وَفي القُرْآنِ مِنْ أسْماءِ البِقَاع أَتى

بَدْرٌ حُنَينٌ وَمَصرٌ ثُمَّ الأحقافُ

وَبَكَّة يَثْرِب الجوديُّ ثُمَّ طَوَى

وَبَابلٌ عرمٌ سَدٌّ الأُلَى خَافُوا

وَطُورُ سِينَاء وَالْكَهْف الرَّقيم كَذَا

حجرٌ وأيْكَة جميعٌ مَشعَرٌ قَافُ



المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد رب العالمين ، والصّلاة والسلام على سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم الأمين ، وعلى آله وأصحابه وأنصاره ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الحمد لله الذي جعل الأرض مهادا القائل في كتابه العزيز : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً)(١) ، وجعل الجبال أوتادا : (وَالْجِبالَ أَوْتاداً)(٢) ، وبثّ من ذلك نشوزا (٣) ووهادا (٤) ، وصحارى وبلادا ، ثم فجّر خلال ذلك أنهارا ، وأسال أودية وبحارا ، وهدى عباده إلى اتخاذ المساكن ، وإحكام الأبنية والمواطن ، فشيدوا البنيان ، وعمّروا البلدان ، ونحتوا من الجبال بيوتا : (تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً)(٥) ، واستنبطوا آبارا ، وجعل حرصهم على تشييد ما شيّدوا ، وإحكام ما بنوا وعمّروا ، عبرة للغافلين ، وتبصرة للغابرين ، فقال الله جل جلاله وهو أصدق القائلين :

(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ)(٦)

__________________

(١) سورة النبأ الآية ٦. (مِهاداً :) فراشا موطأ للاسقرار عليها.

(٢) سورة النبأ الآية ٧. (أَوْتاداً :) كالأوتاد للأرض لئلا تميد.

(٣) النشوز : المرتفع.

(٤) الوهاد : المفرد وهدة : الأرض المنخفضة كأنها حفرة ، والهوة تكون في الأرض.

(٥) سورة الأعراف الآية ٧٤ ، وقال تعالى في سورة الحجر الآية ٨٢ : (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً.)

(٦) سورة يوسف الآية ١٠٩.


وقال تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ)(٧).

أحمد الله جلّ شأنه على ما أعطى وأنعم ، وهدى إلى الرّشد وألهم ، وبيّن من السّداد وأفهم ، وصل الله على خيرته من أنبيائه والمرسلين ، وصفوته من أصفيائه والصالحين ، محمد المبعوث بالهدى والدّين المبين ، القائل في حقّه : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ)(٨) وعلى آله الكرام البررة ، والصحابة المنتجبين الخيرة ، وسلّم تسليما.

أما بعد :

فهذا كتاب «أسماء البقاع والجبال في القرآن الكريم» لخاتمة الحفّاظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة ٩١١ ه‍ الموافق ١٥٠٥ م. شرحته من قصيدة له ضمت ثلاثة أبيات فقط.

وأصل هذه الأبيات في مخطوط تحت رقم (٨٧٢٥) عام وجدته في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.

عملي في الكتاب :

ثبّت القصيدة في أول كتابي الذي بين يديك ، وبعد مقدمتي كتبت دراسة مستفيضة عن إمامنا الجليل عبد الرحمن السيوطي ، وأوردت فيها الكثير من كتبه المطبوعة.

قمت بشرح كلّ بيت منفردا معتمدا على معجم البلدان للشيخ الإمام

__________________

(٧) سورة غافر الآية ٨٢. (فَما أَغْنى عَنْهُمْ :) دفع عنهم ما ينفعهم.

(٨) سورة الأنبياء الآية ١٠٧.


شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي.

شرحت وعرّفت وفسّرت ما أورده ياقوت الحموي ، فكما كان لأبيات السيوطي حاشية وشرحا ، كان لكلام ياقوت الحموي حاشية أيضا ، ولقد اعتمدت على أهم المراجع والمعاجم ، كالأعلام ، والإصابة ، وأسد الغابة ، واللسان ، والتاج ، والقاموس ، والمختار ، والمصباح ، ناهيك عن كتب الحديث.

كذلك أعددت فهارس فنية للكتاب :

أـ فهرس أوائل الآيات القرآنية الكريمة.

ب ـ فهرس أوائل الأحاديث النّبويّة الشريفة.

ج ـ فهرس الأشعار.

ختاما

أرجو أن أكون وفيت هذه الأبيات الثلاثة حقها من الضبط والشّرح والتعليق ، وأرجو أن يجد القرّاء فيه طرافة ومتعة ، وخاصة أنني آليت على نفسي أن أنقب عن كنوز الإمام السيوطي الدفينة ، والتي لم يسبق لها أن.

شاهدت النور ، وأصدرها في حلّة جميلة.

أسأل الله العليّ القدير أن يعلمنا ، وينفعنا بما علمنا ، ويسدّد خطانا إنه هو السميع العليم.

دمشق في

١٥ ربيع الثاني ١٤١١ ـ ٣ تشرين الثاني

١٩٩٠ محمد عبد الرحيم





الامام عبد الرحمن السيوطي

«لو شئت أن أكتب في كل مسألة مصنفا بأقوالها وأدلتها النقلية والقياسية ومداركها وتقوضها وأجوبتها والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك من فضل الله ، لا بحولي ، ولا بقوتي ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله».

ـ الإمام السيوطي ـ

عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري السيوطي ، جلال الدين ، إمام حافظ ، مؤرخ ، أديب ، ورع ، صالح ، تقي ، مصنف ، له نحو ستمائة مصنف ، منها الكبير والرسالة الصغيرة.

مولده ونشأته :

ولد عبد الرحمن السيوطي بعد مغرب ليلة الأحد مستهل رجب من سنة ٨٤٩ ه‍ الموافق سنة ١٤٤٥ ، قبل وفاة أبيه بست سنين ، فنشأ يتيما. حفظ القرآن الكريم وكتاب العمدة في الحديث للجماعيلي ، والمنهاج في فقه الشافعية ، وكتاب المنهاج في أصول الفقه ، وألفية ابن مالك.


شيوخه :

أوائل سنة ٨٦٤ ، وكان عمر السيوطي إذ ذاك خمس عشرة سنة ، شرع في الاشتغال بطلب العلم ، وتلقيه عن أكابر علماء وقته والجهابذة في كل فن منهم : العلامة شهاب الدين الشارمسامي ، وشيخ الإسلام علم الدين البلقيني ، وولده ، وشيخ الإسلام شرف الدين المناوي ، والإمام العلامة تقي الدين الشبلي ، والعلامة الكبير محيي الدين الكافيجي ، والشيخ سيف الدين الحنفي ، وغيرهم ، وقد جاوزوا مائة وخمسين أوردهم جميعا في المعجم الذي صنّفه لذلك.

رحلاته :

رحل جلال الدين السيوطي في طلب العلم إلى بلاد كثيرة ، منها بلاد الشام ، والحجاز ، واليمن ، والهند ، وغيرها من البلاد.

من أقواله :

يحدثنا السيوطي عن نفسه فيقول : «لما حججت شربت من ماء زمزم لأمور منها : أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني. وأصل في الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر. ورزقت التبحر في سبعة علوم هي : التفسير ، والحديث ، والفقه ، والنحو ، والمعاني ، والبيان ، والبديع على طريقة العرب والبلغاء ، لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة.

والذي أعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم السنة سوى الفقه والنقول التي اطلعت عليها فيها : لم يصل إليه ولا وقف عليه أحد من أشياخي ، فضلا عمن هو دونهم.

وأما الفقه فلا أقول ذلك فيه ، بل شيخي فيه ، وهو علم الدين البلقيني. أوسع نظرا ، وأطول باعا ، ودون هذه السبعة في المعرفة أصول


الفقه. والجدل ، والتصريف. ودونها الإنشاء ، والترسل ، والفرائض ، ودونها القراءات ، ودونها الطب ، وأما علم الحساب فهو أعسر شيء عليّ وأبعده عن ذهني. وإذا نظرت في مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلا أحمله.

وقد كنت في مبادىء الطلب قرأت شيئا في علم المنطق ، ثم ألقى الله كراهته في قلبي ، وسمعت أن ابن الصلاح أفتى بتحريمه فتركته لذلك ، فعوضني الله تعالى عنه علم الحديث الذي هو أشرف العلوم». انتهى كلامه بحروفه.

إجازاته :

أجيز جلال الدين السيوطي بتدريس العربية في مستهل سنة ٨٦٦ وعمره سبعة عشر عاما. وأجيز بالتدريس والإفتاء سنة ٨٧٦ وعمره سبعة وعشرون عاما. أجازه بهما ابن شيخ الإسلام البلقيني.

بدء التأليف :

شرع السيوطي في التأليف والتصنيف في سنة ٨٦٦ ، وأول شيء ألفه رسالة في شرح الاستعاذة والبسملة ، ورآها شيخ الإسلام البلقيني فاستحسنها وكتب عليها تقريظا.

مصنفاته :

يقول الإمام عبد الرحمن السيوطي : «ولو شئت أن أكتب في كل مسألة مصنفا بأقوالها وأدلتها النقلية والقياسية ومداركها وتقوضها وأجوبتها والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك من فضل الله ، لا بحولي ، ولا بقوتي ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله».

هذا كلام عالم معتد بنفسه ، واثق من تحصيله ، وقد أقام هو بنفسه البرهان على صحة هذا الكلام ، فإنك لتجد له رسائل في بعض مسائل من


العلوم قد استوفى فيها نقولها ، وأقوال العلماء فيها وردودهم ومناقضاتهم ، والله العلي القدير يهب من يشاء ما يشاء (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)(١).

والإمام السيوطي من نفر اشتهر من بين علماء الإسلام بالمصنفات الكثيرة ، ولكنه ينفرد عن كثير منهم بأنه صنف في أغلب العلوم التي عرفت إلى عصره بخلاف أكثر المصنفين منهم ، فقد غلب عليهم علم أو نوع من العلوم برعوا فيه ، وأكثروا من التصنيف فيه مختصرا ومطولا وبين بين أصولا وفروعا وجملة وتفصيلا.

[العلوم التي ألف فيها السيوطي :]

ونحن نذكر لك العلوم التي ألف فيها السيوطي وكتبه في كل علم (٢) :

١ ـ علم التفسير والقراءات :

(١) الإتقان في علوم القرآن.

(٢) الدّرّ المنثور في التفسير المأثور.

(٣) ترجمان القرآن في التفسير المسند.

(٤) أسرار التنزيل. ويسمى : قطف الأزهار في كشف الأسرار.

(٥) لباب النقول في أسباب النزول.

(٦) مفحمات الأقران في مبهمات القرآن.

(٧) المهذّب فيما وقع في القرآن من المعرب.

(٨) الإكليل في استنباط التنزيل.

(٩) تكملة تفسير الشيخ جلال الدين المحلي.

(١٠) التبحر في علوم التفسير.

(١١) حاشية على تفسير البيضاوي.

__________________

(١) سورة البقرة الآية ٢٦٩.

(٢) حسن المحاضرة.


(١٢) تناسق الدّرر في تناسب السّور.

(١٣) مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع.

(١٤) مجمع البحرين ومطلع البدرين في التفسير.

(١٥) مفاتح الغيب في التفسير.

(١٦) الأزهار الفائحة على الفاتحة.

(١٧) شرح الاستعاذة والبسملة.

(١٨) شرح الشاطبية.

(١٩) الألفية في القراءات العشر

(٢٠) خمائل الزّهر في فضائل السّور.

(٢١) فتح الجليل للعبد الذليل في الأنواع البديعية المستخرجة من قول تعالى : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ...).

(٢٢) القول الفصيح في تعيين الذبيح.

(٢٣) اليد البسطى في الصلاة الوسطى.

(٢٤) معترك الأقران في مشترك القرآن.

٢ ـ علم الحديث وما يرتبط به :

(٢٥) كشف المغطى في شرح الموطأ.

(٢٦) إسعاف المبطأ برجال الموطأ.

(٢٧) التوشيح على الجامع الصحيح.

(٢٨) الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج.

(٢٩) مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود.

(٣٠) شرح سنن ابن ماجه.

(٣١) تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي.

(٣٢) شرح ألفية العراقي.

(٣٣) الألفية في مصطلح الحديث واسمها : نظم الدرر في علم الأثر.


(٣٤) شرح الألفية السابقة واسمها : قطر الدرر.

(٣٥) التهذيب في الزوائد على التقريب.

(٣٦) عين الإصابة في معرفة الصحابة.

(٣٧) كشف التلبيس عن قلب أهل التدليس.

(٣٨) توضيح المدرك في تصحيح المستدرك.

(٣٩) اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة.

(٤٠) النكت البديعات على الموضوعات.

(٤١) الدليل على القول المسند.

(٤٢) القول الحسن في الذّبّ عن السّنن.

(٤٣) لبّ اللباب في تحرير الأنساب.

(٤٤) تقريب الغريب.

(٤٥) المدرج إلى المدرج.

(٤٦) تذكرة المؤتسى بمن حدّث ونسى.

(٤٧) تحفة النابه بتلخيص المتشابه.

(٤٨) الروض المكلل والورد المعلل في المصطلح.

(٤٩) منتهى الآمال في شرح حديث إنما الأعمال.

(٥٠) المعجزات والخصائص النبوية.

(٥١) شرح الصدور بشرح حال الموتى في القبور.

(٥٢) البدور السافرة عن أمور الآخرة.

(٥٣) مارواه الواعون في أخبار الطاعون.

(٥٤) فضل موت الأولاد.

(٥٥) خصائص يوم الجمعة.

(٥٦) منهاج السّنّة ومفتاح الجنّة.

(٥٧) تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش.

(٥٨) بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال.


(٥٩) مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة.

(٦٠) مطلع البدرين فيمن يؤتى أجرين.

(٦١) سهام الإصابة في الدعوات المجابة.

(٦٢) الكلم الطيب والقول المختار في المأثور من الدعوات والأذكار.

(٦٣) أذكار الأذكار.

(٦٤) الطب النبوي.

(٦٥) كشف الصلصة عن وصف الزلزلة.

(٦٦) الفوائد الكامنة في إيمان السيدة آمنة.

(٦٧) المسلسلات الكبرى.

(٦٨) جياد المسلسلات.

(٦٩) أبواب السعادة في أسباب الشهادة.

(٧٠) أخبار الملائكة.

(٧١) الثغور الباسمة في مناقب السيدة آمنة.

(٧٢) مناهج الصفاء في تخريج أحاديث الشفاء.

(٧٣) الأساس في مناقب بني العباس.

(٧٤) در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة.

(٧٥) زوائد شعب الإيمان للبيهقي.

(٧٦) لمّ الأطراف وضمّ الأتراف.

(٧٧) إطراف الأشراف بالإشراف على الأطراف.

(٧٨) جامع المسانيد.

(٧٩) الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة.

(٨٠) الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة.

(٨١) تخريج أحاديث الدرة الفاخرة.

(٨٢) تجربة العناية في تخريج أحاديث الكناية.

(٨٣) الحصر والإشاعة لأشراط الساعة.


(٨٤) الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة.

(٨٥) زوائد الرجال على تهذيب الكمال.

(٨٦) الدر المنظم في الإسم المعظم.

(٨٧) جزء في الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٨٨) من عاش من الصحابة مائة وعشرين سنة.

(٨٩) جزء في أسماء المدلسين.

(٩٠) اللمع في أسماء من وضع.

(٩١) الأربعون المتباينة.

(٩٢) درر البحار في الأحاديث القصار.

(٩٣) الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة.

(٩٤) المرقاة العلية في شرح الأسماء النبوية.

(٩٥) الآية الكبرى في شرح قصة الإسراء.

(٩٦) أربعون حديثا من رواية مالك عن نافع عن ابن عمر.

(٩٧) فهرست المرويات.

(٩٨) بغية الرائد في الذيل على مجمع الزوائد.

(٩٩) أزهار الآكام في أخبار الأحكام.

(١٠٠) الهبة السنية في الهيئة السنية.

(١٠١) تخريج أحاديث شرح العقائد.

(١٠٢) فضل الجلد.

(١٠٣) الكلام على حديث ابن عباس : احفظ الله يحفظك.

(١٠٤) أربعون حديثا في فضل الجهاد.

(١٠٥) أربعون حديثا في رفع الدين في الدعاء.

(١٠٦) التعريف بآداب التأليف.

(١٠٧) العشاريات.

(١٠٨) القول الأشبه في حديث من عرف نفسه فقد عرف ربّه.


(١٠٩) كشف النقاب عن الألقاب.

(١١٠) نشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير.

(١١١) من وافقت كنيته كنية زوجته من الصحابة.

(١١٢) ذم زيارة الأمراء.

(١١٣) زوائد نوادر الأصول للحكيم الترمذي.

٣ ـ علم الفقه :

(١١٤) حاشية على الروضة.

(١١٥) مختصر الروضة واسمه : القنية.

(١١٦) مختصر التنبيه ويسمى : الوافي.

(١١٧) الأشباه والنظائر.

(١١٨) اللوامع والبوارق ؛ في الجوامع والفوارق.

(١١٩) نظم الروضة ؛ واسمه الخلاصة.

(١٢٠) شرح النظم السابق ويسمى رفع الخصاصة.

(١٢١) الورقات المقدمة ؛ شرح الرّوض.

(١٢٢) حاشية على القطعة للأسنوي.

(١٢٣) العذب السلسل ، في تصحيح الخلاف المرسل.

(١٢٤) جمع الجوامع.

(١٢٥) الينبوع ، في ما زاد على الروضة من الفروع.

(١٢٦) مختصر الخادم ، واسمه : تحصين الخادم.

(١٢٧) تشنيف الأسماع بمسائل الإجماع.

(١٢٨) شرح التدريب الكافي ، في زوائد المهذّب على الوافي.

(١٢٩) الجامع ، في الفرائض.

(١٣٠) شرح الرّحبيّة ؛ في الفرائض.

(١٣١) مختصر الأحكام السلطانية للماوردي.


٤ ـ علوم العربية :

(١٣٢) شرح ألفية ابن مالك ، واسمه : البهجة المعنية في شرح الألفية.

(١٣٣) ألفية في النحو والصرف والخط واسمها : الفريدة.

(١٣٤) النكت على الألفية والكافية والشافية والشذور والنزهة.

(١٣٥) الفتح القريب على مغني اللبيب.

(١٣٦) شرح شواهد المغني.

(١٣٧) جمع الجوامع.

(١٣٨) شرح جمع الجوامع السابق واسمه : همع الهوامع.

(١٣٩) شرح ملحة الإعراب.

(١٤٠) مختصر ملحة الإعراب.

(١٤١) مختصر الألفية ودقائقها.

(١٤٢) الأخبار المروية في سبب وضع العربية.

(١٤٣) المصاعد العلية في القواعد النحوية.

(١٤٤) الإقتراح في أصول النحو وجدله.

(١٤٥) رفع السّنة في نصب الزّنة.

(١٤٦) الشمعة المضيّة.

(١٤٧) شرح كافية ابن مالك.

(١٤٨) در التاج في إعراب مشكل المنهاج.

(١٤٩) رسالة في مسألة «ضربي زيدا قائما».

(١٥٠) السلسلة الموشحة.

(١٥١) الشهد.

(١٥٢) شذا العرف في إثبات المعنى بالحرف.

(١٥٣) التوشيح على التوضيح.

(١٥٤) السيف الصقيل : حاشية على شرح ابن عقيل.


(١٥٥) حاشية على شرح شذور الذهب لابن هشام.

(١٥٦) شرح القصيدة الكافية في فن التصريف.

(١٥٧) قطر الندى في ورود الهمزة للنداء.

(١٥٨) شرح تصريف العزى.

(١٥٩) شرح ضروري التصريف لابن مالك.

(١٦٠) تعريف الأعجم بحروف المعجم.

(١٦١) نكت على شرح الشواهد للعيني.

(١٦٢) فجر الثمد في إعراب أكمل الحمد.

(١٦٣) الزند الوري في الجواب على السؤال السكندري.

(١٦٤) شرح لمعة الإشراق.

(١٦٥) نكت على التلخيص واسمه الإفصاح.

(١٦٦) عقود الجمان في المعاني والبيان.

(١٦٧) شرح عقود الجمان.

(١٦٨) شرح أبيات تلخيص المفتاح.

(١٦٩) مختصر تلخيص المفتاح.

(١٧٠) نكت على حاشية المطول.

(١٧١) حاشية على شرح سعد الدين التفتازاني المختصر.

٥ ـ علم أصول التصوف :

(١٧٢) الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع.

(١٧٣) شرح الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع.

(١٧٤) شرح الكوكب الوقاد في الاعتقاد.

(١٧٥) البديعية في تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية.

(١٧٦) تشييد الأركان في ليس في الإمكان أبدع مما كان.

(١٧٧) درج المعالي في نصرة الغزالي على المنكر المتغالي.


(١٧٨) الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال.

(١٧٩) مختصر إحياء علوم الدين للغزالي.

(١٨٠) المعاني الدقيقة في إدراك الحقيقة.

(١٨١) شوارد الفوائد.

(١٨٢) قلائد الفوائد.

(١٨٣) نظم التذكرة واسمه الفلك المشحون.

٦ ـ فن التاريخ والأدب :

(١٨٤) طبقات الحفاظ.

(١٨٥) طبقات النّحاة الكبرى والوسطى والصغرى.

(١٨٦) طبقات المفسرين.

(١٨٧) طبقات الأصوليين.

(١٨٨) طبقات الكتاب.

(١٨٩) حلية الأولياء.

(١٩٠) طبقات شعراء العرب.

(١٩١) تاريخ الخلفاء.

(١٩٢) حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة.

(١٩٣) تاريخ أسيوط.

(١٩٤) حاطب ليل وجارف سيل ، وهو معجم شيوخه.

(١٩٥) المعجم الصغير واسمه : المنتقى.

(١٩٦) ترجمة النواوي.

(١٩٧) ترجمة البلقيني.

(١٩٨) الملتقط من الدرر الكامنة لابن حجر.

(١٩٩) تاريخ العمر ، وهو ذيل على إنباء الغمر.

(٢٠٠) النفحة المسكية والتحفة المكية.


(٢٠١) درر الكلم وغرر الحكم.

(٢٠٢) ديوان الخطب.

(٢٠٣) ديوان شعر.

(٢٠٤) المقامات.

(٢٠٥) الرحلة الفيومية.

(٢٠٦) الرحلة المكية.

(٢٠٧) الرحلة الدمياطية.

(٢٠٨) الرسائل إلى معرفة الأوائل.

(٢٠٩) مختصر معجم البلدان لياقوت.

(٢١٠) الشماريخ في علم التاريخ.

(٢١١) الجمانة وهي رسالة في تفسير ألفاظ يكثر دورانها.

(٢١٢) المنى في الكنى.

(٢١٣) فضل الشتاء.

(٢١٤) مختصر تهذيب الأسماء واللغات للنووي.

(٢١٥) الأجوبة الزكية على الألغاز المكية.

(٢١٦) رفع شأن الحبشان.

(٢١٧) تحفة المذاكر في مختصر تاريخ ابن عساكر.

(٢١٨) شرح بانت سعاد.

(٢١٩) تحفة الظرفاء لأسماء الخلفاء.

(٢٢٠) مختصر شفاء العليل في ذمّ الصاحب والخليل.

[هذه بعض مؤلفات الإمام السيوطي التي ثبتها بنفسه في كتابه «حسن المحاضرة» وبقي من كتبه الكثير جمعت بعضا منها وهي](١) :

(٢٢١) وصول الأماني بأصول التهاني.

__________________

(١) هذه الزيادة من مؤلفات الإمام السيوطي استقيتها من مراجع (مكتبة الأسد الوطنية) بدمشق.


(٢٢٢) الجامع الصغير من حديث البشير النذير.

(٢٢٣) آية الكرسي ومعانيها.

(٢٢٤) أبواب السعادة في أسباب الشهادة.

(٢٢٥) إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة.

(٢٢٦) إحياء الميت في فضائل آل البيت.

(٢٢٧) أخلاق حملة القرآن.

(٢٢٨) الأرج في الفرج.

(٢٢٩) الأزهار الزينية في شرح متن الألفية.

(٢٣٠) الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة.

(٢٣١) أسباب ورود الحديث.

(٢٣٢) أسباب الكساء على النساء.

(٢٣٣) أسرار ترتيب القرآن.

(٢٣٤) الأشباه والنظائر في الفروع.

(٢٣٥) الأشباه والنظائر في قواعد فقه الشافعية.

(٢٣٦) الأشباه والنظائر في النحو.

(٢٣٧) الألغاز النحوية.

(٢٣٨) الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع.

(٢٣٩) إنباه الأذكياء في حياة الأنبياء.

(٢٤٠) الباهر في حكم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الباطن والظاهر.

(٢٤١) بسط الكف في إتمام الصف.

(٢٤٢) بشرى الكئيب بلقاء الحبيب.

(٢٤٣) تحذير الخواص من أكاذيب القصاص.

(٢٤٤) تحفة الأبرار بنكت الأذكار.

(٢٤٥) ترتيب سور القرآن.

(٢٤٦) التطريق في التصحيف.


(٢٤٧) تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء.

(٢٤٨) حسن المقصد في عمل المولد.

(٢٤٩) الدرر الحسان في البعث ونعيم الجنان.

(٢٥٠) دفع التشنيع في مسألة التسميع.

(٢٥١) دقائق الأخبار في ذكر الجنة والنار.

(٢٥٢) وصف الآل في وصف الهلال.

(٢٥٣) الزهر بالهجر.

(٢٥٤) زهر الخمائل على الشمائل.

(٢٥٥) سهام الإصابة في الدعوات المستجابة.

(٢٥٦) شرح قصة الإسراء والمعراج.

(٢٥٧) شقائق الاترنج في رقائق الغنج.

(٢٥٨) كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب.

(٢٥٩) الوسائل إلى مسامرة الأوائل.

(٢٦٠) فاكهة الصيف وأنيس الضيف.

(٢٦١) مجموعة رسائل السيوطي.

(٢٦٢) المزهر في علوم اللغة وأنواعها.

(٢٦٣) نزهة الجلساء في أشعار النساء.

(٢٦٤) نزهة العمر في التفضيل بين السود والبيض والسمر.

(٢٦٥) نزول عيسى بن مريم آخر الزمان.

(٢٦٦) المستظرف من أخبار الجواري.

رحم الله تعالى هذا العالم الجليل الذي أمضى جلّ حياته في قراءة وتدوين علوم الإسلام وجمع المتفرق منها وتذييلها ، إنه سميع مجيب.



أسماء البقاع والجبال

في

القرآن الكريم



١

بدر

حنين

مصر

الأحقاف



وقلت فيما وقع في القرآن من أسماء البقاع والجبال :

وفي القرآن من أسماء البقاع أتى

بدر حنين ومصر ثمّ الأحقاف

__________________

١

[الواو] : استئنافية.

[في] : حرف جر ظرفيّة حقيقيّة مجازيّة.

[القرآن] : الكريم ، كلام الله المعجز المنزّل على رسول الله محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالوحي المنقول إلينا بالتواتر (١). وردت لفظة «القرآن» في القرآن الكريم في ٥٩ موضع. يقول تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)(٢).

[من] : حرف جر.

[أسماء] : المفرد اسم : الّلفظ الذي يعرف به الشيء ويستدل به عليه ، والإسم عند النّحاة : ما دلّ على معنى في نفسه غير مقترن بزمن كرجل وفرس. وجمع الجمع : أسامي وأسام ، وتصغيره : سميّ ، والنّسبة إليه اسميّ وسمويّ وسمويّ.

[البقاع] : المفرد : البقعة : القطعة من الأرض تتميز مما حولها ، والقطعة من اللّون تخالف ما حولها.

__________________

(١) معجم لغة الفقهاء : ٣٥٩.

(٢) سورة الإسراء الآية ٩.


__________________

[أتى] : جاء.

* * *

[بدر] : يقول الله تعالى : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(٣).

* بدر : بالفتح ثم بالسّكون. ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصّفراء (٤) بينه وبين الجار ، يقال : إنه ينسب إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة ، وقيل : بل هو رجل من بني ضمرة (٥) سكن هذا الموضع فنسب إليه ثمّ غلب اسمه عليه.

قال الزّبير بن بكّار (٦) : قريش بن الحارث بن يخلد (٧) ، ويقال : مخلّد

__________________

(٣) سورة آل عمران الآية ١٢٣.

(٤) الصفراء : وادي من ناحية المدينة ، كثير النخل والزّرع ، في طريق الحاج ، بينه وبين بدر مرحلة. وماؤها عيون كثيرة ، وماؤها يجري إلى ينبع ورضوى غريبها (مراصد الاطلاع : ٢ / ٨٤٤).

(٥) بنو ضمرة : قبيلة عربية يرجع نسبها إلى جدها ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة من عدنان كانت منازل بنيه في جبل «ثافل». قال عرّام : عن يسار المصعد من الشام إلى مكة ، وهم أصحاب بيوت ومواشي ويسار ، نزل بعضهم بالأبواء (بين مكة والمدينة) ونزلت جماعة منهم بعد الإسلام في بلاد الأشمونيين بمصر ، وإليه ينسب عمرو بن أمية الضمري (انظر : نهاية الارب : ٢٦٢ ، واللباب في تهذيب الأنساب : ٧٤ ، ومعجم البلدان : ١ / ٩٢ ، والأعلام : ٣ / ٢١٦).

(٦) الزّبير بن بكّار : بن عبد الله القرشي الأسدي المكي ، من أحفاد الزّبير بن العوام ، أبو عبد الله ، عالم بالأنساب وأخبار العرب ، راوية ، ولد في المدينة سنة ١٧٢ ه‍ الموافق ٧٨٨ م ، وولى قضاء مكة توفي فيها سنة ٢٥٦ ه‍ الموافق ٨٧٠ م ، له تصانيف كثيرة منها : أخبار العرب وأيامها ، ونسب قريش وأخبارها ، وجمهرة نسب قريش ، والاوس والخزرج ، ووفود النعمان على كسرى ، وأخبار ابن ميادة ، وأخبار حسّان ، وأخبار عمر بن أبي ربيعة ، وأخبار جميل ، وأخبار نصيب ، وأخبار كثير ، وأخبار الدمينة ، والموفقيات. (انظر : آداب اللغة : ٢ / ١٩٣ ، وتاريخ بغداد : ٨ / ٤٦٧ ، ووفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان : ١ / ١٨٩. والأعلام : ٣ / ٤٢).

(٧) قريش بن الحارث بن يخلد : بن النّضر بن كنانة ، من عدنان ، جاهلي ، من أهل مكة ، كان دليل بني


ابن النّضر بن كنانة ، به سميت قريش فغلب عليها لأنه كان دليلها وصاحب ميرتها (٨). فكانوا يقولون : جاءت عير (٩) قريش ، وخرجت عير قريش ؛ قال : وابنه بدر بن قريش ، به سمّيت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة ، لأنه كان احتفرها ، وبهذا الماء كانت الوقعة المشهورة التي أظهر الله بها الإسلام وفرّق بين الحقّ والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة.

ولما قتل من قتل من المشركين ببدر ، وجاء الخبر إلى مكّة ، ناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا : لا تفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم.

