الفهرس

أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في المكتبة العربية (٦)

..................................................... السيد عبدالعزيز الطباطبائي ٧

تفسير ابن فارس (٤)

.................................................. الدكتور هادي حسن حمّودي ٢٠

التحقيق في نفي التحريف (٥)

.......................................................... السيد علي الميلاني ٧٤


من التراث الأدبي المنسي في الاحساء

الشيخ علي الصحّاف

....................................................... الشيخ جعفر الهلالي ١٠٧

من ذخائر التراث

ترجمة الامام الحسن ـ عليه السلام ـ من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد

................................................. السيد عبدالعزيز الطباطبائي ١١٧

الإثناعشرية الصوميّة ـ للشيخ البهائي

........................................................ الشيخ علي المرواريد ١٩١

من انباء التراث............................................................. ٢٢٧





أهل البيت عليهم‌السلام

في المكتبة العربية

(٦)

السيد عبد العزيز الطباطبائي

حرف الشين

٢٤٩ ـ الشاهد المقبول بفضل أبناء الرسول

هو اسم ثان لكتاب «رشفة الصادي» لأبي بكر بن شهاب العلوي ، مطبوع وقد تقدم.

٢٥٠ ـ شد الأثواب في سد الأبواب

للحافظ السيوطي ، المتوفى سنة ٩١١ ه.

كشف الظنون ١٠٢٨ ، حسن المحاضرة ١ / ٣٤٢ ، هدية العارفين ١ / ٥٤٠.

مطبوع بمصر ضمن كتابه الحاوي للفتاوي ٢ / ١٢٠.

وحديث سد الأبواب هو ما رواه زيد بن أرقم ، قال : كان للنفر من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أبواب شارعة في المسجد فقال يوما : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي.

قال : فتكلم في ذلك أناس! قال : فقام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

أما بعد ، فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي بن أبي طالب ، فقال


فيه قائلكم! وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ، ولكني أمرت بشئ فاتبعته.

أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٣٦٩ ، وفي فضائل الصحابة رقم ٩٨٥ ، وفي مناقب علي رقم ١٠٩.

والنسائي في خصاص علي : ١٣ ، وفي السنن الكبرى كما في القول المسدد : ٢١.

وأخرجه سعيد بن منصور في سننه كما في جمع الجوامع ١ / ٥٤٦ ، وكنز العمال ١١ / ٥٩٨ و ٦١٨.

وأخرجه العقيلي في الضعفاء ٤ / ١٨٥ في ترجمة ميمون ثم قال : وقد روى هذا من طريق أصلح من هذا.

وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢٥ ، والذهبي في تلخيصه وحكما بصحة إسناده.

وأخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين كما في القول المسدد : ٢١.

وأخرجه الديلمي في الفردوس في حرف السين بلفظ : «سدوا الأبواب كلها إلا باب علي» ورمز له خ ات حل ، وقال ابنه في مسند الفردوس : رواه أحمد ابن حنبل ... ، وأخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخه رقم ٣٢٤.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٤١ و ٣٤٢ ، والعيني في عمدة القاري ٧ / ٥٩٢ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٤ وقال : ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

وأورده الحافظ العسقلاني في فتح الباري ٨ / ١٥ ، والقول المسدد : ٢٠ ، والسمهودي في وفاء الوفاء ٢ / ٤٧٤ و ٤٧٥ وقالا : أخرجه أحمد والنسائي والحاكم ورجاله ثقات.

وأخرجه الخوارزمي في مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام : ٢٣٤ وسبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة : ٤٦ ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٩٣ ،


وفي ذخائر العقبى : ٧٦ ، والسيوطي في جمع الجوامع ١ / ٥٤٦ ، وفي شد الأثواب ، وابن حجر في الصواعق المحرقة : ٧٦ ، والمتقي في كنز العمال ١١ / ٦١٨ ، والقاري في المرقاة ٥ / ٥٧٥.

ثم في الباب رواية جمع من الصحابة ، فقد ورد من رواية بضعة عشر رجلا ، منهم : أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وابن عباس ، وابن عمر ، وسعد بن أبي وقاص ، والبراء بن عازب ، وجابر بن سمرة ، وجابر بن عبد الله ، وحذيفة بن أسيد ، وعمر بن الخطاب ، وبريدة الأسلمي ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي الحمراء ، وأنس بن مالك ، وعائشة.

ونحن نذكر ما تيسر لنا منه بأوجز ما يمكن فلا يسع المجال لذكر ألفاظ الأحاديث وطرقها المتعددة وإنما نقتصر على ذكر بعض المصادر :

فأما حديث أمير المؤمنين عليه‌السلام :

فقد أخرجه البزار في مسنده بثلاث طرق كما في كشف الأستار بزوائد البزار رقم ٢٥٥١ و ٢٥٥٢ و ٢٥٥٣ ، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٥ ، والسيوطي في جمع الجوامع في مسند علي [عليه‌السلام] ، وشد الأثواب ، والمتقي في كنز العمال ١٣ / ١٧٥ رقم ٣٦٥٢١ و ٣٦٥٢٢.

وهو مما احتج به عليه‌السلام على أصحاب الشورى في مناشدته يوم الشورى عند عد مناقبه التي تفرد بها فقال عليه‌السلام : أنشدكم بالله أفيكم مطهر غيري ، إذ سد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أبوابكم وفتح بابي وكنت معه في مساكنه ومسجده ...؟ قالوا : اللهم لا.

أخرجه المحاملي في أماليه والعقيلي في الضعفاء ١ / ٢١٢ ، والحافظ الدارقطني فيما أخرجه عنه الحافظ ابن عساكر رقم ١١٣١ ، وأخرجه أيضا برقم ١١٣٢.

وأخرجه الحافظ ابن مردويه ، ومن طريقه أخرجه أخطب خوارزم في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٢٢٢ ، وأخرجه صدر الدين الحموئي في فرائد السمطين في الباب ٥٢ بإسناده عن الخوارزمي.


وأما حديث ابن عباس

فقد أخرجه الترمذي في السنن ٥ / ٦٤١ ، وفي طبعة ١٣ / ١٧٦ ، وأحمد في المسند ١ / ٣٣٠ و ٣٣١ ، وفي طبعة أحمد شاكر ٦ / ٢٥ رقم ٣٠٦٢ وصحح إسناده ، ورقم ٣٠٦٣ ، وفي فضائل الصحابة رقم ١١٦٨ ، وفي مناقب علي رقم ٢٩١ ، والنسائي في خصائص علي ص ٨ ، وفي السنن الكبرى ، والكلاباذي في معاني الأخبار كما في القول المسدد ص ٢١ و ٢٢.

وأخرجه الحافظ الطبراني في معجميه الكبير والأوسط كما في القول المسدد ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٢٠.

وأخرجه الحافظ الطحاوي في مشكل الآثار كما في القول المسدد ص ٢٥ ، والمعتصر من المختصر من مشكل الآثار ٢ / ٣٣٢.

وأخرجه العقيلي في الضعفاء ٤ / ٢٢٢.

وأخرجه ابن الزيات عمر بن محمد بن علي الصيرفي في جزء من حديثه (موجود في المجموع رقم ٥٦ من مجاميع المكتبة الظاهرية).

ورواه البلاذري في أنساب الأشراف رقم ٤٣ ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٢ ، والذهبي في تلخيصه وحكما بحصة إسناده.

وأخرجه الحافظان أبو يعلى والمحاملي ، ومن طريقهما الحافظ ابن عساكر برقم ٢٤٩ و ٢٥٠.

وأخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ٤ / ١٥٣ ، وابن المغازلي (ابن الجلابي) في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام رقم ٣٠٧ و ٣٠٨.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمته عليه‌السلام برقم ٢٤٩ و ٢٥٠ و ٢٥١ و ٣٢٣ و ٣٢٦ ، وفي أماليه في الجزء ٢٢٢ (الموجود في المجموع ١٦ في الظاهرية) ، وفي الأربعين الطوال ، وعنه الكنجي في كفاية الطالب : ٢٤١.

ويوجد أيضا في وفاء الوفاء ٢ / ٤٧٧ وفي ٤٧٨.

وأخرجه الحافظ ابن النجار في الدرة الثمينة في تاريخ المدينة المطبوع بآخر


كتاب شفاء الغرام ٢ / ٢٦٤ ، وجامع الأصول رقم ٦٤٩٤ ، والفردوس ومسنده في مشكاة المصابيح ٣ / ٢٤٦ رقم ٦٠٩٦ ، وفرائد السمطين ١ / ٢٠٧ ، والرياض النضرة ٢ / ١٩٢ ، وتذكرة خواص الأمة : ٤٦ ، وفتح الباري ٨ / ١٥ وقال : أخرجهما أحمد والنسائي ورجالهما ثقات ، وفي الإصابة في ترجمته عليه‌السلام ٢ / ٥٠٢ ، وفي طبعة طه الزيني ٧ / ٥٩ ، وكنوز الحقائق : ٨٤ ، وإرشاد الساري ٦ / ٨١ ، وشد الأثواب ٢ / ٥٧ وفي ٥٨ من طبعة محيي الدين عبد الحميد ، وكنز العمال ١١ / ٦٠٠ ، والمرقاة ٥ / ٥٧٢ و ٥٧٥.

وأما حديث ابن عمر

فقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف كما في كنز العمال ١٣ / ١١٠ ، وأحمد في المسند ٢ / ٢٦ ـ وفي طبعة أحمد شاكر ٧ / ١٦ رقم ٤٧٩٧ وقال : إسناده صحيح ـ ، وفي فضائل الصحابة رقم ٩٥٥ و ١٠١٢ بإسناد صحيح ، وفي مناقب علي رقم ٧٨ و ١٣٤.

وأخرجه النسائي والطبراني ـ في الأوسط ـ وأبو نعيم ، وعنهم الحافظ المزي في تهذيب الكمال في ترجمة العلاء بن عرار ، وأشار ابن حجر إلى حديثه هذا في تهذيب التهذيب ٨ / ١٨٩.

وأخرجه الحافظ أبو يعلى ، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٠ وقال : رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح ، وفي القول المسدد : ٢٣ ، وروى النسائي أيضا حديث ابن عمر بسند آخر صحيح.

وأخرجه الكلاباذي في معاني الأخبار كما في القول المسدد : ٢٣ ، وشد الأثواب ، وأخرجه الحافظ أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان ١ / ٢٧٦ و ٢ / ٢١٠.

وأخرجه ابن المغازلي في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام رقم ٣٠٩.

وأخرجه ابن الحمامي في الجزء الأربعين من الفوائد الصحاح ، تخريج ابن أبي الفوارس (الموجود في المجموع ٧٣ من مجاميع المكتبة الظاهرية).

وأخرجه الحافظ ابن عساكر بالأرقام ٢٨٣ ـ ٢٨٨ و ٣٢٨.


وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمته عليه‌السلام ٣ / ٢١٤.

وأخرجه صدر الدين الحموئي في فرائد السمطين ١ / ٢٠٧ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٤١ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٥.

وأخرجه الحافظ ابن حجر في فتح الباري ٨ / ١٥ ، والسمهودي في وفاء الوفاء ٢ / ٤٧٥ عن أحمد وقالا : إسناده حسن.

وأخرجه الحافظ في الفتح عن النسائي أيضا وقال : ورجاله رجال الصحيح إلا العلاء ، وقد وثقه يحيى بن معين وغيره.

وراجع المرقاة ٥ / ٥٧٥ ، وشد الأثواب في سد الأبواب ٥٧ ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والصواعق المحرقة ٧٦.

وأما حديث سعد بن أبي وقاص

فقد أخرجه أحمد في المسند ١ / ١٧٥ ، وفي طبعة أحمد شاكر ٣ / ٥٨ رقم ١٥١١ ، والنسائي في خصائص علي : ١٣.

وأخرجه الحفاظ : أبو يعلى في مسنده ٢ / ٦١ رقم ٧٠٣ ، والبزار في مسنده ، والطبراني في المعجم الأوسط ، وعنهم الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٤.

وقال ابن حجر في فتح الباري ٨ / ١٥ : أخرجه أحمد والنسائي ـ وإسناده قوي ـ وفي رواية للطبراني في الأوسط ... ورجالها ثقات.

وأخرجه ابن عدي في الكامل.

وأخرجه ابن المغازلي (ابن الجلابي) المالكي في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام رقم ٣٠٤ و ٣٠٦.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر رقم ٣٢٧ و ٣٩٥ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٤٢ ، والعيني في عمدة القاري ٧ / ٥٩٢ ، والقسطلاني في إرشاد الساري ٦ / ٨١ وقال : وقع عند أحمد والنسائي إسناد قوي ، وفي رواية الطبراني


برجال ثقات ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٩٢ ، وابن عراق في تنزيه الشريعة ١ / ٣٨٣ ، والحافظ العسقلاني في فتح الباري ٨ / ١٥ ، وفي القول المسدد ص ٢٢ ، والسمهودي في وفاء الوفاء ٢ / ٤٧٤ و ٤٧٩ ، والسيوطي في شد الأثواب ، والقاري في المرقاة ٥ / ٥٧٥.

وأخرجه الحافظ أبو الفتح ابن أبي الفوارس في الجزء الأربعين من فوائده في الورقة ٦٥ / أكما في تعليقات فضائل الصحابة ٢ / ٥٦٧ فقد حكاه عنه وعن الحاكم في المستدرك ٣ / ١١٦.

وأما حديث البراء بن عازب

فقد أخرجه أبو بكر الروياني في مسنده في الجزء ٢٢ ، الورقة ٥٩ / أمن مخطوطة المكتبة الظاهرية.

وأبو جعفر محمد بن عمرو البحيري في أماليه ، الموجود في المجموع رقم ٧٣ من مجاميع المكتبة الظاهرية.

وأخرجه ابن عدي في كتاب الكامل في ترجمة زافر.

وأخرجه ابن المغازلي (ابن الجلابي) في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام رقم ٣٠٥.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٣٢٥ وفي ترجمة مسكين بن بكير.

وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٤٢ ، والحلبي في السيرة ٣ / ٣٤٦.

وأما حديث جابر بن سمرة

فقد أخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٢ / ٢٧٤ رقم ٢٠٣١ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٥ ، وابن حجر في فتح الباري ٨ / ١٥ ، والقسطلاني في إرشاد الساري ٦ / ٨١ ، والسمهودي في وفاء الوفاء ٢ / ٤٧٥ و ٤٧٩ ، والسيوطي في شد الأثواب ، وفي تاريخ لخلفاء في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام.


وأما حديث جابر بن عبد الله

فقد أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ٧٨ / ٢٠٥ ، والحافظ ابن عساكر رقم ٣٢٥ و ٣٢٦ ، وفي ترجمة زيد بن علي من تاريخه ، والرافعي في التدوين ٣ / ١٠ ، والسيوطي في جمع الجوامع ١ / ٥٤٦ ، والمتقي في كنز العمال ١٣ / ١٣٧ ، والكنجي في كفاية الطالب : ٨٧.

وأما حديث حذيفة بن أسيد

فقد أخرجه ابن المغازلي المالكي في مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام رقم ٣٠٣.

وأما حديث عمر

فقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١٢ / ٧٠ ، والحافظ أبو يعلى في مسنده ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٢٥ ، والذهبي في تلخيصه ، وابن السمان في الموافقة ، والزمخشري في مختصر الموافقة ، والخوارزمي في المناقب : ٢٦١ ، وابن عساكر : ٢٨٢ ، وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٤١ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٠ ، والسيوطي في جمع الجوامع في مسند عمر من قسم الأفعال ، وفي تاريخ الخلفاء والخصائص الكبرى ٢ / ٢٤٣ ، والمتقي في كنز العمال ١٣ / ١١٠ و ١١٦ ، وابن حجر في الصواعق المحرقة ٧٦ ، والطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٩٢ ، والحموئي في فرائد السمطين ١ / ٣٠٠ ، والجزري في أسنى المطالب : ١٢.

وأما حديث بريدة الأسلمي

فقد أخرجه الحافظ أبو نعيم في معرفة الصحابة وعنه السيوطي في اللآلئ المصنوعة ، والحموئي في فرائد السمطين ١ / ٢٠٥.

وأما حديث أبي سعيد الخدري

فقد أخرجه القاضي وكيع في أخبار القضاة ٣ / ١٤٩ بسندين ، وأحمد بن


حنبل ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١١٧ ، والنووي في المجموع ـ شرح المهذب ـ ٣ / ١٧٥ ، والخطيب التبريزي في المشكاة ٣ / ٢٤٦ ، والمتقي في كنز العمال ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٤ وقال : إسناد أحمد حسن.

وأما حديث أبي الحمراء

فقد أخرجه الحافظ ابن مردويه الأصبهاني بإسناده عن أبي الحمراء وحبة العرني ، وعنه السيوطي في الدر المنثور في سورة النجم في تفسير قوله تعالى : وما ينطق عن الهوى ٦ / ١٢٢.

وأما حديث عائشة فقد أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ١ / ٤٠٨ عن جسرة عن عائشة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي.

وأما حديث أنس بن مالك

فقد أخرجه العقيلي في الضعفاء ٤ / ٣٤٦ في ترجمة هلال بن سويد ، والإدريسي في النظم المتناثر في الحديث المتواتر حيث عد هذا الحديث من الأحاديث المتواترة وعد جماعة من الصحابة ممن رواه ، قال في ص ١٢٢ :

رواه سعد ، وزيد بن أرقم ، وابن عباس ، وجابر بن سمرة ، وابن عمر ، وعلي ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، وبريدة.

أقول : وممن صرح بتواتره الحافظ السيوطي في كتاب شد الأثواب في سد الأبواب (١) ص ٥٤ : وللأمر بسد الأبواب في المسجد النبوي طرق كثيرة تبلغ درجة التواتر.

وقال في ص ٥٨ ـ بعد إيراد شئ من أحاديث الباب ـ : فهذه أكثر من عشرين حديثا في الأمر بسد الأبواب وبقيت أحاديث أخر تركتها كراهة الإطالة.

__________________

(١) طبعة مطبعة السعادة بالقاهرة بتحقيق محيي الدين عبد الحميد ، الطبعة الثالثة سنة ١٣٧٨ ، في أوائل الجزء الثاني من كتاب «الحاوي للفتاوي» للسيوطي ، وكل ما نقلت هنا فمن هذه الطبعة.


وقال في ص ٥٩ : فصل : قد ثبن بهذه الأحاديث الصحيحة بل المتواترة أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم منع من فتح باب شارع إلى [ال] مسجد ولم يأذن لأحد ... إلا لعلي .. ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام أسند ذلك إلى أمر الله به وإنه لم يسد ما سد ولم يفتح ما فتح إلا بأمره تعالى.

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ٨ / ١٥ ـ بعد إيراد أحاديث الباب ـ : وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضا ، وكل طريق منها صالح للاحتجاج فضلا عن مجموعها.

وقال في القول المسدد ص ٢٠ ـ بعد الكلام على حديث ابن عمر ـ : وهذا الحديث من هذا الباب هو حديث مشهور ، وله طرق متعددة ، كل طريق منها على انفرادها لا تقصر عن رتبة الحسن ، ومجموعها مما يقطع بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث ...

ثم حكى عن البزار أنه قال في مسنده : إن حديث سدوا كل باب في المسجد إلا باب علي جاء من رواية أهل الكوفة ... على أن روايات أهل الكوفة جاءت من وجوه بأسانيد حسان.

وقال الحافظ العسقلاني في القول المسدد أيضا ص ٢٣ : فهذه الطرق المتظاهرة من روايات الثقات تدل على أن الحديث صحيح دلالة قوية وهذه غاية نظر المحدث.

أقول : قد عرفت فيما تقدم تصريح جمع من الحفاظ وأئمة هذا الشأن بصحة غير واحد من أحاديث الباب وتصحيح جملة من أسانيدها وطرقها وتوثيق رجالها.

منها : ما تقدم من رواية زيد بن أرقم وتصحيح الحاكم والذهبي والضياء المقدسي والهيثمي والعسقلاني والسمهودي له.

ومنها : ما تقدم من حديث ابن عباس ، وقد أخرجه الترمذي في سننه ، والنسائي في السنن الكبرى ، وأحمد في المسند ، وتصحيح الأستاذ أحمد شاكر إسناده ، وكذا الحاكم رواه بسند صحيح صححه هو والذهبي ، وصحح ابن حجر في الفتح إسناد أحمد والنسائي فراجع.


ومنها : ما تقدم عن ابن عمر مما رواه أحمد بن حنبل في المسند والفضائل وتصريح محققيهما بصحة إسناده.

وكذا الهيثمي حكم بصحة إسناد أحمد وأبي يعلى كليهما.

وكذا الحافظ العسقلاني حكم ـ في القول المسدد : ٢٣ ـ بصحة ما رواه النسائي بطريقيه.

ومنها : ما تقدم عن سعد ، فقد حكم ابن حجر في فتح الباري بقوة إسناد أحمد والنسائي وصحة إسناد الطبراني ، وقد تقدم ذلك كله فراجعه.

على أن الحديث إذا بلغ حد التواتر لا يسأل عن إسناده ولا يتوقف قبوله على صحة السند ووثاقة رجاله.

مخطوطات الكتاب

نسخة من القرن ١١ ، ضمن مجموعة من رسائل السيوطي ، في مكتبة خدابخش ، في پتنه بالهند ، رقم ٢٥٧١ / ٨.

نسخة في المكتبة المحمودية ، بالمدينة المنورة ، رقم ٩٧ مجاميع.

نسخة في المكتبة الوطنية ، في برلين ، رقم ٢١ / ٩٧٥٦.

ونسخة مصورة في جامعة الرياض ، رقم ٩٥.

٢٥١ ـ الشذرات الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشرية

لشمس الدين محمد بن طولون الدمشقي ، المتوفى سنة ٩٥٣ ه.

طبعه الدكتور صلاح الدين المنجد باسم «الأئمة الاثنا عشر» سنة ١٩٥٨ م ، وقد تقدم في العدد الثاني ، السنة الأولى ، ص ٤٨ ، وأعيد طبعه بالأفست في إيران.

نسخة في المكتبة الأحمدية ، بجامع الزيتونة ، رقم ٥٠٣١ ، فهرسها ص ٤٣٥ ، وفيه : الشذورات.

وعنها مصورة في معهد المخطوطات بالقاهرة.

نسخة في المكتبة القادرية ، في بغداد ، رقم ١١٦.


٢٥٢ ـ شرح أبيات سيدنا علي

لأبي حامد الغزالي محمد بن محمد الطوسي الصوفي الشافعي ، المتوفى سنة ٥٠٥ ه.

أوله : «الحمد لله منزل الكتاب ذكرا مفصلا ، وجاعل الملائكة رسلا ... وبعد ، فهذه مقدمة قدمتها لمنظومة من كلام أمير المؤمنين ...».

راجع : «مؤلفات الغزالي» لعبد الرحمن البدوي ص ٣٧٧ ـ ٣٨١ وذكر أن منه نسخة في دار الكتب المصرية ، برقم ٢٧٩٩ تصوف ، وشكك في صحة نسبة الكتاب كما هو شأنهم في كل ما يمت إلى آل البيت عليهم‌السلام بصلة.

نسخة في دار الكتب الظاهرية ، رقم ٧٦٢١ ، في مجموعة من الورقة ٩٨ ـ ١١١ ، ذكرها الأستاذ محمد رياض المالح في فهرس الظاهرية ، فهرس التصوف ٢ / ٨٧ ـ ٨٨ ، وقال : «عندي شرح أبيات سيدنا علي للغزالي اسمه : جنة الأسماء ، ويختلف عنه في المضمون».

٢٥٣ ـ شرح إحياء الميت بفضائل أهل البيت

المتن للحافظ السيوطي وقد تقدم في العدد الأول ، السنة الأولى ، ص ١٥.

والشرح للشريف إدريس بن محمد بن حمدون الفاسي ، المتوفى سنة ٤ / ١١٨٣ ه.

ذكر كحالة كتابه هذا ـ في ترجمته ـ في معجم المؤلفين ٢ / ٢١٩.

٢٥٤ ـ شرح إحياء الميت

لأبي عبد الله محمد الطالب بن حمدون السلمي المرداسي الفاسي ، المتوفى سنة ١٢٧٤ ه.

فهرس الفهارس والأثبات ١ / ٣٥٠ ، معجم المؤلفين ١٠ / ٩٥ ، بروكلمن


٢ / ٨٨٢ من الأصل الألماني.

٢٥٥ ـ شرح درر السمط

«درر السمط في خبر السبط» لابن الأبار ، تقدم في العدد الرابع ، سنة الأولى ، ص ٨٥ ، برقم ١٨٠ ، وشرحه هذا يأتي في حرف النون ، باسمه «نظم الفرائد الغرر في سلك فصول الدرر».

٢٥٦ ـ شرح ديوان علي

لعبد الله بن عبد العزيز البالي كسري الرومي ـ الشهير بالصلاحي ـ الحنفي ، الأديب الصوفي الخلوتي (١١١٧ ـ ١١٩٧).

وله «حلية الحسنين الأحسنين» باللغة التركية.

هدية العارفين ١ / ٤٨٥.

للبحث صلة ...


تفسير ابن فارس

(٤)

الدكتور هادي حسن حمودي

سورة فاطر

* ولا ينبئك مثل خبير (٣٥ / ١٤).

الله ـ تعالى ـ الخبير : أي : العالم بكل شئ (١).

* وما مسنا من لغوب (٣٥ / ٣٥ ـ وأيضا ق ٣٨).

اللغوب : التعب والمشقة ، يقال : أتانا ساغبا لاغبا ، أي : جائعا تعبا (٢).

* ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله (٣٥ / ٤٣).

حاق الشئ بالشئ : نزل (٣) ، يقال : حاق به السوء ، يحيق (٤).

سورة يس

* يس. والقرآن لحكيم إنك لمن المرسلين (٣٦ / ١ ـ ٢).

هذا الذي يسميه أهل القرآن : جوابا. وهو رد على قولهم (لست مرسلا) (٥). وبيان له (٦).

__________________

(١) مق ٢ / ٢٣٩.

(٢) مج ٤ / ٢٨٢.

(٣) مج ٢ / ١٢٧.

(٤) مق ٢ / ١٢٥.

(٥) الرعد ٤٣.

(٦) صا ٢٤١.


* إني آمنت بربكم فاسمعون (٣٩ / ٢٥).

أي : فلما قتل قيل : أدخل الجنة ، وهو من الحذف والاختصار (٧).

* يا حسرة على العباد (٣٦ / ٣٠).

يا : للتلهف والتأسف (٨).

* والشمس تجري لمستقر لها (٣٦ / ٣٨).

وقرئت (لا مستقر لها) وسميت الشمس بذلك لأنها غير مستقرة ، هي أبدا متحركة (٩).

* حتى عاد كالعرجون القديم (٣٦ / ٣٩).

قال : عاد ، ولم يكن عرجونا قبل (١٠).

* يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا (٣٦ / ٥٢).

تم الكلام ، فقالت الملائكة :

* هذا ما وعد الرحمن (٣٦ / ٥٢).

وهذا من نظوم القرآن وهو أن تجئ الكلمة كأنها في الظاهر معها ، وهي في الحقيقة غير متصلة بها (١١).

* ألم أعهد إليكم (٣٦ / ٦٠).

معناه ، والله أعلم : ألم أقدم إليكم من الأمر الذي أوجبت عليكم الاحتفاظ به (١٢).

* قال من يحيي العظام وهي رميم (٣٦ / ٧٨).

الرميم : العظام البالية (مق ٢ / ٣٧٩).

سورة الصافات

* وحفظا من كل شيطان (٣٧ / ٧).

__________________

(٧) صا ٢٠٥ ـ ٢٠٦.

(٨) صا ١٧٨.

(٩) مق ٣ / ٢١٢.

(١٠) صا ٢٦٦.

(١١) صا ٢٤٣.

(١٢) مق ٤ / ١٦٩.


أي : وحفظا فعلنا ذلك والواو مقحمة (١٣).

* إلا من خطف الخطفة (٣٧ / ١٠).

الشيطان يخطف السمع ، إذا استرق (١٤).

* إنا لمبعوثون أو آباؤنا (٣٧ / ١٧).

أو : ليس ب (أو) وإنما هي واو عطف دخل عليها ألف الاستفهام ، كأنه لما قيل لهم : إنكم مبعوثون وآباؤكم ، استفهموا عنهم (١٥).

* ما لكم لا تناصرون (٣٧ / ٢٥).

بيان لقوله تعالى : أم يقولون نحن جميع منتصر؟ (١٦) ورد على قولهم (١٧).

* فاطلع فرآه في سواء الجحيم (٣٧ / ٥٥).

في وسط الجحيم. والسواء : وسط الدار وغيرها ، وسمي بذلك لاستوائه (١٨).

* ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين (٣٧ / ٥٧).

مأخوذ من قوله ـ جل ثناؤه ـ : (فأولئك في العذاب محضرون) (١٩). وقوله : (ثم لنحضرنهم حول جهنم) (٢٠).

* طلعها كأنه رؤوس الشياطين (٣٧ / ٥).

سمي الشيطان بذلك ، والنون فيه أصلية ، لبعده عن الحق وتمرده ، وذلك أن كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب : شيطان. وقيل : إنه أراد الحيات ، وذلك أن الحية تسمى شيطانا (٢١) قال :

تلاعب مثنى حضرمي كأنه

تعمج شيطان بذي خروع قفر (٢٢)

__________________

(١٣) صا ١٢٠.

(١٤) مق ٢ / ١٩٦.

(١٥) صا ١٢٠.

(١٦) القمر ٤٤.

(١٧) صا ٢٤١.

(١٨) مق ٣ / ١١٢.

(١٩) الروم : ١٦.

(٢٠) مريم : ٦٨. وينظر صا ٢٣٩.

(٢١) مقا ٣ / ١٨٤ ـ مج ٣ / ١٥٧.

(٢٢) لطرفة. الديوان.


* وتركنا عليه في الآخرين (٣٧ / ٧٨).

أراد : الثناء الحسن ، وهو من الحذف والاختصار (٢٣).

* فأقبلوا إليه يزفون (٣٧ / ٩٤).

زف القوم في سيرهم : أسرعوا ، فيزفون : يسرعون (٢٤) وقرئت (يزفون) مخففة ، بمعنى يسرعون ، أيضا (٢٥).

* وتله للجبين (٣٧ / ١٠٣).

تله : أي : صرعه (٢٦).

* فساهم فكان من المدحضين (٣٧ / ١٤١).

السهمة : النصيب : ويقال : أسهم الرجلان : إذا اقترعا ، وذلك من السهمة والنصيب ، أن يفوز كل منهما بما يصيبه (٢٧).

* فلولا أنه كان من المسبحين ، للبث في بطنه (٣٧ / ١٤٤).

لولا ـ هاهنا ـ تدل على امتناع الشئ لوجود غيره (٢٨).

* إلى مائة ألف أو يزيدون (٣٧ / ١٤٧).

قال قوم : أو ـ هاهنا ـ بمعنى : الواو ، ويزيدون ، وقال آخرون : بمعنى بل ، وقال قوم : هي بمعنى الإباحة ، كأنه قال : إذا قال قائل : هم مائة ألف فقد صدق ، وإن قال غيره : بل يزيدون على مائة ألف ، فقد صدق (٢٩).

* وما منا إلا له مقام (٣٧ / ١٦٤).

أي : من له مقام ، وهذا من إضمار الأسماء (٣٠).

__________________

(٢٣) صا ٢٠٦.

(٢٤) مج ٣ / ٦. مق ٣ / ٤.

(٢٥) مق ٦ / ١٠٦ ـ مج ٤ / ٥٢٣.

(٢٦) مق ١ / ٣٣٩.

(٢٧) مق ٣ / ١١١.

(٢٨) صا ١٦٤.

(٢٩) صا ١٢٧.

(٣٠) صا ٢٣٢.


سورة ص

* ص والقرآن ذي الذكر ، بل الذين كفروا (٣٨ / ١ ـ ٢).

بل ، بمعنى : إن (٣١)

* ولات حين مناص (٣٨ / ٣).

المناص : المصدر ، والملجأ أيضا (٣٢).

* وانطلق الملأ منهم أن امشوا (٣٨ / ٦).

بمعنى أي امشوا (٣٣).

* واصبروا على آلهتكم (٣٨ / ٦).

فقيل لهم في الجواب : فإن يصبروا فالنار مثوى لهم (٣٤).

* بل لما يذوقوا عذاب (٣٨ / ٨).

لما بمعنى لم ، ولا تدخل إلا على مستقبل (٣٥).

* ما لها من فواق (٣٨ / ١٥).

قال قتادة : ما لها من رجوع ، ولا مثنوية ، ولا ارتداد ، وقال غيره : ما لها من نظرة (٣٦).

* وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب (٣٨ / ١٦).

القط : يقال : إنه الصك بالجائزة ، فكأنهم أرادوا كتبهم التي يعطونها من الأجر في الآخرة (٣٧).

* ولا تشطط (٣٨ / ٢٢).

يقال : أشط فلان في السوم : إذا أبعد وأتى الشطط ، وهو : مجاوزة القدر ، ويجوز

__________________

(٣١) صا ١٤١.

(٣٢) مق ٥ / ٣٦٩.

(٣٣) صا ١٣٢.

(٣٤) فصلت ٢٤ ـ وينظر صا ٢٤١.

(٣٥) صا ١٦٤.

(٣٦) مج ٤ / ٧٠.

(٣٧) مق ٥ / ١٣.


أن يكون بمعنى : ولا تمل ، من الميل والجور في الحكم (٣٨).

* فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب (٣٨ / ٢٥).

قيل للمصلي : راكع ، وللساجد شاكرا : راكع (مج ٢ / ٤٣٥).

* وإن له عندنا لزلفى (٣٨ / ٢٥).

الزلفى : القربى (٣٩).

* إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد (٣٨ / ٣١).

الجواد : الفرس الذريع والسريع ، والجمع : جياد ، والمصدر : الجودة (٤٠).

* فطفق مسحا بالسوق والأعناق (٣٨ / ٣٣).

طفق يفعل كذا ، كما يقال : ظل يفعل (٤١).

* فاضرب به ولا تحنث (٣٨ / ٣٤).

الواو مقحمة. أراد ـ والله أعلم ـ فاضرب به لا تحنت ، جزما على جواب الأمر ، وقد تكون نهيا ، والأول أجود (٤٢).

* قل لا أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين (٣٨ / ٣٦).

المتكلف : العريض لما لا يعنيه (مق ٥ / ١٣٦).

* هذا وإن للطاغين لشر مآب (٣٨ / ٥٥).

بمعنى : هذا كما قلنا ، وإن للطاغين لشر مآب ، قال بعض أهل العلم : ويدل على هذا المعنى دخول الواو بعد قوله : ذلك وهذا ، لأن ما بعد الواو يكون منسوقا على ما قبله بها ، وإن كان مضمرا (٤٣).

سورة الزمر

* يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل (٣٩ / ٥).

__________________

(٣٨) مق ٣ / ١٦٦ ـ مج ٣ / ١٤٥.

(٣٩) مق ٣ / ٢١.

(٤٠) مق ١ / ٤٩٣.

(٤١) مق ٣ / ٤١٣.

(٤٢) صا ١٢٠.

(٤٣) صا ١٦٣.


أي : ينقص من هذا ويزيد في هذا ، وينقص من هذا ويزيد في ذاك (٤٤).

* وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج (٣٩ / ٦).

يعني : خلق ، وإنما جاز أن يقول : أنزل ، لأن الأنعام لا تقوم إلا بالنبات والنبات لا يقوم إلا بالماء ، والله ـ جل ثناؤه ـ ينزل الماء من السماء (٤٥).

* أفأنت تنقذ من في النار (٣٩ / ١٩).

أي : لست منقذهم ، استخبار معناه النفي (٤٦).

* فبما رحمة من الله (٣٩ / ٢٣).

ما : صلة ، يقال : إن العرب تصل بما (٤٧).

* قضى عليها الموت (٣٩ / ٤٢).

قضى ـ هاهنا ـ بمعنى : حتم (٤٨).

* له مقاليد السماوات والأرض (٣٩ / ٦٣).

المقاليد ، يقال : هي الخزائن ولعلها سميت بذلك لأنها تحصن الأشياء أي : تحفظها وتحوزها (٤٩).

* ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين (٣٩ / ٧١).

الحاقة : القيامة لأنها تحق بكل شئ ، أي : وجبت (٥٠).

* حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها (٣٩ / ٧٣).

هذا محتاج إلى بيان لأن (حتى إذا) لا بد لها من تمام ، فالبيان ـ هاهنا ـ مضمر ، قالوا : تأويله : حتى إذا جاؤوها ، جاؤوها وفتحت أبوابها (٥١).

* وترى الملائكة حافين من حول العرش (٣٩ / ٧٥).

__________________

(٤٤) مج ٤ / ٢٠٦ ـ مق ٥ / ١٤٦.

(٤٥) صا ٩٥.

(٤٦) صا ١٨٣.

(٤٧) مق ١ / ٢٦٩.

(٤٨) صا ٢٠١.

(٤٩) مق ٥ / ٢٠.

(٥٠) مج ٢ / ١٩ ـ مق ٢ / ١٧.

(٥١) صا ٢٤٠.


حافين : أي : مطيفين (٥٢) ، وحفوا به : أي : أطافوا به (٥٣).

سورة غافر

* وقابل التوب (٤٠ / ٣).

التوب : التوبة (٥٤).

* إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون (٤٠ / ١٠).

تأويله : لمقت الله إياكم في الدنيا حين دعيتم إلى الإيمان فكفرتم ، ومقته إياكم اليوم أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم ، إذ دعيتم إلى الحساب ، وعند ندمكم على ما كان منكم (٥٥).

* وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم (٤٠ / ٢٨).

يقال : إن العرب تصل ب (بعض) (٥٦).

* إني أخاف عليكم يوم التناد (٤٠ / ٣٢).

قرئت مخففة ومشددة ، فمن شدد فهو من ند : إذا نفر ، وهو مقتص من قوله : (يوم يفر المرء من أخيه) (٥٧) إلى آخر القصة. ومن خفف فهو تفاعل من النداء ، مقتص من قوله جل ثناؤه : (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار) (٥٨) (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة) (٥٩) (ونادى أصحاب الأعراف) (٦٠) وما أشبه هذا من الآي التي فيها ذكر النداء (٦١).

__________________

(٥٢) مق ٢ / ١٥.

(٥٣) مج ٢ / ١٦.

(٥٤) مق ١ / ٣٥٧.

(٥٥) صا ٢٤٧.

(٥٦) مق ١ / ٢٦٩.

(٥٧) عبس : ٣٨.

(٥٨) الأعراف : ٤٤.

(٥٩) الأعراف : ٥٠.

(٦٠) الأعراف : ٤٨.

(٦١) صا ٢٣٩.


* ويوم يقوم الأشهاد (٤٠ / ٥١).

يقال : إنها مقتصة من أربع آيات ، لأن الأشهاد أربعة : الملائكة في قوله ـ جل ثناؤه ـ : (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) (٦٢) ، والأنبياء (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) (٦٣) وأمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لقوله ـ جل ثناؤه ـ : (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) (٦٤) ، والأعضاء لقوله ـ جل ثناؤه ـ : (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) (٦٥).

* وما كنتم تمرحون (٤٠ / ٧٥).

المرح : المسرة لا يكاد صاحبها يستقر معها طربا (٦٦).

سورة فصلت

* وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا (٤١ / ٢١).

إن الجلود ، في هذا الموضع ، كناية عن آراب الأنساب (٦٧).

* فإن يصبروا فالنار مثوى لهم (٤١ / ٢٤).

جواب (وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم) (٦٨).

* تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة (٤١ / ٣٠).

بيان للبشرى في قوله تعالى : (لهم البشرى في الحياة الدنيا) (٦٩).

* اعملوا ما شئتم (٤١ / ٤٠).

أمر ، والمعنى وعيد (٧٠).

__________________

(٦٢) ق ٢١.

(٦٣) النساء : ٤١.

(٦٤) البقرة : ١٤٣.

(٦٥) النور : ٢٤. وينظر صا ٢٣٩.

(٦٦) مق ٥ / ٣١٦.

(٦٧) صا ٢٦٠.

(٦٨) ص ٦ ـ وينظر صا ٢٤١.

(٦٩) يونس : ٦٤. وينظر صا ٢٤٢.

(٧٠) صا ١٨٥.


* إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم (٤١ / ٤١).

ولم يجر للذكر خبر ، ثم قال :

* وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (٤١ / ٤٢).

وجواب (إن الذين كفروا) قوله ـ جل ثناؤه ـ : (أولئك ينادون من مكان بعيد) (٤١ / ٤٤). وقيل : إن هذا من الاستطراد (٧١).

سورة الشورى

* ويستغفرون لمن في الأرض (٤٢ / ٥).

أراد به : (وتستغفرون للذين آمنوا) (٧٢) فهذا من العام الذي يراد به الخاص (٧٣).

* يذرؤكم فيه (٤٢ / ١١).

الذروء : كالشئ يبذر ويزرع. يقال : ذرأ الله الخلق يذرؤهم (٧٤) ، وهذا من الأفعال التي لم يوصف بها ، فلم يسمع في صفاته ـ جل ثناؤه ـ : الذارئ (٧٥).

* ليس كمثله شئ (٤٢ / ١١).

الكاف ـ هاهنا ـ زائدة (٧٦).

* حجتهم داحضة عند ربهم (٤٢ / ١٦).

دحضت حجة فلان : إذا لم تثبت (٧٧).

* وجزاء سيئة سيئة مثلها (٤٢ / ٤٠).

هذا من باب الجزاء عن الفعل بمثل لفظه ، وهو من المحاذاة (٧٨).

__________________

(٧١) صا ٢٧٠.

(٧٢) غافر : ٧.

(٧٣) صا ٢١٠.

(٧٤) مق ٢ / ٣٥٣.

(٧٥) صا ٢٧١.

(٧٦) صا ١١١.

(٧٧) مق ٢ / ٣٣٢.

(٧٨) صا ٢٣١.


سورة الزخرف

* سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين (٤٣ / ١٣).

أي : مطيقين ، من قولهم : فلان مقرن لكذا ، أي : مطيق له (٧٩).

* وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا (٤٣ / ١٩).

ناس يقولون : جعل ، بمعنى سمى (٨٠).

* إنا وجدنا آباءنا على أمة (٤٣ / ٢٢).

قال الخليل : الأمة : الدين (٨١).

* إنني براء مما تعبدون (٤٣ / ٤٦).

براء ، في لغة أهل الحجاز ، وفي غير موضع من القرآن : (إني برئ) (٨٢). فمن قال : أنا براء لم يثن ولم يؤنث. ويقولون : نحن البراء والخلاء ، من هذا ، ومن قال : برئ ، قال : بريئان وبريئون ، وبرءآء على وزن برعاء ، وبراء بلا همزتان ، نحو براع ، وبراء مثل : براع (٨٣).

* أفلا تبصرون (٤٣ / ٥١).

أراد : أم تبصرون ، وهذا من الكف ، وهو أن يكف عن ذكر الخبر اكتفاء بما يدل عليه الكلام (٨٤) وكان سيبويه يقول : أفلا تبصرون أم أنتم بصراء (٨٥).

* أم أنا خير من هذا الذي هو مهين (٤٣ / ٥٢).

معناه : أنا خير (٨٦).

* إذا قومك منه يصدون (٤٣ / ٥٧).

__________________

(٧٩) مق ٥ / ٧٦.

(٨٠) مج ١ / ٤٤١.

(٨١) مق ١ / ٢٧.

(٨٢) ورد اللفظ تسع مرات ، ينظر المعجم المفهرس ١١٦ ـ ١١٧.

(٨٣) مق ١ / ٢٣٦.

(٨٤) صا ٢٥٦.

(٨٥) صا ١٢٤.

(٨٦) صا ١٢٦.


أي : يضجون ، صد يصد : إذا ضج (٨٧).

* وإنه لعلم للساعة (٤٣ / ٦١).

قرأ بعض القراء (لعلم ـ بفتح العين واللام) قالوا : يراد به نزول عيسى عليه‌السلام ، وإن بذلك يعلم قرب الساعة (٨٨).

* لا يفتر عنهم (٤٣ / ٧٥).

أي : لا يضعف (٨٩).

* قل : إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين (٤٣ / ٨١).

أي أول من غضب عن هذا وأنف من قوله ، وهذا هو العبد ، مثل الأنف والحمية. يقال : هو يعبد لهذا الأمر. وذكر عن علي عليه‌السلام أنه قال : (عبدت فصمت) أي أنفت فسكت (٩٠).

سورة الدخان

* ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون (٤٤ / ١٢).

فقيل لهم : (ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون) (٩١) فهذا جواب ذاك (٩٢).

* إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون (٤٤ / ١٥).

فظاهره خبر ، والمعنى : إنا إن نكشف عنكم العذاب تعودوا (٩٣).

* ذق إنك أنت العزيز الكريم (٤٤ / ١٩).

اللفظ خبر ، وحقيقته تبكيت (٩٤).

__________________

(٨٧) مق ٣ / ٢٨٢.

(٨٨) مق ٤ / ١١٠.

(٨٩) مق ٤ / ٦٧٠.

(٩٠) مق ٤ / ٢٠٧.

(٩١) المؤمنون ٧٥.

(٩٢) صا ٢٤١.

(٩٣) صا ١٨٠.

(٩٤) صا ١٨٠.


سورة الجاثية

* ثم جعلناك على شريعة من الأمر (٤٥ / ١٨).

الشرعة في الدين ، والشريعة ، اشتق من الشريعة التي هي مورد الشاربة الماء (٩٥).

* أم حسب الذين اجترحوا السيئات (٤٥ / ٢١).

من قولهم : إجترح : إذا عمل وكسب ، وإنما سمي ذلك اجتراحا لأنه عمل بالجوارح ، وهي : الأعضاء الكواسب (٩٦).

سورة الأحقاف

* أو أثارة من علم (٤٦ / ٤).

يقال : إنه الخط الذي يخطه الزاجر (٩٧) ، والإثارة البقية من الشئ والجمع : أثارات (٩٨) والعلم ، هاهنا : الخط (٩٩).

* إذ تفيضون فيه (٤٦ / ٨).

تندفعون فيه ، من : أفاض القوم في الحديث : إذا اندفعوا فيه (١٠٠).

* ما كنت بدعا من الرسل (٤٦ / ٩).

أي : ما كنت أول (١٠١).

* وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله (٤٦ / ١٠).

أي : عليه (١٠٢).

__________________

(٩٥) مق ٣ / ٢٦٢.

(٩٦) مق ١ / ٤٥١.

(٩٧) مج ١ / ١٦٦.

(٩٨) مق ١ / ٥٥.

(٩٩) مق ٢ / ١٥٤.

(١٠٠) مق ٤ / ٤٦٥.

(١٠١) مق ١ / ٢٠٩.

(١٠٢) صا ٢٠٧.


* قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم (٤٦ / ١٠).

إذا رد كل شئ إلى ما يصلح أن يتصل به كان التأويل : قل أرأيتم إن كان من عند الله ، وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ، فآمن وكفرتم به واستكبرتم (١٠٣).

* أذهبتم طيباتكم (٤٦ / ٢٠).

إستخبار والمعنى توبيخ (١٠٤).

* قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا (٤٦ / ٢٢).

أفكت الرجل عن الشئ : إذا صرفته عنه (١٠٥).

* قالوا هذا عارض ممطرنا (٤٦ / ٢٤).

العارض : السحاب (١٠٦).

* ولم يعي بخلقهن بقادر (٤٦ / ٣٣).

قال قوم : الباء في موضعها (بقادر) وإن العرب تعرف ذلك وتفعله (١٠٧).

سورة محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله)

* فضرب الرقاب (٤٧ / ٤).

أقام المصدر مقام الأمر ، فصار في معنى الأمر (١٠٨).

* ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم (٤٧ / ٤).

على معنى : ذلك كما قلنا وكما فعلنا (١٠٩).

* ويدخلهم الجنة عرفها لهم (٤٧ / ٦).

أي : طيبها ، والعرف : الرائحة الطيبة (١١٠).

__________________

(١٠٣) صا ٢٤٥.

(١٠٤) صا ١٨١.

(١٠٥) مق ١ / ١١٨.

(١٠٦) مق ٤ / ٢٧٨.

(١٠٧) صا ١٠٧.

(١٠٨) صا ٢٣٦ ـ ٢٣٧.

(١٠٩) صا ١٦٣.

(١١٠) مق ٤ / ٢٨١.


* والذين كفروا فتعسا لهم (٤٧ / ٨).

دخلت الفاء لأنه جعل الكفر شريطة ، وكأنه قال : ومن كفر فتعسا له (١١١).

* دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها (٤٧ / ١٠).

الدمار : الهلاك (١١٢).

* من ماء غير آسن (٤٧ / ١٥).

يقال : أسن الماء : إذا تغير ، يأسن ، ويأسن ، هذا هو المشهور وقد يقال : أسن (١١٣).

* قالوا ماذا قال انفا (٤٧ / ١٦).

كأنه : ابتداؤه ، من قولهم : فعل كذا آنفا ، ومؤتنف الأمر : ما يبتدأ به (١١٤).

* فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله (٤٧ / ٢١).

معناه : فإذا عزم الأمر كذبوه (١١٥).

* فهل عسيتم (٤٧ / ٢٢).

جمع (عسى) هاهنا ، لأنه على الاستفهام ، قال أبو عبيدة : معناه : هل عدوتم ذاك؟ هل جزتموه؟ (١١٦).

* ولتعرفنهم في لحن القول (٤٧ / ٣٠).

اللحن : فحوى الكلام (١١٧) ومعناه (١١٨).

سورة الفتح

* إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله (٤٨ / ١).

__________________

(١١١) صا ١١٠.

(١١٢) مق ٢ / ٣٠٠.

(١١٣) مق ١ / ١٠٤.

(١١٤) مق ١ / ١٤٦.

(١١٥) صا ٢٠٦.

(١١٦) صا ١٥٧.

(١١٧) مج ٤ / ٢٦٩.

(١١٨) مق ٥ / ١٣٩.


قال قائل : لم جاز أن تكون المغفرة جزاء لما امتن به عليه ، وهو قوله : (إنا فتحنا لك فتحا)؟ فالجواب من وجهين :

أحدهما : أن الفتح ، وإن كان من الله ـ جل ثناؤه ـ فكل فعل يفعله العبد من خير فالله الموفق له والميسر ، ثم يجازي عليه فتكون الحسنة منة من الله ـ عزوجل ـ عليه ، وكذلك جزاؤه له عنها منة.

والوجه الآخر أن يكون قوله : (إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، فسبح بحمد ربك واستغفره) (١١٩). فأمره بالاستغفار إذا جاء الفتح ، فكأنه أعلمه أنه إذا جاء الفتح واستغفر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فكأن المعنى ، على هذا الوجه : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ، فإذا جاء الفتح فاستغفر ربك ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر.

وقال قوم : فتحنا لك في الدين فتحا مبينا لتهتدي به أنت والمسلمون فيكون ذلك سببا للغفران (١٢٠).

* لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه (٤٨ / ٩).

التعزير في هذه الآية : النصرة والتعظيم والمشايعة على الأمر (١٢١) والتوقير (١٢٢).

* يقولون بألسنتهم (٤٨ / ١١).

إعلم أن ذلك باللسان دون النفس (١٢٣).

* وكنتم قوما بورا (٤٨ / ١٢).

يقال للواحد والجميع والنساء والذكور : بور. البور : الضالون الهلكى (١٢٤).

* سيماهم في وجوههم من أثر السجود (٤٨ / ٢٩).

السومة : العلامة تجعل في الشئ ، والسيما ، مقصور ، من ذلك فإذا مدوه قالوا :

__________________

(١١٩) النصر ١ ـ ٣.

(١٢٠) صا ١١٤ ـ ١١٥.

(١٢١) مج ٣ / ٤٨٣.

(١٢٢) مق ٤ / ٣١١.

(١٢٣) صا ٢٧٢.

(١٢٤) مق ١ / ٣١٦.


السيماء (١٢٥).

* كزرع أخرج شطأه (٤٨ / ٢٩).

الشطء : شطء النبات : وهو ما خرج من حول الأصل ، والجمع : أشطاء (١٢٦).

سورة الحجرات

* إن الذين ينادونك من وراء الحجرات (٤٩ / ٤).

كأن رجلا نادى : يا محمد ، إن مدحي زين ، وإن شتمي شين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ويلك ذاك الله ، جل ثناؤه (١٢٧).

* ولكن الله حبب إليكم الإيمان ... أولئك هم الراشدون (٤٩ / ٧).

حول الخطاب من الشاهد إلى الغائب (١٢٨).

* حتى تفئ إلى أمر الله (٤٩ / ٩).

كل رجوع فئ (١٢٩).

* لا يسخر قوم من قوم (٤٩ / ١١).

القوم : جماعة الرجال دون النساء (١٣٠) والقوم : جمع امرئ (١٣١).

* عسى أن يكونوا خيرا منهم (٤٩ / ١١).

كل ما في القرآن من (عسى) على وجه الخبر فهو موحد (١٣٢).

* ولا نساء من نساء (٤٩ / ١١).

دل على أن (القوم) خاص بالرجال (١٣٣).

__________________

(١٢٥) مق ٣ / ١١٨ ـ ١١٩.

(١٢٦) مق ٣ / ١٨٥.

(١٢٧) صا ٢١٢.

(١٢٨) صا ٢١٥.

(١٢٩) مق ٤ / ٥٣.

(١٣٠) مج ٤ / ١٣٣.

(١٣١) مق ٥ / ٤٣.

(١٣٢) صا ١٥٧.

(١٣٣) مج ٤ / ١٣٣.


* ولا تنابزوا بالألقاب (٤٩ / ١١).

اللقب : النبز ، واحد ، ولقبته تلقيبا (١٣٤). وقال قتادة : هو أن تقول للرجل : يا فاسق ، يا منافق. وروى الشعبي (١٣٥) عن أبي جبيرة بن الضحاك ـ وأبو جبيرة رجل من الأنصار ، من بني سلمة ـ قال : فينا أنزلت هذه الآية ، وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قدم علينا ، وليس منا رجل إلا له لقبان أو ثلاثة ، فجعل بعضنا يدعو بعضنا بلقبه ، فسمع ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجعل هو أحيانا يدعو الرجل ببعض تلك الألقاب ، فقيل له : يا رسول الله إنه يغضب من هذا ، فأنزل الله جل ثناؤه الآية (١٣٦).

* وجعلناكم شعوبا وقبائل (٤٩ / ١٣).

الشعب : ما تشعب من قبائل العرب والعجم (١٣٧).

* قالت الأعراب آمنا (٤٩ / ١٤).

إنما قاله فريق منهم (١٣٨).

* لا يلتكم من أعمالكم شيئا (٤٩ / ١٤).

يقال : لاته يليته : نقصه (١٣٩) ، وقرئت (يألتكم) من ألته يألته إذا نقصه (١٤٠).

سورة ق

* من كل زوج بهيج (٥٠ / ٧).

__________________

(١٣٤) مق ٥ / ٢٦١ ـ مج ٤ / ٢٨٥.

(١٣٥) أبو عمرو عامر بن شراحيل ، كوفي تابعي ، كان نديم عبد الملك بن مروان وتوفي سنة ١٠٥ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٢٤٦. تأريخ بغداد ١٢ / ٢٢٧.

(١٣٦) صا ٩٣ ـ ٩٤.

(١٣٧) مق ٣ / ١٩١.

(١٣٨) صا ٢١٠.

(١٣٩) مق ٥ / ٢٢٣.

(١٤٠) مق ١ / ١٣٠.


يقال : أراد ب (زوج) اللون ، كأنه قال : من كل لون بهيج (١٤١).

* والنخل باسقات (٥٠ / ١٠).

قال الخليل (١٤٢) : يقال : بسقت النخلة بسوقا : إذا طالت وكملت (١٤٣).

* فأحيينا به بلدة ميتا (٥٠ / ١١).

قال : (ميتا) لا (ميتة) ، لأنه حمله على المكان. (١٤٤).

* ألقيا في جهنم (٥٠ / ٢٤).

هو خطاب لخزنة النار ، والزبانية ، وهذا من أمر الواحد والجماعة بلفظ أمر الاثنين (١٤٥).

* وما مسنا من لغوب (٥٠ / ٣٨).

اللغوب : التعب والإعياء والمشقة ، وأتى ساغبا لاغبا ، أي : جائعا تعبا (١٤٦).

سورة الذاريات

* والسماء ذات الحبك (٥١ / ٧).

الحبك : الطرائق (١٤٧) وحبك السماء ذات الخلق الحسن المحكم (١٤٨).

* يؤفك عنه (٥١ / ٩).

أي : يؤفك عن الدين أو عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال أهل العلم : وإنما جاز هذا لأنه قد جرى الذكر في القرآن ، وهذا من باب الكناية عن الشئ لم يجر له ذكر (في السياق) (١٤٩).

__________________

(١٤١) مق ٣ / ٣٥.

(١٤٢) العين ٥ / ٨٥.

(١٤٣) مق ١ / ١٤٧.

(١٤٤) صا ٢٥٤.

(١٤٥) صا ٢١٩.

(١٤٦) مق ٥ / ٢٥٧.

(١٤٧) مج ٢ / ١٣٢.

(١٤٨) مق ٢ / ١٣٠ ـ مج ٢ / ١٣٢.

(١٤٩) صا ٢٦١.


* قتل الخراصون (٥١ / ١٠).

كان عبد الله بن مسلم بن قتيبة (١٥٠) يقول في هذا الباب : من ذلك الدعاء على جهة الذم لا يراد به الوقوع.

قال أحمد بن فارس : لا يجوز لأحد أن يطلق فيما ذكره الله ـ جل ثناؤه ـ أنه دعاء لا يراد به الوقوع ، بل : هو دعاء عليهم أراد الله وقوعه بهم فكان كما أراد ، لأنهم قتلوا وأهلكوا وقوتلوا ولعنوا (١٥١) وما كان الله ـ جل ثناؤه ـ ليدعو على أحد فتحيد الدعوة عنه قال الله ـ جل ثناؤه : (تبت يدا أبي لهب) (١٥٢) فدعا عليه ثم قال : (وتب) أي : وقد تب ، وحاق به التباب.

وابن قتيبة يطلق إطلاقات منكرة ، ويروي أشياء شنيعة ، كالذي رواه عن الشعبي أن عليا عليه‌السلام توفي ولم يجمع القرآن.

قال : وروى شريك (١٥٣) عن إسماعيل بن أبي خالد (١٥٤). قال : سمعت الشعبي يقول ، ويحلف بالله : (لقد دخل علي حفرته وما حفظ القرآن) ، وهذا كلام شنيع جدا فيمن يقول : (سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني فما من آية إلا أعلم أبليل نزلت أم بنهار ، أم في سهل أم في جبل!).

وروى السدي (١٥٥) عن عبد خير ، عن علي عليه‌السلام ، أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأقسم ألا يضع على ظهره رداء حتى يجمع القرآن ، قال : فجلس في بيته حتى جمع القرآن ، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن ، جمعه من قلبه ، وكان عند آل جعفر. فانظر إلى قول القائل : جمعه من

__________________

(١٥٠) أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، اختلف الرأي في نزاهته توفي في سنة ٢٧٦.

نزهة الألباء ١٢٨ ، وفيات الأعيان ٣ / ٤٢ ، بغية الوعاة ٢ / ٦٣.

(١٥١) يريد كل ما ورد في القرآن الكريم مما يجري هذا المجرى ، كقوله تعالى : (قتل الإنسان ما أكفره) (عبس : ١٧) و (قاتلهم الله أنى يؤفكون) (المنافقون : ٤).

(١٥٢) المسد : ١.

(١٥٣) أبو عبد الله القاضي شريك النخعي ، تولى قضاء الكوفة أيام المهدي ، ولد في سنة خمس وتسعين للهجرة في بخارى ، وتوفي في سنة سبع وسبعين ومائة في الكوفة ، وفيات الأعيان ٢ / ٢٦٤. تأريخ بغداد ٩ / ٢٧٩ ..

