فهرست العناوين

تقديم...................................................................... ٥ ـ ٣٦

المؤلف....................................................................... ٥

كتاب المباحثات............................................................... ٨

السائل أو السائلون............................................................ ٩

عدد الرسائل................................................................ ١٢

زمان الكتابة................................................................. ١٦

أهمية الرسائل................................................................ ١٧

نسخ الكتاب................................................................ ١٩

منهج التحقيق............................................................... ٣٠

اعتذار وشكر............................................................... ٣١

صورة النسخ................................................................. ٣٣

الرموز المستعملة.............................................................. ٣٦

المباحثة الأولى............................................................. ٣٨ ـ ٤٨

المباحثة الثانية............................................................. ٤٩ ـ ٥٤

المباحثة الثالثة............................................................. ٥٥ ـ ٧٩

المباحثة الرابعة........................................................... ٨٠ ـ ١٠٠

المباحثة الخامسة........................................................ ١٠١ ـ ١٤٤

المباحثة السادسة....................................................... ١٤٥ ـ ٣٢١

قسم الملحق........................................................... ٣٢٣ ـ ٣٧٤

الفهارس.............................................................. ٣٧٦ ـ ٤٠٠



بسم الله الرّحمن الرّحيم

تقديم

عرف واشتهر كتاب المباحثات بأنه من تأليفات الشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن سينا ، وكان مرجعا لدى الباحثين والناقدين للفلسفة عموما ، ولآراء مؤلفه خصوصا.

وهنا مجموعة أسئلة مطروحة حول خصوصيات هذا الكتاب. وقبل الشروع في الجواب عنها يلزمنا تعريف المؤلف وسيرته ، إلا ان شهرته وما كتب في ترجمته من مقالات وكتب مفردة تغني عن ذلك ، ومع هذا فإني سوف أذكر كلاما مختصرا لمسيس الحاجة إليه في البحث عن الكتاب (١).

المؤلف :

أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا. ولد في ٣٧٠ ه‍. بأفشنة ـ قرية قريبة من بخارى ـ ثم انتقل مع والده إلى بخارى وتنشّأ بها. قال عن نفسه :

«واحضر لي معلم القرآن ومعلم الأدب ، وكملت العشر من العمر وقد أتيت على القرآن وعلى كثير من الأدب حتى يقضى مني العجب».

__________________

(١) ما جاء في سيرة المؤلف هنا ملخص من رسالة سيرة الشيخ الرئيس ، التي كتبه الجوزجاني تلميذه ، ونقل معظمه عن الشيخ ثم أكمله من عنده.


ثم اشتغل بتعليم المنطق والفلسفة والهندسة والطب ، وصار متبحّرا فيه ، حتى عالج السلطان نوح بن منصور الساماني (٢) من مرضه الذي تحير فيه الأطباء ؛ ولذلك اتّصل به واستفاد من خزانة كتبه.

قال : «فلما ثماني عشرة من عمري فرغت من هذه العلوم كلها ؛ وكنت إذا ذاك للعلم أحفظ ، ولكنه اليوم معي أنضج. وإلا فالعلم واحد لم يتجدد لي شيء بعد».

قال : «ثم مات والدي وتصرّفت بي الأحوال وتقلّدت شيئا من أعمال السلطان ، ودعتني الضرورة إلى الإخلال ببخارى والانتقال إلى كركانج ... ثم دعت الضرورة إلى الانتقال إلى نسا ، ومنها إلى باورد ، ومنها إلى طوس ، ومنها إلى سمنقان ، ومنها إلى جاجرم ...

ومنها إلى جرجان ... ثم مضيت إلى دهستان ... وعدت منها إلى جرجان ، واتّصل أبو عبيد الجوزجاني بي».

وانتقل إلى الري وأقام عند مجد الدولة (٣) أياما ، ثم اتفقت له أسباب أوجبت خروجه إلى قزوين ، ومنها إلى همدان. ودعاه شمس الدولة (٤) لمعالجة «قولنج» أصابه وصار الشيخ من ندمائه وتقلّد هناك الوزارة. واتفق تشويش العسكر عليه ، فكبسوا داره وأخذوه إلى الحبس ، وأغاروا على أسبابه وأخذوا

__________________

(٢) نوح بن منصور بن نوح من الملوك السامانيين. ولد في ٣٥٣ ه‍. ق ببخارى وورث ملك ماوراء النهر عن أبيه في ٣٦٥ (على ما أكثر التواريخ المعتبرة) ومات في ٣٨٧ ه‍. ق ببخارى وتولى السلطنة بعده ابنه منصور. (ملخصا من لغت نامه).

(٣) مجد الدولة أبو طالب رستم بن فخر الدولة من الملوك الديالمة ، تولى السلطنة بالري بعد أبيه من ٣٨٧ ه‍ ق. إلى ٤٢٠. (تاريخ مفصل ايران. عباس اقبال. ص ١٨١).

(٤) شمس الدولة أبو طاهر بن فخر الدولة أخو مجد الدولة ، تولى السلطنة بعد أبيه على همدان وكرمانشاه من ٣٨٧ ه‍ ق. إلى ٤١٢ تقريبا (المصدر السابق ، ص ١٨٣).


جميع ما كان يملكه ، وعاد «القولنج» للأمير شمس الدولة ، وطلب الشيخ واعتذر إليه ، فأقام عنده مكرما واعيدت الوزارة إليه ثانيا.

فشرع هناك بتأليف كتاب الشفاء وابتدأ بالطبيعيات ، ومات شمس الدولة وبويع لابنه ، وطلبوا استيزار الشيخ فأبى عليهم.

فاتهموه بمكاتبة علاء الدولة (٥) وأخذوه وحملوه إلى قلعة فردجان ، وبقي فيها أربعة أشهر ثم أعادوه إلى همدان.

قال الجوزجاني : «وعزم على التوجه إلى أصفهان ، فخرج متنكّرا ـ وأنا معه وأخوه وغلامان ـ في زيّ الصوفية ، إلى أن وصلنا إلى طهران على باب أصفهان ، بعد أن قاسينا شدائد في الطريق ؛ فاستقبلنا أصدقاء الشيخ وندماء الأمير علاء الدولة وخواصّه ...».

واختصّ الشيخ بعلاء الدولة وصار من ندمائه إلى أن عزم علاء الدولة على قصد همدان ؛ وخرج الشيخ في صحبته ... وصنّف كتاب الإنصاف ، وفي اليوم الذي قدم فيه السلطان مسعود أصفهان نهب عسكره رحل الشيخ ، وكان الكتاب في جملته وما وقف له على أثر ، ثم قصد علاء الدولة همدان وكان الشيخ معه ... وهناك انتقل إلى جوار ربّه ، ودفن بهمدان في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. وكانت ولادته في سنة سبعين وثلاثمائة ؛ وجميع عمره ثمان وخمسون سنة.

وكان مشتغلا بالكتابة والتأليف ضمن أسفاره واشتغالاته ، فقد ألّف كتبا

__________________

(٥) أبو جعفر محمد بن دشمنزيار الملقب بعلاء الدولة وكاكويه ، وهو ابن خال مجد الدولة بن فخر الدولة ـ السابق الذكر ـ كان حاكما على أصفهان بعد فخر الدولة حتى سنة ٤٢٧ وانهزم من السلطان مسعود الغزنوي (٤٢١ ه‍) ومن أميره بو سهل الحمدوني (٤٢٥ ه‍) ثم أخيرا فى (٤٢٧ ه‍) ، ولم يرجع إلى الحكم. (راجع تاريخ مفصل ايران ـ اقبال ١٨٢ و ٢٧٠ و ٢٦٤).


ورسائل كثيرة أشهرها الشفاء والقانون والإشارات والنجاة (٦).

كتاب المباحثات :

ومن كتبه المشهورة كتابه هذا ـ المباحثات ـ وقد اشتهر لدى الباحثين والناقدين لآراء الشيخ ، رغم صغر حجمه وعدم الترتيب والتبويب فيه ؛ ولو ذهبنا لنجد نظيرا له من كتب الشيخ فأشبه شيء به كتابه التعليقات ، فانهما استرضعا من ثدي واحد. إذ لم يكن شأن الشيخ فيهما القصد إلى تأليف كتاب ، بل هما مجموعة جوابات وكلمات مأخوذة منه ، جمعهما تلميذه الخاص بهمنيار بنفسه ، أو بمعاونة تلميذة الآخر ابن زيلة كما سنشير إليه.

والكتاب مما لا شك في نسبته ، فقد ذكره أولا الجوزجاني (٧) عند سرد أسامي تأليفاته حيث قال : «... وكتاب المباحثات مجلدة ...» وهذا الفهرس من المصادر الرئيسية في عد تأليفات الشيخ الرئيس ، لكون الجوزجاني ملازما للشيخ ومنادما له خلال خمس وعشرين سنة حتى في أسفاره المختلفة ، وحينما كان الشيخ مشتغلا بهذه التأليفات ؛ ثم إن الكتاب كان مشتهرا لدى الباحثين عن آراء الشيخ الرئيس ، كالفخر الرازي والخواجة نصير الدين الطوسي وصدر المتألهين الشيرازي وغيرهم (٨). والشيخ أورد أحيانا اسماء كتبه فيه كالإشارات والشفاء

__________________

(٦) ألف جورج قنواتي فهرسا لتأليفات الشيخ وأوصل رقم الكتب والرسائل إلى (٢٧٦) عددا. ثم ألف الدكتور يحيى مهدوي كتابه «فهرست نسخه هاى مصنفات ابن سينا» وأورد فيه (١٣١) كتابا ورسالة صحيح النسبة إلى الشيخ و (١١٠) أثرا مشكوكا أو منحولا إليه.

(٧) سيرة الشيخ الرئيس.

(٨) لم يكن الكتاب عند صدر المتألهين كما صرح بذلك في كتابه الأسفار الأربعة.

والأظهر أن اتصاله بهذا الكتاب كان بما نقله الفخر الرازي في كتابه المباحث المشرقية.


والإنصاف والمبدأ والمعاد ـ وأحال البحث إليها. على أن جلّ المطالب والمباحث التي فيه تدور حول المباحث الواردة في كتابه الشفاء ، خصوصا كتاب النفس منه.

السائل ، أو السائلون؟

المشهور أن السائل هو بهمنيار بن المرزبان تلميذ الشيخ ... (٨) فقد جاء في أول الرسالة السادسة :

«الخادم بهمنيار بن المرزبان ، خادم مولانا الرئيس ، السيد الأوحد ، الأجلّ شرف الملك ، فخر الكفاة ـ أطال الله بقاه وأدام رفعته وعلاه

__________________

(٨) أقدم ترجمة لبهمنيار ما جاء في تتمة صوان الحكمة للبيهقي ، ننقل شيئا منها بلفظه :

«الفيلسوف بهمنيار الحكيم ؛ كان تلميذ أبي علي وكان مجوسي الملة ، غير ماهر في كلام العرب ؛ وكان من بلاد آذربايجان والمباحث التي لأبي علي أكثرها مسائل بهمن يار ، تبحث عن غوامض المشكلات.

ومن تصانيف بهمنيار كتاب التحصيل وكتاب الرتبة في المنطق ، وكتاب في الموسيقي ، ورسائل كثيرة ... ومات بهمنيار في شهور سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، بعد موت أبي علي بثلاثين سنة (تاريخ الحكماء (تتمة صوان الحكمة) ص ٩٧) هذا جلّ ما نعرفه من ترجمة بهمنيار وقد أخذ سائر المترجمين له من كلام البيهقي ، فترى الشهرزوري (نزهة الأرواح : ٢ / ٣٨) ينقل كلامه بلفظه دون ذكر القائل.

وقد طبع كتابه «التحصيل» (طهران ١٣٤٩ ـ ه. ش ـ كلية الإلهيات) بتحقيق الأستاذ الشهيد مرتضى المطهري (ره). وقال الاستاذ في مقدمته على الكتاب :

«من البعيد بقاء بهمنيار على المجوسية مع ما نرى من نظراته وسياق فكره في مسائل التوحيد والخير والشر ، وأن ذلك لا ينتظم مع العقائد المجوسية».

ومما يوضح اتصال بهمنيار بأبي علي ما كتبه الشيخ في المباحثة الثالثة مخاطبا له ـ كما يظهر ـ :

«وذلك غير ما كنت أتوقّعه منه ـ وهو لي كالولد ، بل ألحّ من الولد وأحبّ ، وقد علّمته وأدّبته وبلغت به المنزلة التي بلغها ؛ فما كان له في ذلك التبليغ آخر غيري يقوم فيه مقامي ...».


وكبت حساده وأعداه ـ خدم نهى الحضرة بكتاب مطوي على أوراق وأسئلة وشكوك يرجو وصول الجميع إليها وإحاطة العلم الشريف بها ... فإن هذه الجوابات التي ينعم بها ربما يضيع أصول المسائل على أيدي الغلمان ... وقد ساء ظني بالكتاب الصادر أخيرا وخيّل لي الشيطان ضياعه ...».

فعلى هذا لا يبقى شك في أن لبهمنيار القدم الأول في تدوين هذا الكتاب.

وأما هل لغيره أيضا حظّ من ذلك فقد يدل عليه ما جاء على ظهر نسخة بودليان :

«السينات على الحواشي علامة السؤال ، والجيمات علامة الجواب ، وحرف الطاء مع السين علامة لما وجد من تلك الأسئلة أصولها في الرقاع إما بخط بهمنيار ، وإما بخط أبي منصور بن زيلة ، وكذلك هي مع الجيم علامة لما وجد من تلك الأجوبة تحتها بخط الشيخ الرئيس أبي علي ؛ وما هو عاطل منها لم يظفر بالنسخة المسودّة ، فعطّل دلالة على أن المعلم وجد بخط أحد السائلين المذكورين ، وكذلك الجواب بخط المسئول عنه».

وقد لمح الشيخ إليه في أول المباحثة الأولى أيضا :

(٢) «... أما الإشارات فإن النسخة منها لا تخرج إلا مشافهة وبعد شروط لا تعقد إلا مكافحة ؛ وليس يمكن أن يستفتح بها ويطلع معه غريب عليها ، فإنه لا يمكن أن يطلع عليها إلا هو والشيخ أبو منصور بن زيلة ...».

فهذا يدل على أن بهمنيار وابن زيلة (٩) اشتركا في طرح الأسئلة أو جمعها.

__________________

(٩) فأقدم ترجمة عنه ما قاله البيهقي :

«الحكيم أبو منصور حسين بن طاهر بن زيلة ، كان أصفهاني المولد ، وهو من خواص تلامذة ـ


ثم هناك قرائن تدل على ورود شخص آخر في هذه الدائرة أيضا. فقد جاء في الرقم (٥١٣) :

«هذا الجواب من بابه الشيخ الكرماني».

على أن المباحثة تدور حول اعتراض الكرماني (١٠) على البرهان الذي

__________________

ـ أبي علي ومن بطانته. وقيل : إنه كان مجوسي الملة ، ولكن لم يتحقق لي ذلك. وكان عالما بالرياضيات وماهرا في صناعة الموسيقي أيضا. ومن تصانيفه الاختصار من طبيعيات الشفاء ، وشرح رسالة حي بن يقظان ... وله كتاب في النفس ورسائل اخر وكان قصير العمر ، مات في سنة أربعين وأربعمائة بعد موت أبي علي باثنتي عشرة سنة ... وكان عارفا بعلوم العرب ، كاملا في صناعة الانشاء». (تاريخ الحكماء بيهقي : ٩٩) وقد نقل هذه الترجمة أيضا الشهرزوري بلفظه دون ذكر من البيهقي في نزهة الأرواح (٢ / ٣٩) وجاء ذكر ابن زيلة في عيون الانباء (٢ / ١٩) أيضا. وقد طبع من تأليفاته شرح حي بن يقظان وكتاب الكافي في الموسيقي (دانشنامه ايران واسلام : ٦١٩ ابن زيلة).

(١٠) لا نعلم شيئا من هذا الشيخ الكرماني ، غير ما جاء في رسالة السيرة عن لسان الجوزجاني :

«وكان الشيخ قد صنف بجرجان المختصر الأصغر في المنطق. وهو الذي وضعه بعد ذلك في أول النجاة ـ ووقعت نسخته إلى شيراز ؛ فنظر فيها جماعة من أهل العلم هناك. فوقعت لهم الشبه في مسائل منها ، وكتبوها على جزء. وكان القاضي بشيراز من جملة القوم. فأنفذ بالجزء إلى أبي القاسم الكرماني ـ صاحب إبراهيم بن بابا الديلمى ، المشتغل بعلم الباطن ـ وأضاف إليه كتابا إلى الشيخ أبي القاسم. وأنفذهما مع ركابي قاصد ، وسأله عرض الجزء على الشيخ وتنجز جوابه فيه. فحضر الشيخ أبو القاسم في يوم صائف عند اصفرار الشمس عند الشيخ ، وعرض عليه الكتاب والجزء. فقرأ الكتاب وردّه عليه وترك الجزء بين يديه والناس يتحدثون وهو ينظر فيه. ثم خرج أبو القاسم وأمرني الشيخ باحضار البياض ، فشددت له خمسة أجزاء كل واحد عشرة أوراق بالربع الفرعوني ... وعند الصباح حضر رسوله يستحضرني ، فحضرت وهو على المصلّى وبين يديه الأجزاء الخمسة. فقال : ـ


اعتمد عليه الشيخ لإثبات النفس ، وردّ الشيخ واستنكاره الشديد عليه حين سمع أنه ضحك من البرهان :

(٤٩) «والذي حكاه من امتعاض الشيخ أبي القاسم الكرماني حين بلغه ما بلغه ـ فليس من حق مثله أن يشفق من ذلك ...».

(٧٩) «... فالضاحك هو المضحوك منه ، وهو السخيف ، وهو المهوّس ...».

عدد الرسائل

هذا الكتاب ـ كما عرفنا ـ مجموعة أسئلة ورسائل ، والقسم الأعظم منها متبادلة بين الشيخ وتلميذيه ، ولم يكن تأليفا مبوّبا على نظم خاص ، كما هو

__________________

ـ خذها وصر بها إلى الشيخ أبي القاسم الكرماني وقل له : استعجلت في الإجابة عنها لئلا يتعوّق الركابي ...»

(راجع النسخ الموجودة عن هذه الأجوبة في مصنفات ابن سينا ص ١٧).

وقال الشهرزوري : (نزهة الأرواح ٢ / ٢٨) :

«أبو القاسم الكرماني : كان حكيما عالما جرت بينه وبين أبي علي مناظرة أدّت إلى مشاجرة لزمها سوء الأدب ، ونسبه أبو علي إلى قلّة العناية بصناعة المنطق ، ونسب الكرماني لأبي علي المغالطة. وكتب هذه المناظرة أبو علي إلى الوزير الأمين أبي سعد الهمداني الذي صنف لأجله الأجوبة. من كلامه : «الطبيب خادم القدر صحّ المريض أو هلك». قال يوما لأبي علي : «لا تعزز ما عندك بتهجّن ما عند غيرك ، فإن الحق أبلج والإنصاف لم ينعدم».