وكان الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى (١٠) قد أصيب له ثلاثة

__________________

كنانة في تجاراتهم ، فإذا أقبل في القافلة يقال : قدمت عير قريش ، فغلب لفظ (قريش) على ما كان في عهده من بين النّضر بن كنانة. وللنّسابين خلاف طويل في (قريش) فقائل : إنه لقب للنضر بن كنانة ، وقائل : إنه لقب لفهد بن مالك بن النضر بن كنانة ، وقائل : ان بني النّضر بن كنانة سمو قريشا لتقرشهم (أي تجمعهم) في أيام قصيّ بن كلاب النّضري الكناني ، وقائل : غير هذا. والقرشيون قسمان : قريش البطاح ، وقريش الظواهر. (انظر : الروض الأنف : ١ / ٧٠ ، وطرفة الأصحاب : ٢٠ ، وسبائك الذهب في معرفة قبائل العرب : ٦٠ ، ونهاية الأرب في معرفة أنساب العرب : ٣٢١ ، والمحبر : انظر فهرسته ، وتاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس : ١ / ١٥٢ ، وجمهرة الأنساب : ٤٣٣ ، وتاريخ اليعقوبي : ١ / ٢١٢ ، وقلب جزيرة العرب : ١٩٠ ، وتلبيس أبليس : ٥٧ ، والبداية والنهاية : ٢ / ٢٠٠ ، والسيرة الحلبية : ١ / ١٣ ، ومعجم قبائل العرب : ٩٤٧ ، والأعلام : ٥ / ١٩٠).

(٨) الميرة : الطعام من الحب والقوت.

(٩) العير : القوم ومعهم حملهم من الميرة ، يقال : للرّجال وللجمال معا ، ولكل واحد منهما دون الآخر. يقال : فلان لا في العير ولا في النّفير أي : حقير الشأن ، صغير القدر ، يستهان به.

(١٠) الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى : كان نديما للأسود بن عبد يغوث الزهري ، وكان يقال لهما «الأسودان» ، وكانا من أعزّ قريش في الجاهلية ، كانا يطوفان بالبيت متقلدين بسيفين سيفين ، وكانا من المستهزئين برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.


__________________

من ولده : زمعة بن الأسود (١١) ، وعقيل بن الأسود (١٢) ، والحارث بن زمعة (١٣) ، وكان يحبّ أن يبكي على بنيه.

قال : فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة (١٤) بالليل ، فقال لغلام له وقد ذهب بصره : انظر هل أحلّ النّحيب (١٥) ، وقد بكت قريش على قتلاهم لعليّ أبكي على أبي حكيمة ، يعني زمعة ، فإنّ جوفي قد احترق.

فلما رجع الغلام إليه قال : إنما هي امرأة تبكي على بعيرها أضلّته :

فقال حينئذ :

أتبكي أن يضلّ لها بعير

ويمنعها من النّوم السّهود (١٦)

فلا تبكي على بكر ، ولكن

على بدر تقاصرت الجدود (١٧)

على بدر سراة بني هصيص

ومخزوم ورهط أبي الوليد (١٨)

__________________

(١١) زمعة بن الأسود : بن المطلب ، أبو حكيمة ، من أحب أولاد الأسود ، كان بارا بابيه ، فكان إذا خرج من عند أبيه في سفر قال : أسير كذا كذا ، وآتي البلد يوم كذا وكذا ، ثم أخرج يوم كذا وكذا ، فلا يخرم مما يقول شيئا. مات قتلا في معركة بدر.

(١٢) عقيل بن الأسود : بن المطلب ، قتل كافرا في معركة بدر.

(١٣) الحارث بن زمعة : بن الأسود بن المطلب قتل كافرا في معركة بدر.

(١٤) النائحة : مصدر : نحح. ونحّ الرّجل نحيحا : تردد صوته في صدره ، والنّحيح : صوت يردّد في الجوف.

(١٥) النّحيب : رفع الصّوت بالبكاء ، ونحب الباكي : رفع صوته بالبكاء. والنّحب : أشدّ البكاء.

(١٦) السهود : الأرق وعدم النّوم.

(١٧) بكر : الفتي من الإبل ، الجمع : أبكر ، والأنثى : البكرة. جمع : بكار. تقاصرت : تقلصت وانقبضت وكفّت وعجزت.

(١٨) السّراة : سروات القوم : سادتهم ورؤساؤهم ، بنو هصيص : قبيلة عربية يرجع نسبها إلى جدها الجاهلي هصيص بن كعب بن لؤي من قريش. استوعب تنسيق نسله في كتاب (نسب قريش) ستا


.........................................................................................................

__________________

وبكيّ إن بكيت على عقيل ،

وبكّي حارثا أسد الأسود (١٩)

وبكّيهم ، ولا تسمي ، جميعا ،

وما لأبي حكيمة من نديد (٢٠)

ألا قد ساد بعدهم رجال

ولو لا يوم بدر لم يسودوا (٢١)

وبين بدر والمدينة سبعة برد :

ـ بريد بذات الجيش.

ـ بريد عبّود.

ـ بريد المرغة.

ـ بريد المنصرف.

ـ بريد ذات أجذال.

ـ بريد المعلاة.

ـ بريد الأثيل.

ثم بدر ، وبدر الموعد ، وبدر القتال ، وبدر الأولى ، وبدر الثانية ، كله

__________________

وعشرين صفحة ، وكان من أحفاده في عهد ظهور الإسلام ، علي بن أمية بن خلف (قتل يوم بدر مع أبيه مشركين) وصفوان بن أمية ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج. (انظر : نسب قريش : ٣٨٦ ـ ٤١٢ ، وجمهرة الأنساب : ١٥٠ ـ ١٥٧ ، والأعلام : ٨ / ١٨٩. مخزوم : قبيلة عربية يرجعها نسبها إلى مخزوم بن يقظة ابن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب ، من قريش ، من نسله خالد بن الوليد ، وأبو جهل ، وسعيد بن المسيّب. (انظر : سبائك الذهب : ٦٣ ، وتاج العروس من جواهر القاموس : ٥ / ٢٦٧ ، وجمهرة الأنساب : ١٣١ ـ ١٤٠ ، ومعجم قبائل العرب : ١٠٥٨ ، والأعلام : ٧ / ١٩٣).

(١٩) عقيل : أي ابنه عقيل بن الأسود. الحارث : ابن ابنه ، الحارث بن زمعه بن الأسود.

(٢٠) أبو حكيمة : لقب ابنه زمعة بن الأسود. نديد : النّدّ : المثل والنّظير ، يقال : هو ندّ فلان شجاعة. ويرى أكثر اللغويين تخصيصه بالمثل الذي يناوىء نظيره وينازعه.

(٢١) ساد : عظم وشرف ، ورأس قومهم وصار سيدهم.


.................................................................................................

__________________

موضع واحد. وقد نسب إلى بدر جميع من شهدها من الصّحابة الكرام ، ونسب إلى سكنى الموضع أبو مسعود البدري (٢٢). رحم الله شهداء بدر (٢٣).

[حنين] : يقول الله تعالى : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ)(٢٤).

* حنين : يجوز أن يكون تصغير الحنان ، وهو الرحمة ، تصغير ترخيم ، ويجوز أن يكون تصغير الحنّ ، وهو حيّ من الجنّ.

قال السّهيلي (٢٥) : سمي بحنين بن قانية بن مهلائيل ، قال : وأظنه من

__________________

(٢٢) أبو مسعود البدري : هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج ، أبو مسعود ، صحابي ، شهد العقبة وأحدا وما بعدها ، ونزل الكوفة ، وكان من أصحاب الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، فاستخلفه عليها لما سار إلى صفّين ، وتوفى فيها سنة ٤٠ ه‍ الموافق ٦٦٠ م ، له ١٠٢ حديث. (انظر : الإصابة في تمييز الصحابة الترجمة رقم : ٥٦٠٨ ، والأعلام : ٤ / ٢٤٠ ـ ٢٤١).

(٢٣) معجم البلدان : ١ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨.

(٢٤) سورة التوبة الآية ٢٥.

(٢٥) السهيلي : هو عبد الرّحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلي ، حافظ ، عالم باللغة والسّير ، ضرير ، ولد في مالقة سنة ٥٠٨ ه‍ الموافق ١١١٤ م ، وعمي وعمره ١٧ سنة ، ونبغ ، فاتصل خبره بصاحب مراكش فطلبه إليها وأكرمه ، فأقام يصنف كتبه إلى أن توفي بها سنة ٥٨١ ه‍ الموافق ١١٨٥ م. وهو صاحب الأبيات التي مطلعها :

يا من يرى ما في الضمير ويسمع

أنت المعدّ لكل ما يتوقع

من كتبه : الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام ، وتفسير سورة يوسف ، والتعريف والإعلام في ما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام ، والإيضاح والتبيين لما أبهم من تفسير الكتاب المبين ،


.................................................................................................

__________________

العماليق (٢٦). حكاه عن أبي عبيد البكري ، وهو اليوم الذي ذكره عزوجل في كتابه الكريم : وهو قريب من مكة ، وقيل : هو واد قبل الطائف ، وقيل : واد بجنب ذي المجاز (٢٧).

قال الواقدي (٢٨) : بينه وبين مكة ثلاث ليال ، وقيل : بينه وبين مكة

__________________

ونتائج الفكر. (انظر : وفيات الأعيان : ١ / ٢٨٠ ، ونكت الهميان : ١٨٧ ، وزاد المسافر : ٩٦ ، والمغرب في حلى المغرب : ١ / ٤٨٨ ، وتذكرة الحفاظ : ٤ / ١٣٧ ، والاستقصا : ١ / ١٨٧ ، والتكملة : ٥٧٠ ، وإنباه الرواة : ٢ / ١٦٢ ، وبغية الملتمس : ٣٥٤. والأعلام : ٣ / ٣١٣).

(٢٦) العماليق : المفرد : عملاق : الذي يفوق جنسه في الطول والضخامة. والعمالقة : قوم من ولد عمليق ابن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه‌السلام ، تفرقوا في البلاد وانقرض أكثرهم.

(٢٧) ذو المجاز : موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب (جبل خلف عرفات مشرف عليه) كانت به تقوم في الجاهلية ثمانية أيام. قال الشاعر :

تراني يا عليّ أموت وجدا

ولم أرع القرائن من رئام

ولم أرع الكرى فمشت وطائت

وأوردها المجاز وهي ظوامى

(انظر : مراصد الاطلاع : ٣ / ١٢٢٩).

(٢٨) الواقدي : هو محمد بن عمر بن واقد السّهمي الأسلمي بالولاء المدني أبو عبد الله ، من أقدم المؤرخين في الإسلام ومن أشهرهم ، ومن حفّاظ الحديث ، ولد بالمدينة سنة ١٣٠ ه‍ الموافق ٧٤٧ م ، وكان حناطا (تاجر حنطة) بها ، وضاعت ثروته ، فانتقل إلى العراق سنة ١٨٠ ه‍ في أيام الرشيد ، واتصل بيحيى بن خالد البرمكي فأفاض عليه عطاياه وقرّبه من الخليفة ، تولى القضاء ببغداد ، واستمر إلى أن توفي فيها سنة ٢٠٧ ه‍ الموافق ٨٢٣ م. من كتبه : المغازي النبوية ، وفتح إفريقية ، وفتح العجم ، وفتح مصر والإسكندرية ، وتفسير القرآن ، وأخبار مكة ، والطبقات ، وفتوح العراق ، وسيرة أبي بكر ووفاته ، وتاريخ الفقهاء ، والجمل ، وكتاب صفين ، ومقتل الحسين ، وضرب الدنانير والدراهم ، وفتوح الشام. (انظر : تذكرة الحفّاظ : ١ / ٣١٧ ، ووفيات الأعيان : ١ / ٥٠٦ ، وتاريخ بغداد : ٣ / ٣ ـ ٢١ ، وميزان الاعتدال : ٣ / ١١٠ ، وآداب اللغة : ٢ / ١٤٧ ، وعيون الأثر : ١ / ١٧ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣٦٣ ـ ٣٦٨ ، والفهرست لابن النديم : ١ / ٩٨ ، والأعلام : ٦ / ٣١١).


.................................................................................................

__________________

بضعة عشر ميلا ، وهو يذكّر ويؤنّث ، فإن قصدت به البلد ذكّرته وصرّفته كقوله عزوجل : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ)(٢٩)

وإن قصدت به البلدة والبقعة أنّثته ولم تصرّفه كقول الشاعر :

نصروا نبيّهم وشدّوا أزره

بحنين ، يوم تواكل الأبطال (٣٠)

وقال خديج بن العوجاء النّصري :

ولما دنونا من حنين ومائه

رأينا سوادا منكر اللون أخصفا (٣١)

بملمومة عمياء لو قذفوا بها

شماريخ من عروى ، إذا عاد صفصفا (٣٢)

ولو أنّ قومي طاوعتني سراتهم

إذا ما لقينا العارض المتكشفا (٣٣)

إذا ما لقينا جند آل محمد

ثمانين ألفا ، واستمروا بخندفا (٣٤)

__________________

(٢٩) سورة التوبة الآية ٢٥.

(٣٠) الأزر : القوة ، والظهر. يقال : شد أزره أي قوّاه ، يقول تعالى في سورة طه الآية ٣١ : (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) أي : ظهري. تواكل الأبطال : اتكل بعضهم على بعض.

(٣١) الأخصف : مصدر : خصف : وخصف النعل : خرزها بالمخصف (المخرز) فهي خصيف ، وخصف العريان الورق على بدنه : ألزقه به ليستتر به ، وخصف الشيء إلى الشيء : ضمه إليه.

(٣٢) الملمومة : المجتمع المدوّر ، والمجنون ، وصخرة ملمومة : مستديرة صلبة. الشماريخ : المفرد : الشمروخ ، ورأس الجبل ، وأعلى السّحاب ، وغصن دقيق رخص ينبت في أعلى الغصن الغليظ. الصفصف : المستوي من الأرض لا نبات فيه. قال تعالى في سورة طه : (فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً).

(٣٣) السراة : سراة كل شيء : أعلاه ، وسراة النهار : وقت ارتفاع الشمس في السماء ، والسراة من الطريق : وسطه ومعظمه ، ومن الفرس : أعلى ظهره ، والجمع : سروات ، وسروات القوم : سادتهم ورؤساؤهم. العارض : ما اعترض في الأفق فسدّه من سحاب أو جراد أو نحل ، وصفحة الخد.

(٣٤) الخندق : التّبختر في المشي ، والهرولة.


.................................................................................................

______________________________________________________

[مصر] : يقول الله تعالى : (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ)(٣٥).

(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(٣٦).

(وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(٣٧).

(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ)(٣٨).

(وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ)(٣٩).

* مصر : سميت مصر بمصر بن مصرايم بن حام بن نوح عليه‌السلام ،

__________________

(٣٥) سورة البقرة الآية ٦١.

(٣٦) سورة يونس الآية ٨٧.

(٣٧) سورة يوسف الآية ٢١.

(٣٨) سورة يوسف الآية ٩٩.

(٣٩) سورة الزخرف الآية ٥١.


.................................................................................................

__________________

وهي من فتوح عمرو بن العاص (٤٠) في أيام عمر بن الخطاب (٤١) رضي‌الله‌عنه.

__________________

(٤٠) عمرو بن العاص : بن وائل السهمي القرشي ، ابو عبد الله ، فاتح مصر ، وأحد عظماء العرب ودهاتهم وأولي الرأي والحزم والمكيدة فيهم. كان في الجاهلية من الأشداء على الإسلام. وأسلم في هدنة الحديبية ، ولّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إمرة جيش «ذات السلاسل» وأمدّه بأبي بكر وعمر ، ثم استعمله على عمان ، ثم كان من أمراء الجيوش في الجهاد بالشام في زمن عمر ، وهو الذي افتتح قنسرين وصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية. ولاه عمر بن الخطاب فلسطين ، ثم مصر فافتتحها وعزله عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه. ولما كانت الفتنة بين الإمام عليّ كرم الله وجهه ومعاوية بن أبي سفيان ، كان عمرو بن العاص مع معاوية ، فولّاه معاوية على مصر سنة ٣٨ ه‍ ، وأطلق له خراجها ست سنين فجمع أموالا طائلة ، وتوفي بالقاهرة سنة ٤٣ ه‍ الموافق ٦٦٤ م. وأخباره كثيرة ، له في كتب الحديث ٣٩ حديثا. (انظر : الاستيعاب في معرفة الأصحاب ٢ / ٥٠١ ، والإصابة في تمييز الصحابة الترجمة رقم (٥٨٨٤) ، وتاريخ الإسلام للذهبي : ٢ / ٢٣٥ ـ ٢٤٠. وجمهرة الأنساب : ١٥٤ ، والأعلام : ٥ / ٧٩).

(٤١) عمر بن الخطاب : بن نفيل القرشي العدوي ، أبو حفص ، ثاني الخلفاء الراشدين ، وأول من لقب بأمير المؤمنين ، الصّحابي الجليل ، الشّجاع والحازم ، صاحب الفتوحات ، يضرب بعدله المثل ، كان في الجاهلية من أبطال قريش وأشرافهم ، وله السّفارة فيهم ، ينافر عنهم ، وينذر من أرادوا إنذاره ، وهو أحد العمرين اللذين كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو ربه أن يعزّ الإسلام بأحدهما. أسلم قبل الهجرة بخمس سنين وشهد الوقائع. قال ابن مسعود : ما كنا نقدر أن نصلّي عند الكعبة حتى أسلم عمر. وقال عكرمة : لم يزل الإسلام في اختفاء حتى أسلم ، وكانت له تجارة بين الشام والحجاز. بويع عمر بن الخطاب بالخلافة يوم وفاة أبي بكر سنة ١٣ ه‍ الموافقة ٦٣٤ م بعهد منه ، وفي أيامه تمّ فتح الشام والعراق ، وافتتحت القدس والمدائن ومصر والجزيرة ، حتى قيل : انتصب في مدته اثنا عشر ألف منبر في الإسلام ، وهو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري ، وكانوا يؤرخون بالوقائع ، واتخذ بيت مال المسلمين ، وأمر ببناء البصرة والكوفة فبنيتا ، وأول من دوّن الدواوين في الإسلام ، جعلها على الطريقة الفارسية لإحصاء أصحاب الأعطيات وتوزيع المرتبات


.................................................................................................

__________________

قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول الله تعالى : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ)(٤٢) قال يعني مصر. وإن مصر خزائن الأرضين كلها وسلطانها سلطان الأرضين كلها ، ألا ترى إلى قول يوسف عليه‌السلام لملك مصر :

(اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)(٤٣).

ولم يذكر عزوجل في كتابه مدينة بعينها بمدح غير مكّة ومصر فإنّه

__________________

عليهم ، وكان يطوف في الأسواق منفردا ، ويقضي بين الناس حيث أدركه الخصوم ، وكتب إلى عماله : إذا كتبتم لي فابدأوا بأنفسكم ، وروى الزهري : كان عمر إذا نزل به الأمر المعضّل دعا الشبان فاستشارهم يبتغي حدّة عقولهم ، وله كلمات ، خطب ورسائل غاية في البلاغة. وكان لا يكاد يعرض له أمر إلا أنشد فيه بيت شعر. وكان أوّل ما فعله لما ولي أن ردّ سبايا أهل الردة إلى عشائرهن وقال : كرهت أن يصير السبي سبة على العرب. وكانت الدراهم في أيامه على نقش الكسروية ، وزاد في بعضها : «الحمد لله» وفي بعضها «لا إله إلا الله وحده» وفي بعضها : «محمد رسول الله» له في كتب الحديث : ٥٣٧ حديثا. وكان نقش على خاتمه كفى بالموت واعظا يا عمر وفي الحديث «اتقوا غضب عمر ، فإن الله يغضب لغضبه» لقبه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالفاروق ، وكنّاه بأبي حفص. وكان يقضي على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قالوا في صفته : كان أبيض عاجي اللون ، طوالا مشرقا على الناس ، كث اللحية ، منحسر الشعر من جانبي الجبهة ، يصبغ لحيته بالحناء والكتم ، قتله أبو لؤلؤة فيروز الفارسي غلام المغيرة بن شعبة غيلة سنة ٢٣ ه‍ الموافق ٦٤٤ م ، بخنجر في خاصرته في صلاة الصبح ، وعاش بعد الطعنة ثلاث ليال. (انظر : الكامل لابن الأثير : ٣ / ١٩ ، وتاريخ الطبري : ١ / ١٨٧ و ٢ / ٨٢ ، والإصابة في تمييز الصحابة رقم : ٥٨٣٨ ، وصفة الصفوة : ١ / ١٠١ ، وحلية الأولياء : ١ / ٣٨ ، وتاريخ الخميس : ١ / ٢٥٩ و ٢ / ٢٣٩ ، وأخبار القضاة لوكيع : ١ / ١٠٥ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٨٨ ، و ١٦٧ ، وشذور العقود للمقريزي : ٥ ، والكنى والأسماء : ١ / ٧ ، والإسلام والحضارة العربية : ٢ / ١١١ و ٣٦٤ ، والأعلام : ٥ / ٤٤٥.

(٤٢) سورة المؤمنون الآية ٥٠.

(٤٣) سورة يوسف ٥٥.


.................................................................................................

__________________

قال : (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ)(٤٤). وهذا تعظيم ومدح ، وقال : (اهْبِطُوا مِصْراً)(٤٥). فمن لم يعرّف فهو تعظيم وعلم هذا الموضع. وقوله تعالى : (فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ)(٤٦). تعظيما لها ، فإنّ موضعا يوجد فيه ما يسألون لا يكون إلّا عظيما؟ وقوله تعالى : (وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ)(٤٧). وقال : (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ)(٤٨). وقال : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً)(٤٩).

وسمّى الله تعالى ملك مصر العزيز بقوله تعالى : (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ)(٥٠). وقالوا ليوسف حين ملك مصر : (يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ)(٥١) ، فكانت هذه تحيّة عظمائهم.

روى أبو ميل : أن عبد الله بن عمر الأشعري قدم من دمشق إلى مصر وبها عبد الرحمن بن عمرو بن العاص (٥٢) فقال :

ما أقدمك إلى بلدنا؟

__________________

(٤٤) سورة الزخرف الآية ٥١.

(٤٥) سورة البقرة الآية ٦١.

(٤٦) سورة البقرة الآية ٦١.

(٤٧) سورة يوسف الآية ٢١.

(٤٨) سورة يوسف الآية ٩٩.

(٤٩) سورة يونس الآية ٨٧.

(٥٠) سورة يوسف الآية ٣٠.

(٥١) سورة يوسف الآية ٨٨.

(٥٢) عبد الرحمن بن عمرو بن العاص : انظر ترجمة أبيه صفحة ٤٢.


.................................................................................................

__________________

قال : أكنت أقدمتني ، كنت حدثتنا أن مصر أسرع الأرض خرابا ، ثم أراك قد اتخذت فيها الرّباع (٥٣) واطمأننت.

فقال : إن مصر قد وقع خرابها ، دخلها بختنصّر (٥٤) ، فلم يدع فيها حائطا قائما ، فهذا هو الخراب الذي كان يتوقع لها ، وهي اليوم أطيب الأرضين ترابا ، وأبعدها خرابا ، لن تزال فيها البركة ما دام في الأرض إنسان ، قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌ)(٥٥) ، هي أرض مصر إن لم يصبها مطر زكت ، وإن أصابها أضعف زكاها.

وقالوا : مثلت الأرض على صورة طائر ، فالبصرة (٥٦) ومصر الجناحان ، فإذا خربتا خربت الدنيا.

وقرأت بخط أبي عبد الله المرزباني (٥٧) ، حدثني أبو حازم القاضي

__________________

(٥٣) الرباع : المفرد : الربع أي : الموضع ينزل فيه زمن الربيع والدّار والمنزل.

(٥٤) بختنصّر : أو نبوخذ نصّر : ملك بابل ٦٠٥ ـ ٥٦٢ ق. م ، ورد ذكره في الكتاب المقدس ـ احتل فلسطين وخرّب أورشليم ، وسبى اليهود سنة ٥٨٦ ق. م. (المنجد في الأعلام ٧٠٦).

(٥٥) سورة البقرة الآية ٢٦٥.

(٥٦) البصرة : مدينة ومرفأ في العراق على شطّ العرب قاعدة ومحافظة ومركز قضاء البصرة. تأسست في عهد عمر بن الخطاب ـ رضي‌الله‌عنه سنة ٦٣٨ م ، فأصبحت إحدى أهم المدن في العراق ، عندها جرت معركة الجمل سنة ٦٥٦ م ، ازدهرت في عهد العباسيين وأضحت مع الكوفة مهدا للدروس اللغوية ، أحرقها الزنج سنة ٨٧١ م ، ثم القرامطة سنة ٩٢٣ م ، بدأت بالانحطاط سنة ١٢٥٨ م ، واحتلها الأتراك سنة ١٦٦٨ ، ثم الإنكليز سنة ١٩١٤ م ، وهي مسقط رأس الحسن البصري والأشعري ، ولها ستة أقضية هي : البصرة ، والقرنة ، وشط العرب ، والزبير ، وأبو الخصيب ، والفاو. (المنجد في الأعلام : ١٣٤).

(٥٧) ابو عبد الله المرزباني : هو محمد بن عمران بن موسى ، إخباري ومؤرّخ وأديب ، أصله من


.................................................................................................

__________________

قال : قال لي أحمد بن المدبّر أبو الحسن : لو عمّرت مصر كلها لوفت بالدنيا.

وقال لي : مساحة مصر ثمانية وعشرون ألف ألف فدّان وإنما يعمل فيها في ألف ألف فدّان (٥٨).

وقال لي : كنت أتقلّد الدواوين لا أبيت ليلة من الليالي وعليّ شيء من العمل ، وتقلّدت مصر فكنت ربما بتّ وعليّ شيء من العمل فاستتمه إذا أصبحت.

وقال لي أبو حازم القاضي : جبى عمرو بن العاص مصر لعمر بن

__________________

خراسان ولد في بغداد سنة ٢٩٧ ه‍ الموافق ٩١٠ م ، وتوفي فيها سنة ٣٨٤ ه‍ الموافق ٩٩٤ م ، كان مذهبه الاعتزال له كتب عجيبة أتى على وصفها ابن النّديم منها : المفيد في الشعر والشعراء ومذاهبهم ، والأزمنة في الفصول الأربعة والغيوم والبروق وأيام العرب والعجم ، والمونق في تاريخ الشعراء ، ومعجم الشعراء ، والموشح ، وأخبار البرامكة ، وشعر حاتم الطائي ، وأخبار السيد الحميري ، وأخبار المعتزلة ، والمستنير في أخبار الشعراء المحدثين ، والرياض في أخبار العشاق ، والرائق في المغنين والغناء ، وأخبار أبي مسلم الخراساني ، وأخبار شعبة بن الحجاج ، وأخبار ملوك كندة ، وأخبار أبي تمام ، والمراثي ، وتلقيح العقول في الأدب ، والشعر ، وأشعار الخلفاء ، وديوان يزيد بن معاوية الأموي ، وأشعار النساء ، قالوا : كان جاحظ زمانه. (انظر : الفهرست لابن النديم : ١ / ١٣٢ ، وفوات الوفيات : ١ / ٥٠٧ ، وميزان الاعتدال : ٣ / ١١٤ ، ولسان الميزان : ٥ / ٣٢٦ ، والفهرس التمهيدي : ٢٩٧ ، وتاريخ بغداد : ٣ / ١٣٥ ، والوافي بالوفيات : ٤ / ٢٣٥ ، والعبر : ٣ / ٢٧ ، والأعلام : ٦ / ٣١٩).

(٥٨) الفدان : مساحة من الأرض تختلف باختلاف البلاد ، أما مساحة مصر فهي : (٠٠٠ ، ٩٩٤ كلم ٢). (المنجد في الأعلام : ٦٦٥).


.................................................................................................

__________________

الخطاب رضي‌الله‌عنه ، اثني عشر ألف ألف دينار ، فصرفه عثمان (٥٩) ، وقلّدها عبد الله بن أبي سرح (٦٠) فجباها أربعة عشر ألف ألف دينار.

فقال عثمان لعمرو : يا أبا عبد الله أعلمت أن اللّقمة بعدك درّت؟

فقال : نعم .. ولكنها أجاعت أولادها.

وقال لنا أبو حازم : إن هذا الذي رفعه عمرو بن العاص وابن أبي سرح إنما كان عن الجماجم خاصّة دون الخراج وغيره.

__________________

(٥٩) صرفه عثمان : أي عزلة عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه.

(٦٠) عبد الله بن أبي سرح : القرشي العامري ، من بني عامر بن لؤي من قريش ، فاتح إفريقية ، وفارس بني عامر ، من أبطال الصحابة ، أسلم قبل فتح مكة وهو من أهلها ، وكان من كتّاب الوحي للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان على ميمنة عمرو بن العاص حين افتتح مصر ، ولي مصر سنة ٢٥ ه‍ بعد عمرو بن العاص ، فاستمر نحو ١٢ سنة ، زحف في خلالها إلى إفريقية بجيش فيه الحسن والحسين ابنا علي رضي‌الله‌عنهم ، وعبد الله بن العباس ، وعقبة بن نافع ، ولحق بهم عبد الله بن الزّبير ، فافتتح ما بين طرابلس الغرب وطنجة ، ودانت له إفريقية كلها ، وغزا الروم بحرا ، وظفر بهم في معركة ذات الصواري سنة ٣٤ ه‍ وعاد إلى المشرق ، ثم بينما كان في طريقه بين مصر والشام علم بمقتل عثمان وأن عليا أرسل إلى مصر واليا آخر هو قيس بن سعد بن عبادة ، فتوجه إلى الشام قاصدا معاوية ، واعتزل الحرب بينه وبين علي بصفّين ، ومات بعسقلان فجأة سنة ٣٧ ه‍ الموافق ٦٥٧ م ، وهو قائم يصلي ، وهو أخو عثمان بن عفان من الرضاع وأخباره كثيرة. (انظر : أسد الغابة : ٣ / ١٧٣ ، والاستقصا : ١ / ٣٥ ، ومعالم الإيمان : ١ / ١١٠ ، وذيل المذيل : ٣١ ، وتاريخ الجزائر : ١ / ٣١٧ ، والروض الأنف : ٢ / ٢٧٤ ، والبيان المغرب : ١ / ٩ ، والبداية والنهاية : ٧ / ٢٥٠ ، وفتح العرب للمغرب : ٧٧ ـ ١٠٧ ، والكامل لابن الأثير : ٣ / ١١٤ ، والنجوم الزاهرة : ١ / ٧ ـ ٩٤ ، والأعلام : ٤ / ٨٨ ـ ٨٩).


.................................................................................................

__________________

ومن مفاخر مصر مارية القبطية (٦١) أم إبراهيم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يرزق من امرأة ولدا ذكرا غيرها ، وهاجر (٦٢) أم إسماعيل عليه‌السلام (٦٣) ، وإذا كانت أمّ إسماعيل فهي أم محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم صهرا» (٦٤).

__________________

(٦١) مارية القبطية : هي مارية بنت شمعون القبطية أم إبراهيم ، من سراري النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مصرية الأصل ، بيضاء ، ولدت في قرية (حفن) من كورة (أرضنا) بمصر ، أهداها المقوقس القبطي صاحب الإسكندرية ومصر سنة ٧ ه‍ إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هي وأخت لها تدعى (سيرين) فولدت له (ابراهيم) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعتقها ولدها» وأهدى أختها ، سيرين إلى حسان بن ثابت الشاعر ، فولدت له عبد الرحمن بن حسان. قال ياقوت : إن الحسن بن علي ، لما علم أن مارية من قرية حفن كلم معاوية فوضع عن أهل القرية خراج أرضهم ، ولما توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تولى الإنفاق عليها أبو بكر ثم عمر ، وماتت في خلافة عمر بالمدينة سنة ١٦ ه‍ الموافق ٦٣٧ م ، فرؤي عمر وهو يحشد الناس بنفسه لحضور جنازتها ، ودفنت بالبقيع. (انظر : السمط الثمين : ١٣٩ ، المحبر : ٧٦ ، وذيل المذيل : ٩ و ٨٠ ، وأسد الغابة : ٥ / ٥٤٣ ، والإصابة كتاب النساء الترجمة : ٩٨٤ ، والأعلام : ٥ / ٢٥٥).

