


وَفي
القُرْآنِ مِنْ أسْماءِ البِقَاع أَتى
|
|
بَدْرٌ
حُنَينٌ وَمَصرٌ ثُمَّ الأحقافُ
|
وَبَكَّة
يَثْرِب الجوديُّ ثُمَّ طَوَى
|
|
وَبَابلٌ
عرمٌ سَدٌّ الأُلَى خَافُوا
|
وَطُورُ
سِينَاء وَالْكَهْف الرَّقيم كَذَا
|
|
حجرٌ وأيْكَة
جميعٌ مَشعَرٌ قَافُ
|
المقدمة
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد رب
العالمين ، والصّلاة والسلام على سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم الأمين ، وعلى آله وأصحابه وأنصاره ومن تبعهم بإحسان
إلى يوم الدين.
الحمد لله الذي
جعل الأرض مهادا القائل في كتابه العزيز : (أَلَمْ نَجْعَلِ
الْأَرْضَ مِهاداً) ، وجعل الجبال أوتادا : (وَالْجِبالَ
أَوْتاداً) ، وبثّ من ذلك نشوزا ووهادا ، وصحارى وبلادا ، ثم فجّر خلال ذلك أنهارا ، وأسال
أودية وبحارا ، وهدى عباده إلى اتخاذ المساكن ، وإحكام الأبنية والمواطن ، فشيدوا
البنيان ، وعمّروا البلدان ، ونحتوا من الجبال بيوتا : (تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً
وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً) ، واستنبطوا آبارا ، وجعل حرصهم على تشييد ما شيّدوا ،
وإحكام ما بنوا وعمّروا ، عبرة للغافلين ، وتبصرة للغابرين ، فقال الله جل جلاله
وهو أصدق القائلين :
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا
فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ)
__________________
وقال تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ
فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ
مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما
كانُوا يَكْسِبُونَ).
أحمد الله جلّ
شأنه على ما أعطى وأنعم ، وهدى إلى الرّشد وألهم ، وبيّن من السّداد وأفهم ، وصل
الله على خيرته من أنبيائه والمرسلين ، وصفوته من أصفيائه والصالحين ، محمد
المبعوث بالهدى والدّين المبين ، القائل في حقّه : (وَما أَرْسَلْناكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) وعلى آله الكرام البررة ، والصحابة المنتجبين الخيرة ،
وسلّم تسليما.
أما بعد :
فهذا كتاب «أسماء
البقاع والجبال في القرآن الكريم» لخاتمة الحفّاظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي
بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ ه الموافق ١٥٠٥ م. شرحته من قصيدة له ضمت ثلاثة أبيات
فقط.
وأصل هذه
الأبيات في مخطوط تحت رقم (٨٧٢٥) عام وجدته في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
عملي في الكتاب :
ثبّت القصيدة
في أول كتابي الذي بين يديك ، وبعد مقدمتي كتبت دراسة مستفيضة عن إمامنا الجليل
عبد الرحمن السيوطي ، وأوردت فيها الكثير من كتبه المطبوعة.
قمت بشرح كلّ
بيت منفردا معتمدا على معجم البلدان للشيخ الإمام
__________________
شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي.
شرحت وعرّفت
وفسّرت ما أورده ياقوت الحموي ، فكما كان لأبيات السيوطي حاشية وشرحا ، كان لكلام
ياقوت الحموي حاشية أيضا ، ولقد اعتمدت على أهم المراجع والمعاجم ، كالأعلام ،
والإصابة ، وأسد الغابة ، واللسان ، والتاج ، والقاموس ، والمختار ، والمصباح ،
ناهيك عن كتب الحديث.
كذلك أعددت
فهارس فنية للكتاب :
أـ فهرس أوائل
الآيات القرآنية الكريمة.
ب ـ فهرس أوائل
الأحاديث النّبويّة الشريفة.
ج ـ فهرس
الأشعار.
ختاما
أرجو أن أكون
وفيت هذه الأبيات الثلاثة حقها من الضبط والشّرح والتعليق ، وأرجو أن يجد القرّاء
فيه طرافة ومتعة ، وخاصة أنني آليت على نفسي أن أنقب عن كنوز الإمام السيوطي
الدفينة ، والتي لم يسبق لها أن.
شاهدت النور ،
وأصدرها في حلّة جميلة.
أسأل الله
العليّ القدير أن يعلمنا ، وينفعنا بما علمنا ، ويسدّد خطانا إنه هو السميع
العليم.
دمشق في
١٥ ربيع الثاني
١٤١١ ـ ٣ تشرين الثاني
١٩٩٠ محمد عبد
الرحيم


الامام عبد الرحمن
السيوطي
«لو شئت أن
أكتب في كل مسألة مصنفا بأقوالها وأدلتها النقلية والقياسية ومداركها وتقوضها
وأجوبتها والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك من فضل الله ، لا بحولي
، ولا بقوتي ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله».
ـ الإمام
السيوطي ـ
عبد الرحمن بن
أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري السيوطي ، جلال الدين ، إمام حافظ ، مؤرخ ،
أديب ، ورع ، صالح ، تقي ، مصنف ، له نحو ستمائة مصنف ، منها الكبير والرسالة
الصغيرة.
مولده ونشأته :
ولد عبد الرحمن
السيوطي بعد مغرب ليلة الأحد مستهل رجب من سنة ٨٤٩ ه الموافق سنة ١٤٤٥ ، قبل وفاة
أبيه بست سنين ، فنشأ يتيما. حفظ القرآن الكريم وكتاب العمدة في الحديث للجماعيلي
، والمنهاج في فقه الشافعية ، وكتاب المنهاج في أصول الفقه ، وألفية ابن مالك.
شيوخه :
أوائل سنة ٨٦٤
، وكان عمر السيوطي إذ ذاك خمس عشرة سنة ، شرع في الاشتغال بطلب العلم ، وتلقيه عن
أكابر علماء وقته والجهابذة في كل فن منهم : العلامة شهاب الدين الشارمسامي ، وشيخ
الإسلام علم الدين البلقيني ، وولده ، وشيخ الإسلام شرف الدين المناوي ، والإمام
العلامة تقي الدين الشبلي ، والعلامة الكبير محيي الدين الكافيجي ، والشيخ سيف
الدين الحنفي ، وغيرهم ، وقد جاوزوا مائة وخمسين أوردهم جميعا في المعجم الذي
صنّفه لذلك.
رحلاته :
رحل جلال الدين
السيوطي في طلب العلم إلى بلاد كثيرة ، منها بلاد الشام ، والحجاز ، واليمن ،
والهند ، وغيرها من البلاد.
من أقواله :
يحدثنا السيوطي
عن نفسه فيقول : «لما حججت شربت من ماء زمزم لأمور منها : أن أصل في الفقه إلى
رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني. وأصل في الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر. ورزقت
التبحر في سبعة علوم هي : التفسير ، والحديث ، والفقه ، والنحو ، والمعاني ،
والبيان ، والبديع على طريقة العرب والبلغاء ، لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة.
والذي أعتقده
أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم السنة سوى الفقه والنقول التي اطلعت عليها فيها :
لم يصل إليه ولا وقف عليه أحد من أشياخي ، فضلا عمن هو دونهم.
وأما الفقه فلا
أقول ذلك فيه ، بل شيخي فيه ، وهو علم الدين البلقيني. أوسع نظرا ، وأطول باعا ،
ودون هذه السبعة في المعرفة أصول
الفقه. والجدل ، والتصريف. ودونها الإنشاء ، والترسل ، والفرائض ، ودونها
القراءات ، ودونها الطب ، وأما علم الحساب فهو أعسر شيء عليّ وأبعده عن ذهني. وإذا
نظرت في مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلا أحمله.
وقد كنت في
مبادىء الطلب قرأت شيئا في علم المنطق ، ثم ألقى الله كراهته في قلبي ، وسمعت أن
ابن الصلاح أفتى بتحريمه فتركته لذلك ، فعوضني الله تعالى عنه علم الحديث الذي هو
أشرف العلوم». انتهى كلامه بحروفه.
إجازاته :
أجيز جلال
الدين السيوطي بتدريس العربية في مستهل سنة ٨٦٦ وعمره سبعة عشر عاما. وأجيز
بالتدريس والإفتاء سنة ٨٧٦ وعمره سبعة وعشرون عاما. أجازه بهما ابن شيخ الإسلام
البلقيني.
بدء التأليف :
شرع السيوطي في
التأليف والتصنيف في سنة ٨٦٦ ، وأول شيء ألفه رسالة في شرح الاستعاذة والبسملة ،
ورآها شيخ الإسلام البلقيني فاستحسنها وكتب عليها تقريظا.
مصنفاته :
يقول الإمام
عبد الرحمن السيوطي : «ولو شئت أن أكتب في كل مسألة مصنفا بأقوالها وأدلتها
النقلية والقياسية ومداركها وتقوضها وأجوبتها والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها
لقدرت على ذلك من فضل الله ، لا بحولي ، ولا بقوتي ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ،
ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله».
هذا كلام عالم
معتد بنفسه ، واثق من تحصيله ، وقد أقام هو بنفسه البرهان على صحة هذا الكلام ،
فإنك لتجد له رسائل في بعض مسائل من
العلوم قد استوفى فيها نقولها ، وأقوال العلماء فيها وردودهم ومناقضاتهم ،
والله العلي القدير يهب من يشاء ما يشاء (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ
مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً).
والإمام
السيوطي من نفر اشتهر من بين علماء الإسلام بالمصنفات الكثيرة ، ولكنه ينفرد عن
كثير منهم بأنه صنف في أغلب العلوم التي عرفت إلى عصره بخلاف أكثر المصنفين منهم ،
فقد غلب عليهم علم أو نوع من العلوم برعوا فيه ، وأكثروا من التصنيف فيه مختصرا
ومطولا وبين بين أصولا وفروعا وجملة وتفصيلا.
[العلوم التي ألف فيها السيوطي :]
ونحن نذكر لك
العلوم التي ألف فيها السيوطي وكتبه في كل علم :
١ ـ علم التفسير والقراءات :
(١) الإتقان في
علوم القرآن.
(٢) الدّرّ
المنثور في التفسير المأثور.
(٣) ترجمان
القرآن في التفسير المسند.
(٤) أسرار
التنزيل. ويسمى : قطف الأزهار في كشف الأسرار.
(٥) لباب
النقول في أسباب النزول.
(٦) مفحمات
الأقران في مبهمات القرآن.
(٧) المهذّب
فيما وقع في القرآن من المعرب.
(٨) الإكليل في
استنباط التنزيل.
(٩) تكملة
تفسير الشيخ جلال الدين المحلي.
(١٠) التبحر في
علوم التفسير.
(١١) حاشية على
تفسير البيضاوي.
__________________
(١٢) تناسق
الدّرر في تناسب السّور.
(١٣) مراصد
المطالع في تناسب المقاطع والمطالع.
(١٤) مجمع
البحرين ومطلع البدرين في التفسير.
(١٥) مفاتح
الغيب في التفسير.
(١٦) الأزهار
الفائحة على الفاتحة.
(١٧) شرح الاستعاذة
والبسملة.
(١٨) شرح
الشاطبية.
(١٩) الألفية
في القراءات العشر
(٢٠) خمائل
الزّهر في فضائل السّور.
(٢١) فتح
الجليل للعبد الذليل في الأنواع البديعية المستخرجة من قول تعالى : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ...).
(٢٢) القول
الفصيح في تعيين الذبيح.
(٢٣) اليد
البسطى في الصلاة الوسطى.
(٢٤) معترك
الأقران في مشترك القرآن.
٢ ـ علم الحديث وما يرتبط به :
(٢٥) كشف
المغطى في شرح الموطأ.
(٢٦) إسعاف
المبطأ برجال الموطأ.
(٢٧) التوشيح
على الجامع الصحيح.
(٢٨) الديباج
على صحيح مسلم بن الحجاج.
(٢٩) مرقاة
الصعود إلى سنن أبي داود.
(٣٠) شرح سنن
ابن ماجه.
(٣١) تدريب
الراوي في شرح تقريب النواوي.
(٣٢) شرح ألفية
العراقي.
(٣٣) الألفية
في مصطلح الحديث واسمها : نظم الدرر في علم الأثر.
(٣٤) شرح
الألفية السابقة واسمها : قطر الدرر.
(٣٥) التهذيب
في الزوائد على التقريب.
(٣٦) عين الإصابة
في معرفة الصحابة.
(٣٧) كشف
التلبيس عن قلب أهل التدليس.
(٣٨) توضيح
المدرك في تصحيح المستدرك.
(٣٩) اللآلىء
المصنوعة في الأحاديث الموضوعة.
(٤٠) النكت
البديعات على الموضوعات.
(٤١) الدليل
على القول المسند.
(٤٢) القول
الحسن في الذّبّ عن السّنن.
(٤٣) لبّ اللباب
في تحرير الأنساب.
(٤٤) تقريب
الغريب.
(٤٥) المدرج
إلى المدرج.
(٤٦) تذكرة
المؤتسى بمن حدّث ونسى.
(٤٧) تحفة
النابه بتلخيص المتشابه.
(٤٨) الروض
المكلل والورد المعلل في المصطلح.
(٤٩) منتهى
الآمال في شرح حديث إنما الأعمال.
(٥٠) المعجزات
والخصائص النبوية.
(٥١) شرح
الصدور بشرح حال الموتى في القبور.
(٥٢) البدور
السافرة عن أمور الآخرة.
(٥٣) مارواه
الواعون في أخبار الطاعون.
(٥٤) فضل موت
الأولاد.
(٥٥) خصائص يوم
الجمعة.
(٥٦) منهاج
السّنّة ومفتاح الجنّة.
(٥٧) تمهيد
الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش.
(٥٨) بزوغ
الهلال في الخصال الموجبة للظلال.
(٥٩) مفتاح
الجنة في الاعتصام بالسنة.
(٦٠) مطلع
البدرين فيمن يؤتى أجرين.
(٦١) سهام
الإصابة في الدعوات المجابة.
(٦٢) الكلم
الطيب والقول المختار في المأثور من الدعوات والأذكار.
(٦٣) أذكار
الأذكار.
(٦٤) الطب
النبوي.
(٦٥) كشف
الصلصة عن وصف الزلزلة.
(٦٦) الفوائد
الكامنة في إيمان السيدة آمنة.
(٦٧) المسلسلات
الكبرى.
(٦٨) جياد
المسلسلات.
(٦٩) أبواب
السعادة في أسباب الشهادة.
(٧٠) أخبار
الملائكة.
(٧١) الثغور
الباسمة في مناقب السيدة آمنة.
(٧٢) مناهج
الصفاء في تخريج أحاديث الشفاء.
(٧٣) الأساس في
مناقب بني العباس.
(٧٤) در
السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة.
(٧٥) زوائد شعب
الإيمان للبيهقي.
(٧٦) لمّ
الأطراف وضمّ الأتراف.
(٧٧) إطراف
الأشراف بالإشراف على الأطراف.
(٧٨) جامع
المسانيد.
(٧٩) الفوائد
المتكاثرة في الأخبار المتواترة.
(٨٠) الأزهار
المتناثرة في الأخبار المتواترة.
(٨١) تخريج
أحاديث الدرة الفاخرة.
(٨٢) تجربة
العناية في تخريج أحاديث الكناية.
(٨٣) الحصر
والإشاعة لأشراط الساعة.
(٨٤) الدرر
المنتثرة في الأحاديث المشتهرة.
(٨٥) زوائد
الرجال على تهذيب الكمال.
(٨٦) الدر
المنظم في الإسم المعظم.
(٨٧) جزء في الصلاة
على النبي صلىاللهعليهوسلم.
(٨٨) من عاش من
الصحابة مائة وعشرين سنة.
(٨٩) جزء في
أسماء المدلسين.
(٩٠) اللمع في
أسماء من وضع.
(٩١) الأربعون
المتباينة.
(٩٢) درر
البحار في الأحاديث القصار.
(٩٣) الرياض
الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة.
(٩٤) المرقاة
العلية في شرح الأسماء النبوية.
(٩٥) الآية
الكبرى في شرح قصة الإسراء.
(٩٦) أربعون
حديثا من رواية مالك عن نافع عن ابن عمر.
(٩٧) فهرست
المرويات.
(٩٨) بغية
الرائد في الذيل على مجمع الزوائد.
(٩٩) أزهار
الآكام في أخبار الأحكام.
(١٠٠) الهبة
السنية في الهيئة السنية.
(١٠١) تخريج
أحاديث شرح العقائد.
(١٠٢) فضل
الجلد.
(١٠٣) الكلام
على حديث ابن عباس : احفظ الله يحفظك.
(١٠٤) أربعون
حديثا في فضل الجهاد.
(١٠٥) أربعون
حديثا في رفع الدين في الدعاء.
(١٠٦) التعريف
بآداب التأليف.
(١٠٧)
العشاريات.
(١٠٨) القول
الأشبه في حديث من عرف نفسه فقد عرف ربّه.
(١٠٩) كشف
النقاب عن الألقاب.
(١١٠) نشر
العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير.
(١١١) من وافقت
كنيته كنية زوجته من الصحابة.
(١١٢) ذم زيارة
الأمراء.
(١١٣) زوائد
نوادر الأصول للحكيم الترمذي.
٣ ـ علم الفقه :
(١١٤) حاشية
على الروضة.
(١١٥) مختصر
الروضة واسمه : القنية.
(١١٦) مختصر
التنبيه ويسمى : الوافي.
(١١٧) الأشباه
والنظائر.
(١١٨) اللوامع
والبوارق ؛ في الجوامع والفوارق.
(١١٩) نظم
الروضة ؛ واسمه الخلاصة.
(١٢٠) شرح
النظم السابق ويسمى رفع الخصاصة.
(١٢١) الورقات
المقدمة ؛ شرح الرّوض.
(١٢٢) حاشية على
القطعة للأسنوي.
(١٢٣) العذب
السلسل ، في تصحيح الخلاف المرسل.
(١٢٤) جمع
الجوامع.
(١٢٥) الينبوع
، في ما زاد على الروضة من الفروع.
(١٢٦) مختصر
الخادم ، واسمه : تحصين الخادم.
(١٢٧) تشنيف
الأسماع بمسائل الإجماع.
(١٢٨) شرح
التدريب الكافي ، في زوائد المهذّب على الوافي.
(١٢٩) الجامع ،
في الفرائض.
(١٣٠) شرح
الرّحبيّة ؛ في الفرائض.
(١٣١) مختصر
الأحكام السلطانية للماوردي.
٤ ـ علوم العربية :
(١٣٢) شرح
ألفية ابن مالك ، واسمه : البهجة المعنية في شرح الألفية.
(١٣٣) ألفية في
النحو والصرف والخط واسمها : الفريدة.
