان بن حرب).......................................... ٥٠٥
صخر بن سلمان............................................................. ٥١١
(صرمة) الراهب.............................................................. ٥١٢
صفوان بن أميّة............................................................... ٥١٤
صفورا بنت شعيب عليهاالسلام...................................................... ٥١٦
صفيّة بنت حيي.............................................................. ٥١٩
صهيب بن سنان............................................................. ٥٢٢
حرف الطاء
الطاغوت.................................................................... ٥٢٩
طالوت...................................................................... ٥٣٠
طعمة بن أبيرق............................................................... ٥٣٣
طلحة بن عبيد الله............................................................ ٥٣٥
حرف العين
عائذ بن عمرو................................................................ ٥٤٣
عائشة بنت أبي بكر.......................................................... ٥٤٤
عائشة بنت عبد الرحمن........................................................ ٥٥٠
عاد......................................................................... ٥٥١
العاص بن هشام.............................................................. ٥٥٤
العاص بن وائل............................................................... ٥٥٦
عاصم بن عدي.............................................................. ٥٦٠
العاص بن سهيل (أبو
جندل).................................................. ٥٦٢
عامر الأشجعيّ............................................................... ٥٦٣
عامر بن الطفيل.............................................................. ٥٦٤
عامر بن عبد الله (أبو
عبيدة بن الجرّاح).......................................... ٥٦٨
عامر بن فهيرة................................................................ ٥٧٠
عبادة بن الصامت............................................................ ٥٧٢
العبّاس بن عبد المطلب........................................................ ٥٧٤
عبد الرحمن بن أبي بكر........................................................ ٥٧٩
عبد الرحمن بن عوف.......................................................... ٥٨١
عبد عمرو (أبو عامر
الراهب).................................................. ٥٨٥
عبد الله بن أبي............................................................... ٥٨٧
عبد الله بن أبي أميّة........................................................... ٥٩٢
عبد الله بن أبي ربيعة.......................................................... ٥٩٤
عبد الله بن جبير.............................................................. ٥٩٦
عبد الله بن جحش............................................................ ٥٩٧
عبد الله بن حذافة............................................................ ٦٠٠
عبد الله بن رواحة............................................................. ٦٠١
عبد الله بن الزبعرى............................................................ ٦٠٥
عبد الله بن زيد............................................................... ٦٠٧
عبد الله بن سعد بن
أبي سرح................................................... ٦٠٨
عبد الله بن سلام............................................................. ٦١١
عبد الله بن صوريا............................................................. ٦١٥
عبد الله بن عبّاس............................................................. ٦١٧
عبد الله بن عبد الأسد
(أبو سلمة).............................................. ٦٢١
عبد الله بن عمر بن
الخطاب................................................... ٦٢٣
عبد الله بن مسعود............................................................ ٦٢٦
عبد الله بن مغفل............................................................. ٦٣٠
عبيدة بن الحارث.............................................................. ٦٣١
عتاب بن أسيد............................................................... ٦٣٣
عتبة بن أبي لهب.............................................................. ٦٣٥
عتبة بن ربيعة................................................................. ٦٣٦
عثمان بن شماس.............................................................. ٦٤٠
عثمان بن طلحة.............................................................. ٦٤١
عثمان بن عفان.............................................................. ٦٤٤
عثمان بن مظعون............................................................. ٦٤٩
عدي بن حاتم الطائي......................................................... ٦٥١
عدي بن زيد الجذامي......................................................... ٦٥٥
عروة بن مسعود.............................................................. ٦٥٦
عزرائيل...................................................................... ٦٥٨
العزّى....................................................................... ٦٦١
عزير بن شرحيا............................................................... ٦٦٢
عزيز مصر................................................................... ٦٦٦
عطارد بن حاجب............................................................ ٦٦٨
عقبة بن أبي معيط............................................................ ٦٧٠
عقيل بن أبي طالب........................................................... ٦٧٣