ولابن سينا رسالة «الأجوبة عن المسائل العشرة» وجاء بأول النسخة الموجودة منها بمكتبة المجلس الشورى الإسلامي (٢ / ٦٢٥) : «وكان السائل هو أبو القاسم الجرجاني أو الكرماني».

(فهرست مصنفات ابن سينا : ص ١٥).


الشأن في الكتب المؤلّفة ؛ ولذلك لم يتنبّه أكثر الناظرين فيه لكونه كتابا معروفا ؛ فترى عددا من المفهرسين للمخطوطات عرّفوه في فهارسهم بمجموعة رسائل أو أسئلة وأجوبة. ولعلّه لذلك أيضا لم ير المستنسخون من واجبهم استنساخه بكماله وترتيبه الخاصّ ؛ فاختلف النسخ في النظم وعدد الرسائل ، وحتى الأسئلة والأجوبة في رسالة واحدة.

فلو أعرضنا عن النسخ التي تحتوى على ملتقطات من الكتاب فهناك نوعان من النسخ يحتمل كونهما كاملتين على اختلافهما :

الف : نسخة بودليان (وسنأتي بشرحها فيما بعد) وهي أقدم النسخ الموجودة ـ على ما علمت ـ وهي تحتوى على ستّ رسائل. لكن توجد قرائن كثيرة تشهد على عدم كون كل رسالة فيها مفردة ، وإنما هي مجموعة أسئلة أخذت من رسالات عدة أو سئلت مشافهة ثم جمعت في جزء وصارت كرسالة واحدة.

ففي الرسالة الخامسة ترى أسئلة مرتبطة بأسئلة اخرى موجودة في نفس الرسالة : فقد جاء في الرقم (٣٥٦) : «ما معنى قوله في الفصول المتقدمة : هيئات النفوس مركبة تركيبا نفسانيا ...» وهذا إشارة ـ على ما يظهر ـ إلى الرقم (٣٣٨).

وفي (٣٥٨) : «ما معنى قوله : بقاء الفعل غاية للفعل ...» إشارة إلى الرقم (٣٤٦).

وفي (٣٦٠) : «فاعل المزاج لم يلزم أن يكون حافظا؟ فقد احيل به في هذه الفصول على البذور ...» إشارة الى (٣٤٧).

وفي الرسالة السادسة ـ على أنها رسالة طويلة تستغرق أكثر من نصف الكتاب ـ السؤال (٨٦٨) : «كيف يكون الإمكان من لوازم الماهيات ...؟» سؤال عما أجيب في (٨٦٧).


والفقرات (٧٩٩) إلى (٨١٧) مأخوذة بلفظها من كتاب الشفاء ـ الإلهيات ـ (١١).

ومن القرائن أيضا التكرار الواقع فيها بلفظها ـ وسنشير إلى بعضها.

ب : نسخة برينستون ـ وتوجد نسخ أخرى على سياقها ـ هذه النسخة وأخواتها تحتوي على المباحثات الستة أيضا ؛ إلا أنها تختلف عن الأولى في الترتيب (١٢) ، كما أنها تنقص عنها من الرقم (٧٨٨) إلى آخر الكتاب. ثم إن سياق هذه النسخة أكثر شيوعا بين النسخ بحيث يؤيد أن تكون هي الصورة الأصلية من الكتاب. فما سبب تلك الاختلافات؟

أما اختلاف الترتيب فتوجيهه سهل بعد ما ذكرنا أن الكتاب مجموعة أسئلة غير منسجمة وغير مبوّبة ، ويظهر أيضا مما نقلنا عن ظهر النسخة الأولى من أنها كانت في رقاع وأجزاء فاستنسخت منها ولم تكن ذا ترتيب يجب رعايته للكاتب.

إنما الكلام في هذه الزيادات : فهل هي من كلام الشيخ أولا؟ ثم من كتاب المباحثات ثانيا؟

أما بالنسبة إلى السؤال الأول : فكونها من كلام الشيخ مما لا شك فيه (١٣). إذ

__________________

(١١) هذه الفقرات أيضا توجد كرسالة مفردة منسوبة إلى بهمنيار معنونه باسم «اثبات المبدأ الأول» أو «موضوع علم ما بعد الطبيعة». فذكر الدكتور المهدوي (فهرست مصنفات ابن سينا : ٢٥٩) أنها موجودة في مجموعتي (٤٨٢٩ و ٤٨٤٩ أيا صوفيا) و (٤٨٩٤ نور عثمانية) منسوبا إلى الشيخ وفي (١٤٨٤ ليدن) منسوبا إلى بهمنيار. وأنها طبعت مع رسالة في مراتب الموجودات لبهمنيار وترجمتها بالآلمانية (ليبزيك ١٨٥١ م. بتحقيق Dr ـ Salomonpoper).

(١٢) سنشير إلى اختلاف ترتيبها عند البحث عن نسخ الكتاب.

(١٣) راجع التعليقة على الفقرة (٨٢٤ ـ ٨٢٦).


قسم منها ـ كما ذكرنا ـ يوجد في كتاب الشفاء بلفظه. ثم إن فقرات منها تكرار ما مضى في الكتاب سابقا (١٤) ، على أن سياق كتابة الشيخ يمتاز عن غيره ويعرفه كل من درس مؤلفاته بسهولة ، ثم إن هذه المطالب أيضا ـ كأخواتها من مطالب الكتاب ـ مرتبطة كثيرا بكتاب الشفاء وتوضيحات حوله.

وأما هل هي من صلب كتاب المباحثات ، أم ملحقة به؟ فمن العسير الجواب عن ذلك. والأقرب أن نقول أنها كانت أيضا مجموعة جوابات من الشيخ أو مأخوذة من كلماته أو كتبه عند بهمنيار ، فالحق بها. ويؤيد ذلك أولا التكرارات المشيرة إليها. وثانيا ما في الفقرة (٨٥٢) : «وجد في رقعة» ، وثالثا ما كتب بآخر القسم الأول من نسخة ليدن (١٥) : «إلى هنا وجدت المباحثات في عدة نسخ ـ والحمد لله وحده ، وصلواته على محمد وآله» ثم النص المنقول سابقا عن ظهر نسخة بودليان «... وما هو عاطل منها لم يظفر بالنسخة المسودة ...».

والفقرة (٨٩٦) يحتمل أن تكون مؤيدة لما قلناه ، إذ قال الشيخ فيها : «قد بيّنا في المباحثات الصديقية أن التشخص لطبيعة النوع الواحد كيف يمكن أن يكون» فلو كان هذا إشارة إلى ما جاء في الفقرة (٥٣٢) ـ من بيان كيفية كون التشخص بعرض لازم ـ لاتّضح صحة الفرض المذكور أولا. وكون الرسالة ذا اسم المباحثات في حياة الشيخ ثانيا.

__________________

(١٤) الفقرة (٧٩٦) تكرر في (٨٧٨) وجوابها فقط في (٦٤٥) وتكرر الجواب من (٦٥٤) في (٨١٨). والفقرتين (٨٤٩) و (٨٥٠) نفس ما جاء في (٢١٠) إلى (٢١٥). والرقم (٦١٥) تكرر في (٨٦٧) وجواب الرقم (٦٥٤) تكرر في (٨١٨) والرقم (٦٤٤) في (٧٦٧). والرقم (٧٥٨) في (٧٨٨) والرقم (٧٨٩) تكرار ما في (٤٢٠ ـ ٤٢١).

(١٥) سنشير إلى هذه النسخة وخصوصياتها عند البحث عن النسخ ، ويجدر بنا أن نتذكر هنا أن القسم الأول من هذه النسخة مطابق لنسخة برينستون ـ تقريبا ـ والقسم الثاني منها يشتمل على معظم الزيادات التي في نسخة بودليان مع إضافات أخر.


زمان الكتابة :

وأما زمان كتابة الرسائل : فقد اشير في ثلاثة مواضع منها إلى كتاب الإشارات ، وذكر أهل السير أنه من أواخر تأليفات الشيخ. فيفهم من ذلك أن الرسائل أيضا مكتوبة في الأخير من عمره.

على أن في الرسالة الرابعة إشارة أدقّ من هذا. قال فيها عن كتابه الانصاف :

«وقد كان اتفق من الدواعي عام طروق ركاب السلطان الماضي هذه البلاد ما بعثه على الاشتغال بكتاب سمّاه الانصاف ... وقبل أن نقل ذلك إلى المبيضّة وقع عليه قطع في هزيمة ألمأت بأسبابه كلها على باب أصفهان ، فلما عاد إلى الري هزّ لمعاودة ذلك التصنيف فاستفزّ ...».

وقال الجوزجاني في رسالة السيرة عن كتاب الإنصاف :

«كتاب الانصاف عشرون مجلدة ؛ شرح فيه جميع كتب أرسطو ، وأنصف فيه بين المشرقيين والمغربيين ؛ ضاع في نهب السلطان مسعود ...».

«وصنف الشيخ كتاب الانصاف ، واليوم الذي قدم فيه السلطان مسعود اصفهان نهب عسكره رحل الشيخ ، وكان الكتاب في جملته ، وما وقف له على أثر ...».

و «السلطان الماضي» إشارة على الأظهر إلى المحمود الغزنوي ، الذي مات في سنة (٤٢١) واتفق في أواخر سلطنته دخول ابنه المسعود أصفهان ـ سنة (٤٢١). ويظهر أنه في هذه الواقعة نهب أمتعة الشيخ وكتبه.


وذكر البعض أن ضياع كتب الشيخ كان سنة (٤٢٥) حين ظفر بو سهل الحمدوي ـ وكان أميرا من قبل المسعود الغزنوي ـ على علاء الدولة ودخل أصفهان. (١٦)

والأول أظهر وأوفق مع ما في السيرة وهذه الرسالة.

وعلى أي ، فنظرا إلى تاريخ وفاة الشيخ (٤٢٨) فإنّ كتابة الرسائل كانت في هذه الفترة ـ ٤٢١ إلى ٤٢٨. أو ٤٢٥ ـ ٤٢٨.

أهمية كتاب المباحثات :

بقي الآن سؤال آخر ، وهو عن موقع هذه المكاتبات من تأليفات الشيخ ، وأنه هل هي ذات أهمية خاصة مع كثرة تأليفاته المفصلة والمختصرة؟

والجواب عنه واضح للناظر فيها ، إذ لهذه الأجوبة أهمية خاصة من جوانب شتّى :

فأولا إذ كانت هذه المحاورات بين الشيخ وخواص تلاميذه سقطت الآداب اللازم مراعاتها عند المؤلفين ، ولذلك تجلّت فيها روحية الشيخ الواقعية بكل وضوح ، ولا يخفى أهمية ذلك في مطالعة سيرة الشيخ. فمثلا اعتماده الشديد على نفسه وآراءه :

(١١٥) «وما أنا ممن أوطأت نفسي غشوة فيما لم أحسنه أني أحسّنه ؛ بل اجتهدت وبالغت ؛ فلا يروعني مناقض ولو نزل من السماء. ولا يهجس في بالي أن الشيء الذي أتقنته عرضة لنقض أو إبطال أو فساد ؛ وإن اجتمع علي كل فان وحيّ ومنتظر

__________________

(١٦) راجع تاريخ مفصل ايران : ٢٦٤ و ٢٧١. والكامل لابن الأثير : وقائع سنة ٤٢٥. فهرست مصنفات ابن سينا : ٤٦ ـ ٤٨.


من أهل السماء والأرض ؛ وما لا أعلم فلا أدعيه ...».

ثم شدة غضبه وبطشه على المتعرضين لأقواله وتسفيهه لهم :

(٩٦) «... وليتكلّف هذا الماضغ للخراء ، الغالط في نفسه ، الواضع نفسه ليس موضع من يجب أن يتشكك ويباحث ، وأن محله ليس محل من يخطر بباله حلا وجوابا ، بل محل من يفي بنقض ويقوم مقام مقابل ـ وبالله أنه قد يمكن أن يخاطب بالكلام الأهلي الذي لا تعويص فيه ولا تحريف للكلام عن جهته ، ثم لا يفهمه بوجه من الوجوه ؛ لا سيما إذا جعل الخطاب مجردا كليا. أفمثله يتعرض لأهل البصيرة ويقول : «هذا هوس عظيم ، وذلك كذلك»؟! وليس الهوس العظيم إلا هو وجوهره وذاته ـ فليتكلّف خمسين ورقة في إثبات أن النفس مزاج ، أو في دفعه ومنعه ...».

وثانيا إذا ليس شأن الشيخ فيها غير بيان ما أشكل على تلاميذه فلا يلتفت إلى ذكر الأقوال المختلفة ، والناظر فيها يرى آراءه الخاصة بسهولة في شتّى المواضع.

وثالثا توقفه في مواضع من المسائل وإقراره الصريح بالعجز فيها بما لا يتفق في مؤلّف آخر.

(٥٤٨) «لا أدري ـ لا إله إلا الله ـ وقبيح بالأئمة الإقرار بالجهل».

(٥٦٧) «لا أدرى. لو علم هذا لقصر الحديث».

(٦٥٥) «... إلا أني بعد لم أخصّ فيه الرأي».

(٧٣٠) «... وأنا إلى هذه الغاية لم أحصّلها ؛ وما عندي أن أحصّل بعد هذا السنّ شيئا لم أحصّله قبل ...».


نسخ الكتاب :

توجد عدة نسخ للكتاب مختلفة كما وكيفا ؛ يمكننا أن نقسمها إلى أربعة أصناف :

الف : نسخة مكتبة بودليان وفروعاتها.

ب : نسخة مكتبة برينستون وأمثالها.

ج : نسخة دار الكتب المصرية رقم (٦) الحكمة.

د : نسخ تحتوى على ملتقطات من الرسالة.

الف :

١ ـ فأقدم النسخ ـ التي علمت بها ـ النسخة الموجودة بمكتبة بودليان (مجموعة ٤٥٧) تاريخ تحريرها سنة ٦٣٨ وفيها كتاب النجاة ورسالة حيّ بن يقظان.

هذه النسخة أكمل من جميع النسخ الاخرى التي على غير سياقها ، وهي أصحها. والنصّ الموجود على الصفحة الاولى منها ـ لو لم يكن مستنسخا عن نسخة اخرى ـ يدل على أنها مستنسخة من اصول الرسائل :

«السينات على الحواشي علامة السؤال ، والجيمات علامة الجواب ، وحرف الطاء مع السين علامة لما وجد من تلك الأسئلة أصولها في الرقاع إما بخط بهمنيار ، وإما بخط أبي منصور بن زيلة ، وكذلك هي مع الجيم علامة لما وجد من تلك الأجوبة تحتها بخط الشيخ الرئيس أبي علي ؛ وما هو عاطل منها لم يظفر بالنسخة المسودّة ، فعطّل دلالة على أن المعلم وجد بخط أحد السائلين المذكورين. وكذلك الجواب بخط المسئول عنه».


والموجود عندي منها صورة عن المصورة الموجودة في المكتبة المركزية لجامعة طهران (رقم ٣١٤٩) وأشير إليها برمز (ب). ثم النسخة ام النسختين التاليتين :

٢ ـ نسخة المكتبة المركزية لجامعة طهران ؛ وهي من الكتب التي أهداها المغفور له الاستاذ السيد محمد المشكاة إلى الجامعة. وهي مجموعة ثمينة موجودة في المكتبة برقم ١١٤٩ (فهرس المكتبة ، الجزء الرابع من المجلد الثالث ، ص ٢٤٠٤) واشير إليها برمز (د).

والنسخة تحتوي على أربع وسبعين رسالة للشيخ الرئيس وثلاثة للدواني. ورسالة المباحثات تقع في الورق ٧٠ إلى ١٠٩ منها. وليس عليها تاريخ التحرير وقد تملكها مصطفى بن عبد الله في ٩٦٢ فهي مكتوبة قبل الألف.

وهناك قرائن كثيرة تدل على كونها ـ بواسطة أو بلا واسطة ـ مستنسخة عن نسخة بودليان ؛ اشير إلى اثنتين منها :

الاولى : النصّ في الورقة (٤١) من نسخة بودليان (س ٣ مطابق رقم ٤٩٣ من طبعتنا)

«لأن هذا يقارنه ما لا يقارن ذلك ويفارقه ما لا يفارق ذلك» وإذ كانت الفقرة الثانية ساقطة عند الاستنساخ عن (ب) استدركه الكاتب في الهامش ووضع في المتن علامة للتنبيه (راجع صورة الورقة) ، ولكن المستنسخ عن هذه النسخة لم يتنبه للعلامة ، وحسب ما في الهامش من تمام السطر وأدرجها في الفقرة التالية منها ، فترى فيها :

«لم لا يجوز أن يكون إدراكي لذاتي لحصول ذاتي ويفارقه ما لا يفارق ذلك ...».

الثانية : في الورقة (٣٦) كانت حاشية كتبها الناسخ عموديا (راجع الصورة) حتى يتميز عن المتن ، ولكن المستنسخ لم يتنبه لذلك وأدرجها في الفقرة


(٤٣٠) من المتن ، وهذا السهو لا يمكن أن يتفق إلا عند الاستنساخ من نسخة بودليان.

٣ ـ النسخة الموجودة بمكتبة مجلس الشورى الإسلامي ضمن مجموعة (٦٣٤) (فهرس المكتبة ج ٢ ص ٣٩٥ ـ ٤٠١) تحتوى على ٤٢ رسالة حكمية. وهي مجموعة ثمينة تاريخ كتابتها (١٠٤٣) نستعليق ، رقم ٩٠١٤. ورسالة المباحثات تقع في الورقة ١٢٨ إلى ١٨٠ منها. وأشير إليها برمز (م).

وهذه النسخة مستنسخة عن نسخة (د) أو كلتاهما مستنسختان عن نسخة أخرى كتبت عن نسخة (ب) لتطابقهما في عموم الأغلاط والسقطات ؛ ومنها الموردين المذكورين في نسخة (د).

ولكون النسختين (د ، م) مكتوبتين بلا ترديد ـ بواسطة او بلا واسطة ـ عن نسخة (ب) ولكون الأصل موجودا ، لم أشر إلى موارد اختلافهما مع (ب) إلا في موارد قليلة ، رغم أني طابقت نسختي معهما من البدء إلى الختم.

وقد جعلت نسخة (ب) أصلا أعتمد عليه في هذا الطبع وأشير إلى اختلاف البقية معه في الهامش.

ب : هذا القسم من النسخ يحتوى على المتن القريب من الكامل ويختلف مع الاولى في الترتيب. وكان الموجود عندي منه :

٤ ـ نسخة برينستون وهي مجموعة ثمينة تحتوى على ٢٦ رسالة حكمية تاريخ تحريرها سنة ٦٧٧. كانت من كتب العلامة المغفور له كاشف الغطاء إذ يوجد نقش خاتمه على الصفحة الاولى منها. ورسالة المباحثات تقع في الورق ١٧ ـ إلى ٦٧ منها.