(١٣٤) النكت
على الألفية والكافية والشافية والشذور والنزهة.
(١٣٥) الفتح
القريب على مغني اللبيب.
(١٣٦) شرح
شواهد المغني.
(١٣٧) جمع
الجوامع.
(١٣٨) شرح جمع
الجوامع السابق واسمه : همع الهوامع.
(١٣٩) شرح ملحة
الإعراب.
(١٤٠) مختصر
ملحة الإعراب.
(١٤١) مختصر
الألفية ودقائقها.
(١٤٢) الأخبار
المروية في سبب وضع العربية.
(١٤٣) المصاعد
العلية في القواعد النحوية.
(١٤٤) الإقتراح
في أصول النحو وجدله.
(١٤٥) رفع
السّنة في نصب الزّنة.
(١٤٦) الشمعة
المضيّة.
(١٤٧) شرح
كافية ابن مالك.
(١٤٨) در التاج
في إعراب مشكل المنهاج.
(١٤٩) رسالة في
مسألة «ضربي زيدا قائما».
(١٥٠) السلسلة
الموشحة.
(١٥١) الشهد.
(١٥٢) شذا
العرف في إثبات المعنى بالحرف.
(١٥٣) التوشيح
على التوضيح.
(١٥٤) السيف
الصقيل : حاشية على شرح ابن عقيل.
(١٥٥) حاشية
على شرح شذور الذهب لابن هشام.
(١٥٦) شرح
القصيدة الكافية في فن التصريف.
(١٥٧) قطر
الندى في ورود الهمزة للنداء.
(١٥٨) شرح
تصريف العزى.
(١٥٩) شرح
ضروري التصريف لابن مالك.
(١٦٠) تعريف
الأعجم بحروف المعجم.
(١٦١) نكت على
شرح الشواهد للعيني.
(١٦٢) فجر
الثمد في إعراب أكمل الحمد.
(١٦٣) الزند
الوري في الجواب على السؤال السكندري.
(١٦٤) شرح لمعة
الإشراق.
(١٦٥) نكت على
التلخيص واسمه الإفصاح.
(١٦٦) عقود
الجمان في المعاني والبيان.
(١٦٧) شرح عقود
الجمان.
(١٦٨) شرح
أبيات تلخيص المفتاح.
(١٦٩) مختصر
تلخيص المفتاح.
(١٧٠) نكت على
حاشية المطول.
(١٧١) حاشية
على شرح سعد الدين التفتازاني المختصر.
٥ ـ علم أصول التصوف :
(١٧٢) الكوكب
الساطع في نظم جمع الجوامع.
(١٧٣) شرح
الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع.
(١٧٤) شرح
الكوكب الوقاد في الاعتقاد.
(١٧٥) البديعية
في تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية.
(١٧٦) تشييد
الأركان في ليس في الإمكان أبدع مما كان.
(١٧٧) درج
المعالي في نصرة الغزالي على المنكر المتغالي.
(١٧٨) الخبر
الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال.
(١٧٩) مختصر
إحياء علوم الدين للغزالي.
(١٨٠) المعاني
الدقيقة في إدراك الحقيقة.
(١٨١) شوارد
الفوائد.
(١٨٢) قلائد
الفوائد.
(١٨٣) نظم
التذكرة واسمه الفلك المشحون.
٦ ـ فن التاريخ والأدب :
(١٨٤) طبقات
الحفاظ.
(١٨٥) طبقات
النّحاة الكبرى والوسطى والصغرى.
(١٨٦) طبقات
المفسرين.
(١٨٧) طبقات
الأصوليين.
(١٨٨) طبقات
الكتاب.
(١٨٩) حلية
الأولياء.
(١٩٠) طبقات
شعراء العرب.
(١٩١) تاريخ
الخلفاء.
(١٩٢) حسن
المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة.
(١٩٣) تاريخ
أسيوط.
(١٩٤) حاطب ليل
وجارف سيل ، وهو معجم شيوخه.
(١٩٥) المعجم
الصغير واسمه : المنتقى.
(١٩٦) ترجمة
النواوي.
(١٩٧) ترجمة
البلقيني.
(١٩٨) الملتقط
من الدرر الكامنة لابن حجر.
(١٩٩) تاريخ
العمر ، وهو ذيل على إنباء الغمر.
(٢٠٠) النفحة
المسكية والتحفة المكية.
(٢٠١) درر
الكلم وغرر الحكم.
(٢٠٢) ديوان
الخطب.
(٢٠٣) ديوان
شعر.
(٢٠٤)
المقامات.
(٢٠٥) الرحلة
الفيومية.
(٢٠٦) الرحلة
المكية.
(٢٠٧) الرحلة
الدمياطية.
(٢٠٨) الرسائل
إلى معرفة الأوائل.
(٢٠٩) مختصر
معجم البلدان لياقوت.
(٢١٠) الشماريخ
في علم التاريخ.
(٢١١) الجمانة
وهي رسالة في تفسير ألفاظ يكثر دورانها.
(٢١٢) المنى في
الكنى.
(٢١٣) فضل
الشتاء.
(٢١٤) مختصر
تهذيب الأسماء واللغات للنووي.
(٢١٥) الأجوبة
الزكية على الألغاز المكية.
(٢١٦) رفع شأن
الحبشان.
(٢١٧) تحفة
المذاكر في مختصر تاريخ ابن عساكر.
(٢١٨) شرح بانت
سعاد.
(٢١٩) تحفة
الظرفاء لأسماء الخلفاء.
(٢٢٠) مختصر
شفاء العليل في ذمّ الصاحب والخليل.
[هذه بعض
مؤلفات الإمام السيوطي التي ثبتها بنفسه في كتابه «حسن المحاضرة» وبقي من كتبه
الكثير جمعت بعضا منها وهي] :
(٢٢١) وصول
الأماني بأصول التهاني.
__________________
(٢٢٢) الجامع
الصغير من حديث البشير النذير.
(٢٢٣) آية
الكرسي ومعانيها.
(٢٢٤) أبواب
السعادة في أسباب الشهادة.
(٢٢٥) إتمام
النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة.
(٢٢٦) إحياء
الميت في فضائل آل البيت.
(٢٢٧) أخلاق
حملة القرآن.
(٢٢٨) الأرج في
الفرج.
(٢٢٩) الأزهار
الزينية في شرح متن الألفية.
(٢٣٠) الأزهار
المتناثرة في الأحاديث المتواترة.
(٢٣١) أسباب
ورود الحديث.
(٢٣٢) أسباب
الكساء على النساء.
(٢٣٣) أسرار
ترتيب القرآن.
(٢٣٤) الأشباه
والنظائر في الفروع.
(٢٣٥) الأشباه
والنظائر في قواعد فقه الشافعية.
(٢٣٦) الأشباه
والنظائر في النحو.
(٢٣٧) الألغاز
النحوية.
(٢٣٨) الأمر
بالاتباع والنهي عن الابتداع.
(٢٣٩) إنباه
الأذكياء في حياة الأنبياء.
(٢٤٠) الباهر
في حكم النبي صلىاللهعليهوسلم في الباطن والظاهر.
(٢٤١) بسط الكف
في إتمام الصف.
(٢٤٢) بشرى
الكئيب بلقاء الحبيب.
(٢٤٣) تحذير
الخواص من أكاذيب القصاص.
(٢٤٤) تحفة
الأبرار بنكت الأذكار.
(٢٤٥) ترتيب
سور القرآن.
(٢٤٦) التطريق
في التصحيف.
(٢٤٧) تنزيه
الأنبياء عن تسفيه الأغبياء.
(٢٤٨) حسن
المقصد في عمل المولد.
(٢٤٩) الدرر
الحسان في البعث ونعيم الجنان.
(٢٥٠) دفع
التشنيع في مسألة التسميع.
(٢٥١) دقائق
الأخبار في ذكر الجنة والنار.
(٢٥٢) وصف الآل
في وصف الهلال.
(٢٥٣) الزهر
بالهجر.
(٢٥٤) زهر
الخمائل على الشمائل.
(٢٥٥) سهام الإصابة
في الدعوات المستجابة.
(٢٥٦) شرح قصة
الإسراء والمعراج.
(٢٥٧) شقائق
الاترنج في رقائق الغنج.
(٢٥٨) كفاية
الطالب اللبيب في خصائص الحبيب.
(٢٥٩) الوسائل
إلى مسامرة الأوائل.
(٢٦٠) فاكهة
الصيف وأنيس الضيف.
(٢٦١) مجموعة
رسائل السيوطي.
(٢٦٢) المزهر
في علوم اللغة وأنواعها.
(٢٦٣) نزهة
الجلساء في أشعار النساء.
(٢٦٤) نزهة
العمر في التفضيل بين السود والبيض والسمر.
(٢٦٥) نزول
عيسى بن مريم آخر الزمان.
(٢٦٦) المستظرف
من أخبار الجواري.
رحم الله تعالى
هذا العالم الجليل الذي أمضى جلّ حياته في قراءة وتدوين علوم الإسلام وجمع المتفرق
منها وتذييلها ، إنه سميع مجيب.
أسماء البقاع والجبال
في
القرآن الكريم
١
بدر
حنين
مصر
الأحقاف
وقلت
فيما وقع في القرآن من أسماء البقاع والجبال :
وفي القرآن
من أسماء البقاع أتى
|
|
بدر حنين
ومصر ثمّ الأحقاف
|
__________________
١
[الواو] : استئنافية.
[في] : حرف جر ظرفيّة حقيقيّة مجازيّة.
[القرآن] : الكريم ، كلام الله المعجز المنزّل على رسول الله
محمد صلىاللهعليهوسلم بالوحي المنقول إلينا بالتواتر . وردت لفظة «القرآن» في القرآن الكريم في ٥٩ موضع. يقول
تعالى : (إِنَّ هذَا
الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ
يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً).
[من] : حرف جر.
[أسماء] : المفرد اسم : الّلفظ الذي يعرف به الشيء ويستدل به
عليه ، والإسم عند النّحاة : ما دلّ على معنى في نفسه غير مقترن بزمن كرجل وفرس.
وجمع الجمع : أسامي وأسام ، وتصغيره : سميّ ، والنّسبة إليه اسميّ وسمويّ وسمويّ.
[البقاع] : المفرد : البقعة : القطعة من الأرض تتميز مما حولها
، والقطعة من اللّون تخالف ما حولها.
__________________
__________________
[أتى] : جاء.
* * *
[بدر] : يقول الله تعالى : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ
اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
* بدر : بالفتح
ثم بالسّكون. ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصّفراء بينه وبين الجار ، يقال : إنه ينسب إلى بدر بن يخلد بن
النضر بن كنانة ، وقيل : بل هو رجل من بني ضمرة سكن هذا الموضع فنسب إليه ثمّ غلب اسمه عليه.
قال الزّبير بن
بكّار : قريش بن الحارث بن يخلد ، ويقال : مخلّد
__________________
ابن النّضر بن كنانة ، به سميت قريش فغلب عليها لأنه كان دليلها وصاحب
ميرتها . فكانوا يقولون : جاءت عير قريش ، وخرجت عير قريش ؛ قال : وابنه بدر بن قريش ، به
سمّيت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة ، لأنه كان احتفرها ، وبهذا الماء كانت
الوقعة المشهورة التي أظهر الله بها الإسلام وفرّق بين الحقّ والباطل في شهر رمضان
سنة اثنتين للهجرة.
ولما قتل من
قتل من المشركين ببدر ، وجاء الخبر إلى مكّة ، ناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا : لا
تفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم.
وكان الأسود بن
المطّلب بن أسد بن عبد العزّى قد أصيب له ثلاثة
__________________
__________________
من ولده : زمعة
بن الأسود ، وعقيل بن الأسود ، والحارث بن زمعة ، وكان يحبّ أن يبكي على بنيه.
قال : فبينما
هو كذلك إذ سمع نائحة بالليل ، فقال لغلام له وقد ذهب بصره : انظر هل أحلّ
النّحيب ، وقد بكت قريش على قتلاهم لعليّ أبكي على أبي حكيمة ،
يعني زمعة ، فإنّ جوفي قد احترق.
فلما رجع
الغلام إليه قال : إنما هي امرأة تبكي على بعيرها أضلّته :
فقال حينئذ :
أتبكي أن
يضلّ لها بعير
|
|
ويمنعها من
النّوم السّهود
|
فلا تبكي على
بكر ، ولكن
|
|
على بدر
تقاصرت الجدود
|
على بدر سراة
بني هصيص
|
|
ومخزوم ورهط
أبي الوليد
|
__________________
.........................................................................................................
__________________
وبكيّ إن
بكيت على عقيل ،
|
|
وبكّي حارثا
أسد الأسود
|
وبكّيهم ،
ولا تسمي ، جميعا ،
|
|
وما لأبي
حكيمة من نديد
|
ألا قد ساد
بعدهم رجال
|
|
ولو لا يوم
بدر لم يسودوا
|
وبين بدر
والمدينة سبعة برد :
ـ بريد بذات
الجيش.
ـ بريد عبّود.
ـ بريد المرغة.
ـ بريد
المنصرف.
ـ بريد ذات
أجذال.
ـ بريد
المعلاة.
ـ بريد الأثيل.
ثم بدر ، وبدر
الموعد ، وبدر القتال ، وبدر الأولى ، وبدر الثانية ، كله
__________________
.................................................................................................
__________________
موضع واحد. وقد نسب إلى بدر جميع من شهدها من الصّحابة الكرام ، ونسب إلى
سكنى الموضع أبو مسعود البدري . رحم الله شهداء بدر .
[حنين] : يقول الله تعالى : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ
اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ
فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ
ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ).
* حنين : يجوز
أن يكون تصغير الحنان ، وهو الرحمة ، تصغير ترخيم ، ويجوز أن يكون تصغير الحنّ ،
وهو حيّ من الجنّ.
قال السّهيلي : سمي بحنين بن قانية بن مهلائيل ، قال : وأظنه من
__________________
.................................................................................................
__________________
العماليق . حكاه عن أبي عبيد البكري ، وهو اليوم الذي ذكره عزوجل في كتابه الكريم : وهو قريب من مكة ، وقيل : هو واد قبل
الطائف ، وقيل : واد بجنب ذي المجاز .
قال الواقدي : بينه وبين مكة ثلاث ليال ، وقيل : بينه وبين مكة
__________________
.................................................................................................
__________________
بضعة عشر ميلا ، وهو يذكّر ويؤنّث ، فإن قصدت به البلد ذكّرته وصرّفته
كقوله عزوجل : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ
إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ)
وإن قصدت به
البلدة والبقعة أنّثته ولم تصرّفه كقول الشاعر :
نصروا نبيّهم
وشدّوا أزره
|
|
بحنين ، يوم
تواكل الأبطال
|
وقال خديج بن
العوجاء النّصري :
ولما دنونا
من حنين ومائه
|
|
رأينا سوادا
منكر اللون أخصفا
|
بملمومة
عمياء لو قذفوا بها
|
|
شماريخ من
عروى ، إذا عاد صفصفا
|
ولو أنّ قومي
طاوعتني سراتهم
|
|
إذا ما لقينا
العارض المتكشفا
|
إذا ما لقينا
جند آل محمد
|
|
ثمانين ألفا
، واستمروا بخندفا
|
__________________
.................................................................................................
______________________________________________________
[مصر] : يقول الله تعالى : (وَإِذْ قُلْتُمْ يا
مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا
مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها
وَبَصَلِها قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ
اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ
وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ
بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا
وَكانُوا يَعْتَدُونَ).
(وَأَوْحَيْنا إِلى
مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا
بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
(وَقالَ الَّذِي
اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا
أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ
وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ
وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).
(فَلَمَّا دَخَلُوا
عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ
آمِنِينَ).
(وَنادى فِرْعَوْنُ
فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ).
* مصر : سميت
مصر بمصر بن مصرايم بن حام بن نوح عليهالسلام ،
__________________
.................................................................................................
__________________
وهي من فتوح عمرو بن العاص في أيام عمر بن الخطاب رضياللهعنه.
__________________
.................................................................................................
__________________
قال عبد
الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول الله تعالى : (وَآوَيْناهُما إِلى
رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال يعني مصر. وإن مصر خزائن الأرضين كلها وسلطانها
سلطان الأرضين كلها ، ألا ترى إلى قول يوسف عليهالسلام لملك مصر :
(اجْعَلْنِي عَلى
خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).
ولم يذكر عزوجل في كتابه مدينة بعينها بمدح غير مكّة ومصر فإنّه
__________________
.................................................................................................
__________________
قال : (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ
مِصْرَ). وهذا تعظيم ومدح ، وقال : (اهْبِطُوا مِصْراً). فمن لم يعرّف فهو تعظيم وعلم هذا الموضع. وقوله تعالى
: (فَإِنَّ لَكُمْ ما
سَأَلْتُمْ). تعظيما لها ، فإنّ موضعا يوجد فيه ما يسألون لا يكون
إلّا عظيما؟ وقوله تعالى : (وَقالَ الَّذِي
اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ). وقال : (ادْخُلُوا مِصْرَ
إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ). وقال : (وَأَوْحَيْنا إِلى
مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً).
وسمّى الله تعالى
ملك مصر العزيز بقوله تعالى : (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي
الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ). وقالوا ليوسف حين ملك مصر : (يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا
وَأَهْلَنَا الضُّرُّ) ، فكانت هذه تحيّة عظمائهم.
روى أبو ميل :
أن عبد الله بن عمر الأشعري قدم من دمشق إلى مصر وبها عبد الرحمن بن عمرو بن العاص
فقال :
ما أقدمك إلى
بلدنا؟
__________________
.................................................................................................
__________________
قال : أكنت
أقدمتني ، كنت حدثتنا أن مصر أسرع الأرض خرابا ، ثم أراك قد اتخذت فيها الرّباع واطمأننت.
فقال : إن مصر
قد وقع خرابها ، دخلها بختنصّر ، فلم يدع فيها حائطا قائما ، فهذا هو الخراب الذي كان
يتوقع لها ، وهي اليوم أطيب الأرضين ترابا ، وأبعدها خرابا ، لن تزال فيها البركة
ما دام في الأرض إنسان ، قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ يُصِبْها
وابِلٌ فَطَلٌ) ، هي أرض مصر إن لم يصبها مطر زكت ، وإن أصابها أضعف
زكاها.
وقالوا : مثلت
الأرض على صورة طائر ، فالبصرة ومصر الجناحان ، فإذا خربتا خربت الدنيا.
وقرأت بخط أبي
عبد الله المرزباني ، حدثني أبو حازم القاضي
__________________
.................................................................................................
__________________
قال : قال لي أحمد بن المدبّر أبو الحسن : لو عمّرت مصر كلها لوفت بالدنيا.
وقال لي :
مساحة مصر ثمانية وعشرون ألف ألف فدّان وإنما يعمل فيها في ألف ألف فدّان .
