«الفات نظر»

ليعلم القارئ الكريم أن التعليقات الموقعة بتوقيع (ر) على هذه المقدمة هي من رشحات قلم البحاثة الشهير المستشرق عضو جمعية المستشرقين الألمانية ه. ريتر نقلناها والمقدمة المذكورة حرفيا عن نسخة الكتاب التي تصدى هو لتصحيحها وطبعها في مطبعة الدولة باستانبول سنة ١٩٣١ تتميما للفائدة وإنا لنشكر لهذا البحاثة شكرا جزيلا نشرياته الاسلامية ونقدر له عمله البار ونرجو له التوفيق والسداد فعليه إذا تكون نسختنا هذه هي الطبعة الثانية لطبعة المستشرق المذكور تصدينا لها لما لها من الأهمية في العالم الاسلامي بحيث لا يستغني عنها اى احد والله الموفق والمعين

[الناشر]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

(اما بعد) فان فرق الامة كلها المتشيعة وغيرها اختلفت في الامامة في كل عصر ووقت كل إمام بعد وفاته وفي عصر حياته منذ قبض الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد ذكرنا في كتابنا هذا ما يتناهى إلينا من فرقها وآرائها واختلافها وما حفظنا مما رؤي لنا من العلل التي من أجلها تفرقوا واختلفوا وما عرفنا في ذلك من تأريخ الأوقات وبالله التوفيق ومنه العون

قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في شهر ربيع الأول سنة عشر من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سنة وكانت نبوته عليه‌السلام ثلاثا وعشرين سنة وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ، فافترقت الأمة ثلاث فرق (فرقة منها) سميت الشيعة وهم شيعة علي بن ابي طالب عليه‌السلام (١) ومنهم افترقت صنوف الشيعة كلها ، (وفرقة منهم) ادعت الإمرة والسلطان

__________________

(١) واتبعوه ولم يرجعوا إلى غيره ومنها افترقت الخ ـ نسخة ـ

وهم الأنصار ودعوا إلى عقد الأمر لسعد بن عبادة الخزرجي ، (وفرقة) مالت إلى بيعة أبي بكر بن أبي قحافة وتأولت فيه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم ينص على خليفة بعينه وأنه جعل الأمر إلى الأمة تختار لانفسها من رضيته ، واعتل قوم منهم برواية ذكروها أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمره في ليلته التي توفي فيها بالصلاة باصحابه فجعلوا ذلك الدليل على استحقاقه إياه وقالوا رضيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لامر ديننا ورضيناه لأمر دنيانا وأوجبوا له الخلافة بذلك فاختصمت هذه الفرقة وفرقة الأنصار وصاروا إلى سقيفة بني ساعدة ومعهم أبو بكر وعمر وابو عبيدة بن الجراح والمغيرة بن شعبة الثقفي وقد دعت الأنصار إلى العقد لسعد بن عبادة الخزرجي والاستحقاق للأمر والسلطان فتنازعوا هم والأنصار في ذلك حتى قالوا منا أمير ومنكم أمير فاحتجت هذه الفرقة عليهم بأن النبي عليه‌السلام قال : الأئمة من قريش وقال بعضهم أنه قال : الامامة لا تصلح إلا في قريش فرجعت فرقة الانصار ومن تابعهم إلى امر أبي بكر غير نفر يسير مع سعد بن عبادة ومن اتبعه من اهل بيته فانه لم يدخل في بيعته حتى خرج إلى الشام (١) مراغما لأبي بكر وعمر فقتل هناك يحوران قتله الروم وقال

__________________

(١) الشام فى زمان عمر مراغما له ـ نسخة ـ

آخرون قتله الجن فاحتجوا بالشعر المعروف وفي روايتهم أن الجن قالت

قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده

ورميناه بسهمين فلم نخطي فؤاده

وهذا قول فيه بعد النظر الخ لأنه ليس في التعارف أن الجن ترمي بني آدم بالسهام فتقتلهم ، فصار مع ابي بكر السواد الأعظم والجمهور الأكثر فلبثوا معه ومع عمر مجتمعين عليهما راضين بهما ، وقد (١) كانت فرقة اعتزلت عن أبي بكر فقالت لا نؤدي الزكاة إليه حتى يصح عندنا (٢) لمن الأمر ومن استخلفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ونقسم الزكاة بين فقرائنا وأهل الحاجة منا ، وارتد قوم فرجعوا عن الاسلام ودعت بنو حنيفة إلى نبوة مسيلمة وقد كان ادعى النبوة في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فبعث ابو بكر إليهم الخيول عليها خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي فقاتلهم وقتل مسيلمة وقتل من قتل ورجع (٣) من رجع منهم إلى أبي بكر فسموا أهل الردة ولم يزل هؤلاء جميعا على أمر واحد حتى نقموا على عثمان بن عفان امورا أحدثها وصاروا (٤) بين خاذل وقاتل إلا خاصة أهل بيته وقليلا من غيرهم حتى قتل ، فلما قتل بايع الناس عليا عليه‌السلام فسموا الجماعة ثم افترقوا بعد ذلك (٥) فصاروا ثلاث

__________________

(١) وامتنعت فرقة من اعطاء الزكاة إليهما فقالت لا نؤدي الزكاة الخ ـ نسخة ـ

(٢) لنا أنه لمن الأمر الخ ـ نسخة ـ

(٣) ورجع من لم يقتل منهم الخ ـ نسخة ـ

(٤) فصار المسلمون الخ ـ نسخة ـ

(٥) بعد ذلك إلى أربعة : فرقة الخ ـ خ ل ـ

فرق : (فرقة) أقامت على ولاية علي بن ابي طالب عليه‌السلام

(وفرقة) منهم اعتزلت مع سعد بن مالك وهو سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب ومحمد بن مسلمة الأنصاري واسامة بن زيد ابن حارثة الكلبي مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فان هؤلاء اعتزلوا عن علي عليه‌السلام وامتنعوا من محاربته والمحاربة معه بعد دخولهم في بيعته والرضاء به فسموا المعتزلة وصاروا أسلاف المعتزلة إلى آخر الابد وقالوا : لا يحل قتال علي ولا القتال معه ، وذكر بعض أهل العلم أن الاحنف بن قيس التميمي اعتزل بعد ذلك في خاصة قومه من بني تميم لا على التدين بالاعتزال لكن على (١) طلب السلامة من القتل وذهاب المال وقال لقومه : اعتزلوا الفتنة أصلح لكم ، (وفرقة) خالفت عليا عليه‌السلام وهم طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام وعائشة بنت أبي بكر فصاروا إلى البصرة فغلبوا عليها وقتلوا عمال علي عليه‌السلام بها وأخذوا المال فسار إليهم علي عليه‌السلام فقتل طلحة والزبير وهزموا وهم أصحاب الجمل وهرب قوم منهم فصاروا إلى معاوية بن أبي سفيان ومال (٢) معهم أهل الشام وخالفوا عليا ودعوا إلى الطلب بدم عثمان والزموا عليا وأصحابه دمه ثم دعوا إلى معاوية وحاربوا عليا عليه‌السلام وهم أهل صفين ،

__________________

(١) طلبا لسلامة الحياة وصون المال لا للدين وقال لقومه الخ ـ خ ل ـ

(٢) وأمالوه مع أهل الشام إلى حرب علي وطلب دم عثمان الخ ـ خ ل ـ

ثم خرجت فرقة ممن كان مع علي عليه‌السلام وخالفته بعد تحكيم الحكمين بينه وبين معاوية وأهل الشام وقالوا : لا حكم إلا لله وكفروا عليا عليه‌السلام وتبرءوا منه وأمروا عليهم ذا الثدية وهم المارقون ، فخرج علي عليه‌السلام فحاربهم بالنهروان فقتلهم وقتل ذا الثدية فسموا «الحرورية» لوقعة حروراء وسموا جميعا «الخوارج» ومنهم افترقت فرق الخوارج كلها

فلما قتل (١) علي عليه‌السلام التقت الفرقة التي كانت معه والفرقة التي كانت مع طلحة والزبير وعائشة فصاروا فرقة واحدة مع معاوية بن ابي سفيان إلا القليل منهم من شيعته ومن قال بامامته بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهم السواد الأعظم وأهل الحشو وأتباع الملوك وأعوان كل من غلب أعني الذين التقوا مع معاوية فسموا جميعا «المرجئة» لأنهم توالوا المختلفين جميعا وزعموا أن أهل القبلة كلهم مؤمنون باقرارهم الظاهر بالايمان ورجوا لهم جميعا المغفرة

وافترقت «المرجئة» بعد ذلك فصارت إلى (اربع فرق) : (فرقة) منهم غلوا فى القول وهم «الجهمية» أصحاب «جهم بن صفوان» وهم مرجئة أهل خراسان (وفرقة) منهم «الغيلانية» أصحاب «غيلان بن مروان»

__________________

(١) ولما قتل علي عليه‌السلام بسيف ابن ملجم المرادي من منهزمي الخوارج اتفقت بقية الناكثين والقاسطين وتبعة الدنيا على معاوية فسموا «المرجئة» وزعموا أن أهل القبلة كلهم مؤمنون ورجئوا إليهم جميعا المغفرة ولم يبق مع ابنه الحسن إلا القليل من الشيعة :

وافترقت المرجئة الخ ـ خ ل ـ

وهم مرجئة أهل الشام ، (وفرقة) منهم «الماصرية» أصحاب «عمرو (١) ابن قيس الماصر» وهم مرجئة أهل العراق منهم «ابو حنيفة» ونظراؤه ، (وفرقة) منهم يسمون (الشكاك) و (البترية) أصحاب الحديث منهم (سفيان بن سعيد الثوري) و (شريك بن عبد الله) و (ابن ابي ليلى) و (محمد بن ادريس الشافعي) و (مالك بن أنس) ونظراؤهم من أهل الحشو والجمهور العظيم وقد سموا (الحشوية)

فقالت (٢) اوائلهم في الامامة : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الدنيا ولم يستخلف على دينه من يقوم مقامه في لم الشعث وجمع الكلمة والسعي في امور الملك والرعية وإقامة الهدنة وتأمير الأمراء وتجييش الجيوش والدفع عن بيضة الاسلام وردع المعاند وتعليم الجاهل وإنصاف المظلوم وجوز وافعل هذا الفعل لكل إمام أقيم بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله

ثم اختلف هؤلاء فقال بعضهم : على الناس أن يجتهدوا آراءهم في نصب الامام وجميع حوادث الدين والدنيا إلى اجتهاد الرأي ، وقال بعضهم : الرأي باطل ولكن الله عزوجل أمر الخلق أن يختاروا الامام

__________________

(١) كذا فى النسخ المخطوطة والمشهور عمر ـ

(٢) لأنهم قالوا بحشو الكلام مثل أن النبي «ص» مات ولم يستخلف من يجمع الكلمة ويحفظ الدين ويرشد الأمة ويدفع عن بيضة الاسلام ويعدل فى الأحكام ونحو ذلك من شطط الكلام وجوزوا ذلك لكل إمام قام بعد النبي فى الاسلام : ثم اختلف هؤلاء الخ ـ خ ل ـ

بعقولهم (١) ، وشذت طائفة من المعتزلة عن قول أسلافها فزعمت أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نص على صفة الامام ونعته ولم ينص على اسمه ونسبه وهذا قول أحدثوه قريبا ، وكذلك قالت جماعة من أهل الحديث هربت حين عضها (٢) حجاج الامامية ولجأت إلى أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نص على أبي بكر بأمره إياه بالصلاة وتركت مذهب أسلافها في أن المسلمين بعد وفاة الرسول عليه‌السلام رضينا لدنيانا بامام رضيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لديننا

واختلف أهل الاهمال في إمامة الفاضل والمفضول فقال أكثرهم : هي جائزة فى الفاضل والمفضول إذا كانت فى الفاضل علة تمنع من إمامته ، ووافق سائرهم (٣) أصحاب النص على أن الامامة لا تكون إلا للفاضل المتقدم

واختلف الكل في الوصية فقال أكثر أهل الاهمال : توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يوص إلى أحد من الخلق ، فقال بعضهم قد أوصى على معنى أنه أوصى الخلق بتقوى الله عزوجل

ثم اختلفوا جميعا في القول بالامامة وأهلها فقالت (البترية) وهم

__________________

(١) من أنفسهم ـ نسخة ـ

(٢) عضها حجاج وهؤلاء المهملة قالوا باهمال النبي «ص» الامامة ويقابلهم المستعملة قالوا باستعمال النبي! ص! إماما لأمته ـ خ ل ـ

(٣) ووافق أكثرهم مع المستعملة في أن الامامة الخ ـ خ ل ـ

أصحاب (الحسن بن صالح بن حي) ومن قال بقوله أن عليا عليه‌السلام هو أفضل الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأولاهم بالامامة وأن بيعة أبي بكر ليست بخطإ ووقفوا في عثمان وثبتوا حزب علي عليه‌السلام وشهدوا على مخالفيه بالنار واعتلوا بان عليا عليه‌السلام سلم لهما ذلك فهو بمنزلة رجل كان له على رجل حق فتركه له

وقال (سليمان بن جرير الرقي) ومن قال بقوله أن عليا عليه‌السلام كان الامام وأن بيعة أبي بكر وعمر كانت خطأ ولا يستحقان اسم الفسق عليها من قبل التأويل لأنهما تأولا فأخطئا وتبرءوا من عثمان فشهدوا عليه بالكفر ومحارب علي عليه‌السلام عندهم كافر

وقال* ابن التمار* ومن قال بقوله أن عليا عليه‌السلام كان مستحقا للامامة وأنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأن الأمة ليست بمخطئة خطأ إثم في توليتها أبا بكر وعمر ولكنها مخطئة بترك (١) الأفضل وتبرءوا من عثمان ومن محارب علي عليه‌السلام وشهدوا عليه بالكفر

وقال (الفضل الرقاشي) و (ابو شمر (٢) و (غيلان بن مروان) و (جهم بن صفوان) ومن قال بقولهم من المرجئة أن الامامة يستحقها كل من قام بها إذا كان عالما بالكتاب والسنة وأنه لا تثبت الامامة إلا باجماع (٣) الأمة كلها

__________________

(١) وتركوا الأفضل ـ خ ل ـ

(٢) وابن شمر ـ خ ل ـ

(٣) باجتماع ـ خ ل ـ

وقال «ابو حنيفة» وسائر المرجئة : لا تصلح الامامة إلا في قريش كل من دعا منهم إلى الكتاب والسنة والعمل بالعدل وجبت إمامته ووجب الخروج معه وذلك للخبر الذي جاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : الأئمة من قريش

وقالت «الخوارج» كلها إلا «النجدية» منهم : الامامة تصلح في أفناء (١) الناس كلهم من كان منهم قائما بالكتاب والسنة عالما بهما وأن الامامة تثبت بعقد رجلين

وقالت «النجدية» من الخوارج : الأمة غير محتاجة إلى إمام ولا غيره وإنما علينا وعلى الناس أن نقيم كتاب الله عزوجل فيما بيننا

وقالت «المعتزلة» أن الامامة يستحقها كل من كان قائما بالكتاب والسنة فاذا اجتمع قرشي ونبطي وهما قائمان بالكتاب والسنة ولينا القرشي والامامة لا تكون إلا باجماع الامة واختيار ونظر

وقال «ضرار بن عمرو (٢)» إذا اجتمع قرشي ونبطي ولينا النبطي وتركنا القرشي لأنه أقل عشيرة وأقل عددا فاذا عصى الله وأردنا خلعه

__________________

(١) أمناء ـ خ ل ـ

(٢) ظهر ضرار فى أيام واصل بن عطاء وانفرد بأشياء منكرة : منها قوله بأن الله يرى فى القيامة بحاسة سادسة يرى بها المؤمنون ماهية الاله : وقال لله ماهية لا يعرفها غيره : ومنها أنه أنكر القراءة التي كان يقرأ بها الصحابي ابن مسعود آيات القرآن والتي يقرأ بها أبي بن كعب وقال ان الله لم ينزلهما فنسب هذين الصحابيين الجليلين إلى الضلال في مصحفهما : وتنسب إليه الفرقة «الضرارية» من المعتزلة

كانت شوكته أهون وإنما قلت ذلك نظرا للاسلام

وقال «ابراهيم النظام (١)» ومن قال بقوله : الامامة تصلح لكل من كان قائما بالكتاب والسنة لقول الله عزوجل (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (٤٩ : ١٣) وزعموا أن الناس لا يجب عليهم فرض الامامة إذا هم أطاعوا الله وأصلحوا سرائرهم وعلانيتهم فانهم لن يكونوا كذا إلا وعلم الامام قائم باضطرار يعرفون عينه فعليهم اتباعه ولن يجوز أن يكلفهم الله عزوجل معرفته ولم يضع عندهم علمه فيكلفهم المحال ،

وقالوا في عقد المسلمين الامامة لأبي بكر أنهم قد أصابوا (٢) في ذلك وأنه كان أصلحهم في ذلك الوقت بالقياس والخبر ، أما القياس فانه لما وجد أن الانسان لا يعمد إلى الذل لرجل ولا يتابعه فى كل ما قال إلا من ثلاث طرق إما أن يكون رجلا له عشيرة تعينه على استعباد الناس او رجلا عنده مال فيذل الناس له لماله او دين (٣) برز (٤) فيه على الناس ، فلما وجدنا أبا بكر أقلهم عشيرة وأفقرهم علمنا أنه انما قدم للدين ،

واما الخبر فاجتماع الناس عليه ورضاهم بامامته وقد قال النبي صلى الله

__________________

(١) هو ابو اسحاق ابراهيم بن سيار بن هاني البصري من أئمة المعتزلة انفرد بآراء خاصة تابعه فيها فرقة من المعتزلة سميت النظامية نسبة إليه ولد سنة ١٨٥ وتوفى سنة ٢٢١

(٢) قد أصابوا لأنه كان الخ ـ خ ل ـ

(٣) او عنده دين الخ ـ خ ل ـ

(٤) يرد ـ خ ل ـ

عليه وآله : لم يكن الله تبارك وتعالى ليجمع امتي على ضلال ولو كان اجتماع الناس عليه خطأ لكان فى ذلك فساد الصلاة وجميع الفرائض وابطال القرآن وهو الحجة علينا بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذه علة المعتزلة والمرجئة باجمعهم

وزعم «عمرو بن عبيد» و «ضرار بن عمرو» و «واصل بن عطاء (١)» وهم اصول المعتزلة فقال «عمرو بن عبيد (٢)» ومن قال بقوله أن عليا عليه‌السلام كان اولى بالحق من غيره ، وقال (ضرار بن عمرو) لست أدري أيهم أهدى أعلي أم طلحة والزبير ، وقال (واصل بن عطاء) مثل علي ومن خالفه مثل المتلاعنين لا يدرى من الصادق منهما ومن الكاذب واجمعوا جميعا على أن يتولوا القوم فى الجملة وأن إحدى الفرقتين ضالة لا شك من أهل النار وأن عليا وطلحة والزبير إن شهدوا بعد اقتتالهم على درهم لم يجيزوا شهادتهم وان انفرد علي مع رجل من عرض الناس أجازوا شهادته وكذلك طلحة والزبير وزعموا

__________________

(١) هو ابو حذيفة رأس المعتزلة سمي أصحابه بالمعتزلة لاعتزاله حلقة درس الحسن البصري وهو الذي نشر المذهب فى الآفاق ولد بالمدينة سنة ٨٠ ونشأ بالبصرة وكان يلثغ بالراء فيجعلها غينا فهجر الراء طول حياته توفي سنة ١٨١ ـ انظر ترجمته في وفيات الاعيان والمقريزي ـ

(٢)! هو ابو عثمان البصري شيخ المعتزلة في عصره كان جده من سبي فارس وابوه نساجا ثم شرطيا للحجاج فى البصرة وفيه قال المنصور الدوانيقي : كلكم يطلب صيد* غير عمرو بن عبيد* ولد سنة ٨٠ وتوفى بمران! بقرب مكة! سنة ١٤٤ ورثاه المنصور ولم نسمع بخليفة رثى من دونه سواه ـ انظر وفيات الأعيان وميزان الاعتدال

انهم يسمونهم باسم الايمان على الأمر الأول ما اجتمعوا فاذا انفردوا لم يسموا واحدا منهم على الانفراد مؤمنا ولم يجيزوا شهادته

وأما (البترية) من أصحاب الحديث أصحاب (الحسن بن صالح بن حي (١)) و (كثير النواء (٢)) و (سالم بن أبي حفصة (٣)) و (الحكم بن عتيبة (٤)) و (سلمة بن كهيل (٥)) و (وابي المقدام ثابت الحداد (٦)) ومن قال بقولهم فانهم دعوا إلى ولاية علي عليه‌السلام ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ، وأجمعوا جميعا أن عليا خير القوم جميعا وأفضلهم وهم مع ذلك يأخذون بأحكام أبي بكر وعمر ويرون المسح على الخفين وشرب النبيذ المسكر وأكل الجري

واختلفوا في حرب علي عليه‌السلام ومحاربة من حاربه :

فقالت الشيعة والزيدية ومن المعتزلة «ابراهيم بن سيار النظام»

__________________

(١) الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري الكوفي من زعماء الفرقة البترية من الزيدية ولد سنة ١٠٠ وتوفي مختفيا بالكوفة سنة ١٦٨ او سنة ١٦٩

(٢) النواء بفتح النون والواو المشددة والألف والهمزة نسبة إلى بيع النواة روى الكشي فيه رواية تدل على ضعفه

(٣) سالم بن ابي حفصة كنيته ابو يونس واسم ابيه عبيد وهو مولى بني عجل من الكوفة توفي سنة ١٣٧ روى الكشي فيه روايات تدل على ضعفه

(٤) عتيبة بضم العين المهملة والتاء المثناة من فوق المفتوحة والياء المثناة من تحت الساكنة والباء الموحدة المفتوحة والهاء والحكم هذا كوفي كندي وكنيته ابو محمد توفي سنة ١١٤ وقيل سنة ١١٥

(٥) كهيل بالكاف والهاء والياء المثناة من تحت واللام وكنية سلمة ابو يحيى وهو حضرمي كوفي سمع سويد بن غفلة والشعبي وروى عنه الثوري توفي سنة ١٢١ او سنة ١٢٢

(٦) ثابت بن هرمز الفارسي ابو المقدام العجلي مولاهم الكوفي الحداد روى الكشي فيه رواية تدل على ذمه

و «بشر بن المعتمر (١)» ومن قال بقولهما من المرجئة (ابو حنيفة) و «ابو يوسف» و «بشر المريسي (٢)» ومن قال بقولهم أن عليا عليه‌السلام كان مصيبا في حربه طلحة والزبير وغيرهما وأن جميع من قاتل عليا عليه‌السلام وحاربه كان على خطأ وجب (٣) على الناس محاربتهم مع علي عليه‌السلام

والدليل على ذلك قول الله عزوجل في كتابه (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) «٤٩ : ٩» فقد وجب قتالهم لبغيهم عليه لأنهم ادعوا ما ليس لهم وما لم يكونوا أولياءه من الطلب بدم عثمان فبغوا (٤) عليه ، واعتلوا بالخبر عن علي عليه‌السلام في قوله «أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين» فقد (٥) قاتلهم ووجب قتالهم

وقال «بكر ابن اخت عبد الواحد (٦)» ومن قال بقوله أن عليا وطلحة والزبير مشركون منافقون وهم مع ذلك جميعا فى الجنة لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اطلع (٧) الله عزوجل على أهل بدر

__________________

(١) هو ابو سهل الهلالي من أهل بغداد شيخ المعتزلة ذكره الذهبي في تاريخه من الطبقة الثالثة والعشرين وقال أنه توفي سنة ٢١٠ وذكره السمعاني أيضا في الأنساب

(٢) هو بشر بن غياث بن ابي كريمة عبد الرحمن المريسي العدوي مولى زيد بن الخطاب وإليه تنسب الطائفة المريسية من المرجئة نسبة إلى درب المريس ببغداد توفي فيها سنة ٢١٨

(٣) ويجب ـ خ ل ـ

(٤) وبغوا ـ خ ل ـ

(٥) وقد ـ خ ل ـ

(٦) بكر بن اخت عبد الواحد بن زيد وكان يوافق النظام في دعواه أن الانسان هو الروح دون الجسد الذي فيه الروح وإليه تنسب البكرية ذكره المقريزي في ج ٢ ص ٣٤٩

(٧) ربما اطلع ـ نسخة ـ

فقال (١) : اصنعوا ما شئتم قد (٢) غفرت لكم

وقالت بقية المعتزلة «ضرار بن عمرو» و «معمر (٣)» و «ابو الهذيل العلاف (٤)» وبقية المرجئة أنا نعلم أن احدهما مصيب والآخر مخطئ (٥) فنحن نتولى كل واحد منهم على الانفراد ولا نتولاهم على الاجتماع ، وعلتهم في ذلك أن كل واحد منهم قد ثبتت ولايته وعدالته بالاجماع فلا تزول عنه العدالة إلا بالاجماع

وقالت (الحشوية) و (أبو بكر الأصم (٦)) ومن قال بقولهم أن عليا وطلحة والزبير لم يكونوا مصيبين في حربهم وأن المصيبين هم الذين قعدوا عنهم وأنهم يتولونهم جميعا ويتبرءون من حربهم ويردون أمرهم إلى الله عزوجل

واختلفوا في تحكيم الحكمين :

فقالت (الخوارج) الحكمان كافران وكفر علي عليه‌السلام حين حكمهما ، واعتلوا بقول الله عزوجل (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ

__________________

(١) فقال لهم ـ نسخة ـ

(٢) فقد ـ خ ل ـ

(٣) هو ابو عمرو معمر بن عباد السلمي وكانت له فضائح كثيرة منها قوله أن الله لم يخلق شيئا من الأعراض وإنما خلق الأجسام توفي سنة ٢٢٠

(٤) هو محمد بن الهذيل بن عبد الله المعروف بالعلاف كان مولى لعبد القيس وهو اوّل زعيم للمعتزلة ولد في البصرة سنة ١٣١ وتوفي في سامرّاء سنة ٢٣٥

(٥) مخطئ بلا تعيين ـ نسخة ـ

(٦) هو ابن عبد الرحمن بن كيسان المعتزلي ذكره البغدادي في الفرق بين الفرق والمسعودي في التنبيه والاشراف ص ٣٥٦ واحمد بن يحيى بن المرتضى فى المنية والأمل ص ٣٢ توفي في المائة الثالثة.

هُمُ الْكافِرُونَ. والظَّالِمُونَ. والْفاسِقُونَ) (٥ : ٤٧) وبقوله تبارك وتعالى (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) (٤٩ : ٩) فتركه القتال كفر ، وقالت «الشيعة» و «المرجئة» و «ابراهيم النظام» و «بشر بن المعتمر» أن عليا عليه‌السلام كان مصيبا في تحكيمه لما أبى أصحابه إلا التحكيم وامتنعوا من القتال فنظر للمسلمين ليتألفهم وإنما أمرهما أن يحكما بكتاب الله عزوجل فخالفا فهما اللذان ارتكبا الخطأ وهو الذي أصاب ، واعتلوا في ذلك بأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وادع أهل مكة ورد أبا جندل (١) سهيل بن عمرو إلى المشركين يحجل في قيوده وبتحكيمه (٢) سعد بن معاذ فيما بينه وبين بني قريظة والنضير من اليهود.

وقال «ابو بكر الأصم» نفس خروجه خطأ وتحكيمه خطأ وأن (٣) أبا موسى الأشعري أصاب حين خلعه حتى يجتمع الناس على امام

وقال سائر المعتزلة : كل مجتهد مصيب وقد اجتهد علي عليه‌السلام فأصاب ولسنا نتهمه في قوله فهو محق

وقالت «الحشوية» : نحن لا نتكلم في هذا بشيء ونرد أمرهم إلى الله

__________________

(١) هو سهيل بن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري من لوي خطيب قريش وأحد سادتها في الجاهلية أسره المسلمون يوم بدر وأسلم وسكن مكة ثم المدينة وهو الذي تولى أمر الصلح بالحديبية مات بالطاعون في الشام سنة ١٨

(٢) وحكم ـ خ ل ـ

(٣) وابو موسى ـ خ ل ـ

عزوجل فان يكن حقا فالله اولى حقا كان او باطلا ونتولاهم جميعا على الأمر الأول

وكل هذه الصنوف والفرق التي ذكرناها من أهل الأرجاء والخوارج وغيرهم مختلفون فيما بينهم فرقا كثيرة يطول ذكرها يؤثمون بعضهم (١) على بعض فى الامامة والأحكام والفتوى والتوحيد وجميع فنون الدين ينكر بعضهم من بعض ويكفر بعضهم بعضا أكثر ما عندهم أن سموا أنفسهم على اختلاف مذاهبهم «الجماعة» يعنون بذلك أنهم مجتمعون على ولاية من وليهم من الولاة برا كان او فاجرا فتسموا بالجماعة على غير معنى الاجتماع على دين بل صحيح معناهم معنى الافتراق

فجميع اصول الفرق كلها الجامعة لها اربع فرق (الشيعة) و (المعتزلة) و «المرجئة» و (الخوارج)

فاول الفرق «الشيعة» وهم فرقة علي بن ابي طالب عليه‌السلام المسمون بشيعة (٢) علي عليه‌السلام في زمان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعده معروفون بانقطاعهم إليه والقول بامامته

__________________

(١) بعضها ـ خ ل ـ

(٢) في القاموس شيعة الرجل بالكسر اتباعه وانصاره والفرقة على حدة ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث وقد غلب هذا الاسم على من يتولى عليا واهل بيته حتى صار اسما لهم خاصا والجمع اشياع وشيع كعنب ا ه

منهم «المقداد بن الأسود (١)» و (سلمان الفارسي (٢)) و (ابو ذر (٣) جندب بن جنادة الغفاري) و (عمار بن ياسر (٤)) ومن وافق مودته مودة علي عليه‌السلام وهم أول من سمي باسم التشيع (٥) من هذه الأمة لأن اسم التشيع قديم شيعة ابراهيم وموسى وعيسى والأنبياء صلوات الله عليهم اجمعين فلما قبض الله عزوجل نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله افترقت فرقة الشيعة ثلاث فرق : (فرقة) منهم قالت أن عليا عليه‌السلام إمام مفترض الطاعة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واجب على الناس القبول منه والأخذ (٦) ولا يجوز غيره الذي وضع عنده النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من العلم ما يحتاج إليه الناس من الدين

__________________

(١) هو أحد الأركان الأربعة وكان ممن شهد بدرا وما بعدها من المشاهد وابلى بلاء حسنا توفي بالجرف على ثلاثة اميال من المدينة سنة ٣٣ في خلافة عثمان وهو ابن سبعين سنة وحمل على الرقاب ودفن بالبقيع

(٢) هو أحد الأركان الأربعة وكنيته ابو عبد الله ويلقب سلمان المحمدي كان اوّل مشاهده الخندق وشهد بقية المشاهد وفتوح العراق وولي المدائن توفي بها سنة ٣٦ او سنة ٣٧

(٣) هو احد الأركان الاربعة وهو الزاهد المشهور الصادق اللهجة بشهادة النبي [ص] وكان خامس من اسلم توفي بالربذة سنة ٣١ او سنة ٣٢ وصلى عليه ابن مسعود ثم مات بعده في ذلك العام

(٤) هو أحد الأركان الأربعة هاجر إلى المدينة وشهد المشاهد كلها وتواترت الأحاديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن عمارا تقتله الفئة الباغية وأجمعوا على أنه قتل مع علي بصفين سنة ٨٧ في ربيع وله ثلاث وتسعون سنة الخ

(٥) الشيعة ـ خ ل ـ

(٦) كذا في جملة من النسخ المخطوطة : ولعله : والأخذ عنه ولا يجوز عن غيره الخ :

والحلال والحرام وجميع منافع دينهم ودنياهم ومضارها وجميع العلوم جليلها (١) ودقيقها واستودعه ذلك كله واستحفظه إياه ولذا استحق الامامة ومقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعصمته وطهارة مولده وسابقته (٢) وعلمه وسخائه وزهده وعدالته في رعيته وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نص عليه وأشار إليه باسمه ونسبه وعينه وقلد الأمة إمامته ونصبه لهم علما وعقد له عليهم إمرة المؤمنين وجعله أولى الناس منهم بانفسهم في مواطن كثيرة مثل غدير خم وغيره وأعلمهم أن منزلته منزلة هارون من موسى صلى الله عليهما إلا أنه لا نبي بعده فهذا دليل إمامته ولا معنى إلا النبوة والامامة واذ جعله نظير نفسه في أنه أولى بهم منهم بأنفسهم في حياته ولقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لبني وليعة : لتنتهن أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي فمقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يصلح من بعده إلا لمن هو كنفسه والامامة من اجل الأمور بعد النبوة ، وقالوا أنه لا بدمع ذلك من أن يقوم مقامه بعده رجل من ولده من ولد فاطمة بنت محمد عليهم‌السلام معصوم من الذنوب طاهر من العيوب تقي نقي مأمون رضي مبرأ من الآفات والعاهات في كل من الدين والنسب والمولد يؤمن منه العمد والخطأ والزلل منصوص عليه من الامام الذي قبله مشار إليه بعينه واسمه الموالي له ناج والمعادي له كافر هالك والمتخذ دونه وليجة ضال مشرك ، وأن