والموجود عندي من هذه النسخة صورة فتوغرافية عن المصورة الموجودة


بمكتبة آية الله العظمى المرعشي ـ قدس‌سره ـ بقم. وقد جاء توصيف النسخة في المجلد الثالث من فهرس النسخ المصورة في المكتبة.

وهذه النسخة أصل لبعض النسخ الآتي ذكرها كما سأشير لذلك. وتختلف مع القسم الأول في السياق ، كما انها تنقص عنه شيئا ؛ إذ أنها تشرع بالمباحثة الرابعة ـ ولا يوجد فيها ما في صدر الرسالة من الرقم (١٢٧) إلى آخر (١٤١) وجاء بدلا من هذا كله :

«بسم الله الرحمن الرحيم. رب يسّر بلطفك العميم. الحمد لله واهب العقل ، مفيض العلم ، والصلاة على رسله ، خصوصا على محمد وآله ...».

ثم جاء الرقم (١٤٢) «ما معنى العقل بالقوة ...» إلى آخر الرقم (٢٦٦) وذلك يطابق الورقة (١٦ ب ـ ٢٣ آ) منها. ومن هنا كتبت المباحثة الاولى «وصل للشيخ عدة كتب ...» الرقم (١) إلى آخر الرقم (٣١) وذلك يطابق الورقة (٢٣ آ ـ ٢٥ ب). وهنا انتقل إلى الرقم (٢٦٧) إلى اخر الرقم (٣٠٩) وذلك يطابق الورقة (٢٦ آ ـ ٢٧ ب). ثم كتبت المباحثة الثانية ، الرقم (٣٢) «وصل كتاب الشيخ الفاضل ...» إلى آخر المباحثة ، الرقم (٤٦). ويطابق الورقة (٢٧ ب ـ ٢٩ آ). ثم يوجد الرقم (٣١٠) إلى آخر الرقم (٣٩٦) ويطابق الورقة (٢٩ آ ـ ٣٣ ب) منها. ثم تشرع المباحثة الثالثة ، الرقم (٤٧) «وصل خطاب الشيخ الفاضل ...» إلى آخر المباحثة ، الرقم (١٢٦) ويطابق الورقة (٣٣ ب ـ ٣٩ ب) ثم تشرع المباحثة السادسة ولا يوجد فيها ما في صدر الرسالة وتشرع بالسؤال الرقم (٤٠٠) إلى آخر الرقم (٧٨٧) ويطابق الورقة (٣٩ ب ـ ٦٧ آ) وبقية المباحثة السادسة غير موجودة فيها. وجاء في آخر الرسالة :

«هذا آخر الموجود من هذا الكتاب تم كتاب المباحثات المعروف


ببهمنيار للرئيس أبي علي بن سينا بحمد الله وتأييده. كتبناها من نسختين وكانتا سقيمتين كما وجدنا فيهما» اشير إليها برمز (ع).

٥ ـ النسخة الموجودة ضمن مجموعة (٢٨٦) بمكتبة المرحوم آية الله العظمى المرعشي (قده) العامة تاريخ تحريرها (١٠٧٢) هجرية. (فهرس المكتبة ج ١ ص ٣١٢ ـ ٣٣٣) وهي مجموعة ثمينة تحتوى على أكثر من ستين رسالة مختلفة حكمية وتقع المباحثات فيها في الورقة ١٧٤ ـ إلى ٢٠٧ وهذه الرسالة ـ بل المجموعة ـ مستنسخة عن نسخة (ع) لما فيها من القرائن الواضحة. ومنها ما جاء في آخر الرسالة وهو نفس ما كتبه الكاتب في آخر نسخة (ع) : «هذا آخر الموجود ... كما وجدنا فيهما». وأشير إليها برمز (ش). وقد أشرت برمز (عش) إلى نسختي (ع) و (ش) معا.

ولكونها مستنسخة تماما عن نسخة (ع) لم أهتم بها كثيرا رغم أني طابقت نسختي بتمامها عليها.

(٦) النسخة الموجودة ضمن مجموعة (٢٤٤١) المكتبة المركزية لجامعة طهران. وهي مجموعة تحتوي على (٢١) رسالة حكمية (فهرس المكتبة ج ٩ ص ١١١٥ ـ ١١٢١) تاريخ تحريرها سنة ١٠٥٢. وتقع رسالة المباحثات في الورقة الأولى إلى ٣٦ منها.

والنسخة مطابقة في السياق تماما مع نسخة (ع) وهي كثيرة الأغلاط والسقطات. ولذلك لم أهتم بها كثيرا لكونها من فروع نسخة ع. أشير إليها برمز (ه) وإلى هذه النسخ الثلاث معا برمز (عشه).

(٧) نسخة ليدن رقم (٨٦٤) وكانت الموجودة عندي مصورة عن المصورة الموجودة في المكتبة المركزية لجامعة طهران (رقم ١٦٧٥ فهرس المصورات ١ / ٦٢٥)


تحتوي على رسالة المباحثات وملتقطات من كتابي البر والاثم والمبدأ والمعاد للشيخ الرئيس.

والنسخة عتيقة ليس فيها تاريخ التحرير. ويوجد في صفحتها الأولى : «مشتراة بمبلغ ... درهما في مستهل شعبان سنة سبع وعشرة وسبعمائة» فهي مكتوبة قبل هذا التاريخ.

وهذه النسخة على قسمين : فالقسم الأول منها من الورقة ١ ـ إلى ٧٦ يطابق نسخة (ع) تماما. غير أنه يزيد عليها باشتماله على صدر المباحثة الرابعة (الرقم ١٢٧ ـ ١٤١) الذي لم نرها في النسخ الثلاث الماضية وقد جاء هنا في الورقة (٦٤ ـ إلى ـ ٦٦) ووقع بين الرقمين (٧٠٩ ـ ٧١٠) من الكتاب. وكتب في آخر هذا القسم (الورقة ٧٦ آ) :

«إلى هاهنا وجدت المباحثات في عدة نسخ والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله. ثم وجدت بعد هذه المسائل والجواب له ، فألحقتها بها. مسائل اخر :».

والقسم الثاني من النسخة (من الورقة ٧٦ ـ آ ـ إلى ـ ١٢٥ ب) يشتمل أولا على الزيادات التي في نسخة (ب) على (ع) وذلك من الرقم ٧٨٨ ـ إلى ٩٠١ غير الأرقام ٧٩٧ ـ ٧٩٨ و ٨٨٩ و ٨٩١ ويقع ذلك من النسخة في الأوراق (٧٧ ـ ٧٨ ـ ٧٩ ـ ٩٠ ـ ٩١ إلى ١٠٦ ـ ١٠٨ ـ ١٠٩). ثم مكررات لبعض الأرقام التي كانت في القسم الأول ـ ولا يهمنا ذكرها ـ ثم قسم كبير من الإضافات التي جاءت في طبعة البدوي ـ التي سنشير إليها.

ورعاية لتمايز القسمين رمزت للقسم الأولى من هذه النسخة (ل) وللقسم الثاني منها (لر).

* * *


ج :النسخة التي اعتمد عليها الدكتور عبد الرحمن البدوي في الكتاب الذي نشره باسم «أرسطو عند العرب» (١٧). وهي :

(٨) ـ النسخة الموجودة بدار الكتب المصرية (رقم ٦ م حكمة وفلسفة). وهي مجموعة ثمينة جاء وصفها في مقدمة النشرة المذكورة (٤٥ ـ ٥٥) وكان اعتمادي عليها أيضا بواسطة هذا الطبع. والموجود عندي منها : الطبعة الثانية سنة ١٩٧٨ م (الكويت ـ وكالة المطبوعات). وهذه النسخة تحرير آخر للمباحثات لا يتمشّى مع النوعين السابقين كما وكيفا. وكأنّ الكاتب رأى المطالب متفرقة فيها فأراد التبويب ، فغيّر الترتيب الأصلي. إلا أنه لم يكن عارفا بالفن فأخلّ بها. فتراه يلخّص صورة السؤال أحيانا ، أو يضعه في موضع وجوابه في موضع آخر ، أو يفصّل الجواب الواحد ويأتي بكل قسم منها متفرقة في مواضع شتّى فيضطرب الكلام. كما أنه أدخل فيها قسما من بعض أجوبة الشيخ ـ من غير المباحثات ـ فأدرج ـ مثلا ـ فيها رسالة الشيخ إلى الكيا (١٨) ، وبعض أجوبة الشيخ عن أسئلة

__________________

(١٧) هذا الاسم غير مرتبط بما نشر في هذا الكتاب ؛ وكأن المحقق حين كتب في تقديمه (ص ٧) : «وهي كلها من وضع شراح أرسطو من بين اليونان والعرب» ألهاه التكاثر القومي ولم يتذكر أن ابن سينا لم يكن من أصل عربي ولم يولد ولم يتنشّأ في بيئة عربيّة ولم يدخل بلدا عربيا ـ على ما نعلمه ـ قط. ثم ليس للّسان المتكلم به شأن في إنسانية إنسان وقدره ، والذي صيّر ابن سينا وأمثاله عباقرة ـ عدا ما فيهم من الاستعدادات الفطرية ـ إنما هي البيئة الإسلامية والتعاليم التوحيدية ، لا اللغة العربية والعصبية القومية. فلو ذهبنا لنجد اسما ينطبق على مسمى هذا الكتاب لسمّيناه : أرسطو عند المسلمين.

(١٨) هذه الرسالة ذكرت في تأليفات الشيخ باسم «اختلاف الناس في أمر النفس وأمر العقل» (راجع فهرست مصنفات ابن سينا ، ص ٢٠). وهي مكتوبة ـ كما جاء في أولها إلى : الكيا الجليل أبي جعفر محمد الحسين (الحسن ـ خ) بن المرزبان. وهذا الكيا غير بهمنيار بن المرزبان على ما ذكره المحققون (راجع فهرست مصنفات ابن سينا ، ص ١٩).


أبي سعيد ، وغير ذلك (١٩).

وبالجملة ـ هذه النسخة تنقص فقرات من نسخة (ب) كما تزيد عليها بفقرات اخرى وتتكرر فقرات متعددة فيها مرتين أو أكثر. وسنأتي بما زاد فيها على (ب) في القسم الملحق بآخر الكتاب واشير الآن إلى الأرقام غير الموجودة فيها وهي موجودة في (ب) :

٤٧ ـ ٦٠

٢٤٦ قسم منها.

٦٥ من قوله : ومع هذا كله ...

٢٤٨ ـ ٢٥١

٦٦ ـ ٦٧

٢٥٨ ـ ٢٦٦

٦٩

٢٧٢ ـ ٢٧٧

٧٣ ـ ٩١

٢٨٦ ـ ٢٨٨

٩٣

٢٩٤ ـ ٢٩٥

٩٥ ـ ٩٩

٣٠٤ ـ ٣١٢

١٠٣ ـ ١٠٦

٣١٦ ـ ٣١٧

١١٣ ـ ١١٦

٣٢٢ ـ ٣٢٥

١٢٧ ـ ١٤١

٣٤٣ ـ ٣٤٤

١٥٦ ـ ١٩٥

٣٤٨ ـ ٣٥٢

٢٠٨ ـ ٢٠٩

٣٥٣ قسم منها

٢١٦

٣٥٤ ـ ٣٦٠

٢٢٤ ـ ٢٢٥

٣٦٢ إلى آخر المباحثة

٢٢٩ ـ ٢٣٢

٣٩٧ ـ ٣٩٨

٢٣٩ ـ ٢٤٥

٤٠٣ قسم منها

__________________

(١٩) الرقم (١٠١٢) هو العاشر من أسئلة أبو سعيد عن الشيخ ، راجع فهرست مصنفات ابن سينا : ١٠


٤١٢ ـ ٤١٩

٦٦٧ ـ ٦٧٦

٤٢٠ ـ ٤٢١

٦٧٨

٤٢٤

٦٨٠

٤٢٩

٦٨٥ ـ ٦٩٢

٤٤٣

٦٩٦ ـ ٧٠٦

٤٤٧ ـ ٤٥٣

٧١٠ ـ ٧١٦

٤٦٢ ـ ٤٦٣

٧١٧

٤٨٥ ـ ٤٨٦

٧٢٢

٤٨٩ ـ ٤٩٢

٧٢٤ سوالها

٥٠٦ ـ ٥١٨

٧٣٧ ـ ٧٣٨

٥٢٠ ـ ٥٢١

٧٤٣ ـ ٧٤٤

٥٢٧ ـ ٥٢٨

٧٤٧ ـ ٧٤٨

٥٣٧ ـ ٥٤٠

٧٥٤ ـ ٧٦٤

٥٤٤

٧٦٧ سوالها

٥٤٧ ـ ٥٤٩

٧٦٩ ـ ٧٧٠

٥٥١ ـ ٥٥٤

٧٧٤ ـ ٧٧٥

٥٦٦ ـ ٥٦٧

٧٨٨ ـ ٧٨١

٥٧٩ ـ ٥٨٥

٧٨٣ ـ ٧٨٦

٥٩٦

٧٨٨ ـ ٧٩٥

٦١٥

٧٩٧ ـ ٨١٧

٤٦٤ ـ ٦٤٩

٨١٩ ـ ٨٣١

٦٥٢ ـ ٦٥٣

٨٨٦

٦٦٠ ـ ٦٦٥


وقد كنت رتبت جدولا يشير إلى المواضع الواردة فيها وأرقامها من نسختنا هناك إلا أني لم أر فائدة في ذكرها وإطالة الكلام بها.

وقد أشرت إلى هذه الطبعة برمز (ى).

وجدير بالذكر أن نسخة لر ـ كما أشرت ـ تشتمل على معظم الزيادات التي في هذه النسخة إلا بعض الأرقام منها وهي : (١٠٩٥ ـ ١١١١ ـ إلى ١١٥٢).

كما أنها تزيد عليها قسما سأذكره في قسم الملحق أيضا إنشاء الله تعالى.

* * *

د : وتوجد عدة نسخ اشتملت على منتخبات من الرسالة. والموجود عندي منها :

٩) المجموعة الموجودة في المكتبة المركزية لجامعة طهران (رقم ١٠٣٧ ـ الفهرس : المجلد الثالث ، القسم الأولى ص ٣٤٠) وهي مجموعة تحتوي على رسائل حكمية تقع رسالة المباحثات فيها في الورق ١٦٢ ـ إلى ـ ٢٠٥. أولها :

«بسم الله الرحمن الرحيم. هذه نبذة من الرسالة المسماة بالمباحثات للشيخ الرئيس أبي علي بن سينا في جواب مسائل سألها عنه تلميذه الحكيم بهمنيار بن مرزبان. قال الحكيم : بسم الله الرحمن الرحيم. الخادم بهمنيار بن مرزبان خادم مولانا الرئيس السيد السند الأوحد الأجل الأشرف ، شرف الملك ، فخر الكفاة ، اطال الله بقاه ...».

فكما ترى تشرع بالمباحثة السادسة وتأتي بمعظمها ثم تأتي شيئا من المباحثة الخامسة والرابعة وليس فيها شيئا من المباحثات الثلاث الاولى. وبآخرها :


«تمت المباحثات وهي أجوبة مسائل سئل الشيخ عن بعضها تلميذه بهمنيار وعن بعضها الشيخ الكرماني وعن بعضها غير هما».

والكاتب بالإضافة إلى إسقاط كثير من الأسئلة والأجوبة برمّتها يلخّص أحيانا بعض الأسئلة الواردة فيها أيضا أو يسقط شيئا منها. وقد رمزت للاشارة إليها بـ (ج).

١٠ ـ النسخة الموجودة ضمن مجموعة (١١٨٧) في مكتبة آخوند بهمدان وهي مجموعة ثمينة تحتوي على (٨٥) رسالة حكمية (فهرس المكتبة ص ٢٩٦ ـ ٣٢٠) وتشتمل على قسم من المباحثة السادسة من الصفحة ٢٦٥ ـ إلى ٢٧٦ منها. وأشرت إليها برمز (ن).

١١ ـ المجموعة الموجودة في أيا صوفيا (٢٣٨٩) والتي عندي مصورة عن المصورة الموجودة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، (٣٨٠ ، فهرس المصورات ج ١ ص ٤٦٣) والمجموعة تحتوي على سبع رسائل تقع المباحثات في الورقة (٨٠ ـ إلى ٩٠ و ١٩٢ ـ ١٩٣) منها. تشتمل على قسم من المباحثة الرابعة والخامسة. أشرت إليها برمز (ر).

* * *

ويوجد للكتاب نسخ اخرى رأيتها ولم أتمكّن من مقابلتها بنسختي ، منها :

١ ـ نسخة مدرسة نواب بمشهد مكتوبة في القرن العاشر ويظهر أنها من النوع الثاني (فهرس المكتبة ص ٥١٢).

٢ ـ نسخة مدرسة مروي بطهران وهي ضمن مجموعة رقم (١٩) الورقة ٣٧٨ ـ إلى ٣٩٤. وهي أيضا من النوع الثاني (راجع فهرس مصنفات ابن سينا ص ٢١١ وفيه ذكر عن النسخ الاخر أيضا).


منهج التحقيق

كما ذكرت كان الموجود عندي مصورات عن إحدى عشر نسخة ؛ ثلاث منها كانت مشتملة على قسم من الكتاب فقط ، ومن الثمان الباقية فأربعة منها ـ وهي : م ، د ، ش ، ه ـ كانت مستنسخة عن نسختي ب ، أو ع ؛ ونسخة ى أيضا كانت مغيّرة عن الصورة الأصلية.

فلذلك جعلت النسخ الثلاثة (ب ، ع ، ل) اصولا معتمدة ، أما الباقية فلم ألتزم بذكر جميع اختلافاتها بعد ما تبيّن أنها فروع للنسختين الموجودتين.

ولما كانت نسخة (ب) ـ كما ذكرت ـ أكمل النسخ وأقدمها وأصحها جعلتها متنا وذكرت اختلاف النسختين الاخريين (ع ، ل) بكاملها في الهامش ولم أعدل عن ذلك إلا في موارد قليلة كان السهو في (ب) ظاهرا جدا. فذكرت الصحيح عن نسخة اخرى ونبّهت على ما في (ب) في الهامش. وكانت النسخ الثمان الاخرى مورد المراجعة مؤيدة أو معاونة في القراءة ؛ وقد ذكرت جلّ اختلافاتها ـ لا كلّها.

وأما الإضافات التي كانت في نسختي (ى) و (لر) فأتيت بها في القسم الملحق لئلا يشذ من هذه الطبعة شيء. فما كان من الزيادات مشتركا في النسختين جعلت (ى) في المتن واختلافات (لر) في الهامش. وما كان في إحدى النسختين فقط أتيت به منها.