وقال لي : كنت
أتقلّد الدواوين لا أبيت ليلة من الليالي وعليّ شيء من العمل ، وتقلّدت مصر فكنت
ربما بتّ وعليّ شيء من العمل فاستتمه إذا أصبحت.
وقال لي أبو
حازم القاضي : جبى عمرو بن العاص مصر لعمر بن
__________________
.................................................................................................
__________________
الخطاب رضياللهعنه ، اثني عشر ألف ألف دينار ، فصرفه عثمان ، وقلّدها عبد الله بن أبي سرح فجباها أربعة عشر ألف ألف دينار.
فقال عثمان
لعمرو : يا أبا عبد الله أعلمت أن اللّقمة بعدك درّت؟
فقال : نعم ..
ولكنها أجاعت أولادها.
وقال لنا أبو
حازم : إن هذا الذي رفعه عمرو بن العاص وابن أبي سرح إنما كان عن الجماجم خاصّة
دون الخراج وغيره.
__________________
.................................................................................................
__________________
ومن مفاخر مصر
مارية القبطية أم إبراهيم ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولم يرزق من امرأة ولدا ذكرا غيرها ، وهاجر أم إسماعيل عليهالسلام ، وإذا كانت أمّ إسماعيل فهي أم محمد صلىاللهعليهوسلم.
وقال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : «إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم صهرا» .
__________________
.................................................................................................
__________________
قال عباس بن
مرداس السلمي في وصف أهالي مصر :
إذا جاء باغي
الخير قلن بشاشة
|
|
له بوجوه
كالدنانير : مرحبا
|
وأهلا ولا
ممنوع خير تريده ،
|
|
ولا أنت تخشى
عندنا أن تؤنّبا
|
وفي رسالة
لمحمد بن زياد الحارثي إلى الرشيد يشير عليه في
__________________
.................................................................................................
__________________
أمر مصر لما قتلوا موسى بن مصعب يصف مصر وجلالتها.
ومصر خزانة
أمير المؤمنين التي يحمل عليها حمل مؤنة ثغوره وأطرافه ، ويقوّت بها عامّة جنده
ورعيته مع اتصالها بالمغرب ، ومجاورتها أجناد الشام ، وبقية من بقايا العرب ،
ومجمع عدد الناس فيما يجمع من ضروب المنافع والصناعات ، فليس أمرها بالصغير ، ولا
فسادها بالهين ، ولا ما يلتمس به صلاحها بالأمر الذي يصير له على المشقّة ويأتي
بالرّفق.
وقد هاجر إلى
مصر جماعة من الأنبياء وولدوا ودفنوا بها. منهم :
__________________
.................................................................................................
__________________
يوسف الصّدّيق عليهالسلام ، والأسباط ، وموسى ، وهارون .
ومات بها طائفة
أخرى منهم : عمرو بن العاص ، وعبد الله بن الحارث الزبيدي ، وعبد الله بن حذافة السّهمي ، وعقبة بن أمية
__________________
.................................................................................................
__________________
الجهني وغيرهم.
قال أمية :
يكتنف مصر من مبدئها في العرض إلى منتهاها جبلان أجردان غير شامخين متقاربان جدا
في وضعهما. أحدهما في ضفة النيل الشرقية وهو جبل المقطّم ، والآخر في الضّفّة
الغربية منه ، والنّيل منسرب فيما بينهما من لدن مدينة أسوان إلى أن ينتهيا إلى
الفسطاط ، فثمّ تتسع مسافة ما بينهما ، وتنفرج قليلا ، ويأخذ المقطم منها شرقا
فيشرف على فسطاط مصر ، ويغرب الآخر على وراب من مسلكيهما وتعريج مسلكيهما ، فتتسع
أرض مصر من الفسطاط إلى ساحل البحر الرومي الذي عليه الفرما وتنيس ودمياط ورشيد
والإسكندرية.
ولذلك مهبّ
الشمال يهب إلى القبلة شيئا ما ، فإذا بلغت آخر مصر عدت ذات الشمال واستقبلت
الجنوب ، وتسير في الرّمل وأنت متوجّه إلى القبلة فيكون الرّمل من مصبّه عن يمينك
إلى إفريقية وعن يسارك من
أرض مصر الفيوم
منها وأرض الواحات الأربع وذلك بغربي مصر ، وهو ما استقبلته
__________________
.................................................................................................
__________________
منه ، ثم تعرّج من آخر الواحات وتستقبل المشرق سائرا إلى النّيل تسير ثماني
مراحل إلى النيل ، ثم على النيل صاعدا ، وهي آخر أرض الإسلام هناك ، وتليها بلاد
النّوبة ، ثم تقطع النيل ، وتأخذ من أرض أسوان في الشرق منكبّا على بلاد السودان
إلى عيذاب ساحل البحر الحجازي ، فمن أسوان إلى عيذاب خمس عشرة مرحلة ، وذلك كله
قبليّ أرض مصر ، ومهبّ الجنوب منها ، ثم تقطع البحر الملح من عيذاب إلى أرض الحجاز
فتنزل الحوراء ، أول أرض مصر ، وهي متصلة بأعراض مدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم.
وهذا البحر
المذكور هو بحر القلزم ، وهو داخل في أرض مصر بشرقيه وغربيّه ، فالشرقيّ منه أرض
الحوراء وطبة ، فالنيل ، وأرض مدين ، وأرض أيلة فصاعدا إلى المقطم بمصر ، والغربي
منه ساحل عيذاب إلى بحر القلزم إلى المقطم ، والبحري مدينة القلزم وجبل الطور ،
وبين القلزم والفرما مسيرة يوم وليلة ، وهو الحاجز بين البحرين بحر الحجاز وبحر
الروم ، وهذا كله شرقي مصر من الحوراء إلى العريش.
وذكر من له
معرفة بالخراج وأمر الدواوين أنه وقف على جريدة عتيقة بخط أبي عيسى المعروف
بالنّويس متولي خراج مصر يتضمن. أن قرى مصر والصّعيد وأسفل الأرض ألفان وثلاثمائة
وخمس وتسعون قرية. منها :
الصعيد :
تسعمائة وسبع وخمسون قرية.
وأسفل أرض مصر
: ألف وأربعمائة وتسع وثلاثون قرية.
والآن : فقد
تغيّر ذلك وخرّب كثير منه فلا تبلغ هذه العدّة.
وقال القضاعي :
أرض مصر تنقسم قسمين ، فمن ذلك صعيدها وهو يلي مهبّ الجنوب منها ، وأسفل أرضها وهو
يلي مهبّ الشمال منها.
.................................................................................................
__________________
فقسم الصعيد
عشرون كورة ، وقسم أسفل الأرض ثلاث وثلاثون كورة ، فأما كور الصعيد :
فأولاها كورة
الفيوم ، وكورة منف ، وكورة وسيم ، وكورة الشرقية ، وكورة دلاص ، وكورة بوصير ،
وكورة أهناس ، وكورة الفشن ، وكورة البهنسا ، وكورة طحا ، وكورة جيّر ، وكورة
السّمنّودية ، وكورة بويط ، وكورة الأشمونيين ، وكورة أسفل أنصنا وأعلاها ، وكورة
قوص وقاو ، وكورة شطب ، وكورة أسيوط ، وكورة قهقوة ، وكورة إخميم ، وكورة دير
أبشيا ، وكورة هو ، وكورة إقنا ، وكورة فاو ، وكورة ندندرا ، وكورة قفط ، وكورة
الأقصر ، وكورة إسنا ، وكورة أرمنت ، وكورة أسوان ...
ثم ملك مصر بعد
وفاة أبيه بيصر ابنه مصر ، ثم قفط بن مصر ، وذكر أن عبد الحكم : بعد قفط اشمن أخاه
، ثم أخوه أتريب ، ثمّ أخوه صا ، ثم ابنه تدارس بن صا ، ثم ابنه ماليق بن تدارس ،
ثمّ ابنه حربتا بن ماليق ، ثم ابنه ملكي بن حربتا ، فملكه نحو مائة سنة ، ثم مات
ولا ولد له فملك أخوه ماليا بن حربتا ثم ابنه طوطيس بن ماليا وهو الذي وهب هاجر
لسارة زوجة إبراهيم الخليل عليهالسلام عند قدومه عليه. ثم مات طوطيس وليس له إلا إبنة اسمها
حوريا فملكت مصر ، فهي أول امرأة ملكت مصر من ولد نوح عليهالسلام. ثم ابنة عمها زالفا ، وعمّرت دهرا طويلا. فيهم
العمالقة وهم الفراعنة ، وكانوا يومئذ أقوى أهل الأرض وأعظمهم ملكا وجسوما وهم
ولد
__________________
.................................................................................................
__________________
عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليهالسلام ، فغزاهم الوليد بن دوموز وهو أكبر الفراعنة وظهر عليهم
، ورضوا بأن يملّكوه فملكهم خمسة من ملوك العمالقة.
أولهم : الوليد
بن دوموز هذا ملكهم نحوا من مائة سنة ، ثم افترسه سبع فأكل لحمه ، ثم ملك ولده
الرّيّان صاحب يوسف عليهالسلام ، ثم غرّق الله دارما في النّيل فيما بين طرّا وحلوان ،
ثم ملك بعده كاتم بن معدان ، فلما هلك صار بعده فرعون موسى عليهالسلام.
قيل : كان من
العرب من بليّ ، وكان أبرش قصيرا يطأ في لحيته ، ملكها خمسمائة سنة ، ثم غرّقه
الله وأهلكه ، وهو الوليد بن مصعب.
وزعم قوم أنه
كان من قبط مصر ولم يكن من العمالقة.
وخلت مصر بعد
غرق فرعون من أكابر الرّجال ، ولم يكن إلا العبيد والإماء والنّساء والذراري ،
فولّوا عليهم دلوكة فملكتهم عشرين سنة حتى بلغ من أبناء أكابرهم وأشرافهم
من قوي على تدبير الملك فملّكوه وهو
__________________
.................................................................................................
__________________
دركون بن بلوطس .
ولم يزل الملك
في أشراف القبط من أهل مصر من ولد دركون هذا وغيره ، وهي ممتنعة بتدبير تلك العجوز
نحو أربعمائة سنة إلى أن قدم بختنصر إلى بيت المقدس ، وظهر على بني إسرائيل ،
وخرّب بلادهم فلحقت طائفة من بني إسرائيل بقومس بن نقناس ملك مصر يومئذ لما يعلمون
من منعته ، فأرسل اليه بختنصر يأمره أن يردّهم إليه وإلّا غزاه ، فامتنع من ردّهم
وشتمه فغزاه بختنصر فأقام يقاتله سنة فظهر عليه بختنصر فقتله ، وسبى أهل مصر ، ولم
يترك بها أحدا ، وبقيت مصر خرابا أربعين سنة ، ليس بها أحد يجري نيلها في كل عام
ولا ينتفع به حتى خرّبها وخرّب قناطرها والجسور والشروع وجميع مصالحها إلى أن
دخلها أرميا النبي عليهالسلام ، فملكها وعمّرها ، وأعاد أهلها إليها.
وقيل : بل الذي
ردّهم إليها بختنصر بعد أربعين سنة فعمّروها وملّك عليها رجلا منهم ، فلم تزل مصر
منذ ذلك الوقت مقهورة.
__________________
.................................................................................................
__________________
ثم ظهرت الروم
وفارس على جميع الممالك والملوك الذين في وسط الأرض ، فقاتلت الروم أهل مصر ثلاثين
سنة وحاصروهم برّا وبحرا إلى أن صالحوهم على شيء يدفعونه إليهم في كل عام على أن
يمنعوهم ويكونوا في دمتهم. ثم ظهرت فارس على الروم وغلبوهم على الشام ، وألحّوا
على مصر بالقتال. ثم استقرّت الحال على خراج ضرب على مصر من فارس والرّوم في كل
عام ، وأقاموا على ذلك تسع سنين ، ثم غلبت الروم فارس وأخرجتهم من الشام وصار صلح
مصر كله خالصا للروم وذلك في عهد رسول الله في أيام الحديبية وظهور الإسلام.
وكان الروم قد
بنوا موضع الفسطاط الذي هو مدينة مصر اليوم حصنا سموه : قصر اليون ، وقصر الشام ،
وقصر الشمع. ولما غزا الرّوم عمرو بن العاص تحصّنوا بهذا الحصن ، وجرت لهم حروب
إلى أن فتحوا البلاد.
قال أمية :
ومصر كلها بأسرها واقعة من المعمورة في قسم الإقليم الثاني والإقليم الثالث معظمها
في الثالث.
وأما سكان أرض
مصر فأخلاط من الناس مختلفو الأصناف من قبط
__________________
.................................................................................................
__________________
وروم وعرب وبربر وأكراد وديلم وأرمن وحبشان وغير ذلك من الأصناف والأجناس ،
إلا أن جمهورهم قبط ، والسبب في اختلاطهم تداول المالكين لها والمتغلبين عليها من
العمالقة واليونانيين والروم والعرب وغيرهم ، فلهذا اختلطت أنسابهم واقتصروا من
الانتساب على ذكر مساقط رؤوسهم.
وكانوا قديما
عبّاد أصنام ومدبّري هياكل إلى أن ظهر دين النصرانية بمصر فتنصّروا وبقوا على ذلك
إلى أن فتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، فأسلم بعضهم وبقي البعض على دين النصرانية ، وغالب
مذهبهم يعاقبة .
قال : أما
اخلاقهم فالغالب عليها اتباع الشهوات والانهماك في اللذات والاشتغال بالتنزهات
والتصديق بالمحالات وضعف العزمات.
قالوا : ومن
عجائب مصر النّمس وليس يرى في غيرها ، وهو دويبة كأنها قديدة ، فإذا رأت الثعبان دنت منه ، فيتطوّى عليها ليأكلها
إذا صارت في فمه زفرت زفرة وانتفخت انتفاخا عظيما فينقدّ الثعبان من شدّته
__________________
.................................................................................................
__________________
قطعتين. ولو لا هذا النمس لأكلت الثعابين أهل مصر. وهي أنفع لأهل مصر من
القنافذ لأهل سجستان.
قال الجاحظ :
من عيوب مصر أن المطر مكروه بها ، قال الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي
يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ). يعني المصر ، وهم لرحمة الله كارهون ، وهو لهم غير
موافق ، ولا تزكو عليه زروعهم ، وفي ذلك يقول الشاعر :
يقولون مصر
أخصب الأرض كلها
|
|
فقلت لهم :
بغداد أخصب من مصر
|
وما خصب قوم
تجدب الأرض عندهم
|
|
بما فيه خصب
العالمين من القطر
|
إذا بشّروا
بالغيث ريعت قلوبهم
|
|
كما ريع في
الظلماء سرب القطا الكدر
|
قالوا : وكان
المقوقس قد تضمن مصر من هرقل بتسعة عشر ألف ألف دينار ، وكان يجيبها عشرين ألف ألف
دينار ، وجعلها عمرو بن العاص عشرة آلاف ألف دينار أول عام ، وفي العام الثاني
إثني عشر ألف ألف.
__________________
.................................................................................................
__________________
ولما وليها في
أيام معاوية جباها تسعة آلاف ألف دينار ، وجباها عبد الله بن أبي
سرح أربعة عشر ألف ألف دينار.
__________________
.................................................................................................
__________________
قال صاحب
الخراج : إن نيل مصر إذا رقي ستة عشر ذراعا وافى خراجها كما جرت عادته ، فإن زاد
ذراعا آخر زاد في خراجها مائة ألف دينار لما يروي من الأعالي ، فإن زاد ذراعا آخر
نقص من الخراج الأول مائة ألف دينار لما يستبحر من البطون.
قال كشاجم يصف مصر :
أما ترى مصر
كيف قد جمعت
|
|
بها صنوف
الرّياح في مجلس
|
السوسن الغضّ
والبنفسج ال
|
|
ورد وصنف
البهار والنرجس
|
كأنها الجنّة
التي جمعت
|
|
ما تشتهيه
العيون والأنفس
|
كأنما الأرض
ألبست حللا
|
|
من فاخر
العبقريّ والسّندس
|
وقال شاعر آخر
يهجو مصر :
مصر دار
الفاسقينا
|
|
تستفزّ
السّامعينا
|
__________________
.................................................................................................
__________________
فإذا شاهدت
شاهد
|
|
ت جنونا
ومجونا
|
وصفاعا
وضراطا
|
|
وبغاء وقرونا
|
وشيوخا ونساء
|
|
قد جعلن
الفسق دينا
|
فهي موت
الناسكينا
|
|
وحياة النا
.... ينا
|
وقال كاتب من
أهل البندنيجين يذمّ مصر :
هل غاية من
بعد مصر أجيئها
|
|
للرزق من قذف
المحل سحيق
|
لم يأل من
حطّت بمصر ركابه
|
|
للرزق من سبب
لديه وثيق
|
نادته من
أقصى البلاد بذكرها ،
|
|
وتغشّه من
بعد بالتعويق
|
كم قد جشمت
على المكاره دونها
|
|
من كل مشتبه
الفجاج عميق
|
وقطعت من
عافي الصّوى متخرقا
|
|
ما بين هيت
إلى مخاريم فيق
|
فعريش مصر
هناك فالفرما إلى
|
|
تنيّسها
ودميرة ودبيق
|
برّا وبحرا
قد سلكتهما إلى
|
|
فسطاطها
ومحلّ أيّ فريق
|
ورأيت أدنى
خيرها من طالب
|
|
أدنى لطالبها
من العيّوق
|
قلّت منافعها
فضجّ ولاتها
|
|
وشكا التّجار
بها كساد السوق
|
ما أن يرى
الغريب إذا رأى
|
|
شيئا سوى
الخيلاء والتبريق
|
قد فضّلوا
جهلا مقطّمهم على
|
|
بيت بمكة
للإله عتيق
|
لمصارع لم
يبق في أجدادهم
|
|
منهم صدى برّ
ولا صدّيق
|
إن همّ
فاعلهم فغير موفّق ،
|
|
أو قال
قائلهم فغير صدوق
|
شيع الضلال
وحزب كل منافق
|
|
ومضارع للبغي
والتنفيق
|
أخلاق فرعون
اللعينة فيهم ،
|
|
والقول بالتشبيه
والمخلوق
|
لو لا اعتزال
فيهم وترفّص
|
|
من عصبة
لدعوت بالتفريق
|
.................................................................................................
__________________
أما جميل فإنه
يقول :
إذا حلّت
بمصر وحلّ أهلي
|
|
بيثرب بين
أطام ولوب
|
مجاورة
بمسكنها تجيبا ،
|
|
وما هي حين
تسأل من مجيب
|
وأهوى الأرض
عندي حيث حلت
|
|
بجدب في
المنازل أو خصيب
|
مزارات مصر
ومشاهدها :
وبمصر من
المشاهد والمزارات الكثيرة جدا منها.