__________________

(١) جليها ـ خ ل ـ

(٢) وسبقه ـ خ ل ـ

الامامة جارية في عقبه ما اتصلت امور الله وأمره ونهيه ، فلم تزل هذه الفرقة ثابتة على إمامته على ما ذكرناه حتى قتل علي عليه‌السلام في شهر رمضان ضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله ليلة تسع عشرة وتوفي ليلة احدى وعشرين ليلة الأحد سنة اربعين من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سنة فكانت إمامته ثلاثين سنة وخلافته اربع سنين وتسعة اشهر وأمه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنهما وهو اوّل هاشمي ولد بين هاشميين

(وفرقة) قالت أن عليا كان أولى الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالناس لفضله وسابقته وعلمه وهو أفضل الناس كلهم بعده وأشجعهم وأسخاهم وأورعهم وأزهدهم وأجازوا مع ذلك إمامة أبي بكر وعمر وعدوهما (١) اهلا لذلك المكان والمقام وذكروا أن عليا عليه‌السلام سلم لهما الأمر ورضي بذلك وبايعهما طائعا غير مكره وترك حقه لهما فنحن راضون كما رضى (٢) الله المسلمين له ولمن بايع لا يحل لنا غير ذلك ولا يسع منا (٣) احدا إلا ذلك وأن ولاية أبي بكر صارت رشدا وهدى لتسليم علي ورضاه ولو لا رضاه وتسليمه لكان أبو بكر مخطئا ضالا هالكا ، وهم اوائل «البترية»

__________________

(١) وقالوا كانا اهلا ـ خ ل ـ

(٢) كما رضي المسلمون له ـ خ ل ـ

(٣) هنا ـ خ ل ـ

وخرجت من هذه الفرقة (فرقة) قالت أن عليا عليه‌السلام أفضل الناس لقرابته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولسابقته وعلمه ولكن كان جائزا للناس أن يولوا عليهم غيره إذا كان الوالي الذي يولونه مجزئا (١) أحب ذلك او كرهه فولاية الوالي الذي ولوا على انفسهم برضى منهم رشد وهدى وطاعة لله عزوجل وطاعته واجبة من الله عزوجل فمن خالفه من قريش وبني هاشم عليا كان او غيره من الناس فهو كافر ضال

«وفرقة» منهم يسمون الجارودية (٢) قالوا بتفضيل علي عليه‌السلام ولم يروا مقامه يجوز لأحد سواه وزعموا أن من دفع عليا عن هذا المكان فهو كافر وأن الأمة كفرت وضلت في تركها بيعته وجعلوا الامامة بعده فى الحسن بن علي عليهما‌السلام ثم فى الحسين عليه‌السلام ثم هي شورى بين اولادهما فمن خرج منهم مستحقا للامامة فهو الامام وهاتان الفرقتان هما اللتان ينتحلان أمر زيد بن علي بن الحسين وأمر زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب ومنها تشعبت صنوف «الزيدية»

فلما قتل علي عليه‌السلام افترقت التي ثبتت على إمامته وأنها فرض من

__________________

(١) مجربا ـ خ ل ـ

(٢) هم اتباع ابي الجارود المكنى بابي النجم زياد بن المنذر الهمداني الأعمى سرحوب الخراساني العبدي ـ ونقل ابن النديم في الفهرست عن الامام الصادق عليه‌السلام أنه لعنه وقال أنه اعمى القلب اعمى البصر وروى الكشي فيه روايات تدل على ذمه وذكره المقريزي في ج ٢ ص ٣٥٢ والذهبي في ميزان الاعتدال وغيرهم توفي بعد سنة ١٥٠ على ما ذكره ابن حجر في التقريب

الله عزوجل ورسوله عليه‌السلام فصاروا فرقا ثلاثة : «فرقة» منهم قالت أن عليا لم يقتل ولم يمت ولا يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وهي اوّل فرقة قالت في الاسلام بالوقف بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من هذه الأمة واوّل من قال منها بالغلو وهذه الفرقة تسمى «السبأية» أصحاب «عبد الله بن سبأ» وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وقال ان عليا عليه‌السلام أمره بذلك فأخذه علي فسأله عن قوله هذا فاقر به فأمر بقتله فصاح الناس إليه (١) : يا أمير المؤمنين أتقتل رجلا يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك (٢) والبراءة من أعدائك (٣) فصيره (٤) إلى المدائن ، وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه‌السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فاسلم ووالى عليا عليه‌السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه‌السلام بهذه المقالة فقال في اسلامه بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي عليه‌السلام بمثل ذلك وهو اوّل من شهر القول بفرض إمامة علي عليه‌السلام وأظهر البراءة من اعدائه وكاشف مخالفيه فمن هناك قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية ،

__________________

(١) عليه ـ خ ل ـ

(٢) ولايتكم ـ خ ل ـ

(٣) اعدائكم ـ خ ل ـ

(٤) فسيره ـ خ ل ـ

ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعي علي بالمدائن قال للذي نعاه : كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلا لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل ولا يموت حتى يملك الأرض.

«وفرقة» قالت بامامة محمد بن الحنفية لأنه كان صاحب راية أبيه يوم البصرة دون اخويه فسموا «الكيسانية» وإنما سموا بذلك لأن المختار بن ابي عبيد الثقفي كان رئيسهم (١) وكان يلقب كيسان وهو الذي طلب بدم الحسين بن علي صلوات الله عليهما وثأره حتى قتل من قتلته وغيرهم من قتل وادعى أن محمد بن الحنفية أمره بذلك وأنه الامام بعد ابيه ، وإنما لقب المختار كيسان لأن صاحب شرطته المكنى بابي عمرة كان اسمه كيسان وكان أفرط في القول والفعل والقتل من المختار جدا وكان يقول أن محمد بن الحنفية وصي علي بن ابي طالب وأنه الامام وأن المختار قيمه وعامله ويكفر من تقدم عليا ويكفر أهل صفين والجمل وكان يزعم أن جبرئيل عليه‌السلام يأتي المختار بالوحي من عند الله عزوجل فيخبره ولا يراه ، وروى بعضهم أنه سمي بكيسان مولى علي بن ابي طالب

__________________

(١) الذي انعقد عليه اتفاق الامامية صحة عقيدة المختار كما هو مذكور في كتبهم الرجالية والتأريخية وكتب الحديث وما نبز به من القذائف فهو مفتعل عليه وضعته اعداؤه تشويها لسمعته وقد دعا له الامام السجاد علي بن الحسين عليه‌السلام وشكره الامام الباقر عليه‌السلام على صنيعه واطراه وترحم عليه هو وابنه الصادق عليه‌السلام وتواتر الثناء عليه والذب عنه عن علماء الشيعة ولم يغمزه إلا اشذاذ لم يقفوا على حقيقة حاله فلا يؤبه بهم ولم يثبت عنه قول الكيسانية قط : قتل في الكوفة سنة ٦٧

عليه‌السلام وهو الذي حمله على الطلب بدم الحسين بن علي عليه‌السلام ودله على قتلته وكان صاحب سره ومؤامرته والغالب على أمره

«وفرقة» لزمت القول بامامة الحسن بن علي بعد ابيه إلا شرذمة منهم فانه لما وادع الحسن معاوية وأخذ منه المال الذي بعث به إليه وصالح معاوية الحسن طعنوا فيه وخالفوه ورجعوا عن إمامته فدخلوا في مقالة جمهور الناس وبقي سائر أصحابه على إمامته إلى أن قتل ، فلما تنحى عن محاربة معاوية وانتهى إلى مظلم ساباط وثب عليه رجل من هنالك يقال له الجراح بن سنان فأخذ بلجام دابته ثم قال الله اكبر أشركت كما أشرك ابوك من قبل وطعنه بمغول في اصل فخذه فقطع الفخذ إلى العظم فاعتنقه الحسن وخرا جميعا فاجتمع الناس على الجراح فوطئوه حتى قتلوه ثم حمل الحسن على سرير فأتي به المدائن فلم يزل يعالج بها في منزل سعد بن مسعود الثقفي حتى صلحت جراحته ثم انصرف إلى المدينة فلم يزل جريحا من طعنته كاظما لغيظه متجرعا لريقه على الشجا والأذى من أهل دعوته حتى توفي عليه‌السلام في آخر صفر سنة سبع واربعين وهو ابن خمس واربعين سنة وستة اشهر ، وقال بعضهم أنه ولد سنة ثلاث من الهجرة (١)

__________________

(١) ثلاث من الهجرة ليلة ١٥ رمضان وإمامته الخ ـ خ ل ـ

وفي الكافي والتهذيب أنه ولد بالمدينة يوم الثلثاء في منتصف شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة وقيل غير ذلك : والا شهر أن ولادته سنة ثلاث من الهجرة في منتصف شهر رمضان :

من شهر رمضان وإمامته ست سنين وخمسة اشهر وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهم وأمها خديجة بنت خويلد بن اسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب

فنزلت هذه الفرقة القائلة بامامة الحسن بن علي بعد ابيه إلى القول بامامة اخيه الحسين عليهما‌السلام فلم تزل على ذلك حتى قتل في أيام يزيد بن معاوية لعنة الله عليه قتله عبيد الله بن زياد الذي يقال له ابن ابي سفيان وهو ابن مرجانة وكان عامل يزيد بن معاوية على العراقين الكوفة والبصرة فوجه إليه إلى البادية الجيوش فاستقبله بعضها بالبادية فلم يزالوا ماضين حتى وردوا كربلاء فبعث عبيد الله لعنه الله حينئذ عمر بن سعد بن ابي وقاص وجعله على محاربته فقتله عمر بن سعد لعنة الله عليه وقتل عليه‌السلام بكربلاء يوم الاثنين يوم عاشوراء لعشر خلون من المحرم سنة احدى وستين وهو ابن ست وخمسين سنة وخمسة أشهر وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهم وكانت إمامته ست عشرة سنة وعشرة أشهر وخمسة عشر يوما

فلما قتل الحسين حارت فرقة من أصحابه وقالت : قد اختلف علينا فعل الحسن وفعل الحسين لأنه إن كان الذي فعله الحسن حقا واجبا صوابا من موادعته معاوية وتسليمه له عند عجزه عن القيام بمحاربته مع كثرة انصار الحسن وقوتهم فما فعله الحسين من محاربته يزيد بن معاوية مع قلة

انصار الحسين وضعفهم. وكثرة أصحاب يزيد لعنة الله عليه حتى قتل وقتل أصحابه جميعا باطل غير واجب لأن الحسين كان أعذر في القعود عن محاربة يزيد وطلب الصلح والموادعة من الحسن في القعود عن محاربة معاوية ، وان كان ما فعله الحسين حقا واجبا صوابا من مجاهدته يزيد ابن معاوية حتى قتل وقتل ولده وأصحابه فقعود الحسن وتركه مجاهدة معاوية وقتاله ومعه العدد الكثير باطل فشكوا لذلك في إمامتهما ورجعوا فدخلوا في مقالة العوام وبقي سائر أصحاب الحسين على القول الأول بامامته حتى مضى

ثم افترقوا بعده ثلاث فرق : (ففرقة) قالت بامامة محمد بن الحنفية وزعمت أنه لم يبق بعد الحسن والحسين أحد أقرب إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام من محمد بن الحنفية فهو أولى الناس بالامامة كما كان الحسين أولى بها بعد الحسن من ولد الحسن فمحمد هو الامام بعد الحسين

(وفرقة) قالت أن محمد بن الحنفية رحمه‌الله تعالى هو الامام المهدي وهو وصي علي بن ابي طالب عليه‌السلام ليس لأحد من أهل بيته أن يخالفه ولا يخرج عن إمامته ولا يشهر سيفه إلا باذنه وإنما خرج الحسن بن علي إلى معاوية محاربا له باذن محمد ووادعه وصالحه باذنه وأن الحسين إنما خرج لقتال يزيد باذنه ولو خرجا بغير إذنه هلكا وضلا وأن من خالف

محمد بن الحنفية كافر مشرك وأن محمدا استعمل المختار بن ابي عبيد على العراقين بعد قتل الحسين وأمره بالطلب بدم الحسين وثأره وقتل قاتليه وطلبهم حيث كانوا وسماه كيسان لكيسه ولما عرف من قيامه ومذهبه فيهم فهم يسمون (المختارية) ويدعون (الكيسانية)

فلما توفي محمد بن الحنفية بالمدينة في المحرم سنة احدى وثمانين وهو ابن خمس وستين سنة عاش في زمان ابيه اربعا وعشرين سنة وبقي بعد ابيه احدى واربعين سنة وأمه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد ابن يربع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن طيم (١) بن علي بن بكر ابن وائل وإليها كان محمد ينسب تفرق أصحابه فصاروا ثلاث فرق :

«فرقة» قالت أن محمد بن الحنفية هو المهدي سماه علي عليه‌السلام مهديا لم يمت ولا يموت ولا يجوز ذلك ولكنه غاب ولا يدرى أين هو وسيرجع ويملك الأرض ولا إمام بعد غيبته إلى رجوعه وهم أصحاب «ابن كرب» ويسمون «الكربية» وكان «حمزة (٢) بن عمارة البربري» منهم وكان من اهل المدينة ففارقهم وادعى أنه نبي وأن محمد بن الحنفية هو الله عزوجل تعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ وأن حمزة هو الامام وأنه ينزل

__________________

(١) الحطيم ـ خ ل ـ

(٢) حمزة بن عمارة البربري من السبعة الذين لعنهم الامام الصادق عليه‌السلام كما ذكره الكشي والعلامة الحلي في الخلاصة وغيرهما :

عليه سبعة اسباب من السماء فيفتح بهن الأرض ويملكها ، فتبعه على ذلك ناس من أهل المدينة وأهل الكوفة فلعنه ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه‌السلام وبرئ منه وكذبه وبرئت منه الشيعة فاتبعه على رأيه رجلان من نهد يقال لأحدهما (صائد (١)) وللآخر «بيان (٢)» فكان بيان تبانا يتبن التبن بالكوفة ثم ادعى أن محمد بن علي بن الحسين اوصى إليه ، وأخذه خالد بن عبد الله القسري هو وخمسة عشر رجلا من أصحابه فشدهم باطنان القصب وصب عليهم النفط في مسجد الكوفة وألهب فيهم النار فافلت منهم رجل فخرج بنفسه ثم التفت فرأى أصحابه تأخذهم النار فكر راجعا إلى أن القى نفسه في النار فاحترق معهم ، وكان حمزة بن عمارة نكح ابنته وأحل جميع المحارم وقال من عرف الامام فليصنع ما شاء فلا إثم عليه فاصحاب «ابن كرب» واصحاب «صائد» وأصحاب (بيان) ينتظرون رجوعهم ورجوع

__________________

(١) صائد النهدي قد وردت في ذمه رواية بريد العجلي عن الامام ابي عبد الله الصادق عليه‌السلام حيث عد الشياطين المقصودين بقوله تعالى «هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم» سبعة أحدهم صائد النهدي وقد عده الصادق (ع) في رواية عنه فيمن كذب عليه ، انظر رجال الكشي والخلاصة وغيرهما ـ

(٢) هم اتباع بيان بن سمعان النهدي بالباء ثم الياء بعدهما الألف والنون على ما في الطبري والمقريزي والفرق بين الفرق للبغدادي وقد ضبطه الشهرستاني في الملل والنحل بالباء ثم النون وسمى الفرقة المنسوبة إليه البنانية قتل سنة ١١٩ وقد ذكره ابن قتيبة في عيون الأخبار والطبري في التأريخ والصفدي في الوافي والكشي في رجاله والذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة بيان الزنديق وغير هؤلاء :

أصحابه ويزعمون أن محمد بن الحنفية يظهر بنفسه بعد الاستتار عن خلقه ينزل إلى الدنيا ويكون أمير المؤمنين وهذه آخرتهم

«وفرقة» قالت أن محمد بن الحنفية حي لم يمت وأنه مقيم بجبال رضوي بين مكة والمدينة تغذوه الآرام تغدو عليه وتروح فيشرب من ألبانها ويأكل من لحومها وعن يمينه أسد وعن يساره أسد ، يحفظانه إلى أوان خروجه ومجيئه وقيامه ، وقال بعضهم : عن يمينه أسد وعن يساره نمر ، وهو عندهم الإمام المنتظر الذي بشر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه يملأ الأرض عدلا وقسطا فثبتوا على ذلك حتى فنوا وانقرضوا إلا قليلا من أبنائهم وهم احدى فرق الكيسانية

ومن الكيسانية السيد اسماعيل (١) بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري الشاعر وهو الذي يقول :

يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى

حتى متى تحمى (٢) وأنت قريب

يا ابن الوصي ويا سمي محمد

وكنيه نفسي عليك تذوب

لو غاب عنا عمر نوح أيقنت

منا النفوس بأنه سيئوب

ويقول فيه أيضا :

__________________

(١) لقبه الامام الصادق (ع) بسيد الشعراء وهو ليس علويا ولا هاشميا وإنما السيد لقب له ، أكثر شعره في أهل البيت عليهم‌السلام ولد سنة ١٠٥ وتوفي سنة ١٧٣

(٢) تخفى ـ خ ل ـ

ألا حي المقيم بشعب رضوى

وأهد له بمنزله السلاما (١)

أضر بمعشر والوك منا

وسموك الخليفة والاماما

وعادوا فيك أهل الأرض طرا

مقامك عنهم (٢) سبعين عاما

لقد أمسى بجانب شعب رضوى

تراجعه الملائكة الكلاما

وما ذاق ابن خولة طعم موت

ولا وارت له أرض عظاما

وإن له به لمقيل صدق

وأندية تحدثه كراما

وقد روى قوم أن السيد ابن محمد رجع عن قوله هذا وقال بامامة جعفر ابن محمد عليه‌السلام وقال في توبته ورجوعه في قصيدة اولها :

ـ تجعفرت باسم الله والله أكبر (٣) ـ

وكان السيد يكنى أبا هاشم ،

«وفرقة منهم قالت أن محمد بن الحنفية مات والامام بعده عبد الله بن محمد ابنه وكان يكنى أبا هاشم وهو أكبر ولده وإليه اوصى ابوه فسميت

__________________

(١) وردت ابيات من هذه القصيدة في الأغاني ج ٨ ص ٣٢ وفي عيون الأخبار لابن قتيبة (طبعة دار الكتب المصرية) ج ٢ ص ١٤٤ وفي المنتظم لابن الجوزي عند ذكره من توفي في سنة ١٧٩ وفي تذكرة خواص الأمة في معرفة الأئمة لسبط ابن الجوزي طبعة طهران سنة ١٢٨٧ ص ١٦٦ وفي بحار الأنوار ج ٩ ص ١٧٢ ـ ١٧٣ و ٦١٧ وفي كتاب البدء والتأريخ ج ٥ ص ١٢٨

(٢) كذا في عيون الأخبار والأغاني وفي بعض النسخ ـ عندهم ـ

(٣) وردت ستة أبيات من هذه القصيدة في روضات الجنات للخوانساري ص ٢٩ وبعضها في بحار الأنوار ج ٩ ص ١٧٣ وج ١١ ص ٢٠٠ وراجع أيضا الأغاني ج ٧ ص.

هذه الفرقة «الهاشمية» بابي هاشم

وقالت «فرقة» مثل قول الكيسانية في أبيه بانه المهدي وأنه حي لم يمت وأنه يحي الموتى وغلوا فيه ، فلما توفي «ابو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية» تفرق أصحابه اربع فرق

«ففرقة» منهم قالت : مات «عبد الله بن محمد» وأوصى إلى أخيه «علي بن محمد» وكانت أمه قضاعية تسمى أم عثمان بنت ابي جدير بن عبدة (١) بن معتب بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام ابن جعل بن عمرو بن جشم بن (٢) ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، وأن الذين ذكروا أنه اوصى إلى (محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب) غلطوا في الاسم فاوصى علي بن محمد إلى ابنه (الحسن) وأمه أم ولد وأوصى الحسن إلى ابنه (علي بن الحسن) وأمه لبانة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية واوصى علي بن الحسن إلى ابنه (الحسن بن علي) وأمه علية بنت عون بن علي بن محمد بن الحنفية والوصية عندهم في ولد محمد بن الحنفية لا تخرج إلى غيرهم ومنهم يكون القائم المهدي وهم (الكيسانية) الخلص الذين غلبوا على هذا الاسم وهذه الفرقة خاصة تسمى (المختارية) إلا أنه خرجت منهم (فرقة) فقطعوا الامامة بعد ذلك من عقبه وزعموا أن

__________________

(١) غبرة ـ خ ل ـ

(٢) بن دينار بن روم بن هيثم الخ ـ خ ل ـ

«الحسن» مات ولم يوص إلى أحد ولا وصى بعده ولا إمام حتى يرجع «محمد بن الحنفية» فيكون هو القائم المهدي

«وفرقة» قالت : أوصى (ابو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية) إلى (عبد الله (١) بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب) الخارج بالكوفة وأمه أم عون بنت عون بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وهو يومئذ غلام صغير فدفع الوصية إلى «صالح بن مدرك» وأمره أن يحفظها حتى يبلغ (عبد الله بن معاوية) فيدفعها إليه فهو الامام وهو العالم بكل شيء حتى غلوا فيه وقالوا ان الله عزوجل نور وهو في عبد الله بن معاوية وهؤلاء أصحاب (عبد الله (٢) بن الحارث) فهم يسمون (الحارثية) وكان ابن الحارث هذا من أهل المدائن فهم كلهم غلاة يقولون : من عرف الامام فليصنع ما شاء و (عبد الله

__________________

(١) عبد الله بن معاوية من شجعان الطالبيين ورؤسائهم وشعرائهم ظهر سنة ١٧٧ بالكوفة خالعا طاعة بني مروان وداعيا إلى نفسه فبايع له أهل الكوفة وأتته بيعة المدائن ثم قاتله عبد الله بن عمر والي الكوفة فتفرق عنه أصحابه فخرج إلى المدائن فلحق به جمع من أهل الكوفة فغلب بهم على حلوان والجبال وهمذان واصبهان والري واستفحل أمره فجبى له خراج فارس وكورها وأقام باصطخر فسير ابن هبيرة امير العراق الجيوش لقتاله فصبر لها ثم انهزم إلى شيراز ومنها إلى هراة قبض عليه عاملها وقتله بامر أبي مسلم الخراساني سنة ١٢٩ : ذكره ابن الأثير في حوادث سنة ١٢٧ وسنة ١٢٩

(٢) ذكر عبد الله بن الحارث في كثير من الكتب الرجالية كمنهج المقال ومنتهى المقال والخلاصة وغيرهما وذكر الكشي فيه رواية تدل على ذمه

ابن معاوية) هو صاحب اصفهان الذي قتله ابو مسلم في جيشه (١)

«وفرقة» قالت : اوصى «عبد الله بن محمد بن الحنفية» إلى (محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب) لأنه مات عنده بارض الثراة بالشام وأنه دفع إليه الوصية إلى أبيه (علي بن عبد الله بن العباس) وذلك أن (محمد بن علي) كان صغيرا عند وفاة أبي هاشم وأمره أن يدفعها إليه إذا بلغ فلما بلغ دفعها إليه فهو الامام وهو الله عزوجل وهو العالم بكل شيء فمن عرفه فليصنع ما شاء ، وهؤلاء غلاة (الروندية (٢)) واختصم أصحاب (عبد الله بن معاوية) وأصحاب (محمد بن علي) في وصية أبي هاشم فرضوا برجل منهم يكنى أبا رياح وكان من رءوسهم وعلمائهم فشهد أن «أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية (٣)» اوصى إلى (محمد بن علي بن العباس) فرجع جل أصحاب «عبد الله بن معاوية» إلى القول بامامة «محمد بن علي» وقويت الروندية (٤) بهم

«وفرقة» قالت أن الامام القائم المهدي هو (ابو هاشم) وولي

__________________

(١) حبسه ـ خ ل ـ

(٢) وفي بعض النسخ (الزيدية) ولعل الصحيح الروندية نسبة إلى عبد الله بن الخرب الكنادي الكوفي الروندي العالم المشهور المتوفي سنة ٢٩٨ وقيل سنة ٣٠١.

(٣) قال ابن حجر في تقريب التهذيب : عبد الله بن محمد بن علي بن ابي طالب الهاشمي ابو هاشم ابن الحنفية ثقة قرنه الزهري باخيه الحسن من الرابعة مات سنة ٩٩ بالشام ا ه

(٤) الزيدية ـ خ ل ـ ولعل الصحيح (الروندية) كما تقدم :

الخلق ويرجع فيقوم بامور الناس ويملك الأرض ولا وصي بعده وغلوا فيه وهم «البيانية» أصحاب (بيان النهدي) وقالوا أن أبا هاشم نبي بيانا عن الله عزوجل فبيان نبي وتأولوا في ذلك قول الله عزوجل : (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً) (٤ : ١٣٨) وادعى (بيان) بعد وفاة ابي هاشم النبوة وكتب إلى ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه‌السلام يدعوه إلى نفسه والاقرار بنبوته ويقول له أسلم تسلم وترتق في سلم وتنج وتغنم فانك لا تدري أين يجعل الله النبوة والرسالة وما على الرسول إلا البلاغ وقد أعذر من أنذر ، فأمر ابو جعفر عليه‌السلام محمد بن علي رسول «بيان» فأكل قرطاسه الذي جاء به وقتل (بيان) على ذلك وصلب وكان اسم رسوله «عمر (١) بن أبي عفيف الازدي»

فلما قتل ابو مسلم «عبد الله بن معاوية» في حبسه (٢) افترقت فرقته بعده ثلاث فرق ، وقد كان مال إلى «عبد الله بن معاوية» شذاذ صنوف الشيعة برجل من أصحابه يقال له «عبد الله بن الحارث» وكان ابوه زنديقا من أهل المدائن فابرز (٣) لأصحاب «عبد الله» فأدخلهم فى الغلو والقول بالتناسخ والأظلة والدور وأسند ذلك إلى

__________________

(١) عمرو ـ خ ل ـ

(٢) في جيشه ـ خ ل ـ

(٣) فأخرج من شيعة عبد الله جمعا إلى الغلو الخ ـ خ ل ـ

«جابر بن (١) عبد الله الأنصاري» ثم إلى «جابر (٢) بن يزيد الجعفي» فخدعهم بذلك حتى ردهم عن جميع الفرائض والشرائع والسنن وادعى أن هذا مذهب جابر بن عبد الله وجابر بن يزيد رحمهما‌الله فانهما قد كانا من ذلك بريئين

(وفرقة) منهم قالت أن (عبد الله بن معاوية) حي لم يمت وأنه مقيم في جبال اصفهان لا يموت ابدا حتى يقود نواصيها إلى رجل من بني هاشم من ولد علي وفاطمة

(وفرقة) قالت أن (عبد الله بن معاوية) هو القائم المهدي الذي بشر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه يملك الأرض ويملأها قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ثم يسلم عند وفاته إلى رجل من بني هاشم من ولد علي بن ابي طالب عليه‌السلام فيموت حينئذ

(وفرقة) قالت أن (عبد الله بن معاوية) قد مات ولم يوص وليس بعده إمام فتاهوا وصاروا مذبذبين بين صنوف الشيعة وفرقها لا

__________________

(١) جابر بن عبد الله بن عمر بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي صحابي ابن صحابي غزا تسع عشرة غزوة توفي بالمدينة سنة ٧٨ او سنة ٧٤ ذكره ابن حجر في الاصابة وغيره

(٢) جابر بن يزيد بن الحرث بن عبد يغوث الجعفي لقي أبا جعفر الباقر وأبا عبد الله الصادق عليهما‌السلام ثقة جليل توفي سنة ١٢٨ ذكره ابن سعد في الطبقات والذهبي في ميزان الاعتدال وغيرهما :

يرجعون إلى أحد ، فالكيسانية كلها لا إمام لها وإنما ينتظرون الموتى إلا (العباسية) فانها تثبت الامامة في ولد العباس وقادوها فيهم إلى اليوم ، فهذه فرق (الكيسانية) و (العباسية) و (الحارثية)

ومنهم تفرقت فرق (الخرمدينية (١)) ومنهم كان بدء الغلو فى القول حتى قالوا أن الأئمة آلهة وأنهم أنبياء وأنهم رسل وأنهم ملائكة وهم الذين تكلموا بالأظلة وفي التناسخ في الأرواح وهم أهل القول بالدور في هذه الدار وابطال القيامة والبعث والحساب وزعموا أن لا دار إلا الدنيا وأن القيامة إنما هي خروج الروح من بدن ودخوله في بدن آخر غيره إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا وأنهم مسرورون في هذه الأبدان أو معذبون فيها والأبدان هي الجنات وهي النار وأنهم منقولون (٢) فى الأجسام الحسنة الانسية المنعمة في حياتهم ومعذبون فى الأجسام الردية المشوهة من كلاب وقردة وخنازير وحيات وعقارب وخنافس وجعلان محولون من بدن إلى بدن معذبون فيها هكذا أبد الأبد فهي جنتهم ونارهم لا قيامة ولا بعث ولا جنة ولا نار غير هذا على قدر أعمالهم وذنوبهم وإنكارهم لأئمتهم ومعصيتهم لهم فانما تسقط الأبدان

__________________

(١) سيأتي أن الخرمدينية هم الأبامسلمية أصحاب أبي مسلم الخراساني

(٢) كذا في النسخ المخطوطة : ولعل الصحيح ـ مثوبون ـ بتشديد الواو :

وتخرب اذ هي مساكنهم فتتلاشى الأبدان وتفنى وترجع الروح فى قالب آخر منعم او معذب وهذا معنى الرجعة عندهم وإنما الأبدان قوالب ومساكن بمنزله الثياب التي يلبسها الناس فتبلى وتطرح ويلبس غيرها وبمنزلة البيوت يعمرها الناس فاذا تركوها وعمروا غيرها خربت والثواب والعقاب على الأرواح دون الأجساد ، وتأولوا في ذلك قول الله تعالى : (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٨٢ : ٨) وقوله تعالى : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) (٦ : ٣٨) وقوله عزوجل : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) (٣٥ : ٢٤) فجميع الطير والدواب والسباع كانوا أمما ناسا خلت فيهم نذر من الله عزوجل واتخذ بهم عليهم الحجة فمن كان منهم صالحا جعل روحه بعد وفاته وإخراب قالبه وهدم مسكنه إلى بدن صالح فأكرمه ونعمه ومن كان منهم كافرا عاصيا نقل روحه إلى بدن خبيث مشوه يعذبه فيه بالدنيا وجعل قالبه (ظ) في أقبح صورة ورزقه أنتن رزق وأقذره ، وتأولوا في ذلك قول الله عزوجل : (فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (٨٩ : ١٥ ـ ١٦) فكذب الله تعالى هؤلاء ورد عليهم قولهم لمعصيتهم إياه فقال : (كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) (٨٩ : ١٧) وهو النبي صلى الله

عليه وآله ، (وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) (٨٩ : ١٨) وهو الامام ، (وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا) (٨٩ : ١٩) لا تخرجون حق الامام ، مما رزقكم وأجراه لكم

ومنهم فرقة تسمى (المنصورية) وهم أصحاب (أبي منصور (١)) وهو الذي ادعى أن الله عزوجل عرج به إليه فأدناه منه وكلمه ومسح يده على رأسه وقال (٢) له بالسرياني اي بني وذكر أنه نبي ورسول وأن الله اتخذه خليلا ، وكان «ابو منصور» هذا من أهل الكوفة من عبد القيس وله فيها دار وكان منشأه بالبادية وكان أميا لا يقرأ فادعى بعد وفاة أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه‌السلام أنه فوض إليه امره وجعله وصيه من بعده ثم ترقى به الأمر إلى أن قال كان علي بن ابي طالب عليه‌السلام نبيا ورسولا وكذا الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وأنا نبي ورسول والنبوة في ستة من ولدي يكونون بعدي أنبياء آخرهم القائم وكان يأمر أصحابه بخنق من خالفهم وقتلهم بالاغتيال ويقول من خالفكم فهو كافر مشرك فاقتلوه فان هذا جهاد خفي ، وزعم أن جبرئيل عليه