(٦٢) هاجر : أمة إبراهيم المصرية وأم إسماعيل ، اختلفت مع سارة بعد مولد إسحاق ، فأسكنها إبراهيم مكة مع ابنها.

(٦٣) إسماعيل عليه‌السلام : بن إبراهيم الخليل من هاجر المصرية ، تزوج من جرهم الثانية العاربة ومن تناسلهما العرب المتسعربة بنو عدنان ، انتشرت قبائلهم في جزيرة العرب ، ورد ذكره في القرآن الكريم في ١٢ موضع.

(٦٤) أخرج الطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك عن كعب بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا ، فإن لهم ذمّة ورحما» وصححه السيوطي في الجامع الصغير في الحديث رقم: (٧٧٢).


.................................................................................................

__________________

قال عباس بن مرداس السلمي (٦٥) في وصف أهالي مصر :

إذا جاء باغي الخير قلن بشاشة

له بوجوه كالدنانير : مرحبا (٦٦)

وأهلا ولا ممنوع خير تريده ،

ولا أنت تخشى عندنا أن تؤنّبا (٦٧)

وفي رسالة لمحمد بن زياد الحارثي إلى الرشيد (٦٨) يشير عليه في

__________________

(٦٥) العباس بن مرداس : بن أبي عامر السلمي ، من مضر ، أبو الهيثم ، شاعر فارس ، من سادات قومه ، أمه الخنساء الشاعرة ، أدرك الجاهلية والإسلام ، وأسلم قبيل فتح مكة ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، ويدعى فارس العبيد وهو فرسه ، كان بدويا قحا ، لم يسكن مكة ولا المدينة ، وإذا حضر الغزو مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يلبث بعده أن يعود إلى منازل قومه ، وكان ينزل في بادية البصرة وبيته في عقيقها. قيل : قدم دمشق ، وابتنى بها دارا ، وكان ممن ذمّ الخمر وحرمها في الجاهلية ، ومات في خلافة عمر سنة ١٨ ه‍ الموافق ٦٣٩ م ، (انظر : شرح شواهد المغني : ٤٤ ، وتهذيب التهذيب : ٥ / ١٣٠ ، والإصابة : الترجمة رقم : ٤٥٠٢ ، وطبقات ابن سعد : ٤ / ١٥ ، وسمط اللآلي : ٣٢ ، وخزانة الأدب : ١ / ٧٣ ، وتهذيب ابن عساكر : ٧ / ٢٥٥ ، وحسن الصحابة : ١٠٧ ، والشعر والشعراء : ١٠١ ، والروض الأنف : ٢ / ٢٨٣ ، والمحبر ٢٣٧ و ٤٧٣ ، ورغبة الآمل : ٦ / ١٢٦ ، والأعلام : ٣ / ٢٦٧).

(٦٦) الباغي : مصدر بغي : الظالم.

(٦٧) تؤنبا : مصدر أنب ، أي : عنف ولام ، ووبخ ، وردّ أقبح رد.

(٦٨) الرشيد : أي هارون الرشيد بن محمد المهدي ابن المنصور العباسي أبو جعفر ، خامس خلفاء الدولة العباسية في العراق وأشهرهم ، ولد بالرّي سنة ١٤٩ ه‍ الموافق ٧٦٦ م ، لما كان أبوه أميرا عليها وعلى خرسان ، ونشأ في دار الخلافة ببغداد ، ولاه أبوه غزو الروم في القسطنطينية ، فصالحته الملكة ايريني وافتدت منه مملكتها بسبعين ألف دينار تبعث بها إلى خزانة الخليفة في كل عام ، وبويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة ١٧٠ ه‍ فقام بأعبائها ، وازدهرت الدولة في أيامه ، واتصلت المودة بينه وبين ملك فرنسة كارلوس الكبير الملقب بشارلمان ، فكانا يتهاديان التحف ، وكان الرشيد عالما بالأدب وأخبار العرب والحديث والفقه ، فصيحا ، له شعر أورد


.................................................................................................

__________________

أمر مصر لما قتلوا موسى بن مصعب (٦٩) يصف مصر وجلالتها.

ومصر خزانة أمير المؤمنين التي يحمل عليها حمل مؤنة ثغوره وأطرافه ، ويقوّت بها عامّة جنده ورعيته مع اتصالها بالمغرب ، ومجاورتها أجناد الشام ، وبقية من بقايا العرب ، ومجمع عدد الناس فيما يجمع من ضروب المنافع والصناعات ، فليس أمرها بالصغير ، ولا فسادها بالهين ، ولا ما يلتمس به صلاحها بالأمر الذي يصير له على المشقّة ويأتي بالرّفق.

وقد هاجر إلى مصر جماعة من الأنبياء وولدوا ودفنوا بها. منهم :

__________________

صاحب الديارات نماذج منه ، وله محاضرات مع العلماء ، شجاعا كثير الغزوات ، يلقب بجبّار بني العباس ، حازما كريما متواضعا ، يحج سنة ويغزو سنة ، لم ير خليفة أجود منه ، ولم يجتمع على باب خليفة ما اجتمع على بابه من العلماء والشعراء والكتاب والندماء ، وكان يطوف أكثر الليالي متنكرا. توفي سنة ١٩٣ ه‍ الموافق ٨٠٩ م ، ومدة ولايته ٢٣ سنة ، (انظر : البداية والنهاية : ١٠ / ٢١٣ ، وتاريخ اليعقوبي : ٣ / ١٣٩ ، والذهب المسبوك للمقريزي : ٤٧ ـ ١٥٨ والكامل لابن الأثير : ٦ / ٦٩ ، وتاريخ الطبري : ١٠ / ٤٧ ـ ١١٠ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٣٣١ ، والبدء والتاريخ : ٦ / ١٠١ ، وتاريخ بغداد : ١٤ / ٥ ، وتراجم إسلامية : ١١ ، والديارات : ١٤٤ ـ ١٤٦ ، والأعلام : ٨ / ٦٢).

(٦٩) موسى بن مصعب : الخثعمي ، أمير من القواد في العصر العباسي ، ولي مصر سنة ١٦٧ ه‍ ، للمهدي ، وتشدد في طلب الخراج ، فنقم عليه الحند والناس ، ثم ثار بعض أهل مصر ، فقاتلهم بالجند ، فانهزم جنده وقتل هو في مكان يقال له (العريرا) سنة ١٦٨ ه‍ الموافق ٧٨٥ م ، قال ابن تغري بردي : كان ظالما غاشما من شرّ ملوك مصر. (انظر : الولاة والقضاة : ١٢٤ ، والنجوم الزاهرة : ٢ / ٥٤).


.................................................................................................

__________________

يوسف الصّدّيق عليه‌السلام (٧٠) ، والأسباط (٧١) ، وموسى (٧٢) ، وهارون (٧٣).

ومات بها طائفة أخرى منهم : عمرو بن العاص (٧٤) ، وعبد الله بن الحارث الزبيدي (٧٥) ، وعبد الله بن حذافة السّهمي (٧٦) ، وعقبة بن أمية

__________________

(٧٠) يوسف الصديق عليه‌السلام : ابن يعقوب ، رماه إخوته في البئر حسدا وادعوا أن الذئب قد أكله ، فانقذته قافلة وبيع عبدا ، توزر لفرعون مصر وتولى شؤون الإعاشة أيام المجاعة ، ورد اسمه في القرآن الكريم في ٢٧ موضع.

(٧١) الأسباط : المفرد : سبط ، والسبط من اليهود كالقبيلة من العرب (المعجم الوسيط ١ / ٤١٥) قال تعالى في سورة الأعراف الآية ١٦٠ : (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً.)

(٧٢) موسى عليه‌السلام : أشهر رجال التوراة ومن أكبر مشترعي البشرية ، من سبط لاوي ، ولد في مصر وانقذته ابنة فرعون من الماء ، فتربى في قصر أبيها ، بدأ رسالته في سن الأربعين بعد أن لجأ إلى برية سينا فأرسله الله لينقذ بني إسرائيل من مظالم فرعون ، لقب بكليم الله ، ورد اسمه في القرآن الكريم في ١٣٦ موضع.

(٧٣) هارون عليه‌السلام : أخو النبي موسى عليه‌السلام وأول أحبار بني إسرائيل ، أرسله موسى ليتكلم عنه عند فرعون ، ورد اسمه في القرآن الكريم في ٢٠ موضع.

(٧٤) عمرو بن العاص : سهق التعريف عنه في صفحة ().

(٧٥) عبد الله بن الحارث الزبيدي : بن جزء ، صحابي ، سكن مصر ، وعمي قبيل وفاته ، وهو آخر من مات بمصر من الصحابة سنة ٨٦ ه‍ الموافق ٧٠٥ م ، روى عنه المصريون أحاديث. (انظر : الإصابة الترجمة رقم ٤٥٨٩ ، والأعلام : ٤ / ٧٧).

(٧٦) عبد الله بن حذافة السهمي : بن قيس القرشي ، أبو حذاقة ، صحابي أسلم قديما ، وبعثه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى كسرى وهاجر إلى الحبشة ، وأسره الروم في أيام عمر ، ثم أطلقوه ، شهد فتح مصر وتوفي بها في أيام عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه ، سنة ٣٢ ه‍ الموافق ٦٥٣ م ، كانت فيه دعابة ، وله حديث ، وعدّه الجمحي من شعراء مكة. (انظر : تهذيب التهذيب : ٥ / ١٨٥ ، وإمتاع


.................................................................................................

__________________

الجهني (٧٧) وغيرهم.

قال أمية : يكتنف مصر من مبدئها في العرض إلى منتهاها جبلان أجردان غير شامخين متقاربان جدا في وضعهما. أحدهما في ضفة النيل الشرقية وهو جبل المقطّم ، والآخر في الضّفّة الغربية منه ، والنّيل منسرب فيما بينهما من لدن مدينة أسوان إلى أن ينتهيا إلى الفسطاط ، فثمّ تتسع مسافة ما بينهما ، وتنفرج قليلا ، ويأخذ المقطم منها شرقا فيشرف على فسطاط مصر ، ويغرب الآخر على وراب من مسلكيهما وتعريج مسلكيهما ، فتتسع أرض مصر من الفسطاط إلى ساحل البحر الرومي الذي عليه الفرما وتنيس ودمياط ورشيد والإسكندرية.

ولذلك مهبّ الشمال يهب إلى القبلة شيئا ما ، فإذا بلغت آخر مصر عدت ذات الشمال واستقبلت الجنوب ، وتسير في الرّمل وأنت متوجّه إلى القبلة فيكون الرّمل من مصبّه عن يمينك إلى إفريقية وعن يسارك من

أرض مصر الفيوم منها وأرض الواحات الأربع وذلك بغربي مصر ، وهو ما استقبلته

__________________

الاسماع : ١ / ٣٠٨ و ٤٤٤ ، وحسن الصحابة : ٣٠٥ ، والمحبر : ٧٧ ، وتاريخ الإسلام للذهبي : ٢ / ٨٧ ، والأعلام : ٤ / ٧٨)

(٧٧) عقبة بن أمية الجهني : أمير من الصحابة ، كان رديف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد صفين مع معاوية ، وحضر فتح مصر مع عمرو بن العاص. وولى مصر سنة ٤٤ ه‍ وعزل عنها سنة ٤٧ ه‍ وولي غزو البحر ، ومات بمصر سنة ٥٨ ه‍ الموافق ٦٧٨ م. كان شجاعا فقيها شاعرا قارئا من الرواة ، وهو أحد من جمع القرآن. روى ٥٥ حديثا. (انظر : دول الإسلام للذهبي : ١ / ٢٩ ، والاصابة الترجمة رقم : ٥٦٠٣ ، وحلية الأولياء : ٢ / ٨ ، وجمهرة الأنساب : ٤١٦ ، والمخطوطات المصورة : التاريخ : ٢ ق ٤ / ١٤٢ ، والأعلام : ٤ / ٢٤٠).


.................................................................................................

__________________

منه ، ثم تعرّج من آخر الواحات وتستقبل المشرق سائرا إلى النّيل تسير ثماني مراحل إلى النيل ، ثم على النيل صاعدا ، وهي آخر أرض الإسلام هناك ، وتليها بلاد النّوبة ، ثم تقطع النيل ، وتأخذ من أرض أسوان في الشرق منكبّا على بلاد السودان إلى عيذاب ساحل البحر الحجازي ، فمن أسوان إلى عيذاب خمس عشرة مرحلة ، وذلك كله قبليّ أرض مصر ، ومهبّ الجنوب منها ، ثم تقطع البحر الملح من عيذاب إلى أرض الحجاز فتنزل الحوراء ، أول أرض مصر ، وهي متصلة بأعراض مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وهذا البحر المذكور هو بحر القلزم ، وهو داخل في أرض مصر بشرقيه وغربيّه ، فالشرقيّ منه أرض الحوراء وطبة ، فالنيل ، وأرض مدين ، وأرض أيلة فصاعدا إلى المقطم بمصر ، والغربي منه ساحل عيذاب إلى بحر القلزم إلى المقطم ، والبحري مدينة القلزم وجبل الطور ، وبين القلزم والفرما مسيرة يوم وليلة ، وهو الحاجز بين البحرين بحر الحجاز وبحر الروم ، وهذا كله شرقي مصر من الحوراء إلى العريش.

وذكر من له معرفة بالخراج وأمر الدواوين أنه وقف على جريدة عتيقة بخط أبي عيسى المعروف بالنّويس متولي خراج مصر يتضمن. أن قرى مصر والصّعيد وأسفل الأرض ألفان وثلاثمائة وخمس وتسعون قرية. منها :

الصعيد : تسعمائة وسبع وخمسون قرية.

وأسفل أرض مصر : ألف وأربعمائة وتسع وثلاثون قرية.

والآن : فقد تغيّر ذلك وخرّب كثير منه فلا تبلغ هذه العدّة.

وقال القضاعي : أرض مصر تنقسم قسمين ، فمن ذلك صعيدها وهو يلي مهبّ الجنوب منها ، وأسفل أرضها وهو يلي مهبّ الشمال منها.


.................................................................................................

__________________

فقسم الصعيد عشرون كورة ، وقسم أسفل الأرض ثلاث وثلاثون كورة ، فأما كور الصعيد :

فأولاها كورة الفيوم ، وكورة منف ، وكورة وسيم ، وكورة الشرقية ، وكورة دلاص ، وكورة بوصير ، وكورة أهناس ، وكورة الفشن ، وكورة البهنسا ، وكورة طحا ، وكورة جيّر ، وكورة السّمنّودية ، وكورة بويط ، وكورة الأشمونيين ، وكورة أسفل أنصنا وأعلاها ، وكورة قوص وقاو ، وكورة شطب ، وكورة أسيوط ، وكورة قهقوة ، وكورة إخميم ، وكورة دير أبشيا ، وكورة هو ، وكورة إقنا ، وكورة فاو ، وكورة ندندرا ، وكورة قفط ، وكورة الأقصر ، وكورة إسنا ، وكورة أرمنت ، وكورة أسوان ...

ثم ملك مصر بعد وفاة أبيه بيصر ابنه مصر ، ثم قفط بن مصر ، وذكر أن عبد الحكم : بعد قفط اشمن أخاه ، ثم أخوه أتريب ، ثمّ أخوه صا ، ثم ابنه تدارس بن صا ، ثم ابنه ماليق بن تدارس ، ثمّ ابنه حربتا بن ماليق ، ثم ابنه ملكي بن حربتا ، فملكه نحو مائة سنة ، ثم مات ولا ولد له فملك أخوه ماليا بن حربتا ثم ابنه طوطيس بن ماليا وهو الذي وهب هاجر لسارة زوجة إبراهيم الخليل عليه‌السلام عند قدومه عليه. ثم مات طوطيس وليس له إلا إبنة اسمها حوريا فملكت مصر ، فهي أول امرأة ملكت مصر من ولد نوح عليه‌السلام. ثم ابنة عمها زالفا ، وعمّرت دهرا طويلا. فيهم العمالقة وهم الفراعنة (٧٨) ، وكانوا يومئذ أقوى أهل الأرض وأعظمهم ملكا وجسوما وهم ولد

__________________

(٧٨) الفراعنة وهم ثلاثة نفر : أولهم : سنان بن الأشل بن علوان بن العبيد بن عريج بن عمليق بن يلمع بن عابر بن إسليحا بن لوذ بن سام بن نوح ، ويكنى بأبي العباس ، وهو فرعون إبراهيم عليه‌السلام.


.................................................................................................

__________________

عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه‌السلام ، فغزاهم الوليد بن دوموز وهو أكبر الفراعنة وظهر عليهم ، ورضوا بأن يملّكوه فملكهم خمسة من ملوك العمالقة.

أولهم : الوليد بن دوموز هذا ملكهم نحوا من مائة سنة ، ثم افترسه سبع فأكل لحمه ، ثم ملك ولده الرّيّان صاحب يوسف عليه‌السلام ، ثم غرّق الله دارما في النّيل فيما بين طرّا وحلوان ، ثم ملك بعده كاتم بن معدان ، فلما هلك صار بعده فرعون موسى عليه‌السلام.

قيل : كان من العرب من بليّ ، وكان أبرش (٧٩) قصيرا يطأ في لحيته ، ملكها خمسمائة سنة ، ثم غرّقه الله وأهلكه ، وهو الوليد بن مصعب.

وزعم قوم أنه كان من قبط مصر ولم يكن من العمالقة.

وخلت مصر بعد غرق فرعون من أكابر الرّجال ، ولم يكن إلا العبيد والإماء والنّساء والذراري ، فولّوا عليهم دلوكة (٨٠) فملكتهم عشرين سنة حتى بلغ من أبناء أكابرهم وأشرافهم من قوي على تدبير الملك فملّكوه وهو

__________________

والثاني : الرّيّان بن الوليد بن ليث بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع ، وهو فرعون يوسف عليه‌السلام. والثالث : الوليد بن مصعب بن أبي أهون بن الهلواث بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع ، وهو فرعون موسى عليه‌السلام. قال : كان فرعون يوسف جد فرعون موسى واسمه برخوز. (المحبّر لابن حبيب : صفحة : ٤٦٦ ـ ٤٦٧).

(٧٩) ابرش : الذي اختلف لونه فكان فيه نقطة حمراء وأخرى سوداء أو غبراء أو نحو ذلك. فهو أبرش وهي برشاء.

(٨٠) دلوكة : هي دلوكة بنت ريّا ، كان لها عقل ومعرفة وتجارب ، وكانت من أشرف بيت في نساء


.................................................................................................

__________________

دركون بن بلوطس (٨١).

ولم يزل الملك في أشراف القبط من أهل مصر من ولد دركون هذا وغيره ، وهي ممتنعة بتدبير تلك العجوز نحو أربعمائة سنة إلى أن قدم بختنصر إلى بيت المقدس ، وظهر على بني إسرائيل ، وخرّب بلادهم فلحقت طائفة من بني إسرائيل بقومس بن نقناس ملك مصر يومئذ لما يعلمون من منعته ، فأرسل اليه بختنصر يأمره أن يردّهم إليه وإلّا غزاه ، فامتنع من ردّهم وشتمه فغزاه بختنصر فأقام يقاتله سنة فظهر عليه بختنصر فقتله ، وسبى أهل مصر ، ولم يترك بها أحدا ، وبقيت مصر خرابا أربعين سنة ، ليس بها أحد يجري نيلها في كل عام ولا ينتفع به حتى خرّبها وخرّب قناطرها والجسور والشروع وجميع مصالحها إلى أن دخلها أرميا النبي (٨٢) عليه‌السلام ، فملكها وعمّرها ، وأعاد أهلها إليها.

وقيل : بل الذي ردّهم إليها بختنصر بعد أربعين سنة فعمّروها وملّك عليها رجلا منهم ، فلم تزل مصر منذ ذلك الوقت مقهورة.

__________________

قومها ، وهي يومئذ ابنة مائة سنة ، فملكوها مصر ، فخافت أن يغزوها ملوك الأرض إذا علموا قلة رجالها ، فجمعت نساء الأشراف وأمرتهن ببناء حائط جعلت عليه القناطر (معجم البلدان : ٢ / ٢٠٩ ـ ٢١٠).

(٨١) بطوطس : ويقال له : بلطوس. وهو الذي خاف الرّوم فشق في بحر الظلمات شقا ليكون حاظرا بينه وبين الروم.

(٨٢) آميا النبي : أحد كبار أنبياء بني إسرائيل الأربعة ، تنبأ لمواطنيه بسقوط أورشليمر ودعاهم إلى الخضوع لملوك بابل فاضطهدوه بعد سقوط المدينة ، نجا من السّبي فأرغمه بعض مواطنيه على الهرب معهم إلى مصر حيث مات.


.................................................................................................

__________________

ثم ظهرت الروم وفارس على جميع الممالك والملوك الذين في وسط الأرض ، فقاتلت الروم أهل مصر ثلاثين سنة وحاصروهم برّا وبحرا إلى أن صالحوهم على شيء يدفعونه إليهم في كل عام على أن يمنعوهم ويكونوا في دمتهم. ثم ظهرت فارس على الروم وغلبوهم على الشام ، وألحّوا على مصر بالقتال. ثم استقرّت الحال على خراج ضرب على مصر من فارس والرّوم في كل عام ، وأقاموا على ذلك تسع سنين ، ثم غلبت الروم فارس وأخرجتهم من الشام وصار صلح مصر كله خالصا للروم وذلك في عهد رسول الله في أيام الحديبية (٨٣) وظهور الإسلام.

وكان الروم قد بنوا موضع الفسطاط الذي هو مدينة مصر اليوم حصنا سموه : قصر اليون ، وقصر الشام ، وقصر الشمع. ولما غزا الرّوم عمرو بن العاص تحصّنوا بهذا الحصن ، وجرت لهم حروب إلى أن فتحوا البلاد.

قال أمية : ومصر كلها بأسرها واقعة من المعمورة في قسم الإقليم الثاني والإقليم الثالث معظمها في الثالث.

وأما سكان أرض مصر فأخلاط من الناس مختلفو الأصناف من قبط

__________________

(٨٣) أيام الحديبية : هو صلح تم بأواخر سنة ٦ ه‍ الموافق ٦٢٧ م ، خرج رسول الله محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمن معه من المسلمين معتمرا لا يريد حربا ، وساق معه الهدي (القرابين) ليعلم أن مسيره لزيارة البيت وتعظيم الحرمات ، فمنعه قريش من دخول مكة ، فانتدب عثمان بن عفان ليخبر قريشا بنيّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأمسكوه بمكة ، وإذ شاع أنهم قتلوه ، أعلن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صحبة بالبيعة وبايعهم على الموت ، وسميت (بيعة الرضوان) وحصلت تحت الشجرة ، وبعد عودة عثمان أوفدت قريش مفاوضا عنهم ، فعقدت معاهدة الصلح ، أو الهدنة بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقريش في موضع الحديبية لمدة عشرة أعوام. ومن نعمة هذه المعاهدة أن انتشر الإسلام.


.................................................................................................

__________________

وروم وعرب وبربر وأكراد وديلم وأرمن وحبشان وغير ذلك من الأصناف والأجناس ، إلا أن جمهورهم قبط ، والسبب في اختلاطهم تداول المالكين لها والمتغلبين عليها من العمالقة واليونانيين والروم والعرب وغيرهم ، فلهذا اختلطت أنسابهم واقتصروا من الانتساب على ذكر مساقط رؤوسهم.

وكانوا قديما عبّاد أصنام ومدبّري هياكل إلى أن ظهر دين النصرانية بمصر فتنصّروا وبقوا على ذلك إلى أن فتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، فأسلم بعضهم وبقي البعض على دين النصرانية ، وغالب مذهبهم يعاقبة (٨٤).

قال : أما اخلاقهم فالغالب عليها اتباع الشهوات والانهماك في اللذات والاشتغال بالتنزهات والتصديق بالمحالات وضعف العزمات.

قالوا : ومن عجائب مصر النّمس وليس يرى في غيرها ، وهو دويبة كأنها قديدة (٨٥) ، فإذا رأت الثعبان دنت منه ، فيتطوّى عليها ليأكلها إذا صارت في فمه زفرت زفرة وانتفخت انتفاخا عظيما فينقدّ (٨٦) الثعبان من شدّته

__________________

(٨٤) اليعاقبة : أو السريان : هم اليوم المسيحيون أبناء اللغة السريانة ، انفصلت منهم جماعة عن كنيسة أنطاكية على أثر المجادلات اللاهوتيه حول طبيعة المسيح ، وتنظمت في سورية وفي بلاد ما بين النهرين ، بفضل يعقوب البردعي كنيسة يعرف أبناؤها باليعاقبة في القرن السادس ، كما تفرّعت منهم في القرن الخامس الكنيسة المارونية ، وقد تكوّنت في القرن السابع عشر كنيسة سريانية كاثوليكية ، وفي الهند طائفة لا يستهان بها من السريان هم المالنكاريون. (المنجد في الأعلام ٣٥٤).

(٨٥) القديد : من اللحم : ما قطع طولا وملّح وجفّف في الهواء والشمس.

(٨٦) ينعقد : ينشق.


.................................................................................................

__________________

قطعتين. ولو لا هذا النمس لأكلت الثعابين أهل مصر. وهي أنفع لأهل مصر من القنافذ لأهل سجستان.

قال الجاحظ : من عيوب مصر أن المطر مكروه بها ، قال الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ)(٨٧). يعني المصر ، وهم لرحمة الله كارهون ، وهو لهم غير موافق ، ولا تزكو عليه زروعهم ، وفي ذلك يقول الشاعر :

يقولون مصر أخصب الأرض كلها

فقلت لهم : بغداد أخصب من مصر

وما خصب قوم تجدب الأرض عندهم

بما فيه خصب العالمين من القطر

إذا بشّروا بالغيث ريعت قلوبهم

كما ريع في الظلماء سرب القطا الكدر

قالوا : وكان المقوقس (٨٨) قد تضمن مصر من هرقل (٨٩) بتسعة عشر ألف ألف دينار ، وكان يجيبها عشرين ألف ألف دينار ، وجعلها عمرو بن العاص عشرة آلاف ألف دينار أول عام ، وفي العام الثاني إثني عشر ألف ألف.

__________________

(٨٧) سورة الأعراف الآية ٥٧.

(٨٨) المقوقس : اسم أطلقه العرب على كورش وزير حاكم مصر البيزنطي وبطريرك الإسكندرية لما فتح عمرو بن العاص مصر سنة ٦٣٩ ـ ٦٤٢.

(٨٩) هرقل : امبراطور روماني عرف عهده حروبا كثيرة وتطورات جذرية في الشرق. تقدم الفرس واحتلوا انطاكية سنة ٦١١ م والقدس سنة ٦١٤ م ومصر سنة ٦١٩ م واقترب الآثار من القسطنطينية سنة ٦١٧ ، مدة البطريرك سرجيوس بالمال ، فنظّم الجيش وردّ الآثار ، ثم حمل على الفرس فردّهم إلى ما وراء الفرات ، واحتل تبريز ، واسترد عود الصليب سنة ٦٢٢ م ـ ٦٣٠ م ، وعندما بدأ الفتح الإسلامي ، فانكسرت جيوش هرقل وخسرت الامبراطورية سورية وفلسطين وبلاد ما وراء النهرين ومصر سنة ٦٣٤ ـ ٦٤٢ م.


.................................................................................................

__________________

ولما وليها في أيام معاوية (٩٠) جباها تسعة آلاف ألف دينار ، وجباها عبد الله بن أبي سرح أربعة عشر ألف ألف دينار.

__________________

(٩٠) معاوية : هو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي ، مؤسس الدولة الأموية في الشام ، وأحد الدهاة المتميزين الكبار ، كان فصيحا حليما وقورا ، ولد بمكة سنة ٢٠ ق. ه الموافق ٦٠٣ م ، وأسلم يوم فتحها سنة ٨ ه‍ ، وتعلّم الكتابة والحساب ، فجعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كتّابه ، ولما ولي أبو بكر الصديق ولّاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان ، فكان على مقدمته في فتح مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت. ولما ولي عمر بن الخطاب جعله واليا على الأردن ، ورأى فيه حزما وعلما فولّاه دمشق بعد موت أميرها يزيد (أخيه) ، وجاء عثمان بن عفان فجمع له الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له ، وقتل عثمان ، فولي علي بن أبي طالب ، فوجه لفوره بعزل معاوية ، وعلم معاوية بالأمر قبل وصول البريد ، فنادى بثأر عثمان واتهم عليا بدمه ، ونشبت الحروب الطاحنة بينه وبين علي ، وانتهى الأمر بإمامة معاوية على الشام وإمامة علي في العراق ، ثم قتل عليّ وبويع بعده ابنه الحسن ، فسلم الخلافة إلى معاوية سنة ٤١ ه‍ ، ودامت لمعاوية الخلافة إلى أن بلغ سن الشيخوخة ، فعهد بها إلى ابنه يزيد ، ومات في دمشق سنة ٦٠ ه‍ الموافق ٦٨٠ م. روى ١٣٠ حديثا ، وهو أحد عظماء الفاتحين في الإسلام ، بلغت فتوحاته المحيط الأتلانطيقي ، وافتتح عامله بمصر بلاد السودان ، وهو أول مسلم يركب بحر الروم للغزو ، وفي أيامه فتح كثير من جزائر اليونان والدردنيل ، وحاصر القسطنطينية برا وبحرا سنة ٤٨ ه‍. وهو أول من جعل دمشق مقر خلافة ، وأول من اتخذ المقاصير (الدور الواسعة المحصنة والمقصورة كذلك كنّ في المسجد يقصر للخليفة لوقايته) ، وأول من اتخذ الحرس والحجاب في الإسلام ، وأول من نصب المحراب في المسجد ، كان يخطب قاعدا ، وكان طوالا جسيما أبيض ، إذا ضحك انقلبت شفته العليا ، وضربت في أيامه الدنانير عليها صورة أعرابي متقلد سيفا ، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إذا نظر إليه يقول : هذا كسرى العرب. (انظر : الكامل لابن الأثير : ٤ / ٢ ، وتاريخ الطبري : ٦ / ١٨٠ ، ومنهاج السنة : ٢ / ٢٠١ ـ ٢٢٦ ، وتاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٩٢ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٢٩١ و ٢٩٦ ، والبدء والتاريخ : ٦ / ٥ ، وشذور العقود للمقريزي : ٦ ،


.................................................................................................

__________________

قال صاحب الخراج : إن نيل مصر إذا رقي ستة عشر ذراعا وافى خراجها كما جرت عادته ، فإن زاد ذراعا آخر زاد في خراجها مائة ألف دينار لما يروي من الأعالي ، فإن زاد ذراعا آخر نقص من الخراج الأول مائة ألف دينار لما يستبحر من البطون.

قال كشاجم (٩١) يصف مصر :

أما ترى مصر كيف قد جمعت

بها صنوف الرّياح في مجلس

السوسن الغضّ والبنفسج ال

ورد وصنف البهار والنرجس

كأنها الجنّة التي جمعت

ما تشتهيه العيون والأنفس

كأنما الأرض ألبست حللا

من فاخر العبقريّ والسّندس

وقال شاعر آخر يهجو مصر :

مصر دار الفاسقينا

تستفزّ السّامعينا

__________________

والمرزباني : ٣٩٣ ، والمسعودي : ٢ / ٤٢ ، وخلاصة تذهيب الكمال : ٣٢٦ ، والإسلام والحضارة العربية : ٢ / ١٤٦ ـ ١٦١ ، والمحبر : ١٩ ، والذهب المسبوك : ٢٤ ، والأعلام : ٧ / ٢٦١ ـ ٢٦٢).