(١٥٤) من طبقة الأعمش ، وأبي إسحاق الشيباني ، تلمذ له حفص بن غياث القاضي الذي ولي القضاء على أيام هارون الرشيد ، ينظر : وفيات الأعيان ٢ / ١٩٨.

(١٥٥).


قلبه ... (١٥٦).

* أيان يوم الدين (٥١ / ١٢).

أي : متى؟ (١٥٧).

* والسماء بنيناها بأيد (٥١ / ٤٧).

يقال : أيده الله ، أي : قواه الله (١٥٨).

سورة الطور

* يوم يدعون إلى نار جهنم دعا (٥٢ / ١٣).

الدع : الدفع ، يقال : دععته أدعه دعا (١٥٩).

* وما ألتناهم (٥٣ / ٢١).

الألت : النقصان (١٦٠).

* أم يقولون شاعر (٥٢ / ٣٠).

أم ، هاهنا ، في قول بعضهم ، بمعنى : بل (١٦١).

* أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون؟ قل تربصوا (٥٢ / ٣٠ ـ ٣١).

هذا ، وما أشبهه ، هو الابتداء الذي تمامه متصل به ، في باب الأمر المحتاج إلى بيان ، وبيانه متصل به (١٦٢).

* أم يقولون تقوله (٥٢ / ٣٣).

رد عليهم قولهم هذا ب (ولو تقول علينا بعض الأقاويل ، لأخذنا منه باليمين) (١٦٣).

__________________

(١٥٦) صا ١٩٩ ـ ٢٠١.

(١٥٧) صا ١٤٣.

(١٥٨) مق ١ / ١٦٣.

(١٥٩) مق ٢ / ٢٥٧.

(١٦٠) مج ١ / ٢٠٤.

(١٦١) صا ١٢٥.

(١٦٢) صا ٢٤٠.

(٢٨٩) الحاقة : ٤٤ ـ ٤٥ ، وينظر : صا ٢٤١.


* فهم من مغرم مثقلون (٥٢ / ٤٠) (وأيضا : القلم ٤٦).

المغرم : المثقل دينا (١٦٤).

* أم عندهم الغيب فهم يكتبون (٥٢ / ٤١) (وأيضا : القلم ٤٧).

قال ابن الأعرابي (١٦٥) : الكاتب عند العرب : العالم (١٦٦).

* أم يريدون كيدا (٥٢ / ٤٢).

يسمون المكر : كيدا (١٦٧).

* وإن يروا كسفا ساقطا (٥٢ / ٤٤).

الكسفة : القطعة من الغيم (١٦٨).

سورة النجم

* فكان قاب قوسين أو أدنى (٥٣ / ٩).

قاب عندنا فيها معنيان : إبدال ، وقلب ، فأما الإبدال فالباء مبدلة من دال ، والألف منقلبة من ياء ، والأصل : القيد ، ويقال : ألقاب : ما بين المقبض والسية ، ولكل قوس قابان (١٦٩) وقاب قوسين : قال أهل التفسير : أراد : قيد ذراعين (١٧٠).

* الذين يجتبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم (٥٣ / ٣٢).

اللمم : ليس بمواقعة الذنب ، وإنما هو مقاربته ثم ينحجز عنه (١٧١) كذا قال بعض المفسرين (١٧٢) ، وهو مختصر ، معناه : إلا أن يصيب الرجل اللمم ، واللمم أصغر الذنوب ، والله ـ جل ثناؤه ـ لا يأذن في قليل الذنب ولا كثيره ، وكان الفراء يقول :

__________________

(١٦٤) مج ٤ / ٣٩.

(١٦٥) أبو عبد الله محمد بن زياد ، مولى بني هاشم من أكابر أئمة اللغة وكان ربيبا للمفضل الضبي.

توفي في سنة إحدى ، وقيل : ثلاث وثلاثين ومائتين ، نزهة الألباء ٩٦. وفيات الأعيان ٤ / ٤٠٦.

(١٦٦) مق ٥ / ١٥٩ ـ مج ٤ / ٢١٥.

(١٦٧) مق ٥ / ١٤٩.

(١٦٨) مق ٥ / ١٨٧.

(١٦٩) مق ٥ / ٤٦.

(١٧٠) مق ٥ / ٤٠.

(١٧١) مق ٥ / ١٩٧.


استثنى الشئ من الشئ ليس منه على الاختصار (١٧٣).

* وأعطى قليلا وأكدى (٥٣ / ٣٤).

يقال للرجل إذا أعطى يسيرا ثم قطع : أكدى ، شبه بالحافر يحفر فيكدي فيمسك عن الحفر (١٧٤).

* أزفت الآزفة (٥٣ / ٥٧).

اقتربت ودنت (١٧٥).

* وأنتم سامدون (٥٣ / ٦١).

أي : لاهون (١٧٦).

سورة القمر

* أني مغلوب فانتصر (٥٤ / ١٠).

بيانه في موضع آخر (ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا) (١٧٧).

* فتعاطى فعقر (٥٤ / ٢٩).

التعاطي : التناول : تناول ما ليس له بحق ، يقال : فلان يتعاطى ظلم فلان (١٧٨).

* فكانوا كهشيم المحتظر (٥٤ / ٣١).

أي : الذين يعمل الحظيرة للغنم ، ثم ييبس ذلك فيتهشم (١٧٩).

* أم يقولون نحن جميع منتصر (٥٤ / ٤٤).

فقيل لهم : (ما لكم لا تناصرون؟) (١٨٠).

__________________

(٢٩٩) صا ١٣٥.

(١٧٤) مق ٥ / ١٦٦.

(١٧٥) مق ١ / ٩٤.

(١٧٦) مق ٣ / ١٠٠.

(١٧٧) الأنبياء : ٧٧ ، وينظر : صا ٢٤٢.

(١٧٨) مق ٤ / ٣٥٤.

(١٧٩) مق ٢ / ٨١.

(١٨٠) الصافات : ٢٥ ، وينظر : صا ٢٤١.


سورة الرحمن

* الرحمن. علم القرآن (٥٥ / ١ ـ ٢).

رد على قولهم : (... وما الرحمن) (١٨١) وبيان له (١٨٢).

* خلق الإنسان ، علمه البيان (٥٥ / ٣ ـ ٤).

فوصفه بأبلغ ما يوصف به الكلام ، وهو البيان (١٨٣).

* علمه البيان (٥٥ / ٤).

وهل يكون أول البيان إلا علم الحروف التي يقع بها البيان؟ (١٨٤)

* الشمس والقمر بحسبان (٥٥ / ٥).

الحسب : مصدر حسبت الشئ ، أحسبه حسبانا ، وحسبانا وحسبة وحسبا (١٨٥).

* والنجم والشجر يسجدان (٥٥ / ٦).

الشجر : كل نبات له ساق (١٨٦).

* والنخل ذات الأكمام (٥٥ / ١١).

الكم : وعاء الطلع ، والجمع : الأكمام (١٨٧).

* فبأي آلاء ربكما تكذبان (٥٥ / ١٣ ـ ١٦ ...).

التكرير والإعادة من سنن العرب إرادة إلا بلاغ بحسب العناية بالأمر (١٨٨).

* مرج البحرين يلتقيان (٥٥ / ١٩).

__________________

(١٨١) الفرقان : ٦٠.

(١٨٢) صا ٢٤١.

(١٨٣) صا ٤٠.

(١٨٤) صا ٣٦.

(١٨٥) مج ٢ / ٦٣ ـ مق ٢ / ٥٩.

(١٨٦) مق ٣ / ٢٤٦.

(١٨٧) مق ٥ / ١٢٢.

(١٨٨) صا ٢٠٧ ـ ٢٠٨.


كأنه ، جل ثناؤه ، أرسلهما فمرجا ، والمرج : الاختلاط (١٨٩).

* ويبقى وجه ربك (٥٥ / ٢٧).

قال بعض أهل العلم : إن العرب تزيد في كلامها أسماء وأفعالا كالوجه وغيره (١٩٠).

* سنفرغ لكم أيها الثقلان (٥٥ / ٣١).

مجاز ، والله ـ تعالى ـ لا يشغله شأن عن شأن ، قال أهل التفسير : سنفرغ ، أي : نعمد ، يقال : فرغت إلى أمر كذا ، أي : عمدت له (١٩١).

* فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان (٥٥ / ٣٣).

لفظة أمر ، ومعناه : تعجيز (١٩٢).

* شواظ من نار (٥٥ / ٣٥).

الشواظ : شواظ اللهب من النار لا دخان معه (١٩٣).

* فكانت وردة كالدهان (٥٥ / ٣٧).

الدهان : ما يدهن به ، ويقال : إنه دردي الزيت (١٩٤).

* حميم آن (٥٥ / ٤٤).

قد انتهى حره (١٩٥).

* ولمن خاف مقام ربه (٥٥ / ٤٦).

أي : ولمن خاف ربه (١٩٦).

* مدهامتان (٥٥ / ٤٤).

أي : سوداوان في صفة الجنتين ، وذلك للري والخضرة (١٩٧).

__________________

(١٨٩) مق ٥ / ٣١٥.

(١٩٠) صا ٢٠٦.

(١٩١) مق ٤ / ٤٩٣.

(١٩٢) صا ١٨٦.

(١٩٣) مق ٣ / ٢٢٨.

(١٩٤) مق ٢ / ٣٠٨ ـ مج ٢ / ٢٩٦.

(١٩٥) مق ١ / ١٤٣.

(١٩٦) صا ٢٤٩.

(١٩٧) مج ٢ / ١٩٥ ـ مق ٢ / ٣٠٨.


* على رفرف (٥٥ / ٧٦).

قال ابن دريد (١٩٨) : هي الرياض. ويقال : هي البسط. وقال بعضهم : الرفرف ثياب خضر (١٩٩).

سورة الواقعة

* ليس لوقعتها كاذبة (٥٦ / ٢).

أي : تكذيب (٢٠٠).

* وبست الجبال بسا (٥٦ / ٥).

يقال : سيقت سوقا (٢٠١).

* ما أصحاب الميمنة (٥٦ / ٨).

إستخبار في اللفظ ، والمعنى تعجب ، وقد يسمى هذا تفخيما (٢٠٢).

* وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون (٥٦ / ٢٢).

سئل الأصمعي (٢٠٣) عن (القوافي العين) فقال : لا أعرفها ، وهذا من الورع الذي كان يستعمله في تركه تفسير القرآن ، فكأنه لم يفسر العين كما لم يفسر الحور لأنهما لفظتان في القرآن (٢٠٤) وإنما قيل للنساء : حور العين لأنهن شبهن بالظباء والبقر (٢٠٥).

* وفرش مرفوعة (٥٦ / ٣٤).

__________________

(١٩٨) أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي البصري ، صاحب الاشتقاق والجمهرة ، وغيرهما كثير. ولد في سنة ثلاث وعشرين ومائتين ، وتوفي في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، نزهة الألباء ١٥٤ ، وفيات الأعيان ٤ / ٣٢٣.

(١٩٩) مج ٢ / ٣٦٠.

(٢٠٠) صا ٢٣٧.

(٢٠١) مق ١ / ١٨١.

(٢٠٢) صا ١٨١.

(٢٠٣) عبد الملك بن قريب عرف بكثرة حفظه للشعر ، وروايته للغة له مجموعة من الكتب ، توفي في البصرة في سنة ثلاث عشرة ومائتين أو ما يقرب من هذا ، نزهة الألباء ٦٩ ـ ٧٨ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٧٠ ـ ١٧٦ ..

(٢٠٤) مق ٤ / ٢٠٢.

(٢٠٥) مج ٣ / ١١٨.


أي : مقربة لهم (٢٠٦).

* ثلة من الأولين وثلة من الآخرين (٥٦ / ٣٩ ـ ٤٠).

الثلة : الجماعة من الناس (٢٠٧).

* فظلتم تفكهون (٥٦ / ٦٥).

التفكه : التندم. ويقال : بل هو التعجب (٢٠٨) ، وفي التفكه إبدال ، والأصل : تفكنون (٢٠٩).

* لا يمسه إلا المطهرون (٥٦ / ٧٩).

اللفظ خبر ، والمعنى نهي (٢١٠).

* وتجعلون رزقكم (٥٦ / ٨٢).

الرزق ، بلغة أزد شنؤة : الشكر (مق ٢ / ٣٨٨).

سورة الحديد

* ألم يأن للذين آمنوا (٥٧ / ١٦).

ما أنى لك ، ولم يأن لك : أي : لم يحن (٢١١). وهو من الحث الذي هو كالأمر (٢١٢).

* يعجب الكفار نباته (٥٧ / ٢٠). يقال للزارع : كافر ، لأنه يغطي الحب بتراب الأرض (مق ٥ / ١٩١).

سورة المجادلة

* أحصاه الله ونسوه (٥٨ / ٦).

أحصيته : إذا أطقته (٢١٣).

__________________

(٢٠٦) مج ٢ / ٤٠٧ ، مق ٢ / ٤٢٤.

(٢٠٧) مق ١ / ٣٦٨.

(٢٠٨) مج ٤ / ٦١ ، وحاشيته.

(٢٠٩) مق ٦ / ٤٤٦.

(٢١٠) صا ١٧٩.

(٢١١) مق ١ / ١٤٣.

(٢١٢) صا ١٨٧.

(٢١٣) مج ٢ / ٧٤.


* يوم يبعثهم الله فيحلفون له (٥٨ / ١٨).

ذكر هذا الحلف في قوله جل ثناؤه : (قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) (٢١٤).

سورة الحشر

* فاعتبروا يا أولي الأبصار (٥٩ / ٢).

كأنه قال : انظروا إلى من فعل ما فعل فعوقب بما عوقب به ، فتجنبوا مثل صنيعهم لئلا ينزل بكم مثل ما نزل بأولئك (٢١٥).

* ما قطعتم من لينة (٥٩ / ٥).

اللينة : النخلة ، وأصل الياء فيها واو (٢١٦).

* ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى (٥٩ / ٧).

الفئ : غنائم تؤخذ من المشركين ، أفاءها الله عليهم (٢١٧).

* ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (٥٩ / ٩).

الشح : البخل مع الحرص (٢١٨).

* لأنتم أشد رهبة (٥٩ / ١٣).

اللام : لام التأكيد ، وربما قيل : لام الابتداء (٢١٩).

سورة الممتحنة

* عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة (٦٠ / ٧).

عسى : تدل على قرب وإمكان. وأهل العلم يقولون : (عسى) من الله تعالى واجب في مثل هذه الآية (٢٢٠).

__________________

(٢١٤) الأنعام ٢٣ ، ينظر صا ٢٤٢.

(٢١٥) مق ٤ / ٢١٠.

(٢١٦) مق ٥ / ٢٢٣.

(٢١٧) مق ٤ / ٤٣٦.

(٢١٨) مق ٣ / ١٧٨ ـ ١٧٩.

(٢١٩) صا ١١٢.

(٢٢٠) مق ٤ / ٣١٧.


سورة الصف

* فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم (٦١ / ٥).

أي : مالوا. ومنه : زاغت الشمس وذلك إذا مالت وفاء الفئ (٢٢١).

* فأصبحوا ظاهرين (٦١ / ١٤).

الظهور : الغلبة (٢٢٢).

سورة الجمعة

* فانتشروا في الأرض (٦٢ / ١٠).

اللفظ أمر ، وهو ندب ، (٢٢٣).

* وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها (٦٢ / ١١).

وإنما : انفضوا إليهما ، وهذا من نسبة الفعل إلى أحد اثنين وهو لهما (٢٢٤).

سورة التغابن

* وزعم الذين كفروا أن لن يبعثوا (٦٤ / ٧) ..

الزعم : القول في غير صحة (٢٢٥).

سورة الطلاق

* فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف (٦٥ / ٢).

بلغت المكان : إذا أشرفت عليه وإن لم تدخله (٢٢٦) وتسمى المشارفة بلوغا

__________________

(٢٢١) مق ٣ / ٤١.

(٢٢٢) مق ٣ / ٤٧١.

(٢٢٣) صا ١٨٥.

(٢٢٤) صا ٢١٨.

(٢٢٥) مج ٣ / ١١ ، مق ٣ / ١٠.

(٢٢٦) مج ٢ / ١٩٣.


بحق المقربة (٢٢٧).

* وكأين من قرية عتت عن أمر ربها (٦٥ / ٨).

كأين ، هاهنا ، بمعنى : كم (٢٢٨).

سورة التحريم

* يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك (٦٦ / ١).

أي : مبتغيا ، حيث أقيم الفعل مقام الحال (٢٢٩).

* فقد صغت قلوبكما (٦٦ / ٤).

وهما قلبان. ومن سنن العرب الاتيان بلفظ الجميع ، والمراد : واحد أو اثنان (٢٣٠).

* والملائكة بعد ذلك ظهير (٦٦ / ٤).

ويوصف الجمع بصفة الواحد ، كما يقولون عدل ، ورضى (٢٣١).

سورة الملك

* تكاد تميز من الغيظ (٦٧ / ٨).

يتميز : ينقطع (مج ٤ / ٣٥٤).

* فسحقا لأصحاب السعير (٦٧ / ١١).

السحق : البعد (٢٣٢).

* أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن (٦٧ / ١٩).

قالوا : يسرعن في الطيران. والقبض : الاسراع ، وهذه اللفظة من قولهم : راع قبضة : إذا كان لا يتفسح في مرعى غنمه (٢٣٣).

__________________

(٢٢٧) مق ١ / ١٣١.

(٢٢٨) صا ١٦١.

(٢٢٩) صا ٢٣٨.

(٢٣٠) صا ٢١٢.

(٢٣١) صا ٢١٣.

(٢٣٢) مق ٣ / ١٣٩.

(٢٣٣) مج ٤ / ١٣٩ ، مق ٥ / ٥٠.


* إن الكافرون إلا في غرور (٦٧ / ٢٠).

إن ، هاهنا : نفي (٢٣٤).

* قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا (٦٧ / ٣٠).

الغور : دال على خفوض في الشئ وانحطاط وتطامن ، يقال : غار الماء غورا (٢٣٥).

سورة القلم

* ن. والقلم وما يسطرون (٦٨ / ١).

هذا دال على أن الخط توقيف ، وإذا كان ظاهر الآية ذلك ، فليس ببعيد أن يوقف آدم عليه‌السلام ، أو غيره من الأنبياء عليهم‌السلام على الكتاب ، فأما أن يكون مخترع اخترعه من تلقاء نفسه فشئ لا تعلم صحته إلا من خبر صحيح (٢٣٦).

* بأيكم المفتون (٦٨ / ٦).

أي : الفتنة ، فأقام المفعول مقام المصدر (٢٣٧).

* ودوا لو تدهن فيدهنون (٦٨ / ٩).

أدهنت إدهانا : غششت (٢٣٨).

* سنسمه على الخرطوم (٦٨ / ١٦).

هذا استعارة (٢٣٩).

* فأصبحت كالصريم (٦٨ / ٢٠).

الصريم : الليل (٢٤٠) ، يقول : احترقت فاسودت كالليل ، ويقال : أن الصريم : الصبح ، أيضا ، وكيف كان فهو القياس ، لأن كل واحد منهما يصرم صاحبه

__________________

(٢٣٤) صا ١٣١.

(٢٣٥) مق ٤ / ٤٠١.

(٢٣٦) صا ٣٤ ـ ٣٥.

(٢٣٧) صا ٢٣٧.

(٢٣٨) مق ٢ / ٣٠٨.

(٢٣٩) صا ١٩٨.

(٢٤٠) مج ٣ / ٢٦٨.


وينصرم عنه (٢٤١).

* وغدوا على حرد قادرين (٦٨ / ٢٥).

الحرد : القصد (٢٤٢).

* خاشعة أبصارهم (٦٨ / ٤٣).

يقال : خشع : إذا تطامن ، وطأطأ رأسه ، يخشع خشوعا ، وهو قريب المعنى من الخضوع إلا أن الخضوع في البدن ، والإقرار بالاستخذاء والخشوع في الصوت والبصر (٢٤٣).

* وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم (٦٨ / ٥١).

حقيقة معناه : أنه من حدة نظرهما حسدا يكادون ينحونك عن مكانك (٢٤٤).

سورة الحاقة

* الحاقة. ما الحاقة (٦٩ / ١ ـ ٢).

ما : للتفخيم (٢٤٥).

* وثمانية أيام حسوما (٦٩ / ٧).

الحسوم : المتتابعة (٢٤٦).

* إنا لما طغى الماء (٦٩ / ١١).

يريد ـ والله أعلم ـ : خروجه عن المقدار ويقال : طغى السيل : إذا جاء بماء كثير (٢٤٧).

* والملك على أرجائها (٦٩ / ١٧).

__________________

(٢٤١) مق ٣ / ٣٤٥.

(٢٤٢) مج ٢ / ٥٥.

(٢٤٣) مق ٢ / ١٨٢.

(٢٤٤) مق ٣ / ٢١.

(٢٤٥) صا ١٧١.

(٢٤٦) مج ٢ / ٦١. مق ٢ / ٥٧.

(٢٤٧) مق ٣ / ٤١٢.


الرجا ، مقصور : ناحية البئر ، وكل ناحية : رجا. والجميع : أرجاء (٢٤٨).

* هاؤم اقرؤوا كتابيه (٦٩ / ١٩).

ها : معناها : خذ ، تناول ، ويؤمر بها ، ولا ينهى بها (٢٤٩).

* عيشة راضية (٦٩ / ٢١).

أي : مرضي بها ، فهو مفعول جاء بلفظ الفاعل (٢٥٠).

* ولو تقول علينا بعض الأقاويل. لأخذنا منه باليمين (٦٩ / ٤٤ ـ ٤٥).

رد على قولهم ، كما حكاه جل ثناؤه (أم يقولون تقوله) (٢٥١).

* لحق اليقين (٦٩ / ٥١).

من إضافة الشئ إلى نعته (٢٥٢).

سورة المعارج

* سأل سائل بعذاب واقع (٧٠ / ١).

الباء واقعة ، هاهنا ، موقع (عن) (٢٥٣).

* تعرج الملائكة والروح إليه (٧٠ / ٤).

العروج : الارتقاء ، يقال : عرج ، يعرج عروجا ومعرجا ، والمعرج : المصعد (٢٥٤).

سورة نوح

* ما لك لا ترجون لله وقارا (٧١ / ١٣).

__________________

(٢٤٨) مج ٢ / ٤٧٠.

(٢٤٩) صا ١٧٥.

(٢٥٠) صا ٢٢٠.

(٢٥١) الطور ٣٣ ، وينظر : صا ٢٤١.

(٢٥٢) صا ٢٤٤.

(٢٥٣) صا ١٠٥.

(٢٥٤) مق ٤ / ٣٠٤.


عبر عن الخوف بالرجاء ، أي : لا تخافون له عظمة (٢٥٥) وناس من أهل اللغة يقولون : تقول العرب : ما أرجوك : أي : ما أبالي وفسر الآية على هذا التأويل ، وذكر قول القائل :

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها (٢٥٦).

أي : لم يكترث له (٢٥٧).

* ومكروا مكرا كبارا (٧١ / ٢٢).

يقال : هو كبير ، وكبار وكبار : خلاف الصغر (٢٥٨).

* مما خطيئاتهم (٧١ / ٢٥).

العرب تصل ب (ما) كما تصل ببعض (٢٥٩).

سورة الجن

* وأنه تعالى جد ربنا (٧٢ / ٣).

الجد : عظمة الله (٢٦٠).

* لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا (٧٢ / ١٢).

يقال : أعجزني فلان : إذا عجزت عن طلبه وإدراكه ، ولن يعجز الله تعالى شئ ، أي : لا يعجز الله ـ تعالى ـ عنه متى شاء (٢٦١).

* فلا يخاف بخسا ولا رهقا (٧٢ / ١٣).

الرهق : العجلة والظلم (٢٦٢).

__________________

(٢٥٥) مج ٢ / ٤٧٠ ، مق ٢ / ٤٩٤.

(٢٥٦) لأبي ذؤيب ، وتمامه : (وخالفها في بيت نوب عواسل) الديوان ١ / ١٤٣.

(٢٥٧) مج ٢ / ٤٧٠ ـ ٤٧١ ، مق ٢ / ٤٩٤ ـ ٤٩٥.

(٢٥٨) مق ٥ / ١٥٣.

(٢٥٩) ينظر : مق ١ / ٢٦٩.

(٢٦٠) مج ١ / ٣٨٤ ، مق ١ / ٤٠٦.

(٢٦١) مق ٤ / ٢٣٢.

(٢٦٢) مج ٢ / ٤٢٩ ، مق ٢ / ٤٥١ ، مت ١٨٣.


سورة المزمل

* يا أيها المزمل ، قم الليل إلا قليلا (٧٣ / ١ ـ ٢).

ثم قال : (نصفه).

قال قوم : لا يستثنى من الشئ إلا ما كان دون نصفه ، لا يجوز أن يقال : عشرة إلا خمسة ، وقال قوم : يستثنى القليل من الكثير ، ويستثنى الكثير مما هو أكثر منه ، وهذه العبارة هي الصحيحة (٢٦٣).

* إن ناشئة الليل (٧٣ / ٦).

يريد القيام والانتصاب للصلاة (٢٦٤).

* إن لك في النهار سبحا طويلا (٧٣ / ٧).

روي عن بعضهم أنه قرأ (سبخا) قال : والسبخ : الفراغ ، لأن الفارغ خفيف الأمر (٢٦٥).

* وتبتل إليه تبتيلا (٧٣ / ٨).

التبتل : إخلاص النية لله تعالى ، والانقطاع إليه ، أي : انقطع إليه انقطاعا (٢٦٦).

* وكانت الجبال كثيبا مهيلا (٧٣ / ١٤).

من قولهم : هلت الطعام أهيله هيلا : أرسلته (٢٦٧).

* السماء منفطر به (٧٣ / ١٨).

حمل على السقف فذكر (٢٦٨).

* علم أن لن تحصوه (٧٣ / ٢٠).

__________________

(٢٦٣) صا ١٣٧.

(٢٦٤) مج ٤ / ٤٠٣.

(٢٦٥) مق ٣ / ١٢٦.

(٢٦٦) مق ١ / ١٩٦ ، مج ١ / ٢٣٦.

(٢٦٧) مق ٦ / ٢٦.

(٢٦٨) صا ٢٥٤.


أحصيت الشئ : إذا عددته وأطقته (٢٦٩).

سورة المدثر

* والرجز فاهجر (٧٤ / ٥).

الرجز ، هاهنا : صنم (٢٧٠) وهو من الإبدال لأن أصله السين (٢٧١).

* ذرني ومن خلقت وحيدا (٧٤ / ١١).

هذا مشترك : محتمل أن يكون لله ، جل ثناؤه ، لأنه انفرد بخلقه ، ومحتمل أن يكون : خلقته وحيدا فريدا من ماله وولده (٢٧٢).

* سأرهقه صعودا (٧٤ / ١٧).

الصعود : العقبة الكؤود والمشقة من الأمر (٢٧٣).

* فقتل كيف قدر (٧٤ / ١٩).

قالوا : معناها على أي حال قدر؟ ف (كيف) بمعنى التعجب والتعجيب (٢٧٤).

* ثم عبس وبسر (٧٤ / ٢٢).

بسر الرجل وجهه : قبضه ، بسرا (٢٧٥).

* كلا والقمر (٧٤ / ٣٢).

كلا ، هاهنا : صلة ليمين ، وهي ـ وإن كانت صلة ليمين ـ راجعة إلى الرد والردع والنفي لدعوى مدع (٢٧٦).

* والليل إذ أدبر (٧٤ / ٣٣).

قرئت : والليل إذا دبر. وفيهما : تبع النهار (٢٧٧).

__________________

(٢٦٩) مج ٢ / ٧٤ ، مق ٢ / ٧٠.

(٢٧٠) مج ٢ / ٤٦٥.

(٢٧١) مق ٢ / ٤٨٩ ـ ٤٩٠.

(٢٧٢) صا ٢٦٩.

(٢٧٣) مق ٣ / ٢٨٧.

(٢٧٤) صا ١٥٩.

(٢٧٥) مج ١ / ٢٦٦.

(٢٧٦) صا ١٦٢.

(٢٧٧) مق ٢ / ٣٢٥.


* كأنهم حمر مستنفرة (٧٤ / ٥٠).

هذا من الاستعارة ، يقولون للرجل المذموم : إنما هو حمار (٢٧٨).

سورة القيامة

* لا أقسم بيوم القيامة (٧٥ / ١).

كان قطرب يقول : إن العرب تدخل (لا) توكيدا في الكلام ، والمعنى ـ هاهنا ـ : أقسم. وقد يجوز فيه أن يكون نفى بها كلاما تقدم منهم ، كأنه قال : ليس الأمر كذا ، ثم قال : أقسم (٢٧٩).

* فإذا برق البصر (٧٥ / ٧).

برق بصره برقا ، فهو برق : فزع مبهوت فأما من قرأ : (برق البصر) فإنه يقول : تراه يلمع من شدة شخوصه تراه لا يطيق (٢٨٠).

* ولو ألقى معاذيره (٧٥ / ١٥).

أي : أرخى ستوره ، والمعذار : الستر في لغة قوم من اليمن (٢٨١).

قال أبو عبيد : وحدثنا الفزاري عن نعيم بن بسطام ، عن أبيه ، عن الضحاك ابن مزاحم : إن المعاذير : الستور في لغة أهل اليمن (٢٨٢).

* ثم إن علينا بيانه (٧٥ / ١٩).

ثم ، في هذا الموضع ، بمعنى الواو (٢٨٣).

* وجوه يومئذ ناضرة (٧٥ / ٣٣).

يقال هذا في كل مشرق حسن (٢٨٤).

* والتفت الساق بالساق (٧٥ / ٢٩).

__________________

(٢٧٨) صا ٢٠٤.

(٢٧٩) صا ١٦٥ ـ ١٦٦.

(٢٨٠) مق ١ / ٢٢٤.

(٢٨١) مج ٣ / ٤٦٢.

(٢٨٢) ينظر صا ٥٨.

(٢٨٣) صا ١٤٨.

(٢٨٤) مق ٥ / ٤٣٩.


استعارة (٢٨٥).

* فلا صدق ولا صلى (٧٥ / ٣١).

أي : لم يصدق ، ولم يصل ، وتكون (لا) بمعنى (لم) إذا دخلت على ماض (٢٨٦).

* ثم ذهب إلى أهله يتمطى (٧٥ / ٣٣).

أصله : يتمطط ، فجعلت الطاء الثالثة ياء للتخفيف وهو المشي بتبختر لأنه إذا فعل مط أطرافه (٢٨٧).

سورة (الدهر) ـ الإنسان

* هل أتى على الإنسان حين من الدهر (٧٦ / ١).

قالوا : معناه : قد أتى ، وهو بلفظ الاستخبار ، والمعنى : إخبار وتحقيق (٢٨٨).

* عينا يشرب بها عباد الله (٧٦ / ٦).

أراد : منها. والباء واقعة موقع (من) (٢٨٩).

* يخافون يوما كان شره مستطيرا (٧٦ / ٧).

أي : منتشرا ، وكل مستطير منتشر (٢٩٠).

* إنما نطعمكم لوجه الله (٧٦ / ٩).

لام الإضافة ، في هذا الموضع سبب للإطعام وعلة له (٢٩١).

* يطوف عليهم ولدان مخلدون (٧٦ / ١٩).

أي : مقرطون. ويقال : مخلدون ، من الخلد ، وهو البقاء (٢٩٢).

__________________

(٢٨٥) صا ٢٠٤.

(٢٨٦) صا ١٦٥.

(٢٨٧) مق ٥ / ٢٧٣.

(٢٨٨) صا ١٨٣.

(٢٨٩) صا ١٠٥.

(٢٩٠) يلاحظ مق ٣ / ٤٣٦.

(٢٩١) ينظر : صا ١١٣.

(٢٩٢) مج ٢ / ٢١٠.


أي : لا يموتون (٢٩٣).

* وإذا رأيت ثم ... (٧٦ / ٢٠).

أراد : ما ثم ، ف (ما) مضمرة (٢٩٤).

* وإذا رأيت ثم رأيت (٧٦ / ٢٠).

ثم : في هذا الموضع ، بمعنى : هنالك (٢٩٥).

* ولا تطع منهم آثما أو كفورا (٧٦ / ٢٤).

أو ، هاهنا : للإباحة. وقال قوم : هذا يعارض ويقابل بضده فيصح المعنى ، ويتبين المراد ، وذلك أنا نقول : أطع زيدا أو عمرا ، فإنما نريد أطع واحدا منهما ، فكذلك إذا نهينا ، وقلنا : لا تطع زيدا أو عمرا ، فقد لا تطع واحدا منهما (٢٩٦).

* وشددنا أسرهم (٧٦ / ٢٨).

الأسر : الخلق (٢٩٧) ، ويقال : بل أراد مجرى ما يخرج من السبيلين (٢٩٨).

سورة المرسلات

* لأي يوم أجلت (٧٧ / ١٢).

اللفظ استخبار ، والمعنى : تعجب.

* ألم نجعل الأرض كفاتا ، أحياء وأمواتا (٧٧ / ٢٥).

يقول ـ جل من قائل ، وعز من متكلم ـ : ما داموا أحياء فإنهم يمشون على ظهرها ، فإذا ماتوا ضمتهم إليها (٢٩٩) في جوفها (٣٠٠).

* إنها ترمي بشرر كالقصر (٧٧ / ٣٢).

الشرر ما تطاير من النار (٣٠١).

__________________

(٢٩٣) مق ٢ / ٢٠٨.

(٢٩٤) صا ١٧٢.

(٢٩٥) صا ١٤٩.

(٢٩٦) صا ١٢٧.

(٢٩٧) مج ١ / ١٩١ ، مق ١ / ١٠٧.

(٢٩٨) مق ١ / ١٠٧.

(٢٩٩) مج ٤ / ٢٣٥.

(٣٠٠) مق ٥ / ١٩١.

(٣٠١) مق ٣ / ١٨٠.


* لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون (٧٧ / ٣٥ ـ ٣٦).

وهم قد نطقوا بقولهم : (يا ليتنا نرد) (٣٠٢) لكنهم نطقوا بما لم ينفع فكأنهم لم ينطقوا وهذا مما نفي جملة من أجل عدمه كمال صفته (٣٠٣).

سورة النبأ

* عم يتساءلون (٧٨ / ١).

اللفظ استخبار ، والمعنى تعجب (٣٠٤).

* وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا (٧٨ / ١٤).

ماء ثجاج ، أي : صباب ، يقال : ثج الماء : إذا صبه (٣٠٥).

أما المعصرات فسحائب تجئ بمطر (٣٠٦).

* وجنات ألفافا (٧٨ / ١٦).

الألفاف : الشجر يلتف بعضه ببعض (٣٠٧).

* لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا (٧٨ / ٢٤).

البرد ، في هذا الموضع : النوم (٣٠٨).

* وكأسا دهاقا (٧٨ / ٣٤).

يقال : أدهقت الكأس : ملأتها (٣٠٩).

سورة النازعات

* أإنا لمردودون في الحافرة (٧٩ / ١٠).

__________________

(٣٠٢) الأنعام : ٢٧.

(٣٠٣) صا ٢٥٩.

(٣٠٤) صا ١٨٣.

(٣٠٥) مق ١ / ٣٦٧.

(٣٠٦) مق ٤ / ٢٤٢.

(٣٠٧) مق ٥ / ٢٠٧.

(٣٠٨) مق ١ / ٢٤٣ ، مج ١ / ٢٦٠.

(٣٠٩) مق ٢ / ٣٠٧.


الحافرة ، هاهنا : أول الأمر (٣١٠) ، أي : قالوا : نحيا بعد ما نموت (٣١١).

* فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة (٣٧ / ١٩).

الساهرة : الأرض (٣١٢).

* والأرض بعد ذلك دحاها (٧٩ / ٣٠).

يتأولونه على أن (بعد) تكون بمعنى (مع) ، أي : مع ذلك (٣١٣) والدحو : البسط (٣١٤) ، فدحاها : أي : بسطها مثل : طحاها (٣١٥).

سورة عبس

* قتل الإنسان ما أكفره (٨٠ / ١٧).

ما : تعجب ، (٣١٦).

* ثم أماته فأقبره (٨٠ / ٢١).

القبر : قبر الميت. يقال : قبرته أقبره ، فإن جعلت له مكانا يقبر فيه ، قلت أقبرته.

وقال ناس من أهل التفسير في قوله تعالى : (ثم أماته فأقبره) : ألهم كيف يدفن (٣١٧).

* ثم إذا شاء أنشره (٨٠ / ٢٢).

نشر الله الموتى فنشروا ، وأنشر الله الموتى ، أيضا. والنشر دال على الفتح والتشعب (٣١٨).

* وفاكهة وأبا (٨٠ / ٣١).

__________________

(٣١٠) بلفظ (الأمر الأول) في مق ٢ / ٨٥.

(٣١١) مق ٣ / ١٠٩.

(٣١٢) مج ٢ / ٨٦.

(٣١٣) صا ١٤٧.

(٣١٤) مج ٢ / ٣٢٠.

(٣١٥) مق ٣ / ٤٤٥.

(٣١٦) صا ١٨٨.

(٣١٧) مق ٥ / ٤٧ ـ ٤٨.

(٣١٨) ينظر مق ٥ / ٤٣٠.


الأب : المرعى (٣١٩).

سورة التكوير

* إذا الشمس كورت (٨١ / ١).

كأنها جمعت جمعا (مق ٥ / ١٤٦).

* وإذا العشار عطلت (٨١ / ٤).

العشار : النوق التي نتج بعضها وبعضها قد أقرب ينتظر نتاجها (٣٢٠) ومتى تركت الإبل بلا راع فقد عطلت (٣٢١).

سورة الانفطار

* يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم (٨٢ / ٦).

هذا من باب مخاطبة الواحد يراد به الجمع (٣٢٢).

سورة المطففين

* ويل للمطففين. الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون (٨٣ / ١ ـ ٢ ـ ٣).

الكيل : كيل الطعام. يقال : كلت فلانا : أعطيته ، واكتلت عليه : أخذت منه (٣٢٣).

* إن كتاب الأبرار لفي عليين (٨٣ / ٨).

قال الفراء : قالوا : إنما هو ارتفاع بعد ارتفاع إلى ما لا حد له. وإنما جمع بالواو والنون لأن العرب إذا جمعت جمعا لا يذهبون فيه إلى أن له بناء من واحد واثنين ، قالوه

__________________

(٣١٩) مج ١ / ١٤٣ ، مق ١ / ٦.

(٣٢٠) مق ٤ / ٣٢٥.

(٣٢١) مق ٤ / ٣٥١ ـ ٣٥٢.

(٣٢٢) صا ٢١٣ ـ ٢١٤.

(٣٢٣) مق ٥ / ١٥٠.


في المذكر والمؤنث ، نحو عليين ، فإنما يراد به شئ ، لا يقصد به واحد ولا اثنان (٣٢٤).

* بل ران على قلوبهم (٨٣ / ١٤).

ران : أي : غلب. وهو من الاستعارة (٣٢٥).

* ختامه مسك (٨٣ / ٢٦).

ختمت الشئ ، أختمه : إذا بلغت آخره ، أي إن آخر ما يجدونه منه رائحة المسك (٣٢٦).

سورة الانشقاق

* إذا السماء انشقت (٨٤ / ١).

قالوا : تأويله انشقت السماء ، وإن (إذا) لغو وفضل. كما قال : (اقتربت الساعة) (٣٢٧) و (أتى أمر الله) (٣٢٨) قالوا : وفي شعر العرب قوله :

حتى إذا أسلكوهم في قتائدة

شلا ، كما تطرد الجمالة الشردا (٣٢٩)

المعنى : حتى أسلكوهم ، وأنكر ناس هذا ، وقالوا : (إذا السماء انشقت) لها جواب مضمر ، وقول القائل : (حتى إذا أسلكوهم) فجوابه قوله : (شلا) ، يقول : أسلكوهم شلوهم شلا ، واحتج أصحاب القول الأول بقول شاعر :

فإذا وذلك لامهاه لذكره

والدهر يعقب صالحا بفساد (٣٣٠)

قالوا : المعنى : وذلك ، وقال أصحاب القول الثاني : الواو مقحمة ، المعنى فإذا ذلك (٣٣١).

* يا أيها الإنسان إنك كادح (٨٤ / ٦).

__________________

(٣٢٤) مق ٤ / ١١٥.

(٣٢٥) صا ٢٠٤.

(٣٢٦) مج ٢ / ٢٣٩ ، مق ٢ / ٢٤٥.

(٣٢٧) القمر : ١.

(٣٢٨) النحل : ١.

(٣٢٩) لعبد مناف بن ربع الهذلي ، في ديوان الهذليين ٢ / ٤٢.

(٣٣٠) للأسود بن يعفر في المفضليات ٢٢٠.

(٣٣١) صا ١٣٩.


الخطاب للواحد يراد به الجمع (٣٣٢).

* إنه ظن أن لن يحور (٨٤ / ١٤).

حار ، يحور : إذا رجع ، (٣٣٣).

* فلا أقسم بالشفق (٨٤ / ١٦).

روى ابن نجيح (٣٣٤) ، عن مجاهد قال : هو النهار. وروى العوام بن حوشب (٣٣٥) ، عن مجاهد ، قال : هي الحمرة ، وفي تفسير مجاهد ، قال : الشفق : الحمرة.

قال الزجاج : الشفق : هي الحمرة التي ترى في المغرب بعد سقوط الشمس. وأخبرنا علي ابن إبراهيم ، عن محمد بن فرج (٣٣٦) ، قال : حدثنا سلمة ، عن الفراء ، قال : الشفق : الحمرة ... (٣٣٧).

* والليل وما وسق (٨٤ / ١٧).

وسقت العين الماء : حملته. يقولون في النفي : لا أفعله ما وسقت عيني الماء (٣٣٨).

* والله أعلم بما يوعون ، فبشرهم بعذاب أليم. إلا الذين آمنوا (٣٣٩) (٨٤ / ٢٣ ـ ٢٥).

معناه : والذين آمنوا لهم أجر غير ممنون (٨٤ / ٢٣).

سورة البروج

* ذو العرش المجيد (٨٥ / ١٥).

__________________

(٣٣٢) صا ٢١١ ـ ٢١٢.

(٣٣٣) مق ٢ / ١١٧.

(٣٣٤).

(٣٣٥).

(٣٣٦) ويقال : محمد بن فرح. أحد علماء النحو من الكوفيين ، أخذ عن سلمة بن عاصم.

تأريخ بغداد ٣ / ١٦٥ ، نزهه الألباء ١٤٤.

(٣٣٧) مق ٣ / ١٩٨ ، مج ٣ / ١٦٦ ـ ١٦٧.

(٣٣٨) مج ٤ / ٥٢٥ ، مق ٦ / ١٠٩.

(٣٣٩) صا ١٣٥.


ذو ، هاهنا : يدل على الملك (٣٤٠).

سورة الطارق

* النجم الثاقب (٨٦ / ٣).

الثاقب : قالوا : هو نجم ينفذ السماوات كلها نوره (٣٤١).

* والسماء ذات الرجع (٨٦ / ١١).

الرجع : الغيث ، وهو المطر ، وذلك أن السماء تغيث وتصب ثم ترجع فتغيث (٣٤٢).

* أمهلهم رويدا (٨٦ / ١٧).

قال بعضهم : أي : قليلا (٣٤٣).

سورة الأعلى

* فذكر إن نفعت الذكرى (٨٧ / ٩).

الشرط هنا كالمجاز غير المعزوم ، لأن الأمر بالتذكير واقع في كل وقت والتذكير واجب نفع أو لم ينفع ، وقد يكون بعض الشرط مجازا (٣٤٤).

* لا يموت فيها ولا يحيى (٨٧ / ١٢).

نفى عنه الموت لأنه ليس بموت مريح ، ونفى عنه الحياة لأنها ليست بحياة طيبة ولا نافعة ، وهذا في كلام العرب كثير (٣٤٥).

سورة الغاشية

* هل أتاك حديث الغاشية (٨٨ / ١).

__________________

(٣٤٠) صا ١٥٣.

(٣٤١) مق ١ / ٣٨٢.

(٣٤٢) مق ٢ / ٤٩١.

(٣٤٣) صا ١٥٣.

(٣٤٤) صا ٦٢٠.

(٣٤٥) صا ٢٥٨.


يعني : القيامة. ثم قال :

* وجوه يومئذ خاشعة (٨٨ / ٢).

وذلك يوم القيامة (أيضا). ثم قال :

* عاملة ناصبة (٨٨ / ٣).

والنصب والعمل يكونان في الدنيا. فكأنه ـ إذا ـ على التقديم والتأخير معناه : عاملة ناصبة في الدنيا ، يومئذ ـ أي : يوم القيامة ـ خاشعة والدليل على هذا قوله جل اسمه : (وجوه يومئذ ناعمة) (٨٨ / ٨) (٣٤٦).

* ليس لهم طعام إلا من ضريع (٨٨ / ٦).

وهو : الشبرق ، نبات (٣٤٧).

* وأكواب موضوعة (٨٨ / ١١٤).

الكوب : القدح لا عروة له ، والجمع : أكواب (٣٤٨).

* وزرابي مبثوثة (٨٨ / ١٧).

أي : كثيرة متفرقة ، وإذا بسط المتاع بنواحي البيت والدار فهو مبثوث (٣٤٩).

* لست عليهم بمسيطر إلا من تولى (٨٨ / ٢٢ ـ ٢٣).

معناه : لكن من تولى وكفر ، و (إلا) في هذا الموضع بمعنى (لكن) وهي من الاستثناء المنقطع (٣٥٠).

* إن إلينا إيابهم (٨٨ / ٢٥).

قال أبو حاتم (٣٥١) : وكان الأصمعي يفسر الشعر الذي فيه ذكر (الإياب) أنه مع الليل ويحتج بقوله :

تأويني داء مع الليل منصب (٣٥٢).

__________________

(٣٤٦) صا ٢٤٦ ـ ٢٤٧.

(٣٤٧) مج ٣ / ٣١٠.

(٣٤٨) مق ٥ / ١٤٥.

(٣٤٩) مق ١ / ١٧٢.

(٣٥٠) صا ١٣٥.

(٣٥١) سهل بن محمد السجستاني، عالم ثقة، باللغة والشعر ، أخذ عن أبي زيد والأصمعي وكان كثير التصانيف توفي في سنة خمسين ومائتين وقيل : خمس وخمسين ومائتين، نزهة الألباء ١١٧ وفيات الأعيان ٢/ ٤٣٠.

(٣٥٢) المقاييس ١ / ١٥٣.


وكذلك يفسر جميع ما في الأشعار. فقلت له : إنما الإياب : الرجوع أي وقت رجع ، تقول : قد آب المسافر ، فكأنه أراد أن أوضح له ، فقلت : قول عبيد (٣٥٣) :

وكل ذي غيبة يؤوب

وغائب الموت لا يؤوب (٣٥٤)

أهذا بالعشي؟ فذهب يكلمني فيه ، فقلت : فقول الله تعالى : (إن إلينا إيابهم) أهذا بالعشي؟ فسكت.

قال أبو حاتم. ولكن أكثر ما يجئ على ما قال ، رحمنا الله وإياه (٣٥٥).

سورة الفجر

* والشفع والوتر (٨٩ / ٢).

قال أهل التفسير : الوتر : الله تعالى ، والشفع الخلق (٣٥٦).

* هل في ذلك قسم لذي حجر (٨٩ / ٥).

الحجر : العقل (٣٥٧) وسمي العقل حجرا لأنه يمنع من إتيان ما لا ينبغي ، كما سمي عقلا تشبيها بالعقال (٣٥٨).

* إرم ذات العماد (٨٩ / ٧).

العماد : الطول : أي : ذات الطول (٣٥٩).

* فصب عليهم ربك سوط عذاب (٨٩ / ١٣).

السوط من العذاب : النصيب (٣٦٠) من قولهم : سطته بالسوط ضربته (٣٦١).

* فقدر عليه رزقه (٨٩ / ١٦).

__________________

(٣٥٣) هو عبيد بن الأبرص ، نسبت له معلقة.

(٣٥٤) من معلقته. ينظر المعلقات ١٥٦.

(٣٥٥) مق ١ / ١٥٣.

(٣٥٦) مق ٣ / ٢٠١.

(٣٥٧) مج ٢ / ١٣٩.

(٣٥٨) مق ٢ / ١٣٨.

(٣٥٩) مق ٤ / ١٣٩.

(٣٦٠) مج ٣ / ١٠٢.

(٣٦١) مق ٣ / ١١٦.


فمعناه : قتر ، وقياسه أنه أعطي ذلك بقدر (٣٦٢).

* وتحبون المال حبا جما (٨٩ / ٢٠).

الجم : الكثير. وقرئت : ويحبون (٣٦٣).

سورة البلد

* لقد خلقنا الإنسان في كبد.

أي : ضيق وخدة (صا ٢٠٤).

يقال : لقي فلان من هذا الأمر كبدا ، أي : مشقة (مق ٥ / ١٥٣).

سورة الشمس

* والسماء وما بناها (٩١ / ٥).

أي : ومن بناها (٣٦٤).

* والأرض وما طحاها (٩١ / ٦).

الطحو ، كالدحو ، وهو : البسط (٣٦٥).

* ونفس وما سواها (٩١ / ٧).

الأصل في (ما) أنها تكون لغير الناس. قال أبو عبيدة : وأهل مكة يقولون إذا سمعوا صوت الرعد : سبحان ما سبحت له (٣٦٦).

* فألهمها فجورها وتقواها (٩١ / ٨).

الإلهام : كأنه شئ ألقي في الروع فالتهمه (٣٦٧).

* قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها (٩ ـ ١٠).

__________________

(٣٦٢) مق ٥ / ٦٣.

(٣٦٣) مق ١ / ٤١٩.

(٣٦٤) صا ١٧١.

(٣٦٥) مق ٣ / ٤٤٥.

(٣٦٦) صا ١٧١.

(٣٦٧) مق ٥ / ٢١٧.


دسسها : أي : أخفاها أو أغمضها هذا هو المعول عليه ، غير أن بعض أهل العلم قال :

دساها ، أي : أغواها وأغراها بالقبيح ، قال :

وأنت الذي دسيت عمرا فأصبحت

حلائله منه أرامل ضيعا (٣٦٨)

وقيل : دسها بالمعاصي ، أي : أذلها. وقيل : دسها في المكان الغامض خوفا من أن يسأل أو يضاف ، فيكون الياء عوضا من إحدى السينين (٣٦٩).

* فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها (٩١ / ١٤).

الدمدمة : الاهلاك ، وذلك لما غشيهم به من العذاب والإهلاك (٣٧٠).

سورة الليل

* وما خلق الذكر والأنثى (٩٢ / ٣).

قال أبو عبيدة : معناها : ومن خلق الذكر والأنثى (٣٧١). وكان بعضهم يقرأ : (وما خلق الذكر والأنثى) أي : وخلقة الذكر والأنثى (٣٧٢).

سورة الضحى

* فأما اليتيم فلا تقهر (٩٣ / ٩).

قرئت : (فلا تكهر) ، أي : فلا تقهر (٣٧٣).

سورة التين

* فلهم أجر غير ممنون (٩٥ / ٦).

__________________

(٣٦٨) مق ٢ / ٢٧٧ ، مج ٢ / ٢٦٩.

(٣٦٩) مج ٢ / ٢٦٩.

(٣٧٠) مق ٢ / ٢٦٠.

(٣٧١) صا ١٧١.

(٣٧٢) صا ١٧١.

(٣٧٣) مق ٥ / ١٤٤.


أي : غير مقطوع. يقال : مننت الحبل : قطعته (٣٧٤).

سورة العلق

* إقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم (٩٦ / ١ ـ ٥).

من الدليل على أن الخط توقيف ... (٣٧٥).

* أرأيت إن كذب وتولى ، ألم يعلم بأن الله يرى؟ (٩٦ / ١٣ ـ ١٤).

أرأيت ، في هذا الموضع ، للتنبيه ولا يقتضي مفعولا (٣٧٦).

* لنسفعا بالناصية (٩٦ / ١٥).

هذا من الاستعارة (٣٧٧) ، وسفعت الفرس : إذا أخذت بمقدم رأسها ، وهي ناصيته (٣٧٨).

سورة القدر

* هي حتى مطلع الفجر (٩٧ / ٥).

حتى ، في هذا الموضع ، بمعنى : إلى (صا ١٥١).

والمطلع : موضع الطلوع (مق ٣ / ٤١٩).

سورة البينة

* يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة (٩٨ / ٢ ـ ٣).

أي : أحكام مستقيمة (٣٧٩).

__________________

(٣٧٤) مق ٥ / ٢٦٧.

(٣٧٥) صا ٣٤ / ٣٥ ، وقد مر في سورة القلم.

(٣٧٦) صا ٢٦٩.

(٣٧٧) صا ٢٠٤.

(٣٧٨) مق ٣ / ٨٤.

(٣٧٩) مق ٥ / ١٥٩.


سورة الزلزلة

* وأخرجت الأرض أثقالها (٩٩ / ٢).

أثقال الأرض : كنوزها ، ويقال : هي أجساد بني آدم (٣٨٠).

سورة العاديات

* والعاديات ضبحا (١٠٠ / ١).

يقال : هو صوت أنفاسها ، ويقال : بل هو عدو فوق التقريب ، ويقال : هو الضبع ، وذلك أن يمد ضبعيه حتى لا يجد مزيدا (٣٨١).

* وإنه لحب الخير لشديد (١٠٠ / ٨).

الشديد : دال على القوة (٣٨٢).

سورة القارعة

* فأمه هاوية (١٠١ / ٩).

هوت أمه : شتم ، أي : سقطت وهلكت ، كما يقال : ثاكلة (٣٨٣).

سورة العصر

* إن الإنسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا (١٠٣ / ٢ ـ ٣).

استثناء من الشئ الموحد لفظا وهو في المعنى جمع (٣٨٤).

__________________

(٣٨٠) مج ١ / ٣٦٢. مق ١ / ٣٩٢.

(٣٨١) مج ٣ / ٣٠١.

(٣٨٢) مق ٣ / ١٧٩.

(٣٨٣) مق ٦ / ١٦.

(٣٨٤) صا ١٣٦.


سورة الهمزة

* في عمد ممددة (١٠٤ / ٩).

أي : في شبه أخبية من نار ممدودة ، وقال بعضهم : (في عمد).

وقرئت : (في عمد) وهو جمع عماد (٣٨٥).

سورة الفيل

* طيرا أبابيل (١٠٥ / ٣).

قال الخليل : أي : يتبع بعضها بعضا (٣٨٦).

* فجعلهم كعصف مأكول (١٠٥ / ٥).

قال بعض المفسرين : العصف : كل زرع أكل حبه وبقي تبنه. وكان ابن الأعرابي يقول : العصف : ورق كل نابت (٣٨٧).

سورة الكوثر

* إنا أعطيناك الكوثر (١٠٨ / ١).

الكوثر : نهر في الجنة. قالوا هذا. وقالوا : أراد الخير الكثير (٣٨٨).

سورة الكافرون

كان يقال لهذه السورة ، وسورة (قل هو الله أحد) (٣٨٩) المقشقشات لأنهما تخرجان قارئهما مؤمنا بهما من الكفر (٣٩٠).

__________________

(٣٨٥) مق ٤ / ١٣٩.

(٣٨٦) مق ١ / ٥٤٢.

(٣٨٧) مق ٤ / ٣٢٨.

(٣٨٨) مق ٥ / ١٦١.

(٣٨٩) الصمد.

(٣٩٠) مج ٤ / ١١٤ ، مق ٥ / ١٠.


سورة النصر

* إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، فسبح بحمد ربك واستغفره (١١٠ / ١ ـ ٢ ـ ٣).

أمره بالاستغفار إذا جاء الفتح ، فكأنه أعلمه أنه إذا جاء الفتح واستغفر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (٣٩١).

سورة المسد

* تبت يدا أبي لهب ، وتب (١١١ / ١).

أي : وقد تب وحاق به التباب ... (٣٩٢).

* وامرأته حمالة الحطب (١١١ / ٤).

قالوا : هي كناية عن النميمة (٣٩٣) يقولون : حطب فلان بفلان : سعى به (٣٩٤).

سورة الإخلاص

هذه السورة من المقشقشتين (٣٩٥).

* ولم يكن له كفوا أحد (١١٢ / ٤).

الكفء : المثل (٣٩٦).

__________________

(٣٩٢) صا ١١٥ ، وينظر ما مر في سورة الفتح (٨ / ١).

(٣٩٣) صا ١٩٩ ، وينظر ما مر في سورة عبس (٨٠ / ١٧).

(٣٩١) مق ٢ / ٧٩.

(٣٩٤) مج ٢ / ٨٣.

(٣٩٥) مق ٥ / ١٠. وينظر ما مر في سورة الكافرون.

(٣٩٦) مق ٥ / ١٨٩.


سورة الفلق

* ومن شر النفاثات في العقد (١١٣ / ٤).

من السواحر اللواتي يعقدن في الخيوط (٣٩٧).

__________________

(٣٩٧) مق ٤ / ٨٩.


التحقيق في نفي التحريف

(٥)

السيد علي الميلاني

أحاديث كيفية جمع القرآن والشبهات

الناشئة عنها حوله

ثم إن مما يدل على النقصان أو يثير شبهات في الأذهان ، الأحاديث التي يروونها في كيفية جمع القرآن ، وهي أيضا كثيرة في العدد ومعتبرة في السند ، وإليك شطرا منها :

١ ـ السيوطي عن زيد بن ثابت : «قبض رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ولم يكن القرآن جمع في شئ» (١).

٢ ـ البخاري بسنده عن زيد بن ثابت ، قال : « أرسل إلي أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة ، فإذا عمر بن الخطاب عنده ، قال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال : إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن ، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن ، قلت لعمر : كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله؟ قال عمر : هذا والله خير ، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ، ورأيت في ذلك رأي عمر ، قال زيد : قال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ، فتتبع القرآن فاجمعه ، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال

__________________

(١) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٠٢.


ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ؟ قال : هو والله خير ، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر ، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال ، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره : (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ...) حتى خاتمة براءة ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر في حياته ، ثم عند حفصة بنت عمر » (٢).

٣ ـ وروى البخاري بسنده عن أنس ، قال : «إن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وآذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ، ثم نردها عليك ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم ففعلوا ، حتى إذا نسخوا المصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق» (٣).

٤ ـ أخرج ابن أبي داود : «أن أبا بكر قال لعمر وزيد : إقعدا على باب المسجد ، فمن جاءكما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه» (٤).

٥ ـ أخرج ابن أبي داود : «أن عمر سأل عن آية من كتاب الله : فقيل : كانت مع فلان ، قتل يوم اليمامة ، فقال : إنا لله ... وأمر بجمع القرآن ، فكان أول

__________________

(٢) صحيح البخاري ـ باب جمع القرآن ـ ٦ : ٢٢٥.

(٣) صحيح البخاري ٦ : ٢٢٦.

(٤) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٠٥.


من جمعه في المصحف» (٥).

٦ ـ أخرج ابن أبي داود بإسناده عن علي عليه‌السلام قال : «أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر ، إن أبا بكر أول من جمع كتاب الله» (٦).

هذه طائفة من الأحاديث في كيفية جمع القرآن ، ومن أراد المزيد فليراجع أبواب جمع القرآن وغيرها من المظان في الصحاح وغيرها ككنز العمال والإتقان.

وفي هذه الأحاديث شبهات حول القرآن :

الشبهة الأولى

جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

لقد دلت هذه الأحاديث على أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد قبض ولما يجمع القرآن ، ففي واحد منها يقول زيد بن ثابت لأبي بكر بعد أن أمره بجمع القرآن : «كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله» وفي آخر يقول : «قبض رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ولم يكن القرآن جمع في شئ» وقد تقدم عن عائشة أنها قالت بالنسبة إلى بعض الآيات : «كان في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها».