ولمّا كانت كثير من الأسئلة تدور حول المطالب الواردة في كتاب الشفاء عموما رأيت من تمام النفع ذكر الموارد المتعلق بها البحث أو مظانها في الشفاء أو الإشارات حسب التمكّن والميسور.

وما جاء من علامة السؤال (س ـ أو ـ س ط) والجواب (ج ـ أو ـ ج ط)


فذلك مطابق لما في نسخة «ب» حفظا للفائدة التي كتبت على ظهر النسخة : أنها علامة كون السؤال أو الجواب بخط السائل أو المجيب (راجع ما نقلناه من النص عند توصيف النسخة) ولم أتعرض لما في النسخ الاخرى ، لكونها على الأظهر من اجتهادات الناسخين.

اعتذار وشكر

اذ لم تكن النسخ متوافقة في الترتيب فوضعت في بداية العمل أرقاما لفقرات الكتاب في نسخة «ب» ورتبت عليها فهرسا أبجديا للمطالب يمكننى من العثور على الفقرات المختلفة في النسخ ـ ولا سيما في نسخة «ى» ـ ثم في الاختتام رأيت من الصعب ترتيب فهرس آخر أو تغيير الأرقام في هذا الفهرس ، فأبقيتها بحالها على ما كان فيها من عدم توحد سياق الترقيم في أوائل الكتاب وأواخرها ، رجاء قبول العذر من سماحة القراء الكرام.

ورعاية لتمايز القسم الملحق وضعت أرقام فقراته ابتداء من (١٠٠١) فصاعدا ، حيث كانت أرقام الأصل تختتم بالرقم (٩٠١).

* * *

ثم الآن بقي علي أن أغتنم الفرصة للشكر من ساداتي الاعزاء الذين ساعدونى في الارشاد إلى النسخ المختلفة من الكتاب أو تحصيلها.

١ ـ الدكتور السيد الحسين الطباطبائي المدرسى وقد ارشدنى الى وجود مكروفيلم نسخة بودليان في مكتبة جامعة تهران.

٢ ـ سماحة السيد محمد على الحائرى حيث اطلعني على وجود المكروفيلم من نسخة برينستون في مكتبة آية الله العظمى المرعشى العامة قدس‌سره

٣ ـ سماحة الدكتور السيد محمود المرعشى مدير المكتبة حيث أعطاني


صورة من المكروفيلم الموجود في المكتبة ومكننى من مراجعة نسخة ش ومطابقتها في المكتبة.

٤ ـ سماحة السيد عبد الكريم الحائري مدير مكتبة المجلس الشورى الاسلامى حيث أعطانى صورة فتوغرافية من نسخة م الموجود بالمكتبة.

٥ ـ مديرية المكتبة المركزية لجامعة طهران ، حيث أصدر لى إجازة إعطاء صور النسخ الستة الموجودة بالجامعة.

٦ ـ السيد المجيد الستري حيث منّ على بمراجعة ما كتبته من التقديم.





الرموز المستعملة :

رموز النسخ

ب : نسخة (٤٥٧) لمكتبة بودليان.

ج : نسخة (١٠٣٧) لمكتبة المكتبة المركزية لجامعة طهران.

د : نسخة (١١٤٩) لمكتبة المكتبة المركزية لجامعة طهران.

ه : نسخة (٢٤٤١) لمكتبة المكتبة المركزية لجامعة طهران.

ى : نسخة طبعة عبد الرحمن بدوى.

ل : نسخة ليدن (٨٦٤) القسم الأول.

لر : نسخة ليدن (٨٦٤) القسم الثاني.

م : نسخة (٦٣٤) لمكتبة المجلس الشورى الاسلامى بطهران.

ن : نسخة (١١٨٧) لمكتبة مدرسة آخوند بهمدان.

ع : نسخة مكتبة برينستون.

ر : نسخة (٢٣٨٩) لمكتبة أياصوفيا ـ باستانبول.

ش : نسخة (٢٨٦) لمكتبة آية الله العظمى المرعشى (قده).

عشه : نسخ ع ، ش ، ه معا.

خ : نسخة

الرموز في التعليقات :

م : المقالة

ف : الفصل

ص : الصفحة

ج : المجلد الإشارات (الشرح) : شرح الاشارات لنصير الدين الطوسى (قده).

أرقام التعليقات تشير إلى أرقام الفقرات المربوطة اليها.



بسم الله الرحمن الرحيم

ربّ يسّر (١)

(١) وصل للشيخ (٢) عدّة كتب تشترك (٣) في الايناس بخبر سلامته ، وذلك ممّا يعظم

الاستبشار (٤) به ، ويتّصل شكر الله (٥) عليه ، وفي مسائل (٦) علمية طلب عنها الأجوبة ، ووقفت عليها وحمدت الله تعالى على جميع ما يتولاّه من تسليم (٧) في نفسه ، وتحريص على العلم ودرسه ، حمدا كما يستحقّه و (٨) كما ينهض به الوسع.

(٢) أمّا الإشارات (٩) فإنّ النسخة منها لا تخرج إلا مشافهة (١٠) وبعد شروط لا يعقد (١١) إلا مكافحة ، وليس يمكن أن يستفتح بها (١٢) ويطلع معه غريب عليها ، فإنه لا يمكن (١٣) أن يطلع عليها إلا هو والشيخ (١٤) أبو منصور بن زيلة ،

__________________

(١) م : هو هو لا هو الا هو. د : وبه العون. عشه ، ل : كتاب.

(٢) عشه ، ل : وصل للشيخ الفاضل.

(٣) ب : يسترك. ل : تسترك. ع : تنزل. م ، د : يسرك. ه : نتبرك.

(٤) د : الاستبشان. م : الاسشاره.

(٥) عشه ، ل : الله تعالى.

(٦) عشه ، ل ، : وفى ضمنها مسائل.

(٧) د : ما يتولاه من سليم. عشه : يتولى به بتسليم. ل : ما نتولاه به بتسلم.

(٨) عشه ، ل : أو

(٩) عشه ، ل : فاما كتاب الاشارات والتنبيهات.

(١٠) عشه ، ل+ مواجهة.

(١١) ل : لا تعتقد.

(١٢) ب : يستفتج بها. عشه : «بها» ساقط.

(١٣) د : لا يمكن وأن يطلع.

(١٤) عشه ، ل : والشيخ الفاضل. د : فالشيخ.

__________________

(٢) مضى الكلام في ترجمة ابن زيلة ، راجع المقدمة.


وأما الرعاع (١٥) ومن ليس من أهل الحقيقة والحرمة (١٦) فلا سبيل إلى عرض تلك الأقاويل عليهم ، والسفنجة (١٧) مما يعرّضها لذلك العرض ، والاحتياط في التأخّر (١٨) إلى أن ينتج (١٩) جامع التقدير (٢٠).

* * *

(٣) [وأما حلّ مسئلة انقسام المعقولات هو] (٢١) أن يعلم أن الأجسام لا يحلّها (٢٢) الصور والأعراض من حيث هي واحدة و (٢٣) بسيطة ـ لا المعقولات ولا غير المعقولات ـ ثمّ المعقولات قد تعقل من حيث هي بسيطة وواحدة (٢٤) ، وما يحلّ الأجسام من الصور والأعراض لا يحلّها من حيث هي [بسيطة. وإنما تشكك لأنه] (٢٥) حسب أنه يسلم له أن صورا غير منقسمة تحل(٢٦)الأجسام من حيث هي غير منقسمة،وهذا لايكون ولا يمكن(٢٧).

(٤) وأيضا فإن الصور والأعراض إذا (٢٨) قيل لها «إنها بسيطة» فليس يعنى

__________________

(١٥) ل : الرعاع المضيعه. عشه : الزعاع الصعه. ى : الرعاع والمضغة. الرعاع : سفلة الناس. م : الدعاع.

(١٦) ل خ ، ى : الحومة.

(١٧) ب : السفتحه. م ، د : السحه. عشه : السفيجه. ل : السفيحه بها.

والاظهر أن الصحيح ما أثبتناه. سفنج : أسرع. وذلك ملائم لتتمة الكلام : «والاحتياط في التأخر ـ التأخير خ». وفي ى : والفتحة بها. وهذا وإن كان ملائما للمعنى ، إلا أنه لا يوافق ما في باقي النسخ. وأظنه تصحيحا قياسيا.

(١٨) عشه ، ل ، ى : التأخير. (١٩) ى : يتيح. أغلب النسخ مهملة.

(٢٠) م ، د : التقدر. ه : التقرير.

(٢١) عشه ، ل : وأما المسائل فمسألة انقسام المعقولات وكشف تشككه.

(٢٢) ع : لا تحلها. أكثر النسخ مهملة.

(٢٣) الواو ساقطة من عشه.

(٢٤) عشه : واحدة وبسيطة.

(٢٥) عشه ، ل : بسيطة وواحدة وانما تشكك في أنه.

(٢٦) م : يحل. النسخ مهملة عموما.

(٢٧) بحاشيه ل : فليس كذلك ، فإن الصور التي يعرض لها الانقسام لا يكون لها وجود تكون فيه بحيث لا تقبل الانقسام إلا من حيث هى ... وغير محصل في الاعيان.(٢٨) ل : إذ.

__________________

(٣) عنوان المسألة في ي : مسألة في المعقولات وأنها لا تحلّ الأجسام وجواب المتشكك ، تشكك عليه فقال : إن كان يجوز أن تحلّ الأعراض الأجسام ـ وهي بسيطة ـ فلم لا يجوز أن تحلّها المعقولات وهي بسيطة؟

راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٨٧.


بها أنها في وجودها لا تنقسم (٢٩) ـ بل شيء آخر ـ وظنّه أيضا أن هنا صورا (٣٠) بسيطة ـ بمعنى أنها لا تنقسم (٣١) ، ثم يعرض لها الانقسام ـ ظنّ غير محصّل.

(٥) وظنه أن هذا الخلف (٣٢) يلزم في الصور والأعراض ـ فإنها تنقسم بالعرض ولا تنقسم (٣٣) بذاتها ـ غير واقع ، لأن المنع إنما هو لنفس الانقسام ـ ولو (٣٤) بالعرض ـ

(٦) فإنه (٣٥) يقول : المعقول يحصل في موضوعه (٣٦) من حيث هو واحد ، ومن حيث لا ينقسم (٣٧) لواحديته (٣٨) ، ولا شيء من الأشياء التي تعرض للأجسام أو يحصل لها كيف كان ، يحصل لها من حيث لا يقبل القسمة. بل لو (٣٩) كان مثلا شيء لا يقبل القسمة في نفسه ، فعرض لجسم ، صار ينقسم بسببه. فالشيء من حيث هو (٤٠) في جسم لا يكون إلا بحيث ينقسم ، والمعقول من حيث هو واحد معقول (٤١) [٣ آ] من حيث هو لا ينقسم (٤٢) ، فالشيء لا يكون في الجسم من حيث هو معقول.

(٧) ويجب (٤٣) أن يعلم أن جزء صورة الجسم [وعرضه شرط في ذلك (٤٤)] (٤٥) الصورة والعرض ، وأن الصورة والعرض الجسميّين (٤٦) ، الواحد منهما (٤٧) كثير غير متناه بالقوة ؛ وهذه الأحوال غير ملائمة للمعقولات.

(٨) والذي كان ذكره «إن الأمر في المعقولات إن كان [خلفا ففي الصور (٤٨) والأعراض هو] (٤٩) أيضا خلف» فليس كذلك ؛ [فإنها كلها تنقسم و] (٥٠)

__________________

(٢٩) م : لا ينقسم النسخ مهملة عموما.

(٣١) م : لا ينقسم النسخ مهملة عموما.

(٣٣) م : لا ينقسم النسخ مهملة عموما.

(٣٠) عش ، ل : إن هاهنا صور.

(٣٢) بحاشية ل : أعنى الخلف اللازم من حلول المعقولات منقسم.

(٣٤) ل : وهو (ثم كتب فوقها : لو).(٣٥) «فانه يقول» ساقط من د ، م.

(٣٦) م ، د : موضعه.(٣٧) م ، د : من حيث ينقسم

(٣٨) ب خ ، عش : الواحدية. د ، م : لوحدانية. ل : الواحد به. ى : لوحدته.

(٣٩) «لو» ساقط من عشه.(٤٠) عش : هي. بحاشية ع : ظ : هو.

(٤١) عشه : معقول واحد.(٤٢) عشه ، ل ، ى : هو من حيث لا ينقسم.

(٤٣) عشه ، ل : فيجب.(٤٤) م مخروق.

(٤٥) عشه ، ل : تلك.(٤٦) م ، د : لا الجسمين.

(٤٧) ل ، ى : منها بالفعل.

(٤٨) عشه : الصورة.

(٤٩) م مخروق.(٥٠) عشه : فإنها تنقسم به و. ل : فإنها كلها تنقسم وبه.


أجزاؤها يقوّم (٤٩) شخصيّاتها ، وليس شيء منها ببسيط وحداني (٥٠) ؛ إنما هو بسيط بوجه آخر.

(٩) وأما مسئلته (٥١) التي في باب الوجود [فيكشف عن تشككه (٥٢)] (٥٣) أن يعلم أن الوجود في ذوات الوجود غير مختلف (٥٤) بالنوع ، بل إن كان اختلاف (٥٥) فبالتأكّد والضعف ، وإنما تختلف ماهيات الأشياء التي تنال (٥٦) الوجود بالنوع ، وما يلبسها (٥٧) من الوجود غير مختلف النوع ، فإن الإنسان يخالف الفرس بالنوع لأجل ماهيّته لا وجوده.

* * *

(١٠) وأمّا مسئلة انحفاظ الأشياء المختلفة : فيجب أن تعلم أن المقسور من الأستقصات والممتزجات إنما ينحفظ لعصيان المسلك على (٥٨) الانشقاق ، ومقدار ما ينحفظ ما (٥٩) ليس كذلك مسلكه هو مقدار زمان (٦٠) الفصل بين الحركتين (٦١) المتضادّتين وزمان قطع المسافة ، والدهن المضروب بالماء إنما ينحفظ هذا القدر ، والنيران والأهوية المحبوسة في الأرض قسرا إنما تتحفّظ (٦٢) للسبب (٦٣) الأول ، فإذا كانت قويّة زلزلت وخسفت (٦٤).

(١١) واعلم إن الهواء ليس حبسه في مغارات (٦٥) الأرض كحبس النار ، فإنه ربما كان ذلك بسبب آخر (٦٦) ولأن المكان طبيعيّ له (٦٧).

__________________

(٤٩) ب مهملة. (٥٠) ل : ببسيط ووحداني ، عشه : بسيط وحداني.

(٥١) م : مسئلة. المكتوب في ب بخط كاتبه أيضا كذا ، غير أنه صحح بعد.

(٥٢) عشه عن تحققه. (٥٣) م مخروق.

(٥٤) عشه ، ل ، ى : لا يختلف.

(٥٥) عشه : اختلافا.(٥٦) ب ، ع : ينال. م : يقال.

(٥٧) عشه ، ل : وما يلبسه. (٥٨) عشه : عن.(٥٩) ل : مما.

(٦٠) «زمان» ساقط من عشه. (٦١) م : ركبين.(٦٢) عشه : ينحفظ. ل ب مهملة.

(٦٣) «للسبب» ساقط من د ، م.

(٦٤) م : حسب. د : حسب. (٦٥) ب : مغاذات. م. مغارات. د : مغامرات.

(٦٦) ل خ : عن سبب آخر. وعلى هامش ل : كضرورة امتناع الخلأ وانجرار سطوح الأجسام المتلاقية بعضها تبع حركة بعض.

(٦٧) ل ، ه : الطبيعي ، «له» ساقط من عشه ، ل ، ى.

__________________

(٩) راجع الأسفار الأربعة : ١ / ٤٦.


(١٢) ثم (٦٧) الحيوانات (٦٨) والنبات ليس امتزاج أخلاطها (٦٩) [على سبيل اتفاق] (٧٠) أو أسباب خارجة ، بل السبب في ذلك جوهريّ (٧١) طبيعيّ يكون في (٧٢) المنيّ ، ثم يمزج الأخلاط في المني مزاجا مّا ، ثم يحفظ ذلك المزاج بالبدل ، وليس في جوهر المني واللحم من الأجزاء الناريّة والهوائيّة ما يضعف لقلّته عن التفصّي (٧٣) عما يخالطه ، ولا هناك (٧٤) من الصلابة وعسر الانشقاق ما يمنع تحلّل الجوهر الخفيف عنه قسرا و (٧٥) حصرا ؛ بل في المنيّ روح كثيرة جدّا هوائية ناريّة (٧٦) ، إنما يحبسها في المني مع [٣ ب] ساير ما معها شيء غير جوهر جسميّة المني.

(١٣) والدليل على ذلك أنه إذا فارق الرحم وتعرّض للبرد (٧٧) الذي هو أولى بأن يحصر (٧٨) ويمنع ، تحلّل بسرعة ورقّ ؛ وكذلك إن تعرّض للحرّ. وإذا كان في الرحم وعرض له آفة أيضا صار كذلك ، فلا يجب أن يظن أنّ احتباس الاسطقسات الخفيفة في مزاج الحيوانات لعجز (٧٩) منها عن التحلّل بسبب قلّتها أو (٨٠) صعوبة شقّ المنفذ ـ وبالجملة ـ لأمر قاسر (٨١) منها هو أحد اسطقساتها ، بل لقوّة تجمع المختلفات وتمنعها عن التحلّل وتأتيها بالبدل. ومع ذلك فإن تغيير (٨٢) المزاج إلى البرد الحاصر (٨٣) والحرّ المحلّل في أن يؤدّى إلى هذا التفرّق واحد.

(١٤) وأما حديث المزاج وأنه يدرك في حال ما يستحيل (٨٤) يجب (٨٥)

__________________

(٦٧) م ، د ، ش : وثم. واضافة الواو في النسخ الثلاثة ناش من قراءة المستنسخ الضمة المكتوبة بآخر الكلمة السابقة واوا.

(٦٨) م ، د : الحيوان والنبات. ه : الحيوانات والنباتات.

(٦٩) عش : أخلاطهما. (٧٠) ساقط من د ، م.

(٧١) عشه ، ل : جوهر. (٧٢) «في» ساقط من عشه.

(٧٣) م ، د : ال؟؟؟ ، ل خ : ا؟؟؟ ض

(٧٤) عشه : والاهناك. (٧٥) عشه : أو.

(٧٦) م ، د : ونارية. (٧٧) ب ، د : للرد ،(٧٨) ع :؟؟؟ قن. ع خ :؟؟؟ صر.

(٧٩) عشه. م ، د : بعجز. (٨٠) ل : و. (٨١) عشه : الامر الذي قاسر.

(٨٢) عشه ، ل ، ى : تغير. (٨٣) ب : الرد الحاصر. د : الرد الحاضر.

(٨٤) عشه : يستحيل إليه. (٨٥) ل : فيجب.

__________________

(١٢) راجع الرقم ٤٠٤.

