بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين. وعلى آله وصحبه الطيبين الأخيار ، وبعد :

في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة من الهجرة النبويّة وصل إلى مدينة دمشق عدد كبير من المهاجرين من مدن وقرى فلسطينية ، منها قرية تسمّى «جمّاعيل» قريبة من مدينتي نابلس ، والقدس ، وصلت أول جماعة من مهاجري تلك الدّيار المقدسة ، تاركين بلادهم فرارا من ظلم الصليبيين ، فاستقبلتهم دمشق مرحّبة ، وقدمت لهم النجدة ، والعون ، فاستبشروا بترحاب أهلها ، وأحسّوا بالأمن والقرار ، وأخذ العلماء منهم ينشرون العلم ، وخاصة الحديث النبوي الشريف ، والفقه الحنبلي ، وكان الشيخ الصالح أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي سيّد القوم وشيخهم ، وكان معه من أقربائه أول الأمر زوج أخته عبد الواحد بن علي بن سرور (والد الحافظ عبد الغني) وابن أخيه محمد بن أبي بكر ، وعبد الواحد بن أحمد المقدسي (ابن أخته ، وزوج ابنته ، وهو والد الحافظ ضياء الدين) ثم توالت الهجرة بعد ذلك ، وكان نزولهم أول الأمر في مسجد أبي صالح ظاهر الباب الشرقي لمدينة دمشق ، فأقاموا به نحوا من سنتين ، ثم انتقلوا إلى جبل قاسيون ، وبنوا لأنفسهم دارا بالقرب من نهر يزيد ، وأسسوا أول مدرسة كبيرة بالصالحية ، وهي المعروفة بالمدرسة العمرية ، نسبة إلى مؤسسها الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد المقدسي ، المتوفى سنة ٦٠٧ ه‍ ، وبنى لهم نور الدين الشهيد مدرسة صغيرة ومصنعا ، وفرنا.


وكان لهؤلاء المهاجرين أثرهم الكبير في مدينة دمشق ، وما حولها ، ثم امتد هذا الأثر إلى بلدان بعيدة ، فكان تأثيرهم كبيرا ومتسعا ، سواء من الناحية العلمية أم العمرانية ، أم في ميدان الجهاد. أسسوا الصالحية التي لا تزال تحتفظ باسم مؤسسيها الصالحين ، ونشروا مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، وألفوا فيه المؤلفات المعتمدة ، ككتاب «المغني» للموفق المقدسي ، وكان الاشتغال بالحديث النبوي من أسمى أعمالهم العلمية ، إذ رحل قسم كبير منهم إلى أقطار بعيدة ، كبغداد ، وأصبهان ، وهراة ، ونيسابور ، وبخارى ، وغيرها لطلب العلم ولتلقي الحديث النبوي.

آزر السلطان المجاهد نور الدين الشهيد رحمه‌الله هؤلاء القوم ، وتقرّب منهم ، وعمل على خدمتهم ، وقدّم لهم مساعداته ، وكان يزورهم ويأتي إليهم لينظر في أحوالهم ، وليقتبس من علمهم وزهدهم ، ثم جاء من بعده السلطان صلاح الدين الأيوبي ، فتابع العمل بسيرة سلفه ومعلمه ، فقرّب إليه الصالحين من أهل الصالحية.

واشترك قسم كبير منهم في الجهاد ضد الصليبيين المغتصبين ، منهم الشيخ أبو عمر ، والموفق ، والضياء محمد بن عبد الواحد ، وعبد الله بن عمر بن أبي بكر المقدسي ، ومنهم عبد الله بن الحافظ المقدسي الذي يقول عنه المنذري : «اجتمعت به لما قدم مصر للغزاة بثغر دمياط» وغيرهم من أهليهم كثير جاهدوا لطرد الصليبيين. وكان السلطان صلاح الدين ينزلهم في خيمة مستقلة ويستشيرهم في كثير من أموره.

ويتم الفتح المبين والنصر المؤزر بفتح القدس سنة ٥٨٣ ه‍ على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي ، وتعم الفرحة الكبرى المسلمين فيسعى أولو العلم منهم إلى إرشاد الناس وبيان أهمية هذه المدينة المقدسة ، وواجبهم في المحافظة عليها ، فقام بعضهم بتأليف المؤلفات التي تدل على فضيلتها. والمتتبع لحركة التأليف في تلك


الفترة يجد عددا كبيرا من الكتب التي ألفت في القرن الذي تلا فتح بيت المقدس تعنى بفضائل هذه المدينة ، وما ورد فيها من الأحاديث والآثار.

ومن مشاهير هؤلآء المقادسة الذين عاشوا ونشؤوا في الصالحية ، وسعوا إلى تلك الغاية : الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي ، المتوفى سنة ٦٤٣ ه‍ ، صاحب المؤلفات الشهيرة ، والذي أنشأ دارا للحديث النبوي ، وتسمّى أيضا دار السنّة ، أوقفها وعمل فيها بنفسه ، وضمّ إليها مكتبة تحوي نفائس الكتب والأصول ، جمعها من كتبه ، وكتب أهله ، وشيوخه وما حصل عليه في رحلاته المتعددة.

ومن أشهر مؤلفاته كتابه في الحديث النبوي «الأحاديث المختارة» وهذا الكتاب فضّله الكثير من العلماء على المستدرك للإمام الحاكم.

أما كتابه «فضائل بيت المقدس» وهو الجزء الثاني من كتابه فضائل الشام ، والذي قمت بتحقيقه ونشره ، فقد جمع فيه الحافظ الضياء فضائل هذه المدينة المقدسة وما ورد فيها من الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة ، والأخبار المروية بأسانيد متصلة ، تبين بمجموعها المكانة العظيمة والشريفة التي خصّ الله بها هذه المدينة ، فمنها تولّي الملائكة لها ، وفضل الصلاة فيها ، وفضل زيارتها ، وفضل صخرتها ، وأن الدّجال لا يدخلها ، وإسراء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليها ، وفضل الإحرام للحج أو العمرة منها ، وذكر من سكنها من الصحابة ، وفضل مؤذنيها ، وغير ذلك.

وأسأل الله أن أكون قد وفقت في العمل على إخراجه على نحو يرضي الله وينفع الناس ، كما أسأله الرضى والقبول ، والحمد لله رب العالمين.

دمشق : البست ١٢ ربيع الأول ١٤٠٤ ه‍

١٧ كانون الأول ١٩٨٣ م

محمد مطيع الحافظ



ترجمة المؤلف (١)

نسبه

هو ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي المقدسي الجمّاعيلي (٢) ، ثم الدمشقي ، الصالحي ، الحنبلي.

مولده

اتفقت روايات المؤرخين على أن مولده كان في سنة تسع وستين وخمس مئة ، إلّا أن المطبوع من كتاب الدارس في تاريخ المدارس ، للنعيمي ، والقلائد الجوهرية لابن طولون ، يشيران إلى أن ولادته كانت في سنة سبع وستين وخمس مئة ، وهو بلا شك تصحيف من النسّاخ.

أما الشهر الذي ولد فيه ، فقد ذكر ابن رجب في «الذيل على طبقات الحنابلة» روايتين :

الأولى : ما وجده بخط الحافظ الضياء : أنه ولد في خامس جمادى الآخرة سنة تسع وستين وخمس مئة.

__________________

(١) اختصرت هذه الترجمة من الكتاب الذي أقوم بإعداده عن حياة الضياء ، ودراسة مؤلفاته.

(٢) نسبة إلى قرية من قرى نابلس


الثانية : ما قاله ابن النجار : سألته عن مولده فقال في جمادى الأولى من السنة.

أما مكان ولادته فهو في دمشق ، في الدير المبارك ، بصالحية دمشق ، في جبل قاسيون.

أسرته

نشأ الضياء في أسرة علمية ، مجاهدة ، عرفت بنشر الحديث النبوي والفقه الحنبلي ، وعملت في ميدان الجهاد ضد الصليبيين. فقد كان :

والده : عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي ، عالما فاضلا.

ووالدته : رقيّة بنت الشيخ أحمد بن قدامة ، صالحة تقيّة.

وجدّه لأمه : الشيخ أحمد بن قدامة أول المهاجرين ومؤسس الصالحية ، الصالح العالم.

وخالاه : أبو عمر محمد بن الشيخ أحمد بن قدامة مؤسس المدرسة العمرية ، وهو العالم الصالح ، والشيخ الموفق عبد الله بن الشيخ أحمد بن قدامة صاحب كتاب المغني في الفقه الحنبلي.



وبهذا النسب نتعرف على أسرته :

جده لأمه : الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة

والده : عبد الواحد بن أحمد

أمه : رقية بنت الشيخ أحمد «أخت أبي عمر ، والشيخ الموفق»

خالاه : أبو عمر محمد. والشيخ الموفق.

أما الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور ، مؤلف كتاب الكمال في أسماء الرجال ، فهو زوج خالته رابعة ، وابن عمة والدته ، وهو أيضا ابن خالة والده.

وكان للحافظ الضياء إخوة من أشهرهم أحمد بن عبد الواحد ، وعبد الرحيم بن عبد الواحد.

ملاحظة : هذا النسب اقتبسته من كتاب القلائد الجوهرية لابن طولون صفحة ٢٨ ـ ٣٥

بداية تلقيه العلم :

ولد الحافظ ضياء الدين وترعرع في هذا البيت العلمي الكبير الذي كان موئل طلاب العلم في ذلك الزمان. فنشأ نشأة علمية عالية ، وكان من عادة أهل العلم أن يحضروا أبناءهم مجالس العلم ليأخذوا عنهم الرواية عالية ، فقد ذكر الذهبي أن الضياء سمع في سنة ست وسبعين وخمس مئة وبعدها من أبي المعالي بن صابر وغيره ، فيكون له من العمر سبع سنوات.

وكان من عادة أهل العلم أن يطلبوا الإجازة لأولادهم وإن كانوا صغارا ، لذا


أجازه الحسن بن علي بن شيرويه البغدادي سنة ٥٧٤ ه‍ وقد كان عمره في تلك السنة خمس سنوات.

وقد لزم الضياء قريبه الحافظ عبد الغني المقدسي المتوفى سنة ٦٠٠ ه‍ فدلّ بذلك على تلقي العلم من أهله وأقربائه ، وعلماء عصره في سن مبكرة.

رحلاته :

الرحلة في طلب الحديث ، والعلم كانت سنّة متّبعة عند المحدثين ، فكبار العلماء لم يكتفوا بأخذ العلم عن علماء بلدهم ، أو البلاد المجاورة ، وإنما تجاوزوا بلادهم القريبة ، والمجاورة ، إلى بلاد بعيدة ، رحلوا إليها سيرا على الأقدام ، أو ركوبا على الرواحل. والرحلة في طلب الحديث يسعى لها المجدّون وأصحاب الهمم العالية الذين سافروا ، وطافوا البلاد ، والتقوا بالعلماء واستمعوا إليهم ، وحصلوا على الإجازات منهم لرواية كتبهم ، واتصال أسانيدهم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبذلك سعدوا.

والحافظ الضياء المقدسي عاش في أسرة رحل الكثير من أفرادها في طلب الحديث فخالاه أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة ، والموفق عبد الله بن أحمد ، وأخواه أحمد وعبد الرحيم ابنا عبد الواحد ، وابن عمة والدته عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ، هؤلاء رحلوا إلى بلاد شتى ، وسبقهم في الرحلة في تلك الفترة بنو عساكر الدمشقيون. لذلك لم يكن غريبا أن يتابع الحافظ الضياء أفراد أسرته وعلماء عصره.

فسافر إلى القدس بعد فتحها على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه‌الله ، وكان الضياء في هذه الرحلة بصحبة الشيخ عبد الله بن عمر بن أبي بكر المقدسي.

وكان ذلك قبل سنة ٥٨٦ ه‍ وهي السنة التي توفي فيها الشيخ عبد الله


المقدسي (١) وبعد سنة ٥٨٣ ه‍ وهي السنة التي تم فيها فتح بيت المقدس على يد السلطان صلاح الدين.

وسافر إلى مصر سنة خمس وتسعين وخمس مئة وسمع فيها من شيوخها.

ثم رحل إلى بغداد ، وهمذان ، وأصبهان وغيرها من البلدان القريبة منها وبقي في هذه الرحلة ما يقارب السنتين ، من سنة ٥٩٨ ه‍ و ٥٩٩ ، ثم عاد إلى بغداد وأقام بها من سنة ٥٩٩ ه‍ حتى نهاية سنة ٦٠١ ه‍.

وعاد بعدها إلى بلده دمشق ومكث فيها إلى سنة ٦٠٥ ه‍.

وبدأ في سنة ٦٠٥ ه‍ رحلته الطويلة حيث سمع في حلب ، وحرّان ، والموصل ، ثم وصل إلى أصبهان ، وهمذان سنة ٦٠٦ ه‍ وبقي حتى سنة ٦٠٨ ه‍ ثم سمع بمرو ، ونيسابور سنة ٦٠٩ ه‍ ، وفي سنة ٩١٠ ه‍ وصل إلى هراة ، وعاد إلى دمشق بعد رحلة دامت أكثر من خمس سنوات ، سمع فيها مالا يوصف كثرة ، وحصّل فيها كثيرا من المسانيد ، والأجزاء ، والكتب الحديثية وغيرها.

وفي سنة ٦٢٥ ه‍ سمع بالقدس بالمسجد الأقصى.

وكان سمع بمكة المكرمة ، وعسقلان وغيرهما.

يلاحظ في رحلات الضياء أنه قد شاركه فيها بعض أهله ، وأقربائه ، مثل أخيه عبد الرحيم ، ومحمد بن عبد الغني المقدسي ، وعبد الله بن عمر بن أبي بكر المقدسي وغيرهم.

شيوخه

في هذه الرحلات المتعددة والطويلة تلقى الحافظ ضياء الدين عن الشيوخ

__________________

(١) ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ١ / ٣٧١ ـ ٣٧٢


الكتب والمسانيد ، والمعجمات ، والمشيخات ، فزاد شيوخه عن خمس مئة شيخ وشيخة ، بعد أن طلب العلم والحديث في سن مبكرة ، فقد تلقى عن شيوخ دمشق وسنّه لا تتجاوز السابعة ، وكان قد أخذ عن كثير من أهله ، كإخوته ، وخاليه ، والحافظ عبد الغني المقدسي وغيرهم ، فحفظ القرآن صغيرا ، وتفقّه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل.

فسمع بدمشق من أبي المعالي بن صابر ، والفضل بن البانياسي ، وعمر بن حيويه ، ويحيى الثقفي ، وأحمد بن علي الموازيني ، ومحمد بن حمزة بن أبي الصقر ، وابن صدقة الحرّاني ، وعبد الرحمن بن علي الخرقي ، وبركات الخشوعي وغيرهم كثير.

وسمع بمصر من البوصيري ، وفاطمة بنت سعد الله ، وجماعة.

وفي هراة أخذ عن أبي روح عبد المعز بن محمد ، وطائفة.

وتلقى بمرو من أبي المظفر بن السمعاني وغيره.

وسمع بحلب من الافتخار الهاشمي وغيره.

وبالموصل سمع من علي بن هبل وغيره.

وبأصبهان تلقى الكثير من أبي جعفر محمد بن الصيدلاني ، والقاسم بن أبي المطهر الصيدلاني ، وعفيفة الفارفانية ، وخلف بن أحمد ، وأسعد بن سعيد ، وزاهر بن أحمد ، والمؤيد بن الأخوة وغيرهم.

ومن الحسن بن أحمد الأوقي بالمسجد الأقصى.

شيوخه بالإجازة

سبق أن تحدثت في بحث تلقيه العلم أنه تلقى الإجازة في سنة ٥٧٤ ه‍ عن الحسن بن علي بن شيرويه البغدادي ، وكان عمره خمس سنوات ، فكانت تلك من أولى الإجازات التي تلقّاها ، ثم تابع سعيه طلبا للعلم ، وسعى أيضا بطلب


الإجازة من الشيوخ طلبا لعلو الإسناد ، ولتحصيل الأصول من الأجزاء والكتب ، فأجازه الكثيرون كالحافظ السلفي وشهدة الكاتبة ، وأحمد بن علي الناعم ، وابن شاتيل ، وابن برّي النحوي ، وأبو الفتح الخرقي وغيرهم.

نشره للعلم

بعد عودته من رحلاته العلمية لزم الضياء التدريس والإملاء وأكبّ على التصنيف ، والنسخ ، وكان قد حصّل الأصول النفيسة من الكتب التي تلقاها عن شيوخه ، فتح الله بها عليه شراء أو هبة أو نسخا كما هي عادة العلماء.

تلاميذه ، والرواة عنه

وأخذ الطلاب ينهلون من علم الضياء وتآليفه ، ومن الكتب والأصول التي تلقّاها عن شيوخه ، فروى عنه كثير من العلماء كابن نقطة ، وابن النجار ، وسيف الدين بن المجد ، وزكيّ الدين البرزالي ، وابن أخيه محمد بن عبد الرحيم ، وابن أخيه أيضا علي بن البخاري ، والقاضي سليمان بن حمزة ، وإسماعيل بن إبراهيم الخباز ، وعمر بن الحاجب وغيرهم.

صفاته العلمية والخلقية

جمع الضياء بين الحديث ، والفقه الحنبلي وعلومهما ، وطرفا من الأدب ، وكثيرا من التفسير ، واللّغة ، ونظر في الفقه وناظر فيه ، ولم يزل ملازما للعلم منذ نعومة أظفاره تلقيا وأداء إلى أن انتقل إلى جوار ربّه.

يقول الذهبي في وصفه : «كان الحافظ الضياء يقتنع باليسير ويجتهد في فعل الخير ونشر السنّة ، وفيه تعبد وانجماع عن الناس ، وكان كثير البرّ والمواساة ، دائم التهجّد ، أمّارا بالمعروف ، بهي المنظر ، محببا إلى الموافق والمخالف ، مشتغلا بنفسه رضي‌الله‌عنه».


وقال الحافظ شرف الدين يوسف بن بدر رحمه‌الله : «شيخنا ابن عبد الواحد كان عظيم الشأن في الحفظ ، ومعرفة الرجال ، هو كان المشار إليه في علم صحيح الحديث وسقيمه ، ما رأت عيناي مثله».

وقال تلميذه عمر بن الحاجب : «سألت زكيّ الدين البرزالي عن شيخنا الضياء فقال : حافظ ثقة ، جبل ، دين ، خير».

وقال إسماعيل المؤدب : «إنه سمع الشيخ عز الدين عبد الرحمن بن العز يقول : ما جاء بعد الدارقطني مثل شيخنا الضياء».

وقال الذهبي : «سمعت الحافظ أبا الحجّاج المزّي ـ وما رأيت مثله ـ يقول : الشيخ الضياء أعلم بالحديث ، والرجال من الحافظ عبد الغني ولم يكن في وقته مثله».

وقال الحافظ محب الدين بن النجار ـ وقد شاركه في الأخذ عن الشيوخ ، وتلقّى عنه أيضا ـ : «هو حافظ متقن ، صدوق نبيل ، حجّة ، عابد محتاط في أكل الحلال ، مجاهد في سبيل الله ، ولعمري ما رأت عيناي مثله في نزاهة ، وعفّة ، وحسن طريقة في طلب العلم».

وقال أبو إسحاق الصريفيني : «كان الحافظ الزاهد العابد ضياء الدين المقدسي رفيقي في السفر ، وصاحبي في الحضر ، وشاهدت من كثرة فوائده ، وكثرة حديثه ، وتبحره فيه».

جهاده في سبيل الله

اشترك الضياء مع أهله في الجهاد ضد الصليبيين ، فقد شارك مع خاليه أبي عمر ، والموفق وغيرهما جهادهم مع السلطان صلاح الدين ، وكذلك مع عبد الله ابن عمر بن أبي بكر المقدسي ، وكانوا مع جهادهم يجلسون للمناظرة ونشر العلم ، أثناء الاستعداد للمعارك.


يقول ابن رجب ناقلا عن الضياء :

«قال : وشهدنا غزاة مع صلاح الدين ، فجاء ثلاثة فقهاء ، فدخلوا خيمة أصحابنا فشرعوا في المناظرة ، وكان الشيخ موفق الدين ، والبهاء حاضرين ، فارتفع كلام أولئك الفقهاء ، ولم يكن السيف (عبد الله بن عمر المقدسي) حاضرا ، ثم حضر ، فشرع في المناظرة ، فما كان بأسرع من أن انقطعوا من كلامه».

وقال الضياء : سافرت مرة مع خالي الإمام أبي عمر إلى الغزاة ، فبتنا عند قرية ، فأراد بعضنا أن يسهر ويحرسنا ، فقال له الشيخ : نم ، وقام هو يصلّي.

المدرسة الضيائية ، ومكتبتها

عمل الحافظ على نشر السنّة وعلومها في مدرسة بناها بنفسه ، وجعلها دارا للحديث النبوي ، وأطلق عليها اسم دار الحديث الضيائية ، ويقال لها أيضا دار السنّة ، وبناها بسفح جبل قاسيون شرقي الجامع المظفري (جامع الحنابلة).

ويصف لنا ابن رجب عمل الضياء في بناء مدرسته فيقول : بناها للمحدثين ، والغرباء الواردين ، مع الفقر والقلّة ، وكان يبني منها جانبا ويصبر إلى أن يجتمع معه ما يبني به ، ويعمل فيها بنفسه.

وتشتمل هذه المدرسة على مسجد ، وصفّة ، وبئر ماء ، وصحن للمدرسة ، ومكتبة ، وغرف للطلاب.

المكتبة الضيائية

أنشأ الحافظ الضياء داخل مدرسته مكتبة عامرة ، أوقف فيها كتبه وأجزاءه الحديثية ، التي تلقّاها عن شيوخه ، وضم إليها مؤلفاته ، وأوقف أيضا كثيرا من مؤلفات كثير من أهله ، وشيوخه ، وتلاميذه ، ومروياتهم كالحافظ عبد الغني المقدسي ، والموفق عبد الله ، وابن الحاجب ، وابن سلام ، وابن هامل ، وغيرهم.


قال الجمال بن عبد الهادي : وكان بهذه المدرسة كتب الدنيا ، والأجزاء الحديثية ، حتى يقال : إنه كان فيها خط الأئمة الأربعة ، ويقال : إنه كان فيها التوراة والإنجيل.

وقد نهبت المكتبة في نكبة الصالحية أيام قازان ، من التتر ، فأتلف فيها الشيء الكثير ، وبيعت كتب كثيرة ، ثم عمل المشرفون عليها على إعادة كتب من وقفيتها بفضل بعض من العلماء ، كيوسف بن عبد الهادي ومحمد بن طولون ، وفي فترة متأخرة نقلت هذه المكتبة إلى المدرسة العمرية ، ولما اضمحلّ أمر المدرسة العمرية بعد ذلك ، وجمعت الكتب الموقوفة من مساجد دمشق ومكتباتها الوقفية ضمّت هذه الكتب وآلت إلى المكتبة الظاهرية ، وتعتبر كتب المدرسة الضيائية ، والمدرسة العمرية أفضل ما حوته المكتبة الظاهرية بدمشق.

ومن أشهر من تولّى التدريس فيها والإشراف على مكتبتها بعد مؤسسها :

محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي المتوفى سنة ٦٨٦ ه‍.

أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي المتوفى سنة ٦٩٣ ه

محمد بن عبد المنعم بن غازي الحراني المتوفى سنة ٦٧١ ه

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي بكر السعدي المتوفى ٧٠٣ ه‍.

محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الشيخ أبي عمر المقدسي المتوفى سنة ٧٤٣ ه‍.

محمد بن محمد بن إبراهيم المرداوي المتوفى سنة ٧٤٩ ه‍.

وآخرون.

مؤلفاته

يعتبر الضياء المقدسي من المكثرين في التأليف ، فمؤلفاته قاربت المئة أو تزيد ، منها الجزء الصغير ، ومنها الأجزاء الكثيرة التي تتجاوز التسعين جزءا ، ومنها المجلدات.


قال عنها العلماء : له من المؤلفات الدالّة على كثرة حفظه واطلاعه وتمكنه من علم الحديث متنا وإسنادا ، وقال الذهبي : تصانيفه نافعة مهذبة.

من أهم كتبه وأشهرها :

الأحاديث المختارة : وهي التي تصلح أن يحتج بها سوى ما في الصحيحين ، خرجها من مسموعاته ، كتب فيها تسعين جزءا ولم تكمل ، قال بعض الأئمة : هي خير من مستدرك الحاكم (انظر المنتخب ، من مخطوطات الحديث في الظاهرية ص / ٢٢٦ /.

الأحكام : في ثلاثة مجلدات.

الموافقات : في نحو من ستين جزءا.

فضائل الشام : ثلاثة أجزاء ، في الظاهرية الجزء الثاني ، وفيه فضائل بيت المقدس ، مجموع ٤٨ (٣٢ ـ ٥٤).

صفة الجنة : الظاهرية مجموع ١٠٣ (٧٧ ـ ٨٩)

صفة النار.

سيرة المقادسة (في الظاهرية سيرة الشيخ أبي عمر مجموع ٨٣ (٣٩ ـ ٤٢) ومختصر له في المجموع ٩ (١٢٠ ـ ١٢٧).

فضائل الأعمال. طبع في مصر بنفقة سلطان النمنكاني من أهل المدينة المنوّرة ، رحمه‌الله.

النّهي عن سبّ الأصحاب. في الظاهرية مجموع ١٠١ (٢١ ـ ٤٤).

الطب النبوي.

مناقب أصحاب الحديث. (الظاهرية مجموع ١٠٧ (١٤٠ ـ ١٤٥).

الحكايات المستطرفة.

دلائل النبوّة.

سبب هجرة المقادسة إلى دمشق ، وكرامات مشايخهم.


ـ الإيمان ، ومعالم الإسلام. (الظاهرية مجموع ٢١ (٥٦ ـ ٦٠).

اختصاص القرآن ، بعوده إلى الرحيم الرحمن (الظاهرية عام ٤٥٠٦ (١ ـ ٤).

الأحاديث والحكايات (انظر المنتخب من مخطوطات الحديث في الظاهرية ص ٢٢٧).

الحكايات المنثورة (الظاهرية مجموع ٩٨ (١٠٦ ـ ١١٦) (١٤٣ ـ ١٥١).

ذكر ما أعطي نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، دون الأنبياء (الظاهرية مجموع ١١٠ (٢٠٤ ـ ٢١٣).

كرامات مشايخ الأرض المقدسة :

في الظاهرية الجزء الثالث ، حديث ٢٤٨ (٩١ ـ ٩٩).

مناقب جعفر بن أبي طالب. طبع في بغداد بتحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين.

وفاته :

توفي الحافظ الضياء يوم الاثنين ٢٨ جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وست مئة ، وله من العمر أربع وسبعون سنة ، ودفن في الروضة بالقرب من قبر الموفق بجبل قاسيون في دمشق.

مراجع ترجمته :

ذيل طبقات الحنابلة ، لابن رجب الحنبلي ٢ / ٢٣٦.

سير أعلام النبلاء ، للذهبي (المخطوط المجلد ١٣ / ٢٥٠ ـ ٢٥١).

تذكرة الحفاظ للذهبي ٤ / ١٩٠ ـ ١٩٢.

مشيخة المؤلف بالظاهرية (ثبت مسموعاته) (المكتبة الظاهرية ، مجموع (١٠٦ / ٥٤ ـ ٦٧).

فوات الوفيات ، لابن شاكر الكتبي ٢ / ٢٣٨.