(٩١) كشاجم : هو محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك ، أبو الفتح الرملي ، شاعر متفنن أديب من كتّاب الإنشاء من أهل الرملة بفلسطين ، فارسي الأصل ، كان أسلافه الأقربون في العراق ، تنقل بين القدس ودمشق وحلب وبغداد ، وزرا مصر أكثر من مرّة ، واستقر بحلب ، فكان من شعراء أبي الهيجاء عبد الله والد سيف الدولة بن حمدان ، ثم ابنه سيف الدولة ، له ديوان شعر ، وأدب النديم ، والمصايد والمطارد ، والرسائل ، وخصائص الطرب ، والطبيخ. توفي سنة ٣٦٠ ه‍ الموافق ٩٧٠ م. (انظر : الديار للشابشتي : ١٦٧ ـ ١٧٠ ، وشذرات الذهب : ٣ / ٣٧ ، وحسن المحاضرة : ١ / ٣٢٢ ، والأعلام : ٧ / ١٦٧ ـ ١٦٨).


.................................................................................................

__________________

فإذا شاهدت شاهد

ت جنونا ومجونا

وصفاعا وضراطا

وبغاء وقرونا

وشيوخا ونساء

قد جعلن الفسق دينا

فهي موت الناسكينا

وحياة النا .... ينا

وقال كاتب من أهل البندنيجين يذمّ مصر :

هل غاية من بعد مصر أجيئها

للرزق من قذف المحل سحيق

لم يأل من حطّت بمصر ركابه

للرزق من سبب لديه وثيق

نادته من أقصى البلاد بذكرها ،

وتغشّه من بعد بالتعويق

كم قد جشمت على المكاره دونها

من كل مشتبه الفجاج عميق

وقطعت من عافي الصّوى متخرقا

ما بين هيت إلى مخاريم فيق

فعريش مصر هناك فالفرما إلى

تنيّسها ودميرة ودبيق

برّا وبحرا قد سلكتهما إلى

فسطاطها ومحلّ أيّ فريق

ورأيت أدنى خيرها من طالب

أدنى لطالبها من العيّوق

قلّت منافعها فضجّ ولاتها

وشكا التّجار بها كساد السوق

ما أن يرى الغريب إذا رأى

شيئا سوى الخيلاء والتبريق

قد فضّلوا جهلا مقطّمهم على

بيت بمكة للإله عتيق

لمصارع لم يبق في أجدادهم

منهم صدى برّ ولا صدّيق

إن همّ فاعلهم فغير موفّق ،

أو قال قائلهم فغير صدوق

شيع الضلال وحزب كل منافق

ومضارع للبغي والتنفيق

أخلاق فرعون اللعينة فيهم ،

والقول بالتشبيه والمخلوق

لو لا اعتزال فيهم وترفّص

من عصبة لدعوت بالتفريق


.................................................................................................

__________________

أما جميل فإنه يقول :

إذا حلّت بمصر وحلّ أهلي

بيثرب بين أطام ولوب

مجاورة بمسكنها تجيبا ،

وما هي حين تسأل من مجيب

وأهوى الأرض عندي حيث حلت

بجدب في المنازل أو خصيب

مزارات مصر ومشاهدها :

وبمصر من المشاهد والمزارات الكثيرة جدا منها.

ـ في القاهرة : مشهد به رأس الحسين بن علي عليه‌السلام نقل إليها من عسقلان لما أخذ الفرنج عسقلان ، وهو خلف دار المملكة يزار (٩٢).

ـ وبظاهر القاهرة مشهد صخرة موسى بن عمران عليه‌السلام ، به أثر أصابع يقال إنها أصابعه ، فيه اختفى من فرعون لما خافه.

ـ وبين مصر والقاهرة قبّة يقال إنها قبر السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب.

ـ ومشهد يقال إن فيه قبر فاطمة بنت محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق.

ـ وقبر آمنة بنت محمد الباقر.

ـ ومشهد فيه قبر آسية بنت مزاحم (٩٣) زوجة فرعون.

__________________

(٩٢) كذلك يقال أن رأس الحسين عليه‌السلام مدفون في جانب المسجد الأموي ، وعلى ما اعتقد هذا هو الصحيح.

(٩٣) يقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حق آسية بنت مزاحم : «سيدات نساء أهل الجنة أربع : مريم ، وفاطمة ،


.................................................................................................

__________________

ـ وبالقرافة الصغرى قبر الإمام الشافعي رضي‌الله‌عنه.

ـ وعنده في القبة قبر علي بن الحسين بن علي زين الدّين.

ـ وقبر الشيخ أبي عبد الله لكيراني.

ـ وقبور أولاد عبد الحكم من أصحاب الشافعي.

ـ وبالقرب منها مشهد يقال إن فيه قبر علي بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق.

ـ وقبر آمنة بنت موسى الكاظم في مشهد.

ـ ومشهد فيه قبر يحيى بن الحسين بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

ـ وقبر أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق.

ـ وقبر عيسى بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق.

ومشهد فيه قبر كلثم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق.

ـ وعلى باب الكورتين مشهد فيه مدفن رأس زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتل بالكوفة وأحرق وحمل رأسه فطيف به الشام ، ثم حمل إلى مصر فدفن هناك.

ـ وعلى باب درب الشعارين المسجد الذي باعوا فيه يوسف الصديق عليه‌السلام.

__________________

وخديجة وآسية». أخرجه الحاكم في المستدرك عن عائشة رضي‌الله‌عنها ، وصححه السيوطي في الجامع الصغير في الحديث رقم (٤٧٦٠).


.................................................................................................

__________________

وفيها كثير من قبور الصحابة الكرام وأولادهم والتابعين مثل :

ـ عبد الله بن حذيفة بن اليمان رضي‌الله‌عنه.

ـ ودحية الكلبي رضي‌الله‌عنه.

ـ وعبد الله بن سعد الأنصاري رضي‌الله‌عنه.

ـ وسارية بن زنيم رضي‌الله‌عنه.

ـ وذو النون المصري.

ـ وأبو مسلم الخولاني.

ـ وعبد الله بن عبد الرحمن الزهري.

ـ وورش المدني وهو عثمان بن سعيد.

ـ وشقران بن علي.

ـ وابن طباطبا.

ـ وقبور كثير من الأنبياء والأولياء والصّدّيقين والشهداء ، ولو أردت حصرها لطال الشرح (٩٤).

[ثمّ] : حرف عطف يفيد الترتيب مع التراخي (أي : المهملة) ، يقال : جاء أحمد ثم بلال.

[الاحقاف] : يقول الله تعالى : (وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)(٩٥).

__________________

(٩٤) معجم البلدان : ٥ / ١٣٧ ـ ١٤٣.

(٩٥) سورة الأحقاف الآية ٢١.


.................................................................................................

__________________

* الأحقاف : جمع حقف من الرمل. والعرب تسمّي الرمل المعوجّ حقافا وأحقافا. والأحقاف المذكور في القرآن الكريم : واد بين عمان وأرض مهرة.

عن ابن عباس قال : الأحقاف رمل فيما بين عمان إلى حضرموت.

قال قتادة : الأحقاف رمال مشرفة على البحر بالشّحر من أرض اليمن ، وهذه ثلاثة أقوال غير مختلفة في المعنى.

وقال الضّحاك : الأحقاف جبل بالشام.

وفي كتاب العين (٩٦) : الأحقاف جبل محيط بالدنيا ، من زبرجدة خضراء تلهب يوم القيامة ، فيحشر النّاس عليه من كل أفق ، وهذا وصف جبل قاف (٩٧).

والصحيح ما رويناه عن ابن عباس وإسحاق وقتادة : أنها رمال بأرض اليمن ، كانت عاد (٩٨) تنزلها ، ويشهد بصحة ذلك ما رواه أبو المنذر هشام بن محمد ، عن أبي يحيى السجستاني ، عن مرّة بن عمر الابلي ، عن الأصبغ ابن نباتة قال :

__________________

(٩٦) كتاب العين : أول معجم باللغة العربية رتب ابتداء من حرف العين ، ألفه الخليل بن أحمد النحوي لكنه لم يكمله.

(٩٧) قاف : انظر ترجمتها في صفحة ١٣٨ من هذا الكتاب.

(٩٨) عاد : شعب من العرب البائدة ، سكنوا أعالي الحجاز بالقرب من ديار ثمود ، اضطهدوا النبي هود فسحقتهم العاصفة كما جاء في القرآن ، ورد ذكرهم في القرآن الكريم في ٢٤ موضع.


.................................................................................................

__________________

إنا لجلوس عند علي بن أبي طالب (٩٩) ذات يوم في خلافة أبي بكر

__________________

(٩٩) علي بن أبي طالب : بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ، أبو الحسن ، أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وابن عم النبي وصهره وأحد الشجعان الأبطال ، ومن أكابر الخطباء والعلماء بالقضاء ، وأول الناس إسلاما بعد خديجة ، ولد بمكة سنة ٢٣ ق. ه الموافق ٦٠٠ م ، وربي في حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يفارقه وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد ، ولما أخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين أصحابه قال له : أنت أخي. ولي علي الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان سنة ٣٥ ه‍ ، فقام بعض الصحابة يطلبون القبض على قتلة عثمان وقتلهم ، وتوقىّ علي الفتنة ، فتريث ، فغضبت عائشة وقام معها جمع كبير في مقدمتهم طلحة والزبير وقاتلوا عليا ، فكانت وقعة الجمل سنة ٣٦ ه‍ وظفر علي بعد أن بلغت قتلى الفريقين عشرة آلاف ، ثم كانت وقعة صفين سنة ٣٦ ه‍ وخلاصة خبرها أن عليا عزل معاوية من ولاية الشام ، يوم ولي الخلافة ، فعصاه معاوية ، فاقتتلا مئة وعشرة أيام ، قتل فيها من الفريقين سبعون ألفا ، وانتهت بتحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص ، فاتفقا سرّا على خلع علي ومعاوية ، وأعلن أبو موسى ذلك ، وخالفه عمرو فأقر معاوية ، فافترق المسلمون ثلاثة أقسام : الأول بايع لمعاوية وهم أهل الشام ، والثاني حافظ على بيعته لعلي وهم أهل الكوفة ، والثالث اعتزلهما ونقم على عليّ رضاه بالتحكيم ، وكانت وقعة النهروان سنة ٣٨ ه‍ بين علي وأباة التحكيم ، وكانوا قد كفروا عليا ودعوه إلى التوبة واجتمعوا جمهرة فقاتلهم ، فقتلوا كلهم وكانوا ألفا وثمانمائة فيهم جماعة من خيار الصحابة ، وأقام عليّ بالكوفة دار خلافته إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي غيلة في مؤامرة ١٧ رمضان المشهورة سنة ٤٠ ه‍ الموافق ٦٦١ م ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ٥٨٦ حديثا ـ نقش خاتمه : «الله الملك». (انظر : الكامل لابن الأثير : حوادث سنة ٤٠ وتاريخ الطبري : ٦ / ٨٣ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٧٣ ، وصفة الصفوة : ١ / ١١٨ ، ومقاتل الطالبين : ١٤ ، وحلية الأولياء : ١ / ٦١ ، وشرح نهج البلاغة : ٢ / ٥٧٩ ، ومنهاج السنة : ٣ / ٢ ، وما بعدها ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٢٧٦ ، والإسلام والحضارة العربية : ٢ / ١٤١ ، والرياض النضرة : ٢ / ١٥٣ ـ ٢٤٩ ، والإصابة الترجمة رقم ٥٦٩٠ ، والأعلام : ٤ / ٢٩٥).


.................................................................................................

__________________

الصديق (١٠٠) رضي‌الله‌عنه ، إذ أقبل رجل من حضرموت ، لم أر قط رجلا أنكر منه ، فاستشرفه الناس ، وراعهم منظره ، وأقبل مسرعا حتى وقف علينا ، وسلّم وجثا ، وكلّم أدنى القوم منه مجلسا ، وقال :

ـ من عميدكم؟

ـ فأشاروا إلى عليّ رضي‌الله‌عنه وقالوا : هذا ابن عمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعالم الناس ، والمأخوذ عنه ، فقام وقال :

__________________

(١٠٠) أبو بكر الصديق : هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب التيمي القرشي ، أول الخلفاء الراشدين ، وأول من آمن بالرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الرجال ، وأحد أعاظم العرب ، ولد بمكة سنة ٥١ ه‍ الموافق ٥٧٣ م ، ونشأ سيدا من سادات قريش ، وغنيا من موسريهم ، وعالما بأنساب القبائل وأخبارها وسياستها ، كانت العرب تلقبه بعالم قريش ، وحرم على نفسه الخمر في الجاهلية ، فلم يشربها ، وكانت له في عصر النبوّة مواقف كبيرة ، شهد الحروب واحتمل الشدائد ، وبذل الأموال. وبويع بالخلافة يوم وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم سنة ١١ ه‍ ، فحارب المرتدين والممتنعين عن دفع الذكاة ، وافتتحت في أيامه بلاد الشام وقسم كبير من العراق ، واتفق له قواد أمناء كخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وأبي عبيدة الجراح ، والعلاء بن الحضرمي ، ويزيد ابن أبي سفيان ، والمثنى بن حارثة. كان أبو بكر موصوفا بالحلم والرأفة بالعامة ، خطيبا لسنا ، وشجاعا بطلا ، مدة خلافته سنتان وثلاثة أشهر ونصف شهر ، وتوفي في المدينة المنورة سنة ١٣ ه‍ الموافق ٦٣٤ م ، له في كتب الحديث ١٤٢ حديثا. قيل : كان لقبه الصّدّيق في الجاهلية ، وقيل في الإسلام لتصديقه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في خبر الإسراء. (انظر : طبقات ابن سعد : انظر فهرسته في الجزء ٩ صفحة ٢٦ ـ ٢٨ ، والإصابة في تمييز الصحابة الترجمة رقم ٤٨٠٨ ، والكامل لابن الأثير : ٢ / ١٦٠ ، وتاريخ الطبري : ٤ / ٤٦ ، واليعقوبي : ٢ / ١٠٦ ، وصفة الصفوة : ١ / ٨٨ ، والإسلام والحضارة العربية ٢ : ١٠٧ و ٣٥١ ، وحلية الأولياء : ٤ / ٩٣ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ١٩٩ ، والرياض النضرة : ٤٤ ـ ١٨٧ ، ومنهاج السنة : ٣ / ١١٨ ، والأعلام : ٤ / ١٠٢).


.................................................................................................

__________________

اسمع كلامي ، هداك الله في هاد

وأفرج بعلمك عن ذي غلّة صاد (١٠١)

جاب التنائف من وادي سكاك إلى

ذات الأماحل في بطحاء أجياد (١٠٢)

تلفّه الدّمنة البوغاء ، معتمدا ،

إلى السّداد وتعليم بإرشاد (١٠٣)

سمعت بالدّين ، دين الحقّ جاء به

محمد ، وهو قرم الحاضر البادي (١٠٤)

فجئت منتقلا من دين باغية

ومن عبادة أوثان وأنداد (١٠٥)

ومن ذبائح أعياد مضللة ،

نسيكها غائب ذو لوثة عاد (١٠٦)

فادلل على الفصد ، واجل الرّيب عن خلدي

بشرعة ذات إيضاح وإرشاد (١٠٧)

والمم بفضل ، هداك الله عن شعثي ،

وأهدني إنّك المشهور في النادي (١٠٨)

__________________

(١٠١) افرج : اكشف. الغلة : شدة العطش وحرارته.

(١٠٢) التنائف : المفرد : التنوفة : القفز من الأرض ، والفلاة لا ماء فيها ولا أنيس وإن كانت معشبة. سكاك : موضع باليمن من حضرموت. ذات الاماحل : المنطقة الجدب المنقطعة المطر. والماحل : المجدب. البطحاء : مسيل واسع فيه دقاق الحصى. أجياد : جمع جيد وهو العنق. جبل بمكة. قال عمر بن أبي ربيعة :

هيهات من أمة الوهّاب منزلنا

لما نزلنا بسيف البحر من عدن

وجاورت أهل أجياد فليس لنا

منها سوى الشوق أو حظّ من الحزن

(١٠٣) الدمنة : آثار الدار والناس ، والمزبلة. السّداد : ما يسد من خيل ورجال. قال الشاعر :

أضاعوني وأي فتى أضاعوا

ليوم كربهة وسداد ثغر

(١٠٤) القرم : السيد المعظم ، الجمع : قروم.

(١٠٥) الباغية : الظالم المستغل. الأنداد : المثل والنظير. ويرى أكثر اللغويين تخصيصه بالمثل الذي يناوىء نظيره وينازعه. المفرد : النّد.

(١٠٦) النسيك : الذبيحة. اللوثة : الحمق.

(١٠٧) الريب : الظّنّ والشّك والتهمة.

(١٠٨) المم : اجمع وضم ، ولم الله شعثي : جمع ما تفرّق من أموري وأصلحه.


.................................................................................................

__________________

إنّ الهداية للإسلام نائبة

عن العمى ، والتّقى من خير أزواد (١٠٩)

وليس يفرج ريب الكفر عن خلد

أفظّه الجهل ، إلّا حية الوادي (١١٠)

قال : فأعجب عليا رضي‌الله‌عنه ، والجلساء شعره ، وقال له علي : لله درّك من رجل ، ما أرصن (١١١) شعرك! ممن أنت؟

قال : من حضرموت.

فسرّ به عليّ وشرح له الإسلام ، فأسلم على يديه ، ثم أتى به إلى أبي بكر رضي‌الله‌عنه ، فأسمعه الشعر ، فأعجبه.

ثم إنّ عليا رضي‌الله‌عنه سأله ذات يوم ونحن مجتمعون للحديث :

ـ أعالم أنت بحضرموت؟

ـ قال : إذا جهلتها لا أعرف غيرها.

قال له علي رضي‌الله‌عنه : أتعرف الأحقاف؟

قال الرجل : كأنك تسأل عن قبر هود (١١٢) عليه‌السلام؟

قال علي رضي‌الله‌عنه : لله درّك (١١٣) ما أخطأت!

__________________

(١٠٩) نائبة : راجعة.

(١١٠) الخلد : البال ، والقلب ، والنفس ، الجمع : أخلاد ، يقال : لم يدر في خلدي كذا ، أي : في بالي وقلبي. ووقع ذلك فى خلدي : أي في قلبي.

(١١١) أرصن : أوزن وأثبت. والرّصين : المحكّم المتين.

(١١٢) هود : النبي عليه‌السلام ورد ذكره في القرآن الكريم في ١٠ مواضع.

(١١٣) لله درّك : ما اعقلك.


.................................................................................................

__________________

قال : نعم خرجت وأنا في عنفوان شبيبتي (١١٤) ، في أغيلمة (١١٥) من الحيّ ، ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد صيته فينا ، وكثرة من يذكره منّا ، فسرنا في بلاد الأحقاف أياما ، ومعنا رجل قد عرف الموضع ، فانتهينا إلى كثيب (١١٦) أحمر ، فيه كهوف كثيرة ، فمضى بنا الرجل إلى كهف منها ، فدخلناه فأمعنّا فيه طويلا ، فانتهينا إلى حجرين ، قد أطبق أحدهما على الآخر ، وفيه خلل يدخل منه الرجل النّحيف متجانفا (١١٧) ، فدخلته ، فرأيت رجلا على سرير شديد الأدمة (١١٨) ، طويل الوجه ، كثّ اللحية ، وقد يبس على سريره ، فإذا مسست شيئا من بدنه أصبته صليبا ، لم يتغيّر ، ورأيت عند رأسه كتابا بالعربية :

أنا هود النّبيّ الذي أسفت على عاد بكفرها ، وما كان لأمر الله من مردّ.

فقال لنا علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه : كذلك سمعته من أبي القاسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١١٩).

__________________

(١١٤) عنفوان شبيبتي : أول شبابي ، في نشاطي وحدّته.

(١١٥) أغيلمة : تصغير غلام.

(١١٦) الكثيب : التل من الرّمل ، الجمع : أكثبة وكثبان ، وكثب.

(١١٧) المتجانف : المائل.

(١١٨) الأدمة : السّمرة.

(١١٩) معجم البلدان : ١ / ١١٥ ـ ١١٦.



٢

بكّه

يثرب

الجودي

طوى

بابل

عرم

سد الألى



وبكّة يثرب الجودي ثمّ طوى

وبابل عرم سدّ الألى خافوا

__________________

٢

[بكّة] : قال الله تعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ)(١).

* بكّة : هي مكّة بيت الله الحرام ، أبدلت الميم باء ، وقيل : بكة بطن مكة. وقيل : موضع البيت المسجد ومكة وما وراءه. وقيل : البيت مكة ، وما ولاه بكة.

قال ابن الكلبي : سمّيت مكة لأنها بين جبلين بمنزلة المكّوك.

وقال أبو عبيدة : بكّة اسم لبطن مكة ، وذلك أنهم كانوا يتباكّون (٢) فيه.

وروى عن مغيرة عن إبراهيم قال : مكة موضع البيت ، وبكة موضع القرية.

وقال عمرو بن العاص : إنّما سميت بكة لأنها تبكّ أعناق الجبابرة.

وقال يحيى بن أبي أنيسة : بكة موضع الكعبة والمسجد ، ومكة ذو طوى (٣).

__________________

(١) سورة آل عمران الآية ٩٦.

(٢) يتباكون : يزدحمون.

(٣) معجم البلدان : ١ / ٤٧٥.


.................................................................................................

__________________

وقال أبو بكر بن الأنباري : سميت مكة لأنها تمكّ الجبّارين أي تذهب نخوتهم.

ويقال : إنما سميت مكة لازدحام الناس بها من قولهم :

قد امتكّ الفصيل ضرع أمه إذا مصّه مصا شديدا.

وسميت بكة لازدحام الناس بها ، قاله أبو عبيدة وأنشد :

إذا الشريب أخذته أكّه

فخلّه حتى يبكّ بكّه

ويقال : مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت.

وقال آخرون : مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا : ما هذا بضربة لازب ولازم.

قال الشرقي بن القطاميّ ، إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول : لا يتمّ حجّنا حتى نأتي مكان الكعبة منمكّ فيه. أي نصفر صفير المكاء حول الكعبة ، وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها.

قال أعرابي ورد الحضر ، فرأى مكاء (٤) يصيح ، فحنّ إلى بلاده فقال :

ألا أيها المكاء ما لك ههنا

ألاء ولا شيح فأين تبيض

فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب

قرى الشام لا تصبح وأنت مريض

وقال قوم : سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكوك (٥).

__________________

(٤) المكاء : طائر يأوي الرياض.

(٥) المكوك : عربي أو معرب قد تكلمت به العرب ، وجاء في أشعار الفصحاء ، قال الأعشى :

والمكاكي والصّحاف من الفضّ

ة والضامرات تحت الرحال


.................................................................................................

__________________

أما قولهم : إنما سميت مكة لازدحام الناس فيها. ويقال أيضا : سميت مكة لأنها عبّدت الناس فيها فيأتونها من جميع الأطراف.

وقال آخرون : سميت مكة لأنها لا يفجر بها أحد إلا بكّت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه. قال بعضهم :

يا مكة الفاجر مكي مكّا ،

ولا تمكي مذحجا وعكّا

مكة في القرآن الكريم :

سماها الله تعالى أم القرى فقال : (وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها)(٦).

وسماها الله تعالى البلد الأمين في قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ)(٧). وقال تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)(٨). وقال تعالى على لسان إبراهيم عليه‌السلام : (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ)(٩).

وسماها الله تعالى البيت العتيق لقوله تعالى : (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)(١٠).

وسماها الله تعالى البيت المحرم. فيقول على لسان إبراهيم عليه

__________________

(٦) سورة الأنعام الآية ٩٢.

(٧) سورة البلد الآيتان ١ ـ ٢.

(٨) سورة التين الآيات ١ ـ ٢ ـ ٣.

(٩) سورة إبراهيم الآية ٣٥.

(١٠) سورة الحج ٢٩.


.................................................................................................

__________________

السلام : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ)(١١).

ولما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة وقف على الحزورة (١٢) وقال : «إنّي لأعلم أنّك أحبّ البلاد إليّ وأنك أحب أرض الله إلى الله ، ولو لا المشركين أخرجوني منك ما خرجت» (١٣).

وقالت السيدة عائشة رضي‌الله‌عنها : لو لا الهجرة لسكنت مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ، ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة.

وقال ابن أم مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يطوف :

يا حبّذا مكة من وادي

أرض بها أهلي وعوّادي

أرض ترسّخ بها أوتادي

أرض بها أمشي بلا هادي

ولما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول :

كلّ امرىء مصبّح في أهله ،

والموت أدنى من شراك نعله (١٤)

__________________

(١١) سورة إبراهيم ٣٧.

(١٢) الحزورة : سوق بمكة ، ودخلت في المسجد لما زيد ، وباب الحزورة معروف من أبواب المسجد الحرام ، والعامة تقول : باب عزورة.

(١٣) أخرجه ابن حجر العسقلاني في الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف : ١٢٥.

(١٤) الشراك : سير النعل على ظهر القدم ، الجمع : شرك ، وأشرك.


.................................................................................................

__________________

وكان بلال بن رباح رضي‌الله‌عنه إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال :

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة

بفخّ وعندي إذخر وجليل؟ (١٥)

وهل أردن يوما مياه مجنّة

وهل يبدون لي شامة وطفيل؟ (١٦)

ووقف رسول الله عام الفتح على جمرة العقبة وقال : والله إنك لخير أرض ، وإنك لأحب أرض الله إليّ ، ولو لم أخرج ما خرجت ، إنها لم تحل لأحد كان قبلي ، ولا تحلّ لأحد كان بعدي ، وما احلّت لي إلّا سّاعة من نهار ، ثم هي حرام لا يعضد (١٧) شجرها ولا يحتش (١٨) خلالها ، ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد ، فقال رجل : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا الأذخر ، فإنه لبيوتنا وقبورنا.

فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إلا الأذخر» (١٩).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صبر على حرّ مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام ، وتقرّبت منه الجنة مائتي عام» (٢٠).

__________________

(١٥) الفخ : واد بمكة قتل فيه الحسين بن علي بن الحسن يوم التروية سنة ١٦٩ وقتل جماعة من أهل بيته ، وفيه دفن عبد الله بن عمر وجماعة من الصحابة. قال الشاعر :

صرعى بفخّ تجرّ الريح فوقهم

أذيالها وغوادي دلج المزن

حتى عفت أعظم لو كان شاهدها

محمد ذبّ عنها ثم لم يهن

الأذخر : أو الأذاخر : موضع بأعلى مكة ، منه دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وضربت هناك قبته.

(١٦) مجنة : اسم سوق للعرب كانت في الجاهلية ، وقيل : مجنة بلد على أميال من مكة. شامة : جبل قرب مكة يجاوره جبل طفيل. طفيل : جبل على نحو عشرة فراسخ من مكة. (مراصد الاطلاع : ٢ / ٨٨٨).

(١٧) يعضد شجرها : يفت.

(١٨) يحتش : يقال : حش على غنمه : ضرب أغصان الشخر لينتشر ورقه.

(١٩) معجم البلدان : ٥ / ١٨٣.

(٢٠) معجم البلدان : ٥ / ١٨٣.


.................................................................................................

__________________

ومن فضائل مكة أنه من دخلها كان آمنا ، ومن أحدث في غيرها من البلدان حدثا ثم لجأ إليها فهو آمن ، ومن أحدث فيها حدثا أخذ بحدثه.

ومن شرفها أنها كانت لقاحا لا تدين لدين الملوك ، ولم يؤدّ أهلها إتاوة (٢١) ، ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان ، تحجّ إليها ملوك حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحمس (٢٢) من قريش ، ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضا وشرفا عندهم عظيما. وكان أهلها آمنين يغزون الناس ولا يغزون ، ويسبون ولا يسبون ، ولم تسب قرشية قط فتوضأ قهرا ، ولا يجال عليها السّهام. وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء فقال بعضهم :

أبوا دين الملوك فهم لقاح

إذا هيجوا إلى حرب أجابوا

وقال الزبرقان بن بدر (٢٣) لرجل من بني عوف كان قد هجا أبا جهل (٢٤)

__________________

(٢١) الأتاوة : الجزية.

(٢٢) الحمس : قبيلة قريش من تابعها في الجاهلية ، لتشددها في الدين.

(٢٣) الزبرقان بن بدر : التميمي السعدي ، صحابي ، من رؤساء قومه ، قيل اسمه الحن ولقّب بالزبرقان وهو من أسماء القمر ، لحسن وجهه ، ولاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صدقات قومه فثبت إلى زمن عمر ، وكفّ بصره في آخر عمره ، وتوفي في أيام معاوية ، كان فصيحا شاعرا ، فيه جفاء الاعراب قال ابن حزم : وله عقب بطلبيرة لهم بها تقدم وكانوا أول نزولهم بالأندلس نزلوا بقرية ضخمة سميت الزبارقة توفي سنة ٤٥ ه‍ الموافق ٦٦٥ م ، (انظر : الإصابة في معرفة الصحابة : ١ / ٥٤٣ ، وذيل المذيل : ٣٢ ، وجمهرة الأنساب : ٢٠٨ ، وخزانة البغدادي : ١ / ٥٣١ ، وعيون الأخبار : ١ / ٢٢٦ ، والأعلام : ٣ / ٤١).

(٢٤) أبو جهل : هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي ، أشد الناس عداوة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صدر الإسلام ، وأحد سادات قريش وأبطالها ودهاتها في الجاهلية. قال صاحب عيون الأخبار : سوّدت قريش أبا جهل ولم يطرّ شاربه فأدخلته دار الندوة مع الكهول ، أدرك الإسلام ، وكان يقال


.................................................................................................

__________________

وتناول قريشا :

أتدري من هجوت أبا حبيب

سليل خضارم سكنوا البطاحا

أزاد الركب تذكر أم هشاما

وبيت الله والبلد اللّقاحا؟

وقال حرب بن أميّة (٢٥) ودعا الحضرمي (٢٦) إلى نزول مكة وكان

__________________

له «أبو الحكم» فدعاه المسلمون «أبو جهل». سأله الأخنس بن شريق الثقفي وكانا قد استمعا شيئا من القرآن ، ما رأيك يا أبا الحكم في ما سمعت من محمد؟ فقال : ماذا سمعت ، تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منّا نبيّ يأتيه الوحي من السماء ، فمتى ندرك هذه ، والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه. واستمر على عناده ، يثير الناس على محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه ، لا يفتر عن الكيد لهم والعمل على إيذائهم ، حتى كانت وقعة بدر الكبرى ، فشهدها مع المشركين ، فكان من قتلاها : (انظر : الكامل لابن الأثير : ١ / ٢٣ و ٢٥ و ٢٦ و ٢٧ و ٣٢ و ٣٣ و ٣٨ و ٤٠ و ٤٥ و ٤٦ و ٤٧ ، وعيون الأخبار : ١ / ٢٣٠ ، والسيرة الحلبية : ٢ / ٣٣ ، ودائرة المعارف الإسلامية : ١ / ٣٢٢ ، وإمتاع الأسماع : ١ / ١٨ ، والأعلام : ٥ / ٨٧).

(٢٥) حرب بن أمية بن عبد شمس ، من قريش ، كنيته أبو عمرو ، من قضاة العرب في الجاهلية ، ومن سادات قومه ، وهو جد معاوية بن أبي سفيان بن حرب ، كان معاصرا لعبد المطلب بن هاشم ، وشهد حرب الفجار ، ومات بالشام ، وتزعم العرب أن الجن قتلته بثأر حية. قال زياد بن أنعم المعافري لعبد الله بن العباس رضي‌الله‌عنهما : هل كنتم معاشر قريش تكتبون في الجاهلية بهذا الكتاب العربي؟ قال : نعم. قال : فمن علمكم؟ قال : حرب بن أمية. (انظر : المحبة : ١٣٢ و ١٦٥ و ١٧٣ ، وتاريخ اليعقوبي : ١ / ٢١٥ ، والأعلام : ٢ / ١٧٢.