(١٤) راجع الشفاء : النفس ، م ٢ ، ف ٢ ، ص ٥٦.


أن يتأمّل ما الذي يدرك (٨٦) ـ أمزاج أو شيء غير المزاج؟ ـ فإن كان المدرك غير المزاج ـ حتى يكون (٨٧) إنما يدرك المزاج شيء غير (٨٨) المزاج ـ فهو المطلوب ؛ وإن كان المدرك هو نفس المزاج : فإما المزاج الذي بطل ، [وامّا المزاج الذي حدث ؛ ومحال أن يكون] (٨٩) ما بطل مدركا ؛ والمزاج الذي حدث هو المزاج الذي وقع إليه الاستحالة ـ استحالة زمانيّة وإدراكه آنيّ ـ فإذا إنما يدرك لا من حيث ما يستحيل (٩٠) بل من حيث وقعت إليه الاستحالة في زمان مضى ، ومن حيث حصل هو في آن أو في زمان حصولا غير مستحيل ؛ فليس إنما يدرك من حيث يستحيل.

(١٥) والعجب قوله : «لم قال : إن المزاج المستحيل هو مزاج ذلك العضو؟» فلعلّه يظنّ أن المزاج إذا استحال ففي العضو مزاجه الأصلي والمزاج الطاري معا!

هذا لا يمكن ، بل في حال الاستحالة يكون المزاج ما وقع إليه الاستحالة ، فإن أفرط أهلك.

(١٦) فقوله : «لست أفهم كيف يكون المزاج المستحيل مزاج ذلك العضو» عجيب (٩١) ؛ كأنه قد شكّ في أن (٩٢) ذلك المزاج لذلك العضو ، وحسب أن المزاج الطبيعي يوجد مع المستحيل حتى يكون أحدهما مزاج العضو والآخر مزاج (٩٣) غيره ؛ بل يجب أن يعلم إن المزاج دائما واحد (٩٤) إما طبيعي وإما مستحيل ؛ [وإنه إن كان المزاج] (٩٥) هو الذي يدرك فهو المزاج المستحيل ويدرك نفسه ، فيكون في حال المزاج الطبيعي لا مدرك (٩٦) البتّة ، لأنه لا يدرك ذاته ولا يبقى عند المزاج الغريب حتى يدركه ؛ إنما المدرك [٤ آ] والمدرك هو المستحيل فقط. ثم يلزم بعد ذلك ما يلزم مما شرح.

__________________

(٨٦) ل : الذي يدركه.

(٨٧) «يكون» ساقط من عش

(٨٨) م ، د : عن المزاج.

(٨٩) م مخروق.

(٩٠) عشه : حيث يستحيل.

(٩١) عشه ، ل : عجب.

(٩٢) «أن» ساقط من عشه.

(٩٣) «مزاج» ساقط من عشه.

(٩٤) عشه ، ل : المزاج قائم واحد. ى : المزاج ثم واحد.

(٩٥) عشه ، ل ، ى : فإنه إن كان مزاج.

(٩٦) عشه ، ل : لا يدرك.


(١٧) و [أما حديث الآلة] (٩٧) وأنها لعلها تعقل من حيث الإنيّة دون الماهيّة ، فإن فيه موضعين قد اغفلا (٩٨) :

(١٨) أحدهما أن الكلام في الإنيّة كالكلام في الماهية ، والذي يلزمهما (٩٩) شيء واحد. والثاني أن (١٠٠) من المحال أن يقال : «لعلنا إنما نعقل (١٠١) الإنيّة دون الماهية» وذلك لأن (١٠٢) ما نعقله ونتبيّنه (١٠٣) من أنفسنا لا يدخل فيه «لعلّ» ، بل يكون حكمنا فيه حكما فيصلا.

(١٩) ثم إنّا لسنا نشك أنّا لسنا نعقل من الآلة ـ لا إنيّة (١٠٤) ولا ماهيّة ـ ولو كنّا نعقل شيئا من ذلك لعقلناه جزما ، وما كنا نقول ما قاله هو في سؤاله (١٠٥) «لعلنا هو ذي (١٠٦) نعقل الإنيّة». لكنّا نفرض (١٠٧) أنا نعقل الإنية ؛ فليس عقلنا لها دائما كما ليس للماهيّة ، فليس يعنى وجود صورة إنيّة الآلة للآلة (١٠٨) في أن نعقلها ، ولا يجوز أن يكون فيها (١٠٩) صورة إنيّة لها اخرى حدثت (١١٠) عن الاولى ، فلما حدثت عقلناها.

(٢٠) وأما التشكك (١١١) في أن الإعياء ليس يحدث من جهة أن العضو يكلّف (١١٢) بالقسر حركات غير مقتضي مزاجه ـ فهذا تشكك لا أعرف له جوابا (١١٣) إلا بالتجربة ؛ وليتامّل حال من تعب كيف تشقّ على عضوه الحركة ، وكيف يزداد تعبه وألمه بتكلّف الحركة حتى يثبت فلا يتحرك أصلا بالإرادة ،

__________________

(٩٧) ساقط من م ، د. (٩٨) عشه ، د ، م : قد اعقلا.

(٩٩) عشه : يلزمها. (١٠٠) عشه ، ى : انه.

(١٠١) عشه : لعلها انما يعقل. (١٠٢) «لان» ساقط من ل.

(١٠٣) عشه ، ل : نبينه. (١٠٤) عش : الانية

(١٠٥) عشه ، ل : سؤال. (١٠٦) ى ، ل : هو ذا.

(١٠٧) ل : لنفرض. (١٠٨) «للاله» ساقط من ل.

(١٠٩) عش ، ل : منها. ه : لها.

(١١٠) عش ، ل : حديث غير الاولى. ى : حدث غير الاولى.

(١١١) عشه : التشكيك.

(١١٢) ى : يتكلف.

(١١٣) م بدلا عن «له جوابا» : جوابه ما.

__________________

(١٧) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٩٢.


والحركة المزاجيّة له محفوظة.

(٢١) وظنّه أن كل شيء يحتاج (١١٤) إلى برهان ـ ظنّ باطل. فإن هاهنا مقدمات تجربية مشاهدية (١١٥) يعلمها الناس باعتبار أحوال أنفسهم.

(٢٢) الإعياء (١١٦) تحدثه الحركة الغريبة بما (١١٧) يوهن [العضل من تمديد تشنيج] (١١٨) غير الذي يقتضيه مزاجه (١١٩) ، ولو ترك الطائر ومزاجه لنزل ولم يحلّق (١٢٠).

(٢٣) وأما ظن (١٢١) أنه لو كان الأمر على ما قيل ـ في تخصّص أفعال القوى الجسميّة بنسب ـ حقّا ، لكان لقالب أن يقلّب (١٢٢) فيقول : «وغير الجسم لا نسبة له إلى الجسم ، فلا يكون منه الجسم» حقا. فذلك لأنه لم يقع التأمّل لما أورد ، وأنا أحرّر (١٢٣) العبارة عنه :

(٢٤) فأقول : الشيء (١٢٤) إذا صار قوامه بتوسّط المادة صار ما يصدر من (١٢٥) قوامه مخصوصا بتوسّط المادة ، وإنما تتوسّط المادة بما تقتضيه الخاصة (١٢٦) المادية من الوضع ، سواء كان في القوام [٤ ب] أو في صدور الفعل. والشيء الذي ليس بجسم إذا فعل في الجسم فليس لا نسبة له إلى الجسم ؛ بل له نسبة ما إلى الجسم ؛ إلا أنها ليست تختلف ، فلذلك إذا حصلت المستعدات لم تفتقر إلى شيء غير النسبة التي بين غير الجسم وبين المستعدات فلذلك تتشابه الانفعالات.

(٢٥) وأما الشيء الذي صار قوامه معلّقا (١٢٧) بالموضوع ، ومصدر

__________________

(١١٤) د ، م ، ش : محتاج.

(١١٥) عشه ، ل : مشاهدة. د : شاهدته.

(١١٦) عشه ، ل : والاعياء. م ، د ساقطة. (١١٧) ى : مما.

(١١٨) عشه ، ل : العضل بما يحدث فيه من تمديد وتشنج. «العضل» محرف في ه ، ش ، م ، د.

(١١٩) عشه : المزاج.

(١٢٠) عشه ، ل : ولم؟؟؟.

(١٢١) ى ، ل : وأما ما ظن.

(١٢٢) م ، د : لغالب أن يغلب.

(١٢٣) ع خ ، ه : اجرد. د : احدر. م : احذر.

(١٢٤) «الشيء» ساقط من عشه.

(١٢٥) عشه ، ل ، ى : عن.

(١٢٦) عشه : للخاصة. ل : الخاصية.

(١٢٧) عش : مؤلفا. ه : مؤلف.


فعله (١٢٨) متعلق (١٢٩) بما به قوامه من (١٣٠) الموضوع ، فليس يكفي وجوده ووجود المستعد كيف كان ؛ بل أن يقع على حالة يكون للموضوع بوضعه فيها توسّط ، وذلك التوسّط غير متشابه ، فإن أوضاع الجسم من الأجسام الاخر غير متشابهة (١٣١) وتوسّط الموضوع بين القوّة التي فيه وبين الأجسام الاخر (١٣٢) غير متشابه ليس كوجود الجوهر الروحاني بالقياس إلى كل جسم مستعد ؛ ولذلك يختلف تأثير الاجسام بحسب القرب والبعد (١٣٣). وتوسّط الموضوع بين القوّة وبين ما لا وضع له ـ التوسط الخاصّ بالموضوع (١٣٤) ـ محال ، فإن (١٣٥) توسط الموضوع بين القوة وبين ما لا وضع له أصلا ، لا زيادة معنى له على وجود القوّة ، وإن ذلك لا يضيف إلى وجود القوة شيئا أصلا إن رفعنا لوازم الوضع ، فيكون حينئذ القوة ـ وإنما قوامها بتوسط الموضوع ـ [يصدر (١٣٦) عنها فعل بلا توسط الموضوع] (١٣٧) فليس المحوج إلى (١٣٨) أن يكون المنفعل (١٣٩) ذا وضع هو النسبة مطلقا ، حتى يمكن أن يقال في جانب الفاعل الروحاني ما قال ـ بل نسبة ما يفعل بتوسط موضوعه ، وهذه النسبة لا توجد بين القوة وبين ما لا وضع له ـ وإن وجدت نسب (١٤٠) اخرى ـ وإذا لم توجد ، لم يوجد (١٤١) الفعل والانفعال.

(٢٦) وأما الروحاني فليس يحتاج الى تخصيص حال له حتى يفعل به ؛ حتى إن لم يكن ذلك المخصص (١٤٢) لم يتم الفعل والانفعال ؛ بل يكفيه (١٤٣) وجود ذاته في أن يكون فاعلا في المستعدات.

وأما هذا فيحتاج إلى توسط الموضوع ، وذلك لا يتم فيما بينه وبين ما لا وضع له.

__________________

(١٢٨) عشه : قوله.

(١٢٩) عش ، ل ، ى : معلق.

(١٣٠) عشه : فى.

(١٣١) عشه : غير متشابه.

(١٣٢) عشه : الاخرى.

(١٣٣) عشه : البعد والقرب.

(١٣٤) ل : الموضوع.(١٣٥) م ، د : وان.

(١٣٦) ل : ويصدر.(١٣٧) ساقط من عشه.

(١٣٨) ى : المخرج الا. ه : المخرج الى.

(١٣٩) د : المتصل.(١٤٠) م : نسبة.

(١٤١) «يوجد» ساقط من عش.(١٤٢) عشه ، ل : التخصيص.

(١٤٣) ه ، ل :؟؟؟ كيفية. ل مهملة.


(٢٧) فهذا ما حضرنى مع تحلل (١٤٤) قوى العلم عني ولا يشفي (١٤٥) غير الالتقاء والمشافهة (١٤٦).

صورة (١٤٧) تحليل هذه (١٤٨) القياسات.

(٢٨) مصدر فعل القوى (١٤٩) الجسمانية قوامها ووجودها ، وقوامها ووجودها بالموضوع. فمصدر (١٥٠) فعلها يكون بالموضوع ، وحيث الموضوع ، وفي الشيء الذي له النسبة الخاصّة بالموضوع ـ النسبة (١٥١) التي تكون للموضوع [٥ آ] من حيث هو جسم أو جسماني ـ وبالجملة من حيث هو ذو وضع. فلا بد (١٥٢) من توسط الموضوع لا على أن يفعل ، [بل على أن يفعل] (١٥٣) به ، والأشياء البريّة (١٥٤) عن المادة لا يكون الموضوع (١٥٥) موصلا للتأثير (١٥٦) إليها ؛ متوسّطا في التأثير ، بل إن صدر فعل (١٥٧) ؛ فعن القوّة ـ لا من حيث هي ذات وضع ومن حيث لها موضوع ـ وقد منع هذا.

(٢٩) وأما فعل الأشياء البريّة (١٥٨) عن المادة في ذوات الوضع ؛ فإنما هو فعل يصدر عن وجود ذواتها مطلقا في المستعدات ، ولا يحتاج إلى أن يكون لها حال [حتى يفيض عنها فعلها] (١٥٩) حاجة المادية (١٦٠) إلى أن تتوسّط موادها.

(٣٠) فإن قال قائل : «الأجسام (١٦١) تحتاج في انفعالاتها إلى توسط من

__________________

(١٤٤) عشه : متى ما تحلل.

(١٤٥) ب ، م ، ل مهملة. ى : ولا يسعنى. د : يسقى.

(١٤٦) عش ، ل ، ي : والسلام من هذا الكتاب.

(١٤٧) ى بدلا من «صورة» : تذييل فيه.

(١٤٨) «هذه» ساقطة من عشه. ل.

(١٤٩) عشه ، ل ، ى : القوة.

(١٥٠) عشه : فمعنى.(١٥١) ل : للنسبة.

(١٥٢) ب خ : ولا بد.(١٥٣) ساقط من د.

(١٥٤) ى : البريئة.(١٥٨) ى : البريئة.

(١٥٥) ل : للموضوع.(١٥٦) ى : التأثير.

(١٥٧) عشه ، ل ، ى : إن صدر اليها فعل.

(١٥٩) عشه ، ل : هي نقيض فعلها ، (ل مهملة). ى : حتى يفيض.

(١٦٠) عشه : المادة.(١٦١) عشه ، ل : فالاجسام.

__________________

(٢٨) يحتمل كون هذه التوضيحات لغير الشيخ.


موادها» فهو غلط ـ لأن المادة هي المنفعلة (١٦١) ، لا المتوسّطة بين المنفعل وبين [غيره ، وهناك] (١٦٢) لم تكن هي الفاعلة (١٦٣) ، بل المتوسطة ، والشيء الذي فيه قوام الفاعل و (١٦٤) الشيء الذي إنما يفعل الفاعل وهو فيه ، فيفعل حيث هو ، وحيث له نسبة وضعية.

(٣١) وأما الشكوك على هذا غير ما تشكك به (١٦٥) فهو كثير ، وإنما تعرضنا لما أورده (١٦٦).

__________________

(١٦١) عشه ، ل ، ى : المنفعلة نفسها.

(١٦٢) د : غيرها هناك.

(١٦٣) عشه ، ل : هى المنفعلة الفاعلة.

(١٦٤) «و» ساقطة من عشه.

(١٦٥) عشه ، ل : فيه.

(١٦٦) د ، عشه ، ل ، ى وهذا (ى : وهو) مأخذ صحيح مستمر لمن أجاد التفطّن.


(٣٢) (١) وصل كتاب الشيخ الفاضل ـ أطال الله بقاه ـ دالا (٢) على سلامته ، وعلى ما خلص إليه من البهجة ، لخلاصي من تلك الأهوال بالمهجة ، [ووقفت عليه [وسكن ما تولاه الله به] (٣) من تسليم (٤) النفس وإدامة الانس بالفضل والعلم الذين هجرتهما ضرورة ونبذت عنهما (٥) ناحية] (٦).

(٣٣) وأمّا تحزّنه على ضياع الإشارات (٧) فعندي أن هذا الكتاب يوجد له نسخة محفوظة.

(٣٤) وأمّا المسائل المشرقية فقد كنت (٨) عبّأتها [بل كثيرا منها] (٩) في أجزائها بحيث (١٠) لا يطلع عليها أحد ، وأثبتّ أشياء أيضا من (١١) الحكمة

__________________

(١) عشه ، ل+ : كتاب.

(٢) عشه : وأدام تأييده دال. ل : وأدام تأييده وتمهيده ونعمته دالا.

(٣) عشه ، ل ، ى : وسكنت إلى ما يتولاه الله

(٤) ى : سليم (٥) ل : ون؟؟؟ دعهما.

(٦) ساقط من م ، د. كما كان ساقطا عن ب أيضا فاستدرك بالهامش.

(٧) عشه ، ل. ى : التنبيهات والاشارات.

(٨) عشه : قد كنت.

(٩) ساقط من د ، م. كما كان ساقطا من ب أيضا فاستدرك بخط غير الكاتب في الهامش.

(١٠) «بحيث» ساقط من عشه ، ل ، ى.

(١١) م ، د : أيضا لا يمكن أن يكون من الحكمة العرشية. ع : أيضا أشياء من ... والنص فى ى هكذا : وأما المسائل المشرقية فقد كتبت أعيانها بل كثيرا منها فى أجزائها لا يطلع عليها أحد ، وأثبت أشياء منها من الحكمة العرشية ...

__________________

(٣٤) مضى البحث عن الكتب المذكورة هنا في المقدمة.


العرشيّة في جزازات (١٢) ، فهذه (١٣) هي التي ضاعت ، إلا أنها لم تكن كثيرة (١٤) الحجم ـ وإن كانت كثيرة المعنى كليّة جدّا ـ وإعادتها أمر سهل.

(٣٥) بلى (١٥) كتاب الإنصاف لا يمكن (١٦) أن يكون إلا مبسوطا ، وفي إعادتها (١٧) شغل ، ثم من المعيد؟ ومن المتفرّغ (١٨) عن الباطل للحق؟ وعن الدنيا للآخرة؟ وعن الفضول للفضل؟ لقد أنشب (١٩) القدر فيّ مخاليب الغير ، فما أدري كيف أتخلّص وأتملص (٢٠) ، لقد دفعت في (٢١) أعمال لست من رجالها ، وقد انسلخت عن العلم (٢٢) فكأنما (٢٣) ألحظه من وراء [سجف ثخين ؛ مع شكري] (٢٤) لله تعالى ، فإنه على الأحوال المختلفة [٥ ب] والأهوال المتضاعفة والأسفار المتداخلة والأطوار المتناقضة ، لا يخليني من وميض يحيي (٢٥) قلبي ويثبّت قدمي. إياه أحمد على ما ينفع ويضرّ ، ويسوء ويسرّ.

