
بسم الله الرحمن
الرحيم
صَرْفُ الهمم، نحو رب الأمم، سبيل
النجاح، وسر الفلاح، نحمدك اللهم أنت الفاعل المختار، لكل مفعول من الكائنات
والآثار، ونشكرك على مزيد نعمك، ومُضاعف جُودك وكرمك. ونصلي ونسلم على سيدنا محمد
مصدر الفضائل، وعلى آله وأصحابه ومن نحا نحوهم من الأواخر والأوائل.
وبعد: فهذا كتاب «القواعد الأساسية للغة
العربية» نحوتُ فيه ترتيب «الألفية» لأنها عند كافة العلماء مرضية، وسرَّحت في
أسفار النحو النظر، وجئتُ منها بالمبتدأ والخبر. وجمعتُ فيه لطائف «التصريح» وتُحف
«الأشموني» وتحقيقات «الصبان» ونُتَف «الخُضري» ودقائق «الرّضِى» وبدائع «المُغني»
ومع هذا كله جمع إلى غزارة المادة سهولة المأخذ، وإلى جودة الترتيب دقة العبارة،
وظَرف الإشارة. وإلى كثرة التمرينات حسن الاختيار، لينتفع به المبتدئون. ولا
يستغني عنه المنتهون.
وأسأله سبحانه وتعالى أن ينفع به
الطلاب، وأن يجعله عنده زلفى وحُسنَ مآب.
المؤلف
|
السيد أحمد الهاشمي
مصر في ١٨ رمضان
سنة ١٣٥٤ هـ
|
تمهيد
علوم اللغة العربية
عبارةٌ عن اثني عشر علماً مجموعةً في قوله:
نَحوٌ وصَرفٌ عَروضٌ ثُمَّ قَافيةٌ
|
|
وبَعدها لُغةٌ قَرضٌ وإنشاء
|
خَطٌّ بَيانٌ مَعانٍ مع مُحاضرةٍ
|
|
والاشتقاق لها الآدابُ أسماء
|
__________________
وكلها باحثةٌ عن اللفظ العربي من حيث
ضبطه وتفسيره وتصويره وصياغته إفراداً وتركيباً.
والذي له حق التقدم من هذه العلوم
المذكورة «النحو» إذ به يُعرف صواب الكلام من خطائه ويُستعان بواسطته على فهم سائر
العلوم.
النحوُ يُصلِح من لسان الألكَنِ
|
|
والمرء تُكرمه إذا لم يَلْحَنِ
|
وإذا طلبتَ من العلوم أجلَّها
|
|
فأجَلُّها نَفْعاً مُقيمُ الألسُنِ
|
وسببُ وضع النحو «مع أن النطق بالإعراب
سجيةُ العرب من غير تكلف»
كما قيل:
ولَستُ بنَحويٍّ يَلوكُ لِسانَه
|
|
ولكنْ سليقيٌّ أقولُ فَأعربُ
|
إن العرب لما علت كلمتهم بالإسلام،
وانتشرت رايتهم في بلاد
__________________
فارس والروم، وفتحوا
بلادهم، واختلطوا بهم في المصاهرة والمعاملة والتجارة والتعليم، دخل في لسانهم
العربي المبين وصمة اللسان الأعجمي (فخفضوا المرفوع ورفعوا المنصوب وما إلى ذلك من
كثرة اللحن الشنيع) حتى كاد أسلوب النطق العربي يتلاشى لأسباب كثيرة.
(أ) من ذلك ما نقل عن أبي الأسود
الدؤلي أن ابنته رفعت وجهها إلى السماء وتأملت بهجة النجوم وحسنها، ثم قالت (ما
أحسنُ السماءِ؟؟) على صورة الاستفهام.
فقال لها يا بُنية «نجومُها».
فقالت: إنما أردتُ التعجب.
فقال لها: قولي «ما أحسنَ السماءَ» وافتحي
فَاكِ.
(ب) ومن ذلك ما سمعه أيضاً أبو الأسود
الدؤلي من قارئ يقرأ قوله تعالى: «إنَّ الله بَرِيءٌ من المُشرِكينَ وَرَسُولِهِ» بجر
رسولِه ففزع من ذلك أبو الأسود، وخاف على نضرة تلك اللغة من الذبول وشبابها من
الهرم، وجمالها من التشويه، وكاد ينتشر هذا الشبح المخيف مع أن ذلك كان في مبتدأ
الدولة العربية والقوم تزيد علاقاتهم كل يوم بالعجم، فأدرك هذا الإمام «عليٌّ» كرم
الله وجهه، وتلافى الأمر بأن وضع تقسيم «الكلمة» وأبواب «إن وأخواتها» والإضافة
والإمالة. والتعجب والاستفهام، وغيرها، وقال لأبي الأسود الدؤلي «انحُ هذا النحو» ومنه
جاء اسم هذا الفن، فأخذه أبو الأسود. وزاد
عليه أبواباً أُخر
إلى أن حصل عنده ما فيه الكفاية.
ثم أخذه عن أبي الأسود نفرٌ ـ منهم
ميمون الأقرن، ثم خلفهم جماعةٌ ـ منهم أبو عمرو بن العلاء، ثم بعدهم الخليل، ثم
سيبويه والكسائي ثم سار الناس فريقين بصري وكُوفي، ومازالوا يتداولون ويُحكمُون
تدوينه حتى الآن. فجزاهم الله أحسن الجزاء.
النحو
للنحو «لغةً» معانٍ كثيرةٌ ـ أهمها:
القصدُ والجهةُ ـ كنحوتُ نحو المسجد.
والمِقدارُ ـ كعندي نحو ألف دينار.
والمِثْلُ والشِّبْهُ ـ كسعد نحوُ سعيد
(مثلهُ أو شِبههُ).
والنحو : في اصطلاح العلماء هو قواعد
يُعرف بها أحوال أواخر الكلمات العربية التي حصلت بتركيب بعضها مع بعض من إعراب
وبناء وما يتبعهما
__________________
وبمراعاة تلك الأصول يُحفظ اللسان عن
الخطأ في النطق، ويُعصمُ القلمُ عن الزلل في الكتابة والتحرير.
تركيب الكلمات
الكلمات المستعملة في كل اللغات تتكون
من حروفها المفردة التي اعتبرت أساساً لها.
ومن ذلك لغتنا العربية فهي أصواتٌ
محتويةٌ على بعض الحروف الهجائية. وعددها تسعة وعشرون حرفاً، من أول الهمزة إلى
الياء.
واللغة فعلٌ لسانيٌّ، أو ألفاظ يأتي بها
المتكلم ليُعرِّف غيرهُ ما في نفسه من المقاصد والمعاني.
وللأمم كيفيات مخصوصة يُخالف بعضها
بعضاً في التعبير عما في ضمائرهم.
ومن هؤلاء العرب الذين استُنبطَ من
مقاييس كلامهم قواعدُ «النحو».
__________________
مقدمة
في الكلمة وأنواعها
الكلمة هي اللفظ المفرد الدال على معنى.
وتطلق الكلمة إطلاقاً لغوياً مُراداً
بها «الكلام» نحو : لا إله إلا الله كلمة التوحيد.
وبالاستقراء وتتبع مفردات اللغة وجد أن
أنواع الكلمة ثلاثةٌ: اسمٌ ـ وفعلٌ ـ وحرفٌ.
__________________
ومن هذه الأنواع الثلاثة يتركب الكلام ـ
والكلم ـ ونحوهما
الكلام وما يتركب منه
الكلام: عند النحويين
هو اللفظ
المركب المفيد
بالوضع العربي فائدةً يَحسن
السكوت عليها،
وأقل ما يتركب الكلام
__________________
من اسمين حقيقةً. نحو : الدين المعاملة.
١ ـ أو من اسمين حُكماً. نحو : الصدقُ
مُنجٍ ـ (فإن الوصف مع ضميره في حكم المفرد).
٢ ـ أو من ثلاثة أسماء.
نحو : العدلُ أساس الملك.
٣ ـ أو من فعل واسم. نحو : ظهر الحقُ ـ ومنه
نحو (استقم) فإنه مركب من فعل الأمر المنطوق به، ومن ضمير المخاطب المقدر بأنت
ومنه أيضاً: نحو (يا جميل) فإنه كلامٌ على تقدير الفعل المحذوف الذي هو «أُنادي» النائب
عن حرف النداء.
٤ ـ أو من فعل واسمين. نحو : كان الله
غفوراً.
٥ ـ أو من فعلٍ وثلاثة أسماء. نحو :
علمت الله واحداً.
٦ ـ أو من فعل وأربعة أسماء. نحو :
أريتُ جميلاً البدرَ طالعاً.
٧ ـ أو من اسم وجملة. نحو : الحق يعلو ـ
الظلم آخره ندمٌ.
٨ ـ أو من جملتين. نحو : (إن تُرد
السلامة، فليسلك سبيل الاستقامة).
ولا يمكن أن يأتي كلامٌ مفيدٌ من الأحرف
وحدها، ولا من الأحرف والأفعال فقط.
الكلمُ
الكلمُ: هو اللفظ المركب من ثلاث كلمات
فأكثر سواءٌ
أفاد ـ نحو : العلم يرقِّي الإنسان.
__________________
أو لم يُفِد ـ نحو : لو ارتقى الإنسان ـ
إذا كنتُ راقياً.
الجملة والقول
الجملة: هو مُركب إسنادي
أفاد فائدة وإن لم تكن مقصودة كفعل الشرط. نحو : إن قام، وجملة الصلة. نحو : الذي
قام أبوه.
والقول: ما ينطق به سواء أكان كلمة أم
كلاماً أم كلماً أم جملة. فهو أعم من الكلمة ـ لشموله المفرد والمركب.
وأعم من الكلام ـ لشموله المفيد وغيره.
وأعم من الكلم ـ لشموله المقصود وغير
المقصود مفيداً أو غير مفيد، فمتى وجد واحدٌ منها وجد، وقد يوجد هو دونها. نحو :
كتابُ محمدٍ وخمسة عشر. وبعلبك وحضرموت. وجاد الحق.
والمعتبر عند النحويين هو «الكلام» لاشتماله
على المسند إليه والمسند.
__________________
أجب عن الأسئلة
الآتية
ما هي علوم اللغة العربية وعم تبحث
عنه؟؟ ما الذي له حق التقدم من هذه العلوم؟ ما هو النحو؟ وما سبب وضعه؟ ومن الواضع
له؟ كيف استنبط هذا العلم؟ مم تتركب الكلمات؟ ما هي اللغة؟ ما هي الكلمة وأنواعها؟
ما هو الكلام وما يتركب منه؟ ما هو الكلم والكلمة والجملة والقول؟ وما هو المعتبر
منها عند النحاة؟
تمرين
بيِّن الكلمة والكلام والكلم والجملة
والقول فيما يأتي:
إذا تكلم أحدكم فليجتهد أن تكون الألفاظ
عذبة لا يُملّ سماعها وأن تكون المدلولات صحيحة يُمكن وقوعها، فليس كل لفظ مقبولاً
ولا كل مدلول معقولاً، وأن يُراعى الاعتدال في المقال، فإن الإطناب قد يكون
مُملاً، كما أن الإيجاز قد يكون مُخلاً. إن يكن الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب،
ولا تهرف بما لا تعرف.
وزِن الكلامَ إذا نطقت فإنما
|
|
يُبدي عقول ذوي العقول المنطقُ
|
تمرين
بيِّن الكلام والكلم والاثنين معاً:
وبيِّن الجملة والقول مما يلي: المعاشرة الردية تفسد الأخلاق الجيدة، إضاعة اللغة
تسليم للذات، إذا
صنعت المعروف، من
أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه، احذروا من لا يُرجى خيره ولا يؤمن شره، خالق الناس
بخلق حسن، من أسرع في العمل
ألا يا مُستعيرَ الكُتْب دَعْنِي
|
|
فإنّ إعارتي للكتب عارُ
|
فمحبوبي بذي الدنيا كتابي
|
|
فهل يا صاحي محبوبٌ يُعارُ
|
اتبع الحق وإن عَزّ عليك، الدين
النصيحة، غرك السراب فتقطعت بك الأسباب، من قعد به أدبه لم يرفعه حسبه.
إن الأكابر يحكمون على الورى
|
|
وعلى الأكابر تحكم العلماء
|
ومن فاته التعليم وقت شبابه
|
|
فكبّر عليه أربعاً لوفاته
|
تعريف الاسم وعلاماته المميزة له عن
الفعل والحرف
الاسم «عند اللغويين» ما دل على مُسمى.
و «عند النحويين» ما يدل بنفسه على
معنىً مُستقل بالفهم غير مُقترن وضعاً بزمن من الأزمان الثلاثة (الماضي والمستقبل
والحال).
__________________
وعلامات الاسم كثيرة، وأشهرها خمسة،
منها أربعة لفظية: وهي
١ ـ الجر بالكسرة التي يُحدثها العامل «حرفاً
كان أو إضافة» نحو : بسم الله.
٢ ـ النداء «أي كون الكلمة مناداة» نحو
: يا سعد.
٣ ـ «أل» المعرفة كالرجل
أو الزائدة كالعباس، بخلاف الموصولة فقد تدخل على المضارع لغير ضرورة نحو (ما أنت
بالحكم التُرضَى حكومته).
٤ ـ التنوين، وهو نونٌ ساكنة تتبع آخر
الاسم لفظاً وتفارقه خطاً للاستغناء عنها بتكرار الشكلة عند الضبط بالقلم نحو :
كتابٌ.
__________________
علامة الاسم المعنوية
للاسم علامة واحدة معنوية. وهي «الإسناد
إليه» وهو أن تنسب إلى الاسم حُكماً تحصل به الفائدة، بأن يكون مُبتدأ أو فاعلاً،
نحو : فهمتُ، وأنا فاهمٌ.
وهذه العلامة هي أصدق وأشمل علامات
الاسم: لأنها أوضحت اسمية
__________________
الضمائر، وما شابهها
مما لا تدخل عليه العلامات المتقدمة.
والاسم ثلاثة أنواع: مُظهر ـ ومضمر ـ ومُبهم.
فالمظهر: هو ما يدل على معناه من غير
حاجة إلى قرينة كسعد وسعاد.
والمُضمر: هو ما دل على معناه بواسطة
قرينة تكلم أو خطابٍ أو غيبة. نحو : أنا، ونحن، وأنت، وأنتِ، وهو ، وهي.
والمبهم: هو الذي لا يظهر المراد منه
إلا بإشارة أو جملة تُذكر بعده لبيان معناه. نحو : هذا، والذي.
__________________
تعريف الفعل وتقسيمه
وعلاماته المميزة له عن الاسم والحرف
الفعل عند «اللغويين» ما دل على الحدث.
وعند «النحويين» ما يدل بنفسه على حدثٍ
مقترن وضعاً بأحد الأزمنة الثلاثة «الماضي والحال والمستقبل».
وينقسم الفعل باعتبار الزمن إلى ماضٍ
ومضارعٍ وأمرٍ.
(أ) الفعل الماضي وعلاماته المختصة به:
الفعل الماضي ما دل على حدث وقع في
الزمان الذي قبل زمان التكلم.
نحو : كتب ـ ونِعْمَ ـ وبئس.
وله علامتان مُختصتان به:
__________________
الأولى: تاء الفاعل. نحو : كتبتُ
(للمتكلم والمخاطب والمخاطبة).
الثانية: تاء التأنيث الساكنة أصالةً.
نحو : نالتْ سعاد جائزة، ولا يضر تحريكها لعارض كما إذا وَليها ساكنٌ، فتحرك
بالكسر للتخلص. نحو : قرأت التلميذة. إلا إذا كان للساكن ألف الاثنين فتفتح
للتخفيف نحو : المرأتان قالتا، وقد تُضم نحو : قالت أمةٌ.
فإن دلت كلمةٌ على معنى الماضي ولم تقبل
إحدى التاءين فهي:
١ ـ إما اسمٌ لوصف، كشاهدٍ أمس.
٢ ـ وإما اسمٌ لفعل، كهيهات بمعنى
بَعُدَ، وشتان، بمعنى افترق.
(ب) الفعل المضارع، وعلاماته المختصة
به:
الفعل المضارع ما يدل على حدثٍ يقع في
زمان التكلم أو بعده: كيقرأ ويعرفُ بصحة وقوعه بعد لم نحو : لم يلد ولم يُولد،
وعلامته المختصة به «السين
وسوف. والجوازم التي تجزم فعلاً واحداً، وبعض النواصب»
__________________
والمضارع بأصل وضعه صالح للحال
والاستقبال، ولا يتعين لأحدهما إلا بمعينات خاصة.
(مُعينات المضارع
للحال)
١ ـ ما النافية نحو : وما تدري نفسٌ
ماذا تكسب غداً.
٢ ـ وإنْ النافية نحو : وإن أريدُ إلا
الإصلاح.
٣ ـ وليس النافية نحو : وليس لي أقول
إلا الواقع.
٤ ـ ولام الابتداء نحو : إني ليَحزُنُني
أن تذهبوا به.
٥ ـ والآن ونحوه نحو : أسافر الآن أو الساعة.
(معينات المضارع
للاستقبال)
١ ـ السين نحو : سيعلم الذين ظلموا أي
مُنقلبٍ ينقلبون.
٢ ـ وسوف نحو : سوف تندم على كسلك.
٣ ـ والنواصب نحو : لن ينجح الكسول.
٤ ـ والجوازم (ماعدا ـ لم ـ ولما) نحو :
إن تسافر فالله يكلؤك برعايته.
٥ ـ ونونا التوكيد نحو : ليُسجننَّ
وليكونا من الصاغرين.
٦ ـ وأداة الترجي نحو : لعلي أبلغُ
قصدي.
واعلم أن المضارع يتعين للاستقبال متى
تضمن طلباً نحو : يرحمك الله.
(انقلاب المضارع
للماضي)
ينقلب الفعل المضارع إلى معنى الفعل
الماضي بالأدوات الآتية:
__________________
(أ) بلم الجازمة نحو : لم يقم بالواجب،
وزرتك ولم تكن في الدار.
(ب) ولما الجازمة نحو : لما يُثمر
البستان، وقطفت الثمرة ولما تنضج.
(ج) وربما نحو : رُبما تكره ما فيه
الخيرُ لك.
وسُمي «مضارعاً» لمشابهته «الاسم» في
الحركات والسكنات وعدد الحروف، وصلاحيته للحال والاستقبال ـ كيفهم وفاهم ـ وينصرُ
وناصر «ولهذا أعِربَ الفعلُ المضارع» فإن دلت كلمةٌ على معنى المضارع ولم تقبل «لم»
فهي:
ـ إما اسمٌ لوصفٍ: كراحل الآن أو غداً.
ـ وإما اسمٌ لفعل: كأوّه بمعنى أتوجعُ.
(جـ) فعل الأمر وعلاماته المختصة به:
الأمر ما يُطلب به حدوث شيء في
الاستقبال نحو : اسمع وهات وتعال. وعلامته المختصة به: قبوله ياء المخاطبة مع
دلالته على الطلب بنفسه نحو : احفظي
أو قبوله نون التوكيد مع دلالته على الطلب بصيغته نحو : اجتهدنّ.
فإن قبلت كلمةٌ «نون التوكيد» ولم تدل
على الطلب بصيغته
فهي فعل مضارع نحو : ليُسجنن وليكونا
(فقد دل الفعل المضارع على الطلب باللام).
__________________
وإن دلت على الطلب ولم تقبل النون فهي:
إما اسمٌ لمصدر نحو : صبراً على الشدائد
(بمعنى اصبر).
وإما اسمٌ لفعل أمر نحو : نَزالِ (بمعنى
انزل).
العلامات المشتركة بين الماضي والمضارع
والأمر هي:
١ ـ نون النسوة: مشتركة بين الأفعال
الثلاثة.
٢ ـ قد
الجوازم التي تجزم فعلين ـ أنْ الناصبة: مشتركة بين الماضي والمضارع.
٣ ـ ياء المؤنثة المخاطبة ـ نونا
التوكيد: مشتركة بين المضارع والأمر.
(مأخذ المضارع
والأمر)
يؤخذ المضارع من الماضي بزيادة حرف من
حروف المضارعة الأربعة المجموعة في كلمة «أنيتُ» أو «أتين» أو «نأتي»
(أ) فيكون مضموماً في الرباعي: كأحسنَ
يُحسنُ ـ وبعثر يُبعثرُ.
(ب) ويكون مفتوحاً في الثلاثي والخماسي
والسداسي: مثل
__________________
فهِم يفهم ـ انطلق ينطلق ـ استفهم
يستفهم.
فإن كان الماضي ثلاثياً تُسكن الفاء،
وتُحرك العين بالضم أو الفتح أو الكسر (اتباعاً لنصوص اللغة) نحو شكر يشكر ـ عرَف
يعرِف ـ حسُن يحسُن ـ ذهب يَذهَبُ ـ شَرُف يَشرُف.
وإذا كان غير ثلاثي وبُدئ بتاءٍ زائدة
بَقيَ على حاله نحو : تَشَارَك يَتَشارَكُ ـ وتعلّم يَتَعَلمُ ـ وتَدَحْرَجَ
يَتَدَحْرَجُ.
وإذا كان غير ثلاثي وبُدئ بهمزةٍ كُسر
ما قبل آخره وحذفت الهمزة نحو : أكرمَ يُكرِم ـ انفتح يَنفتِح.
ـ وحروف (أنيت) تسمى أحرف المضارعة ـ وهاك
جدولاً مفصلاً بمواضعها:
الهمزة
|
النون
|
الياء
|
التاء
|
للمتكلم مذكراً كان أو مؤنثاً نحو :
أحب الوطن.
|
للمتكلم المعظم نفسه أو معه غيره وكذا
للمتكلمين والمتكلمات نحو : نحب الوطن.
|
للغائب المذكر ومثناه وجمعه ومثنى
الغائبتين وجمع الغائبات نحو : هو يحب الوطن ـ وهما يحبان الوطن ـ وهم يحبون
الوطن ـ والوالدات يرضعن أولادهن.
|
للمخاطب مطلقاً مذكراً كان أو مؤنثاً
ـ مفرداً أو مثنى أو جمعاً. وللغائبة ومثناها وجمعها نحو : أنت تحب الوطن ـ وأنتما
تحبان ـ وأنتم تحبون ـ وأنت ترغبين ـ وأنتما ترغبان ـ وأنتن ترغبن ـ وهند ترغب ـ
وفاطمتان ترغبان في المعالي ـ والنساء تدير إدارة المنازل.
|
فإن لم تكن هذه الحروف زائدة بل كانت من
أصل الفعل نحو : أكل ـ ونقل ـ وينع، أو كان الحرف زائداً لكنه ليس دالاً على أحد
المعاني الموجودة في حروف المضارعة نحو : أكرم ـ وتقدم، كان الفعل ماضياً لا
مضارعاً.
وإن كان غير ثلاثي ولم يكن مبدوءاً
بتاءٍ ولا بهمزةٍ كُسر ما قبل آخره فقط. نحو : عظّم يُعظِّم ـ حوقل يُحوقِلُ ـ قُلقلُ
يُقلقِلُ.
ويؤخذ الأمر من المضارع بحذف حرف
المضارعة، وما بقي فهو الأمر: مثل: يتَعلمُ تَعلَّمْ ـ يَتَكلمُ تَكلَّمْ.
ما لم يكن أول الباقي بعد الحذف ساكناً
فتَزيد عليه همزةً للتوصل
للنطق بالساكن ـ كانصُرْ ـ وافتَحْ ـ واجلِسْ.
وإن كان محذوفاً في المضارع الهمزة:
رُدت إلى الأمر نحو : أكرِمْ ـ وانْطلِقْ.
__________________
(تمرين)
بيِّن الأفعال، وما يفيد منها الاستقبال
أو الحال، وكذا الصالح لهما معاً؟ وما الذي يفيد منها الماضي انقلاباً؟
زُر غِبَّا تزدد حُباً ـ أنت الزمان إن
صلُحْتَ صَلُحَ الزمانُ ـ لا تقل ما لا تحب أن يقال لك.
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
|
|
ويأتيك بالأخبار من لم تزِّودِ
|
وتحذف عين أرى في جميع التصاريف نحو :
أرى ـ يُرى ـ أرِه، أصلها (أرأى ـ يُرْئى ـ أرئه).
مُرُوا
ذوي القرابة أن يتزاوروا ولا يتجاوروا ـ من لم يعرف الشر يقع فيه ـ إذا أتاكم كريم
قوم فأكرموه ـ إياك وما يُعتذر منه ـ إذا طلعت الشمس اختفت النجوم ـ أخذ العلم
ينتشر ويزداد عن ذي قبل ـ البس ما تستحسنه الناس.
أسلك بُنيّ مناهج السادات
|
|
وتخلقنّ بأشرف العادات
|
لا تُلهِينك عن معادك لذة
|
|
تفنى وتورث دائم الحسرات
|
(تعريف الحرف وأنواعه
وعلامته المميزة له عن الاسم والفعل)
الحرف هو ما يدل على معنى بواسة غيره نحو
: هل ـ وفي ـ ولم
وعلامته: عدم قبوله شيئاً من علامات
الاسم ولا من علامات الفعل.
وأنواعه ثلاثة:
__________________
النوع الأول: ما يختص بالأسماء فيعملُ
فيها كفِي نحو : دخلت في المدرسة.
النوع الثاني: ما يختص بالأفعال فيعمل
فيها كلم نحو : لم يَلِدْ ولم يُولد.
النوع الثالث: ما هو مشترك بينهما، فلا
يعمل شيئاً كهل نحو : هل أنت مذاكرٌ ـ وهل جاء الأستاذ.
(أسئلة)
أجب عما يأتي:
(١) ما تعريف الاسم وعلاماته اللفظية
والمعنوية؟
(٢) ما أنواع الاسم؟ وما دليل حصره في
أنواعه الثلاثة؟
(٣) لماذا كان الإسناد والجر والإضافة
وأل والنداء والتنوين من خواص الأسماء؟
(٤) ما تعريف الفعل وتقسيمه وعلاماته
العمومية؟
(٥) ما هو الفعل الماضي وعلاماته
المختصة به؟
(٦) ما الفرق بين تاء التأنيث وتاء
الفاعل لفظاً ومعنىً؟
(٧) متى يدل الفعل الماضي على زمن الحال
أو الاستقبال؟
__________________
(٨) ما هو الفعل المضارع وعلاماته
المختصة به؟
(٩) ما الذي يخصص المضارع للحال أو
الاستقبال؟
(١٠) ما هي الأدوات التي تقلب مدلول
المضارع إلى المُضيِّ؟
(١١) لم سمي هذا الفعل مضارعاً؟
(١٢) ما هو فعل الأمر وعلاماته
المختصةبه وغير المختصة به؟
(١٣) ما هي العلامات المشتركة بين
الأفعال الثلاثة؟
(١٤) من أين يؤخذ المضارع من الأمر؟
(١٥) ما هي أحرف المضارع الأربعة وما
مدلول كل حرف منها؟
(١٦) ما هي همزة الوصل والمواطن
القياسية والسماعية التي تستوطن فيها؟
(١٧) ما هي همزة القطع؟ وما الفرق بينها
وبين همزة الوصل؟
(١٨) ما هو الحرف وما علاماته وأنواعه؟
(الباب الأول في
الإعراب والبناء)
وفيه مباحث
(المبحث الأول في
الإعراب)
الإعراب هو تغيير أحوال أواخر الكلم
لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً.
وأنواع الإعراب أربعة: رفعٌ ـ ونصبٌ ـ وجرٌ
ـ وجزمٌ.
__________________
فالرفع والنصب: يشتركان بين الاسم
والفعل.
والجر أو الخفض: يختص بالاسم.
والجزم: يختص بالفعلفلا اسم مجزومٌ، ولا فعل مخفوض «.
والإعراب يشترك بين الأسماء والأفعال
فقط، دون الحروف
فلا يقع فيها إعراب قطعاً.
(المبحث الثاني)
في البناء
البناء لزوم آخر الكلمة حالةً واحدةً
لغير عاملٍ ولا اعتلالٍ
__________________
وذلك كلزوم» كم ـ ومنْ
السكون «.
وكلزوم» هؤلاء ـ وحذام ـ وأمس الكسر «.
وكلزوم» منذ ـ وحيث الضم «.
وكلزوم» أين ـ وكيف الفتح «.
والبناء في الحروف والأفعال أصلي:
وإعرابُ المضارع الذي لم تتصل به نونا التوكيد ولا نون النسوة عارضٌ.
والإعراب في الأسماء أصلي، وبناء بعضها
عارضٌ.
ووجه أصالة البناء في الحروف
والأفعال عدم توارد المعاني
__________________
المختلفة المحتاجة
إلى تمييز بعضها من بعض بالإعراب كالفاعلية والمفعولية عليها.
ووجه أصالة الإعراب في الأسماء احتياجها
إلى ذلك التمييز.
لكن متى أشبهَ الاسم الحرف شبهاً قوياً
يُقربه منه بُنيَ مثله.
(المبحث الثالث)
(في أنواع المشابهة
الدائرة بين الاسم والحرف)
الاسم: لا يُبنى إلا إذا أشبه الحرف
شبهاً قوياً يُدنيه منه،
وأنواع الشبه ثلاثة:
الأول: الشبه الوضعي ـ وهو كون الاسم
موضوعاً على حرفٍ واحدٍ
كتاء الفاعل في نحو : فهمتُ.
__________________
(فالتاء) شبيهةٌ بباء الجر ولامه. وواو
العطف وفائه من الحروف المفردة.
أو موضوعاً على حرفين ثانيهما حرفُ لينٍ»
كَنَا «في نحو» فَهِمْنَا «.
(فَنَا) شبيهةٌ بنحو : قدْ ـ وبل
من الحروف الثنائية.
وبهذا الشبه بُنيت الضمائر لوجوده في
أكثرها وحُمل الباقي عليه.
الثاني: الشبه المعنوي: وهو كون الاسم
متضمناً معنى من معاني الحروف (سواء أوضع لذلك المعنى حرفٌ أم لا).
فالذي وضع له حرف موجودٌ» كمتى «فإنها
تُستعمل شرطاً نحو : متى تجتهد تنجح، فهي حينئذ شبيهةٌ في المعنى» بإن «الشرطية.
وتُستعمل أيضاً استفهاماً. نحو : متى
نصر الله؟ وهي في تلك الحالة شبيهة في المعنى» بهمزة الاستفهام «.
والذي لم يوضع له حرف كلفظة» هنا «فإنها
متضمنة لمعنى الإشارة.
__________________
وهذا المعنى لم تضع
العرب له حرفاً موجوداً، مع أنه من المعاني التي من حقها أن تؤدي الحروف، كالخطاب،
والتنبيه. المفهومين من كاف الخطاب وها التنبيه:»
فَبُنيت أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفاً مُقدراً «.
الثالث الشبه الاستعمالي: وهو لزوم
الاسم طريقةً من طرائق الحروف.
(أ) كأن ينوب عن الفعل في معناه وعمله،
ولا يدخل عليه عاملٌ فيؤثر فيه»
وحينئذ يكون الاسم عاملاً غير معمولٍ كالحرف «.
وذلك ـ كأسماء الأفعال نحو : هيهات ـ وأوّه
ـ وصَهٍ
فإنها نائبةٌ عن بَعُد ـ وأتوجع ـ واسكت، ولا يصح أن يدخل عليها شيء من العوامل
فتتأثر به، فأشبهت» ليت ولعل «النائبين عن أتمنى ـ وأترجى.
وتلك لا يدخل عليها عاملٌ فهي بذلك
كالحروف.
__________________
(ب) أو كأن يفتقر الاسم افتقاراً
متأصلاً إلى جملة تُذكر بعده لبيان معناه.
وذلك ـ كإذ ـ وإذا ـ وحيث. من الظروف ـ وكالذي
والتي وغيرهما من الموصولات، فالظروف السابقة ملازمةٌ للإضافة إلى الجمل، ألا ترى
أنك تقول: قدمتُ إذ. فلا تتم معنى إذ حتى تقول: جاء الأميرُ مثلاً.
وقس الباقي في الموصولات المفتقرة
إلى جملة صلةٍ يتعين بها المراد منها ـ كافتقار الحروف في بيان معناها إلى غيرها
لإفادة الربط.
(أجب عما يأتي من
الأسئلة)
(١) ما هو الإعراب وأنواعه الأربعة؟
واذكر المشترك منها بين الأسماء والأفعال؟ ثم وضح المختص بالاسم والمختص بالفعل
منها؟
(٢) ما المقصود من تغيير أواخر الكلمة؟
وإلى كم قسمٍ ينقسم هذا التغيير؟
(٣) ما هو البناء؟ وما هي المواطن التي
يدخل فيها البناء أصالة وعرضاً؟
(٤) ما هي أنواع شبه الاسم بالحرف؟
واذكر وجه الشبه بينهما؟
(٥) ما هو الفرق بين الشبه الوضعي
والشبه المعنوي والشبه الاستعمالي؟
__________________
(المبحث الرابع في
أنواع البناء)
أنواع البناء أربعة: ضمٌ وفتحٌ وكسرٌ
وسكونٌ. وهذه الأنواع الأربعة تقع في الاسم والفعل والحرف، بخلاف الإعراب فلا يقع
في الحرف.
(المبني على الضم أو
نائبه ـ خمسة عشر لفظاً)
منها خمسةٌ من ظروف المكان وهي: قبل ـ وبعدُ
ـ وأول ـ وحيث ـ ودون.
ومنها ثمانيةٌ من أسماء الجهات وهي: فوق
ـ وتحتُ ـ وأسفل ـ وعَلُ
ـ ووراءُ ـ وقُدام ـ وخلفُ ـ وأمامُ.
ومنها (غيرُ) إذا حُذف ما أضيفت إليه،
وكانت بعد (ليس) أو بعد (لا) نحو قرأتُ كتاباً ليس غيرُ ـ أو لا غير.
ومنها (أيُ الموصولة) إذا أضيفت وكان
صدرُ صلتها ضميراً محذوفاً نحو : فسلِّم على أيهم أفضلُ.
والذي يُبنى على نائب الضم (المنادى
المثنى ـ وجمع المذكر ـ والملحق بهما، نحو : يا محمدان ـ ويا محمدون ـ ونحو : يا
فاهمان ـ ويا فاهمون.
والبناء على الضم لا يدخل الفعل لثقله
وثقل الفعل.
__________________
(المبني على الفتح أو
نائبه سبعةُ أشياء)
أولاً: الفعل الماضي.
ثانياً: الفعل المضارع المتصل بنوني
التوكيد.
ثالثاً: ما رُكِّب تركيباً مزجياً من
الأعداد» من أحدَ عشر إلى تسعةَ عشر «إلا اثني عشر واثنتي عشر، فإنهما ملحقان بإعراب
المثنى.
رابعاً: ما رُكِّب تركيب مزجٍ من الظروف
الزمانية والمكانية نحو : يأتينا صباح مساء ـ ويحضر يوم يوم ـ وبعض القوم يسقط
بينَ بينَ ـ وهو جاري بيتَ بيتَ (فركِّبَ الظرفان وصارا اسماً واحداً في محل نصب).
خامساً: ما رُكِّبَ تركيب مزجٍ من
الأحوال كقول العرب: تساقطوا أخوَل أخوَلَ ـ أي متفرقين.
سادساً: الزمن المبهم المضاف إلى جملة،
الحين والوقت والساعة، نحو : حين عاتبتُ صديقي اقتنع.
الكلمة
|
(١) إعراب (حين عاتبت صديقي اقتنع)
|
حين
|
ظرف
زمان مبني على الفتح في محل نصب.
|
عاتبت
|
عاتب
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الفاعل و (التاء) مبني على الضم في محل
رفع
|
صديقي
|
مفعول
منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم
المضاف إليه في محل جر. وجملة عاتبت صديقي في محل جر بإضافة (حين) إليها.
|
اقتنع
|
فعل
ماض وفاعله ضمير مستتر جوازاً يعود إلى صديقي.
|
سابعاً: المبهم المضاف إلى مبني (سواء
أكان المبهم زماناً» كَبَيْنَ ـ ودون «ظرفي مكانٍ: أم غير زمان» كمثلُ ـ وغيرُ «.
والذي يُبنى على نائب الفتح (اسم لا
النافية للجنس) فيُبنى على الياء نيابة عن الفتح. إذا كان مثنى أو جمع مذكرٍ
سالماً أو مُلحقاً بهما. نحو : لا رجلين ـ ولا أبوين ـ ولا مُمعلمين ـ ولا بنين
هنا.
ويُبنى أيضاً على نائب الفتح (اسم لا
النافية للجنس) فيُبنى على الكسر نيابةً عن الفتح إذا كان جمع مؤنث سالماً أو
ملحقاً به، نحو : لا مُعلمات في المدرسة ـ ولا عرفات دخلتها.
(المبني على الكسر
خمسة أنواع)
أولاً: العَلَمُ المختوم (بَويهِ)
كسيبويه ـ ونفطويه ـ وخَمَارَوَيْهِ.
ثانياً: اسم الفعل إذا كان على وزن فعال
نحو : حَذارِ ـ ونزالِ (بمعنى احذر ـ وانزل).
__________________
ثالثاً: ما كان على وزن فعال، وهو
عَلَمٌ على مؤنث نحو : حذامِ.
رابعاً: ما كان على وزن فعال وهو سَبٌّ
لمؤنثٍ كيا خباث ويا لكاعِ.
خامساً: لفظ» أمس «إذا استُعمل ظرفاً
مُعيناً خالياً من أل والإضافة وغير مُصغر ولا مُكَسّر.
والبناء على الكسر ـ لا يدخل الفعل
لثقله، وثقل الفعل لدلالته على الحدث والزمان معاً.
(المبني على السكون
كثير)
والمبني على السكون يكون في الأفعال
والأسماء والحروف.
فمن الأفعال المبنية على السكون، الفعل
المضارع المتصل به نون النسوة، نحو : البناتُ يتعلمن
__________________
وفعل الأمر الصحيحُ الآخر والذي لم تتصل
به واو الجماعة ولا ألف اثنين ولا ياء مخاطبة، نحو : اُكتبْ
__________________
ومن الأسماء المبنية على السكون مثل: ما
ـ ومَنْ ـ ومهما ـ وحيثما ـ والذي ـ والتي ـ وهذا ـ وهذه ـ ومثل كثير من الضمائر.
__________________
ومن الحروف المبنية على السكون مثل:
مِنْ ـ وإلى ـ وعن ـ وعلى ـ واعلم أن الضم والكسر يشتركان بين الاسم والحرف، نحو :
حيث ـ وأمس ـ ومنذ ـ وجير ـ والفتح والسكون يشتركان بين الجميع فيكونان في الاسم:
كأين ـ ولدُنْ، وفي الفعل: كقام ـ وقُمْ، وفي الحرف: كليت ـ وهل.
(المبحث الخامس)
(في تقسيم الأسماء
المبنية إلى بناءٍ لازمٍ ـ وإلى بناءٍ عارضٍ)
الأسماء المبنية نوعان:
النوع الأول: ما يُبنى منها بناءً
لازماً لا ينفك عنه في حالٍ من الأحوال، وهي الضمائر ـ وأسماء الإشارة ـ والأسماء
الموصولة ـ وأسماء الشرط ـ وأسماء الاستفهام ـ وكنايات العدد ـ وأسماء الأفعال ـ وأسماء
الأصوات ـ وبعض الظروف ـ والمركبُ المزجي الذي ثانيه معنى حرف العطف أو كان
مختوماً بويه: كسيبويه، وما كان على وزن فعال علماً لأنثى كحذام، أو شتماً لها
كفجار ـ وكلها مبنيةٌ على ما سُمعت عليه.
النوع الثاني: ما يُبنى بناءً عارضاً في
بعض الأحوال وهو المنادى إذا كان علماً مفرداً أو نكرة مقصودة، وهو يُبنى على ما
يُرفع به.
واسمُ لا النافية للجنس إذا لم يكن
مُضافاً ولا شبيهاً بالمضاف، وهو يُبنى على ما يُنصب به.
وأسماء الجهات الست، وبعض الظروف،
ويُلحقُ بها لفظتا (حسب ـ وغير).
(المبحث السادس في
المعرب والمبني)
الاسم بعد التركيب
نوعان:
معربٌ: وهو الأصل فيه ، ويُسمى» مُتمكناً
أمكن «إن كان مُنصرفاً، نحو : خليل وهند ـ وإلا سُمي» غير أمكن «إن كان ممنوعاً من
الصرف، نحو : أحمد ـ وفاطمة ـ وعثمان.
والمعرب: هو ما يتغير آخره بعاملٍ
لفظاً أو تقديراً ـ بسبب تغير العوامل.
ومبنيٌ: وهو الفرع نحو : سيبويه ـ ويُسمى»
غير أمكن «.
والمبني: هو ما لا يتغير آخره بعاملٍ
ولا اعتلالٍ.
(بناء الفعل وإعرابه)
الفعل نوعان: مبنيٌ: وهو الأصل فيه،
ومعربٌ: وهو الفرع والأفعال المبنية هي الماضي ـ والأمر مطلقاً.
وكذا المضارع المتصل بنون الإناث أو
بنوني التوكيد الخفيفة والثقيلة.
__________________
(بناء الفعل الماضي)
يُبنى الفعل الماضي
في ثلاث حالات:
١ ـ على السكون: إذا اتصل بضمير رفع
متحرك كتاء الفاعل ونا ونون الإناث، نحو : كتبت ـ وكتبنا ـ والتلميذات حَفِظْنَ.
٢ ـ على الضم: إذا اتصل بواو الجماعة،
نحو : كتبوا.
٣ ـ على الفتح
اللفظي أو التقديري: إذا لم يتصل بضمير رفع مُتحرك ولا واو جماعة نحو : كتب ـ ودعا
ـ ورمى.
(بناء فعل الأمر)
يُبنى فعل الأمر على ما يُجزم به
مُضارعه المبدوء بتاء الخطاب في أربع حالات:
١ ـ على حذف النون: إذا اتصل بألف
الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، نحو : احفظا ـ واحفظوا ـ واحفظي.
٢ ـ على حذف آخره: إذا كان مُعتل الآخر
نحو : اسعَ ـ واغزُ ـ وارمِ.
٣ ـ على السكون: إذا كان صحيح الآخر ولم
يتصل آخره بشيء. أو اتصلت به نون النسوة نحو : احفظ ـ واحفظنَ.
٤ ـ على الفتح: إذا كان مُسنداً للمفرد
المذكر واتصل بنوني التوكيد المباشرة (خفيفة أو ثقيلة) نحو : اُعْفُوَنَ ـ واشْكُرَنَّ
الله.
__________________
(بناء الفعل المضارع)
يُبنى الفعل المضارع
في حالتين:
١ ـ على السكون: إذا اتصل بنون الإناث
نحو : النساء يُرضعن أولادهن.
٢ ـ على الفتح: إذا اتصل بنون التوكيد
المباشرة لفظاً وتقديراً نحو : لَيكتبَنّ عليٌّ درَسهُ
(إعراب الفعل
المضارع)
يُعرب الفعل المضارع
في حالتين:
١ ـ في حالة عدم اتصاله بنون الإناث.
٢ ـ في حالة عدم اتصاله بإحدى نوني
التوكيد المباشرة (خفيفة أو ثقيلة).
وإنما أعرب الفعل المضارع لشبهه باسم
الفاعل في ترتيب الحروف الساكنة والمتحركة، كما بين يضرب وضاربٌ ـ وفي احتماله
الدلالة على زمن الحال أو الاستقبال، ولذلك سُمي مضارعاً (أي مشابهاً للاسم).
__________________
(تمرين)
بَيِّن الأفعال
المبنية وأحوال بنائها فيما يأتي:
وقَيَّدْتُ نَفْسِي في ذَراك مَحبَّةً
|
|
وَمَن وَجَد الإحسانَ قَيداً تقيَّدَا
|
إذَا سَألَ الإنسانُ أيّامَهُ الغِنَى
|
|
وكنتَ على بُعْدٍ جَعَلْنَكَ
مَوْعِدَا
|
مَن ظَنَّ بك خيراً فصَدِّقْ ظَنّهُ ولا
تَرْغَبَنّ فِيمَنْ زَهِد عنك
ولا يكونن أخوك على مقاطعتك أقوى منك
على صلته، ولا تكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان.
__________________
(١) نموذج إعراب الجمل الآتية:
لا معلمات في المدرسة
إذا قالت حَذامِ فصدِّقوها
|
|
فإن القول ما قالت حَذامِ
|
اسمعا ـ يسمعون ـ يسمعن ـ يُرضعن ـ احفظي
الكلمة
|
إعرابها
|
لا
|
نافية
للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب
|
معلمات
|
اسمها
مبني على الكسر نيابة عن الفتح في محل نصب.
|
في
المدرسة
|
في
حرف جر والمدرسة مجرورة بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره والجار والمجرور
متعلقان بمحذوف خبر لا
|
إذ
|
ظرف
لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون في محل نصب.
|
قالت
|
قال
فعل ماض والتاء علامة التأنيث مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب.
|
حذام
|
فاعل
مبني على الكسر في محل رفع.
وجملة
قالت حذام في محل جر بإضافة إذا إليها.
|
فصدقوها
|
الفاء
واقعة في جواب إذا ـ صدقوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل ـ وها مبني
على السكون في محل نصب مفعول به.
|
فإن
|
الفاء
تفريعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ـ إن حرف توكيد ونصب تنصب
الاسم وترفع الخبر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
|
القول
|
اسم
إن منصوب بفتحة ظاهرة في آخره.
|
ما
|
نكرة
موصوفة مبنية على السكون في محل رفع خبر إن.
|
قالت
|
قال
فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والتاء علامة التأنيث مبنية على
السكون لا محل لها من الإعراب.
|
الكلمة
|
اعرابها
|
حذام
|
فاعل
مبني على الكسر في محل رفع ـ وجملة قالت حذام في محل رفع صفة ما النكرة.
وجملة
(فإن القول ما قالت حذام) لا محل لها من الإعراب جواب إذا.
|
اسمعا
|
فعل
أمر مبني على حذف النون والألف فاعل.
|
يسمعون
|
فعل
مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل.
|
يسمعن
|
فعل
مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة التي هي حرف مبني على الفتح
لا محل له من الإعراب.
|
يرضعن
|
فعل
مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة التي هي اسم مبني على الفتح في محل
رفع فاعل.
|
احفظي
|
فعل
أمر مبني على حذف النون وياء المؤنثة المخاطبة فاعل في محل رفع.
|
(٢) نموذج على
الإعراب العام
إذَا استَغْنَيْتَ عَن شيءٍ فدَعْهُ
|
|
وخُذْ مَا أنْتَ مُحْتَاجٌ إلَيْهِ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
إذا
|
ظرف
للزمان المستقبل مبني على السكون في محل نصب.
|
استغنيت
|
استغنى
فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعل مبني على الفتح في محل رفع، والجملة في
محل جر بإضافة إذا إليها.
|
عن
شيء
|
جار
ومجرور متعلقان باستغنى.
|
فدعه
|
الفاء
واقعة في جواب إذا ـ دع فعل أمر مبني على السكون والفاعل مستتر وجوباً تقديره
أنت والهاء مفعول به مبني على الضم في محل نصب.
|
وخذ
|
الواو
حرف عطف ـ خذ فعل أمر مبني على السكون ـ والفاعل مستتر وجوباً تقديره أنت.
|
الكلمة
|
اعرابها
|
ما
|
اسم
موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
|
أنت
محتاج
|
مبتدأ
مبني على الفتح في محل رفع ـ محتاج خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
|
إليه
|
جار
ومجرور متعلقان بمحتاج، والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب صلة
الموصول.
|
تمرين
بيِّن الأفعال المعربة والمبنية، وعلى
أي شيء بناء المبني منها فيما يأتي:
مَن لم يقل العثرة سُلب القُدرة ـ العفو
يُفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكريم ـ إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو شكراً
للقدرة عليه ـ لا تُعادين أحداً ولا تستصغرن أمر عدوك إذا حاربته ـ لأنك إن ظفرت
به لم تُحمد ـ وإن ظفر بك لم تُعذر ـ من غاظك بقبيح الشتم فغظه بحسن الحلم ـ لا
تطلب سرعة العمل واطلب تجويده.
تنال بالرفق مع التأني
|
|
ما لم تنل بالحرص والتعني
|
تمرين
بيِّن أنواع المبنيات فيما يلي:
الحكمة التي تُهلك بنيها هي جهالة ـ ماذا
أرجى من حياة كأحلام نائم ـ أنَّى لهم الذكرى ـ من يكن للسر مفشياً فلا تأمنه.
من ليس يخشى أسود الغاب إن زأرت
|
|
فكيف يخشى كلاب الحي إن نبحت
|
شتان ما بين الثرى والثريا ـ حذارِ حذار
من اللهو واللعب ـ الإنسان شرير منذ حداثته ـ لا ينفع الندم إذا زلت القدم ـ ما
سمعت قط عنكم شيناً ـ كل شيء حسن.
(المبحث السابع في
علامات الإعراب)
للرفع أربع علامات: الضمةُ وهي الأصل،
والواو والألف والنون، وهي نائبة عنها.
فأما الضمة فتكون علامةً للرفع (أصالةً)
في أربعة مواضع: في الاسم المفرد،
وجمع التكسير
وجمع المؤنث السالم والملحق به، والفعل المضارع الذي لم يتصل آخره بشيء، نحو :
يسود المجتهد والأدباء والعاقلات وأولاتُ الفضل.
وأما الواو : فتكون علامةً للرفع نيابة
عن الضمة في موضعين في جمع المذكر السالم والملحق به، وفي الأسماء الستة، نحو :
فرح العاقلون والأهلون وأبوك.
وأما الألف: فتكون علامة للرفع نيابة عن
الضمة: في المثنى
__________________
والملحق به، نحو :
اصطلح الخصمان كلاهما.
وأما النون: فتكون علامة للرفع نيابة عن
الضمة في الفعل المضارع المتصل به ضمير تثنية أو جمعٍ أو ياء المؤنثة المخاطبة، نحو
: يكتبان ـ ويكتبون ـ وتكتبين.
وللنصب خمس علاماتٍ: الفتحة، وهي الأصل
والألف والكسرة والياء وحذف النون، وهي
نائبة عنها.
فأما الفتحة: فتكون علامة للنصب
(أصالةً) في ثلاثة مواضع: في الاسم المفرد، وجمع التكسير، والفعل المضارع إذا دخل
عليه ناصبٌ، ولم يتصل آخره بشيء، نحو : أرغبُ أن تُتمم عملك وتحفظ دروسك.
وأما الألف: فتكون علامة للنصب نيابةً
عن الفتحة في الأسماء الستة، نحو : أكرم ذا الفضل.
وأما الكسرة: فتكون علامةً للنصب نيابةً
عن الفتحة في جمع المؤنث السالم، والملحق به، نحو : خلق الله السموات.
وأما الياء: فتكون علامة للنصب نيابة عن
الفتحة في موضعين في المثنى والملحق به، وفي جمع المذكر السالم والملحق به، نحو :
صُن يديك عن الأذى واصحب الصالحين.
__________________
وللخفض ثلاث علامات: الكسرة وهي الأصل،
والفتحة والياء، وهما نائبتان عن الكسرة.
فأما الكسرة: فتكون علامة للخفض أصالةً
في ثلاثة مواضع في الاسم المفرد المنصرف، وجمع التكسير المنصرف، وجمع المؤنث
السالم والملحق به، نحو : من حميد الخصال الصدق في المعاملات.
وأما الياء: فتكون علامة للخفض نيابة عن
الكسرة في ثلاثة مواضع: في الأسماء الستة، وفي المثنى والملحق به، وفي جمع المذكر
السالم والملحق به، نحو : خير البر ما كان للوالدين والأقربين وذي الحاجة.
وأما الفتحة: فتكون علامةً للخفض نيابةً
عن الكسرة في الاسم الممنوع من الصرف (مفرداً أو جمع تكسير)، نحو : وأوحينا إلى
إبراهيم وإسماعيل، ونحو : يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل.
وللجزم علامتان: السكون وهو الأصل،
والحذف وهو نائبٌ عن السكون.
فأما السكون: فيكون علامةً للجزم أصالةً
في الفعل المضارع الصحيح الآخر الذي لم يتصل آخره بشيءٍ، نحو : لم يلد ولم يولد.
وأما الحذف: فيكون علامةً للجزم نيابةً
عن السكون في الفعل
__________________
المضارع المعتل
الآخر، وفي الأفعال الخمسة التي تُجزمُ بحذف النون نيابةً عن السكون، نحو : لا تعص
مُرشدك ـ ونحو ، لا تُضيعوا وقتكم سُدى.
(تنبيهات)
الأول: عُلم مما تقدم أن علامات الإعراب
أربعَ عشرة علامة.
أربعٌ أصولٌ: وهي الضمة للرفع، والفتحة
للنصب، والكسرة للجر، والجزم للسكون.
وعشرٌ فروعٌ نائبةٌ عن هذه الأصول:
ثلاثٌ منها تنوب عن الضمة، وأربعٌ منها تنوب عن الفتحة، واثنان منها تنوب عن
الكسرة، وواحدةٌ منها تنوب عن السكون.
الثاني: عُلم أيضاً مما تقدم، أن النيابة
عن تلك الأصول واقعةٌ في سبعة مواضع: الأول ـ ما لا ينصرف، فإنه يُجر بالفتحة
نيابةً عن الكسرة (إلا إذا أُضيف أو كان مقروناً بأل فيجر بالكسرة)، الثاني ـ جمع
المؤنث السالم والملحق به، فإنه يُنصب بالكسرة نيابةً عن الفتحة، الثالث ـ الفعل
المضارع المعتل الآخر، فإنه يُجزم بحذف آخره نيابة عن السكون، الرابع ـ المثنى
والملحق به، فإنه يُرفع بالألف نيابة عن الضمة
__________________
وينصب ويجر بالياء
نيابةً عن الفتحة والكسرة.
الخامس ـ جمع المذكر السالم والملحق به،
فإنه يُرفع بالواو نيابةً عن الضمة، ويُنصب ويُجر بالياء نيابةً عن الفتحة
والكسرة.
السادس ـ الأسماء الستة، فإنها ترفع
بالواو نيابة عن الضمة، وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة، وتجر بالياء نيابة عن
الكسرة.
السابع ـ الأفعال الخمسة، فإنها تُرفع
بثبوت النون نيابة عن الضمة وتنصب وتجزم بحذفها، وقد تقدم أمثلة ذلك.
(المبحث الثامن في
مجمل المعربات السابقة)
المعربات قسمان: قسمٌ يُعربُ بالحركات،
وقسمٌ يُعربُ بالحروف.
فالذي يُعربُ بالحركات أصالةً أربعة
أنواع:
الاسم المفرد ـ وجمع التكسير ـ وجمع
المؤنث السالم ـ والفعلُ المضارع الذي لم يتصل آخره بشيءٍ.
ومجموعها : يُرفع بالضمة، ويُنصب
بالفتحة ـ ويُخفض بالكسرة ويُجزمُ بالسكون.
وخرج عن هذا الأصل ثلاثة أشياء:
(ا) الأسماء الممنوعة من الصرف ـ فإنها
تُخفض بالفتحة نيابةً عن الكسرة، نحو : مررتُ بإبراهيم (ما لم تُضف أو تدخل عليها
أل) فتجر بالكسرة.
(ب) الفعل المضارع المعتل الآخر: فإنه
يُجزم بحذف آخره نيابة عن السكون، نحو : لم يخش ـ ولم يدعُ ـ ولم يمشِ.
(ج) جمع المؤنث السالم: وهو ما دل على
أكثر من اثنتين بزيادة ألف
وتاءٍ في آخره، فإنه يُنصب بالكسرة، نيابة عن الفتحة، نحو : خلق الله السموات.
ويطردُ هذا الجمعُ في سبعة مواضع:
الأول: أعلامُ الإناث، كهند ـ ومريم ـ وزينب.
الثاني: صفة المذكر غير العاقل، نحو :
أيامٌ معدوداتٌ ـ وجبالٌ شاهقاتٌ.
الثالث: مُصغر ما لا يعقلُ، نحو :
دُريهماتٌ.
الرابع: ما صُدِّر بابن ـ أو ذي من
أسماء ما لا يعقل: وصدورها هي التي تُجمع، فيقال في جمع (ابن آوي ـ وذي القعدة)
بناتُ آوي وذوات القعدة، وكذلك أسماء السور تُجمع هذا الجمع بإضافة (ذوات) إليها ـ
فتقول، قرأت ذوات (حم).
__________________
الخامس: ما ختم بالتاء: كصفية ـ وجميلة
ـ وفاطمة
السادس: ما ختم بألف التأنيث المقصورة
أو الممدودة، نحو : حُبلى ـ وعذراء.
السابع: كل خُماسي لم يُسمع له جمع
تكسير، كسُرادق ـ واصطبل ـ وحمام ـ وماعدا ذلك فهو مقصورٌ على السماع: كسموات ـ وسجلات
ـ وأمهات.
ويلحق بجمع المؤنث السالم في إعرابه
(أولات ـ وبناتُ) وما سُمي به منه: كبركات ـ وعرفات ـ وأذرعات: وفيه ثلاثة أعاريب.
إعرابه كما كان قبل التسمية (ويجوز فيه
حينئذ التنوين وعدمه).
والأول هو الأشهر لأن التنوين في الأصل
للمقابلة، وقد يعرب إعراب الاسم الغير المنصرف، نحو : مررت ببركات.