(٢٦) الحضرمي : هو الحضرمي بن عامر بن مجمّع الأسدي من خزيمة ، صحابي ، من الشعراء الفصحاء الفرسان ، حضر حرب الأعاجم في أيام عمر بن الخطاب فأنشده أبياتا حسنة وهو صاحب الأبيات التي منها :

وكل أخ مفارقه أخوه ،

لعمر أبيك ، إلا القرقدان

(انظر : الإصابة في تمييز الصحابة : ١ / ٣٤١ ، وخزانة البغدادي : ٢ / ٥٥ ، والأعلام : ٢ / ٢٦٣).


.................................................................................................

__________________

الحضرمي قد حالف بني نفّاثة وهم حلفاء حرب بن أمية ، وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم ، وكان يكنّى أبا مطر فقال حرب :

أبا مطر هلمّ إلى الصلاح

فيكفيك النّدامى من قريش

وتنزل بلدة عزّت قديما ،

وتأمن أن يزورك ربّ جيش

فتأمن وسطهم وتعيش فيهم ،

أبا مطر هديت ، بخير عيش

ألا ترى كيف يؤمّنه إذا كان بمكة؟

ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم عليه‌السلام ، ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن يوقره دين ولا يزينه أدب ، وكانوا يختنون أولادهم ، ويحجون البيت ، ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ، ويغتسلون من الجنابة ، وتبرأوا من الهربذة (٢٧) ، وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيرة وبعدا من المجوسية (٢٨) ، ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم ، وكانوا يتزوجون بالصّداق والشهود ، ويطلقون ثلاثا ، ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال :

كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ، ثم هو أحقّ بها ، فإن طلقها اثنتين فهو أحق بها أيضا ، فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها ، ولذلك قال الأعشى (٢٩).

__________________

(٢٧) الهربذة : سار سيرا.

(٢٨) المجوس : قوم يعبدون النار والشمس والقمر.

(٢٩) ديوان الاعشى.


.................................................................................................

__________________

أيا جارتي بيني فإنك طالقه

كذاك أمور الناس غاد وطارقه

وبيني فقد فارقت غير ذميمة

وموموقة منّا كما أنت وامقه (٣٠)

وبيني فإنّ البين خير من العصا

وأن لا تري لي فوق رأسك بارقه

ومما زاد في شرفهم أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاؤوا ، ولا شرط عليهم في ذلك ، ولا يزوجون أحدا حتى يشرطوا عليه في ذلك بأن يكون متحمسا على دينهم ، يدين لهم ، وينتقل إليهم.

كذلك كلّفوا العرب أن تفيض (٣١) من مزدلفة (٣٢) ، وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان الملك في جرهم (٣٣) وخزاعة (٣٤) وصدرا من أيام قريش ،

__________________

(٣٠) موموقة : مصدر ومق أي : محبوبة ، والمقة : المحبة.

(٣١) تفيض : أفاض الحجاج من عرفات إلى منى : انصرفوا إليها بعد انقضاء الموقف.

(٣٢) مزدلفة : بقعة من عرفات ومنى ، يبيت فيها الحجيج بعد أن يفيضوا من عرفات ، وهي من المناسك ، وعلى الحاج أن يصلي صلوات المغرب والعشاء من ٩ ذي الحجة والصبح من ١٠ منه ، ولا يصح أن يفوتها الحاج.

(٣٣) جرهم : قبيلة عربية يرجع نسبها إلى جدهم الجاهلي جرهم بن قحطان ، كان له ولبنيه ملك الحجاز ، ولما بني البيت الحرام بمكة كان لهم أمره ، وأول من وليه منهم الحارث بن مضاض ، إلى أن غلبتهم عليه خزاعة ، فهاجروا عائدين إلى اليمن. (انظر : نهاية الأرب للقلقشندي : ١٧٨ ، والمقتطف : ٤٠ / ٤٦٥ ، ومجلة الزهراء : ٥ / ٤٦٠ ـ ٤٧٤ ، والأعلام : ٢ / ١١٨).

(٣٤) خزاعة : قبيلة عربية يرجع نسبها إلى خزاعة من بني عمرو بن لحيّ من مزيقياء من الأزد ، من قحطان ، اختلف النسابون في اسمه ، وفي النسابين من يجعلهم عدنانيين من حضر ، والأكثر على أنهم قحطانيون. كانت منازلهم بقرب الأبواء (بين مكة والمدينة) وفي وادي غزال ووادي دوران وعسفان في تهامة الحجاز ، ورحل بعضهم إلى الشام وعمان ، وهم بطون كثيرة ، صنمها في الجاهلية (ذو الكفين) تشاركها في قبائل دوس. قال المسعودي : كانت ولاية بيت الحرام في


.................................................................................................

__________________

فلو لا أنهم أمنع حيّ من العرب لما أقرّتهم العرب على هذا العزّ والإمارة مع نخوة العرب في إبائها ، كما أجلى قصيّ (٣٥) خزاعة وخزاعة جرهما ، فلم تكن عيشتهم عيشة العرب ، يأكلون الحشرات ، وهم الذين هشموا الثّريد (٣٦) حتى قال فيهم الشاعر :

عمرو العلى هشّم الثريد لقومه ،

ورجال مكة مسنتون عجاف (٣٧)

__________________

خزاعة ثلاثمائة سنة. (انظر : ١ / ٣٦٨ ، ومروج الذهب : ١ / ٢٠٨ ، والمحبر : ٣١٨ ، ومعجم قبائل العرب : ١ / ٣٣٨ ، والأعلام : ٢ / ٣٠٤).

(٣٥) قصي : هو قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ، سيد قريش في عصره ورئيسهم ، قيل : هو أول من كان له ملك من بني كنانة ، وهو الأب الخامس في سلسلة النسب النبوي ، مات أبوه وهو طفل ، فتزوجت أمه برجل من بني عذرة ، فانتقل بها إلى أطراف الشام ، فشب في حجره ، وسمي قصيا لبعده عن قومه. ولما كبر عاد إلى الحجاز ، وكان موصوفا بالدهاء ، وولي البيت الحرام ، فهدم الكعبة وجدد بنيانها ، وحاربته القبائل ، فجمع قومه من الشعاب والأودية وأسكنهم مكة لتقوى بهم عصبيته ، فلقبوه مجمّعا ، وكانت له الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء ، وكانت قريش تتيمن برأيه ، فلا تبرم أمرا إلا في داره ، وهو الذي أحدث وقود النار في المزدلفة ليراها من دفع من عرفة ، مات بمكة ودفن بالحجون. (انظر : طبقات ابن سعد : ١ / ٣٦ ـ ٤٢ ، وتاريخ الطبري : ٢ / ١٨١ ، واليعقوبي : ١ / ١٩٦ ، والكامل لابن الأثير : ٢ / ٧ ، والمحبر : ١٦٤ ، والسيرة النبوية لابن هشام : ١ / ٤٢ ، وتاريخ الخميس : ١ / ١٥٣ ، والسيرة الحلبية : ١ / ١٦ ، وتاريخ الكعبة : ٤٧ ، والروض الأنف : ١ / ٨٤ ، وسمط اللآلي : ٩٥٠ ، والأعلام : ٥ / ١٩٨ ـ ١٩٩).

(٣٦) الثريد : الخبز المفتوت يبل بالمرق ، الجمع : ثرائد.

(٣٧) مسنتون : مصدر سنت ، وأسنت القوم : أصابتهم سنة مجدبة فهم مسنتون. عجاف : هزال.


.................................................................................................

__________________

وهذا عبد الله بن جدعان (٣٨) التيمي يطعم الرّغو (٣٩) والعسل والسّمن ولبّ البرّ حتى قال فيه أمية بن أبي الصلت (٤٠) :

له داع بمكة مشمعلّ

وآخر فوق دارته ينادي (٤١)

إلى ردح من الشّيزى ملاء

لباب البرّ يلبك بالشّهاد (٤٢)

وأول من عمل الحريرة (٤٣) سويد بن هرميّ ، ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم (٤٤) :

وعلمتم أكل الحريرة وأنتم

أعلى عداة الدّهر جدّ صلاب

__________________

(٣٨) عبد الله بن جدعان : التيمي القرشي ، أحد الأجواد المشهورين في الجاهلية ، أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل النبوة ، وكانت له جفنة يأكل منها الطعام القائم والراكب ، فوقع فيها صبي فغرق ، وهو الذي خاطبه أمية بن أبي الصلت بأبيات اشتهر منها قوله :

أأذكر حاجتي أم قد كفاني

حياؤك؟ إن شبمتك الحياء

(انظر : الأغاني ج ٣ و ٤ و ٨ و ١٩ ، وخزانة البغدادي : ٣ / ٥٣٧ ، والمحبر : ١٣٧ ، وتاريخ اليعقوبي : ١ / ٢١٥ ، والأعلام : ٤ / ٧٦).

(٣٩) الرغو : زبد اللبن الذي يعلوه عند غليانه.

(٤٠) ديوان أمية بن أبي الصلت.

(٤١) مشمعل : مرتفع ومشرف ، وشمعل : خفّ وطرب.

(٤٢) الشيزى : خشب أسود تعمل منه الأمشاط.

(٤٣) الحريرة : أن تنصب القدر للحم يقطع صغارا على ماء كثير ، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق ، فإن لم يكن لحم فهو عصيدة.

(٤٤) مخزوم : قبيلة عربية يرجع نسبها إلى جدهم الجاهلي مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب من قريش ، من نسله خالد بن الوليد ، وأبو جهل ، وسعيد بن المسيب وكثيرون. (انظر : سبائك الذهب : ٦٣ ، والتاج : ٥ / ٢٦٧ ، وجمهرة الأنساب : ١٣١ ـ ١٤٠ ، ومعجم قبائل العرب : ١٠٥٨ ، والأعلام : ٧ / ١٩٣).


.................................................................................................

__________________

وفضائل قريش كثيرة ، ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويطوفون ، فإذا أرادوا الانصراف أخذ الرجل منهم حجرا من حجارة الحرم ، فنحته على صورة أصنام البيت فيحض به في طريقه ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلّون له تشبيها له بأصنام البيت ، وأفض بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأخذون الحجر من الحرم فيعبدونه ، فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة.

قال أهل الإتقان من أهل السّير (٤٥) : إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه اسماعيل عليهما‌السلام ، إلى مكة ، جاءت جرّهم وقطوراء وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عمّ ، وهما جرهم بن عامر بن سبأ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه‌السلام.

فرأيا بلدا ذا ماء وشجر فنزلا ، ونكح اسماعيل في جرهم ، فلما توفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاء الله أن يليه.

ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قيقعان (٤٦) وهي أعلى مكة وعليهم مضاض بن عمرو ، وخرجت قطوراء من أجياد (٤٧) وهي أسفل مكة وعليهم السّميدع ، فالتقوا بفاضح (٤٨) واقتتلوا

__________________

(٤٥) معجم البلدان : ٥ / ١٨٥.

(٤٦) قيقعان : منطقة تقع في أعلى مكة سمي هكذا لقعقعة السلاح فيه.

(٤٧) أجياد : جبل بمكة قال عمر بن أبي ربيعة :

هيهات من أمة الوهّاب منزلنا

لما نزلنا بسيف البحر من عدن

وجاورت أهل أجياد فليس لنا

منها سوى الشوق أو حظ من الحزن

(٤٨) موضع قرب مكة عند أبي قبيس ، كان الناس يخرجون إليه لحاجتهم.


.................................................................................................

__________________

قتالا شديدا ، فقتل السميدع ، وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا ، لأن قطوراء افتضحت فيه ، وسميت أجيادا أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل ، وسميت قيقعان لقعقعة السلاح ، ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب (٤٩) وطبخوا القدور فسمي الطابخ.

قالوا : ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا (٥٠) ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم بدينهم ، ثم إن جرهما بغوا بمكة ، فاستحلّوا حراما من الحرمة ، فظلموا من دخلها ، وأكلوا مال الكعبة ، وكانت مكة تسمى النّسّاسة لا تقرّ ظلما ولا بغيا ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته. فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حلولا حول مكة ، فآذنوهم بالقتال ، فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول :

لا هم إنّ جرهما عبادك ،

الناس طرف وهم تلادك

فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهم عنها ، ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر :

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا

أنيس ولم يسمر بمكة سامر

ولم يتربّع واسطا مجنوا به

إلى السرّ من وادي الأراكة حاضر

بلى ، نحن كنّا أهلها فأبادنا

صروف الليالي الجدود العواثر

وأبدلنا ربي بها دار غربة

بها الجوع باد والعدوّ المحاصر

وكنا ولاة البيت من بعد نابت

نطوف بباب البيت والخير ظاهر

__________________

(٤٩) الشعب : واد بين مكة والمدينة يصبّ في وادي الصفراء.

(٥٠) ربلوا : ربلت المرأة : كثر لحمها ، والربالة : كثرة اللحم ، والرابلة : لحمة الكتف ، الجمع : روابل ، تربل الجسم : غلظ ونما.


.................................................................................................

__________________

فأخرجنا منها المليك بقدرة ،

كذلك ما بالناس تجري المقادر

نصرنا أحاديثا وكنا بغبطة

كذلك عضتنا السنون الغوابر

وبدّلنا كعب بها دار غربة

بها الذئب يعوي والعدوّ المكاثر

فسحّت دموع العين تجري ليلدة

بها حرم أمن وفيها المشاعر

ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر ، حتى كان آخرهم حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي ، وقريش إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم (٥١) وبيوتات متفرقة حوالي الحرم ، إلى أن أدرك قصي بن كلاب بن مرة وتزوج حبّى بنت حليل بن حبشية ، وولدت له بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه ، ثم هلك حليل بن حبشية ، وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت ، وأشرك معه غبشان الملكاني ، فيقال إن قصيا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت منه بدنّ (٥٢) خمر ، وأشهد عليه وأخرجه من البيت ، وتملّك حجابته ، وصار ربّ الحكم فيه.

فقصيّ أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل ، وذلك في أيام المنذر بن النعمان على الحيرة ، والملك لبهرام جور في الفرس ، فجعل قصي مكة أرباعا ، وبنى بها دار النّدّوة فلا تزوج امرأة إلا في دار الندوة ، ولا يعقد لواء ، ولا يعذر غلام ، ولا تدرّع جارية إلا فيها ، وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر ، فكانت قريش تؤدي الرفادة إلى قصي. وهو

__________________

(٥١) الصرم : القطعة من الشيء.

(٥٢) الدّنّ : الجرة الضخمة للخمر والزيت والخل وغيرها ، الجمع : دنان.


.................................................................................................

__________________

خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم ، وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة ، وفيهم يقول الشاعر :

ولا يريمون في التعريف موقعهم

حتى يقال أجيزوا آل صوفانا

ثم أخذتها منهم خزاعة ، وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان ، وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيّارة أحد بني سعد بن وابش بن زيد بن علوان وله يقول الراجز :

خلوا السبيل عن أبي سيّاره

وعن مواليه بني فزاره

حتى يجيز سالما وجماره

مستقبل الكعبة يدعو جاره

وكانت صورة الإجازة أن يتقدّمهم أبو سيّارة على حماره ثم يخطبهم فيقول :

اللهم أصلح بين نسائنا ، وعاد بين رعائنا ، واجعل المال في سمحائنا ، وأوفوا بعهودكم ، وأكرموا جاركم ، وأقرّوا ضيفكم ، ثم يقول : اشرق ثبير كيما نغير. ثم ينفذ ويتبعه الناس.

فلما قوي قصي أتى أبا سيارة وقومه فمنعه من الإجازة ، وقاتلهم عليها ، فهزمهم وصار إلى قصيّ البيت ، والرّفادة ، والسقاية ، والندوة ، واللواء.

ولما كبر قصيّ ورقّ عظمه ، جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار (٥٣) لأنه أكبر ولده ، وهلك قصيّ وبقيت قريش على ذلك زمانا ، ثم إن

__________________

(٥٣) عبد الدار : بن قصي بن كلاب بن مرة ، من قريش ، جد جاهلي ، كان يعد من حمق المنجبين ،


.................................................................................................

__________________

عبد مناف (٥٤) رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلّهم على أنهم أحق من عبد الدار بالأمر ، فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم ، وهمّوا بالقتال ، فمشى أكابرهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة ، وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار ، وتعاقدوا على ذلك حلفا مؤكدا لا ينقضونه ما بلّ بحر صوفة.

فأخرجت بنو عبد مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر ، وأسد بن عبد العزّى (٥٥) ، وزهرة بن كلاب (٥٦) ، وتيم بن مرّة (٥٧) ،

__________________

جعل له أبوه الحجابة والندوة والسقاية والرفادة واللواء ، وتوارثها أبناؤه ، إلى أن اعتدى عليهم بنو عمهم عبد دنان بن قصي ، فأرادوا انتزاعها منهم ، فانقسمت قريش أحلافا ، ونحر بنو عبد الدار وأنصارهم جزورا ، وغمسوا أيديهم في دمه متعاهدين ، ولعق أحدهم من ذلك الدم ، وتابعه من كان معه ، فسموا لعقة الدم ، ثم اصطلحوا على أن تكون لبني عبد مناف السقاية والرفادة ، ولبني عبد الدار اللواء والحجابة. (انظر : المحبر : ١٦٦ و ٣٧٩ ، ونسب قريش : ٢٥٠ ـ ٢٥٦ ، وجمهرة الأنساب : ١١٦ ـ ١١٩ ، ونهاية الأرب : ٢٧٤ ، واللباب : ٢ / ١١٢ ، والأعلام : ٣ / ٢٩٢).

(٥٤) عبد مناف : بن قصي بن كلاب ، من قريش ، من عدنان ، من أجداد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان يسمى قمر البطحاء. وكان له أمر قريش بعد موت أبيه. بنوه : المطلب ، وهاشم ، وعبد شمس ، ونوفل ، وأبو عمرو ، وأبو عبيد. مات بمكة. (انظر : طبقات ابن سعد : ١ / ٤٢ ، وتاريخ الطبري : ٢ / ١٨١ ، وتاريخ اليعقوبي : ١ / ١٩٩ ، والكامل لابن الأثير : ٢ / ٧ ، والمحبر : ١٦٤ ، والأعلام : ٤ / ١٦٦).

(٥٥) أسد بن عبد العزى : بن قصي من أجداد العرب في الجاهلية ، بنوه حي كبير من قريش ، منهم حكيم بن حزام الصحابي وخديجة أم المؤمنين ، وورقة بن نوفل ، وكانت تلبية بني أسد في الجاهلية إذا حجوا : لبيك اللهم لبيك ، يا رب أقبلت بنو أسد ، أهل الوفاء والجلد إليك. (انظر : سبائك الذهب : ٦٦ ، وتاريخ اليعقوبي : ١ / ٢١٢ ، وجمهرة الأنساب : ١٠٨ ـ ١١٦ ، والأعلام : ١ / ٢٩٨).

(٥٦) زهرة بن كلاب : بن مرة ، من قريش من العدنانية ، جد جاهلي ، من ذريته بعض الصحابة ، وجماعة كانوا في بلاد الأشمونيين وما حولها من صعيد مصر : (انظر : نهاية الأرب : ٢٢٨ ، واللباب : ١ / ٥١٣ ، والأعلام : ٣ / ٥١).

(٥٧) تيم بن مرة : بن كعب بن لؤي من قريش ، جد جاهلي ، من نسله أبو بكر الصديق ، وطلحة. (انظر سبائك الذهب ٦٤ ، والأعلام : ٢ / ٩٥).


.................................................................................................

__________________

جفنة (٥٨) مملوءة طيبا وغمسوا فيها بأيديهم ومسحوا بها الكعبة توكيدا على أنفسهم فسمّوا المطيبين ، وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم : مخزوم بن يقظة (٥٩) ، وجمح (٦٠) ، وسهم (٦١) ، وعدي بن كعب (٦٢) جفنة مملوءة دما وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة ، فسموا الأحلاف ولعقة الدم ، ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، والباقون من المطّيبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وقريش على ذلك ، حتى فتح النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة سنة ثمان للهجرة ، فأقرّ المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن

__________________

(٥٨) الجفنة : القصعة العظيمة ، الجمع : جفان ، وجفنات ، وجفّن.

(٥٩) مخزوم بن يقظة : بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب من قريش ، جد جاهلي من نسله خالد بن الوليد ، وأبو جهل ، وسعيد بن المسيب. (انظر : سبائك التاج : ٦٣ ، والتاج : ٥ / ٢٦٧ ، وجمهرة الأنساب : ١٣١ ـ ١٤٠ ، ومعجم قبائل العرب : ١٠٥٨ ، والأعلام : ٧ / ١٩٣).

(٦٠) جمح : بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ، جد جاهلي بنوه بطن من قريش ، وهم كثيرون اشتهر منهم قبل الإسلام وبعده جماعات. (انظر : نهاية الأرب للقلقشندي : ١٨٣ ، وجمهرة الأنساب : ١٥٠ ـ ١٥٤ ، واللباب : ١ / ٢٣٦ ، والأعلام : ٢ / ١٣٦).

(٦١) سهم : بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ، جد جاهلي ، من قريش ، بنوه عدة بطون ، من ذريته عمرو بن العاص ، وكثيرون. (انظر : جمهرة الأنساب : ١٥٤ ، واللباب : ١ / ٥٨٠ ، ونهاية الأرب للقلقشندى : ٢٤٥ ، والأعلام : ٣ / ١٤٤).

(٦٢) عدي بن كعب : بن لؤي بن غالب بن فهد ، من قريش ، من عدنان ، جد جاهلي ، من نسله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وكثيرون. (انظر : نهاية الأرب : ٢٩١ ، واللباب : ٢ / ١٢٦ ، وجمهرة الأنساب : ١٤٠ ـ ١٤٩ ، ومعجم قبائل العرب : ٧٦٦ ، والأعلام : ٤ / ٢٢١).


.................................................................................................

__________________

عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار (٦٣)! وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أخذ المفاتيح منه عام الفتح ، فأنزلت : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها)(٦٤).

فاستدعاه وردّ المفاتيح إليه ، وأقر السقاية في يد العباس (٦٥) فهي في أيديهم إلى الآن (٦٦).

__________________

(٦٣) عثمان بن طلحة بن أبي طلحة عبد الله : القرشي العبدري ، من بني عبد الدار ، صحابي ، كان حاجب البيت الحرام : أسلم مع خالد بن الوليد في صلح الحديبية ، وشهد فتح مكة ، فدفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مفتاح الكعبة إليه وإلى ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة ، ثم سكن المدينة ، ومات فيها سنة ٤٢ ه‍ الموافق ٦٦٢ م. (انظر : امتاع الاسماع : ١ / ٣٨٥ و ٣٨٧ ، والإصابة الترجمة رقم : ٥٤٤٢ ، والاستيعاب على هامش الإصابة : ٣ / ٩٢ ، والنوري : ١ / ٣٢٠ ، والأعلام : ٤ / ٢٠٧).

(٦٤) سورة النساء الآية ٥٨.

(٦٥) العباس : بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، أبو الفضل ، من أكابر قريش في الجاهلية والإسلام ، وجد الخلفاء العباسيين. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في وصفه : «أجود قريش كفا وأوصلها ، هذا بقية آبائي». وهو عمه ، كان محسنا لقومه ، سديد الرأي ، واسع العقل ، مولعا بإعتاق العبيد ، كارها للرقّ ، اشترى ٧٠ عبدا وأعتقهم ، وكانت له سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام (وهي أن لا يدع أحدا يسب أحدا في المسجد ولا يقول فيه هجرا ، ولد سنة ٥١ ق. ه الموافق ٥٧٣ م ، أسلم قبل الهجرة وكتم إسلامه ، وأقام بمكة يكتب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبار المشركين ، ثم هاجر إلى المدينة ، وشهد وقعة حنين ، فكان ممن ثبت حين انهزم الناس ، وشهد فتح مكه ، وعمي في آخر عمره ، وكان إذا مرّ بعمر في أيام خلافته ترجّل عمر إجلالا له ، وكذلك عثمان ، وأحصي ولده في سنة ٢٠٠ ه‍ فبلغوا ٣٣٠٠٠ ، وكانت وفاته في المدينة عن عشرة أولاد ذكور سوى الإناث سنة ٣٢ ه‍ الموافق ٦٥٣ م. وله في كتب الحديث ٣٥ حديثا : (انظر : نكت الهميان : ١٧٥ ، والإصابة ، وطبقات ابن سعد ، وصفة الصفوة : ١ / ٢٠٣ ، وذيل : ١٠ ، وابن عساكر : ٧ / ٢٢٦ ، وتاريخ الخميس : ١ / ١٦٥ ، والمرزباني : ٢٦٢ ، والمحبر : ٦٣ ، والأعلام : ٣ / ٢٦٢).

(٦٦) معجم البلدان : ٥ / ١٨٨.


.................................................................................................

__________________

[يثرب] : قال الله تعالى : (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً)(٦٧).

* يثرب : قال أبو القاسم الزجاجي : يثرب مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سميت بذلك لأن أول من سكنها عند التفرق يثرب بن قانية بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح عليه‌السلام ، فلما نزلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سمّاها طيبة وطابة كراهية للتثريب ، وسميت مدينة الرسول لنزوله بها.

قال : ولو تكلّف متكلّف أن يقول في يثرب إنه يفعل من قولهم : لا تثريب عليكم اليوم أي لا تعيير ولا عيب كما قال الله يعالى : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ)(٦٨).

قال المفسرون وأهل الّلغة : معناه لا تعيير عليكم بما صنعتم.

ويقال : أصل التثريب الإفساد.

ويقال : ثرب علينا فلان. وفي الحديث :

«إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يثرب» (٦٩) ، أي لا يعير بالزنا.

ثم اختلفوا فقيل : إنّ يثرب للناحية التي منها مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال آخرون : بل يثرب ناحية من مدينة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(٦٧) سورة الأحزاب الآية ١٣.

(٦٨) سورة يوسف الآية ٩٢.

(٦٩) أخرجه أبو داود في سننه في الحديث رقم (٤٤٧١). وأخرجه الدارقطني في سننه (٣ / ١٦١).


.................................................................................................

__________________

ولما حملت نائلة بنت الفرافصة (٧٠) إلى عثمان بن عفان (٧١) رضي الله

__________________

(٧٠) نائلة بنت الفرافصة : بنت الأحوص الكلبية ، زوجة أمير المؤمنين عثمان بن عفّان ، كانت خطيبة شاعرة من ذوات الرأي والشجاعة ، حملت إلى عثمان من بادية السماوة فتزوجها وأقامت معه في المدينة. ولما كان بدء الثورة عليه نصحته باستصلاح عليّ بن أبي طالب ، وكان قد حذّره ، فأرسل إليه يدعوه ، فقال علي : قد أعلمته أني لست بعائد. ودخل المصريون دار عثمان ، وبأيديهم السيوف فضربه أحدهم ، فألقت نائلة نفسها على عثمان وصاحت بخادمها رباح ، فقتل الرجل ، وهجم آخر فوضع ذباب السيف في بطن عثمان ، فأمسكت نائلة السيف فحز أصابعها ، وقتل عثمان ، فخرجت تستغيث ، ففر القتلة ، وأنشدت بعد دفنه بيتين في رثائه قيل : تمثلت بهما ، وانصرفت إلى المسجد فخطبت في الناس تقول : «عثمان ذو النورين قتل مظلوما بينكم الخ ...» وهي خطبة طويلة ، ثم كتبت إلى معاوية وهو في الشام ، تصف دخول القوم على عثمان ، وأرسلت إليه قميصه مضرجا بالدم وبعض أصابعها. المقطوعة ، ولما سكنت الفتنة خطبها معاوية لنفسه فأبت ، وحطمت أسنانها وقالت : إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب ، وأخاف أن يبلى حزني على عثمان فيطلع مني رجل على ما اطلع عليه عثمان. (انظر : نسب قريش : ١٠٥ ـ ١٨٠ ، والمحبر : ٢٩٤ ، ٣٩٦ ، وبلاغات النساء : ٧٠ ، والتاج : ٤ / ٤١٥ ، وطبقات ابن سعد : ٨ / ١٣٥٥ ، والدر المنثور : ٥١٦ ، وأعلام النساء : ٣ / ١٥٣٠ ، والأعلام :٧ / ٣٤٣).

(٧١) عثمان بن عفان : بن أبي العاص بن أمية من قريش ، أمير المؤمنين ، ذو النورين ، ثالث الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين ، من كبار الذين اعتز بهم الإسلام في عهد ظهوره ، ولد بمكة سنة ٤٧ ق. ه الموافق ٥٧٧ م ، وأسلم بعد البعثة بقليل. كان غنيا شريفا في الجاهلية ، ومن أعظم أعماله في الإسلام تجهيزه جيش العسرة بماله ، فبذل ثلاث مئة بعير بأقتابها وأحلاسها وتبرع بألف دينار ، وصارت إليه الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه سنة ٢٣ ه‍ ، فافتتحت في أيامه أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص ، وأتم جمع القرآن ، وكان أبو بكر الصديق قد جمعه وأبقى ما بأيدي الناس من الرقاع والقراطيس ، فلما ولي عثمان طلب مصحف أبي بكر ، فأمر بالنسخ عنه وأحرق كل ما عداه ، وهو أول من زاد في


.................................................................................................

__________________

سنه من الكوفة قالت تخاطب أخاها :

أحقا تراه اليوم يا ضبّ أنني

مصاحبة نحو المدينة اركبا؟ (٧٢)

كان في فتيان حصن بن ضمضم

لك الويل ما يجري الخباء المحجّبا (٧٣)

قضى الله حقا أن تموتي غريبة

بيثرب لا تلقين أمّا ولا أبا

قال ابن عباس رضي‌الله‌عنه : من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله ثلاثا ، إنما هي طيبة.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إليّ

__________________

المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ، وقدّم الخطبة في العيد على الصلاة ، وأمر بالأذان الأول يوم الجمعة ، واتخذ الشرطة ، وأمر بكل أرض جلا أهلها عنها أن يستعمرها العرب المسلمون وتكون لهم ، واتخذ دارا للقضاء بين الناس ، وكان أبو بكر وعمر يجلسان للقضاء في المسجد. روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ١٤٦ حديثا. نقم عليه الناس اختصاصه أقاربه من بني أمية بالولايات والأعمال ، فجاءته الوفود من الكوفة والبصرة ومصر ، فطلبوا منه عزل أقاربه فامتنع ، فحصروه في داره يراودونه على أن يخلع نفسه فلم يفعل ، فحاصروه أربعين يوما ، وتسوّر عليه بعضهم الجدار فقتلوه صبيحة عيد الأضحى وهو يقرأ القرآن في بيته سنة ٣٥ ه‍ الموافق ٦٥٦ م. لقب بذي النورين لأنه تزوج بنتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رقية ثم أم كلثوم. (انظر : الكامل لابن الأثير : حوادث سنة ٣٥ ، وغاية النهاية : ١ / ٥٠٧ ، وشرح نهج البلاغة : ٢ / ٦١ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٧٩ و ١٩٤ ـ ٢٠٨ ، وحلية الأولياء : ١ / ٥٥ ، وتاريخ الطبري : ٥ / ١٥٤ ، وصفة الصفوة : ١ / ١١٢ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٢٥٤ ، المحبر : ٣٧٧ ، ومنهاج السنة : ٢ / ١٨٦ ، و ٣ / ١٦٥ ، والرياض النضرة : ٢ / ٨٢ ـ ١٥٢ ، والإسلام والحضارة العربية : ٢ / ١٣٨ ، والأعلام : ٤ / ٢١٠).

(٧٢) ضب : اسم شقيق نائلة بنت الفرافصة.