(٣٦) وأما المسائل التي يسئلها (٢٦) فهي مسائل (٢٧) علميّة جليلة (٢٨)

__________________

(١٢) ب : جزارات. ش : خزازات. ع : حرارات. ل : حرارات. والأظهر أن الصحيح ما أثبتّه ، إذ الجزّ : القطع ، ويستعمل فى الصوف والنخل. والجزاز : ما سقط من الصوف عند القطع. فاستعمل هنا مجازا فى قطعات الاوراق أو غيره مما يكتب عليه.

(١٣) عشه ، ل : وهذه.

(١٤) عشه : كبيرة. ب. كثيرة. ل مهملة.

(١٥) عشه : بل.

(١٦) ل : لم يمكن.

(١٧) عشه ، ل ، ى : اعادته.

(١٨) عشه ل ، ى : ثم من هذا المعيد ، ومن هذا المتفرغ ...

(١٩) عش ، مهملة. ل : لقد اسست. نشب الشيء في الشيء : علق. وأنشب البازي مخالبه في الأخيذة أي علّقها. (٢٠) ل : كيف أتملص وأتخلص. «أتملص» ساقط من عشه ، ه. تملّص : تخلّص.

(٢١) عشه ، ى ، ل : إلى. (٢٢) عشه : من العلم.

(٢٣) عشه ، ل : وكانما. (٢٤) ل ، مهملة. عشه : سجف ثخين شكرى. السجف : الستر.

(٢٥) عشه : لا يخلينا من وميض ويحيى.

(٢٦) استدرك في هامش ب ، د : سألتها خ. عشه. ل : سألتنيها.

(٢٧) «مسائل» ساقط من عشه.

(٢٨) عش ، ل ، ى+ لا سيما هذه المسائل.

__________________

(٣٥) راجع الأسفار الأربعة : ٩ / ١٢٠.

(٣٦) راجع الأسفار الأربعة : ٩ / ١١٣ ـ ١١٤.


الكلام الموجز في أمثالها تضليل ، وإذا ازدحمت أجحفت بالخاطر المشغول بالبلابل ، فلم يكد تفيض في نتائج (٢٩) البيان ، لا سيما من كان على جملتي في مثل حالتي] (٣٠). وقد تأمّلتها (٣١) فاستجدتها ، وأجبت عن بعضها [بالمقنع ، وعن بعضها بالإشارة (٣٢). ولعلّي عجزت عن جواب بعضها] (٣٣).

(٣٧) و (٣٤) أمّا الشيء الثابت في الحيوانات فلعلّه أقرب إلى درك البيان. ولي في الأصول المشرقيّة خوض عظيم في التشكك ثم في الكشف ؛ وأما في النبات (٣٥) فالبيان أصعب ، وإذا لم يكن ثابت كان غير (٣٦) ، وليس بالنوع (٣٧) فيكون بالعدد.

(٣٨) ثم كيف يكون بالعدد إذ (٣٨) (٣٩) كان استمرار في مقابل الثبات (٤٠) غير متناهي القسمة بالقوة ، وليس قطع أولى (٤١) من قطع ، فكيف يكون عدد غير متناهي متحددا (٤٢) في زمان محصور؟ لعل العنصر هو الثابت ، ثم كيف يكون ثابتا وليس الكمّ يتحدّد (٤٣) على عنصر واحد ، بل يرد عنصر على عنصر بالبعدية (٤٤) ؛ فلعلّ الصورة الواحدة يكون لها أن تلبسها مادة فأكثر (٤٥) منها.

(٣٩) [وكيف يصح هذا والصورة] (٤٦) الواحدة [معينة (٤٧) لمادة واحدة] (٤٨)؟ فلعلّ (٤٩) الصورة الواحدة محفوظة في مادة واحدة أولى تثبت إلى

__________________

(٢٩) ل ، ى : بقاع. عش : بقا؟؟؟ ح. يمكن قراءة بـ «نقائح» أيضا.

(٣٠) ساقط من م ، د. ومن ب أيضا إلا أنه استدرك في الهامش بخط غير الكاتب.

(٣١) عشه ، ل ، ى : وقد تأملت هذه المسائل. م : تأملنا.

(٣٢) ب : بالاشارت. (٣٣) ساقط من د.

(٣٤) «الواو» ساقطة من عشه ، ل. (٣٥) عش : الثبات. م ، د : البيان. وفي ب أيضا كذا الا انه استدرك بعد. (٣٦) في ب كتب فوق الخط : «متناه».

(٣٧) م ، د : النوع. ويمكن القراءة في ب أيضا كذلك.

(٣٨) ل ، م : إذا كان استمرار. عشه : اذا كان الاستمرار.

(٣٩) ل ، م : إذا كان استمرار. عشه : اذا كان الاستمرار.

(٤٠) ى. ه : النبات. د : البيان. م ، ل مهملة.

(٤١) م ، د : أول. (٤٢) ى : غير متناه يتحدد. عشه ، ل : غير متناه متحددا.

(٤٣) ل : اللم يتحدد. عشه : الحكم يتحدد. والأظهر كونه : الكم يتجدد.

(٤٤) ب : مهملة. م ، د : بالتعدية. ل : بالتعذية. المنقول عنه في الأسفار الأربعة : بالتغذية.

(٤٥) عشه : وأكثر. ل : أكثر. (٤٦) م مخروق.

(٤٧) ب : والصورة الواحدة الشخص معينة. (٤٨) ساقط من ل.

(٤٩) ع : ولعل


آخر (٥٠) مدة بقاء الشخص.

(٤٠) وكيف يكون (٥١) هذا ، و (٥٢) أجزاء النامي تتزايد على [السواء فيصير كل واحد من المتشابهة الأجزاء (م مخروق)] أكثر مما كان ، والقوة سارية (٥٣) في الجميع ـ ليس قوة البعض أولى من أن تكون الصورة (٥٤) الأصلية دون قوّة البعض (٥٥)؟ فلعل قوّة السابق وجودا هو الأصل [والمحفوظ (٥٦) ، لكن نسبتها ـ ٤٦] إلى السابق كنسبة الاخرى إلى اللاحق. [أو لعل الصورة النباتية ليس قوامها بالمادة (٥٧) ، فلعل النبات الواحد بالظن ليس واحدا (٥٨) في الحقيقة ، بل كل جزء ورد دفعة هو آخر بالشخص (٥٩) متصل بالأول. أو لعل الأول هو أصل يفيض عنه (٦٠) الثاني شبيها له (٦١) ، فإذا بطل الأصل بطل ذلك من غير انعكاس. أو لعل هذا يصحّ (٦٢) في الحيوان ـ أو أكثر الحيوان ـ ولا يصحّ في النبات ، لأنها تنقسم إلى أجزاء كل واحد منها قد يستقل في نفسه (٦٣) ، أو لعل الحيوان (٦٤) والنبات أصلا (٦٥) غير مخالط ـ لكن هذا مخالف للرأي (٦٦) الذي يظهر منّا ، أو لعل المتشابه (٦٧) بحسب الحسّ [٦ آ] غير متشابه في الحقيقة ؛ والجوهر الأول ينقسم في الحيوانات (٦٨) من بعد انقساما لا يعدم مع ذلك اتصالا ما (٦٩) ، وفيه المبدأ الأصلي ، أو لعل النبات لا واحد فيها بالشخص مطلقا إلا زمان الوقوف الذي لا بدّ منه.

__________________

(٥٠) عشه : ثبت الاخر. ع خ : تبت الى آخر.

(٥١). عشه : وكيف يصح هذا.

(٥٢) د ، م : أو. (٥٣) ع : سايرة.

(٥٤) ى : للصورة. (٥٥) عشه ، ل ، ى : البعض الآخر.

(٥٦) عشه : هو الاصل المحفوظ.

(٥٧) ساقط من د ، م ، ل. كما كان ساقطا من ب أيضا واستدرك في الهامش بخط غير الكاتب.

(٥٨) ب ، م : واحد. ل ، ى : واحدا بالعدد. عشه : واحد بالعدد.

(٥٩) عشه : كل جزء ورد دفعه الاخر بالشخص.

(٦٠) عشه ، ل : منه. (٦١) عشه : سببها له. (٦٢) عشه : أصح.

(٦٣) هنا في عشه+ بالتغذية والنمو والتوليد إذا غرس على انفراده كما استدرك أيضا في هامش ل وعليه علامة «صح». (٦٤) عشه ل : للحيوان

(٦٥) «أصلا» ساقط من د ، م ، ب.

(٦٦) عشه : الرأى.

(٦٧) عشه : المتشابهة. م ، د : التشابه.

(٦٨) عشه : في الحوادث من بعد.

(٦٩) م : اتصالا بها.


(٤١) فهذه (٧٠) أشراك (٧١) [وحبائل إذا حام حولها العقل] (٧٢) وفزع إليها (٧٣) ونظر في أعطافها رجوت [أن يجد من عند الله مخلصا إلى] (٧٤) جانب الحقّ.

(٤٢) وأما ما عليه الجمهور من أهل النظر فقول مبهم ، وليجتهد (٧٥) جماعتنا في أن يتعاون على درك الحق في هذا ـ ولا ييأس من روح الله ـ.

(٤٣) أما إنه «لا بدّ من ثابت بحسب (٧٦) التغير» فأمر يعرفه من يشتهى أن يفكر قليلا.

(٤٤) وأما الشبه فما ذكرنا (٧٧) ، [وأنا أفرح ممّن خاض في هذه الشبه (٧٨) فإنه يلوح الحق منها] (٧٩) ، كما أقدر عن كثب (٨٠) ؛ [وو الله إني لأفرح ممن خاض] (٨١) من هذا النمط من البحث الذي جدّده بعد نمط كتب (٨٢) أستكرهه ؛ فإن هذا النمط من البحث مناسب للعلم الأعلى ، وهو بحث برهاني (٨٣) ؛ والذي كان (٨٤) يطالب به ـ وأنا بالري (٨٥) ـ قد كان كثير منه غير مناسب.

(٤٥) وليزدد (٨٦) من أمثال هذه المباحثات ما شاء فإن فيها الفرح والفائدة ، فما أمكنني كشفه فعلت ـ إما عفوا وإما وراء حجاب (٨٧) يكون فيه ضرب من

__________________

(٧٠) ل : وهذه.(٧١) م ، د ، ى : اشتراك.

(٧٢) ع ، ه : وحبائل يحوم العقل حواليها. ع خ ، ل : وحبائل إذا حام العقل حواليها. ش : إذا حام وحبائل يحوم العقل حواليها.(٧٣) ى : وفرّع عليها ل : وفر عليها. عش ، ه : وقرّ عليها

(٧٤) ل : أن يجد من الله مخلصا إلى. ع : أن تحل من يخلصنا إلى. في ش ، م ، د محرف.

(٧٥) ل : فقول منهم فل؟؟؟ تهد. عشه : فقول مبهم فليجتهد.

(٧٦) يحتمل أن يقرء في ب : بجنب.

(٧٧) ع : وأما الشبه فيه فما ذكرناه. ل : فأما الشبهه فيه فما ذكرنا.

(٧٨) عشه : خاض هذه الشبه

(٧٩) ى : وأما الفرج فمن خصاص لهذه الشبه يلوح الحق منها. ل : خاض هذه الشبهة.

(٨٠) عش : كتب. ل مهملة

(٨١) عش : وو الله أنا لأفرح. ل : ووالله لأفرح.

(٨٢) عشه : كنت. ل مهملة.

(٨٣) عشه ل ، ى : برهانى مناسب جدا.

(٨٤) «كان» ساقط من عشه.

(٨٥) الكلمة محرفة في أكثر النسخ.

(٨٦) عش ، ى : فليزدد. ل : فليردد.

(٨٧) عشه : اما عفوا واما ما وراء حجاب. ل : اما عصوا (عفوا) وما وراء حجاب.


التحريك والتدريب نافع (٨٨) ؛ وما لم يمكنني استعفيت واعترفت ، فإن معلوم البشر متناه (٨٩). وأنا فيما اجتهدت قد علمت أشياء قد حقّقتها (٩٠) لا مزيد عليها (٩١) إلا أنها قليلة ، والّذي أجهله ولا أهتدي سبيله كثير كثير جدا (٩٢) ؛ ولكنني قد يئست عن أن يتجدد لي علم بما أجهله ، [أم يظفرني البحث الذي قد توليته] (٩٣) ، وأنا مسلم إلى طلب الحق لا يعارض يده فيه يد.

(٤٦) وأما الآن فأنا (٩٤) في عيشة غير راضية وفي أشغال غاشية (٩٥) وإذا (٩٦) ثبت لي فكر ما اقتنصته (٩٧) بالسعي الأول اقتنعت به ، لكنني (٩٨) مع هذا كله لله حامد ، فقد وهب لي نفسا (٩٩) لا يزال (١٠٠) بالاصول التي (١٠١) [لا بدّ لطالب النجاة منها ـ عارفا] (١٠٢) ، ومجالا فيما بعد ذلك غير ضيّق ؛ [وراي للشيخ الفاضل ـ أطال الله بقاه في معرفة (١٠٣) والوقوف عليه موفّق إن شاء الله تعالى] (١٠٤).

__________________

(٨٨) ب : يانع (ثم استدرك في الهامش بخط غير الكاتب : نافع خ). م ، د محرف.

(٨٩) ب ، م ، د : متناهى.

(٩٠) عشه ، ل : قد علمت أشياء معرفة قد حققتها. ى : قد علمت كثير أشياء معرفة قد حققتها.

(٩١) ع : لامر توغلتها. ع خ : لا مزيد عليها.

(٩٢) ى ، ل : سبيله كثير جدا. لكننى عشه : اليه سبيله كثير جدا لكنني.

(٩٣) عش ، ل ، ى : لم يظفرنى (ل : ثم يطفرنى) به البحث الحاد (ى : الجاد) الذي توليته. م ، د محرف.

(٩٤) عشه : أنا.

(٩٥) ب : اسعال عاسه. ل : اسعال عاسمه (شبه ـ مكتوب فوق الخط)

(٩٦) ل : فاذا.

(٩٧) ب ، م مهملة. ع : ذكر ما اقتنصته. ش. ه : ذكر ما اقتضته. ل : فكرنا ا؟؟؟ نن؟؟؟ ته.

(٩٨) عشه ، بالسعى الأول استغنيت لكنى.

(٩٩) ب خ ، عشه ، ل ، ى : يقينا.

(١٠٠) عشه ، ل ، ى : لا يزول.

(١٠١) ب : بالاصوال التي. عشه : بالاصول الذي.

(١٠٢) عشه ، ل ، ى : لا بد منها لطالب النجاة.

(١٠٣) استدرك فى هامش ب بخط غير الكاتب : تعرّفه ظ.

(١٠٤) بدلا منها في عشه ، ل ، ى : ومعرفة بما لا اعرفه بالغة.


بسم الله الرحمن الرحيم

ربّ يسّر (١)

(٤٧) وصل خطاب الشيخ الفاضل معرفا (٢) من خبر سلامته ما وقع إليه السكون التامّ [٦ ب] والاعتداد البالغ ، ووقفت على مضمونه أجمع ؛ والذي شكرني عليه من الوعد قدمته في رسم ذلك الصديق ، فقد أتى في ذلك بما يشبه فضله (٣) ، والأولى بي أن اوسع عذلا وتفنيدا (٤) على ما فرطّت فيه إلى هذه الغاية ، على أنّه لم يتأت (٥) تتجزّ ذلك الصكّ (٦) من الديوان إلى هذا الوقت لما يعرف من تعويقات ربما (٧) تقع في أمثال (٨) ذلك.

(٤٨) والآن فقد تيسّر ذلك ، وهو ذي (٩) يصل (١٠) على يد (١١) فلان.

(٤٩) والذي حكاه من امتعاض (١٢) الشيخ أبي القاسم الكرماني ـ حين

__________________

(١) في عشه ، ل بدلا من «رب يسر» : كتاب.

(٢) عشه : معربا.

(٣) «فضله» ساقطة من م ومهملة فى ب ، د ، ل.

(٤) فنّد فلانا على الأمر : أراده وطلب منه. ع مهملة. ش : تقيدا.

(٥) ل : لما؟؟؟.

(٦) الصكّ : الكتاب.

(٧) ل خ ، عشه : انما.(٨) ل : مثال.

(٩) ل : وهو ذا. (١٠) د : صل. ب أيضا كان كذلك ثم صحح. م : صك.

(١١) عشه ، ل : على يدى.

(١٢) امتعض من الأمر : غضب منه وشقّ عليه.

__________________

(٤٩) الشيخ أبو القاسم الكرماني ، مضى الكلام عنه في المقدمة.


بلغه ما بلغه ـ فليس (١٣) من حقّ مثله أن يشفق من ذلك ؛ فلم يزل يجري بيننا من هذا الجنس أسباب لا تؤدّي (١٤) إلى خلل فيما اجتمعنا عليه من الودّ ، وإن كان ربما تأدّى ذلك إلى ضجر في المحاورة ، وليس (١٥) سببه التألّم لما عسى يقدم عليه من الأخذ علي ، ـ كلاّ ـ بل لما هو معروف من لجاجه الفاحش الخارج إذا ورد عليه (١٦) ما لم يسمعه.

(٥٠) وبالجملة ـ فذلك الشيخ أولى بالترحّم عليه من الغضب منه ، وإنما (١٧) يوهم بما يريه من الاستشعار أنه قد يتأتّى [له أن يأتي في المناقضات] (١٨) بما يضيق له صدري ، وقدره أنزل ممّا يرفعه إليه ؛ و ـ بالله الرحمن الرحيم ـ إنّي أفرح الناس بما أسمعه من شكّ له موقع ، ومطالبة لها رواء (١٩) ؛ وإنما يغمّني الكلام الهراء (٢٠) الهذاء ، لا سيّما إذا خاض فيه الأصدقاء والأقرباء ؛ بل لا يسرّني أن يقع إليه مصنّفاتي (٢١) لأسباب غير هذا السبب.

(٥١) وأمّا مخاصمتي ومطالبتي باللمّ وما يناسبه ، فأنا هدف (٢٢) ذلك وغرضته (٢٣) ؛ والذي لا يخلخله شيء من طوالعه ، على ثقة بما يسّره الله لي وأنعم به علي ، و (٢٤) إسلاف للنظر (٢٥) البالغ والبحث المستقصى ، ومطالبة لنفسي ومجادلة معها بما قلّ ما يفطن (٢٦) له الأجانب من الناس ؛ فليس بي ما يولمني (٢٧) من معارضة معارض و (٢٨) مناقضة مناقض ـ لا سيّما مثله ـ بل السديد من المطالبة يشرح صدري ويبسط باع فرحي ، والخارجيّ منها يؤذي قلبي ونفسي ؛ بل إنّما يسوء الإنسان معاملة من يجب (٢٩) أن ينزّل نفسه [٧ آ] منزلة المسترشد ، فينزّلها

__________________

(١٣) كان فى ل : وليس. ثم الحق فاء على «ليس».

(١٤) ل : أسباب يؤدى.

(١٥) عشه ، ل : فليس.

(١٦) «عليه» ساقطة من عشه.