__________________
(تمرين على جمع
المؤنث السالم)
خُلِقنَا لِلحيَاةِ ولِلممَاتِ
|
|
ومِن هذَين كُلّ الحادِثاتِ
|
ومن يُولدْ يعِشْ وَيمُتْ كأنْ لَمْ
|
|
يُمرّ خيَالُه بالكائناتِ
|
تأمّلْ هل ترى إلاّ شِرَاكاً
|
|
مِن الأيّام حولك مُلْقَيَاتِ
|
ولو أنّ الجهاتِ خُلقْنَ سبْعاً
|
|
لكانَ الموتُ سَابعةَ الجِهَاتِ
|
تكلمت الكبريات بحديث أصغين له الصغريات
بكل قبول ـ مرت ذوات القعدة من كل سنة والحجاج في عرفات ـ في أيام محدودات تختبئ
فيها بناتُ آوي ـ أُثُبت يا أخي أما حملات الزمان.
عليكَ نفسَكَ فتّش عن معَايبِهَا
|
|
وخَلِّ عن عَثرات النّاسِ للنّاس
|
(المبحث التاسع)
في الذي يُعرب بالحروف نيابة عن الحركة:
وهو أربعة أنواع:
(النوع الأول: من
المعرب بالحروف المثنى)
المثنى: هو كل اسمٍ دل على اثنين أو
اثنتين بزيادة ألفٍ ونونٍ رفعاً، وياءٍ ونونٍ نصباً وجراً على آخره، أغنت هذه
الزايدة عن العاطف والمعطوف، بدون تغيير فيه
وهو يُرفع بالألف، وينصب ويجر
__________________
بالياء المفتوح ما
قبلها المكسور ما بعدها. نحو : اصطلح الخصمان وأصلحت الخصمين، ووفقتُ بين
الشريكين.
والنون التي بعد الألف والياء عوضٌ عن
التنوين في الاسم المفرد،
وكل اسم معرب اختل فيه شيء من شروط المثنى: وكان بصورته
__________________
فهو ملحقٌ به في
إعرابه. وذلك فى خمسة
ألفاظ
(ا) إثنتان.
وثنتان ـ مطلقاً (سَوا أُضيفت إلى ظاهر أم إلى مضمر ـ أم لم تضَفْ)
(ب) وكِلاَ وكِلتا : بشرط إِضافتهما
إِلى الضَّمير. نحو : جاءنى كِلاهما وَكِتَاهُمَا ـ ورأيتُ ككلهما وكلتيهما ـ مررتُ
بكليهما وكلتبهما.
فإن أضيفا إلى الظّاهر أعر بابحركة
مقدرة على الألف في الأحوال الثلاثة
نحو : جاءني كلا الرّجلين. وكلتا
المرأتين. وعرفت كلا الرجلين. وكلتا المرأتين : ونظرت إلى كلا الرّجلين. وكلتا
المرأتين
ويلحق أيضاً بالمثنى ما سمي به ، نحو :
زيدان. وحسنين. وأحمدين
__________________
(إعراب الأمثلة
السابقة)
الكلمة
|
إعرابها
|
اصطلح
|
فعل
ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
|
الخصمان
|
فاعل
مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
|
أصلحت
|
أصلح
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع. والتاء ضمير المتكلم مبني على
الضم في محل رفع فاعل.
|
الخصمين
|
مفعول
به منصوب بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها لأنه مثنى، والنون عوض عن
التنوين في الاسم المفرد.
|
(أسباب ونتائج)
إنما لحقت النون المثنى للتعويض عما
فاته من الإعراب بالحركات من دخول التنوين عليه، وإنما كسرت نونه جرياً على الأصل
في التخلص من التقاء الساكنين وتحذف عند الإضافة دون غيرها لأنها عوض عن التنوين،
وهو يحذف أيضاً عند الإضافة، إلا أن النون لا تحذف مع أل، والتنوين يحذف معها،
وذلك للتنبيه على أنها عوض عن الحركة أيضاً وهي لا تحذف مع أل.
وإنما أعرب المثنى بالحروف لأن التثنية
كثيرة الدوران في الكلام، فاقتضت أمرين تناسبهما، وهما خفة العلامة الدالة على
التثنية وهي الألف، وترك الإخلال بظهور الإعراب، احترازاً من تكثير الالتباس في
الكلام، وإنما أعربوا (كلا وكلتا) تارة بالحروف وتارة بالحركات لأن معناهما مثنى
ولفظهما مفرد، فراعوا فيهما جانب المعنى فأعربوهما بالحروف كالمثنى، وراعوا جانب
اللفظ فأعربوهما بالحركات كالمفرد.
(إعراب الأمثلة
السابقة)
الكلمة
|
إعرابها
|
جاءني
|
جاء
فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والنون حرف وقاية مبني على الكسر
لا محل له من الإعراب والياء ضمير المتكلم اسم مبني على السكون في محل نصب
مفعول.
|
كلاهما
|
كلا
فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى وكلا مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم
في محل جر والميم حرف عماد، والألف علامة التثنية.
|
رأيت
|
رأى
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل.
|
كليهما
|
مفعول
منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى وكلي مضاف والهاء مضاف إليه والميم حرف عماد،
والألف للتثنية.
|
جاءني
|
إعرابه
كالسابق.
|
كلا
|
فاعل
مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
|
الرجلين
|
مضاف
إليه مجرور بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها لأنه مثنى، والنون عوض عن
التنوين في الاسم المفرد.
|
عرفت
كلا الرجلين
|
كلا
مفعول منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
|
نظرت
إلى
كلا
الرجلين
|
كلا
مجرور بإلى وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والرجلين
مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.
|
وإنما أعربوا (كلا وكلتا) بالحروف مع
الضمير، لأن الضمير فرع الظاهر والإعراب بالحروف فرع الإعراب بالحركات فأعربوهما
كذلك للمناسبة بين الطرفين واعلم أنه يجوز أيضاً في كلا وكلتا مراعاة الجانبين في
الإخبار عنهما أو في عود الضمير إليهما، فيقال: كلاهما قائم أو قائمان، وكلتاهما
فهمت أو فهمنا.
(النوع الثاني من
المعرب بالحروف)
(جمع المذكر السالم)
جمع المذكر السالم ـ هو اسمٌ دل على
أكثر من اثنين بزيادة واو ونونٍ رفعاً، وياءٍ ونونٍ نصباً وجراً، على آخره، صالحٌ
للتجريد عن هذه الزيادة، وعطف مثله عليه، بدون تغيير في صورة مفرده.
وهو يرفع بالواو نيابة عن الضمة، نحو :
فرح المؤمنون، وينصب بالياء نيابةً عن الفتحة، نحو : احترم المتأدبين، ويجر بالياء
نيابةً عن الكسر، نحو : انظر إلى المُهذبين.
ونون جمع المذكر السالم الواقعة بعد كل
من الواو والياء مفتوحة وهي عوضٌ عن التنوين في الاسم المفرد.
ويشترط في الذي يُجمع هذا الجمع أن يكون
علماً، أو صفة.
__________________
فالعَلَمُ يُشترط فيه أن يكون لمذكر
عاقل خالياً من التأنيث ومن التركيب ومن الإعراب بحرفين، نحو : صالحٍ، وحامدٍ.
والصفة يشترط فيها أن تكون لمذكر، عاقل،
خالية من التاء قابلة لها في التأنيث، أو دالة على التفضيل، نحو : كاتب وأكبر.
وليست من باب أفعل فعلاء، ولا فعلان
فعلى، ولا مما يستوي في الوصف به المذكر والمؤنث كعروس وحكيم.
ويُلحق بهذا الجمع أربعة أنواع:
__________________
النوع الأول: أسماء جموع، وهي: أولو (
وعالمون ـ وعشرون إلى التسعين.
النوع الثاني: جموع تكسير، وهي: بنُونَ
ـ وحرون
وأرضون ـ وسنون ـ وبابُه.
النواع الثالث: جموع تصحيح لم تستوف
شروط جمع المذكر السالم كأهلون
ووابلون ـ لأن أهلاً ووابلاً ـ ليسا عَلَمَين ولا صفتين، ولأن وابلاً لغير العاقل.
النوع الرابع: ما سُمي به من هذا الجمع
ـ كعابدين، وما ألحق به: كعِليِّنَ.
__________________
(النوع الثالث من
المعرب بالحروف الأسماء الستة)
الأسماء الستة: هي: أبوك ـ وأخوك ـ وحموك
ـ وفوك ـ وذو مال ـ وهَنُوك.
وهي ترفع بالواو نيابة عن الضمة، نحو :
حضر أخوك
وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة، نحو :
عظّم أباك.
(إعراب الأمثلة
السابقة)
الكلمة
|
إعرابها
|
فرح
|
فعل
ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
|
المؤمنون
|
فاعل
مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم
المفرد.
|
احترم
|
فعل
أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
|
المتأدبين
|
مفعول
منصوب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض
عن التنوين في الاسم المفرد.
|
انظر
|
فعل
أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
|
إلى
|
حرف
جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
|
المتأدبين
|
مجرور
بإلى وعلامة جره الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها لأنه جمع مذكر سالم،
والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
|
أولوا
|
مبتدأ
مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
|
العلم
|
مضاف
اليه مجرور بالكسرة الظاهرة فى آخره
|
سعداء
|
خبر
المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة فى آخره
|
__________________
وتجر بالياء نيابةً عن الكسرة، نحو :
تفاهم مع حَمِيك.
ولا تُعربُ الأسماء الستة هذا الإعراب
إلا بشروط، وهذه الشروط منها ما يُشترط في كلها، ومنها ما يُشترط في بعضها.
فأما الشروط التي تُشترط في كلها فأربعة
شروطٍ:
الأول: أن تكون مفردة، فلو ثُنيت أعربت
إعراب المثنى فتقول: أبوَاك ربياك ـ وتأدب في حضرة أبويك.
ولو جُمعت جمع مذكر سالماً أعربت
إعرابه، فتقول: هؤلاء أبُونَ وأخون ـ ورأيت أبِينَ وأحِينَ ـ إلخ.
ولو جُمعت جمع تكسير أعربت أيضاً إعرابه
بالحركات الظاهرة في آخره، كقوله تعالى: إنما المؤمنون إخوةٌ ـ فأصبحتم بنعمته
إخواناً.
الثاني: أن تكون مُكبرة ـ فلو صُغِّرت
أُعربت بالحركات الظاهرة، فتقول: هذا أُبَيٌّ ـ ورأيت أُبياً ـ ومررتُ بأُبَيٍّ.
الثالث: مُضافة، فلو قُطعت عن الإضافة
أُعربت أيضاً بالحركات الظاهرة، نحو : وله أخٌ أو أختٌ ـ وإن له أخاً ـ وبنات
الأخ.
__________________
الرابع:تكون إضافتها لغير ياء المتكلم،
فلو أضيفت إلى ياء المتكلم، تُعرب بحركاتٍ مُقدرة على ما قبل الياء، منع من ظهورها
اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم، نحو : احترمت أبي ـ وأخي الأكبر.
وأما الشروط التي تختص ببعضها دون بعض،
ففي الألفاظ الآتية:
(ا) كلمة «فوك» لا تُعرب إعراب الأسماء
الستة إلا بشرط واحد: وهو «خلو آخرها من الميم» فلو اتصلت بها الميمُ أُعربت
بالحركات الظاهرة، فتقول: نظرت إلى فمٍ حسنٍ.
(ب) كلمة «ذو» لا تُعرب إعراب الأسماء
الستة إلا بشرطين.
أولاً : أن تكون «ذو» بمعنى صاحب، فإن
لم تكن بهذا المعنى بأن كانت موصولة فهي مبنية، نحو : جاء ذو قام.
ثانياً : أن يكون الذي تُضاف إليه «اسم
جنس ظاهراً غير وصفٍ» نحو : «ذو العقل يشقى في النعيم بعقله».
(ج) كلمة «الْهَنُ» الأفصحُ فيها النقص
(أي حذفُ لامها) وإعرابها بالحركات الظاهرة على النون (وقليل فيها الإتمام
وإعرابها بالحروف) نحو : ظهر هنوك ـ واستر هناك ـ وانظر إلى هنيك.
والخلاصة: أنه يجوز «في الأب والأخ
والحم» ثلاثة أعاريب:
(١) الإعراب بالحروف، فتقول: هذا أبوك ـ
ورأيت أباك ـ ومررت بأبيك.
(٢) الإعراب مقصوراً على الألف في
الأحوال الثلاثة، فتقول: هذا
أباك ـ ورأيت أباك ـ ومررت
بأباك.
(٣) الإعراب بالحركات الظاهرة (محذوفة
الأواخر) في الأحوال الثلاثة فتقول: هذا أبُك ـ ورأيت أبَكَ ـ ومررت بأبِك.
(النوع الرابع من
المعرب بالحروف)
(الأفعال الخمسة)
الأفعال الخمسة، هي: يفعلان ـ وتفعلان ـ
ويفعلون ـ وتفعلون ـ وتفعلين: وحكمها أنها تُرفع بثبوت النون نيابة عن الضمة، نحو
: يكتبان ـ وتكتبان ـ وتنصب وتجزم بحذف هذه النون نيابة عن الفتحة والسكون، نحو :
فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا
وتسمى هذه الأفعال (بالأمثلة الخمسة)
وهي كل فعلٍ مضارعٍ اتصل به ألف الاثنين، أو واو الجماعة
أو ياء المخاطبة، نحو : ينصران ـ وتنصران ـ وينصرون ـ وتنصرون ـ وتنصرين.
__________________
(المبحث العاشر)
(في الفعل المضارع
المعتل الآخر)
الفعل المضارع المعتل الآخر: هو ما آخره
ألفٌ، كيسعى أو واو ، كيسمو ، أو ياءٌ كيرتقي، وكلها تجزم بحذف حرف العلة.
(المبحث الحادي عشر)
(في الإعراب الظاهر
والمقدر)
الإعراب الظاهر: هو ما لا ينفعُ من
النطق به مانعٌ، نحو : حضر سليمٌ ـ وقابلتُ سليماً ـ وتكلمتُ مع سليمٍ.
ويقع في الصحيح الآخر نحو : يكتب خليلٌ
__________________
وفي شبه الصحيح: وهو ما كان مختوماً
بواوٍ أوياءٍ ساكنٍ ما قبلها كدلو ـ وظبيٍ، فإن الإعراب في كل ذلك ظاهرٌ.
والإعراب المقدر: هو ما يمنع من التلفظ
به مانعٌ، من تعذر ـ أو استثقال ـ أو مناسبة.
فأولاً : المقدر يقع في المعتل الآخر «المختوم
بألفٍ مفتوحٍ ما قبلها» ، نحو : يرضى الفتى: فتقدر عليها الحركات الثلاث (للتعذر).
وثانياً : المقدر
للثقل، يقع في المعتل الآخر المختوم بواوٍ مضمومٍ ما قبلها
__________________
نحو : يدعو ، ويقع
أيضاً في المختوم بياءٍ بعد كسرة، فتقدر على الياء الضمة والكسرة فقط (للاستثقال).
وتوضيح ذلك: أن الحركات الثلاث تُقدر في
الاسم المعرب الذي آخره ألفٌ لازمةٌ: كالهُدى والمصطفى، ويُسمى (مقصوراً).
أي ممنوعاً من ظهور الحركات فيه.
وتقدر الضمة والكسرة في الاسم المعرب
الذي آخرهُ ياءٌ لازمةٌ مكسورٌ ما قبلها، كالداعي والمنادي: ويُسمى (منقوصاً)،
لأنه نقص
__________________
منه بعض الحركات
(فتظهر الفتحة في حالة النصب، نحو : كلمت القاضيَ).
وأما الفعل المضارع المعتل بالألف،
فتقدر على الألف الضمةُ والفتحة نحو : سعد يسعى إلى الاستقلال ـ ولن يهوى
الاستعباد.
والفعل المضارع المعتل بالواو والياء:
تقدر عليهما الضمة فقط نحو : سليم يسمو إلى المعالي، ويرتقي إليها باجتهاده.
وأما الفتحة فتظهر على الواو والياء، نحو
: لن تدنو المطالبُ إلا بالعمل ـ والعادل لن يُواسي في حكمه.
وثالثاً: الإعراب المقدر للمناسبة: يقع
في الاسم المضاف إلى ياء المتكلم فتقدر جميع حركات الإعراب على آخره منع من ظهورها
اشتغال المحل بالكسرة ا لمناسبة لياء المتكلم
نحو : غُلامي.
__________________
وبيان ذلك، أن آخره: إما أن يكون ملتزم
الكسر لمناسبة الياء إذا كان صحيح الآخر، كما في غلامي ـ أو شبيهاً به ـ كما في نحو
: دلوي.
وإما أن يكون آخره ملتزم السكون الواجب
بسبب الإدغام إذا كان معتل الآخر بالياء فقط، نحو : قاضي.
ورابعاً: يُقدر الإعراب في المحكي حسب
ما يقتضيه طلب العامل من حكم الإعراب المفروض له ـ والمحكي هو كلمةٌ ـ أو جملةٌ
تُحكى على لفظها كقولهم (قال فعلٌ ماضٍ) فقال: كلمة محكية. مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة
منع من ظهورها حركة الحكاية، وفعل ماض: خبر المبتدأ.
ونحو : قرأت (رأس الحكمة مخافة الله)
فجملة: رأس الحكمة مخافة الله محكية ـ وهي في محل نصب مفعول به للفعل (قرأت).
ويدخل في الجملة المحكية ما سمي به من
الجمل، نحو : تأبَّطَ شراً وشَابَ قرنَاهَا.
على أن الكلمات المفردة المحكية يكون
إعرابها تقديرياً،
وأما الجمل المحكية فيكون إعرابها
محلياً.
__________________
وخامساً: تُقدر الحركات أيضاً على ما
يُلتزم سكونه
للوقف، نحو : جاء الرجل ـ فالرجل فاعلٌ لجاء مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها
السكون العارض للوقف.
(المبحث الثاني عشر)
(في الإعراب المحلي)
الإعراب المحلي ـ هو الذي يقع في
المبنيات التي تقدم ذكرها، نحو : صَدَقَ هذا ـ وصدِّق ذاك ـ وثق بذلك.
فمحل (ذا) الرفع في الأول ـ والنصب في
الثاني ـ والجر في الثالث.
والإعراب المحلي يتعلق بجميع الكلمة،
بخلاف اللفظي والتقديري فإنهما يتعلقان بآخر الكلمة فقط، كما سبق بيانه مستوفياً.
__________________
(تمرين عام لبيان
المعربات من المبنيات)
تعلَّم يا فتَى والعودُ رَطْبٌ
|
|
وجسمُك لَيِّنٌ والطَّبْعُ قَابِلْ
|
فَحَسبُكَ يا فَتىً شرفاً وعِزّاً
|
|
سكوتُ الحاضرين وأنتَ قائلْ
|
الفرصة تمر مر السحاب، فانتهزوا فُرص
الخير.
عَرَضْنَا أنفُساً عزَّتْ علينَا
|
|
عليكم فَاستَخَفَّ بها الْهَوَانُ
|
وَلو أنّا منعنَاهَا لَعَزّتْ
|
|
ولكن كلُّ معروضٍ مُهانُ
|
ما رأيت شيئاً كثيرهُ أخف من قليله إلا
العلم ـ
مَنْ قَال لا أغلِطُ في أمرٍ جَرَى
|
|
فإنّها أوّلُ غَلطةٍ تُرى
|
خيرُ المال ما أُنفق في سبيل الخير إنّ
الطيور على أشكالها تقَعُ
سقط الحمارُ من السّفينة في الدُّجى
|
|
فبكَى الرِّفاقُ لفقده وترحّمُوا
|
حتى إذا طلع الصباحُ أتت به
|
|
نحو السفينة مَوْجَةٌ تتقدَّمُ
|
قالت خُذُوه كمَا أتاني سَالماً
|
|
لم أبْتَلِعه لأنّه لا يُهْضَمُ
|
كلامه يدخل الآذان بلا استئذان ـ خير
المواهب العقل، وشر المصائب الجهل.
لا تَدّخِرْ غيرَ العُلو
|
|
مِ فإنّها نِعْمَ الذّخَائَرْ
|
فالمرءُ لو رَبِحَ البَقا
|
|
ءَ مع الجهَالة كانَ خاسِرْ
|
لا تُعجبنّك أوجُهٌ مَدْهُونةٌ
|
|
وتظنُّ أنّ الحُسنَ بالتّلوينِ
|
فالقِردُ ذُو قبح وإنْ حسّنْتَهُ
|
|
والبدرُ لا يحتاج للتّحسِينِ
|
(المبحث الثالث عشر)
(في العامل والمعمول)
(أ) العامل في اللغة: المؤثر ـ وفي
اصطلاح النحاة: ما أوجب كون آخر الكلمة على وجهٍ مخصوص من الإعراب.
(ب) المعمول في اللغة: المتأثر ـ واصطلاحاً:
ما وُجد فيه أثر العامل لفظاً أو تقديراً أو محلاً.
(والعامل قسمان: لفظي
ـ ومعنوي)
فالعامل اللفظي: هو ما يُنطق به (حقيقة)
كلفظ (ظهر) من نحو : ظهر الحق (أوحُكماً) كعامل الظرف والجار والمجرور من قولك:
أخوك عندك ـ أو في الدار (على تقدير موجود مثلاً عندك أو في الدار).
وأنواع العوامل اللفظية كثيرة، كالفعل
وشبهه (من اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة والمصدر) وكذا المضافُ: فإنه
يجر المضاف إليه، وكذا المبتدأ فإنه يرفع الخبر ...إلخ.
والعامل المعنوي: هو ما لا يكون للسان
فيه حظٌ، وهو نوعان:
الأول: (الابتداء) وهو خُلو الاسم من
العوامل اللفظية للإسناد، نحو : العلم نافعٌ: فالعلمُ مُبتدأ مرفوع بالابتداء الذي
هو أمرٌ (معنوي).
الثاني: (التجرد) وهو تجريد الفعل
المضارع عن الناصب والجازم
نحو : يسافر سعدٌ:
فيسافر فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم (والتجرد أمرٌ معنوي أيضاً).
(تطبيق إعراب قول
الشاعر)
قَدْ هَوّنَ الصبّرُ عِنْدِي كلَّ
نَازِلةٍ
|
|
وليَّن العَزْمُ حَدَّ المرْكَبِ
الخشنِ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
قد
هون
|
قد
حرف تحقيق، هون: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
|
الصبر
|
فاعل
مرفوع بالضمة
|
عندي
|
عند
ظرف مكان متعلق بالفعل (هون) منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها الكسرة المناسبة
لياء المتكلم، والياء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر.
|
كل
نازلة
|
كل
مفعول به منصوب بالفتحة، نازلة: مضاف إليه مجرور بالكسرة
|
ولين
العزم
|
الواو
حرف عطف، لين: فعل ماض مبني على الفتح، العزم: فاعل مرفوع بالضمة
|
حد
المركب
|
حد
مفعول به منصوب، والمركب: مضاف إليه مجرور بالكسرة
|
الخشن
|
صفة
للمركب مجرور بالكسرة
|
(تمرين عام)
استخرج مما يأتي المعرب والمبني،
والمفرد والمثنى والجمع مطلقاً:
قرأت في أساطير الأولين، أن رجلاً يُسمى
(عيسى بن يحيى) جلس وصاحباً له في ليلة، فأخذا بأطراف الأحاديث بينهما، ومما قاله
عيسى لصاحبه، بلغني: أن رجلاً سلك طريقاً به أفاعٍ فاعترضه في الصحراء (ابنُ طبق
وابنُ فِتْرة) فأوجس في نفسه خيفةً منهما، ولم يكن معه شيء من آلات الدفاع، فألقى
رداءه، وخلع نعليه، وأخذ يعدو عدو الظّليم،
فقابله أسدٌ من أحدّ الأسود وأضراها، يُثير الثرى، وينثر الحصى ببراثنه، فاشتد
فزعه، وبينا هو كذلك بَصر بفتى وضاء عند وادٍ هناك، مُتقلداً سيفاً ورمحاً،
فاستغاث به، فأتى مُسرعاً، فحمل على الحيتين فقتلهما، وعلى الأسد فولى هارباً، ثم
قال له بعد أن تعارفا! ما الذي حملك على مفارقة وطنك منفرداً؟ فأنشد:
وطُولُ مقامِ الماءِ في مُستقرِّه
|
|
يُغيِّره رِيحاً ولَوْناً ومَطْعَماً
|
فقال عمرو : صدقت، ولكن لا يصح للعاقل
أن يسلك طريقاً مخوفاً حتى يَعُدّله ما استطاع من قوةٍ وسهام صائباتٍ،
فإن الله تعالى قال: «ولا تُلقوا
بأيْدِيكم إلى التّهلكة»
وقال الإمام علي: سَلْ عن الرفيق قبل
الطريق.
__________________
فأجاب: أجل، وما راءٍ كمن سمع، غير أن
حكيماً قال:
ارحلْ بنفسك من أرض تُضَامُ بها
|
|
ولا تكن بفراق الأهل في حُرقِ
|
مَن ذلّ بين أهاليه ببلدته
|
|
فالاغتراب له من أحسنِ الْخُلقِ
|
ثم قال: قد كان ما كان، وانطلق حامداً
شاكراً.
علَيكَ بِبرّ الوالدين كِلَيْهما
|
|
وبرّ ذوي القُربى وبِرّ الأبَاعِدِ
|
(الباب الثاني في
النكرة والمعرفة)
ينقسم الاسم من حيث العموم والخصوص إلى
نكرة وهي الأصل وإلى معرفة وهي الفرع وفي هذا الباب مباحث.
(المبحث الأول في
النكرة)
النكرة: هي كل اسم شائع في أفراد جنسه،
لا يختص به واحد دون غيره: كرجل وامرأة، فكل منهما شائعٌ في معناه لا يختص به هذا
الفردُ دون ذاك، فإن الأول يصح إطلاقه على كل ذكر بالغ من بني آدم، والثاني يصح
إطلاقه على كل أنثى بالغةٍ من بني آدم.
فالنكرة: هي ما لا يُفهم منها مُعينٌ،
وهي نوعان:
أحدهما: نكرةٌ تقبلُ (أل) المفيدة
للتعريف، نحو : كتاب ـ وقلم فكلٌّ منهما صالحٌ لدخول (أل) المعرِّفَة عليه. فنقول:
الكتاب والقلمُ.
ثانيهما: نكرةٌ تقع موقع ما يقبل (أل)
المؤثرة للتعريف وهي (ذو)
التي هي من الأسماء الستة، فإنها وإن كانت غير صالحةٍ بنفسها لدخول (أل) عليها،
فهي صالحةٌ بمرادفها وهو (صاحبٌ) فإنك تقول فيه (الصاحب) ولو دخلت (أل) على اسم،
ولم تؤثر فيه التعريف لم تكن معرِّفةً ولم يكن الاسم نكرة، نحو : (عباس) إذا قلت
فيه: العباس.
(المبحث الثاني في
المعرفة)
المعرفة: هل كل لفظٍ وضعه الواضع لمعنىً
معين مُشخَّص، أي هي اسمٌ يدل على شيٍ بعينه، وهي نوعان:
الأول: ما لا يقبل (أل) قطعاً، ولا يقع
موقع ما يقبلها: وذلك كالأعلام، نحو : محمد ـ وسعاد.
الثاني: ما يقبل (أل) التي لا تفيده
تعريفاً، نحو : حارث ـ وعباس، فإن (أل) الداخلة عليهما للمح الأصل بها (وهو
التنكير المفيد للتعميم).
وأنواع المعارف سبعةٌ: الضمير ـ والعَلَمُ
ـ واسم الإشارةُ ـ واسم الموصول ـ والمعرف بأل ـ والمضاف إلى واحد منها إضافة
معنوية ـ والمنادى (وهي على هذا الترتيب في الأعرفية).
__________________
(المبحث الثالث في
الضمير أو المضمر)
الضمير: هو اسمٌ لما وضع لمتكلم كأنا ـ أو
لمخاطبٍ كأنت ـ أو لغائب كهو ـ أو لمخاطب تارة، ولغائب أخرى، وهي: الألف ـ والواو
ـ والنون: كقوما ـ وقاما ـ وقوموا ـ وقاموا ـ وقمن ـ ويقمن ـ وينقسم الضمير إلى
قسمين: بارزٍ ـ ومستتر.
(الضمير البارز)
هو الذي له صورة في اللفظ، وهو نوعان:
متصل ـ ومنفصل.
فالمتصل: ما لا يُفتتح به النطق، ولا
يقعُ بعد إلا، وإنما يكون كالجزء من الكلمة السابقة، كياء ابني ـ وكاف أكرمك ـ وهاء
سَلْنيهِ.
والمتصل: ستةٌ وثلاثون ضميراً.
اثنا عشر: منها في محل رفع، وهي: كتبتُ
ـ كتبنا ـ كتبتَ ـ كتبتِ ـ كتبتما ـ كتبتم ـ كتبتن ـ كتب ـ كتبتْ ـ كتبا ـ كتبوا ـ
كتبن ـ.
واثنا عشر: منها في محل نصب، وهي: علمني
ـ علمنا ـ علّمكَ ـ عَلّمكِ ـ علمكما ـ علمكم ـ علمكن ـ علّمه ـ علّمها ـ علمهُمَا
ـ علّمَهُمْ ـ علّمهُنَّ.
__________________
واثنا عشر: منها في محل جر
وهي: هذا وطني ـ وطننا ـ وطنُكَ ـ وطنُكِ ـ وطنكما، وطنكم ـ وطنكن ـ وطنهُ ـ وطنها
ـ وطنهما ـ وطنهم ـ وطنهن.
والمنفصل: ما يُبتدأ به، ويقع بعد إلا
في الاختيار، كأنا ـ ونحن، وهو أربعة وعشرون ضميراً.
اثنا عشر: منها مختصة بالرفع، وهي: أنا
ـ ونحن ـ وأنت ـ وأنتِ ـ وأنتما ـ وأنتم ـ وأنتن ـ وهو
__________________
وهي ـ وهما ـ وهم ـ وهن.
واثنا عشر: منها مختصة بالنصب، وهي:
إياي وإيانا ـ وإياك ـ وإياكِ
ـ وإياكما ـ وإياكم ـ وإياكن ـ وإياه ـ وإياها ـ وإياهما ـ وإياهم ـ وإياهن.
(الضمير المستتر)
الضمير المستتر: هو الذي ليس له صورة في
اللفظ، كالضمير الملحوظ في، نحو : افهم درسك. وينقسم المستتر إلى قسمين: مستتر
وجوباً ـ ومستتر جوازاً.
المستتر وجوباً
هو الذي لا يخلفهُ ظاهرٌ، ولا ضميرٌ
منفصلٌ، ومواضعه عشرةٌ:
١ ـ مرفوع أمر الواحد، نحو : ذاكر ـ واجتهد.
٢ ـ مرفوع المضارع المبدوء بتاء خطاب
الواحد، نحو : أنت تفهم.
٣ ـ مرفوع المضارع المبدوء بهمزة
المتكلم، نحو : أفهمُ.
٤ ـ مرفوع المضارع المبدوء بالنون، نحو
: نفهم.
٥ ـ مرفوع أفعال الاستثناء وهي: خلا ـ وعدا
ـ وحاشا ـ وليس ـ ولا يكون
__________________
نحو : نجحوا ماعدا سليماً أو ما خلاه ـ وفازوا
لا يكونُ محموداً ـ وامتثلوا ليس سليماً.
٦ ـ مرفوع أفعل في التعجب، نحو : ما
أحسن الصدق.
٧ ـ مرفوع أفعل التفضيل، نحو : هم أحسنُ
اجتهاداً.
٨ ـ مرفوع اسم الفعل غير الماضي: كأوّه
ـ ونزالِ.
٩ ـ مرفوع الصفات المحضة، نحو : جاء
رجلٌ فاضلٌ ـ والعدلُ ممدوحٌ والإنصاف عظيمٌ.
١٠ ـ مرفوع متعلق الظرف، نحو : الأمر
إليك ـ والمجد بين بُرْدَيْكَ.
المستتر جوازاً:
هو الذي يخلفه الظاهر ـ أو الضمير
المنفصل ـ ومواضعه أربعة:
١ ـ مرفوع فعل الغائب، نحو : خليل نجح.
٢ ـ مرفوع فعل الغائبة، نحو : سعاد
نجحت.
٣ ـ مرفوع الصفات المحضة، نحو : كاملٌ
فاهمٌ ـ والدرس مفهومٌ.
٤ ـ مرفوع اسم الفعل الماضي، نحو : شتان
ـ وهيهات.
(الضمير المتصل هو
الأصل)
متى أمكن اتصال الضمير لا يُعدل إلى
انفصاله
وذلك لاختصار المتصل غالباً، فلهذا كان المتصل هو الأصل، فلا يصح العدول عنه إلى
__________________
المنفصل، إلا لدواعٍ
وأسبابٍ كثيرةٍ.
وأشهر الدواعي
الموجبة لفصل الضمائر هي:
(١) إرادة الحصر: ما إذا تقدم الضمير
على عامله، نحو : إياك نعبد وإياك نستعين ـ أو تأخر ووقع محصوراً بإلا أو بإنما،
نحو : لا نعبد إلا إياهُ ـ وإنما المعبود هو.
(٢) كون عامله محذوفاً، كما في التحذير،
نحو : إياك والكذب.
(٣) كون عامله معنوياً (وهو الابتداء)
نحو : أنا مُتأدبٌ.
(٤) كون عامله حرف نفي، نحو : ما أنا
مُهملاً في دروسي.
(٥) فصله من عامله بمتبوع له، نحو :
يُخرجون الرسول وإياكم.
(٦) فصلهُ من عامله بلفظة (إما) نحو :
ليسبق في الحفظ إما أنا وإما أنت.
(٧) وقوع الضمير مفعولاً معه، نحو :
سِرتُ وإياك.
(جواز فصل الضمائر مع
إمكان الوصل)
يُستثنى من قاعدة (متى أمكن اتصال
الضمير لا يُعدل عنه إلى انفصاله) ثلاث مسائل، يجوز فيها الانفصالُ مع إمكان
الاتصال، هي:
أولاً: إذا كان الضمير المقدم منصوباً
أعرفَ من الضمير المؤخر،
نحو : الدرهم أعطيتكه: أو أعطيتك إياه ـ والكتاب منحتك
__________________
إياه أو منحتكه ـ والقلم
مُعطيكَهُ أو مُعطيك إياهُ (جاز الفصل مع إمكان الوصل).
ثانياً: إذا اتحد الضمير في الغيبة
واختلف لفظهما إفراداً وتثنية
وجمعاً، أو تذكيراً وتأنيثاً، نحو : بنيتُ الدار لأبنائي وأسكنتهموها أو أسكنتهم
إياها (جاز أيضاً الانفصال مع إمكان الاتصال).
ثالثاً: إذا كان الضمير منصوباً خبراً
(لكان أو إحدى أخواتها) نحو : الصديق كُنْتُهُ: أو كنت إياهُ (جاز أيضاً الانفصال
مع إمكان الاتصال).
واعلم أن ضمير المتكلم أعرفُ من ضمير
المخاطب وضمير المخاطب أعرفُ من ضمير الغائب.
(تمرين)
بيِّن نوع استتار الضمائر التي في
الأفعال الآتية:
أتكلم قليلاً وأعمل كثيراً ـ وأتقدم ما
وجدت التقدم عزماً ـ وأتقهقر ما رأيتُ التقهقر حزماً ـ الحكمة ضالة المؤمن ـ فخذ
الحكمة ولو من أهل النفاق ـ من استبد برأيه هلك ـ ومن شاور الرجال شاركها في
عقولها ـ إني أنا الله لا إله إلا أنا.
__________________
ولو أنَّا إذا مُتنا تُركنا
|
|
لكانَ الموتُ رَاحةَ كلِّ حيِّ
|
ولكنّا إذا مُتنا بُعثنا
|
|
ونُسأل بعده عن كل شي
|
إياه نسأل أن يلهمنا ما فيه الرشاد
ويهدينا طريق السداد ـ يجب أن نهتم للمستقبل اهتماماً لا يحرمنا لذة الحاضر ـ لأنه
ليس من الحكمكة أن نشقى اليوم مخافة أن نشقى غداً ـ كل شيء يرخص إذا كثر خلا الأدب
فإنه إذا كثر غلا ـ من اقتصد في الغنى والفقر فقد استعد لنوائب الدهر ـ لا تكونن
على الإساءة أقوى منك على الإحسان إنك كنت بنا بصيرا.
شرّقتُ منتزحاً وقومي غربوا
|
|
شتان بين مشرّق ومغرّب
|
(المبحث الرابع في
ياء المتكلم مع نون الوقاية)
إذا سبق ياء المتكلم (فعلٌ أو اسمُ
فعلٍ) أو (مِنْ أو عن) وجب الإتيان بنون تسمى نون الوقاية (لتقي وتحفظ الفعل
الصحيح
__________________
الآخر مما لا يدخله
وهو (الكسر) الشبيه بالجر.
ولتقي أيضاً ما بُني على الأصل وهو
(السكون) نحو : والدي أدبني ـ وعلمني ـ وزدني يا رب علماً ـ ولا تنقل هذا الخبر
عني ـ ولا ينال اليأس مني.
وإذا سبق ياء المتكلم: إن أو إحدى
أخواتها، أو لدُنْ أو قد أو قط، جاز ذكر نون الوقاية، وجاز حذفها، نحو : إني ـ وإنني
ـ ولدُنِي ـ ولَدُنِّي ـ وقدي وقدني ـ وقطي وقطني ـ غير أن الأكثر الحذف في لعل،
والإثبات في ليت ولدن وقط وقد، نحو : ليتني أنالُ رضا الناس ـ ولك من لدني صادقُ
الود.
__________________
(تمرين على ياء
المتكلم مع نون الوقاية)
ليتني أزورك فتحسن إليّ ـ هم يكافئونني
إذا أحسنت الخدمة لهم ـ ذهب إخواني للرياضة ما خلاني ـ اجتهدت لعلي أظفر بضالتي ـ دعاني
إلى الحديث ما رأيتموني عليه من الصراحة ـ إن الذين لم ينصروني على عدوي لا
يحبونني ـ ما عساني أقول وقد سمعتم مني كثيراً ولم تأخذوا عني إلا قليلاً ـ قدني
ما قلته إلى الآن لقد ورد إليكم من لدني رسائل كثيرة على أنني لم أفز بجواب عليها،
كأنني غريب عنكم ولكني أعذركم فإذا تكرمتم بشيء فإني أقول قطني وحسبي.
(المبحث الخامس في
العلم)
العلم هو ما وُضع لمسمى مُعين بدون
احتياج إلى قرينة خارجة عن ذات لفظه، نحو : جعفر ـ وغضنفر ـ وزينب ـ وشاة ـ ومصر.
__________________
(تقسيم العلم باعتبار
الوضع)
ينقسم العلم باعتبار الوضع إلى ثلاثة
أنواع: اسم ـ وكنية ـ ولقب.
فالاسم: ما وُضع أولاً ليدل على الذات،
نحو : عمر ـ وعثمان.
والكنية: هي كل مركب إضافي صدرهُ: أبٌ ـ
أو أم ـ أو ابنٌ ـ أو بنتٌ، نحو : أبو البشر ـ وأم المؤمنين ـ وابن مالك ـ وبنت
النعمان.
واللقب: ما يُراد به مدحُ مسماه ـ أو
ذمه، نحو : جمال الدين ـ وسيف الدولة ـ والناقص ـ والحمار.
(تقسيم العلم باعتبار
الاستعمال)
ينقسم العلم باعتبار الاستعمال إلى
نوعين:
مُرتجل: وهو ما وضع من أول الأمر علماً،
ولم يُستعمل في شيء آخر قبل علميته: كعمر ـ وسعاد.
ومنقول: وهو ما نُقل من شيء سبق
استعماله فيه قبل العلمية.
والنقل: إما عن مصدر، كفضل: أو عن اسم
جنس، كأسد، أو عن فعل: كيحيى، وأحمد: أو عن صفة: كمحرز ـ ومحمد ـ وسعيد ـ
__________________
وحمَّاد: أو عن مركب كجاد المولى ـ وسيبويه.
والأعلام المنقولة أكثر من المرتجلة.
واعلم أنه إذا اجتمع الاسم واللقبُ يقدم
الاسم ويُؤخر اللقبُ لأنه كالنعت له، نحو : هارون الرشيد ـ إلا إذا اشتهر اللقب
اشتهاراً تاماً فيجوز العكس، نحو : إنما المسيح عيسى بن مريم.
وأما الكنية: فلا ترتيب لها معهما،
فيجوز تقديمها وتأخيرها، غير أن الأشهر تقديمها عليهما جميعاً، فيقال: أبو حفصٍ
عُمر الفاروق ـ وأبو الطيب أحمد المتنبي، وذلك لأن المراد بالكنية الدلالة على
الذات دون الصفة بخلاف اللقب، كما تقدم.
(تقسيم العلم باعتبار
اللفظ)
ينقسم العلم باعتبار اللفظ إلى نوعين:
مفرد ومركب.
فالمفرد: نحو ، سعدٍ ـ وحكمه أن يُعرب
على حسب العوامل إلا إذا كان (ممنوعاً من الصرف) فيجر بالفتحة، نحو : أحمد.
أو كان على وزن (فعال) نحو : حذام،
فيُبنى على الكسر.
والمركب: (إن كان إضافياً) نحو : نور
الدين ـ فحكمه أن يُعرب (صدره) على حسب العوامل، ويجر (عجزه) بالمضاف دائماً.
والمركب (إن كان مزجياً) نحو : بعلبك ـ فحكمه
أن يمنع من الصرف، إلا إذا كان مختوماً بويه، نحو : سيبويه ـ فيبنى على الكسر.
والمركب (إن كان إسنادياً) نحو : جاد
الحق ـ وتأبط شراً
فحكمه أن يبقى على
حاله قبل العلمية، ويُحكى على حالته الأصلية وتقدر على آخره حركاتُ الإعراب.
(تقسيم العلم باعتبار
معناه)
ينقسم العلم إلى علم شخصي، وهو اسمٌ
يختص بواحدٍ دون غيره من أفراد جنسه، وإلى علم جنسي
وهو ما وضع للجنس برمته، بقطع النظر عن أفراده.
ومسماهُ يكون للأعيان العقلاء مثل
(فرعون) علماً لكل ملكٍ من ملوك مصر ـ أو لغير الأعيان ـ كأسامة لجنس الأسد،
وثُعالة للثعلب ـ وقد يكون مُسماهُ للمعاني ـ كَبَرّةَ: لجنس البر ـ وفجار، لجنس
الفجور، والعلمُ الجنسي مقصورٌ على السماع، وهو يكون اسماً كما مر
__________________
وكنية (كأبي جعدة)
للذئب و (أم عامر) للضبع و (أبي أيوب) للجمل و (أم قشعم) للموت ـ ويكون لقباً
(كالأخطل) للهر. و (ذي الناب) للكلب، و (ذي القرنين) للبقر والضأن.
(تمرين ١)
بيِّن أنواع العلم الشخصي والجنسي فيما
يأتي:
القاهرة ـ أنشأها القائد جوهر الذي فتح
مصر سنة ٩٦٩ م ـ وسماها (القاهرة) تفاؤلاً بمرور كوكب من (المريخ) على خط زوالها
وقتئذ ـ وكان العرب يسمون هذا الكوكب (القاهرة).
أنشأ صلاح الدين يوسف الأيوبي (القلعة)
على سفح جبل المقطم.
جامع محمد علي ـ بدئ ببنائه في أيام محمد
علي باشا ـ وانتهى في عهد سعيد باشا ـ سميت الأزبكية بهذا الاسم نسبة للأمير أزبك
الذي فاز على الأتراك لتأييد السلطان قايد باي.
__________________
خان الخليلي ـ بناها السلطان الأشرف خليل
في آخر القرن الثالث عشر من الميلاد ـ مقياس النيل ـ أنشأه سليمان بن عبدالملك
الخليفة الأموي سنة ٧١٦ للميلاد، يقال: فلان أجوع من ذُؤالة ـ وأعطش من سُعالة ـ وأجبن
من ضَب ـ وأحمق من هُبنقة ـ وأول من نطق بالعربية يعرب بن قحطان من أعاظم ملوك
العرب.
تمرين ٢ ـ بيِّن
الاسم واللقب والكنية في الأمثلة الآتية
عمر بن الخطاب أول من سمي بأمير
المؤمنين ـ هو أفرغ من فؤاد أم موسى ـ هو أقوى من ذاكرة أبي العلاء ـ أنشأ
المنصورة محمد الكامل بن العادل استعاضة بها عن دمياط التي استولى عليها الصليبيون
وقتئذ ـ ابن خلدون هو محمد بن خلدون الحضرمي ـ صاحب الأغاني أبو الفرج الأصبهاني
علي بن الحسين القرشي الأموي، وجده مروان آخر خلفاء بني أمية.
(أجب عن الأسئلة
الآتية)
ما هو العلم؟ وما هي أقسامه؟ ما الفرق
بين العلم المنقول والمرتجل؟ ومما يكون النقل؟ ما هي أنواع المركب؟ وما هو حكم كل
منها؟ ما الفرق بين الكنية واللقب والاسم؟ ما رتبة اللقب إذا اجتمع مع الاسم؟ وما
هي رتبة الكنية مع الاسم؟ وما هي رتبتها مع الاسم واللقب؟ ما حكم الاسم مع اللقب
إذا كانا مفردين أو مركبين أو مختلفين؟ ما الفرق بين العلم الشخصي والجنسي؟
__________________
(المبحث السادس في
اسم الإشارة)
اسم الإشارة: ما يدل على شيء معين مع
إشارة إليه حسية أو معنوية، نحو : هذا تلميذٌ ـ وتلك تلميذةٌ ـ وهذا رأيٌ صوابٌ.
وألفاظه، هي:
ذا للمفرد المذكر، مثل: طالع ذا
الكتابَ.
__________________
ذَانِ ـ رفعاً: وذَينِ نصباً وجراً
(مُخففة نونهما أو مُشددة) للمثنى المذكر.
تا ـ تي ـ تِهِ ـ ذِي ـ ذِهِ ـ للمفردة
المؤنثة.
تانِ رفعاً (وتَينِ) نصباً وجراً (مخففة
نونهما أو مشددة) للمثنى المؤنث.
ويتصل بألفاظ الإشارة السابقة ثلاثة
أحرف: ها التنبيه ـ وكافُ الخطاب ـ واللام.
فألفاظ الإشارة المجردة من «الكاف
واللام» تكون للمشار إليه (القريب) نحو : ذا ـ أو هذا ـ وذي ـ أو هذي ـ وهذان ـ وهاتان.
وألفاظ الإشارة المتصلة (بالكاف) تكون
للمشار إليه (المتوسط) نحو : ذاك ـ أو هذاك ـ وَتيكِ ـ أو هاتيكِ ـ إلخ.
وألفاظ الإشارة المقرونة (باللام مع
الكاف) فقط ـ أو المشددة النون في المثنى تكون (للبعيد) نحو : ذلك ـ وتلك ـ وتلكَ
ـ وأولئك ـ وذانك ـ وتانك (بتشديد نونهما في المثنى).
فتكون مراتب اسم الإشارة ثلاثة: قريبٌ ـ
ومتوسطٌ ـ وبعيدٌ.
__________________
واسم الإشارة يُطابق المشار إليه في
تذكيره وتأنيثه وإفراده وتثنيته وجمعه، كما تُطابق الكاف المخاطب في جميع ما ذكر.
ويشار للمكان القريب: بهنا أو ها هنا.
ويشار للمكان المتوسط: بهناك (مخفف
النون).
ويشار للمكان البعيد: بهنالك ـ أو ثم ـ أو
ثمة ـ أو هنَّا (بتشديد النون).
وأسماء المكان تلزم الظرفية أو الجر
بالحرف محلاً فيقال: جئنا من هنا ـ وذهبنا من هناك إلى هنالك.
ويفصل جوازاً بين ها التنبيه واسم
الإشارة المجرد من الكاف بضمير المشار إليه، نحو : ها أنا ذا ـ أو ذي ـ وها نحن
ذانِ ـ أو تان ـ أو أُولاءِ.
(تمرين ١)
بيِّن أسماء الإشارة ونوع المشار إليه:
ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل
شيء ـ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ـ إن في ذلك لعبرة ـ تلك آثارنا تدل علينا.
هذي المدائن قد خلتِ من أهلها
|
|
بعد النظام وهذه الأهرام
|
__________________
أولئك على هدى من ربهم.
وغاية هذي الدار لذة ساعة
|
|
ويعقبها الأحزان والهم والندم
|
وهاتيك دار الأمن والعز والتقى
|
|
ورحمة رب الناس والجود والكرم
|
ذلك هو الزعيم الفذ الذي يسعى في خير
أمته.
أولئك
آبائي فجئني بمثلهم
|
|
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
|
(تمرين ٢)
دل على اسم الإشارة وبيِّن أنواع المشار
إليه:
ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ـ أولئك
على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون. إن أردت أن تكون مرضياً عنك فلا تصاحب ذلك الجاهل
ـ ولا تسع إلى تلك الأماكن ـ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
ذلك هو الرجل الفطن الذي يسعى في خير
أمته فاعمل مثله لتكون من العظماء ـ
تِلكمْ قُريشٌ تمنّاني لِتقتلني
|
|
فلا ورَبِّك مَا بَرُّوا ولا ظفِروا
|
(أجب عن الأسئلة
الآتية)
ما هي ألفاظ الإشارة واذكر الألفاظ
الخاصة بإشارة المفرد المذكر ومثناه وجمعه، والخاصة بالمفردة المؤنثة ومثناها
وجمعها؟ اذكر المراتب الثلاثة الموضوعة لاسم الإشارة؟ اذكر الألفاظ التي تلحقها
كاف الخطاب فقط والتي تلحقها مع اللام؟
لفظ (ثم) يشار بها إلى المكان البعيد
بدون أن يلحقها شيء من ها التنبيه، أو كاف الخطاب أو اللام ـ وإذا تقدمت (مِنْ)
على لفظة (ثم) أفادت التعليل.
__________________
(تنبيهات)
الأول: سبق أن المشار إليه: إما ـ قريبٌ
أو متوسطٌ أو بعيدٌ ـ فأسماء الإشارة التي هي:
(للقريب)
للمذكر ـ (ذا) للمفرد ـ (وذان ـ وذيْنِ)
لمثناه ـ و (أولاء) لجمعه.
وللمؤنث (تا ـ تِي ـ تهْ ـ ذِي ـ ذِه)
للمفردة ـ و (تَانِ ـ وتَيْن) لمثناها ـ و (أولاء) لجمعها.
(وللمتوسط)
للمذكر: (ذاك ـ ذَانِكَ ـ ذينكَ ـ أولئك).
وللمؤنث: (تيكَ ـ تانِكَ ـ تَيْنِكَ ـ أولئك).
__________________
(وللبعيد)
للمذكر: (ذلك ـ ذَانِّكَ ـ ذَيِّنكَ ـ أولئك).
وللمؤنث: (تلكَ ـ تانِّكَ ـ تَينِّكَ ـ أولئك).
الثاني: هاك نموجاً يُبين استعمال أسماء
الإشارة في جميع أوجه الخطاب.
المشار إليه
|
مخاطب مذكر
|
مخاطب مؤنث
|
|
مفرد
ـ مثنى ـ جمع
|
مفرد
ـ مثنى ـ جمع
|
مفرد
مذكر
|
ذاك
ـ ذاكما ـ ذاكم
|
ذاك
ـ ذاكما ـ ذاكن
|
مثنى
مذكر
|
ذانك
ـ ذانكما ـ ذانكم
|
ذانك
ـ ذانكما ـ ذانكن
|
جمع
مذكر
|
أولئك
ـ أولئكما ـ أولئكم
|
أولئك
ـ أولئكما ـ أولئكن
|
مفردة
مؤنثة
|
تلك
ـ تلكما ـ تلكم
|
تلك
ـ تلكما ـ تلكن
|
مثنى
مؤنثة
|
تانك
ـ تانكما ـ تانكم
|
تانك
ـ تانكما ـ تانكن
|
جمع
مؤنث
|
أولئك
ـ أولئكما ـ أولئكم
|
أولئك
ـ أولئكما ـ أولئكن
|
الثالث: سبق أنه يجوز دخول ها التنبيه
على أسماء الإشارة إلا في حالة البعد، نحو : هذا ـ وهذه ـ وهذان ـ وهذين ـ وهاتان
ـ وهاتين ـ وهؤلاء.
وإذا كان المشار إليه بعيداً ألحقت اسم
الإشارة (كافاً) حرفية تتصرف تصرف الكاف الأسمية بحسب المخاطب نحو : ذاك ـ وذاكِ ـ
وذاكما ـ وذاكم ـ وذاكن ـ ويجوز أن تزيد قبلها (لاماً) للبعد، نحو : ذلكَ ـ ذلكِ ـ
ذلكما ـ ذلكم ـ ذلكن ـ ولا تدخل (اللام) في المثنى مطلقاً ـ فلا يقال ذانلكما ـ ولا
تانلكما.
كما لا تدخل في الجمع الممدود، فلا
يقال: أولاء لك، وإنما تدخل فيهما (الكاف) في حالة البعد نحو : ذانكما ـ وتانكما ـ
وأولئك.
واعلم أنه كما لا تدخل (اللام) على
المثنى والمجموع لا تدخل على المفرد إذا تقدمته ها التنبيه فيقال فيه (حالة البعد)
هذاك ـ ولا يقال فيه هذالك ـ كما سبق.
(المبحث السابع في
الاسم الموصول)
الاسم الموصول:
هو ما وضع لمسمى مُعينٍ بواسطة جملة تُذكر
__________________
بعده مُشتملةً على
ضميره تُسمى صلة له.
(الأسماء الموصولة
قسمان: خاصةٌ ـ ومشتركةٌ)
فالأسماء الموصولة الخاصة: هي التي
تختلف صورتها بالإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، حسب مقتضى الكلام، وهي
سبعة ألفاظ:
١) الذي: للمفرد المذكر ـ عاقلاً أو
غيره.
٢) اللذان ـ واللذين: للمثنى المذكر ـ (رفعاً
ونصباً وجراً).
٣) الذين: لجمع المذكر العاقل ـ (ويكون
ملازماً الياء رفعاً ونصباً وجراً).
٤) التي: للمفردة المؤنثة ـ (عاقلة أو
غيرها).
٥) اللتان ـ واللتين ـ للاثنتين ـ (وتشدد
النون فيهما جوازاً).
٦) اللاتي ـ واللواتي ـ واللائي: للجمع
المؤنث مطلقاً.
__________________
٧) الألى: لجمع الذكور والإناث، نحو :
جاءت التلاميذ الألى ذهبوا ـ والتلميذات الألى ذهبن.
والأسماء الموصولة المشتركة: هي التي
تكون بلفظ واحد للجميع فيشترك فيها المفرد والمثنى والجمع، والمذكر والمؤنث، وهي
ستة ألفاظٍ: مَنْ ـ وما ـ وأي ـ وذا ـ وذو ـ وأل
١ ـ مَنْ: اسم موصول للعاقل، نحو : اقبل
عُذر مَنْ اعتذر إليك.
٢ ـ وما: اسم موصولٍ لغير العاقل، نحو :
اغفر لنا ما فَرَط منا.
٣ ـ وأي: عامةٌ للعقلاء وغيرهم، ومؤنثها
(أيةُ).
وتُبنى على الضم بشرط إضافتها إلى
معرفة، وحذف الضمير الواقع صدر صلتها، نحو : يسرني أيكم مُؤدبٌ.
(هذا إذا لم تُوصل بفعل أو ظرف) نحو :
أيهم قام، أو عندك، وإلا أُعربت كما تعربُ في المواضع الثلاثة الآتية، وهي:
أولاً: إذا أُضيفت وذُكر صدر صلتها، نحو
: يسرني أيهم هو مؤدبٌ.
ثانياً: إذا لم تُضف وذُكر صدر صلتها،
نحو : يسرني أيٌّ هو مؤدبٌ
ثالثاً: إذا لم تُضف ولم يُذكر صدر
صلتها، نحو : يسرني أي مؤدبٌ
فلفظة (أي) تُرفع وتنصب وتجر، في تلك
الأحوال الثلاثة حسب العوامل.
(حكم «أي» الموصولية)
(أ) وجوب إضافتها إلى معرفة، لشدة
توغلها في الإبهام، فاحتاجت إلى ما يُفيدها تعريفاً.
(ب) وجوب أن يكون عاملها مستقلاً
مُقدماً عليها، وأن تكون صلتها غير ماضية، لأنها موضوعة للعموم والإبهام، فكان
المستقبل مناسباً لها، والماضي منافياً ـ وإنما أوجبوا تقديم العامل عليها للفرق
بينها وبين (أي) الشرطية، والاستفهامية، فإن عاملهما لا يكون إلا مؤخراً عنهما
لوجوب تصدرهما في أول الكلام.
(٣) وذا: للعاقل وغيره، وتكون اسماً
موصولاً إذا وقعت بعد (مَنْ وما) الاستفهاميتين ـ غير مُشار بهاولا مُركبة مع إحداهما، نحو : مَنْ ذا
لقيت ـ وماذا فعلت ـ أي من الذي لقيته، وما الذي فعلته.
(٥) وذو : تستعمل اسم موصول بمعنى الذي
في لغة (بَني طيٍّ) ولذلك يقال لها (ذو الطائية) وهي للعاقل وغيره، وتلزم البناء
على الواو في جميع حالاتها، وتبقى بلفظ واحد للجميع ـ كقول سنان الطائي:
فإنّ الماء ماءُ أبي وجَدِّي
|
|
وبِئرِي ذو حَفرتُ وذُو طويتُ
|
__________________
(٦) وأل: للعاقل وغيره، وتكون اسماً
موصولاً، يشترط أن تكون ما دخلت عليه صفة صريحة (اسم فاعل ـ أو اسم مفعول صريحين
أو صيغة مُبالغة) نحو : أقبل الشاكرُ والمشكور والشكور (فأل) في هذه الأمثلة
الثلاثة بمعنى الذي.