ـ النجوم الزاهرة ، لابن تغري بردي ٦ / ٣٥٤.

البداية والنهاية ، لابن كثير الدمشقي ١٣ / ١٦٩.

الوافي بالوفيات. لصلاح الدين الصفدي ٤ / ٦٥ ـ ٦٦.

شذرات الذهب ، لابن العماد الحنبلي ٥ / ٢٢٤ ـ ٢٢٦.

القلائد الجوهرية. لمحمد بن طولون الدمشقي ١ / ٧٦ ـ ٧٩.

الدارس في تاريخ المدارس لعبد القادر النعيمي ٢ / ٩١ ـ ٩٦.

كشف الظنون. لحاجي خليفة. صفحة ٢٢ ، ١٢٧٤ ، ١٨٨٩ ، ٢٠١٣.

إيضاح المكنون. لإسماعيل البغدادي ٢ / ٣٣.

هدية العارفين. لإسماعيل البغدادي ٢ / ١٢٣.

فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (التاريخ) للدكتور يوسف العش ١٧٥ / ٢٦٧ / ٢٦٨ / ٢٨٥ /.

المنتخب من مخطوطات الحديث. في دار الكتب الظاهرية. وضعه محمد ناصر الدين الألباني ٣٢٥ / ٣٣٦.

تاريخ الأدب العربي. لكارل بروكلمان (الطبعة الألمانية) ١ / ٣٩٨ / ٣٩٩.

مجلة معهد المخطوطات العربية ٢ / ٩٠ ، ٥ / ٣٣٣.

أهم كتب فضائل بيت المقدس

آ ـ الكتب المطبوعة :

فضائل البيت المقدس : لأبي بكر محمد بن أحمد الواسطي ، من علماء القرن الخامس الهجري ، طبع بالقدس عام ١٩٧٩ م.

فضائل القدس. لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه‍ حققه الدكتور جبرائيل جبور. بيروت ١٩٧٩ م.

باعث النفوس ، إلى زيارة القدس المحروس. لإبراهيم بن عبد الرحمن الفزاري ، الشهير بابن الفركاح المتوفى سنة ٧٢٩ ه‍.


نشره تشارلز ماثيور ، في المجلد الرابع عشر ، والخامس عشر من مجلة الجمعية الشرقية بفلسطين. ثم نشر مستقلا عام ١٩٣٥ م ، بالقدس.

مثير الغرام ، إلى زيارة القدس والشام ، لأحمد بن محمد بن سرور المقدسي المتوفى سنة ٧٩٥ ه‍.

طبع منه الفصل الأخير الذي يبحث في فضائل المسجد الأقصى ، وفيه ذكر عدد من الصحابة ، والتابعين ، والعلماء الأخيار الذين وردوا إلى القدس ، أو دفنوا فيها. طبع هذا الفصل من الكتاب في مدينة يافا سنة ١٣٦٥ ه‍ بعناية أحمد سامح الخالدي.

إتحاف الأخصّا ، بفضائل المسجد الأقصى : لشمس الدين محمد السيوطي من علماء القرن التاسع الهجري. طبع الجزء الأول منه بالقاهرة.

الأنس الجليل ، بتاريخ القدس والخليل. لعبد الرحمن بن محمد العليمي الحنبلي المتوفى سنة ٩٢٨ ه‍. طبع بمصر سنة ١٢٨٣ ه‍ ، وفي النجف سنة ١٩٦٨ م ، وفي عمان (نسخة مصوّرة) سنة ١٩٧٢ م ، وترجمه إلى الفرنسية ه. سوفير. وطبع في باريس ١٨٧٦ م.

روضة الأنس ، في فضائل الخليل والقدس. لعارف الشريف المتوفى سنة ١٣٨٣ ه‍. طبع في القدس ١٩٤٩ م.

ب : الكتب المخطوطة :

فضائل بيت المقدس والخليل ، عليه الصلاة والسلام ، وفضائل الشام : لأبي المعالي المشرف بن المرجى بن إبراهيم المقدسي ، من علماء القرن الخامس الهجري.

منه نسخة في مكتبة توبنغن كتبت سنة ٨٠٦ ه‍ وهي برقم ٢٧

الجامع المستقصى ، في فضائل المسجد الأقصى : للقاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر المتوفى سنة ٦٠٠ ه


منه قطعة مخطوطة في مكتبة الأزهر. كتبت سنة ٩٦٦ ه‍ برقم ٣٩٧١ تاريخ أباظة.

مفتاح المقاصد ، ومصباح المراصد. في زيارة بيت المقدس لعبد الرحيم بن علي القرشي المتوفى ٦٢٥ ه

منه نسخة في معهد التراث العلمي العربي بحلب.

فصل الخطاب ، لتضعيف الثواب ، وهو عن مضاعفة ثواب الصلاة في المسجد الأقصى وفي الجماعة. تأليف محمد بن طولون بن الدمشقي الصالحي المتوفى سنة ٩٥٢ ه‍. منه نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق برقم ٩٠٥٤ من الورقة (١٣٨ ـ ١٤٢)

المستقصى ، في فضائل المسجد الأقصى ، لمحمد بن محمد العلمي القدسي من علماء القرن الحادي عشر.

منه نسخة مخطوطة في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة.


دراسة الكتاب

منهج المؤلف

الحافظ ضياء الدين المقدسي ، محدّث ، تلقى الحديث والروايات على طريقة المحدثين. وذلك برواية كل خبر مسندا إلى شيخه الذي أخذ عنه ، إلى آخر السند. وطريقة تأليفه لكتبه تعتمد هذه الطريقة ، فهو يعمد إلى تجميع الأخبار والأحاديث في الموضوع الذي يؤلف فيه ، وتقسيم ذلك إلى أبواب ، وبمجموع الأبواب ذات الموضوع المتقارب يتألف الكتاب ، وفي كتابنا فضائل بيت المقدس نجد النهج ذاته ، فهو يعمد إلى إيراد الأخبار كما ذكرت مسندة ، وفي نهايتها يخرج الأحاديث إلى الكتب الحديثية ، كأحد الكتب الستة أو غيرها ، وقد يبيّن رأيه في الحديث صحة وضعفا ، أو أنه ينقل تعليق غيره على الحديث.

أعاد المؤلف النظر في الكتاب ، وزاد فيه ـ بعد أن قرئ عليه ـ على هامشه.

الكتاب مؤلف من ثلاثة أجزاء ، ولم أستطع معرفة ما يحتويه كل من الجزأين الأول والثالث ، غير أن الجزء الثالث يشير إلى ذكر فضائل غزة وغيرها من المدن ، وأن المؤلف جعل للكتاب مقدمة في الجزء الأول سماها ابن أخ المؤلف (الخطبة). عرفت ذلك من خلال السماعات في النسخة.

أبواب الكتاب

تتسلسل الأبواب في هذا الكتاب على النحو التالي :

باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تشدّ الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد». وفيه سبع روايات للحديث.


ـ باب في قوله تعالى : (بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ، وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ). وفيه ثلاثة أحاديث ، وتأويل عبد الله بن عمر للآية.

باب في قول الملائكة الموكلين بالمساجد الثلاثة ، وفيه حديث واحد.

باب : أي مسجد وضع في الأرض أولا ، وفيه حديثان.

باب : فضل الصلاة ببيت المقدس. وفيه ستة أحاديث.

باب : في الصلاة إلى بيت المقدس. وفيه خمسة أحاديث.

باب : في فضل صخرة بيت المقدس. وفيه أربعة أحاديث. ورواية عن نوف البكالي ، وروايتان عن وهب ، ورواية عن كعب.

باب : ذكر أن بيت المقدس لا يدخلها الدجال ، وفيه تسعة أحاديث.

باب : في ذكر عمران بيت المقدس. وفيه حديث واحد.

باب : ذكر أن المهدي ينزل بيت المقدس. وفيه حديث واحد.

باب : في الإسراء بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بيت المقدس ، وفيه ثلاثة عشر حديثا.

باب : في فضل الإحرام من بيت المقدس. وفيه حديثان.

باب : في ذكر من أحرم من بيت المقدس من الصحابة ، وفيه ثلاثة أخبار.

باب : ذكر من سكن بيت المقدس من الصحابة ، وفيه رواية موسى بن سهل النيسابوري الرملي.

باب : فضل مؤذني بيت المقدس ، وفيه حديث واحد.

باب : ذكر حديث مخشن بن مخاشن النميري وفيه خبران.

ويكون مجموع الأحاديث ، والأخبار ، والروايات ستا وستين رواها الضياء عن شيوخه.

أهمية الكتاب

تعود أهمية الكتاب إلى الفترة التي ألف فيها ، فمدينة القدس استردت من يد الصليبيين سنة ٥٨٣ ه‍ على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه‌الله ، وسعد


المسلمون بهذا الفتح والنصر الكبير ، وجهد العلماء في الحفاظ على مدينتهم المقدسة «القدس» فكثرت المؤلفات في فضائل بيت المقدس في القرن الذي تلا فتح المدينة ، ومنهم الحافظ الضياء ، فلم ينس بلده الذي نشأ أهله فيه. ونجد الاهتمام نفسه عند صديقه في الطلب ، والرحلة محب الدين محمد بن محمود النجار ، والذي ألّف كتابا في فضائل القدس أيضا ، سمّاه : روضة الأولياء ، في مسجد إيلياء.

عملي في تحقيق الكتاب :

اعتمدت في تحقيق الكتاب على النسخة الوحيدة التي تحتفظ المكتبة الظاهرية بها وهي نسخة فريدة نادرة (١) كتبها المؤلف بنفسه ، وكتب سماع تلاميذه عليه بخطه وكثرة السماعات تدل على قيمتها العالية ، وسأفرد بابا خاصا لدراسة السماعات ، وهذه نسخة ضمن أحد المجاميع النادرة القيّمة في المكتبة الظاهرية ، ورقم المجموع / ٤٨ / ويبدأ الكتاب باللوحة / ٣٢ / أوينتهي باللوحة ٥٤ / أ، طول الصفحة ٢٧ سم ، وعرضها ١٨ سم. في كل صفحة ٢٤ سطرا تقريبا. وتمتاز هذه النسخة بحسن الضبط والدقة في الكتابة ، وقد ألحق المؤلف أحاديث وأخبارا على هامش النسخة ، كما ألحق أوراقا جانبية ، ويبدو أن أوراقها قد اضطربت قبل تجليدها ، فجاء بعض الأوراق متأخرا عن مكانه ، لذا عمدت إلى ترتيبها جديدا عند نسخ الكتاب ، فجعلت أرقام لوحات الأصل في هامش المطبوعة ليتضح للقارئ التقديم والتأخير ، ثم رقمت الأحاديث ، والأخبار تبعا لذلك ، وضبطت الأخبار ، وما أشكل لفظه من السند ، وذكرت مظان تراجم

__________________

(١) هذه النسخة وحيدة في العالم ، لم أعثر في فهارس المخطوطات على ذكر لها ، ولم يذكرها الدكتور كامل جميل العسلي في كتابه «مخطوطات فضائل بيت المقدس» والسبب في ذلك يعود إلى أن هذا الكتاب ورد في فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية فهرس الجغرافية تحت عنوان : «فضائل الشام» دون الاشارة إلى أن الموجود منه الجزء الثاني فقط وهو فضائل بيت المقدس ونسبه واضعه لغير مؤلفه ، إذ نسبه لمحمد بن عبد الرحيم ، وهو ابن أخ المؤلف وهو الذي تلقى الكتاب عن عمه وسمعه عليه.


مشايخ المؤلف عند ورود اسم الشيخ أول مرة ، ثم أحلت إلى فهرس الشيوخ عند وروده مرة أخرى ، وشرحت الكلمات الغامضة التي تحتاج إلى شرح أو توضيح ، وأحلت إلى كتب الحديث للأحاديث والأخبار الواردة في كتابنا ، أو التي تشابهت معها أو اقتربت ألفاظها منها ، واعتمدت على الكتب الستة ومجمع الزوائد للهيثمي في كثير من الأحاديث ، لبيان درجتها. ونقلت جميع السماعات على النسخة مرتبة ترتيبا زمنيا.

وختمت الكتاب بالفهارس الفنية التي تساعد الباحث ، فعملت فهارس للآيات الكريمة ، ولشيوخ المؤلف ، وللسماعات ، وفهرسا شاملا لمضامين الكتاب.

وأرجو من الله أن يجعل عملي خالصا لوجهه تعالى ، وأن أكون قد وفقت فيه ، والحمد لله رب العالمين.

السماعات على الكتاب ودراستها :

مجموع القراءات والسماعات على النسخة تزيد على خمسة وثلاثين سماعا ، منها خمسة عشر سماعا على المؤلف ، أحدها كان هو الذي قرأ الكتاب وأسمعه وكتب السماع ، ثم توالت السماعات عليه ، وأول هذه السماعات كان في ذي القعدة سنة ٦٣٢ ه‍ وآخرها في ٦ محرم سنة ٦٤٢ ه‍ أي قبل وفاة المؤلف بسنة ونصف السنة.

ثم نجد على النسخة سماعات على ابن أخ المؤلف وهو محمد بن عبد الرحيم المقدسي ، بحق سماعه من عمه المؤلف ، وقرئت هذه النسخة عليه اثنتي عشرة مرة. وسماع على عبد الله بن أحمد المقدسي بحق سماعه من المؤلف.

وسماعات على تلميذ المؤلف القاضي سليمان بن حمزة المقدسي بحق سماعه من المؤلف ، واشترك مع ابن أخ المؤلف محمد بن عبد الرحيم المقدسي في سماع آخر.


وآخر السماعات على النسخة سماع على العلامة يوسف بن عبد الهادي.

هذه السماعات الكثيرة على المؤلف ، وعلى نسخته بالذات تجعل لها قيمة عالية في التوثيق ، يطمأنّ إلى الاعتماد عليها في تحقيق الكتاب.

وألخص فيما يلي بعض الملاحظات التي تبينتها من خلال هذه السماعات :

كثير من السامعين والقراء كان من أقرباء المؤلف.

حضر السماع والي الصالحية وهو محمد بن محمود بن نصر بن منصور ، اللوحة / ١٣٨ /.

يشترك في السماع مع السامعين فتيانهم وعبيدهم.

حضور بعض الأولاد الصغار ، ونجد الدقّة في وصف حضورهم ، وسماعهم.

فيقول كاتب السماع : «وهؤلاء الصغار كانوا يلعبون لعبا شديدا ، لعبا يشغلهم عن السماع ، ولعل أن يصح لهم الحضور» اللوحة / ٣٣ / أ.

حرص يوسف بن عبد الهادي على أن يسمع زوجته وأولاده الكتاب ، اللوحة / ٣٢ /.

تساعد دراسة السماع الأول على المؤلف في معرفة تاريخ تأليف الكتاب ، ففيه أن تاريخ السماع كان العشر الأخير من ذي القعدة سنة ٦٣٢ ه‍ فيكون تحديد تاريخ تأليف الكتاب قبل هذا التاريخ بقليل.

ولبيان قيمة السماع أقدم ملخصا لتراجم كل من شيوخ السماعات بعد المؤلف.

١ ـ ابن أخ المؤلف محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي :

هو محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي : ولد ليلة الخميس حادي عشر ذي الحجة سنة سبع وست مئة بقاسيون ، وحضر على ابن الحرستاني ،


والكندي ، والشيخ موفق الدين ، ولازم عمه الحافظ الضياء ، وتخرج به ، وكتب الكثير من مؤلفاته بخطه ، وكان يدرس الفقه بمدرسة عمه ، وكان شيخ الحديث بها ، وبدار الحديث الأشرفية بسفح قاسيون ، قال الذهبي : «كان إماما فقيها ، محدثا زاهدا عابدا ، كثير الخير ، له قدم راسخ في التقوى ، ووقع في النفوس» وقال اليونيني «كان صالحا زاهدا عابدا متقللا من الدنيا ، وعنده فضيلة ، وكان من سادات الشيوخ علما وعملا وصلاحا وعبادة».

حدّث رحمه‌الله بالكثير نحوا من أربعين سنة ، وسمع منه خلق كثير ، وروى عنه جماعة من الأكابر. توفي بعد العشاء من ليلة الثلاثاء تاسع جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وست مئة ، ودفن من الغد عند الشيخ موفق الدين رحمه‌الله تعالى.

المصادر : الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٣٢١ القلائد الجوهرية ١ / ٨٠.

٢ ـ سليمان بن حمزة بن أحمد المقدسي ، تلميذ المؤلف :

هو سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي. قاضي القضاة ، ولد في منتصف رجب سنة ٦٢٨ ه‍. حضر على ابن الزبيدي ، والحافظ ضياء الدين ، وأكثر عنه ، حتى قال : سمعت عنه نحو ألف جزء. ولازم الشيخ شمس الدين بن أبي عمر ، قال الذهبي : «كان فقيها إماما محدّثا ، أفتى نيّفا وخمسين سنة ، ودرس بالجوزية وغيرها ، وبرع في المذهب ، وتخرّج به الفقهاء ، وروى الكثير ، وتفرّد في زمانه ، وكان كيّسا متواضعا ، حسن الأخلاق وافر الجلالة ، ذا تعبّد ، وتهجّد ، وإيثار» توفي ليلة الاثنين حادي عشر ذي القعدة سنة خمس عشرة وسبع مئة ، بالدير ، بالصالحية. ودفن بتربة جدّه أبي عمر بقاسيون.

المصادر : الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٣٦٥


٣ ـ عبد الله بن أحمد المقدسي ، تلميذ المؤلف :

هو عبد الله بن أحمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرحمن السعدي المقدسي ، المحدّث الرّحال.

سمع بدمشق من الشيخ الموفق ، وابن الزبيدي ، ورحل إلى بغداد ، وعني بالحديث ، أتم عناية ، وأكثر السماع ، والكتابة ، وحدّث. توفي في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة ست ثمان وخمسين وست مئة ، وله من العمر أربعون سنة.

المراجع : الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٢٦٨

٤ ـ يوسف بن عبد الهادي :

هو يوسف بن القاضي بدر الدين الحسن بن أحمد بن عبد الهادي القرشي العمري الصالحي الملقب بابن المبرد.

ولد بدمشق غرّة المحرّم سنة ٨٤٠ ه‍ أو بضع وأربعين ، أخذ عن أحمد الحنبلي وعن محمد وعمر العسكريين ، واخذ أيضا عن تقي الدين الجراعي ، وتقي الدين ابن قندس ، ومن شيخاته فاطمة بنت خليل الحرستاني ، وخديجة الأرموي.

كان عالما ذكيا ، اقتنى كثيرا من الكتب وانتقاها ، وألّف كتبا كثيرة ، تحتفظ المكتبة الظاهرية بدمشق بالكثير منها.

توفي يوم الاثنين من شهر المحرم سنة ٩٠٩ ه‍ ودفن بسفح قاسيون.

المراجع : مقدمة ثمار المقاصد في ذكر المساجد ، ليوسف بن عبد الهادي.









بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١)

والحمد لله وحده ، وصلى الله على محمد وآله وسلم

ما ذكر في فضل بيت المقدس

باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد

رواية أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه

١ ـ أخبرنا أبو علي ضياء بن أبي القاسم بن أبي علي النّصري (٢) بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قراءة عليه وأنت تسمع ، أنبا علي بن إبراهيم بن عيسى المقرئ ، أنبا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة ، ثنا ابن كثير وأبو الوليد ، عن شعبة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن قزعة مولى زياد ، عن أبي سعيد الخدري قال :

ثلاث قالهنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أو سمعتهنّ منه آنقنني (٣) وأعجبنني : لا تسافر امرأة مسيرة يومين ولا ليلتين إلّا ومعها ذو محرم أو زوجها ، ولا صوم يومين ، يوم النّحر ويوم الفطر ، ولا صلاة بعد الصّبح حتى تطلع الشمس ، وبعد العصر

__________________

(١) اللوحة ٣٤ آ

(٢) نسبة إلى محلة النصرية ببغداد. انظر سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٩٦) ، التكملة لوفيات النقلة ٢ / ٨٦.

(٣) آنقنني : آنقني الشيء : أعجبني واستحسنته وأحببته. جامع الأصول ٥ / ٢٦٠


حتّى تغرب الشمس ، ولا تشدّ الرّحال (١) إلّا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا.

هذا حديث صحيح. أخرجه البخاري (٢) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك. ورواه مسلم (٣) عن محمد بن المثنى ، عن محمد بن جعفر ، كلاهما عن شعبة بنحوه.

رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه

٢ ـ أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي يعرف بابن المعطوش (٤) بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له أخبركم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه قال : أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

تشدّ الرّحال إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي (٥) والمسجد الأقصى. قال سفيان : ولا تشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد. سواء.

صحيح أخرجه البخاري (٦) ، عن علي بن المديني. ورواه مسلم (٧) عن عمرو الناقد. كلاهما عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة.

__________________

(١) الرحال : جمع رحل ، وهو سرج البعير الذي يركب عليه ، وكنى به صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن السير والنّفر.

والمراد لا يقصد موضع من المواضع بنية العبادة والتقرب إلى الله تعالى إلا إلى هذه الأماكن الثلاثة تعظيما وتشريفا. جامع الأصول ٥ / ٢٦٠ ، ٩ / ٢٨٣ ـ ٢٨٤

(٢) صحيح البخاري ٢ / ٥٨ وفيه : عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه يحدث بأربع عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ...

(٣) صحيح مسلم ٢ / ٩٧٥ ـ ٩٧٦ وفيه : سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أربعا ....

(٤) انظر في ترجمته سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٩٢) العبر ٤ / ٣١٠ ، التكملة لوفيات النقلة ١ / ٤٥٥

(٥) اللوحة ٣٤ ب

(٦) صحيح البخاري ٢ / ٥٦. التطوع باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة

(٧) صحيح مسلم الحديث رقم ١٣٩٧. كتاب الحج.


رواية بصرة رضي‌الله‌عنه

٣ ـ أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطّوسيّ (١) بقراءتي عليه بنيسابور ، قلت له : أخبركم أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر بن محمد بن الحسين المعروف بالسّيدي قراءة عليه وأنت تسمع ، أنبا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري ، أنبا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي ، أنبا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ببغداد ، ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري ، ثنا مالك ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة أنه قال (٢) :

خرجت إلى الطّور فذكره ثم قال : فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال : من أين أقبلت؟ فقلت : من الطّور ، فقال : لو أدركتك قبل أن تخرج ما خرجت إليه سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

لا تعمل المطيّ إلّا إلى ثلاثة مساجد : إلى المسجد الحرام أو مسجدي هذا ، أو إلى مسجد إيليا (٣) أو بيت المقدس. يشكّ أيهما قال.

أخرجه أبو داود السجستاني في سننه (٤) ، عن القعنبي عبد الله بن مسلمة بن قعنب. ورواه الترمذي في جامعه (٥) عن إسحاق بن موسى ، عن معن بن عيسى جميعا عن مالك. ورواه النسائي في سننه (٦) عن قتيبة بن سعيد ، عن بكر بن مضر كلاهما عن يزيد بن عبد الله بن الهاد بإسناده نحوه.

وقد رواه سعيد بن أبي سعيد المقبري : أن أبا بصرة جميل بن بصرة لقي أبا هريرة.

__________________

(١) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ١٤٢) ، التكملة لوفيات النقلة ٣ / ٢٦ ، شذرات الذهب ٥ / ٧٨

(٢) الحديث بتمامه في جامع الأصول ٩ / ٢٦٩

(٣) إيلياء ويقصر ، وإلياء ويقصر : مدينة القدس. القاموس : أيل.

(٤) سنن أبي داود رقم ١٠٤٦ باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة. وانظر جامع الأصول ٩ / ٢٧١

(٥) الجامع للترمذي رقم ٤٩١ باب ما جاء في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة.

(٦) سنن النسائي ٣ / ١١٤ باب الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة.


ورواه (١) عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ومرثد بن عبد الله اليزني ، عن أبي بصرة الغفاري ، وقيل : هو هو والله أعلم.

رواية علي عليه‌السلام

٤ ـ قرئ على أبي الفتوح أسعد بن محمود بن خلف العجليّ (٢) المفتي ونحن نسمع بأصبهان ، أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قراءة عليها وأنتم تسمعون ، فأقرّ به ، أنبا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذه ، أنبا أبو القاسم سليمان (٣) بن أحمد الطبراني ، ثنا مسلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن سلمة بن كهيل ، عن حجيّة بن عدي ، عن علي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

لا تشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا ، والمسجد الحرام والمسجد الأقصى.

لا أعرفه إلا من هذا الطريق. والله أعلم (٤).

رواية عبد الله بن عمر رضي‌الله‌عنهما

٥ ـ قرئ على أبي محمد عبد الرزاق بن نصر بن مسلم النّجار (٥) ونحن نسمع سنة تسع وسبعين وخمس مئة بدمشق ، أخبركم أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء ، أنبا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي المصري بدمشق ، أنبا أبو علي أحمد بن عمر بن محمد بن خرّشيد قوله ، أنبا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي المعروف

__________________

(١) انظر مجمع الزوائد ٤ / ٣

(٢) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٩٢) ، التكملة لوفيات النقلة ٢ / ١٠ ، شذرات الذهب ٤ / ٣٤٤

(٣) اللوحة ٣٥ آ

(٤) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٣ : رواه الطبراني في الصغير والأوسط

(٥) انظر ترجمته في العبر ٤ / ٢٤٤


بالحامض ، ثنا يعقوب بن عبيد النهر تيري ، ثنا علي بن يونس البلخي ، ثنا هشام بن الغاز ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

لا تشدّ المطيّ إلّا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ومسجد الأقصى (١).

رواية أبي الجعد الضمري

وسماه بعضهم أدرع بن جنادة بن المزداد بن عبد كعب بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. رضي‌الله‌عنه (٢).

٦ ـ أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني (٣) بقراءتي عليه بأصبهان ، قلت له : أخبركم محمود بن إسماعيل الصيرفي وأنت حاضر ، أنبا أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه ، أنبا سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا الحضرمي وموسى بن هارون قالا : ثنا سعيد بن عمرو الأشعثي ، ثنا عشر بن القاسم ، عن محمد بن عمرو ، عن عبيدة بن سفيان ، عن أبي الجعد الضمري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

لا تشدّ الرّحال إلّا إلى المسجد الحرام ومسجدي ، ومسجد الأقصى (٤).

رواية واثلة بن الأسقع رضي‌الله‌عنه

٧ ـ أخبرنا أبو الفضائل الفضل (٥) بن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصّيدلاني (٦) في كتابه ، أن الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، ثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا الأطروش من

__________________

(١) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٣ : رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات.

(٢) وقيل : جنادة. وقيل : عمرو بن بكر ، كان على قومه في غزوة الفتح. الإصابة ٤ / ٣٢

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٩٨) ، التكملة لوفيات النقلة ٢ / ١٢١

(٤) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٤ : رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح. ورواه البزار أيضا.

(٥) انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ١ / ١٥٦

(٦) اللوحة ٣٥ ب


لفظه ، ثنا أحمد بن علي الخزاز هو أبو جعفر ، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي ، ثنا أيوب بن مدرك ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

لا تشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس.

لا أعلم أني كتبته من حديث واثلة إلا من هذا الوجه من رواية أيوب بن مدرك. وهو من المتكلمين فيه. والله أعلم.