عكرمة بن أبي جهل........................................................... ٦٧٧
علي بن أبي طالب عليهالسلام (أمير المؤمنين).......................................... ٦٧٩
عمّار بن ياسر................................................................ ٧١٥
عمر بن جابر................................................................ ٧٢١
عمر بن الخطّاب.............................................................. ٧٢٢
عمرو بن جحاش............................................................. ٧٢٨
عمرو بن الجموح.............................................................. ٧٢٩
عمرو بن سفيان (أبو
الأعور السلميّ)........................................... ٧٣١
عمرو بن سفيان (ابن
الأهتم).................................................. ٧٣٢
عمرو بن هشام (أبو جهل).................................................... ٧٣٤
عمير بن وهب............................................................... ٧٤١
عمرو بن المدنيّ (أبو
جهينة).................................................... ٧٤٢
عوف بن مالك............................................................... ٧٤٣
عويمر العجلانيّ............................................................... ٧٤٥
عيّاش بن أبي ربيعة............................................................ ٧٤٦
عيسى بن مريم عليهماالسلام......................................................... ٧٤٨
عيينة بن حصن............................................................... ٧٥٦
حرف الغين
غورث بن الحارث............................................................. ٧٦٣
حرف الفاء
فاختة بنت الأسود............................................................ ٧٦٧
فاختة (أمّ هانئ بنت
أبي طالب عليهاالسلام).......................................... ٧٦٧
فاطمة الزهراء عليهاالسلام........................................................... ٧٧٠
فرعون....................................................................... ٧٨٣
فضّة........................................................................ ٧٩١
فنحاص بن عازوراء............................................................ ٧٩٢
فيليبس الحواريّ............................................................... ٧٩٤
حرف القاف
قابيل بن آدم أبي
البشر........................................................ ٧٩٩
قارون....................................................................... ٨٠٢
قدار بن سالف............................................................... ٨٠٦
قدامة بن مظعون.............................................................. ٨٠٩
قطبة بن عامر................................................................ ٨١٠
قيس بن السائب............................................................. ٨١١
قيس بن صيفيّ............................................................... ٨١٢
قيس بن عاصم............................................................... ٨١٣
حرف الكاف
كالب بن يوفنا............................................................... ٨١٩
كبيشة الأنصاريّة............................................................. ٨٢٠
كعب بن أسد............................................................... ٨٢١
كعب بن الأشرف............................................................ ٨٢٣
كعب بن عجرة.............................................................. ٨٢٧
كعب بن عمرو.............................................................. ٨٢٩
كعب بن مالك.............................................................. ٨٣١
كنانة بن الربيع (ابن
أبي الحقيق)................................................ ٨٣٤
كنعان بن نوح................................................................ ٨٣٧
حرف اللام
اللات....................................................................... ٨٤٣
لبيد بن أعصم................................................................ ٨٤٥
لبيد بن سهل................................................................. ٨٤٦
لقمان....................................................................... ٨٤٧
نبيّ الله لوط عليهالسلام............................................................. ٨٤٩
حرف الميم
مارية القبطيّة................................................................. ٨٥٧
مالك بن الصيف............................................................. ٨٦٠
مالك بن عوف............................................................... ٨٦١
مالك بن قيس................................................................ ٨٦٣
متّى......................................................................... ٨٦٤
محلّم بن جثّامة................................................................ ٨٦٦
محمّد المصطفى صلىاللهعليهوآله.......................................................... ٨٦٧
مخشيّ بن حمير............................................................... ٨٨٩
مرارة بن الربيع................................................................ ٨٩٠
مرثد الغنويّ.................................................................. ٨٩٢
مرداس بن نهيك.............................................................. ٨٩٤
مريم أخت موسى بن
عمران عليهاالسلام.............................................. ٨٩٥
مريم بنت عمران عليهاالسلام......................................................... ٨٩٨
مسطح بن أثاثة............................................................... ٩٠٣
مسيكة...................................................................... ٩٠٥