(افتقار الموصولات إلى
«صلة» متأخرةٍ عنها)
الصلة: هي الجملة التي تُذكر بعد
الموصول لمعرفته وبيان معناه، ويشترط فيها أن تكون خبرية
معروفةً للسامع
مشتملةً على ضمير يعود إلى الموصول يسمى (بالعائد) ولا يكون لها محلٌ من الإعراب
__________________
وتقع الصلة جُملة
(فعلية أو اسمية) نحو : لا
تقل ما يُذْري بك ـ والصبر حيلة من لا حيلة له.
وتقع أيضاً الصلة: شبه جملة (وهو الظرف
المكاني والجار والمجرور) التامان
نحو : عرفت الذي عندك ـ وقرأتُ ما في الكتاب.
والصلة مع الموصول كالكلمة الواحدة، فلا
يُتبع الموصول ولا يُخبر عنه، ولا يستثنى منه قبل استيفائه الصلة التي لا تتقدم هي
ولا شيء منها عليه، كما لا يتقدم الجزء الثاني من الكلمة على الأول ولا يفصل
بينهما إلا بالقسم أو النداء أو الجملة الاعتراضية، نحو : هذا الذي ـ والله ـ أو
يا أخي ـ أو هداك الله ـ يقومُ بالأمر.
ولا يجوز حذف شيء من صلة أو موصول إلا
ما عُلم منهما، نحو : أمَنْ يجتهد ويكسل سواء؟ أي ومن يكسل.
(عائد الموصول)
العائد: هو الضمير الذي يربط الصلة
بالموصول ويعود منها إليه
__________________
لتحصل الفائدة، بشرط
أن يكون ضمير غيبةٍ
مُطابقاً لفظاً ومعنىً للموصول (في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث).
فتقول: جاء الذي أكرمته ـ والتي أكرمتها
ـ واللذان أكرمتهما ـ والذين أكرمتهم ـ واللواتي أكرمتهن.
هذا في الموصول المختص مما يُطابق لفظه
معناه.
وأما الضمير العائد إلى (الموصول
المشترك) (كمَنْ وما) إذا قُصد بهما غير المفرد المذكر، فيجوز فيهما حينئذ وجهان:
(أ) مُراعاة اللفظ: فيكون مفرداً
مذكراً مع الجميع، وهو الأكثر نحو ، ومنهم من يستمعُ إليك.
(ب) ومراعاة المعنى، نحو : ومنهم من
يستمعون إليك.
__________________
فإذا وقع التباسٌ بمراعاة اللفظ وجبت
مراعاة المعنى، نحو : تصدّقْ على من سألتك ـ ولا تقل من سألك، ونحو : أكرم من زارك
ـ لا من زارتك.
(الضمير الذي يعود
إلى الموصول واجبٌ ذكره ـ وجائز حذفه)
(أ) فيجب ذكره إذا لم يصلح الباقي بعد
حذفه لأن يكون صلةً سواء أكان ضمير رفع أم نصب أم جر.
(ب) ويجوز حذفه إذا وقع في أول صلة
طويلة (مرفوعاً) على أنه
مبتدأ، مُخبرٌ عنه بمفرد
وذلك بشرط طول الصلة فتخفف بحذفه،
__________________
نحو : ما أنا بالذي
قائلٌ لك سوءاً (أي بالذي هو قائلٌ).
(ج) ويجوز حذفه أيضاً إذا كان
(منصوباً) متصلاً
بفعل تامٍ
أو بوصف تامٍ، غير صلة (أل)
نحو : نشهد بما نعلم، ونحو : الذي أنا
__________________
مُعطيك درهمٌ ـ والأصل
ـ نشهد بما نعلمه ـ والذي أنا مُعطيكهُ درهمٌ وذلك أيضاً بشرط أن يصلح الباقي بعد
الحذف لأن يكون صلةً.
(د) ويجوز حذفه أيضاً إذا كان
(مجروراً) بالمضاف الذي يكون اسم فاعل
(بمعنى الحال أو الاستقبال) نحو : جاء الذي أنا زائر (أي زائره).
وكذا يُحذف الضمير المجرور بالحرف
المماثل
للحرف الداخل على الموصول، واتفق مُتعلقا الحرفين لفظاً
ومعنىً نحو : مررتُ بالذي
مررتَ به.
وذلك أيضاً بشرط أن يصلح الباقي بعد
الحذف لأن يكون صلةً.
(أسئلة يطلب أجوبتها)
كم قسماً للأسماء الموصولة؟ ما هي
الأسماء الموصولة الخاصة؟ ما هي الأسماء الموصولة المشتركة؟ ما هو حكم مَنْ وما؟
ما هو حكم أي؟ ما هو حكم ذا؟ ما هو حكم ذو؟ ما هو حكم أل؟ إلى أي شيء يحتاج الاسم
الموصول؟ على أي شيء يجب أن تشتمل الصلة؟ ماذا يشترط في العائد؟ متى يذكر ويحذف
العائد؟ ما الفرق بين الموصول الخاص والموصول المشترك؟ ما الفرق بين الموصول
الاسمي والموصول الحرفي؟ كم عدد الموصول الحرفي؟ واذكر حكم كل منها؟
__________________
تطبيق إعراب ـ ما مضى فات والمؤمل غيب
ولك الساعة التي أنت فيها
الكلمة
|
إعرابها
|
ما
|
ما
اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
|
مضى
|
مضى
فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو يعود على
ما، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
|
فات
|
فعل
ماض مبني على الفتح، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو يعود على ما، والجملة من الفعل
والفاعل في محل رفع خبر ما.
|
والمؤمل
|
الواو
حرف عطف، المؤمل مبتدأ مرفوع بالضمة.
|
غيب
|
خبر
المبتدأ مرفوع بالضمة.
|
ولك
|
الواو
حرف عطف، لك جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.
|
الساعة
|
الساعة
مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
|
التي
|
اسم
موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للساعة.
|
أنت
فيها
|
أنت
مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع، فيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر، والجملة
صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
|
(تمرين ١)
بيِّن الموصول الخاص من الموصول
المشترك:
أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من
خانك ـ إن صلاح الأمة بالأمهات اللواتي يحسنّ تربية أولادهن، وبالآباء الأُلى
يسهرون على تقويم أخلاقهم ـ لا تهمل الوصية التي أوصيتك باتباعها، ستعلم أي هذين
الرجلين هو الصادق ـ إن القمار والمسكر هما الرذيلتان اللتان تقودان إلى أفظع
الشرور.
إن من يدّعي ما ليس فيه
|
|
كذبته شواهد الامتحان
|
قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم
خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون.
(المبحث الثامن في
المعرف بأل).
المعرف بأل: هو اسمٌ دخلت عليه (أل)
فأفادته التعريف، نحو : القلم والكتاب.
وتنقسم (أل) إلى ثلاثة أنواع: أصلية ـ وزائدة
ـ وموصولة.
فالأصلية: هي التي تفيد التعريف، نحو :
الرجل ـ والمرأة.
والزائدة: هي التي لا تفيده، وهي نوعان:
لازمةٌ ـ وغير لازمة.
(١) فاللازمة تكون في ألفاظٍ مسموعةٍ
كالواقعة في الأسماء الموصولة نحو : الذي ـ والتي، وفي أيام الأسبوع كالسبت ـ والاثنين،
وفي الآن ظرف زمان، وفي بعض الأعلام المرتجلة الموضوعة من أول أمرها مقترنة بالألف
واللام: كاللات والعزى (اسمي صنمين) والسَّمَوْءَل والْحُطَيْئَةَ (اسمي رجلين).
(٢) وغير اللازمة: هي الداخلة على بعض
الأعلام المنقولة من أصلٍ: لِلَمحِ
معنى ذلك الأصل فيها (أي للدلالة على أن المعنى الأصلي
__________________
ملحوظ للمتكلم) وأكثر
ما يكون ذلك في العلم المنقول على المصدر كالفضل والحرث أو عن الصفة كالقاسم
والمنصور والعباس.
وقد تزاد (أل) في الحال والتمييز، نحو :
أُدخلوا الأول فالأول ـ ونحو : وطبت النفس.
(فأل) في جميع ما ذكر زائدةٌ، لأن
الموصولات وغيرها معارف بدونها ـ وكذلك الحال والتمييز يبقيان معها على تنكيرهما
في المعنى.
والموصولة: هي الداخلة على اسم الفاعل
والمفعول وأمثلة المبالغة نحو : جاء المنتصر ـ وأكرمت المنصور ـ أي الذي انتصر،
والذي نُصر كما سبق ذكره في الموصولات.
(تعريف العدد)
١ ـ إن كان العدد مُركباً عُرِّف
صَدْرُه، مثل: أخذت السبعة عشرَ كتاباً ـ وأكرمت الثلاثة عشرَ رجلاً.
__________________
٢ ـ وإن كان مضافاً، عُرِّفَ عَجُزُهُ،
مثل: اختبار ثلاثة الأشهر الأولى.
٣ ـ وإن كان معطوفاً، عُرِّف الجزءان
معاً، نحو : رأيت الألف والستة عشرَ جندياً.
(المبحث التاسع في ما
بقي من المعارف)
(أ) المعُرَّفُ بالإضافة:
هو ما أُضيف إلى إحدى المعارف السابقة إضافةً معنوية
فاكتسب التعريف منها، نحو : قلمي ـ قلم سليم ـ كتاب هذا ـ خطاب الذي كان معنا
بالأمس ـ قلم الكاتب ـ كتاب رب العالمين.
(ب) المعرف بالنداء: هو نكرةٌ قُصدت
بالنداء، نحو : يا مُسافر أسرع ـ ويا أستاذ احترس.
__________________
(المرفوعات من
الأسماء)
المرفوعات عشرة، هي: الفاعل ـ ونائب
الفاعل ـ والمبتدأ وخبره ـ واسم كان وأخواتها ـ واسم أفعال المقاربة ـ واسم الحروف
المشبهة بليس ـ وخبر إن وأخواتها ـ وخبر لا التي لنفي الجنس ـ والتابع للمرفوع (من
نعت ـ وعطف ـ وتوكيد ـ وبدل).
(الباب الثالث في
الفاعل)
الفاعل: هو الاسم المرفوع
المسند إليه فعلٌ معلوم
تام أوشبهه
مذكُور قبله
ودل على من فعل الفعل أو قام
__________________
به
نحو : طلعت الشمس ساطعاً نورهاً، ونحو : مُختلفٌ ألوانه، ونحو : أفلح الصائب رأيه،
ونحو : أحسن الكريم عُنصرهُ، وفي هذا الباب مباحث.
(المبحث الأول)
يكون الفاعل ظاهراً، أو ضميراً ـ ومفرداً
أو مثنى أو جمعاً ومذكراً أو مؤنثاً، نحو : لقد علم التلميذ والتلميذان والتلاميذ
والمعلمون والمعلمات أن حياة العلم مُذاكرته.
فإذا كان الفاعل الظاهرُ (مثنى أو
مجموعاً جمعاً سالماً) لا تلحقُ فعلهُ علامة التثنية ولا علامة الجمع
ويجري الفعل مع الفاعل (المثنى أو المجموع) كما يجري مع (المفرد) «لأن الفعل لا
يُسند إلا إلى فاعلٍ واحد» فيقال
__________________
اصطلح الخصمان، لا
اصطلحا، ويقال: أفلح المؤمنون، لا أفلحوا.
وإذا كان الفاعل مؤنثاً لحقت عامله تاء
التأنيث (ساكنة) في آخر الماضي نحو : حضرتْ سعاد و (متحركة) في أول المضارع، وفي
آخر الصفة، نحو : تقوم ليلى ـ ونحو : سليمٌ مُؤدبةٌ ابنتهُ.
ولحوق تاء التأنيث بالعامل: منه واجبٌ ـ
ومنه جائزٌ.
(وجوب تأنيث العامل
في أربعة مواضع)
أولاً: إذا كان الفاعل ضميراً متصلاً
يعود على مؤنث حقيقي التأنيث أو مجازيه، نحو : سُعاد حضرت ـ والنار اشتعلت.
ثانياً: إذا كان الفاعل اسماً ظاهراً
مؤنثاً حقيقياً متصلاً بفعله المتصرف، نحو : تعلمت الفتاة ـ وتنوح الحمامة.
ثالثاً: إذا كان الفاعل ضميراً مستتراً
يعود إلى جمع تكسير لمؤنثٍ ـ أو إلى جمع المؤنث السالم، نحو : الفواطمُ أو
الفاطماتُ فرحت أو فَرِحْنَ.
__________________
رابعاً: إذا كان الفاعل ضميراً عائداً
إلى جمع تكسير لمذكر غير عاقلٍ، نحو : الأيام بك ابتهجت.
(جواز تأنيث العامل
في خمسة مواضع)
(١) إذا فُصل الفاعل الظاهر الحقيقي
للتأنيث عن عامله بغير (إلا ـ وغير ـ وسوى) نحو : حضر ـ أو حضرت اليوم فتاة.
(٢) إذا كان الفاعل ظاهراً مجازيَّ
التأنيث، نحو : طلعَ أو طلعت الشمس.
(٣) إذا كان الفاعل ضمير جمع مُكسر عاقل
نحو التلاميذ اجتهدت، أو اجتهدوا.
(٤) إذا كان الفاعل جمع تكسيرٍ لمذكر أو
لمؤنث أو اسم جمع أو شبه جمع، نحو : جاء أو جاءت العلماء ـ وقامت أو قام الجواري ـ
وحضر أو حضرت النساء ـ وأورقَ أو أورقت الشجر.
(٥) إذا وقع الفاعل المؤنث بعد فعل جامد
نحو : نِعْمَ أو نعْمتِ
__________________
الفتاة سعاد وبئس أو
بئست المرأة هند ـ وساء أو ساءت التلميذة سلوكها وإثبات التاء في كل ذلك أولى،
لأنه الأصل ولا مقتضى للعدول عنه.
(امتناع تأنيث العامل
في ثلاثة مواضع)
يمتنع التأنيث إذا كان الفاعلُ مفصولاً
بإلا، نحو : ما حضر إلا سعاد أو كان مؤنثاً لفظاً مذكراً معنى، كطلحة أو كان جمع
مذكر سالماً.
(المبحث الثاني في
رتبة الفاعل مع الفعل والمفعول)
الأصل في الفاعل أن يلي الفعلُ متصلاً
به فيقدم وجوباً على المفعول به.
(يتقدم الفاعل على
المفعول في ثلاثة مواضع)
أولاً: إذا خفيَ إعرابهما لعدم وجود
قرينة تعين أحدهما من الآخر، نحو : أهان أبي عمي.
ثانياً: إذا كان الفاعلُ ضميراً متصلاً،
نحو : أحببتُ الوطنَ.
ثالثاً: إذا كان المفعول محصوراً، نحو :
ما فهم أحدٌ إلا سليماً
وقد يُعدلُ عن التحفظ بهذا الأصل: فيذكر
أولاً الفعل ثم يقدم المفعول، ويؤخر الفاعل، إما وجوباً وإما جوازاً.
__________________
(يقدم المفعول على
الفاعل وجوباً في ثلاثة مواضع)
أولاً: إذا كان الفاعل محصوراً بإنما،
نحو : إنما هذّبَ الناس الدين القويم ـ أو محصوراً بإلا، نحو : ما هذَّبَ الناس
إلا الدين القويم.
ثانياً: إذا كان المفعول ضميراً متصلاً،
والفاعل اسماً ظاهراً نحو : كافأني الأمير.
ثالثاً: إذا اتصل بالفاعل ضميرٌ يعود
إلى المفعول، نحو : كافأ التلميذ معلمه، ونحو : كلّم علياً صاحبه.
واعلم أنه يُقدم المفعول على الفاعل
جوازاً عند وجود قرينة (معنوية) نحو : فهم المعنى موسى، وأضنت سُعْدَى الْحُمَّى ـ
أو قرينة لفظية، نحو : ضرب أخاك الأمير ـ غير أن حفظ الترتيب أولى.
(يقدم المفعول على
الفعل والفاعل وجوباً في ثلاثة مواضع)
الأول: إذا كان للمفعول صدرُ الكلام، نحو
: فأيَّ آيات الله تُنكرون، ونحو : من رأيت؟ وكم كتاباً قرأت؟
الثاني: إذا كان المفعول به ضميراً
منفصلاً مُراداً به التخصيص نحو : إياك نعبد وإياك نستعين.
الثالث: إذا وقع فعل المفعول به بعد فاء
الجزاء، وليس للفعل مفعولٌ آخر مُقدمٌ، نحو : وربك فكبر، ونحو : فأما اليتيم فلا
تقهر.
(أجب عن الأسئلة
الآتية)
ما هو الفاعل؟ هل يكون فعل بدون فاعل؟
ما هو حكم الفعل إذا كان الفاعل مثنى أو مجموعاً؟ ما هو حكم الفعل إذا كان الفاعل
مؤنثاً؟ ما هي مرتبة الفاعل مع الفعل والمفعول؟ ما هي مواضع وجوب تأنيث الفعل
للفاعل؟ وما هي مواضع جواز التأنيث؟ اذكر مواضع تقديم المفعول على الفاعل وجوباً
وجوازاً؟ اذكر مواضع تقديم المفعول على الفعل والفاعل معاً؟
(تطبيق)
بيِّن الفاعل المذكر
والمؤنث وأسباب تقديم الفاعل على المفعول وبالعكس:
الحيةُ لا تلدُ إلا حية ـ ابتلى أيوب
ربُّهُ ـ إنما يخشى الله من عباده العلماء ـ كفى بحديثك العذب مُداوياً لِعِلَلِي.
ليسَ الحياةُ بأنفاسٍ نُرددها
|
|
إن الحياة حياةُ الفكرِ والعمل
|
تجوع الحرة ولا تأكلُ بثدييها ـ يتفاضل
الناسُ بالعلوم والعقول لا بالأموال والأصول ـ لا يزيد عُرا المودة إلا الجميلُ.
يا مَنْ تَنَامُ قريرةً أجفَانُهُ
|
|
رفقاً بِصَبّ فيك سَاهٍ سَاهرُ
|
ساء ما تصنعون ـ وبئس ما تفعلون ـ كفى
بالعلم حليةً.
تَعلّم العِلمَ واعملْ يا أُخَيّ به
|
|
فالعلمُ زينٌ لمن بالعلم قد عَمِلاَ
|
وإذا رأيتَ من الهلالِ نُمُوَّهُ
|
|
أيقنتَ أنْ سيكونُ بدراً كاملاَ
|
(المبحث الثاني في
نائب الفاعل)
نائب الفاعل: اسمٌ مرفوعٌ تقدمهُ فعلٌ
تامٌ مُتصرف مبني للمجهول
أو شبههُ: وحل محل الفاعل بعد حذفه، نحو : خُلق الإنسانُ ضعيفاً، ونحو : يُشكر
المحمود فعلهُ.
ويحذف الفاعل لأغراض كثيرة، منها:
لفظيةٍ، ومنها: معنويةٍ، فمن الأغراض اللفظية، الإيجاز، نحو : نُظر في الأمر ـ والمحافظة
على تناسب الفواصل، نحو : من طابت سريرته حُمدت سيرته.
__________________
ومن الأغراض المعنوية: شهرة الفاعل
فيكون ذكره حينئذٍ عبئاً، نحو : خُلق الإنسانُ ضعيفاً.
أو الجهل به: فلا يمكن تعيينه أو
الرغبةُ في إخفائه على السامعين، نحو : سُرق البيتُ.
ومتى حُذف الفاعل وناب عنه نائبه فلا
يجوز إلحاقه بما يدل عليه، فلا يقال: عُوقب الكسلان من المعلم، لأن الفاعل يُحذف
لغرضٍ من الأغراض السابقة، فذكرهُ أو ذكرُ ما يدلُ عليه في ما بعد مُنافٍ لذلك.
وتجرى جميع أحكام الفاعل والفعل المعلوم
على نائب الفاعل والفعل المجهول، وتسمى الجملة المركبة من الفعل وفاعله أو نائب
فاعله «جملة فعلية».
(ينوب عن الفاعل واحد
من الأربعة الآتية)
الأول: المفعول به: وهو الأصل المقدم
على غيره في النيابة عن الفاعل
وهو : إما أن يكون واحداً وإما أن يكون متعدداً
__________________
فإن كان المفعول به واحداً، أُقيم هو
نائباً عن الفاعل، نحو : قُضيَ الأمرُ.
وإن كان متعدداً، أُنيبَ الأول وبقي ما
يليه منصوباً على حاله نحو : أُعطيَ المخترع مُكافأة ـ ووُجد الخبر صحيحاً ـ وأُعِلمَ
المستفهم الأمر واقعاً ـ وأُخبر الأمير الأمن سائداً ـ ووُجد الرأي صواباً.
الثاني: المصدر: ينوب عن الفاعل بعد
حذفه بشرط أن يكون متصرفاً
مختصاً يصح الإسناد إليه، نحو : كتبت كتابةٌ حسنةٌ.
فلا ينوب المصدر الملازم النصب، نحو :
معاذَ ـ وسبحانَ
ولا المبهمُ لعدم الفائدة: كسيرٍ ـ فيمتنع:
يُسارُ سيرٌ
الثالث: الظرف: ينوب عن الفاعل بعد حذفه
بشرط أن يكون مُتصرفاً مختصاً: كالمصدر نحو : صيمَ رمضان ـ وسُهِرت الليلة.
فلا ينوب، نحو : معك ـ وعندك، لأنهما لا
يُفارقان النصب، ولا نحو : زمان ـ ومكان لعدم الفائدة.
__________________
الرابع: جارٌ مع مجرورٍ
ينوب عن الفاعل بعد حذفه بشرط أن يكون مختصاً بإضافة أو صفة نحو : نُظر في حاجتك،
ونحو : تُكلم في أمر هامٍ لك اليوم.
وإذا كان المجرور مؤنثاً فلا تلحقُ فعله
علامة التأنيث، فتقول «مُرَّ بهندٍ» لا «مُرَّتْ» لأنه لم يسند إليه صريحاً.
ويجوز تقديم المجرور على فعله باقياً
على نيابته له، فتقول: (بهندٍ مُرَّ).
(أجب عن الأسئلة
الآتية)
ما هو نائب الفاعل؟ وما الذي ينوب عن
الفاعل بعد حذفه؟ ما هي أحكام نائب الفاعل؟ ما هي الأسباب التي تقضي بحذف الفاعل؟
متى يصح إنابة المصدر والظرف والمجرور بالحرف عن الفاعل؟ ما معنى كون الظرف
والمصدر متصرفين مختصين؟
__________________
(تطبيق ـ بيِّن أنواع
نائب الفاعل)
يُصاب الفتى من عثرة بلسانه ـ يكرم
المرء لآدابه ولا يُكرم لثيابه ـ إنما يُكرم المرء بأعماله ـ إن لم يكن موفوراً
مالك فلتكن محمودةً أعمالك ـ قالت الحكماء: كل نعمة يُحسد عليها إلا التواضع ـ جُبل
الناس على ذم زمانهم ـ لو كانت العقول تُناسبُ الأجسام للزمك أن تقول إن الفيل
أعقل الحيوان ـ ولما أمكن الغلام أن يقود الجمال ـ لا تظلم كما لا تحب أن تُظلم ـ قد
يُدرك باللبن ما لا يُدرك بالعُنف ـ أُسست الإسكندرية سنة ٣٣٢ قبل الميلاد
والقاهرة أُسست سنة ٣٥٩ هجرية ـ لم يأتِ على (بابل) القرن الخامس إلا كانت قد
هُدمت أسوارها ودُرست معالمها وعُفيت قصورها وهياكلها ـ السعيدُ من وُعظ بغيره ـ كفى
بالمرء سعادةً أن يُوثق به في دُنياه ودينه.
__________________
(الباب الرابع في
المبتدأ والخبر)
المبتدأ: هو الاسم الصريح أو المؤول به،
المجرد من العوامل اللفظية، غير الزائدة وشبهها
مُخبراً عنه
أو وصفاً رافعاً لمُستغنىً به.
والخبر: هو الجزء المنتظم منه مع
المبتدأ جملة مفيدة، نحو : الله واحدٌ.
وارتفاع المبتدأ (بالابتداء) وهو عاملٌ
معنويٌ.
وارتفاع الخبر (بالمبتدأ) وهو عاملٌ
لفظي، وفي هذا الباب مباحث.
(المبحث الأول في
تعريف المبتدأ وتنكيره)
الأصل: في المبتدأ أن يكون معرفة (لأنه
محكومٌ عليه)، والمحكوم عليه يجب أن يكون معلوماً ليكون الحكم مُفيداً وذلك لأن
__________________
الإخبار عن المجهول
لا يفيد، لتحير السامع فيه، فينفر عن الإصغاء إليه.
فإن أفادت النكرة جاز الابتداء بها، وذلك
إذا دلت على عمومٍ أو دلت على خصوصٍ.
أما اختصاصها: فيقربها من المعرفة.
وأما عمومها: فيستغرق في كل أفراد الجنس
(لا فردٌ واحدٌ منه).
فتشبه المُعرَّف بأل الجنسية.
تخصيص النكرة التي
يصح الابتداء بها
(بالمسوغات الآتية)
١ ـ الوصف لفظاً، نحو : عدو عاقلٌ خيرٌ
من صديقٍ جاهلٍ.
أو الوصف تقديراً، نحو : ويلٌ أهون من
ويلين ـ أي ويلٌ واحدٌ.
٢ ـ الإضافة لفظاً، نحو : حليةُ الأدب
خير حليةٍ.
الإضافة معنىً، نحو : كلٌّ يموت ـ أي كل
أحدٍ.
٣ ـ التصغير، نحو : كُتيبٌ هَذَّبَ
أخلاقي (أي كتابٌ صغيرٌ).
__________________
(تعميم النكرة التي
يصح الابتداء بها)
(بالمسوغات الآتية)
١ ـ إذا كانت اسم شرطٍ، نحو : مَنْ
سَلَّ سيف البغي قُتل به.
٢ ـ إذا كانت اسم استفهامٍ، نحو : من
فعل هذا؟ وما عندك؟
٣ ـ إذا وقعت بعد استفهامٍ أو نفيٍ، نحو
: هل عُودٌ يفوحُ بلا دخان؟ ونحو : ما خِلٌّ لنا؟
٤ ـ إذا وقعت بعد رُبّ، نحو : رُبّ
عُذرٍ أقبحُ من ذنبٍ.
__________________
٥ ـ إذا وقعت بعد (كم الخبرية) نحو : كم
نصيحة بذلناها.
٦ ـ إذا وقعت بعد فاء الجزاء، نحو : إن
ذهب عيرٌ فعيرٌ في الرباط، ومدار الأمر كله على «حصول الفائدة».
(تمرين)
(ما الذي أجاز
الابتداء بالنكرة؟)
قناعةٌ بالقليل خيرٌ من تعرضٍ للمخاطر ـ
لكل داءٍ دواء يُستطب به ـ شرٌ أهَرّ ذا نابٍ ـ لكل ساقطةٍ لاقطةٌ ـ مجلس علمٍ
خيرٌ من عبادة شهر ـ صلحٌ والصلح خير ـ لكل عالمٍ هفوة ـ قليلٌ يكفي خيرٌ من كثيرٍ
يُطغي ـ كلٌ يعمل على شاكلته ـ كل معروضٍ مُهانٌ ـ يومٌ للعالم خيرٌ من الحياة
كلها للجاهل ـ نهيٌ عن مُنكر صدقةٌ ـ ويلٌ للمرائين.
ومن عَجَبٍ والْعَجَائبُ جَمَّة
|
|
أن يَلهجَ الأعمى بعيب الأعور
|
رُبّ أمر يَسوء ثم يُسرّ
|
|
وكذاك الزّمان حُلْوٌ ومُرّ
|
فيومٌ علينا ويومٌ لنا
|
|
ويومٌ نُساء ويومٌ نُسرّ
|
(المبحث الثاني في
مرتبة المبتدأ والخبر)
الأصل في المبتدأ: التقديم لأنه محكومٌ
عليه.
والأصل في الخبر: التأخير لأنه المحكوم
به.
__________________
والمحكوم عليه يجب أن يكون موجوداً قبل
الحكم، ولهذا
(يتقدم المبتدأ على
الخبر وجوباً)
(في أربعة مواضع)
أولاً: إذا كان المبتدأ من الألفاظ التي
لها الصدارة، وهي أسماء الاستفهام ـ والشرط ـ وما التعجبية ـ وكم الخبرية ـ وضمير
الشأن ـ والمقترن بلام الابتداء ـ والموصول الذي اقترن خبره بالفاء.
نحو : مَنْ بالباب ـ ولسعدٌ زعيمٌ ـ وما
أحسن الأدبَ ـ ومن يطلب يجد ـ وكم عبيدٍ لي ـ ونحو : الذي ينجح أول التلاميذ فله
جائزةٌ.
ثانياً: إذا كان المبتدأ مقصوراً على
الخبر، نحو : إنما الحديد صلبٌ.
ثالثاً: إذا كان خبر المبتدأ جملةً
فعلية فاعلها ضميرٌ مستتر يعود على المبتدأ، نحو : الحق يعلو ـ والإحسان يسترق
الإنسان.
رابعاً: إذا كان المبتدأ والخبر معرفتين
أو نكرتين متساويتين في التخصص والتعريف، ولا قرينة تبين المراد، نحو : كتابي
رفيقي،
ونحو : أكبر منك سناً أكثرُ منك تجربةً.
__________________
(ويتقدم الخبر على
المبتدأ وجوباً)
(في أربعة مواضع)
أولاً: إذا كان الخبر من الألفاظ التي
لها الصدارة، نحو : أين كتابك ـ ونحو : متى الامتحان ـ ونحو : كيف الخلاص؟
ثانياً: إذا كان الخبر مقصوراً على
المبتدأ، نحو : ما عادلٌ إلا ربي.
ثالثاً: إذا كان الخبر ظرفاً أو جاراً
ومجروراً والمبتدأ نكرة لا مُسوغ لها، نحو : عندك أدبٌ، ونحو : للقادم دهشةٌ.
رابعاً: إذا عاد على بعض الخبر ضميرٌ في
المبتدأ، نحو : للعامل جزاء عمله ـ وفي المدرسة تلاميذها.
وإذا لم يكن ما يُوجب تقديم المبتدأ ولا
تأخيره، يجوز تقديم الخبر، نحو : حاضرٌ والدي.
__________________
(المبحث الثالث في
ذكر المبتدأ وحذفه)
الأصل في المبتدأ أن يكون مذكوراً لأجل
أن يكون الحكمُ مفيداً، لكنه قد يُحذف: وجوباً ـ وجوازاً.
(يحذف المبتدأ وجوباً
في خمسة مواضع)
أولاً: إذا كان خبر المبتدأ مخصوص
(نِعْمَ ـ وبئس) مؤخراً عنهما، نحو : نعم الفاتح صلاح الدين ـ بئس الخُلُقُ خُلْفُ
الوعد.
ثانياً: إذا كان خبر المبتدأ نعتاً
مقطوعاً عن متبوعه: للمدح أو للذم أو للترحم، نحو : رحم الله عمر العادل (أي هو
العادل). ونحو : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (أي هو الرجيم). ونحو : تصدق على
الفقير المسكين (أي هو المسكين).
ثالثاً: إذا كان خبر المبتدأ مصدراً
مرفوعاً نائباً مناب الفعل نحو : صبرٌ جميلٌ ـ أي صبري صبرٌ جميل.
رابعاً: إذا كان جواب القسم سادّاً
مَسدَّ المبتدأ، نحو : في ذمتي لأفعلن (أي في ذمتي يمينٌ).
__________________
خامساً: بعد (لاسيما) إذا كان المستثنى
بها مرفوعاً، نحو : أكرم الزعماء لاسيما سعدٌ (أي هو سعدٌ).
(المبحث الرابع في
ذكر الخبر وحذفه)
الأصل في الخبر أن يكون مذكوراً ولا
يُعدلُ عن ذلك إلا لدواعٍ تدعو لأن يُحذف فيها وجوباً، وذلك في أربعة مواضع:
أولاً: إذاكان المبتدأ صريحاً
في القَسَمِ، نحو : أيمنُ اللهِ لأنصفن المظلوم (أي ـ أيمُنُ الله يميني).
ثانياً: إذا كان المبتدأ بعد لولا،
والخبر كون عامٌ، نحو : لولا الجند ما حافظت أمة على استقلالها، ونحو : لولا النيل
لكانت مصر قفراً (أي لولا النيل موجودٌ).
ثالثاً: إذا كان المبتدأ معطوفاً عليه
اسمٌ بواوٍ تدل على المصاحبة نحو : كل إنسان وعمله (أي مقترنان) ونحو : كل امرئ
وطبعه.
رابعاً: إذا كان المبتدأ مصدراً مُضافاً
إلى معموله، أو كان اسم تفضيل مُضافاً إلى مصدر صريحٍ أو مؤولٍ وقع بعدهما (حالٌ)
سدت مسد الخبر، وتلك (الحال) لا تصلح أن تكون خبراً نحو عهدي بك نبيهاً، ونحو :
أكثرُ سفرِ سليمٍ ماشياً (أي إذ كان أو إذا كان ماشياً).
__________________
(المبحث الخامس في
خبر المبتدأ ونوعه)
الخبر: هو الاسم المرفوع المسند إلى
المبتدأ (غير الوصف) ليتمم فائدته،
والأصلُ في الخبر أن يكون نكرة لأنه وصفٌ للمبتدأ وقد يأتي الخبر معرفةً إذا كان
المبتدأ مُعرّفاً، نحو : اللهُ مولانا، ونحو : الدين المعاملة ـ ونحو : يوسف أخوك.
(تمرين: اذكر أسباب
تقديم المبتدأ والخبر)
درهم ينفعُ خير من دينار يصرع ـ صدر
العاقل صندوق سره ـ من استرعى الذئب فقد ظلم ـ من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء
فعليها.
قيل لبعض الحكماء: صف لنا الدنيا، فقال:
أمل بين يديك وأجل مطلٌّ عليك، وشيطان فتان، وأماني جرارة العنان.
قال لي كيف أنت قلت عليل
|
|
سهر دائم وحزن طويل
|
أذل الناس معتذر إلى لئيم.
وإلى هذا الأساس مرجع قواعد شروط الخبر
بأجمعها.
كل من في الكون يشكو دهره
|
|
ليت شعري هذه الدينا لمن
|
كل من في الوجود يطلب صيداً
|
|
غير أن الشباك مختلفات
|
كل من يداوي عللاً في نفوس قومه فله أجر
المحسنين.
__________________
(الخبر ثلاثة أنواع)
مُفرد
وجملة ـ وشبه جملة.
(الخبر المفرد)
الخبر المفرد: إذا كان مُشتقاً جارياً
مجرى الفعل وجب أن يكون مُشتملاً على ضمير مستتر
عائد إلى المبتدأ، نحو : العلم نافعٌ ـ أي نافع هو إلا إن رفع المشتق اسماً
ظاهراً، نحو : سعدٌ طيبٌ عُنصرهُ. ومتى تضمن الخبر ضمير المبتدأ لزمت مُطابقته
له إفراداً
__________________
وتثنية وجمعاً
وتذكيراً وتأنيثاً، نحو : سعدٌ مؤدبٌ ـ والمهذبون محبوبون ـ والمتربيات محترمات.
أما إذا كان الخبر المفرد جامداً فلا
يشتمل على ضمير، نحو : الصمت زينٌ ـ والسكوت سلامةٌ ـ ولا تلزمُ فيه أيضاً
المطابقة.
وقد يؤول الجامد بالمشتق فتيحمل ضميراً،
نحو : عليٌّ أسدٌ (أي شجاع هو).
(الخبر الجملة)
الخبر الجملة ـ إما أن تكون جملة فعلية.
نحو : الله يعلم
__________________
وإما: أن يكون جملة إسمية، نحو : الظلم
مرتعهُ وخيمٌ.
والغالب في هذه الجملة: أن تكون خبرية،
وقد تأتي إنشائية نادراً، فتقع خبراً، نحو : سليمٌ (لا تضربهُ). ويشترط في الجملة
الواقعة خبراً أن تكون مُشتملة على رابط يربطها بالمبتدأ.
(روابط الخبر
بالمبتدأ)
إما: الضمير البارز، نحو : الكريم محمود
خلقه.
وإما: الضمير المستتر
نحو : الحق يعلو ـ أي هو.
وإما: اسم الإشارة، نحو : العملُ الطيب
ذلك خيرٌ.
وإما: إعادة المبتدأ بلفظه، نحو :
الحاقة ما الحاقة.
وإما: إعادة المبتدأ بمعناه، نحو :
نُطقي الله حسبي.
وإما: إعادة المبتدأ بلفظٍ أعم منه، نحو
: سعدٌ نعم الرجل.
__________________
(الخبر شبه الجملة)
الخبر شبه الجملة: هو المتعلق المحذوف
لكلٍ من الظرف والجار والمجرور، نحو : الجنة تحت أقدام الأمهات، ونحو : القوة في
الاتحاد.
فإذا قدر المتعلق المحذوف وصفاً، كان
الخبر من قبيل (المفرد).
وإذا قدر المتلعق المحذوف فعلاً، كان
الخبر من قبيل (الجملة).
نحو : الحمد لله (أي ـ الحمد واجبٌ أو
يجب لله تبارك وتعالى).
واعلم ـ أن هذا المتعلق إذا دل على وجود
مطلق (كيكون وكأئنٌ) وماشا كلهما وجب حذفه لفقدان الفائدة من ذكره.
أما إذا دل على وجودٍ مقيد بصفة، وجب
ذكره، نحو : الورقاء مغردة فوق الشجرة ـ ما لم يدل عليه دليلٌ ـ نحو : الفارسُ فوق
الجواد أي راكبٌ ـ فيحذف.
(المبحث السادس)
في تضمين المبتدأ معنى الشرط، ووجوب
اقتران خبره بالفاء، إذا كان المبتدأ مُبهماً وسبباً للخبر كان بمنـزلة اسم الشرط
والخبر بمنـزلة جوابٍ له، فتدخل الفاء على الخبر إذا كان مُتأخراً كما تدخل على
__________________
الجواب وذلك في أربعة
مواضع:
(١) إذا كان المبتدأ اسماً موصولاً، نحو
: الذي تأتونه من خير فهو ذُخرٌ لكم.
(٢) إذا كان المبتدأ نكرة موصوفة بغير
المفرد نحو : صديقٌ حولك في
الشدة فهو جدير بالثناء ـ ورجل في الدار فله دينار.
(٣) إذا كان المبتدأ نكرة مضافاً إلى
موصول، وصلته فعل مستقبل نحو : كل من يأتين فله دينارٌ.
__________________
(٤) إذا كان المبتدأ نكرة مضافاً إلى
نكرةٍ ـ وصفتها جارٌ ومجرورٌ أو ظرفٌ، نحو : كل تلميذ في المدرسة فله جائزةٌ ـ وكل
رجل عنده أدبٌ فله فضل.
(المبحث السابع)
في المبتدأ الوصف الرافع لمستغنىً به عن
الخبر إذا وقع الوصف
بعد نفيٍ
أو استفهامٍ وكان عاملاً في اسم ظاهر، أو ضميرٍ منفصل
كان مبتدأ وما بعده مرفوعاً به أغنى عن الخبر لفظاً ومعنىً، نحو : ما عالمٌ أخوك
بالأمر ـ وهل عارفٌ أنتما بحالي؟
وإذا طابقت الصفة ما بعدها في الإفراد:
__________________
(١) جاز: أن تكون مبتدأ، وما بعدها
مرفوعاً سد مسد الخبر.
(٢) وجاز: أن تكون خبراً مقدماً وما
بعدها مبتدأ مؤخراً، نحو : هل قادمٌ الغائبُ.
أما إذا طابقت الصفة ما بعدها في
التثنية أو الجمع تعين كونُ الصفة خبراً مقدماً ـ وما بعدها مبتدأ مؤخراً، نحو :
هل قادمان الغائبان؟ ـ وما راحلون أنتم.
وأما إذا لم تطابق الصفة ما بعدها في
التثنية والجمع تعين كون الصفة مبتدأ ـ وما بعدها مرفوعاً سد مسد الخبر، نحو : ما
حاضرٌ أخوايَ ـ وما مسافرٌ أنتما.
وتسمى الجملة المركبة من المبتدأ والخبر
أو المرفوع الذي يسد مسد الخبر (جملة إسمية).
وقد يتعدد المبتدأ، نحو : أهلُ مصر
أكثرم زارعون.
وكذا الخبر يتعدد، نحو : هو الغفور
الودود ذو العرش المجيد.
(تمرين: بيِّن أنواع
الروابط بين المبتدأ والخبر)
الحرب سجال ـ يوم لك ويومٌ عليك ـ النصر
بيد الله يؤتيه من يشاء ـ الكتاب نعم الأنيس في الوحدة ـ الصمت زينٌ والسكوت سلامة
ـ كل فتاة بأبيها معجبة ـ للحيوان حياة وللإنسان حياتان فانظر أي الاثنتين أنت ـ كلام
الله دواء للقلوب ـ أكمل الناس من ملك الرجال بجميل الخصال ـ الشر قليله كثيرٌ ـ أصحاب
اليمين ما أصحاب اليمين ـ كل شيء من الدنيا سماعه أعظم من عيانه ـ من غربل الناس
نخلوه ـ ولباسُ التقوى ذلك خير.
علمي معي حيثما يَمْمتُ يَنفَعُني
|
|
صدري وِعَاء له لا بَطنُ صندوقِ
|
التاريخ شاهد الأزمنة، وحياة الذاكرة،
ومدرسة الحقيقة، ومرآة الغابرين، وصحيفة يقرأ عليها العقلاء آيات العبر ـ سعدٌ ذاك
الزعيم ـ الحاقة ما الحاقة.
غيرُ مأسوف على زمن
|
|
ينقضي بالهمّ والحزنِ
|
نموذج إعراب قول الشاعر:
وكُلّ امْرئٍ يُولي الجميلَ مُحَبّبٌ
|
|
وكلُّ مَكانٍ يُنْبِتُ الْعِزّ
طَيِّبٌ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
وكل
|
الواو
بحسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، كل مبتدأ مرفوع بالضمة
الظاهرة، وكل مضاف.
|
امرئ
|
مضاف
إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
|
يولي
|
فعل
مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو.
|
الجميل
|
مفعول
به منصوب بالفتحة الظاهرة، والجملة من الفعل والفاعل في محل جر صفة لامرئ.
|
محبب
|
خبر
المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
|
وكل
|
الواو
حرف عطف، كل مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وكل مضاف
|
مكان
|
مضاف
إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
|
ينبت
|
فعل
مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو.
|
العز
|
مفعول
به منصوب بالفتحة الظاهرة، والجملة من الفعل والفاعل في محل جر صفة لمكان.
|
طيب
|
خبر
المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
|
(أجب عن الأسئلة
الآتية)
ما هو المبتدأ وما هو الخبر؟ ما هو حكم
الخبر؟ متى تكون النكرة مفيدة؟ ما هو حكم الخبر؟ ما هي مرتبة كل من المبتدأ
والخبر؟ متى يجب تقديم المبتدأ؟ متى يجب تقديم الخبر؟ متى يجوز تأخير الخبر؟ ما هي
مسوغات الابتداء بالنكرة؟ كم نوعاً للخبر؟ ما هو حكم الخبر المفرد إذا كان مشتقاً؟
ما هو حكم الخبر المفرد إذا كان جامداً؟ كيف يكون الخبر جملة؟ ماذا يشترط في
الجملة الواقعة خبراً؟ ما هو حكم شبه الجملة الواقعة خبراً؟ هل يتعدد الخبر؟ متى
يقع المبتدأ وصفاً له مرفوع ساد مساد الخبر؟ ما هو حكم الوصف إذا لم يخالف ما بعده
تثنية وجمعاً؟ متى يجوز حذف المبتدأ؟ متى يجب حذف المبتدأ؟ متى يجوز حذف الخبر؟
متى يجب حذف الخبر؟ ماذا يشترط في الخبر للمبتدأ؟
(الباب الخامس في
الأفعال الناقصة)
الأفعال الناقصة
هي التي تدخل على المبتدأ والخبر فترفع الأول
على أنه اسمها، وتنصب الثاني
على أنه خبرها، نحو (كان عمر عادلاً) وفي هذا الباب مباحث.
(المبحث الأول)
الأفعال الناقصة: ثلاثة عشر فعلاً، وهي:
(كان ـ وأمسى ـ وأصبح ـ وأضحى ـ وظل ـ وبات ـ وصار
ـ وليس ـ ومازال ـ وما انفك ـ وما فتيء ـ وما برح ـ ومادام).
__________________
ويشترط في (زال ـ وانفك ـ وفتيء ـ وبرح)
أن يتقدمها النفي
لفظاً، نحو : (مازال التلميذ مجتهداً) أو معنىً، نحو : (قلما يزال سليمٌ مسافراً)
أو الدعاء، نحو : (لا زِلتَ سالماً) أو النهي، نحو : (لا تزل ذاكر الموت) أو
الاستفهام الإنكاري، نحو : (هل يزالُ أخوك مُتكاسلاً).
__________________
ويشترط في (دام) أن تتقدمها (ما)
المصدرية
الظرفية موصولة بها، نحو : أحسن مادمت حياً، أي مدة دوامك حياً.
(المبحث الثاني)
كان: وأخواتها ثلاثة
أنواع:
الأول: ما لا يتصرف مطلقاً: وهو (دام ـ وليس).
الثاني: ما يتصرف تصرفاً ناقصاً: وهو
(مازال ـ وما انفك ـ وما فتئ ـ وما برح) وهذه يأتي منها الماضي، والمضارع فقط.
الثالث: ما يتصرف تصرفاً تاماً، وهو
السبعة الباقية.
وكل ما تصرف من هذه الأفعال: يعمل عمل
ماضيها سواء أكان فعلاً أو صفة أو مصدراً
نحو : يُمسي المجتهد مسروراً ـ وكن أديباً ـ وكونك مجتهداً خيرٌ لك.
__________________
(المبحث الثالث في
حكم اسم وخبر كان)(*)
الاسم في هذا الباب: يجري مع الفعل
الناقص مجرى الفاعل في جميع أحكامه من حيث التزام التأخير، وإفراد العامل، وما
شاكل ذلك ويجري مع الخبر مجرى المبتدأ في التعريف، والتنكير، التقديم، والتأخير.
وإذا وقع خبر كان وأخواتها (جملة فعلية)
فالأكثر أن يكون فعلها مضارعاً، نحو : كان الأستاذ يشرح الدرس لتلاميذه، وقد يجيء
ماضياً مقترناً بقد بعد ستة منها (كان وأمسى وأصبح وأضحى وظل، وبات) فيقال (كان
سليمٌ قد انطلق ـ وأصبح الحي قد خلا).
(المبحث الرابع في
امتيازات كان)
تختص (كان) من بين سائر أخواتها بأربعة
أمور:
أولاً: تُزاد في الحشو بلفظ الماضي
فاصلة بين الشيئين المتلازمين اللذين
__________________
ليسا جاراً ومجروراً،
لتدل على الزمان الماضي وأكثر ما تكون بين (ما) التعجبية و (أفعل التعجب) نحو : ما
كان أجمل رحلتنا، وهو قياسٌ فيها.
ثانياً: تحذف جوازاً مع اسمها بعد (إن ـ
ولو) الشرطيتين للتخفيف نحو : سِر مُسرعاً إنْ راكباً وإنْ ماشياً، ونحو : التمس
ولو خاتماً من حديد، والتقدير في الأول (إن كنت مسرعاً وإن كنت ماشياً) وفي الثاني
(ولو كان ما تلتمسه خاتماً).
ثالثاً: قد تحذف وحدها وجوباً، ويبقى
اسمها وخبرها، ويعوَّض عنها (بما) الزائدة، نحو : أما أنت سامعاً أتكلم، والأصل:
لأن كنت سامعاً أتكلم، فحذفت لام التعليم ثم حذفت كان للتخفيف وعوض عنها بما
الزائدة، وبعد حذفها انفصل الضمير الذي هو اسم كان لعدم استقلاله متصلاً، ثم
أُدغمت نون (أنَّ) في ميم (ما) فصارت (أمّا أنت) وذلك مُطردٌ بعد (أنْ) المصدرية
الواقعة في موقع المفعول لأجله ويكثر ذلك: في كل موضع أريد فيه تعليل فعل بآخر.
رابعاً: يجوز حذف نون المضارع منها
بشرط أن يكون مجزوماً بالسكون، وألا يليه ساكنٌ، ولا ضميرٌ متصل، وألا يكون
موقوفاً عليه، نحو : أم أكُ مُهملاً، فلا حذف في نحو : لا تكونوا كاذبين،
__________________
ولا في نحو : لم يكن
الحق خفياً، ولا في نحو : لم يكن الأمر كما ذكرت، ولا في نحو : البخيل لم أكُنْهُ،
ولا في نحو : كاذباً لم أكن.
خامساً: يجوز حذفها مع المعمولين معاً
ويعوض عن كان (ما) نحو : أكرم والديك إما لا (أي: إن كنت لا تُكرمُ غيرهما). (حذفت
كان واسمها وجملة خبرها ماعدا (لا) وأُتي (بما) بدلاً من (كان)).
واعلم أنه تجوز زيادة الباء في خبر
(ليس) نحو : ليس الرئيس بحاضر، وتزاد على قلة في خبر (كان) إذا سبقها نفي أو نهي،
نحو : ما كنت بحاضر ـ ولا تكن بكاذب.
(أجب عن الأسئلة
الآتية)
اذكر الأفعال الناقصة وما عملها؟ ماذا
يشترط في مازال وما انفك وما برح وما فتيء؟ ماذا يشترط في دام؟ كم نوعا كان
وأخواتها من حيث التصرف وعدمه؟ ما حكم ما تصرف من هذه الأفعال؟ ما هي أحكام الاسم
والخبر في هذا الباب؟ ما هو حكم خبر كان وأخواتها إذا وقع جملة فعلية؟ بأي شيء
تختص كان؟ ما الذي تمتاز به ليس عن أخواتها؟ ومتى تجوز زيادةالباء في خبرها؟ ما
الذي يلحق بصار مما لا يستغنى عن الخبر؟
(تمرين)
بيِّن الأفعال الناقصة والتامة وما حُذف
فيه (كان) وحدها أو مع معموليها أو أحدهما أو زيدت فيه، مما يأتي:
فإن يكُ صدرُ هذا اليومِ ولّى
|
|
فإنّ غداً لناظرهِ قريبُ
|
لا يأمن الدهر ذو بغي ولو ملِكاً
|
|
جُنوده ضاق عنها السهلُ والجبل
|
ما كان أحسن أيام السرور وما
|
|
أقلها بيننا والدهرُ ذو غِيَرِ
|
ما كان أجدرنا منكم بتكرمةٍ
|
|
لو أن أمرَكمو من أمرنا أمَمُ
|
ليس ينفك ذا غِنىً واعتزاز
|
|
كلٌّ وأن ليسَ يَعتبرُ
|
إذا كنت ذا مالٍ ولم تكُ ذا نَدَي
|
|
فأنت إذاً والمقترون سواء
|
لا تسمعن من الحسود مقالةً
|
|
لو كان حقاً ما يقولُ لما وشى
|
ما كل من يُبدي البشاشةَ كائناً
|
|
أخاكَ إذا لم تُلِفه لك مُنجداً
|
إذا ما كنت ذا قلب قَنوعٍ
|
|
فأنت ومَالِكُ الدينا سواء
|
ولستُ بمفراحٍ إذا الدهر سرني
|
|
ولا جازع من صَرْفِهِ المُتَقلّب
|
إذا كان المُحب قليل حظٍ
|
|
فما حسناته إلا ذنوبُ
|
ليست الأحلامُ في حال الرضا
|
|
إنما الأحلامُ في حال الغضبْ
|
كن ما استعطت عن الأنام بمعزلِ
|
|
إن الكثير من الورى لا يُصحب
|
وليس بحاكم من لا يبالي
|
|
أأخطأ في الحكومة أم أصابا
|
تباً لمن يُمسي ويُصبح لاهياً
|
|
ومَرامُه المأكولُ والمشروبُ
|
مادمت حياً فدار الناس كلهم
|
|
فإنما أنت في دارِ المُدَارَاةِ
|
(نموذج)
إعراب قول الشاعر:
إذا كنت ذا رأي فكُنْ ذا عزيمةٍ
|
|
فإنَّ فساد الرأي أن تترددا
|
الكلمة
|
إعرابها
|
إذا
|
ظرف
لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون في محل نصب.
|
كنت
|
كان
فعل ماض ناقص، والتاء اسمها.
|
ذا
|
خبر
كان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة.
|
رأي
|
مضاف
إليه مجرو ، وجملة الشرط في محل جر بإضافة إذا إليها.
|
فكن
|
الفاء
واقعة في جواب إذا، كن فعل أمر مبني على السكون، واسمها مستتر وجوباً تقديره
أنت.
|
ذا
|
خبره
منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة.
|
عزيمة
|
مضاف
إليه مجرور، والجمرة جواب إذا.
|
فإن
|
الفاء
للتفريع (على سبيل التعليل) إن حرف توكيد ونصب
|
فساد
|
اسم
إن منصوب بالفتحة الظاهرة
|
الرأي
|
مضاف
إليه
|
أن
تترددا
|
أن
حرف مصدري ونصب، وتتردد فعل مضارع منصوب بأن والألف للإطلاق والفاعل ضمير مستتر
وجوباً تقديره أنت، والمصدر المؤول خبر إن.
|
(المبحث الخامس)
(في كاد وأخواتها
المسماة بأفعال المقاربة)
تعمل (كاد وأخواتها) عمل (كان) فترفع
المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها، نحو : كاد المطر يسقط.
وكاد وأخواتها، ثلاثة أقسام:
أولاً: ما يدل على المقاربة (أي قُرب
وقوع الخبر) وهي (كاد ـ وأوشك ـ وَكَرَب).
ثانياً: ما يدل على رجاء وقوع الخبر وهي
(عسى ـ وحرى ـ واخلولق).
ثالثاً: ما يدل على الشروع والبدء في
الخبر، وهي: (شرع ـ وأنشأ ـ وعلق ـ وطفق ـ وأخذ ـ وهبَّ ـ وبدأ ـ وابتدأ ـ وجعل ـ وقام
ـ وانبرى).
وتسمى كلها أفعال المقاربة من باب
(تسمية الكل باسم البعض).
ويشترط في هذه الأفعال أن يكون خبرها
جملة فعلية، فعلها مضارع رافع لضمير يعود إلى اسمها، وأن يكون متأخراً عنها، نحو :
«كاد النهار ينقضي» .
ويجوز أن يتوسط
خبر هذه الأفعال بينها وبين اسمها: فتقول
__________________
«كاد ينقضي النهار» ما
لم يكن الخبر مقترناً (بأن) فلا يجوز فيه ذلك.
(المبحث السادس في
اقتران الخبر بأن)
هذه الأفعال من حيث اقترانُ خبرها (بأن)
وتجردهُ منها ثلاثة أقسام:
١ ـ ما يجب اقتران خبره بها: وهو (حرى ـ
واخلولق).
٢ ـ ما يجب تجرده منها: وهو (أفعال
الشروع).
٣ ـ ممما يجوز فيه الوجهان: وهو (أفعال
المقاربة ـ وعسى).
غير أن الأكثر في (عسى ـ وأوشك) اقتران
خبرهما بها، وفي «كاد ـ وكرب» تجرده منها.
__________________
وكل هذه الأفعال جامدة، ملازمة صيغة
الماضي، إلا أربعة: (أوشك ـ وكاد ـ وطفق ـ وجعل) فإنه يشتق منها مضارع أكثر
استعمالاً من الماضي في (كاد ـ وأوشك) نحو : يكاد البرق يخطف أبصارهم، ونحو : يوشك
الثمر أن ينضج.
وقد يستعمل اسم فاعل من أوشك وهو نادر
نحو : فإنك مُوشك أن تراها.
وتكون (عسى ـ وأوشك ـ واخلولق) تامة متى
أُسندت إلى المصدر المسبوك من (أن) والفعل المضارع المستغنى بهما عن الخبر، نحو :
وعسى أن تكرهوا شيئاً، وهو خيرٌ لكم.
وإذا تقدم على هذه الأفعال اسم، هو
الفاعل في المعنى، فالأفصح أن تبقى بلفظ واحد مع الجميع فيقال: هند عسى أن تزورنا
ـ والرجلان عسى أن يسافرا ـ والرجال عسى أن يعودوا ـ وهلم جرا.
__________________
(أسئلة يطلب أجوبتها)
ما هو عمل كاد وأخواتها؟ كم قسما كاد
وأخواتها؟ ماذا يشترط في خبر هذه الأفعال؟ هل يتوسط خبر هذه الأفعال بينها وبين
اسمها؟ متى يقترن خبر هذه الأفعال (بأن) وجوباً وجوازاً؟ متى يجب تجرده منها؟ هل
تتصرف هذه الأفعال؟ متى تكون عسى وأوشك واخلولق تامة؟ هل مشتقات هذه الأفعال تعمل
عملها؟
(تمرين)
بيِّن ما يجب اقترانه
بأن وجوباً وما يكثر وما يقل فيه:
كاد النصر يتم ـ أوشك النهر يزيد ـ كرب
العلم ينتشر في البلاد ـ عسى الله أن يأتي بالفرج ـ اخلولقت سُحُب الصيف أن تنقشع
ـ حرى التلاميذ أن ينجحوا ـ شرع الشاعر ينشد ـ طفق الغريق يستغيث ـ أقبل الكاتب
يتلو ما كتب ـ أنشأ السائق يحدو ـ جعل الخطيب يعظ ببليغ كلامه ـ هبّ المصلحون
يعملون لمصلحة الوطن ـ قام الأدباء يعيدون للغة العربية نضرتها ـ أخذ الزعماء
يدافعون عن الوطن ـ أخذ الثوب
__________________
يبلى ـ تكاد الحرب تضع أوزارها ـ طفق
التلاميذ يتناسفون في السباحة ـ عسى الصفاء أن يدوم ـ كادت الشمس تغيبُ.
إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكد
|
|
إليه وجهٍ آخرَ الدهر تُقبلُ
|
عسى الكربُ الذي أمسيتُ فيه
|
|
يكون وراءهُ فرجٌ قريبُ
|
انبرى أهل المروءة يتسابقون في إنجاد
المنكوبين ـ كاد الفقر يكون كفراً.
(نموذج إعراب)
كاد النصر يتم ـ أخذ الزعماء يدافعون عن
الوطن ـ عسى الصفاء أن يدوم.
الكلمة
|
إعرابها
|
كاد
|
فعل
ماض ناقص من أفعال المقاربة مبني على الفتح
|
النصر
|
اسم
كاد مرفوع بالضمة
|
يتم
|
فعل
مضارع، والفاعل ضمير مستتر جوازاً، والجملة خبر كاد
|
أخذ
|
فعل
ماض ناقص من أفعال الشروع مبني على الفتح
|
الزعماء
|
اسمها
مرفوع بالضمة
|
يدافعون
|
فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة في محل نصب خبر أخذ
|
عن
الوطن
|
جار
ومجرور متعلقان بالفعل قبله (يدافعون)
|
عسى
|
فعل
ماض ناقص من أفعال الرجاء مبني على فتح مقدر للتعذر
|
الصفاء
|
اسم
عسى مرفوع بالضمة
|
أن
|
حرف
مصدري ونصب
|
يدوم
|
فعل
مضارع منصوب بأن، والفاعل ضمير مستتر جوازاً يعود إلى الصفاء وأن والفعل مؤولان
بمصدر خبر عسى (أي عسى الصفاء دوامه)
|
(المبحث السابع)
(في الأحرف المشبهة
بليس)
الأحرف المشبهة بليس، هي أحرف نفي، تعمل
عملها وتؤدي معناها وهي: (ما ـ ولا ـ ولات ـ وإنْ)
ويشترط في عمل (ما) أربعة شروط:
الأول: ألا يتقدم خبرها على اسمها.
والثاني: ألا يتقدم معمول خبرها على
اسمها.
والثالث: ألا تُزاد بعدها إنْ.
والرابع: ألا ينتقض نفي خبرها بإلا.
فإن استوفت جميع هذه الشروط عملت عمل
ليس، نحو : (ما هذا بشراً، ونحو : ما حَسَنٌ أن يمدح المرء نفسه).
وإلا بطل عملها، نحو : «ما قائمُ سليمٌ
ـ وما أنت إلا مُنذرٌ» .
__________________
وتعمل (لا) المشبهةُ بليس هذا العمل
قليلاً، بالشروط التي تقدمت للفظة
(ما) ويُزاد على ذلك أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، نحو : لا أحدٌ ناجياً من الموت،
وقد يحذف خبرها غالباً.
وتعمل (لات)
عمل ليس بشرطين، أن يكون اسمها وخبرها من أسماء الزمان (كالحين والساعة) ونحوهما:
بحيث يكونا بلفظٍ واحدٍ وأن يكون أحدهما محذوفاً والغالب كونه الاسم المرفوع، نحو
: «ولات حين مناصٍ» أي ليس الحين حين مناص وفرارٍ.
وتعمل (إن) النافية عمل ليس نادراً بشرط
حفظ النفي والترتيب، نحو : إن أحدٌ خيراً من أحد إلا بالعقل والعلم،
وحفظ النفي يكون بعدم انتقاض خبرها
بإلا، ونحوها.
__________________
وحفظ الترتيب يكون بعدم تقدم خبرها، ولا
معموله عليها والغالب في استعمالها أن يقترن الخبر بعدها (بإلا) فتكون مهملة، نحو
: إن هذا إلا ملكٌ كريمٌ.
(نموذج إعراب)
ما كلُّ غنيٍّ بسعيد ـ لاتَ وقتَ مُزاحٍ
الكلمة
|
إعرابها
|
ما
|
حرف
نفي يعمل عمل ليس وهو مبني على السكون.
|
كل
|
اسم
ما مرفوع ـ وهو مضاف
|
غنى
|
مضاف
إليه
|
بسعيد
|
الباء
حرف جر زائد ـ وسعيد خبر ما مجرور لفظاً منصوب تقديراص
|
لات
|
حرف
نفي يعمل عمل ليس مبني على الفتح، واسمها محذوف، تقديره ليس الوقت
|
وقت
|
خبر
لات منصوب بالفتحة وهو مضاف
|
مزاح
|
مضاف
إليه مجرور بالكسرة
|
(أجب عن الأسئلة
الآتية)
ما هي الأحرف المشبهة بليس؟ ماذا يشترط
في عمل ما ولا؟ متى تعمل لات هذا العمل؟ ومتى تعمل إن النافية عمل ليس؟
(تمرين)
بيِّن فيما يأتي الأدوات التي تعمل عمل
ليس والتي لا تعمل عملها:
إن أنت إلا صديق وفيّ ـ ما كل غنى بسعيد
ـ ما إدراك العلا سهلاً ـ ليس
الفقر عيباً ـ ما
معروفك ضائعاً ـ إن الفراغ إلا مفسدة ـ ما أحد أسمى من أحد إلا بالعلم ـ إن سعيك
إلا مشكوراً ـ ما دنياك إلا فانية ـ ندم البغاة ولات ساعة مندم ـ لات وقت مزاح
وما الحسن في وجه الفتى شرفاً له
|
|
إذا لم يكن في فعله والخلائق
|
وما المرء إلا الأصغران لسانه
|
|
ومعقوله والجسم خلق مصور
|
ما كلٌ ما فوق البسيطة كافياً
|
|
وإذا قنعت فبعض شيء كاف
|
ندم البغاة ولات ساعة مندم
|
|
والبغي مرتع مبتغيه وخيم
|
إن الدنيا إلا صور تمر وما مر منها لا
يعود.
(المبحث الثامن)
في الأحرف المشبهة
بالأفعال (إن وأخواتها)
الأحرف المشبهة بالأفعال
ستة، وهي:
__________________
(إنَّ ـ وأنَّ ـ وكأنّ ـ ولكنَّ ـ وليتَ
ـ ولعلَّ) وهي تدخل على المبتدأ والخبر، فتنصب الأول
ويسمى اسمها، وترفع الثاني
ويُسمى خبرها، نحو :» إن الله غفورٌ رحيمٌ «وفي هذا الباب مباحث.
(المبحث الأول)
الأصل في خبر هذه الأحرف أن يكون مؤخراً
عن اسمها، ما لم يكن ظرفاً أو مجروراً بالحرف فيجوز تقدمه على اسمها إذا كان اسمها
معرفةً نحو :» إن في الدار سليماً «.
ويجب تقديم الخبر: إذا كان اسمها نكرةً
لا مُسوغ لها، نحو :» إن مع العُسر يُسراً «.
ويجب تقديم الخبر أيضاً: إذا كان ظرفاً
أو مجروراً بالحرف في موضعين:
أولهما: إذا لزم من تأخيره عودُ الضمير
على مُتأخرٍ لفظاً ورُتبةً، نحو : إن في الدار صاحبها، ولعل في المدينة واليها.
وثانيهما: إذا كان الاسم مُقترناً بلام
التأكيد، نحو : إن في ذلك لعبرة.
ولام التأكيد (وتُسمى لام الابتداء)
تدخل على أربعة أشياء:
__________________
(١) على اسم إنَّ (مكسورة الهمزة فقط). (٢)
وعلى خبرها. (٣) وعلى معمول الخبر. (٤) وعلى ضمير الفصل.
فتدخلُ على اسمها بشرط أن يتقدمه ظرفٌ
أو مجرور متعلقان بخبرها، نحو : إن من البيان لسحراً.
وتدخل على خبرها بشرط: كونه مؤخراً:
مُثبتاً غير فعل ماضٍ، نحو : إن ربي لسميع الدعاء، إن ربك ليعلم ـ وإنك لعلى خُلق
عظيم ـ فإن قُرن الماضي (بقد) دخلت عليه اللامنحو
: إن سليماً لقد قام ـ ويجوز قليلاً دخولها على الماضي الجامد لشبهه بالاسم، نحو :
إن خليلاً لَنعْمَ الرجل ـ وتدخل هذه اللام أيضاً على (ضمير الفصل أو العماد) نحو
: إن هذا لهو القصص الحق ـ وإن الحق لهو المتبع ـ وكان حق هذه اللام أن تدخل على
أول الكلام لأن لها الصدر، لكن لما كانت (اللام) للتأكيد و (إن) للتأكيد أيضاً
كرهوا الجمع بين الحرفين، فاستحسنوا الفصل بينهما بلام الابتداء.
وإذا لحقت (ما) الزائدة ـ الأحرف
المشبهة بالأفعال
كفتها عن العمل، ولذلك تُسمى (ما) الكافة، نحو : (إنما إلهكم إلهٌ واحدٌ ـ وكأنما
العلم نورٌ) إلا (ليت)
فيجوز فيها الإعمالُ والإهمالُ
__________________
وإذا عُطف على أسماء الأحرف المشبهة
بالأفعال نُصب المعطوفُ سواء وقع قبل الخبر أو بعده، نحو : إن سليماً وخليلاً
قائمان ـ أو إن سليماً قائم وخليلاً.
على أنه إذا وقع المعطوف بعد الخبر جاز
فيه أيضاً الرفعُ على أنه مبتدأ محذوف الخبر، وذلك بعد (إنَّ ـ وأنَّ ـ ولكنَّ»
نحو : إن سعيداً قائمٌ وسعدٌ ـ أي وسعدٌ كذلك.
و «أنَّ» المفتوحة الهمزة ـ تُسبك مع
خبرها بمصدر مضاف إلى اسمها فتقدير قولك (يُعجبني أنك مجتهدٌ) يعجبني اجتهادك.
وأما (إنَّ) المكسورة الهمزة ـ فإنها لا
تُغير حُكم الجملة بدخولها عليها
__________________
فيجب كسر همزة (إنَّ) إذا حلت محل
الجملة ـ حيث لا يصح أن تؤول مع ما بعدها بمصدرٍ يسد مسدها ومسد معموليها.
ويجب فتحها إذا حلت محل المفرد، حيث يجب
أن تؤول مع ما بعدها بمصدر يسد مسدها ومسد معموليها.
ويجوز فتحها وكسرها: حيث يجوز التأويل
بمصدرٍ وعدمه.
(المبحث الثاني)
(المواضع التي يتعين
فيها كسر همزة إنّ عشرة)
أولاً: إذا وقعت في ابتداء الكلام
(حقيقة) نحو : إن الله غفورٌ أو (حُكماً) نحو : كلا إن الإنسان ليطغى.
ثانياً: إذا وقعت بعد القول الذي لا
يتضمن معنى الظن، نحو : قال إني عبدُ الله.
ثالثاً: إذا وقعت مع ما بعدها جواباً
للقسم، نحو : والله إنك لصادقٌ.
رابعاً: إذا وقعت صدر الجملة الواقعة
صلة الموصول، نحو : جاء الذي إنه مجتهدٌ.
خامساً: إذا وقعت مع ما بعدها حالاً، نحو
: قصدته وإني واثقٌ به.
سادساً: إذا وقعت بعد (حيث) أو (إذ) نحو
: اجلس حيث إن خليلاً جالسٌ، ونحو : سكتُّ إذ إنك ساكتٌ.
سابعاً: إذا وقعت مع ما بعدها خبراً عن
اسم ذات أو صفة له نحو : سليمٌ إنه كريمٌ ـ وجاء خليل إنه فاضلٌ.
ثامناً: إذا وقعت بعد عاملٍ عُلّق
باللام، نحو : علمتُ إنَّ خليلاً لمحسنٌ.
تاسعاً: إذا وقعت صدر جملة استئنافية،
نحو : يزعمون أني متكاسلٌ إنهم لكاذبون.
عاشراً: بعد حتى الابتدائية، نحو : مرض
سليمٌ حتى إنهم لا يرجونه.
(المبحث الثالث)
(المواضع التي يتعين
فيها فتح همزة «أنَّ) أربعة)
أولاً: إذا كانت وما بعدها في موضع
الفاعل، نحو : بلغني أنك مُسافر أو نائبه، نحو : سُمع أن العدو قادمٌ، أو المفعول
به، نحو : عرفتُ أنك ودودٌ.
ثانياً: إذا كانت وما بعدها في موضع
المبتدأ، نحو : عندي أنك فاضلٌ.
ثالثاً: إذا كانت وما بعدها في موضع
الخبر عن اسم معنىً، نحو : الحقُّ أن العلم نافعٌ.
رابعاً: إذا وقعت مع ما بعدها في موضع
المضاف إليه، أو المجرور بالحرف، نحو :» أُحبك مع أنك ظالمٌ ««وسُررت من أنك
مجتهدٌ.
(المبحث الرابع)
(المواضع التي يجوز
كسر همزة «إنَّ» وفتحها)
أولاً: بعد «إذا» الفجائية نحو : خرجت
فإذا إنَّ أسداً واقفٌ.
__________________
ثانياً: بعد فاء الجزاء، نحو : إن تجتهد
فأنك تنجح.
ثالثاً: في موضع التعليل، نحو : اطلب
العلم أنه سبيل الفلاح.
رابعاً: بعد فعل قسم بدون اللام بعده،
نحو : أُقسمُ إنَّ الدار ملكُ سليم.
خامساً: بعد (لا جَرَمَ) نحو : لا جرمَ
أنَّ الله يعلمُ.
(المبحث الخامس)
(تخفيف: إنَّ ـ وأنَّ
ـ وكأنَّ ـ ولكنَّ)
يجوز أن تخفف الأحرف المختومة بالنون،
وهي: (إنّ ـ وأنّ ـ وكأنّ ـ ولكنَّ) وذلك يكون بحذف النون الثانية، فيقال: (إنْ ـ وأنْ
ـ وكأنْ ـ ولكنْ).
__________________
فإذا خُففت (إنَّ)
المكسورة الهمزة أهملت غالباً لزوال اختصاصها وتلزم لام الابتداء الخبر بعد
المهملة، فارقة بينها وبين (إن) النافية.
فإن وَليَها فعلٌ: كَثُر كونه من الأفعال الناسخة، نحو : وإن نظنك لمن الكاذبين،
ونحو : وإن كانت لكبيرة.
وإن وليها اسم: فالأرجح إهمالها ويلزم
دخول اللام على الخبر، نحو : إن أنت لصادقٌ، وإن عليٌّ لشجاع، وتخفيف (إنّ) نادر
الاستعمال.
وإذا خُففت «أنّ» المفتوحة الهمزة بقيت
عاملة وجوباً واسمها ضمير شأن محذوف وجوباً
ولا يكون خبرها إلا جملة، فإن كانت الجملة
__________________
فعلية فعلها متصرف
وجب فصلها عنه بما يفرق بينها وبين أن الناصبة للفعل، وذلك يكون إما (بقد) أو
(بالسين) أو (سوف) أو أحرف النفي أو أدوات الشرط، نحو : عرفت أن قد حان الامتحان ـ
وأن سينجح أخوك ـ وأن لن ينجح المتكاسلون ـ وأن لو اجتهدتم لنجحتم ـ وترك الفصل
نادر ـ نحو قول الشاعر:
علموا أنْ يُؤملون فجادوا
|
|
قبل أن يُسألوا بأعظم سؤل
|
وإن كانت الجملة إسمية أو فعلية صدرها
فعلٌ جامد، أو دعاء استغنت عن الفاصل، نحو : وآخر دعواهم أن الحمد لله رب
العالمين، ونحو : وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، ونحو : اعلم أن ليس للصابر إلا
الصبر.
وإذا خففت (كأنَّ) بقي أيضاً إعمالها، ويكون
اسمها ضمير شأن محذوفاً وخبرها الجملة التي بعدها.
فإن كانت الجملة إسمية: لم تحتجْ إلى
فاصل، وإن كانت فعلية صدرها فعل متصرف، فصلت عنه في الإيجاب (بقد) وفي النفي (بلم)
نحو : سكت وكأن قد تكلم ـ وغاب وكأن لم يغب ـ وانقضت السنة كأن لم تكن.
وإذا خففت (لكنّ) بطل عملها وجوباً ولم
تدخل إلا على الجملة، نحو :
__________________
جاء يوسف ولكن خليلٌ
لم يجئ ـ وسافر سليمٌ ولكن جاء أخوه.
واعلم أنه يستحسن اقترانها والحالة هذه
بالواو ، تفرقة بينها وبين العاطفة.
ولا يجوز تخفيف (لعل) على اختلاف
لغاتها.
(نموذج إعراب ١)
وكُنْ على الدهر معواناً لذي أملٍ
|
|
يرجو نداك فإن الْحُرَّ مِعْوان
|
الكلمة
|
إعرابها
|
وكن
|
الواو
بحسب ما قبلها ـ كن فعل أمر ناقص مبني على السكون لا محل له من الإعراب
واسمه
مستتر وجوباً تقديره أنت. على الدهر جار ومجرور متعلقان بمعوان. معوانا خبر كن
منصوب
|
على
الدهر
|
بالفتحة
اللام حرف جر مبني على الكسر ـ ذي مجرور بالياء نيابة
|
معواناً
لذي
|
عن
الكسرة لأنه من الأسماء الخمسة. أمل مضاف إليه مجرور
|
أمل
|
بالكسرة
الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بمعوان.
|
يرجو
|
فعل
مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو يعود
على ذي أمل.
|
نداك
|
ندى
مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف للتعذر، والكاف مضاف إليه مبني على الفتحة
في محل جر والجملة في محل جر صفة لذي أمل.
|
فإن
|
الفاء
للتعليل حرف، إن حرف توكيد ونصب مبني على الفتح.
|
الحر
معوان
|
اسم
إن منصوب بالفتحة. معوان خبر إن مرفوع بالضمة.
|
(تمرين)
اذكر الموجب لكسر همزة إن والموجب
لفتحها أو المجيز للأمرين:
علمت أن الأرض تدور من الغرب إلى الشرق
ـ وأعلم بأن الله على كل شيء قدير
لو أنهم صبروا لفازوا ـ ومن آياته أنك
ترى الأرض خاشعة ـ لا جرم أن العدل أساس الملك ـ إن تقتيرك على نفسك توفير لخزانة
غيرك ـ إن البلاء موكل بالمنطق ـ إنما البطل من يملك نفسه وقت الغضب ـ لا تضع
الوقت سدى ـ إن الوقت ثمين.
(نموذج إعراب ٢)
إنَّ الحياة نهارٌ أو سحابتهُ
|
|
فعِشْ نهارك من دُنياك إنسانا
|
الكلمة
|
إعرابها
|
إن
الحياة
|
إن
حرف توكيد ونصب ـ الحياة اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة
|
نهار
|
نهار
خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة.
|
أو
سحابته
|
أو
حرف عطف ـ سحابة معطوفة على نهار مرفوعة بالضمة والهاء مضاف إليه مبني على الضم
في محل جر.
|
فعش
|
الفاء
واقعة في جواب شرط مقدر حرف ـ عش فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب
ـ والفاعل مستتر وجوباً تقديره أنت.
|
نهارك
|
نهار
مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة والكاف مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر.
|
من
دنياك
|
من
حرف جر ـ دنيا مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر ـ والكاف مضاف إليه مبني
على الفتح في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من نهارك.
|
إنسانا
|
حال
من فاعل عش منصوب بالفتحة.
|
(المبحث السادس لا
النافية للجنس)
لا النافية للجنس
تدل على نفي الخبر عن جميع أفراد الجنس الواقع
__________________
بعدها على سبيل
التنصيص، لا على سبيل الاحتمال، نحو : لا إله إلا الله، ونحو : لا رادَّ لما قضاهُ
الله.
وتعمل (لا) النافية للجنس
عمل (إنَّ) فتنصب الاسم
__________________
وترفع الخبر بستة شروط:
١ ـ أن تكون نافيةً للجنس نصاً، لا
احتمالاً.
٢ ـ أن يكون المنفي الجنس بأجمعه (بحيث
لا يبقى فردٌ من أفراده).
٣ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين.
٤ ـ أن يكون اسمها متصلاً بها (ويلزمه
تأخير الخبر عنه).
٥ ـ عدم تقدم خبرها عليها.
٦ ـ عدم دخول حرف جر عليها.
مثال المستوفى الشروط الستة: لا حلية
أثمن من مكارم الأخلاق.
واسم (لا) ثلاثة أنواع: مفرد
ومضاف ومشبه بالمضاف، فإذا كان اسم (لا) مفرداً يُبنى على ما كان يُنصب به، نحو :
لا سيف
__________________
أقطع من الحق، ولا
حقوق إلا بالعدل، ونحو : لا ضدين مُجتمعان، ونحو : لا لذات باقيةٌ.
وإذا كان اسم (لا) مضافاً أو مُشبهاً
به: وجب أن يكون مُعرباً
منصوباً، نحو : لا شاهد زور محبوبٌ، ولا كريماً عنصرهُ سفيهٌ ولا مُتقناً عمله
يفشلُ فيه، ولا واثقاً بالله ضائعٌ، ولا طالعاً جبلاً حاضرٌ.
(المبحث السابع)
(في تكرار «لا»)
إذا تكررت (لا) وكان اسمها نكرةً
مُتصلاً بها، نحو : (لا حول
__________________
ولا قوة إلا بالله)
جاز فيه خمسة أوجه:
(١) إعمال المكررتين وبناء اسميهما على
الفتح (وهو الأصل) فتقول: لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ.
(٢) إلغاء المكررتين ورفع ما بعدهما،
إما بالابتداء، وإما عاملتان عمل ليس، فتقول: لا حولٌ ولا قوةٌ إلا باللهِ.
(٣) إعمال الأولى وبناء ما يليها
وإلغاء الثانية ورفع ما بعدها، فتقول: لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله.
(٤) إلغاء الأولى ورفع ما يليها
وإعمال الثانية، وبناء ما بعدها، فتقول: لا حولٌ ولا قوةَ إلا باللهِ.
(٥) إعمال الأولى، وبناء ما يليها
وإلغاء الثانية ونصب ما بعدها عطفاً على محل الأولى
فتقول: لا حولَ ولا قوةً إلا باللهِ.
__________________
(المبحث الثامن)
في حكم نعت
اسم (لا) المفرد والمضاف والمشبه بالمضاف إذا نعت اسم (لا) المفرد بمفرد (متصل به)
جاز في النعت بناؤه على
الفتح كمنعوته، وجاز فيه أيضاً النصب، والرفع، فتقول: لا رجلَ ظريفَ ـ أو ظريفاً ـ
أو ظريفٌ عندنا.
وإذا (فصل) النعت امتنع بناؤه على الفتح
كمنعوته وجاز فقط فيه النصب، والرفع، فتقول: لا رجلَ عندنا ظريفاً أو ظريفٌ.
وإذا نعت اسم (لا) المضاف أو المشبه به،
جاز في النعت
__________________
النصب، والرفع فقط
سواء فصل النعت أو لم يفصل، نحو : لا طالبَ علمٍ متكاسلاً أو متكاسلٌ في المدرسة ـ
ولا صاحب علم في المدينة بارعاً أو بارعٌ ـ ولا رجلَ قبيحاً أو قبيحٌ وجهه عندنا.
(المبحث التاسع)
(خبر لا النافية
للجنس)
يكثر حذف خبر (لا) إذا كان معلوماً (بأن
دلت عليه قرينةٌ) نحو : لا ضير ولا بأس ـ أي عليك، وأكثر ما يحذفونه مع (إلا) نحو
: لا إله إلا الله (أي لا إله موجودٌ إلا الله).
ويقل حذف الاسم مع بقاء الخبر كقولهم:
لا عليك، أي لا بأس أو لا جُناح ـ وإذا جُهل خبر (لا) وجب ذكره، كالأمثلة السابقة.
(أجب عن الأسئلة
الآتية)
ما هي (لا) النافية للجنس؟ ماذا تعمل لا
النافية للجنس؟ ماذا يشترط في عملها؟ كم نوعاً يكون اسم لا؟ ما هو حكم اسم لا؟ ما
هو حكم لا إذا فصل بينها وبين اسمها؟ إذا نعت اسم لا فما هو حكم النعت؟ هل يحذف
اسم لا وخبرها؟ كم وجهاً يصح في اسم لا إذا تكررت بدون فاصل؟ ما حكم المعطوف على
اسم لا؟
(تمرين)
بيِّن اسم (لا)
المفرد والمضاف والمشبه بالمضاف:
لا فقر أضر من الجهل ـ لا عاقبة محمودة
للضالين ـ لا شفيقاً بعباد الله مذموم ـ لا مال ولا بنين تشفع للمذنب ـ لا سيف ولا
رمح في جانب العقل والرأي.
لا خيل عندك تهديها ولا مال
|
|
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
|
لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن
لا عهد له ـ لا متشاركين في نافع محتقران.
فيمَ الإقامة بالزوراء لا سكنى
|
|
بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
|
لا ساعياً في الصلح مكروه ـ لا لغو ولا
تأثيم فيها ـ لا متهاونين في أداء واجباتهم ممدوحون ـ لا هو حي يرجى ولا ميت فينعى
ـ لا دفتري معي ولا قلمي.
لا خير في العيش مادامت منغصة
|
|
لذاته بأذكار الموت والهرم
|
إن الشباب الذي مجد عواقبه
|
|
فيه نلذ ولا لذات للشيب
|
ولا خيرَ في حُسن الجُسوم ونُبْلها
|
|
إذا لم تَزِنْ حُسنَ الجسوم عقولُ
|
ولا خيرَ في حلم إذا لم تكنْ له
|
|
بوادِرُ تَحمِي صَفوَه أن يكدّرَا
|
(نموذج إعراب)
لا سرورَ دائم ـ لا شاهدَ زورٍ محبوب ـ لا
فرقدين مفترقان ـ لا مؤمنين متخاصمون.
الكلمة
|
إعرابها
|
لا
سرور
|
لا
نافية للجنس ـ وسرور اسمها مبني على الفتح في محل نصب
|
دائم
|
خبر
لا مرفوع بالضمة الظاهرة.
|
لا
شاهد
|
لا
نافية للجنس ـ وشاهد اسمها معرب منصوب لأنه مضاف
|
زور
محبوب
|
زور
مضاف إليه مجرور ـ ومحبوب خبر لا مرفوع بالضمة الظاهرة
|
لا
فرقدين
|
لا
نافية للجنس ـ وفرقدين اسمها مبني على الياء في محل نصب
|
مفترقان
|
خبر
لا ـ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم
المفرد.
|
لا
مؤمنين
|
لا
نافية للجنس ـ ومؤمنين اسمها مبني على الياء في محل نصب
|
متخاصمون
|
خبر
لا مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في
الاسم المفرد.
|
(المبحث العاشر: ظنّ
وأخواتها)
ظن وأخواتها: أفعالٌ تدخل على الجملة
الإسمية فتنصب الجزأين (المبتدأ والخبر) على أنهما مفعولان لها، وهي نوعان: أفعال
قلوب وأفعال تصيير.
فأفعال القلوب: منها ما لا يتعدى بنفسه،
نحو : فَكّرَ ـ وتفكّرَ.
ومنها: ما يتعدى لواحدٍ
نحو : عَرف ـ وفَهم.
__________________
ومنها: مايتعدى لاثنين (وهو المراد
هنا).
وتنقسم أفعال القلوب المتعدية إلى
مفعولين باعتبار معناها إلى أربعة أقسام:
الأول: ما يفيد اليقين وتحقق وقوع
الخبر، وهو أربعة أفعالٍ:
١ ـ وجد، نحو : وجدتُ الصلاح سر النجاح.
٢ ـ وألفَى، نحو : ألفيتُ الاجتهاد
وسيلة للفلاح.
٣ ـ وَدَرَى، نحو : ما درى الناس
استخدام قوة الطبيعة ممكناً إلا أخيراً.
٤ ـ وتَعلّمْ (بمعنى اعْلمْ) نحو :
تَعَلّم شفاء النفس قهر عدوها.
الثاني: ما يفيد ترجيح وقوع الخبر، وهو
خمسة أفعالٍ:
١ ـ جَعلَ، نحو : جعلتُ الصعب سهلاً.
٢ ـ وَحَجَا، نحو : حجوتُ سليماً
صديقاً.
٣ ـ وَعدّ، نحو : عددْتُ الصديق شريكاً
لي في الضيق.
٤ ـ وزعم، نحو : زعمتُ علياً شُجاعاً.
٥ ـ وهَبْ، نحو : هَبِ الأيامَ
مُسالمةً.
الثالث: ما يدل على اليقين والرُّجحان،
ولكن الغالبُ فيه كونه لليقينُ، وهو فعلان:
__________________
١ ـ رَأى،
نحو : رأيتُ تقدم المرءِ موقوفاً على حُسنِ أخلاقه.
٢ ـ وعَلِمَ، نحو : علمتُ الصدق
مُنجياً.
الرابع: ما يُستعمل لليقين والرجحان،
ولكن الغالب فيه كونه للرجحان، وهو ثلاثة أفعال:
١ ـ ظنَّ، نحو : ظننتُ الفرج قريباً.
٢ ـ وَحَسِبَ، نحو : حسبتُ المال
نافعاً.
٣ ـ وخَالَ، نحو : خِلت الكتابَ رفيقاً.
وكلها باعتبار لفظها تتصرف تصرفاً تاماً
ماعدا (هَبْ ـ وتعَلّمْ) فيلزمان الأمرَ، نحو : هَبْني مُسيئاً فاعفُ عني.
وكل ما يُشتق
من أفعال القلوب يعمل عمل ماضيها، وتختص
__________________
أفعال القلوب ماعدا
(تعلم) بأنه يجوز أن يكون فاعلها ومفعولها ضميرين متصلين صاحبهما واحدٌ، نحو :
وجدتني وحيداً (أي وجدتُ نفسي) وهذا لا يجوز في غيرها من الأفعال التي ليست من
أفعال القلوب، فلا يقال: ضربتني بل ضربت نفسي.
(المبحث الحادي عشر)
في أفعال التصيير والتحويل، وهي:
١ ـ جعل، نحو : فجعلناه هباءً منثوراً.
٢ ـ وَرَدّ، نحو : فردّ شعورهُنّ
السُّودَ بيضاً.
٣ ـ وترك، نحو : وتركنا بعضهم يومئذ
يموجُ في بعضٍ.
٤ ـ واتخذ، نحو : اتخذ الله إبراهيم
خليلاً.
٥ ـ وتَخِذَ، نحو : تَخِذْتُ سعداً
صديقاً.
٦ ـ وصَيّر، نحو : قوةُ الحرارة تُصير
الماء بُخاراً.
٧ ـ ووهب، نحو : وهبني الله فداءك (أي
صيرني).
وكل أفعال التصيير والتحويل تتصرف (أي
يأتي منها المضارع والأمر وغيرهما) ماعدا (وهب) التي هي من أفعال التصيير فإنها
ملازمة لصيغة الماضي.
وكل ما اشتق من أفعال التصيير يعمل عمل
ماضيها أيضاً.
__________________
(المبحث الثاني عشر)
(في الإعمال والإلغاء
والتعليق)
فأما الإعمالُ: فهو الأصل، وذلك يكون في
الجميع.
وأما الإلغاء: فهو إبطالُ العمل لفظاً
ومحلاً في الجزأين، وذلك لضعف العامل بتوسطه بين الجزأين،
نحو : الأميرُ ظننتُ مُسافرٌ أو لضعف العامل بتأخره عنهما، نحو : المدينة جميلةٌ
حسبتُ.
وإلغاء العامل المتأخر أقوى من إعماله،
كما وأن إعمال العامل المتوسط أقوى من إلغائه.
وأما التعليق: فهو إبطال العمل لفظاً لا
محلاً لمانع وهو مجيء ما له صدر الكلام بعد هذه الأفعال، والموانع هي ما يأتي:
١ ـ (لا ـ وإنْ) النافيتان الواقعتان في
جواب قسم ملفوظ به. أو مقدرٍ، نحو : علمتُ والله لا سليمٌ في المدرسة ولا خليلٌ،
وعلمتُ إن عليٌّ حاضرٌ.
٢ ـ ما النافية، نحو : لقد علمت ما
هؤلاء ينطقون.
٣ ـ لام الابتداء، نحو : علمت لأخوك
مجتهدٌ.
٤ ـ لامُ القسم، نحو : علمتُ لينصُرن
الله المؤمنين.
٥ ـ كم الخبرية، نحو : أو لم يروا كم
أهلكنا قبلهم من القرون.
__________________
٦ ـ الاستفهام بالحرف، نحو : وإن أدري
أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون، والاستفهام بالاسم، نحو : لتعلمنَّ أينا أشد عذاباً.
٧ ـ لو ، نحو : علمت لو أنني زُرتك
لأكرمتني.
٨ ـ لعل، نحو : وإن أدري لعله فتنةٌ
لكم.
(تنبيهات)
الأول: يجوز حذف المفعولين، أو أحدهما
اختصاراً (لدليل) نحو : أين شُركائي الذين كنتم تزعمون (أي، تزعمونهم شركائي).
ونحو ، قول الشاعر:
بأي كتابِ أم بأيّةِ سُنةٍ
|
|
ترى حبهم عاراً عليّ وتَحسِبُ
|
أي، وتحسبه عاراً عليّ.
وكقول الشاعر:
ولقد نزلت فلا تظني غيرهُ
|
|
مني بمنـزلة المحب المُكرِم
|
أي، فلا تظني غيره واقعاً.
ويجوز حذفهما اقتصاراً (لغير دليل)، نحو
: والله يعلم وأنتم لا تعلمون (أي يعلم الأشياء كائنةً، ويمتنع حذف أحدهما
اقتصاراً) وتحكى الجملة الفعلية والإسمية بعد القول.
وقد يسد مسد مفعول (أفعال الرجحان
واليقين) أنْ ـ أو ـ أنَّ ـ وصلتهما، نحو : أيحسبُ الناس أن يُتركوا سدى، ونحو :
يحسبون أنهم يُحسنون
صنعاً.
الثاني: يجبُ الإعمالُ إن تقدم العامل
ولم يسبقه لفظٌ، نحو : ظننتُ سليماً مسافراً، فإن تقدم العامل وسبقه لفظٌ ترجح
الإعمالُ نحو : متى ظننت علياً مجتهداً.
الثالث: إن العامل الملغي لا عمل له
قطعاً، والعامل المعلق له عملٌ في المحل.
الرابع: لا يكون الإلغاء والتعليق إلا
في أفعال الرجحان واليقين ماعدا (هب ـ وتعلم) من أفعال القلوب الجامدة.
الخامس: لا يدخل الإلغاء ولا التعليق في
شيء من أفعال التصيير والتحويل.
السادس: جميع أفعال القلوب وما أُلحق
بها قد تكتفي بنصب المفعول الأول إذا كانت مُستغنية عن المفعول الثاني، وحينئذ
تعتبر كسائر الأفعال المتعدية إلى واحد، فتقول: علمتُ المسألة أي عرفتها، ونحو :
وجدت الضالة أي لقيتها، إلخ.
السابع: قد تخرج هذه الأفعال عن معانيها
إلى معانٍ أُخرَ غير قلبية فلا تنصب المفعولين
نحو : ظننتُ خليلاً، أي اتهمته، ورأيتُ الهلال أي نظرته، وتركت الدار، أي هاجرتها،
وهكذا.
__________________
الثامن: أشهر أسباب
تعدي اللازم، ولزوم المتعدي:
أسباب التعدي
|
الأمثلة
|
أسباب اللزوم
|
الأمثلة
|
١ ـ زيادة الهمزة
|
أخرجت الكتب
|
١ ـ مطاوعة المتعدي لواحد (والمطاوعة
قبول أثر الفعل).
|
نحو دحرجت الكرة فتدحرجت
|
٢ ـ دلالته على المفاعلة
|
جالس المؤدبين
|
٢ ـ إذا كان من باب كرم
|
كشرف محمد وحسن
|
٣ ـ تضعيف ثانيه
|
عظّم الكبير
|
٣ ـ إذا كان من باب فرح ودل على لون
أو عيب أو حلية أو فرح أو حزن أو خلو أو امتلاء
|
كخضر وعمِش وغَيد وطرب وحزن وصدى وشبع
|
٤ ـ زيادة الهمزة والسين والتاء
|
استخرج العامل اللؤلؤ
|
٤ ـ إذا كان على زنة أفعلل وافعنلل
|
كاطمأنّ ـ وافرنقع
|
٥ ـ سقوط حرف الجر ولا يطرد إلا مع
(أنَّ ـ وأنْ).
|
شهدت أنك محق، وعجبت أن جاء محمد إلى
بيتك
|
٥ ـ إذا كان محولاً إلى فعل للمدح أو
الذم
|
كفُهم محمد أي ما أكثر فهمه
|
__________________
(نموذج إعراب ١)
إنَّ العُلا حدَّثتني وهي صادقةٌ
|
|
فيما تُحدِّث أنّ العز في النُّقَلِ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
إن
العلا
|
إن
حرف توكيد ونصب ـ العلا اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
|
حدثتني
|
حدث
فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والتاء للتأنيث حرف، والفاعل
مستتر جوازاً تقديره هي، والنون للوقاية حرف، والياء مفعول به مبني على السكون
في محل نصب. وجملة حدثتني في محل رفع خبر إن.
|
وهي
صادقة
|
الواو
للحال حرف، هي مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع، وصادقة خبر المبتدأ مرفوع
بالضمة، والجملة في محل نصب حال من فاعل حدثتني.
|
فيما
|
في
حرف جر، ما اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور
متعلقان بصادقة.
|
تحدث
|
فعل
مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هي، والجملة لا محل لها من
الإعراب صلة الموصول.
|
أن
العز
|
أن
حرف توكيد ونصب، العز اسم أن منصوب بالفتحة.
|
في
النقل
|
جار
ومجرور متعلقان بمحذوف خبر أن، وأن واسمها وخبرها سدت مسد مفعولي (حدث الثاني
والثالث) (وأما الأول) فقد حذف لدلالة المقام عليه.
|
(أسئلة يطلب أجوبتها)
ما هي أفعال القلوب وما هو عملها؟ لم
سميت أفعال قلوب؟ هل أفعال القلوب متصرفة؟ متى تعلق أفعال القلوب المتصرفة عن
العمل؟ متى يجوز في أفعال القلوب
المتصرفة الإعمال
والإلغاء؟ هل تكتفي أفعال القلوب أحياناً بمفعول واحد؟ بأي شيء تختص أفعال القلوب؟
ما هو حكم أرى وأعلم؟ ما هي أحكام المفعولين الثاني والثالث من مفاعيل أرى وأعلم؟
(نموذج إعراب ٢)
ما المجدُ زخرفَ أقوالٍ لطالبهِ
|
|
لا يُدركُ المجد إلا كلُّ فعَّالِ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
ما
المجد
|
ما
نافية تعمل عمل ليس حرف ـ المجد اسم ما مرفوع بالضمة.
|
زخرف
أقوال
|
زخرف
خبر ما منصوب بالفتحة ـ أقوال مضاف إليه مجرور بالكسرة
|
لطالبه
|
لطالب
جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لأقوال، والهاء مضاف إليه مبني على الكسر في محل
جر.
|
لا
يدرك
|
لا
حرف نفي، يدرك فعل مضارع مرفوع بالضمة.
|
المجد
|
مفعول
به مقدم منصوب بالفتحة.
|
إلا
كل
|
إلا
أداة استثناء ملغاة، كل فاعل مرفوع بالضمة
|
فعال
|
مضاف
إليه مجرور بالكسرة.
|
(المبحث الثالث عشر
في التنازع)
التنازعُ: أن يتقدم عاملان على اسمٍ
يطلبه كل واحدٍ منهما أن يكون معمولاً له، نحو : (قام وقعد سليمٌ).
فيُعملُ الواحدُ منهما في الاسم الظاهر،
والثاني في ضميره
__________________
ثم إن العمل قد يكون رفعاً، نحو : (قام
وذهب خليلٌ) وقد يكونُ نصباً، نحو : (زُرت وحادثتُ عمراً) وقد يكون يكون جراً، نحو
: آمنتُ واستغنتُ بالله، وقد يكون مُختلفاً، نحو : «حادثني وحادثت سليماً».
ويلزم أن يكون العاملان مُتصرفين
مختلفين لفظاً، فلا يكون التنازعُ بين فعلين جامدين، ولا حرفين، ولا في معمولٍ
متقدم، ولا في متوسط وكما يكون العاملان فعلين يكون شبه فعل، نحو : أمتقنٌ وحاذق
أخوك مهنتهُ، وقد يقع التنازع بين أكثر من عاملين، وأكثر من معمول واحد، ولا يجوز
تسلط عاملين على معمول واحد، بل يجب أن يختار أحدهما للعمل في الظاهر وحده، ويهمل
الآخر عن العمل فيه.
فإذا أعملت العامل الأول في الاسم
الظاهر، أعملت الثاني في ضميره، مرفوعاً كان أو غير مرفوع، نحو : قام وقعدا أخواك
ـ وزرتُ فُسرَّا أخويك ـ وحادثتُ فأفادني عمراً.
وإذا أعملت الثاني في الظاهر، أعملت
الأول في ضميره إن كان مرفوعاً، نحو : درساً واستفاد التلميذان ـ واجتهدا فأكرمتُ
التلميذين وتكلما فأثنيتُ على التلميذين.
وإن كان ضميرهُ غير مرفوع حذفته، نحو :
سمعتُ فأفادني المعلمُ، ولا يقال: سمعته فأفادني المعلم.
__________________
(تمرين)
حيثما تجد العمل للعامل الأول في
الأمثلة الآتية، فاجعله للثاني وحيثما تجده للثاني، فاجعله للأول:
أكرمت وأكرمني الصديق ـ زرت وأكرماني
أخويك ـ قاطعوني ولم أقاطع الأصدقاء ـ ومازلت اذكر وأعظم لهم الحسنة ـ وأتناسى
وأصغّر لهم السيئة ـ عند ما يؤم غريب مصر يجيء ويسلمون عليه سكانها ـ قام وخطب
الإمام في القوم ـ الجاهل يحتقر ويمتهن الفضيلة ـ تعساً وبعداً للملحدين ـ اتضح
وكشف السر ـ أتعبني بل أعياني طول المسير.
جفوني ولم أجف الأخلاء إنني
|
|
لغير جميل من خليلي مهمل
|
حلموا فما ساءت لهم شيم
|
|
سمحوا فما شحّت لهم منن
|
سلموا فلا زلت لهم قدم
|
|
رشدوا فلا ضلّت لهم سنن
|
أرجو وأخشى وأدعو الله مبتغياً
|
|
عفواً وعافية في الروح والجسد
|
(المبحث الرابع عشر)
(في الاشتغال)
الاشتغال: هو ان يتقدم اسمٌ على عاملٍ
من حقه أن يعمل فيه لولا اشتغاله عنه بالعمل في ضميره، أو في اسم مُضاف إلى ضمير
__________________
ذلك الاسم، نحو :
كتابك قرأته ـ والعاجزُ أخذتُ بيده
والعمل أتقنته ـ والصديق امتثلتُ أمره ـ
والتفاح أنا آكله.
ويسمى الاسم المتقدم مشغولاً عنه.
ويسمى العامل المتأخر عن الاسم، مشغولاً.
ويسمى الضمير أو المضاف إلى الضمير،
مشغولاً به.
(وللاسم المتقدم
المشغول عنه خمس حالات)
وجوب النصب ووجوب الرفع وجواز الأمرين
وترجيح أحدهما فيجب نصب الاسم المشغول عنه إذا وقع بعد ما يختص بالأفعال كأدوات
العرض والتحضيض والشرط والاستفهام (غير الهمزة)
__________________
نحو : ألا عمراً تُكرمهُ، وهلاَّ العمل
أتقنتهُ، وإن سليماً لقيتهُ فأكرمهُ، وهل الكتاب قرأته؟
ويُرجح نصب الاسم في المواضع الآتية:
أولاً: إذا وقع الاسم المشتغل عنه قبل
الفعل الطلبي
كالأمر نحو : أباك أكرمْهُ ـ والدعاء، نحو : عَبدَكَ اللهم ارحمهُ ـ والنهي، نحو :
الدرس لا تُهمله.
ثانياً: إذا وقع الاسم المشتغل عنه بعد
أداة يغلبُ دخولها على الفعل كهمزة الاستفهام
وما ـ ولا ـ وإن ـ النافيات. نحو : أزيداً لقيتهُ، وما الكتاب قرأتهُ.
ثالثاً: إذا وقع الاسم المشتغل عنه بعد
عاطف مُلتصق به معطوفاً على جملة فعلية مذكورة قبله، نحو : قام سليمٌ ـ وخليلاً
أكرمته.
ويجب رفع الاسم المشغول عنه في موضعين:
__________________
أولاً: إذا وقع الاسم المشتغلُ عنه
بعدما يختص بالأسماء كإذا الفجائية، نحو : خرجت فإذا الجو مَلاهُ الغُبار.
ثانياً: إذا وقع الاسم المشتغل عنه قبل
ألفاظ لها صدر الكلام كالاستفهام، نحو : قريبُك هل تحبه (وما النافية)، نحو :
الكسول ما أصاحبه.
(وأدوات الشرط)، نحو : أخوك إن رأيته
فأقرئه السلام، (والتحضيض)، نحو : اللعب هلاّ تركته (والعرض)، نحو : والدك ألا
تكرمهما (ولام الابتداء) نحو : الأستاذ لهو معلمه (وكم الخبرية) نحو : الفقير كم
أعطيته (والتعجب) نحو : الصدق ما أحسنه.
وذلك لأن ما له صدر الكلام لا يعمل ما
بعده فيما قبله، وما لا يعمل لا يفسر عاملاً.
ويجوز رفع الاسم المشغول عنه ونصبه على
السواء، إذا كان الاسم السابق معطوفاً على جملة ذات وجهين (أي التي صدرها اسمٌ
وعجزها فعل) نحو : سليمٌ سافر وخليل أو خليلاً أكرمته في داره، فالنصب نظراً
لعجزها، والرفع نظراً لصدرها.
واعلم أنه إذا لم يكن ما يوجب النصب
ولا ما يُرجحه ولا ما يوجب
__________________
الرفع، ولا ما يجيز
الأمرين على السواء، يُرجح الرفع، نحو : الكتابُ قرأته.
(تمرين)
بيِّن الاسم المشتغل عنه في الجمل
الآتية، واذكر أمرفوع أم منصوب؟ أم يرجح فيه أحد الأمرين؟ أم يجوزان فيه على
السواء؟
الحقّ قد تعلمه ثقيل
|
|
يأباه إلا نفر قليل
|
إن العلم حصلته رفع شأنك ـ المحسن
أكافئه على إحسانه والمسيء أعاقبه على إساءته ـ سبيل الشرف والمروءة لا تحيد عنه ـ
كان العباس بن علي المنصور يأخذ الكأس بيده ويقول: أما المال فتبلعين وأما المروءة
فتخلعين وأما الدين فتفسدين ـ النميمة ما ألفتها والكذب ما تعودته ـ رفيقك متى
تأكدت سواء أخلاقه فتجنبه ـ أينما الفقير وجدته فأحسن إليه ـ رجعت إلى الوطن بعد
غياب طويل فإذا أصدقائي فرقتهم الحوادث ـ الخبر نقلته كما سمعته ـ نصائح أساتذتك
إن اتبعتها أورثتك الراحة والهناء في مستقبلك ـ المال هلا حافظت عليه وأنفقته في
مواضعه ـ أفي المدرسة الوقت تضيعه ـ اللهم أمري يسره وعملي لا تعسره ـ والسر
فاكتمه ولا تنطق به ـ
إن الوطن خدمته خدمك ـ العلم ما انتشر
في بلاد إلا عمرها.
__________________
(الباب السادس في
المنصوبات)
المنصوبات من الأسماء خمسة عشر، وهي:
المفعول به ـ والمفعول المطلق ـ والمفعول فيه ـ والمفعول لأجله ـ والمفعول معه ـ والحال
ـ والتمييز ـ والمستثنى ـ والمنادى ـ وخبر كان وأخواتها ـ وخبر الحروف المشبهة
بليس ـ وخبر أفعال المقاربة ـ واسم إنَّ وأخواتها ـ واسم لا التي لنفي الجنس ـ والتابع
للمنصوب (من نعتٍ وعطف وتوكيد وبدل) وفي هذا الباب مباحث.
(المبحث الأول في
المفعول به)
المفعول به: اسمٌ دل على ما وقع عليه
فعل الفاعل، ولم تُغير لأجله صورة الفعل، نحو : يُحب الله المتقن عمله.
(أ) ويكون المفعول به اسماً ظاهراً، نحو
: كافأتُ المخلص في عمله.
(ب) ويكون المفعول به ضميراً متصلاً،
نحو : هداك الله.
(ج) ويكون المفعول به ضميراً منفصلاً،
نحو : إياك نعبد وإياك نستعينُ.
__________________
والناصب للمفعول به، فعلٌ أو شبهُهُ،
والأصل في ذلك الناصب أن يكون مذكوراً، وقد يُحذف وجوباً فيما يأتي:
١ ـ في الأمثال ونحوها، نحو : الكلاب
على البقر (أي أرسل) ونحو قولك للقادم عليك: أهلاً وسهلاً (أي جئت أهلاً ونزلت
مكاناً سهلاً) ونحو : قدوماً مباركاً ـ وغير ذلك.
٢ ـ في النعوت المقطوعة إلى النصب، نحو
: الحمد لله الحميد.
٣ ـ في الاسم المشتغل عنه، نحو : سليماً
علِّمْهُ.
٤ ـ في الاختصاص، نحو : نحن المصريين
كرامٌ.
٥ ـ في التحذير ـ بشرط العطف أو
التكرار: إذا كان بغير إياً. نحو : رأسك والسيف.
٦ ـ في الإغراء: بشرط العطف أو التكرار
نحو : المثابرة المثابرة على العمل.
٧ ـ في المنادى، نحو : يا سيد الرُّسُل
(أي أُنادِي).
وقد يُحذف جوازاً إذا دلت عليه قرينةٌ،
نحو : صديقك في جواب مَنْ أكرمته؟
والأصل في المفعول به أن يكون مذكوراً
لكونه مقصوداً في المعنى لإتمام الفائدة ـ وقد يُحذف جوازاً ـ وقد يجب حذفه، وقد
يمتنعُ
__________________
فيحذفُ جوازاً إذا دل عليه دليلٌ، نحو :
رَعَت الماشية، أي عُشباً أو كان معروفاً، نحو : شرب سليم فسكرَ (أي شرب الخمر)
كما يُحذف طلباً للاختصار، نحو : يغفر الله لمن يشاء (أي يغفر الذنوب).
ويُحذف وجوباً، نحو : أفدتُ، وأفادني
الصديقُ أي أفدتهُ إلى غير ذلك من الاعتبارات والأغراض التي يعنى بها البيانيون في
كتبهم.
والمفعول به: صريحٌ وغير صريح، فالصريح
ما وصل إليه فعله مباشرة (أي بغير واسطة حرف الجر) نحو : فهمتُ الدرس.
والمفعول به غير الصريح
ما وصل إليه فعله بواسطة حرف
الجر، نحو : ذهبت بسليم.
والمفعول به قد يكون واحداً
وقد يكون
__________________
متعدداً
حسب الأفعال المتعدية التي تنقسم إلى أربعة أنواعٍ:
١ ـ نوع ينصب مفعولاً واحداً، نحو : حفظ
ـ وفهم.
٢ ـ ونوع ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ
وخبرٌ ـ وهو جميع أفعال القلوب، وأفعال التصيير السابقة،
فأفعال القلوب، هي:
(وجد ـ وألفى ـ ودَرى ـ وتعلّم ـ وجعل ـ
وحجا ـ وَعَدّ ـ وزعم ـ وهَبْ ـ ورأى ـ وعَلِمَ ـ وظن ـ وحسب ـ وخالَ)
وأفعال التصيير، هي:
(جعل ـ ورَدَّ ـ وترك ـ واتخذ ـ وتخذ ـ وصير
ـ ووهب).
٣ ـ ونوع ينصبُ مفعولين ليس أصلهما
مُبتدأ وخبراً (كأعطى ـ وسأل ـ ومنح ـ وكسا ـ وألبس ـ وأطعم ـ وسقى ـ وأسكن ـ وأنشد
ـ وأنسى ـ وجزى) والأصل: في المفعولين اللذين ليس أصلهما مبتدأ وخبراً أن يُقدم ما
هو فاعلٌ في المعنى، نحو : كسا سعدٌ الفقير ثوباً.
٤ ـ ونوع ينصبُ ثلاثة مفاعيل، وهو :
(أرى ـ وأعلم ـ وأخبر ـ وخبر ـ وأنبأ ـ ونبأ ـ وحدّث)
نحو : أرى الله العباد أيوب صبوراً، ونحو
: يُريهم الله أعمالهم
__________________
حسراتٍ عليهم ـ أعلمني
الأستاذ سعداً تنبيهاً.
فالمفعول الأول قائمٌ بنفسه ـ وأما
الثاني والثالث فأصلهما مبتدأ وخبر.
وكل الأحكام المستحقة لمفعولي (علم
ورأى) السابقة تسري للمفعولين الثاني والثالث من مفاعيل (أعلم وأرى).
أما بقية الأفعال التي تنصب ثلاثة
مفاعيل فلم تقع تعديتها إلى ثلاثة مفاعيل في كلام العرب إلا وهي مبنية للمجهول، نحو
: أُنبئتُ سعداً زعيماً ـ وهكذا (نبّأ ـ وحدّث ـ وأخبر ـ وخبّر).
(المبحث الثاني في
المفعول المطلق)
المفعول المطلق: مصدرٌ يُؤتى به لتأكيد
عامله أو بيان
__________________
نوعه أو عدده
فأقسامه ثلاثةٌ:
١ ـ مؤكد للعامل، نحو : كلم الله موسى
تكليماً.
٢ ـ مبين للنوع، نحو : التفت التفاتة
الأسد.
٣ ـ مبين للعدد، نحو : تدور الأرض دورةً
واحدةً في اليوم.
وينوب عن المصدر في تأدية معناه وإعرابه
مفعولاً مطلقاً:
(١) مرادفه في المعنى، نحو : قمت وقوفاً
أو وقوفاً طويلاً.
(٢) اسم المصدر، نحو : تكلم كلاماً أو
كلاماً جميلاً.
(٣) المصدر المشارك له في اللفظ دون
الصيغة نحو : اصطبرت صبراً.
(٤) صفته، نحو : سرتُ أحسن السير،
ومثله: هيئته ووقته.
(٥)ضميره
العائد إليه، نحو : اجتهدت اجتهاداً لم يجتهده غيري ـ وجاملتك مُجاملة لا أجاملها
أحداً ـ وأحب المجتهد محبة لا أحبها لغيره.
(٦) ما يدل على عدده، نحو : ضربته ثلاث
ضرباتٍ.
(٧) ما يدل على نوعه، نحو : قعد
القرفصاء ـ ولا تخبط خبط عشواء.
__________________
والثاني: ما شاركه في مادته كاسم المصدر
له، نحو : اغتسلت غسلاً أو كمصدر فعل آخر، نحو : وتبتل إليه تبتيلا (أي تبتلاً)
وأنبتها نباتاً حسناً.
(١) وليس خبراً ولا حالاً، وليس من
المفعول المطلق، نحو : علمك علم غزير. ولا نحو : ولى مدبراً ـ وأكثر ما يكون
المفعول المطلق مصدراً ـ والمصدر اسم الحدث الجاري على الفعل، فخرج اغتسل غسلاً ـ وتوضأ
وضوءاً ـ وأعطى عطاءً ـ فإن هذه أسماء مصادر لأنها لم تجر على أفعالها لنقص حروفها
عنها.
(٢) سمي مفعولاً مطلقاً لأنه
(٨) ما يدل على آلته، نحو : ضربته عصاً.
(٩) (أي ـ وما) الاستفهاميتان، نحو : أي
عيش تعيش؟ وما أكرمت ضيفك؟ (أي: أي إكرام أكرمت ضيفك).
(١٠) (أي ـ وما ـ ومهما) الشرطيات، نحو
: أي سيرٍ تَسِرْ أسِر ـ وما تجلس أجلس ـ ومهما تقف أقف.
(١١) اسم الإشارة مشاراً به إلى المصدر،
نحو : ضربته ذلك الضرب.
(١٢) لفظ: (كل ـ وبعض ـ وأي الكمالية)
مضافات إلى المصادر نحو : لا تميلوا كل الميل ـ وسعيت بعض السعي ـ وقاتل أي قتال
وينصب كل واحد مما ذكر على أنه نائبٌ عن
المفعول المطلق.
ويعمل في المفعول المطلق أحد ثلاثة
عوامل:
الفعل التام المتصرف، نحو : اجتهدت
اجتهاداً.
والصفة المشتقة منه الدالة على الحدوث
نحو أخوك مجتهدٌ اجتهاداً عظيماً.
ومصدره بشرط أن يكون مماثلاً للمفعول
المطلق لفظاً ومعنىً.
__________________
يُحذف عامل المفعول
المطلق وجوباً في خمسة مواضع:
١ ـ في المصدر الواقع بدلاً من فعله،
وهو كثير الاستعمال ويقع في الطلب (قياساً) سواء كان أمراً، نحو : صبراً على حوادث
الزمان ـ أو نهياً، نحو : صبراً لا جزعاً أو دعاء، نحو : سقياً لك ورعياً أو
استفهاماً للتوبيخ أو التوجع، نحو : أجُرأةً على المعاصي ـ وأتصابياً وقد علاك
المشيب ـ وأسجناً وقتلاً واشتياقاً وغُربةً.
أما في الكلام الخبري فذلك محصورٌ في
مصادر (مسموعة) دال على عاملها قرينةٌ مع كثرة استعمالها حتى جرت مجرى الأمثال، نحو
: (سمعاً وطاعةً) و (عجباً) و (سبحان الله) و (معاذ الله) وسُحقاً له وبُعداً،
وبعض هذه المصادر سمعت مُثناةً
نحو : (لبيك وسعديك وحنانيك ودواليك وحذاريك).