باب في قوله تعالى

(بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ)(١)

٨ ـ أخبرنا أبو المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم بن سليمان بن البانياسي (٢) المعدّل قراءة عليه وأنا أسمع في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وخمس مئة بدمشق ، قيل له : أخبركم أبو الفضل محمد وأبو الحسن علي ابنا الحسن بن الحسين الموازيني ، أنبا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني ، ثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن قراءة عليه قال : أنبا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي ، ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن زياد بن أبي سودة قال :

رئي عبادة بن الصّامت وهو على سور بيت المقدس الشرقي وهو يبكي قال : فقيل : ما يبكيك يا أبا الوليد؟ قال : من ههنا أخبرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه رأى جهنم (٣).

٩ ـ وأخبرنا أبو طالب الخضر بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاوس (٤) قراءة

__________________

(١) سورة الحديد الآية ١٣ وأول الآية : فضرب بينهم بسور له باب

(٢) انظر ترجمته في شذرات الذهب ٤ / ٢٧٣

(٣) الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ٦ / ١٧٤

(٤) انظر ترجمته في شذرات الذهب ٤ / ٢٦١


عليه ونحن نسمع في شوال سنة سبع وسبعين وخمس مئة بدمشق قيل له : أخبركم الشريف النسيب أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، أنبا محمد بن علي بن يحيي ، أنبا الفضل بن جعفر ، ثنا أبو جعفر محمد بن العباس بن الوليد القرشي إملاء ، ثنا موسى بن سهل ، ثنا يزيد بن خالد بن مرشل ، ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان (١) ، قال : حدثني زياد بن أبي سودة أنه سمع أخاه عثمان بن أبي سودة قال :

رأيت عبادة بن الصّامت وهو واضع صدره على جدار المسجد ، مشرف على وادي جهنم يبكي فقلت : أبا الوليد ما يبكيك؟ قال : هذا المكان الذي أنبأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه رأى فيه جهنم (٢).

١٠ ـ وأخبرنا هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط (٣) قراءة عليه ونحن نسمع ببغداد أن أبا الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء أخبرهم قراءة عليه ، أنبا عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن النصيبي إجازة قال : أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الواسطي (٤) ، ثنا عيسى بن عبد الله بن عبد العزيز الوراق قال : أخبرني علي بن جعفر الرازي ، ثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا أبو عمير النحاس ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن يحيي بن أبي كثير ، عن أبي سلمة قال :

رئي عبادة بن الصّامت على شرقي مسجد بيت المقدس يبكي ، فقيل له : ما يبكيك؟ فقال : من ههنا حدّثني حبّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه رأى ملكا يقلّب جمرا كالقطف (٥).

__________________

(١) اللوحة ٣٦ آ

(٢) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٦ / ١٧٤. وانظر فضائل البيت المقدس للواسطي ص ١٤

(٣) انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ١ / ٤١٠ ، سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٨١)

(٤) الحديث في فضائل البيت المقدس تأليف محمد بن أحمد الواسطي. ص ١٥ طبع في القدس ١٩٧٩

(٥) القطف : بالكسر : العنقود. القاموس المحيط


١١ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد (١) بن حمد بن حامد بن غياث الأرتاحيّ (٢) قراءة عليه وأنا أسمع بمصر ، قيل له : أخبركم أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي الفراء في كتابه ، أنبا أبو الحسين محمد بن حمود بن الدليل الصواف قراءة عليه ، أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الواسطي البزاز بالقدس (٣) ، ثنا أبو حفص عمر بن الفضل بن المهاجر الربعي ، ثنا أبي ، ثنا الوليد ، حدثني أحمد بن زيد الحرار ، ثنا رقاد ، ثنا صدقة بن يزيد ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن عطية بن قيس ، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي :

في هذه الآية (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ)(٤) قال : هو سور بيت المقدس الشّرقي (٥).

باب في قول الملائكة الموكلين بالمساجد الثلاثة

١٢ ـ أخبرنا أحمد (٦) بن الحسن بن أبي البقاء العاقولي (٧) ببغداد ، أن عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب ، أنبا القاضي أبو العلاء محمد بن يعقوب الواسطي ، ثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج الخلال المقرئ ، ثنا أبو حامد أحمد بن رجا بن عبيدة قدم علينا للحج ، ثنا محمد بن محمد بن إسحاق البصري ، ثنا سويد بن نصر البلخي ، ثنا ابن المبارك ، ثنا سفيان الثوري ، عن حماد ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : قال عبد الله ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ٢ / ٧٢ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٩٥ ، معجم البلدان ١ / ١٤٠

(٢) الأرتاحي : نسبة إلى أرتاح ، قال في معجم البلدان ١ / ١٤٠ : من أرتاح الشام وكان يقول (أي الأرتاحي) : نحن من أرتاح البصر لأن يعقوب عليه‌السلام بها ردّ عليه البصر

(٣) فضائل البيت المقدس للواسطي ص ١٥

(٤) سورة الحديد الآية ١٣

(٥) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٦ / ١٧٤

(٦) انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ٢ / ٢٣٤ ، سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ١٢١)

(٧) نسبة إلى دير العاقول : بليدة بالقرب من بغداد. التكملة ٢ / ٢٣٤


لله ثلاثة أملاك : ملك موكّل بالكعبة ، وملك موكل بمسجدي ، وملك موكّل بالمسجد الأقصى. فأما الموكّل بالكعبة فينادي في كلّ يوم : من ترك فرائض الله خرج من أمان الله. وأمّا الملك الموكّل بمسجدي هذا فينادي في كلّ يوم : من ترك سنة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يرد الحوض ولم تدركه شفاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وأمّا الملك الموكّل بالمسجد الأقصى فينادي في كلّ يوم : من كان طعمته حراما كان عمله مضروبا به وجهه (١).

أنكر الخطيب (٢) هذا الحديث قال : ورجال إسناده كلهم ثقات معروفون سوى البصري وأحمد بن رجاء فإنهما مجهولان (٣). والله أعلم (٤).

باب : أي مسجد وضع في الأرض أولا

١٣ ـ أخبرنا أبو مسلم المؤيد (٥) بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن الاخوة بأصبهان ، أن زاهر بن طاهر الشحامي أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم في آخرين قالوا : أنبا أبو الحسين الخفاف ، أنبا أبو العباس السراج ، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم ، أنبا عيسى بن يونس ، ثنا الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال :

قلت : يا رسول الله ، أيّ مسجد وضع في الأرض أولا؟ قال : المسجد الحرام. فقلت : يا رسول الله ، ثمّ أيّ؟ قال : ثمّ المسجد الأقصى. قلت : كم

__________________

(١) أورد المؤلف هذا الحديث أيضا في كتابه المخطوط في الظاهرية (الجزء من المجموع) مجموع رقم ١٥ الورقة ٤٦

(٢) تاريخ بغداد ٤ / ١٥٧ وأول الحديث : ثلاثة أملاك ...

(٣) ميزان الاعتدال للذهبي ١ / ٣٧٦

(٤) اللوحة ٣٦ ب

(٥) واسمه هشام بن عبد الرحيم توفي بأصبهان سنة ٦٠٦ ه‍. انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ٢ / ١٨١ ، شذرات الذهب ٥ / ٢٣


كان بينهما؟ قال : أربعون سنة. ثمّ حيثما أدركتك الصلاة فصلّ فهو لك مسجد.

رواه البخاري (١) في صحيحه عن موسى بن إسماعيل. وأخرجه مسلم (٢) في صحيحه عن أبي كامل الفضيل بن الحسين كلاهما عن عبد الواحد بن زياد ، عن سليمان بن مهران الأعمش (٣).

١٤ ـ أنبا الإمام أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحيّ (٤) قراءة عليه بمصر ، أن أبا الحسين علي بن الحسين بن عمر الموصلي أخبرهم في كتابه ، أنبا أبو الحسين محمد بن حمود بن الدليل الصواف قراءة عليه ، أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الواسطي (٥) البزاز بالقدس ، ثنا أبو حفص عمر بن الفضل بن المهاجر الربعي ، ثنا أبي ، ثنا الوليد ، حدثني أبو الحسن الطحان (هو إسحاق بن الحسن) (٦) ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني ابن لهيعة ، عن يزيد ابن أبي حبيب ، قال : أخبرني عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

إن مكّة بلد عظّمه الله وعظّم حرمته ، خلق مكة وحفّها بالملائكة قبل أن يخلق شيئا من الأرض يومئذ كلّها بألف عام ، ووصل المدينة ببيت المقدس ، ثم خلق الأرض كلّها بعد ألف عام خلقا واحدا.

والصواب : ووصلها بالمدينة ووصل المدينة ببيت المقدس.

__________________

(١) صحيح البخاري ٤ / ١٣٦

(٢) صحيح مسلم ١ / الحديث ٥٢٠ كتاب المساجد ومواضع الصلاة.

(٣) ورواه ابن ماجه ١ / ٢٤٨ باب أي مسجد وضع أولا.

(٤) انظر فهرس شيوخ المؤلف.

(٥) انظر فضائل البيت المقدس للواسطي صفحة ١٦

(٦) ما بين قوسين مستدرك في هامش الأصل.


باب فضل الصلاة ببيت المقدس

١٥ ـ أخبرنا (١) أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الأصبهاني (٢) بها ، أنّ أم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية أخبرتهم قراءة عليها ، أنبا محمد بن عبد الله بن ريذة ، أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا جعفر بن محمد الفريابي ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، ثنا محمد بن شعيب بن شابور ، عن عروة بن رويم ، عن عبد الله بن الديلمي ، عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

إنّ سليمان سأل الله ثلاثا فأعطاه اثنتين ، وأرجو أن يكون أعطاه الله الثالثة : سأله أن يحكم بحكم يواطئ (٣) حكمه فأعطي ، وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ، وسأله أيّما عبد أتى بيت المقدس لا يريد إلّا الصلاة فيه أن يكون من خطيئته كيوم ولدته أمّه.

رواه أبو عبد الله بن ماجه (٤). وأبو عبد الرحمن النسائي (٥) من رواية عبد الله بن فيروز الديلمي عن عبد الله بن عمرو بنحوه (٦).

١٦ ـ أخبرنا أبو المجد زاهر (٧) بن أحمد بن حامد الثقفي بأصبهان أن أبا عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب أخبرهم قراءة عليه ، أنبا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه ، أنبا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي ، أنبا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى ، ثنا عمرو بن الحصين ، ثنا يحيى بن العلاء ، ثنا ثور بن يزيد ، عن زياد بن أبي سودة ، عن أبي أمامة قال :

__________________

(١) في هامش الأصل : (من هنا سمع محمد بن عبد الحميد إلى آخرها).

(٢) انظر فهرس شيوخ المؤلف.

(٣) واطأه على الأمر : وافقه. القاموس المحيط. أي أن يوافق حكم الله.

(٤) سنن ابن ماجه ١ / ٤٥١ باب ما جاء في الصلاة إلى بيت المقدس.

(٥) سنن النسائي ٢ / ٣٤ فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه.

(٦) ورواه الواسطي في فضائل البيت المقدس ص ١٨ بإسناد آخر وألفاظ مقاربة.

(٧) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ١١٣) التكملة لوفيات النقلة ٢ / ٢١٤


قالت ميمونة بنت الحارث زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا رسول الله ، أفتنا في بيت المقدس؟ قال : أرض المحشر والمنشر ، إيتوه فصلّوا فيه ، فإنّ صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه ، قالت : يا رسول الله ، أرأيت من لم يطق محملا إليه ، قال : فليهد له زيتا يسرج فيه ، فمن أهدى إليه شيئا كان كمن صلّى فيه.

كذا روى هذا الحديث عمرو بن الحصين ، عن يحيى بن العلاء. وكلاهما لا يحتج بحديثه. والمعروف حديث ميمونة (١) بنت سعد مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وليست بابنة الحارث.

__________________

(١) وهو ما رواه أبو داود وابن ماجه وفيه ١ / ٤٥١ :

عن زياد بن أبي سودة ، عن أخيه عثمان بن أبي سودة ، عن ميمونة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت :

قلت : يا رسول الله ، أفتنا في بيت المقدس؟ قال : أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه ، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره ، قلت : أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال : فتهدي له زيتا يسرج فيه ، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه.

قال ابن حجر في الإصابة ٤ / ٣٩٩ : ميمونة بنت سعد ويقال : سعيد ، كانت تخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وروت عنه ، وروى عنها زياد وعثمان ابنا أبي سودة ... روى لها أصحاب السنن الأربعة مما أخرج لها بعضهم ما رواه معاوية بن صالح ، عن زياد بن أبي سودة ، عن ميمونة وليست زوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنها قالت يا رسول الله :

أفتنا عن بيت المقدس؟ قال : أرض المحشر والمنشر ، ائتوه فصلوا فيه .. الحديث.

قال أبو عمر : ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنها أبو يزيد الضبي ... ثم قال : ميمونة أخرى حديثها عنه أهل الشام في فضل بيت المقدس ... روى عنها زياد بن أبي سودة والقاسم بن عبد الرحمن. قلت : قد صرح زياد بن أبي سودة بأن التي روى عنها ميمونة بنت سعد ، فالظاهر أنهما واحدة. وسبق ابن عبد البر إلى التفرقة بينهما أبو علي بن السكن ... قلت. بنت سعد روي عنها حديث واحد في فضل بيت المقدس ، فيه نظر ، ثم ساقه من طريق عيسى بن يونس ، عن ثور بن يزيد ، عن زياد بن أبي سودة ، عن أخيه عثمان بن أبي سودة ، عن ميمونة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قال : رواه سعيد بن عبد العزيز ، عن ثور ، عن زياد ، عن ميمونة ، ليس بينهما عثمان بن سعد. قلت : وقد أخرجه ابن منده من الوجهين وترجم لهما كما ترجم ابن السكن ميمونة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... فاتفق ابن السكن وابن منده وأبو


١٧ ـ أخبرنا به أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني (١) بأصبهان ، أن محمود بن إسماعيل الصيرفي أخبرهم وهو حاضر ، أنبا أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه ، أنبا سليمان بن أحمد بن أيوب ، ثنا يعقوب بن إسحاق بن الزبير الحلبي ، ثنا أبو جعفر النفيلي ، ثنا عيسى بن يونس ، عن ثور بن يزيد ، عن زياد بن أبي سودة ، عن أخيه عثمان بن أبي سودة ، عن ميمونة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنها قالت :

يا رسول الله ، أفتنا في بيت المقدس ، فقال : أرض المنشر والمحشر ، إيتوه فصلوا فيه ، فإن صلاة فيه كألف صلاة ، قالت ، أرأيت إن لم نطق أن نتحمل إليه أو نأتيه ، قال : فاهدين إليه زيتا يسرج فيه ، فإن من أهدى له كان كمن صلى فيه. وهذا هو المشهور (٢).

١٨ ـ أخبرنا (٣) أبو علي بن أبي القاسم بن أبي علي النّصري (٤) ، أن القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أخبرهم قراءة عليه ، أنبا محمد بن علي بن الحسين بن سكينة ، أنبا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني ، ثنا أحمد بن حفص ، ثنا أبي ، حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن الحجاج ، عن قتادة ، عن أبي الخليل ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر أنه قال :

تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أيّما أفضل؟ مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أم

__________________

عمر على أنهما اثنتان وخالفهم أبو نعيم فقال : عندي أنهما واحدة ، وصوبه ابن الأثير ، وبذلك صدر المزي في التهذيب كلامه ثم قال : وقيل إنهما اثنتان ... ثم ذكر ابن منده ميمونة ثالثة ... قلت : والذي يغلب على الظن أن الثلاثة واحدة. الاصابة ٤ / ٣٣٩ ـ ٤٠٠.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٧ : روى أبو داود قطعة منه من حديث ميمونة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورواه أبو يعلى من حديث ميمونة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والله أعلم ورجاله ثقات.

(١) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٢) في هامش الأصل : مكرر في الأول

(٣) الحديث رقم ١٨ ، ١٩ ، ٢٠ ورد في اللوحة ٣٩ لاضطراب في ترتيب الأوراق عند تجليد الكتاب.

(٤) انظر فهرس شيوخ المؤلف


بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ، ولنعم المصلى ، وليوشكنّ لأن يكون للرجل مثل سية قوسه (١) من الأرض حيث يرى بيت المقدس خيرا له من الدنيا وما (٢) فيها (٣).

١٩ ـ أخبرنا أبو العلاء عبد الصمد بن أبي الرجاء بن أحمد بن عبد الواحد الأصبهاني إجازة ، أن أبا علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا محمد بن نصر هو الهمداني ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا أبو الخطاب حماد الدمشقي ، عن رزيق أبي عبد الله الألهاني ، عن أنس بن مالك قال. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

صلاة الرّجل في بيته بصلاة ، وصلاته في مسجد القبائل بخمس (٤) وعشرين صلاة وصلاة في المسجد الذي يجمّع ـ يعني ـ فيه بخمس مئة صلاة ، وصلاته في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة ، وصلاته في مسجد الكعبة بمئة ألف صلاة ، وصلاته في مسجدي هذا بخمسين ألف صلاة.

رواه أبو عبد الله بن ماجه في سننه (٥) عن هشام بن عمار الدمشقي.

٢٠ ـ أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد بن غياث الأرتاحيّ (٦) قراءة عليه ونحن نسمع بمصر ، قيل له : أخبركم أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي الفراء في كتابه ، أنبا أبو الحسين محمد بن حمود بن الدليل الصواف قراءة عليه ، أنبا أبو بكر

__________________

(١) سية القوس : ما عطف من طرفيها. اللسان (سيا)

(٢) في هامش الأصل : (بلغ محمد بن سليمان أولا)

(٣) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٧ : (رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح) وأورده الواسطي في فضائل البيت المقدس ص ٢٨ بألفاظ متقاربة.

(٤) في الأصل : (بخمسة) والتصحيح من سنن ابن ماجه وفضائل بيت المقدس للواسطي

(٥) سنن ابن ماجه ١ / ٤٥٣ باب ما جاء في الصلاة في المسجد الجامع ، وكذلك في فضائل البيت المقدس للواسطي صفحة ١٢

(٦) انظر فهرس شيوخ المؤلف


محمد بن أحمد بن محمد الواسطي البزاز بالقدس. ثنا أبو حفص عمر بن الفضل بن المهاجر الربعي ، ثنا أبي ، ثنا الوليد ، ثنا محمد بن النعمان ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا أبو عبد الملك الجزري ، عن غالب بن عبد الله ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

من صلّى في بيت المقدس غفرت ذنوبه كلّها. وقال الله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ)(١) إلى بيت المقدس (٢).

باب (٣) في الصلاة إلى بيت المقدس

٢١ ـ أخبرنا أبو زرعة عبيد الله بن محمد اللفتواني بقراءتي عليه بأصبهان ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال قراءة عليه ، أنبا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي ، أنبا جعفر بن عبد الله ، أنبا أبو بكر محمد بن هارون الروياني ، ثنا محمد بن بشار ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال :

صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحو بيت المقدس (٤) ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا ـ سفيان شكّ ـ ثمّ صرفنا إلى القبلة (٥)

رواه البخاري ومسلم جميعا عن أبي موسى محمد بن المثنى ، عن يحيى بن سعيد.

٢٢ ـ وأخبرنا أبو أحمد عبد الله (٦) بن أحمد بن أبي المجد الحربي (٧) بها ، أن هبة الله بن

__________________

(١) سورة البقرة الآية ٢١٠

(٢) وردت بعد ذلك العبارة التالية : (يتلوه الوريقة بالعرض) أي الورقة ٣٧ من الأصل

(٣) اللوحة ٣٧ آ

(٤) صحيح البخاري ١ / ١٠٤ باب التوجه نحو القبلة

(٥) صحيح مسلم ١ / ٣٧٤ باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة.

(٦) انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ١ / ٤٠٩ وفيه : أبو محمد عبد الله ، وسير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٨٢)

(٧) نسبة إلى باب حرب في بغداد


محمد أخبرهم قراءة عليه ، أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم صرفت القبلة بعد (١).

٢٣ ـ وأخبرنا المبارك (٢) بن أبي المعالي الحريمي ، أن أبا القاسم هبة الله أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو علي بن المذهب ، أنبا أبو بكر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا أبي ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه ، وبعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا ثم صرف إلى الكعبة.

رواهما الإمام أحمد (٣) في مسنده (٤) / (٥).

٢٤ ـ أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي بن المعطوش (٦) بقراءتي عليه بالجانب الغربي من بغداد قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه ، أنبا الحسين بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا عفان ، ثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس :

أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلّي نحو بيت المقدس فنزلت (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ١ / ٣٢٥

(٢) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٣) مسند الإمام أحمد ١ / ٣٢٥

(٤) قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ٢ / ١٢ : رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار ورجاله رجال الصحيح

(٥) في هامش الأصل : بلغ عبد الرحمن.

(٦) انظر فهرس الشيوخ


وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(١) فمرّ رجل (٢) ، وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلّوا ركعة فنادى : ألا إنّ القبلة قد حوّلت ، ألا إن القبلة قد حوّلت إلى الكعبة ، فمالوا كما هم نحو القبلة.

رواه مسلم (٣) في صحيحه ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عفان (٤).

٢٥ ـ أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن الاخوة (٥) ، أن أبا القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي في آخرين ، قالوا : أنبا أبو الحسين الخفاف ، أنبا أبو العباس السراج ، ثنا يوسف بن موسى ، ثنا إسحاق بن عيسى بن الطباع

قال السراج : وحدثنا زياد بن أيوب ، ثنا أبو عاصم جميعا عن مالك بن أنس ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال :

كان أهل قباء (٦) يصلّون قبل الشام فأتاهم آت فقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أنزل عليه القرآن فتوجّه إلى القبلة ، فاستداروا إلى (٧) القبلة فاستقبلوها (٨).

__________________

(١) سورة البقرة الآية ١٤٤

(٢) في صحيح مسلم : فمر رجل من بني سلمة ...

(٣) صحيح مسلم ١ / الحديث ٥٢٧ باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة.

(٤) أورد المؤلف هذا الحديث عن شيخ آخر له في كتابه (الجزء من المجموع) الظاهرية مجموع ١٥ الورقة ٦٦

(٥) انظر فهرس الشيوخ

(٦) قباء : موضع بقرب مدينة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من جهة الجنوب نحو ميلين ، يقصر ويمد ، ويصرف ولا يصرف. المصباح المنير.

(٧) في نسخة الأصل : (فاستداروا القبلة فاستقبلوها). وفي الهامش بخط مغاير : (صوابه : إلى القبلة)

(٨) روي بكسر الباء وفتحها ، والكسر أصح وأشهر.


وقال السراج : ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا خالد بن مخلد ، ثنا سليمان بن بلال ، حدثني عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر :

بينما النّاس في صلاة الصّبح في قباء جاءهم رجل فقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنزل عليه الليلة قرآن ، وأمر أن يستقبل الكعبة. قال : فاستقبلوها (١) وكلّ وجه الناس إلى الشام ، فاستداروا بوجوهم إلى الكعبة.

رواه البخاري (٢) ومسلم (٣) عن قتيبة بن سعيد ، عن مالك بمعناه.

باب فضل صخرة بيت المقدس

٢٦ ـ أخبرنا أبو هاشم الحسين بن محمد بن علي الجرباذقاني (٤) المؤدب بأصبهان ، أن أبا الخير محمد بن أحمد أخبرهم قراءة عليه وهو حاضر ، أنبا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني ، أنبا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ، ثنا محمد بن ... بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن محمد بن صخر بن القاسم ، ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ، ثنا شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

الأنهار أربعة : سيحان وجيحان والنيل والفرات ، فأما سيحان فنهر بلخ (٥) ، وأما جيحان فدجلة ، وأمّا النيل فنهر مصر ، وأما الفرات ففرات الكوفة ، فكلّ ما يشربه ابن آدم فهو من هذه الأربعة الأنهار تخرج من تحت الصّخرة.

٢٧ ـ أخبرنا أبو القاسم هبة (٦) الله بن الحسن بن المظفر بن السبط قراءة عليه ببغداد ،

__________________

(١) روي بكسر الباء وفتحها ، والكسر أصح وأشهر.

(٢) صحيح البخاري ١ / ١٠٥ باب ما جاء في القبلة

(٣) صحيح مسلم ١ / الحديث ٥٢٦ باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة.

(٤) نسبة إلى بلدة بين أصبهان والكرج (الأنساب ٣ / ٢١٨)

(٥) بلخ : مدينة مشهورة بخراسان.

(٦) انظر فهرس الشيوخ


أن أبا الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء أخبرهم قراءة عليه ، أنبا عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن النصيبي إجازة ، أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الواسطي (١) المقدسي الخطيب ، ثنا عمر هو ابن الفضل بن المهاجر الربعي ، ثنا أبي ، ثنا الوليد هو ابن حماد ، ثنا محمد بن النعمان ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا أبو عبد الملك الجزري ، عن غالب بن عبيد الله ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

الأنهار كلّها والسّحاب والبحار والرّياح من تحت صخرة بيت المقدس.

٢٨ ـ وبه (٢) ثنا الوليد ، ثنا إبراهيم هو ابن محمد ، ثنا آدم ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية :

في قوله تعالى : (إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ)(٣) قال : من بركتها أنّ كلّ ماء عذب يخرج من أصل صخرة بيت المقدس (٤).

٢٩ ـ وبه (٥) ثنا إبراهيم بن محمد ، ثنا زهير ، ثنا داود بن هلال ، عن الصلت بن دينار ، عن أبي صالح ، عن نوف البكالي (٦) قال :

الصّخرة يخرج من تحتها أنهار من الجنة : سيحان وجيحان والفرات والنيل (٧).

__________________

(١) فضائل البيت المقدس للواسطي ص ٦٩

(٢) أي بالسند المتقدم

(٣) سورة الأنبياء ٧١

(٤) فضائل البيت المقدس ٦٨

(٥) أي بالسند المتقدم

(٦) هو نوف بن فضالة الحميري البكالي ، روى عن الإمام علي وأبي أيوب وثوبان وكعب الأحبار ، كان إماما لأهل دمشق ، استشهد مع محمد بن مروان في الصائفة. تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٩٠

(٧) فضائل البيت المقدس ص ٦٨


٣٠ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن محمد بن الهمداني (١) بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف إجازة ، أنبا عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن النصيبي إجازة ، أنبا محمد بن أحمد بن محمد الواسطي (٢) ، ثنا عيسى هو ابن عبيد الله الوراق ، ثنا أبو الحسن علي بن جعفر الرازي ببيت المقدس ، ثنا العباس بن أحمد بن عبد الله ثنا عبد الله بن عميرة المقدسي ، ثنا بكر بن زياد الباهلي ، عن عبد الله بن المبارك ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

لمّا أسري بي إلى بيت المقدس مرّ بي جبريل إلى قبر إبراهيم عليه‌السلام فقال : انزل صلّ ههنا ركعتين ، فإنّ ههنا قبر أبيك إبراهيم عليه‌السلام ، ثمّ مرّ بي ببيت لحم فقال : انزل فصلّ ههنا ركعتين ، فإنّ ههنا ولد أخوك عيسى عليه‌السلام ، ثم أتى بي الصخرة فقال : من ههنا عرج ربّك إلى السماء فألهمني الله أن قلت نحن بموضع عرج منه ربي إلى السماء ، فصليت بالنبيين ، ثم عرج بي إلى السماء.