ـ في القاهرة :
مشهد به رأس الحسين بن علي عليهالسلام نقل إليها من عسقلان لما أخذ الفرنج عسقلان ، وهو خلف
دار المملكة يزار .
ـ وبظاهر
القاهرة مشهد صخرة موسى بن عمران عليهالسلام ، به أثر أصابع يقال إنها أصابعه ، فيه اختفى من فرعون
لما خافه.
ـ وبين مصر
والقاهرة قبّة يقال إنها قبر السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن
أبي طالب.
ـ ومشهد يقال
إن فيه قبر فاطمة بنت محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق.
ـ وقبر آمنة
بنت محمد الباقر.
ـ ومشهد فيه
قبر آسية بنت مزاحم زوجة فرعون.
__________________
.................................................................................................
__________________
ـ وبالقرافة
الصغرى قبر الإمام الشافعي رضياللهعنه.
ـ وعنده في
القبة قبر علي بن الحسين بن علي زين الدّين.
ـ وقبر الشيخ
أبي عبد الله لكيراني.
ـ وقبور أولاد
عبد الحكم من أصحاب الشافعي.
ـ وبالقرب منها
مشهد يقال إن فيه قبر علي بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق.
ـ وقبر آمنة
بنت موسى الكاظم في مشهد.
ـ ومشهد فيه
قبر يحيى بن الحسين بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
ـ وقبر أم عبد
الله بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق.
ـ وقبر عيسى بن
عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق.
ومشهد فيه قبر
كلثم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق.
ـ وعلى باب
الكورتين مشهد فيه مدفن رأس زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتل
بالكوفة وأحرق وحمل رأسه فطيف به الشام ، ثم حمل إلى مصر فدفن هناك.
ـ وعلى باب درب
الشعارين المسجد الذي باعوا فيه يوسف الصديق عليهالسلام.
__________________
.................................................................................................
__________________
وفيها كثير من
قبور الصحابة الكرام وأولادهم والتابعين مثل :
ـ عبد الله بن
حذيفة بن اليمان رضياللهعنه.
ـ ودحية الكلبي
رضياللهعنه.
ـ وعبد الله بن
سعد الأنصاري رضياللهعنه.
ـ وسارية بن
زنيم رضياللهعنه.
ـ وذو النون
المصري.
ـ وأبو مسلم
الخولاني.
ـ وعبد الله بن
عبد الرحمن الزهري.
ـ وورش المدني
وهو عثمان بن سعيد.
ـ وشقران بن
علي.
ـ وابن طباطبا.
ـ وقبور كثير
من الأنبياء والأولياء والصّدّيقين والشهداء ، ولو أردت حصرها لطال الشرح .
[ثمّ] : حرف عطف يفيد الترتيب مع التراخي (أي : المهملة) ،
يقال : جاء أحمد ثم بلال.
[الاحقاف] : يقول الله تعالى : (وَاذْكُرْ أَخا عادٍ
إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ
يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخافُ
عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
__________________
.................................................................................................
__________________
* الأحقاف :
جمع حقف من الرمل. والعرب تسمّي الرمل المعوجّ حقافا وأحقافا. والأحقاف المذكور في
القرآن الكريم : واد بين عمان وأرض مهرة.
عن ابن عباس
قال : الأحقاف رمل فيما بين عمان إلى حضرموت.
قال قتادة :
الأحقاف رمال مشرفة على البحر بالشّحر من أرض اليمن ، وهذه ثلاثة أقوال غير مختلفة
في المعنى.
وقال الضّحاك :
الأحقاف جبل بالشام.
وفي كتاب العين
: الأحقاف جبل محيط بالدنيا ، من زبرجدة خضراء تلهب يوم القيامة ، فيحشر
النّاس عليه من كل أفق ، وهذا وصف جبل قاف .
والصحيح ما
رويناه عن ابن عباس وإسحاق وقتادة : أنها رمال بأرض اليمن ، كانت عاد تنزلها ، ويشهد بصحة ذلك ما رواه أبو المنذر هشام بن
محمد ، عن أبي يحيى السجستاني ، عن مرّة بن عمر الابلي ، عن الأصبغ ابن نباتة قال
:
__________________
.................................................................................................
__________________
إنا لجلوس عند
علي بن أبي طالب ذات يوم في خلافة أبي بكر
__________________
.................................................................................................
__________________
الصديق رضياللهعنه ، إذ أقبل رجل من حضرموت ، لم أر قط رجلا أنكر منه ،
فاستشرفه الناس ، وراعهم منظره ، وأقبل مسرعا حتى وقف علينا ، وسلّم وجثا ، وكلّم
أدنى القوم منه مجلسا ، وقال :
ـ من عميدكم؟
ـ فأشاروا إلى
عليّ رضياللهعنه وقالوا : هذا ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعالم الناس ، والمأخوذ عنه ، فقام وقال :
__________________
.................................................................................................
__________________
اسمع كلامي ،
هداك الله في هاد
|
|
وأفرج بعلمك
عن ذي غلّة صاد
|
جاب التنائف
من وادي سكاك إلى
|
|
ذات الأماحل
في بطحاء أجياد
|
تلفّه
الدّمنة البوغاء ، معتمدا ،
|
|
إلى السّداد
وتعليم بإرشاد
|
سمعت بالدّين
، دين الحقّ جاء به
|
|
محمد ، وهو
قرم الحاضر البادي
|
فجئت منتقلا
من دين باغية
|
|
ومن عبادة
أوثان وأنداد
|
ومن ذبائح
أعياد مضللة ،
|
|
نسيكها غائب
ذو لوثة عاد
|
فادلل على
الفصد ، واجل الرّيب عن خلدي
|
|
بشرعة ذات إيضاح
وإرشاد
|
والمم بفضل ،
هداك الله عن شعثي ،
|
|
وأهدني إنّك
المشهور في النادي
|
__________________
.................................................................................................
__________________
إنّ الهداية
للإسلام نائبة
|
|
عن العمى ،
والتّقى من خير أزواد
|
وليس يفرج
ريب الكفر عن خلد
|
|
أفظّه الجهل
، إلّا حية الوادي
|
قال : فأعجب
عليا رضياللهعنه ، والجلساء شعره ، وقال له علي : لله درّك من رجل ، ما
أرصن شعرك! ممن أنت؟
قال : من
حضرموت.
فسرّ به عليّ
وشرح له الإسلام ، فأسلم على يديه ، ثم أتى به إلى أبي بكر رضياللهعنه ، فأسمعه الشعر ، فأعجبه.
ثم إنّ عليا رضياللهعنه سأله ذات يوم ونحن مجتمعون للحديث :
ـ أعالم أنت
بحضرموت؟
ـ قال : إذا
جهلتها لا أعرف غيرها.
قال له علي رضياللهعنه : أتعرف الأحقاف؟
قال الرجل :
كأنك تسأل عن قبر هود عليهالسلام؟
قال علي رضياللهعنه : لله درّك ما أخطأت!
__________________
.................................................................................................
__________________
قال : نعم خرجت
وأنا في عنفوان شبيبتي ، في أغيلمة من الحيّ ، ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد صيته فينا ،
وكثرة من يذكره منّا ، فسرنا في بلاد الأحقاف أياما ، ومعنا رجل قد عرف الموضع ،
فانتهينا إلى كثيب أحمر ، فيه كهوف كثيرة ، فمضى بنا الرجل إلى كهف منها ،
فدخلناه فأمعنّا فيه طويلا ، فانتهينا إلى حجرين ، قد أطبق أحدهما على الآخر ،
وفيه خلل يدخل منه الرجل النّحيف متجانفا ، فدخلته ، فرأيت رجلا على سرير شديد الأدمة ، طويل الوجه ، كثّ اللحية ، وقد يبس على سريره ، فإذا
مسست شيئا من بدنه أصبته صليبا ، لم يتغيّر ، ورأيت عند رأسه كتابا بالعربية :
أنا هود
النّبيّ الذي أسفت على عاد بكفرها ، وما كان لأمر الله من مردّ.
فقال لنا علي
بن أبي طالب رضياللهعنه : كذلك سمعته من أبي القاسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم .
__________________
٢
بكّه
يثرب
الجودي
طوى
بابل
عرم
سد الألى
وبكّة يثرب
الجودي ثمّ طوى
|
|
وبابل عرم
سدّ الألى خافوا
|
__________________
٢
[بكّة] : قال الله تعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ
وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ).
* بكّة : هي
مكّة بيت الله الحرام ، أبدلت الميم باء ، وقيل : بكة بطن مكة. وقيل : موضع البيت
المسجد ومكة وما وراءه. وقيل : البيت مكة ، وما ولاه بكة.
قال ابن الكلبي
: سمّيت مكة لأنها بين جبلين بمنزلة المكّوك.
وقال أبو عبيدة
: بكّة اسم لبطن مكة ، وذلك أنهم كانوا يتباكّون فيه.
وروى عن مغيرة
عن إبراهيم قال : مكة موضع البيت ، وبكة موضع القرية.
وقال عمرو بن
العاص : إنّما سميت بكة لأنها تبكّ أعناق الجبابرة.
وقال يحيى بن
أبي أنيسة : بكة موضع الكعبة والمسجد ، ومكة ذو طوى .
__________________
.................................................................................................
__________________
وقال أبو بكر
بن الأنباري : سميت مكة لأنها تمكّ الجبّارين أي تذهب نخوتهم.
ويقال : إنما
سميت مكة لازدحام الناس بها من قولهم :
قد امتكّ
الفصيل ضرع أمه إذا مصّه مصا شديدا.
وسميت بكة
لازدحام الناس بها ، قاله أبو عبيدة وأنشد :
إذا الشريب
أخذته أكّه
|
|
فخلّه حتى
يبكّ بكّه
|
ويقال : مكة
اسم المدينة وبكة اسم البيت.
وقال آخرون :
مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا : ما هذا بضربة لازب ولازم.
قال الشرقي بن
القطاميّ ، إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول : لا يتمّ حجّنا حتى
نأتي مكان الكعبة منمكّ فيه. أي نصفر صفير المكاء حول الكعبة ، وكانوا يصفرون
ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها.
قال أعرابي ورد
الحضر ، فرأى مكاء يصيح ، فحنّ إلى بلاده فقال :
ألا أيها
المكاء ما لك ههنا
|
|
ألاء ولا شيح
فأين تبيض
|
فاصعد إلى
أرض المكاكي واجتنب
|
|
قرى الشام لا
تصبح وأنت مريض
|
وقال قوم :
سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكوك .
__________________
.................................................................................................
__________________
أما قولهم :
إنما سميت مكة لازدحام الناس فيها. ويقال أيضا : سميت مكة لأنها عبّدت الناس فيها
فيأتونها من جميع الأطراف.
وقال آخرون :
سميت مكة لأنها لا يفجر بها أحد إلا بكّت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه. قال
بعضهم :
يا مكة
الفاجر مكي مكّا ،
|
|
ولا تمكي
مذحجا وعكّا
|
مكة في القرآن
الكريم :
سماها الله
تعالى أم القرى فقال : (وَلِتُنْذِرَ أُمَّ
الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها).
وسماها الله
تعالى البلد الأمين في قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ
* وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ). وقال تعالى : (وَالتِّينِ
وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ). وقال تعالى على لسان إبراهيم عليهالسلام : (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا
الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ).
وسماها الله
تعالى البيت العتيق لقوله تعالى : (وَلْيَطَّوَّفُوا
بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).
وسماها الله
تعالى البيت المحرم. فيقول على لسان إبراهيم عليه
__________________
.................................................................................................
__________________
السلام : (رَبَّنا إِنِّي
أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ
الْمُحَرَّمِ).
ولما خرج رسول
الله صلىاللهعليهوسلم من مكة وقف على الحزورة وقال : «إنّي لأعلم أنّك أحبّ البلاد إليّ وأنك أحب أرض
الله إلى الله ، ولو لا المشركين أخرجوني منك ما خرجت» .
وقالت السيدة
عائشة رضياللهعنها : لو لا الهجرة لسكنت مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب
إلى الأرض منها بمكة ، ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة.
وقال ابن أم
مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يطوف :
يا حبّذا مكة
من وادي
|
|
أرض بها أهلي
وعوّادي
|
أرض ترسّخ
بها أوتادي
|
|
أرض بها أمشي
بلا هادي
|
ولما قدم رسول
الله صلىاللهعليهوسلم المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته
الحمّى يقول :
كلّ امرىء
مصبّح في أهله ،
|
|
والموت أدنى
من شراك نعله
|
__________________
.................................................................................................
__________________
وكان بلال بن
رباح رضياللهعنه إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال :
ألا ليت شعري
هل أبيتنّ ليلة
|
|
بفخّ وعندي
إذخر وجليل؟
|
وهل أردن
يوما مياه مجنّة
|
|
وهل يبدون لي
شامة وطفيل؟
|
ووقف رسول الله
عام الفتح على جمرة العقبة وقال : والله إنك لخير أرض ، وإنك لأحب أرض الله إليّ ،
ولو لم أخرج ما خرجت ، إنها لم تحل لأحد كان قبلي ، ولا تحلّ لأحد كان بعدي ، وما
احلّت لي إلّا سّاعة من نهار ، ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ، ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد ، فقال رجل : يا
رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلا الأذخر ، فإنه لبيوتنا وقبورنا.
فقال صلىاللهعليهوسلم : «إلا الأذخر» .
وقال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : «من صبر على حرّ مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة
عام ، وتقرّبت منه الجنة مائتي عام» .
__________________
.................................................................................................
__________________
ومن فضائل مكة
أنه من دخلها كان آمنا ، ومن أحدث في غيرها من البلدان حدثا ثم لجأ إليها فهو آمن
، ومن أحدث فيها حدثا أخذ بحدثه.
ومن شرفها أنها
كانت لقاحا لا تدين لدين الملوك ، ولم يؤدّ أهلها إتاوة ، ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان ، تحجّ إليها ملوك
حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحمس من قريش ، ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضا
وشرفا عندهم عظيما. وكان أهلها آمنين يغزون الناس ولا يغزون ، ويسبون ولا يسبون ، ولم
تسب قرشية قط فتوضأ قهرا ، ولا يجال عليها السّهام. وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء
فقال بعضهم :
أبوا دين
الملوك فهم لقاح
|
|
إذا هيجوا
إلى حرب أجابوا
|
وقال الزبرقان
بن بدر لرجل من بني عوف كان قد هجا أبا جهل
__________________
.................................................................................................
__________________
وتناول قريشا :
أتدري من
هجوت أبا حبيب
|
|
سليل خضارم
سكنوا البطاحا
|
أزاد الركب
تذكر أم هشاما
|
|
وبيت الله
والبلد اللّقاحا؟
|
وقال حرب بن
أميّة ودعا الحضرمي إلى نزول مكة وكان
__________________
.................................................................................................
__________________
الحضرمي قد حالف بني نفّاثة وهم حلفاء حرب بن أمية ، وأراد الحضرمي أن ينزل
خارجا من الحرم ، وكان يكنّى أبا مطر فقال حرب :
أبا مطر هلمّ
إلى الصلاح
|
|
فيكفيك
النّدامى من قريش
|
وتنزل بلدة
عزّت قديما ،
|
|
وتأمن أن
يزورك ربّ جيش
|
فتأمن وسطهم
وتعيش فيهم ،
|
|
أبا مطر هديت
، بخير عيش
|
ألا ترى كيف
يؤمّنه إذا كان بمكة؟
ومما زاد في
فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من
شريعة إبراهيم عليهالسلام ، ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن يوقره دين ولا
يزينه أدب ، وكانوا يختنون أولادهم ، ويحجون البيت ، ويقيمون المناسك ويكفنون
موتاهم ، ويغتسلون من الجنابة ، وتبرأوا من الهربذة ، وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت
الأخت غيرة وبعدا من المجوسية ، ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم ، وكانوا
يتزوجون بالصّداق والشهود ، ويطلقون ثلاثا ، ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله
رجل عن طلاق العرب فقال :
كان الرجل يطلق
امرأته تطليقة ، ثم هو أحقّ بها ، فإن طلقها اثنتين فهو أحق بها أيضا ، فإن طلقها
ثلاثا فلا سبيل له إليها ، ولذلك قال الأعشى .
__________________
.................................................................................................
__________________
أيا جارتي
بيني فإنك طالقه
|
|
كذاك أمور
الناس غاد وطارقه
|
وبيني فقد
فارقت غير ذميمة
|
|
وموموقة منّا
كما أنت وامقه
|
وبيني فإنّ
البين خير من العصا
|
|
وأن لا تري
لي فوق رأسك بارقه
|
ومما زاد في
شرفهم أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاؤوا ، ولا شرط عليهم في ذلك ، ولا
يزوجون أحدا حتى يشرطوا عليه في ذلك بأن يكون متحمسا على دينهم ، يدين لهم ،
وينتقل إليهم.
كذلك كلّفوا
العرب أن تفيض من مزدلفة ، وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان الملك في جرهم وخزاعة وصدرا من أيام قريش ،
__________________
.................................................................................................
__________________
فلو لا أنهم أمنع حيّ من العرب لما أقرّتهم العرب على هذا العزّ والإمارة
مع نخوة العرب في إبائها ، كما أجلى قصيّ خزاعة وخزاعة جرهما ، فلم تكن عيشتهم عيشة العرب ،
يأكلون الحشرات ، وهم الذين هشموا الثّريد حتى قال فيهم الشاعر :
عمرو العلى
هشّم الثريد لقومه ،
|
|
ورجال مكة
مسنتون عجاف
|
__________________
.................................................................................................
__________________
وهذا عبد الله
بن جدعان التيمي يطعم الرّغو والعسل والسّمن ولبّ البرّ حتى قال فيه أمية بن أبي
الصلت :
له داع بمكة
مشمعلّ
|
|
وآخر فوق
دارته ينادي
|
إلى ردح من
الشّيزى ملاء
|
|
لباب البرّ
يلبك بالشّهاد
|
وأول من عمل
الحريرة سويد بن هرميّ ، ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم :
وعلمتم أكل
الحريرة وأنتم
|
|
أعلى عداة
الدّهر جدّ صلاب
|
__________________
.................................................................................................
__________________
وفضائل قريش
كثيرة ، ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويطوفون ،
فإذا أرادوا الانصراف أخذ الرجل منهم حجرا من حجارة الحرم ، فنحته على صورة أصنام
البيت فيحض به في طريقه ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلّون له تشبيها
له بأصنام البيت ، وأفض بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأخذون الحجر من الحرم
فيعبدونه ، فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة.
قال أهل
الإتقان من أهل السّير : إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه اسماعيل عليهماالسلام ، إلى مكة ، جاءت جرّهم وقطوراء وهما قبيلتان من اليمن
وهما ابنا عمّ ، وهما جرهم بن عامر بن سبأ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن
سام بن نوح عليهالسلام.