٢ ـ في المصدر الواقع فعله خبراً عن اسم
عينٍ ـ بشرط أن يكون مُكرراً، نحو : أنت فهماً فهماً ـ أو محصوراً فيه، نحو : ما
أنت إلا أدباً ـ وإنما أنت تربية الأمراء أو معطوفاً عليه، نحو : الأسعار صعوداً
وهبوطاً (فإن لم يكن المخبر عنه اسم عينٍ بل اسم معنى وجب رفعه على الخبرية، نحو :
أمرُكَ عجبَ عجبٌ.
__________________
٣ ـ في المصدر الواقع بعد جُملة لغرض
التشبيه، وتكون تلك الجملة مُشتملة على فاعله وعلى معناه، وليس فيها ما يصلح
للعمل،
نحو : لك قفزٌ قفزَ الغزلان ـ ولي سعيٌ
سعيَ المخلصين.
٤ ـ في المصدر المؤكد لمضمون الجملة
قبله، سواء جيء به لمجرد التأكيد، نحو : نادي سليمٌ جهراً أو لمنع احتمال المجاز،
نحو : هذا أخي حقاً ولا أفعلُ كذا البتة.
٥ ـ في المصدر الواقع تفصيلاً لمُجملٍ
قبلهُ: طلباً ـ كان أو خبراً، نحو : لأجاهدنَّ فإما فوزاً وإما هلاكاً.
(تمرين)
ميِّز بين المفعول المطلق، ونائبه، فيما
يأتي:
إن الخطيب قد وعظ القوم أفضل وعظ ـ ووبخهم
على سوء سلوكهم تأنيباً ـ إن هذا الرجل قد عمل أعمالاً لم يعملها أحد من قبله ـ لا
تقبض يدك كل القبض ولا تبسطها كل البسط ـ ودع التلاميذ رفقاءهم المسافرين وداعاً
مؤثراً ـ لقد أبلى القائد بلاءً حسناً في الحرب وانتصر على الأعداء انتصاراً
باهراً.
ولا تبنِ في الدُّنيَا بناء مُؤمل
|
|
خَلُوداً فما حَيٌّ عليها بخالد
|
__________________
رفقاً بالضعفاء وعطفاً على ذوي البأساء
ـ عشت في تلك المدينة عيشة هنيئة ـ طعنَ الفارس خصمه رمحاً فصرعهُ ـ قدوماً
مباركاً ـ جاهد في إحراز المجد جهاد الأبطال ـ حزنت لفراق هذا الصديق حزناً لا
يوصف ـ قد آلمني البعد عنه ألماً شديداً ـ سبحان الله ـ المريض لا أكلاً ولا شرباً
ـ لا تقدم على الشر بتاتاً ـ سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ـ الناس في
الدنياء بناءً وهدماً.
أضَعتَ العُمر عصياناً وجهلا
|
|
فمهْلاً أيها المغرورُ مهلاً
|
أسجناً وقتلاً واشتياقاً وغربةً
|
|
ونأي حبيب إنّ ذا لعظيم
|
(١ ـ نموذج إعراب قول
الشاعر)
أبقَى الممالك ما المعارفُ أسُّهُ
|
|
والعلمُ فيه حائطٌ ودِعامُ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
أبقى
|
خبر
مقدم مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
|
الممالك
|
مضاف
إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
|
ما
|
اسم
موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
|
المعارف
|
مبتدأ
ثان مرفوع بالضمة.
|
أسه
|
أس
خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة، والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر،
والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
|
والعلم
|
الواو
حرف عطف، العلم مبتدأ مرفوع بالضمة.
|
فيه
|
في
حرف جر، والهاء ضمير مبني على الكسر في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف
حال من العلم أو من حائط ودعام.
|
حائط
|
خبر
المبتدأ مرفوع بالضمة.
|
ودعام
|
الواو
حرف عطف، دعام معطوف على حائط مرفوع بالضمة الظاهرة.
|
(نموذج إعراب الأمثلة
الآتية ـ ٢ ـ)
حمداً لله على نعمائه وشكراً له على
آلائه ـ يُحب العاقل وطنه كل الحب
الكلمة
|
إعرابها
|
حمداً
|
مفعول
مطلق منصوب بفعل محذوف تقديره أحمد حمدا الله
|
لله
|
جار
ومجرور متعلقان بالمصدر قبله.
|
على
نعمائه
|
جار
ومجرور متعلقان بمحذوف حال من لفظ الجلالة.
|
وشكراً
|
مفعول
مطلق لفعل محذوف تقديره أشكر شكراً ـ معطوف على حمداً
|
له
|
جار
ومجرور متعلقان بالمصدر قبله.
|
على
آلائه
|
جار
ومجرو متعلقان بالمصدر أيضاً قبله.
|
يحب
|
فعل
مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم
|
العاقل
|
فاعل
ليحب مرفوع بالضمة الظاهرة
|
وطنه
|
مفعول
به منصوب بالفتحة الظاهرة ووطن مضاف والهاء مضاف إليه
|
كل
|
نائب
عن المفعول المطلق منصوب، وهو مضاف
|
الحب
|
مضاف
إليه مجرور بالكسرة الظاهرة
|
(أجب عن الأسئلة
الآتية)
ما هو المفعول المطلق؟ ما الذي ينوب عن
المفعول المطلق؟ كم قسما المفعول المطلق؟ ما هو العامل الذي يعمل فيه؟ وماذا يشترط
فيه؟ ومتى يحذف؟
اذكر عامل المفعول المطلق في الأمثلة
الآتية:
سبحان الذي هدانا صراطاً سوياً ـ هنيئاً
مريئاً ـ يمشي مشية المختال.
لأجهدن فأما دفع واقعة
|
|
تخشى وإما بلوغ السؤل والأمل
|
سقياً لأيام مضت مع جيرة
|
|
كانت ليالينا بهم أفراحا
|
فلان معروف معرفة تامة ـ هذا يحدث
كثيراً ولا يضر مطلقاً.
مهلاً بني عمنا عن نحت أثلتنا
|
|
سيروا رويداً كما كنتم تسيرونا
|
(المبحث الثالث في
المفعول فيه)
المفعول فيه (ويُسمى الظرف) اسمٌ يُذكر
لبيان زمان الفعل أو مكانهِ على تقدير مبني «في»
نحو : سافر ليلاً، ومشى ميلاً.
والظرف قسمان: ظرفُ زمان ـ وظرف مكانٍ
وكل منهما
__________________
إما مُبهم أومحدود
ويقال له (مختص) أيضاً، وإما متصرف أو غير متصرف.
فالمبهم من ظروف الزمان: ما دل على قدر
من الزمان غير مُعين. نحو : حين ـ ووقتٍ ـ ولحظةٍ.
والمحدود (أو المختص) من ظروف الزمان ما
دل على وقتٍ مقدر معين، نحو : يوم ـ وساعة ـ وشهر ـ وسنة.
وكلاهما يصلحان للنصب على الظرفية فتقول
(صُمتُ حيناً) و (سافرتُ يوم الاثنين).
والمبهم من ظروف المكان ما دل على مكان
غير مُعين البقعة أو هو ما ليس له صورةٌ ولا حدودٌ محصورة، كالجهات الست أمام
ومثلها قُدام ووراء ومثلها خلف ويمين ويسار ومثلها شمال وفوق وتحت.
وكأسماء المقادير المكانية، نحو : ميلٌ
وفرسخٌ وبريد.
والمحدود من ظرف المكان (أو المختص) ما
دل على مكان معين البقعة أو هو ما له صورة وحدود محصورة كدار ومدرسة ومعبد.
ولا ينصب من ظروف المكان إلا ما كان
منها مُبهماً مُتضمناً (معنى في) نحو : سرتُ فرسخاً وما كان منها مُشتقاً سواء
أكان
__________________
مُبهماً أو محدوداً،
بشرط أن يكون عامله من لفظه، نحو : حللتُ محل الرئيس.
(المبحث الرابع في
الظرف المتصرف وغيره)
الظرف المتصرف: ما يُستعمل ظرفاً وغير
ظرف، نحو : يومٍ ـ وشهرٍ ـ وأسبوعٍ، فهي تُستعمل ظرفاً كقولك: صمتُ يوماً، وغبتُ
شهراً، وتستعمل غير ظرف كقولك: سرني يوم قدومك والشهر ثلاثون يوماً.
والظرف غير المتصرف: هو ما لا يخرجُ عن
الظرفية أصلاً مثل قط أو ما لا يخرج عنها إلا إلى حالةٍ تشبهها وهي الجر بالحرف
مثل «عند» .
__________________
وينوب عن الظرف فينصبُ على أنه مفعولٌ
فيه، خمسة أشياء:
١ ـ المصدر الدال على تعيين وقتٍ أو
مقدارٍ، نحو : سافرت طلوع الشمس ـ وجلست قرب الخطيب.
٢ ـ المضاف إلى الظرف، مما دل على كلية،
أو جزئية، نحو : مشيتُ كل الفرسخ ـ وأراه بعض الأحيان.
٣ ـ الصفة، نحو : صمتُ قليلاً.
٤ ـ اسم الإشارة، نحو : سرتُ ذلك اليوم
سيراً سريعاً.
٥ ـ العدد المميز للظرف أو المضاف إليه،
نحو : مشيت ثلاثة أيام ـ وسرت أربعين فرسخاً.
والظروف كلها معربةٌ إلا ألفاظاً محصورة
منها جاءت مبنية بعضها من الظروف المختصة بالزمان وهو : (إذا ـ ومتى ـ وأيان ـ وإذ
ـ وأمسِ ـ والآن ـ ومُذ ـ ومنذ ـ وقط
وعوض ـ وبينا ـ وبينما ـ
__________________
ورَيْثَ ـ وريثما ـ وكيف
وكيفما ـ ولما).
وبعضها من الظروف المختصة بالمكان وهي:
(حيث ـ وهنا ـ وثَمَّ ـ وأين).
وبعضها مما قُطع عن الإضافة لفظاً من
أسماء الجهات الست وقبل وبعد.
وبعضها مما يشترك بين الزمان والمكان وهو
: (أنَّى ـ ولدي ـ ولدُن) ويلحق بالظروف المبنية ما رُكب من ظروف الزمان، نحو :
أفعلُ هذا (صباح مساء) وليل ليل ويوم يوم ونهار نهار.
(أجب عن الأسئلة
الآتية)
ما هو المفعول فيه؟ كم قسما الظرف؟ ما
هو المبهم؟ وما هو المحدود من ظروف الزمان وأيهما يصلح للظرفية؟ ما هو المبهم وما
هو المحدود من ظروف المكان؟ وأيهما يصلح للظرفية؟ ما هو الظرف المتصرف وما هو غير
المتصرف؟ ما الذي ينوب عن الظرف؟ ما هي الظروف المبنية؟
__________________
(نموذج إعراب قول
الشاعر)
وإذا أراد الله أمراً لم تجد
|
|
لقضائه رداً ولا تبديلاَ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
وإذا
|
الواو
حرف بحسب ما قبله، إذا ظرف للزمان المستقبل مبني على السكون في محل نصب.
|
أراد
الله
|
أراد
فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، الله فاعل مرفوع بالضمة، والجملة
من الفعل والفاعل في محل جر بإضافة إليها.
|
أمراً
|
مفعول
به منصوب بالفتحة الظاهرة.
|
لم
تجد
|
لم
حرف نفي وجزم وقلب، تجد فعل مضارع مجزوم بالسكون والفاعل مستتر وجوباً تقديره
أنت.
|
لقضائه
|
جاء
ومجرور متعلقان بمحذوف مفعول به ثان مقدم لتجد، والهاء في محل جر بالإضافة
|
رداً
|
مفعول
به أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
|
ولا
تبديلا
|
الواو
حرف عطف لا نافية حرف، تبديلا معطوف على المفعول الأول قبله منصوب بالفتحة
الظاهرة
|
(المبحث الخامس في المفعول له أو لأجله)
المفعول له: اسمٌ يذكر لبيان سبب وقوع
الفعل، وعلامته وقوعه جواباً لمستفهمٍ بلفظة (لم)؟
ويشترط لجواز نصب المفعول لأجله أن يكون
مصدراً
__________________
قلبياً ـ متحداً مع
فعله في الزمان، والفاعل، ومخالفاً له في اللفظ، نحو : اجتهدتُ رغبة في التقدم ـ وأنا
قادمٌ طلباً للعلم.
والمصدر المستوفى شروط نصب المفعول
لأجله، له ثلاثٌ أحوال: لأنه إما مجرد من (أل) والإضافة أو مقرونٌ بأل أو مضافٌ.
فإن كان الأول: فيكثر نصبهُ ـ ويقل جره
بحرف تعليلٍ. نحو : نصحتك رغبةً في مصلحتك، أو لرغبة فيها، وكقول الشاعر:
مَنْ أمّكم لرغبةٍ فيكم جُبر
|
|
ومَنْ تكونوا ناصريه ينتصر
|
وإن كان الثاني: فالأكثر جره بحرف تعليل
نحو : نصحتك للرغبة في مصلحتك.
ويجوز نصبه على قلة، كقول الشاعر:
لا أقعدُ الجبن عن الهيجاء
|
|
ولو توالت زُمَرُ الأعداءِ
|
وإن كان الثالث: جاز فيه النصب والجر
على السواء، نحو : هربت خوف القتل ـ أو لخوفه ـ وتصدقت ابتغاء مرضاة الله ـ أو
لابتغاء.
__________________
(نموذج إعراب)
وأحَبُّ آفاقِ البلادِ إلى الفتى
|
|
أرضٌ ينالُ بها كريمَ المطلبِ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
وأحب
|
الواو
حرف بحسب ما قبله، أحب مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف
|
آفاق
البلاد
|
آفاق
مضاف إليه مجرور بالكسرة، آفاق مضاف والبلاد مضاف إليه مجرور بالكسرة
|
إلى
الفتى
|
إلى
حرف جر، الفتى مجرور بكسرة مقدرة على الألف للتعذر والجار والمجرور متعلقان بأحب
|
أرض
|
خبر
مبتدأ مرفوع بالضمة
|
ينال
|
فعل
مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل مستتراً جواز تقديره هو
|
بها
|
جار
ومجرور متعلقان بينال، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع صفة الأرض
|
كريم
المطلب
|
كريم
مفعول به منصوب بالفتحة، والمطلب مضاف إليه مجرور بالكسرة
|
(المبحث السادس في
المفعول معه)
المفعول معه: اسمٌ يقع بعد واو بمعنى
(مع) ليدل على ما وقع الفعل بمصاحبته، نحو : سِرْتُ والنهر أي مع النهر، ونحو :
أنا سائرٌ والنيل، أي مع النيل.
__________________
ويشترط في نصب ما بعد الواو على أنه
مفعولٌ معه ثلاثة شروطٍ:
١ ـ أن يكون الاسم الواقع بعد الواو
فضلة ليصح انعقاد الجملة
بدونه.
٢ ـ أن يكون ما قبله جملة فيها فعلٌ أو
اسمٌ فيه معنى الفعل وحروفه.
٣ ـ أن تكون (الواو) التي تسبقه نصاً في
المعية.
والاسم الواقع بعد الواو يتعين نصبه على
المعية في موضعين:
(أ) إذا وجد ما يمنع العطف من جهة
(المعنى)، نحو : مشى التلميذ والطريق.
(ب) إذا وجد ما يمنع العطف من جهة
(اللفظ)، نحو : سلمتُ عليك وأباك، وجئتُ وسليماً.
__________________
ويرجح النصب إذا كان العطف ضعيفاً من
جهة المعنى، نحو : لا تفرح بالبيع والخسارة.
ويرجح العطف متى أمكن بغير ضعف، نحو :
سار الأمير والجيش.
ويتعين عطف الاسم الواقع بعد الواو إذا
كان الفعل لا يقعُ إلا من مُتعددٍ، نحو : اشترك سليمٌ وخليلٌ، واختصم سعدٌ وسعيدٌ.
واعلم: أن ناصب المفعول معه، هو ما
تقدمهُ من فعل أو شبهه وقد يكون منصوباً بفعل مُضمرٍ وجوباً من مادة (الكون) إذا
وقع بعد: (ما ـ وكيف) الاستفهاميتين، نحو : ما أنت وصديقك ـ وكيف أنت والامتحان،
والتقدير: ما تكون وصديقك ـ وكيف تكون والامتحان.
ولا يجوز أن يتقدم المفعول معه على
عامله، فلا يقال: والطريق مشى سليمٌ ـ ولا على مُصاحبه، فلا يقال: مشى والطريق
سليمٌ.
__________________
(بيِّن أنواع
المفاعيل فيما يأتي)
يدور القمر ثمانياً وعشرين مرة كل شهر ـ
ينخسف القمر إذا كانت الأرض بينه وبين الشمس ـ ومشيت مشية خاشع متواضع لله لا تزهو
ولا تتكبر ـ اشترك موسى بن نصير وطارق بن زياد في فتح الأندلس.
إذا أنت لم تترك أخاك وزلة
|
|
إذا زلّها أوشكتما أن تفرّقا
|
ولقد تمرّ على الغدير تخاله
|
|
والنّبت مرآة زهت بإطار
|
فوضت له الأمر ثقة بأمانته، واعتماداً
على عفته، وطمعاً في مودته.
خذ الأمور برفق واتئد أبداً
|
|
إياك من عجل يدعو إلى وصب
|
وحلوَ العيش لا تقربه واصبر
|
|
وإن كان حميا الصبر مره
|
رأى الإسكندر رجلاً حسن الاسم قبيح
السيرة، فقال له: إما أن تغير اسمك أو سيرتك.
إن كنت تطلب عزاً فادرع تعباً
|
|
أو فارضَ بالذل واختر راحة البدن
|
مالك وطلب مالا يعني ـ ولِيَ عمرو بن
العاص مصر مرتين ـ أوصيك إيصاء ناصح لك ألا تظلم الناس شيئاً، وأن تباين أهل الشر
مباينة ـ مصر واقعة شمالي أفريقية ـ وبلاد الهند جنوبي آسيا ـ الأرض أثناء دورانها
حول الشمس تارة تكون أسفل منها ـ وطوراً أعلى منها ومرة تكون بمساواتها.
هل الدهر إلا ليلة ونهارها
|
|
وإلا طلوع الشمس ثم غروبها
|
ليس يعطيك للرجاء ولا للـ
|
|
ـخوف لكن يلذّ طعم العطاء
|
(نموذج إعراب)
فكونوا أنتم وَبَنِي أبيكمْ
|
|
مكانَ الكليتينِ من الطحالِ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
فكونوا
|
الفاء
بحسب ما قبلها، وكونوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو اسمها مبني على السكون
في محل رفع.
|
أنتم
|
توكيد
للضمير واو الجماعة في كونوا
|
وبني
|
الواو
للمعية (بمعنى مع) وبني مفعول معه منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم
وهو مضاف
|
أبيكم
|
مضاف
إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الخمسة
|
مكان
|
ظرف
متعلق بمحذوف خبر كونوا وهو مضاف
|
الكليتين
|
مضاف
إليه مجرور بالياء لأنه مثنى
|
من
الطحال
|
جار
ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الكليتين
|
(المبحث السابع في
المستثنى)
المستثنى: هو اسمٌ يُذكر بعد (إلا) أو
إحدى أخواتها، مُخالفاً في الحكم لما قبلها: نفياً وإثباتاً، نحو : جاء الوفدُ إلا
سعداً.
والكلام على الاستثناء ينحصر فيما يأتي:
(١) المستثنى منه (٢) والمستثنى (٣)
وأدوات الاستثناء
فالمستثنى منه: هو الاسم الداخل في
الحكم وتارة يكون مذكوراً، وطوراً يكون ملحوظاً، ومرة يتقدم عليه نفي أو شبهُهُ،
ومرة لا يتقدمُ.
وأما المستثنى: فهو المُخرج من جنس
المخرج منه. (بمنـزلة المطروح ـ والمطروح منه).
وأدوات الاستثناء هي: (إلا ـ وغير ـ وسوى
ـ وعدا ـ وخلا ـ وحاشا) وقد ألحقوا بها (لاسيما ـ وليس ـ ولا يكون ـ وبيْدَ).
والمستثنى قسمان: متصل ـ ومنقطع.
فالمتصل: ما كان من جنس المستثنى منه،
نحو : تصدأ كلُ المعادن إلا الذهب والفضة.
والمنقطع: ما ليس من جنس المستثنى منه،
نحو : جاء المسافرون إلا كتابهم.
والمستثنى (بإلا) له ثلاث حالاتٍ: وجوب
النصب، وجواز النصب، والبدلية، ووجوب أن يكون على حسب ما يقتضيه العامل الذي قبل
(إلا).
(الحالة الأولى وجوب
النصب)
يجب نصب المستثنى (بإلا) في ثلاثة
مواضع:
أولاً: إذا كان المستثنى مؤخراً في كلام
تام موجب،
نحو : قام
__________________
القوم إلا سليماً.
ثانياً: إذا تقدم المستثنى على المستثنى
منه في كلامٍ تام موجب أو منفي، نحو : حضر إلا خدمهم السادة ـ وما جاء إلا سليماً
أحدٌ.
ثالثاً: إذا كان الاستثناء منقطعاً، نحو
: جاء التلاميذ إلا كتبهم، ويستعمل في الاستثناء المنقطع (إلا ـ وغير) فقط.
(الحالة الثانية جواز
النصب والاتباع)
يجوز في المستثنى (بإلا) نصبه، وجعله
بدلاً من المستثنى منه، إذا وقع بعد المستثنى منه في كلام تام غير موجب، نحو : ما
جاء القوم إلا سليماً ـ أو إلا سليمٌ.
(الحالة الثالثة
إعرابه على حسب العوامل)
يجب أن يكون المستثنى (بإلا) على حسب ما
يقتضيه العاملُ الذي قبلها متى حذف المستثنى منه، فإن العامل الذي قبلها يتفرغ
حينئذ للعمل في ما بعدها، فتكون (إلا) كأنها لم تكن، ولا يكون ذلك إلا في كلام غير
موجب، ويقال له (الاستثناء المفُرَّغُ)
__________________
نحو : ما جاء إلا نجيبٌ ـ وما رأيتُ إلا
نجيباً ـ وما مررتُ إلا بنجيب ـ ولا يقع في السوء إلا فاعله ـ ولا أتبع إلا الحق.
ولا يستعمل في المستثنى المفرَّغ أفعال
الاستثناء.
وناصب المستثنى (بإلا) هو العامل الذي
قبلها.
وحكم المستثنى (بغير ـ وسوى) أن يُجر
المستثنى بإضافتهما إليه.
وأما حكم (غير ـ وسوى) فكحكم الاسم
الواقع بعد (إلا) في جميع أحواله الثلاثة السابقة، فتقول: جاء القوم غيرَ سليمٍ،
بنصب غيرَ ـ وما جاء القوم غيرُ أو غيرَ سليم، بالنصب والاتباع على البدل.
وماجاء غيرُ سليمٍ، بالرفع ـ وما رأيت
غيرَ سليمٍ، بالنصب ـ وما مررتُ بغيرِ سليم، بالجر وذلك حسب العوامل في الاستثناء
المفرغ.
والمستثنى (بعدا ـ وخلا ـ وحاشا) يجوز
فيه النصب والجر.
فالنصب: على أنها أفعالٌ ماضيةٌ، وما
بعدها مفعول به.
والجر: على أنها أحرف جر شبيهةٌ
بالزائدة لا متعلق لها، فتقول: جاء القوم خلا ـ أو عدا ـ أو حاشا سليماً، وخلا أو
عدا أو حاشا سليمٍ.
وإذا اقترنت بخلا ـ وعدا (ما) المصدرية:
تعين كونهما فعلين ووجب نصب ما بعدهما.
__________________
وأما (حاشا) فلا تسبقها (ما)
إلا نادراً كقول الشاعر:
رأيت الناس ماحاشا قُريشا
|
|
فإنا نحن أكرمُهم فِعالا
|
وأما (ليس ـ ولا يكون) فما بعدهما
منصوبٌ على أنه خبرٌ لهما واسمهما ضميرٌ مستترٌ وجوباً، نحو : الدروس تفيد
التلاميذ ليس أو لا يكونُ المهملَ.
__________________
(تنبيهات)
الأول: لفظة (بَيْدَ) لا تستعمل إلا في
الاستثناء المنقطع، وهي ملازمة النصب على الاستثناء، ولا تضاف إلا إلى المصدر
المسبوك مِنْ أن وصلتها، نحو : سليمٌ غنيٌ بيد أنه بخيلٌ.
الثاني: قد تستعمل (ليس ـ ولا يكون)
بمعنى (إلا) فيستثنى بهما، ويجب نصب المستثنى بهما لأنه خبرٌ لهما، نحو : جاء
القوم ليسَ سليماً ـ أو لا يكون سليماً، كما سبق ذكره.
(المبحث الثامن:
لاسيما)
الاسم الواقع بعد لاسيما
إن كان نكرةً جاز فيه:
(ا) الرفع: على أنه خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ،
تقديره هو ، والجملة صلة ما ـ إن جعلت اسماً موصولاً ـ وصفتها إن جعلت نكرةً
موصوفة.
(ب) والنصب: على أنه تمييزٌ (لِمَا)
وتكون (ما) حينئذ نكرةً
__________________
تامة مضافة إلى (سي)
أو هي زائدة.
والجر: بإضافة (سي) إليه، وما زائدة، نحو
: أعجبني القوم ولاسيما أميرٌ ـ أو أميراً ـ في مقدمتهم.
وإن كان الواقع بعد (لاسيما)
معرفةً جاز فيه الرفع والجر فقط: على الاعتبارين السابقين، نحو : أعجبني الشعراءُ
ولاسيما أميرهم أو أميرهم شوقي.
هذا إذا لم يكن ما بعدها حالاً أو شرطاً
أو ظرفاً وإلا تعينت زيادة (ما) على الأول، وموصوليتها على الثاني، والثالث وتكون
جملة الشرط ومتعلق الظرف صلتها، نحو : لا تحتقر أحداً ولاسيما مُحتاجاً أو هو
محتاجٌ، وأحب تلاميذي ولاسيما إن اجتهدوا وساعدوا الضعفاء ولاسيما عند الضرورة.
__________________
(تمرين)
استخرج مما يأتي: أنواع المستثنى ـ وبيِّن
وجه إعرابه:
ما المرء إلا قلبه ولسانه ـ ليس للإنسان
إلا ما سعى ـ ليس بأوروبا ممالك لا تشرف على بحر غير سويسرا والصرب ـ وكل ممالك
أمريكا الجنوبية تشرف على البحار عدا اثنتين ـ كل شيء ماخلا الله باطل ـ لو كان
لهذا العالم آلهة غير الله لاختل نظامه وفسد ـ ما بين الهجرة وميلاد سيدنا عيسى
إلا اثنتين وعشرين وستمائة سنة ـ تفوق جرير على شعراء زمانه خلا الأخطل والفرزدق.
وإذا تُباع كريمة أو تشترى
|
|
فسواك بائعها وأنت المشتري
|
لكل داء دواء يستطبُ به
|
|
إلا الحماقة أعيت من يداويها
|
وماليَ إلا آلَ أحمد شيعة
|
|
وماليَ إلا مذهبَ الحق مذهبُ
|
أنا أفصح من نطق بالضاد (بيد) أني من
قريش ـ كل شيء زائل غير الذكر الحسن ـ لا يفوز باللذات غير الجسور.
(أجب عن الأسئلة الآتية)
ما هو المستثنى؟ ما هي أدوات الاستثناء؟
كم قسما المستثنى؟ على كم حالة يكون المستثنى (بإلا)؟ متى يجب نصب المستثنى بإلا؟
متى يجوز في المستثنى بإلا النصب والاتباع؟ متى يكون المستثنى بإلا على حسب ما
يقتضيه العامل الذي قبلها؟ ما الذي نصب الاسم الواقع بعد إلا؟ ما هو حكم المستثنى
بغير وسوى؟ ما هو حكم المستثنى بخلا وعدا وحاشا؟ ما حكم الاسم الواقع بعد ليس ولا
يكون؟ ما هو حكم الاسم الواقع بعد (لاسيما) وما حكم لفظة (بيد)؟
(نموذج إعراب)
فانهض إلى صهوات المجدِ مُعتلياً
|
|
فالبازُ لم يأوِ إلا عاليَ القللِ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
فانهض
|
الفاء
حرف بحسب ما قبله، انهض فعل أمر مبني على السكون والفاعل مستتر وجوباً تقديره
أنت.
|
إلى
صهوات المجد
|
إلى
صهوات جار ومجرور متعلقان بانهض، صهوات مضاف والمجد مضاف إليه مجرور بالكسرة.
|
معتلياً
|
حال
من فاعل انهض منصوب بالفتحة.
|
فالباز
|
الفاء
للتعليل حرف، الباز مبتدأ مرفوع بالضمة.
|
لم
يأوِ
|
لم
حرف نفي وجزم وقلب، يأوِ فعل مضارع معتل مجزوم بحذف آخره والفاعل مستتر جوازاً
تقديره هو.
|
إلا
|
أداة
استثناء ملغاة لا عمل لها حرف مبني على السكون لا محل له
|
عالي
|
مفعول
به منصوب بالفتحة الظاهرة.
|
القلل
|
مضاف
إليه مجرور بالكسرة والجملة في محل رفع خبر الباز.
|
(المبحث التاسع في «الحال»
)
الحال وصفٌ
فضلةٌ يُبين هيئة صاحبه عند صدور الفعل، نحو : أقبل سليمٌ مُستبشراً ـ وانقُل
الخبر صحيحاً.
__________________
والحال: لا تجيء إلا عن فاعل
أو مفعول، لفظاً أو معنىً، نحو : جاء أخوك راكباً ـ وشربت الماء صافياً ـ وعبجت من
ذهاب الأمير ماشياً.
والأصل في الحال أن تكون صفةً منتقلةً
نكرة مشتقة
__________________
نحو : جاء الصديق
باسماً ـ وعاد القائد من الحرب ظافراً.
وقد تأتي الحالُ (صفةً ثابتةً) لا
مُنتقلة، نحو : خُلق الإنسان ضعيفاً ـ ودعوت الله سميعاً.
وقد تأتي الحال (معرفة) لا نكرةً، وذلك:
إذا صح تأويلها بنكرة، نحو : جاء أخوك وحده، أي منفرداً.
(المبحث العاشر في
الحال الجامدة)
تأتي الحال (جامدة) لا مُشتقة، وذلك:
على تأويلها غالباً بالمشتق ويقع ذلك في خمس حالات:
أولاً: في ما دل على تشبيه، نحو : (عدا
سليمٌ غزالاً) أي مسرعاً كالغزال، ونحو : رأيتهم في الوغَى أسُداً ـ أي شُجعاناً.
ثانياً: في ما دل على مُفاعلة، نحو :
(بايعته يداً بيد) أي متقابضين.
ثالثاً: في ما دل على ترتيبٍ، نحو :
(أدخلوا رَجُلاً رجلاً) أي مرتبين.
تنبيه: اختلف في بعض المصادر التي وردت
منصوبة مما يدل على نوع عامله نحو : (طلع زيد بغتة) وجاء ركضاً، فاعتبر بعضهم ما
كان مثل ذلك من المصادر (مفعولاً مطلقاً) لفعل محذوف والتقدير (طلع يبغت بغتة)
وجاء يركض ركضاً، واعتبر بعضهم (المصدر حالاً) مؤولاً بالصفة، والتقدير: (طلع
باغتاً ـ وجاء راكضاً) وكلا الوجهين مقبول.
رابعاً: في ما دل على تفصيلٍ، نحو :
(قرأت الكتاب باباً باباً) أي مُفصلاً.
خامساً: في ما دل على تسعيرٍ، نحو :
(اشتريت الثوب ذراعاً
__________________
بدرهم) أي مُسعراً.
وقد يُغني عن تأويلها بالمشتق أحدُ ستة
أشياء:
أولاً: أن تكون موصوفة، نحو : إنا
أنزلناه قرآناً عربياً، ونحو : خذهُ مقالاً صريحاً.
ثانياً: دلالتها على عددٍ، نحو : فتم
ميقات ربه أربعين ليلةً.
ثالثاً: أن تدل على حالٍ واقع فيه تفضيل
شيءٍ على (نفسه). أو على (غيره) باعبارين، نحو : سليمٌ غُلاماً أحسنُ منه رجلاً ـ وخليلٌ
شاعراً أحسنُ منه ناثراً.
رابعاً: أن تكون نوعاً لصاحبها، نحو :
لبس خاتمه ذهباً.
خامساً: أن تكون فرعاً لصاحبها، نحو :
وتنحتون من الجبال بيوتاً ـ وهذا ثوبك حريراً.
سادساً: أن تكون أصلاً لصاحبها، نحو :
أأسجد لمن خلقت طيناً.
(المبحث الحادي عشر
في احتياج)
(الحال: إلى عامل ـ وصاحب)
عاملُ الحال: هو العاملُ في صاحبها الذي
جاءت عنه (مِنْ فِعل
__________________
أو شبهه
أو ما في معناه) نحو : طلعت الشمس صافيةً ـ فعامل الشمس هو الفعل (طلع) ـ وهو عامل
الحال أيضاً.
وصاحب الحال هو ما كانت الحال وصفاً له
في المعنى: فإذا قلت: طلعت الشمس مشرقةً ـ فصاحب الحال هو الشمس، والأصل فيه كما
في المبتدأ أن يكون معرفةً لأنه محكوم عليه، والمحكوم عليه يكون معلوماً ولكنه
كالمبتدأ أيضاً يأتي (نكرة) بمسوغات ترجع إلى ثلاثة أمورٍ:
١ ـ أن تكون النكرة عامةً بتقدم نفيٍ أو
استفهامٍ أو نحوهما عليها، نحو : ما في المدرسة من تلميذٍ متكاسلاً ـ وهل جاءك أحدٌ
راكباً؟
٢ ـ أن تُخصص النكرة بوصفٍ أو إضافةٍ أو
نحوهما، نحو : جاءني رجلُ فنٍ مُباحثاً ـ وزارني صديقٌ حميمٌ مُسلِّماً.
٣ ـ أن تتقدم الحالُ على صاحبها وهو
نكرةٌ محضةٌ، نحو : جاءني مُسرعاً رسولٌ.
__________________
(المبحث الثاني عشر)
(في مرتبة الحال: مع
صاحبها ـ وعاملها)
الأصل في الحال أن تتأخر عن صاحبها، على
أنها قد تتقدم عليه (جوازاً) نحو : حارّاً لا تأكل الطعام ـ وقد تتقدم عليه
(وجوباً) وقد تتأخر عنه وجوباً.
فتتقدمُ الحال على صاحبها وجوباً في
ثلاثة مواضع:
١ ـ إذا كان صاحبها نكرة غير مستوفية
الشروط، نحو : جاء مُسرعاً رسولٌ.
٢ ـ إذا كان صاحبها محصوراً، نحو : ما
جاء ماشياً إلا سليمٌ.
٣ ـ إذا كان صاحبها مضافاً إلى ضمير ما
يُلابسها، نحو : وقف يخطبُ في التلاميذ مُعلمهم.
وتتأخر الحالُ عن صاحبها وجوباً في
ثلاثة مواضع:
١ ـ إذا كانت الحال محصورةً، نحو : وما
نُرسلُ المرسلين إلا مبشرينَ ومُنذرين.
٢ ـ إذا كان صاحبها مجروراً بالإضافة،
نحو : سرني عمُلك مُخلصاً ـ أو كان صاحبها مجروراً بالحرف
نحو : مررتُ بهندٍ جالسةً ـ ونظرتُ إلى السماء صافيةَ الأديم.
__________________
٣ ـ إذا كانت الحالُ جملةً مُقترنة
بالواو ، نحو : سافر الرسولُ وقد طلعت الشمسُ.
والأصل في الحال أن تُؤخر عن عاملها،
ويجوز تقدمها عليه بشرط أن يكون (فعلاً متصرفاً)، نحو : راكباً جاء سليمٌ ـ أو
(صفة تشبه الفعل المتصرف)، نحو : مُسرعاً سليمٌ
مُنطلقٌ.
وتتقدم الحال على عاملها وجوباً في
ثلاثة مواضع:
١ ـ إذا كان لها صدر الكلام، نحو : كيف
أضعت الفرصة.
٢ ـ إذا كان العامل فيها (اسم تفضيلٍ)
عاملاً في حالين، فُضلَ صاحب إحداهما على صاحب الأخرى، نحو : سليم راجلاً أسرعُ من
خليل راكباً ـ أو كان صاحبهما واحداً مُفضلاً على نفسه في حالة دون أخرى، نحو :
العصفور مُغرداً أفضلُ منه ساكتاً ـ فيجب تقديم الحال التي للمُفضل على اسم
التفضيل بحيث يتوسط اسم التفضيل بينهما كما في الأمثلة.
٣ ـ إذا كان العاملُ فيها معنى التشبيه
(دون أحرفه) عاملاً في حالين
__________________
يُراد بهما تشبيه
صاحب الأولى بصاحب الأخرى، نحو : أنا فقيراً كسليم غنياً.
ويجوز حذف عامل الحال: إذا دل عليه دليلٌ
كقولك (ماشياً) لمن سألك: كيف جئت؟
ويجب حذف عامل الحال في أربعة مواضع:
١ ـ في ما يتبين فيه زيادةٌ أو نقصٌ في
المقدار بالتدريج، نحو : تصدق بدرهمٍ فصاعداً واشتر الثوب بدينارٍ فنازلا ـ والتقدير:
واذهب بالعدد صاعداً أو نازلاً.
٢ ـ أن تكون مسوقة للتوبيخ، نحو :
أقاعداً وقد قام الناسُ؟ أي أتوجد قاعداً.
٣ ـ في الحال المؤكدة لمضمون الجملة، نحو
: أنت أخي مُواسياً ـ أي أعرفك مواسياً.
٤ ـ في الحال السادة مسد الخبر، نحو :
تأديبي الغلام مُسيئاً. أي: إذ يوجد مسيئاً ـ وقد تقدم ذلك.
ويحذف عامل الحال (سماعاً) في غير ذلك،
نحو : (هنيئاً لك) أي: ثبت لك الخير هنيئاً.
(المبحث الثالث عشر)
(في تقسيم الحال إلى:
مؤسسة ـ ومؤكدة ـ وحقيقية: وسببية)
تنقسم الحال باعتبار فائدتها إلى: مؤسسة
ـ ومؤكدة.
فالمؤسسة: (ويقال لها المبينة أيضاً) هي
التي لا يُستفاد معناها بدونها، نحو : (جاء سليمٌ راكباً).
والمؤكدة:
هي التي يُستفاد معناها بدونها، وإنما يُؤتى بها للتوكيد، نحو : (تبسم ضاحكاً).
وتقسم الحال باعتبار صاحبها إلى
(حقيقية) وهي التي تبين هيئة صاحبها نحو : جئت ماشياً ـ وإلى (سببية) وهي ما تبين
هيئة ما يحمل ضميراً يعود إلى صاحبها، نحو : كلمت هنداً حاضراً أبوها ـ ومررت بمصر
مُستبشراً سكانها.
وتُقسم أيضاً الحال باعتبار لفظها ـ إلى
(مفردة)، نحو : جلستُ مُفكراً ـ وإلى (جملة)، نحو : وقف الشاعرُ ينشُد.
__________________
وإلى (شبه جملة) وهو الظرف والجار
والمجرور، نحو : تكلم الخطيب فوق المنبر ـ وخرج الأمير في موكبه.
ويشترط في الجملة الحالية أن تكون خبرية
وأن تكون غير مصدرة بعلامة الاستقبال كالسين أو سوف، وأن تشتمل على رابطٍ يربطها
بصاحب الحال.
(المبحث الرابع عشر
في روابط الحال)
الأصل في الربط أن يكون (بالضمير)، نحو
: وقف الخطيب يتكلم ـ وقد يكون الضمير مُقدراً، نحو : اشتريت اللؤلؤ مثقالاً
بدينار ـ أي مثقالاً منه، فإذا لم يكن ضميرٌ وجبت (الواو).
نحو : جاء سليم والشمسُ طالعةٌ ـ ويجوز اجتماع الواو مع الضمير، نحو : جاء التلميذ
وكتابه في يده.
__________________
وتجب واو الحال في ثلاثة مواضع:
أولاً: إذا كانت جملة الحال إسمية
مُجردة من ضمير يربطها بصاحبها، نحو : هرب المسجون والحرس نائمون.
ثانياً: إذا كانت مُصدرة بضمير صاحبها،
نحو : قصدتك وأنا واثقٌ بمروءتك.
ثالثاً: إذا كانت ماضوية غير مُشتملة
على ضمير صاحبها، مُثبتةً كانت أو منفيةً، غير أنه تجب (قد) مع الواو في المثبتة،
نحو : بلغتُ المدينة وقد بزغ الفجرُ ـ ورحلت عنها وما طلعت الشمس.
وتمتنع واو الحال: ويتعين الضمير في
خمسة مواضع:
أولاً: إذا كانت جملة الحال مؤكدة
لمضمون الجملة قبلها، نحو : هو الحق لاشك فيه ـ ذلك الكتاب لا ريب فيه.
ثانياً: إذا كانت ماضوية واقعة بعد إلا
فيجب تجريدها عندئذٍ من الواو ـ وقد، نحو : ما تكلم إلا ضحك.
ثالثاً: إذا كانت ماضوية متلوةً (بأو)
نحو : لأضربنهُ عاش أو مات ـ ولا أُصاحبنهُ غاب أو حضر.
__________________
رابعاً: إذا كانت مُضارعية مُثبتة غير
مقترنة (بقد) نحو : جاء التلميذ يحملُ كتابهُ ـ فإذا اقترنت (بقد) وجبت الواو
معها، نحو : لم تُؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم؟
خامساً: إذا كانت مُضارعية منفية (بما
أو لا) نحو : هجم الجيش ما يخاف الأعداء ـ وما لنا لا نؤمن بالله.
على أن ما ورد من ذلك شاذ لا يقاس عليه.
أما إذا كانت منفية (بلم ـ أو لما)
فالمختار ربطها بالواو والضمير معاً، نحو : ضربتُ المجرم ولم أُشفق عليه ـ وقطفت
الثمرة ولما تنضج.
وإذا خلت جملة الحال من ضمير صاحبها وجب
ربطها بالواو ، نحو : جئت ولم تطلع الشمس.
ويجوز اقتران جملة الحال بالواو ،
وعدمها إذا لم يكن فيها شيء مما يوجب اقترانها بها، أو يمنعه ـ مما تقدم بيانه
وأكثر ما يكون ذلك في الجملة الإسمية المقترنة بضمير صاحبها، نحو : جاء التلميذ
كتابه في يده ـ أو وكتابه في يده.
وإذا كانت جملة الحال
ماضوية مُشتملة على ضمير صاحبها
__________________
فالأكثر فيها أن
تُربط به وبالواو وقد معاً، نحو : جاء الرسول وقد أسرعُ.
وقد تُربط بالضمير، وقد فقط (دون الواو)
كقول الشاعر:
وقفت بربع الدار قد نمير البلَى
|
|
معارفها والسارياتُ الهواطِلُ
|
وأقل من هذا أن تُربط بالضمير وحده، نحو
: هذه بضاعتنا رُدت إلينا.
وإن كانت منفية فالأكثر فيها أن تُربط
بالواو والضمير معاً، نحو : جاء أخوك وما فعل شيئاً.
وقد تربط بالضمير وحده، نحو : جاء ما
فعل شيئاً.
(تمرين)
بيِّن الحال وصاحبها وعاملها وما جاء
على الأصل منها والعكس:
ذهبت مساعي الزعماء أدراج الرياح ـ تفرق
العدو أيادي سبا ـ تشتتوا طرائق وتمزقوا حزائق ـ البخل في الرجال مذموم وفي النساء
ممدوح ـ رأيت الهلال بين
__________________
السحاب ـ وأبصرت
شعاعه في الماء.
وجئت إليهم طلق المحيّا
|
|
كأني لا سمعت ولا رأيت
|
خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها
ـ هو الحق بيناً.
إذا المرء أعيته المروءة يافعاً
|
|
فمطلبها كهلاً عليه ثقيل
|
كن للخليل نصيراً جاراً وعدلا
|
|
ولا تشح عليه جاد أو بخلا
|
إنما الميت من يعيش كئيباً
|
|
كاسفاً باله قليل الرجاء
|
لاحوا مثل كواكب الجوزاء، وبدوا كالجملة
المتناسبة الأجزاء.
نجيت يا رب نوحاً واستجبت له
|
|
في فلك ماخر في اليم مشحونا
|
وعاش يدعو بآيات مبينة
|
|
في قومه ألف عام غير خمسينا
|
الشرير يعيش بائساً ويموت يائساً ـ رجع
عوده على بدئه مشروح الصدر قرير العين.
(أجب عن الأسئلة
الآتية)
ما هي الحال؟ لأي شيء تجيء الحال؟ إلى
كم تنقسم الحال؟ هل تأتي الحال معرفة؟ ما هو عامل الحال؟ ما هو صاحب الحال؟ ما هي
مرتبة الحال مع صاحبها؟ متى تتقدم الحال صاحبها وجوباً؟ متى تتأخر الحال عن صاحبها
وجوباً؟ ما هي مرتبة الحال مع عاملها؟ هل تتعدد الحال؟ هل يحذف عامل الحال جوازاً
ووجوباً؟ كم قسما الحال باعتبار فائدتها؟ كم قسما الحال باعتبار صاحبها؟ ماذا
يشترط في جملة الحال؟ اذكر روابط الحال إذا وقعت جملة؟
(نموذج إعراب)
إنما الميْتُ مَنْ يعيش كئيباً
|
|
كاسِفاً بالهُ قليل الرجاء
|
الكلمة
|
إعرابها
|
إنما
|
أداة
حصر ملغاة لا عمل لها.
|
الميت
|
مبتدأ
مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره.
|
من
|
اسم
موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ.
|
يعيش
|
فعل
مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وفاعله ضمير مستتر جوازاً يعود على (من)
والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
|
كئيباً
|
حال
أول للفاعل الضمير المسترر في يعيش.
|
كاسفاً
|
حال
ثان للفاعل الضمير المستتر في يعيش.
|
باله
|
فاعل
بكاسفاً لأنه اسم فاعل ـ أو لكئيباً فهو متنازع عليه.
|
قليل
|
حال
ثالث للفاعل الضمير المستتر في يعيش.
|
الرجاء
|
مضاف
إليه مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره.
|
(المبحث الخامس عشر
في التمييز)
التمييز: هو اسم نكرة منصوب بمعنى
(مِنْ) يُذكرُ لتفسير المقصود من اسمٍ سابق يصلح لأن يُراد به أشياء كثيرة، نحو :
رأيت أحد عشر كوكباً ـ والشمس أكبر الكواكب نوراً.
والتمييز قسمان: تمييز مفرد ـ وتمييز
جملة.
فتمييز المفرد المبهم (ويسمى مُبيناً
لإبهام الذات) أربعة أنواع:
١ ـ العدد، نحو : عندي عشرون درهماً.
٢ ـ ما دل على مقدار: وهو (ما يعرف به
كمية الأشياء) وذلك، إما مساحةٌ نحو : (لي فرسخٌ أرضاً ـ أو وزن، نحو : (عندي
رطلان زيتاً) أوكيْل، نحو : (اشتريت أردباً قمحاً) أو مقياس، نحو : (أعطني ذراعاً
خَزَّا.
٣ ـ ما دل على ما يُشبه المقدار
وهو : إما أن يشبه المساحة نحو : (ما في السماء قدرُ راحةٍ سحاباً) أو الوزن، نحو
: (من يعمل مثقال ذرة خيراً يره) أو الكيل، نحو : (عندي حفنةٌ حنطة) أو المقياس،
نحو : (عندي مَدُّ يدك خَزّا).
__________________
٤ ـ ما دل على مماثلة، نحو : (من لنا
بمثلك رجلاً ـ ولي مثلك صاحباً) أو على مُغايرةٍ، نحو : (إن لنا غيرها إبلاً ـ وليس
لي غير الله معيناً).
٥ ـ ما كان مُتفرعاً من مُميَّزهِ، نحو
(: (لي خاتم فضة)
فالخاتم فرع الفضة.
وحكم تمييز الذات أن ينصب بعد تمام
الاسم المفسر.
والناصب للتمييز في هذا القسم هو ذلك
الاسم المبهم وإن كان جامداً لأنه شبيهٌ باسم الفاعل لطلبه له في المعنى.
وتمييز هذه الأنواع غير مُحولٍ عن شيء
أصلاً (ويسمى تمييزاً لمميزٍ ملفوظٍ).
وتمييز الجملة (النسبة) هو ما يُفسر
جملة باعتبار جهة تعلق النسبة
__________________
المبهمة الواقعة فيها
(ويُسمى تمييزاً لمميزٍ ملحوظٍ) وهو نوعان: منقولٌ ـ وغير منقولٍ.
(أ) فالمنقول: ما كان أصله (فاعلاً) نحو
: طاب سعدٌ نفساً ـ واشتعل الرأس شيباً ـ أي طابت نفس سعد.
(أو مفعولاً) نحو : غرستُ الأرض شجراً ـ
ورفعت الرئيس قدراً، أي: رفعت قدر الرئيس.
أو (مبتدأ) نحو (:
أنا أكثر منك مالاً ـ أي: مالي أكثر من مالك.
وحكمه: أنه يجب نصبه دائماً بما في
الجملة من (فعل) كالأمثلة السابقة أو شبهه، نحو : سعدٌ كريمٌ عنصراً ـ وهو طيبٌ
قلبا.
(ب) وغير المنقول عن شيء، نحو : لله
دَرُّهُ فارساً ـ وحكمه أنه يجوز نصبه، ويجوز جره (بمن) فتقول: للهِ دَرُّهُ من
فارسٍ. ولا يجوز دخول (من) إلا في هذا النوع فقط: بخلاف النوع السابق وهو المنقول
عن الفاعل أو المفعول أو المبتدأ فلا يقال طاب سعدٌ من نفسٍ، ولا رفعت الرئيس من
قدرٍ، ولا أنا أكثر منك من مالٍ.
__________________
ولا يجوز تقديم التمييز على عامله،
ولكنه يجوز توسطه بين العامل ومرفوعه، نحو : طاب نفساً سليمٌ.
والأصل في التمييز أن يكون اسماً
جامداً، ولكنه قد يأتي مُشتقاً إن كان وصفاً نابَ عن موصوفه، نحو : (للهِ درُّه
عالماً) فإن الأصل: للهِ درُّه رجلاً عالماً.
والأصل في التمييز أن يكون نكرةً، وقد
يأتي معرفة لفظاً، وهو في معنى النكرة، نحو : طِبت النفس، أي: نفساً.
وقد يأتي التمييز للتأكيد، نحو : اشتريت
من الكتب عشرين كتاباً.
(تنبيه)
التمييز يوافق الحال في كونه اسماً نكرة
منصوبة رافعة للإبهام، ويخالفها في كونه جامداً مفسراً للذات أو النسبة لا يتعدد
ولا يتقدم على عامله ولا يكون جملة أو شبهها.
(المبحث السادس عشر)
(كنايات العدد: كَمْ
ـ وكأي ـ وكذا)
حكم تمييز «كم»
الاستفهامية: أن يكون مفرداً منصوباً وجوباً نحو : (كم رجلاً حادثت) إلا إذا دخل
عليها حرف جر
__________________
فيجوز جره (بمن)
مقدرة، نحو : (بكم درهم ـ أو درهماً اشتريت هذا الكتاب) ويطلب بكم الاستفهامية
تعيين كمية مبهمة.
ويجوز الفصل بينها وبين تمييزها بالظرف،
أو بالجار والمجرور، نحو : (كم عندك كتاباً) ويقل الفصل بينهما بخبرها، أو بالعامل
فيها.
ويجوز حذف تمييزها، نحو : (كم مالك) أي
كم درهماً مالك.
وحكم مميز (كم) الخبرية أن يكون
مُفرداً، أو جمعاً نكرة مجروراً بإضافتها إليه أو بمن، نحو : كم بلدٍ أو بلادٍ أو
من بلدٍ ـ أو من بلادٍ فتحها خالد بن الوليد ـ وكم بطلٍ أو أبطال أو من بطل قهرتُ.
ويُطلب بكم الخبرية الإخبار بها عن عددٍ
كثيرٍ أو الافتخار.
ويجوز الفصل بينها وبين مميزها، فإن فصل
بينهما وجب نصبه نحو : (كم لي فضلاً) أو جره (بمن) نحو : (كم لي من فضلٍ) إلا
__________________
إذا كان الفاصلُ
فعلاً متعدياً فيتعين الجر بمن ظاهرة لمنع الالتباس بالمفعول نحو : (كم قرأت من
كتابٍ) وإن فصل بغير تعين
نصب التمييز.
وحكم مميز (كأي) أن يكون مفرداً مجروراً
(بمن) نحو : (كأيٍ من عالمٍ بذل حياته في سبيل العلم) وكأيٍ من فقير يسر الله
رزقهُ.
وحكم مميز (كذا) أن يكون مفرداً منصوباً
دائماً، ولا تستعمل غالباً إلا معطوفاً عليها مثلها، نحو : (جاءني كذا وكذا
زائراً) ـ (وتبرعت لليتامى بكذا وكذا ديناراً) ووقفت عليهم كذا صدقةً.
واعلم أنه يُكنى بكذا ـ وكم الاستفهامية
(عن الكثير ـ والقليل) ولا يكنى بكأي ـ وكم الخبرية إلا عن الكثير.
(المبحث السابع عشر)
(في ألفاظ العدد)
واحدٌ ـ واثنان: يوافقان المعدود
تذكيراً وتأنيثاً سواء أكانا
__________________
مفردين، أو مُركبين،
أم معطوفاً عليهما، نحو : رجلٌ واحدٌ ـ وامرأةٌ واحدةٌ ـ وأحد عشر غلاماً ـ وإحدى
عشرةَ تلميذة ـ وأحدٌ وعشرون تلميذاً ـ وإحدى وعشرون فتاةً ـ ورجلان اثنان ـ وامرأتان
اثنتان.
وأما ثلاثٌ ـ وتسعةٌ: وما بينهما فتخالف
المعدود في جميع أحوالها فتكون على عكس المعدود في التذكير والتأنيث سواء أكانا
مفردين أم مركبين أم معطوفاً عليهما، نحو : سبع ليالٍ وثمانية أيامٍ ـ وثلاثة
أقلامٍ وتسعُ ورقاتٍ.
ولفظة عشرة تُخالفُ المعدود (مفردة)
وتوافقه (مركبة). نحو : عشرةِ رجالٍ ـ وعشرُ نساءٍ ـ وخمسة عشر تلميذاً ـ وخمس
عشرة تلميذة.
وبقية ألفاظ العقود: كعشرين وثلاثين
وأربعين إلى تسعين ـ وكذا لفظتا مائة وألف: لا يتغير لفظها في التذكير والتأنيث
فيقال: عشرون رجلاً ـ وثلاثون امرأة ـ ومائة غلام ـ وألف جارية.
واعلم أن الوصف المصوغ من اسم العدد على
وزن (فاعل)
__________________
يطابق الموصوف،
فيقال: الباب الثالث ـ والمقابلة الرابعة ـ والقرن التاسعَ عشرَ ـ وهلم جرا.
(أسئلة يطلب أجوبتها)
ما هو التمييز؟ كم قسما التمييز؟ كم
نوعا التمييز المفرد؟ ما هو حكم تمييز الذات؟ ما الفرق بين المقدار وشبه المقدار؟
كم نوعاً تمييز الجملة المسمى تمييز النسبة؟ ما حكم أسماء العدد ومميزها؟ ما هي
كنايات العدد وما حكم كل منها؟ ما الفرق بين كم الاستفهامية وكم الخبرية؟ ماذا
يطلب بكم وكأي وكذا؟ ما هو الناصب لتمييز الذات؟ والناصب لتمييز النسبة؟ ما هي
الأعداد التي توافق المعدود؟ ما هي الأعداد التي تخالفه؟ وكيف تكون حالة العقود
والمئات والألوف مع المعدود؟ كيف كان المؤرخون سالفاً يكتبون تاريخ أوائل الشهور ـ
والعشر الأول ـ وما دونها ـ وما فوقها ـ وما يقال لآخر ليلة؟
(تمرين)
بيِّن تمييز المفرد من تمييز الجملة:
مَن أصدق من الله حديثاً ـ انفردت اللغة
العربية عن سائر اللغات فصاحة وبياناً ـ كما انفرد أربابها في مذاهب البلاغة
تبسطاً وافتناناً ـ ما رأيت أسخى منه يداً ولا أندى بناناً ـ يا لها غفلة من الدهر
صدرت ـ وهفوة على غرة من الأمل ظهرت.
حسب الفتى عقله خلاً يعاشره
|
|
إذا تحاماه أخوان وخلاّن
|
وأسوأ الناس تدبيراً لعاقبة
|
|
من أنفق العمر في ما ليس ينفعه
|
ترتيب أوقات العمل يجعل المرء مرتاحاً
بالاً وجسداً ـ أكرم به صديقاً ـ أكبر الأعداء أخفاهم مكيدة ـ أقبل يختال تيهاً ـ ويخطر
عجباً ـ ويتبختر زهواً ـ السنة اثنا عشر شهراً ـ مثقالٌ ذهباً خير من رطل حديداً.