٣١ ـ وأخبرنا الحافظ أبو موسى محمد بن عمر بن (٣) أبي عيسى المديني (٤) في كتابه ، أن أبا طاهر إسحاق بن أحمد بن محمد الراشتيناني (٥) ، أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي ، أنبا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، ثنا إسحاق بن إسماعيل الرملي ، ثنا خشيش بن أصرم والمؤمل بن إهاب قالا : ثنا عبد الرزاق ، أنبا معمر ، عن الزهري ، عن وهب بن منبه (٦) قال :

__________________

(١) انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ٢ / ١٠٣ ، العبر ٥ / ٦

(٢) فضائل البيت المقدس ص ٦٢

(٣) اللوحة ٣٨ ب

(٤) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٦٩)

(٥) نسبة إلى راشتينان من قرى أصبهان

(٦) وهب بن منبه بن كامل اليماني ، روى عن أبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس ، قال العجلي : تابعي ثقة ، وكان على قضاء صنعاء ، وكان عالما بأساطير الأولين مات سنة ١١٤ ه‍ تهذيب التهذيب ١١ / ١٦٨


قال الله لصخرة بيت المقدس : يا صخرة بيت المقدس ، أنت عرشي الأدنى ، منك استويت إلى السماء ، وفيك جنتي وناري ، وفيك جزائي وعقابي ، فطوبى لمن رآك ، ثمّ طوبى لمن رآك ، ثم طوبى لمن رآك.

٣٢ ـ وبه عن وهب بن منبه قال :

قال تعالى لصخرة بيت المقدس : عليك أضع عرشي ، وإليك أحشر خلقي ، ولأفجرنّ أنهارك خمرا وعسلا ولبنا.

٣٣ ـ وبه أنبا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا إبراهيم هو ابن محمد بن الحسن ، حدثنا أبو شرحبيل الحمصي ، ثنا أبو اليمان ، عن صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي شمر الأردني ، عن كعب قال :

إنّ الله تبارك وتعالى نظر إلى الأرض فقال : إنّي واطئ على بعضك ، فاستبقت إليه الجبال وتضعضعت الصخرة ، فشكر لها ذلك فوضع عليها قدمه فقال : هذا مقامي ومحشر خلقي ، وهذه جنتي ، وهذه ناري ، وهذا موضع ميزاني ، وأنا ديّان الدّين.

باب (١) ذكر أن بيت المقدس لا يدخلها الدجّال

٣٤ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر (٢) بأصبهان ، أن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية أخبرتهم قراءة عليها (٣) ، أنبا محمد بن عبد الله بن ريذه ، أنبا سليمان بن أحمد ، ثنا جعفر بن أحمد الشامي ، ثنا أبو كريب ، ثنا فردوس الأشعري ، عن مسعود بن سليمان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال :

في الدّجال ما شبّه عليكم منه فإنّ الله عزوجل ليس بأعور ، يخرج فيكون

__________________

(١) اللوحة ٣٩ ب

(٢) انظر فهرس الشيوخ

(٣) اللوحة ٤٠ آ


في الأرض أربعين صباحا يرد منها كلّ منهل إلا الكعبة وبيت المقدس والمدينة ، الشهر كالجمعة ، والجمعة كاليوم ، ومعه جنة ونار ، فناره جنّة ، وجنته نار ، معه جبل من خبز ، ونهر من ماء ، يدعو برجل ـ لا يسلطه الله إلّا عليه ـ فيقول : ما تقول فيه؟ فيقول : أنت عدو الله ، وأنت الدّجال الكذّاب ، فيدعو بمنشار فيضعه حذو رأسه فيشقه حتى يقع بالأرض ، ثم يحييه فيقول له : ما تقول فيه؟ فيقول : والله ما كنت أشدّ بصيرة مني فيك الآن ، أنت عدو الله الدجّال الكذّاب الذي أخبرنا عنك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فيهوي إليه بسيفه فلا يستطيعه فيقول : أخّروه عني (١).

٣٥ ـ أخبرنا زاهر (٢) بن أحمد بن حامد الثقفي بأصبهان ، أن الحسين بن عبد الملك الأديب ، أخبرهم قراءة عليه أنبا إبراهيم بن منصور ، أنبا محمد بن إبراهيم بن علي ، أنبا أحمد بن علي بن المثنى ، ثنا خلف بن هشام ، ثنا أبو عوانة ، عن الأسود بن قيس ، عن ثعلبة بن عباد ، عن سمرة بن جندب قال :

قام يوما خطيبا فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إني بينما أنا وغلام من الأنصار نرمي غرضين لنا على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ طلعت الشمس فكانت في عين النّاظر قيد رمح أو رمحين من الأفق فاسودّت حتى آضت (٣) كأنها تنومة (٤) قال : فقلنا أحدنا لصاحبه : انطلق إلى مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليحدثن له شأن هذه الشمس اليوم في أمته حديثا قال : فدفعنا إلى المسجد ، فوافقنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) حين خرج للناس فاستقام فصلّى بنا كأطول ما قام في

__________________

(١) قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم

(٢) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٣) آضت : أي رجعت وصارت. النهاية في غريب الحديث (آض)

(٤) تنومة : هي نوع من نبات الأرض فيها وفي ثمرها سواد قليل. النهاية في غريب الحديث (تنم)

(٥) اللوحة ٤٠ ب


صلاة قط ، ما نسمع له صوتا ، ثمّ ركع ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاة قط ، لم نسمع له صوتا ، ثم قام ففعل مثل ذلك بالركعة الثانية ، ثم جلس فوافق جلوسه تجلي الشمس ، فسلّم وانصرف وحمد الله وأثنى عليه وشهد أن لا إله إلا الله ، وشهد أنّه عبد الله ورسوله ثم قال :

يا أيّها الناس إنّما أنا بشر رسول ، أذكركم الله عزوجل ، إن كنتم تعلمون أنّي قصّرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي عزوجل لما أخبرتموني فقال النّاس : نشهد أنّك قد بلّغت رسالات ربّك ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك ثم قال : أمّا بعد فإنّ رجالا يزعمون أنّ كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض ، وإنّهم قد كذبوا ، ولكنّها آيات الله عزوجل يعتبر بها عباده لينظر من يحدث له منهم توبة ، وإنّي والله لقد رأيت ما أنتم لاقون في أمر دنياكم وآخرتكم منذ قمت أصلي ، وإنّه والله ما تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا ، آخرهم الأعور الدّجال ممسوح عين اليسرى ، كأنّها عين أبي تحيا ـ شيخ من الأنصار ـ بينه وبين حجرة عائشة رضي‌الله‌عنها حينئذ ، وإن متى يخرج فإنّه سوف يزعم أنّه الله عزوجل ، فمن آمن به وصدّقه واتّبعه فليس ينفعه عمل صالح من عمل سلف (١) ، وإنّه (١) سيظهر على الأرض كلّها غير الحرم وبيت المقدس ، وإنّه يسوق المسلمين إلى بيت المقدس فيحصرون حصرا شديدا ويوزلون (٢) أزلا شديدا ـ قال الأسود : تسع عشرة ظنّي ـ إنّه قد حدّثني أنّ عيسى بن مريم صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصبح فيهم فيهزمه الله عزوجل وجنوده حتى إنّ أصل الحائط أو جذم (٣) الشجر لينادي : يا مؤمن هذا

__________________

(١) ما بينهما في مجمع الزوائد ومسند الإمام أحمد : (ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من علمه سلف)

(١) ما بينهما في مجمع الزوائد ومسند الإمام أحمد : (ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من علمه سلف)

(٢) الأزل : الضيق والشدة. القاموس المحيط. وفي مجمع الزوائد : فيزلزلوا زلزالا شديدا

(٣) الجذم : بالكسر : الأصل. جمع أجذام وجذوم. القاموس المحيط


كافر (١) مستتر بي ، تعال فاقتله ، وإن يكن (٢) ذلك كذلك حتى تروا أمورا عظاما يتفاقم شأنها في أنفسكم ، وتساءلون بينكم هل كان نبيّكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكر لكم منها ذكرا حتى تزول جبال عن مراتبها ، قال : ثم على أثر ذلك القبض ، ثم قبض أصابعه ثم قال مرة أخرى ، وقد حفظت ما قال. فذكر هذا فما قدّم كلمة على منزلتها ولا أخّر أخرى.

رواه الإمام أحمد (٣) في مسنده بطوله بنحوه عن أبي كامل ، عن زهير عن الأسود. وروى أبو داود (٤) والترمذي (٥) وابن ماجه (٦) والنسائي (٧) طرفا منه. وقال الترمذي : حديث حسن صحيح (٨).

٣٦ ـ أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي بن أبي القاسم الحريمي (٩) ببغداد ، أن هبة الله بن محمد بن عبد الواحد أخبرهم قراءة عليه ، أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا أبي ، ثنا يزيد ، أنبا ابن عون ، عن مجاهد (١٠) قال :

__________________

(١) اللوحة ٤١ آ

(٢) في مسند الامام أحمد ومجمع الزوائد للهيثمي : «ولن يكون»

(٣) مسند الامام أحمد ١ / ٢٠٩ ، ٥ / ١٦

(٤) سنن أبي داود ٤ / ١١٧ ، ٢٤١

(٥) صحيح الترمذي ٧ / ٢٤

(٦) سنن ابن ماجه ٢ / ١٣٥٩

(٧) سنن النسائي ٣ / ١٤٠

(٨) قال في مجمع الزوائد ١ / ٣٤١ : رواه الإمام أحمد والبزار ببعضه وقال فيه : (فمن اعتصم بالله فقال : ربي الله حي لا يموت فلا عذاب عليه. ومن قال : أنت ربي فقد فتن) ورجال أحمد رجال الصحيح غير ثعلبة بن عباد وثقه ابن حبان.

(٩) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(١٠) مجاهد بن جبر ، أبو الحجاج ، شيخ القراء والمفسرين ، أخذ التفسير عن ابن عباس ، توفي سنة ١٠٤ ه‍. الأعلام ٥ / ٢٨٧


كنّا ست سنين ، علينا جنادة (١) بن أبي أمية فقام فخطبنا فقال : أتينا رجلا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدخلنا عليه فقلنا : حدّثنا ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا تحدّثنا ما سمعت من النّاس فشدّدنا عليه فقال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فينا فقال : أنذركم المسيح وهو ممسوح العين ، قال : أحسبه قال : اليسرى ، يسير معه جبال الخبز وأنهار الماء ، علامته يمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ سلطانه كلّ منهل ، لا يأتي أربعة مساجد : الكعبة ومسجد الرسول والمسجد الأقصى والطور. ومهما كان من ذلك فاعلموا أنّ الله عزوجل ليس بأعور.

قال ابن عون : وأحسبه قد قال ـ يسلّط على رجل فيقتله ثم يحييه ، ولا يسلط على غيره.

كذا رواه (٢) الإمام أحمد ، وقد رواه أيضا عن محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن الأعمش (٣). وعن عبد الرزاق (٤) ، عن سفيان ، عن منصور ، والأعمش ، كلاهما عن مجاهد (٥) بنحوه (٦).

__________________

(١) جنادة بن أبي أمية مالك الأزدي الزهراني ، صحابي ، من كبار الغزاة في العصر الأموي ، دخل جزيرة رودس فاتحا سنة ٥٣ ، توفي بالشام سنة ٨٠ ه‍ الأعلام ٢ / ١٤٠

(٢) مسند الإمام أحمد ٥ / ٣٦٤

(٣) مسند الإمام أحمد ٥ / ٤٣٤

(٤) مسند الإمام أحمد ٥ / ٤٣٥

(٥) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ٣٤٣ : رواه الإمام أحمد ورجاله رجال الصحيح

(٦) اللوحة ٤١ ب


باب مقام المسلمين ببيت المقدس

وقت خروج الدجال وحصاره لهم بها (١)

٣٧ ـ أخبرنا أبو طاهر بركات (٢) بن إبراهيم بن طاهر القرشي (٣) الخشوعي قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق ، قيل له : أخبركم عبد الكريم بن حمزة السلمي قراءة عليه وأنت تسمع ، أنبا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني الحافظ ، أنبا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي قراءة عليه في داره بدمشق ، أنبا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الاطرابلسي إملاء في ربيع الآخر من سنة أربعين وثلاث مئة ، ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي بحمص ، ثنا ضمرة بن ربيعة ، ثنا السّيباني (٤) ، عن عمرو بن عبد الله الحضرمي ، عن أبي أمامة الباهلي قال :

خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكان أكثر خطبته ما يحدثنا عن الدجّال ويحذّرناه فكان من قوله : يا أيّها النّاس ، إنّها لم تكن فتنة على وجه الأرض أعظم من فتنة الدجّال ، إنّ الله عزوجل لم يبعث نبيا إلا حذّر أمته الدجّال ، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم ، وهو خارج فيكم لا محالة ، فإن يخرج فيكم وأنا فيكم فأنا حجيج كلّ مسلم ، وإن يخرج بعدي فكلّ امرىء حجيج نفسه ، والله خليفتي على كلّ مسلم ، إنّه يخرج من خلّة بين الشام والعراق ، فيعيث يمينا ويعيث شمالا ، يا عباد الله اثبتوا ، فإنّه يبتدئ فيقول : أنا نبيّ ـ ولا نبيّ بعدي ـ ثم يبتدئ فيقول : أنا ربّكم ، ولن تروا ربّكم حتى تموتوا ، وإنّه أعور ، وإنّ ربّكم

__________________

(١) في هامش الأصل : بلغ ابن المحب في المرة الثانية.

(٢) ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ١ / ٤١٩ ، سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ٨١)

(٣) هكذا ذكره الضياء المقدسي بالقاف. وقال الحافظ المنذري في التكملة : الفرشي بضم الفاء وسكون الراء المهملة وبعد شين معجمة ، نسبة إلى بيع الفرش. وقال محقق التكملة الدكتور بشار عواد معروف في تعليقه على ما ذكره المنذري : قال الذهبي في تاريخ الإسلام بعد أن أورد قول المنذري وضبطه : الفرشي : قلت : وقد ضبطه بالقاف جماعة من المحدثين كالضياء وابن خليل ، ورأيت جماعة تركوا هذه النسبة للخلف فيها.

(٤) الأنساب ٧ / ٢١٥


ليس بأعور ، وإنّه مكتوب بين عينيه : كافر. يقرأه كلّ مؤمن ، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه وإنّ من فتنته أنّ معه جنة ونارا (١) ، فناره جنة وجنته نار ، فمن ابتلي بناره فليقرأ فواتح سورة الكهف ويستغيث بالله عزوجل تكن عليه بردا وسلاما ، كما كانت على إبراهيم صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وذكر الحديث (٢) وفيه (٣) :

__________________

(١) في الأصل : (ونار) والتصحيح في سنن ابن ماجه

(٢) اللوحة ٤٢ آ

(٣) تتمة الحديث من سنن ابن ماجه ٢ / ١٣٥٦ وفيه :

وإنّ من فتنته أن يقول لأعرابي أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول : نعم. فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه ، فيقولان : يا بني ، اتبعه فإنه ربك ، وإنّ من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى يلقى شقتين ، ثم يقول : انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له ربا غيري ، فيبعثه الله ويقول له الخبيث : من ربك؟ فيقول : ربي الله ، وأنت عدو الله ، أنت الدجال ، والله ما كنت بعد أشدّ بصيرة بك مني اليوم.

قال أبو الحسن الطنافسي : فحدثنا المحاربي ، ثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

ذلك الرجل أرفع أمتي درجة في الجنة.

قال : قال أبو سعيد : والله ما كنا نرى ذلك الرجل إلا عمر بن الخطاب حتى مضى لسبيله قال المحاربي : ثم رجعنا إلى حديث أبي رافع ؛ قال :

وإنّ من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت ، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه ، وأمده خواصر وأدره ضروعا ، وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة (أي مجردة من أغمادها) حتى ينزل عند الظّريب الأحمر عند منقطع السّبخة (هي الأرض التي تعلوها الملوحة) فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص.


فقالت أمّ شريك : يا رسول الله فأين المسلمون؟ قال : ببيت المقدس ، يخرج حتى يحاصرهم ، وإمام المسلمين يومئذ رجل صالح فيقال له : صلّ الصبّح فإذا كبّر ودخل في الصلاة نزل عيسى بن مريم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا رآه ذلك الرجل عرفه فيرجع يمشي القهقرى ليتقدّم عيسى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيضع يده بين كتفيه ثم يقول : صلّ ، فإنّما أقيمت الصلاة لك فيصلي عيسى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وراءه فيقول : افتحوا الباب فيفتحوه ، ومع الدجّال يومئذ سبعون ألف يهودي ، كلّهم ذو ساج (١) وسيف محلّى ، فإذا نظر إلى عيسى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذاب كما يذوب الرّصاص في النار وكما يذوب الملح في الماء ، ثم يخرج هاربا فيقول عيسى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّ لي فيك ضربة لن تفوتني بها ، فيدركه عند باب لدّ (٢) الشّرقي فيقتله فلا يبقى شيء مما خلق الله عزوجل شيئا يتوارى به يهوديّ إلّا أنطق الله ذلك الشيء ، لا شجرة ولا حجر ولا دابة إلا قال : يا عبد الله المسلم ، هنا يهوديّ فاقتله ـ إلا الغرقدة (٣) فإنّها من شجرهم لا تنطق (٤) قال : ويكون عيسى في أمتي حكما عدلا وإمامّا مقسطا فيقتل (٥) الخنزير ويدقّ الصليب ويضع الجزية ، ولا يسعى على شاة ولا بعير ، وترفع الشحناء والبغضاء والتباغض ، وتنزع حمة (٦) كلّ ذي دابّة حتى تلقى الوليدة الأسد فلا يضرّها ، ويكون الذئب في الغنم كأنّه كلبها وتملأ الأرض من الإسلام ويسلب الكفار

__________________

(١) ذو ساج : الساج : هو الطيلسان الأخضر ، وقيل : الطيلسان المقور ينسج كذلك

(٢) اللد : بالضم والتشديد ، قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين. (معجم البلدان)

(٣) الغرقدة : هو ضرب من شجر العضاه.

(٤) وبعده في سنن ابن ماجه : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وإن أيامه أربعون سنة ، السنة كنصف السنة ، والسنة كالشهر ، والشهر كالجمعة ، وآخر أيامه كالشررة يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي ، فقيل له : يا رسول الله كيف نصلي في تلك الأيام القصار؟ قال : تقدرون فيها الصلاة كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال ، ثم صلوا. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فيكون عيسى في أمتي حكما عدلا ...

(٥) أي يحرم أكله

(٦) حمة : بالتخفيف : السم ، ويطلق على إبرة العقرب


ملكهم فلا يكون ملك إلا الإسلام وتكون الأرض كفاثور (١) الفضّة تنبت نباتها كما كانت على عهد آدم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يجتمع النفر على القطف فيشبعهم ، ويجتمع النفر على الرّمانة ، ويكون الثّور بكذا وكذا من المال ، ويكون الفرس بالدّريهمات (٢).

رواه أبو داود (٣) ، عن عيسى بن محمد ، عن ضمرة بإسناده نحوه. ورواه ابن ماجه (٤) عن علي بن محمد ، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن أبي رافع إسماعيل بن رافع ، عن أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو الشيباني ، عن أبي أمامة وأسقط من إسناده عمرو بن عبد الله (٥).

باب في السكنى ببيت المقدس وذكر فتحها

٣٨ ـ أخبرنا أبو جعفر محمد (٦) بن أحمد سبط حسين بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة بقراءتي عليه بأصبهان ، قلت له : أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله قراءة

__________________

(١) الفاثور : الخوان ، وقيل : هو طست أو جام من فضة أو ذهب.

(٢) تتمة الحديث في سنن ابن ماجه :

قالوا يا رسول الله ، وما يرخص الفرس؟ قال : لا تركب لحرب أبدا ، قيل له : فما يغلي الثور؟ قال : تحرث الأرض كلها ، وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد ، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها ، ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها ، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ، ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء ، فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله. قيل : فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال : التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام.

قال أبو عبد الله : سمعت أبا الحسن الطنافسي يقول : سمعت عبد الرحمن المحاربي : ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب حتى يعلمه الصبيان في الكتّاب

(٣) سنن أبي داود ٤ / ١١٧ ، الحديث ٤٣٢٢ الملاحم

(٤) سنن ابن ماجه ٢ / ١٣٥٩

(٥) اللوحة ٤٢ ب

(٦) انظر فهرس شيوخ المؤلف


عليها وأنت تسمع ، أنبا محمد بن عبد الله بن ريذه ، انبا سليمان بن احمد الطبراني ، ثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا محمد بن شعيب ، ثنا عثمان بن عطاء ، أن زياد بن أبي سودة حدثه عن أبي عمران ، عن ذي الأصابع (١) أنه قال :

يا رسول الله إن ابتلينا بالبقاء بعدك فما تأمرنا؟ فقال : عليك ببيت المقدس لعلّ الله أن يرزقك ذرية تغدو إليه وتروح.

رواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في المسند (٢) ، عن أبي صالح الحكم بن موسى ، عن ضمرة بن ربيعة ، عن عثمان بن (٣) عطاء (٤).

٣٩ ـ أخبرنا أبو القاسم هبة (٥) الله بن الحسن بن المظفر ابن السبط قراءة عليه ببغداد ، قيل له : أخبركم أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفراء قراءة عليه وأنت تسمع قال : أنبا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن النصيبي المقدسي إجازة قال : أنبا محمد بن أحمد بن محمد بن الواسطي المقدسي الخطيب في منزله ببيت المقدس ، ثنا أبو حفص عمر بن الفضل بن المهاجر ، ثنا أبي أبو العباس الفضل بن المهاجر ، ثنا الوليد بن حماد الرملي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف ، ثنا محمد بن عبد الرحمن قال : سمعت أبي يحدث عن جده شداد بن أوس (٦) قال :

لما دنت وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قام شداد بن أوس ثمّ جلس ، ثم قام ثم جلس ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما قلقك يا شداد؟ فقال : يا رسول الله ضاقت بي

__________________

(١) ذو الأصابع الجهني ، ذكره الترمذي في الصحابة ، وذكره موسى بن سهل الرملي فيمن نزل فلسطين من الصحابة. الاصابة ١ / ٤٧٢

(٢) مسند الإمام أحمد ٤ / ٦٧

(٣) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٧ : رواه الطبراني في الكبير وعبد الله في زياداته على أبيه ، وفيه عثمان بن عطاء وثقه دحيم وضعفه الناس.

(٤) أورده الواسطي في كتابه فضائل البيت المقدس ص ٢٥ بسند آخر وبألفاظ متقاربة.

(٥) انظر فهرس شيوخ المؤلف.

(٦) شداد بن أوس الخزرجي ، صحابي نزل بيت المقدس توفي سنة ٥٨ ه‍ الإصابة ٢ / ١٣٨


الأرض فقال : ألا إنّ الشام سيفتح إن شاء الله ، وبيت المقدس سيفتح إن شاء الله ، وتكون أنت وولدك من بعدك أئمة بها إن شاء الله.

كذا (١) وجدته في هذه الرواية ولعله سقط بعض إسناده.

٤٠ ـ أخبرنا به محمد بن أحمد يعرف بابن سلفة بأصبهان أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم قراءة عليها ، أنبا محمد بن [عبد الله بن] ريذة ، أنبا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن سعيد الرازي ، ثنا محمد بن مسلم بن واره ، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن شداد بن محمد بن شداد قال : سمعت أبي يذكر عن أبيه ، عن جده ، عن شداد بن أوس :

أنّه كان عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يجود بنفسه فقال : مالك يا شداد؟ قال : ضاقت بي الدنيا ، فقال : ليس عليك ، إنّ الشام يفتح ، ويفتح بيت المقدس ، فتكون أنت وولدك أئمة فيه إن شاء الله (٢).

٤١ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني (٣) ، أن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية (٤) ، أخبرتهم قراءة عليها ، أنبا محمد بن عبد الله بن ريذة ، أنبا سليمان بن أحمد بن أيوب ، ثنا إبراهيم بن دخيم الدمشقي ، حدثني أبي ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر ، حدثني زيد بن واقد ، عن بسر بن عبيد الله ، حدثني أبو إدريس الخولانّي ، حدثني عوف بن مالك (٥) قال :

أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في خيمة من أدم (٦) فتوضأ وضوءا مكيثا (٧) فقال :

__________________

(١) من هنا إلى آخر الحديث رقم ٤٠ مستدرك في هامش الأصل ، وجاء بجانبه (كتب بعد قراءة علي البالسي)

(٢) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٤١١ : رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.

(٣) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٤) اللوحة ٤٣ آ

(٥) عوف بن مالك الأشجعي الغطفاني ، صحابي ، من الشجعان الرؤساء ، نزل حمص وسكن دمشق توفي سنة ٧٣ ه‍ الأعلام ٥ / ٥٦

(٦) الأدم : هو الجلد

(٧) مكيثا : أي بطيئا متأنيا غير مستعجل. اللسان (مكث)


يا عوف ، اعدد ستا بين يدي الساعة. قلت : وما هي يا رسول الله؟ قال : موتي. قال : فوجمت (١) لها. قال : قل : إحدى. قلت : إحدى. والثانية : فتح بيت المقدس. والثالثة : موتان فيكم كقعاص (٢) الغنم. والرابعة : إفاضة المال حتى يعطى الرجل مئة دينار فيظلّ يتسخّطها ، وفتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر (٣) ، ثم يغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية (٤) ، كلّ غاية اثنا عشر ألفا.

رواه البخاري في صحيحه (٥) عن الحميدي ، ورواه أبو داود (٦) السجستاني مختصرا عن مؤمّل بن الفضل. ورواه أبو عبد الله بن ماجه (٧) عن عبد الرحمن يعرف بدحيم ، كلّهم عن الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن العلاء ، عن بسر بن عبيد الله ، وليس في روايتهم ذكر زيد بن واقد. وقد رواه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، عن عوف بن مالك بمعناه وفيه :

فيقبلون في ثمانين راية ، تحت كلّ راية اثنا عشر ألفا (٨).

٤٢ ـ أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي الحريمي (٩) بقراءتي عليه بالجانب الغربي قلت له : أخبركم هبة الله بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع ، أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا وكيع ، عن النهاس بن قهم ، حدثني شداد أبو عمار ، عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) وجم : عبس وأطرق لشدة الحزن. القاموس المحيط. أي أسكته الهم وغلبته الكآبة.

(٢) القعص : الموت. ومات قعصا أصابته ضربة أو رمية فمات مكانه. القاموس المحيط

(٣) بنو الأصفر : هم الروم

(٤) الغاية : الراية. القاموس المحيط

(٥) صحيح البخاري : ٤ / ٦٨ باب ما يحذر من الغدر

(٦) سنن أبي داود : ٤ / ١١٠ الحديث ٤٢٩٣

(٧) سنن ابن ماجه ٢ / ١٣٤٢

(٨) ورواه الواسطي في فضائل البيت المقدس صفحة ٥٢ ، ٥٣ بسند آخر ، وألفاظ متقاربة.

(٩) انظر فهرس شيوخ المؤلف


ستّ من أشراط السّاعة : موتي ، وفتح بيت المقدس ، وموت يأخذ في الناس كقعاص الغنم ، وفتنة يدخل حربها بيت كلّ مسلم ، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخّطها ، وأن يغدر الروم فيسيرون (١) في ثمانين بندا (٢) ، تحت كلّ بند اثنا عشر ألفا.

كذا رواه الإمام أحمد (٣) بن حنبل (٤) في مسنده (٥).