(٧٣) الخباء : البيت من الشعر أو الوبر يقام على عمودين أو ثلاثة ، وما فوق ذلك فهو بيت ، الجمع : أخبية.


.................................................................................................

__________________

فأسكني أحب أرضك إليك (٧٤)». فأسكنه المدينة (٧٥).

أسماء المدينة : للمدينة المنورة تسعة وعشرون إسما هي :

١ ـ المدينة

٢ ـ طيبة

٣ ـ طابة

٤ ـ المسكينة

٥ ـ العذراء

٦ ـ الجابرة

٧ ـ المحبة

٨ ـ المحببة

٩ ـ المحبورة

١٠ ـ يثرب

١١ ـ الناجية

١٢ ـ الموفية

١٣ ـ أكّالة البلدان

١٤ ـ المباركة

١٥ ـ المحفوفة

١٦ ـ المسلمة

١٧ ـ المجنة

١٨ ـ القدسية

١٩ ـ العاصمة

٢٠ ـ المرزوقة

٢١ ـ الشافية

٢٢ ـ الخبيرة

٢٣ ـ المحبوبة

٢٤ ـ المرحومة

٢٥ ـ جابرة

٢٦ ـ المختارة

٢٧ ـ المحرمة

٢٨ ـ القاصمة

٢٩ ـ طبابة.

وروي في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ)(٧٦). قالوا : المدينة ومكة.

__________________

(٧٤) تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر : ٧٤.

(٧٥) معجم البلدان ٥ / ٤٣٠.

(٧٦) سورة الإسراء الآية ٨٠.


.................................................................................................

__________________

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صبر على أوار (٧٧) المدينة وحرّها كنت له شفيعا شهيدا» (٧٨).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل ، فإنه من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة» (٧٩).

وعن عبد الله بن الطّفيل قال : لما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وثب على أصحابه وباء شديد ، حتى أهمدتهم الحمّى فما كان يصلّي مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا اليسير منهم ، فدعا لهم وقال : «اللهم حبّب إلينا المدينة كما حببت مكة واجعل ما كان بها من وباء بخمّ» (٨٠). وفي رواية أخرى قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم حبّب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة وأشدّ وصححها وبارك لنا في صاعها (٨١) ومدّها (٨٢) وانقل حمّاها إلى الجحفة (٨٣)».

__________________

(٧٧) الأوار : حر النار والشمس ، واللهب ، والدخان ، والعطش ، الجمع : أور.

(٧٨) أخرجه مسلم في الحديث رقم (٤٨١ ـ ٨٤٣) في كتاب الحج ، وأخرجه أحمد في المسند (٣ / ٤٩).

(٧٩) مشكاة المصابيح للتبريزي (٢٧٥٠) وكنز العمال (٣٤٨٤٠) والمغني عن حمل الأسفار للعراقي (٢٤٥) وتاريخ أصبهان لأبي نعيم (٢ / ١٠٣).

(٨٠) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٠٩ و ٦ / ٦٥ ، والبيهقي في دلائل النبوة : ٢ / ٥٦٩ ، والمنذري في الترغيب والترهيب : ٢ / ٢٢٥ ، وابن حجر في فتح الباري : ١١ / ١٧٩.

(٨١) الصّاع : مكيال تكال به الحبوب ونحوها وهو عند الفلاح الشامي نصف المد أي يعادل ٩ لترات.

(٨٢) المد : مكيال قديم تكال له الحبوب والزيتون تعادل سعته ١٨ لترا أو ما يزن ١٨ كيلو غراما من الحنطة المتوسطة الحجم ، الجمع : أمداد.

(٨٣) الجحفة : قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة ، كان اسمها مهيعة بينها وبين البحر ستة أميال ، وبينها وبين غدير خم ميلان.


.................................................................................................

__________________

وروي عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال عن بيوت السّقيا : «اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيّك ورسولك دعاك لأهل مكة ، وإن محمدا عبدك ونبيك ورسولك يدعوك لأهل المدينة بمثل ما دعاك إبراهيم أن تبارك في صاعهم ومدّهم وثمارهم ، اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة ، واجعل ما بها من وباء بخم ، اللهم إني قد حرّمت ما بين لا بثيها كما حرّم إبراهيم خليلك» (٨٤).

وحرّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شجر المدينة بريدا في بريد (٨٥) من كل ناحية ، ورخّص في الهش (٨٦) وفي متاع الناضح (٨٧) ، ونهى عن الخبط (٨٨) وأن يعضد (٨٩) ويهصر (٩٠).

وكان أول من زرع بالمدينة واتخذ بها النخل وعمّر بها الدور

__________________

(٨٤) أخرجه أحمد في المسند (١ / ١٨٣ و ٢ / ٣٣٠) والبيهقي في السنن الكبرى (٤ / ١٧١) والسيوطي في الدر المنثور (١ / ١٢١) ، والمنذري في الترغيب والترهيب (٢ / ٢٢٧) والسيوطي في جمع الجوامع (٩٨٠٣) وابن السني في عمل اليوم والليلة (٢٧٤) والطحاوي في مشكل الآثار (٢٩٤) والبيهقي في دلائل النبوة (٢ / ٢٨٧) والحميدي في المسند (٢٢٣) والترمذي في الشمائل (١٠٢).

(٨٥) بريد في بريد : المسافة بين كل منزلين من منازل الطريق ، وهي أميال اختلف في عددها.

(٨٦) الهش : السريع الكسر من العيدان ونحوها.

(٨٧) الناضح : الدابة يستقى عليها ، وهي ناضحة ، الجمع : نواضح.

(٨٨) الخبط : الضرب على غير نظام أو غير استواء.

(٨٩) يعضد : مصدر : عضد : أعان ونصر. وقال تعالى في سورة الكهف الآية ٥١ : (وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً).

(٩٠) يهصر : يعطف.


.................................................................................................

__________________

والأطام (٩١) ، واتخذها الضياع العماليق (٩٢) ، ونزلت اليهود بعدهم الحجاز ، وكانت العماليق ممن انبسط في البلاد ، فأخذوا ما بين البحرين وعمان والحجاز كله إلى الشام ومصر ، فجبابرة الشام ، وفراعنة مصر منهم.

وكان منهم بالبحرين وعمان أمّة يسمون جاسم ، وكان ساكنوا المدينة منهم بنو هفّ ، وسعد بن هفّان ، وبنو مطرويل ، وكان بنجد منهم بنو بديل بن راحل ، وأهل تيماء (٩٣) ونواحيها. وكان ملك الحجاز الأرقم بن أبي الأرقم (٩٤).

وكان سبب نزول اليهود بالمدينة وأعراضها : أن موسى بن عمران عليه‌السلام ، بعث إلى الكنعانيين حين أظهره الله تعالى على فرعون ، فوطىء الشام ، وأهلك من كان بها منهم ، ثم بعث بعثا آخر إلى الحجاز إلى العماليق ، وأمرهم أن لا يستبقوا أحدا ممن بلغ الحلم إلّا من دخل في دينه ، فقدموا عليهم فقاتلوهم ، فأظهرهم الله عليهم فقتلوهم وقتلوا ملكهم الأرقم ، وأسروا ابنا له شابا جميلا كأحسن من رأى في زمانه ، فضنّوا (٩٥) به عن القتل وقالوا :

__________________

(٩١) الأطام : المفرد : أطم أي الحصن ، والقصر ، والبيت المرتفع.

(٩٢) العماليق : هم بنو عملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه‌السلام.

(٩٣) تيماء : بلدة في أطراف الشام بينها وبين وادي القرى على طريق حاج دمشق. قال الأعشى :

بالأبلق الفرد من تيماء منزله

حصن حصين وجار غير غدّار

وقال بعض الأعراب :

إلى الله أشكو لا إلى الناس إنني

بتيماء تيماء اليهود غريب

(٩٤) الأرقم بن أبي الأرقم : هو غير الصحابي رضي‌الله‌عنه.

(٩٥) ضنّوا : بخلوا بخلا شديدا.


.................................................................................................

__________________

نستبقيه حتى نقدم به على موسى فيرى فيه رأيه ، فأقبلوا وهو معهم وقبض الله موسى قبل قدومهم. فلما قربوا وسمع بنو إسرائيل بذلك تلقوهم وسألوهم عن أخبارهم ، فأخبروهم بما فتح الله عليهم.

قالوا : فما هذا الفتى الذي معكم؟ فأخبروهم بقصته.

فقالوا : إن هذه معصية منكم لمخالفتكم أمر نبيكم ، والله لا دخلتم علينا بلادنا.

فحالوا بينهم وبين الشام ، فقال ذلك الجيش : ما بلد إذ منعتم بلدكم خير لكم من البلد الذي فتحتموه ، وقتلتم أهله فارجعوا إليه ، فعادوا إليها فأقاموا بها ، فهذا كان أول سكنى اليهود الحجاز والمدينة. ثم لحق بهم بعد ذلك بنو الكاهن بن هارون عليه‌السلام ، وزعمت بنو قريظة (٩٦) أنهم مكثوا كذلك زمانا ، ثم أن الروم ظهروا على الشام ، فقتلوا من بني إسرائيل خلقا كثيرا ، فخرج بنو قريظة والنضير (٩٧) وهدل هاربين من الشام يريدون الحجاز الذي فيه بنو إسرائيل ليسكنوا معهم ، فلما فصلوا من الشام ، وجّه ملك الروم في طلبهم من يردّهم ، فأعجزوا رسله وفاتوهم ، وانتهى الروم إلى ثمد (٩٨) ،

__________________

(٩٦) بنو قريظة : من قبائل اليهود بيثرب ، نكثوا عهدهم مع الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وتحالفوا مع القرشيين في غزوة الأحزاب ، فحاصرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في معاقلهم وأعمل فيهم السيف ، وصادر أملاكهم ووزعها على المسلمين.

(٩٧) بنو النضير : من قبائل اليهود بيثرب ، نكثوا عهدهم مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد أن حالفوه وحاولوا اغتياله ، حاصرهم في معقلهم ثم نفاهم وصادر أملاكهم ووزعها على المهاجرين.

(٩٨) ثمد : ويقال له : ثمد الروم ، موضع بين الشام والمدينة قرب الحجر ، قال فيه أرطاة بن سهية :


.................................................................................................

__________________

فماتوا عنده عطشا ، فسمي ذلك الموضع ثمد الروم فهو معروف بذلك إلى اليوم.

روى ياقوت في معجم البلدان (٩٩) قال : كان ملك بني إسرائيل يقال له الفيطوان (١٠٠) ، اليهود والأوس والخزرج يدينون له ، وكانت له فيهم سنّة ألّا تزوّج امرأة منهم إلا أدخلت عليه قبل زوجها حتى يكون هو الذي يفتضّها ، إلى أن زوّجت أخت لمالك بن العجلان بن زيد السالمي الخزرجي ، فلما كانت الليلة التي تهدى فيها إلى زوجها خرجت على مجلس قومها كاشفة عن ساقيها وأخوها مالك في المجلس ، فقال لها :

ـ قد جئت بسوءة بخروجك على قومك وقد كشفت عن ساقيك.

قالت : الذي يراد بي الليلة أعظم من ذلك لأنني أدخل على غير زوجي.

ثم دخلت إلى منزلها فدخل أخوها وقد أرمضه (١٠١) قولها فقال لها :

ـ هل عندك من خير؟

ـ قالت : نعم ، فماذا؟

__________________

عوجا نلمّ على أسماء بالثمد

من دون أقرن بين القور والجمد

 وقال الفراء :

يا عمرو أحسن براك الله بالرّشد

واقرأ سلاما على الأنقاء والثّمد

(٩٩) معجم البلدان : ٥ / ٨٥.

(١٠٠) في كتاب ابن الكلبي : الفيطون.

(١٠١) أرمضة : أحرقه.


.................................................................................................

__________________

ـ قال أدخل معك في جملة النساء على الفيطوان ، فإذا خرجن من عندك ودخل عليك ضربته بالسيف حتى يبرد.

قالت : افعل!

فتزيّا بزيّ النساء ، معها ، فلما خرج النساء من عندها دخل الفيطوان عليها ، فشدّ عليه مالك بن العجلان بالسيف وضربه حتى قتله وخرج هاربا حتى قدم الشام ، فدخل على ملك من ملوك غسّان يقال له أبو جبيلة ، فعاهده أبو جبيلة أن لا يقرب امرأة ولا يمسّ طيبا ولا يشرب خمرا حتى يسير إلى المدينة ويذلّ من بها من اليهود ، وأقبل سائرا من الشام في جمع كثير مظهرا أنه يريد اليمن حتى قدم المدينة ونزل بذي حرض (١٠٢). ثم أرسل إلى الأوس والخزرج أنه على المكر باليهود عازم على قتل رؤسائهم ، وأنه يخشى متى علموا بذلك أن يتحصّنوا في آطامهم (١٠٣) وأمرهم بكتمان ما أسرّه إليهم.

ثم أرسل إلى وجوه اليهود أن يحضروا طعامه ليحسن إليهم ويصلهم ، فأتاه وجوههم وأشرافهم ومع كل واحد منهم خاصته وحشمه. فلما تكاملوا أدخلهم في خيامه ثم قتلهم عن آخرهم ، فصارت الأوس والخزرج من يومئذ أعزّ أهل المدينة ، وقمعوا اليهود ، وسار ذكرهم ، وصار لهم الأموال والآطام ،

__________________

(١٠٢) ذو حرض : واد بالمدينة عند أحد. قال حكيم بن عكرمة يتشوق المدينة

إلى أحد فذي حرض فمبنى

قباب الحيّ من كنفي صرار

وقال زهير بن أبي سلمى :

أمن آل سلمى عرفت الطلولا

بذي حرض مائلات مثولا

(١٠٣) الأطام : القلاع والحصون.


.................................................................................................

__________________

فقال الرمق بن زيد بن غنم بن سالم بن مالك بن سالم بن عوف بن الخزرج يمدح أبا جبيلة :

لم يقض دينك مل حسا

ن وقد غنيت وقد غنينا

الراشقات المرشقا

ت الجازيات بما جزينا

أشباه غزلان الصّرا

ئم يأتزرن ويرتدينا

الرّيط والديباج وال

حلي المضاعف والبرينا (١٠٤)

وأبو جبيلة خير من

يمشي وأوفاهم يمينا

وأبرّهم برّا وأع

لمهم بفضل الصالحينا

أبقت لنا الأيّام وال

حرب المهمّة يعترينا

كبشا له زرّ يف

ل متونها الذّكر السّنينا

ومعاقلا شمّا وأس

يافا يقمن وينحنينا

ومحلّة زوراء تج

حف بالرجال الظالمينا

ولعنت اليهود مالك بن العجلان في كنائسهم وبيوت عبادتهم ، فبلغه ذلك فقال :

تحايا اليهود بتلعانها

تحايا الحمير بأبوالها

وماذا عليّ بأن يغضبوا

وتأتي المنايا بأذلالها!

وقالت سارة القرظية ترثي من قتل من قومها :

بأهلي رمّة لم تغن شيئا

بذي حرض تعفّيها الرياح

__________________

(١٠٤) الريط : كل ثوب ليّن رقيق.


.................................................................................................

__________________

كهول من بني قريظة أتلفتهم

سيوف الخزرجية والرماح

ولو أذنوا بأمرهم لحالت

هنالك دونهم حرب رداح

ثم انصرف أبو جبيلة راجعا إلى الشام وقد ذلّل الحجاز والمدينة للأوس والخزرج ، فعندها تفرّقوا في عالية المدينة وسافلتها ، فكان منهم من جاء إلى القرى العامرة ، فأقام مع أهلها قاهرا لهم ، ومنهم من جاء إلى عفا من الأرض لا ساكن فيه فبنى فيه ونزل ، ثم اتخذوا بعد ذلك القصور والأموال والآطام ، فلما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة إلى المدينة مهاجرا ، أقطع الناس الدور والرباع ، فخطّ لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد فكان لعبد الرّحمن بن عوف (١٠٥) الحصن المعروف به ، وجعل لعبد الله (١٠٦) وعتبة ابني

__________________

(١٠٥) عبد الرحمن بن عوف : بن عبد عوف بن عبد الحارث ، أبو محمد الزهري القرشي ، صحابي ومن أكابرهم ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل الخليفة عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه الخلافة فيهم ، وأحد السابقين إلى الإسلام ، قيل : هو الثامن. ولد سنة ٤٤ ق. ه الموافق ٥٨٠ م ، وكان من الأجواد الشجعان العقلاء ، اسمه في الجاهلية عبد الكعبة ، أو عبد عمرو وسماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الرحمن ، ولد بعد الفيل بعشر سنين ، وأسلم وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها ، وجرح يوم أحد ٢١ جراحة ، وأعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا ، وكان يحترف التجارة والبيع والشراء ، فاجتمعت له ثروة كبيرة ، وتصدق يوما بقافلة ، فيها سبع مئة راحلة ، تحمل الحنطة والدقيق والطعام ، ولما حضرته الوفاة أوصى بألف فرس وبخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وله ٦٥ حديثا ، توفي في المدينة سنة ٣٢ ه‍ الموافق ٦٥٢ م ، (انظر : صفة الصفوة : ١ / ١٣٥ ، وحلية الأولياء : ١ / ٩٨ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٢٥٧ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٨٦ ، والرياض النضرة : ٢ / ٢٨١ ـ ٢٩١ ، والجمع بين رجال الصحيحين :

٢٨١ ، والإصابة الترجمة رقم : ٥١٧١ ، والأعلام : ٣ / ٣٢١).

(١٠٦) عبد الله بن مسعود : بن غافل بن حبيب الهذلي ، أبو عبد الرحمن ، صحابي من أكابرهم فضلا وعقلا وقربا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو من أهل مكة ، ومن السابقين إلى الإسلام ، وأول من جهرا


.................................................................................................

__________________

مسعود (١٠٧) الهذليّين الخطة المشهورة بهم عند المسجد ، وأقطع الزبير العوام (١٠٨) بقيعا واسعا ، وجعل لطلحة بن عبيد الله (١٠٩) موضع دوره ، ولأبي

__________________

بقراءة القرآن بمكة ، وكان خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الأمين ، وصاحب سره ، ورفيقه في حله وترحاله وغزواته ، يدخل عليه كل وقت ، ويمشي معه ، نظر إليه عمر يوما وقال : وعاء ملىء علما ، وولي بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيت مال المسلمين في الكوفة ، ثم قدم المدينة في خلافة عثمان فتوفي فيها عن نحو ستين عاما سنة ٣٢ ه‍ الموافق ٦٥٣ م ، كان قصيرا جدا ، يكاد الجلوس يوارونه ، وكان يحب الإكثار من التطيب ، فإذا خرج من بيته عرف جيرانه أنه مرّ من طيب رائحته ، له ٨٤٨ حديثا. (انظر : الإصابة الترجمة رقم ٤٩٥٥ ، وغاية النهاية : ١ / ٤٥٨ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٩٧ ، وصفة الصفوة : ١ / ١٥٤ ، وحلية الأولياء : ١ / ١٢٤ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٢٥٧ ، والبيان والتبين تحقيق هارون : ٢ / ٥٦ ، والمحبر : ١٦١ ، والأعلام : ٤ / ١٣٧.

(١٠٧) عتبة بن مسعود : شقيق عبد الله. أقطعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أرضا ودارا مع من أقطعهم من الصحابة رضي‌الله‌عنهم.

(١٠٨) الزبير بن العوام : بن خويلد الأسدي القرشي ، أبو عبد الله ، الصحابي الشجاع ، أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأول من سل سيفه في الإسلام ، وهو ابن عمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أسلم وله ١٢ سنة ، وشهد بدرا وأحدا وغيرهما ، وكان على بعض الكراديس في اليرموك ، ولد سنة ٢٨ ق. ه الموافق ٥٩٤ م. شهد الجابية مع عمر بن الخطاب. قالوا : كان في صدر ابن الزبير أمثال العيون من الطعن والرمي ، وجعله عمر في من يصلح للخلافة بعده ، وكان موسرا ، كثير المتاجر ، خلّف أملاكا بيعت بنحو أربعين مليون درهم. كان رحمه‌الله طويلا جدا إذا ركب تخط رجلاه الأرض. قتله ابن جرموز غيلة يوم الجمل بوادي السباع سنة ٣٦ ه‍ الموافق ٦٥٦ م ، وكان خفيف اللحية أسمر اللون ، كثير الشعر ، له ٣٨ حديثا (انظر : تهذيب ابن عساكر : ٥ / ٣٥٥ ، وصفة الصفة : ١ / ١٣٢ ، وحلية الأولياء : ١ / ٨٩ ، وذيل المذيل : ١١ ، وتاريخ الخميس : ١ / ١٧٢ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٨٣ ، والرياض النضرة : ٢٦٢ ـ ٢٨٠ ، وخزانة البغدادي : ٢ / ٤٦٨ و ٢٥٠ ، والأعلام : ٣ / ٤٣).

(١٠٩) طلحة بن عبيد الله : بن عثمان التيمي القرشي المدني ، أبو محمد ، صحابي شجاع من الأجواد ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأحد الستة أصحاب الشورى ، وأحد الثمانية


.................................................................................................

__________________

بكر رضي‌الله‌عنه موضع داره عند المسجد ، وأقطع كل واحد من عثمان بن عفان وخالد بن الوليد (١١٠) ،

__________________

السابقين إلى الإسلام ، قال ابن عساكر : كان من دهاة قريش ومن علمائهم ، وكان يقال له ولأبي بكر (القرينان) ، وذلك لأن نوفل بن حارث وكان من أشد قريش ، رأى طلحة وقد أسلم خارجا مع أبي بكر الصديق من عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأمسكهما وشدهما في حبل ، يقال له : طلحة الجود ، وطلحة الخير ، وطلحة الفياض ، وكل ذلك لقّبه به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مناسبات مختلفة ، ودعاه مرّة «الصبيح المليح الفصيح» شهد أحدا وثبت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبايعه على الموت ، فأصيب بأربعة وعشرين جرحا ، وسلم ، وشهد الخندق وسائر المشاهد ، وكانت له تجارة وافرة مع العراق ، ولم يكن يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه مؤونته ومؤونة عياله. ووفى دينه ، قتل يوم الجمل وهو بجانب عائشة ودفن بالبصرة سنة ٣٦ ه‍ الموافق ٦٥٦ ، له ٣٨ حديثا. (انظر : طبقات ابن سعد : ٣ / ١٥٢ ، وتهذيب التهذيب : ٥ / ٢٠ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٨٢ ، والجمع بين رجال الصحيحين : ٢٣٠ ، وغاية النهاية : ١ / ٣٤٢ ، والرياض النضرة : ٢ / ٢٤٩ ـ ٢٦٢ ، وصفة الصفوة : ١ / ١٣٠ ، وحلية الأولياء : ١ / ٨٧ ، وذيل المذيل : ١١ ، وتهذيب ابن عساكر : ٧ / ٧١ ، والمحبر : ٣٥٥ ، ورغبة الآمل : ٣ / ١٦ و ٨٩ ، واللباب : ٢ / ٨٨ ، والأعلام : ٣ / ٢٢٩).

(١١٠) خالد بن الوليد : بن المغيره المخزومي القرشي ، سيف الله الفاتح الكبير ، الصحابي الجليل ، كان من أشراف قريش في الجاهلية ، يلي أعنة الخيل ، وشهد مع المشركين حروب الإسلام إلى عمرة الحديبية ، وأسلم قبل فتح مكة هو وعمر بن العاص سنة ٧ ه‍ ، فسرّ به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وولاه الخيل ، ولما ولي أبو بكر وجّهه لقتال مسيلمة الكذاب ومن ارتد من أعراب نجد ، ثم سيره إلى العراق سنة ١٢ ه‍ ، ففتح الحيرة وجانبا عظيما منه ، وحوّله إلى الشام وجعله أمير من فيها من الأمراء ، ولما ولي عمر عزله عن قيادة الجيوش بالشام ، وولى أبا عبيدة بن الجراح ، فلم يثن ذلك من عزمه ، واستمر يقاتل بين يدي أبي عبيدة إلى أن تم لهما الفتح سنة ١٤ ه‍ ، فرحل إلى المدينة ، فدعاه عمر ليوليه فأبى ومات بحمص سنة ٢١ ه‍ الموافق ٦٤٢ م ، كان مظفرا خطيبا فصيحا ، يشبه عمر بن الخطاب في خلقه وصفته ، قال أبو بكر : عجزت النساء أن يلدن مثل خالد ، روى له المحدثون ١٨ حديثا (انظر : الإصابة : ١ / ٤١٣ ، وتهذيب ابن عساكر : ٥ / ٩٢ ـ


.................................................................................................

__________________

وغرهم مواضع دورهم ، فكان رسول الله قطع لأصحابه هذه القطائع ، الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقطع لأصحابه هذه القطائع ،

__________________

١١٤ ، وصفة الصفوة : ١ / ٢٦٨ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٢٤٧ ، وذيل المذيل : ٤٣ ، والأعلام :٢ / ٣٠٠).

(١١١) المقداد : هو المقداد بن عمرو ، ويعرف بابن الأسود ، الكندي البهراني الحضرمي ، أبو معبد أو أبو عمرو ، صحابي من الأبطال ، وهو من السبعة الذين كانوا أول من أظهر الإسلام ، وهو أول من قاتل على فرس في سبيل الله ، وفي الحديث : أن الله عزوجل أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم : علي ، والمقداد ، وأبو ذر ، وسلمان ، ولد سنة ٣٧ ق. ه الموافق ٥٨٧ م. كان في الجاهلية من سكان حضرموت. ووقع بين المقداد وابن شمر بن حجر الكندي خصام فضرب المقداد رجله بالسيف وهرب إلى مكة ، فتبناه الأسود بن عبد يغوث الزهري ، فصار يقال له : المقداد بن الأسود ، إلى أن نزلت الآية : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) فعاد يتسمى المقداد بن عمرو ، شهد بدرا وغيرها ، وسكن المدينة ، وتوفي على مقربة منها سنة ٣٣ ه‍ الموافق ٦٥٣ م ، فحمل إليها ودفن فيها ، له ٤٨ حديثا. (انظر : الإصابة : الترجمة : ٨١٨٥ ، وتهذيب التهذيب : ١٠ / ٢٨٥ ، وصفة الصفوة : ١ / ١٦٧ ، وحلية الأولياء : ١ / ١٧٢ ، وذيل المذيل : ١٠ ، ومجمع الزوائد : ٩ / ٣٠٦ ، وتحفة الأبيه فيمن نسب إلى غير أبيه في نوادر المخطوطات : ١ / ١٠٩ ، والجرح والتعديل ٤ القسم ١ / ٤٢٦ ، والأعلام : ٧ / ٢٨٢).

(١١٢) عبيد : هو عبيد بن شربة الجرهمي ، راوية من المعمرين ، إن صح خبره فهو أول من صنف الكتب من العرب ، قيل في ترجمته : من الحكماء الخطباء في الجاهلية ، أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واستحضره معاوية بن أبي سفيان من صنعاء إلى دمشق ، فسأله عن أخبار العرب الأقدمين وملوكهم ، فحدثه ، فأمر معاوية بتدوين أخباره ، توفي سنة ٦٧ ه‍ الموافق ٦٨٦ م. (انظر : إرشاد الأريب : ٥ / ١٠ ـ ١٣ ، والأعلام : ٤ / ١٨٩).

(١١٣) الطفيل : هو الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص الدوسي الأزدي ، صحابي من الأشراف في الجاهلية والإسلام ، كان شاعرا غنيا ، كثير الضيافة ، مطاعا في قومه ، استشهد في اليمامة سنة ١١ ه‍ الموافق ٦٢٣ م. (انظر : الإصابة ، والاستيعاب ، وابن سعد ، وصفة الصفوة : ١ / ٣٤٥ ، وحسن الصحابة : ٢٩١ ، وسمط اللآلي : ٢٥١ ، والأعلام : ٣ / ٢٢٧).


.................................................................................................

__________________

فما كان في عفاء (١١٤) من الأرض ، فإنه اقطعهم إياه ، وما كان من الخطط المسكونة العامرة فإن الأنصار وهبوه له ، فكان يقطع من ذلك ما شاء ، وكان أول من وهب له خططه ومنازله حارثة بن النعمان فوهب له ذلك وأقطعه ، وأما مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال ابن عمر :

كان بناء المسجد على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسقفه جريد ، وعمده خشب النخل ، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا ، فزاد فيه عمر وبناه على ما كان من بنائه ، ثم غيّره عثمان وبناه بالحجارة المنقوشة والقصّة (١١٥) ، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه ساجا (١١٦) وزاد فيه ، وكان لما بناه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل له بابين شارعين ، باب عائشة ، والباب الذي يقال له : باب عاتكة ، وبابا في مؤخر المسجد يقال له : باب مليكة ، وبنى بيوتا إلى جنبه باللبن وسقفها بجذوع النخل. وكان طول المسجد مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع ، فلما ولي عمر بن عبد العزيز زاد في القبلة من موضع المقصورة اليوم.

ولما ولي الوليد بن عبد الملك واستعمل عمر بن عبد العزيز على المدينة أمره بهدم المسجد وبنائه. وكتب الوليد بن عبد الملك إلى ملك الروم يطلب منه عمالا ، وأعلمه أنه يريد عمارة مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فبعث إليه أربعين رجلا من الروم وأربعين من القفط (١١٧) ، ووجه إليه أربعين ألف مثقال ذهبا

__________________

(١١٤) العفاء : التراب.

(١١٥) القصّة : في الأصل هكذا والصحيح : الفضة.

(١١٦) الساج : شجر عظيم صلب الخشب أسوده ، يعظم جدا ، ويذهب طولا وعرضا وله ورق كبير. الجمع : سيجان ، والواحدة : ساجة.

(١١٧) القفط : نسبة إلى مدينة التي تقع في محافظة قنا في مصر ، شرقي النيل.


.................................................................................................

__________________

وأحمالا من الفسيفساء (١١٨).

قال صالح بن كيسان : ابتدأت بهدم المسجد في صفر سنة ٨٧ ه‍ وفرغت منه لانسلاخ سنة ٨٩ ، فكانت مدة عمله ثلاث سنوات.

وأخبار مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كثيرة جدا (١١٩).

* * *

[الجودي] : يقول الله تعالى : (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(١٢٠).

* الجودي : هو جبل مطل على جزيرة ابن عمر في الجانب الشرقي من دجلة من أعمال الموصل ، عليه استوت سفينة نوح عليه‌السلام (١٢١) ، لما نضب الماء.

وفي التوراة : أمر الله عزوجل نوحا عليه‌السلام أن يعمل سفينة طولها ثلاثمائة ذراعا ، وكانت من خشب الشمشاد (١٢٢) مقيّرة بالقار (١٢٣).

__________________

(١١٨) الفسيفساء : قطع صغار ملونة من الرخام أو الزجاج ونحوهما يضم بعضها إلى بعض فيكون منها صور ورسوم تزين أرض البناء أو جدرانه ، وتوجد في مسجد بني أمية بدمشق وغيره.

(١١٩) معجم البلدان : ٥ / ٨٧.

(١٢٠) سورة هود الآية ٤٤.

(١٢١) نوح عليه‌السلام : من أقدم رجال التوراة ، أرسله الله عزوجل لهداية قومه ، وهو صاحب الطوفان ومنه تسلسل الجنس البشري ، ورد ذكره في القرآن الكريم في ٤٣ موضع.

(١٢٢) خشب الشمشاد : من أجود أنواع الخشب ، يشتهر بصلابته.

(١٢٣) مقيرة بالقار : مطلية بالاسفلت. (انظر : المعجم الموحد للمصطلحات العلمية ومعجم الكيمياء).