__________________

(١) هو ابو منصور العجلي وقد لعنه الامام الصادق عليه‌السلام ثلاثا كما ذكره الكشي في رجاله ص ١٩٦ وصلبه يوسف بن عمر الثقفي والي العراق في أيام هشام بن عبد الملك أنظر الطبري والملل والنحل للشهرستاني وعيون الأخبار لابن قتيبة والفرق بين الفرق للبغدادي والمقريزي :

(٢) ثم قال له أي بنى ـ خ ل ـ وفي رجال الكشي وقال له بالفارسي يا بسر. وفي الفرق بين الفرق : وقال له يا بني بلغ عني ،

السلام يأتيه بالوحي من عند الله عزوجل وأن الله بعث محمدا بالتنزيل وبعثه هو «يعني نفسه» بالتأويل فطلبه خالد بن عبد الله القسري فأعياه ثم ظفر عمر الخناق بابنه «الحسين بن ابي منصور» وقد تنبأ وادعى مرتبة ابيه وجبيت إليه الأموال وتابعه على رأيه ومذهبه بشر كثير وقالوا بنبوته ، فبعث به للمهدي فقتله في خلافته وصلبه بعد أن أقر بذلك وأخذ منه مالا عظيما وطلب أصحابه طلبا شديدا وظفر بجماعة منهم فقتلهم وصلبهم

فهؤلاء صنوف «الغالية «من أصحاب «عبد الله بن معاوية» و (العباسية الروندية) وغيرهم غير ان أصحاب (عبد الله بن معاوية) يزعمون أنهم يتعارفون في انتقالهم في كل جسد صاروا فيه على ما كانوا عليه مع نوح عليه‌السلام فى السفينة ومع (١) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في كل عصر وزمانه ويسمون انفسهم بأسماء أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويزعمون أن أرواحهم فيهم ويتأولون في ذلك قول علي بن ابي طالب عليه‌السلام وقد روي أيضا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف فنحن نتعارف كما قال علي عليه‌السلام وكما روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال بعضهم بالتناسخ وتنقل الارواح مدة ووقت وهو أن كل دور

__________________

(١) ومع كل نبي في عصره وزمانه ـ خ ل ـ

فى الأبدان الانسية فذلك للمؤمنين خاصة فتحول إلى الدواب للنزهة مثل الأفراس والشهاري وفي غيرها مما يكون لمواكب (١) الملوك والخلفاء على قدر أديانهم وطاعتهم لأئمتهم فيحسن إليها في علفها وإمساكها وتجليلها بالديباج وغيره من الجلال النظيفة المرتفعة والسروج المحلاة وكذلك ما كان منها لأوساط الناس والعوام فانما ذلك على قدر ايمانهم فتمكث في ذلك الانتقال الف سنة ثم تحول إلى الأبدان الانسية عشرة آلاف سنة وإنما ذلك امتحان لها لكيلا يدخلهم العجب فتزول طاعتهم ، وأما الكفار والمشركون والمنافقون والعصاة فينتقلون فى الأبدان المشوهة الوحشة عشرة آلاف سنة ما بين الفيل والجمل إلى البقة الصغيرة ، وتأولوا في ذلك قول الله عزوجل : (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ) (٧ : ٤٠) ونحن نعلم ما هو في خلق الجمل وما كان مثله من الخلق لا يقدر أن يلج في سم الخياط وقول الله لا يكذب ولا بد من أن يكون ذلك ولا يتهيأ إلا بنقصان خلقه وتصغيره في كل دور حتى يرجع الفيل والجمل إلى حد البقة الصغيرة فتدخل حينئذ في سم الخياط فاذا خرج من سم الخياط رد إلى الأبدان الانسية الف سنة فصار في الخلق الضعيف المحتاج وكلف الأعمال والتعب وطلب المكسب بالمشقة فبين دباغ وحجام وكناس وغير

__________________

(١) لمراكب ـ خ ل ـ

ذلك من الصناعات المذمومة القذرة على قدر معاصيهم فيمتحنون في هذه الأجسام بالايمان بالأئمة والرسل والأنبياء ومعرفتهم فلا يؤمنون ويكذبون ولا يعرفون فلا يزالون منتقلين في هذه الابدان الانسية على هذه الحال من حال إلى حال الف سنة ثم يردون بعد ذلك العذاب إلى الأمر الأول عشرة آلاف سنة فهذه حالهم أبد الآبدين ودهر الداهرين ، هذه قيامتهم وبعثهم وهذه جنتهم ونارهم وهذه الرجعة عندهم لا رجوع بعد الموت والقوالب تفنى وتتلاشى ولا تعود ولا ترد أبدا

وقالت «الزيدية (١)» و «المغيرية» أصحاب «المغيرة بن سعيد» (٢) لا ننكر لله قدرة ولا نؤمن بالرجعة ولا نكذب بها وان شاء الله تعالى أن يفعل فعل

وقالت «الكيسانية» يرجع الناس في أجسامهم التي كانوا فيها ويرجع محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وجميع النبيين فيؤمنون به ويرجع «علي بن

__________________

(١) كذا في النسخ المخطوطة ولعل الصحيح (الروندية)

(٢) هو المغيرة بن سعيد العجلي مولى بجيلة خرج بظاهر الكوفة في إمارة خالد بن عبد الله القسري فظفر به وأحرقه وأحرق أصحابه سنة ١١٩ راجع خبر خروجه تاريخ الطبري وغيره وسيأتي تفصيل مقالته في المذهب وقد تظافرت الروايات بكونه كذابا كان يكذب على الامام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام وذكر الكشي روايات كثيرة صريحة في ذمه وفيها أن الامام الصادق عليه‌السلام لعنه انظر الطبري وابن الأثير وعيون الأخبار وتلبيس ابليس وغيرها :

أبي طالب «فيقتل معاوية بن أبي سفيان وآل أبي سفيان ويهدم دمشق ويغرق البصرة

وأما أصحاب «أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع الأسدي (١) «ومن قال بقولهم فانهم افترقوا لما بلغهم أن أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما‌السلام لعنه وبرئ منه ومن أصحابه فصاروا اربع فرق وكان (ابو الخطاب) يدعي أن أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما‌السلام جعله قيمه ووصيه من بعده وعلمه اسم الله الأعظم ثم ترقى إلى أن ادعى النبوة ثم ادعى الرسالة ثم ادعى أنه من الملائكة وأنه رسول الله إلى أهل الأرض والحجة عليهم

(ففرقة) منهم قالت أن أبا عبد الله جعفر بن محمد هو الله جل وعز وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ وأن (أبا الخطاب) نبي مرسل ارسله جعفر وأمر بطاعته واحلوا المحارم من الزنا والسرقة وشرب الخمر وتركوا الزكاة والصلاة والصيام والحج واباحوا الشهوات بعضهم لبعض وقالوا من سأله اخوه ليشهد له على مخالفيه فليصدقه ويشهد له فان ذلك فرض عليه واجب ، وجعلوا الفرائض رجالا سموهم والفواحش

__________________

(١) هو محمد بن مقلاص أبي زينب الأسدي الكوفي الأجدع الزراد البزاز ويكنى تارة ابو الخطاب واخرى ابو الظبيان وثالثة ابو اسماعيل وقد اورد الكشي في رجاله روايات كثيرة صريحة في ذمه قتله عيسى بن موسى صاحب المنصور بسبخة الكوفة انظر تاريخ ابن الأثير والمقريزي ومنهج المقال ومنتهى المقال وغيرها :

والمعاصي رجالا وتأولوا على ما استحلوا قول الله عزوجل : (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) (٤ : ٢٨) وقالوا خفف عنا بابي الخطاب ووضع عنا الأغلال والآصار يعنون الصلاة والزكاة والصيام والحج فمن عرف الرسول النبي الامام فليصنع ما أحب

«وفرقة» قالت «بزيع (١)» نبي رسول مثل «أبي الخطاب» أرسله جعفر بن محمد وشهد «بزيع» لأبي الخطاب بالرسالة وبرئ «ابو الخطاب» وأصحابه من (بزيع)

(وفرقة) قالت (السري (٢)) رسول مثل (أبي الخطاب) أرسله جعفر وقال أنه قوي أمين وهو موسى القوي الأمين وفيه تلك الروح وجعفر هو الاسلام والاسلام هو السلام وهو الله عزوجل ونحن بنو الاسلام كما قالت اليهود : (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) (٥ : ١٨) وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سلمان ابن الاسلام ، فدعوا

__________________

(١) بزيع بن موسى الحائك لعنه الامام الصادق عليه‌السلام ولعن جماعة معه وهم المغيرة ابن سعيد ـ والسري ـ وأبا الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع ـ ومعمرا وبشار الشعيري وحمزة البريري وصائد النهدي فقال (ع) ـ كما ذكره الكشي ـ لعنهم الله فانا لا نخلو من كذاب يكذب علينا او عاجز الرأي كفانا الله مئونة كل كذاب وأذاقهم حر الحديد ـ وبعضهم ضبطه (بزيع) بالغين المعجمة والصحيح بالمهملة

(٢) السري تقدم لعن الامام الصادق (ع) له في ترجمة بزيع الحائك وروى الكشي عن ابي عبد الله الصادق (ع) قال أن بنانا والسري وبزيعا لعنهم الله تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة آدمي من قرنه إلى سرته الخ ـ أنظر منهج المقال ومنتهى المقال وغيرهما :

إلى نبوة (السري) ورسالته وصلوا وصاموا وحجوا لجعفر بن محمد ولبوا له فقالوا لبيك يا جعفر لبيك

(وفرقة) قالت (جعفر بن محمد) هو الله عزوجل ـ وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ وإنما هو نور يدخل في أبدان الأوصياء فيحل فيها فكان ذلك النور في جعفر ثم خرج منه فدخل في (ابي الخطاب) فصار (جعفر) من الملائكة ثم خرج من (ابي الخطاب) فدخل في (معمر) وصار (ابو الخطاب) من الملائكة فمعمر هو الله عزوجل ، فخرج (ابن اللبان) يدعو إلى (معمر) وقال انه الله عزوجل وصلى له وصام وأحل الشهوات كلها ما حل منها وما حرم وليس عنده شيء محرم ، وقال : لم يخلق الله هذا إلا لخلقه فكيف يكون محرما وأحل الزنا والسرقة وشرب الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير ونكاح الأمهات والبنات والأخوات ونكاح الرجال ووضع عن أصحابه غسل الجنابة وقال كيف اغتسل من نطفة خلقت منها ، وزعم أن كل شيء أحله الله في القرآن وحرمه فانما هو أسماء رجال ، فخاصمه قوم من الشيعة وقالوا لهم أن اللذين زعمتم أنهما صارا من الملائكة قد برئا من (معمر) و (نريع) وشهدا عليهما أنهما كافران شيطانان وقد لعناهما فقالوا أن اللذين ترونهما جعفرا وأبا الخطاب شيطانان تمثلا في صورة جعفر

وأبي الخطاب يصدان الناس عن الحق وجعفر وابو الخطاب ملكان عظيمان عند الا له الأعظم إله السماء و «معمر» إله الأرض وهو مطيع لا له السماء يعرف فضائله (١) وقدره ، فقالوا لهم كيف يكون هذا ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يزل مقرا بانه عبد الله وأن إلهه وإله الخلق أجمعين إله واحد وهو الله وهو رب السماء والأرض وآلهما لا إله غيره (٢) ، فقالوا أن محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يوم قال هذا عبدا رسولا ارسله (ابو طالب) وكان النور الذي هو الله في «عبد المطلب» ثم صار في «ابي طالب» ثم صار في «محمد» ثم صار في (علي بن ابي طالب) عليه‌السلام فهم آلهة كلهم ، قالوا لهم : كيف هذا وقد دعا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أبا طالب إلى الاسلام والايمان فامتنع ابو طالب من ذلك وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أني مستوهبه من ربي وأنه واهبه لي ، قالوا أن محمدا وأبا طالب كانا يسخران بالناس قال الله عزوجل : (إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ) (١٠ : ٣٨) وقال تعالى : (فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ) (٩ : ٧٩) وابو طالب هو الله عزوجل ـ وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ـ فلما مضى ابو طالب خرجت الروح وسكنت في محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان هو الله عزوجل فى الحق وكان علي بن

__________________

(١) معالمه ـ خ ل

(٢) لا إله إلا هو ـ خ ل ـ

ابي طالب هو الرسول فلما مضى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله خرجت منه الروح وصارت في علي فلم تزل تتناسخ في واحد بعد واحد حتى صارت في (معمر)

فهذه فرق أهل الغلو ممن انتحل التشيع والى (الخرمدينية) و «المزدكية (١)» و (الزنديقية (٢)) و «الدهرية (٣)» مرجعهم جميعا لعنهم الله ، وكلهم متفقون على نفي الربوبية عن الجليل الخالق تبارك وتعالى عن ذلك علوا كبيرا واثباتها في بدن مخلوق مئوف على أن البدن مسكن لله وأن الله تعالى نور وروح ينتقل في هذه الأبدان ـ تعالى الله عن ذلك ـ إلا أنهم مختلفون في رؤسائهم الذين يتولونهم يبرأ البعض من بعض ويلعن بعضهم بعضا

ثم أن الشيعة العباسية «الروندية» افترقت ثلاث فرق «ففرقة» منهم يسمون «الأبامسلمية» أصحاب

__________________

(١) المزدكية اتباع مزدك الذي ظهر في أيام قباد والد انوشروان واسم كتابه الذي ادعى نزوله عليه (ديستاو) وقولهم كقول المانوية في الاصلين النور والظلمة. انظر الملل والنحل للشهرستاني وفهرست ابن النديم. والمزدكية هم الذين استباحوا المحرمات وزعموا أن الناس شركاء في الأموال والنساء وإليه يمت المذهب الاشتراكى وقد اجتاح معرة عيثه انوشروان العادل فقتله وقتل أصحابه

(٢) الزنديقية هم الذين رفضوا تعاليم الأديان الالهية بحجة تحرير الفكر :

(٣) الدهريون هم القائلون أن العالم موجود أزلا وأبدا لا صانع له وهم فرقة من الكفار ملحدون

«أبي مسلم (١)» قالوا بامامته وادعوا أنه حي لم يمت وقالوا بالاباحات وترك جميع الفرائض وجعلوا الايمان المعرفة لامامهم فقط فسموا (الخرمدينية) وإلى أصلهم رجعت فرقة (الخرمية (٢))

(وفرقة) أقامت على ولاية أسلافها وولاية أبي مسلم سرا وهم (الرزامية (٣)) أصحاب «رزام» وأصلهم مذهب الكيسانية

(وفرقة) منهم يقال لها (الهريرية) أصحاب ابي هريرة الروندية (٤) وهم العباسية الخلص الذين قالوا الامامة لعم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله العباس بن عبد المطلب رحمة الله عليه وتثبت على ولاية

__________________

(١) هو عبد الرحمن بن مسلم الخراساني مؤسس الدولة العباسية ، ارسله ابراهيم ابن الامام محمد من بني العباس إلى خراسان داعية فأقام بها واستمال اهلها قتله المنصور الدوانيقي سنة ١٣٧

(٢) الخرمية هم أتباع بابك الخرمي الذي ظهر في الجبال بناحية آذربيجان سنة ٢٠١ وكثروا واستباحوا المحرمات وقتلوا الكثير من المسلمين وجهز إليهم خلفاء بني العباس جيوشا كثيرة مع افشين الحاجب ومحمد بن يوسف التغري وأبي دلف العجلي وبقيت العساكر تغزوهم نحوا من عشرين سنة إلى أن أخذ بابك وأخوه اسحاق بن ابراهيم وصلبا بسر من رأى سنة ٢٢٣ في أيام المعتصم ، قال الحموي في ـ مراصد الاطلاع ـ خرم بضم أوله وتشديد ثانيه رستاق اردبيل كان الخرمية أصحاب بابك إليه ينسبون

(٣) هذه الفرقة ظهرت بخراسان في أيام أبي مسلم الخراساني فادعوا حلول الإله فيه فقتلهم عن بكرة أبيهم ومن فروعها المقنعية ، المبيضة اتباع هاشم بن حكيم المروزي الملقب بالمقنع الذي ادعى احياء الموتى وعلم الغيب وكان خروجه في أيام المهدي فحوصر بامره ولما اشتد عليه الحضار القى نفسه في النار انظر تاريخ ابن العبري والمقريزي وغيرهما

(٤) الروندي ـ خ ل ـ

أسلافها الأولى سرا وكرهوا أن يشهدوا على أسلافهم بالكفر وهم مع ذلك يتولون أبا مسلم ويعظمونه وهم الذين غلوا فى القول فى العباس وولده

(وفرقة) منهم قالت أن (محمد بن الحنفية) كان الامام بعد أبيه (علي بن أبي طالب) فلما مات أوصى إلى ابنه (أبي هاشم عبد الله بن محمد) فأوصى (ابو هاشم) إلى (محمد بن علي بن العباس بن عبد المطلب) لأنه مات عنده بالشام بأرض الشراة فأوصى (محمد بن علي) إلى ابنه (ابراهيم بن محمد) المسمى بالامام وهو أول من عقدت له الامامة من ولد العباس وإليه دعا ابو مسلم ، ثم أوصى (ابراهيم ابن محمد) إلى اخيه (أبي العباس عبد الله بن محمد) وهو أول من تخلف من ولد العباس بن عبد المطلب ثم أوصى (ابو العباس) إلى اخيه (أبي جعفر عبد الله بن محمد) فسمي المنصور فلما مضى المنصور أوصى إلى ابنه (المهدي محمد بن عبد الله) استخلفه بعده فردهم المهدي عن اثبات الامامة لمحمد بن الحنفية وابنه أبي هاشم وأثبت الامامة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للعباس بن عبد المطلب ودعاهم إليها وقال كان العباس عمه ووارثه وأولى الناس به وأن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا عليه‌السلام وكل من دخل في الخلافة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله غاصبون متوثبون فأجابوه فعقد الامامة للعباس بعد رسول الله صلى الله

عليه وآله ، وأم العباس نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو ابن عامر بن زيد بن مناة بن الضحيان وهو عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط ، ثم عقدها بعد العباس «لعبد الله بن العباس» وأمه أم الفضل وقثم وعبيد الله وعبد الرحمن واسمها لبابة بنت الحارث ابن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة ، ثم عقدها بعد عبد الله «لعلي بن عبد الله المعروف بالسجاد» وكان متعبدا وأمه زرعة بنت مشرح (١) بن معديكرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن عمرو بن حجر بن الولادة (٢) الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن كندة ، ثم عقدها بعده «لابراهيم بن محمد الامام» وأمه أم ولد يقال لها فاطمة : فعقدها بعد ابراهيم لأخيه «عبد الله أبي العباس» وأمه ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان بن الديان بن قطن بن زياد بن الحرث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحرث بن كعب ، ثم عقدها لأخيه «عبد الله ابي جعفر المنصور» وأمه أم ولد بربرية يقال لها سلامة وكان ابو العباس جعل ولاية العهد لأخيه ابي جعفر ولابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن العباس فخالفه عبد الله بن علي بن عبد الله فادعى الامامة ووصية أبي العباس فقاتله ابو مسلم فهزمه فهرب وتوارى بالبصرة فأخذه بعد ذلك

__________________

(١) شريح ـ خ ل ـ

(٢) المدار بن الحارث الخ ـ خ ل ـ

بأمان وهو صاحب عبد الله بن المقفع الزنديق فقتل قتله المنصور فلما اطمأنت الخلافة للمنصور واستوى أمره وقوي وقتل أبا مسلم وكبر ابنه محمد بن عبد الله سماه (١) المهدي وبايع له وقدمه على عيسى بن موسى وجعل عيسى بعده وأعطى عيسى على ذلك عشرين الف درهم

فافترقت حينئذ شيعته واضطربت وأنكرت ما كان منه وأبوا قبول بيعة المهدي وقالوا لأصحابهم : من أين جاز لكم متابعة (٢) المهدي وتأخير عيسى بن موسى وقد عقد له أبو العباس العهد بعد المنصور فقالوا : من قبل أمر أمير المؤمنين المنصور لنا بذلك وهو الامام الذي قد افترض الله طاعته ، قالوا : فان أبا العباس كان مفترض الطاعة من الله قبله وهو أمر ببيعة أبي جعفر العباس وبيعة عيسى بن موسى بعده فكيف جاز لكم تأخيره وتقديم المهدي بين يديه قالوا : إنما الطاعة للامام ما دام حيا فاذا مات وقام غيره كان الأمر أمر القائم ما دام حيا ، قالوا : أفرأيتم إن مات أمير المؤمنين المنصور والمهدي حي وعيسى بن موسى حي فأنكر الناس أمر أمير المؤمنين في بيعة المهدي كما أنكرتم أنتم أمر أبي العباس في بيعة عيسى بن موسى هل يجوز ذلك قالوا لا يجوز ذلك وقد بويع له قالوا : فكيف جاز لكم أن تؤخروا عيسى وتقدموا

__________________

(١) في بعض النسخ المخطوطة (آخاه) ولعل الصحيح (سماه)

(٢) في بعض النسخ (مبايعة المهدي) ولعله الصحيح

المهدي ولم تكونوا بايعتم له فثبتوا على إمامة عيسى بن موسى وأنكروا إمامة المهدي وأجروها في ولد عيسى إلى اليوم ، وأم عيسى بن موسى أم ولد ، فلما حضرت المهدي الوفاة عقد الامامة لابنه موسى وسماه الهادي وجعل ابنه هارون بعده وسماه الرشيد واسقط عيسى ، وأم المهدي أم موسى بنت منصور بن عبد الله بن شمر بن يزيد بن وارد بن معديكرب بن الوازع بن ذي عيش بن وتج بن وصاه بن عبد الله بن سميع بن الحرث بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن العرنجج وهو حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن زيادة بن اليسع بن الهميسع بن يثمن بن نبت بن سلامان بن حمل بن قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم بن آزر بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن ارغو بن فالغ بن عابر ـ إلى زيادة ليس من الأصل ـ وأم الهادي والرشيد أم ولد يقال لها الخيزران

ومن العباسية فرقتان قالتا بالغلو في ولد العباس رحمة الله عليه «فرقة» منها تسمى «الهاشمية «وهم اصحاب

(أبي هاشم (١) عبد الله بن محمد بن الحنفية) قالت أن الامام عالم يعلم كل شيء وهو بمنزلة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في جميع اموره ومن لم يعرفه لم يعرف الله وليس بمؤمن بل هو كافر مشرك وقادوا الامامة عن (أبي هاشم) إلى ولد العباس

(وفرقة) قالت الامام عالم بكل شيء وهو الله عزوجل ـ وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ ويحي ويميت و (ابو مسلم) نبي مرسل يعلم الغيب أرسله أبو جعفر المنصور وهم من (الروندية (٢)) أصحاب (عبد الله الروندي) وشهدوا أن المنصور هو الله ـ جل الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ فانه يعلم سرهم ونجواهم ، وأعلنوا القول بذلك ودعوا إليه فبلغ قولهم المنصور فأخذ منهم جماعة فأقروا بذلك

__________________

(١) هو أحد زعماء العلويين في العصر المرواني وكان يبث الدعاية سرا في الناس وينفرهم من بني أمية ويستميلهم إلى بني هاشم فشعر بأمره سليمان بن عبد الملك فدس له من سقاه السم في الشام فتوفي بالحميمة (قرب معان) سنة ٩٩ انظر تاريخ ابن الأثير في حوادث سنة ٩٩

(٢) ذكرنا في هامش ص ٣٣ أن الروندية اتباع أبي الحسين أحمد بن يحي الروندي والصحيح أنهم اتباع (عبد الله بن الخرب الكندي الكوفي الروندي) فليعلم ذلك ـ قال ابن الأثير في حوادث سنة ١٤١ ـ الراوندية هم قوم من أهل خراسان على رأي أبي مسلم يقولون بتناسخ الأرواح يزعمون أن روح آدم في عثمان بن نهيك وأن ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم هو المنصور وأن جبرئيل هو الهيثم بن معاوية الخ راجع خبر خروجهم على المنصور وقتلهم على يد معن بن زائدة الشيباني تاريخ ابن الأثير والطبري وأبي الفداء ومرآة الجنان لليافعي في حوادث سنة ١٤١

فاستتابهم وأمرهم بالرجوع عن قولهم ذلك فقالوا : المنصور ربنا وهو يقتلنا شهداء كما قتل أنبياءه ورسله على يدي من شاء من خلقه وأمات بعضهم بالهدم والغرق وسلط على بعضهم السباع وقبض أرواح بعضهم فجأة وبالعلل وكيف شاء وذلك له يفعل ما شاء بخلقه لا يسأل عما يفعل ، فثبتوا على ذلك إلى اليوم وادعوا أن أسلافهم مضوا على هذا القول ولكنهم كتموه عن الناس وكان ذلك ذنبا منهم يتوب الله منه عليهم وليس هو بمخرجهم من الايمان ولا من طاعة إمامهم ،

وأما «الشيعة العلوية» الذين قالوا بفرض الامامة لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام من الله ومن رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله فانهم ثبتوا على إمامته ثم إمامة «الحسن» من بعده ثم إمامة «الحسين» بعد الحسن ثم افترقوا بعد قتل الحسين عليه‌السلام فرقا فنزلت «فرقة» إلى القول بامامة (علي بن الحسين) وكان يكنى بأبي محمد ويكنى بأبي بكر وهي كنيته الغالبة عليه فلم تزل مقيمة على إمامته حتى توفي بالمدينة في المحرم في أول سنة اربع وتسعين وهو ابن خمس وخمسين سنة ، وكان مولده في سنة ثمان وثلاثين وأمه أم ولد يقال لها سلافة وكانت تسمى قبل ان تسبى جهانشاه وهي ابنة يزدجرد بن شهريار بن كسرى ابرويز بن هرمز وكان يزدجرد آخر ملوك فارس

(وفرقة) قالت انقطعت الامامة بعد الحسين إنما كانوا ثلاثة أئمة مسمين بأسمائهم استخلفهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأوصى إليهم وجعلهم حججا على الناس وقواما بعده واحدا بعد واحد فلم يثبتوا إمامة لأحد بعدهم

(وفرقة) قالت أن الامامة صارت بعد مضي الحسين في ولد الحسن والحسين فهي فيهم خاصة دون سائر ولد علي بن أبي طالب وهم كلهم فيها شرع سواء من قام منهم ودعا لنفسه فهو الامام المفروض الطاعة بمنزلة علي بن أبي طالب واجبة إمامته من الله عزوجل على أهل بيته وسائر الناس كلهم فمن تخلف عنه في قيامه ودعائه إلى نفسه من جميع الخلق فهو هالك كافر ومن ادعى منهم الامامة وهو قاعد في بيته مرخى عليه ستره فهو كافر مشرك وكل من اتبعه على ذلك وكل من قال بامامته ، وهم الذين سموا (السرحوبية) وأصحاب (أبي خالد الواسطى) واسمه (يزيد (١)) وأصحاب

__________________

(١) الصحيح أن اسمه (عمرو) لا (يزيد) ولعل السهو صدر من الناسخ وعمر وهو ابن خالد القرشي مولاهم الكوفي نزيل واسط عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الباقر عليه‌السلام وقال أنه بتري وقال ابن حجر في تقريب التهذيب عمرو بن خالد القرشي مولاهم من الثامنة مات بعد سنة ١٢٠ وقد ذكره أيضا الذهبى في ميزان الاعتدال في ترجمة عمرو بن خالد القرشي وكل من ذكره سماه [عمرو] لا [يزيد] انظر فهرست ابن النديم ومنهج المقال ومنتهى المقال والكشي والنجاشي وغيرها :

(فضيل (١) بن الزبير الرسان) و (زياد بن المنذر) وهو الذي يسمى أبا الجارود ولقبه سرحوبا (محمد بن علي بن الحسين بن علي) وذكر أن سرحوبا شيطان أعمى يسكن البحر وكان (ابو الجارود) أعمى البصر أعمى القلب فالتقوا هؤلاء مع الفرقتين اللتين قالتا أن عليا أفضل الناس بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فصاروا مع (زيد بن علي بن الحسين) عند خروجه بالكوفة فقالوا بامامته فسموا كلهم في الجملة (الزيدية) إلا أنهم مختلفون فيما بينهم في القرآن والسنن والشرائع والفرائض والأحكام

وذلك أن (السرحوبية) قالت : الحلال حلال آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله والحرام حرامهم والأحكام احكامهم وعندهم جميع ما جاء به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كله كامل عند صغيرهم وكبيرهم والصغير منهم والكبير فى العلم سواء لا يفضل الكبير الصغير من كان منهم فى الخرق والمهد إلى اكبرهم سنا

(وقال بعضهم) من ادعى ان من كان منهم فى المهد والخرق ليس علمه مثل علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو كافر بالله مشرك وليس يحتاج

__________________

(١) الفضيل بن الزبير عده الشيخ الطوسي في رجاله تارة من أصحاب الباقر عليه‌السلام بقوله فضيل بن الزبير الرسان وأخرى من أصحاب الصادق عليه‌السلام بقوله الفضيل بن الزبير الأسدي مولاهم كوفي الرسان ـ انظر رجال الكشي ومنهج المقال ومنتهى المقال وغيرها :

احد منهم ان يتعلم من احد منهم ولا من غيرهم ، العلم ينبت في صدورهم كما ينبت الزرع المطر فالله عزوجل قد علمهم بلطفه كيف شاء ، وإنما قالوا بهذه المقالة كراهة أن يلزموا الامامة بعضهم دون بعض فينتقض قولهم أن الامامة صارت فيهم جميعا فهم فيها شرع سواء وهم مع ذلك لا يروون عن أحد منهم علما ينتفعون به إلا ما يروون عن «أبي جعفر محمد بن علي» و «أبي عبد الله جعفر بن محمد» وأحاديث قليلة عن «زيد بن علي» واشياء يسيرة عن «عبد الله بن الحسن (١) المحض» ليس مما قالوا وادعوه في ايديهم شيء أكثر من دعوى كاذبة لأنهم وصفوهم بأنهم يعلمون كل شيء تحتاج إليه الأمة من أمر دينهم ودنياهم ومنافعها ومضارها بغير تعليم

وأما سائر فرقهم فانهم وسعوا الأمر فقالوا العلم مبثوث مشترك فيهم وفي عوام الناس هم والعوام من الناس فيه سواء ، فمن أخذ منهم علما لدين او دنيا مما يحتاج إليه او اخذه من غيرهم من العوام فموسع له ذلك فان لم يوجد عندهم ولا عند غيرهم مما يحتاجون إليه من علم دينهم فجائز للناس الاجتهاد

__________________

(١) عبد الله بن الحسن المثنى بن الامام الحسن المجتبى بن الامام علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ابو محمد هاشمي مدني تابعي من أصحاب الامام الباقر والصادق عليهما‌السلام وإنما سمي بالمحض لأن أباه الحسن بن الحسن (ع) وأمه فاطمة بنت الحسين «ع» وكان شيخ بني هاشم في زمانه وكان يتولى صدقات أمير المؤمنين عليه‌السلام بعد أبيه الحسن مات في حبس المنصور العباسي سنة ١٤٥

والاختيار والقول بآرائهم ، وهذا قول «الزيدية» الأقوياء منهم والضعفاء

فأما الضعفاء منهم فسموا «العجلية» وهم أصحاب هارون بن (١) سعيد العجلي وفرقة منهم يسمون (البترية (٢)) وهم أصحاب (كثير النواء) و (الحسن بن صالح بن حي) و (سالم بن أبي حفصة) (والحكم بن عتيبة) و (سلمة بن كهيل) و (أبي المقدام ثابت الحداد) وهم الذين دعوا الناس إلى ولاية علي عليه‌السلام ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر فهم عند العامة أفضل هذه الأصناف وذلك أنهم يفضلون عليا ويثبتون إمامة أبي بكر وينتقصون عثمان وطلحة والزبير ويرون الخروج مع كل من ولد علي عليه‌السلام يذهبون في ذلك إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويثبتون لمن خرج من ولد علي الامامة عند خروجه ولا يقصدون في الامامة قصد رجل بعينه حتى يخرج ، كل ولد علي عندهم على السواء من أي بطن كان

__________________

(١) هارون بن سعيد او سعد العجلي الكوفي الأعور عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق عليه‌السلام مات بالبصرة بعد سنة ١٠٠ انظر تقريب التهذيب لابن حجر ورجال الشيخ والكشي والخلاصة ورجال ابن داود وغيرها

(٢) البترية بضم الباء الموحدة وقيل بكسرها ثم سكون التاء المثناة من فوق قيل سموا بذلك نسبة إلى المغيرة بن سعد الملقب بالأبتر أو لأنهم لما تبرءوا من أعداء الشيخين التفت إليهم زيد بن علي عليه‌السلام وقال أتبرءون من فاطمه «ع» بترتم أمرنا بتركم الله انظر رجال الكشي وغيره :