وإذا كان القرآن كما تفيد هذه الأحاديث غير مجموع على عهده صلى الله عليه وآله على ما هو عليه الآن ، وأن الصحابة هم الذين تصدوا لجمعه من بعده ، فإن من المحتمل قريبا ضياع بعضه هنا وهناك بل صريح بعضها ذلك ، وحينئذ يقع الشك في أن يكون هذه القرآن الموجود جامعا لجميع ما أنزله الله عزوجل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

__________________

(٥) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٠٤.

(٦) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٠٤.


الشبهة الثانية

جمع القرآن بعد مقتل القراء

وتفيد طائفة أخرى من أحاديثهم في باب جمع القرآن : أن الجمع كان بعد أن قتل عدد كبير من القراء في حرب اليمامة (٧) ، فعمدوا إلى جمعه وتدوينه مخافة أن يفقد القرآن بفقد حفاظه وقرائه كما ذهبت آية منه مع أحدهم كما في الخبر.

وهذا بطبيعة الحال يورث الشك والشبهة في هذا القرآن.

الشبهة الثالثة

جمع القرآن من العسب ونحوها ومن صدور الرجال

وصريح بعض تلك الأحاديث : أنهم تصدوا لجمع القرآن من العسب والرقاع واللخاف (٨) ومن صدور الرجال الباقين بعد حرب اليمامة ، لكن بشرط أن يشهد شاهدان على أن ما يذكره قرآن ، ففي الحديث عن زيد : «فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال» وفيه : «وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان».

ومن المتسالم عليه بين المسلمين عدم عصمة الأصحاب (٩) ، والعادة تقضي بعدم التمكن من الإحاطة بجميع ما هم بصدده في هذه الحالة ، بل لا أقل من احتمال عدم إمكان إقامة الشاهدين على بعض ما يدعى سماعه من النبي صلى الله عليه وآله ، بل قد وقع ذلك بالنسبة إلى بعضهم كعمر في آية الرجم ، حيث ذكروا : «أن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده».

__________________

(٧) راجع حول حرب اليمامة : حوادث السنة ١١ من تاريخ الطبري ٣ : ٢٨١ ـ ٣٠١.

(٨) اللخاف : حجارة بيض رقاق ، واحدتها لخفة. الصحاح (لخف) ٤ / ١٤٢٦.

(٩) بل فيهم من ثبت فسقه ونفاقه ... وسنتكلم بعض الشئ حول عدالة الصحابة في الفصل الخامس.


لكن العجيب من زيد رد عمر لكونه وحده وقبول ما جاء به أبو خزيمة الأنصاري وحده ، فلماذا رد عمر وقبل أبا خزيمة؟ وهل كان لأبي خزيمة شأن فوق شأن عمر؟ وهو من الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرة بالجنة عندهم؟!

الشبهة الرابعة

إحراق عثمان المصاحف

وإعدام عثمان المصاحف مما تواترت به الأخبار بل من ضروريات التأريخ الإسلامي (١٠) وهذه القضية ـ بغض النظر عن جزئياتها ـ تقضي إلى الشك في هذا القرآن ، إذا الاختلاف بينه وبينها قطعي ، فما الدليل على صحته دونها؟ ومن أين الوثوق بحصول التواتر لجميع سوره وآياته؟ لا سيما وأن أصحاب المصاحف تلك كانوا أفضل وأعلم من زيد بن ثابت في علم القرآن ، لا سيما عبد الله بن مسعود الذي أخرج البخاري عنه أنه قال : «والله لقد أخذت من في رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ بضعا وسبعين سورة ، والله لقد علم أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أني أعلمهم بكتاب الله» وروى أبو نعيم بترجمته أنه قال : «أخذت من في رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ سبعين سورة وإن زيد بن ثابت لصبي من الصبيان ، وأنا أدع ما أخذت من في رسول الله؟!» (١).

كلمات الصحابة والتابعين

في وقوع الحذف والتغيير والخطأ في القرآن المبين

يظهر من خلال الأخبار والآثار كثرة تكلم الصحابة والتابعين في جمع عثمان المصاحف ، فمنهم من طعن في زيد بن ثابت الذي باشر الأمر بأمر عثمان ، ومنهم من طعن في كيفية الجمع ، ومنهم من كان يفضل مصحف غيره من الصحابة تفضيلا لأصحابها على عثمان في علم القرآن.

__________________

(١٠) جاء في بعض الأخبار أنه أمر بطبخها ، وفي بعضها : أمر بإحراقها ، وفي بعضها : أمر بمحوها.

(١١) حلية الأولياء ١ : ١٢٥.


لقد كثر التكلم والقول فيه حتى انبرى أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ فيما يروون ـ ليدافع عن عثمان ومصحفه. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني : «وقد جاء عن عثمان أنه إنما فعل ذلك بعد أن استشار الصحابة ، فأخرج ابن أبي داود بإسناد صحيح من طريق سويد بن غفلة قال : قال علي : لا تقولوا في عثمان إلا خيرا ، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عم ملأ منا ، قال : ما تقولون في هذه القراءة فقد بلغني أن بعضهم يقول : إن قراءتي خير من قراءتك وهذا يكاد يكون كفرا ، قلنا : فما ترى؟ قال : أرى أن يجمع الناس على مصحف واحد ، فلا يكون فرقة ولا اختلاف ، قلنا : فنعم ما رأيت» (١٢).

وكذلك العلماء والمحدثون في كتبهم ، حتى ألف بعضهم كتاب «الرد على من خالف مصحف عثمان» (١٣).

فعن ابن عمر أنه قال : « ... ما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير» (١٤).

وعن عبد الله بن مسعود : «أنه كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف» (١٥).

وعنه : «لو ملكت كما ملكوا لصنعت بمصحفهم مثل الذي صنعوا بمصحفي» (١٦).

وعن ابن عباس في قوله تعالى : «حتى تستأنسوا وتسلموا» (١٧) : «إنما هي خطأ من الكاتب ، حتى تستأذنوا وتسلموا» (١٨).

وعنه في قوله تعالى : «أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله ...» (١٩) : «أظن الكاتب كتبها وهو ناعس» (٢٠).

__________________

(١٢) فتح الباري ٩ : ١٥.

(١٣) لابن الأنباري كتاب بهذا الاسم.

(١٤) الدر المنثور.

(١٥) فتح الباري ٩ : ١٦.

(١٧) محاضرات الراغب.

(١٧) سورة النور : ٢٧.

(١٨) الإتقان في علوم القرآن.

(١٩) سورة الرعد : ٣١.

(٢٠) الإتقان في علوم القرآن.


وعنه في قوله تعالى : «وقضى ربك ...» (٢١) : «إلتزقت الواو بالصاد وأنتم تقرأونها : وقضى ربك ...» (٢٢).

وعنه في قوله تعالى : «ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء ..(٢٣) : «خذوا هذه الواو واجعلوها هاهنا : والذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم ...» (٢٤).

وعن عائشة بعد ذكر آية : «قبل أن يغير عثمان المصاحف» (٢٥).

وعنها في قوله تعالى : «إن هذان لساحران» وقوله : «إن الذين آمنوا ... والصابئون ...» قالت : «يا ابن أخي هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب» قال السيوطي : «هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين» (٢٦).

وعنها في قوله تعالى : «والذين يؤتون ما آتوا ...» (٢٧) : «كذلك أنزلت ولكن الهجاء حرف» (٢٨).

وعنها وعن أبان بن عثمان في قوله تعالى : «والمقيمين الصلاة» (٢٩) : «هو غلط من الكاتب» (٣٠).

وعن مجاهد والربيع في قوله تعالى : «وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ...» (٣١) : «هي خطأ من الكاتب» قال الحافظ السيوطي : «أخرج عبد ابن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد ، في قوله تعالى :» وإذ أخذ

__________________

(٢١) سورة الإسراء : ١٧ : ٢٣.

(٢٢) الإتقان في علوم القرآن.

(٢٣) الأنبياء ٢١ : ٤٨.

(٢٤) الإتقان في علوم القرآن.

(٢٥) الإتقان في علوم القرآن ٣ : ٨٢.

(٢٦) الإتقان في علوم القرآن.

(٢٧) المؤمنون ٢٣ : ٦٠.

(٢٨) الإتقان في علوم القرآن.

(٢٩) النساء ٤ : ١٦٢.

(٣٠) معالم التنزيل.

(٣١) آل عمران ٣ : ٨١.


الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة «قال : هي خطأ من الكاتب وهي قراءة ابن مسعود : ميثاق الذين أوتوا الكتاب ، وأخرج ابن جرير عن الربيع أنه قرأ : وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب. قال : وكذلك كان يقرأها أبي ابن كعب» (٣٢).

وعن سعيد بن جبير في قوله تعالى : «والمقيمين الصلاة» : «هو لحن من الكاتب» (٣٣).

وقال الفخر الرازي في قوله تعالى : «إن هذان لساحران» (٣٤) : «القراءة المشهورة (إن هذان لساحران). ومنهم من ترك هذه القراءة وذكروا وجوها ، أحدها : قرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر : إن هذين لساحران. قالوا : وهي قراءة عثمان وعائشة وابن الزبير وسعيد بن جبير والحسن ، وروي عن عثمان أنه نظر في المصحف ، فقال : أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها» (٣٥).

فالعجيب جدا طعن عثمان نفسه في هذا المصحف.

وفي رواية البغوي قال عثمان : «إن في المصحف لحنا وستقيمه العرب بألسنتها ، فقيل له : ألا تغيره! فقال : دعوه فإنه لا يحل حراما ولا يحرم حلالا» (٣٦).

وفي الإتقان قال : «لو كان الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف» (٣٧).

__________________

(٣٢) الدر المنثور ٢ : ٤٧.

(٣٣) الإتقان في علوم القرآن.

(٣٤) سورة طه : ٦٣.

(٣٥) التفسير الكبير ٢٢ : ٧٤.

(٣٦) معالم التنزيل.

(٣٧) الإتقان في علوم القرآن.


الفصل الثاني

الرواة لأحاديث التحريف من أهل السنة

لقد روى أحاديث التحريف من أهل السنة أكثر علمائهم من محدثين ومفسرين وفقهاء وأصوليين ومتكلمين ... ونحن نكتفي بذكر من أوردنا الأحاديث السابقة عنه مباشرة أو بواسطة مع موجز تراجمهم (٣٨) :

١ ـ مالك بن أنس ، أحد الأئمة الأربعة ، روى عنه الشافعي وخلائق جمعهم الخطيب في مجلد ، وهو شيخ الأئمة وإمام دار الهجرة عندهم. (١٧٩).

٢ ـ عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، أحد الأعلام ، روى عنه أحمد وجماعة. (٢١١).

٣ ـ الفريابي ، محمد بن يوسف بن واقد ، أحد الأئمة ، روى عنه أحمد والبخاري. (٢١٢).

٤ ـ النسائي ، أحمد بن شعيب ، الإمام الحافظ ، شيخ الإسلام ، أحد الأئمة المبرزين والحفاظ المتقنين والأعلام المشهورين ، قال الحاكم : «كان النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره». وقال الذهبي : «هو أحفظ من مسلم بن الحجاج». (٢١٥).

٥ ـ أبو عبيد ، القاسم بن سلام ، أحد الأعلام ، وثقه أبو داود وابن معين وأحمد وغير واحد. (٢٢٤).

٦ ـ الطيالسي ، أبو الوليد هشام بن عبد الملك الباهلي ، أحد الأعلام ، روى عنه أحمد والبخاري وأبو داود ، قال أحمد : «هو شيخ الإسلام اليوم ، ما أقدم عليه أحدا من المحدثين». (٢٢٧).

٧ ـ سعيد بن منصور ، الحافظ ، أحد الأعلام ، روى عنه أحمد ومسلم وأبو داود ، قال أحمد : «من أهل الفضل والصدق» ، وقال أبو حاتم : «من المتقنين

__________________

(٣٨) استخرجناها من كتاب «طبقات الحفاظ» للحافظ السيوطي ، وكتاب «طبقات المفسرين» لتلميذه الداودي ، وقد أعطى محقق الكتابين في الهامش مصادر أخرى لكل ترجمة.


الأثبات ، ممن جمع وصنف». (٢٢٧).

٨ ـ ابن أبي شيبة ، أبو بكر عبد الله بن محمد ، روى عنه البخاري ومسلم وغيرهما. (٢٣٥).

٩ ـ أحمد بن حنبل ، صاحب «المسند» ، أحد الأئمة الأربعة ، روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم. (٢٣٨).

١٠ ـ ابن راهويه ، إسحاق بن إبراهيم ، أحد أئمة المسلمين وعلماء الدين ، اجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق والورع والزهد ، روى عنه الجماعة سوى ابن ماجة. (٢٣٨).

١١ ـ ابن منيع ، أحمد بن منيع البغوي ، روى عنه مسلم والجماعة. (٢٤٤).

١٢ ـ ابن الضريس ، الحافظ أبو عبد الله محمد بن أيوب ، وثقه ابن أبي حاتم والخليلي. (٢٤٩).

١٣ ـ البخاري ، محمد بن إسماعيل ، صاحب الصحيح ، روى عنه مسلم والترمذي. (٢٥٦).

١٤ ـ مسلم بن الحجاج النيسابوري ، صاحب الصحيح ، روي عنه أنه قال : «صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة». (٢٦١).

١٥ ـ الترمذي ، محمد بن عيسى ، صاحب «الجامع الصحيح» ، كان أحد الأئمة الذين يقتدى بهم ـ عندهم ـ في علم الحديث. (٢٧٩).

١٦ ـ ابن ماجة القزويني ، أبو عبد الله محمد بن يزيد ، صاحب السنن ، قال الخليلي : «ثقة كبير ، متفق عليه ، محتج به». (٢٨٣).

١٧ ـ عبد الله بن أحمد بن حنبل ، الحافظ ابن الحافظ ، قال الخطيب : «كان ثقة ثبتا فهما». (٢٩٠).

١٨ ـ البزار ، أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري ، الحافظ العلامة الشهير. (٢٩٢).


١٩ ـ أبو يعلى ، أحمد بن علي الموصلي ، الحافظ الثقة محدث الجزيرة ، قال الحاكم : «كنت أرى أبا علي الحافظ معجبا بأبي يعلى وإتقانه وحفظه لحديثه». (٣٠٧).

٢٠ ـ الطبري ، أبو جعفر محمد بن جرير ، قال الخطيب : «كان أحد الأئمة ، يحكم بقوله ويرجع إليه». (٣١٠).

٢١ ـ ابن المنذر ، أبو بكر محمد بن إبراهيم ، الحافظ العلامة الثقة الأوحد ، كان غاية في معرفة الاختلاف والدليل ، مجتهدا لا يقلد أحدا. (٣١٨).

٢٢ ـ ابن أبي حاتم ، عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي ، الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام ، قال الخليلي : «أخذ علم أبيه وأبي زرعة ، وكان بحرا في العلوم ومعرفة الرجال ، ثقة حافظا زاهدا ، يعد من الأبدال». (٣٢٧).

٢٣ ـ ابن الأنباري ، أبو بكر محمد بن القاسم المقرئ النحوي اللغوي ، وكان صدوقا فاضلا دينا خيرا من أهل السنة ، وكان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا بأسانيدها. (٢٢٨).

٢٤ ـ ابن أشته ، محمد بن عبد الله اللوذري أبو بكر الأصبهاني ، أستاذ كبير وإمام شهير ونحوي محقق ، ثقة ، قال الداني : «ضابط مشهور مأمون ثقة ، عالم بالعربية ، بصير بالمعاني ، حسن التصنيف». (٣٦٠).

٢٥ ـ الطبراني ، سليمان بن أحمد ، الإمام العلامة الحجة ، بقية الحفاظ ، مسند الدنيا ، وأحد فرسان هذا الشأن. (٣٦٠).

٢٦ ـ أبو الشيخ ، عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، الإمام الحافظ ، مسند زمانه ، وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه صالحا خيرا ، قانتا لله صدوقا ، قال ابن مردويه : «ثقة مأمون» ، وقال الخطيب : «كان حافظا ثبتا متقنا» ، وقال أبو نعيم : «أحد الأعلام». (٣٦٩).

٢٧ ـ الدارقطني ، أبو الحسن علي بن عمر ، الإمام شيخ الإسلام ، حافظ الزمان ، حدث عنه الحاكم وقال : «أوحد عصره في الفهم والحفظ والورع ، إمام في القراء والمحدثين ، لم يخلف على أديم الأرض مثله» ، وقال القاضي أبو الطيب :


«الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث». (٣٨٥).

٢٨ ـ الراغب الأصفهاني ، أبو القاسم المفضل بن محمد ، صاحب المصنفات ، ذكر الفخر الرازي أنه من أئمة السنة وقرنه بالغزالي ، وكان في أوائل المائة الخامسة.

٢٩ ـ الحاكم النيسابوري ، أبو عبد الله محمد بن عبد الله ، الحافظ الكبير ، إمام المحدثين في عصره في الحديث والعارف به حق معرفته ، وكان صالحا ثقة يميل إلى التشيع. (٤٠٥).

٣٠ ـ ابن مردويه ، أبو بكر أحمد بن موسى الأصبهاني ، الحافظ الكبير العلامة ، كان فهما بهذا الشأن ، بصيرا بالرجال ، طويل الباع ، مليح التصانيف.(٤١٠).

٣١ ـ البيهقي ، أبو بكر أحمد بن الحسين ، الإمام الحافظ العلامة ، شيخ خراسان ، انفرد بالإتقان والضبط والحفظ ، وعمل كتبا لم يسبق إليها وبورك له في علمه. (٤٥٨).

٣٢ ـ ابن عساكر ، أبو القاسم علي بن الحسن ، الإمام الكبير حافظ الشام بل حافظ الدنيا ، الثقة الثبت الحجة ، سمع منه الكبار ، وكان من كبار الحفاظ المتقنين. (٥٧١).

٣٣ ـ ابن الأثير ، المبارك محمد بن محمد ، من مشاهير العلماء وأكابر النبلاء وأوحد الفضلاء (٦٠٦).

٣٤ ـ الضياء المقدسي ، أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد ، الإمام العالم الحافظ الحجة ، محدث الشام شيخ السنة ، رحل وصنف ، وصحح ولين ، وجرح وعدل ، وكان المرجوع إليه في هذا الشأن ، جبلا ثقة دينا زاهدا ورعا. (٦٤٣).

٣٥ ـ القرطبي ، محمد بن أحمد الأنصاري ، مصنف التفسير المشهور الذي سارت به الركبان ، كان من عباد الله الصالحين والعلماء العارفين الورعين الزاهدين في الدنيا ، قال الذهبي : «إمام متقن متبحر في العلم ، له تصانيف مفيدة تدل على إمامته وكثرة اطلاعه ووفور فضله». (٦٧١).


٣٦ ـ ابن كثير ، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر ، الإمام المحدث الحافظ ، وصفه الذهبي بالإمام المفتي المحدث البارع ، ثقة متفنن محدث متقن. (٧٧٤).

٣٧ ـ ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي المصري ، شيخ الإسلام ، وإمام الحفاظ في زمانه ، وحافظ الديار المصرية ، بل حافظ الدنيا مطلقا ، قاضي القضاة ، صنف التصانيف التي عم النفع بها. (٨٥٢).

٣٨ ـ السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، الحافظ الشهير صاحب المؤلفات الكثيرة في العلوم المختلفة ، أثنى عليه مترجموه كالشوكاني في «البدر الطالع» والسخاوي في «الضوء اللامع» وابن العماد في «شذرات الذهب» وغيرهم. (٩١١).

٣٩ ـ المتقي ، نور الدين علي بن حسام الهندي ، كان فقيها محدثا صاحب مؤلفات ، أشهرها ، كنز العمال ، أثنى عليه ابن العماد في «شذرات الذهب» والعيدروسي في «النور السافر في أعيان القرن العاشر». (٩٧٥).

٤٠ ـ الآلوسي ، شهاب الدين محمود بن عبد الله البغدادي ، المفسر المحدث الفقيه اللغوي النحوي ، صاحب «روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني» ، وغيره من المؤلفات (١٢٧٠).

هؤلاء جملة ممن روى أحاديث نقصان التحريف ...

فهل تجوز نسبة القول بالتحريف إليهم جميعا؟

لقد علم مما سبق في غضون الكتاب : أن مجرد رواية الحديث ونقله لا يكون دليلا على التزام الناقل والراوي بمضمونه ، وعلى هذا الأساس لا يمكننا أن ننسب إليهم هذا القول الباطل ...

نعم فيهم جماعة التزموا بنقل الصحاح ، فلم يخرجوا في كتبهم إلا ما قطعوا بصدوره من النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وصحابته ، حسب شروطهم التي اشترطوها في الراوي والرواية ، فهم ـ وكل من تبعهم في الاعتقاد بصحة جميع أخبار كتبهم ـ ملزمون بظواهر ما أخرجوا فيها من أحاديث التحريف ، ما لم يذكروا لها


محملا وجيها أو تأويلا مقبولا ...

وممن التزم بنقل الصحاح من هؤلاء :

١ ـ مالك بن أنس

لقد اشترط مالك في كتابه «الموطأ» الصحة ، ولذلك استشكل بعض الأئمة إطلاق أصحية كتاب البخاري مع اشتراك البخاري ومالك في اشتراط الصحة والمبالغة في التحري والتثبت (٣٩).

وقال الشافعي : «ما أعلم في الأرض كتابا في العلم أكثر صوابا من كتاب مالك» (٤٠).

وقال الحافظ مغلطاي : «أول من صنف الصحيح مالك» (٤١).

وقال الحافظ ابن حجر : «كتاب مالك صحيح عنده وعند من يقلده على ما اقتضاه نظره من الاحتجاج بالمرسل والمنقطع وغيرهما» (٤٢).

٢ ـ أحمد بن حنبل

قال أحمد في وصف مسنده :

«إن هذا كتاب قد جمعته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألف ، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فارجعوا إليه ، فإن كان فيه وإلا ليس بحجة» (٤٣).

وعنه : إنه شرط مسنده الصحيح (٤٤).

وقال السبكي : «ألف مسنده وهو أصل من أصول هذه الأمة» (٤٥).

__________________

(٣٩) هدى الساري ١ : ٢١.

(٤٠) مقدمة ابن الصلاح : ١٤ وغيره.

(٤١) تنوير الحوالك : ٨.

(٤٢) تنوير الحوالك.

(٤٣) تدريب الراوي ١ : ١٧٢ وغيره.

(٤٤) تدريب الراوي وغيره.

(٤٥) طبقات الشافعية ، ترجمة أحمد.


وقال الحافظ المديني : «هذا الكتاب أصل كبير ومرجع وثيق لأصحاب الحديث ، انتقي من حديث كثير ومسموعات وافرة ، فجعل إماما ومعتمدا وعند التنازع ملجأ ومستندا» (٤٦).

هذا ... وقد ألف الحافظ ابن حجر كتابا في شأن «المسند» سماه «القول المسدد في الذب عن المسند» رد به على قول من قال بوجود أحاديث ضعيفة في مسند أحمد.

وقد أتمه الحافظ السيوطي بذيل سماه «الذيل الممهد» (٤٧).

٣ ـ محمد بن إسماعيل البخاري

وقد شرط البخاري في كتابه : أن يخرج الحديث المتفق على ثقة نقلته إلى الصحابي المشهور من غير اختلاف بين الثقات الأثبات ، ويكون إسناده متصلا غير مقطوع ، وإن كان للصحابي راويان فصاعدا فحسن ، وإن لم يكن إلا راو واحد وصح الطريق إليه كفى (٤٨).

وعن البخاري أنه قال : «ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين» (٤٩).

وعنه أيضا : «صنفت كتابي الجامع الصحيح في المسجد الحرام وما أدخلت فيه حديثا حتى استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته» (٥٠).

وعنه : «صنفت الجامع من ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة وجعلته حجة فيما بيني وبين الله» (٥١).

__________________

(٤٦) طبقات الشافعية.

(٤٧) تدريب الراوي ١ : ١٧٢.

(٤٨) هدى الساري ١ : ٢٠.

(٤٩) هدى الساري ٢ : ٢٦١.

(٥٠) هدى الساري.

(٥١) هدى الساري.


وعنه أيضا : «رأيت النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وكأنني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب بها عنه ، فسألت بعض المعبرين فقال لي : أنت تذب عنه الكذب.

فهذا الذي حملني على إخراج الجامع الصحيح » (٥٢).

وعنه أنه قال : «لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحا وما تركت من الصحيح أكثر .. (٥٣).

وقال الحافظ ابن حجر :

«تقرر أنه التزم فيه الصحة ، وأنه لا يورد فيه إلا حديثا صحيحا ، هذا أصل موضوعه ، وهو مستفاد من تسميته إياه الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وأيامه ، ومما نقلناه عنه من رواية الأئمة عنه صريحا ...» (٥٤).

وقال ابن الصلاح : «أو من صنف في الصحيح : البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ، وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ، ومسلم مع أنه أخذ من البخاري واستفاد منه فإنه يشارك البخاري في كثير من شيوخه ، وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز ... ثم إن كتاب البخاري أصح الكتابين صحيحا وأكثرهما فوائد ...» (٥٥).

وقد نقل هذا الحافظ ابن حجر وأثبت أصحية كتاب البخاري من كتاب مسلم ، وذكر أن هذا مما اتفق عليه العلماء ، واستشهد بكلمات الأئمة على ذلك (٥٦).

وكذا الحافظ النووي في التقريب ، ووافقه الحافظ السيوطي في شرحه

__________________

(٥٢) هدى الساري ١ : ١٨.

(٥٣) هدى الساري ١ : ١٨.

(٥٤) هدى الساري ١ : ١٩.

(٥٥) مقدمة ابن الصلاح : ١٣ ـ ١٤.

(٥٦) هدى الساري ١ : ٢١.


وقال : «وعليه الجمهور ، لأنه أشد اتصالا وأتقن رجالا ...» (٥٧).

٤ ـ مسلم بن الحجاج النيسابوري

وقال مسلم : «ليس كل شئ عندي صحيح وضعته هاهنا ، إنما وضعت ما أجمعوا عليه» (٥٨).

وقال : «لو أن أهل الحديث يكتبون مائتي سنة الحديث فمدارهم على هذا المسند ـ يعني صحيحه ـ» (٥٩).

وقال أيضا : «عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي فكل ما أشار أن له علة تركته ، وكل ما قال أنه صحيح وليس له علة أخرجته» (٦٠).

وقال : «صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة» (٦١).

هذا ، وقد قالوا : إن أصح الكتب بعد القرآن الكريم الصحيحان ، ثم اختلفوا في أن أيهما أفضل وأصح ، فذهب جمهورهم إلى أن البخاري أصح ، وقال الحافظ أبو علي النيسابوري : ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم ، وتبعه بعض شيوخ المغرب (٦٢).

٥ ـ أبو عيسى الترمذي

قال الترمذي : «صنفت هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز فرضوا به ، وعرضته على علماء العراق فرضوا به ، وعرضته على علماء خراسان فرضوا به.

ومن كل في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي يتكلم » (٦٣).

__________________

(٥٧) تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ١ : ٨٨ ـ ٩١.

(٥٨) مقدمة ابن الصلاح : ١٦ ، تدريب الراوي ١ : ٩٨.

(٥٩) المنهاج في شرح مسلم ١ : ٢٢ هامش إرشاد الساري.

(٦٠) المصدر نفسه.

(٦١) المنهاج في شرح مسلم ١ : ٢٢ هامش إرشاد الساري.

(٦٢) تدريب الراوي ١ : ٦٣ وغيره.

(٦٣) تذكرة الحفاظ ـ ترجمته.


وقال في كتاب العلل الذي في آخر جامعه :

«جميع ما في هذا الكتاب ـ يعني جامعه ـ من الحديث هو معمول به ، وبه أخذ بعض أهل العلم ما خلا حديثين : حديث عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه : إن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة ، والمغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر ولا سفر ، وحديث النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أنه قال : من شرب الخمر فاجلدوه ، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه.

قال : وقد بينا علة الحديثين جميعا في الكتاب».

قال المباركفوري : «قلت : قد تعقب الملا معين في كتابه (دراسات اللبيب) على كلام الترمذي هذا ، وقد أثبت أن هذين الحديثين كليهما معمول به ، والحق مع الملا معين عندي والله تعالى أعلم» (٦٤).

هذا ، وقد جاء في مقدمة تحفة الأحوذي فصل «في بيان أنه ليس في جامع الترمذي حديث موضوع» (٦٥).

وجامع الترمذي من الكتب الستة الصحاح عند أهل السنة بلا خوف بينهم ، غير أنهم اختلفوا في رتبته هل هو بعد الصحيحين أو بعد سنن أبي داود أو بعد سنن النسائي؟ (٦٦).

٦ ـ أحمد بن شعيب النسائي

وكتاب النسائي أحد الصحاح الستة بلا خوف.

قالوا : وقد صنف النسائي في أول أمره كتابا يقال له : «السنن الكبير» ثم اختصره وسماه «المجتنى» وسبب اختصاره : أن أحدا من أمراء زمانه سأله أن جميع أحاديث كتابك صحيح؟

قال : لا.

__________________

(٦٤) مقدمة تحفة الأحوذي : ٣٦٧.

(٦٥) مقدمة تحفة الأحوذي : ٣٦٥ ـ ٣٦٧.

(٦٦) مقدمة تحفة الأحوذي : ٣٦٤.


فأمره الأمير بتجريد الصحاح وكتابه صحيح مجرد.

فانتخب منه «المجتنى» وأسقط منه كل حديث تكلم في إسناده (٦٧).

فإذا أطلق المحدثون بقولهم : رواه النسائي ، فمرادهم هذا المختصر المسمى بالمجتنى لا السنن الكبير (٦٨).

وعن الحاكم وأبي علي الحافظ والخطيب : للنسائي شرط في الرجال أشد من شرط مسلم (٦٩).

٧ ـ ابن ماجة القزويني

قال ابن ماجة : «عرضت هذه السنن على أبي زرعة فنظر فيه وقال : أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها ...» (٧٠).

وقال المباركفوري : «وأما سنن ابن ماجة فهو سادس الصحاح الستة ...» (٧١).

وفي كشف الظنون : «إنه سادس الصحاح الستة عند بعض الأئمة» (٧٢).

قلت : وممن قال بذلك الحافظان ابن طاهر ، وعبد الغني ، المقدسيان.

٨ ـ الحاكم النيسابوري

وألف أبو عبد الله الحاكم النيسابوري كتاب «المستدرك على الصحيحين» ، ذكر فيه ما فات البخاري ومسلما مما على شرطهما أو شرط

__________________

(٦٧) جامع الأصول ١ : ١٦٦ وغيره.

(٦٨) مقدمة تحفة الأحوذي : ١٣١.

(٦٩) مقدمة تحفة الأحوذي : ١٣١.

(٧٠) تذكرة الحفاظ ٢ : ٦٣٦.

(٧١) مقدمة تحفة الأحوذي : ١٣٤.

(٧٢) كشف الظنون : ١٠٠٤.


أحدهما أو هو صحيح ... (٧٣).

فالمستدرك من الكتب التي التزم فيها بالصحة ، ولذا يعبر عنه بالصحيح المستدرك (٧٤).

ولقد أثنى على الحاكم كل من جاء بعده من الحفاظ ، ونسبه بعضهم إلى التشيع وقالوا : إنه قد تساهل في ما استدركه على شرط الصحيح.

قلت : لا يبعد أن يكون من أسباب رميه بالتشيع والتساهل إخراجه أحاديث في فضل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، بل قد صرح بذلك الخطيب ... (٧٥).

٩ ـ الضياء المقدسي

وقد التزم الحافظ الضياء المقدسي الصحة في كتابه «المختارة».

قال الحافظ العراقي : «وممن صحح أيضا من المتأخرين الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي ، فجمع كتابا سماه (المختارة) التزم فيه الصحة ...» (٧٦).

وقال الحافظ السيوطي : «ومنهم الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي ، فجمع كتابا سماه (المختارة) التزم فيه الصحة وذكر فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها» (٧٧).

وفي «كشف الظنون» بعد أن صرح بما تقدم : «قال ابن كثير : وهذا الكتاب لم يتم ، وكان بعض الحفاظ من مشايخنا يرجحه على مستدرك الحاكم» (٧٨).

هذا ، وقد أثنى عليه كل من ترجم له ، قال الحافظ الذهبي ما ملخصه :

__________________

(٧٣) فيض القدير في شرح الجامع الصغير ١ : ٢٦.

(٧٤) تدريب الراوي ١ : ١٠٨ ، مقدمة تحفة الأحوذي : ١٥٥.

(٧٥) مقدمة تحفة الأحوذي : ١٥٦.

(٧٦) التقييد والإيضاح لما أطلق أو أغلق من كتاب ابن الصلاح.

(٧٧) تدريب الراوي ١ : ١٤٤.

(٧٨) كشف الظنون.


«الإمام العالم الحافظ الحجة ، محدث الشام ، شيخ السنة ، صاحب التصانيف النافعة ، نسخ وصنف ، وصحح ولين ، وجرح وعدل ، وكان المرجع إليه في هذا الشأن ، قال تلميذه عمر بن الحاجب : شيخنا أبو عبد الله شيخ وقته ونسيج وحده علما وحفظا وثقة ودينا ، من العلماء الربانيين ، وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي.

رأيت جماعة من المحدثين ذكروه فأطنبوه في حقه ومدحوه بالحفظ والزهد.

سألت الزكي البرزالي عنه فقال : ثقة ، جبل ، حافظ ، دين.

قال ابن النجار : حافظ متقن حجة ، عالم بالرجال ، ورع تقي.

وقال الشرف ابن النابلسي : ما رأيت مثل شيخنا الضياء» (٧٩).

__________________

(٧٩) تذكرة الحفاظ ٤ : ١٤٠٦.


الفصل الثالث

الأقوال والآراء

لقد تقدم ذكر الأحاديث الدالة على التحريف ... وعرفت من خلال ذلك أن القول بنقصان القرآن مضاف إلى جماعة كبيرة من صحابة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وعلى رأسهم :

عمر بن الخطاب ، عثمان بن عفان ، عبد الله بن العباس ، عبد الله بن عمر ، عبد الرحمن بن عوف ، أبي بن كعب ، عبد الله بن مسعود ، زيد بن ثابت ، أبو موسى الأشعري ، حذيفة بن اليمان ، جابر بن عبد الله ، زيد بن أرقم ، عائشة بنت أبي بكر ، حفصة بنت عمر ...

ومن مشاهير التابعين ... وعلى رأسهم :

سعيد بن جبير ، عكرمة ، الضحاك ، سعيد بن المسيب ، عروة بن الزبير ، محمد بن مسلم الزهري ، زر بن حبيش ، مجاهد ، الحسن البصري ...

وعرفت أن تلك الأحاديث مخرجة في أهم كتب أهل السنة وأسفارهم ، ومن أشهرها :

الموطأ ، صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، صحيح الترمذي ، صحيح النسائي ، صحيح ابن ماجة ، المصنف لابن أبي شيبة ، المسند لأحمد ، المستدرك للحاكم ، الجوامع الثلاثة للطبراني ، المسند لأبي يعلى ، السنن للبيهقي ، جامع الأصول ، فتح الباري ، إرشاد الساري ، المصاحف لابن الأنباري ، الدر المنثور ، كنز العمال ، تاريخ دمشق ، تفسير الطبري ، تفسير الرازي تفسير القرطبي ، تفسير البغوي ، تفسير الخازن ، الكشاف ، البحر المحيط ، تفسير ابن كثير ، مشكل الآثار ، التسهيل لعلوم التنزيل ، البرهان في علوم القرآن ، مناهل العرفان في علوم القرآن ، الإتقان في علوم القرآن ، وغيرها من الكتب في الحديث والفقه والتفسير ...


موقف علماء الشيعة من هذه الأخبار والآثار :

أما علماء الشيعة فإن موقفهم من هذه الأحاديث والآثار المنقولة عن الصحابة نفس الموقف الذي اتخذوه تجاه الأحاديث المروية في كتبهم أنفسهم ... فإنهم بعد ما قالوا بعدم تحريف القرآن ـ للأدلة القائمة عليه كتابا وسنة وإجماعا ـ حملوا ما أمكن حمله من أحاديثهم المعتبرة سندا على بعض الوجوه ، وطرحوا كل خبر غير معتبر سندا أو غير قابل للتأويل ... كما عرفت بالتفصيل في «الباب الأول».

وهذا هو الأسلوب الذي ينبغي اتباعه بالنسبة إلى أحاديث التحريف في كتب أهل السنة ... وبه يتم الجمع بين الاعتقاد بعدم التحريف والاعتقاد بصحة أخبار الصحيحين وغيرهما ... على أصول أهل السنة ...

إن التأويل إما الحمل على التفسير ، وإما الحمل على اختلاف القراءة ، وإما الحمل على نسخ التلاوة. لكن التأويل على الوجهين الأولين لا يتم إلا بالنسبة إلى قليل جدا من الأحاديث ، والحمل على نسخ التلاوة غير تام صغرويا وكبرويا ، كما ستعرف في «الفصل الرابع».

فلا مناص من الرد والتكذيب ... ولا مانع ، إلا ما اشتهر بينهم من عدالة جميع الصحابة وصحة أخبار الصحيحين وأمثالهما ... لكن هذين المشهورين لا أصل لهما ... كما ستعرف في «الفصل الخامس».

هذه خلاصة الطريقة الصحيحة لعلاج هذه الأحاديث ، وعليها المحققون من أهل السنة ، كما سيظهر في هذا الفصل والفصلين اللاحقين.

موقف أهل السنة من هذه الأحاديث والآثار :

وأما أهل السنة فالرواة لهذه الأحاديث منهم من يلتزم بصحتها كأصحاب الصحاح الستة وأمثالهم من أرباب الكتب المشهورة والمسانيد ، ومنهم من لا ندري رأيه فيها ... كما لا ندري أن القائلين بالصحة يحملون تلك الآيات المحكية


في هذه الأحاديث على النسخ ، أو يقولون بالتحريف تبعا لمن قال به من الصحابة والتابعين ...

وفي المقابل طائفتان من المحدثين والعلماء ، طائفة تقول بالتحريف صراحة ، أخذا بالأحاديث الظاهرة فيه ، واقتداءا بالصحابة المصرحين به ، وطائفة تقول ببطلان الأحاديث وتردها الرد القاطع ...

فأهل السنة بالنسبة إلى أحاديث التحريف على ثلاث طوائف :

(الطائفة الأولى)

وهم المحدثون والعلماء الذين يروون أحاديث التحريف وينقلونها في كتبهم الحديثية وغيرها ، ولا سبيل لنا إلى الوقوف على آرائهم في تلك الأحاديث ، فهل يقولون بصحتها أولا؟ وعلى الأول هل يحملونها على النسخ؟ أو يقولون بالتحريف حقيقة؟

وهؤلاء كثيرون ، بل هم أكثر رجال الحديث والمحدثين والعلماء الرواة والناقلين لهذه الأحاديث ...

(الطائفة الثانية)

وهم الذين أوردوا الأحاديث والآثار الظاهرة أو الصريحة في نقصان القرآن من غير جواب أو تأويل ، وهؤلاء عدة من العلماء وليس عددهم بقليل ...

فمثلا :

يقول ابن جزي الكلبي في تفسيره : «والصابئون. قراءة السبعة بالواو ، وهي مشكلة ، حتى قالت عائشة : هي من لحن كتاب المصحف» (٨٠).

ـ «والمقيمين» منصوب على المدح بإضمار فعل ، وهو جائز كثيرا في

__________________

(٨٠) التسهيل لعلوم التنزيل ١ : ١٧٣ ، وابن جزي الكلبي المالكي وصفه الداودي في طبقات المفسرين ١ : ١٠١ بقوله : كان شيخا جليلا ورعا زاهدا عابدا متقللا من الدنيا وكان فقيها مفسرا وله تفسير القرآن العزيز ، توفي في حدود العشرين وستمائة.


الكلام ، وقالت عائشة : هو من لحن كتاب المصحف ، وفي مصحف ابن مسعود : (والمقيمون) على الأصل» (٨١).

ـ «إن هذان لساحران» قرئ : إن هذين ، بالياء ، ولا إشكال في ذلك ... وقالت عائشة رضي‌الله‌عنها : هذا مما لحن فيه كتاب المصحف» (٨٢).

ويقول الخطيب الشربيني في تفسيره : «وحكي عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ وأبان بن عثمان : أن ذلك غلط من الكاتب ، ينبغي أن يكتب «والمقيمون الصلاة». وكذلك قوله في سورة المائدة : «إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى » ، وقوله تعالى : «إن هذان لساحران» قالا : ذلك خطأ من الكاتب ، وقال عثمان : إن في المصحف لحنا وستقيمه العرب بألسنتها ، فقيل له : ألا تغيره؟! فقال : دعوه فإنه لا يحل حراما ولا يحرم حلالا. وعامة الصحابة وأهل العلم على أنه صحيح» (٨٣).

وإذا ما قارنت بين هذا الموقف وموقف الطائفة الثالثة من هذه الأحاديث وأساليبهم في ردها أمكنك نسبة القول بالتحريف إلى هذين العالمين الجليلين وأمثالهما من أهل السنة ...

وفي علماء أهل السنة من يعتقد بتحريف القرآن الكريم وينادي به بأعلى صوته ... إما اعتمادا على ما روي في كيفية جمع القرآن ، وإما اعتقادا بصحة كل ما أخرج في كتابي البخاري ومسلم ، وإما إنكارا لنسخ التلاوة ... وعلى كل حال ... فقد ذهب جماعة منهم إلى القول بسقوط شئ من القرآن ، قال الرافعي ما نصه : « ... فذهب جماعة من أهل الكلام ـ ممن لا صناعة لهم إلا الظن والتأويل واستخراج الأساليب الجدلية من كل حكم وكل قول ـ إلى جواز أن

__________________

(٨١) التسهيل لعلوم التنزيل ١ : ١٦٤.

(٨٢) التسهيل لعلوم التنزيل ٣ : ١٥.

(٨٣) السراج المنير ١ : ٣٤٥ لمحمد بن أحمد الخطيب الشربيني الفقيه الشافعي المفسر ، توفي سنة ٩٧٧ ، له ترجمة في الشذرات ٨ : ٣٨٤.


يكون قد سقط عنهم من القرآن شئ ، حملا على ما وصفوا من كيفية جمعه» (٨٤).

وقال القرطبي : «قال أبو عبيد : وقد حدثت عن يزيد بن زريع ، عن عمران بن جرير ، عن أبي مجلز ، قال : طعن قوم على عثمان رحمه‌الله ـ بحمقهم ـ جمع القرآن ، ثم قرأوا بما نسخ» (٨٥).

وقال : «قال أبو عبيد : لم يزل صنيع عثمان ـ رضي‌الله‌عنه ـ في جمعه القرآن يعد له بأنه من مناقبه العظام ، وقد طعن عليه فيه بعض أهل الزيغ ، فانكشف عواره ووضحت فضائحه» (٨٦).

وقال أيضا : «قال الإمام أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار بن محمد الأنباري : ولم يزل أهل الفضل والعقل يعرفون من شرف القرآن وعلو منزلته ما يوجبه الحق والإنصاف والديانة ، وينفون عنه قول المبطلين وتمويه الملحدين وتحريف الزائغين ، حتى نبغ في زماننا هذا زائغ زاغ عن الملة وهجم على الأمة بما يحاول به إبطال الشريعة التي لا يزال الله يؤيدها ويثبت أسها وينمي فرعها ويحرسها من معايب أولي الجنف والجور ومكائد أهل العداوة والكفر.

فزعم أن المصحف الذي جمعه عثمان رضي‌الله‌عنه ـ باتفاق أصحاب رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] على تصويبه فيما فعل ـ لا يشتمل على جميع القرآن ، إذ كان قد سقط منه خمسمائة حرف ، قد قرأت ببعضها وسأقرأ ببقيتها ، فمنها [والعصر ـ ونوائب الدهر ـ] فقد سقط من القرآن على جماعة المسلمين «ونوائب الدهر» ومنها [حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس ـ وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها ـ] فادعى هذا الإنسان أنه سقط عن أهل الإسلام من القرآن «وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها» وذكر مما يدعي حروفا كثيرة ...» (٨٧).

__________________

(٨٤) إعجاز القرآن : ٤١.

(٨٥) الجامع لأحكام القرآن ١ : ٨٤.

(٨٦) الجامع لأحكام القرآن ١ : ٨٤.

(٨٧) الجامع لأحكام القرآن ١ : ٨١ ـ ٨٢.


ولقد نسب هذا القول إلى الحشوية من أهل السنة والجماعة ـ وهم أصحاب أبي الحسن البصري ـ فإنهم ذهبوا إلى وقوع التحريف في القرآن تغييرا ونقصانا (٨٨).

وفي كلام النحاس : إن العلماء تنازعوا حديث عائشة في الرضاع ، فرده جماعة وصححه آخرون ، قال :

«وأما قول من قال : إن هذا كان يقرأ بعد وفاة رسول الله ـ صلى الله عليه [وآله] وسلم ـ فعظيم ...» وستأتي عبارته كاملة.

ومن الواضح : أنه إذا كان يقرأ بعد وفاته ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في أصل القرآن وأنه لا نسخ بعده ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ بالإجماع ... فهو إذا ساقط من القرآن ، فالقرآن محرف ... ومن ثم استعظم النحاس هذا القول.

وأما توجيه البيهقي لهذا الحديث : فإقرار منه بأن هذا كان من القرآن حتى بعد وفاة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ، وكان المسلمون يتلونه في أصل القرآن.

وزعمه : أن الآية كانت منسوخة على عهده ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وأن الذين كانوا يتلونها لم يبلغهم النسخ ، عار عن الصحة ولا دليل يدل عليه ، على أنا نقطع بأنه كما كان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ينشر سور القرآن وآياته ويأمر بقراءتها بمجرد نزولها ، فإنه كان عليه ـ على فرض وجود النسخ بصورة عامة ـ أن يذيع ذلك بين الأمة ويبلغهم جميعا ليطلع الكل على ذلك ، كما كان يفعل بالنسبة إلى نشر الآيات والسور النازلة.

على أن كلامه يستلزم أن تكون الآية من القرآن وأن لا تكون منه في وقت واحد ، وهو باطل ... وسيأتي مزيد بحث حوله ، في «الفصل الرابع».

وقال الشعراني (٨٩) : «ولولا ما يسبق للقلوب الضعيفة ووضع الحكمة في

__________________

(٨٨) مجمع البيان وغيره.

(٨٩) الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني ، من فقهاء الحنفية ومن علماء المتصوفين ، له مؤلفات كثيرة في الحديث والمواعظ والتراجم وغيرها من العلوم ، توفي سنة ٩٧٣ ، وله ترجمة في الشذرات ٨ : ٣٧٢ وغيرها.


غير أهلها لبينت جميع ما سقط من مصحف عثمان» (٩٠).

وقال الزرقاني ـ في بيان الأقوال في معنى حديث نزول القرآن على سبعة أحرف ـ ما نصه : «وهو : أن المراد بالأحرف : السبعة أوجه من الألفاظ المختلفة في كلمة واحدة ومعنى واحد ، وإن شئت فقل : سبع لغات من لغات العرب المشهورة في كلمة واحدة ومعنى واحد ، نحو : هلم وأقبل وتعال وعجل وأسرع وقصدي ونحوي ، فهذه ألفاظ سبعة معناها واحد هو : طلب الإقبال.

وهذا القول منسوب لجمهور أهل الفقه والحديث ، منهم : سفيان ، وابنه وهب ، وابن جرير الطبري ، والطحاوي».

قال : «إن أصحاب هذا القول ـ على جلالة قدرهم ونباهة شأنهم ـ قد وضعوا أنفسهم في مأزق ضيق ، لأن ترويجهم لمذهبهم اضطرهم إلى أن يتورطوا في أمور خطرها عظيم ، إذ قالوا : إن الباقي الآن حرف واحد من السبعة التي نزل عليها القرآن ، أما الستة الأخرى فقد ذهبت ولم يعد لها وجود البتة ، ونسوا أو تناسوا تلك الوجوه المتنوعة القائمة في القرآن على جبهة الدهر إلى اليوم.

ثم حاولوا أن يؤيدوا ذلك فلم يستطيعوا أن يثبتوا للأحرف الستة التي يقولون بضياعها نسخا ولا رفعا ، وأسلمهم هذا العجز إلى ورطة أخرى هي : دعوى إجماع الأمة على أن تثبت على حرف واحد وأن ترفض القراءة بجميع ما عداه من الأحرف الستة ، وأنى يكون لهم هذا الاجماع ولا دليل عليه؟!

هنالك احتالوا على إثباته بورطة ثالثة وهي : القول بأن استنساخ المصاحف في زمن عثمان ـ رضي‌الله‌عنه ـ كان إجماعا من الأمة على ترك الحروف الستة والاقتصار على حرف واحد هو الذي نسخ عثمان المصاحف عليه.

إلا إن هذه ثغرة لا يمكن سدها ، وثلمة يصعب جبرها ، وإلا فكيف يوافق أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ على ضياع ستة حروف نزل عليها القرآن دون أن يبقوا عليها مع أنها لم تنسخ ولم ترفع؟! وقصارى القول : إننا نربأ بأصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أن

__________________

(٩٠) اليواقيت والجواهر.


يكونوا قد وافقوا أو فكروا فضلا عن أن يتآمروا على ضياع أحرف القرآن الستة دون نسخ لها ، وحاشا عثمان ـ رضي‌الله‌عنه ـ أن يكون قد أقدم على ذلك وتزعمه ...» (٩١).

قلت : ومثل هذا كثير ، يجده المتتبع لكلماتهم وآرائهم في كتب الفقه والحديث والتفسير والقراءات ، وعن الثوري (٩٢) أنه قال : «بلغنا أن ناسا من أصحاب النبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم] كانوا يقرأون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من القرآن» (٩٣).

وقال ابن الخطيب في كتابه «الفرقان» (٩٤) تحت عنوان «لحن الكتاب في المصحف» : «وقد سئلت عائشة عن اللحن الوارد في قوله تعالى : إن هذان لساحران ، وقوله عز من قائل : والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ، وقوله عزوجل : إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون. فقالت : هذا من عمل الكتاب ، أخطأوا في الكتاب.

وقد ورد هذا الحديث بمعناه بإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي خلف ـ مولى بني جمح ـ أنه دخل على عائشة فقال : جئت أسألك عن آية في كتاب الله تعالى كيف يقرؤها رسول الله؟ قالت : أية آية؟ قال : الذين يأتون ما أتوا. أو : الذين يؤتون ما آتوا! قالت : أيهما أحب إليك؟ قال : والذي نفسي بيده ، لإحداهما أحب إلي من الدنيا

__________________

(٩١) مناهل العرفان ، الجزء الأول.

(٩٢) سفيان بن سعيد الثوري ، الملقب عندهم ب «أمير المؤمنين في الحديث» والموصوف ب «سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى» وغير ذلك. أنظر ترجمته في حلية الأولياء ٦ : ٣٥٦ ، تهذيب التهذيب ٤ : ١١١ ، تاريخ بغداد ٩ : ١٥١ ، وغيرها.

(٩٣) الدر المنثور ٥ : ١٧٩.

(٩٤) طبع هذا الكتاب بمطبعة دار الكتاب المصرية سنة ١٣٦٧ ـ ١٩٤٨ ، وصاحبه من الكتاب المصريين المعاصرين ، وهو يشتمل على بحوث قرآنية في فصول تناول فيها بالبحث مسألة القراءات ، والناسخ والمنسوخ ، ورسم المصحف وكتابته ، وترجمة القرآن إلى اللغات. إلى غير ذلك. وله في هذا الكتاب آراء وأفكار أهمها كثرة الخطأ في القرآن ووجوب تغيير رسمه وجعل ألفاظه كما ينطق بها اللسان وتسمعها الأذان ، فطلب علماء الأزهر من الحكومة مصادرة هذا الكتاب ، فاستجابت له وصادرته وسنذكر رأينا في خصوص ما ذكره حول خطأ الكتاب في بحوثنا الآتية.


جميعا. قالت : أيتهما؟ قال : الذين يأتون ما أتوا. فقالت : أشهد أن رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] كذاك كان يقرأها وكذلك أنزلت ، ولكن الهجاء حرف.

وعن سعيد بن جبير ، قال : في القرآن أربعة أحرف لحن : والصابئون. والمقيمين. فأصدق وأكن من الصالحين. إن هذان لساحران.

وقد سئل أبان بن عثمان كيف صادرت : لكن الراسخون في العلم فهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ، ما بين يديها وما خلفها رفع وهي نصب؟ قال : من قبل الكاتب ، كتب ما قبلها ثم سأل المملي : ما أكتب؟ قال : أكتب المقيمين الصلاة ، فكتب ما قيل له لا ما يجب عربية ويتعين قراءة.

وعن ابن عباس في قوله تعالى : حتى تستأنسوا وتسلموا. قال : إنما هي خطأ من الكاتب ، حتى تستأذنوا وتسلموا.

وقرأ أيضا : أفلم يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا. فقيل له : إنها في المصحف : أفلم ييأس؟ فقال : أظن أن الكاتب قد كتبها وهو ناعس.

وقرأ أيضا : ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ، وكان يقول : إن الواو قد التزقت بالصاد.

وعن الضحاك : إنما هي : ووصى ربك ، وكذلك كانت تقرأ وتكتب ، فاستمد كاتبكم فاحتمل القلم مدادا كثيرا فالتزقت الواو بالصاد ، ثم قرأ : ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله. ووصينا الإنسان بوالديه. وقال : لو كانت «قضى» من الرب لم يستطع أحد رد قضاء الرب تعالى. ولكنها وصية أوصى بها عباده.

وقرأ ابن عباس أيضا : ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء. ويقال : خذوا الواو من هنا واجعلوها هاهنا عند قوله تعالى : الذين قال لهم الذين إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. يريد


بذلك أن تقرأ : والذين قال لهم الناس.

وقرأ أيضا : مثل نور المؤمن كمشكاة ، وكان يقول : هي خطأ من الكاتب ، هو تعالى أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة.

وذكر ابن أشتة بأن جميع ما كتب خطأ يجب أن يقرأ على صحته لغة لا على رسمه ، وذلك كما في «لا أوضعوا ، لا أذبحنه» بزيادة ألف في وسط الكلمة. فلو قرئ ذلك بظاهر الخط لكان لحنا شنيعا يقلب معنى الكلام ويخل بنظامه ، يقول الله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.

ومعنى حفظ القرآن : إبقاء شريعته وأحكامه إلى يوم القيامة وإعجازه أبد الدهر ، بحيث يظل المثل الأعلى للبلاغة والرصانة والعذوبة ، سهل النطق على اللسان ، جميل الوقع في الأذان ، يملك قلب القارئ ولب السامع.

وليس ما قدمنا من لحن الكتاب في المصحف بضائره أو بمشكك في حفظ الله تعالى له ، بل إن ما قاله ابن عباس وعائشة وغيرهما من فضلاء الصحابة وأجلاء التابعين أدعى لحفظه وعدم تغييره وتبديله. ومما لا شك فيه أن كتاب المصحف من البشر ، يجوز عليهم ما يجوز على سائرهم من السهو والغفلة والنسيان. والعصمة لله وحده ، ومثل لحن الكتاب كلحن المطابع ، فلو أن إحدى المطابع طبعت مصحفا به بعض الخطأ ـ وكثيرا ما يقع هذا ـ وسار على ذلك بعض قراء هذا المصحف ، لم يكن ذلك متعارضا مع حفظ الله تعالى له وإعلائه لشأنه» (٩٥).

قال : «وإنما الذي يستسيغه العقل ويؤيده الدليل والبرهان أنه إذا تعلم فرد الكتابة في أمة أمية ، فإن تعلمه لها يكون محدودا ويكون عرضة للخطأ في وضع الرسم والكلمات ، ولا يصح والحال كما قدمنا أن يؤخذ رسمه هذا أنموذجا تسير عليه الأمم التي ابتعدت عن الأمية بمراحل ، وأن نوجب عليها أخذه على علاته وفهمه على ما فيه من تناقض ظاهر وتنافر بين ، وذلك بدرجة أن العلماء الذين تخصصوا في رسم المصحف لم يستطيعوا أن يعللوا هذا التباين إلا بالتجائهم إلى

__________________

(٩٥) الفرقان : ٤١ ـ ٤٦ ملخصا.


تعليلات شاذة عقيمة» (٩٦).

هذا ... ومن المناسب أن ننقل في المقام ما ذكره الحجة شرف الدين بهذا الصدد ، فقد قال ما نصه :

«وما أدري والله ما يقولون فيما نقله عنهم في هذا الباب غير واحد من سلفهم الأعلام كالإمام أبي محمد بن حزم ، إذ نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري في ص ٢٥٧ من الجزء الرابع من (الفصل) أنه كان يقول : إن القرآن المعجز إنما هو الذي لم يفارق الله عزوجل قط ، ولم يزل غير مخلوق ولا سمعناه قط ولا سمعه جبرائيل ولا محمد عليهما‌السلام قط ، وإن الذي نقرأ في المصاحف ونسمعه ليس معجزا بل مقدور على مثله» إلى آخر ما نقله من الإمام الأشعري وأصحابه ـ وهم جميع أهل السنة ـ حتى قال في ص ٢١١ ما هذا لفظه :

«وقالوا كلهم : إن القرآن لم ينزل به قط جبرائيل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام ، وإنما نزل عليه شئ آخر هو العبارة عن كلام الله ، وإن القرآن ليس عندنا البتة إلا على هذا المجاز ، وإن الذي نرى في المصاحف ونسمع من القرآن ونقرأ في الصلاة ونحفظ في الصدور ليس هو القرآن البتة ، ولا شئ منه كلام الله البتة بل شئ آخر ، وإن كلام الله تعالى لا يفارق ذات الله عزوجل».

ثم استرسل في كلامه عن الأشاعرة حتى قال في ص ٢١٠ : «ولقد أخبرني علي بن حمزة المرادي الصقلي : أنه رأى بعض الأشعرية يبطح المصحف برجله ، قال : فأكبرت ذلك وقلت له : ويحك! هكذا تصنع بالمصحف وفيه كلام الله تعالى؟! فقال لي : ويلك! والله ما فيه إلا السخام والسواد ، وأما كلام الله فلا».

قال ابن حزم : «وكتب إلي أبو المرحي بن رزوار المصري : أن بعض ثقات أهل مصر من طلاب السنن أخبره : أن رجلا من الأشعرية قال له مشافهة :

__________________

(٩٦) الفرقان : ٥٨.


على من يقول : إن الله قال : قل هو الله أحد الله الصمد ، ألف لعنة «إلى آخر ما نقله عنهم ، فراجعه من ص ٢٠٤ إلى ص ٢٢٦ من الجزء الرابع من (الفصل) ...» (٩٧).

للبحث صلة ...

__________________

(٩٧) أجوبة مسائل جار الله.


من التراث الأدبي المنسي في الأحساء

الشيخ علي الصحاف

الشيخ جعفر الهلالي

نعود مع القارئ في هذه الحلقة الرابعة لنتحدث فيها عن شعراء وأدباء الأحساء المنسيين ، وها نحن نقدم إلى القراء شاعرا آخر وهو : الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ حسين الصحاف ، وأسرة آل الصحاف من الأسر العلمية والأدبية في مدينة الأحساء توطن بعض أفرادها في العراق في كل من البصرة وسوق الشيوخ. كما توطن قسم منها الكويت ، ولا يزال هذا القسم من هذه الأسرة هناك ، وتقطن غالبية هذه الأسرة في الأحساء وطنهم الأصلي.

ولادته :

ولد المترجم له في مدينة الهفوف عاصمة الأحساء آنذاك ، ولم نقف على تاريخ ولادته.

نشأته :

نشأ شاعرنا في مدينة الهفوف مسقط رأسه ، وبها أخذ دراسته العلمية على يد رجال من أسرته ، منهم والده الشيخ محمد الصحاف ، كما أخذ عن غيره عن علماء بلده ، ولم ندر هل سافر إلى النجف للدراسة العلمية أم لا ، وإن كان الغالب من علماء بلده قد درسوا في النجف الأشرف لما لها من مركز علمي وأدبي.