فرأيا بلدا ذا
ماء وشجر فنزلا ، ونكح اسماعيل في جرهم ، فلما توفي ولي البيت بعده نابت بن
إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاء
الله أن يليه.
ثم تنافست جرهم
وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض بن عمرو ، وخرجت قطوراء من
أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السّميدع ، فالتقوا بفاضح واقتتلوا
__________________
.................................................................................................
__________________
قتالا شديدا ، فقتل السميدع ، وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا ، لأن
قطوراء افتضحت فيه ، وسميت أجيادا أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل ، وسميت
قيقعان لقعقعة السلاح ، ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي الطابخ.
قالوا : ونشر
الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم
بدينهم ، ثم إن جرهما بغوا بمكة ، فاستحلّوا حراما من الحرمة ، فظلموا من دخلها ،
وأكلوا مال الكعبة ، وكانت مكة تسمى النّسّاسة لا تقرّ ظلما ولا بغيا ولا يبغي
فيها أحد على أحد إلا أخرجته. فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة
حلولا حول مكة ، فآذنوهم بالقتال ، فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر
يقول :
لا هم إنّ
جرهما عبادك ،
|
|
الناس طرف
وهم تلادك
|
فغلبتهم خزاعة
على مكة ونفتهم عنها ، ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر :
كأن لم يكن
بين الحجون إلى الصفا
|
|
أنيس ولم
يسمر بمكة سامر
|
ولم يتربّع
واسطا مجنوا به
|
|
إلى السرّ من
وادي الأراكة حاضر
|
بلى ، نحن
كنّا أهلها فأبادنا
|
|
صروف الليالي
الجدود العواثر
|
وأبدلنا ربي
بها دار غربة
|
|
بها الجوع
باد والعدوّ المحاصر
|
وكنا ولاة
البيت من بعد نابت
|
|
نطوف بباب
البيت والخير ظاهر
|
__________________
.................................................................................................
__________________
فأخرجنا منها
المليك بقدرة ،
|
|
كذلك ما
بالناس تجري المقادر
|
نصرنا
أحاديثا وكنا بغبطة
|
|
كذلك عضتنا
السنون الغوابر
|
وبدّلنا كعب
بها دار غربة
|
|
بها الذئب
يعوي والعدوّ المكاثر
|
فسحّت دموع
العين تجري ليلدة
|
|
بها حرم أمن
وفيها المشاعر
|
ثم وليت خزاعة
البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر ، حتى كان آخرهم حليل بن حبشية بن
سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي ، وقريش
إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم وبيوتات متفرقة حوالي الحرم ، إلى أن أدرك قصي بن كلاب
بن مرة وتزوج حبّى بنت حليل بن حبشية ، وولدت له بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه
، ثم هلك حليل بن حبشية ، وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت ، وأشرك معه
غبشان الملكاني ، فيقال إن قصيا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت منه بدنّ
خمر ، وأشهد عليه وأخرجه من البيت ، وتملّك حجابته ، وصار ربّ الحكم فيه.
فقصيّ أول من
أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل ، وذلك في أيام المنذر بن النعمان على الحيرة
، والملك لبهرام جور في الفرس ، فجعل قصي مكة أرباعا ، وبنى بها دار النّدّوة فلا
تزوج امرأة إلا في دار الندوة ، ولا يعقد لواء ، ولا يعذر غلام ، ولا تدرّع جارية
إلا فيها ، وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر ، فكانت قريش تؤدي
الرفادة إلى قصي. وهو
__________________
.................................................................................................
__________________
خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم
، وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة ،
وفيهم يقول الشاعر :
ولا يريمون
في التعريف موقعهم
|
|
حتى يقال
أجيزوا آل صوفانا
|
ثم أخذتها منهم
خزاعة ، وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان ، وصارت
إلى رجل منهم يقال له أبو سيّارة أحد بني سعد بن وابش بن زيد بن علوان وله يقول
الراجز :
خلوا السبيل
عن أبي سيّاره
|
|
وعن مواليه
بني فزاره
|
حتى يجيز
سالما وجماره
|
|
مستقبل الكعبة
يدعو جاره
|
وكانت صورة
الإجازة أن يتقدّمهم أبو سيّارة على حماره ثم يخطبهم فيقول :
اللهم أصلح بين
نسائنا ، وعاد بين رعائنا ، واجعل المال في سمحائنا ، وأوفوا بعهودكم ، وأكرموا
جاركم ، وأقرّوا ضيفكم ، ثم يقول : اشرق ثبير كيما نغير. ثم ينفذ ويتبعه الناس.
فلما قوي قصي
أتى أبا سيارة وقومه فمنعه من الإجازة ، وقاتلهم عليها ، فهزمهم وصار إلى قصيّ
البيت ، والرّفادة ، والسقاية ، والندوة ، واللواء.
ولما كبر قصيّ
ورقّ عظمه ، جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار لأنه أكبر ولده ، وهلك قصيّ وبقيت قريش على ذلك زمانا ،
ثم إن
__________________
.................................................................................................
__________________
عبد مناف رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلّهم على أنهم
أحق من عبد الدار بالأمر ، فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم ، وهمّوا بالقتال ، فمشى
أكابرهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة ، وأن تكون
الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار ، وتعاقدوا على ذلك حلفا مؤكدا لا ينقضونه
ما بلّ بحر صوفة.
فأخرجت بنو عبد
مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر ، وأسد بن عبد العزّى ، وزهرة بن كلاب ، وتيم بن مرّة ،
__________________
.................................................................................................
__________________
جفنة مملوءة طيبا وغمسوا فيها بأيديهم ومسحوا بها الكعبة
توكيدا على أنفسهم فسمّوا المطيبين ، وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم : مخزوم
بن يقظة ، وجمح ، وسهم ، وعدي بن كعب جفنة مملوءة دما وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة
، فسموا الأحلاف ولعقة الدم ، ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، والباقون من المطّيبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاء
الإسلام وقريش على ذلك ، حتى فتح النبي صلىاللهعليهوسلم مكة سنة ثمان للهجرة ، فأقرّ المفتاح في يد عثمان بن
طلحة بن أبي طلحة بن
__________________
.................................................................................................
__________________
عبد العزّى بن
عثمان بن عبد الدار ! وكان النبي صلىاللهعليهوسلم ، أخذ المفاتيح منه عام الفتح ، فأنزلت : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ
تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها).
فاستدعاه وردّ
المفاتيح إليه ، وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن .
__________________
.................................................................................................
__________________
[يثرب] : قال الله تعالى : (وَإِذْ قالَتْ
طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا
وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ
وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً).
* يثرب : قال
أبو القاسم الزجاجي : يثرب مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم سميت بذلك لأن أول من سكنها عند التفرق يثرب بن قانية
بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح عليهالسلام ، فلما نزلها رسول الله صلىاللهعليهوسلم سمّاها طيبة وطابة كراهية للتثريب ، وسميت مدينة الرسول
لنزوله بها.
قال : ولو
تكلّف متكلّف أن يقول في يثرب إنه يفعل من قولهم : لا تثريب عليكم اليوم أي لا
تعيير ولا عيب كما قال الله يعالى : (لا تَثْرِيبَ
عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ).
قال المفسرون
وأهل الّلغة : معناه لا تعيير عليكم بما صنعتم.
ويقال : أصل
التثريب الإفساد.
ويقال : ثرب
علينا فلان. وفي الحديث :
«إذا زنت أمة
أحدكم فليجلدها ولا يثرب» ، أي لا يعير بالزنا.
ثم اختلفوا
فقيل : إنّ يثرب للناحية التي منها مدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم.
وقال آخرون :
بل يثرب ناحية من مدينة النبي صلىاللهعليهوسلم.
__________________
.................................................................................................
__________________
ولما حملت
نائلة بنت الفرافصة إلى عثمان بن عفان رضي الله
__________________
.................................................................................................
__________________
سنه من الكوفة قالت تخاطب أخاها :
أحقا تراه
اليوم يا ضبّ أنني
|
|
مصاحبة نحو
المدينة اركبا؟
|
كان في فتيان
حصن بن ضمضم
|
|
لك الويل ما
يجري الخباء المحجّبا
|
قضى الله حقا
أن تموتي غريبة
|
|
بيثرب لا
تلقين أمّا ولا أبا
|
قال ابن عباس رضياللهعنه : من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله ثلاثا ، إنما هي
طيبة.
وقال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : «اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إليّ
__________________
.................................................................................................
__________________
فأسكني أحب أرضك إليك ». فأسكنه المدينة .
أسماء
المدينة : للمدينة
المنورة تسعة وعشرون إسما هي :
١
ـ المدينة
|
٢ ـ طيبة
|
٣ ـ طابة
|
٤
ـ المسكينة
|
٥ ـ العذراء
|
٦ ـ الجابرة
|
٧
ـ المحبة
|
٨ ـ المحببة
|
٩ ـ المحبورة
|
١٠
ـ يثرب
|
١١ ـ الناجية
|
١٢ ـ الموفية
|
١٣
ـ أكّالة البلدان
|
١٤ ـ المباركة
|
١٥ ـ المحفوفة
|
١٦
ـ المسلمة
|
١٧ ـ المجنة
|
١٨ ـ القدسية
|
١٩
ـ العاصمة
|
٢٠ ـ المرزوقة
|
٢١ ـ الشافية
|
٢٢
ـ الخبيرة
|
٢٣ ـ المحبوبة
|
٢٤ ـ المرحومة
|
٢٥
ـ جابرة
|
٢٦ ـ المختارة
|
٢٧ ـ المحرمة
|
٢٨
ـ القاصمة
|
٢٩ ـ طبابة.
|
|
وروي في قول
النبي صلىاللهعليهوسلم : (رَبِّ أَدْخِلْنِي
مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ). قالوا : المدينة ومكة.
__________________
.................................................................................................
__________________
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من صبر على أوار المدينة وحرّها كنت له شفيعا شهيدا» .
وقال صلىاللهعليهوسلم : «من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل ، فإنه من
مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة» .
وعن عبد الله
بن الطّفيل قال : لما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة وثب على أصحابه وباء شديد ، حتى أهمدتهم الحمّى
فما كان يصلّي مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا اليسير منهم ، فدعا لهم وقال : «اللهم حبّب إلينا
المدينة كما حببت مكة واجعل ما كان بها من وباء بخمّ» . وفي رواية أخرى قال صلىاللهعليهوسلم : «اللهم حبّب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة وأشدّ
وصححها وبارك لنا في صاعها ومدّها وانقل حمّاها إلى الجحفة ».
__________________
.................................................................................................
__________________
وروي عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال عن بيوت السّقيا : «اللهم إن إبراهيم عبدك
وخليلك ونبيّك ورسولك دعاك لأهل مكة ، وإن محمدا عبدك ونبيك ورسولك يدعوك لأهل
المدينة بمثل ما دعاك إبراهيم أن تبارك في صاعهم ومدّهم وثمارهم ، اللهم حبب إلينا
المدينة كما حببت إلينا مكة ، واجعل ما بها من وباء بخم ، اللهم إني قد حرّمت ما
بين لا بثيها كما حرّم إبراهيم خليلك» .
وحرّم رسول
الله صلىاللهعليهوسلم شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية ، ورخّص في الهش وفي متاع الناضح ، ونهى عن الخبط وأن يعضد ويهصر .
وكان أول من
زرع بالمدينة واتخذ بها النخل وعمّر بها الدور
__________________
.................................................................................................
__________________
والأطام ، واتخذها الضياع العماليق ، ونزلت اليهود بعدهم الحجاز ، وكانت العماليق ممن
انبسط في البلاد ، فأخذوا ما بين البحرين وعمان والحجاز كله إلى الشام ومصر ،
فجبابرة الشام ، وفراعنة مصر منهم.
وكان منهم
بالبحرين وعمان أمّة يسمون جاسم ، وكان ساكنوا المدينة منهم بنو هفّ ، وسعد بن
هفّان ، وبنو مطرويل ، وكان بنجد منهم بنو بديل بن راحل ، وأهل تيماء ونواحيها. وكان ملك الحجاز الأرقم بن أبي الأرقم .
وكان سبب نزول
اليهود بالمدينة وأعراضها : أن موسى بن عمران عليهالسلام ، بعث إلى الكنعانيين حين أظهره الله تعالى على فرعون ،
فوطىء الشام ، وأهلك من كان بها منهم ، ثم بعث بعثا آخر إلى الحجاز إلى العماليق ،
وأمرهم أن لا يستبقوا أحدا ممن بلغ الحلم إلّا من دخل في دينه ، فقدموا عليهم
فقاتلوهم ، فأظهرهم الله عليهم فقتلوهم وقتلوا ملكهم الأرقم ، وأسروا ابنا له شابا
جميلا كأحسن من رأى في زمانه ، فضنّوا به عن القتل وقالوا :
__________________
.................................................................................................
__________________
نستبقيه حتى
نقدم به على موسى فيرى فيه رأيه ، فأقبلوا وهو معهم وقبض الله موسى قبل قدومهم.
فلما قربوا وسمع بنو إسرائيل بذلك تلقوهم وسألوهم عن أخبارهم ، فأخبروهم بما فتح
الله عليهم.
قالوا : فما
هذا الفتى الذي معكم؟ فأخبروهم بقصته.
فقالوا : إن
هذه معصية منكم لمخالفتكم أمر نبيكم ، والله لا دخلتم علينا بلادنا.
فحالوا بينهم
وبين الشام ، فقال ذلك الجيش : ما بلد إذ منعتم بلدكم خير لكم من البلد الذي
فتحتموه ، وقتلتم أهله فارجعوا إليه ، فعادوا إليها فأقاموا بها ، فهذا كان أول
سكنى اليهود الحجاز والمدينة. ثم لحق بهم بعد ذلك بنو الكاهن بن هارون عليهالسلام ، وزعمت بنو قريظة أنهم مكثوا كذلك زمانا ، ثم أن الروم ظهروا على الشام ،
فقتلوا من بني إسرائيل خلقا كثيرا ، فخرج بنو قريظة والنضير وهدل هاربين من الشام يريدون الحجاز الذي فيه بنو
إسرائيل ليسكنوا معهم ، فلما فصلوا من الشام ، وجّه ملك الروم في طلبهم من يردّهم
، فأعجزوا رسله وفاتوهم ، وانتهى الروم إلى ثمد ،
__________________
.................................................................................................
__________________
فماتوا عنده عطشا ، فسمي ذلك الموضع ثمد الروم فهو معروف بذلك إلى اليوم.
روى ياقوت في
معجم البلدان قال : كان ملك بني إسرائيل يقال له الفيطوان ، اليهود والأوس والخزرج يدينون له ، وكانت له فيهم
سنّة ألّا تزوّج امرأة منهم إلا أدخلت عليه قبل زوجها حتى يكون هو الذي يفتضّها ،
إلى أن زوّجت أخت لمالك بن العجلان بن زيد السالمي الخزرجي ، فلما كانت الليلة
التي تهدى فيها إلى زوجها خرجت على مجلس قومها كاشفة عن ساقيها وأخوها مالك في
المجلس ، فقال لها :
ـ قد جئت بسوءة
بخروجك على قومك وقد كشفت عن ساقيك.
قالت : الذي
يراد بي الليلة أعظم من ذلك لأنني أدخل على غير زوجي.
ثم دخلت إلى
منزلها فدخل أخوها وقد أرمضه قولها فقال لها :
ـ هل عندك من
خير؟
ـ قالت : نعم ،
فماذا؟
__________________
وقال الفراء :
.................................................................................................
__________________
ـ قال أدخل معك
في جملة النساء على الفيطوان ، فإذا خرجن من عندك ودخل عليك ضربته بالسيف حتى
يبرد.
قالت : افعل!
فتزيّا بزيّ
النساء ، معها ، فلما خرج النساء من عندها دخل الفيطوان عليها ، فشدّ عليه مالك بن
العجلان بالسيف وضربه حتى قتله وخرج هاربا حتى قدم الشام ، فدخل على ملك من ملوك
غسّان يقال له أبو جبيلة ، فعاهده أبو جبيلة أن لا يقرب امرأة ولا يمسّ طيبا ولا
يشرب خمرا حتى يسير إلى المدينة ويذلّ من بها من اليهود ، وأقبل سائرا من الشام في
جمع كثير مظهرا أنه يريد اليمن حتى قدم المدينة ونزل بذي حرض . ثم أرسل إلى الأوس والخزرج أنه على المكر باليهود عازم
على قتل رؤسائهم ، وأنه يخشى متى علموا بذلك أن يتحصّنوا في آطامهم وأمرهم بكتمان ما أسرّه إليهم.
ثم أرسل إلى
وجوه اليهود أن يحضروا طعامه ليحسن إليهم ويصلهم ، فأتاه وجوههم وأشرافهم ومع كل
واحد منهم خاصته وحشمه. فلما تكاملوا أدخلهم في خيامه ثم قتلهم عن آخرهم ، فصارت
الأوس والخزرج من يومئذ أعزّ أهل المدينة ، وقمعوا اليهود ، وسار ذكرهم ، وصار لهم
الأموال والآطام ،
__________________
.................................................................................................
__________________
فقال الرمق بن زيد بن غنم بن سالم بن مالك بن سالم بن عوف بن الخزرج يمدح
أبا جبيلة :
لم يقض دينك
مل حسا
|
|
ن وقد غنيت
وقد غنينا
|
الراشقات
المرشقا
|
|
ت الجازيات
بما جزينا
|
أشباه غزلان
الصّرا
|
|
ئم يأتزرن
ويرتدينا
|
الرّيط والديباج
وال
|
|
حلي المضاعف
والبرينا
|
وأبو جبيلة
خير من
|
|
يمشي وأوفاهم
يمينا
|
وأبرّهم برّا
وأع
|
|
لمهم بفضل
الصالحينا
|
أبقت لنا
الأيّام وال
|
|
حرب المهمّة
يعترينا
|
كبشا له زرّ
يف
|
|
ل متونها
الذّكر السّنينا
|
ومعاقلا شمّا
وأس
|
|
يافا يقمن
وينحنينا
|
ومحلّة زوراء
تج
|
|
حف بالرجال
الظالمينا
|
ولعنت اليهود
مالك بن العجلان في كنائسهم وبيوت عبادتهم ، فبلغه ذلك فقال :
تحايا اليهود
بتلعانها
|
|
تحايا الحمير
بأبوالها
|
وماذا عليّ
بأن يغضبوا
|
|
وتأتي
المنايا بأذلالها!
|
وقالت سارة
القرظية ترثي من قتل من قومها :
بأهلي رمّة
لم تغن شيئا
|
|
بذي حرض
تعفّيها الرياح
|
__________________
.................................................................................................