وأما الأقوياء فمنهم أصحاب (أبي الجارود) وأصحاب (ابي خالد الواسطي) وأصحاب (فضيل الرسان) و (منصور بن (١) ابى الأسود)

وأما (الزيدية) الذين يدعون (الحسينية) فانهم يقولون من دعا إلى الله عزوجل من آل محمد فهو مفترض الطاعة ، وكان (علي بن أبى طالب) إماما في وقت ما دعا الناس وأظهر أمره ثم كان بعده (الحسين) إماما عند خروجه وقبل ذلك إذ كان مجانبا لمعاوية ويزيد ابن معاوية حتى قتل ، ثم (زيد بن علي بن الحسين) المقتول بالكوفة أمه أم ولد ثم (يحيى (٢) بن زيد بن علي) المقتول بخراسان وأمه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ثم ابنه الآخر

__________________

(١) منصور بن أبي الأسود الليثي مولاهم الكوفي الخياط عده الشيخ الطوسي بهذا العنوان من أصحاب الامام الصادق عليه‌السلام وكذا النجاشي وابن داود وغيرهم وذكره أيضا ابن سعد في الطبقات ج ٦ ص ٢٦٦ والذهبي في ميزان الاعتدال وابن حجر في تقريب التهذيب توفي بعد سنة ١٠٠

(٢) هو أحد الأبطال الأشداء من بني هاشم ثار مع أبيه على بني مروان فلما قتل أبوه زيد انصرف إلى بلخ فأقام بها مطمئنا فطلبه أمير العراق يوسف بن عمرو فقبض عليه نصر بن سيار ثم خلى عنه بأمر الوليد ثم ثار فبعث نصر بن سيار سالم بن احوز في طلبه فلحقه في الجوزجان فقاتله فرمي يحي بسهم اصاب جبهته فسقط قتيلا سنة ١٢٥ فصلب بالجوزجان ولم يزل مصلوبا حتى ظهر ابو مسلم الخراساني واستولى على خراسان فأنزله وصلى عليه ودفنه

(عيسى (١) بن زيد بن علي) وأمه أم ولد ثم (محمد (٢) بن عبد الله بن الحسن) وأمه هند بنت ابي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن اسد بن عبد العزى بن قصي ثم من دعا إلى طاعة الله من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو إمام

وأما (المغيرية) اصحاب (المغيرة بن سعيد) فانهم نزلوا معهم إلى القول بامامة (محمد بن عبد الله بن الحسن) وتولوه وأثبتوا إمامته فلما قتل صاروا لا امام لهم ولا وصي ولا يثبتون لأحد إمامة بعده

وأما الذين اثبتوا الامامة لعلي بن ابي طالب ثم للحسن ثم للحسين ثم لعلي بن الحسين عليه‌السلام ثم نزلوا إلى القول بامامة ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين باقر العلم عليه‌السلام فأقاموا على إمامته إلى أن توفي غير نفر يسير منهم فانهم سمعوا رجلا منهم يقال له

__________________

(١) عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الامام الصادق عليه‌السلام وروى ثقة الاسلام الكليني في اصول الكافي في باب ما يفصل بين دعوى الحق والباطل حديثا طويلا يعرف به حال جماعة من بنى الحسن ويتضمن ذكر عيسى وتحامله الشديد على الامام الصادق (ع) مات عيسى في الكوفة في دار علي بن صالح بن حي أخ الحسن بن صالح في خلافة المهدي

(٢) هو الملقب بالنفس الزكية خرج بالمدينة على المنصور العباسي في ٢٥٠ رجلا فقبض على أمير المدينة وبايعه أهلها بالخلافة ثم استولى على مكه واليمن فأرسل المنصور لقتاله ولي عهده عيسى بن موسى بأربعة آلاف فارس فقتله في تلك الوقعة في المدينة سنة ١٤٥ وقد عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الامام الصادق عليه‌السلام وكذا غيره

(عمر بن رياح) (١) زعم أنه سأل أبا جعفر عليه‌السلام عن مسألة فأجابه فيها بجواب ثم عاد إليه في عام آخر فسأله عن تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الأول فقال لأبي جعفر هذا خلاف ما أجبتني في هذه المسألة العام الماضي فقال له ان جوابنا ربما خرج على وجه التقية فشكك في أمره وإمامته فلقي رجلا من أصحاب أبي جعفر يقال له (محمد بن قيس) فقال له اني سألت أبا جعفر عن مسألة فأجابني فيها بجواب ثم سألته عنها في عام آخر فأجابني فيها بخلاف جوابه الأول فقلت له لم فعلت ذلك فقال فعلته للتقية وقد علم الله أني ما سألته عنها إلا وأنا صحيح العزم على التدين بما يفتيني به وقبوله والعمل به فلا وجه لاتقائه إياي وهذه حالي فقال له محمد بن قيس فلعله حضرك من اتقاه (٢)

__________________

(١) عمر بن رياح من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه‌السلام وقد عده العلامة في الخلاصة في الضعفاء وكذا ابن داود وغيرهما وقصة سؤاله أبا جعفر عن المسألة ذكرها الكشي في رجاله ص ١٥٤ ـ ١٥٥

(٢) لا يخفى على من راجع موارد التقية انها لا تنحصر في الخوف من السائل او ثالث حاضر حتى يقول عمر بن رياح في دفع احتمال التقية ـ وقد علم الله أني ما سألته عنها إلا وأنا صحيح العزم الخ ويوافقه محمد بن قيس فيقول له فلعله حضرك من اتقاه الخ إذا التقية كما تكون من السائل او من ثالث فكذا تكون ممن يحضر العامل بالحكم حين عمله فيخاف عليه‌السلام منه عليه كما أجاب (ع) علي بن يقطين بالوضوء منكوسا لعلمه بان هارون الرشيد يترصده وينظر من حيث يخفي إلى كيفية وضوئه ، وقد تكون التقية لنفس القاء الخلاف بين الشيعة لكيلا يعرفوا فيصيبهم الضرر من اعدائهم كما صدر ذلك عن الأئمة (ع) في مواقيت الصلاة فراجع مظانه من فقه الامامية ولعل الخلاف في جواب الامام عليه‌السلام من احد الوجهين الأخيرين فلا مورد حينئذ لكلام عمر بن رياح ومحمد بن قيس

فقال ما حضر مجلسه في واحدة من المسألتين غيري لا ولكن جوابيه جميعا خرجا على وجه التبخيت ولم يحفظ ما أجاب به فى العام الماضي فيجيب بمثله ، فرجع عن إمامته وقال لا يكون إماما من يفتي بالباطل على شيء بوجه من الوجوه ولا في حال من الأحوال ولا يكون إماما من يفتي تقية بغير ما يجب عند الله ولا من يرخي ستره ويغلق بابه ولا يسع الامام إلا الخروج (١) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فمال بسببه إلى قول «البترية» ومال معه نفر يسير

وبقي سائر أصحاب أبي جعفر عليه‌السلام على القول بامامته حتى توفي وذلك في ذي الحجة سنة اربع عشرة ومائة وهو ابن خمس وخمسين سنة وأشهر ودفن بالمدينة فى القبر الذي دفن فيه ابوه علي بن الحسين عليه‌السلام وكان مولد سنة تسع وخمسين ، وقال بعضهم أنه توفي في سنة تسع عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وستين سنة وأمه أم عبد الله بنت الحسن ابن علي بن أبي طالب وأمها أم ولد يقال لها صافية ، وكانت إمامته احدى وعشرين سنة وقال بعضهم بل كانت اربعا وعشرين سنة

__________________

(١) لا يخفى أنه إنما يجب على الامام عليه‌السلام الخروج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اذا تمكن وأما اذا انكفأت عنه الناس ولم ير له ناصرا فليس عليه بل ولا له إلا أن يرخي ستره ويغلق بابه وقد دلت التجاريب في الناهضين من آل البيت عليهم‌السلام بعد ان إبادتهم الحروب الطاحنة على أن الحق لا تقوم له القائمة إلا عند أوانه ووقته :

فلما توفي ابو جعفر عليه‌السلام افترقت اصحابه فرقتين «فرقة» منهما قالت بامامة «محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب» الخارج بالمدينة المقتول بها وزعموا أنه القائم وأنه الامام المهدي وأنه قتل (١) وقالوا أنه حي لم يمت مقيم بجبل يقال له العلمية وهو الجبل الذي في طريق مكة ونجد الحاجز عن يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة وهو الجبل الكبير وهو عنده مقيم فيه حتى يخرج لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال القائم المهدي اسمه اسمي واسم ابيه اسم أبي ، وكان اخوه «ابراهيم (٢) بن عبد الله بن الحسن» خرج بالبصرة ودعا إلى إمامة اخيه «محمد بن عبد الله» واشتدت شوكته فبعث إليه المنصور بالخيل فقتل بعد حروب كانت بينهم ، وكان «المغيرة بن سعيد» قال بهذا القول لما توفي «ابو جعفر محمد بن علي» وأظهر المقالة بذلك

__________________

(١) كذا في النسخ المخطوطة ولعل الصحيح ـ لم يقتل ـ

(٢) ابراهيم بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني عده الشيخ الطوسي من رجال الصادق عليه‌السلام وقال قتل سنة ١٤٥ لخمس بقين من ذي القعدة وقال في تاج العروس في مادة خ م ر ـ وباخمرى كسكرى قرية بالبادية قرب الكوفة بها قبر الامام الشهيد ابي الحسن ابراهيم بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط الشهيد ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم خرج بالبصرة في سنة ١٤٥ وبايعه وجوه الناس وتلقب بأمير المؤمنين فقلق لذلك ابو جعفر المنصور فأرسل إليه عيسى بن موسى لقتاله فاستشهد السيد ابراهيم وحمل برأسه إلى مصر وكان ذلك لخمس بقين من ذي القعدة سنة ١٤٥ وهو ابن ثمان واربعين كما حكاه البخاري النسابة انتهى

فبرئت منه الشيعة أصحاب «ابي عبد الله جعفر بن محمد» عليهما‌السلام ورفضوه فزعم أنهم رافضة وأنه هو الذي سماهم بهذا الاسم ، ونصب بعض اصحاب المغيرة المغيرة إماما وزعم أن الحسين بن علي أوصى إليه ثم أوصى إليه علي بن الحسين ثم زعم ان أبا جعفر محمد بن علي عليه‌السلام وعلى آبائه السلام أوصى إليه فهو الامام إلى أن يخرج المهدي وأنكروا إمامة ابي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام وقالوا لا إمامة في بني علي ابن ابي طالب بعد أبي جعفر محمد بن علي وأن الامامة في «المغيرة ابن سعيد» إلى خروج المهدي وهو عندهم (محمد بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن) وهو حي لم يمت ولم يقتل فسموا هؤلاء (المغيرية) باسم المغيرة بن سعيد مولى خالد بن عبد الله القسري ثم تراقى الأمر بالمغيرة إلى أن زعم أنه رسول نبي وأن جبرئيل يأتيه بالوحي من عند الله ، فأخذه خالد بن عبد الله القسري فسأله عن ذلك فأقر به ودعا خالدا إليه فاستتابه خالد فأبى أن يرجع عن قوله فقتله وصلبه وكان يدعي أنه يحي الموتى وقال بالتناسخ وكذلك قول أصحابه إلى اليوم

وأما الفرقة الأخرى من أصحاب أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام فنزلت إلى القول بامامة (ابي عبد الله جعفر بن محمد) عليه‌السلام فلم تزل ثابتة على إمامته أيام حياته غير نفر منهم يسير فانهم لما

أشار (١) جعفر بن محمد إلى إمامة ابنه إسماعيل ثم مات إسماعيل في حياة ابيه رجعوا عن إمامة جعفر وقالوا كذبنا ولم يكن إماما لأن الامام لا يكذب ولا يقول ما لا يكون وحكموا على جعفر (٢) أنه قال أن الله عزوجل بدا له في إمامة إسماعيل فأنكروا البداء والمشيئة من الله وقالوا هذا باطل لا يجوز ومالوا إلى مقالة (البترية) ومقالة (سليمان بن جرير (٣)) وهو الذي قال لأصحابه بهذا السبب أن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين لا يظهرون معهما من أئمتهم على كذب ابدا وهما القول بالبداء (٤) واجازة

__________________

(١) لم يشر الامام إلى إمامة اسماعيل قط وانما الناس كانوا يزعمون ذلك لكبره وما تسالموا عليه من أن الأمر في الاكبر ما لم يكن به عاهة وفي الأحاديث الكثيرة أن الامام عليه‌السلام سئل عن إمامة اسماعيل في حياته ومماته فنفاها غير مرة

(٢) كذا في النسخ المخطوطة ولعل الظاهر ـ وحكوا عن جعفر ـ

(٣) هو سليمان بن جرير الرقي الذي قال أن الامامة شورى وأنها تنعقد برجلين من خيار الأمة وأجاز إمامة المفضول وأهل السنة يكفرونه من أجل انه كفر عثمان رضي الله عنه انظر بقية مقالته ص ٩ من الكتاب وإليه تنسب «السليمانية» راجع الملل والنحل والفرق بين الفرق. والوافي للصفدي وغيرها

(٤) البداء من الله هو اظهار ما كان اخفاه على عباده لحكمة بالغة عنده في الحالين لا بمعناه المتراءى المستلزم للجهل ـ تعالى الله عن ذلك ـ والبداء الذي في اسماعيل لم يكن في أمر الامامة كما جاء في النقل المعتبر الذي رواه الشيخ المفيد رحمه‌الله عن الامام الصادق عليه‌السلام بل بدا لله في دفع القتل عنه إذ كتب عليه مرتين فسأل الله أبوه سلام الله عليه دفعه عنه فدفعه الله

التقية (١) فأما البداء فان أئمتهم لما احلوا انفسهم من شيعتهم محل الأنبياء من رعيتها في العلم فيما كان ويكون والاخبار بما يكون في غد وقالوا لشيعتهم أنه سيكون في غد وفي غابر الأيام كذا وكذا فان جاء ذلك الشيء على ما قالوه قالوا لهم : ألم نعلمكم أن هذا يكون فنحن نعلم (٢) من قبل الله عزوجل ما علمته الأنبياء وبيننا وبين الله عزوجل مثل تلك الأسباب التي علمت بها الأنبياء عن الله ما علمت ، وإن لم يكن ذلك الشيء الذي قالوا انه يكون على ما قالوا قالوا لشيعتهم بدا لله في ذلك بكونه ، وأما التقية فانه لما كثرت على أئمتهم مسائل شيعتهم فى الحلال والحرام وغير ذلك من صنوف ابواب الدين فأجابوا فيها وحفظ عنهم شيعتهم جواب ما سألوهم وكتبوه ودونوه ولم يحفظ أئمتهم تلك الأجوبة لتقادم العهد وتفاوت الأوقات لأن مسائلهم لم

__________________

(١) التقية مما دل على وجوبه العقل إذا كانت لدفع الضرر الواجب وقد دل عليه أيضا القرآن العظيم. روى الطبرسي في الاحتجاج بسنده عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في بعض احتجاجاته على بعض وفيه (وآمرك أن تستعمل التقية في دينك فان الله عزوجل يقول لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة) ومثله قصة عمار التي نزل فيها قوله تعالى إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان

(٢) هذه نسبة اختلقها القائل لتشويه سمعة الامام عليه‌السلام بعد أن شط به الهوى عن القصد بشيء يختلف الناس في تفسيره حسب مزاعمهم ومغازيهم كمثل البداء الذي ذهبت الأهواء والنزعات فيه كل مذهب كيفما ذهبت بالقالة اغراضهم وبواعثهم لكن علماء الامامية حققوه أحسن تحقيق وكتبوا فيه الرسائل والمقالات المتعة

ترد في يوم واحد ولا في شهر واحد بل في سنين متباعدة وأشهر متباينة وأوقات متفرقة فوقع في أيديهم فى المسألة الواحدة عدة أجوبة مختلفة متضادة وفي مسائل مختلفة اجوبة متفقة فلما وقفوا على ذلك منهم ردوا إليهم هذا الاختلاف والتخليط في جواباتهم وسألوهم عنه وانكروه عليهم فقالوا من اين هذا الاختلاف وكيف جاز ذلك قالت لهم أئمتهم إنما أجبنا بهذا للتقية ولنا أن نجيب بما احببنا وكيف شئنا لأن ذلك إلينا ونحن نعلم بما يصلحكم وما فيه بقاؤنا وبقاؤكم وكف عدوكم عنا وعنكم (١) فمتى يظهر من هؤلاء على كذب ومتى يعرف لهم حق من باطل ، فمال إلى «سليمان بن جرير» هذا لهذا القول جماعة من أصحاب أبي جعفر وتركوا القول بامامة جعفر عليه‌السلام

فلما توفي ابو عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام افترقت شيعته بعده ست فرق وتوفي صلوات الله عليه بالمدينة في شوال سنة ثمان واربعين ومائة وهو ابن خمس وستين سنة وكان مولده في سنة ثلاث وثمانين ودفن في القبر الذي دفن فيه ابوه وجده فى البقيع وكانت إمامته اربعا وثلاثين سنة غير شهرين وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر

__________________

(١) لم يكن اختلاف الأقوال منهم للتقية منحصرا بين سنين متطاولة كما حسبه القائل بل كثيرا ما كانوا يفتون في يوم واحد او في مجلس واحد بانحاء مختلفة رعاية لحال الحضور او السائل او لمحض القاء الخلاف بين اتباعهم لئلا يعرفوا برأي واحد وللامام كلاءة شيعته كيفما رأى المصلحة فيه

«ففرقة» منها قالت أن جعفر بن محمد حي لم يمت ولا يموت حتى يظهر ويلي أمر الناس وأنه هو المهدي ، وزعموا أنهم رووا عنه أنه قال إن رأيتم رأسي قد اهوى عليكم من جبل فلا تصدقوه فاني أنا صاحبكم وانه قال لهم إن جاءكم من يخبركم عني انه مرضني وغسلني وكفنني فلا تصدقوه فاني صاحبكم صاحب السيف ، وهذه الفرقة تسمى (الناووسية) وسميت بذلك لرئيس لهم من اهل البصرة يقال له فلان (١) بن فلان الناووس

(وفرقة) زعمت ان الامام بعد جعفر بن محمد ابنه (اسماعيل بن جعفر (٢)) وانكرت موت إسماعيل في حياة ابيه وقالوا كان ذلك على جهة التلبيس من ابيه على الناس لأنه خاف فغيبه عنهم ، وزعموا أن اسماعيل لا يموت حتى يملك الأرض يقوم بأمر الناس وأنه هو القائم

__________________

(١) قيل أن اسمه عجلان بن ناووس ونسبهم الشهرستاني في الملل والنحل إلى رجل يقال له ناوس وقيل نسبوا إلى قرية ناوسا ويسمون الصارمية أيضا

(٢) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الامام الصادق عليه‌السلام وكان رجلا صالحا وكان اكبر اخوته وكان ابوه الصادق عليه‌السلام شديد المحبة له والبر به وكان يظن قوم من الشيعة في حياة ابيه أنه القائم بعده والخليفة له اذ كان اكبر اخوته سنا ولميل ابيه إليه واكرامه له فمات في حياة ابيه بالعريض وحمل على رقاب الرجال إلى المدينة حتى دفن بالبقيع سنة ١٣٣ فحزن عليه ابوه حزنا شديدا وتقدم إلى سريره بغير حذاء ولا رداء فأمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده وازالة الشبهة عنهم في حياته وفي سنة ٥٤٦ وصل المدينة الحسين بن أبي الهيجاء وزير العبيد لي فبنى على مشهده قبة

لأن اباه أشار إليه بالامامة بعده وقلدهم ذلك له وأخبرهم أنه صاحبه والامام لا يقول إلا الحق فلما ظهر موته علمنا أنه قد صدق وأنه القائم وأنه لم يمت ، وهذه الفرقة هي «الاسماعيلية» الخالصة وأم اسماعيل وعبد الله ابني جعفر بن محمد عليه‌السلام فاطمة بنت الحسين بن الحسن ابن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأمها أم حبيب بنت عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأمها اسماء بنت عقيل ابن ابى طالب عليهم‌السلام

«وفرقة» ثالثة زعمت أن الامام بعد جعفر بن محمد «محمد بن (١) اسماعيل بن جعفر» وأمه أم ولد وقالوا أن الأمر كان لاسماعيل في حياة ابيه فلما توفي قبل ابيه جعل جعفر بن محمد الأمر لمحمد بن إسماعيل وكان الحق له ولا يجوز غير ذلك لأنها لا تنتقل من أخ إلى أخ بعد الحسن والحسين عليهما‌السلام ولا تكون إلا في الأعقاب ولم يكن لأخوي إسماعيل عبد الله وموسى فى الامامة حق كما لم يكن لمحمد بن

__________________

(١) محمد بن اسماعيل هذا هو الذي سأل الامام أبا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام أن يأذن له في الخروج إلى العراق وأن يرضى عنه ويوصيه بوصية فأذن له الامام وكان مما أوصاه أن قال له اوصيك أن تتقى الله في دمي اوصاه بذلك مرتين ودفع له ثلاث صرر كل صرة فيها مائة وخمسون دينارا ثم اعطاه الفا وخمسمائة درهم فلما وصل إلى العراق دخل على هارون الرشيد فقال له يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج وأنت بالعراق يجبى لك الخراج فقال والله فقال والله فأمر الخليفة له بمائة الف درهم فلما قبضها وحملت إلى منزله اخذته الريح في جوف ليلته فمات وحول من الغد المال الذي حمل إليه انظر الكشي وغيره

الحنفية حق مع علي بن الحسين ، وأصحاب هذا القول يسمون «المباركية» برئيس لهم كان يسمى «المبارك» مولى (١) إسماعيل بن جعفر

فأما «الاسماعيلية» فهم «الخطابية» أصحاب «ابي الخطاب محمد ابن ابي زينب الأسدي الأجدع» وقد دخلت منهم فرقة في فرقة محمد بن اسماعيل وأقروا بموت اسماعيل بن جعفر في حياة ابيه وهم الذين خرجوا في حياة ابي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام فحاربوا عيسى بن موسى (٢) بن محمد بن عبد الله بن العباس وكان عاملا على الكوفة فبلغه عنهم أنهم اظهروا الاباحات ودعوا إلى نبوة «ابي الخطاب» وأنهم مجتمعون في مسجد الكوفة فبعث إليه فحاربوه وامتنعوا عليه وكانوا سبعين رجلا فقتلهم جميعا فلم يفلت منهم إلا رجل واحد اصابته جراحات فعد فى القتلى فتخلص وهو (ابو سلمة سالم بن مكرم الجمال) الملقب

__________________

(١) في بعض المعاجم أن مبارك هذا هو مولى اسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس وأنه كوفي وهو الذي عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه‌السلام ويحتمل التعدد فراجع

(٢) هو عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي وفي بعض نسخ الكتاب اسقاط محمد كما أن في بعض المعاجم اسقاط علي وعيسى هذا ابن اخ السفاح ولاه عمه الكوفة وسوادها سنة ١٣٢ وجعله ولي عهد المنصور فاستنزله المنصور عن ولاية عهده سنة ١٤٧ وعزله عن الكوفة وارضاه بمال وفير وجعل له ولاية عهد ابنه المهدي فلما ولي المهدي خلعه سنة ١٦٠ بعد تهديد ووعيد وكان ولي العهد لا يخلع ما لم يخلع نفسه ويشهد الناس عليه فاقام بالكوفة إلى أن توفي سنة ١٦٧ وكانت ولادته سنة ١٠٢

بأبي خديجة (١) وكان يزعم أنه مات فرجع ، فحاربوا عيسى محاربة شديدة بالحجارة والقصب والسكاكين لأنهم جعلوا القصب مكان الرماح وقد كان ابو الخطاب قال لهم : قاتلوهم فان قصبكم يعمل فيهم عمل الرماح والسيوف ورماحهم وسيوفهم وسلاحهم لا تضركم ولا تخل فيكم فقدمهم عشرة عشرة للمحاربة فلما قتل منهم نحو ثلاثين رجلا قالوا له ما ترى ما يحل بنا من القوم وما نرى قصبنا يعمل فيهم ولا يؤثر وقد عمل سلاحهم فينا وقتل من ترى منا فذكر لهم ما رواه العامة أنه قال لهم ان كان قد بدا لله فيكم فما ذنبي وقال لهم ما رواه الشيعة يا قوم قد بليتم وامتحنتم وأذن في قتلكم فقاتلوا على دينكم واحسابكم ولا تعطوا بلدتكم فتذلوا مع أنكم لا تتخلصون من القتل فموتوا كراما ، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم وأسر ابو الخطاب فأتي به عيسى بن موسى فقتله في دار الرزق على شاطئ الفرات وصلبه مع جماعة منهم ثم أمر باحراقه فاحرقوا وبعث برءوسهم إلى المنصور فصلبها على باب مدينة بغداد ثلاثة أيام ثم أحرقت ، وقال بعض أصحابه أن أبا الخطاب لم يقتل ولا قتل احد من أصحابه وإنما لبس على القوم وشبه عليهم وإنما حاربوا بامر ابي عبد الله

__________________

(١) انظر القصة في رجال الكشي ص ٢٢٥ ـ ٢٢٦ في ترجمة سالم بن مكرم وسالم هذا عده الشيخ الطوسي رحمه‌الله في رجاله من أصحاب الامام الصادق عليه‌السلام وذكره أيضا في فهرسته ووثقه النجاشي في رجاله وقال ان كنيته كانت أبا خديجة وأن أبا عبد الله «ع» كناه أبا سلمة روى عن ابي عبد الله وابي الحسن عليهما‌السلام

جعفر بن محمد وخرجوا من المسجد لم يرهم احد ولم يجرح منهم احد واقبل القوم يقتل بعضهم بعضا على أنهم يقتلون أصحاب ابي الخطاب وإنما يقتلون انفسهم حتى جن عليهم الليل فلما اصبحوا نظروا فى القتلى فوجدوا القتلى كلهم منهم ولم يجدوا من اصحاب ابى الخطاب قتيلا ولا جريحا ، وهؤلاء هم الذين قالوا أن أبا الخطاب كان نبيا مرسلا ارسله جعفر بن محمد ثم أنه صيره بعد ذلك حين حدث هذا الأمر من الملائكة لعن الله من يقول هذا ، ثم خرج من قال بمقالته من اهل الكوفة وغيرهم إلى «محمد بن اسماعيل بن جعفر (١)» بعد قتل ابي الخطاب فقالوا بامامته وأقاموا عليها

وصنوف الغالية افترقوا بعده على مقالات كثيرة واختلفوا ما في يد سلف (٢) أصحابهم ومذاهبهم فقالت «فرقة» منهم أن روح (جعفر بن محمد) جعلت في ابي الخطاب ثم تحولت بعد غيبة ابي الخطاب في (محمد بن اسماعيل بن جعفر) ثم ساقوا الامامة في ولد محمد بن إسماعيل وتشعبت منهم فرقة من (المباركية) ممن قال بهذه

__________________

(١) إلى محمد بن اسماعيل هذا تنسب الفرقة (السبعية) سميت بذلك لأن اهلها ينهون الامامة إليه وهو الامام السابع عندهم وكانت وفاته في بغداد في حدود سنة ١٩٨ وقبره فيها

(٢) كذا في النسخ المخطوطة

المقالة تسمى «القرامطة (١)» وإنما سميت بهذا برئيس لهم من اهل السواد من الأنباط كان يلقب «قرمطويه» كانوا فى الأصل على مقالة المباركية ثم خالفوهم فقالوا : لا يكون بعد محمد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا سبعة أئمة «علي بن أبي طالب» وهو إمام رسول و (الحسن) و (الحسين) و (علي بن الحسين) و (محمد بن علي) و (جعفر بن محمد) و (محمد بن اسماعيل بن جعفر) وهو الامام القائم المهدي وهو رسول ، وزعموا أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انقطعت عنه الرسالة في حياته في اليوم الذي أمر فيه بنصب علي بن ابي طالب عليه‌السلام للناس بغدير خم فصارت الرسالة في ذلك اليوم في علي بن

__________________

(١) قال ابن الجوزي في كتابه (تلبيس ابليس) ص ١١٠ [للمؤرخين في سبب تسميتهم بهذا قولان احدهما أن رجلا من ناحية خوزستان قدم سواد الكوفة فأظهر الزهد. ودعا إلى امام من اهل بيت الرسول (ص) ونزل على رجل يقال له (كرميتة) لقب بهذا لحمرة عينيه وهو بالنبطية حاد العين فأخذه امير تلك الناحية فحبسه وترك مفتاح البيت تحت رأسه ونام فرقت له جارية فأخذت المفتاح ففتحت البيت وأخرجه وردت المفتاح إلى مكانه فلما طلب فلم يوجد فزاد افتتان الناس به فخرج إلى الشام فسمي (كرميتة) باسم الذي كان نازلا عليه ثم خفف فقيل قرمط ثم توارث مكانه اهله وأولاده. والثاني أن القوم قد لقبوا بهذا نسبة إلى رجل يقال له حمدان قرمط كان احد دعاتهم في الابتداء فاستجاب له جماعة فسموا القرامطة وقرمطية وكان هذا الرجل من اهل الكوفة وكان يميل إلى الزهد] انتهى. قيل انما عرف حمدان هذا بقرمط من اجل قصر قامته وقصر رجليه وتقارب خطوه وكان يقال له صاحب الخال والمدثر والمطوق وكان ابتداء أمره في سنة ٢٦٤ وحيث كان ظهوره بسواد الكوفة اشتهر مذهبه بالعراق ثم قام بالبحرين منهم ابو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي من اهل جنابة وذلك في سنة ٢٨٨ قتله خادمه في الحمام بهجر سنة ٣٠١ وولي الأمر بعده ابنه ابو طاهر سليمان فقوي امره إلى أن مات بالجدري في هجر سنة ٣٣٢

ابي طالب واعتلوا في ذلك بقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (من كنت مولاه فعلي مولاه) وأن هذا القول منه خروج من الرسالة والنبوة وتسليم منه في ذلك لعلي بن ابي طالب بأمر الله عزوجل وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ذلك كان مأموما لعلي محجوجا به فلما مضى علي عليه‌السلام صارت الامامة في (الحسن) ثم صارت من الحسن في (الحسين) ثم في (علي بن الحسين) ثم في (محمد بن علي) ثم كانت في (جعفر بن محمد) ثم انقطعت عن جعفر في حياته فصارت في (اسماعيل بن جعفر) كما انقطعت الرسالة عن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته ثم ان الله عزوجل بدا له في إمامة جعفر واسماعيل فصيرها في (محمد بن اسماعيل) واعتلوا في ذلك بخبر رووه عن جعفر ابن محمد عليهما‌السلام أنه قال ما رأيت (١) بدا لله عزوجل في اسماعيل وزعموا أن محمد بن اسماعيل حي لم يمت وأنه في بلاد الروم وأنه القائم المهدي ومعنى القائم عندهم أنه يبعث بالرسالة وبشريعة جديدة ينسخ بها شريعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأن محمد بن اسماعيل من اولي العزم وأولو العزم عندهم سبعة نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم وعلي عليه‌السلام ومحمد بن اسماعيل على معنى

__________________

(١) كذا في النسخ المخطوطة واستظهر بعضهم أن العبارة ـ ما رأيت بداء لله عزوجل إلا في اسماعيل الخ ـ

أن السموات سبع وأن الأرضين سبع وأن الانسان بدنه سبع يداه ورجلاه وظهره وبطنه وقلبه وأن رأسه سبع عيناه واذناه ومنخراه وفمه وفيه لسانه كصدره الذي فيه قلبه وأن الأئمة كذلك وقلبهم محمد بن اسماعيل ، واعتلوا في نسخ شريعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وتبديلها بأخبار رووها عن ابي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه قال لو قام قائمنا علمتم القرآن جديدا ، وأنه قال أن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ونحو ذلك من اخبار القائم وأن الله تبارك وتعالى جعل لمحمد بن اسماعيل جنة آدم صلى الله عليه ومعناها عندهم الاباحة للمحارم وجميع ما خلق فى الدنيا وهو قول الله عزوجل (وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) (٢ : ٣٤) اي «موسى بن جعفر بن محمد» وولده من بعده من ادعى منهم الامامة وزعموا أن «محمد بن اسماعيل» هو خاتم النبيين الذي حكاه الله عزوجل في كتابه وأن الدنيا اثنتا عشرة جزيرة في كل جزيرة حجة وأن الحجج اثنا عشر ولكل حجة داعية ولكل داعية يد يعنون بذلك أن اليد رجل له دلائل وبراهين يقيمها ويسمون الحجة الأب والداعية الأم واليد الابن يضاهئون قول النصارى في ثالث ثلاثة أن الله الأب جل الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا والمسيح عليه‌السلام الابن وأمه