وجاء الطوفان في السنة ستمائة من عمر نوح عليه‌السلام ، في الشهر الثاني من اليوم السابع عشر منه ، وأقام المطر أربعين يوما وأربعين ليلة ، وأقام الماء على الأرض مائة وخمسين يوما ، واستقرّت السفينة على الجوديّ في الشهر السابع في اليوم السابع منه.

ولما كان في سنة إحدى وستمائة من عمر نوح في اليوم الأول خفّ الماء من الأرض ، وفي الشهر الثاني في اليوم السابع والعشرين منه جفّت الأرض. وخرج نوح ومن معه من السفينة ، وبنى مسجدا.

ومسجد نوح عليه‌السلام موجود الآن بالجودي (١٢٤).

* * *

[طوى] : قال الله تعالى : (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً)(١٢٥).

وقال الله تعالى : (إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً)(١٢٦).

* طوى : اسم أعجمي للوادي المذكور في القرآن الكريم ، وهو موضع بالشام عند الطور. يقال له : طوى وطوى. قال عدي بن زيد :

أعاذل! إن اللوم في غير كنهه

عليّ طوى من غيّك المتردد (١٢٧)

* * *

__________________

(١٢٤) معجم البلدان : ٢ / ١٧٥.

(١٢٥) سورة طه الآية ١٢.

(١٢٦) سورة النازعات الآية ١٦.

(١٢٧) معجم البلدان : ٤ / ٤٤.


.................................................................................................

__________________

[بابل] : يقول الله تعالى : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ)(١٢٨).

* بابل : اسم ناحية منها الكوفة والحلّة ، ينسب إليها السّحر والخمر ، قال المفسرون في قوله تعالى : (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ)(١٢٩) قيل : بابل العراق ، وقيل بابل دنياوند ، وقال أبو الحسن : بابل الكوفة ، وقال أبو معشر : الكلدانيون هم الذين كانوا ينزلون بابل في الزمن الأول.

ويقال : إن أول من سكنها نوح عليه‌السلام ، وهو أول من عمّرها ، وكان قد نزلها بعقب الطوفان ، فسار هو ومن خرج معه من السفينة إليها لطلب الدّفء ، فأقاموا بها ، وتناسلوا فيها ، وكثروا من بعد نوح ، وملّكوا عليهم ملوكا ، وابتنوا بها المدائن ، واتصلت مساكنهم بدجلة والفرات ، إلى أن بلغوا من دجلة إلى أسفل كسكر ، ومن الفرات إلى ما وراء الكوفة ، وموضعهم هو الذي يقال له السواد ، وكانت ملوكهم تنزل بابل ، وكان الكلدانيون جنودهم ،

__________________

(١٢٨) سورة البقرة الآية ١٠٢.

(١٢٩) المرجع السابق.


.................................................................................................

__________________

فلم تزل مملكتهم قائمة إلى أن قتل دارا آخر ملوكهم ، ثم قتل منهم خلق كثير ، فذلوا وانقطع ملكهم.

وقال يزدجرد بن مهبندار : تقول العجم : إن الضحاك الملك الذي كان له بزعمهم ثلاثة أفواه وست أعين ، بنى مدينة بابل العظيمة ، وكان ملكه ألف سنة إلا يوما واحدا ونصفا ، وهو الذي أسره أفريدون الملك وصيّره في جبل دنياوند ، واليوم الذي أسره فيه يعده المجوس عيدا ، وهو المهرجان.

قال : فأما الملوك الأوائل أعني ملوك النبط (١٣٠) وفرعون (١٣١) إبراهيم كانوا نزلا ببابل ، وكذلك بخت نصّر ، الذي يزعم أهل السّير أنه ممن ملك الأرض بأسرها ، انصرف بعدما أحدث ببني إسرائيل ما أحدث إلى بابل فسكنها.

قال أبو المنذر هشام بن محمد : إن مدينة بابل كانت إثني عشر فرسخا في مثل ذلك ، وكان بابها مما يلي الكوفة ، وكان الفرات يجري ببابل حتى صرفه بخت نصّر إلى موضعه الآن مخافة أن يهدم عليه سور المدينة ، لأنه كان يجري معه.

__________________

(١٣٠) النبط : قبائل بدوية عربية كانت لا تزال رحّالة حتى القرن ٤ ق. م. استوطنت جنوب فلسطين ، واتخذوا مدينة الأدوميين عاصمة لهم لحصانتها ، ظهروا لأول مرة عندما صدوا هجمات القائد السلوقي انتيغونس ٣١٢ ق. م. تدل آثارهم على حضارة هلنستية زاهية ، قضى عليهم الامبراطور ترايانس سنة ١٠٦ م.

(١٣١) الفراعنة : أولهم : سنان بن الأشل بن علوان بن العبيد بن عريج بن عمليق بن يلمع بن عابد ابن أسليما بن لوذ بن سام بن نوح ، ويكنى أبا العباس ، وهو فرعون إبراهيم. والثاني الريان بن الوليد بن ليث بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع ، وهو فرعون يوسف ، والثالث : الوليد بن مصعب بن أبي أهون بن الهلواث بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع ، وهو فرعون موسى. قال : كان فرعون يوسف جد فرعون موسى واسمه برخوز. (المحبر : ٤٦٦ ـ ٤٦٧).


.................................................................................................

__________________

قال : ومدينة بابل بناها بيوراسب الجبار ، واشتق اسمها من اسم المشتري ، لأن بابل باللسان البابلي الأول اسم للمشتري ، ولما استتمّ بناؤها جمع إليها كل من قدر عليه العلماء وبنى لهم إثني عشر قصرا ، على عدد البروج ، وسماها بأسمائهم ، فلم تزل عامرة حتى كان الإسكندر ، وهو الذي خربها.

حدّث أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري في كتاب المجالس من تصنيفه : حدثنا إسماعيل بن يونس ومحمد بن مهران ، قالا : حدثنا عمرو بن ناجية ، حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب عن أنس بن مالك قال :

لما حشر الله الخلائق إلى بابل ، بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية ، فجمعهم إلى بابل ، فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له ، إذ نادى مناد : من جعل المغرب عن يمينه والمشرق عن يساره فاقتصد البيت الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء ، فقام يعرب بن قحطان ، فقيل له ، يا يعرب بن قحطان بن هود أنت هو ، فكان أول من تكلم بالعربية ، ولم يزل المنادي ينادي : من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا ، حتى افترقوا على إثنين وسبعين لسانا ، وانقطع الصوت ، وتبلبلت الألسن ، فسميت بابل ، وكان اللسان يومئذ بابليّا ، وهبطت ملائكة الخير والشر ، وملائكة الحياء والإيمان ، وملائكة الصحة والشفاء ، وملائكة الغنى ، وملائكة الشرف ، وملائكة المروءة ، وملائكة الجفاء ، وملائكة الجهل ، وملائكة السيف ، وملائكة البأس ، حتى انتهوا إلى العراق.


.................................................................................................

__________________

قال بعضهم لبعض : افترقوا ، فقال ملك الإيمان : أنا أسكن المدينة ومكة.

وقال ملك الحياء : وأنا معك.

فاجتمعت الأمة على أن الإيمان والحياء ببلد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال ملك الشقاء : أنا أسكن البادية ، فقال ملك الصحة : وأنا معك.

فاجتمعت الأمة على أن الشقاء والصحة في الأعراب.

وقال ملك الجفاء : أنا أسكن المغرب ، فقال ملك الجهل : وأنا معك.

فاجتمعت الأمة على أن الجفاء والجهل في البربر.

وقال ملك السيف : أنا أسكن الشام ، فقال ملك البأس : وأنا معك.

وقال ملك الغنى : أنا أقيم ههنا ، فقال ملك المروءة ، وأنا معك.

وقال ملك الشرف : وأنا معكما. فاجتمع ملك الغنى والمروءة والشرف بالعراق (١٣١).

روى عن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، سأل دهقان (١٣٢) الغلّوجة عن عجائب بلادهم ، فقال :

كانت بابل سبع مدن ، في كل مدينة أعجوبة ليست في الأخرى ، فكان

__________________

(١٣١) معجم البلدان : ١ / ٣١٠.

(١٣٢) الدهقان : التاجر ، ورئيس المدينة ، ورئيس الإقليم ، وزعيم فلاحي العجم ، الجمع : دهاقين ودهاقنة.


.................................................................................................

__________________

في المدينة التي نزلها الملك بيت فيه صورة الأرض كلها برساتيقها (١٣٤) وقراها وأنهارها ، فمتى التوى أحد بحمل الخراج من جميع البلدان ، خرق أنهارهم فغرقهم وأتلف زروعهم وجميع ما في بلدهم حتى يرجعوا عما هم به ، فيسدّ بأصبعه تلك الأنهار فيستوفي بلدهم.

وفي المدينة الثانية حوض عظيم ، فإذا جمعهم الملك لحضور مائدته حمل كل رجل ممن يحضره من منزله شرابا يختاره ، ثم صبه في ذلك الحوض ، فإذا جلسوا للشراب شرب كل واحد شرابه الذي حمله من منزله.

وفي المدينة الثالثة : طبل معلّق على بابها ، فإذا غاب من أهلها إنسان وخفي أمره على أهله وأحبوا أن يعلموا أحي صاحبهم أم ميت ، ضربوا ذلك الطبل ، فإن سمعوا له صوتا فإن الرجل حيّ ، وإن لم يسمعوا له صوتا فإن الرجل قد مات.

وفي المدينة الرابعة مرآة من حديد ، فإذا غاب الرجل ، وأحبوا أن يعرفوا خبره على صحته ، أتوا تلك المرآة فنظروا فيها فرأوه على الحال التي هو فيها.

وفي المدينة الخامسة : أوزّة من نحاس على عمود من نحاس منصوب على باب المدينة ، فإذا دخلها جاسوس صوّتت الأوزّة بصوت سمعه جميع أهل المدينة ، فيعلمون أنه قد دخلها جاسوس.

وفي المدينة السادسة : قاضيان جالسان على الماء ، فإذا تقدم اليهما الخصمان وجلسا بين أيديهما غاص المبطل منهما في الماء.

__________________

(١٣٤) الرستاق : الريف والقرى وهو لغة في الرزداق ، الجمع : رساتيق.


.................................................................................................

__________________

وفي المدينة السابعة : شجرة من نحاس ضخمة كثيرة الغصون لا تظلّ ساقها ، فإن جلس تحتها واحد أظلته إلى ألف نفس ، فإن زادوا على الألف ، ولو بواحد ، صاروا كلهم في الشمس (١٣٤).

* * *

[عرم] : قال الله تعالى : (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ)(١٣٥).

* العرم : المطر الشديد. قال البخاري : العرم ماء أحمر حفز في الأرض حتى ارتفعت عنه الجنان فلم يسقها فيبست ، وليس الماء الأحمر من السّدّ ، ولكنه عذابا أرسل عليهم.

وعرم أيضا اسم واد ينحدر من ينبع ، قال كثير :

بيضاء من عسل ذروة ضرب

شجّت بماء الفلاة من عرم (١٣٦)

قال ياقوت الحموي (١٣٧) : العرم : المسنّاة التي كانت قد أحكمت لتكون حاجزا بين ضياعهم وحدائقهم وبين السيل ، ففجّرته فأرة ليكون أظهر

__________________

(١٣٤) معجم البلدان : ١ / ٣١١.

(١٣٥) سورة سبأ الآية ١٦. (أُكُلٍ خَمْطٍ) : ثمر مر حامض بشع ، (أَثْلٍ) : ضرب من الطرفاء (سِدْرٍ) : الضال أو شخرة النبق.

(١٣٦) معجم البلدان : ٤ / ١١٠.

(١٣٧) معجم البلدان : ٥ / ٣٧.


.................................................................................................

__________________

في الأعجوبة ، كما أفار الله الطوفان من جوف التنّور ، ليكون ذلك أثبت في العبرة ، وأعجب في الأمة.

ولذلك قال خالد بن صفوان التميمي لرجل من أهل اليمن كان قد فخر عليه بين يدي السّفّاح : ليس فيهم يا أمير المؤمنين إلا دابغ جلد ، أو ناسج برد (١٣٨) ، أو سائس قرد ، أو راكب عرد (١٣٩) ، غرّقتهم فأرة وملكتهم

امرأة ، ودلّ عليهم هدهد (١٤٠).

[سد] : الحاجز بين الشيئين ، قد يكون بناء في الماء لحجزه كسد الفرات ، وسد أسوان وغيره.

[الألى] : اسم موصول للجمع مطلقا ، مذكرا أو مؤنثا ، عاقلا أو غيره.

نحو : (يفلح الألى يجتهدون والألى يجتهدون).

[خافوا] : فزعوا. والخوف : الفزع لتوقع مكروه.

__________________

(١٣٨) البرد : ثوب مخطط أو موشّى يلتحف به ، الجمع : برود ، وأبراد ، وأبرد.

(١٣٩) العرد : الصلب الشديد.

(١٤٠) معجم البلدان : ٥ / ٣٧.



٣

طور سيناء

الكهف

الرقيم

حجر

أيكة

جمع

مشعر

قاف



وطور سيناء والكهف الرّقيم كذا

حجر وأيكة جمع مشعر قاف

__________________

٣

[طور سيناء] : قال الله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(١).

(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٢).

(وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً)(٣).

(وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا)(٤).

(يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى)(٥).

(وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ)(٦).

__________________

(١) سورة البقرة الآية ٦٣.

(٢) سورة البقرة الآية ٩٣.

(٣) سورة النساء الآية ١٥٤.

(٤) سورة مريم الآية ٥٢.

(٥) سورة طه الآية ٨٠.

(٦) سورة المؤمنون الآية ٢٠.


.................................................................................................

__________________

(فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)(٧).

(وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)(٨)(وَالطُّورِ. وَكِتابٍ مَسْطُورٍ)(٩).

(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ)(١٠).

* طور سيناء : قال الليث : طور سيناء جبل ، وقال أبو إسحاق : قيل إن سيناء حجارة ، والله أعلم ، وهو اسم جبل بقرب أيلة (١١) وعنده بليد فتح في زمن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سنة تسع صلحا ، على أربعين دينارا ، ثم فورقوا على دينار كل رجل فكانوا ثلاثمائة رجل.

وقال الجوهري : طور سيناء جبل بالشام ، وهو طور أضيف إلى سيناء ، وهو شجر ، وكذلك طور سينين.

__________________

(٧) سورة القصص الآية ٢٩.

(٨) سورة القصص الآية ٤٦.

(٩) سورة الطور الآية ١ ـ ٢.

(١٠) سورة التين الآية ١ ـ ٢.

(١١) أيلة : مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام ، قيل : هي آخر الحجاز ، وأول الشام ، وهي مدينة اليهود الذين اعتدوا في السبت ، وإليها يجتاز حجاج مصر ، وأيلة : موضع برضوى ، وهو جبل ينبع بين مكة والمدينة ، قال كثير عزة :

رأيت وأصحابي بأيلة موهنا

وقد غار نجم الفرقد المتصوب

(مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع : ١ / ١٣٨).


.................................................................................................

__________________

قال الأخفش (١٢) : السنين شجر ، واحدتها سينينة (١٣).

[الكهف] : قال الله تعالى :

(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً)(١٤).

(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً)(١٥).

(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً)(١٦).

(وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً)(١٧).

__________________

(١٢) الأخفش : هو هارون بن موسى بن شريك التغلبي ، أبو عبد الله ، شيخ القرّاء بدمشق ، كان يعرف بالأخفش الدمشقي ، أو أخفش باب الجابية (من أحياء دمشق) وكان قيما بالقراآت السبع ، عارفا بالتفسير والنحو والمعاني والغريب والشعر ، ولد سنة ٢٠١ ه‍ الموافق ٨١٦ م ، وتوفي سنة ٢٩٢ ه‍ الموافق ٩٠٥ م ، صنّف كتبا في القراآت العربية. قال السيوطي : وهو خاتمة الأخفشين ، وعنه اشتهرت قراءة أهل الشام. (انظر : طبقات القراء : ٢ / ٣٤٧ ، ومرآة الجنان : ٢ / ٢٢٠ ، وبغية الوعاة : ٤٠٦ ، والنجوم الزاهرة : ٣ / ١٣٣ ، والأعلام : ٨ / ٦٣).

(١٣) معجم البلدان لياقوت : ٤ / ٤٨. وفي المنجد في الأعلام : الطور (٤٣٩) بلدة في سيناء جنوب غربي جبل موسى على خليج السويس ، تمر به القوافل.

(١٤) سورة الكهف الآية ٩.

(١٥) سورة الكهف الآية ١٠.

(١٦) سورة الكهف الآية ١٦.

(١٧) سورة الكهف الآية ١٧.


.................................................................................................

__________________

(فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً)(١٨).

(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)(١٩) : الكهف : هو الرقيم : وقد استوفى الشرح في الرقيم. أما ذات الكهف ، فهو موضع في قول عوف بن الأحوص :

يسوق حريم شاءها من جلاجل

إليّ ودوني ذات كهف وقورها

وقال بشر بن أبي حازم (٢٠) :

يسومون الصّلاح بذات كهف

وما فيها لهم سلع وقار

* * *

[الرقيم] : قال الله تعالى :

(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً)(٢١).

الرقيم : موضع بقرب البلقاء (٢٢) من أطراف الشام ، يزعم أن به أهل الكهف ، وكان يزيد بن عبد الملك (٢٣) ينزله ، وقد ذكرته الشعراء.

__________________

(١٨) سورة الكهف الآية ١١.

(١٩) سورة الكهف الآية ٢٥.

(٢٠) ديوان بشر بن حازم

(٢١) سورة الكهف الآية ٩.

(٢٢) البلقاء : بلدة بين الشام ووادي القرى ، قصبتها عمّان ، فيها قرى كثيرة ومزارع واسعة. (مرصد الاطلاع : ١ / ٢١٩).

(٢٣) يزيد بن عبد الملك : بن مروان ، أبو خالد ، من ملوك الدولة الأموية في الشام ، ولد في دمشق


.................................................................................................

_________________

أمير المؤمنين إليك نهوي

على البخت الصلادم والعجوم (٢٤)

إذا اتخذت وجوه القوم نصبا

أجيج الواهجات من السّموم (٢٥)

فكم غادرن دونك من جهيض

ومن نعل مطرّحة جذيم (٢٦)

يزرن ، على تنائيه ، يزيدا

بأكناف الموقّر والرّقيم (٢٧)

تهنئّه الوفود إذا أتوه

بنصر الله والملك العظيم (٢٨)

__________________

سنة ٧١ ه‍ الموافق ٦٩٠ م ، وولي الخلافة بعد وفاة عمر بن عبد العزيز سنة ١٠١ ه‍ بعهد أخيه سليمان بن عبد الملك ، وكانت في أيامه غزوات أعظمها حرب الجراح الحكمي مع الترك ، وانتصاره عليهم ، وخرج عليه يزيد بن المهلب بالبصرة ، فوجه إليه أخاه مسلمة فقتله ، وكان أبيض جسيما مدّور الوجه مليحة ، فيه مروءة كاملة مع إفراط في الانصراف إلى الملذات ، مات في إربد سنة ١٠٥ ه‍ الموافق ٧٢٤ م ، أو بالجولان بعد موت قينة له اسمها (حبابة) بأيام يسيرة ، وحمل على أعناق الرجال إلى دمشق فدفن فيها ، وكان لحبابة هذه أثر في أحكام التولية والعزل على عهده ، ونقل الديار بكري في تاريخ الخميس (٢ / ٣١٨) أنه مات عشقا ، قال : ولا يعلم خليفة مات عشقا غيره ، وكان يلقب : بالقادر بصنع الله ، ونقش على خاتمه : فني الشباب يا يزيد ، (انظر : الكامل لابن الأثير : ٥ / ٤٥ ، والنجوم الزاهرة : ١ / ٢٥٥ ، وتاريخ الطبري : ٨ / ١٧٨ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٣١٨ ، وبلغة الظرفاء : ٢٥ ، ورغبة الآمل : ١ / ٦٠ ، و ٦ / ١٨١ ، والوزراء الكتاب : ٥٦ ـ ٥٨ ، مرآة الجنان : ١ / ٢٢٤ ، ومعجم ما استعجم : ٩٥٠ ـ ١٠٩٧ ، والأعلام : ٨ / ١٨٥).

(٢٤) الصلادم : المفرد : الصلدم أي : الصلب المتين. العجوم : المفرد : عجم أي : امتحن واختبر.

(٢٥) الأجيج : تلهب النار.

(٢٦) الجهيض : أجهضت الناقة والمرأة ولدها إجهاضا : أسقطته ناقص الخلق فهي جهيض. الجذيم : جذم الشيء : قطعه فهو فجذوم وجذيم.

(٢٧) أكناف : المفرد : كنف أي : الجانب والظل والناحية.

(٢٨) معجم البلدان : ٣ / ٦٠.


.................................................................................................

__________________

قال الفرّاء في قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً)(٢٩) : قالوا : هو لوح رصاص كتبت فيه أنسابهم وأسماؤهم ودينهم ومما هربوا.

وقيل : الرقيم اسم القرية التي كانوا فيها.

وقيل : إنه إسم الجبل الذي فيه الكهف.

وروى عكرمة عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما أنه قال : ما أدري ما الرقيم أكتاب أم بنيان.

وروى غيره عن ابن عباس : أصحاب الرقيم سبعة ، وأسماؤهم :

١ ـ يمليخا.

٢ ـ مكسملينا.

٣ ـ مشلينا.

٤ ـ مرطونس.

٥ ـ دبريوس.

٦ ـ سرابيون.

٧ ـ افستطيوس (٣٠).

__________________

(٢٩) سورة الكهف الآية ٩.

(٣٠) أورد ابن حبيب في المحبر أسماءهم بهذا الشكل : يمليخا ، مرطولس ، مكسملنا ، ذانوانس ، ديودنس ، ساربيونس ، كشفوطدبيوس ، وبطينوسوس (المحبر : ٣٥٦). أما السيوطي فقد أوردهم في الإتقان في علوم القرآن بهذا النص : تمليخا ، تكسملينا ، مرطوش ، يرافش ، أيونس ، أويسطانس ، وشلططيوس. (الإتقان : ١ / ١٥٥).


.................................................................................................

__________________

واسم كلبهم : قطمير ، واسم ملكهم : دقيانوس ، واسم مدينتهم التي خرجوا منها : أمسس ورستاقها الرّسّ ، واسم الكهف : الرقيم (٣١).

والكهف المذكور الذي فيه أصحاب الكهف بين عمورية (٣٢) ونيقية (٣٣) ، وبينه وبين طرسوس عشرة أيام أو أحد عشر يوما.

وكان الواثق (٣٤) قد وجّه محمد بن موسى (٣٥) المنجّم إلى بلاد الروم

__________________

(٣١) أضاف ابن حبيب في المحبر : ٣٥٦ قائلا : اسم الكلب : قطمير وكان خلنجيا ، واسم الراعي : دلس ، واسم المدينة : إفسوس ، واسم الرستاق الذي كانوا منه : أنوس ، واسم الكهف أنجلوس ، وكانت لهم في السنة تقليبتان : واحدة في الشتاء ، وواحدة في الصيف ، وكان باب الكهف بحذاء بنات نعش. ا. ه.

(٣٢) عمورية : بلد ببلاد الروم ، غزاه المعتصم ففتحه ، وكان من أعظم فتوح الإسلام ، قال أبو تمام :

يا يوم وقعة عمّورية انصرفت

عنك المنّى حفّلا معسولة الحلب

(٣٣) نيقية : من أعمال اسطنبول على البر الشرقي ، اجتمع بها آباء ملّة النصارى الثلاثمائة والثمانية عشر ، وهو أول مجمع لملّتهم ، وأظهروا لهم الأمانة التي هي أصل دينهم واعتقادهم ، وصورهم وصور كراسيهم بهذه المدينة في بيعتها ، ولهم فيها اعتقاد عظيم. (مراصد الاطلاع ٣ / ١٤١٢).

(٣٤) الواثق : بن محمد المعتصم بالله ابن هارون الرشيد العباسي ، أبو جعفر ، من خلفاء الدول العباسية بالعراق ، ولد ببغداد سنة ٢٠٠ ه‍ الموافق ٨١٥ م ، ولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة ٢٢٧ ه‍ ، فامتحن الناس في خلق القرآن ، وسجن جماعة ، وقتل في ذلك أحمد بن نصر الخزاعي بيده سنة ٢٣١ ه‍ ، قال أحد مؤرخيه : كان في كثير من أموره يذهب مذهب المأمون وشغل نفسه بمحنة الناس في الدين ، فأفسد قلوبهم ، ومات في سامرا سنة ٢٣٢ ه‍ الموافق ٨٤٧ م ، قيل بعلة الاستسقاء ، وقال ابن دحية : كان مسرفا في حب النساء ، ووصف له دوا للتقوية فمرض منه ، وعولج بالنار فمات محترقا ، وأورد ابن دمية في النبراس ٧٣ ـ ٨٠ تفصير احتراقه. وخلافته خمس سنين وتسعة أيام. كان كريما عارفا بالآداب والأنساب طروبا يميل إلى


.................................................................................................

__________________

للنظر إلى أصحاب الكهف والرقيم.

قال : فوصلنا إلى بلد الروم ، فإذا هو جبل صغير كان أسفله أقلّ من ألف ذراع ، وله سرب من وجه الأرض ، فتدخل السّرب فتمرّ في خسف من الأرض مقدار ثلاثمائة خطوة ، فيخرجك إلى رواق في الجبل على أساطين (٣٦) منقورة وفيه عدة أبيات ، منها : بيت مرتفع العتبة مقدار قامة عليها باب حجارة فيه الموتى ، ورجل موكل بهم يحفظهم معه خصّيان. وإذا هو يحيدنا عن أن نراهم ونفتشهم ، وزعم أنه لا يأمن أن يصيب من التمس ذلك آفة في بدنه ، يريد التمويه ليدوم كسبه.

فقلت : دعني أنظر إليهم وأنت بريء.

فصعدت بمشقّة عظيمة مع غلام من غلماني ، فنظرت إليهم ، وإذا هم في مسوح شعر تتفتت في اليد ، وإذا أجسادهم مطليّة بالصبر (٣٧)

__________________

السماع ، عالما بالموسيقى. قال أبو الفرج : صنع الواثق مئة صوت ما فيها صوت ساقط ، وكان كثير الإحسان لأهل الحرمين حتى قيل أنه لم يوجد بالحرمين في أيامه سائل. (انظر : الكامل لابن الأثير : ٧ / ١٠ ، وتاريخ الطبري : ١١ / ٢٤ ، والأغاني : ٩ / ٢٧٦ ـ ٣٠٠ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٣٣٧ ، ومروج الذهب : ٢ / ٢٧٨ ـ ٢٨٨ ، وتاريخ بغداد : ١٤ / ١٥ ، والنبراس : ٧٣ ـ ٨٠ ، والأعلام : ٨ / ١٦٢.

(٣٥) محمد بن موسى : بن شاكر ، أبو عبد الله ، عالم بالهندسة والحكمة والموسيقى والنجوم ، وهو أحد الإخوة التي تنسب إليهم «حيل» بني موسى في الميكانيك ، وهم مشهورون بها. توفي سنة ٢٥٩ ه‍ الموافق ٨٧٣ م. (انظر : وفيات الأعيان : ٢ / ٧٩ ، ومرآة الجنان : ٢ / ١٧٠ ، وأخبار الحكماء : ٢٠٨ ، والأعلام : ٧ / ١١٦).

(٣٦) أسباطين : أعمدة العلم.

(٣٧) الصبر : عصارة شجر مر تستعمل في الطب.


.................................................................................................

__________________

والمرّ والكافور (٣٨) ليحفظها ، وإذا جلودهم لا صقة بعظامهم ، غير أني أمررت يدي على صدر أحدهم فوجدت خشونة شعره وقوّة ثيابه ، ثم أحضرنا المتوكّل بهم طعاما وسألنا أن نأكل منه ، فلما أخذناه منه ذقناه ، وقد أنكرت أنفسنا ، وتهوّعنا ، وكأنّ الخبيث أراد قتلنا أو قتل بعضنا ليصحّ له ما كان يموّه به عند الملك أنه فعل بنا هذا الفعل أصحاب الرّقيم.

فقلنا له : إنّا ظننا أنهم أحياء يشبهون الموتى وليس هؤلاء كذلك ، فتركناه وانصرفنا.

قال غيرهم : إن بالبلقاء (٣٩) بأرض العرب من نواحي دمشق موضعا يزعمون أنه الكهف والرقيم قرب عمّان.

وفي برّ الأندلس موضع يقال له جنان الورد (٤٠) به الكهف والرقيم ، وبه قوم لا يبلون كما ذكر أهلها.

وذكر علي بن يحيى (٤١) أنه لما قفل من غزاته دخل ذلك الموضع فرآهم

__________________

(٣٨) الكافور : شجر كبير من الفصيلة الغاريّة ، ينبت في الهند والصين ، تتخذ منه مادة عطرية بلورية الشكل يميل لونها إلى البياض تستعمل في الطب ، وهو أصناف كثيرة ، الجمع : كوافير.

(٣٩) البلقاء : كورة من أعمال دمشق ، بين الشام ووادي القرى ، قصبتها عمّان ، فيها قرى كثيرة مزارع واسعة. (مراصد الاطلاع : ١ / ٢١٩).

(٤٠) جنان الورد : بالأندلس ، من أعمال طليطلة.

(٤١) على بن يحيى : الأرمني ، أبو الحسن ، قائد من الأمراء في العصر العباسي ، أصله من الأرمن ، استعرب أبوه ، فنشأ في بيئة عربية ، ولي الثغور الشامية ثم أرمينية وأذربيجان ومصر ، وكان شديد الوطأة على الروم ، له فيها غزوات وفتوح ، وقتل في إحدى وقائعه معهم بالثغور الجزرية. (انظر : النجوم الزاهرة : ٢١ / ٢٤٥ و ٢٧٩ ، والأعلام : ٥ / ٣١).


.................................................................................................

__________________

في مغارة يصعد إليها من الأرض بسلّم مقدار ثلاثمائة ذراع.

قال : فرأيتهم ثلاثة عشر رجلا وفيهم غلام أمرد (٤٢) ، عليهم جباب (٤٣) صوف وأكسية صوف ، وعليهم خفاف ونعال ، فتناولت شعرات من جبهة أحدهم فمددتها فما منعني منها شيء ، والصحيح أن أصحاب الكهف سبعة ، وإنّما الروم زادوا الباقي من عظماء أهل دينهم ، وعالجوا أجسادهم بالصبر وغيره على ما عرفوه.

وروي عن عبادة بن الصّامت (٤٤) قال : بعثني أبو بكر الصديق رضي‌الله‌عنه سنة استخلف إلى ملك الروم أدعوه إلى الإسلام أو أوذنه بحرب ، قال : فسرت حتى دخلت بلاد الروم ، فلما دنوت إلى قسطنطينية لاح لنا جبل أحمر قيل إن فيه أصحاب الكهف والرقيم ، ودفعنا فيه إلى دير ، وسألنا أهل الدير عنهم ، فأوقفونا على سرب في الجبل ، فقلنا لهم :

ـ أنّا نريد أن ننظر إليهم.

__________________

(٤٢) أمرد : مصدر مرد : مرد الشاب مردا مرودة : لم تنبت لحيته ، أو أبطأ نبات وجهه فهو أمرد ، الجمع : مرد.

(٤٣) الجباب : المفرد : جبة أي : ثوب طويل واسع الكمّين ، مشقوق المقدّم يلبس فوق الثياب.