__________________
كهول من بني
قريظة أتلفتهم
|
|
سيوف
الخزرجية والرماح
|
ولو أذنوا
بأمرهم لحالت
|
|
هنالك دونهم
حرب رداح
|
ثم انصرف أبو
جبيلة راجعا إلى الشام وقد ذلّل الحجاز والمدينة للأوس والخزرج ، فعندها تفرّقوا
في عالية المدينة وسافلتها ، فكان منهم من جاء إلى القرى العامرة ، فأقام مع أهلها
قاهرا لهم ، ومنهم من جاء إلى عفا من الأرض لا ساكن فيه فبنى فيه ونزل ، ثم اتخذوا
بعد ذلك القصور والأموال والآطام ، فلما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم من مكة إلى المدينة مهاجرا ، أقطع الناس الدور والرباع
، فخطّ لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد فكان لعبد الرّحمن بن عوف الحصن المعروف به ، وجعل لعبد الله وعتبة ابني
__________________
.................................................................................................
__________________
مسعود الهذليّين الخطة المشهورة بهم عند المسجد ، وأقطع
الزبير العوام بقيعا واسعا ، وجعل لطلحة بن عبيد الله موضع دوره ، ولأبي
__________________
.................................................................................................
__________________
بكر رضياللهعنه موضع داره عند المسجد ، وأقطع كل واحد من عثمان بن عفان
وخالد بن الوليد ،
__________________
.................................................................................................
__________________
وغرهم
مواضع دورهم ، فكان رسول الله قطع لأصحابه هذه
القطائع ، الله صلىاللهعليهوسلم يقطع لأصحابه هذه القطائع ،
__________________
.................................................................................................
__________________
فما كان في عفاء من الأرض ، فإنه اقطعهم إياه ، وما كان من الخطط
المسكونة العامرة فإن الأنصار وهبوه له ، فكان يقطع من ذلك ما شاء ، وكان أول من
وهب له خططه ومنازله حارثة بن النعمان فوهب له ذلك وأقطعه ، وأما مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم فقال ابن عمر :
كان بناء
المسجد على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وسقفه جريد ، وعمده خشب النخل ، فلم يزد فيه أبو بكر
شيئا ، فزاد فيه عمر وبناه على ما كان من بنائه ، ثم غيّره عثمان وبناه بالحجارة
المنقوشة والقصّة ، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه ساجا وزاد فيه ، وكان لما بناه رسول الله صلىاللهعليهوسلم جعل له بابين شارعين ، باب عائشة ، والباب الذي يقال له
: باب عاتكة ، وبابا في مؤخر المسجد يقال له : باب مليكة ، وبنى بيوتا إلى جنبه
باللبن وسقفها بجذوع النخل. وكان طول المسجد مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع ،
فلما ولي عمر بن عبد العزيز زاد في القبلة من موضع المقصورة اليوم.
ولما ولي
الوليد بن عبد الملك واستعمل عمر بن عبد العزيز على المدينة أمره بهدم المسجد
وبنائه. وكتب الوليد بن عبد الملك إلى ملك الروم يطلب منه عمالا ، وأعلمه أنه يريد
عمارة مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم. فبعث إليه أربعين رجلا من الروم وأربعين من القفط ، ووجه إليه أربعين ألف مثقال ذهبا
__________________
.................................................................................................
__________________
وأحمالا من الفسيفساء .
قال صالح بن
كيسان : ابتدأت بهدم المسجد في صفر سنة ٨٧ ه وفرغت منه لانسلاخ سنة ٨٩ ، فكانت
مدة عمله ثلاث سنوات.
وأخبار مدينة
رسول الله صلىاللهعليهوسلم كثيرة جدا .
* * *
[الجودي] : يقول الله تعالى : (وَقِيلَ يا أَرْضُ
ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ
وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
* الجودي : هو
جبل مطل على جزيرة ابن عمر في الجانب الشرقي من دجلة من أعمال الموصل ، عليه استوت
سفينة نوح عليهالسلام ، لما نضب الماء.
وفي التوراة :
أمر الله عزوجل نوحا عليهالسلام أن يعمل سفينة طولها ثلاثمائة ذراعا ، وكانت من خشب
الشمشاد مقيّرة بالقار .
__________________
وجاء الطوفان
في السنة ستمائة من عمر نوح عليهالسلام ، في الشهر الثاني من اليوم السابع عشر منه ، وأقام
المطر أربعين يوما وأربعين ليلة ، وأقام الماء على الأرض مائة وخمسين يوما ،
واستقرّت السفينة على الجوديّ في الشهر السابع في اليوم السابع منه.
ولما كان في
سنة إحدى وستمائة من عمر نوح في اليوم الأول خفّ الماء من الأرض ، وفي الشهر
الثاني في اليوم السابع والعشرين منه جفّت الأرض. وخرج نوح ومن معه من السفينة ،
وبنى مسجدا.
ومسجد نوح عليهالسلام موجود الآن بالجودي .
* * *
[طوى] : قال الله تعالى : (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً).
وقال الله
تعالى : (إِذْ ناداهُ رَبُّهُ
بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً).
* طوى : اسم
أعجمي للوادي المذكور في القرآن الكريم ، وهو موضع بالشام عند الطور. يقال له :
طوى وطوى. قال عدي بن زيد :
أعاذل! إن
اللوم في غير كنهه
|
|
عليّ طوى من
غيّك المتردد
|
* * *
__________________
.................................................................................................
__________________
[بابل] : يقول الله تعالى : (وَاتَّبَعُوا ما
تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ
الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى
الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى
يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ
أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ
وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ
وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ).
* بابل : اسم
ناحية منها الكوفة والحلّة ، ينسب إليها السّحر والخمر ، قال المفسرون في قوله
تعالى : (وَما أُنْزِلَ عَلَى
الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ) قيل : بابل العراق ، وقيل بابل دنياوند ، وقال أبو
الحسن : بابل الكوفة ، وقال أبو معشر : الكلدانيون هم الذين كانوا ينزلون بابل في
الزمن الأول.
ويقال : إن أول
من سكنها نوح عليهالسلام ، وهو أول من عمّرها ، وكان قد نزلها بعقب الطوفان ،
فسار هو ومن خرج معه من السفينة إليها لطلب الدّفء ، فأقاموا بها ، وتناسلوا فيها
، وكثروا من بعد نوح ، وملّكوا عليهم ملوكا ، وابتنوا بها المدائن ، واتصلت
مساكنهم بدجلة والفرات ، إلى أن بلغوا من دجلة إلى أسفل كسكر ، ومن الفرات إلى ما
وراء الكوفة ، وموضعهم هو الذي يقال له السواد ، وكانت ملوكهم تنزل بابل ، وكان
الكلدانيون جنودهم ،
__________________
.................................................................................................
__________________
فلم تزل مملكتهم قائمة إلى أن قتل دارا آخر ملوكهم ، ثم قتل منهم خلق كثير
، فذلوا وانقطع ملكهم.
وقال يزدجرد بن
مهبندار : تقول العجم : إن الضحاك الملك الذي كان له بزعمهم ثلاثة أفواه وست أعين
، بنى مدينة بابل العظيمة ، وكان ملكه ألف سنة إلا يوما واحدا ونصفا ، وهو الذي
أسره أفريدون الملك وصيّره في جبل دنياوند ، واليوم الذي أسره فيه يعده المجوس
عيدا ، وهو المهرجان.
قال : فأما
الملوك الأوائل أعني ملوك النبط وفرعون إبراهيم كانوا نزلا ببابل ، وكذلك بخت نصّر ، الذي يزعم
أهل السّير أنه ممن ملك الأرض بأسرها ، انصرف بعدما أحدث ببني إسرائيل ما أحدث إلى
بابل فسكنها.
قال أبو المنذر
هشام بن محمد : إن مدينة بابل كانت إثني عشر فرسخا في مثل ذلك ، وكان بابها مما
يلي الكوفة ، وكان الفرات يجري ببابل حتى صرفه بخت نصّر إلى موضعه الآن مخافة أن
يهدم عليه سور المدينة ، لأنه كان يجري معه.
__________________
.................................................................................................
__________________
قال : ومدينة
بابل بناها بيوراسب الجبار ، واشتق اسمها من اسم المشتري ، لأن بابل باللسان
البابلي الأول اسم للمشتري ، ولما استتمّ بناؤها جمع إليها كل من قدر عليه العلماء
وبنى لهم إثني عشر قصرا ، على عدد البروج ، وسماها بأسمائهم ، فلم تزل عامرة حتى
كان الإسكندر ، وهو الذي خربها.
حدّث أبو بكر
أحمد بن مروان المالكي الدينوري في كتاب المجالس من تصنيفه : حدثنا إسماعيل بن
يونس ومحمد بن مهران ، قالا : حدثنا عمرو بن ناجية ، حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر
مولى علي بن أبي طالب عن أنس بن مالك قال :
لما حشر الله
الخلائق إلى بابل ، بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية ، فجمعهم إلى بابل
، فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له ، إذ نادى مناد : من جعل المغرب عن يمينه
والمشرق عن يساره فاقتصد البيت الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء ، فقام يعرب بن
قحطان ، فقيل له ، يا يعرب بن قحطان بن هود أنت هو ، فكان أول من تكلم بالعربية ،
ولم يزل المنادي ينادي : من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا ، حتى افترقوا على إثنين
وسبعين لسانا ، وانقطع الصوت ، وتبلبلت الألسن ، فسميت بابل ، وكان اللسان يومئذ
بابليّا ، وهبطت ملائكة الخير والشر ، وملائكة الحياء والإيمان ، وملائكة الصحة
والشفاء ، وملائكة الغنى ، وملائكة الشرف ، وملائكة المروءة ، وملائكة الجفاء ،
وملائكة الجهل ، وملائكة السيف ، وملائكة البأس ، حتى انتهوا إلى العراق.
.................................................................................................
__________________
قال بعضهم لبعض
: افترقوا ، فقال ملك الإيمان : أنا أسكن المدينة ومكة.
وقال ملك
الحياء : وأنا معك.
فاجتمعت الأمة
على أن الإيمان والحياء ببلد رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وقال ملك
الشقاء : أنا أسكن البادية ، فقال ملك الصحة : وأنا معك.
فاجتمعت الأمة
على أن الشقاء والصحة في الأعراب.
وقال ملك
الجفاء : أنا أسكن المغرب ، فقال ملك الجهل : وأنا معك.
فاجتمعت الأمة
على أن الجفاء والجهل في البربر.
وقال ملك السيف
: أنا أسكن الشام ، فقال ملك البأس : وأنا معك.
وقال ملك الغنى
: أنا أقيم ههنا ، فقال ملك المروءة ، وأنا معك.
وقال ملك الشرف
: وأنا معكما. فاجتمع ملك الغنى والمروءة والشرف بالعراق .
روى عن عمر بن
الخطاب رضياللهعنه ، سأل دهقان الغلّوجة عن عجائب بلادهم ، فقال :
كانت بابل سبع
مدن ، في كل مدينة أعجوبة ليست في الأخرى ، فكان
__________________
.................................................................................................
__________________
في المدينة التي نزلها الملك بيت فيه صورة الأرض كلها برساتيقها وقراها وأنهارها ، فمتى التوى أحد بحمل الخراج من جميع
البلدان ، خرق أنهارهم فغرقهم وأتلف زروعهم وجميع ما في بلدهم حتى يرجعوا عما هم
به ، فيسدّ بأصبعه تلك الأنهار فيستوفي بلدهم.
وفي المدينة
الثانية حوض عظيم ، فإذا جمعهم الملك لحضور مائدته حمل كل رجل ممن يحضره من منزله
شرابا يختاره ، ثم صبه في ذلك الحوض ، فإذا جلسوا للشراب شرب كل واحد شرابه الذي
حمله من منزله.
وفي المدينة
الثالثة : طبل معلّق على بابها ، فإذا غاب من أهلها إنسان وخفي أمره على أهله
وأحبوا أن يعلموا أحي صاحبهم أم ميت ، ضربوا ذلك الطبل ، فإن سمعوا له صوتا فإن
الرجل حيّ ، وإن لم يسمعوا له صوتا فإن الرجل قد مات.
وفي المدينة
الرابعة مرآة من حديد ، فإذا غاب الرجل ، وأحبوا أن يعرفوا خبره على صحته ، أتوا
تلك المرآة فنظروا فيها فرأوه على الحال التي هو فيها.
وفي المدينة
الخامسة : أوزّة من نحاس على عمود من نحاس منصوب على باب المدينة ، فإذا دخلها
جاسوس صوّتت الأوزّة بصوت سمعه جميع أهل المدينة ، فيعلمون أنه قد دخلها جاسوس.
وفي المدينة
السادسة : قاضيان جالسان على الماء ، فإذا تقدم اليهما الخصمان وجلسا بين أيديهما
غاص المبطل منهما في الماء.
__________________
.................................................................................................
__________________
وفي المدينة
السابعة : شجرة من نحاس ضخمة كثيرة الغصون لا تظلّ ساقها ، فإن جلس تحتها واحد
أظلته إلى ألف نفس ، فإن زادوا على الألف ، ولو بواحد ، صاروا كلهم في الشمس .
* * *
[عرم] : قال الله تعالى : (فَأَعْرَضُوا
فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ
جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ).
* العرم :
المطر الشديد. قال البخاري : العرم ماء أحمر حفز في الأرض حتى ارتفعت عنه الجنان
فلم يسقها فيبست ، وليس الماء الأحمر من السّدّ ، ولكنه عذابا أرسل عليهم.
وعرم أيضا اسم
واد ينحدر من ينبع ، قال كثير :
بيضاء من عسل
ذروة ضرب
|
|
شجّت بماء
الفلاة من عرم
|
قال ياقوت
الحموي : العرم : المسنّاة التي كانت قد أحكمت لتكون حاجزا بين
ضياعهم وحدائقهم وبين السيل ، ففجّرته فأرة ليكون أظهر
__________________
.................................................................................................
__________________
في الأعجوبة ، كما أفار الله الطوفان من جوف التنّور ، ليكون ذلك أثبت في
العبرة ، وأعجب في الأمة.
ولذلك قال خالد
بن صفوان التميمي لرجل من أهل اليمن كان قد فخر عليه بين يدي السّفّاح : ليس فيهم
يا أمير المؤمنين إلا دابغ جلد ، أو ناسج برد ، أو سائس قرد ، أو راكب عرد ، غرّقتهم فأرة وملكتهم
امرأة ، ودلّ
عليهم هدهد .
[سد] : الحاجز بين الشيئين ، قد يكون بناء في الماء لحجزه
كسد الفرات ، وسد أسوان وغيره.
[الألى] : اسم موصول للجمع مطلقا ، مذكرا أو مؤنثا ، عاقلا أو
غيره.
نحو : (يفلح
الألى يجتهدون والألى يجتهدون).
[خافوا] : فزعوا. والخوف : الفزع لتوقع مكروه.
__________________
٣
طور سيناء
الكهف
الرقيم
حجر
أيكة
جمع
مشعر
قاف
وطور سيناء
والكهف الرّقيم كذا
|
|
حجر وأيكة
جمع مشعر قاف
|
__________________
٣
[طور سيناء] : قال الله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا
مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ
وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
(وَإِذْ أَخَذْنا
مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ
وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ).
(وَرَفَعْنا
فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً
وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً).
(وَنادَيْناهُ مِنْ
جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا).
(يا بَنِي إِسْرائِيلَ
قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ
وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى).
(وَشَجَرَةً تَخْرُجُ
مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ).
__________________
.................................................................................................
__________________
(فَلَمَّا قَضى مُوسَى
الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ
امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ
مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ).
(وَما كُنْتَ بِجانِبِ
الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما
أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)(وَالطُّورِ. وَكِتابٍ مَسْطُورٍ).
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ.
وَطُورِ سِينِينَ).
* طور سيناء :
قال الليث : طور سيناء جبل ، وقال أبو إسحاق : قيل إن سيناء حجارة ، والله أعلم ،
وهو اسم جبل بقرب أيلة وعنده بليد فتح في زمن رسول الله صلىاللهعليهوسلم سنة تسع صلحا ، على أربعين دينارا ، ثم فورقوا على دينار
كل رجل فكانوا ثلاثمائة رجل.
وقال الجوهري :
طور سيناء جبل بالشام ، وهو طور أضيف إلى سيناء ، وهو شجر ، وكذلك طور سينين.
__________________
.................................................................................................
__________________
قال الأخفش : السنين شجر ، واحدتها سينينة .
[الكهف] : قال الله تعالى :
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ
أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً).
(إِذْ أَوَى
الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً
وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً).
(وَإِذِ
اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ
يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ
مِرْفَقاً).
(وَتَرَى الشَّمْسَ
إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ
تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ
مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ
وَلِيًّا مُرْشِداً).
__________________
.................................................................................................
__________________
(فَضَرَبْنا عَلَى
آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً).
(وَلَبِثُوا فِي
كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) : الكهف : هو الرقيم : وقد استوفى الشرح في الرقيم. أما
ذات الكهف ، فهو موضع في قول عوف بن الأحوص :
يسوق حريم
شاءها من جلاجل
|
|
إليّ ودوني
ذات كهف وقورها
|
وقال بشر بن
أبي حازم :
يسومون
الصّلاح بذات كهف
|
|
وما فيها لهم
سلع وقار
|
* * *
[الرقيم] : قال الله تعالى :
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ
أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً).
الرقيم : موضع
بقرب البلقاء من أطراف الشام ، يزعم أن به أهل الكهف ، وكان يزيد بن
عبد الملك ينزله ، وقد ذكرته الشعراء.
__________________
.................................................................................................
_________________
أمير
المؤمنين إليك نهوي
|
|
على البخت
الصلادم والعجوم
|
إذا اتخذت
وجوه القوم نصبا
|
|
أجيج
الواهجات من السّموم
|
فكم غادرن
دونك من جهيض
|
|
ومن نعل
مطرّحة جذيم
|
يزرن ، على
تنائيه ، يزيدا
|
|
بأكناف الموقّر
والرّقيم
|
تهنئّه
الوفود إذا أتوه
|
|
بنصر الله
والملك العظيم
|
__________________
.................................................................................................
__________________
قال الفرّاء في
قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ
أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) : قالوا : هو لوح رصاص كتبت فيه أنسابهم وأسماؤهم
ودينهم ومما هربوا.
وقيل : الرقيم
اسم القرية التي كانوا فيها.
وقيل : إنه إسم
الجبل الذي فيه الكهف.
وروى عكرمة عن
ابن عباس رضياللهعنهما أنه قال : ما أدري ما الرقيم أكتاب أم بنيان.
وروى غيره عن
ابن عباس : أصحاب الرقيم سبعة ، وأسماؤهم :
١ ـ يمليخا.
٢ ـ مكسملينا.
٣ ـ مشلينا.