باب في ذكر عمران بيت المقدس

٤٣ ـ أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني (٦) بقراءتي عليه بأصبهان ، قلت له : أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله وأنت تسمع ، أنبا محمد بن عبد الله ، أنبا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن جعفر الرازي ، ثنا علي بن الجعد.

قال سليمان بن أحمد : وحدثنا عبد الله بن محمد بن عزيز الموصلي ، ثنا غسان بن الربيع ، قالا : ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن جبير بن نفير ، عن مالك بن يخامر ، عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

عمران بيت المقدس خراب يثرب ، وخراب يثرب خروج الملحمة ، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجّال.

رواه الإمام أحمد (٧) في مسنده ، عن أبي النضر ، وزيد بن الحباب ، عن عبد الرحمن بن ثوبان بنحوه. ورواه أبو داود (٨) في سننه عن عباس العنبري ، وأبي النضر

__________________

(١) اللوحة ٤٥ ب

(٢) البند : العلم الكبير. القاموس المحيط

(٣) مسند الإمام أحمد ٥ / ٢٢٨

(٤) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ٣٢٣ : رواه أحمد والطبراني وفيه النهاس بن قهم وهو ضعيف

(٥) في هامش الأصل : (بلغت قراءة بالجامع) وبعدها (بلغ عبد الرحمن قراءة). وبعدها (بلغ محمد بن سليمان ، في الثاني)

(٦) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٧) مسند الإمام أحمد ٥ / ٢٣٢

(٨) سنن أبي داود ٤ / ١١٠ ، الحديث رقم ٤٢٩٤


هاشم بن القاسم (١)(٢).

باب ذكر أن المهدي ينزل بيت المقدس

٤٤ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح الأصبهاني (٣) بها ، أن أبا علي الحسن بن أحمد بن الحداد أخبرهم وهو حاصر ، أنبا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا أحمد هو ابن عبد الرحمن الحراني ، ثنا أبو جعفر هو النفيلي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن أبي الواصل ، عن أبي الصديق الناجي ، عن الحسن بن يزيد السعدي أحد بني بهدلة ، عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

يخرج رجل من أمتي يقول بسنّتي ، ينزل الله له القطر من السماء ، ويخرج له الأرض من بركتها ، تمتلئ الأرض منه قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يعمل على هذه الأمّة سبع سنين وينزل بيت المقدس.

قال الطبراني : روى هذا الحديث جماعة عن أبي الصديق ، ولم يدخل أحد ممن رواه بينه وبين أبي سعيد الخدري أحد إلا أبو الواصل (٤).

ذكر أن الطائفة التي على الحق

تكون ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس

قد تقدم هذا في (٥) الجزء (٦) الأول (٧).

__________________

(١) ورواه الواسطي في فضائل البيت المقدس صفحة ٥٤ بإسناد آخر وألفاظ مقاربة

(٢) في هامش الأصل : (بلغ إسماعيل قراءة).

(٣) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٤) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ٣١٧ : قلت : رواه الترمذي وابن ماجه باختصار رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.

(٥) اللوحة ٤٦ آ

(٦) يقصد بالجزء الأول من كتابه الذي هو فضائل الشام والذي يؤلف كتابنا هذا جزأه الثاني انظر المقدمة

(٧) لعله يشير إلى الحديث النبوي :


باب في الإسراء بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بيت المقدس

٤٥ ـ أخبرنا أبو علي ضياء بن أبي القاسم بن أبي علي النّصري (١) بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قراءة عليه وأنت تسمع ، ثنا أبو محمد الحسن بن محمد الجوهري إملاء ، أنبا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان قراءة عليه وأنا أسمع ، ثنا بشر بن موسى الأسدي ، ثنا هوذة (٢) بن خليفة ، ثنا عوف ، عن زرارة بن أوفى قال : قال ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة فظعت (٣) بأمري وعرفت أنّ الناس مكذّبي ، قال : فقعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم معتزلا حزينا فمرّ به أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ : هل كان من شيء؟ قال : نعم. قال : وما هو؟ قال : إني أسري بي الليلة ، قال : إلى أين؟ قال : إلى بيت المقدس ، قال : ثمّ أصبحت بين ظهرانينا؟ قال : نعم. قال : فلم يره أنّه يكذبّه مخافة أن يجحد

__________________

عن أبي صالح الخولاني ، عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله ، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة».

وروى الواسطي في فضائل البيت المقدس ص ٦٢

عن أبي أمامة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ... حتى يأتيهم أمر الله عزوجل وهم كذلك. قالوا : يا رسول الله ، وأين هم؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس

(١) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٢٤٦

(٣) في مجمع الزوائد ١ / ٦٤ : (فضعت) وفي هامشه : [في زوائد البزار : (ففظعت) هكذا وجدته فيها بخطه ، وأورده في النهاية بالظاء فقال فيه : فظعت بأمري أي اشتد عليّ وهبته] انتهى. ففي إيراد المصنف له بالضاد في المجمع نظر ، ولكنه أورده في زوائد البزار بالظاء بخطه ، ولم أر هذه اللفظة في زوائد الكبير والصغير والوسط. كما في هامش الأصل.

قلت : وفي مسند الإمام أحمد : (فظعت) كما ورد عند المؤلف


الحديث إن دعا قومه وقال له : أتحدّث قومك ما حدّثتني إن دعوتهم إليك؟ قال : نعم. قال : هيا يا معشر بني كعب ، قال : قال : فتنقّضت المجالس فجاؤوا حتى جلسوا إليهما فقال : حدّث قومك ما حدثتني. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إنّي أسري بي الليلة ، قالوا : إلى أين؟ قال : إلى بيت المقدس. قالوا : ثمّ أصبحت بين ظهرانينا؟ قال : نعم. قال : فمن بين مصفق ، ومن بين واضع يده على رأسه مستضحكا لما زعم ، فقالوا : أتستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فذهبت أنعت لهم ، فما زلت أنعت وأنعت حتى التبس عليّ النّعت. قال : فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتّى وضع دون دار عقيل أو دار عقال ، قال : فنعتّه وأنا أنظر إليه فقال القوم أمّا النعت فقد ـ والله ـ أصاب.

(رواه الإمام أحمد (١) ، عن محمد بن جعفر (٢) ، وروح عن عوف (٣)).

٤٦ ـ أخبرنا الإمام أبو بكر القاسم (٤) بن عبد الله بن عمر بن الصفار بنيسابور ، أن وجيه بن طاهر الشحامي أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن الأزهري قراءة عليه ، أنبا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن المخلدي ، أنبا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا علي بن مسلم الطوسي ، ثنا أبو داود ، ثنا ابن أبي سلمة ، أخبرني عبد الله بن الفضل ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي إلى بيت المقدس يسألوني عن أشياء من بيت المقدس ، فكربت كربا ما كربت مثله قطّ ، فرفعه الله لي أنظر إليها ، فما سألوني عن شيء إلا أنبأتهم به ، ورأيتني في جماعة من الأنبياء ،

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ٤ / ٣٠٩

(٢) قال الهيثمي في مجمع الزوائد : ١ / ٦٥ : رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح

(٣) ما بين قوسين ألحق في الهامش

(٤) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٤٣ ، والتكملة لوفيات النقلة ٣ / ٦٦


فرأيت موسى قائما يصلي ، رجل جعد كأنّه من رجال شنوءة. ورأيت عيسى قائما يصلي أشبه النّاس به شبها عروة بن مسعود الثّقفي (١) ، ورأيت إبراهيم صلى‌الله‌عليه‌وسلم قائما يصلي أشبه النّاس بصاحبكم ـ يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وحانت الصلاة فأممتهم ، فلمّا فرغت من صلاتي ، قيل : يا محمد ، هذا مالك صاحب النّار فسلّم عليه ، فالتفتّ لأسلم عليه فبدأني بالسّلام.

رواه مسلم (٢) ، عن زهير بن حرب ، عن حجين بن المثنى ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن الفضل ، إلا أنّ فيه :

فرفعه الله لي أنظر إليه (٣)

٤٧ ـ أخبرنا أبو مسلم المؤيد (٤) بن عبد الرحيم بن الإخوة بقراءتي عليه بأصبهان ، قلت له : أخبركم زاهر بن طاهر الشحامي قراءة عليه ، أنبا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي ، أنبا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي ، أنبا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الليث بن سعد ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

لمّا كذّبني قريش قمت في الحجر ، فجلا الله لي بيت المقدس ، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه.

صحيح أخرجه البخاري (٥) عن ابن بكير. ورواه مسلم (٦) عن قتيبة كلاهما عن الليث. وعندهما : لمّا كذّبتني. والله أعلم.

__________________

(١) عروة بن مسعود بن معتب الثقفي ، صحابي مشهور ، كان كبيرا في قومه استشهد سنة ٩ للهجرة. الأعلام ٤ / ٢٢٧

(٢) صحيح مسلم ١ / الحديث ١٧٢ ، كتاب الإيمان باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال

(٣) اللوحة ٤٦ ب

(٤) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٥) صحيح البخاري ٤ / ٢٤٧ باب حديث الإسراء

(٦) صحيح مسلم ١ / الحديث ١٧٠ كتاب الإيمان باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال.


٤٨ ـ أخبرنا أبو المجد زاهر (١) بن أحمد بن حامد الثقفي بأصبهان ، أن أبا عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب أخبرهم قراءة عليه ، أنبا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه ، أنبا محمد بن إبراهيم بن المقرئ ، ثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، ثنا شيبان ، ثنا حماد ، حدثنا ثابت البناني عن أنس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

أتيت بالبراق وهو دابّة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه ، قال : فركبته حتى أتيت بيت المقدس ، قال : فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ، ثمّ دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت.

رواه مسلم في صحيحه (٢) أطول (٣) من هذا عن شيبان بن فرّوخ (٤).

٤٩ ـ أخبرنا الإمام أبو بكر القاسم بن عبد الله بن عمر بن الصفار (٥) بنيسابور أن أبا بكر وجيه بن طاهر الشحامي أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن الأزهري ، أنبا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي ، أنبا أبو العباس السراج ، ثنا محمد بن رافع ، ثنا عبد الرزاق ، أنبا معمر ، عن قتادة ، عن أنس :

أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتي بالبراق ليلة أسري به مسرجا ملجما ليركبه فاستصعب عليه ، فقال له جبريل : ما يحملك على هذا؟! فو الله ما ركبك أحد قطّ أكرم على الله منه ، فارفضّ عرقا.

رواه الإمام أحمد (٦) ، ومحمد بن يحيي النيسابوري ، وعبد بن حميد وغيرهم عن

__________________

(١) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٢) صحيح مسلم ١ / الحديث ١٦٢ باب الإسراء برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى السموات وفرض الصلوات.

(٣) سيورد المؤلف ذلك في الحديث رقم ٥١

(٤) في هامش الأصل (من هنا سمع الحريري) ثم (بلغ إسماعيل).

(٥) انظر فهرس شيوخ المؤلف.

(٦) مسند الإمام أحمد ٣ / ١٦٤


عبد الرزاق ، وأخرجه الترمذي (١) عن إسحاق بن منصور ، عن عبد الرزاق. قال : حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق.

قلت : لعله أراد عن معمر ، فقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.

٥٠ ـ أخبرنا زاهر بن أحمد الثقفي (٢) بأصبهان ، أن الحسين بن عبد الملك الأديب أخبرهم قراءة عليه ، أنبا إبراهيم بن منصور ، أنبا محمد بن إبراهيم ، أنبا أبو يعلى الموصلي ، ثنا عبد الرحمن بن المتوكل المقري ، ثنا يحيي بن واضح ، ثنا الزبير بن جنادة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

ليلة أسري بي انتهيت إلى بيت المقدس ، فخرق جبريل صلى‌الله‌عليه‌وسلم الصخرة بأصبعه وشدّ بها البراق.

رواه الترمذي (٣) ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبي ثميلة يعني يحيي بن واضح (٤).

٥١ ـ أخبرنا زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي (٥) أن الحسين بن عبد الملك الخلال أخبرهم قراءة عليه ، أنبا إبراهيم بن منصور

وأنا زاهر بقراءتي عليه أن إسماعيل بن الإخشيد أخبرهم كتابة ، أنبا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم قالا : أنبا محمد بن إبراهيم ، أنبا أحمد بن علي الموصلي ، ثنا هدبة بن خالد ، ثنا حماد بن سلمة ، أنبا ثابت ، عن أنس بن مالك :

أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتي بالبراق ، وهو دابّة أبيض فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره حتى منتهى طرفه. قال : فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ، ثم دخلت المسجد فصليت

__________________

(١) سنن الترمذي ٨ / ٢٨٧ الحديث ٣١٣٠

(٢) انظر فهرس شيوخ المؤلف.

(٣) سنن الترمذي ٨ / ٢٨٧ الحديث ٢١٣١

(٤) اللوحة ٤٧ آ

(٥) انظر فهرس شيوخ المؤلف


ركعتين ، ثم خرجت ، فأتاني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن ، فأخذت اللّبن فقال لي جبريل : اخترت الفطرة (١) ، قال : ثم عرج بنا إلى السّماء الدّنيا ، فاستفتح جبريل فقيل : من أنت؟ فقال : جبريل. فقيل : من معك؟ قال : محمد. قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : ففتح لنا ، فإذا أنا بآدم فرحّب ودعا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الثانية ؛ فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت؟ قال : جبريل ؛ فقيل : من معك؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : قد أرسل إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى ، فرحّبا ودعوا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت؟ قال : جبريل ، فقيل : ومن معك؟ قال : محمد ؛ قيل : وقد أرسل إليه قال : قد أرسل إليه ، ففتح لنا فإذا أنا بيوسف ، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن ، فرحّب ودعا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل (٢) فقيل : ومن معك؟ قال : محمد. قيل : وقد أرسل إليه (٣)؟ قال : ففتح لنا ، فإذا أنا بإدريس فرحّب ودعا لي بخير قال : يقول الله عزوجل : (ورفعناه مكانا عليا) (٤) ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت؟ قال : جبريل ؛ فقيل : ومن معك؟ قال : محمد. قيل : أو قد أرسل إليه؟ قال : قد أرسل إليه. ففتح لنا ، فإذا أنا بهارون فرحّب ودعا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت؟ قال : جبريل ؛ قيل : ومن معك؟ قال : محمد ، قيل : وقد (٥) أرسل إليه؟ قال : قد أرسل

__________________

(١) الفطرة : فسرها العلماء هنا بالإسلام والاستقامة.

(٢) في صحيح مسلم : (فاستفتح جبريل عليه‌السلام ، قيل : من هذا؟ قال : جبريل. قيل : ومن معك؟ ...)

(٣) في صحيح مسلم بعدها : (قال : قد بعث إليه ...)

(٤) سورة مريم الآية : ٥٧

(٥) اللوحة ٤٧ ب


إليه ، ففتح لنا فإذا أبا بموسى عليه‌السلام (١) ، فرحّب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل : فقيل : من أنت؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : قد أرسل إليه ففتح لنا ، فإذا أنا بإبراهيم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإذا هو مسند ظهره إلى البيت المعمور ، يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه ، ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى (٢) ، فإذا ورقها كآذان الفيلة ، وإذا ثمرها كالقلال (٣) فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيّرت ، فما أحد من خلق الله يحسن يصفها من حسنها ، قال : فأوحى إلي ما أوحى وفرضت عليّ في كلّ يوم خمسون صلاة. قال : فنزلت إلى موسى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ما فرض على أمتك؟ قلت : خمسون صلاة في كلّ يوم وليلة ، قال : أمتك لا تطيق ذاك فارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف. قال : فرجعت إلى ربّي قلت : أي ربّ خفّف عن أمتي ، فحطّ عني خمسا. فرجعت إلى موسى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ما فعلت؟ قال قلت : حطّ عني خمسا. قال : إنّ أمتك لا تطيق ذاك ، ارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف ، فلم أزل أرجع فيما بين ربي وبين موسى. قال : يا محمد هي خمس صلوات في كلّ يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة. ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، وإن عملها كتبت عشرا. ومن همّ بسيئة فلم يعملها لم يكتب شيء ، وإن عملها كتبت سيئة واحدة. فرجعت إلى موسى فأخبرته قال : ارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف ؛ قال : قد رجعت إلى ربي حتى استحييت.

__________________

(١) في هامش الأصل : (من هنا سقط من نسخة الخلال ، وهو في رواية الإخشيد) وانظر في ذلك سند هذا الحديث.

(٢) قال ابن عباس والمفسرون : سميت سدرة المنتهى لأن علم الملائكة ينتهي إليها ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٣) القلال : جمع قلة ، وهي جرّة كبيرة تسع قربتين أو أكثر.


رواه مسلم (١) في صحيحه بطوله عن شيبان بن فرّوخ ، عن حمادّ بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس (٢) بمعناه (٣).

٥٢ ـ أخبرنا أبو المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم بن سليمان بن البانياسي (٤) قراءة عليه ونحن نسمع سنة سبع وسبعين وخمس مئة بدمشق ، قيل له : أخبركم أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي الموازيني قراءة عليه سنة ثلاثة عشرة وخمس مئة قال : أنبا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قراءة عليه وهو يسمع سنة ثلاث وأربعين وأربع مئة قال : قرئ على القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي سنة أربع وسبعين وثلاث مئة وأنا حاضر أسمع قيل له : أخبركم أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي قراءة عليه ، ثنا محمد بن إسماعيل الوساوسي (٥) ، ثنا ضمرة بن ربيعة ، عن يحيى بن أبي عمرو السّيباني ، عن أبي صالح مولى أم هانئ عن أمّ هانئ قالت :

دخل عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغلس ، وأنا على فراشي فقال : شعرت أنّي نمت الليلة في المسجد الحرام فأتاني جبريل عليه‌السلام فذهب بي إلى باب المسجد فإذا دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل مضطرب الأذنين فركبته ، فكان يضع حافره مدّ بصره ، إذا أخذ بي في هبوط طالت يداه وقصرت رجلاه وإذا أخذ بي في صعود طالت رجلاه وقصرت يداه وجبريل عليه‌السلام لا يفوتني حتى انتهينا إلى بيت المقدس فأوثقته بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها فنشر لي رهط من

__________________

(١) صحيح مسلم ١ / الحديث ١٦٢٢ صفحة ١٤٥ باب الإسراء برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات.

(٢) في هامش الأصل : بلغ مقابلة.

(٣) اللوحة ٤٨ آ

(٤) انظر فهرس شيوخ المؤلف.

(٥) في هامش الأصل : (الوساوسي ضعفه الدارقطني ا ه) وانظر في ذلك ميزان الاعتدال ٣ / ٤٨١ وقال الذهبي فيه : «قلت : له حديث في الإسراء سقته في الترجمة النبوية» قلت ورد قسم منه في تاريخ الإسلام للذهبي ١ / ١٤٣


الأنبياء فيهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم‌السلام فصليت بهم وكلمتهم ، وأتيت بإناءين أحمر وأبيض فشربت الأبيض ، فقال لي جبريل : شربت اللبن وتركت الخمر ، لو شربت الخمر لارتدّت أمتك ، ثم ركبته ، فأتيت المسجد الحرام فصليت به الغداة ، فتعلّقت بردائه وقلت : أنشدك الله يابن عمّ أن تحدّث بهذا قريشا فيكذبك من (١) صدّقك ، فضرب بيده على ردائه فانتزعه من يدي فارتفع عن بطنه ، فنظرت إلى عكنة (٢) فوق إزاره وكأنّه طيّ القراطيس وإذا نور ساطع عند فؤاده كاد يختطف بصري فخررت ساجدة ، فلما رفعت رأسي إذا هو قد خرج فقلت لجاريتي نبعة (٣) : ويحك اتبعيه فانظري ماذا يقول؟ وماذا يقال له؟ فلّما رجعت نبعة أخبرتني أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم انتهى إلى نفر من قريش في الحطيم فيهم : المطعم بن عدي بن نوفل ، وعمرو بن هشام ، والوليد بن المغيرة فقال : إنّي صليت الليلة العشاء في هذا المسجد وصليت به الغداة وأتيت فيما بين ذلك بيت المقدس فنشر لي رهط من الأنبياء فيهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم‌السلام ، فصليت بهم وكلمتهم فقال عمرو بن هشام كالمستهزئ : صفهم لي : فقال : أمّا عيسى عليه‌السلام ففوق الربعة دون الطويل ، عريض الصدر ، ظاهر الدم ، جعد الشعر تعلوه صهبة ، كأنه عروة بن مسعود الثقفي (٤). وأما موسى عليه‌السلام فضخم آدم طوال ، كأنه من رجال شنوءة (٥) كثير الشعر غائر العينين متراكب الأسنان ، مقلص الشفتين ، خارج اللثة عابس. وأما إبراهيم عليه‌السلام فوالله لأشبه الناس بي خلقا وخلقا. فضجّوا وأعظموا ذاك قال : فقال المطعم بن عدي بن نوفل : كلّ أمرك قبل اليوم كان أمما غير قولك اليوم ،

__________________

(١) اللوحة ٤٨ ب

(٢) عكنة : العكنة بالضم ما انطوى وتثنى من لحم البطن سمنا. القاموس عكن.

(٣) نبعة الحبشية ، جارية أم هانئ بنت أبي طالب ، الإصابة ٤ / ٤٠٢

(٤) عروة بن مسعود : تقدم التعريف به في الحديث ٤٦

(٥) شنوءة : قبيلة من اليمن. التاج (شنأ)


أنا أشهد أنك كاذب ، نحن نضرب (١) أكباد الإبل إلى بيت المقدس مصعدا شهرا ومنحدرا شهرا تزعم أنّك أتيته في ليلة ، واللات والعزى لا أصدقك ، وما كان هذا الذي تقول قطّ ، وكان للمطعم بن عدي حوض على زمزم أعطاه إياه عبد المطلب فهدمه فأقسم باللات والعزى لا يسقى منه قطرة أبدا فقال أبو بكر رضي‌الله‌عنه : يا مطعم بئسما قلت لابن أخيك جبهته وكذّبته ، أنا أشهد أنه صادق فقال : يا محمد ، صف لنا بيت المقدس؟ قال : دخلته ليلا وخرجت منه ليلا ، فأتاه جبريل صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصوّره في جناحه ، فجعل يقول : باب منه كذا في موضع كذا ، وباب منه كذا في موضع كذا ، وأبو بكر رضي‌الله‌عنه عنده يقول : صدقت صدقت : قالت نبعة فسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يومئذ : يا أبا بكر ، إنّ الله عزوجل قد سمّاك الصدّيق. قالوا : يا مطعم دعنا نسأله عما هو أعنى لنا من بيت المقدس ، يا محمد ، أخبرنا عن عيرنا؟ فقال : أتيت على عير بني فلان بالرّوحاء قد أضلوا ناقة لهم وانطلقوا في طلبها فانتهيت إلى رحالهم ليس بها منهم أحد ، وإذا قدح ماء فشربت منه فسلوهم عن ذلك. فقالوا : هذا والإله آية ، ثم انتهيت إلى عير بني فلان ، فنفرت مني الإبل وبرك منها جمل أحمر عليه جوالق مخطط ببياض ، لا أدري أكسر البعير أم لا؟ فسلوهم عن ذلك. قالوا : هذا والإله آية. ثم انتهيت إلى عير بني فلان في التنعيم يقدمها جمل أورق هاهي ذي تطلع عليكم من الثنية فقال الوليد (٢) بن المغيرة : ساحر. فانطلقوا فنظروا فوجدوا كما قال فرموه بالسّحر وقالوا : صدق الوليد بن المغيرة فيما قال. وأنزل الله عزوجل : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) قلت : يا أمّ هانئ ، ما الشجرة الملعونة في القرآن؟ قالت : الذين خوفوا فلم

__________________

(١) اللوحة ٤٩ آ

(٢) اللوحة ٤٩ ب


يزدهم [التخويف](١) إلا طغيانا (٢) كبيرا (٣).

٥٣ ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن أبي القاسم التميمي (٤) المؤدب بقراءتي عليه بأصبهان ، قلت له : أخبركم أبو الخير محمد بن رجاء بن إبراهيم بن عمر بن الحسن بن يونس قراءة عليه وأنت تسمع ، أنبا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني ، أنبا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، ثنا محمد بن محمد بن مالك ، ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم :

قال ابن مردويه : وحدثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ، ثنا إبراهيم بن الهيثم قالا : ثنا محمد بن كثير الصّنعاني ، ثنا معمر بن راشد ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت :

أسري بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المسجد الأقصى ، أصبح يحدّث بذلك الناس فارتدّ ناس ممّن آمن به وصدّقه وفتنوا بذلك ، وسعى رجال من المشركين إلى بيت أبي بكر الصديق ، فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس ، قال : وقال ذاك؟ قالوا : نعم ، قال : إن كان قال ذاك لقد صدق. قالوا : تصدّقه أنه يذهب إلى الشام في ليلة ثم يرجع قبل أن يصبح؟! قال : إني لأصدّقه بما هو أبعد من ذلك ، أصدّقه بخبر السماء في غدوة أو روحة ، فلذلك سمّي أبو بكر الصديق.

٥٤ ـ أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني (٥) بأصبهان ، أن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية أخبرتهم قراءة عليها ، أنبا محمد بن عبد الله بن ريذه ، أنبا سليمان بن

__________________

(١) الزيادة من جزء للمؤلف يروي فيه هذا الحديث. (الجزء من المجموع) مخطوطات المكتبة الظاهرية بدمشق المجموع رقم ١٥ الورقة ٦٣

(٢) في هامش الأصل : (بلغ على ابن مسعود قراءة) و (بلغ عبد الله) و (بلغ محمد قراءة وسماعا أوله) و (وبلغ الجزري) و (بلغ أحمد قراءة).

(٣) قال ابن حجر في الإصابة : وأخرجه أبو يعلى .. وهذا أصح من رواية الكلبي ٤ / ٤٠٣

(٤) ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ٢ / ٣٣٦ ، وسير أعلام النبلاء (المخطوط) ١٣ / ١٣١

(٥) انظر فهرس شيوخ المؤلف.