(أعرب الأمثلة
الآتية)
كفى بالله شهيداً ـ لله دَرُّه عالما ـ ناهيك
بالأدب من ناصر
الكلمة
|
إعرابها
|
كفى
|
فعل
ماض مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر.
|
بالله
|
الباء
حرف جر زائد ـ ولفظ الجلالة فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة حرف الجر
الزائد.
|
شهيداً
|
تمييز
(نسبة) منصوب بالفتحة الظاهرة.
|
لله
|
جار
ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.
|
دره
|
مبتدأ
مؤخر مرفوع، وهو مضاف والهاء مضاف إليه.
|
عالماً
|
تمييز
(نسبة) منصوب بالفتحة الظاهرة.
|
ناهيك
|
مبتدأ
مرفوع بالضمة المقدرة ـ وناهي مضاف والكاف مضاف إليه
|
بالأدب
|
الباء
حرف جر زائد ـ والأدب خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة حرف الجر
الزائد.
|
من
|
حرف
جر زائد أيضاً مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
|
ناصر
|
تمييز
منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد.
|
(المبحث الثامن عشر
في المنادى)
المنادى: هو الاسم الظاهر المطلوب
إقباله بأحد أحرف النداء نحو : يا سعدُ.
__________________
وأحرف النداء سبعة: وهي: (يا ـ وأيا ـ وَهيَا
ـ وأيْ ـ والهمزة ـ وا ـ ووَا).
(فأيْ ـ والهمزة) للمنادي القريب ـ و (أيا
ـ وهيا ـ وا) للمنادى البعيد ـ و (يا) لكل مُنادى و (وا) للنُدبة.
ولا ينادى لفظ الجلالة، والمُستغاث به،
وأي ـ وأيَّتُ ـ إلا (بيا) كما لا يقدر عند الحذف غيرها.
والمنادى ثلاثة أنواع: مفرد ـ ومضاف ـ ومشبه
بالمضاف.
فإذا كان المنادى مفرداً علماً ـ أو
نكرةً ـ مقصوداً بها معينٌ بُنيَ على ما كان يُرفع به قبل النداء، نحو : (يا سليمُ
ـ ويا رجلُ) بالضم و (يا رجلانِ ـ ويا مؤمنونَ) بالألف والواو (.
وإذا كان المنادى نكرةً غير مقصودةٍ ـ أو
مضافاً ـ أو مشبهاً
__________________
بالمضاف، نُصب لفظاً،
نحو : يا رجلاً خُذ بيدي ـ ويا عبدالله ـ ويا حسناً خُلقُهُ.
وإذا وُصفت النكرة المقصودة نُصبت لفظاً
نحو : يا رجلاً فاضلاً.
وإذا أريد نداء الاسم المقرون (بأل)
يُؤتى قبله (بأي) ملحقةً (بها) التنبيه. أو باسم الإشارة للقريب، نحو : يا أيها
الرجل ـ ويا هذه المرأة ـ وحكم (أي) أن تبقى بلفظ واحدٍ للجميع: إلا مع المؤنث
فإنه يجوز تأنيثها له فيقال: يا أيتها المرأة.
(المبحث التاسع عشر
في تابع المنادى)
إذا أُتبع المنادى: فإن كان مُعرباً
فتابعه منصوبٌ أبداً، نحو : (يا أبا بكرٍ صاحبنا، ويا أبا بكرٍ وأبا الحسن) ويا
عبدالله نفسه. إلا إذا كان بدلاً أو معطوفاً منسوقاً مجرداً من (أل) غير مضافين،
فهما مبنيان، نحو : يا أبا سليمٍ يوسف ـ ويا أبا سليم ويوسف.
__________________
وإذا كان المنادى مبنياً فتابعه له أربع
حالاتٍ:
١ ـ إذا كان التابع بدلاً أو معطوفاً
منسوقاً مجرداً من (أل) غير مضافين وجب بناؤهما على الضم، نحو : يا أستاذ سعدُ ـ ويا
سعيد وسعد ـ وذلك لأن البدل ملاحظٌ فيه تكرار العامل والعاطف كالنائب عن العامل.
٢ ـ وإذا كان التابع مُضافاً مجرداً من
(أل) نعتاً كان أو بياناً أو توكيداً معنوياً وجب نصبه اتباعاً لمحل المنادى نحو :
يا سليمُ أخانا ـ ويا تلاميذ كلهم ـ أو كلكم.
٣ ـ وإذا كان التابع نعتاً مضافاً
مقترناً (بأل) نحو : يا سعدُ الأصيلُ ـ أو الأصيل الرأي ـ أو كان غير مضاف ولا
مشبه بالمضاف وهو نعتٌ أو توكيدٌ أو عطفُ بيانٍ أو معطوف نُسقٍ مٌقترنٌ (بأل) جاز
فيه وجهان: الرفع اتباعاً للفظ المنادى، والنصب اتباعاً للمحل فتقول (يا علي
الكريم الأخلاق أو الكريم الأخلاق ـ ويا سليم الكريم أو الكريم ـ ويا رجلُ سليمٌ
أو سليماً ـ ويا خليل والضيف أو والضيف ـ ويا مصريون أجمعون ـ أو أجمعين).
٤ ـ وأما تابع (أي ـ واسم الإشارة الذي
جُعل وصلة إلى ندائه)
__________________
فيتعين رفعه اتباعاً
للفظ المنادى فتقول: يا أيها الرجل ـ ويا أيتها المرأة ـ ويا هذا الرجل ـ ويا هذه
المرأة. وذلك لأن تابع (أي) هو المقصود بالنداء.
ويجوز حذف حرف النداء إذا كان (يا) دون
غيرها، وهو كثيرٌ قبل العلم، والمضاف، وأي، نحو : يوسفُ أعرض عن هذا ـ ورجال الفضل
أصغوا إليَّ ـ وأيها التلاميذ اجتهدوا. وقليل في ما سوى ذلك.
وقد يُحذف المنادى بعد (يا) نحو : يا
ليتني كنت عالماً ـ ونحو : يا نصر الله من ينصرُ المظلوم أي: يا قومُ.
(المبحث العشرون)
(في المنادى المضاف
إلى ياء المتكلم)
إذا كان المنادى المضاف إلى ياء المتكلم
اسماً صحيح الآخر
__________________
فالأكثر فيه حذف ياء
المتكلم، والاكتفاء بالكسرة التي قبلها، نحو : (يا ربِّ) ويجوز ثبوتها ساكنة أو
مفتوحة فتقول: (يا رَبِّي ويا رَبِّيَ) ويجوز قلب الكسرة فتحة والياء ألفاً فتقول:
(يا رباً). ويجوز حذف الألف مع بقاء الفتحة، نحو : يا رَبَّ.
وإذا كان المضاف إلى الياء معتل الآخر
وجب إثبات الياء مفتوحة لا غير، نحو : يا فتايَ ـ ويا مولايَ. وإذا كان المضاف
إليها صفة صحيحة الآخر
وجب إثبات الياء ساكنة أو مفتوحة نحو : يا مُكرميْ ـ ويا مُكرميَ.
(المبحث الحادي
والعشرين)
(في ترخيم المنادى)
الترخيم: هو حذف آخر المنادى تخفيفاً
فيقال له المنادى للمرخم وذلك في موضعين:
أولاً: في ما كان مختوماً بتاء التأنيث
عَلَمَاً كان أم غيرَ عَلَمٍ.
__________________
نحو : (يا فاطمَ، ويا
جارِيَ) في فاطمةَ وجاريةٍ.
ثانياً: في العَلَمِ المذكر أو المؤنث،
بشرط أن يكون غير مُركبٍ زائداً على ثلاثة أحرفٍ، نحو : (يا جعفَ ـ ويا سُعا) في
جعفر ـ وسعاد.
(المبحث الثاني
والعشرون)
(في أسماء مُلازمة
للنداء)
من الأسماء ما لا يُستعمل إلا في
النداء، وهو نوعان، قياسي
__________________
وسماعي
فالقياسي: وزنُ (فعال) شتماً للأنثى ـ نحو : (يا خبَاثِ) والسماعي: ألفاظٌ محفوظة،
نحو : (يا فُلُ ـ ويا فلة) أي: يا رجل ويا امرأة، وهما مقطوعان من (فلان ـ وفلانة).
(المبحث الثالث
والعشرون في الاستغاثة)
الاستغاثة: هي نداء شخصٍ لإعانة غيره
ليخلصه من شدة أو ليساعده على دفع مشقة، نحو : (يا لقومي للمظلوم) فالمطلوب منه
الإعانة يُسمى (مستغاثاً) والمطلوب له الإعانة يسمى (مستغاثاً له).
ولا يُستعمل للاستغاثة من أحرف النداء
إلا (يا) ولا يجوز حذفها ـ ولا حذف المستغاث ـ أما المستغاث له فحذفهُ جائزٌ.
وللمستغاث به ثلاثة أوجه:
__________________
الأول: أن يُجر بلامٍ مفتوحة
غالباً، نحو : يا لقومي للمظلوم ـ ويا للكرام للمحتاجين.
الثاني: أن يُختم بألف زائدة، نحو : يا
قوما للمظلوم.
الثالث: أن يبقى على حاله كالمنادى
المستقل نحو : يا قومُ للمظلوم.
أما المستغاث له فإن ذُكر في الكلام وجب
جره بلام مكسورة إذا كان اسماً ظاهراً أو ياء المتكلم، وإلا فتحت نحو : يا لمحمد
لك أو لَهُ.
ويجوز جره أيضاً (بمن) إذا كان مستغاثاً
منه، لا لهُ، نحو : يا لقومي من الطغاة الجائرين.
ومن المستغاث به ما ضُمِّنَ معنى التعجب
من ذاته أو صفته، فيجري مجرى المستغاث في كل أحكامه، فتدخل عليه اللام كقولك: يا
للماء إذا تعجبت من وجوده ـ أو من كثرته ـ ونحو : يا للدواهي ـ عند استعظامها،
واعلم أنه إذا وصف المستغاث جُرّت صفته، نحو : يا لسعدٍ الزعيم للوطنِ إلى آخر ما
تقدم.
واعلم أيضاً أن المختوم بالألف الزائدة
إذا وقف عليه يجوز أن تلحقه هاء السكت ساكتة، نحو : يا عُمَراهْ ـ ويا
دَاواهيَاهْ.
__________________
(تمرين أعرب ما يأتي)
ألا يا قومُ للعجب العجيبِ
|
|
وللغفلات تعرُض للأريب
|
يا للرجال ذوي الألباب من نفر
|
|
لا يبرح السفهُ المردى لهم دينا
|
يا لأناس أبَوْا إلا مثابرة
|
|
على التوغل في بغي وعدْوان
|
(المبحث الرابع
والعشرون في الندبة)
الندبة: هي نداء المتفجع عليه أو
المتوجع منه، أو المتوجع له وأداتها (وا).
نحو : واسيداه ـ واكبداه ـ ووا مصيبتاه.
ولا يكون المندوب إلا اسماً معرباً
معرفة بالعلمية أو مضافاً إضافةً توضح العلم
فلا يُندب غير المشهور ولا الاسم النكرة ولا المعرفة المبهمة، كالأسماء الموصولة،
وأسماء الإشارة، فلا يقال: وَامَنْ ذهب ضحية الواجب إلا إذا كان المبهم اسم موصول
مُشتهراً بالصلة نحو : وَا من اخترع فن الطباعة ـ ونحو : وا من فتح مصر.
ولا يجوز حذف المندوب، ولا أداة الندبة.
__________________
واعلم أن المندوب كالمنادى في الإعراب،
فيُضم في، نحو : وَا مُحمداه ـ وينصب في، نحو : وا أمير المؤمنين وهلم جرا.
وللمندوب ثلاث حالات:
الأولى: أن يُختم بألف زائدة، نحو : وَا
كبداَ.
الثانية: أن يختم بالألف الزائدة مع هاء
السكت الساكنة عند الوقف، نحو : وا يوسفاه.
الثالثة: أن يبقى على حاله كالمنادى
المستقل، نحو : وا يوسف.
(تمرين أعرب ما يأتي)
وا رحمتا للعاشقين فإنهم
|
|
كتموا المحبة والهوى فضَّاحُ
|
فوا كبدا من حب من لا يحبني
|
|
ومن عَبَرات ما لهنّ فناءُ
|
(المبحث الخامس
والعشرون في التحذير)
التحذير: تنبيه المخاطب وتخويفه من أمرٍ
مكروهٍ، أو قبيحٍ ليباعد عنه ويتجنبه، نحو : إياك والأفعى.
__________________
ويكون التحذير تارةً بلفظ (إياك) وفروعه
(للمخاطب) ويجوز ترك الواو معها أيضاً، فيقال: (إياك الأسد) ويجوز الجر (بمن) نحو
(إياك من الأسد) ويكون تارة بدون (إياك) نحو : (نفسك والشرك) و (الأسدَ الأسدَ)
والتواني والعجلة.
ويحذف الضمير إياك إذا كُرر المحذر منه
نحو : الحية الحية، أو عُطف آخرُ عليه نحو : (مُقلتيك والقذى) ويجب حذف الفعل
الناصب في حالة التكرار وفي حالة العطف وفي حالة ما إذا كان التحذير (بإياك) وأخواتها
من ضمائر المخاطب المنصوبة فقط (وهي إياك وإياكما وإياكم وإياكن) سواء كانت مفردة
أو مكررة مع ذكر المحذر منه بالعطف أو بدونه أما ضمائر المتكلم والغائب فلا تستعمل
محذرة وفي ما سوى ذلك كما إذا قيل (الحية) فقط يجوز أن تُضمر الفعل كما رأيت أو أن
تظهره فتقول (أحذرك الحية أو احذر الحية).
(المبحث السادس
والعشرون في الإغراء)
الإغراء: هو ترغيب المخاطب في أمرٍ
محمودٍ ليفعله، نحو : الاجتهاد الاجتهاد.
__________________
والإغراء يكون كالتحذير بدون (إياك)
والاسم المغرى به يكون مفرداً نحو : (الصدق) ومعطوفاً آخر عليه، نحو : (العهد
والذمة) ومكرراً، نحو : (الإقدام الإقدام الثبات الثبات).
ويجب حذف الفعل مع العطف أو التكرار
ويجوز إظهاره في ما سوى ذلك، فيجوز أن تقول: (الخير) وأن تقول: (افعل الخير).
ويقال (الصلاةَ جامعةً) فالصلاة منصوبةٌ
بتقدير احضروا الصلاة، وجامعة منصوبٌ على الحال، ولو صُرِّح بالعامل لجاز.
(تمرين)
ميِّز بين التحذير والإغراء في ما يأتي:
الفضيلة الفضيلة فإنها أُسّ النجاح ـ رأسك
والباب ـ السلاحَ السلاحَ أيها الشجان ـ صديقك والإحسان إليه ـ الوفاء فإنه ميزة
الكرام ـ الجهل الجهلَ فإنه يهدم الديار ويجلب البوار ـ اللصوصَ اللصوص أيها
المسافر في جنح الظلام ـ المروءة وحفظ الجار يا سلالة العرب الأوفياء.
(أعرب ما يأتي)
أخاك أخاك إنّ من لا أخاً له
|
|
كساع إلى الهيجا بغير سلاح
|
النـزال يا حماة الأوطان ـ الصدق وكرم
الخلق فإنهما شعار الفضلاء.
(المبحث السابع
والعشرون في الاختصاص)
الاختصاص: هو قصر حُكمٍ أُسند إلى ضمير
على اسمٍ ظاهرٍ معرفةٍ
__________________
يُذكر بعده ليبين
المقصود منه، نحو : نحن أهلَ مصرَ نُكرمُ الضيف ـ وهو منصوب بفعل محذوف وجوباً
تقديره (أخص أهل مصر).
والاسم المختص: إما أن يكون معرفاً
(بأل) نحو : (نحن العرب نُكرم الضيف) أو مضافاً إلى المُعرَّف (بأل) نحو : (نحن
معاشر الطلبة سلاحُ الأمة) أو مُضافاً إلى غيره من المعارف، نحو : (نحن بَني ضبة
أصحاب الجمل) وَندُرَ وقوعه علماً، نحو : (بنا تميماً يُكشف الضبابُ) وقد يكون
الاختصاص بلفظ (أيها ـ أو أيتها) نحو : (اللهم اغفر لنا أيها العصابة).
__________________
(تمرين)
بيِّن من أي أنواع التراكيب ما بين
قوسين وأعربه:
(يا لقومٍ) مَن للعلى والمساعي
|
|
يا لقومٍ مَن للندى والسّماحِ
|
تبكيهمُ دهماءُ معوَلة
|
|
وتقول سلمى (وا رَزيتيه)
|
(يا للرجل ليوم الأربعاء) أما
|
|
ينفك يبعث لي بعد النهي طربا
|
(فوا عجبا) لنفس كيف اعترافها
|
|
وللنفس لما وطّنت كيف ذلت
|
أحبكم مادمت حياً فإن أمت
|
|
(فوا كبدَا) ممن يحبكمُ بعدي
|
يا للرجال لنازل الحدثان
|
|
وتلاعبِ الأقدار بالإنسان
|
(يا لأناس) أبوا إلا مثابرة
|
|
على التوغل في بغي وعدوان
|
يبكيك ناء بعيد الدار مغترب
|
|
(يا للكهول وللشبان للعجب)
|
حُملتَ أمراً عظيماً واصطبرت له
|
|
وقمتَ فيه بأمر الله (يا عمرا)
|
(أفاطم) مهلا بعض هذا التدلل
|
|
وإن كنت قد أزمعت صرمي (فاجملي)
|
(هيا أمَّ عمرو) هل لي اليوم عندكم
|
|
بغيبة أبصار الوشاة سبيل
|
(يا ابن أمي) ويا شقيق نفسي
|
|
أنت خليتني لدهر شديد
|
(يا ابنة عما) لا تلومي واهجعي
|
|
لا يخرق اللوم حجاب مسمعي
|
__________________
يا يزيدا لآمل نَيْلَ عِزٍّ
|
|
وغِنى بعد فاقة وهوان
|
يأيها الرجل المعلمُ غيرهُ
|
|
هلاّ لنفسك كان ذا التعليم
|
تمرين بيِّن كلاً من
التحذير والإغراء والاختصاص في التراكيب الآتية:
إياكم والاختلاف ـ الأدب والشجاعة ـ إني
أيتها النفس لأمارة بالسوء
ـ الإخلاص والوفاء ـ عقلك والخرافات ـ السوءَ وقلبك ـ الهمةَ ـ إني أيها الملك
محبٌّ لرعيتي.
لنا (معشر) الأنصار مجد مؤثل
|
|
بإرضائنا خير البرية أحمدَا
|
خذ بعفو فإنني (أيها) العبـ
|
|
ـدَ إلى العفو يا إلهي فقيرُ
|
(إنّا بني منقر) قوم ذوو حسب
|
|
بنا تميماً يكشف الضباب
|
(العزيمة) والإخلاص ـ الثباتَ الثباتَ.
أخاك أخاك إن من لا أخا له
|
|
كساع إلى الهيجا بغير سلاح
|
نحن (بنات) طارق
|
|
نمشي على النمارق
|
(عينك) والنظر إلى ما لا يحل ـ (فمك)
والحرامَ.
وإياك والعوراء لا تنطق بها
|
|
فلا خير في اللفظ الكريه استماعه
|
إياك أن تعظ الرجال وقد
|
|
أصبحت محتاجاً إلى الوعظ
|
فإنّا بني الديان قطب لقومهم
|
|
تدور رحاهم حولنا وتجول
|
إياك إياك المراء فإنه
|
|
إلى الشر دعاء وللشر جالب
|
لجديرون بالوفاء إذا قا
|
|
ل أخو النجدة (السلاحَ السلاحا)
|
__________________
(نموذج إعراب الأمثلة
الآتية)
وَا عُمراهْ ـ وَا مَنْ فتح مِصْراهْ ـ وَا
كبدا.
الكلمة
|
إعرابها
|
وا
|
حرف
نداء وندبة مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
|
عمراه
|
منادى
مندوب مبني على ضم مقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة لألف الندبة في محل نصب،
والألف للندبة حرف مبني، والهاء للسكت حرف مبني على السكون.
|
وا
|
حرف
نداء وندبة مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
|
من
|
منادى
مندوب مبني على ضم مقدر منع من ظهوره سكون البناء الأصل في محل نصب
|
فتح
|
فعل
ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر جوازاً يعود إلى من، وجملة الفعل والفاعل
صلة من.
|
مصراه
|
منصوب
بفتحة مقدرة منع من ظهورها فتحة المناسبة للألف التي هي للندبة والهاء للسكت عند
الوقف.
|
وا
|
حرف
ندبة مثل السابق إعرابه.
|
كبدا
|
منصوب
بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة منع من ظهورها الفتحة التي جاءت
لأجل ألف الندبة وأصله (كبدي) حذفت الياء الساكنة لتصادمها بألف الندبة الساكنة.
|
(المبحث الثامن والعشرون)
في خبر كان وأخواتها، وخبر الحروف
المشبهة بليس، وخبر أفعال المقاربة، واسم إن وأخواتها، واسم لا التي لنفي الجنس ـ فقد
تقدم
الكلام عليها في
المرفوعات ـ وأما التوابع فسيأتي الكلام عليها بتوفيق الله تعالى وعنايته.
(الباب السابع)
(في مجرورات الأسماء)
تُجر الأسماء المتقدمة في موضعين:
الأول: إذا سُبقت بإحدى حروف الجر
الآتية.
الثاني: إذا كانت مضافاً إليها وفي هذا
الباب مباحث.
(المبحث الأول في
حروف الجر)
حروف الجر قسمان:
قسمٌ: يدخل على الاسم الظاهر والمضمر،
وهو : مِنْ ـ وإلى ـ وعن ـ وعلى ـ وفي ـ واللام ـ والباء ـ وخلا ـ وعدا ـ وحاشا.
__________________
وقسمٌ: يختص بالدخول على الاسم الظاهر
وهو : رُبَّ ـ وَمُذْ ـ وَمُنذُ ـ وحتى ـ والكاف ـ وواو القسَمِ ـ وتاؤُهُ ـ وكي.
تختص (رُبَّ) بالنكرة موصوفة، نحو :
رُبّ رجلٍ كريم زارنا ـ والأغلب أن يكون جوابها فعلاً ماضياً، نحو : رُبّ فتىً
نفعهُ الاجتهاد ـ وقد تجر ضمير غيبةٍ مميزاً بنكرة، ولا يكون هذا الضمير إلا:
مفرداً ـ مذكراً ـ مفسراً بتمييزٍ بعده مطابق للمعنى، نحو : رُبّهُ رجلاً لقيتهُ.
وتختص (حتى) غالباً بما كان آخراً، نحو
: صمت حتى المغرب ـ أو متصلاً بالآخر، نحو : سهرت حتى الفجر ـ ولا يُقال سهرتُ
البارحة حتى نصفها.
وتختص (مُذ ـ ومنذ) باسم الزمان، نحو :
ما رأيته مُذ يومين ـ أو منذ اليوم.
__________________
وتختص (كي) بالدخول على (أن) المصدرية
وصلتها، نحو : جئت كي أزورك.
وتختص (التاء) باسم الجلالة، نحو :
تالله.
ولابد من أن يُعلّق بالفعل أو شبهه حرف
الجر الذي يربطه بالاسم المجرور به، وذلك المتعلق قد يكون مذكوراً، نحو : جئت إلى
المدرسة أو مقدراً، نحو : رأيت الذي على السطح
__________________
ويجوز حذف حرف الجر قبل (أنَّ) نحو :
بشّرْتُهُ أنه من الفائزين ـ أي: بأنه، وقبل (أن المصدرية) نحو : عجز أنْ يفعل هذا
الأمر ـ أي: عن أن يفعله.
وقد تُزاد (ما) بعد (مِنْ ـ وعن ـ والباء)
فيبقى ما بعدهن مجروراً.
وتُزاد بعد (رُبَّ ـ والكاف) فتكفهما عن
العمل، وتدخلان على الجمل الفعلية ـ والإسمية ـ نحو : ربما زرتك ـ وأنا مجتهدٌ كما
أخوك مجتهدٌ.
__________________
وقد تُحذف (رُبَّ) بعد الواو ، ويبقى
عملها، نحو : وليلٍ كموج البحر أرخى سُدوله.
وتقع (الكاف) اسماً بمعنى (مثل)، نحو :
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم.
وكذلك (عن) بمعنى (جانب) إذا سُبقت
(بمن) نحو : مُرّ مِنْ عن يميني ـ و (على) بمعنى (فوق) إذا سبقت (بمن) نحو : سقط
من على الجبل ـ فتكون كل واحدةٍ منهن مُضافة إلى ما بعدها كسائر الأسماء.
(المبحث الثاني في
معاني حروف الجر)
(مِنْ) تكون لابتداء الغاية، نحو : خرجت
من البلد ـ والتبعيض، نحو : أنفقتُ من الدراهم ـ وبيان الجنس، نحو : لي ثوبٌ من
خزِّ ـ والتعليل، نحو : مات من الخوف ـ والبدل، نحو : أرضيتم بالحياة الدنيا من
الآخرة، أي: بدل الآخرة ـ والتأكيد وهي الزائدة لفظاً بشرط أن يكون مجرورها نكرةً،
وأن يسبقها نفيٌ أو نهيٌ أوا ستفهامٌ (بهل) نحو : ما جاءنا من رجلٍ ـ والفصل، نحو
: عرفت الحق من الباطل.
وقد تُضمن (مِنْ) معنى (في) نحو : إذا
نُودي للصلاة من يوم الجمعة، أي: في يومها ـ ومعنى إلى، نحو : اقتربت منه، أي:
إليه ـ ومعنى الباء نحو : ينظرون من طرفٍ خفي، أي: به.
__________________
(عن) تكون للمجاوزة، نحو : سافرت عن
البلد ـ والبدل، نحو : قُم عني بهذا الأمر، أي: بَدَلي ـ والتعليل، نحو : وما كان
استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، أي: من أجل موعدةٍ ـ وبمعنى بعد،
نحو : عن قريبٍ أزورك.
وقد تُضمن (عن) معنى (على) نحو : إنما
يبخل عن نفسه، أي: عليها، ـ ومعنى (مِنْ) نحو : هو الذي يقبل التوبة عن عباده، أي:
منهم.
(على) تكون للاستعلاء (حساً) نحو : وعلى
الفلك تحملون ـ أو (معنىً)، نحو : فضَّلْنا بعضهم على بعضٍ ـ والمصاحبة، نحو : وإن
ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم، أي: مع ظلمهم ـ والتعليل، نحو : ولتكبروا الله على
ما هداكم أي: لهدايته إياكم ـ والظرفية، نحو : دخل المدينة على حين غفلة ـ والاستدراك،
نحو (: فلانٌ منكوبٌ على
أنه لا ييأس من رحمة الله.
وقد تُضمن (على) معنى (عن) نحو : رضيت
عليه، أي: عنه ـ ومعنى الباء نحو : رميت على القوس، أي: رميت مستعيناً بها.
(في) تكون للظرفية (حقيقةً) نحو : الماء
في الأبريق ـ أو مجازاً نحو : نظرت في الأمر ـ والتعليل نحو : قُتل كليبٌ في ناقة،
أي بسبب ناقةٍ ـ والمصاحبة نحو : خرج الأمير في موكبه
__________________
والمقايسة نحو : ما
ذنبنا في عفوك إلا هفوةٌ، أي: بالقياس إليه.
وقد تُضمن (في) معنى (إلى) نحو : فردوا
أيديهم في أفواههم، أي: إليها ـ ومعنى الباء نحو : هو بصيرٌ في المسألة، أي: بها ـ
ومعنى (على) نحو : لأصلبنكم في جذوع النخل، أي: عليها.
(الباء) تكون للإلصاق، نحو : أمسكت بيده
ـ والاستعانة نحو : كتبتُ بالقلم ـ والتعدية نحو : ذهبت بعمرو ـ والتعليل نحو :
قُتل بذنبه ـ والمصاحبة نحو : بعتُك الدار بأثاثها ـ والظرفية نحو : أقمتُ بالدار
ـ والبدل نحو : النفسُ بالنفسِ ـ والمقابلة نحو : بعتك الدار بالفَرسِ أي في
مقابلتها ـ والقسم وهي أصل أحرفه، ويجوز ذكر فعل القسم معها خلافاً لأخوانها، نحو
: أُقسمُ بالله ـ والتأكيد، وهي الزائدة (لفظاً) نحو : كفى بالله شهيداً.
وقد تُضمن (الباء) معنى (مِنْ) نحو :
عيناً يشرب بها عباد الله، أي: منها ـ ومعنى (عن) نحو : فاسأل به خبيراً، أي: عنه
ـ ومعنى (على) نحو : إن تأمنه بقنطارٍ يؤده إليك، أي: على قنطار.
(إلى) تكون لانتهاء الغاية، نحو : ذهبت
إلى الجبل ـ وصمتُ إلى الليل ـ والمصاحبة نحو : جلست إلى الضيف ـ وتكون بمعنى
(عند) وتسمى المبينة لأنها تبين أن مصحوبها فاعلٌ لما قبلها، وذلك بعد ما يُفيد
حُباً أو بُغضاً من أفعل تعجب أو تفضيل، نحو : ما أبغض الخائن إليَّ ـ والدرسُ
أحبُّ إليّ من اللهو.
وقد تضمن (إلى) معنى (في) نحو :
ليجمعنكم إلى يوم القيامة، أي: فيه.
(حتى) تكون لانتهاء الغاية، إلا أن
الغالب ألا يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها، نحو : سِرتُ حتى الكعبة ـ فالمعنى أن
سيرك انتهى إليها ولم تدخلها ـ وقد يدخل إن كان هناك قرينةٌ تدل على ذلك نحو :
بذلتُ مالي حتى آخر درهمٍ لي في سبيل وطني.
(الكافُ) تكون للتشبيه وهو الأصل في
معانيها، نحو : عليٌّ كالأسد ـ وللتعليل نحو : واذكروه كما هداكم، أي: لهدايته
إياكم ـ والتوكيد وهي الزائدة في الإعراب نحو : ليس كمثله شيء، أي: ليس مثله ـ وقد
تستعمل في التمثيل بما لا مثيل له ـ كما إذا قيل (إنّ من الحروف ما لا يقبل الحركة
كالألف) ويقال لها كافُ الاستقصاء.
وقد تضمن الكاف معنى (على) نحو : كن كما
أنت، أي: ثابتاً على ما أنت عليه.
(اللام) تكون للملْكِ نحو : الدار لسعدٍ
ـ وشبه الملك، وتُسمى لام الاختصاص، ولام الاستحقاق، نحو : الحمد لله ـ والفوز
للمجتهدين ـ والتعليل نحو : هربتُ للخوف ـ والعاقبة نحو : لِدُوا للموت وابنوا
للخراب ـ والتعدية، وهي الواقعة بعد أفعل تعجبٍ أو تفضيلٍ لتُبين أن ما بعدها
مفعولٌ لما قبلها، نحو : ما أجمع سعيداً للمال ـ والتبليغ نحو : قُلتُ للرجل ـ والتقوية
نحو : هو فعالٌ لما
يريد ـ والتعجب نحو : لله درُّه رجلاً. و (يا للفرح) وهي تستعمل مفتوحةً بعد «يا» وانتهاء
الغاية، نحو : كلٌّ يجري لأجلٍ مسمى ـ وهو قليلٌ، والاستغاثة، وتستعمل مفتوحة مع
المستغاث نحو : يا لقومي ـ والوقت، وتسمى لام الوقت ولام التاريخ نحو : كتبتهُ
لِغُرة شهر كذا، أي: عند غُرتهِ.
وقد تُضمن اللام معنى (على) نحو : يخرون
للأذقان سجداً، أي: على الأذقان.
(الواو ـ والتاء) تكونان للقسم، نحو :
والله لأحفظن عهدك ـ وتالله لأخاصمن عدوك.
(مُذ ـ ومنذ) تكونان بمعنى (مِنْ)
لابتداء الغاية إن كان الزمان ماضياً، نحو : ما رأيتك مُذ أو مُنذ يومين ـ وبمعنى
(في) للظرفية إن كان الزمان حاضراً نحو : ما رأيته مُذ أو منذ شهر ـ وحينئذ تفيدان
استغراق المدة ـ وبمعنى (مِنْ ـ وإلى) معاً إذا كان مجرورهما نكرة معدوداً، نحو :
ما رأيتك مُذ ثلاثة أيام، أي: من بداءتها إلى نهايتها.
(رُبَّ) تكون للتقليل والتكثير والقرينة
هي التي تعين أحدهما.
(كي) حرف جر للتعليل بمعنى اللام نحو :
كَيْمَ فعلت هذا، أي: لِمَ؟ ـ وجئتُ كي أزورك، أي: لزيارتك.
__________________
(تمرين)
عيِّن متعلق الجار في
الجمل الآتية:
المرء لا ينفك من أمل ـ فإن فاته عوَّل
على الأماني ـ المنى من بضائع الجهال ـ من جرى في عنان أمله كان عاثراً بأجله ـ لا
تتكلم بما لا يعينك، ودع الكلام في كثير عما يعنيك حتى تجد له موضعا ـ هل من خالق
غير الله ـ خير الناس من أخرج الحرص من قلبه، وعصى هواه في طاعة ربه ـ من قوى علي
نفسه تناهى في القوة، ومن صبر على شهوته بالغ في المروءة ـ ذهب الحكماء إلى أن سوء
الظن بالنفس أبلغ في صلاحها وأوفر في اجتهادها لأن للنفس جوراً لا ينفك إلا بالسخط
عليها وغروراً لا ينكشف إلا بالتهمة لها.
(المبحث الثاني في
الإضافة وأنواعها)
الإضافة نسبة اسمٍ إلى آخر على تقدير
حرف جر، ويُسمى الأول مُضافاً والثاني مضافاً إليه.
حرف الجر المقدر يكون كثيراً (مِن) إذا
كان المضاف إليه جنساً للمضاف، نحو : سوارُ ذهبٍ ـ ويكون قليلاً (في) إذا كان
ظرفاً له
__________________
نحو : صلاة العصر ـ ويكون
غالباً (اللام) في ما سوى ذلك نحو : كتابُ سعدٍ.
والإضافة قسمان: معنوية ـ ولفظية.
١ ـ فالمعنوية: هي ما أفادت المضاف
(تعريفاً) إن كان المضاف إليه معرفة نحو : هذا كتابُ سليمٍ ـ و (تخصيصاً) إن كان
المضاف إليه نكرة، نحو : هذا كتابُ نحوٍ.
٢ ـ واللفظية: هي ما لا تفيد المضاف
تعريفاً ولا تخصيصاً، ولا يعتبر فيها تقدير حرف الجر، وإنما يكون الغرض منها
التخفيف في اللفظ بحذف التنوين، أو نُوني التثنية والجمع، وذلك: إذا كان المضاف
(صفةً) مضافة إلى فاعلها أو مفعولها نحو : هذا مُستحقُّ المدحِ ـ وحسَنٌ الخُلق ـ ومعمورُ
الدارِ.
__________________
وحكم المضاف أن يجرد من التنوين، ونوني
التثنية، والجمع وما أُلحق بهما، نحو : هذا كتابُ النحو ـ وقرأتُ كتابي الأستاذ ـ وجاء
طالبو العلم ـ ومُرشدوك أولو الفضل عليك.
وأن يُجرد من (أل) إذا كانت الإضافة
معنوية، وأما إذا كانت الإضافة لفظية فيجوز دخول (أل) على المضاف ـ بشرط أن يكون
مثنى أو جمع مذكر سالماً أو مضافاً إلى ما فيه (أل) أو مضافاً إلى اسم مضاف إلى ما
فيه (أل) نحو : جاء المُكرما سعدٍ ـ والمُكرِمُو سعيدٍ ـ والدارسُ النحو ـ والقارئ
كتاب الصرف.
وحكم المضاف في الإضافة اللفظية أن يكون
(وصفاً) دالاً على زمان الحال أو الاستقبال وأن يُضاف إلى معموله أي: إلى فاعله أو
مفعوله في المعنى.
والمراد بالوصف هنا: اسم الفاعل ـ واسم
المفعول ـ والصفة المشبهة ـ وصيغ المبالغة، نحو : هذا ناصرُ الضعيف ـ وشريف الطباع
ـ وهذان مطلوبا الجنود ـ وهؤلاء قَهَّارو الأعداء.
والمضاف في هذه الإضافة يستمر نكرة، ولو
أضيف إلى معرفة ولذلك جاز وصف النكرة به، نحو : هذا عارضٌ ممطرنا.
__________________
(المبحث الثالث)
(في ما يلزم الإضافة)
من الأسماء ما يلزم الإضافة فلا ينفك
عنها، وهو على نوعين: ما يلزم الإضافة إلى المفرد ـ وما يلزم الإضافة إلى الجملة.
فالأسماء التي تلزم الإضافة إلى المفرد
نوعان:
أولهما: ما لا يجوز قطعه عن الإضافة
مطلقاً وهو : (عند ـ ولدي ـ ولدُن ـ وبينَ ـ ووسط) (وهي ظروف) و (شبهٌ ـ ومثل ـ ونظير
ـ وقابٌ ـ وكلا ـ وكلتا ـ وسوى ـ وغير ـ وذو ـ وذات ـ وذووا ـ وذواتُ ـ وأولو ـ ووأولات
ـ وقُصارى ـ وجُمادى ـ وسبحان ـ ومعاذَ ـ ووَحْد ـ وسائر ـ وأولَى ـ ولبيك ـ وسعديك
ـ وحنانيك ـ ودواليك ـ ولعمرُ) (وهي غير ظروف).
والثاني: ما يجوز قطعهُ عن الإضافة
(لفظاً) لا معنىً، وهو : (أولُ ـ ودون ـ وفوق ـ وتحت ـ ويمين ـ وشمال ـ وأمام ـ وقُدام
ـ وخلف ـ ووراء ـ وتلقاء ـ وتجاه ـ وإزاء ـ وحذاء ـ وقبل ـ وبعد ـ ومع) (وهي
ظروفٌ) و (كُل ـ وبعض ـ وغير ـ وجميع ـ وحسبُ ـ وأيّ (وهي غير ظروف).
أما (كل ـ وبعض ـ وجميع ـ ومع ـ وأي)
فيجوز أن تُقطع
__________________
عن الإضافة (لفظاً)
فيكون المضاف إليه منوناً، وتُعرب منونة نحو : كلٌّ يموت أي: كلُّ أحدٍ ـ وفضَّلنا
بعضهم على بعض أي على بعضهم ـ وجاء القوم جميعاً، أي: جميعهم ـ وذهبوا معاً، أي:
مع بعضهم ـ وأيا تُكرمْ أكرِم، أي: أيّ رجلٍ.
و (قبل ـ وبعد ـ ودون ـ وأول) والجهات
الست ـ وحسبُ ـ وغير، سبق الكلام عليها.
وما دل من هذه الأسماء على المغايرة
(كغير ـ وسوى) أو على المماثلة (كمثل ـ وشبه ـ ونظير) لا يتصرف بإضافته إلى
المعرفة لتوغله في الإبهام ـ ولذلك صح أن تُنعت به النكرة نحو : رأيت رجلاً غير سعيد
ـ ومررت بامرأة مثل سعاد.
(المبحث الرابع)
(في الأسماء التي
تلزم الإضافة إلى الجملة)
وهي: (إذ ـ وحيث ـ وإذا ـ ولما ـ ومُذ ـ
ومنذ)
(فإذا ـ وحيث) تُضافان إلى الجمل
الفعلية والإسمية على تأويلها بالمصدر، نحو : جئت إذ جاء سليمٌ ـ وذهبتُ إذ القومُ
لاهون
__________________
وجلستُ حيث جلسَ أخوك
ـ وانزل حيث صديقك نازلٌ.
و (إذا ـ ولما) تُضافان إلى الجمل
الفعلية، ولا تستعمل الثانية منهما إلا مع الماضي، نحو : إذا زرتني أكرمتك ـ ولما
تكلم الأستاذ أصغينا.
و (مذ ـ منذ) إذا كانتا ظرفين تضافان
إلى الجمل الفعلية والإسمية، نحو : ما رأيته مُذ سافر القومُ ـ وما اجتمعنا منذ
غاب رفقاؤنا.
وإذا رفع بعدهما اسمٌ مفردٌ تُقطعان عن
الإضافة ويرفع المفرد بعدهما خبراً عنهما فتقول: ما رأيته مذ يومان ـ أو يجر بهما
باعتبارهما حرفي جرٍ.
والمبهم المتصرف من ظروف الزمان تجوز
إضافته إلى الجملة. نحو : زرتك يوم جاء أخوك ـ وأقبلتُ حين القوم منصرفون.
(المبحث الخامس)
(في بعض أحكام
الإضافة)
يكتسب المضاف من المضاف إليه التذكير أو
التأنيث فيعامل
__________________
معاملته، بشرط أن
يكون المضاف صالحاً للاستغناء عنه وإقامة المضاف إليه مقامه، نحو : قُطعت بعض
أصابعه ـ والأولى مُراعاً لمضاف فتقول: قُطع بعض أصابعه.
ولا يُضاف اسمٌ إلى مردافه إلا إذا كانا
علمين، نحو : محمد سعيدٍ.
ولا يُضاف موصوفٌ إلى صفته
وأما نحو : دارُ الآخرةِ فهو على تقدير محذوفٍ قد وصف بهذه الصفة، أي: دار الحياة
الآخرة.
وقد يحذف المضاف ويقام المضاف إليه
مقامه ويُعطى إعرابه عند أمن اللبس، نحو : واسأل القرية التي كنا فيها، أي: واسأل
أهل القرية.
واعلم أنه قد يكون في الكلام اسمان
مضافان، اثنان متماثلان في (اللفظ والمعنى) وأحدهما معطوفٌ على الآخر، فيُحذف
الثاني منهما استغناءً عنه بالأول، نحو : ما كلُّ سوداء تمرةً ـ ولا بيضاء شحمةً،
أي: ولا كل بيضاء شحمة.
واعلم أيضاً أنه قد يكون في الكلام
اسمان مضافٌ إليهما متماثلان في (اللفظ والمعنى) وأحدهما معطوفٌ على الآخر، فيحذف
الأول منهما استغناءً عنه بالثاني، نحو : جاء شقيقُ وشقيقةُ حسنٍ، والأصل شقيقُ
حسنٍ وشقيقتهُ، وهو أولى.
__________________
(نموذج إعراب على
الإضافة وأنواعها)
وكُلُّ شديدةٍ نزلتْ بقوم
|
|
سيأتي بعد شدتها رخاءُ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
وكل
شديدة
|
الواو
حرف بحسب ما قبله، كل مبتدأ مرفوع بالضمة، شديدة مضاف إليه مجرور بالكسرة.
|
نزلت
|
نزل
فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث حرف، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هي،
والجملة من الفعل والفاعل في محل جر صفة لشديدة.
|
بقوم
|
جار
ومجرور متعلقان بالفعل نزل.
|
سيأتي
|
السين
للتفنيس حرف، يأتي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.
|
بعد
|
ظرف
زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل يأتي.
|
شدتها
|
شدة
مضاف إليه مجرور بالكسرة وها مضاف إليه مبني على السكون في محل جر.
|
رخاء
|
فاعل
مرفوع بالضمة والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.
|
(الباب الثامن في
التوابع)
التابع هو ما يتبعُ ما قبله في إعرابه،
فيرفع أو ينصبُ أو يُجر بسبب رفع ما قبله أو نصبه أو جره.
والتوابع أربعةٌ: النعتُ ـ والتوكيد ـ والبدل
ـ والعطف.
وفي هذا الباب مباحث.
(المبحث الأول في
النعت)
النعت تابعٌ يُبين بعض أحوال متبوعه
ويُكمله بدلالته على معنىً فيه، نحو : جاء الرجلُ الأديب، ويقال له (النعت
الحقيقي) أو يبين بعض أحوال ما يتعلق بمتبوعه نحو : جاء الرجلُ الحسنُ حظه، ويقال
له (النعت السببي).
ولا يكون المنعوتُ إلا اسماً ظاهراً.
فإن كان معرفةً كان النعتُ فيه للإيضاح
(وهو التفرقة بين المشتركين في الاسم) نحو : جاء يوسف التاجر.
وإن كان نكرة كان النعتُ فيه للتخصيص:
(وهو تقليل الاشتراك) نحو : زارني رجلٌ عالمٌ.
والأصل في النعت أن يكون مُشتقاً لكي
يتحمل ضميراً يعود إلى المنعوت، والمراد بالمشتق ما دل على حدثٍ وصاحبه، وذلك:
كاسم
__________________
الفاعل ـ واسم
المفعول ـ والصفة المشبهة ـ وأفعل التفضيل.
وقد يأتي النعت اسماً جامداً مُشبهاً
للمشتق في المعنى، نحو : (عندي رجلٌ أسدٌ) أي: شجاعٌ، وقد يكون جملة فعلية أو
إسمية.
وحكم النعت مطلقاً أن يتبع منعوته في
الرفع أو النصب أو الجر ـ وفي التعريف أو التنكير، فإن كان (حقيقياً) تبعه أيضاً
في التذكير أو التأنيث وفي الإفراد أو التثنية أو الجمع، فتقول: جاء الرجلُ
الفاضلُ ـ ورأيت الرجلين الفاضلين ـ ومررتُ بامرأةٍ فاضلةٍ، وهلم جرا. وإن كان
(سببياً) غير متحملٍ لضمير المنعوت لزم الإفراد
__________________
مطلقاً ولو كان
مرفوعه مثنى أو جمعاً ورُوعيَ في تذكيره وتأنيثه ما بعده، فهو (كالفعل مع الاسم
الظاهر) فتقول: جاء سعدٌ الصائبة آراؤهُ ـ ورأيتُ هنداً الثاقبَ فكرُها ـ وأُنشئت
على ضفاف النيل حدائق جميلٌ منظرها.
ونحو : جاء الرجل الكريم أبوه ـ والرجلان
الكريم أبوهما ـ والرجال الكريمة أمهم ـ والرجلان الكريمة أمهما ـ والنساء الكريم
أبوهن.
أما النعت السببي الذي يتحمل ضمير
المنعوت فيطابق منعوته في كل ما يطابقه فيه النعت الحقيقي، فتقول: جاء الرجلان
الكريما الأب ـ والنساء الكريمات الأب ـ والرجال الكرام الأب .. وهلم جرا.
ويأتي النعت أيضاً جملة إسمية أو فعلية
بشرط أن تكون خبرية
__________________
مشتملة على ضميرٍ
يعود إلى المنعوت، غير مقترنة بالواو ، نحو : ما طاب فرعٌ أصله خبيثٌ.
ولا تقع الجملة نعتاً للمعرفة، وإنما
تقع نعتاً للنكرة على تأويل الجملة بالنكرة، نحو : جاءني رجلٌ يحمل كتاباً، أي:
حاملٌ كتاباً.
وقد يقع شبه الجملة (أي الظرف والجار
والمجرور) نعتاً، ولكن النعت في الحقيقة إنما هو متعلق الظرف أو حرف الجر المحذوف،
نحو : رأيت رجلاً على جواده، أي: كائناً على جواده.
ويجوز قطع النعت عن التبعية لما قبله،
فيرفع على أنه خبرٌ لمبتدأ محذوف، نحو : (هو) أو يُنصبُ مفعولاً به لفعلٍ محذوف
تقديره (أعني) والغالب أن يُفعل ذلك بالنعت الذي يُؤتى به لمجرد المدح أو الذم أو
الترحم، نحو : (الحمد لله العظيمُ ـ أو العظيمَ) و (أحسِنْ إلى فلانٍ المسكينُ أو
المسكينَ) وذلك بشرط ألا يكون ذكر النعت لازماً للمنعوت ـ كما ذُكر سابقاً.
__________________
وإذا اختلف العاملان أو عملهما يجب قطعُ
نعت معموليهما الشامل لهما، نحو : (كافأت خالداً ـ وأثنيت على بكرٍ المجهتدان أو
المجتهدين بالقطع إلى الرفع أو إلى النصب وإذا اختلف العملُ والعامل واحدٌ وجب
القطع أيضاً، نحو : خاصم خليلٌ عمراً التاجران أو التاجرين).
ويجوز الفصلُ بين النعت والمنعوت نحو :
(وإنه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ) ما لم يكن النعت لمُبهمٍ نحو : (مررت بهذا الكريم)
فيمتنع الفصل.
ويُفصل بين النعت والمنعوت (بلا ـ وإما)
فيلتزم تكرارهما بين النعوت التالية معطوفتين بالواو نحو : (هذا يومٌ لا حارٌّ ولا
باردٌ) و (لكل نفسٍ أجلٌ إما قريبٌ وإما بعيدٌ).
وإذا تعددت النعوت وكانت واحدةً في
(اللفظ والمعنى) يُستغنى بالتثنية أو الجمع عن التفريق بالعطف، نحو : (جاء شوقي
وحافظ الشاعران) أو (جاء الرجال الفضلاء) وإذا اختلفت (معنىً ولفظاً)
__________________
وجب التفريق فيها
بالعطف بالواو ، نحو : (جاءني رجلان كاتبٌ وشاعرٌ) و (جاءني ثلاثة رجالٍ كاتبٌ ـ وشاعرٌ
ـ وفقيهٌ).
ويكثر حذفُ المنعوت إذا ظهر أمرُهُ
ظهوراً يُستغنى معه عن ذكره، نحو : (عندهم قاصرات الطرف عينٌ) أي: نساء قاصراتُ
الطرف.
ويقل حذف النعت، نحو : منَّا ظعنَ ـ ومنا
أقَامَ، أي: منا فريقٌ ظعنَ ـ ومنا فريقٌ أقام.
ويحذف كل من المنعوت والنعت معاً، نحو :
لا يموتُ فيها ولا يحيا، أي: حياة نافعة (إذ لا واسطة بين الموت ومطلق الحياة).
(أجب عن الأسئلة
الآتية)
ما هو النعت الحقيقي والسببي وما الفرق
بينهما؟ هل كل لفظ يقع نعتاً؟ ما هو حكم كل من المنعوت والنعت؟ متى يطابق النعت
منعوته؟ مثِّل للنعت المفرد والجملة وشبه الجملة؟ متى يجب قطع النعت؟ هل يجوز
الفصل بين النعت والمنعوت؟ ما هو حكم النعوت إذا تعددت؟ متى يجوز حذف المنعوت أو
حذف النعت أو حذفهما معاً؟
«فاضلٌ ـ أو فاضلا»
__________________
(نموذج إعراب قول
الشاعر)
إنِّي نظرتُ إلى الشعوب فلم أجدْ
|
|
كالجهل داءً للشعوب مُبيد
|
الكلمة
|
إعرابها
|
إني
|
إن
حرف توكيد ونصب، والياء اسمها مبني على السكون في محل نصب
|
نظرت
|
نظر
فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعل مبني على الضم في محل رفع والجملة من
الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن.
|
إلى
الشعوب
|
جار
ومجرور متعلقان بنظر.
|
فلم
|
الفاء
حرف عطف مبني على الفتح ـ لم حرف نفي وجزم وقلب مبني على السكون.
|
أجد
|
فعل
مضارع من أفعال اليقين مجزوم بالسكون، والفاعل مستتر وجوباً تقديره أنا.
|
كالجهل
|
جار
ومجرور متعلقان بمحذوف مفعول به ثان مقدم لأجد.
|
داء
|
مفعول
به أول منصوب بالفتحة.
|
للشعوب
|
جار
ومجرور متعلقان بمبيد.
|
مبيدا
|
صفة
لداء منصوبة بالفتحة الظاهرة.
|
(المبحث الثاني في
التوكيد)
التوكيد تابعٌ يُقرر متبوعه ويرفع توهم
غير الظاهر من الكلام باحتمال التجوُّز ـ أو السهو ، وهو نوعان: لفظيٌ ـ ومعنويٌ.
فالتوكيد اللفظي: يكون بإعادة اللفظ
الأول بعينه أو بمرادفه وهو يشمل الاسم (ظاهراً) نحو : جاء الأميرُ الأميرُ ـ والصابرون
الصابرون هم الفائزون
أو (ضميراً) نحو : (جئتُ أنا) والفعل نحو : (سقطت سقطت بابلُ) والحرف نحو : (لا لا
أبوحُ بالسر)، والجملة نحو (:
(ظهر الحق ظهر الحق) والمرادف نحو :
(فاز انتصر الجيش) ونحو : أنت بالخير حقيقٌ قَمِنٌ.
والتوكيد المعنوي: يكون لتوكيد النسبة
(بالنفس والعين) مُضافتين إلى ضمير المؤكد، نحو : (جاء القاضي نفسه) وابنةُ الأمير
عينها) ويكون لتوكيد الشمول (بكلٍّ ـ وكلا ـ وكلتا ـ وجميع ـ وعامةً)
مُضافات إلى ضمير المؤكد أيضاً (وبأجمع)
مُفردة، فيقال: (جاء القومُ كلهم ـ والرجلان كلاهما ـ والمرأتان كلتاهما ـ والتلاميذ
جميعهم ـ وأحسنتُ إلى فقراء البلدة عامتهم ـ ولقيت الجيش أجمع).
(فالنفس والعين) يُؤتى بهما لتثبيت
مضمون الكلام ويؤكد بهما المفرد وغيره مذكراً ومؤنثاً على الإطلاق غير أنهما
تفردان مع المفرد وتجمعان مع المثنى والمجموع في الأفصح، فيقال: (جاء الرجل
__________________
نفسه أو عينه وجاء
التلميذان أنفسهما ـ أو أعينهما ـ وجاء الأساتذة أنفسهم ـ أو أعينهم).
(وكلا ـ وكلتا) تُؤكدان المثنى ـ فالأولى
للمذكر منه، والثانية للمؤنث منه، نحو : (جاء الرجلان كلاهما والمرأتان كلتاهما).
(وكلُ ـ وجميع ـ وعامة ـ وأجمع) يؤتى
بها لتدل على الشمول وعدم خروج بعض الأفراد، وهي تؤكد المجموع، والمفرد المتجزئ
باعتبار ذاته أو باعتبار عامله، أو باعتبارهما معاً، نحو : بِرَّ والديك كلاهما ـ وصُنْ
يديك كلتيهما عن الأذى ـ يضيعُ الجاهل زمانه كله في اللعب ـ وسافر الجيش جميعه.
وإذا أريد تقوية التوكيد يُؤتى بعد كلمة
(كل) بكلمة (أجمع) مُتصرفة بحسب متبوعها، فيقال: (جاء الجيش كله ـ أجمعُ ـ والكتيبة
كلها ـ جمعاء، والمؤمنون كلهم ـ أجمعون، والمؤمنات كلهن ـ جُمَعُ).
وقد يؤكد (بأجمع) وفروعها، وإن لم يتقدم
لفظ كل، نحو : (لأغوينهم أجمعين).
__________________
ولا يجوز توكيد النكرة إلا إذا كان
المؤكد للشمول والمؤكد محدوداً بحيث يكون التوكيد مفيداً، نحو : (صمتُ أسبوعاً
كله).
وإذا أريد توكيد الضمير المرفوع المتصل
أو المستتر (بالنفس أو العين) وجب توكيده أولاً بالضمير المنفصل، فتقول: (جاء هو
نفسه) و (ذهبت أنا نفسي).
وأما الظاهر فيمتنع فيه الضمير، نحو :
سافر المحمدون أنفسهم.
__________________
(نموذج إعراب قول الشاعر)
تَرَفَّقْ أيها المولى عليهم
|
|
فإن الرفق بالجاني عتابُ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
ترفق
|
فعل
أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل مستتر وجوباً تقديره أنت
|
أيها
المولى
|
أي
منادى مبني على الضم في محل نصب، وها للتنبيه حرف والمولى صفة لأي مرفوع بالضمة
المقدرة على الألف للتعذر تبعاً للفظ أي.
|
عليهم
|
جار
ومجرور متعلقان بترفق.
|
فإن
الرفق
|
الفاء
للتعليل حرف، إن حرف توكيد ونصب، الرفق اسم إن منصوب بالفتحة.
|
بالجاني
|
الباء
حرف جر، الجاني مجرور بالكسرة المقدرة على الياء للثقل، والجار والمجرور متعلقان
بالرفق.
|
عتاب
|
خبر
إن مرفوع بالضمة.
|
الكلمة
|
إعرابها
|
(المبحث الثالث في
البدل)
البدل: هو التابع المقصود وحده بالحكم
بغير واسطة عاطف ممهدٌ له بذكر اسم قبله غير مقصودٍ، وإنما يُذكرُ المتبوع توطئةً
التابع الذي يكون كالتفسير بعد الإبهام، نحو : (جاء الأمير عمر).
والبدل أربعة أقسام: بدل الكل من الكل،
وبدل البعض
__________________
من الكل، وبدل
الاشتمال، وبدل الغلط أو النسيان.
فبدل الكل من الكل (ويسمى البدل
المطابق): هو ما كان فيه التابع عين المتبوع، نحو : اهدنا الصراط المستقيم صراط
الذين ـ فصراط الثاني بدلٌ من الأول بدل مطابق (أي بدل الشي مما يُطابق معناه).
وبدل البعض من الكل: هو ما كان فيه
التابع جزءاً من المتبوع كله، نحو : (طاب أخوك قلبه) فإن القلب هو جزء من الأخ
ولابد من اتصاله بضمير (مذكورٍ أو مُقدرٍ) يرجع إلى المبدل منه.
وبدل الاشتمال: هو ما كان فيه التابع من
مشتملات المتبوع وليس جزءاً منه، نحو : (نفعني المعلم علمهُ، فإن المعلم مُشتملٌ
على العلم وغيره، ونحو : أطربني البلبل صوته ـ ويسَعُك الأمير عفوه، ولابد أيضاً
من اشتماله على ضميرٍ كسابقه.
وبدلُ الغلط أو النسيان: هو ما ذكر
ليكون بدلاً من اللفظ الذي سبق ذكره خطأ باللسان أو بالفكر، نحو : اشتريت سيفاً
رمحاً ـ وأعط السائل ثلاثة ـ أربعة، ونحو : أعطني القلم ـ الورقة، وهو لا يقع في
كلام البلغاء.