٤ ـ مرطونس.
٥ ـ دبريوس.
٦ ـ سرابيون.
٧ ـ افستطيوس .
__________________
.................................................................................................
__________________
واسم كلبهم :
قطمير ، واسم ملكهم : دقيانوس ، واسم مدينتهم التي خرجوا منها : أمسس ورستاقها
الرّسّ ، واسم الكهف : الرقيم .
والكهف المذكور
الذي فيه أصحاب الكهف بين عمورية ونيقية ، وبينه وبين طرسوس عشرة أيام أو أحد عشر يوما.
وكان الواثق قد وجّه محمد بن موسى المنجّم إلى بلاد الروم
__________________
.................................................................................................
__________________
للنظر إلى أصحاب الكهف والرقيم.
قال : فوصلنا
إلى بلد الروم ، فإذا هو جبل صغير كان أسفله أقلّ من ألف ذراع ، وله سرب من وجه
الأرض ، فتدخل السّرب فتمرّ في خسف من الأرض مقدار ثلاثمائة خطوة ، فيخرجك إلى
رواق في الجبل على أساطين منقورة وفيه عدة أبيات ، منها : بيت مرتفع العتبة مقدار
قامة عليها باب حجارة فيه الموتى ، ورجل موكل بهم يحفظهم معه خصّيان. وإذا هو
يحيدنا عن أن نراهم ونفتشهم ، وزعم أنه لا يأمن أن يصيب من التمس ذلك آفة في بدنه
، يريد التمويه ليدوم كسبه.
فقلت : دعني
أنظر إليهم وأنت بريء.
فصعدت بمشقّة
عظيمة مع غلام من غلماني ، فنظرت إليهم ، وإذا هم في مسوح شعر تتفتت في اليد ،
وإذا أجسادهم مطليّة بالصبر
__________________
.................................................................................................
__________________
والمرّ والكافور ليحفظها ، وإذا جلودهم لا صقة بعظامهم ، غير أني أمررت
يدي على صدر أحدهم فوجدت خشونة شعره وقوّة ثيابه ، ثم أحضرنا المتوكّل بهم طعاما
وسألنا أن نأكل منه ، فلما أخذناه منه ذقناه ، وقد أنكرت أنفسنا ، وتهوّعنا ،
وكأنّ الخبيث أراد قتلنا أو قتل بعضنا ليصحّ له ما كان يموّه به عند الملك أنه فعل
بنا هذا الفعل أصحاب الرّقيم.
فقلنا له :
إنّا ظننا أنهم أحياء يشبهون الموتى وليس هؤلاء كذلك ، فتركناه وانصرفنا.
قال غيرهم : إن
بالبلقاء بأرض العرب من نواحي دمشق موضعا يزعمون أنه الكهف
والرقيم قرب عمّان.
وفي برّ
الأندلس موضع يقال له جنان الورد به الكهف والرقيم ، وبه قوم لا يبلون كما ذكر أهلها.
وذكر علي بن
يحيى أنه لما قفل من غزاته دخل ذلك الموضع فرآهم
__________________
.................................................................................................
__________________
في مغارة يصعد إليها من الأرض بسلّم مقدار ثلاثمائة ذراع.
قال : فرأيتهم
ثلاثة عشر رجلا وفيهم غلام أمرد ، عليهم جباب صوف وأكسية صوف ، وعليهم خفاف ونعال ، فتناولت شعرات من
جبهة أحدهم فمددتها فما منعني منها شيء ، والصحيح أن أصحاب الكهف سبعة ، وإنّما
الروم زادوا الباقي من عظماء أهل دينهم ، وعالجوا أجسادهم بالصبر وغيره على ما
عرفوه.
وروي عن عبادة
بن الصّامت قال : بعثني أبو بكر الصديق رضياللهعنه سنة استخلف إلى ملك الروم أدعوه إلى الإسلام أو أوذنه
بحرب ، قال : فسرت حتى دخلت بلاد الروم ، فلما دنوت إلى قسطنطينية لاح لنا جبل
أحمر قيل إن فيه أصحاب الكهف والرقيم ، ودفعنا فيه إلى دير ، وسألنا أهل الدير
عنهم ، فأوقفونا على سرب في الجبل ، فقلنا لهم :
ـ أنّا نريد أن
ننظر إليهم.
__________________
.................................................................................................
__________________
فقالوا :
أعطونا شيئا.
فوهبنا لهم
دينارا. فدخلوا ودخلنا معهم في ذلك السرب ، وكان عليه باب حديد ، ففتحوه ،
فانتهينا إلى بيت عظيم محفور في الجبل فيه ثلاثة عشر رجلا مضطجعين على ظهورهم
كأنهم رقود ، وعلى كل واحد منهم جبّة غبراء وكساء أغبر قد غطوا بها رؤوسهم إلى
أرجلهم. فلم ندر ما ثيابهم أمن صوف أو وبر أم غير ذلك ، إلا أنها كانت أصلب من
الديباج ، وإذا هي تقعقع من الصفاقة والجودة ، ورأينا على أكثرهم خفافا إلى أنصاف سوقهم ،
وبعضهم منتعلين بنعال مخصوفة ، ولخفافهم ونعالهم من جودة الخرز ولين الجلود ما لم ير
مثله ، فكشفنا عن وجوههم رجلا بعد رجل ، فإذا بهم من ظهر الدم وصفاء الألوان كأفضل
ما يكون للأحياء ، وإذا الشيب قد وخط بعضهم ، وبعضهم شبّان سود الشعور ، وبعضهم
موفورة شعورهم ، وبعضهم مطمومة ، وهم على زيّ المسلمين. فانتهينا إلى آخرهم فإذا هو
مضروب الوجه بالسيف ، وكأنه في ذلك اليوم ضرب.
فسألنا أولئك
الذين أدخلونا إليهم عن حالهم ، فأخبرونا أنهم يدخلون إليهم في كل يوم عيد لهم
يجتمع أهل تلك البلاد من سائر المدن والقرى إلى
__________________
.................................................................................................
__________________
باب هذا الكهف ، فنقيمهم أياما من غير أن يمسّهم أحد فتنفض جبابهم وأكسيتهم
من التراب ، ونثلّم أظافيرهم ، ونقصّ شواربهم ، ثم نضجعهم بعد ذلك على هيئتهم التي
ترونها.
فسألناهم من هم؟
وما أمرهم؟ ومنذكم هم بذلك المكان؟
فذكروا أنهم
يجدون في كتبهم أنهم بمكانهم ذلك من قبل مبعث المسيح عليهالسلام بأربعمائة سنة ، وأنهم كانوا أنبياء بعثوا بعصر واحد ،
وأنهم لا يعرفون من أمرهم شيئا غير هذا.
* * *
[كذا] : ترد على ثلاثة أوجه :
١ ـ تكون
كلمتين باقيتين على أصلهما ، وهما كاف التشبيه ، وذا الإشارة نحو : علمت أحمدا
صادقا ، وعلمت أخاه بلالا كذا ، أي : مثله. وتدخل عليها (ها) للتنبيه نحو (أَهكَذا عَرْشُكِ).
٢ ـ تكون كلمة
واحدة مركبة ، يكنّى بها عن الشيء المجهول ، وما لا يراد التصريح به نحو : فعلت
كذا ، وقلت كذا.
٣ ـ تكون كناية
عن مقدار الشيء ، وعدده ، نحو : اشتريت كذا كتابا ، وكذا وكذا قلما ، وكتبت كذا
وكذا صحيفة ، ويكون تمييزها مفردا منصوبا. ولا تدخل عليها (ال) .
__________________
.................................................................................................
__________________
[الحجر] : قال الله تعالى :
(وَلَقَدْ كَذَّبَ
أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ).
الحجر : اسم
ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام.
قال الإصطخري :
الحجر قرية صغيرة قليلة السّكان ، وهو من وادي القرى على يوم بين جبال ، وبها كانت
منازل ثمود. قال الله تعالى : (وَتَنْحِتُونَ مِنَ
الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ).
قال : ورأيتها
بيوتا مثل بيوتنا في أضعاف جبال ، وتسمى تلك البيوت الأثالث ، وهي جبال إذا رآها
الرائي من بعد ظنها متصلة ، فإذا توسطها رأى كل قطعة منها منفردة بنفسها ، يطوف
بكل قطعة منها الطائف وحواليها الرمل لا
__________________
.................................................................................................
__________________
تكاد ترتقى ، كل قطعة منها قائمة بنفسها ، لا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة ،
وبها بئر ثمود التي قال الله تعالى فيها وفي الناقة : (قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ
شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ).
قال جميل :
أقول لداعي
الحب ، والحجر بيننا
|
|
ووادي القرى
: لبّيك! لما دعانيا
|
فما أحدث
النأي المفرّق بيننا
|
|
سلوّا ، ولا
طول اجتماع تقاليا
|
* * *
[أيكة] : قال الله تعالى :
(وَإِنْ كانَ أَصْحابُ
الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ).
(كَذَّبَ أَصْحابُ
الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ).
(وَثَمُودُ وَقَوْمُ
لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ).
(وَأَصْحابُ
الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ).
الأيكة : قيل :
هي تبوك التي غزاها النبي صلىاللهعليهوسلم آخر غزواته. وأهل تبوك
__________________
.................................................................................................
__________________
يقولون ذلك ويعرفونه ، ويقولون إن شعيبا عليهالسلام أرسل إلى أهل تبوك .
والأيكة :
الغيضة الملتفّة الأشجار ، والجمع : أيك ، وإن المراد بأصحاب
الأيكة أهل مدين .
قلت : ومدين
وتبوك متجاورتان.
[جمع] : قال الله تعالى :
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ
فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ
وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).
__________________
.................................................................................................
__________________
جمع : ضد
التفرقة ، وهو المزدلفة ، وهو قزح ، وهو المشعر ، سمي جمعا لاجتماع الناس به ، قال
ابن هرمة :
سلا القلب ،
إلّا من تذكّر ليلة
|
|
بجمع وأخرى
أسقفت بالمحصّب
|
ومجلس أبكار
، كأن عيونها
|
|
عيون المها
أنضين قدّام ربرب
|
وقال آخر :
تمنى أن يرى
ليلى ، بجمع
|
|
ليسكن قلبه
مما يعاني
|
فلما أن رآها
خوّلته
|
|
بعادا ، فتّ
في عضد الأماني
|
إذا سمح
الزمان بها وضنّت
|
|
عليّ ، فأي
ذنب للزمان؟
|
وجمع أيضا :
قلعة بوادي موسى عليهالسلام ، من جبال الشراة
__________________
.................................................................................................
__________________
قرب الشويك .
والمشعر الحرام
: وهو مزدلفة وجمع يسمى بها جميعا .
* * *
[مشعر] : قال الله تعالى :
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ
فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ
وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).
[المشعر] : العلم المتعبد من متعبداته وهو بين الصفا والمروة
وهو مناسك الحج .
* * *
__________________
.................................................................................................
__________________
[قاف] : قال الله تعالى :
(ق وَالْقُرْآنِ
الْمَجِيدِ).
قاف : بلفظ
الحرف القاف من حروف المعجم ، إن كان عربيا فهو منقول من الفعل الماضي من قولهم :
قاف أثره يقوفه قوفا إذا اتبع أثره فيكون هذا الجبل يقوف أثر الأرض فيستدير حولها.
وقاف مذكور في
القرآن : ذهب المفسرون إلى أنه الجبل المحيط بالأرض.
قالوا : وهو من
زبرجدة خضراء ، وإن خضرة السماء من خضرته.
قالوا : وأصله
من الخضرة التي فوقه ، وإن جبل قاف عرق منها.
قالوا : وأصول
الجبال كلها من عرق جبل قاف.
ذكر بعضهم أن
بينه وبين السماء مقدار قامة رجل.
وقيل : بل
السماء مطبقة عليه ، وزعم بعضهم أن وراءه عوالم وخلائق لا يعلمها إلّا الله تعالى.
ومنهم من زعم أن ما وراءه معدود من الآخرة ومن حكمها ، وأن الشمس تغرب فيه وتطلع
منه ، وهو السّتار لها عن الأرض ، وتسميه القدماء البرز .
__________________
تم الكتاب بحمد الله
تعالى
الفهارس
*
فهرس أوائل الآيات القرآنية الكريمة.
*
فهرس أوائل الأحاديث النبوية الشريفة.
*
فهرس الشعر.
*
المراجع والمصادر.
*
المحتوى.
فهرس أوائل الآيات
القرآنية الكريمة
الآية
|
رقمها
|
السورة
|
رقمها
|
الصفحة
|
(وَإِذْ قُلْتُمْ يا
مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى)
|
٦١
|
البقرة
|
٢
|
٤١
|
(اهْبِطُوا مِصْراً)
|
٦١
|
البقرة
|
٣
|
٤٤
|
(فَإِنَّ لَكُمْ ما
سَأَلْتُمْ)
|
٦١
|
البقرة
|
٢
|
٤٤
|
(وَإِذْ أَخَذْنا
مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ
وَاذْكُرُوا)
|
٦٣
|
البقرة
|
٢
|
١٢١
|
(وَإِذْ أَخَذْنا
مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ
وَاسْمَعُوا)
|
٩٣
|
البقرة
|
٢
|
١٢١
|
(وَاتَّبَعُوا ما
تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى)
|
١٠٢
|
البقرة
|
٢
|
١١١
|
(وَما أُنْزِلَ
عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ)
|
١٠٢
|
البقرة
|
٢
|
١١١
|
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا)
|
١٩٨
|
البقرة
|
٢
|
٥
ـ ١٣٧
|
(فَإِنْ لَمْ
يُصِبْها وابِلٌ)
|
٢٦٥
|
البقرة
|
٢
|
٤٥
|
(إِنَّ أَوَّلَ
بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي)
|
٩٦
|
آل
عمران
|
٣
|
٧٥
|
(وَلَقَدْ
نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ)
|
١٢٣
|
آل
عمران
|
٣
|
٣٤
|
(إِنَّ اللهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ)
|
٥٨
|
النساء
|
٤
|
٩٢
|
(وَرَفَعْنا
فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ)
|
١٥٤
|
النساء
|
٤
|
١٢١
|
(وَلِتُنْذِرَ أُمَّ
الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها)
|
٩٢
|
الأنعام
|
٦
|
٧٧
|
(وَهُوَ الَّذِي
يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً)
|
٥٧
|
الأعراف
|
٧
|
٥٩
|
(لَقَدْ نَصَرَكُمُ
اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ)
|
٢٥
|
التوبة
|
٩
|
٣٨
|
(وَيَوْمَ حُنَيْنٍ
إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ)
|
٢٥
|
التوبة
|
٩
|
٤٠
|
(وَأَوْحَيْنا إِلى
مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا)
|
٨٧
|
يونس
|
١٠
|
٤١
ـ ٤٤
|
(وَقِيلَ يا أَرْضُ
ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ)
|
٤٤
|
هود
|
١١
|
١٠٩
|
(وَقالَ الَّذِي
اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ)
|
٢١
|
يوسف
|
١٢
|
٤١
ـ ٤٤
|
(وَقالَ نِسْوَةٌ
فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ)
|
٣٠
|
يوسف
|
١٢
|
٤٤
|
(اجْعَلْنِي عَلى
خَزائِنِ الْأَرْضِ)
|
٥٥
|
يوسف
|
١٢
|
٤٣
|
(يا أَيُّهَا
الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا)
|
٨٨
|
يوسف
|
١٢
|
٤٤
|
(لا تَثْرِيبَ
عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ)
|
٩٢
|
يوسف
|
١٢
|
٩٣
|
(فَلَمَّا دَخَلُوا
عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ)
|
٩٩
|
يوسف
|
١٢
|
٤١
|
(ادْخُلُوا مِصْرَ
إِنْ شاءَ اللهُ)
|
٩٩
|
يوسف
|
١٢
|
٤٤
|
(رَبِّ اجْعَلْ
هَذَا الْبَلَدَ آمِناً)
|
٣٥
|
إبراهيم
|
١٤
|
٧٧
|
(وَإِنْ كانَ
أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ)
|
٧٨
|
الحجر
|
١٥
|
١٣٤
|
(وَلَقَدْ كَذَّبَ
أَصْحابُ الْحِجْرِ)
|
٨٠
|
الحجر
|
١٥
|
١٣٣
|
(وَكانُوا
يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ)
|
٨٢
|
الحجر
|
١٥
|
١٣٣
|
(إِنَّ هذَا
الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ)
|
٩
|
الإسراء
|
١٧
|
٣٣
|
(رَبِّ أَدْخِلْنِي
مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي)
|
٨٠
|
الإسراء
|
١٧
|
٩٦
|
(أَمْ حَسِبْتَ
أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ)
|
٩
|
الكهف
|
١٨
|
١٢٦
ـ ١٢٣
|
(إِذْ أَوَى
الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ)
|
١٠
|
الكهف
|
١٨
|
١٢٣
|
(فَضَرَبْنا عَلَى
آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ)
|
١١
|
الكهف
|
١٨
|
١٢٤
|
(وَإِذِ
اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا)
|
١٦
|
الكهف
|
١٨
|
١٢٣
|
(وَتَرَى الشَّمْسَ
إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ)
|
١٧
|
الكهف
|
١٨
|
١٢٣
|
(وَلَبِثُوا فِي
كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ)
|
٢٥
|
الكهف
|
١٨
|
١٢٤
|
(وَما كُنْتُ
مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)
|
٥١
|
الكهف
|
١٨
|
٩٨
|
(وَنادَيْناهُ مِنْ
جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ)
|
٥٢
|
مريم
|
١٩
|
١٢١
|
(إِنِّي أَنَا
رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ)
|
١٢
|
طه
|
٢٠
|
١١٠
|
(اشْدُدْ بِهِ
أَزْرِي)
|
٣١
|
طه
|
٢٠
|
٤٠
|
(يا بَنِي
إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ)
|
٨٠
|
طه
|
٢٠
|
١٢١
|
(فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً)
|
١٠٦
|
طه
|
٢٠
|
٤٠
|
(وَلْيَطَّوَّفُوا
بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)
|
٢٩
|
الحج
|
٢٢
|
٧٧
|
(وَشَجَرَةً
تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ)
|
٢٠
|
المؤمنون
|
٢٣
|
١٢١
|
(وَآوَيْناهُما إِلى
رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ)
|
٥٠
|
المؤمنون
|
٢٣
|
٤٣
|
(وَتَنْحِتُونَ مِنَ
الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ)
|
١٤٩
|
الشعراء
|
٢٦
|
١٣٣
|
(قالَ هذِهِ ناقَةٌ
لَها شِرْبٌ)
|
١٥٥
|
الشعراء
|
٢٦
|
١٣٤
|
(كَذَّبَ أَصْحابُ
الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ)
|
١٧٦
|
الشعراء
|
٢٦
|
١٣٤
|
(أَهكَذا عَرْشُكِ)
|
٤٢
|
النمل
|
٢٧
|
١٣٢
|
(فَلَمَّا قَضى
مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ)
|
٢٩
|
القصص
|
٢٨
|
١٢٢
|
(وَما كُنْتَ
بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا)
|
٤٦
|
القصص
|
٢٨
|
١٢٢
|
(ادْعُوهُمْ
لِآبائِهِمْ)
|
٥
|
الأحزاب
|
٣٣
|
١٠٧
|
(وَإِذْ قالَتْ
طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ)
|
١٣
|
الأحزاب
|
٣٣
|
٩٣
|
(فَأَعْرَضُوا
فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ)
|
١٦
|
سبأ
|
٣٤
|
١١٦
|
(وَثَمُودُ وَقَوْمُ
لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ)
|
١٣
|
ص
|
٣٨
|
١٣٤
|
(وَنادى فِرْعَوْنُ
فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ)
|
٥١
|
الزخرف
|
٤٣
|
٤١
|
(أَلَيْسَ لِي
مُلْكُ مِصْرَ)
|
٥١
|
الزخرف
|
٤٣
|
٤٤
|
(وَاذْكُرْ أَخا
عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ)
|
٢١
|
الأحقاف
|
٤٦
|
٦٥
|
(ق وَالْقُرْآنِ
الْمَجِيدِ)
|
١
|
ق
|
٥٠
|
١٣٨
|
(وَأَصْحابُ
الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ)
|
١٤
|
ق
|
٥٠
|
١٣٤
|
(وَالطُّورِ.