أحمد الطبراني ، ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي ، ثنا أبي

ح قال الطبراني : وحدثنا عمارة بن وثيمة المصري ، ثنا (١) إسحاق بن إبراهيم بن زبريق ، ثنا عمرو بن الحارث ، ثنا عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، ثنا الوليد بن عبد الرحمن أن جبير بن نفير قال : ثنا شدّاد بن أوس قال :

قلت : يا رسول الله ، كيف أسري بك؟ قال : صليت لأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما فأتاني جبريل صلى‌الله‌عليه‌وسلم بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل فقال اركب فاستصعب علي فرازها (٢) بأذنها ثم حملني عليها فانطلقت تهوي بنا ، يقع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا ذات نخل فقال : انزل ، فنزلت ثم قال : صلّ فصليت ثم ركبنا فقال : تدري أين صليت؟ قلت : الله أعلم ، قال : صليت بيثرب ، صليت بطيبة ، ثم انطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا بيضاء ، فقال : انزل ، فنزلت ، ثم قال : صلّ فصليت ثم ركبنا فقال : تدري أين صليت؟ قلت : الله أعلم. قال : صليت بمدين عند شجرة موسى ، ثم انطلقنا تهوي بنا ، يقع حافرها حيث أدرك طرفها ، ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصورها قال : انزل ، فنزلت ، ثم قال : صلّ ، فصليت ثم ركبت فقال : تدري أين صليت؟ قلت : الله أعلم. قال : صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى عليه‌السلام المسيح بن مريم ، ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليمان فأتى بي قبلة المسجد فربط دابته ودخل المسجد من باب فيه تميل الشمس فصليت من المسجد حيث شاء الله ، وأخذني من العطش أشدّ ما أخذني فأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر عسل أرسل إليّ بهما جميعا فعدلت بينهما ثم هداني الله عزوجل فأخذت اللبن فشربت حتى قرعت به جبيني ، وبين يدي شيخ متكئ على مثرأة له فقال : أخذ صاحبك الفطرة وإنه لمهدي ، ثم انطلق بي حتى

__________________

(١) اللوحة ٥٠ آ

(٢) رازها : أي اختبرها. لسان العرب (روز)


اتينا الوادي (١) الذي في المدينة ، فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزّرابي ، فقلنا : يا رسول الله كيف وجدتها؟ فقال : مثل الحمّة السخنة. ثم انصرف بي فمررنا بعير لقريش بمكان كذا وكذا قد ضلّوا بعيرا لهم قد جمعه فلان ، فسلّمت عليهم ، فقال بعضهم : هذا صوت محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة فأتاني أبو بكر رضي‌الله‌عنه فقال : يا رسول الله ، أين كنت الليلة فقد التمستك في مكانك؟ فقال : أعلمت أني أتيت مسجد بيت المقدس الليلة؟ فقال : يا رسول الله إنه مسيرة شهر فصفه لي ، ففتح لي مرآه كأنّي أنظر إليه لا يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم عنه ، فقال أبو بكر رضي‌الله‌عنه : أشهد أنّك رسول الله. فقال المشركون : انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة! فقال إنّ من آية ما أقول لكم أنّي مررت بعير لكم بمكان كذا وكذا يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان ، فلما كان ذلك اليوم أشرف القوم ينظرون حتى كان قريب من نصف النهار حتى أقبل القوم (٢) يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

٥٥ ـ أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي (٤) ببغداد ، أن هبة الله بن محمد بن عبد الواحد أخبرهم قراءة عليه ، أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ، ثنا بكر بن عيسى أبو بشر الراسبي ، قال : سمعت أبا عوانة ، ثنا عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

ليلة أسري بي وضعت قدمي حيث توضع أقدام الأنبياء من بيت المقدس ،

__________________

(١) اللوحة ٥٠ ب

(٢) في هامش الأصل : (بلغ سليمان) ، وفوق حتى في الأصل : «حين».

(٣) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ١ / ٧٤ : رواه البزار والطبراني في الكبير ، وفيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء وثقه يحيي بن معين وضعفه النسائي.

(٤) انظر فهرس شيوخ المؤلف.


فعرض علي عيسى بن مريم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود ، وعرض علي موسى عليه‌السلام ، فإذا رجل ضرب (١) من الرجال ، كأنّه من رجال شنوءة ، وعرض عليّ إبراهيم عليه‌السلام ، قال : فإذا أقرب الناس شبها (٢) بصاحبكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

كذا رواه الإمام أحمد (٣) في مسنده (٤).

باب المكان الذي صلى فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مسجد بيت المقدس

٥٦ ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن أبي القاسم بن أبي شكر التميمي (٥) بأصبهان أن أبا الخير محمد بن رجاء بن إبراهيم بن عمر بن الحسن بن يونس أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني ، أنبا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن عمرو ... ، ثنا الحسن بن سهل ، ثنا أبو أسامة ، عن عيسى بن سنان الشامي ، عن المغيرة ، عن أبيه قال :

صليت مع عمر في كنيسة يقال لها : كنيسة مريم في وادي جهنّم قال : ثم دخلنا المسجد فقال عمر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : صليت ليلة أسري بي في مقدم المسجد ، ثم دخلت إلى الصخرة إلى بيت المقدس ، فإذا أنا بملك قائم معه آنية ثلاث : فقال يا محمد ، وأشار بالآنية. قال : فتناولت العسل فشربت منه قليلا ، ثم تناولت الآخر فشربت منه حتى رويت ، فإذا هو لبن ، قال : اشرب من الآخر ، فإذا هو خمر ، قلت : قد رويت. قال : أما إنّك لو شربت من هذا لم

__________________

(١) ضرب : هو الخفيف اللحم الممشوق المستدق. النهاية في غريب الحديث (ضرب).

(٢) اللوحة ٥١ أ.

(٣) مسند الإمام أحمد ٢ / ٥٢٨

(٤) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ١ / ٦٦ : رواه أحمد وفيه عمر بن أبي سلمة وثقة أحمد ويحيي وابن حبان ، وضعفه علي بن المديني وغيره.

(٥) انظر فهرس شيوخ المؤلف


تجتمع أمّتك على الفطرة أبدا. ثم انطلق بي إلى السماء ففرضت عليّ الصلاة ، ثم رجعت إلى خديجة وما تحولت عن جنبها الآخر.

٥٧ ـ أنبا المبارك بن أبي المعالي الحريمي (١) ببغداد ، أن هبة الله بن محمد أخبرهم قراءة عليه ، أنبا الحسن بن علي ، أنبا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا أسود بن عامر ، ثنا حماد بن سلمة ، عن أبي سنان ، عن عبيد بن آدم وأبي مريم وأبي شعيب :

أنّ عمر بن الخطاب كان بالجابية فذكر فتح بيت المقدس.

قال : قال أبو سلمة ، فحدثني أبو سنان ، عن عبيد بن آدم قال :

سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب : أين ترى أن أصلي؟ فقال : إن أخذت عنّي صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلّها بين يديك. فقال عمر : ضاهيت (٢) اليهودية ، لا ولكن أصلي حيث صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتقدّم إلى القبلة فصلّى.

كذا أخرجه الإمام أحمد (٣) في مسنده (٤).

باب في فضل الإحرام من بيت المقدس

٥٨ ـ أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني (٥) بأصبهان ، أن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية أخبرتهم قراءة عليها ، أنبا محمد بن عبد الله بن ريذه ، أنبا سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا أبو بكر بن صدقة ، ثنا محمد بن يحيي القطعيّ ، ثنا عبد الأعلى ، عن

__________________

(١) انظر فهرس شيوخ المؤلف.

(٢) ضاهيت : شابهتها وعارضتها. النهاية في غريب الحديث (ضها).

(٣) مسند الإمام أحمد ١ / ٣٨

(٤) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٦ : رواه أحمد وفيه عيسى بن سنان القسملي وثقة ابن حبان وغيره ، وضعفه أحمد وغيره ، وبقية رجاله ثقات.

(٥) انظر فهرس شيوخ المؤلف.


محمد بن إسحاق ، حدثني سليمان بن سحيم ، عن يحيي بن أبي سفيان ، عن أم حكيم بنت أبي أمية ، عن أم سلمة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

من أهلّ بعمرة من بيت المقدس غفر له.

رواه الإمام أحمد (١) ، عن يعقوب ، عن أبيه ، عن محمد بن إسحاق بإسناده وزاد في آخره :

فركبت أم حكيم (٢) عن ذلك الحديث إلى بيت المقدس حتى أهلّت منه بعمرة (٣).

٥٩ ـ أخبرنا زاهر بن أحمد بن محمود الثقفي (٤) ، أن الحسين بن عبد الملك بن الحسين أخبرهم قراءة عليه ، أنبا إبراهيم بن منصور ، أنبا محمد بن إبراهيم ، أنبا أبو يعلى الموصلي ، ثنا هارون الحمال ، ثنا ابن أبي فديك ، أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنّس ، حدثني يحيي بن أبي سفيان بن سعيد الأخنسي ، عن جدته حكيمة ، عن أم سلمة أنها سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

من أهلّ بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، أو وجبت له الجنة. شكّ عبد الله أيتها قال.

رواه أبو داود (٥) ، عن أحمد بن صالح ، عن ابن أبي فديك (٦) بمثله (٧).

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ٦ / ٢٩٩

(٢) في مسند الإمام أحمد : «عند».

(٣) أورده الواسطي في فضائل البيت المقدس ص ٥٩ بإسناد آخر ، والحديث بألفاظ متقاربة.

(٤) انظر فهرس شيوخ المؤلف.

(٥) سنن أبي داود ٢ / ١٤٤ (المناسك باب في المواقيت).

(٦) أورد المؤلف هذا الحديث بسند آخر عن شيخه عمر بن محمد المؤدب في كتابه المخطوط في المكتبة الظاهرية (مجموع ١٥ ورقة ٦٢ ب) الجزء من المجموع.

(٧) اللوحة ٥١ ب


باب ذكر من أحرم من بيت المقدس من الصحابة

٦٠ ـ أخبرنا أبو النجح إسماعيل بن محمد بن محمد بن الحسين الحنفي (١) بقراءتي عليه ببغداد قلت له أخبركم أبو السعود المبارك بن خيرون بن عبد الملك بن خيرون قراءة عليه ، أنبا أبو الفضل أحمد بن خيرون ، أنبا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان ، أنبا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج ، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد الصايغ المكي ، ثنا سعيد بن منصور ، حدثنا أبو معشر ، عن نافع ، عن ابن عمر :

أنّه أحرم عام الحكمين من بيت المقدس (٢)

٦١ ـ أخبرنا أخي الإمام أبو العباس أحمد (٣) بن عبد الواحد بن أحمد بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ، أنبا الحسين بن علي بن أحمد بن البسري ، أنبا عبد الله بن يحيي بن عبد الجبار السكري ، أنبا إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا أحمد بن منصور الرمادي ، ثنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر :

أنّه أحرم بالعمرة في بيت المقدس.

٦٢ ـ أنبا أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري (٤) ، أن (٥) يحيى بن المشرف بن علي بن الخضر التمار أخبرهم قراءة عليه ، أنبا أحمد بن سعيد بن أحمد المقرئ ، أن علي بن الحسين بن بندار بن عبد الله بن بندار قاضي ... بمصر ، أنبا الحسن بن أحمد بن إبراهيم ... الأسدي ، ثنا الحسين هو ابن الحسن ... ، ثنا ابن المبارك ، عن معمر ، عن الزهري ... قال :

__________________

(١) ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ٢ / ٢١٢ ، الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ١١٥

(٢) أورد المؤلف هذا الحديث في كتابه (الجزء من المجموع) المخطوط في المكتبة الظاهرية مجموع ١٥ ، الورقة ٦٠.

(٣) ترجمته في التكملة لوفيات النقلة ٣ / ١٧٧ ، سير أعلام النبلاء (المخطوط ١٣ / ١٨٣).

(٤) ترجمته في شذرات الذهب ٤ / ٣٣٨

(٥) في هامش الأصل : (هذا الحديث كتب بعد قراءة البالسي).


أخبرني محمود (١) بن الربيع أنّه زعم أنه عقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعقل ... من دلو كانت في دارهم. قال سمعت عتبة (٢) بن مالك فذكر ... وذكر ... قال محمود :

فأهلّ من إيليا بحج أو عمرة (٣).

ذكر من سكن بيت المقدس من الصحابة رضي‌الله‌عنهم

٦٣ ـ أخبرنا هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط (٤) ببغداد ، أن محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء أخبرهم قراءة عليه ، أنبا عبد العزيز بن أحمد بن النصيبي إجازة ، أنبا محمد بن أحمد بن محمد الخطيب (٥) ، ثنا عيسى بن عبيد الله الوراق ، أخبرني علي بن جعفر الرازي ، ثنا عبد الله بن محمد بن سلم ، ثنا موسى بن سهل النيسابوري الرملي (٦) قال :

أسامي أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الذين كانوا بأرض فلسطين ممن سكنها ،

__________________

(١) محمود بن الربيع بن سراقة الأنصاري الخزرجي ، توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن خمس سنين. قال أبو مسهر وآخرون مات محمود بن الربيع سنة ٩٩ ه

(٢) الاصابة ٣ / ٣٦٦.

(٣) قال ابن حجر في الاصابة ٣ / ٣٦٦ : قال البغوي ... وروى أنه عقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مج مجّة في دلو من دارهم. أخرجه البخاري من طرق عن الزهري ، عن محمود ، وهو عند مسلم في أثناء حديث.

وفي صحيح البخاري : كتاب العلم ص ٢٧ عن الزهري ، عن محمود بن الربيع قال : عقلت من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو.

(٤) انظر فهرس شيوخ المؤلف.

(٥) هو محمد بن أحمد الواسطي مؤلف فضائل البيت المقدس ، وقد ورد الخبر فيه في ص ٦٥

(٦) موسى بن سهل النيسابوري الرملي ، نسائي الأصل ، روى عنه أبو داود والنسائي وابن أبي حاتم وقال : صدوق ثقة. قال عمرو بن دحيم : مات بالرملة سنة ٢٠٢. تهذيب التهذيب ١٠ / ٣٤٧


منهم من أعقب ومنهم من لم يعقب (١) :

الذين كانوا ببيت المقدس : عبادة بن الصامت (٢) ، وشداد بن أوس (٣) ، وأبو (٤) أبي بن أم حرام ، واسمه شمعون حليف بحضرموت وأبو ريحانة (٥) وسلامة (٦) بن قيصر وفيروز (٧) الديلمي ، وذو (٨) الأصابع وأبو محمد

__________________

(١) هكذا ورد النص في الأصل ، وكذا عند الواسطي في فضائل بيت المقدس ، وبعد الاعتماد على كتب تراجم الصحابة وكتاب فضائل القدس لابن الجوزي أرى أن يكون النص كالتالي : الذين كانوا ببيت المقدس : عبادة بن الصامت وشداد بن أوس وأبو أبي بن أم حرام واسمه عبد الله بن عمرو ، وشمعون حليف لحضرموت أبو ريحانة ، وسلامة بن قيصر ، وفيروز الديلمي ، وذو الأصابع ، وأبو محمد البخاري.

(٢) عبادة بن الصامت : كان أحد النقباء بالعقبة ، شهد بدرا والمشاهد كلها بعد بدر ، توفي سنة ٣٤ ه‍ بالرملة. ومنهم من قال : مات ببيت المقدس الإصابة ٢ / ٢٦٠

(٣) شداد بن أوس الخزرجي ، ابن أخي حسان بن ثابت ، من الذين أوتوا العلم والحلم. توفي سنة ٥٨ ه‍. قال أبو نعيم : توفي بفلسطين أيام معاوية. وقال ابن حبان : دفن ببيت المقدس الإصابة ٢ / ١٣٨

(٤) أبو أبي : هو ابن امرأة عبادة بن الصامت ، هو عبد الله بن عمرو بن قيس الأنصاري ، وأمه أم حرام ، وذكر ابن حبان أن اسمه شمعون. قال يحيى بن منده : هو آخر من مات من الصحابة بفلسطين. الإصابة ٤ / ٣

(٥) أبو ريحانة : شمعون : بمعجمتين ، ويقال : بمهملتين وبمعجمة وعين مهملة ، مشهور بكنيته. قال ابن حبان : قيل : اسمه عبد الله بن النضر ، وشمعون أصح. وهو حليف حضرموت سكن بيت المقدس. الإصابة ٢ / ١٥٣.

(٦) سلامة بن قيصر ، ويقال : سلمة ، ذكره ابن حبان في الصحابة ، وقال : سكن مصر وحديثه عند أهلها. مات ببيت المقدس وقبره بها الإصابة ٢ / ٥٨

(٧) فيروز الديلمي ، يماني كناني ، وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عنه أحاديث ، ثم رجع إلى اليمن فأعان على قتل الأسود العنسي ، قال ابن حبان : سكن مصر ، ومات ببيت المقدس الإصابة ٣ / ٢٠٤.

(٨) ذو الأصابع الجهني : ذكره الترمذي في الصحابة ، وأورد عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل في زيادات المسند حديثا له عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وذكره موسى بن سهل الرملي (راوي الخبر) فيمن نزل فلسطين من الصحابة. الإصابة ١ / ٤٧٢


النجاري (١).

هؤلاء من أهل بيت المقدس ماتوا بها.

والذين أعقب منهم :

عبادة بن الصامت ، وشداد بن أوس ، وسلامة بن قيصر ، وفيروز الديلمي.

هؤلاء أعقبوا ، وأولادهم ببيت المقدس وقبورهم بها.

والذين لم يعقبوا أبو ريحانة وذو الأصابع وأبو محمد النجاري (٢).

__________________

(١) أبو محمد النجاري : قال في الإصابة ٣ / ٣٨٩ : مسعود بن أوس بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري ـ ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي فيمن شهد بدرا ـ ذكره البغوي مختصرا ... وقال أبو عمر : هو أبو محمد الذي زعم أن الوتر واجب فكذبه عبادة ... وقال أيضا في الإصابة ٤ / ١٧٩ : أبو محمد الأنصاري ، ذكره مالك في الموطأ ... أن رجلا كان بالشام يكنى أبا محمد كانت له صحبة. وذكره ابن الجوزي في فضائل القدس ص ١٣٠ فيمن كان ببيت المقدس : من الصحابة فقال : أبو محمد النجاري. وقال ابن الحنبلي في الأنس الجليل ١ / ٢٦٦ : أبو محمد النجاري بالجيم ، الأنصاري البدري ، قال صاحب مثير الغرام : أظنه مسعود بن أويس ... بن مالك النجاري. قيل توفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، وقيل : شهد صفين مع علي رضي‌الله‌عنه.

(٢) في الأصل كلمة «النجاري» غير واضحة وفي هامش الأصل : «وفي الأصل : النجاري» ، وذكر في الأنس الجليل ١ / ٢٦٦ نقلا عن الخطيب البغدادي فقال :

«قال الحافظ أبو بكر الخطيب فيمن ذكر أنه كان ببيت المقدس من الصحابة والتابعين ، ومات به عبادة بن الصامت وشداد بن أوس ، وأبو أبي بن أم حرام ، وأبو ريحانة ، وسلامة بن قيصر ، وفيروز الديلمي ، وذو الأصابع وأبو محمد النجاري. هؤلاء من أهل بيت المقدس ماتوا به ، وأعقب منهم عبادة بن الصامت وشداد وسلامة وفيروز وهؤلاء الذين أعقبوا وأولادهم ببيت المقدس وقبورهم به. ولم يعقب أبو ريحانة ولا ذو الأصابع ولا أبو محمد النجاري والله أعلم ا ه»

وفي كتاب الزيارات للهروي ص ٢٨ :

«وخلف السور من الشرق قبر شداد بن أوس الخزرجي وذي الأصابع التميمي ، وقيل : قبر شداد بفلسطين والله أعلم»


باب فضل مؤذني بيت المقدس

٦٤ ـ أخبرنا أبو المجد زاهر (١) بن أحمد بن حامد الثقفي بأصبهان ، أن زاهر بن طاهر الشحامي أخبرهم قراءة عليه ، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ الطبري إملاء ، أنبا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة ، أنبا أبو حامد أحمد بن حمدون بن عمارة بن رستم الحافظ ، ثنا أبو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي وحماد بن الحسن أبو عبيد الله الوراق قالا : ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، ثنا عبد الله بن ذكوان ، ثنا محمد بن المنكدر ، عن جابر قال :

سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيّ الناس يدخل الجنة يعني أولا؟ قال : الأنبياء ، ثم الشهداء ، ثم مؤذنو الكعبة ، ثم مؤذنو بيت المقدس ، ثم مؤذنو مسجدي هذا ، ثم سائر المؤذنين على قدر أعمالهم (٢).

__________________

وفي كتاب «أجدادنا في ثرى المقدس» ص ١٣٣ :

«في مقبرة باب الرحمة التي تقع خلف سور الحرم الشرقي ، وهي مقبرة قديمة منذ الفتح العمري للقدس ، وفيها قبور عدد من الصحابة منهم : شداد بن أوس وعبادة بن الصامت ويقع قبراهما على بعد أمتار قليلة جنوب باب الرحمة ، ومنهم كذلك ذو الأصابع التميمي اليمني ويقال : الخزاعي والجهني»

وفي الكتاب أيضا ص ٣٣ : «ضريح أبو ريحانة واسمه شمعون القرظي ، في حارة السعدية في طريق معروف يدعى عقبة الشيخ ريحان ، هناك مسجد صغير هو مسجد الشيخ ريحان ، وفي هذا المسجد ضريح الصحابي الجليل أبو ريحانة رضي‌الله‌عنه»

وفي الكتاب أيضا ص ٢١٩ :

«أما الذين دفنوا ببيت المقدس في أماكن مجهولة : فيروز الديلمي ، واثلة بن الأسقع ، مسعود بن أوس (أبو محمد النجاري) ، سلامة بن قيصر الحضرمي ، أبو أبي بن أم حرام»

(١) انظر فهرس شيوخ المؤلف

(٢) اللوحة ٥٢ أ


ذكر حديث مخشن بن مخاشن بن معاوية النميري رحمه‌الله

٦٥ ـ أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن أحمد بن أبي الفتح الخرقي (١) في كتابه أن أباه أخبره قراءة عليه ، أنبا أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي ، أنبا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد الدولابي ، أنبا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن أحمد بن ذكوان ، أنبا أبو يعقوب إسحاق بن عمار بن جش بن محمد بن جش المصيصي ، أنبا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن مهدي قال : وحدثني الصقعب بن زهير ، عن عمرو بن شعيب فذكر شيئا من أمر فتوح الشام قال :

ثم إنّ أبا عبيدة انتظر أهل إيلياء فأبوا أن يأتوه ، فأقبل إليهم حتى نزل بهم فحاصرهم حصارا شديدا وضيّق عليهم من كلّ جانب ، فخرجوا إليه ذات يوم فقاتلوا المسلمين ساعة قال : فشدّ المسلمون عليهم من كلّ جانب ففرّوا حتى دخلوا حصنهم ، وكان الذي تولّى قتالهم يومئذ خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان ، كلّ واحد منهما في جانب ، وكان في المسلمين رجل من بني نمير يقال له : مخشن بن مخاشن بن معاوية ، وكان شجاعا ، وكان الناس يذكرون منه صلاحا ففقده أصحابه أياما ، فكانوا يسألون عنه ولا يخبرون عنه بشيء حتى أيسوا منه وظنّوا أنه قد اغتيل فهلك ، فبينا هم جلوس إذ طلع عليهم ومعه ورقتان لم ينظر النّاس إلى مثل تلك الورقتين قط ، لا أعرض عرضا ولا أطول طولا ، ولا أحسن حسنا ومنظرا ، ولا أطيب ريحا فقال له أصحابه : أين كنت؟ قال : وقعت في جبّ ، فمضيت أمشي حتى انتهيت إلى جنة معروشة ، فيها من كلّ شيء ، فلم تر عيني مثل ما فيها في مكان قط ، ولا أظنّ أنّ الله خلق [مثل] ما رأيت ، فلبثت هذه الأيام كلّها في نعيم ليس مثله ، وفي منظر ليس مثله ، وفي ريح لم يجد أحد من الناس ريحا قط أطيب منها ، فبينا أنا كذلك إذ أتاني آت حتى أخذ بيدي

__________________

(١) انظر ترجمته في شذرات الذهب ٤ / ٢٦٦


فأخرجني منها إليكم ، وقد كنت أخذت هاتين الورقتين من شجرة كنت تحتها ، فبقيتا في يدي فأقبل الناس يأخذونهما فيشمونهما فيجدون فيها ريحا لم يجدوا لشيء قطّ مثله ، قال : فأهل الشام يزعمون أنّه كان أدخل الجنة ، وأنّ تلك الورقتين منها ويقولون : قد كانت الخلفاء رفعت تلك الورقتين في الخزانة.

وقد روي أن اسم الرجل شريك بن خماشة (١) النميري (٢). والله أعلم.

٦٦ ـ أخبرنا أبو القاسم سعيد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطّاف الهمداني (٣) بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء إجازة ،

__________________

(١) هكذا في الأصل : والصواب خباشة كما في الإكمال ٣ / ١٩٢ وقال : وأما خباشة بباء معجمة عوض الميم فهو شريك بن خباشة.

(٢) قال في جمرة أنساب العرب ٢٧٩ : شريك بن خباشة ، هو من بني عمرو بن عامر بن عبد الله بن الحارث بن نمير ، الذي يقال إنه دخل في جب بالشام يقال له : القلب ، فبلغ إلى الجنة ، وأتى منها بورقة خضراء من شجرة تين ، تواري الرجل كله ويجمعها المرء في كفه ، فصار شعار بني نمير من ذلك الوقت يا خضراء ، وكان شعار بني عامر : يا جعد الوبر. وفي الإصابة ٣ / ١٦٦ : قال ابن الكلبي : هو من بني عمرو بن نمير ، له إدراك وله قصة مع عمر رواها ابن حبان في الثقات من طريق إبراهيم بن أبي عبلة ، عن شريك بن خباشة النميري أنه ذهب يستسقي من جب سليمان ببيت المقدس فانقطع دلوه فنزل ليخرجه ، فبينما هو في طلبه إذا هو بشجرة فتناول منها ورقة فأخرجها معه ، فإذا هي ليست من شجرة الدنيا ، فأتى بها عمر ، فقال : أشهد أن هذا هو الحق سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : يدخله من هذه الأمة رجل من أهل الجنة. فجعل الورقة بين دفتي المصحف. وهكذا رواه الطبراني في مسند الشاميين في هذا الوجه ، وأخرجه ابن الكلبي من وجه آخر عن امرأة شريك بن خباشة. قالت خرجنا مع عمر أيام خرج إلى الشام. فذكر القصة مطولة ، ولم يذكر المرفوع وفيه : أن عمر أرسل إلى كعب فقال : هل تجد في الكتاب أن رجلا من هذه الأمة يدخل الجنة؟ قال : نعم ، وإن كان في القوم نبأتك به ، قال : فهو في القوم فتأملهم فقال : هو هذا. فجعل شعار بني نمير خضرة ، بهذه الورقة إلى اليوم ، وأبوه خباشة بضم المعجمة وتخفيف الموحدة وبعد الألف شين معجمة وقيل مهملة.

(٣) انظر فهرس شيوخ المؤلف.


أن أبا محمد (١) عبد العزيز بن أحمد بن عمر النصيبي المقدسي أخبرهم إذنا ، أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الواسطي المقدسي الخطيب (٢) في منزله ببيت المقدس ، ثنا عمر هو ابن الفضل بن المهاجر الربعي ، ثنا أبي ، ثنا الوليد هو ابن حماد ، ثنا محمد بن النعمان ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثني أبو بكر بن أبي مريم قال : أخبرني عطية بن قيس :

أنّ شريك بن خماشة النميري أتى جبا في بيت المقدس يستسقي لأصحابه ، إذ خرّ منه الدّلو فنزل في طلبه ، إذ تبدّى له شخص فقال : انطلق معي ، فأخذ بيده في الجبّ ، ثم أدخله الجنّة ، فأخذ شريك ورقات ، ثم ردّه إلى موضعه فخرج فأتى أصحابه فأخبرهم ، فرفع أمره إلى عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه فقال كعب : إنّ رجلا من هذه الأمّة سيدخل الجنّة وهو حيّ بينكم ، قال : انظروا إلى الورقات ، فإن تغيرن فلسن من ورق الجنّة ، وإن لم يتغيرن فهنّ من ورق الجنة. قال عطية : فلم تكن الورقات يتغيرن (٢).