(٤٤) عبادة بن الصامت : بن قيس الأنصاري الخزرجي ، أبو الوليد ، صحابي ، من الموصوفين بالورع ، شهد العقبة ، وكان أحد النقباء ، وشهد بدرا وسائر المشاهد ، ثم حضر فتح مصر. وعباد ابن الصامت أول من ولي القضاء بفلسطين ، مات بالرملة أو ببيت المقدس سنة ٣٤ ه‍ الموافق ٦٥٤ م. روى ١٨١ حديثا ، اتفق الإمام البخاري والإمام مسلم على ستة منها ، وكان من سادات الصحابة. (انظر : حسن المحاضرة : ١ / ٨٩ ، والمحبر : ٢٧٠ ، وتهذيب التهذيب : ٥ / ١١١ ، والإصابة في تمييز الصحابة الترجمة رقم : ٤٤٨٨ ، وخلاصة تذهيب الكمال : ١٥٩ ، وتهذيب ابن عساكر : ٧ / ٢٠٦ ، والأعلام : ٣ / ٢٥٨).


.................................................................................................

__________________

فقالوا : أعطونا شيئا.

فوهبنا لهم دينارا. فدخلوا ودخلنا معهم في ذلك السرب ، وكان عليه باب حديد ، ففتحوه ، فانتهينا إلى بيت عظيم محفور في الجبل فيه ثلاثة عشر رجلا مضطجعين على ظهورهم كأنهم رقود ، وعلى كل واحد منهم جبّة غبراء وكساء أغبر قد غطوا بها رؤوسهم إلى أرجلهم. فلم ندر ما ثيابهم أمن صوف أو وبر أم غير ذلك ، إلا أنها كانت أصلب من الديباج (٤٥) ، وإذا هي تقعقع من الصفاقة (٤٦) والجودة ، ورأينا على أكثرهم خفافا إلى أنصاف سوقهم ، وبعضهم منتعلين بنعال مخصوفة (٤٧) ، ولخفافهم ونعالهم من جودة الخرز ولين الجلود ما لم ير مثله ، فكشفنا عن وجوههم رجلا بعد رجل ، فإذا بهم من ظهر الدم وصفاء الألوان كأفضل ما يكون للأحياء ، وإذا الشيب قد وخط بعضهم ، وبعضهم شبّان سود الشعور ، وبعضهم موفورة شعورهم ، وبعضهم مطمومة (٤٨) ، وهم على زيّ المسلمين. فانتهينا إلى آخرهم فإذا هو مضروب الوجه بالسيف ، وكأنه في ذلك اليوم ضرب.

فسألنا أولئك الذين أدخلونا إليهم عن حالهم ، فأخبرونا أنهم يدخلون إليهم في كل يوم عيد لهم يجتمع أهل تلك البلاد من سائر المدن والقرى إلى

__________________

(٤٥) الديباج : نسيج من الحرير ملوّن ألوانا ، الجمع : ديابيج. قال أبو منصور الأزهري : دينار وقيراط وديباج أصولها أعجمية غير أن العرب تكلمت بها قديما فصارت عربية (اللسان).

(٤٦) الصفاقة : صفق الثوب : كثف نسجه.

(٤٧) مخصوفة : خصف النعل : خرزها بالمخرز ، والخصاف : من يخصف النعال. والمخصف : المخرز ، الجمع : مخاصيف.

(٤٨) مطمومة : طم الشيء : كثر حتى عظم أو عمّ.


.................................................................................................

__________________

باب هذا الكهف ، فنقيمهم أياما من غير أن يمسّهم أحد فتنفض جبابهم وأكسيتهم من التراب ، ونثلّم أظافيرهم ، ونقصّ شواربهم ، ثم نضجعهم بعد ذلك على هيئتهم التي ترونها.

فسألناهم من هم؟ وما أمرهم؟ ومنذكم هم بذلك المكان؟

فذكروا أنهم يجدون في كتبهم أنهم بمكانهم ذلك من قبل مبعث المسيح عليه‌السلام بأربعمائة سنة ، وأنهم كانوا أنبياء بعثوا بعصر واحد ، وأنهم لا يعرفون من أمرهم شيئا غير هذا.

* * *

[كذا] : ترد على ثلاثة أوجه :

١ ـ تكون كلمتين باقيتين على أصلهما ، وهما كاف التشبيه ، وذا الإشارة نحو : علمت أحمدا صادقا ، وعلمت أخاه بلالا كذا ، أي : مثله. وتدخل عليها (ها) للتنبيه نحو (أَهكَذا عَرْشُكِ)(٤٩).

٢ ـ تكون كلمة واحدة مركبة ، يكنّى بها عن الشيء المجهول ، وما لا يراد التصريح به نحو : فعلت كذا ، وقلت كذا.

٣ ـ تكون كناية عن مقدار الشيء ، وعدده ، نحو : اشتريت كذا كتابا ، وكذا وكذا قلما ، وكتبت كذا وكذا صحيفة ، ويكون تمييزها مفردا منصوبا. ولا تدخل عليها (ال) (٥٠).

__________________

(٤٩) سورة النمل الآية ٤٢.

(٥٠) المعجم المدرسي : ٨٩٩.


.................................................................................................

__________________

[الحجر] : قال الله تعالى :

(وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ)(٥١).

الحجر : اسم ديار ثمود (٥٢) بوادي القرى (٥٣) بين المدينة والشام.

قال الإصطخري : الحجر قرية صغيرة قليلة السّكان ، وهو من وادي القرى على يوم بين جبال ، وبها كانت منازل ثمود. قال الله تعالى : (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ)(٥٤).

قال : ورأيتها بيوتا مثل بيوتنا في أضعاف جبال ، وتسمى تلك البيوت الأثالث ، وهي جبال إذا رآها الرائي من بعد ظنها متصلة ، فإذا توسطها رأى كل قطعة منها منفردة بنفسها ، يطوف بكل قطعة منها الطائف وحواليها الرمل لا

__________________

(٥١) سورة الحجر الآية ٨٠.

(٥٢) ثمود : قبيلة بائدة يرجع تاريخها إلى أقدم العصور ، سكنت بالقرب من الحجر في وادي القرى ، ورد ذكرهم في القرآن الكريم في ٢٦ موضع ، وورد ذكرهم أيضا في النصوص الأشورية في عهد سرجون الثاني في القرن الثامن قبل الميلاد ، خضعوا للأنباط حسب النصوص اليونانية والرومانية ، وورد ذكرهم في الشعر الجاهلي. (انظر : المنجد في الأعلام : ٢٠٢). وثمود اليوم : مدينة في جمهورة اليمن.

(٥٣) وادي القرى : واد بين المدينة والشام ، كثير القرى. قال جميل بثينة :

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة

بوادي القرى إني إذا لسعيد

وهل أرين جملا به وهي أيّم

ومارث من حبل الوصال جديد؟

(معجم البلدان : ٥ / ٣٤٥).

(٥٤) سورة الشعراء الآية ١٤٩ ، وقال تعالى في سورة الحجر الآية ٨٢ : (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ.)


.................................................................................................

__________________

تكاد ترتقى ، كل قطعة منها قائمة بنفسها ، لا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة ، وبها بئر ثمود التي قال الله تعالى فيها وفي الناقة : (قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)(٥٥).

قال جميل (٥٦) :

أقول لداعي الحب ، والحجر بيننا

ووادي القرى : لبّيك! لما دعانيا

فما أحدث النأي المفرّق بيننا

سلوّا ، ولا طول اجتماع تقاليا

* * *

[أيكة] : قال الله تعالى :

(وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ)(٥٧).

(كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ)(٥٨).

(وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ)(٥٩).

(وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ)(٦٠).

الأيكة : قيل : هي تبوك التي غزاها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم آخر غزواته. وأهل تبوك

__________________

(٥٥) سورة الشعراء الآية ١٥٥.

(٥٦) ديوان جميل ..

(٥٧) سورة الحجر الآية ٧٨.

(٥٨) سورة الشعراء الآية ١٧٦.

(٥٩) سورة ص الآية ١٣.

(٦٠) سورة ق الآية ١٤.


.................................................................................................

__________________

يقولون ذلك ويعرفونه ، ويقولون إن شعيبا (٦١) عليه‌السلام أرسل إلى أهل تبوك (٦٢).

والأيكة : الغيضة (٦٣) الملتفّة الأشجار ، والجمع : أيك ، وإن المراد بأصحاب الأيكة أهل مدين (٦٤).

قلت : ومدين وتبوك متجاورتان.

[جمع] : قال الله تعالى :

(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ)(٦٥).

__________________

(٦١) شعيب : من أنبياء الله العرب في أرض مدين ، ورد ذكره في القرآن الكريم في ١١ موضعا.

(٦٢) تبوك : واحة في شمال الحجاز على طريق الحج من دمشق إلى المدينة ، اشتهرت بالغزوة العظيمة التي قام بها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لإخضاع عرب الشمال سنة ٩ ه‍ الموافق ٦٣٠ م. (المنجد في الأعلام : ١٨٣).

(٦٣) الغيضة : الشجر الكثير الملتف ، والموضع يجتمع فيه الماء فيبتلعه فينبت في الشجر ، الجمع : غياض ، وأغياض ، وغيضات.

(٦٤) مدين : مدينة قوم شعيب ، وهي تجاه تبوك على بحر القلزم ، بينهما ست مراحل ، وهي أكبر من تبوك ، وبها البئر التي استقى بها موسى لغنم شعيب. قال كثير عزّة :

رهبان مدين والذي عهدتهم

يبكون من حذر العقاب قعودا

لو يسمعون كما سمعت حديثها

خرّوا لعزّة ركّعا وسجودا

(مراصد الاطلاع : ٣ / ١٢٤٦).

(٦٥) سورة البقرة الآية ١٩٨.


.................................................................................................

__________________

جمع : ضد التفرقة ، وهو المزدلفة ، وهو قزح ، وهو المشعر ، سمي جمعا لاجتماع الناس به ، قال ابن هرمة :

سلا القلب ، إلّا من تذكّر ليلة

بجمع وأخرى أسقفت بالمحصّب (٦٦)

ومجلس أبكار ، كأن عيونها

عيون المها أنضين قدّام ربرب (٦٧)

وقال آخر :

تمنى أن يرى ليلى ، بجمع

ليسكن قلبه مما يعاني (٦٨)

فلما أن رآها خوّلته

بعادا ، فتّ في عضد الأماني (٦٩)

إذا سمح الزمان بها وضنّت

عليّ ، فأي ذنب للزمان؟ (٧٠)

وجمع أيضا : قلعة بوادي موسى عليه‌السلام (٧١) ، من جبال الشراة (٧٢)

__________________

(٦٦) سلا : طابت نفسه ، وانكشف ، والسلوة : كل ما يسلّي. المحصب : موضع رمي الحجاز بمنىّ.

(٦٧) عيون المها : أو المهاة : حيوان لبون من فصيلة البقر ومن رتبة شفعية الأظلاف (المعجم الموحد للمصطلحات العلمية مصطلحات علم الحيوان). والبقرة الوحشية ، وقد سميت بها الأنثى لا تساع عينيها وجمالهما. قال الشاعر علي بن الجهم :

عيون المها بين الرّصافة والجسر

جلبن الهوى من حيث أدري ولا ادري

(٦٨) يسكن قلبه : هدأ وارتاح.

(٦٩) خوّلته : دبرته في أمره وكفته. عضد الأماني : عون الأماني.

(٧٠) ضنت : بخلت بخلا شديدا.

(٧١) وادي موسى : منسوب إلى موسى بن عمران عليه‌السلام ، واد في قبليّ بيت المقدس ، بينه وبين أرض الحجاز واد حسن كثير الزيتون ، سمي بذلك لأن موسى عليه‌السلام لما خرج من التيه ومعه بنو إسرائيل كان معه الحجر الذي يخرج منه العيون ، فلما وصل إلى هذا الوادي سمر الحجر في الجبل هناك فخرجت منه اثنتا عشرة عينا ، وتفرّفت على اثنتي عشرة قرية ، كل قرية


.................................................................................................

__________________

قرب الشويك (٧٣).

والمشعر الحرام : وهو مزدلفة وجمع يسمى بها جميعا (٧٤).

* * *

[مشعر] : قال الله تعالى :

(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ)(٧٥).

[المشعر] : العلم المتعبد من متعبداته وهو بين الصفا والمروة وهو مناسك الحج (٧٦).

* * *

__________________

(٧٢) جبال الشراة : جبال مرتفعة تأويه القرود لبني ليث ، عن يسار عسفان ، وبه عقبة تذهب إلى الحجاز لمن سلك عسفان ، يقال لها الخريطة ، والخريطة تلي الشراة : جبل صلد لا ينبت (مراصد الاطلاع : ٢ / ٧٨٨).

(٧٣) الشوبك : قعلة حصينة.

(٧٤) معجم البلدان : ٥ / ١٣٣ ـ ١٣٤.

(٧٥) سورة البقرة الآية ١٩٨.

(٧٦) معجم البلدان : ١٣٣ ـ ١٣٤.


.................................................................................................

__________________

[قاف] : قال الله تعالى :

(ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)(٧٧).

قاف : بلفظ الحرف القاف من حروف المعجم ، إن كان عربيا فهو منقول من الفعل الماضي من قولهم : قاف أثره يقوفه قوفا إذا اتبع أثره فيكون هذا الجبل يقوف أثر الأرض فيستدير حولها.

وقاف مذكور في القرآن : ذهب المفسرون إلى أنه الجبل المحيط بالأرض.

قالوا : وهو من زبرجدة خضراء ، وإن خضرة السماء من خضرته.

قالوا : وأصله من الخضرة التي فوقه ، وإن جبل قاف عرق منها.

قالوا : وأصول الجبال كلها من عرق جبل قاف.

ذكر بعضهم أن بينه وبين السماء مقدار قامة رجل.

وقيل : بل السماء مطبقة عليه ، وزعم بعضهم أن وراءه عوالم وخلائق لا يعلمها إلّا الله تعالى. ومنهم من زعم أن ما وراءه معدود من الآخرة ومن حكمها ، وأن الشمس تغرب فيه وتطلع منه ، وهو السّتار لها عن الأرض ، وتسميه القدماء البرز (٧٨).

__________________

(٧٧) سورة ق الآية ١.

(٧٨) معجم البلدان : ٤ / ٢٩٨.


تم الكتاب بحمد الله تعالى



الفهارس

* فهرس أوائل الآيات القرآنية الكريمة.

* فهرس أوائل الأحاديث النبوية الشريفة.

* فهرس الشعر.

* المراجع والمصادر.

* المحتوى.



فهرس أوائل الآيات القرآنية الكريمة

الآية

رقمها

السورة

رقمها

الصفحة

(وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى)

٦١

البقرة

٢

٤١

(اهْبِطُوا مِصْراً)

٦١

البقرة

٣

٤٤

(فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ)

٦١

البقرة

٢

٤٤

(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا)

٦٣

البقرة

٢

١٢١

(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا)

٩٣

البقرة

٢

١٢١

(وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى)

١٠٢

البقرة

٢

١١١

(وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ)

١٠٢

البقرة

٢

١١١

(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا)

١٩٨

البقرة

٢

٥ ـ ١٣٧

(فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ)

٢٦٥

البقرة

٢

٤٥

(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي)

٩٦

آل عمران

٣

٧٥

(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ)

١٢٣

آل عمران

٣

٣٤

(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ)

٥٨

النساء

٤

٩٢

(وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ)

١٥٤

النساء

٤

١٢١

(وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها)

٩٢

الأنعام

٦

٧٧

(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً)

٥٧

الأعراف

٧

٥٩

(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ)

٢٥

التوبة

٩

٣٨

(وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ)

٢٥

التوبة

٩

٤٠

(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا)

٨٧

يونس

١٠

٤١ ـ ٤٤


(وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ)

٤٤

هود

١١

١٠٩

(وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ)

٢١

يوسف

١٢

٤١ ـ ٤٤

(وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ)

٣٠

يوسف

١٢

٤٤

(اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ)

٥٥

يوسف

١٢

٤٣

(يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا)

٨٨

يوسف

١٢

٤٤

(لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ)

٩٢

يوسف

١٢

٩٣

(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ)

٩٩

يوسف

١٢

٤١

(ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ)

٩٩

يوسف

١٢

٤٤

(رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً)

٣٥

إبراهيم

١٤

٧٧

(وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ)

٧٨

الحجر

١٥

١٣٤

(وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ)

٨٠

الحجر

١٥

١٣٣

(وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ)

٨٢

الحجر

١٥

١٣٣

(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ)

٩

الإسراء

١٧

٣٣

(رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي)

٨٠

الإسراء

١٧

٩٦

(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ)

٩

الكهف

١٨

١٢٦ ـ ١٢٣

(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ)

١٠

الكهف

١٨

١٢٣

(فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ)

١١

الكهف

١٨

١٢٤

(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا)

١٦

الكهف

١٨

١٢٣

(وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ)

١٧

الكهف

١٨

١٢٣

(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ)

٢٥

الكهف

١٨

١٢٤

(وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)

٥١

الكهف

١٨

٩٨

(وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ)

٥٢

مريم

١٩

١٢١

(إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ)

١٢

طه

٢٠

١١٠

(اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي)

٣١

طه

٢٠

٤٠

(يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ)

٨٠

طه

٢٠

١٢١


(فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً)

١٠٦

طه

٢٠

٤٠

(وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)

٢٩

الحج

٢٢

٧٧

(وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ)

٢٠

المؤمنون

٢٣

١٢١

(وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ)

٥٠

المؤمنون

٢٣

٤٣

(وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ)

١٤٩

الشعراء

٢٦

١٣٣

(قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ)

١٥٥

الشعراء

٢٦

١٣٤

(كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ)

١٧٦

الشعراء

٢٦

١٣٤

(أَهكَذا عَرْشُكِ)

٤٢

النمل

٢٧

١٣٢

(فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ)

٢٩

القصص

٢٨

١٢٢

(وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا)

٤٦

القصص

٢٨

١٢٢

(ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ)

٥

الأحزاب

٣٣

١٠٧

(وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ)

١٣

الأحزاب

٣٣

٩٣

(فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ)

١٦

سبأ

٣٤

١١٦

(وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ)

١٣

ص

٣٨

١٣٤

(وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ)

٥١

الزخرف

٤٣

٤١

(أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ)

٥١

الزخرف

٤٣

٤٤

(وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ)

٢١

الأحقاف

٤٦

٦٥

(ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)

١

ق

٥٠

١٣٨

(وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ)

١٤

ق

٥٠

١٣٤

(وَالطُّورِ. وَكِتابٍ مَسْطُورٍ)

١ ـ ٢

الطور

٥٢

١٢٢

(إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ)

١٦

النازعات

٧٩

١١٠

(لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ)

١

البلد

٩٠

٧٧

(وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ)

٢

البلد

٩٠

٧٧

(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)

١

التين

٩٥

٧٧

(وَطُورِ سِينِينَ)

٢

التين

٩٥

٧٧

(وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)

٣

التين

٩٥

٧٧


فهرس أوائل الأحاديث النبوية الشريفة

أوائل الحديث الصفحة

الصفحة

«اتقوا غضب عمر فإن الله يغضب لغضبه»

٤٣

«أجود قريش كفّا ، وأوصلها ، هذا بقية آبائي».

٩٢

«إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يثرب».

٩٣

«إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمّة ورحمة».

٤٨

«إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم صهرا»

٤٨

«أعتقها ولدها».

٤٨

«اللهمّ إن إبراهيم عبدك وخليلك وربيك ورسولك دعاك».

٩٨

«اللهمّ إنك أخرجتني من أحب أرضك إليّ فأسكنّي أحب أرضك».

٩٥

«اللهمّ حبب إلينا المدينة كما حببت مكة واجعل».

٩٧

«اللهمّ حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واشدّ».

٩٧

«إنّ الله عزوجل أمرني بحب أربعة».

١٠٧

«أنت أخي».

٦٧

«إنّي لأعلم أنّك أحب البلاد إلي وأنك أحب أرض الله».

٧٨

«سيدات نساء أهل الجنة أربع مريم وفاطمة وخديجة وآسية».

٦٣

«من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل فإنه من مات بها».

٩٧

«من صبر على أوار المدينة وحرّها كنت له شفيعا شهيدا».

٩٧

«من صبر على حرّ مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة عام».

٧٩

«والله إنك لخير أرض الله ، وإنك لأحب أرض الله».

٧٩


فهرس الشعر

صدر البيت

القافة

الشاعر

عدد الأبيات

الصفحة

 ـ أ ـ

الحياء

أمية بن أبي الصلت

١

٨٥

أذكر حاجتي أم قد كفاني

جميل بثينة

٢

١٣٤

أقول لداعي الحب والحجر بيننا

دعانيا

 ـ ب ـ

إذا جاء باغي الخير قلن بشاشة

مرحبا

عباس بن مرداس

٢

٤٩

أحقا تراه اليوم يا ضب أنني

أركبا

نائلة بنت الفرامضة

٣

٩٥

أبوا دين الملوك فهم لقاح

أجابوا

شاعر

١

٨٠

إلى الله أشكو لا إلى الناس أنني

غريب

شاعر

١

٩٩

وعلمتم أكل الحريرة وأنتم

صلاب

شاعر

١

٨٥

سلا القلب إلا من تذكر ليلة

بالمحصب

ابن هرمة

٢

١٣٦

يا يوم وقعة عمورية انصرفت

الحلب

أبو تمام

١

١٢٧

رأيت وأصحابي بأيلة موهنا

المتصوب

كثير عزة

١

١٢٢

إذا حلت بمصر وحلّ أهلي

ولوب

جميل بثينة

٣

٦٣

 ـ ح ـ

أتدري من هجوت أبا حبيب

البطاحا

الزبرقان بن بدر

٢

٨١

بأهلي رمة لم تعي شيئا

الرياح

سارة القريظية

٣

١٠٣

 ـ د ـ

رهبان مدين والذين عهدتم

قعودا

كثير عزة

٢

١٣٥

لا هم إن جرهما عبادك

تلادك

الحارث بن عمرو

١

٨٧

أتبكي أن يضلّ لها بعير

السهود

الأسود بن المطلب

٦

٣٦

اسمع كلامي هداك الله من هاد

صاد

شاعر

١٠

٦٩

له داع بمكة مشمعل

ينادي

أمية بن أبي الصلت

٢

٨٥


صدر البيت

القافة

الشاعر

عدد الأبيات

الصفحة

يا حبذا مكة من وادي

وعوّادي

ابن أم كلثوم

٢

٧٨

أعاذل إن اللّوم في غير كنهه

المتردد

عدي بن زيد

١

١١٠

يا عمرو أحسن يراك الله بالرشد

والثمد

الفراء

١

١٠١

عوجا فلم على أسماء بالثمد

والجمد

أرطأة بن سهيلة

١

١٠١

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

لسعيد

جميل بثينة

٢

١٣٣

 ـ ر ـ

يسومون الصلاح بذات كهف

وقار

بشر بن أبي خازم

١

١٢٤

يقولون مصر أخصب الأرض كلها

مصر

شاعر

٣

٥٩

بالأبلق الفرد من تيماء منزله

غدار

الأعشى

١

٩٩

إلى أحد فذي حرض فمبنى

صرار

حكيم بن عكرمة

١

١٠٢

عيون المهابين الرصافة والجسر

أدري

علي بن الجهم

١

١٣٦

أضاعوني وأي فتى أضاعوا

ثغر

شاعر

١

٦٩

كأن لم يكن الحجون إلى الصفا

سامر

عمرو بن الحارث

٩

٨٧

 ـ س ـ

أما ترى مصر كيف قد جمعت

مجلس

كشاجم

٤

٦١

 ـ ش ـ

أبا مطر هلم إلى الصلاح

قريش

حرب بي أمية

٣

٨٢

 ـ ض ـ

ألا أيها المكاء مالك ههنا

تبيض

أعرابي

١

٧٦

 ـ ع ـ

يا من يرى ما في الضمير ويسمع

يتوقع

عبد الرحمن السهيلي

١

٣٨

 ـ ف ـ

ولما دنونا من حنين ومائة

أخصفا

خديج بن العوجاء

٤

٤٠

عمرو العلى هشم الثريد لقومه

عجاف

شاعر

١

٨٤

وفي القرآن من أسماء البقاع أتى

الأحقاف

السيوطي

١

٣٣

وبكة يثرب الجودي ثم طوى

خافوا

السيوطي

١

٧٥

وطور سيناء والكهف الرقيم كذا

قاف

السيوطي

١

١٢١


 ـ ق ـ

أيا جارتي بيني فإنك طالقة

طارقة

الأعشى

٣

٨٣

هل غاية من بعد مصر أجيئها

سحيق

شاعر

١٦

٦٢

 ـ ك ـ

يا مكة الفاجر مكي مكا

وعكا

شاعر

١

٧٧

 ـ ل ـ

من آل سلمى عرفت الطلولا

مثولا

زهير بن أبي سلمى

١

١٠٢

والمكاكي والصحاف من الفضة

الرحال

الأعشى

١

٧٦

نصروا نبيهم وشدوا أزره

الأبطال

شاعر

١

٤٠

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

وجليل

بلال بن رباح

١

٧٩

تحايا اليهود بتلعانها

بأبوالها

مالك بن العجلان

٢

١٠٣

كل امرىء مصبح في أهله

نعله

أبو بكر الصديق

١

٧٨

 ـ م ـ

تراني يا علي أموت وجدا

رئام

شاعر

٢

٣٩

بيضاء من عسل ذروة ضرب

عرم

كثير عزة

١

أمير المؤمنين إليك نهوي

والعجوم

شاعر

٥

١٢٥

 ـ ن ـ

ولا يديمون في التعريف موقعهم

صوفانا

شاعر

١

٨٩

مصر دار الفاسقينا

السامعينا

شاعر

٥

٦١

لم يقض دينك مل حان

غنينا

الرمق بن زيد

١٠

١٠٣

تمنى أن يرى ليلى بجمع

يعاني

شاعر

٣

١٣٦

هيهات من أمة الوهاب منزلة

عذن

عمر ابن أبي ربيعة

٢

٦٩

صرعى بفخ تجر الريح فوقهم

المزن

شاعر

٢

٧٩

وكل أخ مفارقة أخوه

الفرقدان

الحضرمي

١

٨١

هيهات في أمة الوهاب منزلنا

عدن

عمر بن أبي ربيعة

٢

٨٦

 ـ ه ـ

خلو السبيل عن أبي سيارة

فزارة

شاعر

٢

٨٩

إذا الثريب أخذته أكه

بكة

أبو عبيدة

١

٧٦



المراجع والمصادر

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة ١ ـ ٥ : ابن الأثير ـ طبع بمصر ١٢٨٠ ه‍.

٣ ـ الإصابة في تمييز الصحابة ١ ـ ١٠ : ابن حجر العسقلاني ـ مصر ١٣٥٨ ه‍ ١٩٣٩ م.

٤ ـ الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين : ١ ـ ٨ : خير الدين الزركلي ـ دار العلم للملايين ـ بيروت ـ الطبعة السادسة ١٩٨٤.

٥ ـ البداية والنهاية ١ ـ ١٤ : للحافظ ابن كثير الدمشقي ـ مكتبة المعارف ـ بيروت.

٦ ـ الجامع الصغير من حديث البشير النذير ١ ـ ٢ : لخاتمة الحفاظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ـ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ـ دار خدمات القرآن ـ دمشق.

٧ ـ سنن ابن ماجه ١ ـ ٢ : للحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني ـ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٨ ـ سنن أبي داود : لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي ـ تحقيق عزت عبيد دعاس ـ حمص ـ سورية.

٩ ـ سنن الترمذي : لمحمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي البوغي الترمذي ـ تحقيق عزت عبيد الدعاس ـ مكتبة دار الدعوة بحمص ـ سورية.


١٠ ـ سنن النسائي : لأحمد بن علي بن شعيب بن أبو عبد الرحمن النسائي.

١١ ـ صحيح مسلم ١ ـ ٦ : للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي ـ تحقيق وضبط وترقيم الدكتور مصطفى ديب البغا ـ دار اليمامة ـ بيروت.

١٢ ـ صحيح مسلم ١ ـ ٤ : للإمام مسلم بن حجاج ـ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ١٣٧٥ ه‍ ـ ١٩٥٥ م.

١٣ ـ صفة الصفوة ١ ـ ٤ : للإمام الحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

١٤ ـ كشف الخفاء ومزيل الألباس عما أشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ١ ـ ٢ : للمفسر المحدث الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي ـ تعليق وشرح أحمد القلاش ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت.

١٥ ـ كلمات القرآن تفسير وبيان : لسماحة العالم حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية ـ دار الهجرة ـ بيروت.

١٦ ـ لسان العرب : للعلامة ابن منظور ـ دار صادر ـ بيروت ـ ١٤٠٠ ه‍ ، ١٩٨٠ م.

١٧ ـ المحبّر : للعلامة الاخباري النّسّابة أبي جعفر محمد بن حبيب بن أمية ابن عمرو الهاشمي البغدادي ـ رواية أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري ـ تحقيق الدكتورة إيلزة ليختن شتيتر ـ المكتب التجاري ـ بيروت.

١٨ ـ المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي ١ ـ ٢ : تأليف العالم العلامة أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي ـ المكتبة العلمية ـ بيروت ـ لبنان.


١٩ ـ مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ١ ـ ٣ : لصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي : تحقيق علي محمد البيجاوي ـ دار المعرفة ـ بيروت.

٢٠ ـ معجم البلدان ١ ـ ٥ : للشيخ الإمام شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٢١ ـ معجم لغة الأدباء : الدكتور محمد رواس قلعه جي والدكتور صادق قنيبتي ـ دار النفائس ـ بيروت ـ ١٤٠٥ ه‍ ـ ١٩٨٥ م.

٢٢ ـ المعجم المدرسي : محمد خير أبو حرب ـ وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية ـ دمشق.

٢٣ ـ المعجم المفهرس لألفاظ الحديث ١ ـ ٧ : أ. ي. فنسنك ـ ليدن ـ بريل.

٢٤ ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم : محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٢٥ ـ المعجم الموحد للمصطلحات العلمية.

٢٦ ـ المعجم الوسيط ١ ـ ٢ : لإبراهيم مصطفى ، وأحمد حسن الزيات ، وحامد عبد القادر ، ومحمد علي النجار ، بإشراف عبد السلام هارون ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٢٧ ـ مفتاح كنوز السنة : أ. ي. فنسنك ـ ترجمه عن الإنكليزية محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٢٨ ـ المنجد في الأعلام : للأب فردينان توتل اليسوعي ـ دار المشرق ـ بيروت ـ ١٩٨٢ م.

٢٩ ـ المنجد في اللغة : الأب يوسف معلوف ـ دار المشرق ـ بيروت ـ ١٩٨٢ م.

٣٠ ـ موسوعة أطراف الحديث ١ ـ ١٢ : بسيوني زغلول.



المحتوى

المقدمة....................................................................... ٧

تعريف بالمؤلف.............................................................. ١٣

أسماء البقاع والجبال

في القرآن الكريم بدر

حنين....................................................................... ٣٨

مصر....................................................................... ٤١

الأحقاف................................................................... ٦٦

بكة........................................................................ ٧٥

يثرب....................................................................... ٩٣

الجودي................................................................... ١٠٩

طوى..................................................................... ١١٠

بابل...................................................................... ١١١

عرم...................................................................... ١١٦

سد الألى.................................................................. ١١٧

طور سيناء................................................................ ١٢٢


الكهف................................................................... ١٢٣

الرقيم..................................................................... ١٢٤

حجر..................................................................... ١٣٣

أيكه..................................................................... ١٣٤

جمع...................................................................... ١٣٥

مشعر.................................................................... ١٣٧

قاف..................................................................... ١٣٨

الفهارس

فهرس أوائل الآيات القرآنية الكريمة........................................... ١٤٣

فهرس أوائل الأحاديث النبوية الشريفة......................................... ١٤٦

فهرس الشعر.............................................................. ١٤٧

المراجع والمصادر............................................................ ١٥١

المحتوى.................................................................... ١٥٥

اسماء البقاع والجبال في القرآن الكريم

المؤلف:
الصفحات: 156