مريم عليها‌السلام والحجة الأكبر هو الرب وهو الأب والداعية هي الأم واليد هو الابن ـ كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا ، وزعموا أن جميع الأشياء التي فرضها الله تعالى على عباده وسنها نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمر بها لها ظاهر وباطن وأن جميع ما استعبد الله به العباد فى الظاهر من الكتاب والسنة أمثال مضروبة وتحتها معان هي بطونها وعليها العمل وفيها النجاة وأن ما ظهر منها ففي استعماله الهلاك والشقاء وهي جزء من العقاب الأدنى عذب الله به قوما إذ لم يعرفوا الحق ولم يقولوا به ، وهذا أيضا مذهب عامة أصحاب ابى الخطاب ، واستحلوا استعراض الناس بالسيف وقتلهم على مذهب البيهسية (١) والأزارقة (٢) من الخوارج في قتل أهل القبلة وأخذ أموالهم والشهادة عليهم بالكفر واعتلوا في ذلك بقول الله عزوجل : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) (٩ : ٥)

__________________

(١) هم اصحاب ابي بيهس الهيصم بن جابر وهي من فرق «الصفرية» اتباع زياد بن الأصفر راجع الفرق بين الفرق للبغدادي والفصل لابن حزم

(٢) هم اتباع نافع بن الأزرق الحنفي من بني حنيفة المكنى بأبي راشد ولم يكن في الخوارج فرقة أشد منهم وكانوا يقولون بأن مخالفيهم من هذه الأمة مشركون وزعموا أن الأطفال كلهم مخلدون في النار راجع تفصيل مذهبهم في الفرق بين الفرق للبغدادي وكان اولهم نافع بن الأزرق وآخرهم عبدة بن هلال اليشكري اتصل أمر الازارقة بضعا وعشرين سنة حتى أبادهم سفيان بن الأبرد الكلبى في ولاية الحجاج على العراق وقتل نافع بن الأزرق في معركة دولاب الأهواز سنة ٦٥ على يد المهلب ابن ابي صفرة في خلافة عبد الله بن الزبير

ورأوا سبي النساء وقتل الأطفال واعتلوا في ذلك بقول الله تبارك وتعالى (لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً) (٧١ : ٢٦) ، وزعموا أنه يجب عليهم أن يبدءوا بقتل من قال بالامامة ممن ليس على قولهم وخاصة من قال بامامة «موسى بن جعفر» وولده من بعده وتأولوا في ذلك قول الله تعالى : (قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) (٩ : ١٢٣) ، فالواجب ان نبدأ بهؤلاء ثم بسائر الناس ، وعددهم كثير إلا أنه لا شوكة لهم ولا قوة وهم بسواد الكوفة واليمن أكثر ولعلهم أن يكونوا زهاء مائة الف

وقالت الفرقة الرابعة من أصحاب ابي عبد الله جعفر بن محمد أن الامام بعد جعفر بن محمد ابنه «محمد بن جعفر (١)» وأمه أم ولد يقال لها حميدة وهو وموسى واسحاق بنو جعفر بن محمد لأم واحدة ، وذلك أن بعضهم روى لهم أن محمد بن جعفر دخل على ابيه جعفر يوما وهو صبي صغير فعدا إليه فكبا في قميصه ووقع لحر وجهه فقام إليه جعفر وقبله

__________________

(١) محمد بن جعفر يلقب بالديباج او ديباجة لحسن وجهه ويلقب أيضا بالمأمون ، عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق عليه‌السلام وقال الشيخ المفيد في الارشاد كان محمد بن جعفر شيخا شجاعا وكان يصوم يوما ويفطر يوما ويرى رأي الزيدية في الخروج بالسيف وخرج على المأمون في سنة ١٩٩ بمكة واتبعته الزيدية الجارودية فخرج لقتاله عيسى الجلودي ففرق جمعه وأخذه وأنفذه إلى المأمون فلما وصل إليه اكرمه وادنى مجلسه منه ووصله وأحسن جائزته فكان مقيما معه بخراسان (انتهى) توفي بجرجان سنة ٢٠٣ وقبره بها وصلى عليه المأمون

ومسح التراب عن وجهه ووضعه على صدره وقال سمعت ابي يقول إذا ولد لك ولد يشبهني فسمه باسمي فهو شبيهي وشبيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى (١) سنته ، فجعل هؤلاء الامامة في محمد بن جعفر وولده من بعده وهذه الفرقة تسمى «السمطية (٢)» تنسب إلى رئيس لهم يقال له «يحي بن ابي السميط» (٣)

والفرقة الخامسة منهم قالت : الامامة بعد جعفر في ابنه عبد الله بن جعفر الأفطح (٤) وذلك أنه كان عند مضي جعفر أكبر ولده سنا وجلس مجلس ابيه وادعى الامامة ووصية ابيه ، واعتلوا بحديث يروونه عن ابي عبد الله جعفر بن محمد أنه قال الامامة في الأكبر من ولد الامام فمال إلى عبد الله والقول بامامته جل من قال بامامة ابيه جعفر بن محمد غير نفر يسير عرفوا الحق فامتحنوا عبد الله بمسائل في

__________________

(١) وعلى بثلاثة ـ خ ل ـ

(٢) الشمطية ـ الشميطية ـ السميطية ـ خ ل ـ

(٣) في بعض كتب الفرق يحي بن ابي شميط وفي بعضها ابي سميط وفي بعضها يحي بن شميط وفي بعضها يحيى بن ابي السمط وفي المقريزي ج ٢ ص ٣٥١ (يحي بن شميط الأحمسي) ويذكر أنه كان قائدا من قواد المختار

(٤) قال الشيخ المفيد في الارشاد كان عبد الله بن جعفر اكبر اخوته بعد اسماعيل ولم يكن منزلته عند ابيه منزلة غيره من ولده في الاكرام وكان متهما بالخلاف على ابيه في الاعتقاد ويقال أنه كان يخالط الحشوية ويميل إلى مذهب المرجئة وادعى بعد ابيه الامامة واحتج بأنه اكبر اخوته الباقين فاتبعه على قوله جماعة الخ توفي سنة ١٤٨ ولم يعقب وقبره في بلدة بسطام معروف بإزاء قبر على بن عيسى بن آدم البسطامي انظر رجال الكشي ص ١٦٤ ـ ١٦٥

الحلال والحرام من الصلاة والزكاة وغير ذلك فلم يجدوا عنده علما ، وهذه الفرقة القائلة بامامة عبد الله بن جعفر هي «الفطحية» وسموا بذلك لأن عبد الله كان أفطح الرأس وقال بعضهم كان أفطح الرجلين وقال بعض الرواة نسبوا إلى رئيس لهم من أهل الكوفة يقال له عبد الله بن فطيح (١) ومال إلى هذه الفرقة جل مشايخ الشيعة وفقهائها ولم يشكوا في أن الامامة في «عبد الله بن جعفر» وفي ولده من بعده فمات عبد الله ولم يخلف ذكرا فرجع عامة الفطحية عن القول بامامته سوى قليل منهم إلى القول بامامة «موسى بن جعفر» وقد كان رجع جماعة منهم في حياة عبد الله إلى موسى بن جعفر عليهما‌السلام ثم رجع

عامتهم بعد وفاته عن القول به وبقي بعضهم على القول بامامته ثم إمامة موسى بن جعفر من بعده وعاش عبد الله بن جعفر بعد ابيه سبعين يوما او نحوها (٢)

وقالت الفرقة السادسة منهم أن الامام «موسى بن جعفر» بعد ابيه وأنكروا إمامة عبد الله وخطئوه في فعله وجلوسه مجلس ابيه وادعائه الامامة وكان فيهم من وجوه اصحاب ابي عبد الله عليه‌السلام مثل «هشام بن سالم» و «عبد الله بن ابي يعفور» و «عمر بن يزيد بياع السابري» و (محمد بن النعمان ابي جعفر الأحول مؤمن

__________________

(١) عبد الله بن افطح ـ خ ل ـ

(٢) في بعض النسخ لفظة ـ او نحوها ـ محذوفة

الطاق) و (عبيد (١) بن زرارة) و (جميل بن دراج) و (ابان ابن تغلب) و (هشام بن الحكم) وغيرهم (٢) من وجوه الشيعة واهل العلوم منهم والنظر والفقه وثبتوا على إمامة موسى بن جعفر حتى رجع إلى مقالتهم عامة من كان قال بامامة عبد الله بن جعفر فاجتمعوا جميعا على إمامة (موسى بن جعفر) سوى نفر منهم فانهم ثبتوا على إمامة عبد الله ثم إمامة موسى بعده فأجازوها في اخوين بعد أن لم يجز ذلك عندهم منهم (عبد الله بن بكير بن اعين) و (عمار بن موسى الساباطي (٣)) وجماعة معهما ، ثم ان جماعة المؤتمين بموسى بن جعفر لم يختلفوا في أمره فثبتوا على إمامته إلى حبسه فى المرة الثانية ثم اختلفوا في أمره فشكوا في إمامته عند حبسه في المرة الثانية التي مات فيها في حبس الرشيد فصاروا خمس فرق

(فرقة) منهم زعمت أنه مات في حبس السندي بن شاهك وأن يحي ابن خالد البرمكي سمه في رطب وعنب بعثهما إليه فقتله وأن الامام بعد موسى (علي بن موسى الرضا) فسميت هذه الفرقة (القطعية) لأنها

__________________

(١) عبد الله بن زرارة ـ خ ل ـ

(٢) انظر ترجمة هؤلاء الأعلام في رجال الشيخ الطوسي وفهرسته وفي منهج المقال ومنتهى المقال ورجال ابن داود وخلاصة العلامة الحلي وغيرها

(٣) انظر ترجمة عبد الله بن بكير وعمار الساباطي في رجال الكشي وفهرست الشيخ الطوسي ومنهج المقال ومنتهى المقال وميزان الاعتدال للذهبي وغيرها

قطعت على وفاة موسى بن جعفر وعلى إمامة علي ابنه بعده ولم تشك في امرها ولا ارتابت ومضت على المنهاج الأول

وقالت «الفرقة الثانية» أن «موسى بن جعفر» لم يمت وأنه حي ولا يموت حتى يملك شرق الأرض وغربها ويملأها كلها عدلا كما ملئت جورا وأنه القائم المهدي ، وزعموا أنه خرج من الحبس ولم يره احد نهارا ولم يعلم (١) به وأن السلطان واصحابه ادعوا موته وموهوا على الناس وكذبوا وأنه غاب عن الناس واختفى ورووا في ذلك روايات عن ابيه جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال هو القائم المهدي فان يدهده رأسه عليكم من جبل فلا تصدقوا فانه القائم

وقال بعضهم أنه القائم وقد مات ولا تكون الامامة لغيره حتى يرجع فيقوم ويظهر ، وزعموا أنه قد رجع بعد موته إلا أنه مختف في موضع من المواضع حي (٢) يأمر وينهى وأن اصحابه يلقونه ويرونه ، واعتلوا في ذلك بروايات عن ابيه أنه قال سمي القائم قائما لأنه يقوم بعد ما يموت

وقال بعضهم أنه قد مات وأنه القائم وأن فيه شبها من عيسى بن مريم صلى الله عليه وأنه لم يرجع ولكنه يرجع في وقت قيامه فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وأن اباه قال أن فيه شبها من عيسى بن

__________________

(١) ولم يعلموا به ـ خ ل ـ

(٢) حتى ـ خ ل ـ

مريم وأنه يقتل في يدي ولد العباس فقد قتل

وانكر بعضهم قتله وقالوا : مات ورفعه الله إليه وأنه يرده عند قيامه فسموا هؤلاء جميعا (الواقفة (١)) لوقوفهم على موسى بن جعفر أنه الامام القائم (٢) ولم يأتموا بعده بامام ولم يتجاوزوه إلى غيره وقد قال بعضهم ممن ذكر أنه حي أن (الرضا) عليه‌السلام ومن قام بعده ليسوا بأئمة ولكنهم خلفاؤه واحدا بعد واحد إلى أوان خروجه وأن على الناس القبول منهم والانتهاء إلى امرهم ، وقد لقب الواقفة بعض مخالفيها ممن قال بامامة علي بن موسى (الممطورة) وغلب عليها هذا الاسم وشاع لها ، وكان سبب ذلك أن (علي بن اسماعيل الميثمي) و (يونس بن عبد الرحمن (٣)) ناظرا بعضهم فقال له (علي بن اسماعيل) وقد اشتد الكلام بينهم ما أنتم إلا كلاب ممطورة

__________________

(١) الواقفية ـ خ ل ـ

(٢) كان بدء الواقفة أنه كان اجتمع ثلاثون الف دينار عند الأشاعثة زكاة اموالهم وما كان يجب عليهم فيها فحملوها إلى وكيلين لموسى بن جعفر عليه‌السلام بالكوفة احدهما حيان السراج وآخر كان معه وكان موسى عليه‌السلام في الحبس فاتخذا بذلك دورا وعقارا واشتريا الغلات فلما مات موسى عليه‌السلام وانتهى الخبر إليهما انكرا موته واذاعا في الشيعة أنه لا يموت لأنه القائم فاعتمدت عليهما طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس حتى كان عند موتهما أوصياء بدفع المال إلى ورثة موسى عليه‌السلام واستبان للشيعة أنهما إنما قالا ذلك حرصا على المال ، انظر رجال الكشي ص ٢٨٦

(٣) انظر ترجمة علي بن اسماعيل الميثمي ويونس بن عبد الرحمن المتوفي سنة ٢٠٨ في فهرست الشيخ الطوسي ورجاله والخلاصة للعلامة ورجال الكشي والنجاشي وفهرست ابن النديم وغيرها

اراد أنكم أنتن من جيف لأن الكلاب إذا اصابها المطر فهي انتن من الجيف فلزمهم هذا اللقب فهم يعرفون به اليوم لأنه إذا قيل للرجل أنه ممطور فقد عرف أنه من الواقفة على موسى بن جعفر خاصة لأن كل من مضى منهم فله واقفة قد وقفت عليه وهذا اللقب لأصحاب موسى خاصة وقالت فرقة منهم لا ندري أهو حي أم ميت لأنا قد روينا فيه اخبارا كثيرة تدل على أنه القائم المهدي فلا يجوز تكذيبها وقد ورد علينا من خبر وفاة ابيه وجده والماضين من آبائه عليهم‌السلام في معنى صحة الخبر فهذا أيضا مما لا يجوز رده وانكاره لوضوحه وشهرته وتواتره من حيث لا يكذب مثله ولا يجوز التوطؤ عليه والموت حق والله عزوجل يفعل ما يشاء فوقفنا عند ذلك على إطلاق موته وعلى الاقرار بحياته ونحن مقيمون على إمامته لا نتجاوزها حتى يصح لنا أمره وأمر هذا الذي نصب نفسه مكانه وادعى الامامة يعنون «علي بن موسى الرضا» فان صحت لنا إمامته كامامة ابيه من قبله بالدلالات والعلامات الموجبة للامامة بالاقرار منه على نفسه بامامته وموت ابيه لا باخبار اصحابه سلمنا له ذلك وصدقناه ، وهذه الفرقة أيضا من الممطورة ، وقد شاهد بعضهم من ابي الحسن الرضا عليه‌السلام امورا فقطع عليه بالامامة ، وصدقت «فرقة» منهم بعد ذلك روايات

اصحابه وقولهم فيه فرجعت إلى القول بامامته

«وفرقة» منهم يقال لها «البشرية» اصحاب «محمد بن بشير (١)» مولى بني اسد من اهل الكوفة قالت أن «موسى بن جعفر» لم يمت ولم يحبس وأنه حي غائب وأنه القائم المهدي وأنه في وقت غيبته استخلف على الأمر «محمد بن بشير» وجعله وصيه وأعطاه خاتمه وعلمه جميع ما يحتاج إليه رعيته وفوض إليه اموره وأقامه مقام نفسه فمحمد بن بشير الامام بعده وأن محمد بن بشير لما توفي اوصى إلى ابنه (سميع بن محمد بن بشير) فهو الامام ومن اوصى إليه (سميع) فهو الامام المفترض الطاعة على الأمة إلى وقت خروج موسى وظهوره فما يلزم الناس من حقوقه في اموالهم وغير ذلك مما يتقربون به إلى الله عزوجل فالفرض عليهم اداؤه إلى هؤلاء إلى قيام القائم ، وزعموا أن علي بن موسى ومن ادعى الامامة من ولد موسى بعده فغير طيب الولادة ونفوهم عن انسابهم وكفروهم في دعواهم الامامة وكفروا القائلين بامامتهم واستحلوا

__________________

(١) محمد بن بشير غال ملعون من اصحاب الكاظم عليه‌السلام وكان صاحب شعبذة ومخاريق معروفا بذلك وقد روى الكشي احاديث كثيرة في ذمه وخبثه ولعنه وقوله بالتناسخ ودعاء الامام عليه بالقتل وأنه قتل أسوأ قتلة بعد أن عذب بانواع العذاب : انظر تفصيل عقائده في رجال الكشي ص ٢٩٧ ـ ٣٠٠ وفي منهج المقال ص ٢٨٦ وفي غيرهما من كتب الرجال : وفي الفرق بين الفرق وغيره جعل البشرية اتباع بشر بن لمعتمر الذي تقدم ص ١٤ فراجع

دماءهم واموالهم وزعموا أن الفرض من الله عليهم إقامة الصلوات الخمس وصوم شهر رمضان وانكروا الزكاة والحج وسائر الفرائض وقالوا باباحة المحارم من الفروج والغلمان ، واعتلوا في ذلك بقول الله عزوجل : (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً) (٤٢ : ٥٠) وقالوا بالتناسخ وأن الأئمة عندهم واحد إنما هم منتقلون من بدن إلى بدن ، والمواساة بينهم واجبة في كل ما ملكوه من مال وكل شيء اوصى به رجل منهم في سبيل الله فهو لسميع بن محمد واوصيائه من بعده ، ومذاهبهم مذاهب الغالية المفوضة في التفويض

وولد «موسى بن جعفر» عليه‌السلام (١) في سنة ثمان وعشرين ومائة (٢) وقال بعضهم سنة تسع (٣) ، وحمله الرشيد من المدينة لعشر ليال بقين من شوال سنة تسع وسبعين ومائة وقد قدم هارون الرشيد المدينة منصرفا من عمرة شهر رمضان ثم شخص هارون إلى الحج وحمله معه ثم انصرف على طريق البصرة فحبسه عند عيسى بن جعفر

__________________

(١) ولد عليه‌السلام بالأبواء منزل بين مكه والمدينة وعن الحافظ عبد العزيز أنه ولد بالمدينة والأول أصح وكانت ولادته يوم الأحد سابع عشر شهر صفر انظر الكافي للكليني والمناقب لابن شهرآشوب والدروس للشهيد وغيرها

(٢) كما في ارشاد المفيد والكافي وكشف الغمة والمناقب وأعلام الورى والدروس

(٣) يعني سنة تسع وعشرين ومائة

ابن ابي جعفر المنصور ثم اشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهك فتوفي في حبسه ببغداد لخمس ليال بقين من رجب (١) سنه ثلاث وثمانين ومائة (٢) وهو ابن خمس او اربع وخمسين سنة ودفن في مقابر قريش ويقال في رواية اخرى أنه دفن بقيوده وانه أوصى بذلك فكانت إمامته خمسا وثلاثين سنة وشهورا وأمه أم ولد يقال لها حميدة وهي أم اخويه اسحاق ومحمد ابني جعفر بن محمد عليه‌السلام

ثم إن اصحاب «علي بن موسى الرضا» عليه‌السلام اختلفوا بعد وفاته فصاروا فرقا «فرقة» منهم قالت بالامامة بعد علي بن موسى عليه‌السلام لابنه «محمد بن علي» عليه‌السلام ولم يكن له غيره وكان ختن المأمون على ابنته واتبعوا الوصية حيث ما دارت على المنهاج الأول من لدن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

«وفرقة» قالت بامامة «احمد بن موسى بن جعفر» اوصى إليه وإلى الرضا عليه‌السلام واجازوها في اخوين وابوه جعله (٣) الوصي

__________________

(١) كما عن العيون وكشف الغمة واعلام الورى والحافظ عبد العزيز وفي ارشاد المفيد لست خلون من رجب وقيل في خامس رجب والأول أشهر الأقوال وكانت ولادته يوم الجمعة كما عن روضة الواعظين وعمره الشريف خمس وخمسون سنة كما عن كشف الغمة واعلام الورى والارشاد وقيل اربع وخمسون سنة كما عن الكافي والمناقب

(٢) كما في الارشاد والكافي والروضة والدروس والمناقب وكشف الغمة واعلام الورى والحافظ عبد العزيز وهو الأشهر وقيل سنة مائة وست وثمانين وعن اقبال ابن طاوس سنة تسع وثمانين ومائة

(٣) قالوا جعله ابوه الخ ـ خ ل ـ

بعد علي بن موسى ومالوا إلى شبيه بمقالة «الفطحية»

«وفرقة» منهم تسمى «المؤلفة» من الشيعة قد كانوا نصروا الحق وقطعوا على إمامة «علي بن موسى» وموت ابيه فصدقوا بذلك فلما توفي الرضا عليه‌السلام رجعوا إلى الوقف بعد موسى بن جعفر (ع)

«وفرقة» منهم تسمى (المحدثة) كانوا من اهل الارجاء واصحاب الحديث فدخلوا فى القول بامامة (موسى بن جعفر) وبعده بامامة (علي بن موسى) وصاروا شيعة رغبة فى الدنيا وتصنعا فلما توفي علي بن موسى عليه‌السلام رجعوا إلى ما كانوا عليه

(وفرقة) كانت من الزيدية الأقوياء منهم والبصراء فدخلوا في إمامة (علي بن موسى) عليه‌السلام عند ما اظهر المأمون فضله وعقد بيعته تصنعا للدنيا واستكانوا الناس بذلك دهرا فلما توفي علي بن موسى عليه‌السلام رجعوا إلى قومهم من الزيدية

وتوفي (علي بن موسى) عليه‌السلام بطوس من كور خراسان وهو شاخص مع المأمون عند شخوصه إلى العراق في آخر صفر سنة ثلاث ومأتين وهو ابن خمس وخمسين سنة (١) وكان مولده في سنة

__________________

(١) كانت وفاته عليه‌السلام يوم الجمعة او يوم الثلثاء او يوم الاثنين في السابع عشر من شهر صفر او لسبع بقين من شهر رمضان او لتسع بقين منه سنة ثلاث ومأتين او سنة ست ومأتين او سنة اثنتين بعد المائتين وعمره الشريف خمس وخمسون سنة او احدى وخمسون او تسع واربعون واشهر على اختلاف الروايات في ذلك كله

إحدى وخمسين ومائة (١) وقال بعضهم في سنة ثلاث وخمسين ومائة وكانت إمامته عشرين سنة وسبعة اشهر ودفن بطوس في دار حميد بن قحطبة الطائي وأمه أم ولد يقال لها شهد (٢) وقال بعضهم اسمها نجية (٣) وكان اكبر ولد موسى بن جعفر وهم ثمانية عشر ذكرا وخمس عشرة بنتا لأمهات الأولاد ، وكان المأمون اشخص إليه علي بن موسى عليه‌السلام وهو بخراسان مع رجاء بن ابي الضحاك في آخر سنة مأتين على طريق البصرة وفارس وكان الرضا عليه‌السلام أيضا ختن المأمون على ابنته

وكان سبب الفرقتين اللتين ائتمت واحدة منها (باحمد بن موسى (٤))

__________________

(١) ولد عليه‌السلام بالمدينة يوم الجمعة او يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة او حادي عشر ذي الحجة او حادي عشر ربيع الأول سنة مائة وثمان واربعين او مائة وثلاث وخمسين او مائة واحدى وخمسين على اختلاف الأقوال

(٢) كذا في النسخ المخطوطة ولكن هذا الاسم لم يعرف لها وانما اساميها المروية هي الخيزران المرسية وسكينة وسكنة ونجمة وشقراء واروى وسكن وسماك وتكتم انظر البحار ج ١٢ ص ٣ وغيره

(٣) كذا في النسخ المخطوطة ولعل الصحيح نجمة اذ لم يعرف هذا الاسم لها

(٤) قال الشيخ المفيد فى الارشاد أنه كان كريما جليلا ورعا وكان ابو الحسن موسى عليه‌السلام يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ويقال أن احمد بن موسى (رض) اعتق الف مملوك الخ وفي تعليقة الوحيد البهبهاني أنه هو المدفون بشيراز الملقب بسيد السادات المعروف الآن بشاه چراغ انتهى وقد صرح أيضا بذلك المحدث البحراني في اللؤلؤة والسيد في الأنوار النعمانية والأفندي في رياض العلماء وعن حمد الله المستوفي في نزهة القلوب وغير هؤلاء ولما خرج مع بعض اقربائه من المدينة قاصدا اخاه الرضا عليه‌السلام في خراسان ووصل إلى شيراز سمع فيها بوفاة اخيه فمنعه من السير إليها حاكم شيراز قتلغ شاه بامر المأمون العباسي فحدثت بينه وبين الحاكم واقعة عظيمة ـ

ورجعت الأخرى إلى القول بالوقف أن أبا الحسن الرضا عليه‌السلام توفي وابنه (محمد) ابن سبع سنين فاستصبوه واستصغروه وقالوا : لا يجوز الامام إلا بالغا ولو جاز أن يأمر الله عزوجل بطاعة غير بالغ لجاز أن يكلف الله غير بالغ فكما لا يعقل أن يحتمل التكليف غير بالغ فكذلك لا يفهم القضاء بين الناس ودقيقه وجليله وغامض الأحكام وشرايع الدين وجميع ما اتى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وما تحتاج إليه الامة إلى يوم القيامة من أمر دينها ودنياها طفل غير بالغ ولو جاز أن يفهم ذلك من قد نزل عن حد البلوغ درجة لجاز أن يفهم ذلك من قد نزل عن حد البلوغ درجتين وثلاثا واربعا راجعا إلى الطفولية حتى يجوز أن يفهم ذلك طفل في المهد والخرق وذلك غير معقول ولا مفهوم ولا متعارف

ثم إن الذين قالوا بامامة «ابي جعفر محمد بن علي بن موسى» عليهم‌السلام اختلفوا في كيفية علمه لحداثة سنه ضروبا من الاختلاف : فقال بعضهم لبعض الامام لا يكون إلا عالما وابو جعفر غير بالغ وابوه قد توفي فكيف علم ومن اين علم ، فأجابوا

__________________

قتل فيها أوّلا اقرباؤه ثم قتل هو بعدهم انظر تفصيل ذلك في كتاب بحر الانساب المطبوع في بمبئي سنة ١٣٣٥ وانظر أيضا رجال الكشي وروضات الجنات وغيرها وإلى احمد بن موسى هذا تنسب الفرقة «الأحمدية» كما في الفرق بين الفرق ص ٨٢ وكان قبره بشيراز مخفيا إلى زمان عضد الدولة البويهي فأظهره وشيده وهو اليوم مزار معروف عليه قبة عظيمة وإلى جانبيها منارتان وله صحن كبير

فقال بعضهم : لا يجوز أن يكون علمه من قبل ابيه لأن اباه حمل إلى خراسان وابو جعفر ابن اربع سنين واشهر ومن كان في هذه السن فليس في حد من يستفرغ تعليم معرفة دقيق الدين وجليله ولكن الله عزوجل علمه ذلك عند البلوغ بضروب مما يدل على جهات علم الامام مثل الالهام والنكت فى القلب والنقر فى الأذن والرؤيا الصادقة في النوم والملك المحدث له ووجوه رفع المنار والعمود والمصباح وعرض الأعمال لأن ذلك كله قد صحت الأخبار الصحيحة القوية الأسانيد فيه التي لا يجوز دفعها ولا رد مثلها

وقال بعضهم قبل البلوغ هو إمام على معنى أن الأمر له دون غيره إلى وقت البلوغ فاذا بلغ علم لا من جهة الالهام والنكت ولا الملك ولا لشيء من الوجوه التي ذكرتها الفرقة المتقدمة لأن الوحي منقطع بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله باجماع الأمة ولأن الالهام إنما هو أن يلحقك عند الخاطر والفكر معرفة بشيء قد كانت تقدمت معرفتك به من الامور النافعة فذكرته وذلك لا يعلم به الأحكام وشرايع الدين على كثرة اختلافها وعللها قبل أن يوقف بالسمع منها على شيء لأن أصح الناس فكرا وأوضحه خاطرا وعقلا واحضره توفيقا لو فكر وهو لا يسمع بأن الظهر اربع والمغرب ثلاث والغداة ركعتان ما استخرج ذلك بفكره ولا

عرفه بنظره ولا استدل عليه بكمال عقله ولا ادرك ذلك بحضور توفيقه ولا لحقه علم ذلك من جهة التوفيق ابدا ولا يعقل أن يعلم ذلك إلا بالتوقيف والتعليم فقد بطل أن يعلم شيئا من ذلك بالالهام والتوفيق لكن نقول أنه علم ذلك عند البلوغ من كتب ابيه وما ورثه من العلم فيها وما رسم له فيها من الاصول والفروع ، وبعض هذه الفرقة تجيز القياس في الأحكام للامام خاصة على الاصول التي في يديه لأنه معصوم من الخطأ والزلل فلا يخطئ فى القياس وإنما صاروا إلى هذه المقالة لضيق الأمر عليهم في علم الامام وكيفية تعليمه إذ ليس هو ببالغ عندهم

وقال بعضهم : الامام يكون غير بالغ ولو قلت سنه لأنه حجة الله فقد يجوز أن يعلم وإن كان صبيا ويجوز عليه الاسباب التي ذكرت من الالهام والنكت والرؤيا والملك المحدث ورفع المنار والعمود وعرض الاعمال كل ذلك جائز عليه وفيه كما جاز ذلك عن سلفه (١) من حجج الله الماضين ، واعتلوا في ذلك بيحي بن زكريا وأن الله آتاه الحكم صبيا وبأسباب عيسى بن مريم وبحكم الصبي بين يوسف بن يعقوب وامرأة الملك وبعلم سليمان بن داود حكما من غير تعليم وغير ذلك فانه قد كان في حجج الله ممن كان غير بالغ عند الناس

__________________

(١) بمن سلف ـ خ ل ـ

وولد «محمد بن علي بن موسى» عليه‌السلام للنصف من شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة (١) وأشخصه المعتصم في خلافته إلى بغداد فقدمها لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومأتين وتوفي بها في هذه السنة في آخر ذي القعدة (٢) ودفن في مقبرة قريش عند جده موسى بن جعفر عليه‌السلام وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرين يوما ، (٣) وأمه أم ولد يقال لها الخيزران وكانت قبل ذلك تسمى درة فسميت الخيزران (٤) وكانت إمامته سبع عشرة سنة (٥)

فنزل اصحاب «محمد بن علي» عليه‌السلام الذين ثبتوا على إمامته إلى القول بامامة ابنه ووصيه «علي بن محمد» عليه‌السلام فلم يزالوا على ذلك سوى نفر منهم يسير عدلوا عنه إلى القول بامامة اخيه «موسى بن محمد» ثم لم يلبثوا على ذلك إلا قليلا حتى رجعوا إلى إمامة «علي

__________________

(١) ولد عليه‌السلام بالمدينة ليلة الجمعة في شهر رمضان في النصف منه او في السابع عشر منه او في التاسع عشر منه او لعشر خلون من رجب او عاشر رجب على اختلاف الاقوال في ذلك الناشي عن اختلاف الروايات

(٢) توفي عليه‌السلام يوم السبت او يوم الثلثاء في ذي القعدة او في آخره او في حادي عشر او في خامسه او في ذي الحجة او لست خلون منه على اختلاف الأقوال

(٣) كان عمره عليه‌السلام يوم توفي خمسا وعشرين سنة وشهرين وثمانية عشر يوما او خمسا وعشرين سنة وثلاثة اشهر واثني عشر يوما او خمسا وعشرين سنة وشهرين وعشرين يوما على اختلاف الروايات في ذلك

(٤) وقيل ان اسمها سبيكه وكانت نوبية وقيل كانت مريسية من اهل بيت مارية القبطية

(٥) وقيل تسع عشرة سنة إلا خمسا وعشرين يوما

ابن محمد» عليه‌السلام ورفضوا إمامة (موسى بن محمد (١)) فلم يزالوا كذلك حتى توفي علي بن محمد عليه‌السلام وكانت وفاته بسر من رأى وكان المتوكل اشخصه (٢) من المدينة مع يحي بن هرثمة بن اعين ـ يوم الاثنين لثلاث خلون (٣) من رجب سنة اربع وخمسين ومأتين وهو يوم توفي ابن اربعين سنة (٤) وكان قدومه إلى سر من رأى يوم الثلثاء لسبع ليال بقين من شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين ومأتين ، وكان مولده يوم الثلثاء لثلاث عشرة ليلة مضت من رجب سنة اربع عشرة ومأتين