(١٧) عشه : الغضب عليه فانما.(١٨) ساقطة من عشه.

(١٩) الرواء : حسن المنظر.

(٢٠) الهراء : الكلام الكثير الفاسد. والكلمة غير موجودة فى عشه ، ل. وفى د. م : الهدا.

(٢١) عشه ، ل : تصنيفاتى.

(٢٢) عشه : هدفت.(٢٣) عش ، ل : عرصته

(٢٤) عشه : على من اسلاف. ل : على اسلاف

(٢٥) عشه ، ل ، م : النظر.(٢٦) م ، د :؟؟؟ ن.

(٢٧) ل : لى ما يولمنى. عش : فيما يولمنى. (٢٨) عشه : أو مناقضة

(٢٩) ب ، د ، م ، ل مهملة.


منزلة المناقض المجادل.

(٥٢) وقد صدّر الشيخ مطالبة بلفظ ، وخلط ما تبع ذلك بألفاظ كان الأولى به أن يتوقف عن مجاهدتي (٣٠) بمثل ذلك ، وأن يكون ظنّه بي أحسن من ذلك الظن ، فإنّه إن ظنّ بي (٣١) التجويز (٣٢) فقد استغشّني ـ وبعيد عنّي أن أغشّ صديقا (٣٣) مثله ـ وإن استعزل رأيي (٣٤) عن الصواب ، ووجده من الحق في جانب (٣٥) ، فلا أقل من أن كان يوجّه إلى نفسه شعبة (٣٦) من الظنّ السيّئ ، ولا يسرح إرساله (٣٧) كلّه إلى بقعتي.

(٥٣) ومن ذلك قوله : «وجدت بعض ما اشتمل عليه ذلك الجواب مختلاّ» فإن كان وجده كذلك حقّا يقينا فقد عزلني (٣٨) عن المعوّل عليهم والمرجوع (٣٩) إليهم. وإن كان يظنّ ذلك ظنّا فلم يكن من الجميل به (٤٠) أن يقضى علي بساذج الظنّ.

(٥٤) ثمّ إنّي وجدته قد انحطّ عن درجته فيما كان يطالب (٤١) به ويسايل عنه ويدقّق فيه ، ولعلّه أعداه (٤٢) بعض طباع من يكثر محاورته ومخاطبته ، فإن للنفوس جربا كما للأبدان.

(٥٥) ثم إني اريد أن اعيد عليه من جواب الفصول التي أوردها ما يليق بها ويكون من طرزها (٤٣) ، فإن كل شيء لا يشبه رفيقه فهو محرّف وأجنبي ، وكل من لا يشبه (٤٤) أباه وأخاه (٤٥) فهو ملحق دعيّ.

__________________

(٣٠) ع خ ، ل ، ه : مجاهرتي ،

(٣١) عشه : في. (٣٢) عش ، ل مهملة.

(٣٣) عشه ، ل : صديق.

(٣٤) ل ، م ، د ، ش ، ه : رأى.

(٣٥) عشه : عن الحق بجانب.

(٣٦) عشه : إلى نفسه فيمنعه.

(٣٧) ب : كلها ، ثم كتب فوقه : كله.

(٣٨) فى هامش ل : ظ خ : عدانى عن. خ عزانى.

(٣٩) م ، د : المرجوح.

(٤٠) عشه : من الجهل أن.

(٤١) م ، د : مطالب.

(٤٢) عشه : اعلاه.

(٤٣) م ، ب مهملة. د : ظهرها. الطرز : الطريقة والنسق والهيئة.

(٤٤) ل : وكل ما لا يشبه. عشه : ومن لا يشبه

(٤٥) «أخاه» ساقطة من عشه.


(٥٦) فأمّا الكلام في الحجّة (٤٦) المثبتة للنفس ، المبنيّة (٤٧) على فرض يلزم فيه شعور بالذات ، فقد كان ذلك الشيخ ذاكرني ذلك ـ وهو في أن يقرء علي كتاب النفس من الشفاء ، وأنا في أن أمتنع (٤٨) ـ فقلت له : هذا الواحد ليس من الحجج التي يلزمك ، لأنّ ذلك البيان مبنيّ على مقدمة اعتباريّة ليس التصديق بها ممّا يتيسّر (٤٩) إلا لأهل الفطانة ولطف الإصابة ، وإذا كان مع عدمهما (٥٠) يلحظ المقدمة بعين السخط ، كان الشك أسرع إليه من الماء إلى الحدور (٥١).

(٥٧) وهنا (٥٢) قياسات مبنيّة على مقدّمات إنّما يقع التصديق بها لبعض دون بعض ؛ مثل أن تكون مقدّمات حسيّة وتجربيّة رصديّة وغير هما ؛ ومثل بيان جالينوس إن لبعض العظام حسّا ـ لتجربة له (٥٣) في الأسنان ـ ويشبه أن [٧ ب] [أكون قد أومأت في فصّ الكتاب إلى هذا (٥٤)] (٥٥). وقد يتهيّأ [أن ينبّه] (٥٦) المنصف (٥٧) على هذا الاعتبار إذا لم يبادر إليه بذهنه.

(٥٨) وبالجملة فهذه (٥٨) الحجّة إما ضائعة وإما قاطعة ؛ فإنّها ضائعة بالقياس إلى من يتوقّف ذهنه عن التفطّن لهذا الاعتبار حتّى يكون مجوّزا أن يكون الإنسان موجودا كامل الخلقة والعقل ، غير مبلوّ بآفة ـ وقد فرض ذلك الفرض ـ فيكون حكمه حكم الجماد في أنّه (٥٩) لا يشعر بذاته حتّى يفتح عينيه (٦٠) مثلا ، فيلقى بصره على سطحه الظاهر ، فيكون ما أدركه هو ذاته التي يشعر بها (٦١) ؛ فإنّه لا مدرك

__________________

(٤٦) «الحجة» ساقطة من ل.

(٤٧) ب. م مهملة. د : المثبتة.(٤٨) عشه : امنع.

(٤٩) عش : ليس التصديق بها تيسير.

(٥٠) عشه ، ل : عدمها. (٥١) حدر حدورا : نزل وهبط. عشه : الحرور.

(٥٢) عشه ، ل : وهاهنا.(٥٣) ل : لتجربة قياسا له.

(٥٤) ل : في نص الكتاب الى ذلك. (٥٥) عشه : يكون قد أومأت إلى ذلك في فصّ الكتاب.

(٥٦) ب مهملة. د ، م محرف. (٥٧) «المنصف» ساقطة من عش ، ه.

(٥٨) عشه : هذه. (٥٩) عشه : في أن.

(٦٠) عشه : عينه. (٦١) عشه : أشعر بها.

__________________

(٥٦) راجع الشفاء : النفس ، م ١ ، ف ١ ، ص ١٣ وم ٥ ، ف ٧ ، ص ٢٢٥. والإشارات : النمط الثالث ، التنبيه الأول.


لشيء إلا وهو (٦٢) يدرك (٦٣) ذاته مدركة.

(٥٩) فأمثال هؤلاء لا تجدي في بابهم هذه الحجّة ؛ بل تكون ضائعة ـ أعني الحجّة التي تستنبط (٦٤) من اعتبار الشخص حال نفسه ـ ويحتاجون إلى الحجج النوعية والجنسيّة القائلة : «لما كان للأجسام (٦٥) أفعال كذا حيوانيّة ، فلها مبدأ كذي هو نفس» وما يشبه هذا ؛ لكنّها بالقياس إلى المستبصرين قاطعة.

(٦٠) والمحصّل يلزمه أن يمتحن ذاته وشعوره الآن بذاته ، فيتأمّل (٦٦) أن شعوره بأنّه هو ، وأنّ له أعضاء وأفعالا (٦٧) منسوبة إليه هو شعور (٦٨) بهويّته من طريق الحسّ أو من طريق الاستدلال؟ والذي يقع له «إنه هو» أهو جملته هذه ، أو شيء غير تلك الجملة؟ وكيف يكون المشعور به (٦٩) ـ الذي هو ذاته ـ الجملة؟ وكثير ممّن يشعر بوجود إنيّته لا يشعر بالجملة ؛ ولو لا التشريح لما عرف (٧٠) قلب ولا دماغ ولا عضو رئيس ولا عضو تابع ؛ وقبل ذلك كلّه فقد كان يشعر بإنيّته.

(٦١) وأيضا ـ فإنّ المشعور به يبقى (٧١) مشعورا به حين ما ينفصل مثلا شيء من الجملة ـ انفصالا لا يحسّ به ـ كما يسقط عضو من مجذوم خدر (٧٢) ، ويجوز أن يقع له ذلك وهو لا يحسّ به ولا يشعر بأن الجملة قد تغيّرت (٧٣) ، ويشعر ذاته أنّها ذاته كما كانت ـ لم تتغيّر.

(٦٢) وأمّا (٧٤) الشيء من الجملة غير الجملة : فإمّا أن يكون عضوا باطنا ، أو يكون عضوا ظاهرا. والأعضاء الباطنة قد يكون غير مشعور بشيء منها ـ والإنيّة مشعور بها قبل التشريح ـ وما يشعر به غير ما لم يشعر به ، والعضو الظاهر قد يعدم ويتبدّل ، والإنيّة المشعور بها واحدة في كونها مشعورا بها ـ

__________________

(٦٢) م ، د : فإنه لا يدرك الشيء الا هو.

(٦٣) ل : مدرك.

(٦٤) عشه : الحجة المستنبطة.

(٦٥) ل : الأجسام افعال كذا.

(٦٦) عشه ، ل : ليتأمل. (٦٧) ل : أفعال.

(٦٨) عشه ، ل : شعوره.

(٦٩) ل خ ، عشه : الشعور به.

(٧٠) ل : عرفت.(٧١) ل : الشعور يبقى

(٧٢) ل : حذر.(٧٣) عشه ، ل : الجملة تغيرت.

(٧٤) عش ، ل : فاما الشيء. ه : فان الشيء.


وحدة شخصيّة. (٧٥)

(٦٣) ثمّ كيف يمكن أن يقال : «إن الوصول إلى الشعور بالذات إنّما هو بالحسّ»؟ [٨ آ] ـ والحسّ ينال الظاهر الذي ليس هو الذات المشعور بها ، والأعضاء الباطنة السليمة لا تتحاسّ ـ وإن تلاقت ـ. [ولا النفس السليم ، فإن النفس السليم ـ المطلق السلامة] (٧٦) ـ هو الذي لا يحسّ بحركة الأعضاء فيه.

(٦٤) وكيف يمكن أن يقال (٧٧) : إنّه باستدلال (٧٨) من الأفعال؟ وذلك لأنّ الفعل إذا اخذ مطلقا دلّ على فاعل مطلق غير معيّن ، وإذا اخذ مقيّدا بالتشخيص (٧٩) ـ مثل : فعلي وفعلك ـ يكون المنسوب إليه جزء من مفهوم الفعل المقيّد ؛ والشعور بالجزء قبل الشعور بالكل.

(٦٥) وعلى أنّك تعلم من نفسك أن هذا الشعور لم تكتسبه من طريق الاستدلال من فعلك ، ولا من طريق الاستدلال من حالك إذا كان اعتبارك سديدا (٨٠) ، ومع هذا كلّه فليس هذا البيان ممّا يصلح لكل باحث ، بل هو بيان خاصّي مقصور النفع على أهل الفطانة ؛ ولقد أوردته على خلق من أصداد (٨١) الحكمة لهم فطانة فصاروا مثبتين للنفس أو واقفين مفكّرين ؛ وما كاد (٨٢) أكثرهم يذهب عليه «أنّ الإنسان في الحال المفروضة (٨٣) يشعر بذاته ، وأنّه (٨٤) لا يحتاج في الشعور بذاته إلى استدلال» وكان الشكّ إنّما يقع من جانب الحسّ ، فكان أدنى بيان لاستحالة ذلك يردهم إلى الإذعان أو التوقّف (٨٦) ، لكنّه قد كان يشيّع (٨٧) إنكار هذه الحجّة تهوّسات (٨٨) تليق بقوم :

__________________

(٧٥) ل : مشعور بها وحدة شخصية متحققة.

(٧٦) ى : ولا النفس السليمة ، فان للنفس السليمة المطلقة السلامة.

(٧٧) عشه : أن يقال فيه أنه.

(٧٨) ل : بالاستدلال.

(٧٩) عش ، ل ، م : بالشخص. د : بالشخيص.

(٨٠) ل : سديد.

(٨١) عشه ، ل ، م : أضداد. ب خ : أصناف. والصدّ (جمعه أصداد) : الجبل ، والسحاب المرتفع الذي تراه كالجبل.

(٨٢) عشه ، ل : وما كان

(٨٣) ل : المفروض.(٨٤) عشه : أو انه.

(٨٦) عشه : والتوقف. (٨٧) ش ، ه : شنع. ل ، ع كذا مهملة.

(٨٨) ب ، م مهملة. عشه : بتهوسات.


(٦٦) منها قوله (٨٩) : «إنّ النائم لا يشعر بذاته» ومساعدة الشيخ الفاضل ـ أدام الله تأييده ـ إيّاه على ذلك.

(٦٧) وهذه المقدّمة غير مسلّمة ؛ ومع تسليمها غير نافعة فيما يروم نقضه به :

(٦٨) الأول : النائم (٩٠) يتصرف في خيالاته كما كان في اليقظة يتصرّف في محسوساته ، وكثيرا ما (٩١) يتصرّف في امور عقليّة فكريّة كما في اليقظة ؛ وفي حال تصرّفه ذلك يشعر بأنّه هو ذلك المتصرّف كما هو حال (٩٢) اليقظان ؛ فإن انتبه وذكر تصرّفاته ذكر شعوره بذاته ؛ وإن انتبه ولم يذكر ذلك لم يذكر شعوره بذاته ، ولم يكن (٩٣) ذلك دليلا على أنّه لم يكن شاعرا بذاته ، بل الشعور بالشعور بالذات غير الشعور بالذات ؛ [فإن ذكر الشعور بالذات غير الشعور بالذات] (٩٤) ، واليقظان أيضا قد لا يذكر شعوره بذاته إذا لم ينحفظ في ذكره مزاولات (٩٥) كانت له لم يغفل (٩٦) فيها عن ذاته.

(٦٩) الثاني : ليس النائم والسكران والمسبوت والمسكوت (٩٧) والمصروع والممرور (٩٨) في حكم من لا آفة به ـ إلا أن هذا ممّا لا يفطن له (٩٩) الشيخ ، فهو معذور وإن غفل [٨ ب] عنه وقد كنّا (١٠٠) فرضنا الرجل ولا آفة به.

(٧٠) ومنها حسبانه أنّا في النوم ما (١٠١) لم يتخيّل لنا هيئة أعضائنا لم نشعر بذواتنا ـ فيه أصناف من الغلط :

(٧١) الاوّل : قد سلف أنّا لسنا نحسّ هيئة أعضائنا البارزة ، [ونشعر أنّا

__________________

(٨٩) عشه ، ل : منها أن قوله. وفى ب بعد «قوله» علامة كذا (؟؟؟).

(٩٠) م : ان النائم.

(٩١) ل : وكثير ما.

(٩٢) عشه : كما هو فى حال. ل : كما فى حال.

(٩٣) ل : وإن لم يكن.

(٩٤) هذه الفقرة فى عش ، ه ، ل مقدم على «بل الشعور بالذات ...»

(٩٥) عشه ، ل : من مزاولات.

(٩٦) م ، ه ، د : لم يعقل.

(٩٧) «والمسكوت» ساقطة من عشه.

(٩٨) ل : والمرور.

(٩٩) عشه ، ل : له ذلك الشيخ.

(١٠٠) عشه : وقد فرضنا.

(١٠١) ل : مما.


نحن نحن ، وإن تغيّرت هيئة أعضائنا الشخصيّة] (١٠٢) في اليقظة حقيقة وفي النوم مجازا ـ فليس المشعور به الواحد الغير المتبدّل هيئة الأعضاء ، ولا يجوز أيضا أن يكون أمرا كليّا ينحفظ مع كلّ تبدّل انحفاظ الكليّ ـ لأن المشعور به جزئيّ ـ ولا يجوز أن يكون أمرا شخصيّا ينحفظ مع التبدلات انحفاظ الجزئي المقارن للتبدّلات (١٠٣) من شيء من أعضائنا ـ قد بيّن (١٠٤) ذلك ـ فهو إذن شيء آخر.

(٧٢) الثاني : هب أنّا لا نشعر بذاتنا ما لم يتخيّل لنا هيئة أعضائنا في النوم ، هل (١٠٥) تدلّ هذه القضيّة إلا على المقارنة بين الشعور (١٠٦) وبين التخيّل؟ ولا مانع من أن يكون شعور بشيء يقترن به تخيّل لشيء ، وليس في ذلك ما ينقض المذهب أو المقدمة (١٠٧) ، فإنّه ليس كل ما لا يكون الشيء ما لم يكن هو هو ، هو الشيء (١٠٨).

(٧٣) الثالث : ظنّه (١٠٩) أنّ الواقف على الفرض المفروض في الهواء السجسج (١١٠) ، المتشابه الكيفيّة في زمان غير محسوس : يشعر بوجود الهواء ، وأنّه يجري هناك مصادمة محسوسة ملموسة [وأنّ هذا واجب.

الجواب : ليس] (١١١) أحد من الإنسان (١١٢) يثبت الهواء بلمسه إلا بصدمة عنيفة أو مثل ضغط زقّ أو من نكز (١١٣) أو من حرّ أو برد غير مشابه (١١٤) لكيفيّة الجلد.

(٧٤) وأما ما بعد ذلك من المطالبات فما فتحت عيني منها على شيء يعتدّ به ، وشقّ علي استهانته بالمنطق مساعدا في ذلك ذلك الشيخ.

__________________

(١٠٢) ساقطة من عشه.

(١٠٣) عش ، ل : للمتبدلات.

(١٠٤) عشه : فقد بين.

(١٠٥) عشه ، ل : فهل.

(١٠٦) الكلمة متشابهة فى ب ويمكن قراءتها «المشعور» ولذا كتب فى م ، د : المشعور.

(١٠٧) عشه : والمقدمة.

(١٠٨) «هو الشيء» ساقطة من ل.

(١٠٩) م ، د : ظن به.

(١١٠) الهواء السجسج : المعتدل بين الحر والبرد. وفى ل : المحسس. ل خ : السحسح.

(١١١) عشه : فإن هذا غير واجب وليس

(١١٢) عشه : الناس.

(١١٣) النكز والمنكز : الفارغ. وفي عشه ، ل : زق مرسكر ، ل خ : او من نكز.

(١١٤) عشه ، ل : أو من برد أو (عش ، ه+ من) حرّ غير متشابه.