واعلم أن بدل البعض، وبدل الاشتمال
يحتاجان إلى ضمير يربطهما
__________________
بالمبدل منه، إما
لفظاً، نحو : (بعثُ الدار نصفها ـ وأعجبني أخوك ثوبه) وإما تقديراً، نحو : (ولله
على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً) أي: من استطاع منهم.
وإذا ضمن المُبدل منه حرف شرطٍ، أو حرف
استفهام يظهرُ ذلك الحرف مع البدل أيضاً، نحو : «ما تصنع إن خيراً وإن شراً، تجز
به» و «ما تطلبُ أقلاماً ـ أم ورقة؟».
ولا تُشترط مطابقة البدل للمبدل منه في
التعريف والتنكير وتجب في غيرهما فتبدل المعرفة من المعرفة، نحو : أقبلَ الزعيمُ
سعدٌ، وتبدل المعرفة من النكرة، نحو : «الاسم قسمان، الجامدُ والمشتق» والنكرة من
المعرفة، نحو : (زارني إبراهيم رجلٌ كريمٌ) والظاهرُ من المضمر الغائب، نحو :
(أحببته حديثه) ومن الضمير المخاطب أو المتكلم على شرط أن يكون بدل بعضٍ أو بدل
اشتمالٍ نحو : (أعجبني علمك) (ولا يُبدل المضمر من المضمر، ولا المضمر من الظاهر
في الصحيح)، ويجوز (العكس) وهو إبدال الظاهر من الضمير (لغائب أو
__________________
متكلم أو مخاطب) بشرط
أن يكون بدل بعض كما سبق.
ويبدل الفعل من الفعل (بدل كلٍ من كل)
نحو : حدثنا فلانٌ قال ـ وتبدل الجملة من الجملة إن كانت الثانية أبين من الأولى
نحو : أمدكم بما تعلمون، أمدكم بأنعام وبنين، وقد تُبدلُ الجملة من المفرد، نحو :
عرفتُ صديقك ابن من هو ـ والمفرد من الجملة نحو : قلت لا إله إلا الله كلمة
الإخلاص.
ويبدلون مما سقط من الكلام أيضاً، نحو :
(لم يقم إلا سليمٌ) أي: لم يقم أحدٌ إلا سليمٌ.
(تنبيهات)
الأول: عطف البيان لا يكون مضمراً ولا
تابعاً لمضمر.
الثاني: عطفُ البيان يوافق متبوعه
تعريفاً وتنكيراً.
الثالث: لا يكون عطف البيان فعلاً
تابعاً لفعل.
الرابع: ليس عطفُ البيان في التقدير من
جملة أخرى.
الخامس: لا يُنوى إحلاله محل الأول،
بخلاف البدل في جميع ذلك.
السادس: إذا اجتمعت التوابع قُدِّم منها
النعت، ثم البيان، ثم التوكيد ثم البدل، ثم النسق.
(نموذج إعراب)
ولا يَغُرنك صفوٌ أنت شاربُهُ
|
|
فربما كان بالتكدير مُمتزجا
|
الكلمة
|
إعرابها
|
ولا
|
الواو
حرف بحسب ما قبله، لا حرف نهي وجزم.
|
يغرنك
|
يغر
فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم ونون التوكيد
حرف، والكاف مفعول به مبني على الفتح.
|
صفو
|
فاعل
مرفوع بالضمة.
|
أنت
شاربه
|
أنت
مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع، شارب خبر المبتدأ مرفوع بالضمة، والهاء مضاف
إليه مبني على الضم في محل جر والجملة في محل رفع صفة لصفو.
|
فربما
|
الفاء
للتعليل حرف، رب حرف تقليل وجر، وما كافة عن العمل حرف.
|
كان
|
فعل
ماض ناقص مبني على الفتح واسم كان مستتر جوازاً تقديره هو يعود على صفو.
|
بالتكدير
|
جار
ومجرور متعلقان بممتزج.
|
ممتزجا
|
خبر
كان منصوب بالفتحة.
|
(المبحث الرابع في
عطف البيان)
عطف البيان تابعٌ جامدٌ يشبه النعت في
إيضاح متبوعه إن كان معرفة وفي تخصيصه إن كان نكرة بنفسه، لا بمعنى في متبوعه
ولا في
__________________
سببه، نحو : جاء
صاحبك عثمان.
ويجب في عطف البيان أن يوافق متبوعه في
أنواع الإعراب والتذكير أو التأنيث والتعريف أو التنكير والإفراد أو التثنية أو
الجمع.
وكل ما كان من عطف البيان يصح أن يحل
محل المعطوف عليه، وهو يقبل الطرح للاستغناء عنه، جاز أن يكون (بدل كل) منه نحو :
يا أخي عبدالله.
__________________
(نموذج إعراب قول
الشاعر)
وإذا طلبتَ إلى كريمٍ حاجةً
|
|
فلقاؤهُ يكفيك والتسليمُ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
وإذا
|
الواو
حرف بحسب ما قبله، إذا ظرف للزمان المستقبل مبني على السكون في محل نصب.
|
طلبت
|
طلب
فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل، وجملة
طلبت في محل جر بإضافة إذا إليها.
|
إلى
كريم
|
جار
ومجرور متعلقان بطلب.
|
حاجة
|
مفعول
به منصوب بالفتحة.
|
فلقاؤه
|
الفاء
واقعة في جواب إذا ـ لقاء مبتدأ مرفوع بالضمة، والهاء مضاف إليه مبني على الضم
في محل جر بالإضافة.
|
يكفيك
|
يكفي
فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء للثقل. والفاعل مستتر جوازا تقديره هو
يعود على لقاء. والكاف ضمير مبنى على الفتح في محل نصب مفعول به. والجملة من
الفعل والفاعل في محل رفع خبر لقاء.
|
والتسليم
|
الواو
حرف عطف. التسليم معطوف على لقاء (مبتداء) مرفوع بالضمة. والخبر محذوف دل عليه
ماقبله. والتقدير والتسليم يكفيك
|
__________________
(المبحث الخامس في
عطف النسق)
عطفُ النسق تابعٌ يتوسط بينه وبين
متبوعه أحدُ الأحرف العاطفة، نحو : (جاء المعلم والرئيس ـ وقرأتُ الدرسَ وكتبتهُ).
وأحرف العطف تسعة وهي: (الواو ـ والفاء
ـ وثم ـ وحتى ـ وأو ـ وأم ـ وبل ـ ولا ـ ولكن).
وأحرف العطف تنوب عن تكرار عامل المعطوف
عليه مع المعطوف، على أنها منها ما يفيد اشتراك المتعاطفين في اللفظ والمعنى وهو
(الواو ـ والفاء ـ وثم ـ وحتى) نحو : (جاء سعدٌ وسعيدٌ) ومنها
__________________
ما يفيد اشتراكهما في
اللفظ فقط وهو (بل ـ ولا ـ ولكن) نحو : (جاء سليمٌ لا خليلٌ) وأما (أم ـ وأو)
فتفيدان تارة اشتراكهما في اللفظ والمعنى وتارة اشتراكهما في اللفظ فقط.
والعطف لا يستلزم الوفاق بين المتعاطفين
إلا في الإعراب فقط. وأما في يغيره فيجوز اختلافهما فتعطف النكرة على المعرفة نحو
: (جاء سعدٌ ورجلٌ) والمضمر على الظاهر نحو : (جاء سليمٌ وأنا) والظاهر على
المضمير المنفصل نحو : (ما جاء إلا أنت وسعيدٌ) غير أن الضمير المتصل المرفوع
والضمير المستتر لا يعطفُ عليهما إلا بعد توكيدهما بالضمير المنفصل، نحو : (جئت
أنا وزيدٌ ـ وقُم أنت وعمروٌ) أو بعد أن
__________________
يفصل بين المعطوف
والمعطوف عليه فاصلٌ، نحو : (ما أشركنا ولا آباؤنا) وإذا عُطف على الضمير المجرور
وجب إعادة الجار حرفاً كان أو اسماً، نحو : (فقال لها وللأرض) ونحو : (مررت بك
وبسعيد).
ويعطف الفعل على الفعل بشرط أن يتحدا
زماناً سواء اتفقا في الصيغة، نحو : (قام وقعد) و (ينظمُ وينثرُ) أم اختلفا، نحو :
(إن اجتهد أخوك نجح ويتقدمُ) ويعطف الاسم على الفعل وبالعكس بشرط أن يكون الاسم
مشتقاً ليصح تأويله بالفعل أو تأويل الفعل باسم مشتقٍ، نحو : (هذا كاتبٌ ويقرأ ـ أو
يقرأ وكاتبٌ) وتُعطف الجملة على المفرد وبالعكس بشرط صحة تأويل الجملة بمفرد، نحو
: (أخوكَ عالمٌ وقدرهُ رفيعٌ ـ أو قدرهُ رفيعٌ وعالمٌ).
ويقع العطف بين الجملتين بشرط اتفاقهما
في الخبرية والإنشائية على أنه يُستحسن اتفاقُ الجمل المتعاطفة في الإسمية
والفعلية نحو : (زيدٌ قائمٌ وعمروٌ قاعدٌ) و (قام زيدٌ وقعد عمروٌ).
(تنبيه)
يجوز حذف العاطف وحده،كقول الشاعر:
كيف أصبحت كيف أمسيت مما
|
|
يغرسُ الودَّ في فؤادِ الكريمِ
|
أي: وكيف أمسيت (وهو قليلٌ).
__________________
(نموذج إعراب قول
الشاعر)
قَدْ يُدركُ المرء بعد اليأس حاجته
|
|
وقد يُبدَّلُ بعد القلة العددا
|
الكلمة
|
إعرابها
|
قد
يدرك المرء
|
قد
حرف تقليل، يدرك فعل مضارع مرفوع بالضمة، المرء فاعل مرفوع بالضمة.
|
بعد
اليأس
|
بعد
ظرف زمان متعلق بيدك منصوب بالفتحة، اليأس مضاف إليه مجرور بالكسرة.
|
حاجته
|
حاجة
مفعول به منصوب بالفتحة، والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر.
|
وقد
يبدل
|
الواو
حرف عطف، قد حرف تقليل، يبدل فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة، ونائب الفاعل
مستتر جوازاً تقديره هو يعود على المرء.
|
بعد
القلة
|
بعد
ظرف زمان متعلق بيدرك منصوب بالفتحة القلة مضاف إليه مجرور بالكسرة.
|
العددا
|
مفعول
به ثان منصوب بالفتحة والألف للإطلاق حرف.
|
(الباب التاسع)
(في عمل شبه الفعل
والفعل الجامد واسم الفعل)
اعلم أولاً أن الفعل قسمان: مُتصرفٌ
وجامدٌ، فالمتصرف ما اختلفت بنيته لاختلاف زمانه (كجلس) والجامد ما لزم بناءً
واحداً (كنعمَ ـ وبئسَ).
ولابد لكل فعل سواء كان متصرفاً أو
جامداً من عملٍ في معمولٍ ملفوظٍ به، نحو : (قام سليمٌ) أو مُقدرٍ نحو : (جاء الذي
ضربتُ) أي: ضربته أو مستترٍ، نحو : (قُم) أي: أنت.
والفعل المتصرف أقوى على العمل، فهو
يعمل محذوفاً، نحو : (حمداً لله) أي: أحمد حمداً ـ ومؤخراً، نحو : (سليماً ضربتُ).
وأما الجامد فلابد من ذكره وتقديمه على
المعمول، نحو : (ما أجمل الربيع) ولا يجوز حذفه ولا تأخيره ولا فصله عن معموله.
وما تضمن معنى الفعل من الأسماء وهو :
المصدر واسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة وصيغ المبالغة وأفعل التفضيل:
يعمل عمل فعله إذا وقع موقعه ويقال له (شبه الفعل).
واسم الفعل يعمل عمل الفعل الذي سُمي به
مستوياً معه إلا في رفع الضمير البارز
وفي هذا الباب مباحث.
__________________
(المبحث الأول في
المصدر)
المصدر: هو ما دل على الحدث مُجرداً من
الزمن، وهو أصلُ جميع المشتقات.
ويكون لجميع الأفعال التامة التصرف،
مجردة كانت أومزيدة.
أما مصدر الثلاثي: فله أوزانٌ كثيرة
تعرف بالسماع
والرجوع إلى كتب اللغة، نحو : فَهْم ـ وقيام ـ وعِلْم.
فإن لم يُسمع للفعل مصدرٌ، فيمكن مراعاة
الضوابط الغالبية الآتية:
أولاً: ما دل على حرفة أن يكون على وزن
(فعالة) كتجارة وكتابة.
ثانياً: ما دل على امتناع أن يكون على
وزن (فعال) كشراد وإباء.
ثالثاً: ما دل على اضطراب أن يكون على
وزن (فعلان) كغليان ـ وجولان ـ وطيران ـ وخفقان.
رابعاً: ما دل على داء أن يكون على وزن
(فُعَال) كصُداع ـ وزكام.
خامساً: ما دل على سير أن يكون على وزن
(فَعيل) كرحيل ـ وذميل.
سادساً: ما دل على صوت أن يكون على وزن
(فُعَال) أو (فعيل) كصراخ ـ وزئير.
سابعاً: ما دل على لون أن يكون على وزن
(فُعْلَة) كحُمْرَة
__________________
وخُضرة، فإن لم يدل
المصدر على شيءٍ من ذلك يأتِ غالباً:
١ ـ مصدر (فَعُل) المضموم العين على وزن
(فُعُولة) بضم الفاء والعين أو (فَعَالة) بفتح الفاء أو (فَعَل) كسهولة ونباهة
وفصاحة وكرم.
٢ ـ ومصدر (فَعِلَ) اللازم المفتوح
الفاء المكسور العين على وزن (فَعَل) بفتح الفاء والعين كفرح وعطش وعرج.
٣ ـ ومصدر (فَعَلَ) اللازم أيضاً
المفتوح العين على وزن (فُعُول) بضم الفاء والعين كجلوس ـ وقعود ـ وخروج.
ما لم يكن مُعتل العين فإن مصدره يكون
إما على (فَعْل) كنوم وصوم أو (فِعَال) كقيام وصيام.
٤ ـ ومصدر المتعدي منهما على وزن
(فَعْل) بفتح الفاء وتسكين العين كضرب ـ ونصر ـ وفهم ـ وفتح.
وأما مصادر الرباعي فقياسيةٌ، ولها
أربعة أوزانٍ تختلف باختلاف صيغ الأفعال:
الأول: (إفعال) لما كان على وزن (أفعل)
نحو : أحسن إحساناً وتحذف منه ألفُ إفعال في الأجوف ويعوض عنها بتاء في الآخر نحو
: أقام إقامة.
والثاني: (تفعيل) لما كان على وزن (فعل)
نحو : علم تعليماً ولكن تُحذف منه ياء التفعيل، ويعوض عنها بتاء في آخر المعتل
اللام وجوباً نحو : زَكّى تزكية ـ وغالباً في مهموزها (هنأ تهنئة).
ونادراً في غيرهما نحو
: جرَّبَ تجربةً.
والثالث: (مُفاعلة ـ وفِعَال) لما كان
على وزن (فاعل) نحو : جادل مجادلة وجدالاً ـ وسابق سباقاً ومُسابقةً.
وإذا كان الفعل مثالاً يائياً تعينوزن
مفاعلة نحو : ياسر مُياسرةً.
والرابع: (فعللة) لما كان على وزن
(فعلل) نحو : سَربل سربلةً.
وأما مصادر الفعل الخماسي والسداسي
فقياسية أيضاً، وتكون على وزن ماضيه بضم ما قبل آخره، إن كان مبدوءاً بتاء زائدة،
نحو : تقدَّم تقدماً، ولكن تُقلبُ الألف ياءً ويُكسرُ ما قبلها من المعتل الآخر نحو
: ترجّى ترجياً وتُقلبُ هذه الألف همزة في غير ذلك إن سبقتها ألفٌ، نحو : إلجاء ـ انزواء
ـ اعتراء ـ استيلاء.
ويُكسر ثالثه
مع زيادة ألفٍ قبل آخره إن كان مبدوءاً بهمزةٍ نحو : انطلق انطلاقاً ـ واستفهم
استفهاماً.
(المبحث الثاني)
(في المصدر الميمي ـ وعمل
المصدر)
المصدر الميمي: مصدرٌ مبدوء بميم زائدة
في غير المفاعلة
__________________
ويكون من الثلاثي على وزن (مفعل) بفتح
العين، نحو : مَرْقَب ـ وملعب ـ ومذهب ـ ومرمى ـ ما لم يكن مثالاً واوياً صحيح
اللام محذوف الفاء في المضارع فتكسر العين
نحو : موعِد ـ وموضِع.
ومن غير الثلاثي على وزن اسم مفعوله، نحو
: مُنطلق ـ ومستفهم ـ وقد تزاد على صيغة المصدر الميمي تاء في آخره.
ويعملُ المصدر عمل فعله تعدياً ولزوماً
ـ سواء كان مُحلى بأل أو مضافاً أو مجرداً منهما، نحو : ولولا دفع اللهِ الناس
بعضهم ببعض لفسدت الأرض ـ وهوحسن التربية أبناءهُ ـ وتركا الإهمال.
وإضافته إلى فاعله أكثرُ من إضافته إلى
مفعوله، نحو : شُكرك المنعم واجبٌ ـ وخدمتك وطنك فخرٌ لك.
وشرط عمله: إما نيابته عن فعله، نحو :
سعياً في الخبر، فسعياً ناب عن فعل الأمر، وهو : اسعَ وإما صحة تقديره بأن والفعل
الماضي أو المستقبل أو بما والفعل الحالي بحيث يصح أن يحل محله الفعل المقترن بأن
أو ما المصدريتين نحو : تُعجبني مُصاحبتك الأدباء.
اعشيشاباً ـ واستوفى اسيفاءً ـ وتحذف ألف من الاستفعال ويعوض عنها تاء في آخر
الأجوف نحو : استقام استقامة ـ واستفاد استفادة.
__________________
(المبحث الثالث في
اسم المصدر وعمله)
اسم المصدر: هو ما دل على معنى المصدر،
ونقص عن حروف فعله بدون تقديرٍ للمحذوف، ولا تعويضٍ منه، نحو : عطاءٍ ـ ونباتٍ ـ وعونٍ
وصلاة ـ وسلام.
ويعمل اسم المصدر عمل المصدر في جميع
أحواله بشروطه السابقة، نحو : أنت كثير العطاء الناس ـ وبعشرتك الأدبك تُعدُّ
منهم.
أكُفراً بعد رَدّ الموت عني
|
|
وبعد عطائك المِئَةَ الرِّتَاعَا
|
(المبحث الرابع)
(في مصدري المرة
والهيئة والمصدر الصناعي)
اسم المرة:
مصدرٌ يدل على وقوع الحدث مرةً واحدة
__________________
نحو : أخذهُ أخذةً ـ ونظرهُ
نظرةً.
ويكون على وزن (فَعْلَةٍ) إذا كان الفعل
ثلاثياً ـ فإن كان غير ثلاثي كان على وزن المصدر بزيادة تاءٍ في آخره، نحو : انطلق
انطلاقةً ـ واستفهم استفهامة ـ فإذا كان المصدر مختوماً بالتاء في الأصل كانت
الدلالة على المرة بالوصف لا بالصيغة، نحو : دعا دعوةً واحدةً ـ واستمال استمالةً
لا غير.
واسم الهيئة مصدرٌ يدل على هيئة الفعل
حين وقوعه، نحو : لا تمش مشية المختال ـ وخبرته خبرة الحكيم.
ويكون على وزن (فِعْلَةٍ) إذا كان الفعل
ثلاثياً ـ ولا صيغة للهيئة من غير الثلاثي.
وقد تكون الدلالة على الهيئة بالوصف أو
بالإضافة نحو : نشد نشدةً لطيفةً ـ وأجاب إجابة شريفةً ـ والتفت التفاتة الظبي.
والمصدر الصناعي: هو اسمٌ تلحقه ياء
النسبة مُردفةً بتاء التأنيث للدلالة على صفة فيه.
ويُصاغ إما من اسم الفاعل: مثل عالمية
أو من اسم المفعول:
__________________
مثل معذورية أو من
أفعل التفضيل: مثل أرجعية وأسبقية أو من الاسم الجامد: مثل إنسانية وحيوانية
وكيفية أو من اسم العلم: مثل عُثمانية أو من المصدر: مثل إسنادية أو من المصدر
الميمي: مثل المصدرية وما أشبه ذلك.
(نموذج إعراب)
للدهر لو كنتَ تدري هَوْلَ منطقهِ
|
|
وعظٌ تُرددهُ الآصالُ والبُكَرُ
|
الكلمة
|
إعرابها
|
للدهر
|
جار
ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.
|
لو
كنت
|
لو
حرف شرط غير جازم للامتناع، كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لا محل له من
الإعراب وجملة كان فعل الشرط. والتاء اسم كان مبني على الفتح في محل رفع.
|
تدري
|
فعل
مضارع بمعنى تعرف مرفوع بضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر وجوباً
تقديره أنت، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان، وجواب الشرط محذوف دل
عليه المقام.
|
هول
منطقه
|
هول
مفعول به منصوب بالفتحة، منطق مضاف إليه مجرور بالكسرة، منطق مضاف والهاء مضاف
إليه مبني على الكسر في محل جر.
|
وعظ
|
مبتدأ
مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
|
تردده
|
فعل
مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم والهاء مفعول به.
|
الآصال
|
فاعل
مرفوع بالضمة الظاهرة.
|
والبكر
|
معطوف
على الآصال مرفوع بالضمة الظاهرة
|
__________________
(تطبيقات على أنواع
المصادر)
الأدب زينة في الغنى ـ كنـز عند الحاجة
ـ عون على المروءة ـ صاحب في المجلس ـ مؤنس في الوحدة.
فما حسن أن يعذر المرء نفسه
|
|
وليس له منْ سائر الناس عاذرٌ
|
سئل بعض الحكماء ـ أي الأمور أشد
تأييداً للعقل وأيها أشد إضراراً به؟ فقال: أشدها تأييداً له ثلاثة أشياء: مشاورة
العلماء ـ وتجريب الأمور ـ وحسن التثبت ـ وأشدها ضرراً به ثلاثة أشياء: التعجل ـ والتهاون
ـ والاستبداد.
إنا لفي زمن ترك القبيح به
|
|
من أكثر الناس إحسانٌ وإجمالُ
|
رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق
واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً
ما أرى الفضل والتكرم إلا
|
|
كفك النفس عن طلاب الفضول
|
قال حكيم: المؤمن صبور شكور ـ لا نمام
ولا مغتاب ولا حسود ولا حقود ولامختال ـ يطلب من الخيرات أعلاها ـ ومن الأخلاق
أسناها ـ هو لا يرد سائلاً ـ ولا يبخل بمال ـ متواصل الهمم ـ مترادف الإحسان ـ وزّان
لكلامه ـ خزّان للسانه ـ محسن عمله ـ مكثر في الحق أمله ـ ليس بهيّاب عند الفزع ـ ولا
وثاب عند الطمع ـ مواس للفقراء ـ رحيم بالضعفاء.
إذا كان إكرامي صديقي واجباً
|
|
فإكرام نفسي لا محالة أوجب
|
بضرب بالسيوف رؤوس قوم
|
|
أزلنا هامهن عن المقيل
|
ضعيف النكاية أعداءه
|
|
يخال الغرار يراخي الأجل
|
إذا صح عون الخالق المرء لم يجد
|
|
عسيراً من الآمال إلا ميسرا
|
ذكرك الله عند ذكر سواه
|
|
صارفٌ عن فؤادك الغفلات
|
(المبحث الخامس في
اسم الفاعل وعمله)
اسم الفاعل: اسمٌ مشتق من مصدر الفعل
المبني للمعلوم للدلالة على من وقع منه الفعل أو قام به: على قصد التجدد والحدوث.
ويكون من الثلاثي على وزن (فاعل) نحو :
كاتب ـ وكامل.
ولكن تُقلب عينه همزةً إن كانت في
الماضي ألفاً نحو : قائل ـ وخائب وتحذف لامهُ في حالتي الرفع والجر إن كان فعله
ناقصاً كداعٍ ـ ورامٍ.
ومن غير الثلاثي على وزن مضارعه بإبدال
حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل آخره، نحو : مُحسنٌ ـ ومُتعلم.
وتُنقل كسرته إلى ما قبلها إن كان الفعل
أجوف مُعلاً نحو : مُقيمٌ. وهويعمل عمل فعله المتعدي واللازم سواء كان مُحلى بأل
أو مضافاً أو مجرداً من أل والإضافة فإن كان فيه (أل) عمل بلا شرط وإن لم يكن كذلك
لزم أن يدل على الحال أو الاستقبال، وأن يعتمد على نفي أو استفهام أو موصوف أو
مبتدأ نحو : أنت العارفُ قدر الإنصاف ـ وما مريدٌ صديقك ضررك ـ وهل طالبٌ أخوك
شيئاً ـ والحق قاطعٌ سيفه الباطل ـ وما مُطيعٌ الجاهلُ نُصح الطبيب ـ والكاتم سر
إخوانه محبوبٌ ـ وتمتنع إضافة اسم الفاعل إلى فاعله.
وإذا أريد باسم الفاعل من الثلاثي
المتعدي إفادة المبالغة والتكثير حُوِّل قياساً إلى إحدى صيغ المبالغة.
وهي كثيرةٌ، والمشهور منها فَعَّالٌ ـ ومِفعَالٌ
ـ وفَعُول ـ وفَعِيلٌ ـ وفَعِلٌ نحو : شَرّاب ـ ومهزار ـ وصبور ـ وعليم ـ وحذر ـ ويقظ.
وهي تعمل عمل اسم الفاعل المحولة عنه
بشروطه، نحو : لا تكن جزوعاً عند الشدائد ـ وإن الله سميعٌ دعاء من دعاهُ ـ والعاقل
تَرَّاكَ صُحبة الأشرار.
(نموذج إعراب على عمل
اسم الفاعل)
الفارس ناهبٌ جوادهُ الأرضَ
الكلمة
|
إعرابها
|
الفارس
|
مبتدأ
مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
|
ناهب
|
خبر
المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
|
جواده
|
فاعل
لاسم الفاعل قبله وهو مضاف والهاء مضاف إليه.
|
الأرض
|
مفعول
به لاسم الفاعل منصوب بالفتحة الظاهرة.
|
(تمرين ١)
بيِّن اسم الفاعل العامل والغير العامل:
أنا الشاكرُ نعمتكم ـ ولستُ بالجاحد
فضلكم.
وعاجز الرأي مِضياع لفرصته
|
|
حتى إذا فات أمر عاتب القدرا
|
وما أنا خاش أن تحين منيّتي
|
|
ولا راهبٌ ما قد يجيء به الدهر
|
ولست بمُستبق أخاً لا تلمّه
|
|
على شعث؟ أيُّ الرجال المهذَّب
|
(تمرين ٢)
بيِّن أسماء الفاعلين وصيغ المبالغة:
ما عاش من عاش مذموماً خصائله
|
|
ولم يمت من يكن بالخير مذكوراً
|
وقال علي: ما المبتلى الذي اشتد به
البلاء بأحوج إلى الدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء ـ كل مبذول مملول ـ وكل
ممنوع مرغوب فيه ـ المرء مخبوء تحت لسانه ـ حبك الأوطان من الإيمان.
ولستُ بمفراح إذا الدهر سرني
|
|
ولا جازع من صرفه المتقلب
|
لا يجد العجول فرحاً ـ ولا الغضوب
سروراً ـ ولا الملول صديقاً ـ ولا يخلو المرء من ودود يمدح ـ وعدو يقدح ـ ولا يكن
الحازم جزعاً عند الشدائد.
(المبحث السادس في
اسم المفعول)
اسم المفعول: اسمٌ مصوغٌ من مصدر الفعل
المبني للمجهول للدلالة على ما وقع عليه الفعل.
ويكون من الثلاثي على وزن (مفعول) نحو :
منصور ـ ومعلوم ـ وتحذف منه واو (مفعول) إن كان فعله أجوف مُعلاً، نحو : مقولٍ
ومبيعٍ وتُقلب هذه الواو
وتُدغم في لامه إن كان ناقصاً، نحو : مرميٌّ ـ ومرْضيٌّ.
__________________
ومن غير الثلاثي على وزن اسم فاعله بفتح
ما قبل آخره، نحو : مُحسنٍ ـ ومتعلمٍ.
ولا يؤخذ اسم المفعول من اللازم إلا إذا
كان نائب فاعله ظرفاً أو مصدراً (متصرفين مختصين) أو جاراً ومجروراً نحو : ما
مُجتمعٌ اليوم: وهل مُحتفلٌ احتفالٌ عظيمٌ ـ وأنت مفروحٌ بحضورك.
وهو يعمل عمل فعله المبني للمجهول
بالشروط التي تقدمت في عمل اسم الفاعل، نحو : أنت المحمود فعله، وما مذمومٌ صديقك.
وتُقلب عينه ألفاً بعد نقل فتحتها إلى
ما قبلها إن كان أجوفَ مُعلاً، نحو : مُقام ـ ومُستفاد.
(المبحث السابع في
الصفة المشبهة)
الصفة المشبهة: هي اسمٌ مصوغٌ من مصدر
الثلاثي اللازم للدلالة على الثبوت والدوام.
__________________
١ ـ وتكون من باب (فرح) على ثلاثة
أوزان:
فَعِل ـ لما دل على حُزنٍ ـ أو فرحٍ نحو
: ضجر ـ وبطر (ومؤنثه فَعِلة) وأفعل ـ لما دل على عيبٍ ـ أو حلية ـ أو لونٍ، نحو :
أحْدَب ـ وأحور ـ وأبيض (ومؤنثه فعلاء). وفعلان ـ لما دل على خلو أو امتلاء، نحو :
عطشان ـ وشبعان (ومؤنثه فعلى).
٢ ـ وتكون من باب (كَرُمَ) على أوزان
شتى أشهرها: فعيلٌ ـ وفُعَالٌ ـ وفَعَالٌ ـ وفَعَل ـ وفَعْل ـ وفُعْل، نحو : عظيم
ـ وشجاع ـ وجبان ـ وبطل ـ وشهم ـ وصُلْب.
وكل ما جاء من الثلاثي بمعنى فاعل ولم
يكن على وزنه فهو صفةٌ مشبهةٌ، نحو : شيخ ـ وأشيب ـ وكيِّس ـ وعفيف.
__________________
وتكون من غير الثلاثي على وزن اسم
فاعله، نحو : هو مطمئن البال ـ ومستقيم الأخلاق ـ ومعتدل القامة.
وهي ترفع معمولها على الفاعلية، عاملةً
عمل اسم الفاعل المتعدي لواحدٍ. وتنصبه على شبه المفعولية إن كان معرفةً ـ وعلى
التمييز إن كان نكرة.
وتجره على الإضافة (معرفةً كان أو نكرة)
نحو : أنت حسنٌ سلوكك ـ ورفيعٌ قدر أبيك ـ وحسنٌ خلقاً ـ ونقي السيرة.
غير أنه يمتنع الجر إذا كانت الصفة
محلاة (بأل) وليست مثناة ولا مجموعة جمع مذكر سالماً ومعمولها خالياً من (أل) ومن
الإضافة إلى المحلى بها، فلا يصح أن يُقال: انت الرفيع قدرٍ، ولا القوي قلبٍ
(بالجر).
واعلم أن اسم الفاعل واسم المفعول إذا
لم يُقصد منهما الحدوث وقُصد بهما الثبوت يُعطيان حكم الصفة المشبهة في العمل من
غير تغييرٍ في الصيغة، نحو : هذا طاهرُ القلب، محمودُ المقاصد ـ مُشرقُ الجبين
مفتول الذراعين، حاد البصر.
واعلم أيضاً أن الصفة المشبهة لا تعمل
إلا في (سَببيٍ) أي مُشتمل على ضمير موصوفها (لفظاً أو معنىً)
نحو : حسنٌ وجهه، وحسنُ الوجه، أي: منه.
__________________
(تمرين ـ ١ ـ على
الصفة المشبهة وعملها)
كان هارون الرشيد فصيحاً ـ كريماً
هماماً ـ ورعاً أديباً فطناً ـ حافظاً للقرآن ـ كثير العلم بمعانيه ـ سليم الذوق ـ
صحيح التمييز ـ جريئاً في الحق ـ مهيباً عند الخاصة والعامة ـ طلق المحيا سديد
الرأي ـ حسن التدبير ـ وكان كلامه بين المنهج سهل المخرج ـ مطرد السياق.
(تمرين ـ ٢ ـ على
الصفة المشبهة)
مصر لطيف جوها ـ كريم أهلها ـ أحب كريم
الطباع، أما السيئ أخلاقاً فإني أكرهه ـ الكثير هماً هو العظيم همَّة.
ربّ مهزول سمين عرضه
|
|
وسمينِ الجسم مهزولُ الحسب
|
بنيّ إنّ البر شيء هيّن
|
|
وجه طليق وكلام ليّن
|
وإني لسهل ما تغير شيمتي
|
|
صروف ليالي الدهر بالفتل والنقض
|
طويلُ النجاد رفيع العماد
|
|
كثيرُ الرماد إذا ما شتا
|
(٣) اشرح ثم أعرب ما يأتي:
إنّا لقوم أبت أخلاقنا شرفاً
|
|
أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
|
بيض صنائعنا سود وقائعنا
|
|
خضر مرابعنا حمر مواطنينا
|
(المبحث الثامن في
اسم التفضيل)
اسم التفضيل: اسمٌ مصوغٌ من المصدر على
وزن (أفعل) للدلالة
__________________
على أن شيئين اشتركا
في صفةٍ وزاد أحدهما على الآخر فيها
نحو : الشمس أكبر من الأرض حجماً.
ولا يؤخذ إلا من فعل ثلاثي مجردٍ تام
التصرف مثبت قابل التفاوت مبني للمعلوم ولم يجي الوصف منه على أفعل.
ويُتوصل إلى التفضيل مما لم يستوف هذه
الشروط بذكر مصدره منصوباً على التمييز بعد كلمة أشد أو (
أكثر ونحوهما مما يدل على الكثرة نحو : إبراهيم أكثر الناس استخراجاً للمعادن
وأوسعهم اختباراً بخواصها، وعليٌّ أقوى مُدافعة من أخيه، وسليمٌ أكثر ابتهاجاً
بنتيجة عمله.
ويجوز ذلك فيما استوفى الشروط أيضاً نحو
: أنا أكثر منك معرفةً بنفسي وله أربعُ حالاتٍ:
الحالة الأولى: أن يكون مجرداً من (أل)
والإضافة، فيجب في هذه الحالة إفراده وتذكيره وتنكيره، والإتيان بعده بالمفضل عليه
مجروراً بمن، نحو : العالم أعلى مقاماً من الغني ـ والصناعات في المغرب أكثر منها
في المشرق.
__________________
الحالة الثانية: أن يكون مُحلى بأل،
فتجب والحالة هذه مطابقته للمفضل وعدم الإتيان بعده بالمفضل عليه مجروراً بمن
نحو : هذا الأصغر، وهذا الأصغران، وهؤلاء الأصغرون، وهذه الصغرى، وهكذا.
الحالة الثالثة: أن يكون مضافاً إلى
نكرة، وفي هذه الحالة يجب إفراده، وتذكيره، ومطابقة النكرة للموصوف إفراداً
وتذكيراً وغيرهما، نحو : سعدٌ أعظم رجل، والمحمدان أعظم رجلين، والمحمدون أعظمُ
رجالٍ، ومريمُ أعظم امرأةٍ، والمريمان أعظم امرأتين، والمريماتُ أعظمُ نساءٍ.
الحالة الرابعة: أن يكون مضافاً إلى
معرفة، فإن قصد به زيادة المفضل على المفضل عليه جازت المطابقة وعدمها، نحو :
المتأدبون أفضل الرجال أو أفاضلهم، ومريم أفضل النساء أو فُضلاهن وهلم جرا، وإن لم
تقصد زيادة المفضل على المفضل عليه تعينت المطابقة، نحو : شوقي وحافظٌ أكبر
الشعراء ويوسف أجملُ إخوتهِ.
ولابد في ذلك كله من ملاحظة السماع الذي
يُحفظ ولا يُقاسُ عليه وهو يرفع الضمير المستتر (كثيراً) نحو : أبو بكر أصدق
الناس،
__________________
ويرفع الاسم الظاهر
(قليلاً) نحو : هذا أشرف منه أخوه، إلا إذا صح أن يحل محله فعلٌ بمعناه، ووقع بعد
نكرة تقدَّم عليها نفيٌ أو نهيٌ أو استفهامٌ، وكان مرفوعه أجنبياً
مُفضلاً على نفسه باعتبارين مُختلفين فيطرد رفعه الظاهر، نحو : ما رأيتُ رجلاً
أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد، ولا يكن غيرك أحبَّ إليه الخير منه إليك، وهل
أحدٌ أسرع في يده القلم منه في يد خالدٍ.
ولا ينصب أفعل التفضيل المفعول به
لفظاً، ولكنه يتعدى إليه بالحرف فينصبه محلاً، نحو : هو أقرى للضيف.
(تمرين على اسم
التفضيل وعمله)
قال هشام بن عبدالملك لخالد بن صفوان:
صف لي جريراً والفرذدق والأخطل، فقال: يا أمير المؤمنين: أما أعظمهم فخراً،
وأبعدهم ذكراً، وأحسنهم عذراً، وأسيرهم مثلاً، وأقلهم غزلاً، البحر الطامي إذا
زخر، والسامي إذا أخطر، الفصيح اللسان الطويل العنان، فالفرذدق.
وأما أحسنهم نعتاً، وأمدحهم بيتاً،
وأقلهم فوتاً، الذي إذا هجا وضع، وإذا مدح رفع، فالأخطل.
وأما أغزرهم بحراً، وأفهمهم شعراً،
وأكثرهم ذكراً، الأغر الأبلق، الذي إن طلب لم يسبق، وإن طلب لم يلحق (فجرير) وكلهم
ذكي الفؤاد، رفيع العماد، واري الزناد.
وللكفّ عن شتم اللئيم تكرماً
أضر
له من شتمه حين يشتم
ما من حديقة أجمل فيها الزهر منه في
حديقتكم، لم أر رجلاً أشد في قلبه العطف منه في قلب أخيك.
__________________
(نموذج إعراب)
ما علمتُ امرأ أحبَّ إليه البذلُ منه
إليك يابن سنانِ
الكلمة
|
إعرابها
|
ما
|
حرف
نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
|
علمت
|
علم
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل مبنية على الضم في محل رفع فاعل.
|
امرأ
|
مفعول
به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره.
|
أحب
|
صفة
(امرأ) منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره.
|
إليه
|
جار
ومجرور متعلقان بمحذوف حال من (البذل) بعده.
|
البذل
|
فاعل
(أحب) مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره.
|
منه
|
جار
ومجرور متعلقان بأحب.
|
إليك
|
جار
ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الهاء في منه.
|
يابن
سنان
|
حرف
نداء وابن منادى منصوب، وهو مضاف وسنان مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
|
(المبحث التاسع)
(في أسماء الزمان ـ والمكان
ـ والآلة)
اسما الزمان والمكان: اسمان موضوعان
للدلالة على زمان الفعل أو مكانه.
ويصاغان من مصدر الثلاثي على وزن
(مَفْعَل) إذا كان المضارع مضموم العين، أو مفتوحها أو من الناقص مُطلقاً نحو :
مَرْمَى ـ ومَوقَى
ومشوى ـ وميقظ ـ ومنصر
ـ ومحفظ.
وعلى وزن (مَفْعِل) إذا كان المضارع
صحيح الآخر مكسور العين، أو كان مثالاً صحيح الآخر، نحو مجلس، وموعد، وموجل.
ويُصاغان من غير الثلاثي على وزن اسم
المفعول، نحو : مُتقن ـ ومُدحرج ـ ومُعتمد ـ ومُستخرج.
ولا عمل لاسمي الزمان والمكان.
واعلم أن صيغة الزمان والمكان والمصدر
والمفعول واحدةٌ من غير الثلاثي، ولا تُعرف إلا من القرائن.
وقد تلحق التاء اسم المكان سماعاً، نحو
: مقبرة ـ وميسرة.
وكثيراً ما يؤخذ من الاسم الجامد اسم
مكانٍ على وزن (مَفْعَلة) للدلالة على كثرة الشيء بالمكان، نحو : ماسدة ـ ومقثأة ـ
ومتفحة من الأسد، والقثاء، والتفاح.
واسم الآلة: اسمٌ مصوغٌ من مصدر الثلاثي
المتعدي للدلالة على ما وقع الفعل بواسطته وهو نوعان: مُشتقٌ وجامدٌ.
واسم الآلة المشتق: له ثلاثة أوزان:
الأول: مفعل، نحو : مِبْرَد ـ ومقود.
الثاني: مفعال، نحو : مفتاح ـ وميزان.
__________________
والثالث: مِفْعَلة، نحو : مِلْعَقة ـ ومكنسة.
واسم الآلة الجامد: لا ضابط له وليس له
وزنٌ مُعينٌ غيرُ السماع، نحو : سيفٍ، وقلمٍ، وسكينٍ، وقدوم.
ولا عمل لاسم الآلة مطلقاً.
(أسئلة)
(١) ما اسما الزمان والمكان؟ (٢) كيف
يصاغان من الثلاثي المفتوح والمضموم العين؟
(٣) ومن المثال الصحيح اللام؟ (٤) ماذا
يجب في الناقص؟ (٥) كيف يصاغ من غير الثلاثي؟
(٦) هل تلحق التاء اسم المكان؟ (٧) ما
اسم الآلة؟ كم صيغة له؟
(نموذج إعراب قول
الشاعر)
عدُوك مِنْ صديقك مُستفادٌ
|
|
فلا تستكثرنَّ من الصِّحاب
|
الكلمة
|
إعرابها
|
عدوك
|
عدو
مبتدأ مرفوع بالضمة، والكاف مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر.
|
من
صديقك
|
من
صديق جار ومجرور متعلقان بمستفاد، والكاف مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر.
|
مستفاد
|
خبر
المبتدأ مرفوع بالضمة.
|
فلا
تستكثرن
|
الفاء
واقعة في جواب شرط مقدر، لا حرف نهي جازم، تستكثر فعل مضارع مبني على الفتح في
محل جزم والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، ونون التوكيد حرف.
|
من
الصحاب
|
جار
ومجرور متعلقان بالفعل تستكثر.
|
(المبحث العاشر في
أفعال المدح والذم)
هي: (نِعْمَ ـ وحبذا) لإنشاء المدح،
(وبئس ـ وساء ـ ولاحبذا) لإنشاء الذم، وهي أفعالٌ جامدةٌ بلفظ الماضي تُستعمل لمدح
الجنس وذمه على سبيل المبالغة، والمقصود من ذلك الجنس فردٌ يسمى (المخصوص) بالمدح
أو الذم، يُذكر مؤخراً عنها
ويُعرب (مبتدأ) وهي وفاعلها (خبرٌ) عنه. نحو : نِعْمَ القائد ابن الوليد ـ وبئس
الخائن نجيبٌ ـ وحبذا الائتلاف ـ ولا حبذا الاختلاف.
ويكون فاعلُ (نعم ـ وبئس ـ وساء ـ واحداً
من أربعة):
أولاً: يكون اسماً ظاهراً مُعرفاً (بأل)
الجنسية نحو : نعم السلاح الحق.
وثانياً: يكون فاعلها مضافاً إلى اسم
مُقترنٍ بها، نحو : بئس رجل السوء نجيبٌ، أو مضافاً إلى مضافٍ إلى المقترن بها، نحو
: نعم حكيمُ شعراء الجاهلية زُهيرٌ.
وذلك بشرط مطابقة هذا الاسم (للمخصوص)
بالمدح أو الذم في التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع، فيقال: نعم الرجل
سعدٌ ـ ونعم الرجلان أخواك ـ ونعم الرجال المؤمنون ـ ونعم المرأة هندٌ ..إلخ.
__________________
وقد يكون الاسم الموصول فاعلاً لهذه
الأفعال، وذلك إذا قُصد به (الجنس) لا العهد، نحو : نعم الذي يخدم وطنه سعدٌ ـ وبئس
من يفعل الشر نجيبٌ.
وثالثاً: يكون فاعل (نعم ـ وبئس ـ وساء)
ضميراً مستتراً
مفسراً بنكرةٍ منصوبةٍ على التمييز نحو : نعم زعيماً سعدٌ ـ ونعم قوماً أُسرتك.
ورابعاً: يكون فاعلها كلمة (ما) النكرة
التي هي بمعنى (شيء) نحو : نعم ما قاله صديقك.
وتجري (نعم ـ وبئس ـ وساء) مع فاعلها
مجرى الفعل مع فاعله الظاهر، وإذا كان الفاعل مؤنثاً جاز إلحاق تاء التأنيث بها
وعدمه فيقال: (نعم الرجل خليلٌ ـ ونعم أو نِعْمَتْ المرأة هندٌ ـ ويجوز تأخيرها مع
فاعلها عن المخصوص فيقال: سليمٌ نعم الرجل ـ وأخواك نعم الرجلان.
__________________
و (حبذا ـ أو لا حبذا) يجب تقديمها على
المخصوص دائماً، وهي مركبة من (حَبّ) فعل ماضٍ واسم الإشارة (ذا) فاعلٌ لها، وهي
تلزم الإفراد مع الجميع والمخصوص بعدها خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ فيقال: (حبذا جو مصر ـ وحبذا
هندٌ ـ وحبذا أخواك ـ وحبذا شقيقتاك ـ وحبذا الصادقون ـ وحبذا الفاضلات).
ويجوز أن يقع بعدها تمييزٌ رافعٌ ما في
اسم الإشارة من الإبهام
نحو : حبذا تلميذاً نجيبٌ ـ وحبذا نجيبٌ تلميذاً.
ولا يلزمُ في فاعل (حَبّ) أن يكون أحد
الأشياء الأربعة السابقة ويجب أن يكون المخصوص بالمدح والذم معرفةً كما في الأمثلة
السابقة، وقد يكون نكرةً مفيدةً، نحو : نِعمَ الرجل رجلٌ يُجاهد في خدمة وطنه.
ويجوز أن تدخل النواسخُ على المخصوص
(إلا مع حبذا) سواء تقدم الناسخ، نحو : كان نجيبٌ نعم الرجل ـ أو تأخر نحو : نعم
الرجل ظننتُ نجيباً.
__________________
وقد يُحذف المخصوص إذا تقدم في الكلام
ما يدل عليه، نحو : زارنا أمير عظيمٌ ونِعْمَ الزائرُ ـ أي: ونعم الزائرُ الأميرُ.
__________________
(نموذج إعراب)
حبذا حُسنُ الخلق ـ بئس ما قلته ـ ساء
خصمك ـ نعم العادلُ عمر
الكلمة
|
إعرابها
|
حبذا
|
حب
فعل ماض للمدح مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وذا اسم إشارة (مفرد
دائماً) فاعل مبني على السكون في محل رفع.
|
حسن
الخلق
|
خبر
لمبتدأ محذوف تقديره هو ، وحسن مضاف والخلق مضاف إليه
|
بئس
ما
|
فعل
ماض للذم، وما اسم موصول في محل رفع فاعل.
|
قلته
|
فعل
وفاعل ومفعول، والجملة صلة ما، والمخصوص محذوف تقديره بئس الذي قلته هذا القول.
|
ساء
|
فعل
ماض للذم مبني على الفتح لا محل له.
|
خصمك
|
فاعل
مرفوع، وخصم مضاف والكاف في محل جر مضاف إليه
|
نعم
|
فعل
ماض للمدح مبني على الفتح لا محل له.
|
العادل
عمر
|
فاعل
نعم مرفوع بالضمة، وعمر خبر لمبتدأ محذوف (أي هو)
|
(تطبيق على نعم وبئس
وما جرى مجراهما)
فنعم
صديقُ المرء من كان عونه
|
|
وبئس امرأ من لا يعين على الدهر
|
إنّ الكذوبَ لبئس خلاً يُصحبُ
|
|
ونعم مَن هو في سر وإعلانِ
|
لا تصحبن رفيقاً لست تأمنه
|
|
بئس الرفيقُ رفيقٌ غير مأمونِ
|
غَدرت بأمرٍ كنت أنت دعوتنا
|
|
إليه وبئس الشيمةُ الغدر بالعهدِ
|
__________________
(المبحث الحادي عشر
في التعجب)
التعجب حالةٌ قلبيةٌ منشؤها استعظامُ
فعل ظاهر المزية بزيادةٍ فيه خفي سببها، وله سماعاً صيغٌ كثيرة كما سيأتي:
وأما صناعةً، فله صيغتان: ما أفعلهُ
وأفعل به، نحو : ما أجملَ الربيعَ ـ وأكرم بالصادق ـ وأعذب بماء النيل.
وفعلاَ التعجب كاسم التفضيل لا يُصاغان
إلا من فعل ثُلاثي مُثبت، مُتصرفٍ
معلومٍ ـ تامٍ ـ قابل للتفاوت
وللمفاضلة ولا تأتي الصفةُ منه على وزن (أفعل)
وإذا أُريد التعجب مما لم
__________________
يستوف الشروط يُؤتى
بمصدره منصوباً بعد (ما أشد أو ما أكثر) ونحوهما، أو مجروراً بالباء الزائدة بعد
(أشدد أو أكثر) ونحوهما، نحو : (ما أشدَّ اجتهاد سليمٍ) و (أعظم بتقدمِ الصناعات
بمصر).
وحكم المتعجب منه أن يكون معرفة
نحو : (ما أحسن الصدق) أونكرة مختصة، نحو : أكْرِمْ برجلٍ يُجاهد في خدمة بلاده.
__________________
ولا يجوز تقديم معمول فعلي التعجب
عليهما، ولا يُفصلُ بين فعل التعجب والمتعجب منه إلا بالظرف، أو المجرور بالحرف
بشرط أن يتعلق بفعل التعجب أو النداء، نحو : ما أجملَ ليلةَ التِّمَّ البدر ـ وما
أحسنَ بالرجل أن يصدق ـ وأعزز عليَّ أبا اليقظان أن أراك صريعاً.
وتُزاد (كان) كثيراً بين (ما) وفعل
التعجب، نحو : ما كان أعدلَ عُمر، ويكثر وقوع (كان) غير زائدةٍ ولا ناقصةٍ بعد فعل
التعجب نحو : (ما أحسنَ ما كان البدرُ ليلة أمس) في الماضي (وما أحسنَ ما يكون
البدرُ ليلة الغد) في الاستقبال.
__________________
(أعرب ما يأتي)
ما أوسع صدر حكيم عند وقوع الكوارث ـ أكرم
بمروءة أهل النخوة المبادرين إلى إنقاذ من يهددهم الخطر ـ ما أجمل ما يكون
اجتماعنا بالأحباب بعد طول الغياب.
حجبتْ
تحيتها فقلت لصاحبي
|
|
ما
كان أكثرها لنا وأقلها
|
جزَى
الله عني والجزاء بفضلهِ
|
|
ربيعةَ خيراً ما أعفَّ وأكرما
|
أكْرمْ بقوم يزين القول فعلهم
|
|
ما أقبحَ الخُلفَ بين القولِ والعملِ
|
ما أحسنَ الدين والدنيا إذا اجتمعا
|
|
وأقبحَ الكفر والإفلاس بالرجل
|
فإن
تكن الدنيا تولت بخيرها
|
|
فأهْون
بدنيا لا تدوم على حُرّ
|
رعى اللهُ قلبي ما أبر بمن جفا
|
|
وأصبره في النائبات وأجملا
|
وقد استخدموا التعجب أيضاً كل فعل ثلاثي
مجرد على وزن (فعُلَ) مضموم العين بالأصالة (كحسنُ) أو بالتحويل نحو (عرُف) مما
ألحقوه بأفعال المدح والذم كما مر ـ وذلك بشرط أن يكون صالحاً لبناء فعل التعجب
منه نحو (كرم نجيب) أي ما أكرم نجيباً (وكرمُ بنجيب) أي أكرم بنجيب، وكذلك علُم
زيد وجهلُ عمرو وما أشبه، فما كان على هذا النحو من الأفعال ملحق بالبابين لتضمنه
المعنيين.
تنبيه: للتعجب صيغ أخرى كثيرة لم يبوب
لها في كتب اللغة العربية، منها: كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ـ ومنها
في الحديث: سبحان الله إن المؤمن لا ينجسُ ـ ومنها من كلام العرب: لله دره فارساً
ـ ومنها من قول الأعشى: يا جارتا ما أنت جارة، منها نحو : يا ليت عيناها لنا
وفاها.
__________________
(نموذج إعراب)
ما أجمل خدمة الوطن ـ أحسنْ بفوائد
الاجتهاد ـ ما أحرى بذي العقل أن يُرى صبوراً
الكلمة
|
إعرابها
|
ما
|
نكرة
تامة بمعنى شيء مبتدأ مبنية على السكون في محل رفع.
|
أجمل
|
فعل
ماض للتعجب مبني على الفتح لا محل له، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره هو يعود
إلى ما.
|
خدمة
|
مفعول
به (لأجمل) منصوب بالفتحة الظاهرة، وخدمة مضاف.
|
الوطن
|
مضاف
إليه مجرور بالكسرة، والجملة في محل رفع خبرها.
|
أحسن
|
فعل
ماض للتعجب جاء على صورة الأمر مبني على فتح مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل
بالسكون العارض، لمجيئه على صورة الأمر.
|
بفوائد
|
الباء
زائدة وفوائد فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائد
|
الاجتهاد
|
مضاف
إليه مجرور بالكسرة.
|
ما
|
تعجبية
مبتدأ مبنية على السكون في محل رفع.
|
أحرى
|
فعل
ماض تعجب مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر والفاعل ضمير مستتر
وجوباً تقديره هو يعود إلى ما.
|
بذي
|
الباء
حرف جر زائد، ذي مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء
الخمسة ـ والجار والمجرور متعلقان بأحرى وذي مضاف
|
العقل
|
مضاف
إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
|
أن
|
حرف
مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
|
يرى
|
فعل
مضارع مبني للمجهول منصوب بفتحة مقدرة ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود إلى ذي
العقل.
|
صبوراً
|
حال
منصوب، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول أحرى وجملة أحرى في محل رفع خبر
ما.
|
(المبحث الثاني عشر)
(في أسماء الأفعال ـ والأصوات)
اسم الفعل ما ناب عن فعله في العمل غير
متأثر بالعوامل وغير قابلٍ لعلامةٍ من علامات الفعل والغرض منه الاختصار للمبالغة
والتوكيد.
(تقسيم أسماء الأفعال
من حيث الوضع)
تنقسم أسماء الأفعال إلى نوعين: مُرتجلة
ـ ومنقولةٍ.
فالمرتجلة: ما وُضعت من أول أمرها أسماء
أفعالٍ، كهيهات.
والمنقولة: هي ما استُعملت أولاً في غير
اسم الفعل ثم نُقلت إليه، والنقل: إما عن مصدرٍ (كرويد أخاك) أي: أمهِلْه ـ أو عن
ظرف وشبهه (كدونك) الكتاب أي: خُذهُ، و (إليك) عني أي: تنح وعليك نفسك فهذبها.
وقد تكون معدولةً، نحو : (نزال ـ وحذار)
وهما معدولان عن انزل ـ واحذر، ودفاع عن الشرف، وسماع النصح.
والمرتجل والمنقول سماعيان، وأما
المعدول فهو قياسيٌ يُصاغُ على وزن (فَعَال) من كل فعل ثلاثي مجرد تام متصرف نحو :
(قتال ـ وضراب) وشذ مجيئهُ من مزيد الثلاثي، نحو : (دَرَاكِ) بمعنى أدرك و (بدار)
بمعنى بادر.
(تقسيم أسماء الأفعال
من حيث الزمن)
أسماء الأفعال السماعية على ثلاثة
أنواع:
١ ـ ما ورد بمعنى الماضي، وهو : هيهاتُ
(بَعُدَ) وبُطآن (أبطأ) وسُرعان ووُشكان (أسرع) وشتان (افترق).
٢ ـ وما ورد بمعنى المضارع، وهو : آهِ ـ
وأوّهْ (أتوجع) وأُفٍّ (أتضجر) ووَا ـ وَواها ـ وَوَىْ (أتعجبُ) أو أتلهفُ ـ وزِهْ
ـ وَبَخٍ (أستحسنُ) وبَجَلْ ـ وقَدْ ـ وقطْ (يكفي).
٣ ـ وما ورد بمعنى الأمر، وهو : صَهٍ
(أُسكت) ومَهْ (أكففْ) ورُويدَ (أمهِلْ) وهَا ـ وهَاءَ ـ وهَاكَ ـ ودونك ـ وعندك
(خُذ) وعليك نفسك وبنفسك (الزمها) وإليك عني (تنح ـ وتباعد) وإليك الكتاب (خُذهُ)
وإيهِ (امْضِ في حديثك ـ أو زدني منه) وحي على الصلاة (أقبل عليها) وحيَّهل الأمر
(ائتهِ) وعلى الأمر (أقبلْ عليه) وإلى الأمر (عَجّل إليه) وبالأمر (عَجِّل به)
وهيَّا ـ وهَيتَ (أسرِعْ) وآمينَ (استجب) ومكانك (اثبت) وأمامك (تقدَّم) ووراءك
(تأخر) وهَلُمَّ (تَعالَ).
ولابد لاسم الفعل من مرفوع كالفعل غير
أن مرفوعه المضمر يلزم الاستتار فيه مطلقاً، وهو يعمل عمل الفعل الذي سُمي به
لازماً أو متعدياً (غالباً) فيقال (هيهات الأملُ إذا لم يُسعدهُ العمل) كما يقال
بعدُ الأمل و (حذار
الأسد) كما يقال: احذر الأسدَ.