قال الوليد : حدثني أبو النجم إمام أهل سلميّة (٣) ومؤذنهم في سنة أربعين ومئة إلى أن مات في سنة خمسين ومئة ، قال : وحدثني غير واحد من أهل سلميّة من قبائل العرب أنّهم أدركوا شريك بن خماشة يسكن سلميّة ، قال : فكنا نأتيه فنسأله فيخبرنا بدخوله الجنة وما رأى فيها وعن أخذه الورقات منها ، وأنّه لم يبق معه إلا ورقة ادّخرها لنفسه قالوا : فكنا نسأله يريناها ، فيدعو بمصحفه فيخرجها من بين ورق مصحفه خضراء تزف (٤) فيأخذها فيقبلها ثم يضعها على عينيه ، ثم يردّها فيضعها بين الورق ، فلمّا احتضر أوصى أن تجعل بين كفنه

__________________

(١) ٥٢ ب.

(٢) أورد الواسطي هذا الخبر في كتابه فضائل البيت المقدس ص ٩٣

(٢) أورد الواسطي هذا الخبر في كتابه فضائل البيت المقدس ص ٩٣

(٣) سلمية : من أعمال حماة ، وضبطها ياقوت : سلمية ، وقال : أهل الشام يقولون : سلميّة.

(٤) في فضائل البيت المقدس للواسطي : «ترف».


وصدره. قالوا : فكان آخر عهدنا بها أن وضعها على صدره ، ثم وضع عليها أكفانه (١).

__________________

(١) زاد بعدها في فضائل البيت المقدس للواسطي ص ٩٣ :

قال الوليد بن مسلم : قلت لأبي النجم : هل وصفوها لك؟ قال : نعم. شبهوها بورق الدراقن بمنزلة الكف محددة الرأس.


السماعات

أ ـ سماعات على المؤلف

سماع على اللوحة ـ ٥٣ أ ـ وهو بخط المؤلف ومن لفظه

سمع جميع هذا الجزء من لفظي ابن أخي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد ، والإمام سيف الدين أبو العباس أحمد بن عيسى بن الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة ، وعلي بن أحمد بن علي الحجاوي ، ومحمد بن نعمة بن نجم المرداوي ، والشيخ أحمد بن محمد بن عثمان المرداوي ، وأحمد بن علي بن خضر النصيبي ، و... بن جميل بن محمود ومحمد بن أحمد بن رشيد المجادليان ، وعلي بن جراح بن عثمان ، وشاور بن علي بن عبد الله الحجاوي ، والشيخ سليمان بن محمود بن عزاز الواسطي ، ومسلم بن مالك بن مرزوع. وسمع من البلاغ من ذكر عمران بيت المقدس إلى آخره ، وذكر فضل الصخرة أيضا الفقيه أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله المقدمي وحضور عبد المولى بن خضر الحارس وموسى بن عبد الله بن أدهم المرداوي ونصر الله بن ناصر بن ناصر الخلخلي وآخرون. في يوم الجمعة من العشر الآخر من ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاثين وست مئة. وكتب محمد بن عبد الواحد. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

سماع على اللوحة ـ ٥٣ أ

سمع جميع هذا الجزء على مؤلفه الشيخ الإمام العالم الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي أثابه الله بقراءة الشيخ الإمام جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن سلمان بن سعيد البغدادي : الشيخ الزاهد يوسف بن محمد بن عباد ، ومحمد بن الشيخ الصالح الزاهد إبراهيم بن محمود بن جوهر البعلبكي ، ومحمد بن


حسين بن عبد الله المقدسي ، وأبو محمد بن عتيق بن خضر الدمشقي ، وشاملك بن سريج بن علي الدمشقي ، ومحمد بن عبدان بن إبراهيم الحمصي ، وطغربل بن عبد الله عتيق صاحب سنجار ، وعبد ... بن إسماعيل بن عدي الكندي ، ومحمد بن عبد الرحمن بن سلمان بن سعيد البغدادي وهذا خطه. وصح ذلك وثبت في الثامن من ربيع الأول من سنة ثلاث وثلاثين وست مئة بدار حديث الشيخ المسمع بسفح قاسيون. والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد.

سماع على اللوحة ـ ٥٣ أ

قرأت جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي ، فسمعه الفقيه أبو العباس أحمد بن عمر بن رشيد الصواف ، وأبو الخير يحيى بن عسكر بن عبد الرحيم النصيبي ، ومحمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي الكرم الحمصي ، وحظيلا بن عبد الله عتيق ابن أسامة ، وحمدان بن مسعود بن حمدان السكري ، ومحمد بن إلياس بن أبي الفتح الآمدي. وكتب علي بن محمد بن علي البالسي ، وسمع من موضع اسمه إلى آخره أحمد بن محمد بن عيسى الجزري. وسمع من السكنى ببيت المقدس وذكر فتحها عيسى بن عبد الله عتيق بن أبي الكرم الحمصي.

وصح في يوم السبت تاسع من ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وست مئة بمدرسة الشيخ بسفح جبل قاسيون وصح وثبت.

سماع على اللوحة ـ ٥٣ أ

قرأت جميع هذا الجزء على مؤلفه الشيخ الصالح الإمام العالم الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي أثابه الله الجنة برحمته ، وسمع من البلاغ بخطي إلى آخر الجزء الفقيه أبو محمد عبد ... بن عيسى بن عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسي ، وعلي بن الحسن بن داود الجزري. كتبه أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي يوم السبت في العشر الأول من رجب سنة ثلاث وثلاثين وست مئة والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله.


سماع على اللوحة ـ ٣٣ ب ـ وبخط المؤلف

سمع علي جميع هذا الجزء بقراءة الفقيه شمس الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة : ابناه أحمد ومحمد في خامس سنة ، وابن أخي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد ، وعبد الرحيم بن علي بن أحمد ، وحضر أخوه أحمد ، وعبد الله وسلمان ابنا حمزة بن أحمد بن عمر ، ويوسف بن عبد الله بن عثمان ، وإبراهيم وعلي وعيسى بنو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار ، وأحمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر ، وحضر أخوه محمد ، ومحمد وعبد الرحمن حضر ... محمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر وابن عمهما محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن أبي بكر ، وأحمد بن عبد الله بن عبد الملك ، ويوسف بن أحمد بن عبد الملك ، وعبد الله وإبراهيم ابنا أحمد بن أبي بكر ، وأحمد و... ولدا عبد الرحمن بن أبي بكر ، وأحمد بن عبد الرحمن بن عمر بن عوض ، وأحمد بن علي بن أبي عبد الله ... الدمشقي ، وإسماعيل وإبراهيم ابنا أحمد بن جميل بن حمد ، وعبد الله بن محمد بن عبد الله الغيدقي ، وعلي بن جراح بن عثمان ، وأحمد بن مظفر النجار ، وأحمد بن فضل بن حسن الغسولي ، ومساعد بن سعد الله بن تلاج المحجي ، ومحمد بن عثمان الخياط ، وسامة بن كوكب ، وهلال بن زامل بن بتل ، وسلطان بن مهلهل بن عمر ... وعلي بن محمد بن عبد الحافظ الجيتي.

وذلك يوم الأحد في العشر الأول من شعبان سنة ثلاث وثلاثين وست مئة وكتب محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي. والحمد لله وصلى الله على محمد وآله وسلم.

سماع على اللوحة ـ ٥٢ ب

سمع جميعه بقراءتي وقراءة الفقيه أبي عبد الله محمد بن عمر بن عبد الملك الدينوري على الشيخ الإمام الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي بارك الله في عمره وذلك في شهر جمادى الأول من سنة ست وثلاثين وست مئة. كتبه محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله.


سماع على اللوحة ـ ٣٣ ب

قرأت جميع هذا الجزء على شيخنا وسيدنا الإمام العالم الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي أبقاه الله مصنف هذا الجزء ، وذلك في يوم الثلاثاء رابع شهر شعبان سنة سبع وثلاثين وست مئة بمنزل المسمع بمدرسته بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق المحروسة حرسها الله ، وكتب أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسان بن علي بن محمد حامدا لله ومصليا

سماع على اللوحة ـ ٥٣ أ

قرأت جميع هذا الجزء على مخرحه الشيخ الإمام الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في مجلسين آخرهما عشية السبت في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وست مئة. كتبه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغني. والحمد لله وحده.

سماع على اللوحة ـ ٥٠ أ

سمعه من جامعه الإمام أيده الله تعالى خليل بن تمام بن خليفة الموصلي ، وعلي بن أحمد بن علي الحجاوي ، بقراءة أحمد بن عيسى بن عبد الله بن أحمد في سنة أربعين وست مئة.

سماع على اللوحة ـ ٥٢ ب

قرأت جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي أثابه الله ، فسمعه طرخان بن نصر بن طرخان المقدسي.

وذلك في مجلسين آخرهما يوم الاثنين مستهل جمادى الأولى سنة أربعين وست مئة. كتبه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الغني المقدسي.

سماع على اللوحة ـ ٥٢ ب

قرأت جميع هذا الجزء على مخرجه الشيخ الإمام العالم الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي أيده الله. وذلك في شهر ربيع الأول سنة أربعين وست مئة.


كتبه إسماعيل بن محمد بن عمر الحراني رزقه الله العلم. والحمد لله وحده وصلى [الله] على محمد وآله.

سماع على اللوحة ـ ٤٨ أ

قرأت جميعه على مؤلفه شيخنا الإمام العالم الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي متّع الله به.

وذلك في المحرم سنة إحدى وأربعين وست مئة. كتبه محمد بن ... بكر .. بن تميم.

سماع على اللوحة ـ ٣٣ ب

سمع جميع هذا الجزء والذي قبله وبعده على مخرجه الشيخ الإمام الحافظ ضياء الدين صدر الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي أثابه الله ، بقراءة الإمام الزاهد شرف الدين أبي المظفر يوسف بن الحسن بن النابلسي : الامام نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي العز بن أبي طالب الشيباني الصفار وبدر الدين أبو النجم وأبو المحاسن يوسف بن محمد بن يوسف البرزالي ، أبو الحسن علي بن عبد الكريم بن عبد الله الدمشقي ، وأحمد بن محمود بن عمر. وصح ذلك يوم الاثنين سابع عشر من شوال سنة إحدى وأربعين وست مئة.

سماع على اللوحة ـ ٣٣ ب

قرأت جميع هذا الجزء والذي قبله على مصنفه الشيخ الإمام العالم ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي ، فسمعه بقراءتي الوليد النجيب أبو العباس أحمد بن عزيز الحلبي ، وعطية بن علي بن يحيى السروري ، وسمع عثمان بن إبراهيم بن أبي علي من باب ذكر عمران بيت المقدس من الجزء الثاني إلى آخره. وذلك في يوم الأربعاء في الثالث والعشرين من ذي الحجة من سنة إحدى وأربعين وست مئة. بمدرسة المسمع بسفح جبل قاسيون وكتب قارئه أيوب بن بدر بن منصور المقرئ القاهري. وكتب منه نسخة وعرضها في التاريخ.


سماع على اللوحة ـ ٤٩ ب

سمع جميع هذا الجزء الثاني من فضائل الشام على جامعه الشيخ الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي ، بقراءة أبي العباس أحمد بن محمد بن أميّة العبدري : الفقيه عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن أبي عبد الله بن إبراهيم البعلبكي. وسمع من حديث الدجال إلى آخره علي بن محمد بن علي الحنفي ، وسمع الجميع أحمد بن محمد بن عيسى بن الجزري. وكتب السماع في سادس محرم سنة اثنتين وأربعين وست مئة بسفح جبل قاسيون حرسها الله تعالى.

ب ـ سماعات على ابن أخ المؤلف

محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي

بحق سماعه من المؤلف

سماع على اللوحة ـ ٣٤ أ

قرأت هذا الجزء جميعه والجزء الذي قبله والذي بعده على الشيخ الإمام العالم الزاهد العابد شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد جزاه الله عني خيرا بسماعه لهم من المؤلف رحمه‌الله. وذلك في مجلسين آخرهما يوم الثلاثاء ثامن عشرين ربيع الأول من سنة خمسين وست مئة. كتبه أحمد بن الحسن بن عبد الله ، والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

سماع على اللوحة ـ ٤٨ ب

قرأت على الشيخ الإمام الفاضل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بسماعه فيه من الحافظ ضياء الدين ، فسمعه الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغني المقدسي ، وسيف الدين داود بن عيسى بن أبي بكر بن عمر. وكتب عبد الرحمن بن سامة بن كوكب. وذلك يوم الأربعاء لخمس بقين من ربيع الآخر سنة خمسين وست مئة بجبل قاسيون ظاهر دمشق بالمدرسة الضيائية حرسها الله.


سماع على اللوحة ـ ٥٣ ب

اشترك في السماع مع ابن أخ المؤلف : عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسي بحق سماعهما من المؤلف

سمع جميع هذا الجزء وهو الثاني من فضائل الشام للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي رحمه‌الله وكذلك الأول قبله على الشيخ الإمام العالم الفقيه العامل أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد ومن لفظ عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي بسماعهما من مؤلفه رضي‌الله‌عنه : ولدي محمد حضر في آخر الثالثة ، ومحمد بن أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد ، ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغني ، ومحمد بن عبد القوي بن بدران بن عبد الله وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الولي المقدسيون ، وأحمد بن قاسم بن سعد الله بن المحجي ، وعبد الرحيم بن سامة بن كوكب السوادي ، وفاته من أول الأول قائمتان ووجهه ، ومحمد بن أحمد بن سيدهم الصوبر وفاته من أول الأول أيضا أربع قوائم ووجهه ، وأعيد لهما الخطبة والحديث الذي يليها ، وذلك في يوم الأحد ثاني ربيع الأول من سنة ثلاث وخمسين وست مئة وأجاز المسمعان الجماعة المذكورين ما يجوز لهما روايته. في التاريخ المذكور. كتبه عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسي. والحمد لله وحده وصلى الله على محمد النبي وآله ، وسمعهما مع الجماعة على الشيخين بالقراءة والتاريخ زين الدين أحمد بن أبي الهيجاء الحريري وولده محمد ألحقه القارئ.

سماع على اللوحة ـ ٥٣ ب

قرأ علي جميع هذا الجزء إسماعيل بن إبراهيم بن سالم الخباز فسمعه محمد بن أحمد بن سيدهم الضرير ، وعمر بن عبد الغني بن عمر الحدبابي. وذلك يوم السبت رابع ربيع الأول من سنة أربع وخمسين وست مئة. كتبه محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي. والحمد لله وحده وصلّى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

سماع على اللوحة ـ ٥٣ ب

قرأت جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الأوحد شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي أبقاه الله فسمعه محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن


عبد الغني المقدسي ، وإسماعيل بن إبراهيم بن سالم الخباز ، وسمع نصر الله بن منصور بن نصر الله ، وعبد الله بن محمد بن نفيس وابن عمه عمر بن أبي بكر بن نفيس المحجيان ، وعبد الله بن محمد بن هلال المسيكي من حديث عائشة في الإسراء قالت : أسري بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يحدث الناس .. الحديث إلى آخر الجزء وذلك في مجلسين آخرهما يوم الخميس حادي عشر من ربيع الأول سنة ست وخمسين وست مئة. وسمع موسى بن يحيى بن محمد بن أبي المكارم من أول الجزء إلى حديث عائشة المذكور. وكتب عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسي. وسمع ب ... والتاريخ عبد الله بن شكر بن علي التونبي ، وموسى بن يحيى بن محمد بن أبي المكارم المقدسي ، ومحمد بن سيف الدين ... العربي من أوله إلى آخر حديث أم هانئ بطوله ويأتي بعده حديث عائشة رضي‌الله‌عنها قالت : أسري بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ألحقهم إسماعيل بن إبراهيم بن سالم الخباز حامدا ومصليا.

سماع على اللوحة ـ ٥٤ أ

سمع جميع هذا الجزء وهو الثاني من فضائل الشام وإلى ذكر غزّة في الثالث بعد سوى الكلام على الأحاديث من لفظي : عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الولي ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن سيدهم ، وإبراهيم بن أحمد بن سعد المقدسيون ، والشيخ علي بن محمد بن علي المقرئ ، وعيسى بن بركة بن والي ، ويوسف بن محمد بن منصور الهلاليان ، وقاسم بن سالم بن فضل العنابي ، وصالح بن عمر بن مفلح بن ضوا السوادي. وسمع من باب ذكر أن بيت المقدس لا يدخلها الدجال إلى ذكر غزّة في الثالث بعده : أحمد بن غانم بن جهم ، وعبد الملك بن موسى بن مشهور ، وداود بن غانم بن نصر المقدسيون. وسمع من باب المكان الذي صلى فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بيت المقدس إلى ذكر غزة في الذي بعده : محمد بن إبراهيم بن نصر الحازمي وآخرون كثير. وذلك (في) مجالس آخرها يوم الجمعة عاشر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وست مئة. كتبه محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي. والحمد لله وحده ، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.


سماع آخر على اللوحة ـ ٥٤ أ

قرأت جميع هذا الجزء وهو الثاني من فضائل الشام على الشيخ الإمام العالم الزاهد أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي بحق سماعه ، فسمعه محمد بن عبد الله بن عوض ، وأحمد وعبد الله وحضر علي في الثالثة أولاد عمر بن أحمد بن عمر وإبراهيم ابن عمهم أبو بكر ، ومحمد بن يوسف بن محمد وعلي بن عبد الله بن عبد الرحمن المقدسيون ، والشيخ نصر بن عبيد بن أحمد النطعي وابنه أحمد ، وعبد الله بن سكر بن علي اليونيني وعبد القادر بن عبد الله بن صباح النصيبي ، وموسى بن عبد الله عتيق أبي المجد الحجاوي ، وأحمد بن عبد الله بن أحمد المقدسي ، وصالح بن موسى بن صالح السوادي ، وناصر بن محمد بن نجيب الدمشقي. وذلك في الرابع من جمادى الأول سنة ثلاث وستين وست مئة بجبل قاسيون. كتبه محمد بن حمزة بن أحمد بن عمر المقدسي. حامدا لله ومصليا على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

سماع آخر على اللوحة ـ ٥٤ أ

قرأت جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي أثابه الله ، بحق سماعه من مؤلفه رحمه‌الله ، فسمعه الشيخ أبو بكر بن عبد الرحمن بن منصور بن جامع الكناني الموصلي ، وأحمد ولد الشيخ المسمع ، وأحمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسي ، ووالده عبيد الله والخط له. وصح ذلك في مجلسين آخرهما يوم الخميس سادس ربيع الآخر سنة سبعين وست مئة بالمدرسة الضيائية رحم الله واقفها جوار الجامع المظفري بسفح جبل قاسيون حرسه الله تعالى. والحمد لله وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.

سماع آخر على اللوحة ـ ٥٤ أ

قرأت جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي بحق سماعه فيه فسمعه أحمد بن محمد بن حازم المقدسي ، وولداي عبد الرحمن وعبد الله. وصح ذلك وثبت في مجلسين آخرهما يوم الثلاثاء ثامن شوال سنة اثنتين وسبعين وست مئة. كتبه أحمد بن عبد الرحمن بن حسن المقدسي. عفا الله عنه وغفر له.


سماع على اللوحة ـ ٣٨ أ

سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الامام العالم الزاهد الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي بسماعه فيه من مخرجه ، بقراءة الامام العالم الفاضل المفيد نور الدين أبي الحسن علي بن مسعود بن ...... الموصلي ثم الحلبي الجماعة السادة : موفق الدين أبو بكر أحمد ولد المسمع وشمس الدين محمد وأحمد ابنا شيخنا زين الدين أبي بكر محمد بن طرخان ، وفخر الدين أحمد بن حسن بن يوسف الفارقي وشمس الدين محمد بن أحمد بن تمام الخياط ، ونجم الدين أحمد بن محمد بن عمر بن الكندي ، ومحمد بن نور الدين محمود بن نصر بن منصور الوالي يومئذ بالصالحية ، وأحمد وحسين ويحيى بنو إبراهيم بن أحمد بن ...... المتطبب وأخوهم حسن والسماع بخطه وعبد الله بن محمد بن إبراهيم القيم وفاته من البلاغ بخط القاري إلى قوله باب في فضل الاحرام من بيت المقدس. وسمع من البلاغ إلى آخره عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن الحراني. وصح ذلك وثبت في مجلسين آخرهما يوم الخميس ثالث ربيع الأول من سنة ست وسبعين وست مئة بالمدرسة الضيائية بسفح قاسيون ظاهر دمشق حرسها الله والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وحسبنا الله ونعم الوكيل

سماع على اللوحة ـ ٣٣ أ

قرأت هذا الجزء على والدي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي بسماعه من مؤلفه عمه الحافظ ضياء الدين ، فسمعه محمد بن مسلم بن مالك ، وحسن بن عمر بن البغدادي ، وعبد الله بن أبي الفرج بن أحمد بن الكواز البصري ، وعبد الله بن محمد بن نمير ، وجميل بن إبراهيم بن جميل ، وسمع من قوله : باب المكان الذي صلى فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بيت المقدس إلى آخره : أحمد بن عبد الملك بن علي ومحمد بن صالح بن خضر ، وعبد الواحد بن عبيد بن عبد الواحد. وصح ذلك وثبت في مجلسين آخرهما يوم الاثنين سادس عشر جمادى الآخر سنة احدى وثمانين وست مئة. كتبه القارئ وهو ولد المسمع أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي. والحمد لله وحده.


سماع على اللوحة ـ ٤٠ ب

سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم العابد الورع الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ كمال الدين عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي بسماعه من مخرجه عمه الحافظ ضياء الدين رحمه‌الله ، بقراءة ولده الامام العالم موفق الدين أبي بكر أحمد ابنة أمة الرحيم ضيفة خيرها الله ، وأحمد بن المحب عبد الله بن أحمد المقدسي وهذا خطه وذلك في ـ مجلس واحد يوم الاثنين ثاني شهر المحرم سنة ست وثمانين وست مئة وبإجازة الشيخ أيضا الشمس أجاز له من مشايخ المخرج وهو أبو بكر الصفار والمؤيد الطوسي وأخو المخرج شمس أحمد عرف بابن البخاري.

كتبه أحمد بن المحب عبد الله عفا الله عنه.

والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

ج ـ سماع على عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي

بحق سماعه من المؤلف

سماع على اللوحة ـ ٥٠ أ

قرأت هذا الجزء جميعه والذي قبله ، فسمعهما شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن غازي الكوري المقدسي. وذلك بحق سماعي لجميع الكتاب من مؤلفه ، في مجالس آخرها يوم الاثنين رابع شوال من سنة اثنتين وخمسين وست مئة. وكتب عبد الله بن أحمد بن بن محمد بن إبراهيم المقدسي.

وتقدم سماع الشيخ عبد الله بن أحمد المقدسي مع ابن أخ المؤلف محمد بن عبد الرحيم المقدسي سنة ٦٥٣ ه‍.


د ـ سماعات على سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر المقدسي

بحق سماعه من المؤلف

سماع على اللوحة ـ ٣٤ ب

قرأت جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العلامة شيخ الاسلام ومفتي الشام بقية المشايخ الكرام تقي الدين سليمان بن حمزة بن أحمد المقدسي عمره الله بحق سماعه فيه من مؤلفه ، فسمعه ولده عبد الله وابن أخيه عبد الرحمن بن محمد بن سليمان ، وأحمد بن اسماعيل بن أحمد ، وأحمد بن داود بن حمزة ، وعلي بن محمد بن علي بن عمر ، وعمر بن محمد بن أحمد بن عمر وعبد الله بن حمزة بن عبد الله وأخوه أحمد بن حمزة ، وحسن بن عبد الله بن شيخنا شمس الدين ، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر ، وأخوه عبد الرحمن بن محمد ، ومحمد بن عمر بن أحمد بن حازم ، وعبد الله بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي وابناه محمد وأحمد وبرهان الدين ابراهيم بن عبد الحافظ بن عبد الحميد ، وعبد الله ومحمد ابنا أحمد بن عبد الله الفقيه ... ، ومحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل وأخته زينب في ثالث سنة وفتاه أيبك بن عبد الله العكاوي. وأحمد بن أبي بن محمد بن عبد الرحمن ، وعثمان بن ابراهيم بن محمد ، ومحمد بن عثمان بن سالم الملقن ، ومحمد بن علي بن أحمد بن عبد الدائم ، والشيخ أحمد بن محمد بن يحيى الطبري ، ومحمد بن شجاع الدين يعرف بكلثوم ، وعبد الله بن أحمد بن عبد الله المحب ، وعبد الرحمن بن علي بن شيخنا شمس الدين رحمه‌الله ، وعمر بن حازم بن عبد الغني.

وصح ذلك وثبت بدار الحديث الأشرفية في مجلسين في يوم الاثنين سابع عشر جمادى الأول سنة خمس وتسعين وست مئة.

كتبه عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد وأحضر ابنته ست الفقهاء في الرابعة. والحمد لله وحده ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.


سماع على اللوحة ـ ٣٢ ب

سمع جميع هذا الجزء وهو الثاني من فضائل الشام للحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي على شيخنا وسيدنا الإمام العالم العلامة مفتي المسلمين قاضي القضاة ، سيد العلماء والحكام شيخ الإسلام صدر الشام تقي الدين أبي الفضائل سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي بحق سماعه لجميع فضائل الشام من المؤلف رحمه‌الله ، ومن لفظ شيخي الإمام العالم العلامة الحافظ المفيد المتقن شرف الحفاظ نجم الدين أبي إبراهيم موسى بن الشيخ الإمام إبراهيم بن يحيى بن

إبراهيم بن علوان العكي الشقراوي الحنبلي أمتع الله به بحق إجازته من المؤلف إن لم يكن سماعا الجماعة : الشيخ الإمام زين الدين عبد الرحيم بن علي بن عبد الرحيم البغدادي وابناه محمد وأحمد ، ومحمد بن دلال بن سلمان الفارقي ، وعبد الرحمن بن سيدنا قاضي القضاة عز الدين محمد بن شيخنا المسمع الأول ومحمد بن شيخنا المسمع الثاني. وعبد الرحمن بن علي بن أحمد بن علي الحجاوي المقدسي ، وأحمد بن عمر بن أبي مكرّم بن السلار والشيخ محمد بن عمر بن محمود بن زياد الحراني وابنه عمر ومحمد وأحمد وعلي بنو الحسين بن علي بن بشارة الحنفي ، وعبد الله وعبد الرحمن ابنا محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن عوض المقدسيان ، وعلي بن عبد الرحمن بن منصور ، ومحمد بن حسين بن علي بن مناع البكريان وفتاه جوهر الحبشي ، وعمر بن إبراهيم بن الناصح محمد بن ابراهيم المقدسي الشافعي ، وعلي بن محمود بن علي الشاهد ، ومحمد بن شمس الدين بن طلحة بن ... وفضل بن نصر بن محمد الضرير وعبد الحافظ بن عبد المنعم بن عادي الكوري المقدسي وكاتب السماع عبد الله بن أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد المقدسي ، وأخوه محمد. وصح ذلك يوم الجمعة العشرين من ذي القعدة سنة سبع وتسعين وست مئة بالجامع المظفري بجبل قاسيون ظاهر دمشق


سماع آخر على اللوحة ـ ٣٣ أ

سمعه والأول والثالث على قاضي القضاة تقي الدين أبي الفضل سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر المقدسي بسماعه من المؤلف ، بقراءة الشيخ الإمام محب الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي : القاضي عز الدين محمد بن المسمع ومحمد وأحمد ابنا أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة ، وزين الدين عبد الرحمن بن عبد المنعم بن يحيى الزهري ، وتقي الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن ، وابراهيم بن أحمد بن ابراهيم بن عبد العزيز .... ، والشيخ محمد بن أحمد بن عمر البالسي ، وعبد الرحمن بن علي بن حمدان ..... والشيوخ ..... وأحمد بن علي بن مسعود ، ومحمد بن أحمد بن علي ... النجدي ، ومحمد بن إسماعيل بن علي الشيزري ، وعمر بن علي ........ وعبد العزيز بن خليفة بن عبد العزيز البعلي ، وعمر بن أبي بكر بن حسن الدموري وعمر بن محمد بن كمال الطحان ، وعبد الله عتيق وعبد الله عتيق سبع .... وعبد الرحمن بن يحيى بن أبي الحسن العجلوني ، وأحمد بن مسعود بن حمزة .... وسلمان بن محمد بن أحمد الطحان ، ومحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الأطباقي ، وإبراهيم بن عبد العزيز بن علي الخباز ، ومحمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن الواني وهذا خطه وأخوه أبو العباس أحمد. وسمع النصف الأول من الجزء الأول أختاي عائشة وزاهدة ووالدتي ست العبيد بنت محمد بن عبد الرحمن بن سلطان ، وعمتي زينب بنت محمد بن أحمد الواني وابنها محمد بن أحمد بن حسن الصابوني ، وبنت أختها زينب بنت الكمال بن عبد الواحد الصحراوي وفتاتنا مريم. وصح في حادي عشر من شعبان سنة خمس وسبع مئة بقاسيون ولله الحمد.