كان الشيخ علي المترجم له من العلماء الفضلاء والأعلام الأدباء في الأحساء ، ويمتاز شعره بالمتانة والقوة ، وله أخ اسمه الشيخ حسن الصحاف وكان شاعرا أيضا إلا أن مترجمنا يمتاز على أخيه بمواهبه الأدبية ...

ديوانه وشعره :

للشاعر المترجم له ديوان شعر حافل في مختلف الأغراض والمناسبات وهو يشتمل على القصائد والتخاميس ، وهو الآن عند بعض أحفاده في مدينة الأحساء أو الكويت ، وقد ذكر ولد المترجم الشيخ كاظم الصحاف (١) في ترجمته لوالده ديوانه هذا ، ولكننا لم يتسن لنا الاطلاع عليه ، وما ننقله من شعره هنا فقد نقلناه عن بعض المجاميع الخطية في الأحساء ، وقد ذكر بعض أشعار المترجم له السيد هاشم الشخص في مؤلفه عن علماء وأدباء الأحساء.

والسيد هاشم الشخص (٢) هو أحد فضلاء الشباب المحصلين في الأحساء ، والحريصين على حفظ هذا التراث ، ومؤلفه هذا لا يزال قيد التأليف وسيسد فراغا كبيرا ، فنرجو له التوفيق في إنجاز عمله المشكور هذا.

وفاته :

توفي المترجم له في إيران في مدينة قم المقدسة سنة ١٣٢١ ه.

ويظهر أن الظروف القاسية التي مرت بها بلاد الشاعر دعته إلى مغادرة وطنه والهجرة إلى إيران ، وهناك الكثير من علماء هذه المنطقة وما يجاورها قد تركوا أوطانهم وهاجروا بعد أن تعرضوا إلى الامتهان والخوف من كيد الأعداء المتربصين ، يجد ذلك كل من تتبع تراجم مجموعة من علماء الأحساء والقطيف والبحرين الذين عاشوا هذه الظروف القاسية ، وهذا موضوع مؤلم حقا لعلنا

__________________

(١) الشيخ كاظم الصحاف هو أيضا أحد شعراء الأحساء ، وسنتحدث عنه فيما يأتي من هذه الحلقات إن شاء الله.

(٢) اعتمدنا في بعض ما كتبناه عن شعر وترجمة الشاعر على مؤلف السيد هاشم هذا نقلا عن كتاب «تذكرة الأشراف في آل الصحاف» تأليف الشيخ كاظم أحد أنجال المترجم.


نتحدث عنه في مناسبات أخرى.

هذا ، وقد خلف شاعرنا الصحاف أربعة من الأولاد ، وهم : الشيخ أحمد ، والشيخ حسين والشيخ كاظم ، والملا ناصر ، وقد امتهن هذا الأخير الأعمال الحرة ، ثم تفرغ أخيرا للخطابة عن طريق المنبر الحسيني.

وها نحن نقدم أمام القارئ بعض النماذج الشعرية لشاعرنا المذكور ، فهذه قصيدة يستنهض بها الإمام الحجة المنتظر ـ عجل الله تعالى فرجه ـ ويخاطب بها أيضا أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ ويرثي الحسين ـ عليه‌السلام ـ ، قال :

ما بال ثارك عن مثارك نازح

ولكم شجاه من الصبابة صادح

وإلى م لم تنهض به متطلبا

والسيف في كف انتصارك لائح

وشباه (٣) يقدف بالشواظ (٤) إذا انجلى كالصبح إلا أنه هو ذابح

يا من له الشرف الذي لا يرتقى

من دونه انحط السماك (٥) الرامح

هلا دريت بأن أوج قبابكم

هدمت وقوض من علاها الصالح (٥)

وشرائع الإيمان غير حكمها

مع محكم القرآن جل الفادح

فلئن تطل في الغيب غيبتك التي

كبرت وأنت بها خفي واضح

فالحق ما في الدار غيرك مطلبا

للطالبين له يد ومنائح (٦)

أنت الرجا والمرتجى والغوث إذ

عزا النصير وقل فيه الناصح

حتى م حتى م النوى ابن العسكري

فمتى يلوح لك اللواء اللائح (١٠)

ضاق الخناق أبا الفتوح فلم نجد

إلاك فاتحها فأنت الفاتح

أولم تهجك من الحوادث أسهم

لم يخط عن أوتارها لك سانح

__________________

(٣) الشبا ، جمع شباة : حد كل شئ ، ومن السيف قدر ما يقطع به.

(٤) الشواظ بضم الشين وكسرها : لهب لا دخان فيه ، حر النار ، شدة الغلة ، ويراد به هنا لهيب السيف وحره.

(٥) السماك : هو أحد السماكين ، وهما كوكبان نيران يقال لأحدهما : السماك الرامح لأن أمامه كوكبا صغيرا يقال له : راية السماك رمحه ، والآخر السماك الأعزل لأن ليس أمامه شئ.

(٦) المنائح جمع منحة العطية.


حتى فرت من جسم جدك مهجة

بصفاحها ، الله كيف تصافح

وتقاسمت أعضاءه شفر (٧) الضبا

فتضعضت من جانبيه جوانح

(١٥) حتى هناك حلبن من رؤسائكم

دما (٨) به هاماتهم تتطايح

يا صاحب الأمر القديم إغارة

فيها الذوابل (٩) والصقال لوامح

أصقالكم أكدت (١٠) سواعد غربها

أو عربكم (١١) ضئلت وهن ضوابح (١٢)

أم غلبكم (١٣) وهنت وأنت مشيمها

أم ضاع وترك وهو عندك واضح

أتغض طرفك عن طلابك طرفة

كلا ومنهم سادة وجحاجح (١٤)

(٢٠) والسبط جدك في الطفوف ضريبة

وبه هنا لك فاجأتك جوائح (١٥)

وبعين ربات الحجال محاميا

دون الحجال وللصفاح يصافح

فكأنه والسيف في لجج الوغى

رعد وبرق في السحائب قادح

لولا القضا ما اعتاق في شرك الردى

يوما ولا صاحت عليه صوائح

وحمولة الأرزاء عمتك التي

لا غاب عنها في الحياة الفادح

(٢٥) هي في النوى مقرونة بفوادح (١٦)

تدعو وقاني الدمع هام (١٧) سانح

__________________

(٧) شفر ، وشفار وشفرات مفردها شفرة : السكين العظيمة العريضة ، حد السيف ، وهذا المعنى الثاني هو المراد للشاعر.

(٨) دما بتشديد الميم : لغة في الدم المخفف.

(٩) الذوابل : صفة للرماح ، والصقال هي السيوف ، يقال : صقل صقلا وصقالا الشئ : جلاه وملسه وكشف صدأه ، والصقيل : السيف.

(١٠) أكدى يكدي : كلت أصابعه من الحفر ونحوه ، ويريد الشاعر بقوله «أكدت» أي كلت.

(١١) يقال : خيل أو إبل عراب وأعرب : كرائم سالمة من الهجنة.

(١٢) يقال : ضبحت الخيل ضبحا وضباحا : أسمعت من أفواهها في عدوها صوتا ليس بصهيل ولا حمحمة.

(١٣) غلب جمع أغلب : وهو الغليظ الرقبة ، ويقصد به المدح هنا ، قال الشاعر : «غلب مرازبة بيض جحاجحة».

(١٤) الجحاجح جمع جحجاح : السيد المسارع إلى المكارم.

(١٥) الجوائح جمع جائحة : البلية ، والتهلكة ، والداهية العظيمة.

(١٦) الفوادح جمع فادحة : المصيبة الشديدة.

(١٧) هام : يقال : همى يهمي هميا : الماء أو الدمع إذا سال ، فهو هام.


وتقول عاتبة وترداد الأسى

بين الجوارح والجوانح جائح (١٨)

يا راكبا يطوي السباسب (١٩) مرقلا

في كورهيما (٢٠) للرياح تراوح

عج بالغري على مليك عنده

علم المنايا والبلايا طافح

هو من حوى علم الكتاب وحكمه

نعم الخبير ومن حوته ضرائح

ومتى تجئه مفردا ويلوح من

آيات مثواه المعظم لائح (٣٠)

فعليه سلم بل وقل : حلال

كل المشكلات ومن لهن الفاتح

يا أيها النبأ العظيم ومن به

الرحمن في السبع المثاني مادح

لولاك ما خلق الكيان ولابدا

من أكرة الإمكان عبد صالح

يا ليت عينك والحسين بنينوى

وعليه ضاق من الفسيح الفاسح

يحمي الحريم ومهره في لجة

الهيجا على مجرى المهند سابح (٣٥)

ما زال في مهج العريكة موقدا

لهب الوطيس (٢١) وفي الكفاح يكافح

والروس تحت شباه (٢٢) تهوي سجدا

وعليهم أجسادهن طوائح

في معرك حاذى به فلك السما

حيث استقامت بالجسوم صحا صح (٢٣)

[وبنات أحمد بعد فقد عزيزها

أضحى يعنفها العدو الكاشح] (٢٤)

وضلوعهن من الأسى محنية

كالقوس أنحلها المسير النازح (٤٠)

يقتادها في السير أسر مثقل

لكنه هو للجوارح جارح

وبكل حي شهرت ومدينة

فبذاك تمسي ثم ذاك تصابح

حتى أتين الشام يا لك ساعة

فيها لهن صوائح ونوائح

__________________

(١٨) جائح : مهلك ، مدهي ، وقد مر معناه.

(١٩) السباسب : جمع سبسب : المفازة ، الأرض المستوية البعيدة.

(٢٠) هيما : يريد هيماء ، فحذف همزتها للضرورة الشعرية ، وهي الناقة وتجمع على هيم.

(٢١) الوطيس : التنور وما أشبه ، ويطلق على المعركة ، يقال : حمي الوطيس ، أي اشتدت الحرب ، وهذا المعنى الثاني هو المراد هنا.

(٢٢) الشبا : جمع شباة وهي : حد كل شئ ، ومن السيف قدر ما يقطع به.

(٢٣) الصحاصح ، جمع صحصح ، وصحصاح ، وصحصحان : هو ما استوى من الأرض وكان أجرد.

(٢٤) هذا البيت من وضعنا جعلناه رابطا بين البيت الذي قبله والبيت الذي بعده ، وقد يكون للشاعر مكانه بيت أو أكثر ولكنه سقط من النساخ.


والكوكب الدري من عم الورى

من راحتيه مواهب ومصالح

(٤٥) بسلاسل الأقياد مطوي الحشا

ومن الضنى (٢٥) أوهى قواه الفادح

وهو الذي لولا بقاه لما بقي

للساجدين مساجد ومصابح

علام أسرار النبوة من له

عقد الولاية زينته وشائح (٢٦)

عمت فوادحكم جلت محامدكم

عزت مدائحكم وكل المادح

أنتم لعمري آل بيت محمد

حجي ونسكي والوجود الراجح

(٥٠) وبجاهكم في الله آمل أنه

عن سيئاتي والخطايا صافح

وتقبلوا مني وشيحا زانه

وشي (٢٧) الثناء وعن (علي) سامحوا

بل فاشفعوا للوالدين بيوم إذ

تنشق عنهم للمعاد ضرائح

وملاصق في الود لا سيما أخي

حسن المتيم في المودة ناصح

والولد والقرباء ثم حسين من

هو للسعادة بالإجابة ناجح

(٥٥) هذي (صحافية) (٢٨) بصحفي أثبتت

وبها المتاجر في الولاية رابح (٢٩)

صلى الإله عليكم ما هب من

نفحات قدسكم نسيم فائح

وله قصيدة يرثي بها الإمام الحسين ـ عليه‌السلام ـ منها قوله :

أفهل أضانجم بثاقب

فجلى ضياه دجى الغياهب

أم نور قبة كربلاء

القدس قد فاقت بجانب

وسما بها بسما العلى

سام كبت عنه الكواكب

وعلت بها فوق الجنان

مراتبا أعلى المراتب

وجاء فيها :

__________________

(٢٥) الضنى : هو تمكن الضعف والهزال ، يقال : مرض فتمكن منه الضعف والهزال فهو ضني ، وضن.

(٢٦) الوشائح : جمع وشاح ، يقال : توشح بسيفه ، وبثوبه لبسه أو أدخله تحت إبطه فألقاه على منكبه.

(٢٧) الوشي من الثياب معروف ، والوشي في اللون خلط لون بلون ، والمراد هنا بوشي الثناء : ألوان الثناء.

(٢٨) صحافية : أي منسوبة إلى آل الصحاف ، لأن شاعرها من أسرة آل الصحاف ، ووردت الكلمة مخففة غير مشددة لضرورة الشعر.

(٢٩) هذا الشطر ورد في الأصل هكذا : «ولها لمتجر في الولاية رابح» ، وهو غير موزون فعدلناه من قبلنا.


فاخضع لرفع مقامها

واسجد وقبل كل جانب

واقرأ سلاما للشهيد

بكربلا مثوى الكواكب

الحجة الكبرى على

كل الأعاجم والأعارب

ويقول في آخرها :

لهفي عليه بكربلا

لما قضى عطشان ساغب

وبكت له الأفلاك والأملاك ضجت في المحارب

وبكت عليه الكائنات

بأدمع منها سواكب

وله قصيدة ثالثة يستنهض بها الحجة المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ ويرثي الحسين ـ عليه‌السلام ـ ، منها قوله :

ألم يأن للبتار لا يألف الغمدا

يروي شباه من دمامهج الأعدا

ومنها :

سراة بني عدنان من لوليهم

حسين بأرض الطف صاروا له جندا

وباعوا على الله العلي نفوسهم

لكي يحفظوه فاشتراها له نقدا

رجال لعمري لا يضام نزيلها

وإن نزلوا يوم الحروب تخل سدا

هم الصادقون الراشدون لأنهم

قضوا ما عليهم في سجل القضا رشدا (٥)

وحيث اجتباهم ذو الجلال وخصهم بمن كان خير المرسلين له جدا

قد اتخذوا السمر الرماح معارجا

إلى الله حتى أنهم قارنوا السعدا

وزانوا جنان الخلد حين حوتهم

ونالوا بها الرضوان والفوز والخلدا

فصار حسين يستغيث ولا يرى

مغيثا سوى رن الحسام على الأعدا

يديرهم في دائرات من الردى

دواهي لا تنتجن إلا لهم ورد ، (١٠)

أحاط بكل الجيش ظهرا وباطنا

وكيف وكل الجيش قد عده عدا

إلى أن تجلى بين مشكاة صدره

خماسي أركان هوى ملكا فردا

ومنها :

تروح عليه العاديات وتغتدي

ترضض منه الظهر والصدر والزندا


بأهلي وبي من جسمه عطر الثرى

ففاق شذاها (٣٠) المسك والند والوردا

(١٥) ومن عجب الأشياء أن كريمه

على رأس رمح يكثر الشكر والحمدا

وزينب ما بين النساء من الأسى

تكابد ما أوهى (٣١) حشاها وما أودى (٣٢)

فلله من خطب دهى قلب زينب

تكاد تخر الشم من عظمه هدا

ألا أيها الساري على كور ضامر

يجوب(٣٣) جيوب(٣٤) الحزن(٣٥) في طيه البيدا

تكفل رعاك الله مني رسالة

تبلغها الكرار من بالهدى أهدى

(٢٠) وقف بالغري واقرا السلام على الولي

أبا الأوليا من بالحرايب قد عدا

وناديه يا غوث الصريخ ألا ترى

بعينك أشبالا لك افترشت وهدا

ومنها :

أبا حسن العلام عالم دعوتي

وسامع ما أخفى الضمير وما أبدى

ألم تريا مولاي ما نال آلكم

بفقد حسين حين أن أسكن الخلدا

بأن بني سفيان قد سلبت لكم

فراقد لما تعرف السلب والفقدا

(٢٥) تجرت عليهن الأعادي جرأة

وقد سلبوها المرط(٣٦) والقرط(٣٧) والعقدا (٣٨)

وإن تلوعن عين المسلب المت

بضرب سياط اللين في جنبها جلدا

وشبوا بيوت الآل من بعد نهبها

وكانت تغيث الخائفين كذا الوفدا

وإن اللواتي قارن الصون حجبها

سبتها العدى من بعد ما انتهبوا الرفدا

على هزل يطوي بها السير لا ترى

لهن وطا من قتبهن ولا قتدا

__________________

(٣٠) الشذا : قوة ذكاء الرائحة.

(٣١) أوهى : يقال : أوهى إيهاء فلانا : أضعفه.

(٣٢) أودى : يقال : أودى به الموت : ذهب به.

(٣٣) يقال : جاب جوبا وتجوابا البلاد : قطعها.

(٣٤) الجيوب جمع جيب : يقال : جيب الأرض أي مدخلها.

(٣٥) الحزن جمع حزن وحزون : ما غلظ من الأرض ، ولا يكون إلا مرتفعا.

(٣٦) المرط ، جمعه مروط ، كل ثوب غير مخيط : كساء من صوف ونحوه يؤتزر به.

(٣٧) القرط ، جمعه أقراط وقروط : ما يعلق في شحمة الأذن من درة ونحوها.

(٣٨) العقد ، جمعه عقود : وهو القلادة.


من ذخائر التراث



ترجمة الإمام الحسن

عليه‌السلام

من القسم غير المطبوع

من كتاب

الطبقات الكبير

لابن سعد

تهذيب وتحقيق

السيد عبد العزيز الطباطبائي





بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

الحسن بن علي عليهما‌السلام

ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.

وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي (١).

فولد الحسن بن علي :

محمدا الأصغر وجعفرا وحمزة وفاطمة ، درجوا ، وأمهم أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم.

ومحمدا الأكبر ـ وبه كان يكنى ـ.

والحسن وامرأتين هلكتا ولم تبرزا ، وأمهم خولة بنت منظور بن زبان (٢) ابن سيار بن عمرو بن [جابر] بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن مرة بن غطفان.

وزيدا وأم الحسن وأم الخير ، وأمهم أم بشير بنت أبي مسعود ، وهو عقبة ابن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث ابن الخزرج ، من الأنصار.

وإسماعيل ويعقوب وجاريتين هلكتا ، وأمهم جعدة بنت الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي.

__________________

(١) إلى هنا رواه ابن عساكر برقم ٢٦ بإسناده عن ابن سعد أنه قال : في الطبقة الخامسة : الحسن بن علي ...

(٢) زبان ، بفتح الزاي المعجمة وتشديد الباء ، كما ضبطه ابن ماكولا في الاكمال ٤ / ١١٥ فقال : «وزبان بن سيار بن عمرو بن جابر ...».


والقاسم وأبا بكر وعبد الله (٣) ، قتلوا مع الحسين بن علي بن أبي طالب ولا بقية لهم ، وأمهم أم ولد تدعى بقيلة.

وحسين الأثرم وعبد الرحمن وأم سلمة وأمهم أم ولد تدعى ظمياء.

وعمرا ، لا بقية له ، وأمه أم ولد.

وأم عبد الله (٤) وهي أم أبي جعفر محمد بن علي بن حسين ، وأمهما أم ولد تدعى صافية.

وطلحة ، لا بقية له ، وأمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي.

وعبد الله الأصغر ، وأمه زينب بنت سبيع بن عبد الله أخي جرير بن عبد الله البجلي.

قال محمد بن عمر (٥) : ولد الحسن بن علي بن أبي طالب في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.

ذكر الأذان في أذن الحسن

قال : أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحفري (٦) وقبيصة بن عقبة وأبو المنذر إسماعيل بن عمر ، قالوا : حدثنا سفيان الثوري ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن

__________________

(٣) ذكر البلاذري في أنساب الأشراف ص ٧٣ عبد الله هذا مكان عبد الرحمن ـ الآتي ـ ، وذكر عبد الرحمن هنا.

(٤) واسمها فاطمة.

(٥) محمد بن عمر هذا هو الواقدي ، وكذلك هو في كل ما يأتي بعد هذا ، ورواه الحافظ ابن عساكر برقم ٩ بإسناده عن ابن سعد ، ويأتي في صحفة ١٩٠.

(٦) عمر بن سعد أبو داود الحفري ـ بفتحتين ـ منسوب إلى موضع بالكوفة ، من رجال مسلم والأربعة ، وثقه الجماعة ، وتوفي سنة ٢٠٣. قال ابن سعد : «وكان من أصحاب سفيان الثوري». [الطبقات ٦ / ٤٠٣ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٥٢]

والحديث أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٣٩١ عن وكيع ، عن سفيان. وأخرجه الحافظ الطبراني في «المعجم الكبير» في ترجمة أبي رافع ١ / ٢٩٢ ، وفي ترجمة الحسن عليه‌السلام ٣ / ٨ ، وقد خرجه المعلق في المورد الثاني على سنن أبي داود والترمذي والحاكم في المستدرك وعبد الرزاق في مصنفه والبيهقي في سننه ، فراجع.


عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه : إن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة.

قال قبيصة وأبو المنذر في حديثهما : بالصلاة.

أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن عاصم بن عبيد الله (٧) ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبي رافع : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أذن في أذن الحسن بن علي بالصلاة حين ولدته فاطمة.

ذكر العقيقة

قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ، عن أيوب ، عن عكرمة : إن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عق عن الحسن بكبش ، وعن الحسين بكبش.

قال : أخبرنا يعلى بن عبيد ، قال : حدثنا سفيان ، عن أيوب ، عن عكرمة ، قال : ذبح رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن الحسن والحسين كبشا كبشا (٨).

قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن جابر ، عن عكرمة : إن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عق عن حسن وحسين كبشا كبشا.

قال : أخبرنا محمد بن حميد العبدي ، عن معمر ، عن أيوب ، عن عكرمة : إن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عق عن الحسن والحسين كبشين.

__________________

(٧) كلمة «عاصم» في الأصل غير واضحة وتقرأ «عامر» وهو خطأ صححناه على السند المتقدم ، فليس في من اسمه عامر من يسمى أبوه عبيد الله ، ولا في من اسمه عامر بن عبيد الله من يروي عنه سفيان ابن عيينة ، فالصحيح «عاصم بن عبيد الله» ، ترجم له ابن حجر في تهذيب التهذيب ٥ / ٤٦ وقال : «روى عنه السفيانان» ، وترجم له الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٣٥٣ وأورد حديثه هذا بهذا الإسناد ، وقال : «صححه الترمذي» ، وأورده في سير أعلام النبلاء عن ابن سعد ـ فيما أظن ـ حيث قال ٣ / ١٦٦ : «السفيانان عن عاصم بن عبيد الله ...».

(٨) وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ١ / ٤٥٦ ـ ٤٥٧ ، والدولابي في الذرية الطاهرة ـ الورقة ٢٠ ب ـ بإسنادهما عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، وأخرجه قبله بإسناد آخر عن أنس.


ذكر حلق رأس الحسن والحسين

قال : أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : إن فاطمة حلقت حسنا وحسينا يوم سابعهما ، فوزنت شعرهما فتصدقت بوزنه فضة.

قال : أخبرنا معن بن عيسى ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : وزنت بنت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنته فضة.

قال : أخبرنا معن بن عيسى ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن محمد بن علي بن حسين ، قال : وزنت فاطمة بنت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ شعر حسن وحسين فتصدقت بزنته فضة.

قال : أخبرنا خالد بن مخلد البجلي ، قال : حدثني سليمان بن بلال ، قال : حدثني ربيعة بن [أبي] عبد الرحمن (٩) ، عن محمد بن علي بن حسين ، قال : حلق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حسنا وحسينا ثم تصدق بزنة أشعارهما فضة.

قال : أخبرنا خالد بن مخلد ، قال : حدثني سليمان بن بلال ، قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : ذبحت فاطمة بن حسن وحسين حين ولدا شاة شاة ، وحلقت رؤوسهما وتصدقت بزنة شعورهما.

قال : أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا شريك ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن علي بن حسين ، قال : لما ولدت فاطمة حسنا قالت : يا رسول الله ، أعق عن ابني بدم؟ قال : لا ، ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره من الورق على المساكين ، أو على كذا ـ يعني أهل الصفة ـ ، فلما ولدت

__________________

(٩) ربيعة بن أبي عبد الرحمن ـ في السند المتقدم ـ هو المعروف بربيعة الرأي ، واسم أبيه فروخ ، وقد روى عن الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين وابنه الإمام الباقر محمد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام كما هنا ، وذكره شيخ الطائفة الطوسي في رجاله في أصحاب كلا الإمامين ، وروايته عن الإمام السجاد مروية في الكافي ٦ / ٤٧٠ ، وراجع معجم رجال الحديث ٧ / ١٧٩ و ١٨٠ ، وهو من رجال الصحاح الستة ، له ترجمة حسنة في تهذيب التهذيب ٣ / ٢٥٨ ، وتوفي سنة ١٣٦.


حسينا فعلت مثل ذلك.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا الثوري ، عن عبد الله بن [محمد ابن] عقيل ، عن علي بن حسين ، قال : عق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن الحسن بكبش ، وحلق رأسه وأمر أن يتصدق بزنته فضة على الأوفاض (١٠).

قال : وأخبرنا أيضا به محمد بن عمر ، قال : أخبرنا الثوري ، عن عبد الله ابن محمد بن عقيل ، عن علي بن حسين ، عن أبي رافع : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أمر أن يتصدق بزنة شعر حسن وحسين على الأوفاض ـ يعني المساكين الذين في الصفة ـ (١١).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن جعفر ، عن أبيه ، قال : أمر النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن يتصدق بزنة شعر حسن وحسين ، فوزن شعر أحدهما فوجد ثلثي درهم.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، عن إبراهيم بن يزيد الخوزي ، عن عمرو بن دينار ، عن الحسن بن محمد بن علي : إن فاطمة ـ عليها‌السلام ـ عقت عن حسن بجزور ، وحلقت رأسه فتصدقت بزنته ذهبا وفضة على المساكين (١٢).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، عن مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، عن عمرة ، عن عائشة ، قالت : عق النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن الحسن والحسين يوم السابع.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن جعفر بن

__________________

(١٠) وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٢٨٩ برقم ٩١٧ ، و ٣ / ١٧ في ترجمة الحسن عليه‌السلام برقم ٢٥٧٦ و ٢٥٧٧ بطريقين عن شريك ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل.

(١١) وأخرجه أحمد في المسند ٦ / ٣٩٠ عن ابن نمير وأبي النضر عن شريك ، وفي ص ٣٩٢ بإسناد آخر.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١٨ برقم ٢٥٧٧ بإسناده عن عبد الله بن محمد بن عقيل.

والأوفاض ـ بالفاء والضاد المعجمة ـ ، قال أبو عبيد في غريب الحديث ١ / ١٢٤ : قال أبو عمرو : «الأوفاض» الفرق من الناس والأخلاط ، وقال الفراء : هم الذين مع كل رجل وفضة ، وهي مثل الكنانة يلقي فيها طعامه ، قال أبو عبيدة : وبلغني عن شريك ـ وهو الذي روى هذا الحديث ـ أنه قال : هم أهل الصفة.

(١٢) الخوزي ـ بالمعجمتين ـ إبراهيم بن يزيد نسبة إلى شعب الخوز بمكة. الاكمال ٣ / ٥١٧ ، المشتبه ١ / ١٩٠ ، تبصير المنتبه ١ / ٣٧١ ، الأنساب المتفقة : ٥١ ، معجم البلدان ٢ / ٤٩٥.


محمد ، عن أبيه.

وعن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي جعفر : إن فاطمة وزنت شعر الحسن والحسين فتصدقت بوزن ذلك فضة.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، عن سعيد بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : ما بلغ زنة شعورهما درهما.

ذكر تسمية

رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الحسن والحسين رحمهما‌الله ورضي عنهما

قال : أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : إن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ سمى حسنا وحسينا يوم سابعهما ، واشتق اسم حسين بن حسن (١٣).

قال : أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وخالد بن مخلد البجلي ، قالا : حدثنا سليمان بن بلال ، قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه.

قال : وأخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني مالك بن أبي الرجال ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : إن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ سمى حسنا وحسينا يوم سابعهما.

قال : أخبرنا يحيى بن عيسى الرملي ، عن الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، قال : قال علي : كنت رجلا أحب الحرب ، فلما ولد الحسن هممت أن أسميه حربا فسماه رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الحسن.

قال : فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حربا لأني كنت أحب الحرب فسماه رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الحسين ، وقال إني سميت ابني هذين باسمي ابني هارون شبرا وشبيرا (٤).

__________________

(١٣) ورواه عنه الحافظ ابن عساكر.

(١٤) هل إن راوي هذه الأحاديث يريد الإشارة إلى ما يدعيه الجاحظ في عثمانيته أن عليا ـ عليه‌السلام ـ لم يكن شجاعا ، بل كان مجعولا على حب الحرب؟ ويمكن أن يستشهد على ذلك بخلو الحديث الثاني عن قوله : «وكنت رجلا أحب الحرب».


قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن علي ، قال : لما ولد الحسن سميته حربا ، فجاء رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : أروني ابني ، ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو حسن.

فلما ولد الحسين سميته حربا ، فجاء رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : أروني ابني ، ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو حسين.

فلما ولد الثالث! سميته حربا! فجاء رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو محسن.

ثم قال : سميتهم بأسماء ولد هارون شبرا وشبيرا ومشبرا (١٥).

قال : أخبرنا الحسن بن موسى ، قال : حدثنا زهير بن معاوية ، عن أبي

__________________

وشهادة الحديثين الآخرين بتسمية الثالث ، ومن القوي أنه لم يولد لها في حياة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ولد ثالث.

ويبعد كل ذلك تكرار التسمية بالحرب خلافا على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وعلي أسمى من أن يتقدم بالتسمية على ابن عمه العظيم فضلا عن أن يخالفه! وفي الحديث الأخير ما يشين بشأنهما ـ عليهما صلوات الله ـ حيث أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ يؤكد التوبيخ بقوله : «ما شأن حرب» فلا يطاع كمن لا شأن له بنفسه ولا لتوبيخه وزجره! وعلي ـ عليه‌السلام ـ لا يطيع كمن لا يريد الانصياع بتا!!! ثم ما هذا الالحاح الذهني لدى الإمام علي ـ عليه‌السلام ـ بتسميتهما ب «حرب»؟! فكتب التواريخ كلها تذكر أن بين ولادة الحسن وولادة الحسين ـ عليهما‌السلام ـ ستة أشهر ، وبين ولادة الحسين وولادة محسن ـ عليهما‌السلام ـ سنوات عدة ، فخلال كل هذه الفترة التاريخية ما زال «حرب» يمثل هاجسا لدى الإمام علي ـ عليه‌السلام ـ بتسميتهما بذلك فهل هذه حالة طبيعية؟! ثم لو كان المانع من التسمية هو رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ نفسه ، فلماذا لم يسم الإمام علي ـ عليه‌السلام ـ بعد وفاته ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أي ولد من أولاده ـ على كثرتهم ـ باسم «حرب»؟!

كل ذلك بالإضافة إلى المعارضة بينها وبين الحديث القائل بتسميتهما باسمي حمزة وجعفر.

(١٥) رواه البلاذري في أنساب الأشراف : ١٤٤ برقم ٥ ، قال : وحدثني محمد بن سعد ، عن الواقدي ، عن إسرائيل ...

وأخرجه أحمد في الفضائل والمسند برقم ٩٥٣ عن حجاج ، عن إسرائيل ، وبرقم ٧٦٩ عن عفان ، عنه.


إسحاق ، قال : لما ولد الحسن سماه علي حربا ، قال : وكان يعجبه أن يكنى أبا حرب ، فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ما سميتم ابني؟ قالوا : حربا ، فقال : ما شأن حرب؟! هو حسن.

فلما ولد حسين سماه علي حربا ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ما سميتم ابني؟ قالوا : حربا ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ما شأن حرب؟! هو حسين.

فلما ولد الثالث سماه حربا ، فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ما سميتم ابني؟ قالوا : حربا ، فقال : ما شأن حرب؟! هو محسن أو محسن.

قال : أخبرنا مالك بن إسماعيل ، قال : أخبرنا عمرو بن حريث ، قال : حدثنا برذعة بن عبد الرحمن ـ يعني ابن مطعم البناني ـ ، عن أبي الخليل ، عن سلمان ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه قال : سميتهما باسمي ابني هارون ـ يعني الحسن والحسين ـ شبرا وشبيرا (١٦).

قال : أخبرنا مالك بن إسماعيل ، قال : حدثنا عمرو بن حريث ، عن عمران بن سليمان ، قال : الحسن والحسين إسمان من أسماء أهل الجنة لم يكونا في الجاهلية (١٧).

قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل : إن عليا لما ولد ابنه الأكبر سماه بعمه حمزة ، ثم ولد ابنه الآخر فسماه بعمه جعفر ، قال : فدعاني النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : إني قد أمرت أن أغير أسماء ابني هذين ، قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال :

__________________

(١٦) برذعة ـ بالذال المعجمة ـ كما في التأريخ الكبير للبخاري ٢ / ١٤٧ وأخرج حديثه هذا.

وأخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى ج ٨ ق ١٥ ب (أبو خليل) عن الحافظ البغوي ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن عمرو بن حريث ...

وأورده السيوطي في جمع الجوامع ١ / ٥٤٧ عن الحافظ البغوي في فضائل الصحابة.

ورواه الحافظ ابن عساكر برقم ٢١ من طريق ابن سعد.

(١٧) رواه الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة الورقة ١٩ ب عن إبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة ، عن مالك بن إسماعيل ...

ورواه الحافظ ابن عساكر برقم ٢٢ من طريق ابن سعد.


فسماهما حسنا وحسينا (١٨).

قال : أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن عكرمة ، قال : لما ولدت فاطمة حسنا أتت به النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فسماه حسنا ، فلما ولدت حسينا أتت به النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : هذا أحسن من هذا ، فشق له من اسمه ، فقال : هذا حسين.

ذكر شبه الحسن بن علي

بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

قال : أخبرنا عبد الله بن نمير ، ويزيد بن هارون ، ومحمد بن كناسة الأسدي ، قالوا : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، قال : قلت لأبي جحيفة : رأيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ؟ قال : نعم ، كان أشبه الناس به الحسن بن علي (١٩).

قال : أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحفري ، عن سفيان ، عن ابن عمر

__________________

(١٨) رواه الدولابي في الذرية الطاهرة الورقة ١٩ ب بإسناد آخر عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن الحنفية ، عن علي ـ عليه‌السلام ـ نحوه.

ورواه ابن عساكر برقم ١٨ عن ابن سعد.

(١٩) محمد ابن كناسة هو محمد بن عبد الله أبو يحيى الأسدي الكوفي ، المتوفى ٢٠٧ ، المعروف بابن كناسة ، ضبطه في التقريب ٢ / ١٧٨ بضم الكاف وتخفيف النون وبمهملة وهو لقب أبيه أو جده.

وأبو جحيفة ـ بالتصغير وتقديم الجيم ـ وهب بن عبد الله السوائي ، قال في التقريب ٢ / ٣٣٨ : السوائي بضم المهملة والمد ، صحابي معروف ، وصحب عليا ، ومات سنة ٧٤.

وقد أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب بدء الخلق ، باب صفة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ عن أحمد بن يونس ، عن زهير ، عن إسماعيل.

ورواه الدولابي في الذرية الطاهرة الورقة ٢٠ ب عن محمد بن منصور ، عن ابن عيينة ، عن إسماعيل.

وأخرجه الترمذي في سننه ٥ / ٥٩ عن محمد بن بشار ، عن يحيى بن سعيد ، عن إسماعيل ، وقال : هذا حديث صحيح ، قال : وفي الباب عن أبي بكر وابن عباس وابن الزبير.

وأخرجه الطبراني في ترجمة الحسن عليه‌السلام من المعجم الكبير ٣ / ١٠ بالأرقام ٢٥٤٤ و ٢٥٤٦ و ٢٥٤٩ بطرقه وأسانيده عن إسماعيل ، عن أبي جحيفة ، وبغيرها عن غيره في معناه ، وخرجها المعلق في تعاليقه عن عبد الرزاق والترمذي وأبي يعلى والحاكم والذهبي والهيثمي.


سعيد ، عن ابن أبي مليكة ، عن عقبة بن الحارث ، قال : إني لمع أبي بكر إذ مر على الحسن بن علي فوضعه على عنقه ، ثم قال :

بأبي شبه النبي

لا شبيها بعلي

قال : وعلي معه فجعل علي يضحك.

قال : أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل الشيباني محمد بن عبد الله الأسدي ، قالا : حدثنا عمر بن سعيد ، عن ابن أبي مليكة ، عن عقبة بن الحارث ، قال : خرجت مع أبي بكر من صلاة العصر بعد وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بليال وعلي يمشي إلى جنبه ، فمر بحسن بن علي وهو يلعب مع غلمان فاحتمله على رقبته وهو يقول :

وا بأبي شبه النبي

ليس بشبه بعلي

وعلي يضحك! (٢٠).

قال : وأخبرنا عبيد الله بن موسى ، ومحمد بن عبد الله الأسدي ومالك ابن إسماعيل أبو غسان النهدي ، قالوا : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن علي ، قال : الحسن أشبه رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ما كان أسفل من ذلك (٢١).

__________________

(٢٠) أخرجه البخاري في صحيحه مرتين ، فقد أخرجه في كتاب بدء الخلق ، باب صفة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ عن أبي عاصم ، عن عمر بن سعيد.

وفي باب مناقب الحسن والحسين : عن عبدان ، عن عبد الله ، عن عمر بن سعيد.

وأخرجه أحمد في الفضائل والمسند ١ / ٤١ في مسند أبي بكر برقم ٤٠ عن محمد بن عبد الله هذا بهذا الإسناد.

وقال الأستاذ أحمد محمد شاكر : إسناده صحيح ، عمر بن سعيد هو النوفلي المكي وهو ثقة.

ورواه في جمع الجوامع ١ / ١٠٢٤ وكنز العمال ١٣ / ٦٤٦ عن ابن سعيد وأحمد وابن المديني والبخاري والنسائي والحاكم.

(٢١) أخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة الورقة ٢٠ ب عن محمد بن إبراهيم بن مسلم ، عن عبيد الله بن موسى ...

رواه ابن عساكر بإسناده عن ابن سعد برقم ٤٠.

وأخرجه الترمذي في سننه ٥ / ٦٦٠ عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عبيد الله بن موسى ، عن


قال : أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : حدثنا عاصم بن كليب ، قال : حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : من رآني في النوم فقد رآني ، فإن الشيطان لا ينتحلني.

قال أبي : فحدثته ابن عباس وأخبرته قد رأيته ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، قال : رأيته؟ قلت : إي والله ، لقد رأيته ، قال : فذكرت الحسن بن علي؟ قال : إي والله ، لقد ذكرته وتفييئه في مشيته ، قال ابن عباس : إنه كان يشبهه (٢٢).

قال : أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي ، قال : أخبرنا علي بن عابس الكوفي ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن البهي مولى الزبير ، قال : تذاكرنا من أشبه النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من أهله؟ فدخل علينا عبد الله بن الزبير ، فقال : أنا أحدثكم بأشبه أهله وأحبهم إليه ، الحسن بن علي ، رأيته يجئ وهو ساجد فيركب رقبته ـ أو قال ظهره ـ فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل ، ولقد رأيته يجئ وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر (٢٣).

__________________

إسرائيل. وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب.

وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في مورد الظمآن بزوائد ابن حبان برقم ٢٢٣٥.

(٢٢) أخرجه البخاري في ترجمة الحسن عليه‌السلام بن التأريخ الكبير ٢ / ٣٨١ ، وقال : فروة بن أبي الغراء ، عن القاسم بن مالك ، عن عاصم بن كليب ...

وأخرجه أحمد في المسند ٢ / ٣٤٢ عن عفان بالإسناد واللفظ ، إلا أن فيه : «لا يتمثل بي».

وأخرجه الحافظ ابن عساكر برقم ٦٢ بإسناده عن ابن سعد.

(٢٣) ورواه البلاذري في أنساب الأشراف برقم ٢٢ عن البهي نحوه وقال المصعب الزبيري في نسب قريش ص ٢٣ : وذكر لي عن عبد الله البهي مولى آل الزبير ، قال : تذاكرنا من أشبه الناس ...

وأخرجه الحافظ ابن عساكر برقم ٤٠ بإسناده عن الزبير بن بكار ، عن عمه مصعب.

كما أخرجه أيضا برقم ٤٢ من طريق أبي الشافعي عن ابن أبي الدنيا بإسناده عن البهي ، وأخرجه أيضا برقم ٤١ من طريق ابن سعد.

وأورده السيوطي في تأريخ الخلفاء ص ١٨٩ وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص ١٩٥ كلاهما عن ابن سعد ، وقال الأخير : وحكى ابن سعد في الطبقات بإسناده إلى عبد الله بن الزبير ، قال : رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو ساجد ويجئ الحسن ويركب ظهره ...


ذكر ما قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ

في الحسن وما كان يصنع به ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ

قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، ومحمد بن بشر العبدي ، قالا : حدثنا محمد ابن عمرو ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدلع لسانه للحسن بن علي ، فإذا رأى الصبي حمرة اللسان يهش إليه ، فقال عيينة (٢٤) : ألا أراك تصنع هذا! إنه ليكون الرجل من ولدي قد خرج وجهه وأخذ بلحيته ما أقبله! فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : أملك أن ينزع الله منك الرحمة؟!

وقال محمد بشر ـ في حديثه ـ : إنه من لا يرحم لا يرحم.

قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ، عن ابن عون ، عن عمير بن إسحاق ، قال : رأيت أبا هريرة لقي الحسن بن علي فقال له : إكشف لي بطنك حتى أقبل حيث رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقبل منه ، قال : فكشف عن بطنه فقبله (٢٥).

__________________

(٢٤) هو ابن حصن الفزاري.

(٢٥) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٤٢٧ و ٤٨٨ عن إسماعيل بالإسناد واللفظ ، وأخرجه أيضا في الفضائل وفي المسند ٢ / ٤٩٣ عن محمد بن أبي عدي ، عن ابن عون ، باختلاف يسير.

وأخرجه القطيعي في زياداته في الفضائل عن الكجي ، عن الضحاك بن مخلد ، عن ابن عون.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١٩ رقم ٢٥٨٠ و ٣ / ٩٧ رقم ٢٧٦٤ عن الكجي ، وبرقم ٢٧٦٥ عن علي بن عبد العزيز ، عن شريك ، عن ابن عون.

وأخرجه الحافظ السلفي في المشيخة البغدادية ج ١ ق ١٧ بإسناده عن القطيعي وفيه : «الحسين».

وأخرجه الحفاظ أبو بكر بن أبي شيبة والحسن بن سفيان الفسوي وابن حبان البستي ، ففي مورد الظمآن بزوائد ابن حبان ص ٥٥٣ رقم ٢٢٣٨ : أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا أبو بكر ابن شيبة ، عن ابن عون ...

وبرقم ٢٢٣٩ : أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأنا يحيى بن آدم ، حدثنا شريك ، عن ابن عون.

ورواه البوصيري في إتحاف السادة المهرة ج ٣ ق ٦٠ ب ، وقال : رواه مسدد ومحمد بن يحيى ابن أبي عمرو [العدني في مسنده] وأحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه.


قال : أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي ، عن زمعة بن صالح ، عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان حاملا الحسن بن علي على عاتقه ، فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ونعم الراكب هو (٢٦).

قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني ، عن هشام بن سعد ، عن نعيم المجمر ، عن أبي هريرة ، قال : ما رأيت حسنا قط إلا فاضت عيناي دموعا ، وذلك أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ خرج يوما فوجدني في المسجد ، فأخذ بيدي فانطلقت معه فلم يكلمني حتى جئنا سوق بني قينقاع ، فطاف بها ونظر ثم انصرف وأنا معه ، حتى جئنا المسجد فجلس واحتبى ثم قال لي : لكاع ، ادع لي لكعا.

قال : فجاء الحسن يشتد فوقع في حجره ثم أدخل يده في لحيته ، ثم جعل رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يكفح فمه فيدخل فاه في فيه ، ثم يقول : اللهم

__________________

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٦٨ بإسناد آخر عن أبي هريرة وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وأورده الذهبي في تلخيص المستدرك ورمز له خ م ، أي على شرط البخاري ومسلم.

وأورده أيضا في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٧٢ عن ابن عون ، ثم قال : رواه عدة عنه.

وأورده ابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ٣٦ عن أحمد بطريقيه.

(٢٦) أخرجه الترمذي في سننه ٥ / ٦٦١ رقم ٣٧٨٤ عن محمد بن بشار ، عن أبي عامر العقدي ، ورواه ابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ١٣ في ترجمة الحسن عليه‌السلام من طريق الترمذي.

وأخرجه الحافظ أبو يعلى في مسنده عن أبي هشام الرفاعي ، عن أبي عامر.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر برقم ١٦٠ من طريق أبي يعلى ، وعنه أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٧١ وابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ٣٦.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٠ بإسناد آخر عن ابن عباس ، وعن الحاكم أورده الذهبي في تلخيصه وفي تاريخ الإسلام ٢ / ٢١٨.

وهناك أحاديث في فضل الحسنين معا ، بلفظ : «نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما» ، وبلفظ : «طوباكما ، نعم المطية مطيتكما ، فقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ : ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما» ، وبلفظ : «نعم الفرس تحتكما ونعم الفارسان هما» أخرجها جمع من الحفاظ وأئمة الحديث في المعاجم والمسانيد.


إني أحبه فأحببه ، وأحبب من يحبه (٢٧).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، عن ابن عيينة ، عن عبيد الله بن أبي يزيد (٢٨) ، عن نافع بن جبير ، عن أبي هريرة الدوسي ، قال : خرجت مع

__________________

(٢٧) أخرجه أحمد في مسند ٢ / ٥٣٢ عن حماد الخياط ، عن هشام بن سعد ... باختلاف يسير وتقديم وتأخير ، فقول أبي هريرة : «ما رأيت الحسن» هناك في آخر الحديث ، وفيه «فأحبه وأحب من يحبه» ثلاثا.

وأورده ابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ٣٤ عن أحمد بإسناده ولفظه ثم قال : وهذا على شرط مسلم ولم يخرجوه ، وقد رواه الثوري ، عن نعيم ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، فذكر مثله أو نحوه ، ورواه معاوية بن أبي برود ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، بنحوه وفيه زيادة ، وروى أبو إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، نحوا من هذا ، ورواه عثمان بن أبي اللباب ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، بنحوه وفيه زيادة ، انتهى.

وأخرجه الحاكم ٣ / ١٧٨ بإسناده عن هشام بن سعد باختلاف يسير ففيه : «الحسين» بدل «الحسن» وفيه : «فجعل رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يفتح فم الحسين فيدخل فاه في فيه ويقول : اللهم إني أحبه فأحبه» هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وأورده الذهبي في تلخيص المستدرك ، وقال : صحيح.

كنز العمال ١٣ / ٦٦٨ بأطول مما هنا عن ابن أبي شيبة.

وأخرجه الإسماعيلي في معجمه الورقة ٢٩ ب من وجه آخر عن أبي هريرة ، وفيه : والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدخل لسانه في فيه ، ثم قال : «اللهم إني أحبه فأحبه وأحبب من يحبه».

وأخرجه أبو يعلى في مسنده الورقة ٦٠ / أعن سعيد بن زيد.

أقول : وأما قوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ : «اللهم إني أحبه فأحبه ...» فهو حديث متواتر كما قاله الذهبي ، وقد ورد في الحسن وورد في الحسين وورد فيهما معا عليهما‌السلام ... راجع ما يأتي في صفحتي ١٣٩ و ١٨٥.

واللكع : الصبي الصغير.

وكفح ـ كما في الجمهرة ٢ / ١٧٦ ـ كفحت الشئ وكثحته : إذا كشفت عنه غطاءه.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٢ / ٣٥ بإسناده عن هشام ، وفيه : «ورسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يفتح فمه ثم يدخل فمه في فيه ويقول ثلاث مرات».

(٢٨) في الأصل ، عبيد الله بن أبي الزناد ، والصحيح ما ذكرناه ، وهو عبيد الله بن أبي يزيد المكي مولى آل قارظ بن شيبة ، من رجال الصحاح الستة ، وثقه الجماعة ، مات سنة ١٠٦. [الطبقات ٥ / ٤٨ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٥٦].

والحديث أخرجه جمع من الحفاظ وأئمة الحديث في الصحاح والمسانيد والسنن والمعاجم بطرقهم عن عبيد الله بن أبي يزيد ، وبطرق صحيحة أخرى كثيرة بلفظ مطول ولفظ مختصر وهو قوله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «اللهم إني أحبه فأحبه ...».

وممن أخرجه بلفظه المطول :


رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لا يكلمني ولا أكلمه حتى أتينا سوق بني قينقاع

__________________

البخاري في صحيحه ، كتاب البيوع ، باب ما ذكر في الأسواق ، أخرجه عن المدائني ، عن سفيان ابن عيينة ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، باختلاف يسير ، ففيه : «فجلس بفناء بيت فاطمة ، فقال : أثم لكع؟ وفيه : حتى عانقه وقبله ...».

وأخرجه البخاري أيضا في كتاب اللباس ، باب السخاب للصبيان ، عن ابن راهويه ، عن يحيى ابن آدم ، عن ورقاء بن عمر ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، وفيه : «أين لكع؟ ثلاثا ، ادع الحسن بن علي ، فقام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السخاب ...».

وأخرجه البخاري أيضا في الأدب المفرد ٢ / ٦١٢ باب الاحتباء ، حديث نعيم المجمر ، عن أبي هريرة ، وهو الحديث المتقدم.

وأخرجه مسلم في صحيحه ١٥ / ١٩٢ في كتاب الفضائل عن ابن أبي عمر ، عن سفيان بن عيينة ، وفيه : «حتى أتى خباء فاطمة» والظاهر أنه خطأ مطبعي ، والصحيح : «فناء فاطمة» كما مر عن صحيح البخاري. وفي لفظ ابن الأثير في جامع الأصول ١٠ / ٢٠ رقم ٦٥٤٣ عن البخاري ومسلم : «مخبأ فاطمة» ولا أدري من أين جاء ذكر عائشة في هذا الحديث! فرواية أبو هريرة والحسن في بيت أمه فاطمة.

وأخرجه أحمد في المسند ٢ / ٣٣١ عن أبي النضر ، عن ورقاء.

والحافظ أبو يعلى في مسنده الورقة ٢٩١ / أعن إسحاق بن أبي إسرائيل ، عن ابن عيينة.

والحافظ ابن حبان في صحيحه ١٨٣ ب عن عبد الله بن محمد الأزدي ، عن ابن راهويه ...

وأبو سعيد ابن الأعرابي في معجمه الورقة ١٠٠ / أبإسناده عن علي ـ عليه‌السلام ـ وفيه : «بأبي أنت وأمي ، من أحبني فليحب هذا».

وأبو بكر القطيعي في زياداته في فضائل أحمد بإسناده عن هشام بن سعد، وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تأريخه بالأرقام ٨٣ ـ ٩٠ بطرق كثيرة، منها من طريق الزبير بن بكار وأبي حامد بن الشرقي وابن قانع والمحاملي.

وأما مختصره فكثير الطرق والمصادر جدا يأتي بعضها في صفحة ١٣٩.

وممن أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٤٩ وبرقم ٧٣٩٢ عن سفيان بن عيينة.

وأخرجه مسلم في صحيحه ١٥ / ١٩٢ كتاب الفضائل عن أحمد.

وأخرجه ابن ماجة في سننه في المقدمة رقم ١٤٢ عن أحمد بن عبدة عن ابن عيينة.

وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٦٧ عن أحمد ثم أشار إلى الحديث السابق في المتن.

فقال : ورواه نعيم المجمر ... وروى نحوه ابن سيرين ، وفي ذلك عدة أحاديث فهو متواتر.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٧ بطريقين عن أبي هريرة : «رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو حامل الحسين بن علي وهو يقول : اللهم إني أحبه فأحبه». وأورده الذهبي في تلخيصه ، وقال كل منهما : صحيح الإسناد ، وقد روي في الحسن مثله وكلاهما محفوظان.

أقول : وقد ورد عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في الحسن وحده ، وفي الحسين وحده ، وفيهما معا ، بطرق كثيرة عن جمع من الصحابة وبشتى الألفاظ. ويأتي فيهما معا في الصفحات ١٣٩ و ١٤٣ ، وفي ترجمة الإمام الحسين ـ عليه‌السلام ـ في الأرقام ٢٠٢ ، ٢٠٥ ، ٢٠٦.


ثم رجع ، قالت عائشة فجلس فقال : أثم لكع؟ فظننت أن أمه حبسته تغسله وتلبسه سخابا ، فخرج يشتد حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه ، ثم قال : اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه ، للحسن.

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، وسعيد بن منصور ، عن ابن عيينة ، عن أبي موسى ، قال : سمعت الحسن ، قال : حدثنا أبو بكرة ، قال : لقد رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ على المنبر وهو يقبل على الناس مرة وعلى الحسن مرة ويقول : إن ابني هذا سيد ، وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.

وزاد سعيد : إسرائيل بن موسى ، وزاد : على يده بين فئتين من المسلمين (٢٩).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سفيان ، عن داود بن أبي هند ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ للحسن : إن ابني هذا سيد ، يصلح الله به بين فئتين من المسلمين.

قال : أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : أخبرني أبو بكرة : إن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يصلي فإذا سجد وثب الحسن على ظهره ـ أو قال : على عنقه ـ فيرفع رأسه رفعا رفيقا لأن لا يصرع ، فعل ذلك غير مرة ، فلما قضى صلاته قالوا : يا رسول الله ، رأيناك صنعت بالحسن شيئا ما رأيناك صنعته بأحد؟ فقال : إنه ريحانتي من

__________________

(٢٩) وأخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٧ والفضائل برقم ٧ عن سفيان بالإسناد.

وأخرجه البخاري في عدة موارد من صحيحه في كتاب الصلح وكتاب الفتن وكتاب بدء الخلق ، في باب مناقب الحسن والحسين وفي باب علامات النبوة عن مشايخه عن سفيان وبأسانيد أخرى واختلاف في اللفظ ، فلفظه في المورد الأخير أخرجه النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ذات يوم الحسن فصعد به المنبر فقال : ابني هذا سيد ...».

كما أخرجه غيره من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد ، وراجع صفحة ١٣٧.

وقوله : زاد سعيد ، هو سعيد بن منصور الخراساني المتقدم في السند ، وإسرائيل بن موسى هو أبو موسى المتقدم ، أي أن الفضل بن دكين اقتصر على أن ذكره بكنيته وزاد سعيد عليه أن صرح باسمه أيضا.


الدنيا ، وإن ابني هذا سيد ، وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين (٣٠).

قال : أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : أخبرنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا حميد ، عن الحسن : إن الحسن بن علي جاء ذات يوم فصعد المنبر ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخطب ، فأخذه فوضعه في حجره فجعل يمسح رأسه وقال : إن ابني هذا سيد ، وإن الله سيصلح به فئتين من المسلمين (٣١).

قال : أخبرنا مسلم بن إبراهيم وعارم بن الفضل ، قالا : أخبرنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا علي بن زيد ، عن الحسن ، عن أبي بكرة : إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يخطب يوما فصعد إليه الحسن فضمه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليه ، وقال : إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح على يديه فئتين من المسلمين عظيمتين (٣٢).

__________________

(٣٠) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص ١١٨ رقم ٨٧٤ عن المبارك بن فضالة [منحة المعبود ٢ / ١٩٢].

وأخرجه أحمد في المسند ٥ / ٥٥١ عن عفان و ٤٤ عن هشام بن القاسم عن المبارك بن فضالة.

وأخرجه ابن حبان في صحيحه ١٨٣ ب عن الفضل بن الحباب عن أبي الوليد الطيالسي عن المبارك بن فضالة [مورد الظمآن رقم ٢٢٣٢].

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٢٢ رقم ٢٥٩١ وأبو نعيم في الحلية ٢ / ٣٥ من طريق أبي الوليد.

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٥ وقال : رواه أحمد والبزار والطبراني ، ورجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثق.

وأخرجه الذهبي في تذكرة الحفاظ ص ٦٠٩ في ترجمة ابن ديزيل بإسناده عنه عن عفان ، كنز العمال ١٣ / ٦٦٧ عن أحمد والروياني وابن عساكر ، ويأتي في ص ١٣٨ من رواية أبي سعيد الخدري.

(٣١) أخرج عبد الرزاق في المصنف ١١ / ٤٥٢ عن معمر ، قال : أخبرني من سمع الحسن [البصري] يحدث عن أبي بكرة ، قال : «كان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يحدثنا يوما والحسن بن علي في حجره فيقبل على أصحابه فيحدثهم ثم يقبل على الحسن فيقبله ، ثم قال : إن ابني قال سيد ...».

وأخرجه أحمد في المسند ٥ / ٤٧ عن عبد الرزاق.

(٣٢) قال ابن عبد البر في الإستيعاب في ترجمة الحسن عليه‌السلام ١ / ٣٨٤ : تواترت الآثار الصحاح عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه قال لحسن بن علي : «إن ابني هذا سيد ...».

رواه جماعة من الصحابة وفي حديث أبي بكرة في ذلك : «وإنه ريحانتي من الدنيا ، ولا أسود ممن سماه رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ سيدا ...».


قال : أخبرنا بكر بن عبد الرحمن القاضي ، قال : حدثنا عيسى بن المختار ، عن محمد ـ يعني ابن أبي ليلى ـ عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : جاء الحسن إلى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو ساجد فركب على ظهره ، فأخذه رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بيده وهو على ظهره ثم ركع ثم أرسله فذهب.

قال : أخبرنا وهب بن جرير بن حازم وسليمان أبو داود الطيالسي وهشام أبو الوليد ، قالوا : أخبرنا شعبة ، قال : أخبرني عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن زهير بن الأقمر ، قال : خطبنا الحسن بن علي على المنبر بعد قتل علي فقام رجل من أزد شنوءة فقال : رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ واضعا الحسن في حبوته وهو يقول : من أحبني فليحبه ، وليبلغ الشاهد منكم الغائب ، ولولا عزمة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ما حدثت أحدا شيئا ، ثم قعد (٣٣).

قال : أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : أبصر الأقرع النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقبل حسنا ، فقال : لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم قط! فقال : إنه من لا يرحم لا يرحم.

قال سفيان : وقال بعض الناس : ما أصنع بك إن كان الله نزع منك الرحمة؟! (٣٤).

__________________

(٣٣) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٣ / ٤٢٨ في ترجمة زهير بن الأقمر إلى قوله : فليحبه.

وأخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٦٦ عن محمد بن جعفر (غندر) عن شعبة.

ورواه القطيعي في زياداته في فضائل أحمد عن الكجي ، عن أبي الوليد وأبي داود.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٣ بإسناده عن عفان.

ورواه الذهبي في تلخيصه وفي سير أعلام النبلاء ٣ / ١٧٠ مرة عن الحاكم وأخرى عن أحمد.

وفي كنز العمال ١٢ / ٦٥١ عن ابن أبي شيبة وأحمد وابن مندة وابن عساكر والحاكم.

ورواه البوصيري في إتحاف السادة المهرة ج ٣ الورقة ٦٠ ب ، وقال : رواه مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل.

(٣٤) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ١١ / ٢٩٨ باختلاف يسير ، والبخاري في الأدب المفرد ١ / ١٦٨ ، وأحمد في المسند ٢ / ٢٦٩ ط ١ ، و ١٤ / ٦٩ عن عبد الرزاق ، وفي ١٣ / ١١ عن سفيان بن عيينة ، وفي ١٢ / ٨٨ عن هشيم عن الزهري ، وفي كلها قال الأستاذ شاكر : إسناده صحيح ، ورواه في الأخير تعليقة عن البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود.