وأقام بسر من رأى في داره إلى أن توفي عشرين سنة وتسعة اشهر

__________________

(١) موسى بن محمد هذا هو الملقب بالمبرقع جاء من الكوفة إلى بلدة قم سنة ٢٥٦ وأقام بها حتى توفي في ربيع الثاني سنة ٢٩٦ وقد الف العلامة المحدث محمد الحسين النوري المتوفى سنة ١٣٢٠ رسالة في آل المبرقع سماها (البدر المشعشع في احوال ذرية موسى المبرقع) اجاب فيها عن كل ما ورد في قدحه طبعت في ايران وقال في عمدة الطالب «موسى المبرقع بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو لأم ولد مات بقم وقبره بها ويقال لولده الرضويون وهم بقم إلا من شذ منهم إلى غيرها وأعقب من احمد بن موسى المبرقع وحده انتهى» وروى الشيخ المفيد في الارشاد رواية في ترجمة اخيه الهادي تشعر عن شيء فيه فراجع وذكره أيضا ابو نصر البخاري فى سر السلسلة العلوية وقال أنه اختص بمنادمة المتوكل العباسي وكان يلبس السواد

(٢) قال ابن الصباغ المالكى في الفصول المهمة اشخصه المتوكل في سنة ثلاث واربعين ومأتين من المدينة إلى سر من رأى فأقام بها حتى مضى لسبيله احدى عشرة سنة

(٣) وقيل توفي عليه‌السلام لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة او لثلاث ليال بقين منه نصف النهار او لأربع بقين منه على اختلاف الروايات

(٤) وقيل انه توفي وهو ابن احدى واربعين سنة او بزيادة ستة اشهر او سبعة اشهر او اثنتين واربعين سنة كما قيل في كل ذلك حسب اختلاف الروايات

وعشرة ايام (١) وكانت إمامته ثلاثا وثلاثين سنة وسبعة اشهر (٢) وأمه أم ولد يقال لها سوسن وقال بعضهم اسمها سمانة (٣)

وقد شذت «فرقة» من القائلين بامامة «علي بن محمد» في حياته فقالت بنبوة رجل يقال له «محمد بن نصير النميري (٤)» وكان يدعي أنه نبي بعثه ابو الحسن العسكري عليه‌السلام وكان يقول بالتناسخ والغلو (٥) في ابي الحسن ويقول فيه بالربوبية ويقول بالإباحة للمحارم ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضا في ادبارهم ويزعم أن ذلك من التواضع والتذلل وأنه احدى الشهوات والطيبات وأن الله عزوجل لم يحرم شيئا من ذلك وكان يقوي اسباب هذا النميري

__________________

(١) ولد عليه‌السلام بالمدينة يوم الثلثاء او يوم الجمعة منتصف ذي الحجة او في السابع والعشرين منه او ثاني رجب او خامسه او لثلاث عشر خلون من رجب سنة مأتين واثنتي عشرة او سنة مأتين واربع عشرة

(٢) في الارشاد للشيخ المفيد أن مدة إمامته ثلاث وثلاثون سنة وفي كشف الغمة واعلام الورى بزيادة اشهر

(٣) وكانت سمانة مغربية ولقبها السيدة وكنيتها أمّ الفضل

(٤) قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ص ٢٥٩ كان محمد بن نصير النميري من اصحاب ابي محمد الحسن بن علي عليه‌السلام فلما توفي ابو محمد ادعى مقام ابي جعفر محمد بن عثمان أنه صاحب إمام الزمان وادعى له البابية وفضحه الله تعالى بما ظهر منه من الالحاد والجهل ولعن ابي جعفر محمد بن عثمان له وتبريه منه واحتجابه منه راجع بقية مقالته في الفرق بين الفرق وفي احتجاج الطبرسي وفي كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص ٢٥٩ ـ ٢٦٠ وفي رجال الكشي ص ٣٢٣ وفي غيرها من كتب الرجال

(٥) ويغلو ـ خ ل ـ

«محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات (١)» فلما توفي قيل له في علته وقد كان اعتقل لسانه : لمن هذا الأمر من بعدك فقال : لأحمد ، فلم يدروا من هو فافترقوا ثلاث فرق «فرقة» قالت : أنه «احمد» ابنه و (فرقة) قالت : هو (احمد بن موسى بن الحسن بن الفرات) و (فرقة) قالت : (احمد بن ابي الحسين محمد بن محمد بن بشر بن زيد). فتفرقوا فلا يرجعون إلى شيء وادعى هؤلاء النبوة عن ابي محمد فسميت (النميرية) (٢)

فلما توفي (علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا) صلوات الله عليهم قالت (فرقة) من اصحابه بامامة ابنه (محمد) وقد كان توفي في حياة ابيه بسر من رأى وزعموا أنه حي لم يمت واعتلوا في ذلك بأن أباه اشار إليه واعلمهم أنه الامام من بعده والامام لا يجوز عليه الكذب ولا يجوز البداء فيه فهو وإن كانت ظهرت وفاته لم يمت في الحقيقة ولكن اباه خاف عليه فغيبه وهو القائم المهدي وقالوا فيه بمثل مقالة اصحاب اسماعيل ابن جعفر

__________________

(١) انظر رجال الكشي ص ٣٢٣ ورجال الشيخ والخلاصة وغيرها

(٢) سمى بعضهم الفرقة المنسوبة إلى محمد بن نصير (النصيرية) انظر شرح ابن ابي الحديد ج ٢ ص ٣٠٩ وخلاصة العلامة الحلي ورجال ابن داود ومنهج المقال وغيرها ولكن المعروف من النصيرية في هذا الزمان من يقول بربوبية علي عليه‌السلام

وقال سائر اصحاب علي بن محمد بامامة «الحسن بن علي» عليه‌السلام وثبتوا له الامامة بوصية ابيه وكان يكنى بابي محمد سوى نفر يسير قليل فانهم مالوا إلى اخيه «جعفر بن علي (١)» وقالوا : اوصى إليه ابوه بعد مضي محمد واوجب إمامته واظهر أمره وانكروا إمامة محمد اخيه وقالوا إنما فعل ذلك ابوه اتقاء عليه ودفاعا عنه وكان الامام في الحقيقة «جعفر بن علي»

وولد «الحسن بن علي» عليه‌السلام (٢) في شهر ربيع الآخر سنة

__________________

(١) جعفر هذا هو الملقب عند الشيعة بالكذاب لا دعائه الامامة بعد اخيه الحسن (ع) وقد اختلفت في حقه الاقوال وطال النزاع فيه والخصام والذي يظهر للمتتبع أنه في أول أمره حاد عن الطريق السوي فأتى بافعال منكرة وانتحل دعاوى كاذبة فسماه الشيعة بالكذاب ولكنه هل بقي على اصراره او تاب ، الحق هو الثاني لما رواه ثقة الاسلام الكليني في الكافي «عن اسحاق بن يعقوب قال سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل اشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه‌السلام أما ما سألت عنه ارشدك الله وثبتك من امر المنكرين لي من اهل بيتنا وبني عمنا فاعلم انه ليس بين الله عزوجل وبين احد قرابة ومن انكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح وأما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل اخوة يوسف (ع) انتهى» وحيث دل الكتاب العزيز على صحة توبة اخوة يوسف فيكون تمثيله عليه‌السلام جعفرا بهم أقوى دليل على قبول توبته والله العالم ويكنى ابو عبد الله ويلقب كرين لأنه اولد مائة وعشرين ولدا اعقب من جماعة انتشر منهم عقب ستة اسماعيل وطاهر ويحي وهارون وعلي وادريس ويقال لولده الرضويون نسبة إلى جده الرضا وكانت وفاته سنة ٢٧١ وله خمس واربعون سنة وقبره في دار ابيه بسامراء واخباره كثيرة تجدها في البحار والكافي وغيبة الشيخ الطوسي والمجدي وغيرها

(٢) ولد عليه‌السلام بالمدينة وقيل بسر من رأى يوم الجمعة او يوم الاثنين في شهر ربيع الأول او في الثامن منه او في عاشر ربيع الثاني او فى الرابع منه او فى الثامن منه سنة مأتين وثلاثين او مأتين واحدى وثلاثين او اثنتين وثلاثين ومأتين

اثنتين وثلاثين ومأتين وتوفي بسر من رأى (١) يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومأتين ودفن في داره في البيت الذي دفن فيه ابوه وهو ابن ثمان وعشرين سنة (٢) وصلى عليه ابو عيسى بن المتوكل وكانت إمامته خمس سنين وثمانية اشهر وخمسة ايام (٣) وتوفي ولم ير له اثر ولم يعرف له ولد ظاهر فاقتسم ما ظهر من ميراثه اخوه جعفر وأمه وهي أم ولد يقال لها عسفان (٤) ثم سماها ابو الحسن حديثا

فافترق اصحابه بعده اربع عشرة (٥) فرقة (ففرقة) منها قالت أن (الحسن بن علي) حي لم يمت وإنما غاب وهو القائم ولا يجوز أن يموت ولا ولد له ظاهر لأن الأرض لا تخلو من إمام وقد ثبتت إمامته

__________________

(١) توفي عليه‌السلام يوم الجمعة او يوم الأحد او يوم الاربعاء لثمان خلون من ربيع الأول او أول يوم منه او في ربيع الثاني

(٢) وقيل ابن تسع وعشرين سنة كما في مروج الذهب وغيره

(٣) وقيل مدة إمامته ست سنين

(٤) لم يعرف هذا الاسم لها في غير هذا الكتاب وإنما المعروف لها من الأسماء سوسن وسليل وحديث

(٥) كذا في الاصول الخطية ولكن التي عدها فى الكتاب ثلاث عشرة فرقة وكأن فيه سقطا ونقل السيد المرتضى في الفصول المختارة عن ابي محمد الحسن النوبختي صاحب الكتاب الأربعة عشرة فرقة كلها وجعل الفرقة الرابعة عشرة كما يلي : (وقالت فرقة اخرى أن الامام بعد الحسن ابنه محمد وهو المنتظر غير أنه قد مات وسيحيى ويقوم بالسيف فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا) انتهى ، فأكد ذلك أن في النسخة التي بايدينا نقصانا ـ راجع الفصول المختارة (مخطوط)

والرواية قائمة أن للقائم غيبتين فهذه الغيبة احداهما وسيظهر ويعرف ثم يغيب غيبة اخرى وقالوا فيه ببعض مقالة الواقفة على موسى بن جعفر ، وإذا قيل لهذه الفرقة ، ما الفرق بينكم وبين الواقفة قالوا أن الواقفة اخطأت فى الوقوف على موسى لما ظهرت وفاته لأنه توفي عن خلف قائم اوصى إليه وهو الرضا عليه‌السلام وخلف غيره بضعة عشر ذكرا وكل إمام ظهرت وفاته كما ظهرت وفاة آبائه وله خلف ظاهر معروف فهو ميت لا محالة وإنما القائم المهدي الذي يجوز الوقوف على حياته من ظهرت له وفاة عن غير خلف فيضطر شيعته إلى الوقوف عليه إلى أن يظهر لأنه لا يجوز موت إمام بلا خلف فقد صح أنه غاب

وقالت الفرقة الثانية : أن الحسن بن علي مات وعاش بعد موته وهو القائم المهدي لأنا روينا أن معنى القائم هو أن يقوم من بعد الموت ويقوم ولا ولد له ولو كان له ولد لصح موته ولا رجوع لأن الامامة كانت تثبت لخلفه ولا اوصى إلى احد فلا شك أنه القائم والحسن ابن علي قد مات لا شك في موته ولا ولد له ولا خلف ولا اوصى إذ لا وصية له ولا وصي وأنه قد عاش بعد الموت وقد روينا أن القائم إذا بلغ الناس خبر قيامه قالوا كيف يكون فلان إماما وقد بليت عظامه فهو اليوم حي مستتر لا يظهر وسيظهر ويقوم بأمر الناس ويملأ الأرض

عدلا كما ملئت جورا وإنما قالوا أنه حي بعد الموت وأنه مستتر خائف لأنه لا يجوز عندهم أن تخلو الأرض من حجة قائم على ظهرها عدل حي ظاهر او خائف مغمود للخبر الذي روي عن علي بن ابي طالب عليه‌السلام أنه قال في بعض خطبه : اللهم إنك لا تخلي الأرض من حجة لك ظاهر (١) او مغمود لئلا تبطل حججك وبيناتك فهذا دليل على أنه عاش بعد موته ، وليس بين هذه الفرقة والفرقة (٢) التي قبلها فرق أكثر من أن هذه صححت موت الحسن بن علي عليه‌السلام وأن الأولى قالت أنه (٣) غاب وهو حي وأنكرت موته وهذه أيضا شبيهة بفرقة من الواقفة على موسى بن جعفر عليه‌السلام ، وإذا قيل لهم : من اين قلتم هذا وما دليلكم عليه رجعوا إلى تأول (٤) الروايات

وقالت الفرقة الثالثة : أن «الحسن بن علي» توفي والامام بعده اخوه «جعفر» وإليه اوصى الحسن ومنه قبل الامامة وعنه صارت إليه ، فلما قيل لهم أن الحسن وجعفرا ما زالا متهاجرين متصارمين متعاديين طول زمانهما وقد وقفتم على صنايع جعفر ومخلفي الحسن وسوء

__________________

(١) إما ظاهر مشهور او باطن مغمور ـ خ ل ـ

(٢) والفرقة التي قدمنا ذكرها ـ خ ل ـ

(٣) أنه غائب وأنه حي ـ خ ل ـ

(٤) إلى الروايات وتأويلها ـ خ ل ـ

معاشرته له في حياته ولهم من بعد وفاته في اقتسام مواريثه قالوا : إنما ذلك بينهما في الظاهر فأما في الباطن فكانا متراضيين متصافيين لا خلاف بينهما ولم يزل جعفر مطيعا له سامعا منه فاذا ظهر منه شيء من خلافه فعن أمر الحسن فجعفر وصي الحسن وعنه افضت إليه الامامة ، ورجعوا إلى بعض قول الفطحية وزعموا أن موسى بن جعفر إنما كان إماما بوصية اخيه عبد الله إليه وعن عبد الله صارت إليه الامامة لا عن ابيه واقروا بامامة «عبد الله بن جعفر» وثبتوها بعد إنكارهم لها وجحودهم إياها واوجبوا فرضها على انفسهم ليصححوا بذلك مذهبهم ، وكان رئيسهم والداعي لهم إلى ذلك رجل من اهل الكوفة من المتكلمين يقال له «علي بن الطاحي (١) الخزاز» وكان مشهورا في الفطحية وهو ممن قوى إمامة «جعفر» وأمال الناس إليه وكان متكلما محجاجا وأعانته على ذلك «اخت الفارس (٢) بن حاتم بن ماهويه القزويني» غير أن هذه انكرت إمامة الحسن بن علي

__________________

(١) الطاحي بالطاء ثم الألف بعدها الحاء المكسورة والياء نسبة إلى طاحية قبيلة من الأزد وقرية بالبصرة وفي بعض النسخ المخطوطة (الطاجني) بالجيم ثم النون نسبة إلى بيع الطاجن وهو ما يقلى عليه او فيه : وبعضهم سماه علي بن طاحن فراجع

(٢) فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني قد اطبق علماء الرجال والأخبار على ذمه وتكفيره ولعنه قال الكشي في رجاله : قال نصر بن الصباح : الحسن بن محمد المعروف بابن بابا ومحمد بن نصير النميري وفارس بن حاتم القزويني لعن هؤلاء الثلاثة علي بن محمد العسكري عليه‌السلام ثم ذكر رواية فيها أن أبا الحسن العسكري (ع) أمر جنيدا بقتله فقتله وضمن لمن قتله الجنة وكان فارس هذا فتانا يفتن الناس ويدعوهم إلى البدعة : تجد اخباره في رجال الكشي ص ٣٢٤ ـ ٣٢٧ وفي كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص ٢٢٨ وفي غيرهما من المعاجم

عليه‌السلام وقالت أن جعفرا اوصى ابوه إليه لا الحسن

وقالت الفرقة الرابعة : أن الامام بعد الحسن «جعفر» وأن الامامة صارت إليه من قبل ابيه لا من قبل اخيه محمد ولا من قبل الحسن ولم يكن إماما ولا الحسن أيضا لأن محمدا توفي في حياة ابيه وتوفي الحسن ولا عقب له وأنه كان مدعيا مبطلا ، والدليل على ذلك أن الامام لا يموت حتى يوصي ويكون له خلف والحسن قد توفي ولا وصي له ولا ولد فادعاؤه الامامة باطل والامام لا يكون من لا خلف له ظاهر معروف مشار إليه ولا يجوز أيضا أن تكون الامامة في الحسن وجعفر لقول ابي عبد الله جعفر بن محمد وغيره من آبائه صلوات الله عليهم أن الامامة لا تكون في اخوين بعد الحسن والحسين عليهما‌السلام فدلنا ذلك على أن الامامة لجعفر وأنها صارت إليه من قبل ابيه لا من قبل اخويه

وأما الفرقة الخامسة : فانها رجعت إلى القول بامامة «محمد بن علي (١)»

__________________

(١) هو ابو جعفر محمد بن الامام علي الهادي عليهما‌السلام احد رجالات اهل البيت المقدرين عند أئمة الهدى عليهم‌السلام (روى) النسابة العمري في المجدي باسناده عن علان الكلاني قال صحبت أبا جعفر محمد بن علي بن محمد بن علي الرضا عليهم‌السلام وهو حديث السن فما رأيت أوقر ولا ازكى ولا أجل منه وكان خلفه ابو الحسن العسكري عليه‌السلام بالحجاز طفلا وقدم عليه في سامراء مشتدا فكان مع اخيه الامام ابي محمد عليه‌السلام لا يفارقه وكان ابو محمد يأنس به وينقبض من اخيه جعفر (يعني الكذاب) انتهى : توفي في حياة ابيه بمحل قبره الآن لما اراد النهضة إلى الحجاز في حدود سنة ٢٥٢ فشق ابو محمد الحسن عليه ثوبه وقال في جواب من عابه في ذلك : قد شق موسى على اخيه هارون : وروى الشيخ المفيد في الارشاد أن أبا الحسن الهادي عليه‌السلام قال لابنه الامام العسكري (ع) لما قضى ابنه ابو جعفر محمد : يا بني أحدث لله شكرا ـ

المتوفى في حياة ابيه وزعمت أن الحسن وجعفرا ادعيا ما لم يكن لهما وأن اباهما لم يشر إليهما بشيء من الوصية والامامة ولا روي عنه في ذلك شيء اصلا ولا نص عليهما بشيء يوجب إمامتهما ولا هما في موضع ذلك وخاصة جعفر فان فيه خصالا مذمومة وهو بها مشهور ولا يجوز أن يكون مثلها في إمام عدل وأما الحسن فقد توفي ولا عقب له فعلمنا أن محمدا كان الامام قد صحت الاشارة من ابيه إليه والحسن قد توفي ولا عقب له ولا يجوز أن يموت إمام بلا خلف ثم رأينا جعفرا في حياة الحسن وبعد مضيه ظاهر الفسق غير صائن لنفسه معلنا بالمعاصي وليس هذا صفة من يصلح للشهادة على درهم فكيف يصلح لمقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأن الله عزوجل لم يحكم بقول شهادة من يظهر الفسق

__________________

ـ فقد أحدث فيك أمرا : يريد (ع) الامامة وما سبق من مثله في اسماعيل بن الامام الصادق عليه‌السلام من البداء المفسر باظهار ما كان اخفاه على الناس لمصلحة في الحالتين لحسبانهم إمامته لما تقرر عندهم من أن الامامة في الأكبر ما لم يكن به عاهة وكان اسماعيل ومحمد كل منهما اكبر من اخيه فلما توفاهما الله سبحانه أعلمهم بمحل الامامة : وقبره بمقربة من (بلد) على مرحلة من سامراء مشهور مشيد تظهر منه الكرامات وتقصده الوفود للزيارة وطلب الحوائج وتساق إليه النذور وفضائله كثيرة تقف عليها في كتب الامامية : وفي بحر الأنساب الفارسي أنه كان لمحمد هذا تسعة من البنين هاجر أربعة منهم من سامراء إلى خوي وسلماس (بلدتان في آذربيجان) فقتلوا هنا لك وهم اسحاق ومحمود وجعفر واسكندر وخمسة منهم يمموا بلدة لار فقتلوا بها ؛ وقال ضامن بن شدقم الحسيني المدني النسابة في تحفة الأزهار (مخطوط) أن محمدا هذا خلف عليا وخلف علي محمدا وخلف محمد حسينا وخلف حسين محمدا وخلف محمد عليا وخلف علي شمس الدين محمد الشهير بميرسلطان البخاري ويقال لولده البخاريون ..

والفجور فكيف يحكم له باثبات الامامة مع عظم فضلها وخطرها وحاجة الخلق إليها وإذ هي السبب الذي يعرف به دينه ويدرك رضوانه فكيف تجوز في مظهر الفسق وإظهار الفسق لا يجوز تقية هذا ما لا يليق بالحكيم عزوجل ولا يجوز أن ينسب إليه تبارك وتعالى فلما بطل عندنا أن تكون الامامة تصلح لمثل جعفر وبطلت عمن لا خلف له لم يبق إلا التعلل بامامة «ابي جعفر محمد بن علي» اخيهما إذ لم يظهر منه إلا الصلاح والعفاف وإن له عقبا قائما معروفا مع ما كان من ابيه من الاشارة بالقول مما لا يجوز بطلان مثله فلا بد من القول بامامته وأنه القائم المهدي او الرجوع إلى القول ببطلان الامامة اصلا وهذا مما لا يجوز

وقالت الفرقة السادسة : أن للحسن بن علي ابنا سماه محمدا ودل عليه وليس الأمر كما زعم من ادعى أنه توفي ولا خلف له وكيف يكون إمام قد ثبتت إمامته ووصيته وجرت اموره على ذلك وهو مشهور عند الخاص والعام ثم توفي ولا خلف له ولكن خلفه قائم وولد قبل وفاته بسنين (١) وقطعوا على إمامته وموت الحسن وأن اسمه «محمد»

__________________

(١) ولد عليه‌السلام يوم الجمعة منتصف شعبان على أشهر الأقوال وقيل لثمان خلون منه سنة مأتين وخمس وخمسين فيكون عمره عند وفاة ابيه خمس سنين لأن وفاة ابيه الحسن عليه‌السلام سنة مأتين وستين كما تقدم واسم أمه نرجس او ريحانة او صقيل او سوسن او خمط على اختلاف الأقوال وكنيته ابو القاسم والقابه كثيرة منها صاحب الزمان وصاحب الدار والغريم والقائم والمهدي والهادي والصاحب

وزعموا أنه مستور لا يرى خائف من جعفر وغيره من اعدائه وأنها احدى (١) غيباته وأنه هو الامام القائم وقد عرف في حياة ابيه ونص عليه ولا عقب لابيه غيره فهو الامام لا شك فيه

وقالت الفرقة السابعة : بل ولد للحسن ولد بعده بثمانية أشهر وأن الذين ادعوا له ولدا في حياته كاذبون مبطلون في دعواهم لأن ذلك لو كان لم يخف كما لم يخف غيره ولكنه مضى ولم يعرف له ولد ولا يجوز أن يكابر في مثل ذلك ويدفع العيان والمعقول والمتعارف وقد كان الحبل فيما مضى قائما ظاهرا ثابتا عند السلطان وعند سائر الناس وامتنع من قسمة ميراثه من اجل ذلك حتى بطل بعد ذلك عند السلطان وخفي امره فقد ولد له ابن بعد وفاته بثمانية اشهر وقد كان أمر أن يسمى محمدا واوصى بذلك وهو مستور لا يرى ، واعتلوا في تجويز ذلك وتصحيحه بخبر يروى عن ابي الحسن الرضا عليه‌السلام أنه قال ستبلون بالجنين في بطن أمه والرضيع (٢)

وقالت الفرقة الثامنة : أنه لا ولد للحسن اصلا لأنا قد امتحنا ذلك

__________________

(١) له عليه‌السلام غيبتان احداهما من يوم وفاة ابيه عليه‌السلام وهي الصغرى ومدتها ثمان او تسع وستون سنة إلا اشهر وثانيتهما الكبرى وابتداؤها من وفاة ابي الحسين علي بن محمد السمري آخر السفراء الأربعة التي هي منتصف شعبان سنة ثلاثمائة وثمان او تسع وعشرين ولم يعلم انتهاءها إلا الله عزوجل : هذا هو اعتقاد الامامية الاثني عشرية وهى الفرقة الناجية كما دلت عليه الأخبار الصريحة الصحيحة

(٢) وفي بعض النسخ الخطية زيادة ـ فهذا هو ـ

وطلبناه بكل وجه فلم نجده ولو جاز لنا أن نقول في مثل الحسن وقد توفي ولا ولد له أن له ولدا خفيا لجاز مثل هذه الدعوى في كل ميت عن غير خلف ولجاز مثل ذلك في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يقال خلف ابنا نبيا رسولا وكذلك في عبد الله بن جعفر بن محمد أنه خلف ابنا وأن أبا الحسن الرضا عليه‌السلام خلف ثلاثة بنين غير ابي جعفر احدهم الامام لأن مجيء الخبر بوفاة الحسن بلا عقب كمجيء الخبر بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخلف ذكرا من صلبه ولا خلف عبد الله بن جعفر ابنا ولا كان للرضا أربعة بنين فالولد قد بطل لا محالة ولكن هناك حبل قائم قد صح في سرية له وستلد ذكرا إماما متى ما ولدت فانه لا يجوز أن يمضي الامام ولا خلف له فتبطل الامامة وتخلو الأرض من الحجة

واحتج اصحاب الولد على هؤلاء فقالوا : انكرتم علينا امرا قلتم بمثله ثم لم تقنعوا بذلك حتى اضفتم إليه ما تنكره العقول ، قلتم أن هناك حبلا قائما فان كنتم اجتهدتم في طلب الولد فلم تجدوه فانكرتموه لذلك فقد طلبنا معرفة الحبل وتصحيحه أشد من طلبكم واجتهدنا فيه أشد من اجتهادكم فاستقصينا في ذلك غاية الاستقصاء فلم نجده فنحن فى الولد أصدق منكم لأنه قد يجوز في العقل والعادة والتعارف أن يكون للرجل ولد مستور لا يعرف في الظاهر ويظهر (١) بعد ذلك ويصح نسبه والأمر الذي

__________________

(١) ويعرف ـ خ ل ـ

ادعيتموه منكر شنيع ينكره عقل كل عاقل ويدفعه التعارف والعادة مع ما فيه من كثرة الروايات الصحيحة عن الأئمة الصادقين أن الحبل لا يكون أكثر من تسعة اشهر وقد مضى للحبل الذي ادعيتموه سنون وإنكم (١) على قولكم بلا صحة ولا بينة

وقالت الفرقة التاسعة : أن الحسن بن علي قد صحت وفاة ابيه وجده وسائر آبائه عليهم‌السلام فكما صحت وفاته بالخبر الذي لا يكذب مثله فكذلك صح أنه لا إمام بعد الحسن وذلك جائز في العقول والتعارف كما جاز أن تنقطع النبوة فلا يكون بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله نبي فكذلك جاز أن تنقطع الامامة وقد روي عن الصادقين أن الأرض لا تخلو من حجة إلا أن يغضب الله على أهل الأرض بمعاصيهم فيرفع عنهم الحجة إلى وقت والله عزوجل يفعل ما يشاء وليس في قولنا هذا بطلان الامامة وهذا جائز أيضا من وجه آخر كما جاز أن لا يكون قبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما بينه وبين عيسى عليه‌السلام نبي ولا وصي ولما روينا من الأخبار أنه كانت بين الأنبياء فترات ورووا ثلاثمائة سنة وروي مأتي سنة ليس فيها نبي ولا وصي وقد قال الصادق عليه‌السلام أن الفترة هي الزمان الذي لا يكون فيه رسول ولا إمام ، والأرض اليوم بلا حجة إلا أن يشاء الله فيبعث القائم من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فيحي

__________________

(١) فانكم على قوله بلا حجة ـ خ ل ـ

الأرض بعد موتها كما بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله على حين فترة من الرسل فجدد ما درس من دين عيسى ودين الأنبياء قبله صلى الله عليهم فكذلك يبعث القائم إذا شاء جل وعز ، والحجة (١) علينا أن يبعث القائم وظهور الأمر والنهي المتقدمين والعلم الذي في ايدينا مما خرج عنهم إلينا والتمسك بالماضي مع الاقرار بموته كما كانت الحجة على الناس قبل ظهور نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر عيسى عليه‌السلام ونهيه وما خرج من علمه وعلم اوصيائه والتمسك بالاقرار بنبوته وبموته والاقرار بمن ظهر من اوصيائه

وقالت الفرقة العاشرة : أن أبا جعفر محمد بن علي الميت في حياة ابيه كان الامام بوصية من ابيه إليه واشارته ودلالته ونصه على اسمه وعينه ولا يجوز أن يشير إمام قد ثبتت إمامته وصحت على غير إمام فلما حضرت وفاة محمد لم يجز (٢) أن لا يوصي ولا يقيم إماما ولا يجوز له أن يوصي إلى ابيه إذ إمامة ابيه ثابتة عن جده ولا يجوز أيضا أن يأمر مع ابيه وينهى ويقيم من يأمر معه ويشاركه وإنما ثبتت له الامامة بعد مضي ابيه فلما لم يجز إلا أن يوصي اوصى إلى غلام لأبيه صغير كان في خدمته

__________________

(١) في العبارة تشويش واضطراب ولعل الصحيح ـ والحجة علينا إلى بعث القائم وظهوره الأمر والنهي من المتقدمين الخ ـ

(٢) لم يجز إلا أن يوصي وإلا أن يقيم إماما ـ خ ل ـ

يقال له «نفيس» وكان ثقة أمينا عنده ودفع إليه الكتب والعلوم والسلاح وما تحتاج إليه الأمة واوصاه إذا حدث بأبيه حدث الموت يؤدي ذلك كله إلى اخيه جعفر ولم يطلع على ذلك احدا غير ابيه وإنما فعل ذلك لتقل التهمة ولا يعلم به وقبض ابو جعفر فلما علم اهل داره والمائلون إلى ابي محمد الحسن بن علي (ع) قصته وأحسوا بامره حسدوه ونصبوا له وبغوه الغوائل فلما احس بذلك منهم وخاف على نفسه وخشي أن تبطل الامامة وتذهب الوصية دعا جعفرا واوصى إليه ودفع إليه جميع ما استودعه ابو جعفر محمد بن علي اخوه الميت في حياة ابيه ودفع إليه الوصية على نحو ما أمره وكذلك فعل الحسين بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام لما خرج إلى الكوفة دفع كتبه والوصية وما كان عنده من السلاح وغيره إلى أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واستودعها ذلك كله وأمرها أن تدفعه إلى علي بن الحسين الأصغر إذا رجع إلى المدينة فلما انصرف علي بن الحسين من الشام إليها دفعت إليه جميع ذلك وسلمته له فهذا بتلك المنزلة في الامامة لجعفر بوصية «نفيس» إليه عن محمد اخيه ، وانكروا إمامة الحسن عليه‌السلام فقالوا : لم يوص ابوه إليه ولا غير (١) وصيته إلى محمد ابنه وهذا عندهم صحيح فقالوا بامامة جعفر من هذا الوجه وناظروا عليها ، وهذه الفرقة تتقول على ابي محمد الحسن بن

__________________

(١) غير : بتشديد الياء

علي عليه‌السلام تقولا شديدا تكفره وتكفر من قال بامامته وتغلو في القول في جعفر وتدعي أنه القائم وتفضله على علي بن ابي طالب عليه‌السلام وتعتقد في ذلك بأن القائم افضل الخلق بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخذ «نفيس» ليلا وألقي في حوض كان في الدار كبير فيه ماء كثير فغرق فيه فمات ، فسميت هذه الفرقة «النفيسية»

وقالت الفرقة الحادية عشرة منهم : لما سئلوا عن ذلك وقيل لهم ما تقولون في الامام أهو جعفر أم غيره قالوا : لا ندري ما نقول في ذلك أهو من ولد الحسن أم من اخوته فقد اشتبه علينا الأمر إنا نقول أن الحسن بن علي كان إماما وقد توفي وأن الأرض لا تخلو من حجة ونتوقف ولا نقدم على شيء حتى يصح لنا الأمر ويتبين