غير أنه لا يتصرف بل يكون بلفظ واحدٍ مع
الجميع، ولكن لفظ الضمير المتصل به تلحقه علامات التأنيث والتثنية والجمع، فتقول:
دونك المال ـ ودونكما ـ ودونكم ـ ودونكن ..إلخ.
وأسماء الأصوات نظيرُ أسماء الأفعال في
أنها تدل على المقصود بدون مساعدة، وكلها سماعيةٌ، ولا تعمل شيئاً، وليس لها محل
من الإعراب، وهي نوعان:
١ ـ نوعٌ يخاطبُ به ما لا يعقل من
الحيوان أو صغار الآدميين، نحو : عدس لزجر البغل عن البطء ـ وهِسّ للغنم ـ وكِخْ
لزجر الطفل.
٢ ـ ونوعٌ يُحكى به صوتٌ، نحو : طَقْ ـ لصوت
الحجر، وغاق ـ لصوت الغُراب، وقب ـ لوقع السيف.
بيِّن أسماء الأفعال المنقولة والمرتجلة
الماضوية والمضارعية والأمرية:
وعليك نفسك فارعها
|
|
واكسب لها فعلا جميلاً
|
جاورت أعدائي وجاورَ ربه
|
|
شتان بين جواره وجواري
|
آمين آمين لا أرضى بواحدة
|
|
حتى أبلغها ألفين آمينا
|
وحذار أن ترضى مودة مَنْ
|
|
يقلي ا لمقلَّ ويعشق المثري
|
__________________
(نموذج إعراب)
مكانك تُحمدي أو تستريحي ـ هيهات أن
يُدرك الإنسانُ حقيقة الكائنات.
الكلمة
|
إعرابها
|
مكانك
|
اسم
فعل أمر (بمعنى اثبتي) مبني على الفتح لا محل له، والكاف حرف خطاب لا محل لها من
الإعراب.
|
تحمدي
|
فعل
مضارع مجزوم في جواب اسم فعل الأمر وعلامة جزمه حذف النون والياء فاعل
|
أو
تستريحي
|
أو
حرف عطف وتستريحي معطوف على تحمدي.
|
هيهات
|
اسم
فعل ماض (بمعنى بعد) مبني على الفتح لا محل له.
|
أن
يدرك
|
أن
حرف مصدري ونصب، ويدرك فعل مضارع منصوب بأن
|
الإنسان
|
فاعل
يدرك مرفوع بالضمة الظاهرة.
|
حقيقة
|
مفعول
به منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف.
|
الكائنات
|
مضاف
إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
|
(الباب العاشر في
نواصب الفعل المضارع)
وفي هذا الباب مباحث
(المبحث الأول)
يُنصب المضارع إذا تقدمته إحدى النواصب،
وهي أربعةٌ:
١ ـ أنْ: وهي حرف مصدري ونصب واستقبال،
نحو : أريد أن أزور الصديق ـ وتدخل على الماضي والمضارع، وتؤول ما بعدها بمصدر.
٢ ـ لن: حرف نفي ونصب واستقبال، نحو :
لن يُفلح الكاذبون.
٣ ـ إذن: حرف جوابٍ وجزاءٍ لكلامٍ يقع
قبلها، نحو : إذن أُكرمك ـ جواباً لمن قال: أُريد أن أزورك.
وهي لا تنصب المضارع إلا بثلاثة شروطٍ:
١ ـ أن تكون صدر جملتها. ٢ ـ وأن تكون متصلة بالفعل. ٣ ـ وأن يكون ذلك الفعل
__________________
مستقبلاً كما في
المثال السابق.
٦ ـ كي: وهي حرف مصدري ونصب واستقبال،
وهي تستعمل مع لام الجر التعليلية (مذكورةً) نحو : جئت لكي أتعلم ـ أو (مُقدرة) نحو
: جئت كي أتعلم.
(المبحث الثاني في
امتيازات أن)
اختص (أنْ) بكونها تنصب ظاهرةً
ومُضمرةً، وإضمارها على نوعين: جائز وواجبٍ.
فتضمر أن جوازاً في موضعين:
الأول: بعد لام التعليل: وتُسمى لام كي،
نحو : تُب ليغفرَ الله لك ـ وحضرتُ لأقف على جلية الخبر.
__________________
الثاني: بعد عاطفٍ على اسمٍ صريح
نحو : أرضى بالفرار وأسلمَ ـ ونحو : تَعُبك فتنال المجد خيرٌ لك ـ ونحو : يرضى
الجبان بالهوان ثم يسلم ـ ونحو : الموت أو يبلغ المرء النجاح أولى به. وتظهر
وجوباً: إذا انحصرت بين (لام التعليم ولا) كراهة توالي لامين، نحو : حضرت لئلا
يقال إني مخلفٌ للوعد ـ وكن على حذرٍ لئلا يصيبك الضرر.
وتُضمر (أن) وجوباً في خمسة مواضع:
١ ـ بعد (كي) إذا تجردت من اللام لفظاً
وتقديراً، نحو : سلني كي أُجيبك.
٢ ـ بعد (حتى) إذا كانت حرف جر بمعنى
إلى أو لام التعليل نحو : اجتهد حتى تنجح ـ وصُم حتى تغيب الشمس.
ويشترط في نصب الفعل بعدها بأن مُضمرةً
أن يكون مستقبلاً.
__________________
٣ ـ بعد (لام الجحود): وهي لامٌ يؤتى
بها لتأكيد النفي بعد كان الناقصة المنفية بما أو يكون الناقصة المنفية بلم نحو :
ما كان الله ليظلمهم ـ ولم يكن الله ليغفر لهم.
٤ ـ بعد (الفاء السببية ـ وواو المعية)
الواقعتين في جواب نفي أو طلبٍ نحو : لم ترحم فترحم ـ ولا أكرم وتُهينني (في جواب
النفي) ونحو : هل ترحم فترحم ـ وزُرني وأُكرمك (في جواب الطلب).
__________________
٥ ـ بعد (أو) العاطفة: إذا كانت تصلح
مكانها (إلا) الاستثنائية أو (إلى) الانتهائية، نحو : (اضرب المذنب أو يتوب) أي:
إلا أن يتوب ـ أو إلى أن يتوب.
(المبحث الثالث في
جوازم الفعل المضارع)
يُجزم الفعل المضارع إذا سبقته إحدى
الجوازم، وهي قسمان: قسمٌ يجزم فعلاً واحداً ـ وقسمٌ يجزم فعلين.
__________________
والأدوات التي تجزم فعلاً واحداً أربعٌ،
وهي: (لم ـ ولما ـ ولام الأمر ـ ولا الناهية).
(١ و ٢) لم ولما: للنفي، وتقلبان زمان
المضارع إلى الماضي، نحو : لم يجيء نجيبٌ ـ وقطفت الثمر ولما ينضج ـ أي: ما جاء
وما نضج، ولذلك يسميان: حرفي نفيٍ وجزمٍ وقلبٍ.
غير أن المنفي (بلم) يحتمل استمرار نفيه
إلى زمان الحال، وانقطاعه قبله.
والمنفي (بلما) يلزم استمرار نفيه إلى
الحال، وتختص بالمتوقع الحصول غالباً في المستقبل، فيجوز أن يقال: لم يَقُم سليمٌ
ثم قام، ولا يجوزُ أن يُقال: لما يقم ثم قام.
(٣) لام الأمر: يطلب بها حصول الفعل، نحو
: (لينتبه الغافلون).
(٤) ولا الناهية: يطلب بها ترك حصول
الفعل، نحو : (لا تكذب).
__________________
وهما يُخلصان زمان
المضارع إلى الاستقبال.
والأدوات التي تجزم فعلين اثنتا عشرة،
وهي:
١ ـ (إن) نحو : إن تعجل تندم.
٢ ـ (إذ ما) نحو : إذ ما تكسل تخسر ـ إذ
ما تتأدب تُمدح.
٣ ـ (مَنْ) نحو : من يفعل سوءاً يُجز به
ـ من يؤخر عمله يندم.
٤ ـ (ما) نحو : ما تزرع تحصد ـ ما تُنجز
من عملٍ ينفعك.
٥ ـ (مهما) نحو : مهما تفعل في الصغر
تجده في الكبر.
٦ ـ (أي) نحو : أيا تُكرم أُكرم ـ أي
تلميذ يجتهد يتقدم.
__________________
٧ ـ (كيفما) نحو : كيفما تجلس أجلس.
٨ ـ (متى) نحو : متى تقم نذهب.
٩ ـ (أينما) نحو : أينما تكونوا يدرككم
الموت.
١٠ ـ (أيان) نحو : أيان تعمل تنجح ـ أيان
تُطع الله يُساعدك.
١١ ـ (أنَّى) نحو : أنَّى تقم تلق خيراً
ـ أنى يجلس العالم يُحترم.
١٢ ـ (حيثما) نحو : حيثما تستقم يُقدر
لك الله نجاحاً.
وأول الفعلين الواقعين بعد هذه الأدوات
يُدعى (شرطاً) ويُسمى
__________________
الثاني جواباً وجزاءً
ويجب في الشرط أن يكون فعلاً خبرياً
مُتصرفاً غير مقترنٍ (بقد أو لن أو ما النافية أو السين أو سوف).
والأصل في جواب الشرط أن يكون صالحاً
لأن يحل محل الشرط، ومتى لم يصلح الجواب لأن يحل محل الشرط، وجب اقترانه بالفاء
لتربطه بالشرط، وتُسمى هذه الفاء فاء الجواب، أو فاء الجزاء ويكون جواب الشرط هو
الجملة، لا الفعل وحده.
وفعلُ الشرط وجوابه، إما: مُضارعان أو
ماضيان أو مختلفان، ويجوز رفع المضارع الواقع جواباً إذا كان الشرط ماضياً (ولو في
المعنى) نحو : إن زرتني أكرمُك أو أكْرمْكَ ـ وإن لم تزرني أغضبُ أو أغضبْ.
__________________
ويجب ربط جواب الشرط بالفاء في سبعة
مواضع:
١ ـ إذا كان جملة إسمية، نحو : إن تعفُ
فالعفو من شيم الكرام.
٢ ـ إذا كان فعلاً جامداً، نحو : من
يزرني فلستُ أُقصر في إكرامه.
٣ ـ إذا كان فعلاً طلبياً، نحو : من
سألك فأجبهُ.
٤ ـ إذا كان منفياً بما أو لن، نحو : من
يأتِ إليَّ فما أرُده خائباً ـ أو فلن أرُدهُ خائباً.
٥ ـ إذا كان مقروناً بقد أو السين أو
سوف، نحو : من مدحك بما ليس فيك فقد ذمك ـ وإن أسأت فستندم أو فسوف تندم.
٦ ـ إذا كان مُصدّراً (برُبَّ) أو
(كأنما) نحو : إن تجئ فربما أجئ ـ ومن خالف إحدى فرائض الدين فكأنما خالفها
جميعاً.
٧ ـ إذا كان مُصَدّراً بأدة شرطٍ، نحو :
من يزرك فإن كان حسن السيرة فأكرمه.
وقد تربط الجملة الإسمية (بإذا)
الفجائية كما تُربط بالفاء وذلك: إذا كانت أداة الشرط (إن أو إذا) وكانت جملة
الجواب خبرية موجبة غير مقترنة بناسخٍ، نحو : وإن تصبهم سيئة بما
__________________
قدمت أيديهم إذا هم
يقنطون.
وإذا كان الجواب صالحاً لأن يكون شرطاً
فلا حاجة إلى ربطه بالفاء، إلا إذا كان مُضارعاً مُثبتاً أو منفياً بلا، فيجوز أن
يُربط بها، وألا يُربط نحو : (إن تعودوا نعد) ونحو : (من عاد فينتقم الله منه) ونحو
: (فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً).
وإذا وقع فعل مضارع مقرون بعاطف بعد
جواب شرط جازم، جاز فيه الجزم بالعطف على الجواب، والرفع على أنه جملة مستأنفة،
والنصب (بأن) مقدرة وجوباً نحو : إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله
فيغفر (بالأوجه الثلاثة) لمن يشاء.
وإذا وقع المضارع المقرون بعاطفٍ بين
فعل الشرط وجوابه جاز فيه الجزم (وهو الأكثر) وجاز النصب فقط، نحو : إن تستقم
وتجتهد (بالسكون والفتح) أكرمك.
وإذا وقع المضارع جواباً بعد الطلب
يُجزم بإن مُضمرة، نحو : تَعَلّم تَفُزْ والتقدير: تَعلّمْ ـ وإن تتعلم تفز.
ويحذف فعل الشرط بعد (إن) المدغمة في
(لا) نحو : تكلم
__________________
بخيرٍ وإلا فاسكت ـ أي:
وإن لا تتكلم بخير فاسكت.
ويُحذف جواب الشرط إذا دل عليه دليلٌ ـ ويشترط
في ذلك أن يكون الشرط ماضياً لفظاً نحو : (أنت فائزٌ إن اجتهدت) أو معنىً، نحو :
ستندم إن لم تجتهد.
وقد يُحذف الشرط والجواب معاً، ويبقى
شيء من متعلقاتهما نحو : من سَلّمَ عليك فسلم عليه، وإلا فلا ـ أي: ومن لم يسلم
عليك فلا تسلم عليه.
__________________
(المبحث الثاني عشر)
(في أحكام الفعل مع
نوني التوكيد: الخفيفة ـ والثقيلة)
يؤكد الفعل المستقبل بنون خفيفة ساكنة،
وتسمى الخفيفة أو بنون مشددة مفتوحةٍ، وتسمى الثقيلة، نحو : اجتهدنَّ ولا تكسلن.
__________________
(أ) متى لحقت الفعل نون التوكيد يُبنى
آخرهُ معها على الفتح وإذا كانت قد حُذفت عينه أو لامهُ بسبب السكون رُدت إليه
لزوال سبب الحذف، نحو : قُولنَّ الحق ولا تخشينّ.
(ب) إذا كان آخر الفعل متصلاً بواو
الجماعة أو ياء المخاطبة تُحذف نون الإعراب (إذا وجدت) كراهة لتوالي الأمثال
(النونات الزائدات) ثم تُحذف الواو والياء بسبب التقاء الساكنين، وتبقى لامُ الفعل
على حركتها، نحو : (لا تضربنَّ) (أصلها لا تضربوننَّ) ولا تذهبنَّ (أصلها لا
تذهبيننَّ) أما إذا كان الفعل من الناقص، وكانت عينه مفتوحةً وحذفت لامهُ بسبب
الإعلال فتثبتُ معه واو الجمع مضمومة وياء المخاطبة مكسورة، نحو : اخشونّ ـ ولا
ترضينّ ـ لأنهما
__________________
إذا حُذفتا لا تدل
الحركة عليهما، وبحذفها يحصل التباسٌ.
(ج) إذا كان الفعل متصلاً بألف الاثنين
ولحقتهُ نون التوكيد تُحذف نون الإعراب (إذا وجدت) وتُكسر نون التوكيد تشبيهاً لها
بنون المثنى، ولا تُحذف الألف خوفاً من الالتباس، نحو : لا تضربانِّ (أصلها لا
تضرباننَّ).
(د) إذا كان الفعل متصلاً بنون الإناث
يُفصل بين النونين بألف، وتُكسر نون التوكيد، فيقال: لا تذهبنانِّ.
__________________
(ويتضح من النتائج
الآتية ما يحذف من الفعل
المؤكد وحكم ما قبل
النون، بمراجعة هذا الجدول)
والملخص: أن الاسم لا
يؤكد أبداً، أما الأفعال فيعلم حكمها من هذا الجدول

(نموذج إعراب)
المؤمنون يعفون ـ المؤمنات يعفون
الكلمة
|
إعرابها
|
المؤمنون
|
مبتدأ
مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم.
|
يعفون
|
فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر المبتدأ قبله.
|
المؤمنات
|
مبتدأ
مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره.
|
يعفون
|
فعل
مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة التي هي فاعل والجملة من الفعل
والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ قبله.
|
__________________
(المبحث الخامس)
(في الاسم الممنوع من
الصرف)
الاسم المعرب الممنوع من الصرف: هو ما
لا يجوز أن يلحقهُ الكسر ـ ولا التنوين
(كعثمان ـ وعطشان)
وهو نوعان:
نوعٌ: يُمنعُ بعلةٍ واحدة، ونوعٌ يمنع
بعلتين.
فالنوع الأول: الذي يُمنع من الصرف بعلة
واحدة، هو الاسمُ المختوم بألف التأنيث، وصيغةٌ منتهى الجموع.
فالمختوم بألف التأنيث يُمنعُ من الصرف
سواء أكانت الألفُ (مقصورةً) كسكري ـ ومرضى أو (ممدودة) كخنساء ـ وأصدقاء.
وصيغة منتهى الجموع: هي ما كان بعد ألف
جمعه مُتحركان
__________________
متصلان نحو : دراهم
أو منفصلان بياءٍ ساكنةٍ، نحو : دنانير.
والنوع الثاني: الذي يمنع من الصرف
بعلتين، إما أن يكون علماً أو صفةً.
فيمنع العلم من الصرف في ستة مواضع:
١ ـ إذا كان مؤنثاً بالتاء لفظاً، نحو :
(حمزة ـ ومعاوية) أو معنىً نحو : (مريم ـ وسعاد) إلا ما كان عربياً ثلاثياً ساكن
الوسط نحو : (هند) فيجوز منعه وصرفه.
٢ ـ إذا كان أعجمياً زائداً على ثلاثة أحرف،
نحو : (يعقوب ـ وإبراهيم).
٣ ـ إذا كان مركباً تركيباً مزجياً غير
مختومٍ بويه
نحو : (بعلبك).
__________________
٤ ـ إذا كان مختوماً بألفٍ ونونٍ
زائدتين، نحو : (عثمان ـ وعمران).
٥ ـ إذا كان على وزن الفعل، نحو : (أسعد
ـ وتغلب ـ ويشكر).
٦ ـ إذا كان معدولاً
(كعمر) المعدول عن عامر.
وتمنع الصفة من الصرف في ثلاثة مواضع:
(أ) إذا جاءت على وزن (فعلان) الذي
مؤنثه (فعلى) نحو : «سكران
__________________
وعطشان» .
(ب) إذا جاءت على وزن (أفعل) الذي لا
يؤنث بالتاء، نحو : (أحمر وأعرج).
(ج) إذا كانت معدولة عن وزن آخر، ويكون
ذلك في موضعين: الأول: ما جاء على وزني (فُعَال ـ ومَفْعلَ) من الأعداد: فيقال
__________________
أُحاد وموحد، وثناء
ومثنى، وثُلاث ومثلث، إلى عُشار ومعشر.
الثاني: أُخر المعدولة عن الآخر، نحو :
(مررتُ بنساء أُخَر).
والاسم الممنوع من الصرف: إذا (أضيف) أو
دخلته (أل التعريف) جُر بالكسرة نحو : (درستُ في أفضل المدارسِ) وكذا في ضرورة
الشعر يجوز صرفه.
(المبحث السادس في
المذكر والمؤنث)
الاسم باعتبار جنسه يكون: إما مذكر: وهو
ما يصح أن تُشير إليه بلفظ (هذا) نحو : (رجلٌ ـ وبيتٌ).
وإما مؤنث: وهو ما يصح أن تُشير إليه
بلفظة (هذه) نحو : (امرأة ـ ودار).
وكل من المذكر والمؤنث: ينقسم إلى حقيقي
ومجازي.
__________________
فالمذكر الحقيقي: هو الذي له أُنثى من
جنسه (كرجل ـ وبعير).
والمذكر المجازي: هو ما ليس كذلك (ككتاب
ـ وبيت).
والمؤنث الحقيقي: هو ما يدلُ على أنثى
من الناس أو الحيوان (كامرأة ـ وناقة).
والمؤنث المجازي: ما ليس كذلك (كشمس ـ وخيمة).
وينقسم المؤنث إلى قسمين:
لفظي: وهو ما لحقته علامة التأنيث، سواء
أدل على مؤنث (كفاطمة) أم على مُذكر (كحمزة).
ومعنوي: وهو ما دل على مؤنث ولم تلحقه
علامة التأنيث (كهندٍ ودارٍ).
وعلامات التأنيث ثلاثٌ: التاء المربوطة
(كضاربة) والألف المقصورة (كسلمى) والألف الممدودة (كحسناء).
وتؤنث الصفات بإلحاق التاء المربوطة
بها، نحو : (عالم ـ عالمة) إلا ما كان على وزن فعلان فيؤنث على وزن فعلى، نحو :
(سكران ـ سَكرى) والصفة المشبهة على وزن أفعل تؤنث على وزن فعلاء، نحو : (أحمر ـ حمراء)
وأفعل التفضيل يؤنث على وزن فعلى، نحو : (أكبر ـ كبرى).
__________________
وما كان من الصفات على وزن (مِفْعَل)
كمقول أو (مِفْعال)
كمفْضال أو (مِفْعِيل) كمعطير
أو (فَعُول) بمعنى فاعل، كصبور أو (فعِيل) بمعنى مفعول كقتيل أو (فَعَّالَة)
كعلاّمة أو (فَاعِلة) كراوية أو (فَعُولة) كفروقة أو (فُعْلة) كضُحكة، يستوي فيه
المذكر والمؤنث، فيقال رجلٌ مِقول ومِفضال ومعطير وصبور وقتيل وعلاّمة وراوية
وفروقة وضُحكة، وامرأة مِقول ومِفضال ومعطير وصبور وقتيل وعلاّمة وراوية وفروقة وضُحكة.
وما لحقته التاء من هذه الأوزان كعدوة
ومسكينة، فهو شاذ، ولا يؤنث بالتاء قياساً من الأسماء غير الصفات، أما الموصوفات
فلا يُؤنث منها بالتاء إلا ما سُمع عن العرب تأنيثها به، نحو : (فتىً ـ وفتاةً ـ وظبي
ـ وظبية ـ ونَمِر ـ ونَمِرَة).
والاسم الموصوف يوضع في الغالب للمؤنث
منه (كلمةٌ خاصةٌ به) نحو : (جمل ـ وناقةٌ ـ وأسد ـ ولبؤةٌ) أو تطلق الكلمة على
المذكر
__________________
والمؤنث، ويفرق
بينهما: بأن يقال مثلاً: نملة ذكرٍ ـ نملةُ أنثى ـ فرسُ ذكر ـ وفرسُ أُنثى.
(تتمة في الحروف)
الحروف
تنقسم باعتبار مادتها إلى خمسة أقسام، أُحادية، وثنائية وثلاثية، ورباعية،
وخُماسية، ولا يتجاوز عددها الثمانين، وكلها مبنيٌ فالأحادية ثلاثة عشر، وهي:
الهمزة والألف والباء والتاء والسين
والفاء والكاف واللام والميم
والنون والهاء والواو والياء.
والثنائية ستةٌ وعشرون: وهي آ،
إذ، ألْ، أمْ، أنْ،
إنْ، أو ، أيْ، إيْ،
بل، عن، في، قَدْ، كي،
لا، لم، لن، لو (١٠)
__________________
ما، من، مُذ، ها،
هل، وَا،
يا، النون الثقيلة.
والثلاثية خمسةٌ وعشرون وهي: آيْ،
أجل إذا،
إذاً، ألاَ
إلى، أمَا
إنّ، أنَّ، أيَا، بَلى
ثم، جَلَلْ
جَبْرِ خلا، رُبّ، سوف،
عدا، عَلَّ
على، لاتَ، ليت، مُنذ، نِعْمَ، هَيَا.
والرباعية خمسة عشر وهي: إذْ ما، ألاّ
إلاّ، أمّا،
إمَّا، حاشا، حتى، كأن،
كلا لكنْ، لعل، لمّا،
لولا لَوْمَا
هَلاّ.
__________________
والخماسية (لكنَّ) فقط.
وتنقسم الحروف أيضاً باعتبار مدخولها
إلى ثلاثة أقسام:
قسمٌ يختص بالأسماء كحروف الجر ـ وقسمٌ
يختص بالأفعال كالنواصب ـ وقسمٌ مشتركٌ بينهما كالهمزة ـ وهل.
وتنقسم باعتبار عملها إلى قسمين: عاملةٍ
مثل إنّ ـ وغير عاملةٍ كأحرف الجواب.
وتنقسم باعتبار معناها إلى أقسام:
أحرف الاستقبال: وهي: (إنْ ـ أنْ ـ السين
ـ سوف ـ لن ـ هل).
وأحرف التحضيض، وهي: (الاَ ـ ألاّ ـ لولا
ـ لَوْمَا ـ هَلاّ).
أحرف التنبيه وهي: (إنّ ـ أنَّ ـ قد ـ لام
الابتداء ـ النون).
أحرف الجواب وهي: (أجل ـ إيْ
بلى ـ جَلَل ـ جَبر ـ لا ـ نعم).
أحرف الشرط وهي: إنْ ـ إذ ما ـ أمّا ـ لو
ـ لولا ـ لَوما).
أحرف المصدر وهي: (أنْ ـ أنَّ ـ كي ـ لو
ـ ما).
أحرف النفي وهي: (إنْ ـ لم ـ لمَّا ـ لن
ـ لا ـ لاتَ ـ مَا).
أحرف الزيادة وهي: (الباء ـ اللام
مِنْ ـ لا
مَا
__________________
إنْ،
أنْ.
وأحرف المفاجأة، وهي: (إذ ـ إذا).
وأحرف النداء، والجر، والعطف،
والاستثناء، والتأنيث، والتكلم، والخطاب، والغيبة، قد تقدمت، وحرف الاستدراك: وهو
(لكنَّ).
(تكملة في الجمل)
الجملة: لفظٌ مركب أفاد أو لم يُفد:
وتنقسم أولاً إلى:
(أ) إسمية: وهي ما بدئت باسم، نحو : من
عمل صالحاً فلنفسه ـ وهل من خالقٍ غير الله.
(ب) فعلية: وهي ما بُدئت بفعل، نحو :
قد أفلح المؤمنون ـ وكان ربك قديراً.
وتنقسم ثانياً إلى:
(أ) كُبرى: وهي الإسمية التي خبرها
جملة، نحو : العلمُ ثمرتهُ لذيذةٌ.
(ب) صُغرى: وهي ما كانت خبراً عن غيرها
كجُملة (ثمرته لذيذة) في المثال السابق.
(ج) لا كبرى ولا صغرى، نحو : العلمُ
نافعٌ.
__________________
وتنقسم ثالثاً إلى:
(أ) خبرية، نحو : قام محمدٌ ـ ومحمدٌ
قائمٌ.
(ب) إنشائية، نحو : احفظ ـ لا تلعب.
والخبرية إذا وقعت بعد النكرات الخالصة
فهي صفاتٌ لها نحو : رأيتُ رجلاً يكتبُ، وإن جاءت بعد المعارف المحضة، فهي حالٌ
منها، مثل: أقبل محمدٌ يبتسم.
أما الإنشائية: فإن وقعت بعد النكرات أو
المعارف الخالصة فلا تكون صفات، ولا أحوالاً لها.
وتنقسم رابعاً إلى:
(أ) جُمل لها محلٌ من الإعراب ومنها ما
يأتي:
١ ـ الواقعة خبراً
عن مبتدأ أو عن إنّ وأخواتها، نحو : الشجرة (أوراقها مُخضرة) وإن الكتاب ألفاظه
عذبةٌ، أو عن
كان وأخواتها، نحو : لبئس ما كانوا يفعلون ـ وكاد الفقر يكون كفراً.
٢ ـ الواقعة
مبتدأ، نحو : من الواجب عليك أن تبر والديك.
٣ ـ الواقعة
حالاً، نحو : جئت والشمس مشرقة.
٤ ـ الواقعة
مفعولاً، مثل: علمت أن الله قادرٌ ـ وأنبأتُ إبراهيم المسألة يمكن فهمها.
__________________
٥ ـ الواقعة
مُضافاً إليها نحو : هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم.
٦ ـ الواقعة
جواباً لشرط جازم إذا أُقرنت بالفاء أو إذا الفجائية نحو : وإن تجهر بالقول فإنه
يعلم السر وأخفى ـ إن تُصبهم سيئةٌ بما قدمت أيدهم إذا هم يقنطون.
٧ ـ التابعة لجملة قبلها لها محلٌ من
الإعراب، نحو : شوقي ينظم وينثر.
(ب) جملٌ لا محل لها من الإعراب منها:
١ ـ الواقعة جواباً لقسم، نحو : فورب
السماء والأرض إنه لحقٌ.
٢ ـ الواقعة صلةً لموصول، مثل: رأيت
الذي نجح أخوه.
٣ ـ الواقعة جواباً لشرطٍ غير جازم كإذا
ـ ولو ـ ولو ما ـ وكلما أو جازم غير مقرونة بالفاء أو إذا نحو : إذا جاء محمدٌ
فأعطه الكتاب ـ من يعمل مثقال ذرة خيراً يره.
٤ ـ الواقعة في ابتداء الكلام، نحو :
الفلاحُ في الجد.
٥ ـ المفسرة نحو : فأوحينا إليه أن اصنع
الفلك ـ أشرت إليه أن قم.
٦ ـ المعترضة وهي الفاصلة بين
مُتلازمين، نحو : أيدك الله إنك مجد فسررت ـ وإنه لقسمٌ لو تعملون عظيم.
٧ ـ التابعة لجملة لا محل لها من
الإعراب، نحو : إذا اجتهد سليمٌ نجح وسبق أقرانه.
__________________
(١) محلها جر.
(٢) مجزومة محلاً.
خاتمة
(في الوقف)
الوقف: قطع النطق عند آخر الكلمة عما
بعدها اختياراً فإن كان الآخر ساكناً بقي على سكونه، نحو : اسمع يا هذا.
وحكم الحرف الموقوف عليه السكون، نحو :
جاء الرجل، وإذا كان الاسم الموقوف عليه منوناً بعد فتحة أُبدل ألفاً، نحو : رأيتُ
سليماً ـ وإن كان منوناً بعد ضمة أو كسرةٍ حُذف التنوين وسُكّنَ فيقال: جاء سليمْ
ـ ومررت بسليمْ ـ إلا إذا كان تاء تأنيثٍ مربوطةً أو شبهها فتُبدلُ هاء ساكنة، نحو
: مريم نائمهْ ـ وجاء الرجلُ العلاّمهْ.
وإذا وقف على المنقوص
وكان منوناً بعد فتحة أُبدل تنوينه
__________________
ألفاً نحو : (رأيت
قاضياً) وإن كان تنوينه بعد ضمة أو كسرة حُذف التنوين والياء، وسُكِّن ما قبلها نحو
: هذا قاضْ ـ ومررتُ بقاضْ.
والفعل المحذوف آخره للجزم، أو بناء
الأمر، يجوز عند الوقف أن تلحقه هاء السكت، نحو : «لم يُعطهْ ـ وأعطِهْ".
وإذا كان الباقي من أصوله حرفاً واحداً
يجب إلحاق الهاء نحو : لم يعهْ ـ وعِهْ.
وكذلك تلزم هذه الهاء في الوقف على (ما)
الاستفهامية إذا جُرّت بمضاف نحو : (خوْف مَهْ) وأما إذا جُرت (ما) بحرفٍ فيجوز
إلحاق الهاء وعدمه، نحو : لِمَهْ ـ وعَمّهْ ـ في ـ لِمَ ـ وعَمَّ.
ويجوز إلحاق هذه الهاء بكل متحرك، بحركة
بناءٍ أصليةٍ نحو : ماليهْ ـ وسُلطانيهْ، قال الله تعالى: (فأمّا
مَنْ أُوتِيَ كتابَهُ بيَمينه فيقول هَاؤُمُ اقرءوا كِتَابِيَهْ).
يقول مؤلفه: الحمد لله الذي هدانا لهذا،
وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المرسل رحمة
للعالمين، وعلى جميع إخوانه النبيين وآلهم وصحبهم أجمعين.
(فهرس القواعد
الأساسية للغة العربية)
رقم الصفحة
|
المادة
|
١
|
فاتحة الكتاب
|
٣
|
تمهيد علوم اللغة العربية
|
٣
|
مزايا اللغة العربية
|
٤
|
أسباب وضع النحو وتاريخ وضعه ـ والتشييد بأحقية تقديمه
|
٦
|
معاني النحو وتعاريفه اللغوية والاصطلاحية
|
٧
|
تركيب الكلمات المستعملة في كل اللغات
|
٧
|
تعريف اللغة وكيفية كل أمة فيها
|
٧
|
مباحث كل من النحو والصرف واندماجهما معاً أو مستقلان
|
٨
|
مقدمة في الكلمة وأنواعها الثلاثة: الاسم والفعل والحرف
|
٩
|
الكلام وما يتركب منه وتقسيمه إلى اسم وفعل وحرف
|
١١
|
المقارنة بين الكلمة والكلام والكلم والجملة والقول
|
١٢
|
أسئلة وتمرينات وتطبقات على أنواع الكلام والكلم والجملة والقول
|
١٣
|
تعريف الاسم وعلاماته المميزة له عن الفعل والحرف
|
١٤
|
أشهر علامات الاسم
|
١٤
|
التنوين وأنواعه الأربعة: التمكين والتنكير والمقابلة والعوض
|
١٥
|
علامة الاسم المعنوية (الإسناد إليه)
|
١٦
|
تقسيم الاسم إلى مظهر ومضمر ومبهم
|
١٦
|
أسباب ونتائج وأسئلة يطلب أجوبتها
|
١٧
|
تعريف الفعل وتقسيمه وعلاماته
|
١٧
|
الفعل الماضي وعلاماته المختصة به
|
١٧
|
مواضع دلالة الماضي على الحال والاستقبال مجازاً
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
١٨
|
الفعل المضارع وعلاماته المختصة به
|
١٩
|
معينات المضارع للحال
|
١٩
|
معينات المضارع للاستقبال
|
١٩
|
انقلاب المضارع للماضي
|
٢٠
|
فعل الأمر وعلاماته المختصة به
|
٢١
|
العلامات المشتركة بين الماضي والمضارع والأمر
|
٢١
|
مأخذ المضارع والأمر
|
٢٢
|
أحرف المضارع الأربعة ومعانيها وكيفية استعمالها
|
٢٣
|
همزتا الوصل والقطع ومواضع كل منهما
|
٢٤
|
تمرينات عامة على الأسماء والأفعال وعلامات كل منهما
|
٢٤
|
تعريف الحرف وأنواعه وعلاماته
|
٢٥
|
تمرينات وأسئلة عمومية وأسباب ونتائج
|
٢٧
|
الباب الأول في الإعراب والبناء
|
٢٧
|
المبحث الأول في الإعراب وأنواعه الأربعة
|
٢٨
|
المبحث الثاني في البناء وأنواعه الأربعة
|
٣٠
|
المبحث الثالث في أنواعه المشبابهة الدائرة بين الاسم والحرف
|
٣٠
|
أنواع الشبه الثلاثة الوضعي والمعنوي والاستعمالي
|
٣٣
|
أسئلة وتمرينات عمومية
|
٣٤
|
المبحث الرابع في أحكام أنواع البناء
|
٣٤
|
المبني على الضم أو نائبه خمسة عشر لفظاً
|
٣٥
|
المبني على الفتح أو نائبه سبعة أشياء
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
٣٦
|
المبني على الكسر خمسة أنواع
|
٣٧
|
المبني على السكون كثير
|
٣٨
|
أسباب ونتائج التحرك العام
|
٣٨
|
أسباب البناء على الضم
|
٣٨
|
أسباب البناء على الفتح
|
٣٩
|
أسباب البناء على الكسر
|
٤٠
|
المبحث الخامس في تقسيم الأسماء المبنية إلى بناء لازم وإلى بناء عارض
|
٤١
|
المبحث السادس في الاسم المعرب والمبني
|
٤١
|
بناء الفعل وإعرابه
|
٤٢
|
بناء الفعل الماضي
|
٤٢
|
بناء الفعل الأمر
|
٤٣
|
بناء الفعل المضارع
|
٤٣
|
إعراب الفعل المضارع
|
٤٤
|
تمرينات على الأفعال المبنية وأحوال بنائها
|
٤٥
|
تمرينات ونماذج وتطبيقات على الإعراب العام
|
٤٧
|
تمرينات الأفعال المعربة والمبنية
|
٤٨
|
المبحث السابع في علامات الإعراب
|
٥١
|
تنبيهات في علامات الإعراب الأصلية والفرعية
|
٥٢
|
المبحث الثامن في مجمل المعربات السابقة
|
٥٣
|
جمع المؤنث السالم وما يلحق به في إعرابه
|
٥٤
|
تمرين على جمع المؤنث السالم
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
٥٤
|
المبحث التاسع في الذي يُعرب بالحروف نيابة عن الحركات
|
٥٥
|
المثنى والملحق به وكيفية تثنية الأسماء المقصورة والمنقوصة والممدودة
|
٥٦
|
شروط المثنى الثمانية
|
٥٨
|
نماذج وتطبيقات وأسباب ونتائج
|
٦٠
|
جمع المذكر السالم والملحق به في إعرابه
|
٦١
|
تقسيم جمع المذكر السالم إلى علم وصفة وشروط جمع كل منهما
|
٦٢
|
تمرينات ونماذج إعراب وأسباب ونتائج
|
٦٣
|
الأسماء الستة وشروطها وإعرابها بالحروف
|
٦٥
|
نماذج إعراب الأسماء الستة وملحقاتها
|
٦٦
|
الأفعال الخمسة وتعريفها وإعرابها بالحروف
|
٦٧
|
المبحث العاشر في الفعل المضارع المعتل الآخر
|
٦٧
|
تقسيم المعتل إلى مثال وأجوف وناقص ولفيف
|
٦٧
|
تقسيم الصحيح إلى سالم ومهموز ومضاعف
|
٦٧
|
المبحث الحادي عشر في الإعراب الظاهر والمقدر
|
٦٩
|
تقسيم الاسم إلى مقصور ومنقوص وصحيح
|
٧٢
|
المبحث الثاني عشر في الإعراب المحلي
|
٧٣
|
تمرين عام لبيان المعربات من المبنيات
|
٧٤
|
المبحث الثالث عشر في العامل والمعمول
|
٧٤
|
العوامل اللفظية والمعنوية
|
٧٥
|
تطبيق إعراب عام
|
٧٦
|
تمرينات ونماذج على المعربات بالحروف
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
٧٧
|
الباب الثاني في النكرة والمعرفة
|
٧٧
|
المبحث الأول في بيان النكرة وأنواعها
|
٧٨
|
المبحث الثاني في بيان المعرفة وأنواعها
|
٧٩
|
المبحث الثالث في الضمير أو المضمر
|
٧٩
|
أنواع الضمائر البارزة المتصلة والمنفصلة
|
٨١
|
الضمائر المستترة وجوباً عشرة
|
٨٢
|
الضمائر المستترة جوازاً أربعة
|
٨٣
|
الضمائر المتصلة ودواعي فصلها في بعض الأحوال
|
٨٣
|
جواز فصل الضمائر مع إمكان الوصل
|
٨٤
|
تمرينات على أنواع الضمائر
|
٨٥
|
المبحث الرابع في ياء المتكلم مع نون الوقاية
|
٨٥
|
فوائد تختص بالضمائر ونون الوقاية
|
٨٧
|
تمرينات على ياء المتكلم مع نون الوقاية
|
٨٧
|
المبحث الخامس في العلم وتعريفه وتقسيمه
|
٨٨
|
تقسيم العلم باعتبار الوضع إلى اسم وكنية ولقب
|
٨٨
|
تقسيم العلم باعتبار الاستعمال إلى مرتجل ومنقول
|
٨٩
|
تقسيم العلم باعتبار اللفظ إلى مفرد ومركب
|
٩٠
|
تقسيم العلم باعتبار معناه إلى علم شخصي وإلى علم جنسي
|
٩٢
|
تمرينات وتطبيقات ونماذج إعراب على أنواع العلم
|
٩٣
|
المبحث السادس في اسم الإشارة وألفاظه للمذكر والمؤنث
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
٩٦
|
تمرينات وأسئلة على كيفية استعمال ألفاظ الإشارة
|
٩٧
|
أنواع المشار إليه القريب والمتوسط والبعيد
|
٩٩
|
المبحث السابع في الاسم الموصول
|
٩٩
|
الموصولات الحرفية
|
١٠٠
|
الأسماء الموصولة الخاصة
|
١٠١
|
الأسماء الموصولة المشتركة
|
١٠٢
|
أحكام (أيَّ) الموصولة (وأل) الموصولة
|
١٠٣
|
افتقار الموصولات إلى صلة متأخرة عنها
|
١٠٤
|
عائد الموصولات الإسمية
|
١٠٦
|
الضمير الذي يعود إلى الموصول واجب ذكره وجائز حذفه
|
١٠٨
|
تطبيقات إعراب وتمرينات على أنواع الموصولات
|
١١٠
|
المبحث الثامن في المعرف بأل الجنسية والعهدية
|
١١١
|
تعريف العدد المركب والمضاف والمعطوف
|
١١٢
|
المبحث التاسع فيما بقي من المعارف
|
١١٢
|
المعرف بالإضافة
|
١١٢
|
المعرف بالنداء
|
١١٣
|
المرفوعات العشرة من الأسماء
|
١١٣
|
الباب الثالث في الفاعل
|
١١٤
|
المبحث الأول في أنواع الفاعل
|
١١٥
|
وجوب تأنيث العامل للفاعل في أربعة مواضع
|
١١٦
|
جواز تأنيث العامل للفاعل في خمسة مواضع
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
١١٧
|
امتناع تأنيث العامل للفاعل في ثلاثة مواضع
|
١١٧
|
تقديم الفاعل على المفعول في ثلاثة مواضع
|
١١٨
|
تقدم المفعول على الفاعل وجوباً في ثلاثة مواضع
|
١١٨
|
تقدم المفعول على الفعل والفاعل وجوباً في ثلاثة مواضع
|
١١٩
|
أسئلة وتطبيقات على الفاعل في جميع أحواله السابقة
|
١٢٠
|
المبحث الثاني في نائب الفاعل
|
١٢١
|
ما ينوب عن الفاعل واحد من أربعة أشياء
|
١٢٣
|
أسئلة وتطبيقات على نائب الفاعل
|
١٢٥
|
الباب الرابع في المبتدأ والخبر
|
١٢٥
|
المبحث الأول في تعريف المبتدأ وتنكيره
|
١٢٦
|
تخصيص النكرة التي يصح الابتداء بها
|
١٢٧
|
تعميم النكرة التي يصح الابتداء بها
|
١٢٧
|
مسوغات الابتداء بالنكرة
|
١٢٨
|
تطبيقات على مسوغات الابتداء بالنكرة
|
١٢٨
|
المبحث الثاني في مرتبة المبتدأ والخبر
|
١٢٩
|
مواضع تقدم المبتدأ على الخبر وجوباً في أربعة مواضع
|
١٣٠
|
مواضع تقدم الخبر على المبتدأ وجوباً في أربعة مواضع
|
١٣١
|
المبحث الثالث في ذكر المبتدأ وحذفه
|
١٣١
|
حذف المبتدأ وجوباً في خمسة مواضع
|
١٣٢
|
المبحث الرابع في ذكر الخبر وحذفه
|
١٣٢
|
حذف الخبر وجوباً في أربعة مواضع
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
١٣٣
|
تمرين في أسباب تقديم المبتدأ والخبر
|
١٣٣
|
المبحث الخامس في خبر المبتدأ وأنواعه
|
١٣٤
|
الخبر ثلاثة أنواع: المفرد والجملة وشبه الجملة
|
١٣٦
|
روابط الخبر بالمبتدأ
|
١٣٧
|
المبحث السادس في تضمين المبتدأ معنى الشرط
|
١٣٨
|
مواضع وجوب اقتران الخبر بالفاء
|
١٣٩
|
المبحث السابع في المبتدأ الذي له مرفوع يغني عن الخبر
|
١٤٠
|
تمرينات وتطبيقات على المبتدأ والخبر
|
١٤٣
|
الباب الخامس في الأفعال الناقصة
|
١٤٣
|
المبحث الأول الأفعال الناقصة ثلاثة عشر فعلاً
|
١٤٣
|
الأفعال الملحقات بصار في العمل
|
١٤٥
|
المبحث الثاني كان وأخواتها من حيث التصرف وعدمه ثلاثة أنواع
|
١٤٦
|
المبحث الثالث في حكم اسم وخبر كان وأخواتها
|
١٤٦
|
المبحث الرابع في امتيازات كان عن أخواتها
|
١٤٨
|
تمرينات وتطبيقات ونماذج إعراب على كان وأخواتها
|
١٥١
|
المبحث الخامس في أفعال المقاربة
|
١٥٢
|
المبحث السادس في اقتران أخبارها بأن
|
١٥٢
|
أسباب ونتائج تتعلق بكاد وأخواتها
|
١٥٤
|
تطبيقات وتمرينات على أفعال المقاربة
|
١٥٦
|
المبحث السابع في الأحرف المشبهة بليس
|
١٥٨
|
نماذج إعراب الحروف المشبهة بليس في العمل
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
١٥٩
|
المبحث الثامن في إن وأخواتها
|
١٦١
|
المبحث الأول في اسم وخبر إن وأخواتها
|
١٦٣
|
المبحث الثاني في مواضع كسر همزة إنّ وجوباً
|
١٦٤
|
المبحث الثالث في مواضع فتح همزة أنّ وجوباً
|
١٦٤
|
المبحث الرابع في مواضع كسر وفتح همزة إنّ وجوباً
|
١٦٥
|
المبحث الخامس في تخفيف إنّ وأنّ وكأن ولكن
|
١٦٩
|
تطبيقات وتمرينات ونماذج إعراب على إن وأخواتها
|
١٦٩
|
المبحث السادس في لا النافية للجنس
|
١٧١
|
عمل لا النافية للجنس عمل إن بستة شروط
|
١٧١
|
اسم (لا) ثلاثة أنواع: مفرد ـ مضاف ـ وشبيه بالمضاف
|
١٧٢
|
المبحث السابع في تكرار لا النافية
|
١٧٤
|
المبحث الثامن في حكم نعت اسم لا
|
١٧٥
|
المبحث التاسع في خبر لا النافية للجنس
|
١٧٥
|
أسئلة وتمرينات وتطبيقات وإعراب لا النافية للجنس
|
١٧٧
|
المبحث العاشر في ظن وأخواتها
|
١٧٧
|
تقسيم الفعل إلى متعدي ولازم
|
١٨٠
|
المبحث الحادي عشر في أفعال القلوب والتحويل
|
١٨١
|
المبحث الثاني عشر في الإعمال والإلغاء والتعليق
|
١٨٤
|
أشهر أسباب التعدي واللزوم
|
١٨٥
|
نماذج وتطبيقات وتمرينات على المتعدي واللازم
|
١٨٦
|
المبحث الثالث عشر في التنازع
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
١٨٨
|
تمرينات وتطبيقات على التنازع
|
١٨٨
|
المبحث الرابع عشر في الاشتغال
|
١٨٩
|
أحوال الاسم المشغول عنه خمسة
|
١٩٢
|
تمرينات وتطبيقات على الاشتغال
|
١٩٣
|
الباب السادس في المنصوبات
|
١٩٣
|
المبحث الأول في المفعول به
|
١٩٤
|
ناصب المفعول به فعل أو شبهه
|
١٩٦
|
الأفعال الناصبة لمفعول واحد واثنين وثلاثة
|
١٩٧
|
المبحث الثاني في المفعول المطلق
|
١٩٨
|
ما ينوب عن المفعول المطلق ١٢ نائباً
|
٢٠٠
|
حذف عامل المفعول المطلق
|
٢٠٢
|
نماذج وتمرينات وتطبيقات على المفعول المطلق
|
٢٠٤
|
المبحث الثالث في المفعول فيه
|
٢٠٥
|
ظروف الزمان وظروف المكان
|
٢٠٦
|
المبحث الرابع في الظرف المتصرف وغيره
|
٢٠٩
|
تمرين ونموذج إعراب على الظروف المبهمة والمختصة
|
٢٠٩
|
المبحث الخامس في المفعول له أو لأجله
|
٢١١
|
المبحث السادس في المفعول معه
|
٢١٢
|
الأحوال الأربعة للاسم الواقع بعد واو المعية
|
٢١٥
|
تطبيقات ونموذج إعراب على المفعول معه
|
٢١٥
|
المبحث السابع في المستثنى
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
٢١٦
|
أدوات الاستثناء الستة وما يلحق بها
|
٢١٦
|
تقسيم المستثنى إلى متصل ومنقطع
|
٢١٦
|
أحوال المستثنى بإلا الثلاثة
|
٢١٨
|
أحوال المستثنى بغير وسوى
|
٢١٨
|
أحوال المستثنى بعدا وخلا وحاشا
|
٢١٩
|
حكم المستثنى بليس ولا يكون
|
٢٢٠
|
حكم لفظة (بَيْدَ) في الاستثناء المنقطع
|
٢٢٠
|
المبحث الثامن في لاسيما
|
٢٢٢
|
تمرينات وتطبيقات ونماذج إعراب على أنواع المستثنى
|
٢٢٣
|
المبحث التاسع في الحال وكيف تأتي؟
|
٢٢٥
|
المبحث العاشر في الحال الجامدة والمشتقة
|
٢٢٦
|
المبحث الحادي عشر في احتياج الحال إلى صاحب وعامل
|
٢٢٨
|
المبحث الثاني عشر في مرتبة الحال مع صاحبها وعاملها
|
٢٢٩
|
تقدم الحال على عاملها وجوباً في ثلاثة مواضع
|
٢٣١
|
المبحث الثالث عشر في تقسيم الحال إلى مؤسسة ومؤكدة
|
٢٣٢
|
المبحث الرابع عشر في روابط الحال
|
٢٣٥
|
تطبيقات وتمرينات ونماذج إعراب على الحال
|
٢٣٧
|
المبحث الخامس عشر في التمييز
|
٢٣٧
|
تقسيم التمييز إلى مفرد وجملة
|
٢٤١
|
كنايات العدد كم وكأي وكذا
|
٢٤٣
|
المبحث السابع عشر في ألفاظ العدد
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
٢٤٤
|
العدد الترتيبي ١٢ لفظاً
|
٢٤٥
|
تمرينات ونماذج إعراب وتطبيقات على الأعداد
|
٢٤٦
|
المبحث الثامن عشر في المنادى
|
٢٤٨
|
المبحث التاسع عشر في تابع المنادى
|
٢٥٠
|
المبحث العشرون في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم
|
٢٥١
|
المبحث الحادي والعشرون في ترخيم المنادى
|
٢٥٢
|
المبحث الثاني والعشرون في أسماء ملازمة للنداء قياسية وسماعية
|
٢٥٣
|
المبحث الثالث والعشرون في الاستغاثة وأحوال المستغاث به
|
٢٥٥
|
المبحث الرابع والعشرون في الندبة وأحوال المندوب
|
٢٥٦
|
تطبيقات وتمرينات على جميع المنصوبات
|
٢٥٦
|
المبحث الخامس والعشرون في التحذير
|
٢٥٧
|
المبحث السادس والعشرون في الإغراء
|
٢٥٨
|
تمرينات ونماذج إعراب على التحذير والإغراء
|
٢٥٨
|
المبحث السابع والعشرون في الاختصاص
|
٢٦١
|
تطبيقات وتمارين ونماذج إعراب الاختصاص
|
٢٦٢
|
المبحث الثامن والعشرون في خبر كان وأخواتها
|
٢٦٣
|
الباب السابع في مجرورات الأسماء
|
٢٦٣
|
المبحث الأول في حروف الجر
|
٢٦٣
|
تقسيم حروف الجر إلى أصلي وزائد وشبيه بالزائد
|
٢٦٧
|
المبحث الثاني في معاني حروف الجر
|
٢٧٢
|
تمرينات على حروف الجر
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
٢٧٢
|
المبحث الثاني في الإضافة وأنواعها
|
٢٧٥
|
المبحث الثالث في الأسماء الملازمة للإضافة
|
٢٧٦
|
المبحث الرابع في الأسماء التي تلزم الإضافة إلى الجملة
|
٢٧٧
|
المبحث الخامس في بعض أحكام للإضافة
|
٢٧٩
|
نموذج إعراب على الإضافة وأنواعها
|
٢٧٩
|
الباب الثامن في التوابع
|
٢٨٠
|
المبحث الأول في النعت
|
٢٨١
|
تقسيم النعت إلى حقيقي وسببي وحكم كل منهما
|
٢٨٥
|
تطبيقات وتمرينات على أنواع النعت
|
٢٨٦
|
المبحث الثاني في التوكيد
|
٢٨٧
|
تقسيم التوكيد إلى لفظي ومعنوي وحكم كل منهما
|
٢٩٠
|
نماذج وأسئلة على التوكيد
|
٢٩١
|
المبحث الثالث في البدل
|
٢٩٢
|
أنواع البدل الأربعة وحكم كل منها
|
٢٩٣
|
تنبيهات في الفروق بين عطف البيان والبدل
|
٢٩٤
|
نموذج إعراب على أنواع البدل
|
٢٩٤
|
المبحث الرابع في عطف البيان
|
٢٩٦
|
نماذج إعراب على عطف البيان
|
٢٩٧
|
المبحث الخامس في عطف النسق
|
٢٩٧
|
حروف العطف ومعانيها وكيفية استعمالها
|
٣٠٠
|
نماذج إعراب على عطف النسق
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
٣٠٠
|
الباب التاسع في عمل شبه الفعل
|
٣٠٠
|
الفعل الجامد والمتصرف
|
٣٠٢
|
المبحث الأول في المصدر وأنواعه
|
٣٠٢
|
مصادر الثلاثي والرباعي والخماسي
|
٣٠٤
|
المبحث الثاني في المصدر الميمي وعمل المصدر
|
٣٠٦
|
المبحث الثالث في اسم المصدر وعمله
|
٣٠٦
|
المبحث الرابع في مصدري المرة والهيئة
|
٣٠٧
|
المصدر الصناعي وأنواعه
|
٣٠٩
|
تطبيقات وتمرينات على أنواع المصادر
|
٣١٠
|
المبحث الخامس في اسم الفاعل وعمله
|
٣١١
|
صيغ المبالغة وكيفية عملها عمل اسم الفاعل
|
٣١١
|
نموذج إعراب على عمل اسم الفاعل
|
٣١٢
|
تمرينات وتطبيقات على عمل اسم الفاعل وصيغ المبالغة
|
٣١٢
|
المبحث السادس في اسم المفعول وعمله
|
٣١٣
|
المبحث السابع في الصفة المشبهة وعملها
|
٣١٤
|
الصفة شبيهة باسم الفاعل في العمل وبينهما فروق ثلاثة
|
٣١٦
|
تمرينات على الصفة المشبهة وعملها
|
٣١٦
|
أسماء الذات والمعاني والصفات والموصوفات
|
٣١٦
|
المبحث الثامن في اسم التفضيل وعمله
|
٣١٧
|
الأحوال الأربعة في كيفية استعمال اسم التفضيل
|
٣١٨
|
تمرين على اسم التفضيل وعمله
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
٣٢٠
|
نموذج إعراب على اسم التفضيل الرافع للاسم الظاهر
|
٣٢٠
|
المبحث التاسع في أسماء الزمان والمكان والآلة
|
٣٢٢
|
أسئلة عاملة ونماذج إعراب على أنواع المشتقات
|
٣٢٣
|
المبحث العاشر في أفعال المدح والذم
|
٣٢٧
|
أسئلة ونماذج إعراب على أفعال المدح والذم
|
٣٢٧
|
تطبيق على نعم وبئس وما جرى مجراهما
|
٣٢٨
|
المبحث الحادي عشر في التعجب
|
٣٣١
|
تطبيقات وتمرينات وإعراب أفعال التعجب
|
٣٣٣
|
المبحث الثاني عشر في أسماء الأفعال والأصوات
|
٣٣٣
|
تقسيم أسماء الأفعال من حيث الوضع
|
٣٣٤
|
تقسيم أسماء الأفعال من حيث الزمن
|
٣٣٥
|
تمرينات ونماذج على أسماء الأفعال
|
٣٣٥
|
أسماء الأصوات وأنواعها
|
٣٣٦
|
نموذج إعراب على أسماء الأفعال
|
٣٣٦
|
الباب العاشر في نواصب الفعل المضارع
|
٣٣٦
|
المبحث الأول في نواصب الفعل المضارع
|
٣٣٨
|
المبحث الثاني في امتيازات (أن) الناصبة المصدرية
|
٣٤١
|
المبحث الثالث في جوازم الفعل المضارع
|
٣٤٢
|
الأدوات التي تجزم فعلاً واحداً
|
٣٤٣
|
الأدوات التي تجزم فعلين
|
٣٤٦
|
وجوب ربط جواب الشرط بالفاء
|
رقم الصفحة
|
المادة
|
٣٤٧
|
حذف فعل الشرط أو فعل الجواب
|
٣٤٨
|
شرط الجزم بعد النهي وبعد غير النهي
|
٣٤٩
|
إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق منهما
|
٣٤٩
|
المبحث الرابع في أحكام الفعل مع نوني التوكيد
|
٣٥٠
|
أسباب ونتائج إسناد الفعل لنوني التوكيد
|
٣٥٢
|
جدول بما يحذف من الفعل المؤكد وحكم ما قبل النون
|
٣٥٣
|
جدول يبين أن الاسم لا يؤكد وشروط تأكيد الأفعال وأمثلتها
|
٣٥٣
|
نموذج إعراب الأفعال المسندة لنوني التوكيد ونون النسوة
|
٣٥٤
|
المبحث الخامس في الاسم الممنوع من الصرف
|
٣٥٥
|
يمتنع العلم من الصرف في ستة مواضع
|
٣٥٦
|
تمتنع الصفة من الصرف في ثلاثة مواضع
|
٣٥٨
|
المبحث السادس في المذكر والمؤنث
|
٣٥٩
|
علامات التأنيث الثلاثة
|
٣٦١
|
تتمة في الحروف وتقسيمها باعتبار مادتها
|
٣٦٤
|
تكملة في الجمل
|
٣٦٧
|
خاتمة في الوقف
|
|