قال : أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي ، وشبابة بن سوار ، ويحيى بن عباد ، قالوا : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني عدي بن ثابت ، قال : سمعت البراء بن عازب يقول : رأيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حاملا الحسن على عاتقه وهو يقول : اللهم إني أحبه فأحبه (٣٥).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا فضيل بن مرزوق ، قال : حدثني عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للحسن : اللهم إني قد أحببته فأحبه وأحب من يحبه (٣٦).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا إسرائيل ، قال : سمعت سالم ابن أبي حفصة ، قال : سمعت أبا حازم ، قال : سمعت أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ،

__________________

(٣٥) أخرجه الشيخان في صحيحيهما ، والبخاري أيضا في الأدب المفرد ١ / ١٦١ عن أبي الوليد عن شعبة ، وأبو داود الطيالسي في مسنده برقم ٧٣٢ عن شعبة ، ولفظه : «من أحبني فليحبه» ، وأبو نعيم في الحلية ٢ / ٣٥ من طريق أبي داود.

وأحمد في الفضائل برقم ٦ والمسند ٤ / ٢٩٢ عن غندر عن شعبة ، و ٤ / ٢٨٣ عن بهز عن شعبة ، والترمذي في سننه ٥ / ٦٦١ عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة.

وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١٩ رقم ٢٥٧٢ ، والقطيعي في زياداته في فضائل أحمد ، كلاهما عن أبي مسلم الكجي ، عن حجاج ، عن شعبة.

وأخرجه الحافظ السلفي في الطيوريات الورقة ٤ ب من طريق أبي الوليد ، ثم قال : أخرجه البخاري عن حجاج ، عن شعبة.

ورواه ابن الأثير في أسد الغابة ١ / ١٣ من طريق مسلم.

وفي كنز العمال ١٢ / ٦٥١ عن ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي.

(٣٦) أخرجه الحافظ البغوي عن علي بن الجعد في الجعديات عن الفضيل بن مرزوق ...

وأورده الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٦٦ عن الجعديات ، وقال : صححه الترمذي ، وأخرجه الترمذي في سننه ٥ / ٦٦١ ، عن محمود بن غيلان ، عن أبي أسامة ، عن فضيل بن مرزوق ، ولفظه : اللهم إني أحبهما فأحبهما ، ثم قال : هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١٩ عن علي بن عبد العزيز عن أبي نعيم وهو الفضل ابن دكين هذا ، و ٣ / ٢٠ بإسناد آخر وبلفظ : «اللهم إني أحب حسنا فأحبه».

وأخرجه ابن الأعرابي في معجمه الورقة ٧٨ / أبإسناده عن عدي بن ثابت.

وفي كنز العمال ١٢ / ١١٤ بلفظ : «اللهم إني أحب حسنا فأحبه ، وأحب من يحبه» عن أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجة وأبي يعلى والطبراني وابن عساكر.


ومن أبغضهما فقد أبغضني (٣٧).

قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا شريك ، عن جابر ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن جابر ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي (٣٨).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي ، قالا : حدثنا سفيان ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن ابن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة (٣٩).

__________________

(٣٧) قال الدمشقي في سبل الهدى والرشاد ـ الورقة ٥٤٦ ـ : وروى الإمام أحمد وابن ماجة وابن سعد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي ، عن أبي هريرة : «من أحب الحسن والحسين ...».

والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده برقم ٢٥٠٢ عن موسى بن مطير ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، بلفظ : «من أحبني فليحب هذين» وبرقم ٢٥٤٦ بإسناد آخر عنه ، بلفظ : «اللهم أحبهما وأحب من يحبهما».

وأخرجه ابن ماجة في السنن برقم ١٤٣ بإسناده عن أبي هريرة.

وقال البوصيري في إتحاف السادة المهرة ج ٣ الورقة ٦١ ب : وعن أبي هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في الحسن والحسين : «من أحبني فليحب هذين». رواه أبو داود الطيالسي والبزار بإسناد حسن ، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة والنسائي في الكبرى وابن ماجة بإسناد صحيح بلفظ : «من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني».

(٣٨) أخرجه الحافظ أبو يعلى عنه ، والحافظ ابن حبان في صحيحه الورقة ١٨٣ ب [مورد الظمآن رقم ٢٢٣٧].

وأخرجه الحافظ ابن عساكر برقم ١٣٦ من طريق ابن سعد كما أخرجه بطرق أخرى ، وكذا ابن كثير في تأريخه ٨ / ٣٥ حيث قال : وقال محمد بن سعد ... وقد رواه وكيع عن الربيع بن سعد ... وإسناده لا بأس به ولم يخرجوه.

أشار إلى ما أخرجه أحمد في الفضائل برقم ٢٥ ، فقال : حدثنا وكيع ...

(٣٩) أخرجه الحافظ ابن أبي شيبة في المصنف الورقة ٦٤ / أعن وكيع عن سفيان بلفظ : «الحسن والحسين» وأخرجه أحمد في الفضائل والمسند ٣ / ٦٢ و ٨٢ عن أبي نعيم وهو الفضل بن دكين ، و ٣ / ٣ عن محمد بن عبد الله ، و ٣ / ٦٤ عن عفان ، عن خالد بن عبد الله ، عن يزيد بن أبي زياد بالإسناد واللفظ.

وأخرجه الترمذي ٥ / ٦٥٦ عن محمود بن غيلان ، عن أبي داود الجغري عن سفيان ، وعن سفيان ابن وكيع ، عن جرير ومحمد بن فضيل ، عن يزيد ، نحوه وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٢٩ برقم ٢٦١٣ ورقم ٢٦١٢.


قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين ، قالا : حدثنا يزيد ابن مردانبه ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (٤٠).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، قال : الحسن

__________________

وأورده السيوطي في جمع الجوامع ١ / ٤٠٦ عن ابن أبي شيبة والترمذي ، وقال : حسن صحيح ، وأحمد وابن سعد وابن جرير في تهذيب الآثار والطبراني في المعجم الكبير وأبي نعيم ، عن أبي سعيد.

وعن ابن أبي شيبة والطبراني في الكبير وابن جرير ـ وصححه ـ والخطيب عن علي ، والطبراني وأبو نعيم عن أبي هريرة ، والطبراني عن جابر ، وابن حبان وابن عدي وابن عساكر عن عمر ، وابن عدي وابن عساكر عن ابن مسعود ، وابن عساكر عن بريدة وأنس.

ويأتي برقم ٢١١ في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام ، وفي الباب عن جمع من الصحابة ، تجد هنا بعضهم ، وذكر السيوطي بعضهم ، وممن لم يذكرهم : مالك بن الحويرث والحسين ـ عليه‌السلام ـ وقرة بن أياس وأسامة بن زيد والبراء بن عازب ، أخرج حديثهم الهيثمي في مجمع الزوائد ٨ / ١٨٢ ـ ١٨٤.

(٤٠) أخرجه أحمد في الفضائل والمسند ٣ / ١٧ عن محمد بن عبد الله الزبيري عن يزيد بن مردانبه.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٢٩ رقم ٢٦١١ عن علي بن عبد العزيز ، عن أبي نعيم الفضل ابن دكين.

وأخرجه الحافظ أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٣٤٣ عن الحافظ الطبراني.

وأخرجه النسائي في خصائص علي ص ٢٦ عن عمرو بن منصور ، عن أبي نعيم ، وأخرجه عن أحمد ابن حرب ، عن ابن فضيل ، عن يزيد بن مردانبه.

وأخرجه الحافظ أبو نعيم في ترجمة الحسن عليه‌السلام من كتابه معرفة الصحابة ج ١ ق ١٤٤ / أعن القطيعي ، عن إسحاق بن الحسن الحربي ، عن أبي نعيم ... ثم قال : رواه أبو نعيم ، عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبيه ، عن أبي سعيد.

ورواه أبو نعيم ، عن يزيد بن مردانبه ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد.

ورواه يزيد بن أبي زياد ويزيد بن مردانبه ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد.

ورواه صفوان وسليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري.

ورواه الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري.

وأخرجه الحافظ أبو نعيم أيضا في حلية الأولياء ٥ / ٧١ عن القطيعي ، عن الحربي.

وأخرجه الحافظ السلفي في الجزء الخامس من المشيخة البغدادية عن طريق القطيعي.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٦٦ بإسناده عن الحكم ... ثم قال ص ١٦٧ : هذا حديث قد صح من أوجه كثيرة وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه!.


والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، إلا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا (٤١).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا شريك ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن مسلم بن يسار ، قال : أقبل الحسن والحسين فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : هذان سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما (٤٢).

__________________

(٤١) ألا يعتبر هذا الاستثناء شذوذا عن النصوص الكثيرة المروية في نفس المعنى؟!

والحديث أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٦٤٤ عن الفضل بالإسناد واللفظ.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١٩ برقم ٢٦١٠ عن علي بن عبد العزيز ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين.

وأخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ٥ / ٧١ عن الطبراني.

وعن أبي بكر بن خلاد ، عن الحارث بن أبي أسامة بإسناده عن الحكم بن عبد الرحمن.

وأخرجه الحافظ ابن منيع عن مروان بن معاوية عن الحكم.

وأخرجه شيرويه الديلمي في مسند الفردوس الورقة ٧٦ من طريقه.

وأخرجه النسائي في خصائص علي ص ٢٦ عن يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن آدم ، عن مروان بن معاوية ...

وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ٢ / ٣٩٣ عن فهد بن سليمان ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين.

وأخرجه الحافظ ابن حبان في صحيحه الورقة ١٨٣ / أعن محمد بن إسحاق ، عن زياد بن أيوب ، عن الفضل بن دكين. [مورد الظمآن رقم ٢٢٢٨].

وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٤ بإسناده عن الفضل بن دكين.

وأورده السيوطي في جمع الجوامع ١ / ٤٠٦ عن أحمد وأبي يعلى وابن حبان والحاكم ، والضياء المقدسي وابن سعد والطبراني وأبي نعيم في فضائل الصحابة وابن جرير وابن عساكر.

(٤٢) مسلم بن يسار هذا هو أبو عثمان المصري ، تابعي روى عن أبي هريرة وابن عمر ، وهو من رجال مسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة والبخاري في الأدب المفرد.

وهذا الحديث بهذا اللفظ وفيه : «وأبوهما خير منهما» قد رواه جماعة من الصحابة منهم : أمير المؤمنين عليه‌السلام وابن عمر وأبو سعيد الخدري وبريدة وحذيفة وقرة بن أياس ومالك بن الحويرث وأنس.

وأخرجه عنهم جمع من الحفاظ وأئمة الحديث ، منهم ابن ماجة في السنن برقم ١١٨ ، والحافظ البغوي في معجم الصحابة الورقة ٤٢ ، وأبو سعيد ابن الأعرابي في معجمه الورقة ١٨٣ ب ، وابن عدي والطبراني والحاكم في المستدرك ٣ / ١٦٧ ، والسهمي في تاريخ جرجان ص ٤٤٨ ، والخطيب في تاريخ بغداد ١ / ١٤٠ ، والخطيب الخوارزمي ، وابن عساكر الدمشقي في تأريخ مدينة دمشق في ترجمة الحسن


قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن ابن أبي السفر ، عن الشعبي ، عن حذيفة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : أتاني جبريل فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (٤٣).

قال : أخبرنا عبد الله بن نمير ، عن حجاج بن دينار ، عن جعفر بن أياس ، عن عبد الرحمن بن مسعود ، عن أبي هريرة ، قال : خرج علينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعه حسن وحسين ، هذا على عاتقه ، وهذا على عاتقه ، وهو يلثم هذا مرة ، وهذا مرة ، حتى انتهى إلينا فقال له رجل : إنك لتحبهما! فقال : من أحبهما فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني (٤٤).

__________________

عليه‌السلام ص ٧٧ و ٧٨ من وجوه ، وفي ترجمة الحسين عليه‌السلام ص ٤٦ ـ ٤٨ بعدة طرق ، والمحب الطبري ص ١٢٩ وقال : أخرجه أبو علي بن شاذان وابن العديم في بغية الطلب.

والذهبي في تلخيص المستدرك ٣ / ١٦٧ عن ابن مسعود ، وقال : صحيح ، وابن كثير في تاريخه ٨ / ٣٥ ، ونور الدين الهيثمي ٩ / ١٨٣ ، وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ٢ / ٢٩٧ والإصابة ، وابن حجر الهيثمي في الصواعق ، والسيوطي في جمع الجوامع ١ / ٤٠٦ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ١٣ / ٦٦٥.

(٤٣) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٩٢ عن أسود بن عامر ، عن إسرائيل بلفظ أطول ، و ٥ / ٣٩١ عن حسين ابن محمد ، عن إسرائيل بأطول منه.

وأخرجه الترمذي في السنن في باب المناقب.

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٢٧ بطرق أخرى عن حذيفة بالأرقام ٢٦٠٦ ـ ٢٦٠٩ وفيه : «وأبوهما خير منهما» ، كما أخرجه أيضا بطرق كثيرة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام وأبي هريرة وأبي سعيد وعمر وأسامة وجابر وقرة بن أياس.

وأخرجه الحافظ ابن حبان في صحيحه.

وأورده السيوطي في جمع الجوامع ١ / ١٠ وتلميذه شمس الدين الدمشقي في سبل الهدى والرشاد عن ابن سعد والحاكم.

وفي كنز العمال ١٢ / ١٢٠ بلفظ : «جاءني جبريل بشرني ...» البخاري والضياء المقدسي عن حذيفة ، وفي ١٢ / ١١٣ بلفظ : «أتاني جبريل فبشرني ...» ابن سعد والحاكم عن حذيفة ١٨٣ / أبإسناده عن حذيفة بلفظ : «عرض لي ملك وبشرني ...».

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١٦٤ / ب من وجه آخر عن حذيفة ولفظه : «ملك عرض لي استأذن ربه أن يسلم علي يبشرني ...».

(٤٤) أخرجه أحمد في الفضائل والمسند ٢ / ٤٤٠ عن ابن نمير بالإسناد واللفظ ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٦٦ عن القطيعي ، عن عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وأورده الذهبي في تلخيصه ورمز له خ م ، أي على شرط البخاري ومسلم.


قال : أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، إن فتية من قريش خطبوا ابنة سهيل بن عمرو ، وخطبها الحسن ، فشاورت أبا هريرة ـ وكان لها صديقا! ـ فقال : إني رأيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقبل فاه ، فإن استطعت أن تقبلي حيث قبل فقبلي! (٤٥).

قال : أخبرنا خلاد بن يحيى ، قال : حدثنا معرف بن واصل ، قال : حدثتني امرأة من الحي يقال لها : حفصة ابنة طلق ، قالت : حدثنا أبو عميرة رشيد ابن مالك ، قال : كنا عند رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ جلوسا فأتاه رجل بطبق عليه تمر ، فقال : ما هذا ، أهدية أم صدقة؟ فقال الرجل : صدقة ، قال : فقدمها إلى القوم ، قال : وحسن بين يديه يتعفر ، قال : فأخذ الصبي تمرة فجعلها في فيه ، قال : ففطن له رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فأدخل إصبعه في في الصبي فانتزع التمرة ثم قذف بها ، وقال : إنا آل محمد لا نأكل الصدقة (٤٦).

قال : أخبرنا وكيع بن الجراح ، قال : حدثنا شعبة ، عن محمد بن زياد ،

__________________

وحيث لم يجد مطعنا في سنده أعله بأنه منكر ، وقال : هذا حديث منكر ، وإنما رواه بقي بن مخلد بإسناد آخر رواه عن زاذان عن سلمان.

ولا أدري إذا كان الحديث روي بإسناد صحيح على شرط الشيخين فما معنى قوله : وإنما رواه ...

والنكارة فيه عند الذهبي حيث أن فيه : «ومن أبغضهما فقد أبغضني» وهو يهوى جماعة ويقول بعدالتهم على علمه بأنهم يبغضون الحسن والحسين!

(٤٥) رواه أحمد في العلل ١ / ٢٥٨ رقم ١٦٦٩ عن عفان ، وفي الفضائل رقم ٤٦ من رواية القطيعي عن الكجي عن حجاج عن حماد.

(٤٦) في الأصل أبو عمرة ، والصحيح أبو عميرة بفتح العين ، ذكره ابن ماكولا في الاكمال ٦ / ٢٧٨ ، وذكره البخاري في التاريخ الكبير ج ٢ ق ١ ص ٣٣٤ قال : رشيد بن مالك أبو عميرة الكوفي ، قال أبو نعيم : حدثنا معرف بن واصل السعدي ، حدثتني حفصة بنت طلق ـ امرأة من الحي سنة تسعين ـ ، عن جدي أبي عميرة رشيد بن مالك ، قال : كنت عند النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فجاء رجل بطبق تمر ...

وأورده الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة رشيد بن مالك هذا فقال : روى البخاري في التاريخ وابن السكن والباوردي والطبراني وأبو أحمد الحاكم كلهم من طريق معرف بن واصل حدثتني امرأة من الحي ...

وأخرجه البغوي في معجم الصحابة من طريق أسباط بن محمد ، عن معرف كما في الإصابة في ترجمة عمير.


عن أبي هريرة ، قال : أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال له رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : كخ كخ ، ثم أخذها من فيه فألقاها ، وقال : إنا أهل بيت لا نأكل الصدقة (٤٧).

قال : أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا محمد بن زياد ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أتي بتمر من تمر الصدقة ، فأمر فيه بأمره ، فجعل الحسن أو الحسين على عاتقه وجعل لعابه يسيل عليه ففطن إليه فإذا هو يلوك تمرة ، فحرك خده وقال : ألقها يا بني ، ألقها أما سمعت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة.

ذكر ما علم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحسن رحمه‌الله من الدعاء

قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا شريك بن عبد الله ، عن أبي إسحاق ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، عن الحسن بن علي ، قال : علمني جدي ـ أو علمني النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كلمات أقولهن في الوتر :

اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، فإنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت (٤٨).

قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا الحسن بن عمارة ، قال : حدثنا بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، قال : قلت للحسن بن علي ، مثل من كنت

__________________

(٤٧) وأخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد والسير ، باب من تكلم بالفارسية ، عن محمد بن بشار ، عن غندر ، عن شعبة.

(٤٨) في التقريب ١ / ٢٤٦ وفي القاموس وتاج العروس ٣ / ١٦١ (حور) ، والمشتبه ١ / ٢٥٨ ، والتبصير ١ / ٤٧٠ : أبو الحوراء راوي حديث القنوت عن الحسن بن علي ، روى عنه بريد بن أبي مريم.

أبو الحوراء بالحاء والراء المهملتين ـ ربيعة بن شيبان السعدي البصري ، من رجال السنن الأربعة ، كلهم رووا عنه حديثه هذا عن الحسن ـ عليه‌السلام ـ في القنوت.

وبريد بن أبي مريم ، قال الأمير ابن ماكولا في الاكمال ١ / ٢٢٧ : وأما بريد ـ بضم الباء وفتح الراء ـ فهو ... وبريد بن أبي مريم السلولي بصري ، قاله الدارقطني وقاله قبله البخاري ، وهو كوفي ثقة.


على عهد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ؟

قال : سمعته يقول لرجل : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الشر ريبة ، وإن الخير طمأنينة.

وعقلت منه أني بينما أنا أمشي معه إلى جنب جرين الصدقة ، تناولت تمرة فألقيتها في في فأدخل إصبعه في في فاستخرجها بلعابها وبزاقها فألقاها فيه ، وقال : إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.

وعقلت عنه الصلوات الخمس فعلمني كلمات أقولهن عند انقضائهن : اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا شر ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت.

قال أبو الحوراء : فذكرت ذلك لمحمد بن علي ـ يعني ابن الحنفية ـ ونحن في الشعب ، فقال : إنهن لكلمات علمناهن وأمرنا أن نقولهن في الوتر.

قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، عن الحسن بن علي ، قال : علمني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كلمات أقولهن في القنوت : اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تبارك ربنا وتعاليت (٤٩).

قال : أخبرنا الحسن بن موسى ، قال : حدثنا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، عن الحسن بن علي ، قال : علمني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ،

__________________

(٤٩) رواه الدولابي في الذرية الطاهرة برقم ١٣٠ عن محمد بن إسحاق البكائي عن عبيد الله بن موسى ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٦٥ عن ابن سعد.


فإنه لا يذل من واليت ، تباركت وتعاليت ، هذا يقوله في القنوت في الوتر.

قال : أخبرنا عمرو بن الهيثم ، قال : حدثنا شعبة ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، قال : قلت للحسن : ما تحفظ أو تذكر من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ قال : أخذت تمرة من تمر الصدقة ، أظنه قال : فألقيتها في في ، فأخذها فألقاها بلعابها.

قال : وكان يقول : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة (٥٠).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي ، قالا : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، قال : سمعت بريد بن أبي مريم ، قال : حدثني أبو الحوراء ، قال : علم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الحسن كلمات ، قال : إذا قمت في القنوت في الوتر فقل :

اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، إنه تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تبارك ربنا وتعاليت.

قال : أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل ، عن ثابت بن عمارة ، قال : حدثنا ربيعة بن شيبان ، قال : قلت للحسن بن علي : ما تحفظ من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ؟ قال : أدخلني غرفة الصدقة فأخذت تمرة فألقيتها في في ،

__________________

(٥٠) رواه البلاذري في أنساب الأشراف ص ١٤٣ برقم ٣ بإسناد آخر عن شعبة ، وفيه : قلت لحسين بن علي ... ولذلك أورده في ترجمة الحسين ـ عليه‌السلام ـ ، ولكن الصحيح ما هنا فإن الروايات ـ هنا ـ كلها متفقة على أنه الحسن عليه‌السلام.

وقد رواه الدولابي في الكنى والأسماء ١ / ١٦١ وفي الذرية الطاهرة برقم ١٢٨ بطريقين عن شعبة ، وبرقم ١٢٩ و ١٣٠ بسندين آخرين.

وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ج ٣ من رقم ٢٧٠٠ إلى ٢٧١٤ من وجوه كثيرة كلها عن الحسن عليه‌السلام.

كما أخرجه أحمد في المسند ١ / ١٩٩ و ٢٠٠ عنه عليه‌السلام.

وخرجه معلق المعجم عن عبد الرزاق وأبي داود والنسائي والدارمي والبيهقي وابن مندة وأبي يعلى والترمذي وابن حبان فراجع المعجم الكبير ٣ / ٧٢ ـ ٧٨.


فقال : ألقها فإنها لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني ابن أبي سبرة ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : خرجنا مع علي إلى الجمل ـ ستمائة رجل ـ فسلكنا على الربذة فنزلناها ، فقام إليه ابنه الحسن بن علي فبكى بين يديه وقال : إئذن لي فأتكلم ، فقال علي : تكلم ودع عنك أن تخن خنين الجارية! فقال الحسن : إني كنت أشرت عليك بالمقام وأنا أشير به عليك الآن! إن للعرب جولة ، ، ولو قد رجعت إليها عوازب أحلامها قد ضربوا إليك آباط الإبل حتى يستخرجوك ولو كنت في مثل جحر الضب. فقال علي : أتراني ـ لا أبا لك! ـ كنت منتظرا كما تنتظر الضبع اللدم (٥١).

__________________

(٥١) الخنين ـ بالخاء المعجمة ـ قال في النهاية : ضرب من البكاء دون الانتحاب ، وأصل الخنين خروج الصوت من الأنف ...

وهذا الأثر لا يصح فإنهما عليهما‌السلام كانا أتقى لله من أن يجابه أحدهما الآخر بمثل هذا الكلام ، وعلى خلاف ما ثبت من سيرتهما وأدبهما ، قال ابن كثير في تاريخه ٨ / ٣٧ : وكان علي يكرم الحسن إكراما زائدا ويعظمه ويبجله ، وقد قال له يوما : يا بني ألا تخطب حتى أسمعك؟ فقال ، إني أستحيي أن أخطب وأنا أراك ...

أقول : ويأتي هذا هنا بعد حديثين فراجع ، فهذا الذي يجل أباه ويهابه أن يخطب بمشهد منه فكيف يواجهه بهذا الكلام القاسي واللحن الشديد! وهو الذي لم يسمع أحد منه كلمة فحش طيلة حياته ، راجع ما يأتي في صفحة ١٥١ ، هذا بالنسبة إلى الأباعد والأعداء فكيف به مع أبيه الطاهر ، والحسن ـ عليه‌السلام ـ هو أعرف الناس بمقام أبيه وقدسيته وطهارته وعصمته ، وهو الذي أبنه عند مقتله بقوله : «والله ما سبقه أحد كان قبله ، ولا يدركه أحد يكون بعده ...».

وهو عليه‌السلام يعلم أن أباه مع الحق والحق مع أبيه ، يدور الحق مع أبيه حيثما دار. فالقصة مختلقة جزما وخاصة أن رجال سندها بين ضعيف وخارجي ناصب العداوة لهما.

فأما ابن أبي سبرة وهو أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، فهو ضعيف بالاتفاق بل وضاع ، قال أحمد : كان يضع الحديث ... وليس حديثه بشئ ، كان يكذب ويضع الحديث.

الكنى للبخاري ص ٩ ، العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل ص ١٧٨ رقم ١١١١ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٤٠ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٥٠٣ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٢٧.

وأما داود بن الحصين فهو خارجي كان يذهب مذهب الشراة وكان ولاؤه لآل عثمان ، قال أبو داود : أحاديثه عن شيوخه مستقيمة ، وأحاديثه عن عكرمة مناكير. وقال ابن المديني : ما روي عن عكرمة فمنكر. وقال ابن حبان : تجب مجانبة روايته.

المجروحين لابن حبان ١ / ٢٩٠ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٥ ، المغني في الضعفاء ١ / ٢١٧.


قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني معمر بن راشد ، عن سالم بن أبي الجعد ، قال : لما نزل علي بذي قار بعث عمار بن ياسر والحسن بن علي إلى الكوفة فاستنفراهم إلى البصرة (٥٢).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، قال : بعث علي عمارا والحسن بن علي إلى الكوفة ونزل على بذي قار ، قال : فاستنفراهم فخرج منهم ثمانية ألف على كل صعب وذلول (٥٣).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا معمر بن يحيى بن سام ، قال : سمعت جعفرا ، قال : سمعت أبا جعفر ، قال : قال علي : قم فاخطب الناس يا حسن ، قال : إني أهابك أن أخطب وأنا أراك ، فتغيب عنه حيث يسمع كلامه ولا يراه.

فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه وتكلم ثم نزل ، فقال علي : «ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم» (٥٤).

قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي

__________________

وأما عكرمة فاتفقت المصادر الرجالية والتاريخية على أنه كان من الخوارج ويرى رأي الخوارج ، وكان داعية إلى بدعته وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه.

وقد كذبه مجاهد وابن سيرين ومالك ـ كما في المغني للذهبي ـ ، وقد كذبه قبلهم سعيد بن المسيب ، قال مصعب الزبيري : كان يرى رأي الخوارج فطلبه بعض ولاة المدينة فتغيب عند داود بن الحصين ـ الموافق له في النزعة كما تقدم ـ حتى مات. وقال أحمد : كان يرى رأي الصفرية.

الطبقات ٥ / ٢٩٣ ، المعرفة والتأريخ ٢ / ٧ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٩٥ ـ ٩٦ المغني في الضعفاء ٢ / ٤٩٣ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٦٧.

(٥٢) أليس في هذا الحديث ما يشهد باختلاق الحديث السابق؟ فإنه لو كان الحسن ـ عليه‌السلام ـ مخالفا بتلك الصلابة للحرب معارضا لأبيه في خروجه ، فكيف اختاره أبوه عليه‌السلام لاستنفار أهل الكوفة ، وهو يعلم شدة مخالفته له؟!!

(٥٣) تقدم آنفا تحت رقم ٥٢.

(٥٤) أخرجه الحافظ ابن عساكر برقم ٢٤٣ بإسناده عن ابن سعد.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ٣٧ : وقد قال [علي عليه‌السلام] له ويوما : يا بني ألا تخطب حتى أسمعك؟ فقال : إني أستحي أن أخطب وأنا أراك ، فذهب علي فجلس حيث لا يراه الحسن ، ثم قام الحسن في الناس خطيبا وعلي يسمع ، فأدى خطبة بليغة فصيحة ، فلما انصرف جعل علي يقول : «ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم».


إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، قال : قيل لعلي : هذا الحسن بن علي في المسجد يحدث الناس ، فقال : طحن إبل لم تعلم طحنا ، قال : وما طحن إبل يومئذ (٥٥).

قال : أخبرنا وهب بن جرير بن حازم ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، [عن] معدي كرب (٥٦) : إن عليا مر على قوم قد اجتمعوا على رجل ، فقال : من هذا؟ قالوا : الحسن ، قال : طحن إبل لم تعود طحنا! إن لكل قوم صدادا وإن صدادنا الحسن.

قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة ، عن علي ، أنه خطب الناس ثم قال : إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع مالا وهو يريد أن يقسمه بينكم ، فحضر الناس فقام الحسن ، فقال : إنما جمعته للفقراء ، فقام نصف الناس ، ثم كان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس! (٥٧).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا شريك ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، قال : خطبنا الحسن بن علي يوم جمعة فقرأ [سورة] إبراهيم على المنبر حتى ختمها (٥٨).

__________________

(٥٥) هذا باطل موضوع وكذا الحديث الذي بعده ، يرده ما تقدم في الحديث السابق ، وقد روى الحافظ أبو نعيم في الحلية ٢ / ٣٥ وابن كثير في تاريخه ٨ / ٣٩ والمزي في تهذيب الكمال : إن عليا سأل ابنه الحسن عن أشياء من أمر المروءة فقال : يا بني ، ما السداد؟ ...

فأمير المؤمنين عليه‌السلام كان هو الذي يأمره أن يخطب في الناس وتعجبه خطبته ويسأله عن أشياء ليرغب الناس في سؤاله والالتفات حوله.

ويأتي في صفحة ١٥١ قول عمير بن إسحاق : ما تكلم عندي أحد كان أحب إلي إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي.

أقول : ولعل الذي كان يحدث الناس هو الحسن البصري.

(٥٦) كان في الأصل : أبي إسحاق بن معدي كرب ، فصححناه ، قال البخاري في التاريخ الكبير ٨ / ٤١ رقم ٢٠٨١ : معدي كرب الهمداني ـ ويقال : العبدي ـ كوفي سمع ابن مسعود وخباب بن الأرت ، روى عنه أبو إسحاق الهمداني.

(٥٧) رواه ابن عساكر برقم ٢٤٨ بإسناده عن ابن سعد ، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٧٣.

(٥٨) رواه ابن عساكر برقم ٢٦٤ بإسناده عن ابن سعد.

وأبو رزين هو مسعود بن مالك الأسدي ، مولى أبي وائل ، شقيق ابن سلمة ، صلى خلف علي ـ عليه‌السلام ـ وشهد مشاهده ، روى عنه عاصم والأعمش وغيرهما ، ترجم له الدولابي في الكنى والأسماء ١ / ١٧٦ وروى بإسناده عنه ، قال : إن أفضل ثوب رأيته على علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ لقميص من قهز


قال : أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال : كان الحسن والحسين لا يريان أمهات المؤمنين ، فقال ابن عباس : إن رؤيتهن لهما الحلال.

قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ، عن ابن عون ، عن عمير بن إسحاق ، قال : ما تكلم عندي أحد كان أحب إلي إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي ، وما سمعت منه كلمة فحش قط إلا مرة ، فإنه بين حسين بن علي وعمرو بن عثمان بن عفان خصومة في أرض فعرض حسين أمرا لم يرضه عمرو ، فقال الحسن : فليس له عندنا إلا ما رغم أنفه.

قال : فهذا أشد كلمة فحش سمعتها منه قط (٥٩).

قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين ، قال : قال الحسن : الطعام أدق من أن يقسم عليه.

قال : أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا قرة ، قال أكلت في بيت محمد طعاما فلما شبعت أخذت المنديل ورفعت يدي ، فقال لي محمد : كان الحسن ابن علي يقول : إن الطعام أهون من أن يقسم عليه (٦٠).

قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أشعث بن سوار ، عن رجل ، قال : جلس رجل إلى الحسن بن علي ، فقال : إنك جلست إلينا على حين قيام منا ، أفتأذن؟ (٦١).

قال : أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني ، عن سليمان بن

__________________

وبردتين قطريتين.

(٥٩) رواه البلاذري في أنساب الأشراف ص ٢٣ برقم ٢٨ عن مصعب الزبيري بأوجز مما هنا.

ورواه ابن عساكر برقم ٢٦٩ بإسناده عن ابن سعد.

وكان في الأصل : أبي عون ، والصحيح : ابن عون وهو عبد الله بن عون ، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ٨ / ١٤٣ : عمير بن إسحاق القرشي أبو محمد مولى بني هاشم ، روى عن المقداد بن الأسود ... والحسن بن علي ... وعنه عبد الله بن عون ، قال أبو حاتم والنسائي : لا نعلم روى عنه غيره.

(٦٠) رواه البلاذري في أنساب الأشراف ٣ / ٢٥ برقم ٣٧ عن قرة بغير هذا الإسناد واللفظ ، ومحمد هذا هو ابن سيرين في الحديث المتقدم.

(٦١) أورده السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ١٩٠ في ترجمة الحسن ـ عليه‌السلام ـ عن ابن سعد.


بلال ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : إن الحسن والحسين كانا يقبلان جوائز معاوية (٦٢).

قال : أخبرنا شبابة بن سوار ، قال : أخبرني إسرائيل بن يونس ، عن ثوير ابن أبي فاختة ، عن أبيه ، قال : وفدت مع الحسن والحسين إلى معاوية فأجازهما فقبلا (٦٣).

قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا شداد الجعفي ، عن جدته أرجوانة ، قالت : أقبل الحسن بن علي وبنو هاشم خلفه ، وجليس لبني أمية من أهل الشام ، فقال : من هؤلاء المقبلون؟ ما أحسن هيئتهم! فاستقبل الحسن ، فقال : أنت الحسن بن علي؟ قال : نعم ، قال : أتحب أن يدخلك الله مدخل أبيك؟ فقال : ويحك ومن أين وقد كانت له من السوابق ما قد سبق؟ ، قال الرجل : أدخلك الله مدخله فإنه كافر وأنت!!

فتناوله محمد بن علي من خلف الحسن فلطمه لطمة لزم بالأرض فنشر الحسن عليه رداءه ، وقال : عزمة مني عليكم يا بني هاشم لتدخلن المسجد ولتصلن ، وأخذ بيد الرجل فانطلق إلى منزله فكساه حلة وخلى عنه (٦٤).

__________________

(٦٢) هذه أموال قد جعلها الله لنبيه والأئمة الهادية من عترته الطاهرة قد استولى عليه الجبابرة بغير حق فما خلوا منها بينهم وبينه استنقذوه منهم.

ولم لا يقبلان جوائزه والمال مالهما وهما أولى به ، فما دفعه إليهما فهما أحق به ، يستنقذونه من مغتصبه وينفقونه في الفقراء وأهل الحاجة ، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.

(٦٣) رواه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة الحسين ـ عليه‌السلام ـ برقم ٤ بإسناده عن ابن سعد. ولاحظ التعليقة السابقة.

(٦٤) قاتل الله الدعايات الكافرة الأموية ضد الإسلام ومبادئه ، كيف قلبوا الحقائق وغيروا المفاهيم وبثوا الدعاية ضد أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ وحاربوه إعلاميا كما قاتلوه بسيوفهم ، فحاربوا الله ورسوله وخليفته فأعلنوا سبه على المنابر ، وما قامت منابر الإسلام ومنائره إلا بجهوده وجهاده وتضحياته ، فأظهروا له الأحقاد البدرية وقنتوا بلعنه وأمروا بسبه ، وسباب المسلم فسق وقتاله كفر ، فضلا عن سب صحابي ، فضلا عن سب خليفة ، وكان من بنود معاهدة الإمام الحسن ـ عليه‌السلام ـ أن لا يسب أبوه ، ولكن معاوية لم يف بشئ من بنود المعاهدة وجعلها تحت قدميه ، ومن علامات المنافق أنه إذا وعد أخلف ، وكان من جراء ذلك أن أصبح الشاميون يرون أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ كافرا! وهو أول من آمن وصلى ، ولو كشف الغطاء ما ازداد يقينا.

وهذه كلها أحقاد بدرية ضد الإسلام ونبيه وآل بيته ، وضغائن أموية جاهلية ضد بني هاشم ،


قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن مسلم بن أبي مسلم ، قال : سمعت الحسن بن علي يزيد في التلبية : لبيك يا ذا النعماء والفضل الحسن (٦٥).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : أخبرنا مسافر الجصاص ، عن رزيق ابن سوار ، قال : كان بين الحسن بن علي وبين مروان كلام ، فأقبل عليه مروان فجعل يغلظ له وحسن ساكت ، فامتخط مروان بيمينه ، فقال له الحسن : ويحك ، أما علمت أن اليمين للوجه والشمال للفرج؟! أف لك ، فسكت مروان (٦٦).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبيه : إن عمر بن الخطاب لما دون الديوان وفرض العطاء ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر لقرابتهما من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ففرض لكل واحد منهما خمسة آلاف درهم (٦٧).

__________________

وحيث لم تسمح لهم الظروف أن يتجاهروا بسب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ عمدوا إلى صنوه ووصيه أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ الذي هو نفسه ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وسبه ـ عليه‌السلام ـ سبه ـ صلى الله عليه وآله ـ.

قال أبو عبد الله الجدلي : دخلت على أم سلمة فقالت لي ، أيسب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيكم؟! فقلت : معاذ الله ـ أو : سبحان الله ـ! أو كلمة نحوها ، قالت : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : من سب عليا فقد سبني.

أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٣٢٣ ، وفي فضائل علي ـ عليه‌السلام ـ رقم ١٣٢ ، والنسائي في خصائص علي ص ٢٤ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٢١ والذهبي في تلخيصه وصححاه.

(٦٥) رواه ابن عساكر برقم ٢٣٩ بإسناده عن ابن سعد.

(٦٦) رواه ابن عساكر في تأريخه برقم ٢٧٠ بإسناده عن ابن سعد ، وكذا السيوطي في تأريخ الخلفاء ص ١٩٠ عن ابن سعد.

ورزيق ـ مصغرا بتقديم الراء المهملة ـ روى عن الحسن بن علي ، وروى عنه مسافر الجصاص.

التأريخ الكبير للبخاري ٣ / ٣١٩ ، الاكمال ٤ / ٤٧ ، المشتبه ١ / ٣١٢.

(٦٧) رواه أبو عبيد في كتاب الأموال ص ٣٢٠ برقم ٥٥٠ ، قال : وحدثت عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، عن جعفر بن محمد ...

وبرقم ٥٥١ : وحدثني نعيم بن حماد ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن جعفر بن محمد ...

ورواه الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة الحسن ـ عليه‌السلام ـ برقم ٢٢٤ ، وفي ترجمة الحسين ـ عليه‌السلام ـ برقم ١٨٢ بإسناده عن ابن سعد.

ويأتي هنا أيضا في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام برقم ٢١٦.


قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس ، قال : اتخذ الحسن والحسين عند رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فجعل يقول : هي يا حسن ، خذ يا حسن ، فقالت عائشة ـ رضي‌الله‌عنها ـ : تعين الكبير على الصغير! فقال : إن جبريل يقول : خذ يا حسين (٦٨).

قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن ثابت بن هريمز ، قال : لما أتى الحسن بن علي قصر المدائن قال المختار لعمه : هل لك في أمر تسود به العرب؟ قال : وما هو؟ قال : تدعني أضرب عنق هذا وأذهب برأسه إلى معاوية! قال : ما ذاك بلاهم عندنا أهل البيت.

قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن خالد بن مضرب (٦٩) ، قال : سمعت الحسن بن علي يقول : والله لا أبايعكم

__________________

(٦٨) رواه ابن عساكر برقم ١٨١ ، والخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين ١ / ١٠٤ بإسنادهما عن ابن سعد ، وكذا الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٧٨ عن ابن سعد ، وفي الأولين : انتجد ، والصحيح : اتخذ ، ففي لسان العرب (أخ ذ) : وائتخذ القوم يأتخذون ائتخاذا ، وذلك إذا تصارعوا فأخذ كل منهم مصارعه أخذة يعتقله بها.

ويؤيده أنه روي بلفظ المصارعة ، فقد أخرجه الحافظ ابن مندة في أسماء الصحابة ، وابن حجر في الإصابة ١ / ٣٣١ الورقة ٣ ب ، وابن الأثير في أسد الغابة ١ / ٢٠ في ترجمة الحسين عليه‌السلام ، كلهم رووه من طريق الحافظ أبي يعلى : أخبرنا سلمة بن حيان ، حدثنا عمر بن خليفة العبدي ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، كان الحسن والحسين يصطرعان ...

وفي سبل الهدى والرشاد الورقة ٥٤٤ روى ابن السني في معجمه عن أبي هريرة ، قال : كان الحسن والحسين يصطرعان.

وروى أبو القاسم البغوي والحارث ابن أبي أسامة ، عن جعفر بن محمد ـ رضي الله تعالى عنه ـ عن آبائه ، قال : إن الحسن والحسين ـ رضي الله تعالى عنهما ـ كانا يصطرعان ...

وفي المطالب العالية (المسندة) الورقة ١٥٥ ب : وقال الحارث : حدثنا الحسن بن قتيبة ، حدثنا حسن المعلم ، عن محمد بن علي ، قال : اصطرع الحسن والحسين. [المطالب العالية المطبوعة ٤ / ٧١].

وفي ذخائر العقبى ص ١٣٤ عن ابن المثنى [أظنه ابن السني] وابن بنت منيع (وهو الحافظ البغوي).

وفي كنز العمال ١٣ / ٦٦١ عن ابن شاهين ، ولفظه : فاعتركا.

(٦٩) كذا في الأصل : خالد ، وليس في الرجال من يسمى خالد بن مضرب ، والصحيح : حارثة بن مضرب ـ بضم الميم وتشديد الراء ـ وهو من رجال السنن الأربعة ، مترجم في كتب الرجال : راجع تهذيب التهذيب ٢ / ١٤٥ ، ويدل على ذلك أيضا أن الحاكم أخرجه في المستدرك ٣ / ١٧٣ بإسناده إلى حارثة بن مضرب.


إلا على ما أقول لكم ، قالوا : وما هو؟ قال : تسالمون من سالمت ، وتحاربون من حاربت.

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا المغيرة بن زيد الجعفي ، قال : حدثتني جدتي : إن الحسن بن علي دخل على جدتي عائشة بنت خليفة في يوم حار ، فقالت لجاريتها : خوضي له لبنا ، فأخذه فشربه ، فقالت : تجرعه ، فقال : إنما يتجرع أهل النار (٧٠).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد ابن جحادة ، عن قتادة ، عن أبي السوار الضبعي ، عن الحسن بن علي ، قال : رفع الكتاب وجف القلم ، وأمور تقتضى في كتاب قد خلا (٧١).

قال : أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، عن القاسم بن الفضل ، قال : حدثنا أبو هارون ، قال : انطلقنا حجاجا فدخلنا المدينة ، فقلنا : لو دخلنا على ابن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الحسن فسلمنا عليه ، فدخلنا عليه فحدثناه بمسيرنا وحالنا ، فلما خرجنا من عنده بعث إلى كل رجل منا بأربعمائة أربعمائة ، فقلنا : إنا أغنياء وليس بنا حاجة ، فقال : لا تردوا عليه معروفة ، فرجعنا إليه فأخبرناه بيسارنا وحالنا ، فقال : لا تردوا علي معروفي فلو كنت على غير هذه الحال كان هذا لكم يسيرا ، أما إني مزودكم أن الله تبارك وتعالى يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة يقول : عبادي جاؤوني شعثا ، يتعرضون لرحمتي فأشهدكم أني قد غفرت لمحسنهم ، وشفعت محسنهم في مسيئهم ، وإذا كان يوم الجمعة فمثل ذلك (٧٢).

قال : أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا

__________________

(٧٠) كان في الأصل مغيرة بن يزيد ، والصحيح ما أثبتناه كما في ترجمته من التأريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٢٥ والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٢١ ، فقد ذكراه في باب الزاي في آباء من يسمى مغيرة ، وقالا : مغيرة بن زيد الجعفي ، عن جدته.

(٧١) جحادة ـ بتقديم الجيم على الحاء ـ.

وأبو السوار الضبعي ، كذا في الأصل ، وهو في جميع المصادر الرجالية عدوي ، وهو من رجال الصحيحين ، قال في تهذيب التهذيب ١٢ / ١٢٣ : أبو السوار العدوي البصري ، قيل : اسمه حسان بن حريث ... روى عن علي بن أبي طالب والحسن بن علي ... وعنه قتادة ...

(٧٢) رواه ابن عساكر برقم ٢٥٤ بالإسناد عن ابن سعد ، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٧٣.


هشام بن عروة ، عن عروة : إن الحسن بن علي بن أبي طالب كان يقول إذا طلعت الشمس : سمع سامع بحمد الله الأعظم ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ، سمع سامع بحمد الله الأمجد لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير.

قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن شعيب بن يسار : إن الحسن بن علي أتى ابنا لطلحة ابن عبيد الله ، فقال : قد أتيتك بحاجة وليس لي مرد ، قال : وما هي؟ قال : تزوجني أختك ، قال : إن معاوية كتب إلي يخطبها على يزيد ، قال ، ما لي مرد إذ أتيتك ، فزوجها إياه ، ثم قال : ادخل بأهلك فبعث إليها بحلة ثم دخل بها ، فبلغ ذلك معاوية فكتب إلى مروان أن خيرها ، فخيرها فاختارت حسنا فأقرها ، ثم خلف عليها بعده حسين.

قال : أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي ، قال : حدثنا مسعود ابن سعد ، قال : حدثنا يونس بن عبد الله بن أبي فروة ، عن شرحبيل أبي سعيد (٧٣) ، قال : دعا الحسن بن علي بنيه وبني أخيه ، فقال : يا بني وبني أخي ، إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين ، فتعلموا العلم ، فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته.

__________________

(٧٣) كان في الأصل هنا : أبي سعيد ، وفي الحديث الآتي : أبو سعد وهو الصحيح ، كما في الطبقات ٥ / ٣١٠ ، قال : شرحبيل بن سعد ، مولى الأنصار ، ويكنى أبا سعد ... وفي الجرح والتعديل ٤ / ٣٣٨ : شرحبيل بن سعد أبو سعد الخطمي الأنصاري مولاهم ، وكان عالما بالمغازي ... ولم يكن أحد بالمدينة أعلم بالمغازي والبدريين منه فاحتاج ، فكأنهم اتهموه وكانوا يخافون إذا جاء إلى الرجل يطلب منه شيئا فلم يعطه أن يقول : لم يشهد أبوك بدرا! أقول : هكذا لعبوا بالتاريخ منذ البداية وقلبوا الحقائق حسب حاجاتهم المادية والسياسية وإلى الله المشتكى.

والحديث رواه البخاري في التاريخ الكبير ٨ / ٤٠٧ عن ابن أبي فروة أن الحسن بن علي جمع بنيه وبني أخيه ...

ورواه المزي في تهذيب الكمال في ترجمة الحسن عليه‌السلام.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه برقم ٢٨٣ من طريق الخطيب الخطيب ، وبرقم ٢٨٤ من طريق البيهقي عن الحاكم بإسناد آخر.


قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد ربه ، قال : حدثني شرحبيل أبو سعد ، قال : رأيت الحسن والحسين يصليان المكتوبة خلف مروان (٧٤).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا عبيد أبو الوسيم الجمال ، عن سلمان أبي شداد (٧٥) ، قال : كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحي ، فكنت إذا أصبت مدحاته فكان يقول لي : يحل لك أن تركب بضعة من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟! وإذا أصاب مدحاتي قال : أما تحمد ربك أن يركبك بضعة من رسول الله.

قال : أخبرنا أبو معاوية وعبد الله بن نمير ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن حكيم بن جابر ، قال : حدثتني مولاة لنا : إن أبي أرسلها إلى الحسن بن علي فكانت لها رقعة تمسح بها وجهه إذا توضأ ، قالت : فكأني مقته على ذلك فرأيت في المنام كأني أقئ كبدي ، فقلت : ما هذا إلا مما جعلت في نفسي للحسن بن علي (٧٦).

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن أبي معشر ، عن محمد الضمري ، عن زيد ابن أرقم ، قال : خرج الحسن بن علي وعليه بردة ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخطب ، فعثر الحسن فسقط ، فنزل رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من المنبر وابتدره الناس فحملوه ، وتلقاه رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فحمله ووضعه في حجره ، وقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : إن للولد لفتنة ، ولقد

__________________

(٧٤) راجع ترجمة شرحبيل في تعليق الحديث السابق ، وعلى تقدير صدق القضية فإنما كانا يأتمان بمروان وهو أمير المدينة اتقاء شره وأذاه ، ومع ذلك لم يسلما من غوائله حتى بعد الموت.

وهذه هي التقية التي تقول بها الشيعة تبعا لتعاليم أئمة العترة الطاهرة ـ عليهم‌السلام ـ وأما إخواننا السنيون فيرون الصلاة خلف كل بر وفاجر.

(٧٥) كان في الأصل : سليمان ، فصححناه على التاريخ الكبير للبخاري ٤ / ١٣٨ ، قال : سلمان أبو شداد رجل من أهل المدينة ، سمع أم سلمة وأبا رافع والحسين بن علي ، روى عنه عبيد أبو الوسيم ، ونحوه في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ٢٩٨ و ٣ / ٧.

وهذا الأثر رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن ـ عليه‌السلام ـ ص ١٣٦ عن ابن سعد ، وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١٤ برقم ٢٥٦٥ بطرق عن عبيد.

(٧٦) أخرجه ابن عساكر برقم ٢٣٢ بغير هذا الإسناد واللفظ.


نزلت إليه وما أدري أين هو؟! (٧٧).

قال : أخبرنا علي بن محمد (٧٨) ، عن أبي عبد الرحمن العجلاني ، عن سعيد ابن عبد الرحمن ، عن أبيه ، قال : قال : تفاخر قوم من قريش فذكر كل رجل ما فيهم ، فقال معاوية للحسن : يا بامحمد ما يمنعك من القول ، فما أنت بكليل اللسان ، قال : يا أمير المؤمنين! ما ذكروا مكرمة ولا فضيلة إلا ولي محضها ولبابها ، ثم قال :

فيم الكلام وقد سبقت مبرزا

سبق الجياد من المد المتنفس

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن محمد بن عمر العبدي ، من أبي سعيد : إن معاوية قال لرجل من أهل المدينة من قريش : أخبرني عن الحسن بن علي ، قال : يا أمير المؤمنين ، إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ، ثم يساند ظهره فلا يبقى في مسجد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ رجل له شرف وإلا أتاه فيتحدثون ، حتى إذا ارتفع النهار صلى ركعتين ثم نهض فيأتي أمهات المؤمنين فيسلم عليهن فربما أتحفنه ، ثم ينصرف إلى منزله ثم يروح فيصنع مثل ذلك ، فقال : ما نحن معه في شئ (٧٩).

__________________

(٧٧) علي بن محمد هو أبو الحسن المدائني.

وأبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني ، من رجال السنن الأربعة [الطبقات ٥ / ٤١٨ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٤١٩].

والضمري ـ بفتح فسكون ـ نسبة إلى بني ضمرة.

والحديث رواه البلاذري في أنساب الأشراف برقم ٤ عن المدائني بالإسناد ، والحافظ ابن عساكر في تأريخه برقم ١٥٢ من طريق ابن سعد.

وأخرجه الحافظان ابن خزيمة وأبو يعلى بطرقهما في الحسن والحسين عليهما‌السلام ، كما ذكره ابن كثير في تأريخه ٨ / ٣٥ ، ثم قال : وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث الحسين بن واقد ، وقال الترمذي : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديثه ، وقد رواه محمد الضمري عن زيد بن أرقم فذكر القصة للحسن وحده. إ ه.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر برقم ١٥٢ بإسناده عن ابن سعد.

وأخرجه قبله من طريق الحافظ ابن خزيمة.

(٧٨) علي بن محمد هو المدائني ، ولكن اللذين بعده لم أعرفهما رغم الفحص عنهما.

والحديث رواه البلاذري في أنساب الأشراف ص ١٥ برقم ١٧ عن المدائني بالإسناد واللفظ.

كما أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن عليه‌السلام من تأريخ مدينة دمشق بإسناده عن ابن سعد برقم ٢٤٤.

(٧٩) علي بن محمد هو المدائني ، وكان بعده في الأصل : «عن محمد» مكرر زائد فحذفناه ، وقد رواه


قال : أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي إدريس ، عن المسيب بن نجبة ، قال : سمعت [عليا] يقول : ألا أحدثكم عني وعن أهل بيتي؟ أما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو ، وأما الحسن بن علي فصاحب جفنة وخوان ، فتى من فتيان قريش لو قد التقت حلقتا البطان لم يغن في الحرب عنكم شيئا! وأما أنا وحسين فنحن منكم وأنتم منا (٨٠).

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن سليمان بن أيوب ، عن الأسود بن قيس العبدي ، قال : لقي الحسن بن علي يوما حبيب بن مسلمة فقال له : يا حبيب ، رب مسير لك في غير طاعة الله ، فقال : أما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك قال : بلى ، ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة ، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك ، ولو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا كان ذاك كما قال الله تبارك وتعالى «خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا» ولكنك كما قال جل ثناؤه : «كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون» (٨١).

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن خلاد بن عبيدة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، قال : حج الحسن بن علي خمس عشرة حجة ماشيا وأن النجائب لتقاد معه ، وخرج من ماله لله مرتين ، وقاسم الله ماله ثلاث مرات ، حتى إن كان

__________________

البلاذري في أنساب الأشراف برقم ٢٧ عن المدائني عن العبدي دون واسطة بينهما ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه برقم ٢٣١ من طريق ابن سعد عن المدائني عن العبدي من غير واسطة بينهما.

(٨٠) كيف يصح الحديث وعلي ـ عليه‌السلام ـ هو الذي كان يجد صولة الحسن والحسين عليهما‌السلام ـ في صفين وعدم مبالاتهما بالموت وعدم تهيبهما الجموع المحتشدة التي زلزلت محمد بن الحنفية وهو ذلك الشجاع المقدام ، حتى انتهره علي ـ عليه‌السلام ـ بقوله : «أدركك عرق من أمك؟!».

أما هما فلم يظهر عليهما غير الجلد والإقدام والمخاطرة بالنفس ، حتى قال علي عليه‌السلام ـ كما في النهج ـ مخاطبا أصحابه : «املكوا عني هذين الغلامين فإني أنفس بهما أن ينقطع نسل رسول الله».

(٨١) رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن ـ عليه‌السلام ـ من تاريخ دمشق رقم ٢٣٨ من طريق ابن سعد.

وأورده سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة ص ١٩٦ عن ابن سعد في الطبقات ، ثم قال : ورواه جدي في الصفوة.


ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا (٨٢).

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن عروة : إن أبا بكر ـ رضي‌الله‌عنه ـ خطب يوما فجاء الحسن فصعد إليه المنبر ، فقال : انزل عن منبر أبي ، فقال علي : إن هذا لشئ عن غير ملأ منا (٨٣).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي ، قال : سمعت عبد الله بن حسن يقول : كان حسن بن علي قلما تفارقه أربع حرائر فكان صاحب ضرائر ، فكانت عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري ، وعنده امرأة من بني أسد من آل خزيم ، فطلقهما وبعث إلى كل واحدة بعشرة آلاف درهم وزقاق من عسل متعة ، وقال لرسوله يسار بن سعيد بن يسار ـ وهو مولاه ـ : احفظ ما تقولان لك ، فقالت الفزارية : بارك الله فيه وجزاه خيرا ، وقالت الأسدية : متاع قليل من حبيب مفارق ، فرجع فأخبره ، فراجع الأسدية وترك الفزارية (٨٤).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه ، قال : قال علي : ما زال الحسن بن علي يتزوج ويطلق حتى خشيت أن يكون يورثنا عداوة في القبائل (٨٥).

__________________

(٨٢) رواه البلاذري في أنساب الأشراف برقم ٦ عن المدائني بالإسناد واللفظ ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه برقم ٢٣٨ من طريق ابن سعد كما أخرجه من عدة وجوه.

وأورده الحافظ المزي في تهذيب الكمال في ترجمة الحسن ـ عليه‌السلام ـ ، وسبط ابن الجوزة في تذكرة خواص الأمة ص ١٩٦ ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص ١٩٠ ، كلهم عن ابن سعد في الطبقات ، وقال السبط ، رواه جدي في الصفوة.

وفي تهذيب الكمال : «خلاد بن عبيد» ، والصحيح ما في الطبقات وغيره ، وقال ابن ماكولا في الاكمال ٦ / ٤٧ في باب عبيدة ، بالتاء وضم العين : خلاد بن عبيدة ، روى عن علي بن زيد ، روى عنه المدائني. وكان في الأصل : علي بن زيد ، عن جدعان ، وهو خطأ واضح.

(٨٣) رواه البلاذري في أنساب الأشراف ج ٣ ص ٢٦ برقم ٤١ عن عبد الله بن صالح ، عن حماد ، ويأتي في صفحة ٢١٩ ، أن الحسين ـ عليه‌السلام ـ صعد إلى عمر فقال له : إنزل عن منبر أبي.

(٨٤) رواه ابن عساكر في تاريخه ص ١٥٢ عن ابن سعد.

وراجع تعليق الحديث الثالث التالي.

(٨٥ و ٨٦) إشارة واحدة من أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ كانت تكفي في أن يمتنع الحسن ـ عليه‌السلام ـ عما لا يرتضيه له أبوه وولي أمره وأمير المسلمين جميعا ، وما حاجته إلى أن ينهى الجماهير عن أن يزوجوه؟! فلو نهى ابنه سرا لأطاعه ولما احتاج إلى أن ينهى الناس علانية فيعصونه ، ولكنها أساطير الأولين


قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه ، قال : قال علي : يا أهل الكوفة ، لا تزوجوا الحسن بن علي فإنه رجل مطلاق فقال رجل من همدان : والله لنزوجنه ، فما رضي أمسك وما كره طلق (٨٦).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني علي بن عمر ، عن أبيه ، عن علي ابن حسين ، قال : كان الحسن بن علي مطلاقا للنساء ، وكان لا يفارق امرأة إلا وهي تحبه (٨٧).

__________________

اكتتبها.

وأمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ أعرف الناس بطواعية ابنه البار له ، وإنه المعصوم المطهر بنص الكتاب والسنة الثابتة الصحيحة ، وقد نص هو أيضا على عصمته فيما أخرجه الحافظ أبو سعيد بن الأعرابي في معجمه الورقة ١٥٧ / أ : أخبرنا داود [ابن يحيى الدهقان] ، أخبرنا بكار بن أحمد ، أخبرنا إسحاق ـ يعني ابن يزيد ـ ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن العلاء بن صالح ، عن طارق بن شهاب ، قال : سمعت عليا يقول : المعصوم منا أهل البيت خمسة : رسول الله وأنا وفاطمة والحسن والحسين.

وراجع تعليق الحديث الآتي.

(٨٧) محمد بن عمر هو الواقدي ، وعلي بن عمر ـ في هذه الطبقة ـ نكرة ، هو وأبوه مجهولان ، قال الذهبي في ميزان الاعتدال ٣ / ١٤٨ : علي بن عمر الدمشقي ، عن أبيه ، وعنه بقية ، لا يدرى من هو؟! ولقد تعددت القصص عن زوجات الحسن ـ عليه‌السلام ـ وطلاقه! والذي يبدو أنها حيكت بعده بفترة ، وإلا فطيلة حياته ـ عليه‌السلام ـ لم نر معاوية ولا واحدا من زبانيته عاب الحسن ـ عليه‌السلام ـ بذلك ولا بكته بشئ من هذا القبيل وهو الذي كان يتسقط عثرات الحسن ـ عليه‌السلام ـ فلم يجد فيه ما يشينه وهو ممن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

ولو كان هناك بعض الشئ لزمر له معاوية وطبل هو وكل أجهزة إعلامه ، أضف إلى ذلك كله أن المراجع التاريخية وكتب الأنساب والرجال بين أيدينا لا تعد له من النساء والأولاد أكثر من المعتاد في ذلك العصر ، فلا نساؤه أكثر من نساء أبيه ـ مثلا ـ ولا أولاده أكثر من أولاده ، فلو كان أحصن سبعين امرأة أو تسعين لكان أولاده يعدون بالمئات.