مسيلمة الكذّاب.............................................................. ٩٠٦
مصا........................................................................ ٩٠٩
مصعب بن عمير............................................................. ٩١٠
مطعم بن عديّ............................................................... ٩١٢
معاذ بن جبل................................................................. ٩١٤
معاذة بنت عبد الله........................................................... ٩١٨
معتّب بن قشير............................................................... ٩١٩
معقل بن يسار............................................................... ٩٢١
المقداد بن الأسود............................................................. ٩٢٣
مقيس بن صبابة.............................................................. ٩٢٨
مكرز بن حفص.............................................................. ٩٢٩
مليكة بنت خارجة............................................................ ٩٣٠
مناة......................................................................... ٩٣١
منبّه بن الحجّاج............................................................... ٩٣٢
منظور بن زبّان................................................................ ٩٣٤
مهجع مولى عمر بن
الخطّاب................................................... ٩٣٥
موسى بن عمران عليهالسلام........................................................ ٩٣٧
ميكال....................................................................... ٩٥٧
ميمونة بنت الحارث........................................................... ٩٥٩
حرف النون
نبتل بن الحارث............................................................... ٩٦٥
نبهان التمّار.................................................................. ٩٦٦
نبوخت نصّر................................................................. ٩٦٧
نبيه بن الحجّاج............................................................... ٩٧٠
النجاشيّ.................................................................... ٩٧٢
نسر........................................................................ ٩٧٦
نسيبة بنت كعب............................................................. ٩٧٨
النضر بن الحارث............................................................. ٩٧٩
نعيم بن مسعود............................................................... ٩٨٤
نمرود........................................................................ ٩٨٦
نبيّ الله نوح عليهالسلام............................................................. ٩٨٨
نوفل بن الحارث.............................................................. ٩٩٦
حرف الهاء
هابيل...................................................................... ١٠٠١
هاروت وماروت............................................................. ١٠٠٤
هارون بن عمران عليهالسلام....................................................... ١٠٠٦
هامان..................................................................... ١٠١١
هشام بن العاص............................................................ ١٠١٣
هشام بن عمرو............................................................. ١٠١٥
هلال بن أميّة............................................................... ١٠١٦
نبيّ الله هود عليهالسلام........................................................... ١٠١٨
حرف الواو
والغة امرأة نبيّ الله
نوح عليهالسلام.................................................. ١٠٢٥
والهة امرأة نبيّ الله
لوط عليهالسلام.................................................. ١٠٢٦
وحشيّ الحبشيّ............................................................. ١٠٢٨
ودّ........................................................................ ١٠٣٠
وديعة بن ثابت............................................................. ١٠٣٢
الوليد بن عقبة.............................................................. ١٠٣٣
الوليد بن المغيرة............................................................. ١٠٣٦
وهب بن يهوذا............................................................. ١٠٤١
حرف الياء
يأجوج ومأجوج............................................................. ١٠٤٥
ياسر بن عامر.............................................................. ١٠٤٨
يحيى بن زكريّا عليهماالسلام......................................................... ١٠٤٩
نبيّ الله اليسع عليهالسلام.......................................................... ١٠٥٣
نبيّ الله يعقوب عليهالسلام......................................................... ١٠٥٥
يعقوب بن حلفى............................................................ ١٠٦٠
يعقوب بن زبدى............................................................ ١٠٦٢
يعوق...................................................................... ١٠٦٣
يغوث..................................................................... ١٠٦٥
يهوذا الأسخريوطيّ.......................................................... ١٠٦٦
يهوذا الحواريّ............................................................... ١٠٦٨
يوحنّا الإنجيليّ.............................................................. ١٠٦٩
نبيّ الله يوسف عليهالسلام......................................................... ١٠٧١
يوشع بن نون عليهالسلام.......................................................... ١٠٨١
يونس بن متّى............................................................... ١٠٨٤
|