سماع آخر على اللوحة ـ ٣٣ أ

وسمعه والأول عليه بقراءة الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الدبيثي : شيخنا أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم وابنه محمد وشيخنا سعد الدين سعد بن محمد بن سعد وابنه محمد في الخامسة ، وعبد الله بن يعقوب بن سيدهم بن اردبر ، وجمال عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن شكر وابنه محمد وعماد الدين أبو بكر بن أحمد بن عبد الحميد ، وعبد الله بن حسن .... الصعيدي ومحمد بن صالح بن إبراهيم الحافظي ومحمد بن محمد بن شداد ومحمد بن


علي بن محمد ... ومحمد بن محمد بن محمود الأطباقي ومحمد بن عبد الله بن عبد الباقي اليماني ، وعثمان بن أبي المجد بن علي البنا ، ومحمد بن حسن بن عبد ... وبيبرس عتيق ابن ... ومحمد وعلي ابنا أبي بكر بن طرخان وفتيانهما بهادر .... حاضر وابن عمهما محمد بن محمد وعلي بن عبد الكافي بن السبكي وذا خطه. وسمع الثاني كله والأول إلا ورقتين ونصفا من أوله محمد بن يعقوب بن علي البغدادي. وسمع الأول والثاني إلا ... في وسطه حمزة بن يونس بن حمزة وصح يوم السبت ثامن عشر ذي حجة سنة سبع وسبع مئة بقاسيون. وهؤلاء الصغار كانوا يلعبون لعبا شديدا ، لعبا يشغلهم عن السماع. ولعل أن يصح لهم الحضور.

سماع على اللوحة ـ ٣٥ أ

سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم العلامة مفتي الشام قاضي القضاة تقي الدين سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر المقدسي أدام الله أيامه ، بحق سماعه فيه من مؤلفه بقراءة الشيخ الإمام العالم تقي الدين أبي محمد عبد الرحمن بن عبد المحسن بن عمر بن شهاب الواسطي ، فسمعه الشيخ سعد الدين يحيى بن محمد بن سعد وولده محمد ، وعمر بن مكرم بن أحمد اليمني ، وزين الدين عبد الله بن محمد الاسيوطي ، وزين الدين عبد الرحمن بن علي بن مناع التكريتي ، وناصر الدين منصور بن علي بن سويد التكريتي ، وناصر الدين محمد بن حازم ، وشمس الدين محمد بن نصر الله بن نصر الله الجزري ، ومحمد بن هارون بن جعفر السماع ، وعبد الله فتى محمد بن مكي ، وإبراهيم بن إسماعيل المؤذن ، ومحمد بن عبد الله بن محمد الحسيني ، وإبراهيم بن كيكلدي بن أحمد. وصح ذلك وثبت بالجامع المظفري بسفح جبل قاسيون يوم الجمعة ثالث شهر رمضان سنة ثمان وسبع مئة كتبه محمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي والحمد لله وحده.

سماع على اللوحة ـ ٥١ أ

بلغ السماع على قاضي القضاة ... بقراءة ابن المحب في أواخر سنة أربع عشرة وسبع مئة.


ه ـ سماع على الشيخ يوسف بن عبد الهادي سماع على اللوحة ـ ٣٢ ب

الحمد لله ، سمع بعضه من لفظي ، عن جماعة ، عن ابن المحب ، عن القاضي سليمان : ولدي عبد الله وأخوه بدر الدين حسن وأمه بلبل بنت عبد الله. وصح ذلك ليلة الثلاثاء ثاني عشرين شهر جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وثمان مئة. وأجزت لهم. وكتب يوسف بن عبد الهادي.

و ـ سماعات أخرى ، ونسخ للكتاب عن هذه النسخة

سمعه والأول علي بن عبد الكافي السبكي. (٣٢ ب)

سمعه والأول والثالث محمد بن إبراهيم الواني بقاسيون. (٣٢ ب)

سمعه وما قبله وما (بعده) عبد الله بن أحمد بن عبد الله المقدسي. (٣٢ ب)

قرأه وما قبله وبعده ابن عبد المحسن. (٣٢ ب)

سمع الكتاب كله محمد بن المهندس وابنه عبد الله. (٣٢ ب)

نقله الفقير أبو القاسم المقيم بحلقة الحنابلة. (٣٣ ب)

نقله وما قبله وما بعده محمود بن موسى التركماني عفا الله عنه. (٣٣ ب)

لله الحمد والمنة ، نقله وما قبله وما بعده محمد بن عثمان بن الفزاري. (٣٣ ب)

قرأه أحمد بن عبد الرحيم. (٣٣ ب)

سمعه علي السبكي. (٣٣ ب)

سمعه ونقله وعارض كتابه أحمد بن الجزري. (٣٣ ب)

سمعه وما قبله حسن بن إبراهيم بن أحمد بن ... وإخوته أحمد وحسين ويحيى. (٣٣ ب)

سمعه عبد الله بن أحمد بن المحب. (٣٣ ب)

إسماعيل بن إبراهيم الخباز نقلا وسماعا وعرضا. (٣٣ ب)

سمعه محمد وأحمد ابنا أبي بكر بن محمد بن طرخان عفا الله عنهما. (٣٣ ب)

سمعه أحمد بن محمود الشيباني. (٣٣ ب)

كتبه أبو بكر بن محمد بن طرخان وما قبله. (٣٣ ب)


ـ كتبه وسمعه أحمد بن محمد. (٣٣ ب)

سمعه عبد الله بن أحمد. (٣٣ ب)

كتبه وسمعه محمد بن عبدان بن إبراهيم الحمصي وعارضه. (٣٣ ب)

نظر فيه ونقل منه عثمان بن عمر بن. (٣٣ ب)

قريت هذا الجزء والأول وعارضهم بأمثالهم وكتب السلفي وناصري الله. (٥٢ أ)

فرغه قراءة ونسخا وعرضا يوسف بن الحسن بن النابلسي. (٣٤ أ)

قرأه وما قبله وما بعده أحمد بن عبد الرحمن ، وسمعه وما قبله وما بعده ولداه عبد الرحمن وعبد الله. (٣٤ أ)

نقله نسخا بعراضة السلفي الحجاج عبد الله بن محمود بن عبد الرحمن الحلبي. (٣٤ أ)


الفهارس (١)

١ ـ فهرس الآيات

٢ ـ فهرس شيوخ المؤلف

٣ ـ فهرس السماعات

٤ ـ فهرس مضمون الكتاب

__________________

(١) الأرقام في هذه الفهارس تشير إلى أرقام الأخبار الواردة في الكتاب



فهرس الآيات الكريمة

سورة البقرة ـ الآية ١٤٤

رقم الخبر

٢٤ (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)

سورة البقرة ـ الآية ٢١٠

٢٠ (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ)

سورة الأنبياء ـ الآية ٧١

٢٨ (إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ)

سورة الحديد ـ الآية ١٣

٨ ، ١١ (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ)


فهرس شيوخ المؤلف

ابن الاخوة المؤيد بن عبد الرحيم

ابن السبط هبة الله بن الحسن بن المظفر

ابن سلفة محمد بن أحمد

ابن الصفار القاسم بن عبد الله

ابن المعطوش المبارك بن أبي المعالي

أبو أحمد عبد الله بن أحمد

أبو بكر القاسم بن عبد الله الصفار

أبو بكر محمد بن محمد بن أبي القاسم التميمي

أبو جعفر محمد بن أحمد سبط حسين بن عبد الملك ... بن مندة الصيدلاني

أبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي

أبو زرعة عبيد الله بن محمد

أبو طالب الخضر بن هبة الله

أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي

أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي

أبو العباس أحمد بن عبد الواحد

أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي

أبو العلاء عبد الصمد بن أبي الرجاء

أبو علي أحمد بن الحسن النصري

أبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي

أبو الفتوح أسعد بن محمود

أبو الفضائل الفضل بن القاسم


أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط

أبو المجد زاهر بن أحمد الثقفي

أبو المجد الفضل بن الحسين

أبو محمد عبد الرزاق بن نصر النجار

أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم

أبو موسى محمد بن عمر بن أبي عيسى المديني

أبو النجح إسماعيل بن محمد

أبو هاشم الحسين بن محمد

أحمد بن الحسن (ضياء بن أبي القاسم) بن أبي علي النّصري ١ ، ١٨ ، ٤٥

أحمد بن الحسن بن أبي البقاء العاقولي ١٢

أحمد بن عبد الواحد بن أحمد ٦١ (وهو أخو المؤلف)

الأرتاحي محمد بن حمد بن حامد

أسعد بن محمود بن خلف العجلي ٤

إسماعيل بن محمد بن محمد الحنفي ٦٠

الأصبهاني عبد الصمد بن أبي الرجاء

الأصبهاني محمد بن أحمد بن نصر

البانياسي الفضل بن الحسين

بركات بن إبراهيم بن طاهر القرشي الخشوعي ٣٧

التميمي محمد بن محمد

الثقفي زاهر بن أحمد بن حامد

الجرباذقاني الحسين بن محمد

الحربي عبد الله بن أحمد

الحريمي المبارك بن أبي المعالي

الحسين بن محمد بن علي بن علي الجرباذقاني المؤدب ٢٦

الحنفي إسماعيل بن محمد

الخرقي عبد الله بن أحمد


الخشوعي بركات بن إبراهيم

الخضر بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاوس ٩

زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي ١٦ ، ٣٥ ، ٤٨ ، ٥٠ ، ٥١ ، ٥٩ ، ٦٤

سبط ابن منده محمد بن أحمد

سعيد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاف الهمداني ٣٠ ، ٦٦

الصيدلاني الفضل بن القاسم

الصيدلاني محمد بن أحمد بن نصر

ضياء بن أبي القاسم أحمد بن الحسن

الطوسي المؤيد بن محمد بن علي

العاقولي أحمد بن الحسن

عبد الرزاق بن نصر بن مسلم النجار ٥

عبد الصمد بن أبي الرجاء بن أحمد بن عبد الواحد الأصبهاني ١٩

عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي ٢٢

عبد الله بن أحمد بن أبي الفتح الخرقي ٦٥

عبيد الله بن محمد اللفتواني ٢١

العجلي أسعد بن محمود

الفضل بن الحسين بن إبراهيم بن سليمان بن البانياسي المعدل ٨ ، ٥٢

الفضل بن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني ٧

القاسم بن عبد الله بن عمر بن الصفار ٤٦ ، ٤٩

اللفتواني عبيد الله بن محمد

المؤيد بن محمد بن علي الطوسي ٣

المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الاخوة ١٣ ، ٤٥ ، ٤٧

المبارك بن أبي المعالي المبارك بن هبة الله البغدادي الحريمي العطار المعروف بابن المعطوش ٢ ، ٢٣ ، ٢٤ ، ٣٦ ، ٤٢ ، ٥٥ ، ٥٧

محمد بن أحمد يعرف بابن سلفة ٤٠

محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح الصيدلاني ٦ ، ١٥ ، ١٧ ، ٣٤ ، ٣٨ ، ٤١ ، ٤٣ ، ٤٤ ، ٥٤ ، ٥٨


محمد بن حمد بن حامد بن غياث الأرتاحيّ ١١ ، ١٤ ، ٢٠

محمد بن عمر بن أبي عيسى المديني ٣١

محمد بن محمد بن أبي القاسم بن أبي شاكر التميمي ٥٣ ، ٥٦

المقدسي أحمد بن عبد الواحد

النجار عبد الرزاق بن نصر

النصري أحمد بن الحسن

هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط ١٠ ، ٢٧ ، ٣٩ ، ٦٣

هبة الله بن علي البوصيري ٦٢

الهمداني سعيد بن محمد







مراجع التحقيق

أجدادنا في ثرى القدس : للدكتور كامل جميل العسلي ـ عمان ١٩٨١ م.

الإصابة في تمييز الصحابة : لأحمد بن حجر العسقلاني (١ ـ ٤) طبعة مصطفى محمد بمصر ـ ١٣٥٨ ه‍ / ١٩٣٩ م.

الأعلام : لخير الدين الزركلي (١ ـ ٨).

الأنساب : لأبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني. (١ ـ ١٠) بيروت نشره محمد أمين دمج.

تاج العروس : للسيد محمد مرتضى الزبيدي (١ ـ ١٠) المطبعة الخيرية بالقاهرة ١٣٠٦ ه‍.

تاريخ بغداد : لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (١ ـ ١٤) القاهرة ١٣٤٩ ه‍ / ١٩٣١ م.

التاريخ الكبير : للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (١ ـ ٩) حيدر آباد.

تقريب التهذيب : لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (١ ـ ٢) تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ـ نشره محمد سلطان النمنكاني.

التكملة لوفيات النقلة للحافظ عبد العظيم المنذري ـ تحقيق د. بشار عواد معروف ـ مؤسسة الرسالة بيروت ـ ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م.

جامع الأصول في أحاديث الرسول : للمبارك بن محمد بن الأثير الجزري ـ تحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط (١ ـ ١٠) دمشق ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م

الجزء من المجموع للحافظ ضياء الدين المقدسي ، من مخطوطات المكتبة الظاهرية بدمشق ـ المجموع رقم ١٥.

جمهرة أنساب العرب : لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ القاهرة ١٩٧٧ م.


ـ الدر المنثور في التفسير المأثور : لجلال الدين السيوطي (١ ـ ٦) المطبعة الميمنية ـ ١٣١٤ ه‍.

الزيارات : لعلي بن أبي بكر الهروي ـ نشرته حانين سورديل ـ طومين ـ دمشق ١٩٥٣ م.

سنن أبي داود : تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد (١ ـ ٤) ـ القاهرة.

سنن الترمذي : تحقيق عزت الدعاس ـ (١ ـ ١٠) حمص ـ ١٣٨٥ ه‍ / ١٩٦٥ م.

سنن ابن ماجه (١ ـ ٢) الطبعة المصورة في بيروت سنة ١٩٧٥ م ـ دار إحياء التراث العربي ـ عن طبعة محمد فؤاد عبد الباقي.

سنن النسائي ـ بتصحيح الشيخ حسن المسعودي (١ ـ ٤) القاهرة مطبعة مصطفى محمد.

سير أعلام النبلاء للحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، النسخة المصورة ، عن النسخة المخطوطة تحتفظ بالمصورة مكتبة مجمع اللغة العربية بدمشق.

شذرات الذهب في أخبار من ذهب : لعبد الحي بن العماد الحنبلي (١ ـ ٨) طبعة مكتبة القدس ـ سنة ١٣٥٠ ه‍.

صحيح البخاري (١ ـ ٨) ، الطبعة المصورة ببيروت عام ١٩٨١ م ـ دار الفكر ، عن طبعة دار الطباعة العامرة باستانبول.

صحيح مسلم (١ ـ ٥) ، الطبعة المصورة بيروت ١٩٧٨ م ـ دار الفكر ، عن طبعة محمد فؤاد عبد الباقي.

العبر في خبر من غبر (١ ـ ٥) لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ـ الكويت

فضائل البيت المقدس : لمحمد بن أحمد الواسطي ـ القدس ١٩٧٩ م.

١٩٧٩ م.

فضائل القدس : لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي ـ تحقيق د. جبرائيل جبور ـ بيروت ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م.

القاموس المحيط : لمجد الدين الفيروز آبادي ـ (١ ـ ٤) القاهرة ـ طبعة مصطفى محمد.

لسان العرب : لمحمد بن مكرم بن منظور (١ ـ) طبعة بولاق سنة ١٣٠٠ ه‍ القاهرة.

مجمع الزوائد : لعلي بن أبي بكر الهيثمي (١ ـ ٨) طبع بالقاهرة بعناية حسام الدين القدسي.


ـ مخطوطات فضائل بيت المقدس : للدكتور كامل جميل العسلي ـ منشورات مجمع اللغة العربية الأردني ـ عمان ١٩٨١ م.

مسند الإمام أحمد ـ (١ ـ ٦) المطبعة الميمنية ـ القاهرة ١٣١٣ ه‍.

معجم البلدان : لياقوت بن عبد الله الحموي (١ ـ ٥) طبعة بيروت ـ دار صادر ١٩٧٧.

ميزان الاعتدال : لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ـ (١ ـ ٤) تحقيق علي البجاوي ـ القاهرة ١٣٨٢ ه‍ / ١٩٦٣ م.

النهاية في غريب الحديث : لابن الأثير (١ ـ ٥) القاهرة.



فهرس مضمون الكتاب

مقدمة عامة ٩

ترجمة المؤلف.. ٩

نسبه ، مولده ، أسرته ، شجرة نسب المؤلف.. ٩ ـ ١١

بداية طلبه للعلم ـ رحلاته ١٢ ـ ١٤

شيوخه ـ شيوخه بالإجازة ١٤ ـ ١٥

نشره للعلم ، تلاميذه والرواة عنه ١٦

صفاته العلمية والخلقية ١٦

جهاده في سبيل الله. ١٧

المدرسة الضيائية ومكتبتها ١٨

مؤلفاته ١٩

مراجع ترجمة المؤلف.. ٢١

أهم كتب فضائل بيت المقدس. ٢٢

دراسة الكتاب منهج المؤلف.. ٢٥

منهج المؤلف.. ٢٥

أبواب الكتاب.. ٢٥

أهمية الكتاب.. ٢٦

عملي في تحقيق الكتاب : ٢٧

السماعات على الكتاب ودراستها : ٢٨

 تراجم الشيوخ الذين سمعوا الكتاب بعد المؤلف : ٢٩


فهرس نص الكتاب

باب قول النبي : لا تشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد  ٣٩ ـ ٤٤

١ ـ رواية أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه.... ٣٩

٢ ـ رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه.... ٤٠

٣ ـ رواية بصرة رضي‌الله‌عنه.... ٤١

٤ ـ رواية علي عليه‌السلام.... ٤٢

٥ ـ رواية عبد الله بن عمر رضي‌الله‌عنهما.... ٤٢

٦ ـ رواية أبي الجعد الضمري. ٤٣

٧ ـ رواية واثلة بن الأسقع رضي‌الله‌عنه.... ٤٣

باب في قوله تعالى. ٤٤

بابٌ في قوله : باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ ٤٤ ـ ٤٦

٨ ـ حديث زياد بن أبي سودة عن عبادة بن الصامت رضي‌الله‌عنه.... ٣٩

٩ ـ حديث زياد بن أبي سودة ، عن أخيه عثمان ، عن عبادة رضي‌الله‌عنه.... ٤٠

١٠ ـ حديث أبي سلمة ، عن عبادة رضي‌الله‌عنه.... ٤١

١١ ـ قول عبد الله بن عمرو رضي‌الله‌عنهما في تأويل الاية الكريمة ٤٦

باب في قول الملائكة الموكلين بالمساجد الثلاثة ٤٦ ـ ٤٧

١٢ ـ حديث علقمة ، عن عبد الله رضي‌الله‌عنه.... ٤٦

باب : أي مسجد وضع في الأرض أولا ٤٧ ـ ٤٨

١٣ ـ حديث أبي ذر رضي‌الله‌عنه.... ٤٧

١٤ ـ حديث عائشة رضي‌الله‌عنها.... ٤٨


 باب فضل الصلاة ببيت المقدس ٤٩ ـ ٥٣

١٥ ـ حديث عبد الله بن عمرو رضي‌الله‌عنه.... ٣٩

١٦ ـ حديث زياد بن أبي سودة ، عن أبي أمامة عن ميمونة رضي‌الله‌عنها.... ٤٠

١٧ ـ حديث زياد بن أبي سودة ، عن أخيه عثمان ، عن ميمونة....................... ٤١

١٨ ـ حديث أبي ذر رضي‌الله‌عنه.... ٤٠

١٩ ـ حديث أبي عبد الله الألهاني ، عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه.... ٤٠

٢٠ ـ حديث أبي هريرة رضي‌الله‌عنه.... ٤٦

 باب في الصلاة إلى بيت المقدس ٥٣ ـ ٥٦

٢١ ـ حديث البراء بن عازب رضي‌الله‌عنه............................................. ٥٣

٢٢ ـ حديث عكرمة عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما....................................... ٥٣

٢٣ ـ حديث ابن عباس رضي‌الله‌عنهما. أيضا........................................... ٥٤

٢٤ ـ حديث ثابت عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه.................................... ٥٤

٢٥ ـ حديث ابن عمر رضي‌الله‌عنهما.................................................. ٥٥

باب في فضل صخرة بيت المقدس ٥٦ ـ ٥٩

٢٦ ـ حديث ابن عباس رضي‌الله‌عنهما................................................. ٥٦

٢٧ ـ حديث أبي هريرة رضي‌الله‌عنه.................................................. ٥٧

٢٨ ـ حديث أبي العالية...................................................... ٥٧

٢٩ ـ عن نوف البكالي.............................. ٥٧

٣٠ ـ حديث أبي هريرة رضي‌الله‌عنه.................................................. ٥٨

٣١ ـ عن وهب بن منبه...................................................... ٥٨

٣٢ ـ عن وهب بن منبه أيضا................................................. ٥٩

٣٣ ـ عن كعب.............................................................. ٥٩

باب ذكر أنّ بيت المقدس لا يدخلها الدّجّال ٥٩ ـ ٦٢

٣٤ ـ حديث عبد الله بن عمرو رضي‌الله‌عنهما.......................................... ٥٩

٣٥ ـ حديث سمرة بن جندب رضي‌الله‌عنه............................................ ٦٠


٣٦ ـ حديث مجاهد ، عن جنادة بن أبي أمية ، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم... ٦٢

باب مقام المسلمين ببيت المقدس وقت خروج الدجال وحصاره لهم بها

٦٤ ـ ٦٧

٣٧ ـ حديث أبي أمامة الباهلي رضي‌الله‌عنه........................................... ٦٤

باب في السكنى ببيت المقدس وذكر فتحها ٦٧ ـ ٧٠

٣٨ ـ حديث ذي الأصابع رضي‌الله‌عنه............................................... ٦٨

٣٩ ـ حديث شداد بن أوس رضي‌الله‌عنه............................................. ٦٨

٤٠ ـ حديث شداد بن أوس رضي‌الله‌عنه أيضا........................................ ٦٩

٤١ ـ حديث عوف بن مالك رضي‌الله‌عنه............................................ ٦٩

٤٢ ـ حديث معاذ بن جبل رضي‌الله‌عنه.............................................. ٧٠

باب في ذكر عمران بيت المقدس ٧١ ـ ٧٢

٤٣ ـ حديث معاذ بن جبل رضي‌الله‌عنه.............................................. ٧١

باب ذكر أن المهدي ينزل بيت المقدس ٧٢

٤٤ ـ حديث أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه.......................................... ٧٢

باب في الإسراء بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بيت المقدس ٧٣

٤٥ ـ حديث ابن عباس رضي‌الله‌عنهما................................................. ٧٣

٤٦ ـ حديث أبي هريرة رضي‌الله‌عنه.................................................. ٧٤

٤٧ ـ حديث جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنه........................................... ٧٥

٤٨ ـ حديث ثابت البناني عن أنس رضي‌الله‌عنه....................................... ٧٦

٤٩ ـ حديث قتادة عن أنس رضي‌الله‌عنه............................................. ٧٦

٥٠ ـ حديث بريدة رضي‌الله‌عنه..................................................... ٧٧

٥١ ـ حديث أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه............................................. ٧٧

٥٢ ـ حديث أم هانئ رضي‌الله‌عنها................................................... ٨٠

٥٣ ـ حديث عائشة رضي‌الله‌عنها.................................................... ٨٣


٥٤ ـ حديث شدّاد بن أوس رضي‌الله‌عنه............................................. ٨٤

٥٥ ـ حديث أبي هريرة رضي‌الله‌عنه.................................................. ٨٥

باب المكان الذي صلى فيه النبي من مسجد بيت المقدس ٨٦ ـ ٨٧

٥٦ ـ حديث عمر رضي‌الله‌عنه.............................................. ٨٦

٥٧ ـ الخليفة عمر رضي‌الله‌عنه مع كعب الأحبار عند قدومه القدس...................... ٨٧

باب فضل الإحرام من بيت المقدس ٨٧ ـ ٨٨

٥٨ ـ حديث أم سلمة رضي‌الله‌عنها.................................................. ٨٨

٥٩ ـ حديث أم سلمة رضي‌الله‌عنها أيضا............................................. ٨٨

باب ذكر من أحرم من بيت المقدس من الصحابة ٨٩ ـ ٩٠

٦٠ ـ عن نافع عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما............................................. ٨٩

٦١ ـ عن سالم عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما............................................. ٨٩

٦٢ ـ عن عتبة بن مالك رضي‌الله‌عنه................................................. ٨٩

ذكر من سكن بيت المقدس من الصحابة رضي‌الله‌عنهم ٩٠ ـ ٩٢

٦٣ ـ رواية موسى بن سهل النيسابوري الرملي.................................... ٩٠

 باب فضل مؤذني بيت المقدس ٩٣

٦٤ ـ حديث جابر رضي‌الله‌عنه..................................................... ٩٣

ذكر حديث مخشن بن مخاشن بن معاوية النميري ٩٤ ـ ٩٧

٦٥ ـ خبر عمرو بن شعيب................................................... ٩٤

٦٦ ـ خبر عطية بن قيس..................................................... ٩٦

السماعات

أ ـ سماعات على المؤلف.. ٩٨ ـ ١٠٣

ب ـ سماعات على ابن أخ المؤلف محمد بن عبد الرحيم المقدسي. ١٠٣ ـ ١٠٨

ج ـ سماع على عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسي. ١٠٨

د ـ سماعات على سليمان بن حمزة المقدسي. ١٠٩ ـ ١١٢


ه ـ سماع على يوسف بن عبد الهادي. ١١٣

و ـ سماعات أخرى. ١١٣

الفهارس العامة ـ فهرس الآيات الكريمة......................................... ١١٧

فهرس شيوخ المؤلف...................................................... ١١٨

فهرس السماعات........................................................ ١٢٢

مراجع التحقيق.......................................................... ١٢٧

فهرس مضمون الكتاب..................................................... ١٣١

فضائل بيت المقدس

المؤلف:
الصفحات: 136