وهذا ابن سعد ، إقرأ صدر هذه الترجمة لا تجده سمى للحسن ـ عليه‌السلام ـ أكثر من ست نساء وأربع أمهات أولاد.

والمدائني كذلك لم يعد للحسن ـ عليه‌السلام ـ أكثر من عشر نساء كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ / ٢١.

وقد بسط علماؤنا القول في ذلك ودفعوا كل الشبه والتمويهات فاقرأ مثلا : حياة الإمام الحسن ـ عليه‌السلام ـ للعلامة النقاد الشيخ باقر شريف القرشي ، راجع ج ٢ ص ٤٥١ ـ ٤٧٢.


قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزام ، قال : خطب الحسن بن علي امرأة من بني همام بن شيبان ، فقيل له : إنها ترى رأي الخوارج! فقال : إني أكره أن أضم إلى صدري جمرة من جهنم (٨٨).

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن الهذلي ، عن ابن سيرين ، قال : كانت هند بنت سهيل بن عمرو عند عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وكان أبا عذرتها فطلقها ، فتزوجها عبد الله بن عامر بن كريز ثم طلقها ، فكتب معاوية إلى أبي هريرة أن يخطبها على يزيد بن معاوية ، فلقيه الحسن بن علي فقال : أين تريد؟ قال : أخطب هند بنت سهيل بن عمرو علي يزيد بن معاوية ، قال : اذكرني لها ، فأتاها أبو هريرة فأخبرها الخبر ، فقالت : خر لي ، قال : أختار لك الحسن ، فتزوجها ، فقدم عبد الله بن عامر المدينة فقال للحسن : إن لي عندها وديعة ، فدخل إليها والحسن معه وجلست بين [يديه] فرق ابن عامر ، فقال الحسن : ألا أنزل لك عنها؟ فلا أراك تجد محللا خيرا لكما مني ، فقال : وديعتي ، فأخرجت سفطين فيهما جوهر ففتحهما فأخذ من واحد قبضة وترك الباقي ، فكانت تقول :

__________________

(٨٨) رواه البلاذري في أنساب الأشراف برقم ١٣ عن المدائني ... وفيه : امرأة من بني شيبان.

وأورده ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة

١٦ / ٢١ عن المدائني وفيه : امرأة من بني شيبان من آل همام بن مرة ...

وهو الصحيح ، فإن همام بن شيبان هو همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن بكر بن وائل ، راجع معجم قبائل العرب ص ١٢٢٥.

وعند البلاذري وابن أبي الحديد : جمرة من جمر جهنم.

هذا وقد صح عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ من وجوه كثيرة أنه قال : «الخوارج كلاب أهل النار».

أخرجه الحفاظ بطرق كثيرة منهم : أبو داود الطيالسي في مسنده ، وابن أبي شيبة في المصنف ، وأحمد في المسند ، وابن ماجة في السنن ، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، والطبري في تهذيب الآثار ، والطبراني في المعجم الكبير ، والحاكم في المستدرك ، كلهم عن عبد الله بن أبي أوفى.

وأخرجه أحمد في المسند ، وابن خزيمة في صحيحه ، والطبراني في المعجم الكبير ، والحاكم في المستدرك ، والضياء المقدسي في المختارة ، كلهم عن أبي أمامة الباهلي.

وعنهم جميعا الحافظ السيوطي في جمع الجوامع ١ / ٤١٠ ، وفي الجامع الصغير ٢ / ١٩ جعل عليه «صح» وهو رمز الحديث الصحيح.


سيدهم جميعا الحسن ، وأسخاهم ابن عامر ، وأحبهم إلي عبد الرحمن بن عتاب (٨٩).

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن ابن جعدبة ، عن ابن أبي مليكة ، قال : تزوج الحسن بن علي خولة بنت منظور ، فبات ليلة على سطح أجم ، فشدت خمارها برجله والطرف الآخر بخلخالها ، فقام من الليل فقال : ما هذا؟ قالت : خفت أن تقوم من الليل بوسنك فتسقط فأكون أشأم سخلة على العرب ، فأحبها فأقام عندها سبعة أيام.

فقال ابن عمر : لم نر أبا محمد منذ أيام ، فانطلقوا بنا إليه ، فأتوه ، فقالت له خولة : إحتبسهم حتى نهئ لهم غذاء ، قال : نعم ، قال ابن عمر ، فابتدأ الحسن حديثا ألهانا بالاستماع إعجابا به حتى جاءنا الطعام.

قال علي بن محمد : وقال قوم : التي شدت خمارها برجله هند بنت سهيل ابن عمرو ، وكان الحسن أحصن تسعين امرأة! (٩٠).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين وهشام أبو الوليد ، قالا : حدثنا شريك ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، قال : خطبنا الحسن بن علي وعليه ثياب سود وعمامة سوداء (٩١).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي

__________________

(٨٩) رواه البلاذري برقم ٢٦ عن المدائني باختلاف يسير ، وما بين المعقوفين منه.

(٩٠) رواه ابن عساكر ص ١٥٢ عن ابن سعد.

والأجم ، قال في تاج العروس ٨ / ١٨٠ : بالفتح ، كل بيت مربع مسطح ، وحصن بالمدينة مبني بالحجارة ، عن ابن السكيت.

وفي معجم البلدان : أجم ـ بضم أوله وثانيه ـ وهو واحد أجام المدينة وهو بمعنى الأطم ، وأجام المدينة وأطامها : حصونها وقصورها وهي كثيرة لها ذكر في الأخبار ، وقال ابن السكيت : أجم حصن بناه أهل المدينة من حجارة ، وقال : كل بيت مربع مسطح فهو أجم.

(٩١) أبو رزين : تقدم التعريف به في التعليق رقم ٥٨ ، وخطبة الحسن ـ عليه‌السلام ـ هذه في التي بعد مقتل أبيه ولهذا كان عليه ثياب سود حدادا على أبيه ، وذكر ذلك المدائني أيضا ، كما حكاه عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٢ ، قال :

قال المدائني : ولما توفي علي ـ عليه‌السلام ـ ... فخرج الحسن ، عليه‌السلام ـ فخطبهم ... وكان خرج إليهم وعليه ثياب سود ...


إسحاق ، عن أبي العلاء ، قال : رأيت الحسن بن علي يصلي وهو مقنع رأسه.

قال : أخبرنا حجاج بن محمد ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني عمران بن موسى ، قال : أخبرني سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه : أنه رأى أبا رافع مولى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مر بحسن بن علي وحسن يصلي قائما قد غرز ضفريه في قفاه ، فحلها أبو رافع فالتفت حسن إليه مغضبا ، فقال أبو رافع : أقبل على صلاتك ولا تغضب ، فإني سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : ذلك كفل الشيطان ـ يعني : مقعد الشيطان ، يعني : مغرز ضفريه ـ (٩٢).

قال : أخبرنا مالك بن إسماعيل ، قال : حدثنا زهير بن معاوية ، قال : حدثنا مخول ، عن أبي سعيد : إن أبا رافع أتى الحسن بن علي وهو يصلي عاقصا رأسه فحله فأرسله ، فقال له الحسن : ما حملك على هذا يا با رافع؟ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أو قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، شك زهير ـ : لا يصلي الرجل عاقصا رأسه (٩٣).

قال : أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي ، عن مستقيم بن عبد الملك ، قال : رأيت الحسن والحسين شابا ولم يختضبا ، ورأيتهما يركبان البراذين ، ورأيتهما يركبان بالسروج المنمرة (٩٤).

__________________

(٩٢ و ٩٣) ليس أبو رافع بأعلم بأحكام الإسلام من ابن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ، بل الحسن ـ عليه‌السلام ـ أعرف بشريعة جده وبمعالم دينه وقد نشأ في أحضان جده المشرع الأقدس وفي بيته ، وأهل البيت أدرى بالذي فيه ، فكان على أبي رافع أن يسأل الحسن ـ عليه‌السلام ـ عن ذلك فلعله يجد عنده علما لم يصل إليه وقد قال ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ عن أهل بيته ـ كما في بعض ألفاظ حديث الثقلين وبعض طرقه ـ : «فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فهم أعلم منكم» ، أخرجه السخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف الورقة ٢٤ / أ ، والسمهودي في جواهر العقدين الورقة ٨٦ / ب.

وأخرج الطبراني في المعجم الكبير عن زيد بن أرقم حديث الثقلين وفيه : «فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» ، ورواه عن الطبراني كل من السيوطي في الدر المنثور ٢ / ٦٠ ، والسخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف الورقة ٢١ / ب ، والسمهودي في جواهر العقدين الورقة ٨٤ / ب ، وابن حجر في الصواعق ص ٨٩ ، والمتقي في كنز العمال.

(٩٤) وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٨ بإسناده عن مستقيم إلى قوله : وما يخضبان ، والسروج المنمرة : المتخذة من جلود النمر.


ذكر خاتم الحسن والحسين والخضاب

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه : إن الحسن والحسين كانا يتختمان في يسارهما! قال : أخبرنا معن بن عيسى ، قال : حدثنا سليمان بن بلال ، عن جعفر ، عن أبيه : إن الحسن بن علي تختم في اليسار! (٩٥).

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : كان في خاتم الحسن والحسين ذكر الله.

قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن قيس ـ مولى خباب ـ قال : رأيت الحسن يخضب بالسواد (٩٦).

قال : أخبرنا حجاج بن نصير ، قال : حدثنا اليمان بن المغيرة ، قال : حدثني مسلم بن أبي مريم ، قال : رأيت الحسن بن علي يخضب بالسواد.

قال : أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن العيزار : إن الحسن كان يخضب بالسواد.

قال : أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : أخبرنا أبو الربيع السمان ، عن عبد الله بن أبي يزيد ، قال : رأيت الحسن بن علي قد خضب بالسواد وعنفقته غراء بيضاء (٩٧).

قال : أخبرنا الحسن بن موسى وأحمد بن عبد الله بن يونس ، قالا : حدثنا

__________________

(٩٥) كان في الأصل : أخبرنا معن بن عيسى ، قال : حدثنا معن بن عيسى. فحذفنا المتكرر.

(٩٦) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ١٥١ في ترجمة قيس ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين ... وفيه : رأيت الحسن والحسين يخضبان بالسواد.

وبهذا اللفظ رواه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١٠٢ عن علي بن عبد العزيز عن أبي نعيم ، فكأن ابن سعد قسمه شطرين فجعله في الترجمتين ، وسيأتي في ترجمة الحسين ـ عليه‌السلام ـ برقم ٢٦٥ بهذا السند نفسه : رأيت الحسين يخضب بالسواد.

(٩٧) العنفقة : الشعر الذي في الشفة السفلى ، وقيل : الشعر الذي بينها وبين الذقن. النهاية لابن الأثير ٣ / ٣٠٩.


زهير بن معاوية ، قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن عمرو الأصم ، قال : قلت للحسن ابن علي : إن هذه الشيعة تزعم أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة؟ قال : كذبوا والله ما هؤلاء بالشيعة ، لو علمنا أنه مبعوث ما زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله (٩٨).

قال : أخبرنا كثير بن هشام ، قال : حدثنا جعفر بن برقان ، قال : سمعت ميمون بن مهران قال : إن الحسن بن علي بن أبي طالب بايع أهل العراق بعد علي على بيعتين ، بايعهم على الإمرة ، وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه ويرضوا بما رضي به.

قال : أخبرنا محمد بن عبيد ، قال : حدثني صدقة بن المثنى ، عن جده رياح بن الحارث ، قال : إن الحسن بن علي قام بعد وفاة علي ـ رضي‌الله‌عنهما ـ فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن كل ما هو آت قريب ، وإن أمر الله واقع وإن كره الناس ، وإني والله ما أحببت أن ألي من أمركم ـ أمة محمد ـ ما يزن مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة من دم ، قد علمت ما يضرني مما ينفعني فالحقوا

__________________

(٩٨) ورواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه ١ / ١٤٨ وبرقم ١٢٦٥ ، وفي فضائل علي ـ لأبيه أيضا ـ برقم ٣٤٤ بإسناد آخر.

وفي الفضائل أيضا برقم ٢٥٠ من زيادات القطيعي رواه عن عبد الله بن الحسن ، عن علي بن الجعد ، عن زهير.

وهذا هو القول بالرجعة الذي تؤمن به الشيعة تبعا لما ثبت لديهم بطرق كثيرة عن أئمة أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ وقد أمرنا باتباعهم والتمسك بهم ، والرجعة هو رجوع بعض الأئمة بعد ظهور الإمام المهدي ـ عليه‌السلام ـ ورجوع من محض الإيمان محضا ومن محض الكفر محضا إلى دار الدنيا ، وهو أمر سمعي ثبت بالسمع والأدلة النقلية.

وهذه الرواية تدلنا على أن هذه العقيدة كانت معروفة عند الشيعة منذ عهد أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ ، وقد ألف في ذلك علماؤنا منذ القرن الثالث رسائل كثيرة.

وقد شنع علينا بذلك منذ القدم إخواننا العامة ، ولا ضير في ذلك ، فليس بدعا من بقية ما ورد النقل به عند الفريقين من الآيات والعلامات قبل يوم القيامة مما يعرف عندهم بأشراط الساعة ، وهي مخرجة في الصحاح والسنن والمسانيد وصنفت فيها كتب خاصة.

فليس في العقل ما يمنع من ذلك إذا ثبت بالسمع ، وكل ذلك في مقدور الله سبحانه ، فما ثبت منها بالأدلة السمعية وجب الإيمان به ، وقد قص الله علينا في كتابه الكريم خبر ألوف خرجوا حذر الموت فأماتهم الله ثم أحياهم.


بطيتكم (٩٩).

قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا العوام بن حوشب ، عن هلال ابن يساف ، قال : سمعت الحسن بن علي وهو يخطب وهو يقول : يا أهل الكوفة ، اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وإنا أضيافكم ، ونحن أهل البيت الذين قال الله : «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» [الأحزاب : ٣٣].

قال : فما رأيت يوما قط أكثر باكيا من يومئذ (١٠٠).

قال : أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي ، قال : أخبرنا شعبة ، عن يزيد ابن خمير ، قال : سمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي يحدث عن أبيه ، قال : قلت للحسن بن علي : إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة؟! فقال : كانت جماجم العرب بيدي ، يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت فتركتها ابتغاء وجه الله ، ثم أثيرها بأتياس أهل الحجاز؟! (١٠١).

__________________

(٩٩) رواه أحمد بن حنبل في الفضائل رقم ١٧ عن يحيى بن سعيد ، عن صدقة ...

ورواه ابن عساكر برقم ٣١٣ بإسناده عن أحمد ، وفيهما : «فالحقوا بمطيتكم».

رياح ، ضبطه ابن ماكولا في الاكمال ٤ / ١٤ بالياء ، فقال : وأما رياح ـ بكسر الراء وفتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها ـ فهو رياح بن الحارث ...

(١٠٠) رواه ابن عساكر برقم ٣٠٧ بإسناد عن ابن سعد ، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٨٠ ، وهذه الخطبة خطبها ـ عليه‌السلام ـ بعد ما طعنوه في فخذه كما يأتي في الصفحة الآتية فراجع.

وأما الآية الكريمة ونزولها في الخمسة أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ فشئ متواتر مروي بطرق لا تحصى عن جماعة من الصحابة تجدها في كتب التفسير والحديث والرجال والتاريخ والأدب ، راجع مثلا : شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي.

(١٠١) وهذه أخطر تهمة توجه إلى أحد في ذلك العصر ، بل في كل العصور وحتى الآن فأراد الحسن عليه‌السلام أن يبرئ نفسه بأبلغ ما يمكنه.

ولو كان الناس يدافعون عن حقوق آل محمد ويحاربون من حاربوا لما آل الأمر إلى ما تعلمون ، بل خذلوهم وأسلموهم حتى أن أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ لم يسطع أن ينهض بهؤلاء لحرب معاوية فكيف بابنه الحسن!

والحديث رواه ابن عساكر برقم ٣٣١ بإسناده عن ابن سعد ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٠ بإسناده عن غندر ، عن شعبة ، وصححه هو والذهبي ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٢ / ٣٧ من طريق أحمد ، عن غندر ، وأورده الحافظ المزي في تهذيب الكمال ، وابن حجر في تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠٠ ، والذهبي في تلخيص المستدرك ، وفي سير أعلام النبلاء ٣ / ١٨٣ عن أبي داود الطيالسي في مسنده ، وابن أبي حاتم


قال : أخبرنا أبو عبيد ، عن مجالد ، عن الشعبي ، وعن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، وعن أبي السفر وغيرهم ، قالوا :

بايع أهل العراق بعد علي بن أبي طالب الحسن بن علي ، ثم قالوا له : سر إلى هؤلاء القوم الذين عصوا الله ورسوله وارتكبوا العظيم وابتزوا الناس أمورهم فإنا نرجو أن يمكن الله منهم.

فسار الحسن إلى أهل الشام وجعل على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في اثني عشر ألفا وكانوا يسمون شرطة الخميس.

وقال غيره : وجه إلى الشام عبيد الله بن العباس ومعه قيس بن سعد ، فسار فيهم قيس حتى نزل مسكن والأنبار وناحيتها ، وسار الحسن حتى نزل المدائن ، وأقبل معاوية في أهل الشام يريد الحسن حتى نزل جسر منبج.

فبينا الحسن بالمدائن إذ نادى مناديه في عسكره : ألا إن قيس بن سعد قد قتل!

قال : فشد الناس على حجرة الحسن فانتهبوها حتى انتهبت بسطه وجواريه وأخذوا رداءه من ظهره!!

وطعنه رجل من بني أسد ـ يقال له : ابن أقيصر ـ بخنجر مسموم في أليته ، فتحول من مكانه الذي انتهب فيه متاعه ونزل الأبيض ـ قصر كسرى ـ.

وقال : عليكم لعنة الله من أهل قرية ، قد علمت أن لا خير فيكم ، قتلتم أبي بالأمس واليوم تفعلون بي هذا.

ثم دعا عمر بن سلمة الأرحبي فأرسله وكتب معه إلى معاوية بن أبي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر على أن يسلم له ثلاث خصال : يسلم له بيت المال فيقضي منه دينه ومواعيده التي عليه ويتحمل منه هو ومن معه من عيال أبيه وولده وأهل بيته ، ولا يسب علي وهو يسمع ، وأن يحمل إليه خراج فسا وداراب

__________________

في علل الحديث.

وفي التقريب ٢ / ٣٦٤ : يزيد بن خمير ـ بمعجمة مصغرا ـ : الرحبي ، بمهملة ساكنة : أبو عمر الحمصي ، صدوق ...


جرد من أرض فارس كل عام إلى المدينة ما بقي ، فأجابه معاوية إلى ذلك وأعطاه ما سأل.

ويقال : بل أرسل الحسن بن علي عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى معاوية حتى أخذ لو ما سأل.

وأرسل معاوية عبد الله بن عامر بن كريز وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب ابن عبد شمس فقد ما المدائن إلى الحسن فأعطياه ما أراد ، ووثقا له ، فكتب إليه الحسن أن أقبل فأقبل من جسر منبج إلى مسكن في خمسة أيام وقد دخل [في ال] يوم السادس فسلم إليه الحسن الأمر وبايعه ، ثم سارا جميعا حتى قدما الكوفة فنزل الحسن القصر ونزل معاوية النخيلة ، فأتاه الحسن في عسكره غيره مرة ووفي معاوية للحسن ببيت المال وكان فيه يومئذ ستة آلاف ألف درهم واحتملها الحسن وتجهز بها هو وأهل بيته إلى المدينة ، وكف معاوية عن سب علي والحسن يسمع.

ودس معاوية إلى أهل البصرة فطردوا وكيل الحسن وقال : لا يحمل فيئنا إلى غيرنا ـ يعنون خراج فسا وداراب جرد ـ!

فأجرى معاوية على الحسن كل سنة ألف ألف درهم وعاش الحسن بعد ذلك عشر سنين (١٠٢).

قال : أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن حصين ، عن أبي جميلة : إن الحسن بن علي لما استخلف حين قتل علي فبينما هو يصلي إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر.

وزعم حصين أنه بلغه أن الذي طعنه رجل من بني أسد وحسن ساجد ، قال حصين : وعمي أدرك ذاك.

قال : فيزعمون أن الطعنة وقعت في وركه فمرض منها أشهرا ، ثم برأ ، فقعد على المنبر فقال :

يا أهل العراق ، اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، أهل البيت

__________________

(١٠٢) رواه ابن عساكر برقم ٢٩٨ ، والمزي في تهذيب الكمال ، كلاهما عن ابن سعد ، وفي الثاني : محمد ابن عبيد.


الذين قال الله : «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» [الأحزاب : ٣٣].

قال : فما زال يقول ذاك حتى ما رئي أحد من أهل المسجد إلا وهو يخن بكاء (١٠٣).

قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا عون بن موسى ، قال : سمعت هلال بن خباب يقول : جمع الحسن بن علي رؤوس أصحابه في قصر المدائن فقال : يا أهل العراق ، لو لم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت ، مقتلكم أبي ، ومطعنكم بغلتي ، وانتهابكم ثقلي ـ أو قال : ردائي عن عاتقي ـ ، وإنكم قد بايعتموني أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت ، وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا.

قال : ثم نزل فدخل القصر (١٠٤).

قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا حريز بن عثمان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، قال : لما بايع الحسن بن علي معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي عمرو بن سفيان : لو أمرت الحسن فصعد

__________________

(١٠٣) لما رأى الحسن ـ عليه‌السلام ـ أنه مع مسالمته وحقنه للدماء واعتزاله الأمر ، ومع كون أبيه خليفتهم ، وأمه بنت نبيهم (على تقدير غض النظر عن كل فضائله) لم يسلم منهم وطعنوه ونهبوا متاعه ، ولم يمنعه منهم مكانه من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ! أتاهم من قبل إثارة عواطفهم فذكرهم أنهم عرب! ولا أقل من أنه حجازي ضيف على أهل العراق والعرب لا تسئ إلى ضيوفها!

ولذلك تراه هيج عواطفهم بحيث لا يرى أحد في المسجد إلا ويخن بكاء.

والخنين : هو البكاء دون النحيب ، وقد تقدم تفسيره في التعليق رقم ٥١.

والحديث رواه ابن عساكر برقم ٣٠٤ بإسناده عن ابن سعد ، وتقدم نحوه في صفحة ١٦٧.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٩٦ برقم ٢٧٦١ ، وعنه في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٢.

(١٠٤) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٥٣ عن سعيد بن منصور ، عن عون ، باختلاف يسير إلى قوله : عن عاتقي.

وأورده ابن حجر في الإصابة ١ / ٣٣٠ عن يعقوب بن سفيان من قوله : وإنكم قد بايعتموني ...

ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ١ / ١٣٩ بطرقه عن يعقوب بن سفيان ، وعن ابن سعد.

وكان في الأصل : وأن تسالمون من سالمت وتحاربون ...

وليراجع بشأن هذه الروايات وما بمعناها كتاب «صلح الحسن» للشيخ راضي آل ياسين ـ رحمه‌الله ـ المطبوع مكررا فقد كفى وشفى.


المنبر فتكلم عيي عن المنطق! فيزهد فيه الناس.

فقال معاوية : لا تفعلوا ، فوالله لقد رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يمص لسانه وشفته ، ولن يعي لسان مصه النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أو شفتين.

فأبوا على معاوية فصعد معاوية المنبر ثم أمر الحسن فصعد وأمره أن يخبر الناس أني قد بايعت معاوية.

فصعد الحسن المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، إن الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم ، وأن يوفر عليكم غنائمكم ، وأن يقسم فيكم فيئكم.

ثم أقبل على معاوية فقال : كذلك؟ قال : نعم ، ثم هبط من المنبر وهو يقول ـ ويشير بإصبعه إلى معاوية ـ : «وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين» فاشتد ذلك على معاوية.

فقالا : لو دعوته فاستنطقته ، قال : مهلا ، فأتوا فدعوه ، فأجابهم فأقبل عليه عمرو بن العاص ، فقال له الحسن : أما أنت فقد اختلف فيك رجلان رجل من قريش وجزار أهل المدينة فادعياك فلا أدري أيهما أبوك!

وأقبل عليه أبو الأعور السلمي ، فقال له الحسن : ألم يلعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان؟!

ثم أقبل معاوية يعين القوم ، فقال له الحسن : أما علمت أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لعن قائد الأحزاب وسائقهم ، وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي؟! (١٠٥).

__________________

(١٠٥) رواه ابن عساكر في ترجمة أبي الأعور السلمي عمرو بن سفيان من تأريخه بإسناده عن ابن سعد ، وأورده الذهبي في تاريخ الإسلام ٢ / ٢١٨ عن حريز بن عثمان.

وكان في الأصل : جرير ، والصحيح : حريز ، قال ابن حجر في التقريب : حريز ، بفتح أوله وكسر الراء وآخره زاي.

وحريز هذا كان ناصبيا يبغض عليا ـ عليه‌السلام ـ ويلعنه كل صباح ومساء ، فهو عندهم أثبت الشاميين ثقة ثقة! ولقد عاتب الله يزيد بن هارون لروايته عن حريز ، راجع تهذيب التهذيب ٢ / ٢٣٩ ، وعبقات الأنوار ١ / ٤٤٥.


قال : أخبرنا هوذة بن خليفة ، قال : حدثنا عوف ، عن محمد ، قال : لما كان زمن ورد معاوية الكوفة واجتمع الناس عليه وبايعه الحسن بن علي ، قال : قال أصحاب معاوية لمعاوية ـ عمرو بن العاص والوليد بن عقبة وأمثالهما من أصحابه ـ : إن الحسن بن علي مرتفع في أنفس الناس لقرابته من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنه حديث السن عيي! فمره فليخطب ، فإنه سيعيي في الخطبة فيسقط من أنفس الناس! فأبى عليهم فلم يزالوا به حتى أمره ، فقام الحسن بن علي [على] المنبر دون معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : والله لو ابتغيتم بين جابلق وجابلص رجلا جده نبي غير [ي] وغير أخي لم تجدوه ، وإنا قد أعطينا بيعتنا معاوية ورأينا أن ما حقن دماء المسلمين خير مما أهراقها ، والله ما أدري «لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين» وأشار بيده إلى معاوية.

قال : فغضب معاوية خطب بعده خطبة عيية فاحشة ثم نزل ، وقال له : ما أردت بقولك : «فتنة لكم ومتاع إلى حين»؟! قال : أردت بها ما أراد الله

__________________

والحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير ٢٠ / ٧١ رقم ٢٦٩٩ بأوجز مما هنا ، وعنه في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٧.

وروى البلاذري في أنساب الأشراف في نسب بني عبد شمس ج ١ ص ـ ٧٦٧ من مخطوطة تركية ـ : حدثنا خلف ، حدثنا عبد الوارث بن سعيد ، عن سعيد بن جمهان ، عن سفينة ـ مولى أم سلمة ـ : إن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان جالسا فمر أبو سفيان على بعير ، ومعاوية وأخ له ، أحدهما يقود البعير والآخر يسوقه ، فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : لعن الله الحامل والمحمول والقائد والسائق.

أنظر : المعجم الكبير ٣ / ٧١ ، ومجمع الزوائد ٧ / ٢٤٢ و ٩ / ١٧٨ ، وتأريخ دمشق لابن عساكر ترجمة سعيد بن العاص وعمرو بن العاص ومعاوية وأبي هريرة.

وأما لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رعلا وذكوان فقد روى الحفاظ وأئمة الحديث والتأريخ في كتبهم أنه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يقنت شهرا في صلاة الصبح يلعن رعلا وذكوان ويدعو عليهم ، راجع صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معوفة ، فقد روى عدة أحاديث في ذلك.

وفي الفائق ٣ / ٢٢٧ ـ في قنت ـ بعد ذكر الحديث : رعل وذكوان : قبيلتان من قبائل سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.

ومنهم عمرو بن سفيان أبو الأعور السلمي ، ولذلك أخرج ابن عساكر هذا الحديث في ترجمته من تأريخه بأربع طرق.

وقد حذف ابن سعد مقالة المنافقين فلم يذكرها ، وقد رواها الزبير بن بكار بطولها في كتاب «المنافرات والمفاخرات» ، وعنه نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٨٥ ـ ٢٩٤ ، فراجع.


بها (١٠٦).

قال هوذة : قال عوف : وحدثني غير محمد أنه بعد ما شهد شهادة الحق قال :

أما بعد ، فإن عليا لم يسبقه أحد من هذه الأمة من أولها بعد نبيها ، ولن يلحق به أحد من الآخرين منهم ، ثم وصله بقوله الأول (١٠٧).

قال : أخبرنا سعيد بن منصور ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا مجالد ، عن الشعبي ، قال : لما سلم الحسن بن علي الأمر لمعاوية قال له : اخطب الناس ، قال : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن أكيس الكيس التقي ، وإن أحمق الحمق الفجور ، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما حق كان أحق به مني ، وإما حق كان لي فتركته التماس الصلاح لهذه الأمة «وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين» [الأنبياء : ١١١] (١٠٨).

قال : أخبرنا محمد بن سليم العبدي ، قال : حدثنا هشيم ، عن أبي إسحاق الكوفي ، عن هزان ، قال : قيل للحسن بن علي : تركت إمارتك وسلمتها إلى رجل من الطلقاء وقدمت المدينة؟! فقال : إني اخترت العار على النار (١٠٩).

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد ، عن زيد بن أسلم ، قال : دخل رجل على الحسن بالمدينة وفي يده صحيفة فقال : ما هذه؟ قال : من معاوية يعد فيها ويتوعد ، قال : قد كنت على النصف منه ، قال : أجل ، ولكني خشيت أن يأتي يوم القيامة سبعون ألفا أو ثمانون ألفا أو أكثر من ذلك أو أقل

__________________

(١٠٦) رواه ابن عساكر في تأريخه برقم ٣٢٠ بإسناده عن ابن سعد ، وأخرجه أحمد في الفضائل برقم ٨ موجزا ، وكذا الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٨١ ، ويأتي في معناه في صفحة ١٧٦ ويأتي في تعليقه شرح جابلق وجابرس.

(١٠٧) رواه ابن عساكر برقم ٣٢١ بإسناده عن ابن سعد ، وهذه الجملة من خطبته في تأبين أبيه يوم مقتله ولعله كررها هنا أيضا.

(١٠٨) رواه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١٣ برقم ٢٥٥٩ ، وأبو نعيم في الحلية ٢ / ٣٧.

(١٠٩) رواه ابن عساكر في تاريخه ص ١٧٧ عن ابن سعد.


كلهم تنضح أوداجهم دما ، كلهم يستعدي الله فيم أهريق دمه؟ (١١٠).

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن قيس بن الربيع ، عن بدر بن الخليل ، عن مولى الحسن ، قال : قال لي الحسن بن علي : أتعرف معاوية بن حديج؟ قال : قلت : نعم ، قال : فإذا رأيته فأعلمني ، فرآها خارجا من دار عمرو بن حريق فقال : هو هذا ، قال : ادعه ، فدعاه فقال له الحسن : أنت الشاتم عليا عند ابن آكلة الأكباد؟! أما والله لئن وردت الحوض ـ ولن ترده ـ لترنه مشمرا عن ساقه حاسرا عن ذراعيه يذود عنه المنافقين (١١١).

قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا سلام بن مسكين ، عن عمران بن عبد الله بن طلحة ، قال : رأى الحسن بن علي كأن بين عينيه مكتوب «قل هو الله أحد» فاستبشر به وأهل بيته ، فقصوها على سعيد بن المسيب فقال : إن صدقت رؤياه فقل ما بقي من أجله ، فما بقي إلا أياما حتى مات (١١٢).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن عبد الله ابن حسن (١١٣) ، قال : كان الحسن بن علي كثير نكاح النساء ، وكن قلما يحظين

__________________

(١١٠) أورده المزي في تهذيب الكمال ، وابن عساكر في تاريخه برقم ٣٣٢ ، كلاهما عن ابن سعد ، وحكاه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ / ١٧ عن المدائني.

(١١١) علي بن محمد ، هو المدائني ، ورواه البلاذري في أنساب الأشراف برقم ٩ ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ / ١٨ ، كلاهما عن المدائني.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٨٣ رقم ٢٧٢٧ بإسناده عن بدر بن الخليل ، عن أبي كبير ، بأطول من هذا.

وأخرجه أيضا برقم ٢٧٥٨ بإسناد آخر ولفظ يختلف قليلا عما هنا ، وعنه في مجمع الزوائد ٩ / ١٣١ ، وأخرجه ابن عساكر في ترجمة معاوية بن حديج من تاريخه بأربعة طرق.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٥ والذهبي في تلخيصه.

وأما أن عليا ـ عليه‌السلام ـ هو الذائد عن حوض رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ يذود عنه الكفار والمنافقين يوم القيامة فقد رواه الطبراني في المعجم الصغير ٢ / ٨٩ ، وأبو نعيم في كتاب صفة النفاق ، وأبو القاسم الخرقي في أماليه ، وأورده المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٨٠ ، والعصامي في سمط النجوم العوالي ٢ / ٤٩٥ عن أحمد في مناقب علي ، راجعه وتعاليقه في فضائل علي لأحمد بن حنبل رقم ٢٩٧.

(١١٢) أورده السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ١٩٢ عن ابن سعد.

(١١٣) كان في الأصل : عبد الله بن حسين؟

ورواه ابن عساكر في تاريخه برقم ٣٣٩ من طريق ابن سعد وفيه ، عبد الله بن حسن ، وهو


عنده ، وكان قل امرأة تزوجها إلا أحبته وصبت به.

فيقال : إنه سقي ثم أفلت ، ثم سقي فأفلت ، ثم كانت الآخرة توفي فيها.

فلما حضرته الوفاة قال الطبيب ـ وهو يختلف إليه ـ : هذا رجل قد قطع السم أمعاءه ، فقال الحسين : يا با محمد ، خبرني من سقاك؟ قال : ولم يا أخي؟ قال : أقتله والله قبل أن أدفنك أو لا أقدر عليه ، أو يكون بأرض أتكلف الشخوص إليه ، فقال : يا أخي إنما هذه الدنيا ليال فانية ، دعه حتى ألتقي أنا وهو عند الله ، فأبى أن يسميه.

وقد سمعت بعض من يقول : كان معاوية قد تلطف لبعض خدمه أن يسقيه سما!

قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي عون (١١٤) ، عن عمير بن إسحاق ، قال : دخلت أنا وصاحب لي على الحسن بن علي نعوده ، فقال لصاحبي : يا فلان سلني ، قال : ما أنا بسائلك شيئا.

ثم قام من عندنا فدخل كنيفا له ثم خرج فقال : أي فلان سلني قبل أن لا تسلني ، فإني والله لقد لفظت طائفة من كبدي قبل ، قلبتها بعود كان معي ، وإني قد سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذا قط ، فسلني ، فقال : ما أنا بسائلك شيئا يعافيك الله إن شاء الله ، ثم خرجنا.

فلما كان من الغد أتيته وهو يسوق ، فجاء الحسين فقعد عنه رأسه فقال : أي أخي أنبئني من سقاك؟ قال : لم؟ أتقتله؟ قال : نعم ، قال : ما أنا بمحدثك شيئا إن يك صاحبي الذي أظن ، فالله أشد نقمة وإلا فوالله لا يقتل بي برئ.

قال : أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا ديلم بن غزوان ، قال : حدثنا

__________________

الصحيح ، وهو ابن الحسن المثنى ابن الإمام الحسن السبط ـ عليه‌السلام ـ وتقدم عنه في معناه في صفحة ١٦٠.

(١١٤) كذا في الأصل : أبي عون ، وفي بقية المصادر : ابن عون ، كما هو مشتهر به ، وهو عبد الله بن عون بن أرطبان المزني مولاهم ، وكنيته أبو عون ، وهو من رجال الصحاح الستة. راجع تهذيب التهذيب ٥ / ٣٤٦ ، وراجع التعليق رقم ٥٩.

والحديث رواه ابن عساكر في تاريخه برقم ٣٣٥ ، وابن حجر في الإصابة ١ / ٣٣٠ ، كلاهما عن ابن سعد ، ورواه أبو نعيم في الحلية ٢ / ٣٨ بإسناده عن ابن علية وهو إسماعيل بن إبراهيم هذا.


وهب بن أبي دني الهنائي ، عن أبي حرب ـ أو : أبي الطفيل ـ ، قال : قال الحسن بن علي ـ رضوان الله عليهما ـ : ما بين جابلق وجابرص رجل جده نبي غيري ، ولقد سقيت السم مرتين (١١٥).

قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو هلال ، عن قتادة ، قال : قال : قال الحسن للحسين : إني قد سقيت السم غير مرة ، وإني لم أسق مثل هذه ، إني لأضع كبدي ، قال : فقال : من فعل ذلك بك؟ قال : لم؟ لتقتله : ما كنت لأخبرك (١١٦).

قال : أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن (١١٧) المغيرة ، عن أم موسى : إن جعدة بنت الأشعث بن قيس سقت الحسن السم فاشتكى منه شكاة.

قال : فكان يوضع تحته طست وترفع أخرى ، نحوا من أربعين يوما.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور ، قالت : كان الحسن بن علي سقي مرارا ، كل ذلك يفلت منه ، حتى كان المرة الآخرة التي مات فيها فإنه كان يختلف كبده ، فلما مات أقام نساء بني

__________________

(١١٥) أخرج عبد الرزاق في المصنف ١١ ٤٥٢ رقم ٢٩٠٨٠ عن معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين : إن الحسن بن علي قال : لو نظرتم ما بين حالوس إلى جابلق ما وجدتم رجلا جده نبي غيري وأخي ...

قال معمر : حالوس وجابلق : المغرب والمشرق.

وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ٨٩ رقم ٢٧٤٨ عن الدبري ، عن عبد الرزاق ... وفيه : ما بين جابرس إلى جابلق.

وأورده في مجمع الزوائد ٤ / ٢٠٨ عن الطبراني ، وقال : رجاله رجال الصحيح.

وذكر ياقوت في معجم البلدان في جابرس أنها مدينة بأقصى المشرق ، وفي جابلق أنها مدينة بأقصى المغرب ، وذكر خطبة الحسن ـ عليه‌السلام ـ هذه ، فراجع.

(١١٦) رواه ابن عساكر في تأريخه برقم ٣٣٧ بإسناده عن ابن سعد.

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ١١ / ٤٥٢ بإسناد آخر : كان الحسن في مرضه الذي مات فيه يختلف إلى المربد له ، فأبطأ علينا مرة ثم رجع ، فقال : لقد رأيت كبدي آنفا ولقد سقيت السم مرارا وما سقيته قط أشد من مرتي هذه ، فقال حسين : ومن سقى له؟ قال : لم؟ أتقتله؟ بل نكله إلى الله.

(١١٧) في تاريخ ابن عساكر : عن يعقوب ، عن أم موسى ، وقد رواه ابن عساكر في تأريخه برقم ٣٤٠ بإسناده عن ابن سعد.


هاشم عليه النوح شهرا (١١٨).

قال : أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن حصين ، عن أبي حازم ، قال : لما حضر الحسن قال للحسين : ادفنوني عند أبي ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ إلا أن تخافوا الدماء ، وإن خفتم الدماء فلا تهريقوا في دما ، ادفنوني عند مقابر المسلمين.

قال : فلما قبض تسلح الحسين وجمع مواليه ، فقال له أبو هريرة : أنشدك الله ووصية أخيك ، فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دما! قال : فلم يزل به حتى رجع ، قال : ثم دفنوه في بقيع الغرقد.

فقال أبو هريرة : أرأيتم لو جئ بابن موسى ليدفن مع أبيه فمنه! أكانوا قد ظلموه؟ قال : فقالوا : نعم ، قال : فهذا ابن نبي الله قد جئ به ليدفن مع أبيه (١١٩).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبيد الله بن مرداس ، عن أبيه ، عن الحسن بن محمد بن الحنفية ، قال : لما مرض حسن بن علي مرض أربعين ليلة ، فلما استعز به وقد حضرت بنو هاشم فكانوا لا يفارقونه يبيتون عنده بالليل ، وعلى المدينة سعيد بن العاص ، فكان سعيد يعوده فمرة يؤذن له ومرة يحجب عنه ، فلما استعز به بعث مروان بن الحكم رسولا إلى معاوية يخبره بثقل الحسن بن علي ، وكان حسن رجلا قد سقي وكان مبطونا إنما كان يختلف أمعاءه.

فلما حضر وكان عنده إخوته عهد أن يدفن مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إن أستطيع ذلك ، فإن حيل بينه وبينه وخيف أن يهراق فيه محجم من دم دفن مع أمه بالبقيع.

وجعل الحسن يوعز إلى الحسين : يا أخي إياك أن تسفك الدماء في فإن الناس سراع إلى الفتنة.

__________________

(١١٨) يأتي في صفحة ١٨٢ ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٣ بإسناده عن محمد بن عمر هذا وهو الواقدي.

(١١٩) نقله سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة ص ٢١٣ عن ابن سعد ملخصا.


فلما توفي الحسن ارتجت المدينة صياحا فلا يلقى أحد إلا باكيا ، وأبرد مروان يومئذ إلى معاوية يخبره بموت حسن بن علي ، وأنهم يريدون دفنه مع النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، وأنهم لا يصلون إلى ذلك أبدا وأنا حي!

فانتهى حسين بن علي إلى قبر النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : احفروا هاهنا ، فنكب عنه سعيد بن العاص وهو الأمير فاعتزل ولم يحل بينه وبينه ، وصاح مروان في بني أمية ولفها وتلبسوا السلاح ، وقال مروان : لا كان هذا أبدا ، فقال له حسين : [يا بن الزرقاء] ما لك ولهذا ، أوال أنت؟! قال : لا كان هذا ولا خلص إليه وأنا حي ، فصاح حسين يحلف بحلف الفضول ، فاجتمعت هاشم وتيم وزهرة وأسد وبنو جعونة بن شعوب من بني ليث قد تلبسوا السلاح ، وعقد مروان لواء ، وعقد حسين بن علي لواء ، فقال الهاشميون : يدفن مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، حتى كانت بينهم المراماة بالنبل ، وابن جعونة بن شعوب يومئذ شاهر سيفه ، فقام في ذلك رجال من قريش ، عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والمسور بن مخرمة بن نوفل ، وجعل عبد الله بن جعفر يلح على حسين وهو يقول : يا بن عم ألا تسمع إلى عهد أخيك ، إن خفت أن يهراق في محجم من دم فادفني بالبقيع مع أمي ، أذكرك الله أن تسفك الدماء ، وحسين يأبى دفنه إلا مع النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو يقول : ويعرض مروان لي؟! ما له ولهذا؟! قال : فقال المسور بن مخرمة : يا با عبد الله اسمع مني ، قد دعوتنا بحلف الفضول فأجبناك ، تعلم أني سمعت أخاك يقول قبل أن يموت بيوم : يا بن مخرمة ، إني قد عهدت إلى أخي أن يدفنني مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إن وجد إلى ذلك سبيلا ، فإن خاف أن يهراق في لك محجم من دم فليدفني مع أمي بالبقيع ، وتعلم أني أذكرك الله في هذه الدماء ، ألا ترى ما هاهنا من السلاح والرجال والناس سراع إلى الفتنة.

قال : وجعل الحسين يأبى ، وجعلت بنو هاشم والحلفاء يلغطون ويقولون : لا يدفن أبدا إلا مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

قال الحسن بن محمد : سمعت أبي يقول : لقد رأيتني يومئذ وإني لأريد أن


أضرب عنق مروان ، ما حال بيني وبين ذلك أن لا أكون أراه مستوجبا لذلك إلا أني سمعت أخي يقول : إن خفتم أن يهراق في محجم من دم فادفنوني بالبقيع ، فقلت لأخي : يا با عبد الله ـ وكنت أرفقهم به ـ ، إنا لا ندع قتال هؤلاء القوم جبنا عنهم ، ولكنا إنما نتبع وصية أبي محمد ، إنه والله لو قال : ادفنوني مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمتنا من آخرنا أو ندفنه مع النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، ولكنه خاف ما قد ترى ، فقال : إن خفتم أن يهراق في محجم من دم فادفنوني مع أمي ، فإنما نتبع عهده وننفذ أمره ، قال : فأطاع الحسين بعد أن ظننت أنه لا يطيع فاحتملنا [٥] حتى وضعناه بالبقيع.

وحضر سعيد بن العاص ليصلي عليه فقالت بنو هاشم : لا يصلي عليه أبدا إلا حسين ، قال : فاعتزل سعيد بن العاص ، فوالله ما نازعنا في الصلاة عليه وقال : أنتم أحق بميتكم ، فإن قدمتموني تقدمت ، فقال الحسين بن علي : تقدم ، فلولا أن الأئمة تقدم ما قدمناك! (١٢٠).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا هاشم بن عاصم ، عن المنذر بن جهم ، قال : لما اختلفوا في دفن حسن بن علي [نزل] سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة من أرضهما ، فجعل سعد يكلم حسينا يقول : الله ، الله ، فلم يزل بحسين حتى ترك ما كان يريد (١٢١).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن حسن ، قال : لما دعا الحسين حلف الفضول جاءه عبد الله بن الزبير فقال : هذه أسد بأسرها قد حضرت.

فقال معاوية ـ بعد ذلك ـ لابن الزبير : وحضرت مع حسين بن علي ذلك اليوم؟ فقال : حضرت للحلف الذي تعلم ، دعيت به فأجبت ، فسكت

__________________

(١٢٠) رواه ابن عساكر في تاريخه برقم ٣٥٦ بإسناده عن ابن سعد ، وما بين المعقوفين منه ، ولاحظ التعليقة رقم ١٢٥.

(١٢١) رواه ابن عساكر في تاريخه ص ٢٢٤ عن ابن سعد ، وما بين المعقوفين منه ، والحسن بن محمد هو ابن محمد بن الحنفية.


معاوية (١٢٢).

قال : أخبرنا محمد عمر ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، قال : قال ابن الزبير ـ وذكر حلف الفضول ـ : لقد دعاني الحسين بن علي به فأجبته ، ثم قال لحسين : تعلم ذلك؟ فقال حسين : نعم.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبيه ، قال : حضرت تيم بنو يومئذ حين دعا الحسين بن علي بحلف الفضول.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا إبراهيم بن الفضل ، عن أبي عتيق ، قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : شهدنا حسن بن علي يوم مات ، فكادت الفتنة تقع بين حسين بن علي ومروان بن الحكم ، وكان الحسن قد عهد إلى أخيه أن يدفن مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فإن خاف أن يكون في ذلك قتال فليدفن بالبقيع ، فأبى مروان أن يدعه ، ومروان يومئذ معزول يريد أن يرضي معاوية بذلك ، فلم يزل مروان عدوا لبني هاشم حتى مات.

قال جابر : فكلمت يومئذ الحسين بن علي فقلت : يا با عبد الله ، إتق الله! فإن أخاك كان لا يحب ما ترى ، فادفنه في البقيع مع أمه ، [ففعل] (١٢٣).

قال : أخبرنا ابن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن نافع ، عن أبيه ، عن ابن

__________________

(١٢٢) حلف الفضول هو حلف عقده الزبير بن عبد المطلب ، قال البلاذري في ترجمته من أنساب الأشراف ٢ / ١٢ : فجمع إخوته واجتمعت بنو هاشم وبنو المطلب بن عبد مناف وبنو أسد بن عبد العزى بن قصي وبنو زهرة بن كلاب وبنو تيم بن مرة بن كعب في دار أبي زهير عبد الله بن جدعان القرشي ثم التيمي ، فتحالفوا على أن [لا] يجدوا بمكة مظلوما إلا نصروه ورفدوه وأعانوه حتى يؤدي إليه حقه وينصفه ظالمه من مظلمته وعادوا عليه بفضول أموالهم ما بل بحر صوفه ، وأكدوا ذلك وتعاقدوا عليه وتماسحوا قياما.

وشهد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ذلك الحلف فكان يقول : ما سرني بحلف شهدته في دار ابن جدعان حمر النعم ، فسمي الحلف حلف الفضول لبذلهم فضول أموالهم.

(١٢٣) رواه ابن عساكر في تاريخه برقم ٣٤٩ عن ابن سعد ، وأورده ابن كثير في تاريخه ٨ / ٤٤ عن الواقدي ، وما بين المعقوفين منهما.


عمر ، قال : حضرت موت حسن بن علي فقلت للحسين بن علي : إتق الله! ولا تثير فتنة ولا تسفك الدماء وادفن أخاك إلى جنب أمه ، فإن أخاك قد عهد ذلك إليك ، فأخذ بذلك حسين (١٢٤).

قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن أبي الجحاف ، عن إسماعيل بن رجاء ، قال : أخبرني من رأى حسين بن علي قدم على الحسن بن علي سعيد بن العاص وقال : لولا أنها سنة ما قدمتك! (١٢٥).

قال : أخبرنا سعيد بن منصور ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن سالم ابن أبي حفصة ، عن أبي حازم الأشجعي ، قال : قال حسين بن علي لسعيد بن العاص تقدم ، فلولا أنها سنة ما قدمتك ـ يعني على الحسن بن علي ـ.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن جابر ، عن أبي الأشعث ، عن حسين بن علي : أنه قال لسعيد بن العاص ـ وهو يطعن بإصبعه في منكبه ـ : تقدم ، فلولا أنها السنة ما قدمناك.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا الحسن بن عمارة ، عن راشد عن حسين بن علي : أنه قال يومئذ : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : الإمام أحق بالصلاة!

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا هاشم بن عاصم ، عن جهم بن أبي جهم ، قال : لما مات الحسن بن علي بعثت بنو هاشم إلى العوالي صائحا يصيح في كل قرية من قرى الأنصار بموت حسن ، فنزل أهل العوالي ولم يتخلف أحد عنه (١٢٦).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا داود بن سنان ، قال : سمعت

__________________

(١٢٤) رواه ابن عساكر في تاريخه ص ٢١٦ بإسناده عن ابن سعد.

(١٢٥) عندنا أن الإمام لا يجهزه ولا يصلي عليه إلا الإمام الذي بعده ، والإمام الحسن ـ عليه‌السلام ـ جهزة أخوه الحسين ـ عليه‌السلام ـ وهو الإمام بعده ، وصلى عليه خفية ليؤدي ما عليه ، وقدم سعيد بن العاص أمير المدينة يومئذ للصلاة عليه في الظاهر وأمام الملأ ، فهذه الرواية وما يأتي في الروايات الآتية أن سعيد بن العاص قم للصلاة عليه ـ على يفرض صحتها ـ لا تنافي ما ذكرنا.

(١٢٦) رواه ابن عساكر في تاريخه برقم ٣٧١ بإسناده عن ابن سعد.


ثعلبة بن أبي مالك قال : شهدنا حسن بن علي يوم مات ودفناه بالبقيع ، فلقد رأيت البقيع ولو طرحت إبرة ما وقعت إلا على إنسان (١٢٧).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، قال : بكى على حسن (١٢٨) بن علي بمكة والمدينة سبعا النساء والرجال والصبيان.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا حفص بن عمر ، عن أبي جعفر ، قال : مكث الناس يبكون على حسن بن علي سبعا ما تقوم الأسواق (١٢٩).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور ، قالت : كان الحسن بن علي سقي مرارا ، كل ذلك يفلت حتى كانت المرة الآخرة التي مات فيها ، فإنه كان يختلف كبده ، فلما مات أقام نساء بني هاشم عليه النوح شهرا (١٣٠).

__________________

(١٢٧) رواه ابن عساكر في تاريخه برقم ٣٧٢ ، والمزي في تهذيب الكمال ، كلاهما في ترجمة الحسن ـ عليه‌السلام ـ عن ابن سعد.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٧٣ ، والذهبي في تلخيصه ، وابن حجر في الإصابة ١ / ٣٣٠ ، كلهم عن الواقدي.

(١٢٨) كان في الأصل : حسين! والصحيح : حسن ، فإنه في ترجمته ، وكذا ابن عساكر رواه في ترجمة الحسن ـ عليه‌السلام ـ من تاريخه برقم ٣٧٣ بإسناده عن ابن سعد وفيه : حسن ، وكذا ابن كثير في تاريخه ٨ / ٤٤.

ومهما كان ، سواء كان حسنا أو حسينا فإن هذه الرواية والروايات الآتية الثلاث تدل على جواز البكاء والنوح والحداد على الميت عند من يحتج بعمل الصحابة وعمل أهل المدينة.

وقد روى ابن إسحاق عن مساور ، قال : رأيت أبا هريرة قائما على المسجد يوم مات الحسن يبكي وينادي بأعلى صوته : يا أيها الناس ، مات اليوم حب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فابكوا [تهذيب الكمال للمزي ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٠١ ، والبداية والنهاية ٨ / ٤٤].

وأقوى من ذلك كله ما يأتي في ترجمة الحسين ـ عليه‌السلام ـ من بكاء جده وأبيه عليه ـ صلوات الله عليهم ـ فراجع.

(١٢٩) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٣ عن الواقدي ، وليس فيه : سبعا.

(١٣٠) تقدم في صفحة ١٥٢ ، ورواه الحافظ المزي في تهذيب الكمال ، وابن عساكر في تاريخه برقم ٣٣٨ ، كلاهما عن ابن سعد.

وقال ابن الأثير في أسد الغابة ١ / ١٦ : ولما مات الحسن أقام نساء بني هاشم عليه النوح شهرا ، ولبسوا الحداد سنة.


قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثتنا عبيدة بنت نابل ، عن عائشة بنت سعد ، قالت : حد نساء بني هاشم على حسن بن علي سنة (١٣١).

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن عمرو بن بعجة ، قال : أول ذل دخل على العرب موت الحسن بن علي (١٣٢).

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن جويرية بن أسماء ، قال : لما مات الحسن ابن علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ أخرجوا جنازته فحمل مروان سريره! فقال له الحسين : تحمل سريره ، أما والله لقد كنت تجرعه الغيض؟! فقال مروان : إني كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال (١٣٣).

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن مسلمة بن محارب ، عن حرب بن خالد ، قال : مات الحسن بن علي لخمس ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسين.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الله بن نافع ، عن أبيه ، قال : سمعت أبان بن عثمان يقول : إن هذا لهو العجب يدفن ابن قاتل عثمان مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأبي بكر وعمر!! ويدفن أمير المؤمنين المظلوم الشهيد ببقيع الغرقد (١٣٤).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا علي بن محمد العمري ، عن

__________________

ورواه ابن كثير في تاريخه ٨ / ٤٣ عن الواقدي كما هنا ، وقال في ص ٤٤ : وقد بكاه الرجال والنساء سبعا واستمر نساء بني هاشم ينحن عليه شهرا ، وحدث نساء بني هاشم عليه سنة.

(١٣١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٣ ، وابن كثير في تأريخه ٨ / ٤٣ ، عن الواقدي وهو محمد بن عمر.

وعبيدة ـ بضم العين كما في الاكمال ٦ / ٣٩ ـ بنت نابل ـ بالباء ـ ، ففي الاكمال ٧ / ٣٢٥ : أما نابل ـ بعد الألف باء معجمة بواحدة ـ فهو ... وعبيدة بنت نابل تروي عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص ...

(١٣٢) وأورده الحافظ المزي في تهذيب الكمال عن ابن سعد ، ورواه محمد بن حبيب في أماليه من قول ابن عباس ، كما نقله عنه ابن أبي الحديد ١٦ / ١٠.

(١٣٣) رواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين ص ٧٤ ، وعنه ابن أبي الحديد ١٦ / ٥١ ورواه قبله في ص ١٣ عن المدائني ، ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٨٣.

(١٣٤) بل العجب كل العجب تدخل أبناء الشجرة الملعونة في شؤون النبي وذريته ـ عليه وعليهم‌السلام ـ ، نعم العجب كل العجب دفن الأباعد عنده! ومنع عترته من الدفن معه!


عيسى بن معمر ، عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، قال : سمعت عائشة تقول يومئذ : هذا الأمر لا يكون أبدا! يدفن ببقيع الغرقد ، ولا يكون لهم رابعا ، والله إنه لبيتي أعطانيه رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، في حياته ، وما دفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري ، وما أثر علي ـ رحمه‌الله ـ عندنا بحسن! (١٣٥).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن مروان بن أبي سعيد ، عن نملة بن أبي نملة ، قال : أعظم الناس يومئذ أن يدفن معهم أحد! وقالوا لمروان : أصبت يا با عبد الملك! لا يكون معهم رابع أبدا (١٣٦).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن إبراهيم بن يحيى بن زيد ، قال : سمعت خارجة بن زيد يقول : صوب الناس يومئذ مروان ورأوا أنه عمل بحق! لا يكون معهما ـ يعني أبا بكر وعمر ـ ثالث أبدا (١٣٧).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني محرز بن جعفر ، عن أبيه ، قال : سمعت أبا هريرة يقول يوم دفن الحسن بن علي : قاتل الله مروان ، قال : والله ما كنت لأدع ابن أبي تراب يدفن مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقد دفن عثمان بالبقيع!

فقلت : يا مروان إتق الله ولا تقل لعلي إلا خيرا ، فأشهد لسمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ [يقول] يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله

__________________

(١٣٥) نترك التعليق هنا لزميلنا العلامة الباحث الشيخ محمد علي برو ، حيث كتب مقالا إضافيا ودراسة شاملة حول مدفن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وحجرة عائشة ، فليراجع ، فقد طبع غير مرة باسم : أين دفن النبي؟ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(١٣٦) من هؤلاء الناس الذين صوبوا رأي مروان؟ لم يصوب رأيه إلا من كان على شاكلته من أبناء الشجرة الملعونة في القرآن ، معاوية ونظراؤه من رؤوس الشقاق والنفاق الذين لم يزالوا حربا لله ولرسوله ولآل بيت رسوله منذ الجاهلية وهلم جرا.

بل إنما وقف مروان هذا الموقف إرضاء لمعاوية ليرد إليه ولاية المدينة فصوبه معاوية وشكره برده إلى حكم المدينة : راجع التصريح بذلك في الصفحات ١٨٠ و ١٨٧ ـ ١٨٨ و ١٨٩.

(١٣٧) رواه ابن عساكر في تاريخه ص ٢١٧.

وراجع التعليقة السابقة.


ليس بفرار ، وأشهد لسمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول في حسن : اللهم إني أحبه فأحبه ، وأحب من يحبه.

فقال مروان : والله إنك قد أكثرت على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الحديث فلا نسمع منك ما تقول ، فهلم غيرك يعلم ما تقول.

قال : قلت : هذا أبو سعيد الخدري ، فقال مروان : لقد ضاع حديث رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حين لا يرويه إلا أنت وأبو سعيد الخدري ، والله ما أبو سعيد الخدري يوم مات رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلا غلام ، ولقد جئت أنت من جبال دوس قبل وفاة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بيسير ، فاتق الله يا با هريرة ، قال : قلت : نعم ما أوصيت به ، وسكت عنه.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، قال : سمعت أبا هريرة يومئذ يقول لمروان : والله ما أنت وال ، وإن الوالي لغيرك فدعه ، ولكنك تدخل في ما لا يعنيك ، إنما تريد بهذا إرضاء من هو غائب عنك.

قال : فأقبل عليه مروان مغضبا فقال له : يا با هريرة ، إن الناس قد قالوا : أكثر عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الحديث ، وإنما قدم قبل وفاة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بيسير!

فقال أبو هريرة : قدمت على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بخيبر سنة سبع وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات ، فأقمت معه حتى توفي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه ، وأنا والله يومئذ مقل وأصلي خلفه وأغزو وأحج معه ، فكنت والله أعلم الناس بحديثه ، قد والله سبقني قوم لصحبته والهجرة من قريش والأنصار فكانوا يعرفون لزومي له فيسألوني عن حديثه ، منهم عمر بن الخطاب ـ وهدي عمر هدي عمر ـ ، ومنهم عثمان وعلي! والزبير وطلحة.