وقالت الفرقة الثانية عشرة وهم «الامامية» ليس القول كما قال هؤلاء كلهم بل لله عزوجل في الأرض حجة من ولد الحسن بن علي وأمر الله بالغ وهو وصي لأبيه على المنهاج الأول والسنن الماضية ولا تكون الامامة في اخوين بعد الحسن والحسين عليهما‌السلام ولا يجوز ذلك ولا تكون إلا في غيبة (١) الحسن بن علي إلى أن ينقضي الخلق متصلا ذلك ما اتصلت امور الله تعالى ولو كان في الأرض رجلان لكان احدهما الحجة ولو مات احدهما لكان

__________________

(١) كذا في النسخ المخطوطة ولعل الصحيح في عقب الخ

الآخر (١) الحجة ما دام أمر الله ونهيه قائمين في خلقه ولا يجوز أن تكون الامامة في عقب من لم تثبت له إمامة ولم تلزم العباد به حجة ممن مات في حياة ابيه ولا في ولده ، ولو جاز ذلك لصح قول اصحاب إسماعيل بن جعفر ومذهبهم ولثبتت إمامة محمد بن جعفر وكان من قال بها محقا بعد مضي جعفر بن محمد ، وهذا الذي ذكرناه هو المأثور عن الصادقين الذي لا تدافع له بين هذه العصابة ولا شك فيه لصحة مخرجه وقوة اسبابه وجودة أسناده ولا يجوز أن تخلو الأرض من حجة ولو خلت ساعة لساخت الأرض ومن عليها ولا يجوز شيء من مقالات هذه الفرق كلها فنحن مستسلمون بالماضي وإمامته مقرون بوفاته معترفون بان له خلفا قائما من صلبه وأن خلفه هو الامام من بعده حتى يظهر ويعلن أمره كما ظهر وعلن أمر من مضى قبله من آبائه ، ويأذن الله في ذلك إذا لأمر لله يفعل ما يشاء ويأمر بما يريد من ظهوره وخفائه كما قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اللهم انك لا تخلي الأرض من حجة لك على خلقك ظاهرا معروفا او خائفا مغمودا (٢) كيلا تبطل حجتك وبيناتك وبذلك أمرنا وبه جاءت الأخبار الصحيحة عن الأئمة الماضين لأنه ليس للعباد أن يبحثوا عن امور الله

__________________

(١) لكان الخلو منهما الحجة ـ خ ل ـ

(٢) مغمورا ـ خ ل ـ

ويقضوا (١) بلا علم لهم ويطلبوا آثار ما ستر عنهم ولا يجوز ذكر اسمه ولا السؤال عن مكانه حتى يؤمر بذلك إذ هو عليه‌السلام مغمود (٢) خائف مستور بستر الله تعالى وليس علينا البحث عن أمره بل البحث عن ذلك وطلبه محرم لا يحل ولا يجوز لأن في اظهار ما ستر عنا وكشفه إباحة دمه ودمائنا وفي ستر ذلك والسكوت عنه حقنهما وصيانتهما ولا يجوز لنا ولا لأحد من المؤمنين أن يختاروا إماما برأي واختيار وإنما يقيمه الله لنا ويختاره ويظهره إذا شاء لأنه أعلم بتدبيره في خلقه وأعرف بمصلحتهم والامام عليه‌السلام أعرف بنفسه وزمانه منا ، وقد قال ابو عبد الله الصادق عليه‌السلام وهو ظاهر الأمر معروف المكان لا ينكر نسبه ولا تخفى ولادته وذكره شايع مشهور في الخاص والعام :

من سماني باسم (٣) فعليه لعنة الله ، ولقد كان الرجل من شيعته يتلقاه فيحيد عنه وروي عنه أن رجلا من شيعته لقيه في الطريق فحاد عنه وترك السلام عليه فشكره على ذلك وحمده وقال له لكن فلانا لقيني فسلم علي ما أحسن وذمه على ذلك واقدم عليه بالمكروه ، وكذلك وردت الأخبار عن ابي ابراهيم موسى بن جعفر عليه‌السلام أنه قال في نفسه من منع تسميته مثل ذلك وابو الحسن الرضا عليه‌السلام يقول :

__________________

(١) ويقفوا ـ خ ل ـ

(٢) مغمور ـ خ ل ـ

(٣) باسمي ـ خ ل ـ

لو علمت ما يريد القوم مني لأهلكت نفسي عندي بما (١) لا يوثق ديني بلعب الحمام والديكة واشباه ذلك ، فكيف يجوز في زماننا هذا مع شدة الطلب وجور السلطان وقلة رعايته لحقوق امثالهم مع ما لقي عليه‌السلام من صالح بن وصيف (٢) وحبسه وتسميته من لم يظهر خبره ولا اسمه وخفيت ولادته ، وقد رويت اخبار كثيرة أن القائم تخفى على الناس ولادته ويخمل ذكره ولا يعرف إلا أنه لا يقوم حتى يظهر ويعرف أنه إمام ابن إمام ووصي ابن وصي يوتم به قبل أن يقوم ومع ذلك فانه لا بد من أن يعلم أمره ثقاته وثقات ابيه وإن قلوا ولا ينقطع من عقب الحسن بن علي عليه‌السلام ما اتصلت امور الله عزوجل ولا ترجع إلى الأخوة ولا يجوز ذلك وأن الاشارة والوصية لا تصحان (٣) من الامام ولا من غيره إلا بشهود أقل ذلك شاهدان فما فوقهما ،

__________________

(١) مما ـ خ ل ـ

(٢) صالح بن وصيف من اكبر قواد الأتراك في زمن المستعين والمعتز والمهتدي العباسيين : روى الشيخ المفيد في ارشاده عن ابي القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن موسى بن جعفر قال دخل العباسيون على صالح بن وصيف عند ما حبس ابو محمد عليه‌السلام فقالوا له ضيق عليه ولا توسع فقال لهم صالح ما اصنع به وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم ثم أمر باحضار الموكلين فقال لهما ويحكما ما شأنكما في امر هذا الرجل فقالا ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة فاذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا تملكه من انفسنا فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خائبين

(٣) لا تصلحان ـ خ ل ـ

فهذا سبيل الامامة والمنهاج الواضح اللاحب الذي لم تزل الشيعة الامامية الصحيحة التشيع عليه

وقالت الفرقة الثالثة عشرة مثل مقالة الفطحية الفقهاء منهم واهل الورع والعبادة مثل «عبد الله بن بكير بن اعين» ونظرائه فزعموا أن «الحسن بن علي» توفي وأنه كان الامام بعد ابيه وأن «جعفر بن علي» الامام بعده كما كان موسى بن جعفر إماما بعد عبد الله بن جعفر للخبر الذي روي أن الامامة في الأكبر من ولد الامام إذا مضى وأن الخبر الذي روي عن الصادق عليه‌السلام أن الامامة لا تكون في اخوين بعد الحسن والحسين عليهما‌السلام صحيح لا يجوز غيره وإنما ذلك إذا كان للماضي خلف من صلبه فانها لا تخرج منه إلى أخيه بل تثبت في خلفه وإذا توفي ولا خلف له رجعت إلى اخيه ضرورة لأن هذا معنى الحديث عندهم ، وكذلك قالوا في الحديث الذي روي أن الامام لا يغسله إلا إمام وإن هذا عندهم صحيح لا يجوز غيره وأقروا أن جعفر بن محمد عليه‌السلام غسله موسى وادعوا أن «عبد الله» أمره بذلك لأنه كان الامام من بعده وإن جاز أن ما يغسله موسى لأنه إمام صامت في حضرة عبد الله ، فهؤلاء «الفطحية الخلص» الذين يجيزون الامامة في أخوين إذا لم يكن الأكبر منهما خلف ولدا والامام عندهم «جعفر بن علي» على هذا التأويل ضرورة وعلى هذه الأخبار والمعاني التي وصفناها ...

«تم الكتاب بعون الله»

(فهرس الكتاب)

صفحة مقدمة الكتاب........................................................... ب

أول اختلاف وقع في الأمة والامامة................................................. ٢

إختلاف الناس بعد قتل عثمان ـ المعتزلة............................................. ٥

المارقون ـ الحرورية................................................................. ٦

إختلاف الناس بعد قتل علي أمير المؤمنين عليه‌السلام...................................... ٦

المرجئة ـ الجهمية ـ الغيلانية......................................................... ٦

الماصرية ـ الشكاك ـ قول أصحاب الرأي............................................. ٧

قول طائفة من المعتزلة وجماعة من أهل الحديث....................................... ٨

إختلاف الناس في الفاضل والمفضول والوصية والامامة واهلها ووجوبها.................... ٨

النجدية من الخوارج............................................................. ١٠

اختلاف الناس فى حرب علي عليه‌السلام ومحاربيه........................................ ١٣

الحشوية....................................................................... ١٥

إختلاف الناس في تحكيم الحكمين ـ الخوارج........................................ ١٥

قول جامع في فرق الأمة......................................................... ١٧

الشيعة العلوية.................................................................. ١٧

البترية......................................................................... ٢٠

الجارودية ـ الزيدية............................................................... ٢١

إختلاف الشيعة العلوية بعد قتل أمير المؤمنين علي عليه‌السلام............................. ٢٢

السبأية........................................................................ ٢٢

الكيسانية..................................................................... ٢٣

القائلون بامامة الحسن بن علي عليه‌السلام ـ تواريخه....................................... ٢٤

القائلون بامامة أخيه الحسين عليه‌السلام ـ تواريخه......................................... ٢٥

افتراق الفرق بعد قتل الحسين (ع) بكربلاء......................................... ٢٦

القائلون بامامة محمد بن الحنفية................................................... ٢٦

المختارية ـ الكربية............................................................... ٢٧

القائلون بحياة محمد بن الحنفية ـ السيد الحميري..................................... ٢٩

الهاشمية........................................................................ ٣١

افتراق الهاشمية بعد موت أبي هاشم................................................ ٣٢

القائلون بامامة عبد الله بن معاوية ـ الحارثية......................................... ٣٢

القائلون بامامة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ـ الروندية.......... ٣٣

البيانية........................................................................ ٣٤

افتراق الفرق بعد قتل عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب............ ٣٤

الخرمدينية ـ الغالية ـ القائلة بالتناسخ............................................... ٣٦

المنصورية...................................................................... ٣٨

القول بالتناسخ والرجعة.......................................................... ٣٩

الخطابية....................................................................... ٤٢

النريعية........................................................................ ٤٣

أصحاب السري................................................................ ٤٣

المعمرية........................................................................ ٤٤

قول جامع في أهل الغلو......................................................... ٤٦

المزدكية ـ الزنديقية ـ الدهرية....................................................... ٤٦

فرق الروندية ـ الأبامسلمية....................................................... ٤٦

الخرمية ـ الرزامية ـ الهريرية ـ العباسية................................................. ٤٧

افتراق الشيعة بعد قتل الحسين عليه‌السلام.............................................. ٥٣

القول بامامة علي بن الحسين عليه‌السلام ـ تواريخه........................................ ٥٣

الواقفة على الحسين بن علي عليه‌السلام ـ السرحوبية...................................... ٥٤

إختلاف الواقفة فى علم الامام.................................................... ٥٥

الضعفاء من الزيدية ـ العجلية..................................................... ٥٧

الأقوياء من الزيدية ـ الحسينية..................................................... ٥٨

المغيرية ـ القائلون بامامة محمد بن علي بن الحسين الباقر (ع)......................... ٥٩

الشاكون في أمره............................................................... ٦٠

تواريخ محمد بن علي عليه‌السلام ـ إختلاف الشيعة بعد موته............................... ٦١

القائلون بامامة محمد بن عبد الله الخارج بالمدينة ـ المغيرية.............................. ٦٢

الرافضة....................................................................... ٦٣

القائلون بامامة ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام............................ ٦٣

الراجعون عن إمامته............................................................. ٦٤

القول في البداء والتقية........................................................... ٦٤

تواريخ ابي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام........................................... ٦٦

إختلاف الشيعة بعد موته ـ الناووسية.............................................. ٦٧

الاسماعيلية..................................................................... ٦٨

القائلون بامامة محمد بن إسماعيل بن جعفر......................................... ٦٨

المباركية ـ الخطابية وقتالهم عيسى بن موسى......................................... ٦٩

الغالية في جعفر بن محمد........................................................ ٧١

القرامطة....................................................................... ٧٢

البيهسية والأزارقة من الخوارج..................................................... ٧٥

القائلون بامامة محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين.......................... ٧٦

السمطية ـ او الشمطية.......................................................... ٧٧

القائلون بامامة عبد الله بن جعفر الأفطح.......................................... ٧٧

الفطحية....................................................................... ٧٨

القائلون بامامة موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام...................................... ٧٨

افتراق الشيعة بعد وفاة موسى بن جعفر (ع) ـ القطعية............................... ٧٩

المنكرون لموت موسى بن جعفر عليه‌السلام.............................................. ٨٠

القائلون باختفائه............................................................... ٨٠

القائلون برجعته................................................................. ٨٠

الواقفة ـ الممطورة................................................................ ٨١

البشرية........................................................................ ٨٣

المفوضة....................................................................... ٨٤

تواريخ موسى بن جعفر عليه‌السلام..................................................... ٨٤

القائلون بامامة محمد بن علي بن موسى بن جعفر................................... ٨٥

القائلون بامامة احمد بن موسى بن جعفر........................................... ٨٥

المؤلفة ـ المحدثة.................................................................. ٨٦

فرق من الزيدية دخلوا في إمامة علي بن موسى الرضا عليه‌السلام........................... ٨٦

تواريخ علي بن موسى الرضا عليه‌السلام................................................. ٨٦

سبب افتراق الفرقتين اللتين أنكرتا إمامة محمد بن علي بن موسى الجواد (ع)........... ٨٧

الاختلاف الواقع في كيفية علم محمد بن علي (ع) على حداثة سنه................... ٨٨

تواريخ محمد بن علي بن موسى عليه‌السلام.............................................. ٩١

القائلون بامامة محمد بن علي بن موسى الهادي عليه‌السلام................................ ٩١

تواريخه........................................................................ ٩٢

النميرية........................................................................ ٩٤

القائلون بامامة محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسى عليه‌السلام....................... ٩٤

القائلون بامامة الحسن العسكري عليه‌السلام............................................. ٩٥

تواريخ الحسن بن علي عليه‌السلام...................................................... ٩٥

افتراق أصحاب الحسن بعد وفاته على اربع عشرة فرقة (١)............................ ٩٦

الفرقة الأولى................................................................... ٩٦

الفرقة الثانية................................................................... ٩٧

الفرقة الثالثة................................................................... ٩٨

__________________

(١) انظر هامش ص ٩٦ س ١٧.

الفرقة الرابعة.................................................................. ١٠٠

الفرقة الخامسة................................................................ ١٠٠

الفرقة السادسة............................................................... ١٠٢

الفرقة السابعة................................................................ ١٠٣

الفرقة الثامنة................................................................. ١٠٣

الفرقة التاسعة................................................................ ١٠٥

الفرقة العاشرة................................................................. ١٠٦

النفيسية..................................................................... ١٠٨

الفرقة الحادية عشرة........................................................... ١٠٨

الفرقة الثانية عشرة ـ الامامية.................................................... ١٠٨

الفرقة الثالثة عشرة............................................................ ١١٢

تنبيه........................................................................ ١١٣

(فهرس أسماء الرجال والنساء)

أ

صحيفة آدم ابو البشر........................................................... ٧٤

آمنة بنت وهب أم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله..................................................... ٢

أبان بن تغلب (توفي سنة ١٤١)................................................. ٧٩

إبراهيم النبي............................................................. ١٨ و ٧٣

إبراهيم بن سيار النظام المعتزلي....................................... ١١ و ١٣ و ١٦

إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع).................. ٦٢

إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الملقب بالامام... ٤٨ و ٤٩

أحمد بن أبي الحسين محمد بن محمد بن بشر بن زيد................................. ٩٤

أحمد بن محمد بن نصير النميري.................................................. ٩٤

أحمد بن موسى بن جعفر.................................................. ٨٥ و ٨٧

أحمد بن موسى بن الحسن بن الفرات.............................................. ٩٤

الأحنف بن قيس بن معاوية التميمي (اسمه الضحاك وكنيته ابو بحر توفي سنة ٦٧)........ ٥

أخت الفارس بن حاتم بن ماهويه القزويني.......................................... ٩٩

أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي..................................................... ٥

إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)...... ٧٦ و ٨٥

إسماعيل بن جعفر بن محمد............................ ٦٤ و ٦٧ و ٧٣ و ٩٤ و ١٠٩

ب

بزيع بن موسى الحائك.................................................... ٤٣ و ٤٤

بشر بن غياث المريسي.......................................................... ١٤

بشر بن المعتمر المعتزلي.................................................... ١٤ و ١٦

أبو بكر الخليفة...................... ٣ و ٤ و ٨ و ٩ و ١١ و ٢٠ و ٢٢ و ٤٨ و ٥٧

بكر بن أخت عبد الواحد بن زيد................................................. ١٤

أبو بكر (بن عبد الرحمن بن كيسان) الأصم المعتزلي................................. ١٥

بيان بن سمعان التميمي النهدي............................................ ٢٨ و ٣٤

ت

ابن التمار (علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم بن يحي التمار) انظر فهرست ابن النديم وفهرست الطوسي.  ٩

ج

جابر بن عبد الله الأنصاري...................................................... ٣٥

جابر بن يزيد الجعفي............................................................ ٣٥

أبو الجارود (زياد بن المنذر الأعمى سرحوب)................................. ٥٥ و ٥٨

الجراح بن سنان................................................................. ٢٤

جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر (ع) ٩٥ و ٩٨ و ١٠٧ و ١٠٨ و ١١٢

جعفر بن محمد الصادق (ابو عبد الله (ع) ٣٠ و ٤٢ و ٤٣ و ٤٤ و ٤٥ و ٥٦ و ٦٣ و ٧٣ و ٧٦ و ٧٧ و ٨٠ و ١٠٠ و ١٠٥ و ١٠٩ و ١١٠ و ١١٢

جميل بن دراج «مات في أيام الامام الرضا (ع)..................................... ٧٩

ابو جندل سهيل بن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري............................ ١٦

جهانشاه بنت يزدجرد........................................................... ٥٣

جهم بن صفوان (قتل سنة ١٢٨. انظر ترجمته في تاريخ ابن كثير في حوادث سنة ١٢٨). ٦ و ٩

ح

أم حبيب بنت عمر بن علي..................................................... ٦٨

حديث........................................................................ ٩٦

الحسن بن صالح بن حي.............................................. ٩ و ١٣ و ٥٧

الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن الحنفية.............................. ٣١

الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام. ٢١ و ٢٤ و ٢٥ و ٢٦ و ٣٨ و ٥٣ و ٥٤ و ٥٩ و ٦٨ و ٧٢ و ٧٣ و ١٠٠ و ١٠٨ و ١١٢

الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن محمد (ابو محمد ، العسكري ، عليه‌السلام) ٩٤ و ٩٥ و ١٠٣ و ١٠٤ و ١٠٥ و ١٠٧ و ١٠٨ و ١١١

الحسن بن علي بن محمد بن الحنفية............................................... ٣١

الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام. ٢١ و ٢٣ و ٢٤ و ٢٥ و ٢٦ و ٢٧ و ٣٨ و ٥٣ و ٥٤ و ٥٨ و ٥٩ و ٦٨ و ٧٢ و ٧٣ و ١٠٠ و ١٠٧ و ١٠٨ و ١١٢

الحسين بن ابي منصور........................................................... ٣٩

الحكم بن عتيبة الكوفي.................................................... ١٣ و ٥٧

حمزة بن عمارة البربري..................................................... ٢٧ و ٢٨

حميد بن قحطبة الطائي (توفي سنة ١٥٩ ، انظر ترجمته في تأريخ ابن الأثير في حوادث سنة ١٤٢ ـ ١٥٩).   ٨٧

حميدة................................................................... ٧٦ و ٨٥

ابو حنيفة........................................................... ٧ و ١٠ و ١٤

خ

خالد بن عبد الله القسري (قتل سنة ١٢٦ انظر ترجمته في تأريخ ابن عساكر ج ٥ ص ٦٧ ـ ٨٠).  ٢٨ و ٣٩ و ٦٣

ابو خالد الواسطى (عمرو بن خالد القرشي الكوفى)........................... ٥٤ و ٥٨

خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي الصحابي (توفي سنة ٢١).......................... ٤

خديجة بنت خويلد............................................................. ٢٥

ابو الخطاب محمد بن ابي زينب مقلاص الأجدع الأسدي الكوفي................ ٤٢ و ٦٩

خولة بنت جعفر بن قيس................................................. ٢٧ و ٣٠

الخيزران ، أم محمد بن علي بن موسى بن جعفر (ع)................................ ٩١

الخيزران ، أم الهادي والرشيد...................................................... ٥١

د

درة........................................................................... ٩١

ذ

ابو ذر جندب بن جنادة الغفاري الصحابي (أحد الأركان الأربعة)..................... ١٨

ذو الثدية (حرقوص بن زهير السعدي من رءوس الخوارج قتله علي (ع) في وقعة النهروان سنة ٣٧)   ٦

رجاء ابن أبي الضحاك........................................................... ٨٧

رزام........................................................................... ٤٧

ابو رياح....................................................................... ٣٣

ريطة بنت عبيد الله............................................................. ٤٩

ريطة بنت أبي هاشم............................................................ ٥٨

ز

الزبير بن العوام (قتله ابن جرموز غيلة يوم الجمل سنة ٣٦) ٥ و ٦ و ١٢ و ١٤ و ١٥ و ٥٧

زرعة بن سبأ................................................................... ٥١

زرعة بنت مشرح............................................................... ٤٩

زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام (توفي سنة ١٢٠)........................ ٢١

زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) الشهيد (قتل سنة ١٢١ او سنة ١٢٢) ٢١ و ٥٥ و ٥٦ و ٥٨

س

سالم بن أبي حفصة....................................................... ١٣ و ٥٧

سالم بن مكرم الجمال (ابو سلمة)................................................. ٦٩

السري (بن منصور من الأمراء العصاميين قتله الحسن بن سهل سنة ٢٠٠)............. ٤٣

سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة ، ابو ثابت الخزرجي الصحابي (توفي سنة ١٥)..... ٣ و ٤

سعد بن مالك (سعد بن ابي وقاص بن وهيب بن عبد مناف القرشي الصحابي توفي سنة ٥٥٠)     ٥

سعد بن مسعود الثقفي (الصحيح سعيد بن مسعود وهو من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام). ٢٤

سعد بن معاذ الصحابي (توفي سنة ٥)............................................. ١٦

سفيان بن سعيد الثوري (توفي سنة ١٦١)........................................... ٧

سلافة........................................................................ ٥٣

سلامة........................................................................ ٤٩

سلمان الفارسي الصحابي (أحد الأركان الأربعة).............................. ١٨ و ٤٣

سلمة بن كهيل........................................................... ١٣ و ٥٧

أم سلمة (زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اسمها هند بنت سهيل المخزومية توفيت سنة ٦٢)........ ١٠٧

سليمان بن جرير الرقي............................................... ٩ و ٦٤ و ٦٦

سليمان بن داود (النبي)......................................................... ٩٠

سمانة.......................................................................... ٩٣

سميع بن محمد بن بشير.................................................... ٨٣ و ٨٤

السندي بن شاهك....................................................... ٧٩ و ٨٥

سوسن........................................................................ ٩٣

السيد الحميري إسماعيل بن محمد بن زيد (ابو هاشم)................................ ٢٩

ش

شريك بن عبد الله (توفي سنة ١٧٧)............................................... ٧

ابو شمر المرجئ (انظر مقالات الاسلاميين ص ١٣٤)................................. ٩

شهد.......................................................................... ٨٧

ص

صافية......................................................................... ٦١

صالح بن مدرك................................................................. ٣٢

صالح بن وصيف.............................................................. ١١١

صائد النهدي.................................................................. ٢٨

ض

ضرار بن عمرو..................................................... ١٠ و ١٢ و ١٥

ط

ابو طالب (عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، توفي قبل الهجرة بثلاث سنين).......................... ٤٥

طلحة بن عبد الله (او عبيد الله بن عثمان التميمي القرشي الصحابي قتل يوم الجمل سنة ٣٦).      ٥ و ٦ و ١٢ و ١٤ و ١٥ و ٥٧

ع

عائشة بنت ابي بكر (زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، توفيت سنة ٥٨)........................ ٥ و ٦

العباس بن عبد المطلب (عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، توفي سنة ٣٢)... ٣٦ و ٤٧ و ٤٨ و ٥١ و ٨١

ابو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن العباس ، السفاح (توفي بالجدري شابا بسنة ١٣٦) ٤٨ و ٤٩ و ٥٠

عبد الرحمن بن ملجم المرادي (الحميري ، قتل سنة ٤٠)............................. ٢٠

عبد الله بن بكير بن اعين (بن سنسن ابو على الشيباني ، من أصحاب ابي عبد الله الصادق عليه‌السلام)  ٧٩ و ١١٢

عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الأفطح. ٦٨ و ٧٨ و ٧٩ و ٩٩ و ١٠٤ و ١١٢

عبد الله بن الحارث....................................................... ٣٢ و ٣٤

عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب (ع) المحض............ ٥٦

أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب (ع)................................. ٦١

عبد الله الروندي............................................................... ٥٢

عبد الله بن سبأ.......................................................... ٢٢ و ٢٣

عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (توفي سنة ٦٨)................................. ٤٩

عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.............................. ٤٩

عبد الله بن عمر بن الخطاب (توفي سنة ٧٣).......................................................... . ٥

عبد الله بن فطيح............................................................... ٧٨

عبد الله بن محمد ابن الحنفية (ابو هاشم)........... ٣٠ و ٣١ و ٣٢ و ٣٣ و ٤٨ و ٥٢

عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب...... ٣٢ و ٣٣ و ٣٤ و ٣٥ و ٣٩

عبد الله بن المقفع الزنديق (من أئمة الكتاب اتهم بالزندقة فقتله امير البصرة سفيان ابن معاوية المهلبي سنة ١٤٢)        ٥٠

عبد الله بن ابي يعفور (الكوفي مولى عبد القيس ، مات في أيام ابي عبد الله الصادق عليه‌السلام). ٧٨

عبد المطلب (جد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله).................................................... ٤٥

عبيد بن زرارة بن اعين الشيباني (من أصحاب ابي عبد الله الصادق (ع)............... ٧٩

عبيد الله بن زياد (ابن مرجانة قتله إبراهيم بن مالك الأشتر في خلافة المختار بن ابي عبيدة الثقفي سنة ٦٧).  ٢٥

ابو عبيدة الجراح (عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال الفهري القرشي ، توفي سنة ١٨)... ٣

أم عثمان بنت ابي جدير........................................................ ٣١

عثمان بن عفان (الخليفة المقتول سنة ٣٥)......... ٤ و ٥ و ٩ و ١٤ و ٢٢ و ٤٨ و ٥٧

عسفان....................................................................... ٩٦

علي بن إسماعيل الميثمي (ابن التمار)......................................... ٩ و ٨١

علي بن الحسن بن علي بن محمد ابن الحنفية....................................... ٣١

علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام. ٣٨ و ٥٣ و ٥٩ و ٦١ و ٦٣ و ٦٩ و ٧٢ و ٧٣ و ١٠٧

علي بن الطاحى الخزاز.......................................................... ٩٩

علي بن ابي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام ٢ و ٤ و ٥ و ٦ و ٩ و ١٢ و ١٣ و ١٤ و ١٥ و ١٦ و ١٧ و ١٨ و ٢٠ و ٢١ و ٢٢ و ٢٣ و ٢٦ و ٣٥ و ٣٨ و ٤٥ و ٤٦ و ٤٨ و ٥٣ و ٥٧ و ٥٩ و ٧٢ و ٧٣ و ٩٨ و ١٠٨

علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ويلقب بالسجاد (توفي سنة ١١٨)... ٣٣ و ٤٩

علي بن محمد ابن الحنفية........................................................ ٣١

علي بن محمد بن علي بن موسى عليه‌السلام (ابو الحسن النقي)... ٩١ و ٩٢ و ٩٣ و ٩٤ و ٩٥

علي بن موسى عليه‌السلام (ابو الحسن الرضا) ٧٩ و ٨٠ و ٨١ و ٨٢ و ٨٣ و ٨٥ و ٨٦ و ٨٧ و ٨٨ و ٩٧ و ١٠٣ و ١٠٤ و ١١٠

علية بنت عون................................................................. ٣١

عمار بن موسى الساباطي (ابو اليقظان ، من أصحاب الصادق والكاظم [ع])......... ٧٩

عمار بن ياسر (احد الأركان الأربعة).............................................. ١٨

عمر الخناق.................................................................... ٣٩

عمر بن الخطاب (بن نفيل القرشي العدوي ابو حفص الخليفة الثاني قتل سنة ٢٣) ٣ و ٩ و ١٣ و ٢٠ و ٢٢ و ٤٨ و ٥٧

عمر بن رياح (من أصحاب الامام محمد بن علي الباقر عليه‌السلام).......................... ٦

عمر بن سعد بن أبي وقاص (الزهري المدني قتله المختار بن ابي عبيدة الثقفي سنة ٦٦)... ٢٥

عمر بن ابي عفيف الأزدي....................................................... ٣٤

عمر بن قيس الماصر (ابو الصباح الكوفي مولى ثقيف توفي سنة ١٠٠).................. ٧

عمر بن يزيد بياع السابري (مولى ثقيف كوفي من اصحاب الصادق (ع)............... ٧٨

ابو عمرة...................................................................... ٢٣

عمرو بن عبيد (ابو عثمان شيخ المعتزلة)........................................... ١٢

أم عون بنت عون بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب..................... ٣٢

عيسى بن جعفر بن أبي جعفر المنصور............................................. ٨٤

عيسى بن زيد بن علي بن الحسين (ع) الملقب بمؤتم الأشبال والمعروف بالسقاء مات بالكوفة مختفيا سنة ١٦٦ وعمره ست واربعون سنة)......................................................................... ٥٩

ابو عيسى بن المتوكل............................................................ ٩٦

عيسى بن مريم (النبي)........................ ٧٣ و ٧٤ و ٨٠ و ٩٠ و ١٠٥ و ١٠٦

عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (توفي سنة ١٦٧). ٤٩ و ٥٠ و ٦٩ و ٧٠

غ

غيلان بن مروان الدمشقي (قتله هشام بن عبد الملك فأمر بقطع يديه ورجليه سنة ١٢٥ ، انظر اخباره في تأريخ الطبري في حوادث سنة ١٢٥)..................................................................... ٦ و ٩

ف

فاطمة أم إبراهيم بن محمد....................................................... ٤٩

فاطمة بنت اسد بن هاشم (أم علي بن أبي طالب عليه‌السلام توفيت بالمدينة بعد الهجرة)..... ٢٠

فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام.................................... ٦٨

فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (توفيت سنة ١١)................. ١٩ و ٢٥ و ٣٥

الفضل بن عيسى بن ابان الرقاشي ابو عيسى البصري الواعظ (توفي بعد سنة ١٠٠)...... ٩

فضيل (او فضل) بن الزبير الرسان.......................................... ٥٠ و ٥٨

ق

قرمطويه (انظر الهامش ص ٧٢).................................................. ٧٢

ك

كثير (بن إسماعيل او ابن نافع) النواء (بتشديد الواو) الأبتر ابو اسماعيل التميمي الكوفي (توفي بعد سنة ١٠٠) ١٣ و ٥٧

ابن كرب (الضرير)............................................................. ٢٧

كيسان................................................................. ٢٣ و ٢٧

ل

لبابة بنت الحارث بن حزن....................................................... ٤٩

ابن اللبان...................................................................... ٤٤

لبانة بنت أبي هاشم عبد الله..................................................... ٣١

ابن أبي ليلى (محمد بن عبد الرحمن الكوفي القاضي من أصحاب الرأي توفي سنة ١٤٨)... ٧

م

مالك بن انس بن مالك الأصبحي (ابو عبد الله إمام المالكية صاحب الموطأ توفي سنة ١٧٩).       ٧

المأمون الخليفة (عبد الله بن هارون الرشيد العباسي ابو العباس توفي سنة ٢١٨) ٨٥ و ٨٦ و ٨٧

المبارك (مولى اسماعيل بن جعفر ، انظر مقالات الاسلاميين ص ٢٧).................. ٦٩

المتوكل الخليفة (جعفر بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد قتل سنة ٢٤٧)............. ٩٢

محمد بن ادريس الشافعي (بن العباس بن عثمان بن شافع ، ابو عبد الله إمام الشافعية توفي سنة ٢٠٤)        ٧

محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق (ع)........... ٦٨ و ٦٩ و ٧١ و ٧٢ و ٧٣ و ٧٤

محمد بن بشير ،................................................................ ٨٣

محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام.........................