وَكِتابٍ مَسْطُورٍ)
|
١ ـ ٢
|
الطور
|
٥٢
|
١٢٢
|
(إِذْ ناداهُ
رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ)
|
١٦
|
النازعات
|
٧٩
|
١١٠
|
(لا أُقْسِمُ بِهذَا
الْبَلَدِ)
|
١
|
البلد
|
٩٠
|
٧٧
|
(وَأَنْتَ حِلٌّ
بِهذَا الْبَلَدِ)
|
٢
|
البلد
|
٩٠
|
٧٧
|
(وَالتِّينِ
وَالزَّيْتُونِ)
|
١
|
التين
|
٩٥
|
٧٧
|
(وَطُورِ سِينِينَ)
|
٢
|
التين
|
٩٥
|
٧٧
|
(وَهذَا الْبَلَدِ
الْأَمِينِ)
|
٣
|
التين
|
٩٥
|
٧٧
|
فهرس أوائل الأحاديث
النبوية الشريفة
أوائل الحديث الصفحة
|
الصفحة
|
«اتقوا غضب
عمر فإن الله يغضب لغضبه»
|
٤٣
|
«أجود قريش
كفّا ، وأوصلها ، هذا بقية آبائي».
|
٩٢
|
«إذا زنت أمة
أحدكم فليجلدها ولا يثرب».
|
٩٣
|
«إذا فتحت
مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمّة ورحمة».
|
٤٨
|
«إذا فتحتم
مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم صهرا»
|
٤٨
|
«أعتقها
ولدها».
|
٤٨
|
«اللهمّ إن
إبراهيم عبدك وخليلك وربيك ورسولك دعاك».
|
٩٨
|
«اللهمّ إنك
أخرجتني من أحب أرضك إليّ فأسكنّي أحب أرضك».
|
٩٥
|
«اللهمّ حبب
إلينا المدينة كما حببت مكة واجعل».
|
٩٧
|
«اللهمّ حبب
إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واشدّ».
|
٩٧
|
«إنّ الله عزوجل أمرني بحب أربعة».
|
١٠٧
|
«أنت أخي».
|
٦٧
|
«إنّي لأعلم
أنّك أحب البلاد إلي وأنك أحب أرض الله».
|
٧٨
|
«سيدات نساء
أهل الجنة أربع مريم وفاطمة وخديجة وآسية».
|
٦٣
|
«من استطاع
منكم أن يموت في المدينة فليفعل فإنه من مات بها».
|
٩٧
|
«من صبر على
أوار المدينة وحرّها كنت له شفيعا شهيدا».
|
٩٧
|
«من صبر على
حرّ مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة عام».
|
٧٩
|
«والله إنك
لخير أرض الله ، وإنك لأحب أرض الله».
|
٧٩
|
فهرس الشعر
صدر
البيت
|
القافة
|
الشاعر
|
عدد
الأبيات
|
الصفحة
|
ـ أ ـ
|
الحياء
|
أمية
بن أبي الصلت
|
١
|
٨٥
|
أذكر حاجتي
أم قد كفاني
|
|
جميل بثينة
|
٢
|
١٣٤
|
أقول لداعي
الحب والحجر بيننا
|
دعانيا
|
|
|
|
ـ ب ـ
إذا جاء باغي
الخير قلن بشاشة
|
مرحبا
|
عباس بن مرداس
|
٢
|
٤٩
|
أحقا تراه
اليوم يا ضب أنني
|
أركبا
|
نائلة بنت الفرامضة
|
٣
|
٩٥
|
أبوا دين
الملوك فهم لقاح
|
أجابوا
|
شاعر
|
١
|
٨٠
|
إلى الله
أشكو لا إلى الناس أنني
|
غريب
|
شاعر
|
١
|
٩٩
|
وعلمتم أكل
الحريرة وأنتم
|
صلاب
|
شاعر
|
١
|
٨٥
|
سلا القلب
إلا من تذكر ليلة
|
بالمحصب
|
ابن هرمة
|
٢
|
١٣٦
|
يا يوم وقعة
عمورية انصرفت
|
الحلب
|
أبو تمام
|
١
|
١٢٧
|
رأيت وأصحابي
بأيلة موهنا
|
المتصوب
|
كثير عزة
|
١
|
١٢٢
|
إذا حلت بمصر
وحلّ أهلي
|
ولوب
|
جميل بثينة
|
٣
|
٦٣
|
ـ ح ـ
|
|
|
|
|
أتدري من
هجوت أبا حبيب
|
البطاحا
|
الزبرقان بن بدر
|
٢
|
٨١
|
بأهلي رمة لم
تعي شيئا
|
الرياح
|
سارة القريظية
|
٣
|
١٠٣
|
ـ د ـ
|
|
|
|
|
رهبان مدين
والذين عهدتم
|
قعودا
|
كثير عزة
|
٢
|
١٣٥
|
لا هم إن جرهما
عبادك
|
تلادك
|
الحارث بن عمرو
|
١
|
٨٧
|
أتبكي أن
يضلّ لها بعير
|
السهود
|
الأسود بن المطلب
|
٦
|
٣٦
|
اسمع كلامي
هداك الله من هاد
|
صاد
|
شاعر
|
١٠
|
٦٩
|
له داع بمكة
مشمعل
|
ينادي
|
أمية بن أبي الصلت
|
٢
|
٨٥
|
صدر
البيت
|
القافة
|
الشاعر
|
عدد
الأبيات
|
الصفحة
|
يا حبذا مكة من وادي
|
وعوّادي
|
ابن
أم كلثوم
|
٢
|
٧٨
|
أعاذل إن اللّوم في غير كنهه
|
المتردد
|
عدي
بن زيد
|
١
|
١١٠
|
يا عمرو أحسن يراك الله بالرشد
|
والثمد
|
الفراء
|
١
|
١٠١
|
عوجا فلم على أسماء بالثمد
|
والجمد
|
أرطأة
بن سهيلة
|
١
|
١٠١
|
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
|
لسعيد
|
جميل
بثينة
|
٢
|
١٣٣
|
ـ ر ـ
|
|
|
|
|
يسومون الصلاح بذات كهف
|
وقار
|
بشر
بن أبي خازم
|
١
|
١٢٤
|
يقولون مصر أخصب الأرض كلها
|
مصر
|
شاعر
|
٣
|
٥٩
|
بالأبلق الفرد من تيماء منزله
|
غدار
|
الأعشى
|
١
|
٩٩
|
إلى أحد فذي حرض فمبنى
|
صرار
|
حكيم
بن عكرمة
|
١
|
١٠٢
|
عيون المهابين الرصافة والجسر
|
أدري
|
علي
بن الجهم
|
١
|
١٣٦
|
أضاعوني وأي فتى أضاعوا
|
ثغر
|
شاعر
|
١
|
٦٩
|
كأن لم يكن الحجون إلى الصفا
|
سامر
|
عمرو
بن الحارث
|
٩
|
٨٧
|
ـ س ـ
|
|
|
|
|
أما ترى مصر كيف قد جمعت
|
مجلس
|
كشاجم
|
٤
|
٦١
|
ـ ش ـ
|
|
|
|
|
أبا مطر هلم إلى الصلاح
|
قريش
|
حرب
بي أمية
|
٣
|
٨٢
|
ـ ض ـ
|
|
|
|
|
ألا أيها المكاء مالك ههنا
|
تبيض
|
أعرابي
|
١
|
٧٦
|
ـ ع ـ
|
|
|
|
|
يا من يرى ما في الضمير ويسمع
|
يتوقع
|
عبد
الرحمن السهيلي
|
١
|
٣٨
|
ـ ف ـ
|
|
|
|
|
ولما دنونا من حنين ومائة
|
أخصفا
|
خديج
بن العوجاء
|
٤
|
٤٠
|
عمرو العلى هشم الثريد لقومه
|
عجاف
|
شاعر
|
١
|
٨٤
|
وفي القرآن من أسماء البقاع أتى
|
الأحقاف
|
السيوطي
|
١
|
٣٣
|
وبكة يثرب الجودي ثم طوى
|
خافوا
|
السيوطي
|
١
|
٧٥
|
وطور سيناء والكهف الرقيم كذا
|
قاف
|
السيوطي
|
١
|
١٢١
|
ـ ق ـ
|
|
|
|
|
أيا جارتي
بيني فإنك طالقة
|
طارقة
|
الأعشى
|
٣
|
٨٣
|
هل غاية من
بعد مصر أجيئها
|
سحيق
|
شاعر
|
١٦
|
٦٢
|
ـ ك ـ
|
|
|
|
|
يا مكة
الفاجر مكي مكا
|
وعكا
|
شاعر
|
١
|
٧٧
|
ـ ل ـ
|
|
|
|
|
من آل سلمى
عرفت الطلولا
|
مثولا
|
زهير
بن أبي سلمى
|
١
|
١٠٢
|
والمكاكي
والصحاف من الفضة
|
الرحال
|
الأعشى
|
١
|
٧٦
|
نصروا نبيهم
وشدوا أزره
|
الأبطال
|
شاعر
|
١
|
٤٠
|
ألا ليت شعري
هل أبيتن ليلة
|
وجليل
|
بلال
بن رباح
|
١
|
٧٩
|
تحايا اليهود
بتلعانها
|
بأبوالها
|
مالك
بن العجلان
|
٢
|
١٠٣
|
كل امرىء
مصبح في أهله
|
نعله
|
أبو
بكر الصديق
|
١
|
٧٨
|
ـ م ـ
|
|
|
|
|
تراني يا علي
أموت وجدا
|
رئام
|
شاعر
|
٢
|
٣٩
|
بيضاء من عسل
ذروة ضرب
|
عرم
|
كثير
عزة
|
١
|
|
أمير
المؤمنين إليك نهوي
|
والعجوم
|
شاعر
|
٥
|
١٢٥
|
ـ ن ـ
|
|
|
|
|
ولا يديمون
في التعريف موقعهم
|
صوفانا
|
شاعر
|
١
|
٨٩
|
مصر دار
الفاسقينا
|
السامعينا
|
شاعر
|
٥
|
٦١
|
لم يقض دينك
مل حان
|
غنينا
|
الرمق
بن زيد
|
١٠
|
١٠٣
|
تمنى أن يرى
ليلى بجمع
|
يعاني
|
شاعر
|
٣
|
١٣٦
|
هيهات من أمة
الوهاب منزلة
|
عذن
|
عمر
ابن أبي ربيعة
|
٢
|
٦٩
|
صرعى بفخ تجر
الريح فوقهم
|
المزن
|
شاعر
|
٢
|
٧٩
|
وكل أخ مفارقة أخوه
|
الفرقدان
|
الحضرمي
|
١
|
٨١
|
هيهات في أمة الوهاب منزلنا
|
عدن
|
عمر بن أبي ربيعة
|
٢
|
٨٦
|
ـ ه ـ
|
|
|
|
|
خلو السبيل
عن أبي سيارة
|
فزارة
|
شاعر
|
٢
|
٨٩
|
إذا الثريب
أخذته أكه
|
بكة
|
أبو عبيدة
|
١
|
٧٦
|
المراجع والمصادر
١ ـ القرآن
الكريم.
٢ ـ أسد الغابة
في معرفة الصحابة ١ ـ ٥ : ابن الأثير ـ طبع بمصر ١٢٨٠ ه.
٣ ـ الإصابة في
تمييز الصحابة ١ ـ ١٠ : ابن حجر العسقلاني ـ مصر ١٣٥٨ ه ١٩٣٩ م.
٤ ـ الأعلام
قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين : ١ ـ ٨ : خير
الدين الزركلي ـ دار العلم للملايين ـ بيروت ـ الطبعة السادسة ١٩٨٤.
٥ ـ البداية
والنهاية ١ ـ ١٤ : للحافظ ابن كثير الدمشقي ـ مكتبة المعارف ـ بيروت.
٦ ـ الجامع
الصغير من حديث البشير النذير ١ ـ ٢ : لخاتمة الحفاظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي
بكر السيوطي ـ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ـ دار خدمات القرآن ـ دمشق.
٧ ـ سنن ابن
ماجه ١ ـ ٢ : للحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني ـ تحقيق محمد فؤاد عبد
الباقي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
٨ ـ سنن أبي
داود : لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي ـ تحقيق عزت عبيد دعاس ـ حمص
ـ سورية.
٩ ـ سنن
الترمذي : لمحمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي البوغي الترمذي ـ تحقيق عزت عبيد
الدعاس ـ مكتبة دار الدعوة بحمص ـ سورية.
١٠ ـ سنن
النسائي : لأحمد بن علي بن شعيب بن أبو عبد الرحمن النسائي.
١١ ـ صحيح مسلم
١ ـ ٦ : للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي ـ تحقيق وضبط وترقيم
الدكتور مصطفى ديب البغا ـ دار اليمامة ـ بيروت.
١٢ ـ صحيح مسلم
١ ـ ٤ : للإمام مسلم بن حجاج ـ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار إحياء التراث
العربي ـ بيروت ١٣٧٥ ه ـ ١٩٥٥ م.
١٣ ـ صفة
الصفوة ١ ـ ٤ : للإمام الحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي ـ دار إحياء
التراث العربي ـ بيروت.
١٤ ـ كشف
الخفاء ومزيل الألباس عما أشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ١ ـ ٢ : للمفسر
المحدث الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي ـ تعليق وشرح أحمد القلاش ـ مؤسسة
الرسالة ـ بيروت.
١٥ ـ كلمات
القرآن تفسير وبيان : لسماحة العالم حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية ـ دار
الهجرة ـ بيروت.
١٦ ـ لسان
العرب : للعلامة ابن منظور ـ دار صادر ـ بيروت ـ ١٤٠٠ ه ، ١٩٨٠ م.
١٧ ـ المحبّر :
للعلامة الاخباري النّسّابة أبي جعفر محمد بن حبيب بن أمية ابن عمرو الهاشمي
البغدادي ـ رواية أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري ـ تحقيق الدكتورة إيلزة ليختن
شتيتر ـ المكتب التجاري ـ بيروت.
١٨ ـ المصباح
المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي ١ ـ ٢ : تأليف العالم العلامة أحمد بن محمد
بن علي المقري الفيومي ـ المكتبة العلمية ـ بيروت ـ لبنان.
١٩ ـ مراصد
الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ١ ـ ٣ : لصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق
البغدادي : تحقيق علي محمد البيجاوي ـ دار المعرفة ـ بيروت.
٢٠ ـ معجم
البلدان ١ ـ ٥ : للشيخ الإمام شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي
الرومي البغدادي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
٢١ ـ معجم لغة
الأدباء : الدكتور محمد رواس قلعه جي والدكتور صادق قنيبتي ـ دار النفائس ـ بيروت
ـ ١٤٠٥ ه ـ ١٩٨٥ م.
٢٢ ـ المعجم
المدرسي : محمد خير أبو حرب ـ وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية ـ دمشق.
٢٣ ـ المعجم
المفهرس لألفاظ الحديث ١ ـ ٧ : أ. ي. فنسنك ـ ليدن ـ بريل.
٢٤ ـ المعجم
المفهرس لألفاظ القرآن الكريم : محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار إحياء التراث العربي ـ
بيروت.
٢٥ ـ المعجم
الموحد للمصطلحات العلمية.
٢٦ ـ المعجم
الوسيط ١ ـ ٢ : لإبراهيم مصطفى ، وأحمد حسن الزيات ، وحامد عبد القادر ، ومحمد علي
النجار ، بإشراف عبد السلام هارون ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
٢٧ ـ مفتاح
كنوز السنة : أ. ي. فنسنك ـ ترجمه عن الإنكليزية محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار إحياء
التراث العربي ـ بيروت.
٢٨ ـ المنجد في
الأعلام : للأب فردينان توتل اليسوعي ـ دار المشرق ـ بيروت ـ ١٩٨٢ م.
٢٩ ـ المنجد في
اللغة : الأب يوسف معلوف ـ دار المشرق ـ بيروت ـ ١٩٨٢ م.
٣٠ ـ موسوعة
أطراف الحديث ١ ـ ١٢ : بسيوني زغلول.
المحتوى
المقدمة....................................................................... ٧
تعريف بالمؤلف.............................................................. ١٣
أسماء البقاع والجبال
في القرآن الكريم بدر
حنين....................................................................... ٣٨
مصر....................................................................... ٤١
الأحقاف................................................................... ٦٦
بكة........................................................................ ٧٥
يثرب....................................................................... ٩٣
الجودي................................................................... ١٠٩
طوى..................................................................... ١١٠
بابل...................................................................... ١١١
عرم...................................................................... ١١٦
سد الألى.................................................................. ١١٧
طور سيناء................................................................ ١٢٢
الكهف................................................................... ١٢٣
الرقيم..................................................................... ١٢٤
حجر..................................................................... ١٣٣
أيكه..................................................................... ١٣٤
جمع...................................................................... ١٣٥
مشعر.................................................................... ١٣٧
قاف..................................................................... ١٣٨
الفهارس
فهرس أوائل
الآيات القرآنية الكريمة........................................... ١٤٣
فهرس أوائل
الأحاديث النبوية الشريفة......................................... ١٤٦
فهرس الشعر.............................................................. ١٤٧
المراجع
والمصادر............................................................ ١٥١
المحتوى.................................................................... ١٥٥
|