ولا والله لا يخفى علي كل حدث كان بالمدينة ، وكل من أحب الله ورسوله ، وكل من كانت له عند رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ منزلة ، وكل


صاحب لرسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، فكان أبو بكر ـ رضي‌الله‌عنه ـ صاحبه في الغار ، وغيره قد أخرجه رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من المدينة أن يساكنه.

فليسألني أبو عبد الملك عن هذا وأشباهه ، فإنه يجد عندي منه علما كثيرا جما.

قال : فوالله إن زال مروان يقصر عنه عن هذا الوجه بعد ذلك ويتقيه ويخاف جوابه ، ويحب على ذلك أن ينال من أبي هريرة ولا يكون هو منه بسبب ، يفرق أن يبلغ أبا هريرة أن مروان كان من هذا بسبب فيعود له بمثل هذا فكف عنه (١٣٨).

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن سحيم بن حفص وعبد الله بن فائد ، عن بشير بن عبد الله ، قال : أول من نعى الحسن بن علي بالبصرة عبد الله بن سلمة بن المحبق أخو سنان ، نعاه لزياد ، فخرج الحكم بن أبي العاص الثقفي فنعاه وبكى الناس ، وأبو بكرة مريض فسمع الضجة فقال : ما هذا؟ فقالت امرأته عبسة بنت سحام ـ من بني ربيع ـ : مات الحسن بن علي فالحمد الله الذي أراح الناس منه! فقال أبو بكرة : اسكتي ـ ويحك ـ فقد أراحه الله من شر كثير وفقد الناس خيرا كثيرا.

قال محمد بن عمر : قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبيه ، قال : لما جاء معاوية نعي الحسن بن علي استأذن ابن عباس على معاوية ، وكان ابن عباس قد ذهب بصره فكان يقول لقائده : إذا دخلت بي على معاوية فلا تقدني فإن معاوية يشمت بي ، فلما جلس ابن عباس قال معاوية : لأخبرنه بما هو أشد عليه من أن أشمت به ، فلما دخل قال : يا أبا العباس ، هلك الحسن بن علي ، فقال ابن عباس : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وعرف ابن عباس أنه شامت به فقال : أما والله يا معاوية لا يسد حفرتك ولا تخلد بعده ، ولقد أصبنا

__________________

(١٣٨) البلاذري في أنساب الأشراف ج ٣ ص ١٦ رقم ١٩ عن المدائني عن أبي اليقظان؟ ورواه ابن عساكر في ترجمة بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة من تاريخه ١٠ / ١٥٧ بإسناده عن ابن سعد.


بأعظم منه فجبرنا الله بعده ، ثم قال ، فقال معاوية : لا والله ما كلمت أحدا قط أعد جوابا ولا أعقل من ابن عباس (١٣٩).

قال : أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا سلام أبو المنذر ، قال : قال معاوية لابن عباس : مات الحسن بن علي ـ ليبكته بذلك ـ ، قال : فقال : لئن كان قد مات فإنه لا يسد بجسده حفرتك ، ولا يزيد موته في عمرك ، ولقد أصبنا بمن هو أشد علينا فقدا منه فجبر الله مصيبته.

قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن مسلمة بن محارب ، عن حرب بن خالد ، قال : قال معاوية لابن عباس : يا عجبا من وفاة الحسن! شرب عسلة بماء رومة فقضى نحبه! لا يحزنك الله ولا يسوؤك في الحسن ، فقال : لا يسوؤني ما أبقاك الله! فأمر له بمائة ألف وكسوة.

قال : ويقال : إن معاوية قال لابن عباس يوما : أصبحت سيد قومك ، قال : ما بقي أبو عبد الله فلا.

قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو هلال ، عن قتادة ، قال : قال معاوية : واعجبا للحسن! شرب شربة من عسل يمانية بماء رومة فقضى نحبه!! ثم قال لابن عباس : لا يسوؤك الله ولا يحزنك في الحسن ، فقال : أما ما أبقى الله لي أمير المؤمنين فلن يسوءني الله ولن يحزنني!

قال : فأعطاه ألف ألف من بين عرض وعين ، فقال : اقسم هذه في أهلك.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبيه ، قال : لما مات الحسن بن علي بعث مروان بن الحكم بريدا إلى معاوية يخبره أنه قد مات.

قال : وبعث سعيد بن العاص رسولا آخر يخبره بذلك ، وكتب مروان يخبره بما أوصى به حسن بن علي من دفنه مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأن ذلك لا يكون وأنا حي ، ولم يذكر ذلك سعيد.

__________________

(١٣٩) رواه ابن عساكر برقم ٣٦٨ بإسناده عن ابن سعد.


فلما دفن حسن بن علي بالبقيع أرسل مروان بريدا آخر يخبره بما كان من ذلك وقيامه ببني أمية ومواليهم ، وإني يا أمير المؤمنين عقدت لواء وتلبسنا السلاح ، وأحضرت معي ممن اتبعني ألفي رجل ، فلم يزل الله بمنه وفضله يدرأ ذلك أن يكون مع أبي بكر وعمر ثالثا أبدا ، حيث لم يكن أمير المؤمنين عثمان المظلوم رحمه‌الله ، وكانوا هم الذين فعلوا بعثمان ما فعلوا.

فكتب معاوية إلى مروان يشكر له ما صنع واستعمله على المدينة ونزع سعيد بن العاص.

وكتب إلى مروان : إذا جاءك كتابي هذا فلا تدع لسعيد بن العاص قليلا ولا كثيرا إلا قبضته!.

فلما جاء الكتاب إلى مروان بعث به مع ابنه عبد الملك إلى سعيد يخبره بكتاب أمير المؤمنين ، فلما قرأه سعيد بن العاص صاح بجارية له : هات كتابي أمير المؤمنين ، فطلعت عليه بكتابي أمير المؤمنين فقال لعبد الملك : اقرأهما ، فإذا فيهما كتاب من معاوية إلى سعيد بن العاص يأمره حين عزل مروان بقبض أموال مروان التي بذي المروة والتي بالسويداء والتي بذي خشب ولا يدع له عذقا واحدا ، فقال : أخبر أباك فجزاه عبد الملك خيرا ، فقال سعيد : والله لولا أنك جئتني بهذا الكتاب ما ذكرت مما ترى حرفا واحدا.

قال : فجاء عبد الملك بالخبر إلى أبيه فقال : هو كان أوصل منا إليه.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن صالح بن كيسان ، قال : كان سعيد بن العاص رجلا حليما وقورا ، ولقد كانت المأمومة التي أصابت رأسه يوم الدار قد كاد أن يخف منها بعض الخفة وهو على ذلك من أوقر الرجال وأحلمه.

وكان مروان رجلا حديدا ، حديد اللسان سريع الجواب ذلق اللسان قل ما صبر أن يكون في صدره شئ من حب أحد أو بغضه إلا ذكره.

وكان في سعيد خلاف ذلك ، كان من أحب صبر عن ذكر ذلك له ، ومن أبغض فمثل ذلك ، ويقول : إن الأمور تغير والقلوب تغير ، فلا ينبغي للمرء


أن يكون مادحا اليوم عائبا غدا.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال : حج معاوية سنة خمسين ، وسعيد بن العاص على المدينة وقد وليها قبل ذلك في آخر سنة تسع وأربعين ، وهي السنة التي مات فيها الحسن بن علي ، فلم يزل معاوية يهم بعزله ويكتب إليه مروان يعلمه ما أبلى في شأن حسن بن علي وأن سعيد بن العاص قد لاقى بني هاشم ومالأهم على أن يدفن الحسن مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأبي بكر وعمر! فوعده معاوية أن يعزله عن المدينة ويوليه ، فأقام عليها سعيد ومعاوية يستحي من سرعة عزله إياه ، وسعيد يعلم بكتب مروان إلى معاوية ، فكان سعيد يلقى مروان ممازحا له يقول : ما جاءك فيما قبلنا بعد شئ؟! فيقول مروان : ولم تقول لي هذا؟ أتظن أني أطلب عملك؟! فلما أكثر مروان من هذا سكت سعيد بن العاص واستحى.

وبلغ مروان أنه كتب إلى سعيد من الشام يعلم بكتبك إلى أمير المؤمنين تمحل بسعيد وتزعم أن سعيدا في ناحية بني هاشم ، ثم جاءه بعد العمل وقد حج سعيد سنة ثلاث وخمسين ودخل في الرابعة فجاءه ولاية مروان بن الحكم ، فكان سعيد إذا لقيه بعد يقول له ممازحا له : قد كان وعدك حيث توفي الحسن بن علي أن يوليك ويعزلني فأقمت كما ترى سنتين والله يعلم لولا كراهة أن يعد ذلك مني خفة لاعتزلت ولحقت بأمير المؤمنين ، فيقول مروان : أقصر فإنا رأينا منك يوم مات الحسن بن علي أمورا ظننا أن صغوك مع القوم ، فقال سعيد : فوالله للقوم أشد لي تهمة وأسوأ في رأيا منهم فيك.

فأما الذي صنعت من كفي عن حسين بن علي فوالله ما كنت لأعرض دون ذلك بحرف واحد وقد كفيت أنت ذلك.

قال محمد بن عمر : قال عبد الرحمن بن أبي الزناد : قال أبي : فلم يزالا متكاشرين فيما بينهما فيما يغيب أحدهما عن صاحبه ليس بحسن ، وهم بعد يتلاقيان ويقضي أحدهما الحق لصاحبه إذا لزمه ، وإذا التقيا سلم أحدهما على صاحبه


سلاما لا يعرف أن فيه شيئا مما يكره ، وكان هذا من أمورهما (١٤٠).

قال : أخبرنا محمد بن عمر : إن الحسن بن علي مات سنة تسع وأربعين وصلى عليه سعيد بن العاص ، وكان قد سقي مرارا ، وكان مرضه أربعين يوما (١٤١).

قال ابن سعد : وولد الحسن بن علي في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.

__________________

(١٤٠) رواه ابن عساكر برقم ٣٩١ بإسناده عن ابن سعد.

(١٤١) رواه ابن عساكر بإسناده عن ابن سعد في ترجمة الحسن ـ عليه‌السلام ـ من تاريخ دمشق رقم ٣٥٦.


الاثنا عشرية الصومية

للشيخ البهائي

الشيخ علي المرواريد

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم

المؤلف :

الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني العاملي الجبعي. ينتهي نسبه إلى الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني ، الذي كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

كان فقيها أصوليا محققا محدثا مفسرا عارفا رياضيا أديبا شاعرا.

مولده ووفاته :

ولد ببعلبك يوم الأربعاء ٢٧ ذي الحجة سنة ٩٥٣ ، كما وجده صاحب «رياض العلماء» من المنقول عن خط والده : الشيخ حسين. وقيل : مولده سنة ٩٥١.

وتوفي بأصفهان ١٢ شوال سنة ١٠٣٠ ، كما ذكره المجلسي الأول الذي حضر وفاته وتشرف بالصلاة عليه. ثم نقل جسده إلى مشهد الرضا عليه‌السلام عملا بوصيته ، ودفن بها في داره قريبا من الحضرة المشرفة.


أقوال العلماء في حقه :

قال المجلسي الأول ـ رحمه‌الله ـ : كان شيخ الطائفة في زمانه ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، كثير الحفظ ، ما رأيت بكثرة علومه ووفور فضله وعلو مرتبته أحدا.

وقال الشيخ الحر العاملي ـ رحمه‌الله ـ : حاله في الفقه والعلم والفضل والتحقيق والتدقيق وجلالة القدر وعظم الشأن وحسن التصنيف ورشاقة العبارة وجمع المحاسن أظهر من أن يذكر ، وفضائله أكثر من أن تحصر ...

أساتذته :

تلمذ الشيخ البهائي عند كثير من أساتذة العلم والفن ، والمذكور منهم في المعاجم :

١ ـ والده الشيخ حسين بن عبد الصمد ، المتوفى سنة ٩٨٤ ، وهو أحد أعلام الطائفة وتلمذ عند الشهيد الثاني ـ قدس‌سره ـ وجاء مع ابنه محمد ـ وهو صغير ـ إلى بلاد العجم.

٢ ـ المولى عبد الله اليزدي ، المتوفى سنة ٩٨١ ، وهو صاحب الحاشية في المنطق تلميذ جلال الدين محمد الدواني. قال في رياض العلماء : صرح البهائي في بعض المواضع بأنه قرأ كليات القانون وغيره على المولى عبد الله اليزدي.

٣ ـ المولى علي المذهب ، تلمذ عنده في العلوم الرياضية.

وقد ذكروا في كتب التراجم أنه صار شيخ الإسلام بأصفهان في زمان الشاه عباس الأول ، ثم ترك ذلك المنصب ، وأخذ في السياحة ، فساح مدة طويلة ، واجتمع في تلك الأسفار بكثير من أرباب الفضل. ثم عاد إلى إيران وأخذ في التأليف والتصنيف والتدريس.

تلامذته :

تلمذ عنده ، ويروي عنه بالإجازة كثير من العلماء والفضلاء ، منهم : العلامة


المجلسي الأول ـ المتوفى ١٠٧٠ ـ والفيض الكاشاني ـ المتوفى ١٠٩١ ـ وسلطان العلماء ـ المتوفى ١٠٦٤ ـ والفاضل الجواد.

مؤلفاته :

له مؤلفات كثيرة في شتى العلوم ، من التفسير والحديث والدراية والدعاء والفقه وأصوله والأدب والرياضيات والهيئة ، تصل إلى سبعين كتابا ورسالة ، منها : العروة الوثقى ، والحبل المتين ، والجامع العباسي ، والاثنا عشريات الخمس ، وزبدة الأصول ، وخلاصة الحساب ، ومفتاح الفلاح ، ومشرق الشمسين ، وتشريح الأفلاك ، ودراية الحديث ، والفوائد الصمدية.

وله شعر كثير بالعربية والفارسية ، ومنه قوله في مدح مولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه :

صاحب العصر الإمام المنتظر

من بما يأباه لا يجري القدر

حجة الله على كل البشر

خير أهل الأرض في كل الخصال

من إليه الكون قد ألقى القياد

مجريا أحكامه فيما أراد

إن تزل عن طوعه السبع الشداد

خر منها كل سامي السمك عال

يا أمين الله يا شمس الهدى

يا إمام الخلق يا بحر الندى

عجلن عجل فقد طال المدى

واضمحل الدين واستولى الضلال

هاكها مولاي يا نعم المجير

من مواليك «البهائي» الفقير

مدحة يعنو لمعناها «جرير»

نظمها يزري على عقد اللآل

هذه الرسالة :

ذكروا من جملة مؤلفاته الفقهية خمس رسائل في الطهارة والصلاة


والزكاة والصوم والحج ، كلها مبوبة على اثني عشر ، وتسمى بالاثني عشرية.

ورسالتنا هذه : الاثنا عشرية الصومية ، إحدى تلك الرسائل. وقد وصفها الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل بأنها عجيبة ، ولعله من جهة كيفية تدوين المسائل المهمة في الصوم تحت فصول منقسمة باثني عشر ، واشتمالها على أقوال الفقهاء وإقامة الأدلة على نحو الايجاز.

وقد ألفها الشيخ في خاتمة شهر شعبان المعظم سنة ١٠١٩.

النسخ المعتمدة :

اعتمدنا في تحقيق هذه الرسالة على نسختين مخطوطتين في المكتبة الرضوية على صاحبها السلام. وتمتاز النسختان بجودة الخط والاشتمال على الحواشي من المؤلف ، وقد أشير إليها ب «منها دام ظله العالي».

والنسخة الأولى تحت رقم ٧٤١٤ ، في ضمن الاثني عشريات الخمس ، ممتازة بأنها مقروءة لدى المصنف ، ويوجد خطه ـ رحمه‌الله ـ في آخر رسالة الحج ، تاريخ كتابتها : ١٠٢٨.

والنسخة الثانية تحت رقم ٢٦٨٤ ، وهي أيضا نسخة دقيقة لا تختلف في متنها عن النسخة الأولى ، ويوجد في حواشيها بعض التوضيحات مثل تعيين مرجع الضمائر وغيره.

عملنا في التحقيق :

١ ـ مقابلة متن النسختين ، ولم نجد بينهما اختلافا معتدا به.

٢ ـ تخريج الأحاديث من الكتب الأربعة ووسائل الشيعة.

٣ ـ تخريج الأقوال من الكتب الفقهية التي كانت في متناولنا.

٤ ـ توضيح اللغات المشكلة من كتب اللغة.

٥ ـ مقابلة حواشي النسختين التي كانت من المؤلف ، وإثباتها في الهامش مشيرا إليها ب (منه قدس‌سره).


٦ ـ تقويم نص المتن والحواشي من حيث الاملاء ووضع الفوارز والنقط وغيرها.

الفهرست :

١ ـ حقيقة الصوم شرعا.

٢ ـ ما لا يتحقق الصوم إلا بالإمساك عنه اثنا عشر.

٣ ـ الصوم الواجب اثنا عشر.

٤ ـ الصوم المستحب مؤكده اثنا عشر.

٥ ـ الصوم المحرم اثنا عشر.

٦ ـ الأمور المعتبرة في نية الصوم اثنا عشر.

٧ ـ لا يصح الصوم من اثني عشر.

٨ ـ ما يستحب فعله ليلا في شهر رمضان اثنا عشر.

٩ ـ يكره للصائم أمور اثنا عشر.

١٠ ـ يختص شهر رمضان من بين الشهور باثنتي عشرة مزية.

مصادر الترجمة :

روضة المتقين في شرح الفقيه ج ١٤ للمجلسي الأول ، وأمل الآمل للحر العاملي ، وسلافة العصر للسيد علي خان المدني ، ورياض العلماء ج ٥ للميرزا عبد الله أفندي ، والغدير ج ١١ ، وأعيان الشيعة ج ٩ ، والذريعة ج ١.

والحمد لله رب العالمين

علي المرواريد

مؤسسة آل البيت / مشهد




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل الصوم جنة من النار ، والصلاة على أشرف الخلائق محمد وآله الأطهار.

يقول أقل العباد محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي ـ وفقه الله للعمل في يومه لغده ، قبل أن يخرج الأمر من يده ـ :

لما فرغت من تأليف المقالة الاثني عشرية في الصلاة اليومية ، وأختها الاثني عشرية الحجية ، التمس مني بعض الأخلاء الأجلاء ـ وفقه الله لارتقاء معارج الكمال ـ تأليف اثني عشرية صومية على ذلك المنوال ، فأسعفته بذلك مع ضيق المجال وتوزع البال ، والله أسأل أن ينفع بها الطالبين ، وأن يجعلها من أحسن الذخائر ليوم الدين.

فأقول :

الأمور التي لا بد للصائم من اجتنابها نوعان :

الأول : أمور يفسد الصوم بارتكابها ، ويتوقف حصول حقيقته على اجتنابها ، كالأكل والجماع عمدا.

الثاني : ما ليست كذلك ، ولكن ورد الشرع بنهي الصائم عنه ، كالحقنة على الأقرب ، والارتماس عند بعض.

والأمور الأولى لا بد في نية الصوم من قصد المكلف الامساك عنها ولو إجمالا ، بخلاف الثانية ، وقد كثر الخلاف بين علمائنا ـ قدس الله أرواحهم ـ في تعيينها ، ومن ثم اختلفوا في بيان حقيقة الصوم شرعا على حسب اختلاف مذاهبهم فيها. فبعضهم عرفه بتوطين النفس على ترك أمور ثمانية ، وبعضهم بالإمساك عن أمور عشرة ، وبعضهم زاد وبعضهم نقص.

وقد رام بعضهم تعريفه بما ينطبق على جميع المذاهب ، فعرفه تارة بالإمساك عن المفطرات مع النية ، وأخرى بتوطين النفس على الامساك على المفطرات ، وهما


دوريان إلا بتكلف (١) ، مع انتقاض طرد الثاني بالنية.

وبعضهم عرفه بالإمساك عن أشياء مخصوصة في زمان مخصوص ، على وجه مخصوص. وهو كما ترى (٢).

وعرفه بعضهم بكف المكلف كل النهار ـ أو حكمه ـ عن المنهيات الاثني عشر ـ الآتي ذكرها ـ مع النية ، وهو جيد. وقيل : المراد بحكم الكل النصف الأخير من النهار مع زيادة أو جزء من آخره ، لئلا يخرج نحو صوم المسافر والمريض إذا قدم أو برئ قبل الزوال والتناول ، وصوم الندب المنوي قبيل الغروب (٣).

فصل

ما لا يتحقق الصوم إلا بالإمساك عنه اثنا عشر :

الأول والثاني : الأكل والشرب ولو بغير المعتاد ، وخلاف ابن الجنيد نادر ، والمرتضى رجع عن موافقته (٤).

ويلحق بهما السعوط (٥) البالغ الحلق ، وفاقا للشيخ والعلامة (٦). لا الدماغ ،

__________________

(١) وهو أن يجرد لفظ المفطرات عن معناه الحقيقي والإشتقاقي ويراد به الأشياء المخصوصة ، كما قالوه في تعريف الطهارة باستعمال طهور مشروط بالنية من تجريد الطهور عن معناه الإشتقاقي وإرادة الماء والتراب. (منه قدس‌سره).

(٢) لا يخفى صدقه على الاحرام والتوبة بل على إمساك النائم وقت النوم عن أفعال اليقظة ، وإصلاحه بالعناية ممكن. (منه قدس‌سره).

(٣) صدره بلفظ قيل ، لعدم ارتضائه له ، لأنه لا حاجة على هذا التقدير إلى قوله : أو حكمه ، إذ يصدق على صوم المسافر مثلا إذا قدم قبل الزوال والتناول وأوقع النية أنه كف عن المنهيات كل النهار مع النية ، إذ ليس في التعريف إشعار بأن الكف منوي في كل النهار. وأيضا ينتقض على هذا التقدير بصوم من استمر على الأكل ونحوه كل النهار ناسيا ، فإن صومه صحيح.

فالصواب إرجاع الضمير في : حكمه ، إلى الكف كل النهار ، إذ ملابسة المفطر كل النهار نسيانا في حكم الكف عنه كله عند الشارع ، وحينئذ فالحاجة إلى قوله : أو حكمه ، ظاهرة. (منه قدس‌سره).

(٤) جمل العلم والعمل : ٩٠ ، الناصريات : المسألة ١٢٩ (الجوامع الفقهية : ٢٠٦).

(٥) سعطه الدواء كمنعه ونصره : أدخله في أنفه ، والسعوط كصبور : ذلك الدواء ، والسعوط كفعود : مصدر. (مجمع البحرين ٤ : ٢٥٣).

(٦) المبسوط ١ : ٢٧٢ ، والقواعد ١ : ٦٤.


خلافا للمفيد وسلار (٧). ولا الطعنة بما يبلغ الجوف باختياره ، وفاقا للتذكرة (٨) والمنتهى ، وخلافا للمبسوط والمختلف (٩).

وفي ابتلاع النخامة الصدرية والدماغية في فضاء الفم نظر ، والأظهر عدم الافساد ، خلافا للشهيدين (١٠) ، ووفاقا للمعتبر (١١) والمنتهى ، لإطلاق موثقة غياث (١٢) ، بل صحيحته السالمة عن المعارض.

وللمحقق قول بإفساد الدماغية فقط ، وتبعه شيخنا العلائي (١٣).

وعلى القول بالإفساد ففي لزوم كفارة الجمع إشكال ، والأظهر العدم إلا إذا انفصلت ، لعدم ثبوت التحريم على المفطر ، بل الأقرب الجواز كما تفيده رواية عبد الله بن سنان من ترجيح ابتلاعها في المسجد (١٤).

وفي الريق المتغير طعما بطاهر ـ كالعلك (١٥) ـ إشكال ، ومتغير الثلاثة أقوى إشكالا ، وعدم الافساد مطلقا قوي. والمنع من مضغه في حسنة الحلبي (١٦) لا يستلزمه ، مع معارضتها بصحيحة محمد بن مسلم المتضمنة مضغ الباقر عليه‌السلام له

__________________

(٧) المقنعة : ٥٤ ، والمراسم : ٩٨.

(٨) التذكرة ١ : ٢٥٨.

(٩) المبسوط ١ : ٢٧٣ ، والمختلف : ٢٢١.

(١٠) الدروس : ٧٤ ، وتمهيد القواعد : القاعدة ٤٣ (آخر كتاب الذكرى : ١٩).

(١١) المعتبر ٢ : ٦٥٣.

(١٢) الكافي ٤ : ١١٥ / ١ ، والتهذيب ٤ : ٣٢٣ / ٩٩٥ ، والوسائل ٧ : ٧٧ ، أبواب ما يمسك عنه الصائم : ٣٩ / ١.

هو غياث بن إبراهيم ، ورجال السند فيها إليه ثقات إمامية ، وهو أيضا ثقة كما قاله النجاشي وغيره ، إلا أن الكشي نقل عن بعض أشياخه عن حمدويه أنه بتري ، ولكن هذا البعض مجهول الحال. والعلامة في الخلاصة قال : إنه بتري. وظني أنه أخذ ذلك من كلام الكشي وقد عرفت حاله. فلذلك. قلنا : بل صحيحته ، لثبوت التوثيق وعدم ثبوت البترية. (منه قدس‌سره).

(١٣) الشرائع ١ : ١٩٣ ، وجامع المقاصد ١ : ١٥٣.

(١٤) الفقيه ١ : ١٥٢ / ٧٠٠ رواه مرسلا ، والتهذيب ٣ : ٢٥٦ / ٧١٤ ، والوسائل ٣ : ٥٠٠ أبواب أحكام المساجد : ٢٠ / ١.

(١٥) العلك مثل حمل : كل صمغ يعلك من لبان وغيره فلا يسيل ، علكته علكا ، من باب قتل : مضغته. (المصباح المنير).

(١٦) الكافي ٤ : ١١٤ / ١ ، والوسائل ٧ : ٧٤ أبواب ما يمسك عنه الصائم : ٣٦ / ٢.


صائما (١٧).

والمتغير بالنجس كالطاهر ـ على الظاهر ـ وإن حرم ، ولم أجد لأحد فيه كلاما.

أما ريق الغير فلا ريب في إفساده ، وما في حسنة علي بن جعفر (١٨) من تجويز مص الصائم لسان المرأة لا يستلزم ابتلاعه.

ثم متعمد الافطار في رمضان وأخواته (١٩) الثلاثة عالما مختارا يقضي ويكفر ، وكذا مكذب العدلين في الاصباح.

ولا شئ على الساهي ، ولا على خائف التلف لعطش أو جوع ونحوه ، وفاقا للعلامة وخلافا للشهيد (٢٠). وليقتصر على سد الرمق وإلا قضى وكفر. وهل عليه تقليل المدة بتعظيم الجرح واللقم؟ الأظهر : نعم.

ولا على ظان الغروب فيظهر خلافه ، خلافا للمعتبر ، ووفاقا للشيخ والصدوق (٢١) ، لصحيحتي زرارة (٢٢).

ولا على المعول فيه أو في عدم الاصباح على عدلين وإن أمكنه العلم (٢٣).

ومكذب الواحد فيه ولو فاسقا ـ كما يقضيه إطلاق صحيحة العيص (٢٤) ـ يقضي فقط. وكذا فاعل المفسد استصحابا لليل متمكنا من المراعاة فيخطئ.

__________________

(١٧) الكافي ٤ : ١١٤ / ٢ والوسائل ٧ : ٧٣ أبواب ما يمسك عنه الصائم : ٣٦ / ١.

(١٨) التهذيب ٤ : ٣٢٠ / ٩٧٨ ، والوسائل ٧ : ٧٢ أبواب ما يمسك عنه الصائم : ٣٤ / ٣.

(١٩) المراد بأخواته : قضاؤه بعد الزوال ، والنذر المعين ، والاعتكاف الواجب. (منه قدس‌سره).

(٢٠) القواعد ١ : ٦٦ ، واللمعة : ٥٨.

(٢١) المعتبر ٢ : ٦٧٨ ، والنهاية : ١٥٥ ، والفقيه ٢ : ٧٥.

(٢٢) الكافي ٣ : ٢٧٩ / ٥ ، والفقيه ٢ : ٧٥ / ٣٢٧ ، والتهذيب ٤ : ٢٧١ والاستبصار ٢ : ١١٥ ، والوسائل ٧ : ٨٧ أبواب ما يمسك عنه الصائم : ٥١ / ١ و ٢.

(٢٣) أما المعول في أحدهما على عدل واحد مع القدرة على العدلين أو على الاستعلام فيقضي فقط. (منه قدس‌سره).

(٢٤) الكافي ٤ : ٩٧ / ٤ ، والفقيه ٢ : ٨٣ / ٣٦٧ ، والتهذيب ٤ : ٢٧٠ / ٨١٤ والوسائل ٧ : ٨٤ أبواب ما يمسك عنه الصائم : ٤٧ / ١.


وجاهل الحكم (٢٥) كالناسي عند بعض ، وكالعالم عند آخرين. والأقوى القضاء لا غير.

والمكره بالوجرة (٢٦) كالناسي إجماعا ، وكذا بالتوعد وفاقا للأكثر ، والشيخ يوجب القضاء (٢٧).

وفي سقوط الكفارة عن الحي بتبرع الغير مطلقا ، أو سوى الصوم ، أو العدم مطلقا أقوال.

وكذا في سقوطها بمسقطه مطلقا ، أو الضروري ، أو عدمه مطلقا ، أو إن قصد الفرار.

وكذا في تكررها بتكرر موجبها في الواحد مطلقا حتى الازدراد والنزع ، أو مع اختلاف الجنس ، أو تخللها ، أو العدم مطلقا.

وسبيل الاحتياط في الكل واضح.

الثالث : إنزال المني ولو بفعل ما يظن معه كتخيل الجماع ، عن قصد ، فيقضي ويكفر.

ولو احتلم نهارا فصومه صحيح ، ولا غسل عليه له إجماعا.

وفي تحريم نومه لظانه نظر ولم أظفر فيه لأصحابنا بكلام. فإن احتلم ففي وجوب القضاء إشكال ، أما الكفارة فلا ، على الأظهر.

الرابع : ولوج الحشفة قبلا أو دبرا ، فاعلا ومفعولا ، طفلا أو بالغا ، حيا أو ميتا ، ذكرا أو أنثى. فيقضي ويكفر.

وفي الخنثى المشكل قبلا إشكال فاعلا ومفعولا ، أما دبرا فمفسد لهما إن كان من واضح.

وقرب في البيان (٢٨) عدم الغسل بتوالج المشكلين ، فلا يفسد صومهما.

__________________

(٢٥) كمن ظن فساد الصوم بالتناول نسيانا فتناول ، أو ظن جواز التعويل على قول المخبر الواحد. (منه قدس‌سره).

(٢٦) وجر المريض يجره وجرا أوجره : صب الوجور في حلقه ، والوجور : الدواء يوجر ، أي يصب في الفم.

(٢٧) المبسوط ١ : ٢٧٣.

(٢٨) البيان : ١٤.


والمكره من الزوجين يتحمل كفارة المكره وتعزيره لا قضاءه. فعليه نصف حد الزاني. وفي الأجنبي نظر ، والأولوية ممنوعة لأشدية الانتقام.

ولا تحمل عن النائم ، خلافا للشيخ (٢٩) ، وفي تحمل المسافر ونحوه (٣٠) توقف. والمعتبر حال المتحمل على الأظهر. فلو أكره العاجز عن الخصال وهو قادر لم ينتقل إلى ما دونها مع احتماله.

الخامس : تعمد البقاء على الجنابة بلا عذر حتى يصبح ، وإفساده مشهور ، وصحاح الأخبار به متضافرة (٣١) ، وخلاف الصدوق ضعيف (٣٢) ، وصحيحتا العيص وحبيب (٣٣) محمولتان على التقية (٣٤) ، فيقضي ويكفر ، وضعف روايات التكفير منجبر بالشهرة ، والمرتضى وابن أبي عقيل : يقضي لا غير.

وهل يلحق به متعمد الجنابة ليلا مع علمه بتعذر الغسل؟ إشكال.

وإلحاق ذات الدم أقوى إشكالا (٣٥) ، ومع اللحوق ففي وجوب ضم الوضوء إلى الغسل لصومها نظر (٣٦).

__________________

(٢٩) الخلاف ١ : ٣٨٤ ، المسألة ٢٧.

(٣٠) المراد بنحو المسافر من فرضه الافطار كالمريض. والأقوى عدم التحمل. (منه قدس‌سره).

(٣١) الكافي ٤ : ١٠٥ ، والتهذيب ٤ : ٢١١ و ٢١٢ ، والاستبصار ٢ : ٨٧ ، والوسائل ٧ : ٤٢ أبواب ما يمسك عنه الصائم : ١٦.

(٣٢) المقنع : ٦٠.

(٣٣) التهذيب ٤ : ٢١٠ / ٦٠٨ و ٢١٣ / ٦٢٠ ، والاستبصار ٢ : ٨٥ / ٢٦٤ و ٨٨ / ٢٧٧ ، والوسائل ٧ : ٤٤ ، أبواب ما يمسك عنه الصائم : ١٦ / ٥.

(٣٤) وأما صحيحة حبيب الخثعمي فهي ما رواه عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يصلي صلاة الليل في شهر رمضان ثم يجنب ثم يؤخر الغسل متعمدا حتى يطلع الفجر». واعترض بأن نقل ذلك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يجامع التقية. وأجيب بإمكان أن ينقل عليه‌السلام الحديث المشهور عند العلامة. فتدبر. (منه قدس‌سره).

(٣٥) وجه قوة الإشكال : أن الرواية الدالة على أن الحائض إن تعمدت تأخير الغسل حتى تصبح فعليها القضاء ضعيفة ، وحملها على الجنب قياس ، ومن ثم جزم العلامة في النهاية بعدم وجوب الغسل عليها للصوم. (منه قدس‌سره).

(٣٦) منشأ النظر التردد في أن حدث الحيض مثلا هل هو حدث واحد أكبر لا يرتفع إلا بالغسل والوضوء معا ، أو هو مركب من أكبر رافعه الغسل لا غير ، وأصغر رافعه الوضوء لا غير؟ ويتفرع على ذلك نية الرفع والاستباحة فيما تقدمه الحائض من أحدهما.


السادس : إصباح الجنب بنومته الأولى غير قاصد للغسل ذاهلا عنه ، فيقضي فقط مع احتمال سقوطه ، لا قاصدا تكره ولا متردد في إيقاعه فيكفر فيهما. ولا قاصدا له فلا شئ عليه (٣٧).

السابع : إصباحه بنومته الثانية قاصدا للغسل ظانا للانتباه له فيقضي ، وهي محرمة وإن حصلا ، وبدون أحدهما يكفر أيضا.

الثامن : إصباحه بنومته الثالثة ولو قاصدا للغسل ظانا للانتباه ، فيقضي ويكفر على المشهور ، وعليه الشيخان (٣٨) ، وفي المعتبر والمنتهى : يقضي فقط إن نام قاصدا له (٣٩).

التاسع : إيصال الغبار إلى الحلق ، ومبدؤه مخرج الخاء المعجمة. وقيد بعضهم بالغليظ (٤٠) وهو الحق ، فيقضي فقط ، وفاقا للمرتضى. والحق به الدخان والبخار الغليظان. وموثقة عمرو بن سعيد بنفي البأس عن الدخنة والغبار (٤١) محمولة على الرقيق.

العاشر : الارتماس ، وفاقا للمفيد والشهيد وجماعة (٤٢) ، وادعى المرتضى

__________________

والعلامة في المنتهى بد أن جزم بجواز نية الاستباحة فيما تقدمه ، توقف في نية الرفع. فقال : هل تنوي بالمتقدم رفع الحدث أم بالمتأخر لا غير؟ فيه نظر من حيث أن الحدث لا يرتفع إلا بهما فكان الأول غير رافع فلا تنوي به الرفع ، أو أنه مع المتأخر كالجزء فجازت نية رفع الحدث. ثم قال : وكان أبي ـ رحمه‌الله ـ يذهب إلى الأول وعندي فيه توقف. انتهى كلامه.

وللنظر في هذا المقام مجال واسع ، وليس في الأحاديث ما يترجح به أحد الاحتمالين. (منه قدس‌سره).

(٣٧) المراد أنه إنما يجب بالنومة الأولى القضاء فقط إن نام ذاهلا عن الغسل وعدمه ، ولا إذا نام قاصدا تركه أو مترددا في أنه هل يوقعه أم لا ، فإنه يكفر ، ولا إذا نام بقصد إيقاعه ، فإنه لا شئ عليه. والحاصل أن الصور أربع : ففي الأولى يقضي فقط ، وفي الثانية والثالثة يقضي ويكفر ، وفي الرابعة لا شئ عليه. (منه قدس‌سره).

(٣٨) المقنعة : ٥٥ ، والنهاية ١٥٤.

(٣٩) المعتبر ٢ : ٦٧٥ ، والمنتهى ٢ : ٥٧٤.

(٤٠) كالقواعد ١ : ٦٤ ، والدروس : ٧٠.

(٤١) التهذيب ٤ : ٣٢٤ / ١٠٠٣ ، والوسائل ٧ : ٤٨ أبواب ما يمسك عنه الصائم ٢٢ / ٢.

(٤٢) المقنعة : ٥٤ ، واللمعة : ٥٦ ، والمهذب ١ : ١٩٢ ، والكافي في الفقه : ١٨٣.


في الإنتصار الاجماع على إفساده (٤٣) ، وفي صحيحة محمد بن مسلم إشعار به (٤٤). والمحقق : لا يفسد وإن حرم (٤٥). والشيخ في النهاية كالمرتضى ، وفي الإستبصار كالمحقق (٤٦). وابن إدريس على الكراهة (٤٧). والعلامة في القواعد متوقف في الافساد (٤٨). وقول المرتضى هو المرتضى.

ويجب به القضاء ، والثلاثة على الكفارة أيضا (٤٩).

ويرتفع به حدث الناسي لا العامد إلا إذا نوى حال إخراج الرأس ، وفيه تأمل.

الحادي عشر : القئ ، ويجب به القضاء ، وفاقا للأكثر ، وصحيحة الحلبي ناطقة به (٥٠).

وقيل : مع الكفارة. وقيل : لا ولا ، وعليه المرتضى وابن إدريس (٥١). أما تحريمه فإجماعي كعدم إفساده لو ذرع (٥٢).

__________________

(٤٣) الإنتصار : ٦١.

(٤٤) الفقيه ٢ : ٦٧ / ٢٧٦ ، والتهذيب ٤ : ٢٠٢ ٥٨٤ ، والاستبصار ٢ : ٨٠ / ٢٤٤ ، والوسائل ٧ : ١٩ أبواب ما يمسك عنه الصائم : ١ / ١.

والصحيحة : قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «لا يضر الصائم ما صنع إذا اجتنب أربع خصال : الطعام والشراب والنساء والارتماس». ولا يخفى أن في ذكر هذه الأربعة على وتيرة واحدة إشعارا بإفساده كأخواته ، وتخصيصه من بينها بالتحريم دون الافساد خلاف الظاهر.

إن قلت : يمكن على مذهب ابن إدريس أن تحمل النساء على مماستهن المكروهة ، فتشمل الحديث على بيان محرمين ومكروهين ولا يلزم ارتكاب خلاف الظاهر.

قلت : حمل الضرر على ما يعم التحريم والكراهة خلاف الظاهر ، إذ لا ضرر فيها. (منه قدس‌سره).

(٤٥) الشرائع ١ : ١٨٩.

(٤٦) النهاية : ١٥٤ ، والاستبصار ٢ : ٨٥.

(٤٧) قال في السرائر ص ٨٨ : ولا يرتمس فيه فإنه محظور لا يجوز.

(٤٨) ج ١ : ٦٤.

(٤٩) أي المفيد والمرتضى والطوسي ـ رحمهم‌الله تعالى ـ.

(٥٠) الكافي ٤ : ١٠٨ / ٢ ، والتهذيب ٤ : ٢٦٤ / ٨٩١ ، والوسائل ٧ : ٦٠ ، أبواب ما يمسك عنه الصائم : ٢٩ / ١.

(٥١) جمل العلم والعمل : ٩٠ ، والسرائر : ٨٨.

(٥٢) ذرعه القئ ، أي : سبقه وغلبه في الخروج. (النهاية لابن الأثير).


الثاني عشر : الكذب على الله تعالى ، أو رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو أحد الأئمة عليهم‌السلام. وهو مفسد على الأظهر ، وفاقا للشيخين (٥٣) والأكثر. وضعف الروايتين (٥٤) منجبر بالشهرة ، ونقض الوضوء مؤول ، وأوجبا به القضاء والكفارة.

وقيل : مغلظ التحريم لا مفسد ، وعليه المحقق (٥٥) وبعض المتأخرين (٥٦). المرتضى في الإنتصار كالشيخين محتجا بالإجماع ، وفي الجمل كالمحقق (٥٧) ، ولا منافاة ، لجواز الاطلاع عليه بعدها.

وإنما يفسد إذا اعتقد قائله أنه كذب ، ولو ظهر الصدق فوجهان.

وهل قول الإمامي : إنه تعالى يرى ، أو : كلامه قديم ـ مثلا ـ كذب على الله فيفسد؟ أو كذب فقط فلا إفساد؟ كل محتمل ولم أجد لأحد فيه كلاما.

فصل

الصوم الواجب اثنا عشر :

الأول : شهر رمضان ، ويثبت هلاله بالرؤية ، أو تواترها ، أو مضي ثلاثين

__________________

(٥٣) المقنعة : ٥٤ ، والنهاية ١٥٣.

(٥٤) الكافي ٤ : ٨٩ / ١٠ ، والتهذيب ٤ : ٢٠٣ / ٥٨٥ و ٥٨٦ ، والوسائل ٧ : ٢٠ أبواب ما يمسك عنه الصائم : ٢ / ٢ و ٣.

والروايتان : إحداهما رواية أبي بصير ، قال : «سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : الكذبة تنقض الوضوء وتفطر الصائم. قال ، قلت له : هلكنا. قال : ليس حيث تذهب ، إنما ذلك الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأئمة عليهم‌السلام».

والأخرى رواية سماعة ، قال : «سألته على عن رجل كذب في شهر رمضان ، فقال : قد أفطر وعليه قضاؤه وهو صائم يقضي صومه ووضوءه إذا تعمد».

والشيخ أول نقض الوضوء بنقص كماله وثوابه. والكذب في هذه الرواية وإن كان مطلقا إلا أنه محمول على المقيد في الأولى. (منه قدس‌سره).

(٥٥) الشرائع ١ : ١٩٢.

(٥٦) المدارك ٣١٨.

(٥٧) الإنتصار : ٦٢ ، وجمل العلم والعمل : ٩٠.


من شعبان ، أو الشياع ولو نساءا أو فساقا ، أو شهادة عدلين متحدة أو ملفقة (٥٨) على الأظهر ، صحوا أو غيما ، من داخل أو خارج ، لا بشهادتهن (٥٩) ولو منضمات ، ولا بالواحد خلافا لسلار (٦٠) ، ولا بالجدول ، ولا العدد بمعنييه (٦١).

وحكم متفقات المغارب واحد لا مختلفاتها.

واحتمل في الدروس ثبوته في الغربي برؤيته في الشرقي للأولوية ، وهو مبني على كروية الأرض ، والبرهان الإني (٦٢) تقتضيها إذا لم يتم اللمي (٦٣). وقد أثبتها جماعة من أصحابنا في كتبهم الفقهية.

الثاني : قضاء المكلف ما فاته من شهر رمضان أو من واجب معين. والثاني يجوز إفساده مطلقا على الأصح ، إلا مع تضيقه بظن الموت.

والأول يحرم بعد الزوال إجماعا لا قبله عند الأكثر ، إلا مع تضيقه به أو برمضان آخر.

والنهي في صحيحة ابن الحجاج (٦٤) تنزيهي ، وبه يجمع بينها وبين غيرها من الصحاح وغيرها.

__________________

(٥٨) المراد بالشهادة الملفقة ما إذا شهد أحدهما برؤية هلال شعبان يوم الأربعاء مثلا ، والآخر برؤية هلال رمضان ليلة الجمعة ، فقد يلفق من قولهما أن أوله الجمعة. ويحتمل عدم القبول لاختلاف المشهود عليه. (منه قدس‌سره).

(٥٩) خبر الشياع لا يسمى شهادة عند الفقهاء ، فلا تناقض في العبارة. (منه قدس‌سره).

(٦٠) المراسم : ٩٦.

(٦١) المعنى الأول : عد شعبان تسعة وعشرين أبدا ورمضان ثلاثين أبدا. والمعنى الثاني : عد خمسة من أيام رمضان الماضي وصوم الخامس من الحاضر. (منه قدس‌سره).

(٦٢) صورته : أن من جالس السفينة ونظر إلى جانب الجبل رأى أولا فوق الجبل وثانيا تحته ، فينبغي أن تكون الأرض كروية ، لأنها لو كانت غير كروية لما اختلفت الرؤية ورأى فوقه وتحته دفعة واحدة. فذهبنا من المعلول الذي هو الرؤية المذكورة إلى العلة التي هي كروية الأرض. (منه قدس‌سره).

(٦٣) صورته هكذا : لما كانت الطبيعة الأرضية المستعدة للحركة والسكون واحدة بسيطة ، والفاعل الواحد لا يفعل فيها إلا الفعل الواحد دون الأفعال الكثيرة من الأشكال المختلفة كالمثلث والمربع وغير ذلك ، فينبغي أن تكون الأرض كروية ، لأنها إن كانت غير كروية يتصور فيها أفاعيل كثيرة كما ذكر. فذهبنا من العلة التي هي بساطة الأرض إلى المعلول الذي هو كرويتها. تأمل. (منه قدس‌سره).

(٦٤) التهذيب ٤ : ١٨٦ / ٥٢٢ ، والوسائل ٧ : ٩ ، أبواب ما يمسك عنه الصائم : ٤ / ٦.


ولا يجب فوريته ، خلافا لأبي الصلاح (٦٥). نعم يجب تقديمه على رمضان الآتي.

ومؤخره إليه مع العزم عليه فيفطر عند الضيق لمرض أو دم مانع أو سفر ضروري يقضي فقط. وبدونه مع الفدية عن كل يوم بمد عند الأكثر ، والشيخ بمدين (٦٦) ، ومستمر المرض يفدي فقط.

الثالث : ما يتحمله المكلف عن غيره ، إما بأجرة ، فيجب تلبسه بما يعد به متشاغلا على الأظهر. أو بدونها ، وهو ما فات الأب لعذر ـ على قول ـ ومطلقا ـ على آخر ـ وتمكن من قضائه ، فيجب على أكبر ذكور أولاده القيام به.

ومع تساويهم فالشيخ : يوزع ، وابن البراج : يقرع ، وابن إدريس : يسقط (٦٧). والأول أقرب. والمعية سائغة بخلاف الصلاة. ويوم الكسر كفائي كالواحد. فلو أفطراه بعد الزوال ـ وهو عن رمضان ـ ففي وجوب الكفارة ، ثم في تعددها أو وحدتها عليهما بالسوية ، أو كفائيتها نظر. ويحتمل الفرق بين الدفعي والتعاقبي ، ففي الأول كالثاني وفي الثاني على الثاني.

ولو اجتمع الأسن طفلا والبالغ ، فالشهيد الثاني على الثاني (٦٨) ، وفيه نظر ، لورود صحيحة الصفار بلفظ الأكبر (٦٩) ، واسم التفضيل إنما يشتق مما يقبل التفاضل وهو هنا في السن لا غير.

ولا قضاء على غير الابن لو فقد ، بل يتصدق من التركة عن كل يوم بمد.

والمفيد (٧٠) : يقضي حينئذ أكبر ذكور أهله ، ومع فقدهم فالنساء ، وهو مختار الدروس ونقله عن ظاهر القدماء (٧١).

__________________

(٦٥) الكافي في الفقه : ١٨٤.

(٦٦) النهاية : ١٥٨.

(٦٧) المبسوط ١ : ٢٨٦ ، والمهذب ١ : ١٩٦ ، والسرائر : ٩١.

(٦٨) الروضة ٢ : ١٢٢.

(٦٩) الكافي ٤ : ١٢٤ / ٥ والفقيه ٢ : ٩٨ / ٤٤١ ، والتهذيب ٤ : ٢٤٧ / ٧٣٢ ، والاستبصار ٢ : ١٠٨ / ٣٥٥ ، والوسائل ٧ : ٢٤٠ أبواب أحكام شهر رمضان : ٢٣ / ٣.

(٧٠) المقنعة : ٥٦.

(٧١) الدروس : ٧٧.


ولا يجزئ الاستئجار مع القدرة ، على الأظهر. وفي وجوبه مع العجز نظر.

وهل المرأة كالرجل في القضاء عنها؟ قيل : نعم ، كالدروس. وقيل : لا ، كالسرائر (٧٢). والأول أقرب.

ويتفرع عليها الخنثى. فلو كان له ولدان ظهري وبطني ، سقط عنهما على الثاني ، واحتمل على الأول تخصيص الأول ، وتشريكه مع الثاني.

الرابع : ما وجب بنذر أو عهد أو يمين ، وينعقد فيما وجب بأحدها وأصالة ، خلافا للشيخ والمرتضى (٧٣).

ولا يجب تتابعه إلا باشتراطه لفظا أو معنى ، خلافا لابن البراج (٧٤).

ويتعين بتعين الزمان. فلو صادف مرضا ، أو سفرا ، أو دما مانعا ، أو عيدا ، أو تشريقا ، أفطر وعليه القضاء على الأظهر.

أما المكان فللشيخ في تعينه بالنذر قولان (٧٥). واشترط العلامة المزية وهو ظاهر أبي الصلاح (٧٦).

وناذر صوم داود إن والى فلا كفارة ، وفاقا للعلامة (٧٧) ، وخلافا للسرائر (٧٨).

وناذر الشهر مخير بين العددي والهلالي إن بدأ بأوله ، وإلا فالعددي.

وناذر يوم لقضاء رمضان لا يفطر مطلقا ، فقبل الزوال كفارة وبعده كفارتان.

الخامس : صوم بدل الهدى لفاقده وإن وجد ثمنه ، وهو ثلاثة أيام متتابعات في الحج وسبعة ـ ولو متفرقة على الأصح ـ إذا رجع إلى أهله.

__________________

(٧٢) الدروس : ٧٧ ، والسرائر : ٩١.

(٧٣) المبسوط ١ : ٢٧٦ ، والمسائل الطرابلسيات الثالثة ، المسألة ٢٢ (المطبوعة في ضمن مجموعة رسائل المرتضى).

(٧٤) المهذب ١ : ١٩٨.

(٧٥) المبسوط ١ : ٢٨٢. لم أعثر على قوله الآخر ونقله في الدروس : ٧٨.

(٧٦) المختلف : ٢٤٨ ، والكافي في الفقه : ١٨٥.

(٧٧) المختلف : ٢٥٠.

(٧٨) ص ٩٦.


وشرط الخمسة فقد ثمنه (٧٩) ، وإلا أبقاه عند من يذبح عنه في ذي الحجة.

السادس : صوم شهرين متتابعين ، جامعا بينه وبين العتق وإطعام الستين ، في كفارة قتل العمد ، والإفطار في نهار رمضان ـ لا غيره ـ على محرم أصالة كالزنا ، أو العارض كالحيض.

ومخيرا بينه وبين كل منهما في الافطار على محلل ، وخلف النذر والعهد ، وإفساد واجب الاعتكاف ، وجز المرأة شعرها في المصاب.

وبينه وبين البدنة والإطعام ، في صيد المحرم نعامة.

ومرتبا على العتق ، فإن عجز فالإطعام ، في الظهار وقتل الخطأ.

السابع : صوم شهر عددي أو هلالي في ظهار العبد وقتله الخطأ ، وعددي في صيد المحرم بقرة الوحش أو حماره ، إذا عجز عن البقرة ثم عن إطعام الثلاثين.

الثامن : صوم ثمانية عشر يوما لكل من وجب عليه شهران فعجز عنهما ، وللمفيض من عرفات قبل الغروب عامدا إذا عجز عن البدنة.

التاسع : صوم عشرة أيام في صيد المحرم ظبيا ، مرتبا على الشاة ثم على إطعام العشرة.

العاشر : صوم تسعة أيام في صيد البقرة أو الحمار ، إذا عجز من الخصال الثلاث.

الحادي عشر : صوم ثلاثة أيام مرتبا على إطعام العشرة في كفارة إفطار قضاء رمضان بعد الزوال.

وعلى التخيير بين إطعامهم أو كسوتهم أو العتق في كفارة اليمين ، ونتف المرأة شعرها في المصاب ، وخدش وجهها ، وشق الرجل ثوبه على الولد والزوجة.

وفي الحلف بالبراءة إن عجز عن كفارة الظهار.

ومخيرا بينها وبين شاة أو إطعام العشرة في حلق المحرم رأسه لأذى أو غيره.

وبينهما مرتبا عل البدنة أو البقرة في جماع المحل أمته المحرمة بإذنه.

__________________

(٧٩) الصدوق في الفقيه ٢ : ٣٠٢ ، ووالده ، والمفيد في المقنعة : ٥٨ ، والمرتضى في الإنتصار : ٩٣ ، والشيخ في المبسوط ١ : ٣٧٠.


الثاني عشر : صوم يوم واحد للمعتكف يومين ندبا ، وكذا معتكف الخمسة والثمانية ، وهكذا كل ثالث.

ولمن نام عن العشاء إلى الانتصاف فيصوم ذلك اليوم ، قاله الشيخ (٨٠) ، ووافقه (٨١) ابن إدريس (٨٢). ولو أفسده احتمل الكفارة وعدمها. وإن سافر قضاه. ولو وافق مرضا ، أو دما مانعا ، أو عيدا ، أو صوما معينا احتمل السقوط والقضاء ومقرب الدروس التداخل في الأخير (٨٣).

فصل

الصوم المستحب غير محصور ، ولنذكر من مؤكده اثني عشر :

الأول : صوم يوم مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو سابع عشر ربيع الأول (٨٤) ، وفي الكافي أنه قاني عشره (٨٥) وهو موافق لبعض العامة (٨٦). والأول هو المشهور.

الثاني : صوم يوم مبعثه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو السابع والعشرون من

__________________

(٨٠) النهاية : ٥٧٢.

(٨١) لا يخفى أن موافقة ابن إدريس للشيخ ـ طاب ثراهما ـ تدل على وجود دليل آخر سوى خبر الآحاد ، فيقوى العمل بذلك. وهذا هو الباعث على التعرض لموافقته. (منه قدس‌سره).

(٨٢) السرائر : ٣٦١. الظاهر أنه قائل باستحباب هذا الصوم ، فراجع.

(٨٣) الدروس : ٢٠٥.

(٨٤) إعلم أنهم قد ذكروا أن حمل أمه صلى‌الله‌عليه‌وآله به كان في أيام التشريق ـ كما في الدروس وغيره من الكتب الخاصة والعامة ـ وهذا لا يجامع ولادته صلى‌الله‌عليه‌وآله في ربيع الأول ، للزوم أقلية مدة حمله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أقل مدة الحمل ، أو أكثريتها عن أكثرها. وقد يجاب بأن ذلك من خواصه صلى‌الله‌عليه‌وآله. وفيه : إن الخواص معدودة وليس هذا منها.

والحق في الجواب أن يقال : إنه قد اشتهر أن أهل الجاهلية كانوا إذا اضطروا إلى الحرب في الأشهر الحرم أنسؤوها ، أي حرموا شهورا بعدها وأوقعوا فيها أفعال الحج ، وسموا أيامها بتلك الأسماء. فأنزل الله تعالى : «إنما النسئ زيادة في الكفر» وقد اتفق حمله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أيام التشريق بذلك الاصطلاح. فلا إشكال. (منه قدس‌سره).

(٨٥) الكافي ١ ، كتاب الحجة باب مولد النبي ووفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٨٦) السيرة لابن هشام ١ : ١٦٧ ، وتاريخ الطبري ١ : ٥٧١.


رجب. روى الحسن بن راشد أنه يعدل صوم ستين شهرا (٨٧).

الثالث : صوم يوم الغدير ، روى الحسن بن راشد عن الصادق عليه‌السلام : «قال ، قلت له : جعلت فداك ، للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال : نعم أعظمهما وأشرفهما. قلت : فأي يوم هو؟ قال : هو يوم نصب أمير المؤمنين عليه‌السلام فيه علما للناس. قلت : جعلت فداك ، فما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال : تصومه يا حسن! وتكثر الصلاة على محمد وآله ، وتبرأ إلى الله ممن ظلمه. وإن الأنبياء كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا. قلت : فما لمن صامه؟ قال : صيام ستين شهرا» (٨٨).

الرابع : صوم أيام ثلاثة في كل شهر : أول أخمسته وآخرها ، وأول أربعاء عشره الثاني. روي أن ذلك يعدل صوم الدهر ويذهب وحر الصدر ـ بالمهملتين ـ أي وسوسته (٨٩). والعاجز عن صيامها يتصدق عن كل يوم بمد أو درهم.

الخامس : صوم أيام البيض ، وهي : الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر. روي أن من صامها في كل شهر فكأنما صام الدهر (٩٠) ، ولتسميتها بأيام البيض وجهان مشهوران (٩١).

السادس : صوم يوم عرفة ، بشرط تحقق هلال ذي الحجة وعدم إضعافه عن الدعاء. روي أن صومه كفارة تسعين سنة (٩٢).

السابع : صوم يوم المباهلة ، وهو الرابع والعشرون من ذي الحجة. وفي مثله

__________________

(٨٧ و ٨٨) الكافي ٤ : ١٤٨ / ١ ، والفقيه ٢ : ٥٤ / ٢٤٠ ، والتهذيب ٤ : ٣٠٥ / ٩٢١. والوسائل ٧ : ٣٢٩ ، أبواب الصوم المندوب ١٥ / ١ ، و ١٤ / ٢.

(٨٩) الكافي ٤ : ٨٩ / ١ ، والفقيه ٢ : ٤٩ / ٢١٠ ، والتهذيب ٤ : ٣٠٢ / ٩١٣ ، والاستبصار ٢ : ١٣٦ / ٤٤٤ ، والوسائل ٧ : ٣٠٣ أبواب الصوم المندوب : ٧ / ١.

(٩٠) علل الشرائع : ٣٧٩ ، والوسائل ٧ : ٣١٩ ، أبواب الصوم المندوب : ١٢ / ١.

(٩١) الوجه الأول : أن لياليها بيض بالقمر ، والمراد : الليالي البيض. والوجه الثاني : ما رواه الصدوق في كتاب علل الشرائع : إن آدم لما أهبط إلى الأرض أهبط مسود البدن ، فبكت الملائكة لذلك وسألوا الله أن يرد إليه بياضه. فناداه مناد من السماء : صم لربك. فاتفق صيامه ثالث عشر الشهر ، فذهب ثلث السواد. ثم نودي : صم الرابع عشر. فصامه ، فذهب ثلثا السواد. ثم نودي : صم الخامس عشر. فصامه ، فأصبح وقد ذهب السواد كله. (منه قدس‌سره).

(٩٢) الفقيه ٢ : ٥٢ / ٢٣٢ ، والوسائل ٧ : ٣٣٤ ، أبواب الصوم المندوب : ١٨ / ٥.


تصدق أمير المؤمنين عليه‌السلام بخاتمه وهو راكع ، فنزل قوله تعالى : «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون» (٩٣).

الثامن : صوم أول ذي الحجة إلى تاسعه. روي أن من صامه كتب له صوم ثمانين شهرا ، فإن صام التسع كتب له صوم الدهر (٩٤).

التاسع : صوم رجب. روي أن من صامه كله كتب الله له رضاه ، ومن كتب له رضاه لم يعذبه (٩٥).

العاشر : صوم شعبان. روي أن صوم شعبان وشهر رمضان متتابعين توبة من الله تعالى (٩٦).

الحادي عشر : صوم يوم دحو الأرض أي بسطها من تحت الكعبة ، وهو الخامس والعشرون من ذي القعدة (٩٧). روي أنه يعدل ستين شهرا (٩٨).

__________________

(٩٣) المائدة : ٥٥.