٧٦ و ٨٥ و ١٠٩

محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام (القائم الحجة).............................................................. ١٠٢ و ١٠٣

محمد ابن الحنفية (ابو القاسم)............... ٢٣ و ٢٦ و ٢٧ و ٢٩ و ٣٠ و ٤٨ و ٦٨

محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع)........ ٥٩ و ٦٢ و ٦٣

محمد بن علي بن الحسين ، الباقر (ابو جعفر) عليه‌السلام ٢٨ و ٣٤ و ٣٨ و ٥٥ و ٥٦ و ٥٩ و ٦٠ و ٦١ و ٦٢ و ٦٣ و ٧٢ و ٧٣

محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.................... ٣١ و ٣٣ و ٤٨

محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن ابن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام «ابو جعفر»........................................ ٩٤ و ٩٥ و ١٠٠ و ١٠١ و ١٠٦ و ١٠٧

محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام (الجواد التقي). ٨٥ و ٨٨ و ٨٩ و ٩١ و ١٠٠ و ١٠٤

محمد بن قيس (الأنصاري)........................................................ ٦

محمد بن مسلمة (بن سلمة بن خالد الأوسي الأنصاري الحارثي) ، ابو عبد الرحمن صحابي (توفي سنة ٤٦).  ٥

محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات............................................. ٩٤

محمد بن نصير النميري.......................................................... ٩٣

محمد بن (علي بن) النعمان بن ابي طرفة (ابو جعفر الأحول مؤمن الطاق) الكوفي الصيرفي مولى بجيلة يروي عن السجاد والباقر والصادق عليهم‌السلام................................................................ ٧٨

المختار بن ابي عبيد بن مسعود الثقفي الكوفي ، ابو اسحاق.................... ٢٣ و ٢٧

مريم (ابنة عمران) أم عيسى (النبي)............................................... ٧٥

ابو مسلم الخراساني ، عبد الرحمن بن مسلم (قتله المنصور سنة ١٣٧) ٣٣ و ٣٤ و ٤٧ و ٤٨ و ٤٩ و ٥٠ و ٥٢

مسيلمة المتنبّئ (قتل في واقعة اليمامة سنة ١١ اشترك في قتله وحشي وابو دجانة الأنصاري). ٤

معاوية بن أبي سفيان الأموي (امير الشام ، توفي سنة ٦٠). ٥ و ٦ و ٢٤ و ٢٥ و ٢٦ و ٤٢ و ٥٨

معمر (بن عباد السلمي ، ابو عمر المعتزلي)........................................ ١٥

معمر (بن خيثم) «لعنه ابو عبد الله الصادق (ع) مع جماعة انظر هامش ص ٤٣» ٤٤ و ٤٥ و ٤٦

المغيرة بن سعيد العجلي....................................... ٤١ و ٥٩ و ٦٢ و ٦٣

المغيرة بن شعبة (بن ابي عامر بن مسعود الثقفي ، ابو عبد الله ، توفي سنة ٥٠)........... ٣

المقداد بن الأسود الكندي (احد الأركان الأربعة)................................... ١٨

ابو المقدام ثابت (بن هرمز العجلي الكوفي الحداد توفي بعد سنة ١٠٠).......... ١٣ و ٥٧

منصور بن ابي الأسود (الليثي الكوفي الخياط)...................................... ٥٨

المنصور الدوانيقي ابو جعفر الخليفة العباسي ، عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، (توفي سنة ١٥٨).   ٤٨ و ٤٩ و ٥٠ و ٥٢ و ٥٣ و ٦٢ و ٧٠

ابو منصور العجلي.............................................................. ٣٨

المهدي الخليفة العباسي ، محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، ابو عبد الله (توفي سنة ١٦٩).   ٣٩ و ٤٨ و ٥٠ و ٥١

موسى (النبي)............................................... ١٩ و ٢٢ و ٤٣ و ٧٣

ابو موسى الأشعري ، عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب من بني الأشعر من قحطان (توفي سنة ٤٤).     ١٦

موسى بن جعفر بن محمد [الكاظم] عليه‌السلام. ٦٨ و ٧٤ و ٧٦ و ٧٨ و ٧٩ و ٨٢ و ٨٣ و ٨٤ و ٨٦ و ٨٧ و ٩١ و ٩٧ و ٩٨ و ٩٩ و ١١٠ و ١١٢

موسى (المبرقع) بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر......................... ٩١ و ٩٢

أم موسى بنت منصور........................................................... ٥١

موسى الهادي ابن محمد المهدي ، الخليفة العباسي «قتل خنقا سنة ١٧٠»............. ٥١

ن

الناووس....................................................................... ٦٧

نتيلة بنت جناب............................................................... ٤٩

نجية (نجمة) أم علي بن موسى بن جعفر عليه‌السلام...................................... ٨٧

نفيس............................................................... ١٠٧ و ١٠٨

نوح (النبي)........................................................ ٢٩ و ٣٩ و ٧٣

ه

هارون (النبي).................................................................. ١٩

هارون (الرشيد) بن محمد المهدي ابن المنصور العباسي (توفي سنة ١٩٣)..................

٥١ و ٧٩ و ٨٤

هارون بن سعيد (ابو سعد) العجلي الكوفي الأعور.................................. ٥٧

ابو الهذيل العلاف المعتزلي ، محمد بن الهذيل........................................ ١٥

ابو هريرة الروندي............................................................... ٤٧

هشام بن الحكم ، ابو محمد مولى كندة ، (توفي بالكوفة سنة ١٩٩)................... ٧٩

هشام بن سالم الجواليقي الجعفي العلاف مولى بشر بن مروان ، ابو محمد او ابو الحكم من سبي الجوزجان ومن أصحاب جعفر الصادق وموسى الكاظم (ع)............................................................ ٧٨

هند بنت ابي عبيدة............................................................. ٥٩

و

واصل بن عطاء ابو حذيفة (رأس المعتزلة).......................................... ١٢

ي

يحي بن خالد البرمكي ، ابو الفضل وزير الرشيد (مات في السجن سنة ١٩٠).......... ٧٩

يحي بن زكريا................................................................... ٩٠

يحي بن زيد بن علي ، (المقتول بجوزجان سنة ١٢٥)................................ ٥٨

يحي بن ابي سميط (او شميط)..................................................... ٧٧

يحيى بن هرثمة بن اعين (من قواد المعتصم والمتوكل).................................. ٩٢

يزدجرد بن شهريار بن كسرى ابرويز بن هرمز....................................... ٩٣

يزيد بن معاوية بن ابي سفيان الأموي (توفي سنة ٦٤)................... ٢٥ و ٢٦ و ٥٨

ابو يوسف ، يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي صاحب ابي حنيفة «توفي سنة ١٨٢». ١٤

يوسف بن يعقوب (النبي)........................................................ ٩٠

يوشع بن نون.................................................................. ٢٢

يونس بن عبد الرحمن القمي. ابو محمد مولى علي بن يقطين (توفي سنة ٢٠٨).......... ٨١

فرق الشّيعة

المؤلف: الحسن بن موسى النوبختي
الصفحات: 135
  • صفحة مقدمة الكتاب ب
  • أول اختلاف وقع في الأمة والامامة 2
  • إختلاف الناس بعد قتل عثمان ـ المعتزلة 5
  • المارقون ـ الحرورية 6
  • إختلاف الناس بعد قتل علي أمير المؤمنين عليه‌السلام 6
  • المرجئة ـ الجهمية ـ الغيلانية 6
  • الماصرية ـ الشكاك ـ قول أصحاب الرأي 7
  • قول طائفة من المعتزلة وجماعة من أهل الحديث 8
  • إختلاف الناس في الفاضل والمفضول والوصية والامامة واهلها ووجوبها 8
  • النجدية من الخوارج 10
  • اختلاف الناس فى حرب علي عليه‌السلام ومحاربيه 13
  • الحشوية 15
  • إختلاف الناس في تحكيم الحكمين ـ الخوارج 15
  • قول جامع في فرق الأمة 17
  • الشيعة العلوية 17
  • البترية 20
  • الجارودية ـ الزيدية 21
  • إختلاف الشيعة العلوية بعد قتل أمير المؤمنين علي عليه‌السلام 22
  • السبأية 22
  • الكيسانية 23
  • القائلون بامامة الحسن بن علي عليه‌السلام ـ تواريخه 24
  • القائلون بامامة أخيه الحسين عليه‌السلام ـ تواريخه 25
  • افتراق الفرق بعد قتل الحسين (ع) بكربلاء 26
  • القائلون بامامة محمد بن الحنفية 26
  • المختارية ـ الكربية 27
  • القائلون بحياة محمد بن الحنفية ـ السيد الحميري 29
  • الهاشمية 31
  • افتراق الهاشمية بعد موت أبي هاشم 32
  • القائلون بامامة عبد الله بن معاوية ـ الحارثية 32
  • القائلون بامامة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ـ الروندية 33
  • البيانية 34
  • افتراق الفرق بعد قتل عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب 34
  • الخرمدينية ـ الغالية ـ القائلة بالتناسخ 36
  • المنصورية 38
  • القول بالتناسخ والرجعة 39
  • الخطابية 42
  • النريعية 43
  • أصحاب السري 43
  • المعمرية 44
  • قول جامع في أهل الغلو 46
  • المزدكية ـ الزنديقية ـ الدهرية 46
  • فرق الروندية ـ الأبامسلمية 46
  • الخرمية ـ الرزامية ـ الهريرية ـ العباسية 47
  • افتراق الشيعة بعد قتل الحسين عليه‌السلام 53
  • القول بامامة علي بن الحسين عليه‌السلام ـ تواريخه 53
  • الواقفة على الحسين بن علي عليه‌السلام ـ السرحوبية 54
  • إختلاف الواقفة فى علم الامام 55
  • الضعفاء من الزيدية ـ العجلية 57
  • الأقوياء من الزيدية ـ الحسينية 58
  • المغيرية ـ القائلون بامامة محمد بن علي بن الحسين الباقر (ع) 59
  • الشاكون في أمره 60
  • تواريخ محمد بن علي عليه‌السلام ـ إختلاف الشيعة بعد موته 61
  • القائلون بامامة محمد بن عبد الله الخارج بالمدينة ـ المغيرية 62
  • الرافضة 63
  • القائلون بامامة ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام 63
  • الراجعون عن إمامته 64
  • القول في البداء والتقية 64
  • تواريخ ابي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام 66
  • إختلاف الشيعة بعد موته ـ الناووسية 67
  • الاسماعيلية 68
  • القائلون بامامة محمد بن إسماعيل بن جعفر 68
  • المباركية ـ الخطابية وقتالهم عيسى بن موسى 69
  • الغالية في جعفر بن محمد 71
  • القرامطة 72
  • البيهسية والأزارقة من الخوارج 75
  • القائلون بامامة محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين 76
  • السمطية ـ او الشمطية 77
  • القائلون بامامة عبد الله بن جعفر الأفطح 77
  • الفطحية 78
  • القائلون بامامة موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام 78
  • افتراق الشيعة بعد وفاة موسى بن جعفر (ع) ـ القطعية 79
  • المنكرون لموت موسى بن جعفر عليه‌السلام 80
  • القائلون باختفائه 80
  • القائلون برجعته 80
  • الواقفة ـ الممطورة 81
  • البشرية 83
  • المفوضة 84
  • تواريخ موسى بن جعفر عليه‌السلام 84
  • القائلون بامامة محمد بن علي بن موسى بن جعفر 85
  • القائلون بامامة احمد بن موسى بن جعفر 85
  • المؤلفة ـ المحدثة 86
  • فرق من الزيدية دخلوا في إمامة علي بن موسى الرضا عليه‌السلام 86
  • تواريخ علي بن موسى الرضا عليه‌السلام 86
  • سبب افتراق الفرقتين اللتين أنكرتا إمامة محمد بن علي بن موسى الجواد (ع) 87
  • الاختلاف الواقع في كيفية علم محمد بن علي (ع) على حداثة سنه 88
  • تواريخ محمد بن علي بن موسى عليه‌السلام 91
  • القائلون بامامة محمد بن علي بن موسى الهادي عليه‌السلام 91
  • تواريخه 92
  • النميرية 94
  • القائلون بامامة محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسى عليه‌السلام 94
  • القائلون بامامة الحسن العسكري عليه‌السلام 95
  • تواريخ الحسن بن علي عليه‌السلام 95
  • افتراق أصحاب الحسن بعد وفاته على اربع عشرة فرقة (1) 96
  • الفرقة الأولى 96
  • الفرقة الثانية 97
  • الفرقة الثالثة 98
  • الفرقة الرابعة 100
  • الفرقة الخامسة 100
  • الفرقة السادسة 102
  • الفرقة السابعة 103
  • الفرقة الثامنة 103
  • الفرقة التاسعة 105
  • الفرقة العاشرة 106
  • النفيسية 108
  • الفرقة الحادية عشرة 108
  • الفرقة الثانية عشرة ـ الامامية 108
  • الفرقة الثالثة عشرة 112
  • تنبيه 113
  • صحيفة آدم ابو البشر 74
  • آمنة بنت وهب أم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله 2
  • أبان بن تغلب (توفي سنة 141) 79
  • إبراهيم النبي 18 و 73
  • إبراهيم بن سيار النظام المعتزلي 11 و 13 و 16
  • إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع) 62
  • إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الملقب بالامام... 48 و 49
  • أحمد بن أبي الحسين محمد بن محمد بن بشر بن زيد 94
  • أحمد بن محمد بن نصير النميري 94
  • أحمد بن موسى بن جعفر 85 و 87
  • أحمد بن موسى بن الحسن بن الفرات 94
  • الأحنف بن قيس بن معاوية التميمي (اسمه الضحاك وكنيته ابو بحر توفي سنة 67) 5
  • أخت الفارس بن حاتم بن ماهويه القزويني 99
  • أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي 5
  • إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) 76 و 85
  • إسماعيل بن جعفر بن محمد 64 و 67 و 73 و 94 و 109
  • بزيع بن موسى الحائك 43 و 44
  • بشر بن غياث المريسي 14
  • بشر بن المعتمر المعتزلي 14 و 16
  • أبو بكر الخليفة 3 و 4 و 8 و 9 و 11 و 20 و 22 و 48 و 57
  • بكر بن أخت عبد الواحد بن زيد 14
  • أبو بكر (بن عبد الرحمن بن كيسان) الأصم المعتزلي 15
  • بيان بن سمعان التميمي النهدي 28 و 34
  • ابن التمار (علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم بن يحي التمار) انظر فهرست ابن النديم وفهرست الطوسي.  9
  • جابر بن عبد الله الأنصاري 35
  • جابر بن يزيد الجعفي 35
  • أبو الجارود (زياد بن المنذر الأعمى سرحوب) 55 و 58
  • الجراح بن سنان 24
  • جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر (ع) 95 و 98 و 107 و 108 و 112
  • جعفر بن محمد الصادق (ابو عبد الله (ع) 30 و 42 و 43 و 44 و 45 و 56 و 63 و 73 و 76 و 77 و 80 و 100 و 105 و 109 و 110 و 112
  • جميل بن دراج «مات في أيام الامام الرضا (ع) 79
  • ابو جندل سهيل بن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري 16
  • جهانشاه بنت يزدجرد 53
  • جهم بن صفوان (قتل سنة 128. انظر ترجمته في تاريخ ابن كثير في حوادث سنة 128). 6 و 9
  • أم حبيب بنت عمر بن علي 68
  • حديث 96
  • الحسن بن صالح بن حي 9 و 13 و 57
  • الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن الحنفية 31
  • الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام. 21 و 24 و 25 و 26 و 38 و 53 و 54 و 59 و 68 و 72 و 73 و 100 و 108 و 112
  • الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن محمد (ابو محمد ، العسكري ، عليه‌السلام) 94 و 95 و 103 و 104 و 105 و 107 و 108 و 111
  • الحسن بن علي بن محمد بن الحنفية 31
  • الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام. 21 و 23 و 24 و 25 و 26 و 27 و 38 و 53 و 54 و 58 و 59 و 68 و 72 و 73 و 100 و 107 و 108 و 112
  • الحسين بن ابي منصور 39
  • الحكم بن عتيبة الكوفي 13 و 57
  • حمزة بن عمارة البربري 27 و 28
  • حميد بن قحطبة الطائي (توفي سنة 159 ، انظر ترجمته في تأريخ ابن الأثير في حوادث سنة 142 ـ 159).   87
  • حميدة 76 و 85
  • ابو حنيفة 7 و 10 و 14
  • خالد بن عبد الله القسري (قتل سنة 126 انظر ترجمته في تأريخ ابن عساكر ج 5 ص 67 ـ 80).  28 و 39 و 63
  • ابو خالد الواسطى (عمرو بن خالد القرشي الكوفى) 54 و 58
  • خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي الصحابي (توفي سنة 21) 4
  • خديجة بنت خويلد 25
  • ابو الخطاب محمد بن ابي زينب مقلاص الأجدع الأسدي الكوفي 42 و 69
  • خولة بنت جعفر بن قيس 27 و 30
  • الخيزران ، أم محمد بن علي بن موسى بن جعفر (ع) 91
  • الخيزران ، أم الهادي والرشيد 51
  • درة 91
  • ابو ذر جندب بن جنادة الغفاري الصحابي (أحد الأركان الأربعة) 18
  • ذو الثدية (حرقوص بن زهير السعدي من رءوس الخوارج قتله علي (ع) في وقعة النهروان سنة 37)   6
  • رجاء ابن أبي الضحاك 87
  • رزام 47
  • ابو رياح 33
  • ريطة بنت عبيد الله 49
  • ريطة بنت أبي هاشم 58
  • الزبير بن العوام (قتله ابن جرموز غيلة يوم الجمل سنة 36) 5 و 6 و 12 و 14 و 15 و 57
  • زرعة بن سبأ 51
  • زرعة بنت مشرح 49
  • زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام (توفي سنة 120) 21
  • زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) الشهيد (قتل سنة 121 او سنة 122) 21 و 55 و 56 و 58
  • سالم بن أبي حفصة 13 و 57
  • سالم بن مكرم الجمال (ابو سلمة) 69
  • السري (بن منصور من الأمراء العصاميين قتله الحسن بن سهل سنة 200) 43
  • سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة ، ابو ثابت الخزرجي الصحابي (توفي سنة 15) 3 و 4
  • سعد بن مالك (سعد بن ابي وقاص بن وهيب بن عبد مناف القرشي الصحابي توفي سنة 550)     5
  • سعد بن مسعود الثقفي (الصحيح سعيد بن مسعود وهو من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام). 24
  • سعد بن معاذ الصحابي (توفي سنة 5) 16
  • سفيان بن سعيد الثوري (توفي سنة 161) 7
  • سلافة 53
  • سلامة 49
  • سلمان الفارسي الصحابي (أحد الأركان الأربعة) 18 و 43
  • سلمة بن كهيل 13 و 57
  • أم سلمة (زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اسمها هند بنت سهيل المخزومية توفيت سنة 62) 107
  • سليمان بن جرير الرقي 9 و 64 و 66
  • سليمان بن داود (النبي) 90
  • سمانة 93
  • سميع بن محمد بن بشير 83 و 84
  • السندي بن شاهك 79 و 85
  • سوسن 93
  • السيد الحميري إسماعيل بن محمد بن زيد (ابو هاشم) 29
  • شريك بن عبد الله (توفي سنة 177) 7
  • ابو شمر المرجئ (انظر مقالات الاسلاميين ص 134) 9
  • شهد 87
  • صافية 61
  • صالح بن مدرك 32
  • صالح بن وصيف 111
  • صائد النهدي 28
  • ضرار بن عمرو 10 و 12 و 15
  • ابو طالب (عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، توفي قبل الهجرة بثلاث سنين) 45
  • طلحة بن عبد الله (او عبيد الله بن عثمان التميمي القرشي الصحابي قتل يوم الجمل سنة 36).      5 و 6 و 12 و 14 و 15 و 57
  • ع
  • عائشة بنت ابي بكر (زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، توفيت سنة 58) 5 و 6
  • العباس بن عبد المطلب (عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، توفي سنة 32)... 36 و 47 و 48 و 51 و 81
  • ابو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن العباس ، السفاح (توفي بالجدري شابا بسنة 136) 48 و 49 و 50
  • عبد الرحمن بن ملجم المرادي (الحميري ، قتل سنة 40) 20
  • عبد الله بن بكير بن اعين (بن سنسن ابو على الشيباني ، من أصحاب ابي عبد الله الصادق عليه‌السلام)  79 و 112
  • عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الأفطح. 68 و 78 و 79 و 99 و 104 و 112
  • عبد الله بن الحارث 32 و 34
  • عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب (ع) المحض 56
  • أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) 61
  • عبد الله الروندي 52
  • عبد الله بن سبأ 22 و 23
  • عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (توفي سنة 68) 49
  • عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب 49
  • عبد الله بن عمر بن الخطاب (توفي سنة 73) . 5
  • عبد الله بن فطيح 78
  • عبد الله بن محمد ابن الحنفية (ابو هاشم) 30 و 31 و 32 و 33 و 48 و 52
  • عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب 32 و 33 و 34 و 35 و 39
  • عبد الله بن المقفع الزنديق (من أئمة الكتاب اتهم بالزندقة فقتله امير البصرة سفيان ابن معاوية المهلبي سنة 142)        50
  • عبد الله بن ابي يعفور (الكوفي مولى عبد القيس ، مات في أيام ابي عبد الله الصادق عليه‌السلام). 78
  • عبد المطلب (جد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله) 45
  • عبيد بن زرارة بن اعين الشيباني (من أصحاب ابي عبد الله الصادق (ع) 79
  • عبيد الله بن زياد (ابن مرجانة قتله إبراهيم بن مالك الأشتر في خلافة المختار بن ابي عبيدة الثقفي سنة 67).  25
  • ابو عبيدة الجراح (عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال الفهري القرشي ، توفي سنة 18)... 3
  • أم عثمان بنت ابي جدير 31
  • عثمان بن عفان (الخليفة المقتول سنة 35) 4 و 5 و 9 و 14 و 22 و 48 و 57
  • عسفان 96
  • علي بن إسماعيل الميثمي (ابن التمار) 9 و 81
  • علي بن الحسن بن علي بن محمد ابن الحنفية 31
  • علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام. 38 و 53 و 59 و 61 و 63 و 69 و 72 و 73 و 107
  • علي بن الطاحى الخزاز 99
  • علي بن ابي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام 2 و 4 و 5 و 6 و 9 و 12 و 13 و 14 و 15 و 16 و 17 و 18 و 20 و 21 و 22 و 23 و 26 و 35 و 38 و 45 و 46 و 48 و 53 و 57 و 59 و 72 و 73 و 98 و 108
  • علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ويلقب بالسجاد (توفي سنة 118)... 33 و 49
  • علي بن محمد ابن الحنفية 31
  • علي بن محمد بن علي بن موسى عليه‌السلام (ابو الحسن النقي)... 91 و 92 و 93 و 94 و 95
  • علي بن موسى عليه‌السلام (ابو الحسن الرضا) 79 و 80 و 81 و 82 و 83 و 85 و 86 و 87 و 88 و 97 و 103 و 104 و 110
  • علية بنت عون 31
  • عمار بن موسى الساباطي (ابو اليقظان ، من أصحاب الصادق والكاظم [ع]) 79
  • عمار بن ياسر (احد الأركان الأربعة) 18
  • عمر الخناق 39
  • عمر بن الخطاب (بن نفيل القرشي العدوي ابو حفص الخليفة الثاني قتل سنة 23) 3 و 9 و 13 و 20 و 22 و 48 و 57
  • عمر بن رياح (من أصحاب الامام محمد بن علي الباقر عليه‌السلام) 6
  • عمر بن سعد بن أبي وقاص (الزهري المدني قتله المختار بن ابي عبيدة الثقفي سنة 66)... 25
  • عمر بن ابي عفيف الأزدي 34
  • عمر بن قيس الماصر (ابو الصباح الكوفي مولى ثقيف توفي سنة 100) 7
  • عمر بن يزيد بياع السابري (مولى ثقيف كوفي من اصحاب الصادق (ع) 78
  • ابو عمرة 23
  • عمرو بن عبيد (ابو عثمان شيخ المعتزلة) 12
  • أم عون بنت عون بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب 32
  • عيسى بن جعفر بن أبي جعفر المنصور 84
  • عيسى بن زيد بن علي بن الحسين (ع) الملقب بمؤتم الأشبال والمعروف بالسقاء مات بالكوفة مختفيا سنة 166 وعمره ست واربعون سنة) 59
  • ابو عيسى بن المتوكل 96
  • عيسى بن مريم (النبي) 73 و 74 و 80 و 90 و 105 و 106
  • عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (توفي سنة 167). 49 و 50 و 69 و 70
  • غيلان بن مروان الدمشقي (قتله هشام بن عبد الملك فأمر بقطع يديه ورجليه سنة 125 ، انظر اخباره في تأريخ الطبري في حوادث سنة 125) 6 و 9
  • فاطمة أم إبراهيم بن محمد 49
  • فاطمة بنت اسد بن هاشم (أم علي بن أبي طالب عليه‌السلام توفيت بالمدينة بعد الهجرة) 20
  • فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام 68
  • فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (توفيت سنة 11) 19 و 25 و 35
  • الفضل بن عيسى بن ابان الرقاشي ابو عيسى البصري الواعظ (توفي بعد سنة 100) 9
  • فضيل (او فضل) بن الزبير الرسان 50 و 58
  • قرمطويه (انظر الهامش ص 72) 72
  • كثير (بن إسماعيل او ابن نافع) النواء (بتشديد الواو) الأبتر ابو اسماعيل التميمي الكوفي (توفي بعد سنة 100) 13 و 57
  • ابن كرب (الضرير) 27
  • كيسان 23 و 27
  • لبابة بنت الحارث بن حزن 49
  • ابن اللبان 44
  • لبانة بنت أبي هاشم عبد الله 31
  • ابن أبي ليلى (محمد بن عبد الرحمن الكوفي القاضي من أصحاب الرأي توفي سنة 148)... 7
  • مالك بن انس بن مالك الأصبحي (ابو عبد الله إمام المالكية صاحب الموطأ توفي سنة 179).       7
  • المأمون الخليفة (عبد الله بن هارون الرشيد العباسي ابو العباس توفي سنة 218) 85 و 86 و 87
  • المبارك (مولى اسماعيل بن جعفر ، انظر مقالات الاسلاميين ص 27) 69
  • المتوكل الخليفة (جعفر بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد قتل سنة 247) 92
  • محمد بن ادريس الشافعي (بن العباس بن عثمان بن شافع ، ابو عبد الله إمام الشافعية توفي سنة 204)        7
  • محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق (ع) 68 و 69 و 71 و 72 و 73 و 74
  • محمد بن بشير ، 83
  • محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام
  • 76 و 85 و 109
  • محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام (القائم الحجة) 102 و 103
  • محمد ابن الحنفية (ابو القاسم) 23 و 26 و 27 و 29 و 30 و 48 و 68
  • محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع) 59 و 62 و 63
  • محمد بن علي بن الحسين ، الباقر (ابو جعفر) عليه‌السلام 28 و 34 و 38 و 55 و 56 و 59 و 60 و 61 و 62 و 63 و 72 و 73
  • محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب 31 و 33 و 48
  • محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن ابن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام «ابو جعفر» 94 و 95 و 100 و 101 و 106 و 107
  • محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام (الجواد التقي). 85 و 88 و 89 و 91 و 100 و 104
  • محمد بن قيس (الأنصاري) 6
  • محمد بن مسلمة (بن سلمة بن خالد الأوسي الأنصاري الحارثي) ، ابو عبد الرحمن صحابي (توفي سنة 46).  5
  • محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات 94
  • محمد بن نصير النميري 93
  • محمد بن (علي بن) النعمان بن ابي طرفة (ابو جعفر الأحول مؤمن الطاق) الكوفي الصيرفي مولى بجيلة يروي عن السجاد والباقر والصادق عليهم‌السلام 78
  • المختار بن ابي عبيد بن مسعود الثقفي الكوفي ، ابو اسحاق 23 و 27
  • مريم (ابنة عمران) أم عيسى (النبي) 75
  • ابو مسلم الخراساني ، عبد الرحمن بن مسلم (قتله المنصور سنة 137) 33 و 34 و 47 و 48 و 49 و 50 و 52
  • مسيلمة المتنبّئ (قتل في واقعة اليمامة سنة 11 اشترك في قتله وحشي وابو دجانة الأنصاري). 4
  • معاوية بن أبي سفيان الأموي (امير الشام ، توفي سنة 60). 5 و 6 و 24 و 25 و 26 و 42 و 58
  • معمر (بن عباد السلمي ، ابو عمر المعتزلي) 15
  • معمر (بن خيثم) «لعنه ابو عبد الله الصادق (ع) مع جماعة انظر هامش ص 43» 44 و 45 و 46
  • المغيرة بن سعيد العجلي 41 و 59 و 62 و 63
  • المغيرة بن شعبة (بن ابي عامر بن مسعود الثقفي ، ابو عبد الله ، توفي سنة 50) 3
  • المقداد بن الأسود الكندي (احد الأركان الأربعة) 18
  • ابو المقدام ثابت (بن هرمز العجلي الكوفي الحداد توفي بعد سنة 100) 13 و 57
  • منصور بن ابي الأسود (الليثي الكوفي الخياط) 58
  • المنصور الدوانيقي ابو جعفر الخليفة العباسي ، عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، (توفي سنة 158).   48 و 49 و 50 و 52 و 53 و 62 و 70
  • ابو منصور العجلي 38
  • المهدي الخليفة العباسي ، محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، ابو عبد الله (توفي سنة 169).   39 و 48 و 50 و 51
  • موسى (النبي) 19 و 22 و 43 و 73
  • ابو موسى الأشعري ، عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب من بني الأشعر من قحطان (توفي سنة 44).     16
  • موسى بن جعفر بن محمد [الكاظم] عليه‌السلام. 68 و 74 و 76 و 78 و 79 و 82 و 83 و 84 و 86 و 87 و 91 و 97 و 98 و 99 و 110 و 112
  • موسى (المبرقع) بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر 91 و 92
  • أم موسى بنت منصور 51
  • موسى الهادي ابن محمد المهدي ، الخليفة العباسي «قتل خنقا سنة 170» 51
  • الناووس 67
  • نتيلة بنت جناب 49
  • نجية (نجمة) أم علي بن موسى بن جعفر عليه‌السلام 87
  • نفيس 107 و 108
  • نوح (النبي) 29 و 39 و 73
  • هارون (النبي) 19
  • هارون (الرشيد) بن محمد المهدي ابن المنصور العباسي (توفي سنة 193)
  • 51 و 79 و 84
  • هارون بن سعيد (ابو سعد) العجلي الكوفي الأعور 57
  • ابو الهذيل العلاف المعتزلي ، محمد بن الهذيل 15
  • ابو هريرة الروندي 47
  • هشام بن الحكم ، ابو محمد مولى كندة ، (توفي بالكوفة سنة 199) 79
  • هشام بن سالم الجواليقي الجعفي العلاف مولى بشر بن مروان ، ابو محمد او ابو الحكم من سبي الجوزجان ومن أصحاب جعفر الصادق وموسى الكاظم (ع) 78
  • هند بنت ابي عبيدة 59
  • واصل بن عطاء ابو حذيفة (رأس المعتزلة) 12
  • يحي بن خالد البرمكي ، ابو الفضل وزير الرشيد (مات في السجن سنة 190) 79
  • يحي بن زكريا 90
  • يحي بن زيد بن علي ، (المقتول بجوزجان سنة 125) 58
  • يحي بن ابي سميط (او شميط) 77
  • يحيى بن هرثمة بن اعين (من قواد المعتصم والمتوكل) 92
  • يزدجرد بن شهريار بن كسرى ابرويز بن هرمز 93
  • يزيد بن معاوية بن ابي سفيان الأموي (توفي سنة 64) 25 و 26 و 58
  • ابو يوسف ، يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي صاحب ابي حنيفة «توفي سنة 182». 14
  • يوسف بن يعقوب (النبي) 90
  • يوشع بن نون 22
  • يونس بن عبد الرحمن القمي. ابو محمد مولى علي بن يقطين (توفي سنة 208) 81