(٩٤) الفقيه ٢: ٥٢/ ٢٣٠، ومصباح المتهجد: ٤٦٥،والوسائل ٧:٣٣٤ أبواب الصوم المندوب: ١٨/ ٢ و ٣.

(٩٥) المقنعة : ٥٩ ، والوسائل ٧ : ٣٥٦ أبواب الصوم المندوب : ٢٦ / ١٥.

(٩٦) الكافي ٤ : ٩١ / ١ و ٢ ، والفقيه ٢ : ٥٧ / ٢٤٨ و ٢٥٠ ، والتهذيب ٤ : ٣٠٧ / ٩٢٥ ، والاستبصار ٢ : ١٣٧ / ٤٤٩ ، والوسائل ٧ : ٣٦٨ أبواب الصوم المندوب : ٢٩.

(٩٧) قد يقال : إن وقوع دحو الأرض في الخامس والعشرين من ذي القعدة يقتضي تحقق الشهر قبل الدحو ، وحيث أن الشهر مؤلف من الأيام والليالي ، وهي لا تتحقق قبل خلق الفلك ، فيكون خلقه قبل الدحو ، وهذا ينافي قوله تعالى : «هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى على السماء فسواهن سبع سماوات». فإن هذه الآية الكريمة تقتضي تقدم دحو الأرض على خلق الفلك.

والجواب : إن الآية الكريمة لم تدل على أن أصل خلق السماء بعد الدحو ، وإنما دلت على أن جعلها سبع طبقات إنما وقع بعد الحو. فيجوز أن يكون سبحانه خلق السماء في أول الأمر طبقة واحدة ، ثم دحا الأرض ثم جعل السماء سبع طبقات. وربما يدل بظاهره على ذلك قوله تعالى:«أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها» وقد ذكر المفسرون أن امتداد الجسم إذا اعتبر من العلو إلى السفل يسمي عمقا ، وإذا اعتبر من السفل إلى العلو يسمى سمكا.

ثم لا يخفى أنه يكفي في تحقق الليل والنهار وجود جرم الأرض وإن كان خلق قبل الدحو صغيرا جدا ، إذ الليل ليس إلا مخروط ظل الأرض والنهار مقابله ، وهما حاصلان ، فقد تحقق الليل والنهار قبل الدحو وزال الإشكال. ويمكن التفصي عنه بوجه آخر أوردناه في تفسيرنا الموسوم بالعروة الوثقى ، وبسطنا الكلام هناك بما لا مزيد عليه. (منه قدس‌سره).

(٩٨) الكافي ٤: ١٤٩/ ٢ ، والفقيه ٢: ٥٤/ ٢٣٨ ، والتهذيب ٤: ٣٠٤/ ٩١٩، والوسائل ٧ : ٣٣١ أبواب


الثاني عشر : صوم يوم عاشوراء حزنا. روي أنه كفارة سنة (٩٩). وليكن الافطار بعد العصر على شربة من ماء ، كما روي عن الصادق عليه‌السلام (١٠٠).

فصل

الصوم المحرم اثنا عشر :

الأول : صوم يومي العيدين ، وتحريمه مما أجمع عليه أهل الإسلام. واستثنى الشيخ صوم العيد في كفارة القتل في شهر حرام (١٠١). والرواية ضعيفة (١٠٢).

الثاني : صوم أيام التشريق ، وتحريمه مما أجمع عليه علماؤنا. وخصه الأكثر بمن كان بمنى ، وألحق الشيخ مكة ، واستثنى كما سبق (١٠٣) ، وزاد العلامة التخصيص بالناسك (١٠٤) ، ولم نظفر له بمستند.

الثالث : صوم يوم الشك بنية رمضان ، أما بنية قضائه أو النذر فلا. فلو أفطره القاضي بعد الزوال أو الناذر فظهر منه ، احتمل سقوط الكفارة ووجوبها عن القضاء أو النذر ، أما عن رمضان فلا.

الرابع : صوم المعصية شكرا لا زجرا.

الخامس : صوم الصمت بأن ينويه صامتا إلى الليل ، وتحريمه إجماعي والنص به ناطق (١٠٥) ، ففساده مما لا ريب فيه. واحتمل بعضهم صحته ، لتوجه النهي إلى أمر خارج (١٠٦). وهو كما ترى.

__________________

الصوم المندوب : ١٦ / ٣ و ٤.

(٩٩) التهذيب ٤ : ٣٠٠ / ٩٠٧ ، والاستبصار ٢ : ١٣٤ / ٤٣٩ ، والوسائل ٧ : ٣٣٧ أبواب الصوم المندوب : ٢٠ / ٣.

(١٠٠) مصباح المتهجد : ٧٢٤ ، والوسائل ٧ : ٣٣٨ أبواب الصوم المندوب : ٢٠ / ٧.

(١٠١) المبسوط ١ : ٢٨١.

(١٠٢) الكافي ٤ : ١٣٩ / ٨ ، والتهذيب ٤ : ٢٩٧ / ٨٩٦ ، والوسائل ٧ : ٢٧٨ أبواب بقية الصوم الواجب : ٨ / ١.

(١٠٣) المبسوط ١ : ٢٨١ ، و ٣٧١.

(١٠٤) القواعد ١ : ٦٨.

(١٠٥) الفقيه ٢ : ٤٧ / ٢٠٨ و ١١٢ / ٤٧٨ ، والوسائل ٧ : ٣٩٠ أبواب الصوم المحرم والمكروه : ٥ / ١ و ٢ و ٣.

(١٠٦) المدارك : ٣٥٢.


السادس : صوم الوصال ، وتحريمه إجماعي ، وفسر الأكثر بأن يجعل عشاؤه سحوره. والظاهر تقييده بأن ينوي صوم النهار مع ذلك الجزء الليلي ابتداء ، فلو ضمه بعد الغروب لم يفسد النهار ، وفي أثنائه إشكال.

وقد يفسر بصوم يومين متواليين من غير إفطار بينهما. وبالأول صحيحتا الحلبي وابن البختري (١٠٧) ، وبالثاني رواية ضعيفة (١٠٨) عمل بها في المعتبر ووافقه في السرائر (١٠٩).

السابع : صوم المرأة ندبا بغير إذن زوجها ، وتحريمه إجماعي ، ولا فرق بين الدائم والمتعة.

الثامن : صوم المملوك ندبا بدون إذن مولاه ، وهو إجماعي أيضا. ولا فرق بين إضعافه وعدمه. ولو هايأه (١١٠) صح في يومه إذا لم يسر الضعف إلى يوم مولاه.

التاسع : صوم ذات الدم المانع منه.

العاشر : الصوم ندبا لمن عليه صوم واجب ، وفاقا للشيخين (١١١) والأكثر. وحسنة الحلبي ورواية الكناني مقيدتان بقضاء رمضان (١١٢) ، وكلامهم مطلق.

الحادي عشر : صوم المريض الظان التضرر به بوجدانه ، أو بقول عارف ولو كافرا. ولو تكلفه بطل وإن انكشف عدم التضرر. ويمكن الفرق بين الانكشاف بعد الزوال وقبله ، فيبطل في الأول ، ويجدد في الثاني مع احتمال الاكتفاء بالأولى.

__________________

(١٠٧) الكافي ٤ : ٩٥ / ٢ و ٣ ، والتهذيب ٤ : ٢٩٨ / ٨٩٨ ، والوسائل ٧ : ٣٨٨ أبواب الصوم المحرم والمكروه : ٤ / ٧ و ٩.

(١٠٨) الكافي ٤ : ٩٢ / ٥ ، والتهذيب ٤ : ٣٠٧ / ٩٢٧ ، والاستبصار ٢ : ١٣٨ / ٤٥٢ ، والوسائل ٧ : ٣٨٩ ، أبواب الصوم المحرم والمكروه : ٤ / ١٠.

(١٠٩) المعتبر ٢ : ٧١٤ ، والسرائر : ٩٧.

(١١٠) هايأته مهايأة ـ وقد يخفف ـ فيقال : هاييته مهاياة : جعلت له هيئة معلومة ، والمراد : النوبة. والمهاياة في كسب العبد : إنهما يقسمان الزمان بحسب ما يتفقان عليه ويكون كسبه في كل وقت لمن ظهر له بالقسمة. (المصباح المنير ، مجمع البحرين).

(١١١) المقنعة : ٥٧ ، والنهاية : ١٦٣.

(١١٢) الكافي ٤ : ١٢٣ / ١ و ٢ ، والتهذيب ٤ : ٢٧٦ / ٨٣٥ و ٨٣٦ ، والوسائل ٧ : ٢٥٣ أبواب أحكام شهر رمضان : ٢٨ / ٥ و ٦.


وظان الضرر التام بترك المجامعة نهارا يجامع على الأظهر ، وتردد فيه في المنتهى (١١٣). وهل لزوجته الصائمة (١١٤) الامتناع فيتحمل عنها الكفارة؟ نظر. ويتعين لو كانت معها حائض. وقيل : يتخير بينهما ، لتعارض المفسدتين. ولو كانت معهما مجنونة أو مسافرة ونحوهما تعينت.

الثاني عشر : صوم الواجب سفرا ، إلا النذر المقيد به ، وثلاثة الهدي ، وثمانية عشر البدنة. والمرتضى أضاف المعين إن صادفه (١١٥) ، والمفيد ما سوى رمضان من الواجب (١١٦) ، والصدوقان صوم الصيد (١١٧). والعمل على المشهور.

والضابط قصر الصلاة ، ولا تخيير في الأربعة (١١٨) على الأظهر.

وجاهل الحكم معذور فيجزئه ، ويفطر أثناء النهار متى علم ويقضيه.

والمفطر قبل حد الترخص أو بعده بعد الزوال (١١٩) يقضي. أما التكفير لو استمر على سفره فمبني على عدم السقوط بطروء المسقط.

والقادم مفطرا يمسك استحبابا ويقضي ، وممسكا قبل الزوال يتم ويجزئه ، وبعده كالمفطر ، وكذا المعافى (١٢٠).

__________________

(١١٣) ج ٢ ص ٥٩٧.

(١١٤) صوما واجبا لا يجوز إفساده. فليس لها الامتناع في المندوب ولا قضاء رمضان قبل الزوال. (منه قدس‌سره).

(١١٥) جعل العلم والعمل : ٩٢.

(١١٦) المقنعة : ٥٥.

(١١٧) المقنع : ٧٨.

(١١٨) أي في الأماكن الأربعة وهي : المسجد الحرام ، ومسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومسجد الكوفة ، والحائر الحسيني عليه‌السلام.

(١١٩) المراد وصوله إلى حد الترخص بعد الزوال ، وهذا مذهب المفيد وجماعة من المتأخرين ، والروايات من الصحاح والحسان والموثقات ناطقة به. والسيد المرتضى وأتباعه : إنه يفطر وإن بلغ حد الترخص قبل الغروب بلحظة ، لقوله تعالى : «أو على سفر». (منه قدس‌سره).

(١٢٠) أي : المعافى من المرض.


فصل

الأمور المعتبرة في نية الصوم اثنا عشر :

الأول : تعيين سبب الصوم من نذر ، أو كفارة ، أو تحمل ، ونحوها. ولا يشترط في رمضان. وألحق به المرتضى النذر المعين (١٢١) وهو قريب ، وفي إلحاق طارئ التعين ، كالمطلق لظن الموت ، والقضاء لقرب رمضان احتمال.

ولو نوى في رمضان غيره عالما (١٢٢) صح عنه ، عنه الشيخ والمرتضى والمحقق (١٢٣) ، وفي السرائر والمختلف : لا يصح (١٢٤) ، وهو الأصح.

الثاني : قصد الوجوب أو الندب ، ولا يجزئ الترديد مع إمكان الجزم ، ويجزئ مع عدمه ، وفاقا لشيخنا الشهيد في متونه الأربعة (١٢٥).

الثالث : قصد الأداء أو القضاء في غير رمضان ، وفيه لا يلزم قصد الأداء ، ويجوز لمتوخيه الترديد بينهما على الأقرب.

الرابع : قصد القربة ، ولا يضر ضم طمع الثواب ودفع العقاب إذا كانت هي المقصد الأصلي. أما العكس فالأكثر على إفساده النية في الصوم وغيره. وفي التساوي نظر ، والأظهر عدم الافساد فيهما. وكذا لو أمره الطبيب بالحمية فضمها إليها. وقد يفرق بين الصوم المعين وغيره (١٢٦).

الخامس : تنجيزها أو حكمه كالتعليق بمشيئة الله (١٢٧) أو بقاء الجبل حجرا ،

__________________

(١٢١) جمل العلم والعمل : ٨٩.

(١٢٢) أي عالما بأنه من شهر رمضان. وأما الجاهل بأنه منه فينصرف إليه ويجزئ عنه. وأنا لم أطلع على مخالف فيه والظاهر أنه إجماعي. (منه قدس‌سره).

(١٢٣) المبسوط ١ : ٢٧٦ ، وجمل العلم والعمل : ٨٩ ، والمعتبر ٢ : ٦٤٤.

(١٢٤) السرائر : ٨٤ ، والمختلف : ٢١٤.

(١٢٥) الدروس : ٧٠ ، والبيان : ٢٢٤ ، والقواعد والفوائد ١ : ٨٥ ، ولم أعثر عليه في اللمعة.

(١٢٦) أي فلا يفسد في المعين ويفسد في غيره.

(١٢٧) ولو لغير التبرك ، فإنه سبحانه يريد الطاعات. أما لو علق بمشية الله المعاصي فإنه يفسد عندنا ويصح عند الأشاعرة. (منه قدس‌سره).


لا بقدوم زيد مثلا. وناذر صوم يوم قدومه ينوي ليلا إن جزم به أن ظن ـ على الأظهر ـ فله التعليق به ، وإن شك فقدم قبل الزوال والتناول نوى وصح.

السادس : الاستدامة الحكمية إلى الليل ، فلو قصد الافطار أثم قطعا (١٢٨) ، وهل يفسد صومه؟ أبو الصلاح : نعم ، وأوجب القضاء والكفارة (١٢٩) ، ووافقه في المختلف على القضاء (١٣٠). والمرتضى والشيخ : لا ، ووافقهما في المعتبر بشرط تجديد النية (١٣١). وللبحث من الطرفين مجال ، ولا نص في هذا المقام.

السابع : إيقاعها فيما بين أول الليل والفجر في الصوم المعين وإن تخلل مفسد ، ويصح مقارنتها للفجر ، خلافا للمفيد (١٣٢) وابن أبي عقيل.

ولا تجزئ في شعبان عن ناسيها في رمضان ، خلافا للخلاف (١٣٣).

الثامن : إيقاعها قبل الزوال لناسيها ليلا ، والجاهل بوجوب ذلك اليوم فيعلم ، ومن تجدد عزمه على صوم واجب غير معين كالقضاء والنذر المطلق.

التاسع : إيقاعها ولو في آخر النهار لمن تجدد عزمه على صوم مندوب.

العاشر : تجديدها لو نوى الندب فظهر الوجوب وبالعكس.

الحادي عشر : تجديدها لو نوى عن سبب فظهر الوجوب أو الاستحباب بغيره.

الثاني عشر : تعددها بتعدد الأيام في غير رمضان إجماعا ، واكتفى فيه الشيخان بالواحدة في أوله (١٣٤) ، ونقل المرتضى عليه الاجماع (١٣٥).

وما يقال من أن مبنى الخلاف على أن صومه عبادة واحدة ، فلا يفرق النية

__________________

(١٢٨) ولا ينافي ذلك ما اشتهر من أن نية المعصية لا تؤثر عقابا. وقد أطنبت الكلام في ذلك في حواشي القواعد الشهيدية. (منه قدس‌سره).

(١٢٩) الكافي في الفقه : ١٨٢. فيفسد عنده بالاستمناء وإن لم يخرج المني. (منه قدس‌سره).

(١٣٠) المختلف : ٢١٦.

(١٣١) الخلاف ١ : ٤٠١ ، المسألة ٨٩ ، والمعتبر ٢ : ٦٥٢.

(١٣٢) المقنعة : ٤٨.

(١٣٣) الخلاف ١ : ٣٧٦ ، المسألة ٥.

(١٣٤) المقنعة : ٤٨ ، والمبسوط ١ : ٢٧٦.

(١٣٥) الإنتصار : ٦١.


على أجزائها ، أو عبادات متعددة ، ليس بشئ (١٣٦).

فصل

لا يصح الصوم من اثني عشر :

الأول : الطفل وإن بلغ أثناء نهار رمضان ولم يتناول ، خلافا للخلاف (١٣٧).

ولو ظن الشاك في البلوغ الإمناء بالجماع لم يجب الامتحان ، لتوقف الوجوب عليه ، ولو قطع احتمله ، والحق عدمه ، لجريان الدليل.

الثاني : المجنون ، وإن كان بفعله هربا منه. ولا يمنع من المفطرات ولا يمرن ، ولا دخل لسبق النية ، خلافا للخلاف (١٣٨).

الثالث : ذات الدم المانع منه ، وهل لها جلبه بعلاج ، كتقديم عادتها أو تأخيرها لتصادف رمضان أو النذر المعين؟ إشكال. ولم أظفر للقوم فيه بكلام.

الرابع : المغمى عليه ولو لحظة ، ولا قضاء عليه. وصحح المفيد والمرتضى صومه إن سبقت نيته ، وأوجبا القضاء إن لم ينو (١٣٩).

أما صوم النائم فصحيح إجماعا مع سبق النية. ولو استغرق النهار لشرب مرقد عامدا عالما ففي صحته نظر (١٤٠).

الخامس : السكران ، وهو كالمغمي عليه إلا في عدم القضاء.

السادس : الكافر ، ولا يصح منه إلا ما أدرك فجره مسلما لا ما أدرك زواله ، خلافا للمبسوط (١٤١).

__________________

(١٣٦) لأن مجوز الوحدة لا يمنع التعدد بل يجوزه أيضا. وفي العبارة إشارة إلى ذلك حيث قلنا : واكتفى الشيخان بالواحدة. (منه قدس‌سره).

(١٣٧) ج ١ ، ص ٣٩٣ ، المسألة ٥٧.

(١٣٨) ج ١ ، ص ٣٩١ ، المسألة ٥١.

(١٣٩) المقنعة : ٥٦ ، وجمل العلم والعمل : ٩٣.

(١٤٠) الكلام على تقدير سبق النية. وأما القول بوجوب القضاء كما في الصلاة فقياس. (منه قدس‌سره).

(١٤١) ج ١ ، ص ٢٨٦.


والردة مطلقا في أثناء النهار مبطلة مطلقا ، والشيخ والمحقق : إن بقيت إلى آخره (١٤٢). وعلى المرتد القضاء ولو فطريا ، دون المخالف إذا استبصر ، تخفيفا عليه لا لصحة عبادته ، للروايات الصحيحة بعدم صحتها (١٤٣).

السابع : المريض المتضرر به كما مر. وفي إلحاق الصحيح الخائف المرض به إشكال ، وما إليه بعض الأصحاب (١٤٤) ، وهو غير بعيد ، وتردد في المنتهى (١٤٥).

الثامن : المسافر ، ولا يصح منه الواجب سوى ما مر. أما المندوب فالصدوق في الفقيه : لا يصح مطلقا (١٤٦). وفي المقنع : إلا ثلاثة الحاجة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله ، والاعتكاف في الأربعة (١٤٧). ووافقه المفيد في الثلاثة وأضاف مشاهد الأئمة سلام الله عليهم (١٤٨). وبعض المتأخرين على الكراهة (١٤٩) ، بمعنى قلة الثواب إلا في ثلاثة الحاجة.

والمسألة محل توقف ، والأحوط كف المسافر عن مطلق المندوب سواها ، لصحة روايات المنع وضعف روايات الصحة إلا روايتها (١٥٠).

ولا يحرم سفر ناذر الدهر عدم وقت القضاء ، وإلا حل (١٥١) ، ويفدي عن

__________________

(١٤٢) المبسوط ١ : ٢٦٦ ، والمعتبر : ٢ : ٦٩٧.

(١٤٣) كصحيحة أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهما‌السلام أنه قال : «لو أن رجلا عمر عمر نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل بين الركن والمقام ولقي الله بغير ولايتنا لم ينتفع بذلك شيئا».

وصحيحة محمد بن مسلم عن الباقر عليه‌السلام أنه قال له : «يا محمد! إن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا ، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون على شئ مما كسبوا ذلك هو الضلال البعيد». (منه قدس‌سره).

الوسائل ١ : ٩٠ أبواب مقدمة العبادات : ٢٩ / ١ و ١٢.

(١٤٤) المدارك : ٣٣٤.

(١٤٥) ج ٢ ، ص ٥٩٦.

(١٤٦) ج ٢ ، ص ٩٢.

(١٤٧) المقنع : ٦٣.

(١٤٨) المقنعة : ٥٥.

(١٤٩) كما في المسالك ١ : ٧٥.

(١٥٠) أنظر إلى الوسائل ٧ : ١٤٣ أبواب من يصح منه الصوم : ١٢.

(١٥١) «سفر ناذر الدهر» منصوب بمفعولية «يحرم» و «عدم وقت القضاء» مرفوع بفاعليته. والمراد : دفع


كل يوم بمد كالعاجز عن صوم النذر على الأظهر.

التاسع : الشيخ والشيخة مع العجز أو شدة المشقة ، ويفديان كل يوم بمد ، فإن أطاقا قضيا وإلا سقط. وخص المفيد والمرتضى والعلامة ـ في المختلف ـ الفدية بالمشقة ، وأسقطوها مع العجز (١٥٢).

العاشر : ذو العطاش المأيوس برؤه ، وهو كالشيخين. والمرجو كالمريض عند بعض ، وكالمأيوس عند آخرين.

الحادي عشر : المرضعة القليلة اللبن ، مستأجرة أو متبرعة ، إذا ظنت ضرر الولد وأن لا يدفعه إلا لبنها ، فتفدي بالمد وتقضي ، نسبيا كان أو رضاعيا.

الثاني عشر : الحاملة الظانة ضرر الولد ، وهي كالمرضعة ، وكذا لو ظنت ضررها وفاقا للمعتبر (١٥٣).

فصل

ما يستحب فعله ليلا في شهر رمضان اثنا عشر :

الأول : الدعاء عند رؤية الهلال بالمأثور أول ليلة ، وإلا فإلى ثلاث ، رافعا يديه مستقبلا إلى القبلة لا إليه ، غير مشير نحوه ، وأوجب ابن أبي عقيل دعاءا خاصا (١٥٤).

__________________

ما يتوهم من تحريم السفر في شهر رمضان على من نذر صوم الدهر ، لأن السفر يوجب الافطار فلا بد من القضاء ولا وقت له ، لاستغراق النذر مدة العمر. فالسفر علة لفوت أداء رمضان وقضائه معا فيكون محرما لا محالة.

ووجه الدفع أن يقال : لو كان السفر في الصورة المذكورة حراما لكان حلالا. بيان الملازمة : أنه لو حرم لوجب الصوم ولم يجز الافطار ، لأن صوم رمضان في سفر المعصية واجب ، ومع الإتيان بالصوم لا قضاء فأي حاجة إلى وقت يقع فيه؟ فما جعلتموه علة لتحريم السفر لا تحقق له أصلا ، وبعدم العلة يعدم المعلول. فظهر أن الحكم بتحريم السفر على الناذر المذكور يوجب الحكم بإباحته له كما قلنا. فتأمل. (منه قدس‌سره).

(١٥٢) المقنعة : ٥٦ ، وجمل العلم والعمل : ٩٢ ، والمختلف : ٢٤٤.

(١٥٣) ج ٢ ، ص ٧١٨.

(١٥٤) وهو : الحمد لله الذي خلقني وخلقك وقدر منازلك وجعلك مواقيت للناس ، اللهم أهله علينا إهلالا مباركا ، اللهم أدخله علينا بالسلامة والإسلام واليقين والإيمان والبر والتقوى والتوفيق لما تحب وترضى. (منه قدس‌سره).


الثاني : الغسل في أول ليلة منه ، وفي فراداه سيما نصفه ، وسبع عشرة ، وتسع عشرة ، وإحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين.

الثالث : إتيان النساء في أول ليلة منه.

الرابع : تعجيل الافطار إلا لمن لا تنازعه نفسه ، فيؤخره عن الصلاة إلا أن ينتظر إفطاره.

الخامس : الدعاء بالمأثور عند الافطار (١٥٥).

السادس : الافطار على شئ حلو ، أو الماء الفاتر ، فإنه يغسل درن القلب.

السابع : تفطير الصائمين المؤمنين ، فعن الكاظم عليه‌السلام : «فطرك أخاك الصائم أفضل من صيامك» (١٥٦).

الثامن : قراءة الأدعية المأثورة لكل ليلة وكل يوم ، ولدخوله ، ولوداعه ، وأدعية سحره ، لا سيما الدعاء الطويل الذي رواه أبو حمزة الثمالي عن سيد العابدين عليه‌السلام.

التاسع : قيام لياليه كلها وسيما فراداه.

العاشر : الإتيان بالنوافل المختصة به مع دعواتها المأثورة.

الحادي عشر : قراءة سورتي العنكبوت والروم ليلة ثالث وعشرين ، وروي سورة القدر ألف مرة (١٥٧).

الثاني عشر : السحور ، ويتأكد في الواجب المعين ، وفي رمضان آكد ، وأقله الماء وأفضله السويق والتمر ، وكلما قرب من الفجر كان أفضل.

__________________

(١٥٥) وهو : اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الظمأ وابتلت العروق وبقي الأجر اللهم تقبل منا وأعنا عليه وسلمنا فيه وتسلمه منا. (منه قدس‌سره).

(١٥٦) الكافي ٤ : ٦٨ / ١ ، والفقيه ٢ : ٨٥ / ٣٨٢ ، والتهذيب ٤ : ٢٠١ / ٥٨٠ ، والوسائل ٧ : ١٠٠ أبواب آداب الصائم : ٣ / ٤.

(١٥٧) أنظر بحار الأنوار ٩٥ : ١٦٥ ، أعمال السنين والشهور.


فصل

يكره للصائم أمور اثنا عشر :

الأول : لمس النساء وتقبيلهن وملاعبتهن مع ظن عدم الإمناء ، ومعه يحرم. أما مع الامذاء ففي صحيحة رفاعة المروية في الفقيه : «يستغفر ويقضي إن كان حراما» (١٥٨) ويمكن حملها على الاستحباب (١٥٩).

الثاني : فعل ما يوجب الضعف من دخول الحمام وإخراج الدم ، والحق به قلع الضرس.

وفي صحيحة ابن سنان : «إنا إذا أردنا الحجامة في رمضان احتجمنا ليلا» (١٦٠).

الثالث : إنشاد الشعر وإن كان حقا (١٦١) ، كالدعاء المنظوم وذم الدنيا. والظاهر عدم اختصاص الكراهة بالصائم. وفي صحيحة حماد أن الصادق عليه‌السلام قال : «لا ينشد الشعر بليل ، ولا ينشد في شهر رمضان بليل ولا نهار. فقال له إسماعيل : يا أبتاه فإنه فينا ، قال : وإن كان فينا » (١٦٢).

الرابع : الحقنة بالجامد ، أما بالمائع فمحرمة لا مفسدة ، وفاقا للمنتهى وخلافا للدروس ، وساوى في المعتبر بينهما في التحريم وعدم الافساد ، وفي المختلف فيهما

__________________

(١٥٨) الفقيه ٢ : ٧١ / ٢٩٩ ، والتهذيب ٤ : ٢٧٢ / ٨٢٥ ، والوسائل ٧ : ٩٢ أبواب ما يمسك عنه الصائم : ٥٥ / ٣.

(١٥٩) إنما قال ذلك مع أن هذه الرواية مروية في التهذيب عن رفاعة أيضا بسند صحيح ، إلا أن في متنها نوع خلل وإن أمكن إصلاحه بتكلف. (منه قدس‌سره).

(١٦٠) التهذيب ٤ : ٢٦٠ / ٧٧٦ ، والاستبصار ٢ : ٩١ / ٢٨٩ ، والوسائل ٧ : ٥٦ أبواب ما يمسك عنه الصائم : ٢٦ / ١٢.

(١٦١) وليس إنشاد الشعر في المسجد من هذا القبيل ، فإنه لا يكره إن كان حقا. يدل على ذلك ما رواه علي بن يقطين في الصحيح : إنه سأل الكاظم عليه‌السلام عن إنشاد الشعر في الطواف ، فقال : «ما كان من الشعر لا بأس فلا بأس». (منه قدس‌سره).

والرواية في الوسائل ٩ : ٤٦٤ أبواب الطواف : ٥٤ / ١.

(١٦٢) الكافي ٤ : ٨٨ / ٦ ، والفقيه ٢ : ٦٨ / ٢٨٢ رواه مرسلا ، والتهذيب ٤ : ١٩٥ / ٥٥٦ ، والوسائل ٧ : ١٢١ أبواب آداب الصائم : ١٣ / ٢.


وأوجب القضاء (١٦٣).

الخامس : إدخال الدواء الأذن أو الأنف ، قطورا أو سعوطا ، غير متعد إلى الحلق.

السادس : بل الثوب على الجسد.

السابع : إستنقاع المرأة في الماء ، والحق بها الخنثى والخصي الممسوح (١٦٤). أما الرجل فلا يكره له وإن كره بل الثوب ، والفارق الرواية (١٦٥) ، وتخيل الأولوية بعدها باطل.

الثامن : مص النواة.

التاسع : مضغ العلك.

العاشر : شم الرياحين سيما النرجس.

الحادي عشر : الاكتحال بما فيه مسك أو صبر (١٦٦).

الثاني عشر : نقض الصوم المستحب بعد الزوال.

__________________

(١٦٣) المنتهى ٢ : ٥٨٣ ، والدروس : ٧٠ ، والمعتبر ٢ : ٦٥٩ و ٦٧٩ ، والمختلف : ٢٢١.

(١٦٤) الملحق : شيخنا الشهيد في اللمعة ، وعلله شيخنا الشارح بقرب المنفذ من الجوف. وفي كلامهما نظر ، فإن الرواية إنما وردت في المرأة ، وهي معللة بما لم يثبت اشتراكه : روى حنان بن سدير عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : «المرأة لا تستنقع في الماء ، لأنها تحمله بقبلها». ومراده عليه‌السلام أن قبلها يجذب الماء إلى جوفها. فحمل الخصي بل الخنثى عليها قياس ، ومع ذلك فهو قياس فاسد عند مجوزين القياس ، إذ العلة المستنبطة مردودة بعد وجود العلة المنصوصة. وجذب قبل الخنثى والممسوح الماء محص ادعاء. (منه قدس‌سره).

(١٦٥) روى الحسن بن راشد : «قال ، قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : الحائض تقضي الصلاة؟ قال : لا. قلت : تقضي الصوم؟ قال : نعم. قلت : من أين جاء هذا؟ قال : أول من قاس إبليس. قلت : والصائم يستنقع في الماء؟ قال : نعم. قلت : فيبل ثوبا على جسده؟ قال : لا. قلت : من أين جاء هذا؟ قال : هذا من ذاك.

ولا يخفى أن ما تضمنه هذه الرواية يوجب ضعف قياس الأولوية ، وقد بنيت على ذلك في حواشي زبدة الأصول. (منه قدس‌سره).

والرواية في الوسائل ٧ : ٢٣ أبواب ما يمسك عنه الصائم : ٣ / ٥.

(١٦٦) الصبر : الدواء المر (المصباح المنير).


فصل

يستفاد من القرآن المجيد وأحاديث أئمتنا عليهم‌السلام اختصاص شهر رمضان من بين الشهور باثنتي عشرة مزية :

الأولى : أنه أنزل فيه القرآن ، وروى الشيخ في التهذيب عن الصادق عليه‌السلام أن التوراة والإنجيل والزبور أيضا أنزلت فيه (١٦٧).

الثانية : أنه يشتمل على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

الثالثة : أن الله سبحانه فرض الصيام فيه.

الرابعة : أن رمضان اسم من أسماء الله تعالى ، فمعنى شهر رمضان شهر الله ، ولا يقال : هذا رمضان ، ولا : جاء رمضان ، ولا : ذهب رمضان. روي ذلك من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعن أمير المؤمنين سلام الله عليه (١٦٨) ، وروي مثله في الكافي عن الباقر عليه‌السلام بطريق صحيح (١٦٩).

وفي الدروس : إن هذا النهي للتنزيه ، إذ الأخبار عنهم عليهم‌السلام مملوءة بلفظ رمضان (١٧٠).

الخامسة : أنه أول السنة الشرعية ، كما قال الشيخ في المصباح : إن المشهور من روايات أصحابنا أن شهر رمضان أول السنة وإنما جعل المحرم أول السنة اصطلاحا (١٧١). وروى مثله في التهذيب بسند صحيح عن الصادق عليه‌السلام (١٧٢).

السادسة : أن قيام ليلة منه كقيام سبعين ليلة في غيره.

__________________

(١٦٧) التهذيب ٤ : ١٩٣ / ٥٥٢.

(١٦٨) معاني الأخبار : ٣١٥.

(١٦٩) الكافي ٤ : ٦٩ / ٢.

(١٧٠) الدروس : ٧٦.

(١٧١) مصباح المتهجد : ٤٨٤.

(١٧٢) التهذيب ٤ : ١٩٢ / ٥٤٦.


السابعة : أن تأدية فريضة فيه كتأدية سبعين فريضة في غيره.

الثامنة : تفطير المؤمن فيه كعتق رقبة ويغفر الله ما مضى من ذنوبه.

التاسعة : أن الأنفاس فيه تسبيح.

العاشرة : أن من خفف عن مملوكه فيه خفف الله سبحانه حسابه.

الحادي عشر : أن تحسين الخلق فيه جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام.

الثانية عشر : أو تلاوة آية واحدة فيه كثواب ختم القرآن في غيره.

ختمت الاثني عشرية الصومية بتوفيق الله سبحانه في خاتمة شهر شعبان المعظم سنة ألف وتسع عشرة من هجرة خاتم المرسلين صلوات الله عليه وآله الطاهرين ، ونقلت من السواد إلى البياض في أوائل شهر جمادى الثاني سنة ألف وعشرين.


من أنباء التراث

كتب ترى النور لأول مرة

* فضائل فاطمة الزهراء عليها‌السلام

تأليف : الحافظ أبي حفص عمر بن أحمد البغدادي ، المعروف بابن شاهين (٢٩٧ ـ ٣٨٥ ه).

تحقيق : محمد سعيد الطريحي

نشر : مؤسسة الوفاء ـ بيروت.

* الأربعون حديثا عن أربعين شيخا من أربعين صحابيا.

في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

تأليف : الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي ، من أعلام القرن السادس الهجري.

تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ ، في قم.

* هداية المحدثين إلى طريقة المحمدين المعروف بمشتركات الكاظمي.

تأليف : محمد أمين بن محمد علي الكاظمي ، من أعلام القرن الحادي عشر الهجري.

تحقيق : السيد مهدي الرجائي.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.

* بهجة الآمال في شرح زبدة المقال ، ج ٥.

تأليف : الشيخ ملا علي العلياري التبريزي (١٢٣٦ ـ ١٣٢٧ ه).

تصحيح : السيد هداية الله المسترحمي.

نشر : مؤسسة الثقافة الإسلامية (كوشان پور) ـ طهران.


كتاب كبير في خمسة مجلدات ، ثلاثة مجلدات منها شرح لمنظومة «زبدة المقال في الرجال» نظم السيد حسين بن السيد رضا البروجردي ـ المتوفى سنة ١٢٧٦ ه ـ ، ومجلدان منها شرح لمنظومة الشارح في تتميم «زبدة المقال» التي سماها «منتهى المقال».

كان قد طبع منه أربعة أجزاء وصدر مؤخرا الجزء الخامس منه.

* تجارب الأمم ، ج ١

تأليف : أبي علي مسكويه الرازي (٣٢٠ ـ ٤٢١ ه).

تحقيق : الدكتور أبو القاسم إمامي.

نشر : دار سروش للطباعة والنشر ـ طهران.

* مرآة الكتب ، ج ١ و ٢

تأليف : ثقة الإسلام الشيخ ميرزا علي التبريزي (١٣٣٠ ه).

موسوعة ببلوغرافية ثمينة ، جمعت

تصانيف علماء الشيعة مع شرح أحوالهم ، رتبها المؤلف على مقدمة وفصلين ، ولم يتمكن من تبييض مسودة الكتاب إذ صلبته الروس عندما هجموا على إيران ، وقضى شهيدا في يوم العاشر من محرم سنة ١٣٣٠ ه ، صدر من كتابه الجزءان الأول والثاني تصويرا على نسخة الأصل بخط

المؤلف ، وسوف تصدر بقية أجزائه تباعا.

كتب صدرت محققة

* مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، ج ١ ـ ١٠

تأليف : خاتمة المحدثين الشيخ الميرزا حسين النوري الطبرسي (١٣٢٠ ه).

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

موسوعة حديثية جامعة ، يأتي تلوا للوسائل ومكملا لما جمعه الشيخ الحر العاملي (١١٠٤ ه) ، فكان ما جمعه النوري يساوي في الحجم ما جمعه الحر ، وبلغت أحاديث المستدرك الثلاثين ألف حديث.

وقد قامت مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم ، بتحقيق هذا الأثر القيم على نسخة مكتوبة بخط المؤلف ، صدر منه إلى الآن عشرة أجزاء ، وسوف يصدر تباعا ، وربما يقع الكتاب في أكثر من ٢٥ جزءا.

* الفهرست

تأليف : الشيخ منتجب الدين أبي الحسن علي بن بابويه ، من أعلام القرن السادس.

تحقيق : الدكتور السيد جلال الدين المحدث الأرموي ، المتوفى سنة ١٣٩٨ ه.




أشرف على طبعه وتنظيم فهارسه : الشيخ محمد السمامي الحائري.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.

كتاب رجالي مهم ، جمع المصنف فيه أسماء علماء الشيعة الذين تأخروا عن عصر الشيخ الطوسي إلى زمانه ، وكان الكتاب قد طبع قبل مدة بتحقيق السد عبد العزيز الطباطبائي في قم ، وأعادت طبعه بالأفست دار الأضواء في بيروت على طبعة قم الأولى.

* فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام

تأليف : أبي الحسن محمد بن أحمد القمي ، المعروف بابن شاذان ، من أعلام القرنين الرابع والخامس.

تحقيق : عبد الرحمن خويلد ، وقد اعتمد في عمله على مصورة لنسخة مرسلة.

نشر : دار البلاغة ، بيروت ١٤٠٧ ه.

كان الكتاب قد طبع مسندا بتحقيق مدرسة الإمام المهدي ـ عليه‌السلام ـ في قم ، وصدر بعنوان «مائة منقبة».

كما أنهى تحقيقه مسندا أيضا الشيخ نبيل رضا علوان وهو الآن تحت الطبع في بيروت.

* الأنوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة

تأليف : السيد عبد الله شبر الحسيني ، المتوفى سنة ١٢٤٢ ه.

تصحيح : الشيخ جعفر المحمودي.

نشر : مؤسسة البعثة (بنياد بعثت) ـ فرع مشهد.

وكان الكتاب قد طبع لأول مرة في مطبعة الغري في النجف الأشرف عام ١٣٣٤ ه ، وأعادت طبعه مؤسسة الوفاء في بيروت عام ١٤٠٣ ه ، ثم أعادت مكتبة الرضي في قم طبعه بالأفست على طبعة بيروت هذه.

* صحيفة الإمام رضا عليه‌السلام

تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي ـ عليه‌السلام ـ ، في قم.

وكان الكتاب قد طبع مرتين بتحقيق الشيخ محمد مهدي نجف وصدر عن المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه‌السلام ـ مشهد.

* مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد

تأليف : الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد العاملي ، الشهير بالشهيد الثاني (٩٦٥ ه).


تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، قم.

أثر جليل ، كتبه المؤلف بعد موت ولده في شهر رجب الحرام سنة ٩٥٤ ه مرتبا على مقدمة وأبواب وخاتمة.

قامت لجنة تحقيق مصادر «بحار الأنوار» في مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث بضبط نصه على نسخ مخطوطة قيمة ، وتخريج أحاديثه ، وترتيب فهارسه ، وصدر في ١٦٠ صفحة من القطع الوزيري ضمن سلسة مصادر «بحار الأنور».

* شرح الصحيفة الكاملة السجادية

تأليف : المعلم الثالث ، السيد محمد باقر ، المشتهر بالداماد (١٠٤١ ه).

تحقيق : السيد مهدي الرجائي.

نشر : مهدية الميرداماد ـ أصفهان.

* مطلوب كل طالب من كلام الإمام علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ

تأليف : رشيد الدين محمد بن محمد بن عبد الجليل ، المعروف بالوطواط (٥٧٨ ه).

تحقيق : محمود عابدي.

نشر : مؤسسة نهج البلاغة ـ طهران.

شرح للمائة كلمة التي اختارها الجاحظ من كلامه عليه‌السلام ، ألفه للسلطان محمود بن خوارزم شاه في سنة ٥٥٣ ه ، ولزيادة المعلومات حول الكتاب

راجع ص ٣٤ من العدد الخامس ، السنة الأولى ، من نشرة «تراثنا».

* المهذب البارع في شرخ المختصر النافع ، ج ١

تأليف : العلامة جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي (٧٥٧ ـ ٨٤١ ه).

تحقيق : الشيخ مجتبى العراقي.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.

* استشهاد الحسين

تأليف : محمد بن جرير الطبري ـ صاحب «التاريخ» ـ ، المتوفى سنة ٣١٠ ه.

نشر : دار الكتاب العربي ـ بيروت.

طبع معه أيضا كتاب «رأس الحسين» لابن تيمية.

* تجريد الاعتقاد

تأليف : الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (٦٧٢ ه).

تحقيق : محمد جواد الحسيني الجلالي.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.

كتاب قيم في تحرير عقائد الإمامية ، كتبت عليه حواش كثيرة ، وشروح عديدة ، ذكر جملة منها الشيخ الطهراني ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة.


* كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد

تأليف : العلامة الحلي جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه.

تحقيق:الشيخ حسن حسن زاده الآملي.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.

شرح فيه العلامة ـ قدس‌سره ـ كتاب أستاذه ـ المحقق نصير الدين الطوسي (٦٧٢ ه) ـ «تجريد الاعتقاد» ، وهو من الكتب الدراسية في الحوزات العلمية ، وكان قد طبع سابقا عدة مرات في بيروت وصيدا وإيران ، وهناك نسخ مخطوطة كثيرة للكتاب ، منها :

١ ـ نسخة الأصل بخط المؤلف، تاريخها سنة ٦٩٠ ه ، في مكتبة چستربيتي في دبلن بإيرلندة ، رقم ٤٢٧٩، وعنها مصورة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم.

٢ ـ نسخة كتبها محمد بن محمود بن محمد الآملي ، تلميذ المصنف ، كتبها في عهده وعلى نسخة الأصل بخطه ـ قدس‌سره ـ ، ثم قابلها عليه ، وعليها بلاغات ، في مكتبة كلية الآداب في جامعة طهران ، رقم ٦٠ ج ، ذكرت في فهرسها ص ٣٩٤.

٣ ـ نسخة كتبها شمس الدين الآملي ، تلميذ المصنف المذكور آنفا ، وهو محمد بن محمود بن محمد ، المتوفى سنة ٧٥٣ ه

بشيراز ، كتبها في المدرسة السيارة لأستاذه المصنف ، وفرغ منها في كرمانشاه يوم الجمعة ٢٠ محرم سنة ٧١٣ ه ، ذكرها صاحب «الذريعة» رحمه‌الله في أعلام القرن الثامن من طبقات أعلام الشيعة ص ٢٠٤ وقال : رأيت النسخة عند عباس إقبال آشتياني مدير مجلة «يادگار» بطهران.

٤ ـ نسخة كتبت في ٢٥ ربيع الآخر سنة ٧٣١ ه ، مقابلة مصححة وعليها بلاغات ، في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، رقم ٧٢٧ ، ذكرت في فهرسها ٢ / ٣٢٤.

٥ ـ نسخة كتبها محمد بن محمد الاسفندياري الآملي ، وفرغ منها في منتصف صفر سنة ٧٤٥ ه ، ثم قرأها على فخر المحققين ـ ابن المصنف ـ فكتب له الانهاء في آخرها ، وهي في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام ، في مشهد ، رقم ٢٢١.

* الصحيفة السجادية

مجموعة من دعوات الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، وقد طبعت عشرات المرات ولأعلام الطائفة عليها شروح وتعليقات كثيرة ، راجع الذريعة ٦ : ١٤٥ و ١٣ : ٣٤٥ كما أن مخطوطاتها كثيرة شائعة ، منها مخطوطة كتبت سنة ٤١٦ ه ، وهي في مكتبة الإمام الرضا ـ عليه‌السلام ـ في


مشهد ، ضمن المجموعة رقم ١٢٤٠٥.

تحقيق : علي أنصاريان.

طبعتها مؤخرا المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في إيران ـ دمشق ، وطبعت بذيله كتابين ، هما :

١ ـ الدليل إلى موضوعات الصحيفة السجادية ، للشيخ محمد حسين المظفر.

٢ ـ المعجم المفهرس لألفاظ الصحيفة السجادية ، للسيد علي أكبر القرشي.

* التذكرة

تأليف : ابن حمدون ، وهو كافي الكفاة بهاء الدين أبو المعالي محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون ، الكاتب البغدادي (٤٩٥ ـ ٥٦٢ ه) المتوفى في سجن المستنجد ، والمدفون في مقابر قريش ـ مشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام بالكاظمية ـ [الذريعة ٤ / ٢٦].

ترجم له ابن خلكان ٤ / ٣٨٠ وقال : «وصنف كتاب التذكرة وهو من أحسن المجاميع ... لم يجمع أحد من المتأخرين مثله ...».

ومنه مجلد في مكتبة الإمام الرضا ـ عليه‌السلام ـ في مشهد ، رقم ٤٤٧٦ ، كتبفي القرن السابع يحوي ثلاثة أبواب منه ، في ١٦٩ ورقة :

الباب ٣٣ في الحجة البالغة والأجوبة الدامغة ...

والباب ٣٤ في كبوات الجياد وهفوات الأمجاد ...

والباب ٣٥ في أخبار العرب في الجاهلية وأوابدهم ...

وصفت في فهرسها ٧ / ٢٤٣.

ومن الكتاب أقسام مصورة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، منها :

مصورة المجلد الخامس ، عن مخطوطة مكتبة خراجچي اوغلي ، في بورسا بتركيا ، تاريخها سنة ٦٤٩ ه ، رقمها ٩٣٥.

ومصورة المجلدين الأول والثاني ، عن مخطوطة مكتبة المتحف البريطاني ، تاريخها سنة ١٠٠٤ ه ، رقمها OR ٣١٧٩.

وهناك مخطوطة كاملة من «التذكرة» في مكتبة طوپ قپو سراي ، في إسلامبول بتركيا ، وهي من مخطوطات القرن الثامن ، رقمها A ٢٩٤٨.

وراجع عن بقية مخطوطات الكتاب : بروكلمن ـ الترجمة العربية ـ ٥ / ١٦٧.

والكتاب تحت الطبع في بيروت من مطبوعات مؤسسة الرسالة بتحقيق الدكتور إحسان عباس وقد صدر منه مجلدان.

طبعات جديدة لمطبوعات سابقة

* الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية

تأليف : الشيخ يوسف البحراني


ـ صاحب «الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة» ـ ، المتوفى سنة ١١٨٦ ه.

يحوي الكتاب من درر المسائل ما مجموعه اثنتان وستون درة ، أكثرها في الفقه ، وفيها مسائل مفصلة ورسائل ذات دقائق لطيفة ، فرغ من تأليفه سنة ١١٧٧ ه ، وطبع على الحجر في إيران سنة ١٣٠٧ ه ، ثم أعادت طبعه بالأفست مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام لإحياء التراث ، في قم.

* مقتل الحسين ـ عليه‌السلام ـ

تأليف : السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم ، المتوفى سنة ١٣٩١ ه.

تقديم : محمد حسين المقرم.

طبع الكتاب في بيروت فيما سبق ، ثم أعادت مؤسسة البعثة في طهران ـ قسم الدراسات الإسلامية طبعه بالأفست مؤخرا.

* الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب

تأليف : الإمام شمس الدين أبي علي فخار بن معد الموسوي (ت ٦٣٠ ه) تقديم : الأستاذ عبد الفتاح عبدالمقصود.

تحقيق : الدكتور السيد محمد بحر العلوم.

كان الكتاب قد طبع في النجف

الأشرف سنة ١٣٥١ ه في ١١٨ صفحة ، ثم طبع محققا في سنة ١٣٨٤ ه ، ثم أعادت دار الزهراء في بيروت طبعه ثالثة مع مقدمة قيمة للأستاذ عبد المقصود أثبت فيها إيمان أبي طالب رضوان الله عليه.

* غاية المسؤول ونهاية المأمول في علم الأصول

تأليف : السيد محمد حسين الشهرستاني (١٣١٥ ه).

وهو تقرير بحث أستاذه المولى محمد حسين الأردكاني الحائري ، شرع فيه سنة ١٢٧٢ ه ، وفرغ منه في سنة ١٢٨١ ه ، وكان أستاذه يستحسنه وينظر إليه في الدورة الثانية من مباحثاته ، وكان الكتاب قد طبع على الحجر في إيران سنة ١٣٠٨ ه ، فأعادت طبعه بالأفست مؤخرا مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

* مقتل الحسين أو (واقعة الطف)

تأليف : السيد محمد تقي آل بحر العلوم (١٣١٨ ـ ١٣٩٣ ه).

تقديم وتعليق : السيد الحسين بن التقي آل بحر العلوم.

كان الكتاب قد طبعته مكتبة العلمين في النجف الأشرف سنة ١٣٩٨ ه ، ثم أعادت دار الزهراء للطباعة والنشر في


بيروت طبعه مؤخرا.

* الغدير في الكتاب والسنة والأد

تأليف : الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي ، المتوفى سنة ١٣٩٠ ه.

كتاب ديني ، علمي ، فني ، تاريخي ، أدبي ، أخلاقي ، مبتكر في موضوعه ، فريد في بابه يبحث فيه عن حديث الغدير ، كتابا وسنة وأدبا ، ويتضمن تراجم أمة كبيرة من رجالات العلم والدين والأدب من الذين نظموا هذه الإثارة من العلم ، وغيرهم.

طبع الكتاب فيما سبق عدة مرات في النجف الأشرف وطهران وبيروت ، ثم أعادت دار الكتب الإسلامية في طهران طبعه بالأفست مؤخرا بمناسبة انعقاد معرض طهران الدولي الأول للكتاب في الفترة من ١٢ إلى ٢٠ ربيع الأول ١٤٠٨ ه.

* الحسين ثائرا ، الحسين شهيدا

تأليف : عبد الرحمان الشرقاوي (١٤٠٨ ه).

كتابان في مجلد واحد ، أعادت مطبعة العصر الحديث في بيروت طبعه ثانية.

* هذي هي الوهابية

تأليف : الشيخ محمد جواد مغنية ، المتوفى سنة ١٤٠٠ ه.

نشر : معاونية العلاقات الدولية في منظمة الإعلام السلامي ـ طهران ، الطبعة الثالثة ١٤٠٨ ه.

يعرض الكتاب عقيدة الوهابية من مصادرها ويكشف عن أسرارها ، ويذكر المؤلف اجتماعه مع علماء الوهابية وما دار بينه وبينهم من المحاورات في مكة والمدينة ، ويتكلم عن محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب ويحلل أهدافه ومراميه ، ويترجم بإيجاز لجميع الأمراء السعوديين الوهابيين

والبلاد التي حكمها كل منهم.

* الأربعون حديثا في حقوق الإخوان

تأليف : السيد محيي الدين محمد بن عبد الله الحسيني ، ابن زهرة الحلبي (٥٦٥ ـ ٦٣٩ ه).

تحقيق : الشيخ نبيل رضا علوان.

كانت الطبعة الأولى من الكتاب قد صدرت في إيران ، ثم أعادت دار الأضواء في بيروت طبعه ثانية ، مع تعديلات وتصحيحات للمحقق.

* الإمام الصادق ملهم الكيمياء

تأليف : الدكتور محمد يحيى الهاشمي.

طبع الكتاب سابقا في سلسلة حديث الشهر في بغداد ، ثم أعادت دار الكتب العلمية في بيروت طبعه ثانية مع إضافات وتعديلات للمؤلف.


* الخليل بن أحمد ، أعماله ومنهجه

تأليف : الدكتور محمد مهدي المخزومي.

أعادت دار الرائد العربي في بيروت طبعه ثانية.

* تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة

منذ نشأة التشيع حتى مطلع القرن الرابع الهجري.

تأليف : الدكتور عبد الله فياض.

طبع الكتاب في النجف الأشرف وبيروت سابقا ، ثم أعادت مؤسسة الأعلمي في بيروت طبعه بالأفست مؤخرا.

* مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار

تأليف : السيد عبد الله شبر الحسيني ، المتوفى سنة ١٢٤٢ ه.

أعادت مؤسسة النور للمطبوعات في بيروت طبعه بالأفست على طبعة النجف الأشرف مؤخرا.

* البداء في ضوء الكتاب والسنة

تأليف : الشيخ جعفر السبحاني.

إعداد : مؤسسة الإمام الصادق ـ عليه‌السلام ـ ، قم.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة

لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.

وكان قد طبعته منظمة الإعلام الإسلامي في طهران لأول مرة سنة ١٤٠٦ ه.

صدر حديثا

* منهج تحقيق المخطوطات

إعداد : مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

كراس يتناول فن التحقيق ، أصوله ومراحله ، وكل ما يتعلق به ، ويطرح منهجية التحقيق الجماعي المتبعة في مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ بصورة موجزة ، صدر بمناسبة إقامة معرض الكتاب الدولي الأول في طهران.

* الوهابية في الميزان

تأليف : الشيخ جعفر السبحاني.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم.

كشف فيه المؤلف عن زيف عقائد الوهابية ، وأفكارها المضلة الهدامة التي ما فتئت تكيد للإسلام ، وتحاول إبرازه في صورة الدين الجاف الجامد الذي لا يقبل التطبيق في العصور المختلفة ، ويقع الكتاب في ٤٣٠ صفحة.


* أعلام المكاسب في الأشخاص والكتب

تأليف : منصور اللقائي.

نشر : مركز النشر ـ مكتب الإعلام الإسلامي ـ قم.

وهو مجموعة تراجم للأعلام وشرح حال الكتب الواردة في كتاب «المكاسب» للشيخ الأنصاري ـ رحمه‌الله ـ ، رتبها المؤلف بترتيب حروف الهجاء.

* جامع أحاديث الشيعة ـ كتاب جهاد النفس ، ج ١٤

ألف تحت إشراف آية الله العظمى السيد حسين الطباطبائي البروجردي ـ قدس‌سره ـ (ت ١٣٨٠ ه) ، والكتاب جامع روائي شامل موزع على تبويب فقهي خاص ، ذكرت منهجيته في مقدمة الجزء الأول.

* التبرك

تأليف : علي الأحمدي.

نشر : الدار الإسلامية للطباعة والنشر ـ بيروت.

بحث يشتمل على الأخبار والأحاديث التي وردت حول مسألة تبرك الصحابة والتابعين بآثار الرسول ـ صلى الله عليه

وآله وسلم ـ في حياته وبعد موته ، والاستشفاء والاستشفاع به وبآثاره ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، بل بآله وذويه عليهم‌السلام وسائر الصلحاء والعلماء من المسلمين ، وكذلك أوامر النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وتقريراته وحثه وترغيبه في ذلك.

كتب تحت الطبع

* تقريرات الميرزا الشيرازي في الأصول

بقلم : المحقق الدوزدري ، من أعلام القرن الرابع عشر.

تحقيق : مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

كتاب نادر ، إذ لم يعهد للميرزا الشيرازي الكبير أثر بعد وفاته وإلى الآن ، حتى عثرت مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث على نسخة ثمينة من تقريراته رضوان الله عليه بقلم تلميذه المحقق الدوزدري ، فقامت بتحقيقه وتصحيحه

ودفعه إلى المطبعة ، وسوف يصدر قريبا إن شاء الله.

* حقيقة الإيمان والإسلام

تأليف : الشهيد الثاني ، الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي (٩١١ ـ ٩٦٥ ه) تحقيق : السيد مهدي الرجائي.


وسيصدر ضمن منشورات وزارة الإرشاد الإسلامي ـ طهران.

* الأمثال والحكم المستخرجة من كلمات الإمام الرضا عليه‌السلام

تأليف : الشيخ محمد الغروي.

كتاب يحتوي على ١٨٠ مثل وحكمة للإمام علي بن موسى الرضا ـ عليهما‌السلام ـ جمعها المؤلف من مصادر متفرقة ، وسوف يصدر عن المؤتمر العالمي للإمام الرضا ـ عليه‌السلام ـ في مشهد.

* فهرس مكتبة آية الله المرعشي العامة ، ج ١٤

إعداد : السيد أحمد الحسيني.

صدر من الفهرس إلى الآن ثلاثة عشر جزءا ، وسوف تصدر بقيته تباعا.

كتب قيد التحقيق

* كشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار

تأليف : السيد أحمد بن محمد رضا الحسيني الخوانساري الصفائي (ت ... ه.).

موسوعة ببلوغرافية قيمة ، على غرار كتاب «الذريعة» للشيخ الطهراني ـ رحمه‌الله ـ.

بدأت مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، في قم ، قبل مدة بتحقيق الكتاب بالاعتماد على نسخة ثمينة بخط المؤلف محفوظة في مكتبة نجل المؤلف في قم ، والعمل مستمر في استخراج نصوص الكتاب ومنقولاته وتقويم نصه وكتابة هوامشه بحسب منهجية التحقيق الجماعي.

* شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام

تأليف : المحقق الحلي ، أبي القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن (٦٧٦ ه).

يقوم بتحقيقه السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب مع شرح موجز توضيحي ممزوج مع المتن ، وسوف يصدر في أربعة مجلدات.

وكان الكتاب قد صدر في بيروت عام ١٤٠٣ ه ، في مجلد واحد ، عن مؤسسة الوفاء بتعليق السيد صادق الشيرازي ، ثم أعادت دار الهدى في قم طبعه بالأفست على هذه الطبعة.

كما أن الكتاب طبع قبل سنين في النجف الأشرف ، في أربعة مجلدات ، بتحقيق عبد الحسين محمد علي بقال ، وأعيد طبعه بالأفست على هذه الطبعة عدة مرات في بيروت وإيران ، ثم أعاد محققه تصحيحه وتنقيحه وطبعه ، وقد خرج منه الجزءان الأول والثاني ، والجزءان الآخران قيد


الطبع.

* الغيبة

تأليف : الشيخ ابن أبي زينب ، محمد ابن إبراهيم النعماني ، من أعلام القرن الرابع.

يقوم بتحقيقه الشيخ علي أكبر مهدي پور ، علما أن الكتاب كان قد طبع سابقا بتحقيق علي أكبر الغفاري وصدر في طهران من منشورات مكتبة الصدوق.

* كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام

تأليف الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، الشهير بالعلامة (٧٢٦ ه).

يقوم بتحقيقه الشيخ ميرزا علي آل كوثر بالاعتماد على نسختين للكتاب :

الأولى : المخطوطة المحفوظة في مكتبة

جامعة طهران ، برقم ١٦٢٧.

والثانية : النسخة المطبوعة على الحجر في تبريز.

* ترجمة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ من تاريخ دمشق.

تأليف : أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الدمشقي ، المعروف بابن عساكر (٤٩٩ ـ ٥٧١ ه).

يقوم بتحقيقه الدكتور رياض مراد ـ عضو مجمع اللغة العربية بدمشق ـ.

وكان الكتاب قد طبع مرتين بتحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي في ثلاثة أجزاء على نقص فيه ، وهو من خيرة الكتب التي ألفت في موضوعه إن لم يكن أحسنها ، لما جمع فيه من فضائله وشمائله وسيرته عليه‌السلام ، طرقها المؤلف بأسانيد جمة ، كثير منها يتجاوز حد التواتر.

تراثنا - ١١

المؤلف:
الصفحات: 238