(٧٥) ومنها : ما أورده في (١١٥) أمر التأدية وضحك ذلك الشيخ ، ومساعدته له في الضحك حين (١١٦) سمع موديا لا ينال ما يؤديه ؛ بل [لو سمعاني قد فسّرت] (١١٧) التأدية بأنّها أخذ من المتوسّط لشيء من طرف (١١٨) ، ومعاطاته لطرف آخر ، ثمّ قلت : «إن المتوسّط لم يكن نال الشيء ولا زمانا أو آنا» ، لحقّ عليهما (١١٩) أن يضحكا ؛ ولكن المضحوك منه من يحلّ مثلي محلّ من يخفى عليه هذا القدر ، ويظهر له ، ويكون قد جرّب من نفسه أنّه لا يفهم عنّي إلا بكلفة ، ولا يكاد يبدأ بلفظة إلا قطعت عليه ونبّأته بفحواه ومنتهاه ؛ وإذا بلغ الإنسان [٩ آ] في السنّ مبلغه و [تخبّط في كتب الحكماء تخبّطه ، وتشحّط تشحطه ،] (١٢٠) ثمّ لا يحضره معنى ما يقولونه (١٢١) من أن «المشفّ مؤدّ غير منفعل» فاخسس به واسقط محلّه (١٢٢).

(٧٦) فأمّا هو ـ أدام الله عزّه (١٢٣) ـ فإنّي اعرفه هذه التأدية (١٢٤) وما يريدون بها بحسب العرف العامي وبحسب النقل للّفظ :

لمّا كان «المؤدّي» بحسب العرف العامي هو (١٢٥) الذي يتوسّط لوصول شيء من شيء إلى شيء ؛ ليكون ذلك الشيء للثالث ـ لا له ـ إلا أنّه لا يمكنه في الامور الجسميّة إلا بأخذ وإعطاء على سبيل النقل : سمّوا الشيء الذي يحتاج إليه في أن يمكّن (١٢٦) فاعل من إحداث أثر في منفعل ـ من غير أن يكون ذلك الأثر إلا في ذلك الطرف الثالث وله ، وإنما حدث فيه (١٢٧) فقط ـ : «مؤدّيا» ، لأنه لم يقبل الأثر

__________________

(١١٥) ل : من. (١١٦) عشه ، ل : حيث سمع.

(١١٧) عشه ، (ل خ : لو) سمع أن فسرت.

(١١٨) عشه : الطرف.

(١١٩) ع : عليها.

(١٢٠) تشحّط بالدم : اضطرب فيه. والجملة مهملة في ل ، م وفي ب : تخبط في كتب الحكماء؟؟؟ بطه وتشحط تسحطه.

(١٢١) ل : ما يقولون.(١٢٢) عشه. ل : بمحله.

(١٢٣) عشه ، ل : أدام الله تأييده.(١٢٤) ل : اعرفه معنى هذه التأدية. ع : اعرفه معنى ما هذه التأدية.

(١٢٥) «هو» ساقطة من م ، د.(١٢٦) ع ، ل ، وفي هامش ب : أن يتمكن

(١٢٧) ل : منه.

__________________

(٧٥) راجع الشفاء : النفس ، م ٣ ، ف ٣ ، ص ١٠٢ : «كذلك الإبصار ليس يكون بأن يخرج شعاع البتة فيلقى المبصر ، بل بأن تنتهي صورة المبصر إلى البصر بتأدية الشفاف إياها».


لنفسه ، بل مكّن أوّلا من ثالث ، فشابه (١٢٨) ـ من وجه ما ـ الناقل المتوسّط ، من حيث لا يقبل لنفسه.

(٧٧) ولم يريدوا بهذا أن يكون الأثر شيئا يخرج من الأول إلى الثالث مجتازا على الأوسط ـ فإنّ هذا لا يكون ـ بل هو أمر وجوده وحدوثه في الثالث ، إلا أنه عن مبدء هو الأول (١٢٩) ، وممكّن معد هو المتوسّط.

(٧٨) فهذا مفهوم «التأدية». والسامع للتأدية ـ ويعني بها هذا المفهوم ـ ليس من حقّه أن يضحك من حيث يعني (١٣٠) باسم معيّن (١٣١) ، فإن لم يدر ما نعني بها فليس من حقّه أيضا (١٣٢) أن يضحك حتّى يبدأ راغما (١٣٣) فيسأل : «ما تعني بالتأدية؟».

(٧٩) فإن ادّعى مدّع (١٣٤) وجود هذا (١٣٥) المعنى فضحك ضاحك فهو سخيف ساقط ، لأنّ امتناع وجود هذا (١٣٦) المعنى غير بيّن بنفسه ؛ بل وجوده مبيّن بالبرهان ؛ وإنّما يجب أن يضحك ممّن يدّعي دعوى بيّن الاستحالة في أول العقل ، أو ثابت على رأي قد أبين (١٣٧) بطلانه بالحجّة ، فإن لم تكن الصورة إحدى الصورتين ؛ فالضاحك هو المضحوك منه (١٣٨) وهو السخيف ، وهو المهوّس (١٣٩) احاشي الجماعة من ذلك (١٤٠).

(٨٠) فإن اشتهيت أن تجد لهذه التأدية نظيرا من ألفاظ اخرى فاسمع ما يجري في كلامهم من استعمال لفظ (١٤١) «الفيض» وأنّهم يقولون : «إن الطبيعة فيض من الباري على الأجسام بتوسّط امور غير جسمانيّة وغير قابلة للطبيعة» فيجب أيضا أن [٩ ب] يضحك الأحمقون من هذا ويقولوا (١٤٢) : «هذا هوس

__________________

(١٢٨) ل : فشأنه.(١٢٩) عشه : أول.

(١٣٠) «يعنى» ساقطة من م ، د.

(١٣١) عشه ، ل : معنى. (١٣٢) «أيضا» ساقط من ل.

(١٣٣) عشه : زاعما.

(١٣٤) ب ، م ، د : مدعى.

(١٣٥) «هذا» ساقطة من عشه.

(١٣٦) «هذا» ساقطة من عشه.

(١٣٧) ل : قد بين.(١٣٨) عشه : عنه.

(١٣٩) عشه : والمهوّس.

(١٤٠) «من ذلك» ساقطة من ل. وفي عشه : عن ذلك.

(١٤١) «لفظ» ساقطة من عش ، ه.

(١٤٢) عشه : من هذا ويقولون. ل : من ذلك ويقولون.


عظيم. وكيف يفيض (١٤٢) شيء من شيء بتوسّط شيء إلى شيء ولا ينال المتوسّط؟» قائسين هذا الفيض على «فيض الماء» ونحوه.

(٨١) والذي يجب أن يضحك منه هو الذي يحسب أولا (١٤٣) في العقل أنّ كلّ فاعل يفعل بوصول ولقاء ، و (١٤٤) أنّ الأجسام بين من أمرها أنّها يفعل بالملاقاة ـ بيانا بديهيّا ـ ولا يجوز فيما بينها إلا ذلك بأول العقل ؛ ليس لتعويل على استقراء ما. أو الذي يحسب أنّه يجب إذا فعل شيء في شيء بتوسط المشفّ ، أنه يجب أن يفعل مثل ذلك الأثر نفسه في المشفّ ؛ كأنّه لا يجوّز أن يؤثّر في المشف أثرا غير ما في نفسه ويؤثر المشفّ في الثالث أثرا يشبه الأوّل ، فيكون قد توسّط في التأثير من غير أن قبل مثل ذلك التأثير.

(٨٢) بل إنما يجب أن يضحك ممن يحسب أن الجسم لا يؤثر في جسم آخر غير كيفيته ، أو يضحك ممن يجوّز ذلك فلا يجوّز أن يكون الأول (١٤٥) يؤثر كيفيّة أو هيئة غير كيفيته كمتحرك حاك (١٤٦) يفعل حرارة ، ثمّ الثاني (١٤٧) يفعل كيفيته (١٤٨) غير كيفيّته أو هيئة غير هيئته ويكون كهيئة الأوّل ؛ كما أن ذلك الحارّ يحرّك (١٤٩) شيئا آخر بحرارته ، فيكون الأول متحرّكا وحرّك ثالثا بتوسّط ثان غير متحرك.

(٨٣) ولعلّه يسقط من (١٥٠) درجة من يضحك منه (١٥١) إذ قال : من البيّن أنه لا يجوز أن يكون أول (١٥٢) يفعل في ثالث بتوسط ثان ممكّن غير منفعل أصلا. إما واقع أيضا في الوضع المتوسّط أو منحرف ؛ وأن (١٥٣) هذا بيان أولي ، وأن العقل الأول يشهد بأن هذا لا يكون ، وأن كل ممكّن ومفتقر إليه في أن يتم فعل و (١٥٤) انفعال يجب أن ينفعل بذلك الانفعال إذا كان جسما ـ اللهمّ إلا أن لا يكون

__________________

(١٤٢) «يفيض» ساقطة من عشه.

(١٤٣) عشه : ان أولا.(١٤٤) ل ، ع : أو

(١٤٥) عش : الاولى.(١٤٦) ه ، ل : حال. م : حاره.

(١٤٧) عشه : ثم النار.

(١٤٨) عشه ، ل : كيفية.

(١٤٩) ل : ذلك الجار محرك. عشه : ذلك الحار محرك.

(١٥٠) ل ، عشه : عن.

(١٥١) عشه : عنه.

(١٥٢) عشه : أولا.

(١٥٣) عشه. ل : فان.

(١٥٤) عشه : أو.


جسما كالمماسّة والوصول. كأنّ (١٥٥) هذا في الجسم بيّن ؛ وإنما لا يكون في المتوسطات غير الأجسام (١٥٦).

(٨٤) وأولى من يضحك منه (١٥٧) من لا يقول بالشعاع ، ثم يقول : «إن المشفّ يتكيّف بالخضرة المنقولة ، إلا أن هيئة تلك الخضرة ليست هيئة الخضرة المحسوسة ، أو (١٥٨) إن تلك الهيئة هذه الهيئة والبصر لا يثبتها [١٠ آ] ولا يثبت الهواء بها».

(٨٥) فهذا فصل واحد مشتمل (١٥٩) على تنبيهات يكاد يكون (١٦٠) عددها ستّة أو سبعة.

(٨٦) ومنها تشكّكه على المذهب بسؤال مشترك ، وهو أنه : «لم لا يبقى الأثر بعد غيبوبة المؤثّر؟».

(٨٧) فأولا : هذا شكّ طلب ـ ليس شك نقض (١٦١) ـ وذلك لأن (١٦٢) الخصم يقول : «لا أدري لم لا يبقى (١٦٣) ، لكنّه صحّ عندي أن هذا التأثير هو على هذا الوجه».

(٨٨) وأما ثانيا : فإن هذا الشك ينال المذاهب الثلاثة على وجه الطلب أيضا ، ليس (١٦٤) على وجه النقض ، وذلك أنه (١٦٥) يقال لصاحب الشعاع : [«لم لا يبقي الأثر من (١٦٦) الشعاع مع مفارقة الشعاع] (١٦٧) لما يماسّه ، كما يبقي في الحديد

__________________

(١٥٥) عشه. ل : فان.

(١٥٦) عشه ، ل : عن الاجسام.

(١٥٧) عشه : من يضحك عنه. ل : من أن يضحك منه.

(١٥٨) عشه ، ل : و.

(١٥٩) عشه : وهذا فصل واحد يشتمل. ل : ... يشتمل.

(١٦٠) عشه ، ل : يكاد أن يكون.

(١٦١) عشه ، ل : لا شك نقض.

(١٦٢) ل : أن. (١٦٣) ع ، ه : لما لا يبقى.

(١٦٤) د : ليس كذلك.

(١٦٥) ل : لأنه. (١٦٦) عشه ، ل : في الشعاع.

(١٦٧) ساقطة من م ، د.

__________________

(٨٦) الإشارة إلى ثالث المذاهب الثلاثة في الرؤية ، وهو مذهب الشيخ. راجع الشفاء ، الباب السابق ، ص ١٠٢ ـ ١٠٥.

(٨٨) المذاهب الثلاثة في الرؤية. راجع الشفاء الباب السابق.


عن النار بعد المماسّة؟».

(٨٩) فإن قال : «هذا لأن (١٦٧) المماسّة كان (١٦٨) من شرط هذا القبول والحفظ» قال الآخر (١٦٩) : «لأن المحاذاة بتوسّط مشفّ في البين أو صقيل على زاوية كذا كان (١٧٠) من شرط هذا القبول والحفظ». وكذلك يقال للقائل بمتوسط منفعل وبمتوسّط غير منفعل.

(٩٠) وأمّا ثالثا : فإن هذا (١٧١) التشكّك خسيس جدّا ، فإنه ليس من العجب (١٧٢) أن يكون بعض التأثيرات من شرط ثباتها أن يكون بين المؤثّر والمتأثّر نسبة ما في الوضع إذا زالت زال التأثّر (١٧٣).

(٩١) وأمّا رابعا : فلأن العجب في بقاء الأثر ـ وقد زال سبب الأثر (١٧٤) ـ أكثر من العجب في زوال الأثر ـ وقد زال السبب المؤثّر (١٧٥).

(٩٢) ومنها الكلام على المزاج وأن النفس ليس [ت] بمزاج ، وقد وقع الخطأ فيه من وجوه :

أمّا أولا : فالقائل : «إن المزاج الشبيه غير مدرك ، فيجب أن يكون المزاج الذي هو النفس إذا أدرك مزاجا من حرّ أو برد فإنّما يدركه حين ما يصير (١٧٦) هو ، فيكون ما دام معتدلا غير مدرك ، فإذا زال عن الاعتدال أدرك ذاته ، فيكون ما لم يستحل لم يدرك. وأن يكون إنما يدرك ذاته لا في كل حال ، بل عند الزوال عمّا هو عليه» : لا يلزمه أن يناقض بأن «المدقوق (١٧٧) مستحيل لا يدرك مزاجه» لأنه لم يقل : «كل مستحيل مدرك مزاجه» بل : كل مدرك مزاج (١٧٨) على هذا الوجه مستحيل

__________________

(١٦٧) عش : هذا لا المماسة.

(١٦٨) عشه ، ل : كانت.(١٧٠) عشه ، ل : كانت.

(١٦٩) «الآخر» ساقطة من عشه.

(١٧١) «هذا» ساقطة من ل.

(١٧٢) عشه ، ل : العجيب.

(١٧٣) عشه ، ل : التأثير.

(١٧٤) عشه : السبب المؤثر.

(١٧٥) عشه : سبب الأثر.

(١٧٦) ى : فانما يدرك حينما تغير هو.

(١٧٧) عشه ، ل : المذوق.(١٧٨) ل : مزاجه.

__________________

(٩٢) راجع الإشارات : النمط الثالث ، الفصل الخامس (شرح : ٢ / ٣٠١).


(٩٣) وأمّا ثانيا : فقد أعرض عن أن حال الانفعال ليس حالا يتبدّل (١٧٩) على المزاج الثاني حتّى يصير به مدركا. فإن الأول بطل ، والثاني حدث ، وحدث عنده مدركا من غير حال يتبدّل عليه ، إنما (١٨٠) ينفصل عن الثاني (١٨١) بأن العدم سبق [١٠ ب] الآن الذي يدرك فيه ؛ وليس لسبق (١٨٢) العدم تأثير في أن يكون الشيء مدركا لنفسه.

وأما إذا كان شيء واحد غير المزاج ثابتا ، فيجوز أن يكون تجدد المزاج الثاني وبطلان الأول يفيده حالة (١٨٣) جديدة ، لأنه موجود بين الحالين لا جلهما (١٨٤) يدرك ـ وفي هذا كلام طويل ـ.

(٩٤) وأمّا ثالثا : فلأنه أعرض عمّا كنت قرّرته : إن المزاج من معلولات الجمع وتوابعها ، والجمع معلول القوة الجامعة النفسانيّة حدوثا و (١٨٥) انحفاظا. وأعرض عمّا كنت قرّرته من أن المزاج إذا تغيّر صار آخرا بالشخص ، فإنه (١٨٦) لا يجوز أن يقال في الأعراض : «إن واحدا منها يبقى بعينه ويكون أشدّ وأضعف» حتّى يكون حاملا للشدّة والضعف ، وهو واحد بعينه ؛ فإنه ليس هناك معنى واحد (١٨٧) يقبل الاختلاف عليه (١٨٨) إلا الموضوع ، فالمزاج وجميع الكيفيات التي تقبل الشدّة والضعف إذا تبدّلت تغيّرت ؛ لا في الشخص فقط ـ بل وفي النوع ـ والذات الإنسانيّة التي هو بها (١٨٩) واحد ثابت الشخص غير شيء من هذه المتبدّلات بالعدد.

(٩٥) ومن عزمي أن أعمل في «أن النفس ليس [ت] بمزاج» ألف ورقة ـ

__________________

(١٧٩) ع خ : ليس ما لا يتبدل. ل : ليس حالا ما لا يتبدل حالا يتبدل.

(١٨٠) عشه : وانما.

(١٨١) في هامش ب : الباقي ظ. م ، د : عن الثاني الباقي كما كان في ب أيضا كذلك وصحح بعد.

(١٨٢) ل : بسبق.

(١٨٣) ع ، ه ، ل : حالا.

(١٨٤) عشه ، ل : لا جلها.

(١٨٥) «الواو» ساقطة من عشه.

(١٨٦) عشه : صار آخر بالنوع فلانه.

(١٨٧) عش : واحدا.

(١٨٨) «عليه» ساقطة من عشه ، د.

(١٨٩) عشه : التي هويتها. ي : التي هى بها. ل : التي هو منها.


لا أنقص منها ـ ولا اورد فيها شيئا غريبا خارجا عن المسألة من حيث خصوصيّتها ، ولا اورد (١٩٠) الأحوال التي هي أعم من ذلك إلا ما لا بدّ من أن يجعل مقدمة في إنتاج ما يختصّ بهذا النظر.

(٩٦) وليتكلّف هذا الماضغ (١٩١) للخراء ، الغالط في نفسه ، الواضع نفسه ليس موضع من يجب أن يتشكك ويباحث ، [وأن محله ليس محل من يخطر بباله حلاّ وجوابا بل محلّ من يفي بنقض] (١٩٢) ويقوم مقام مقابل. و ـ بالله ـ إنه قد يمكن أن يخاطب (١٩٣) بالكلام الأهلي الذي لا تعويص فيه ولا تحريف للكلام عن جهته ، ثم لا يفهمه بوجه من الوجوه ، لا سيّما إذا جعل الخطاب مجردا كليّا ؛ أفمثله (١٩٤) يتعرّض لأهل البصيرة ويقول : «هذا هوس عظيم ، وذلك كذلك»؟! وليس الهوس العظيم إلا هو وجوهره وذاته! ـ فليتكلّف خمسين ورقة في إثبات (١٩٥) أن النفس مزاج ، أو في دفعه ومنعه (١٩٦).

(٩٧) وأمّا رابعا : فظنّه أن «كلامنا في الألم ، وأنه لم يبيّن خطأ جالينوس في زعمه أن الألم سببه تفرّق الاتصال» وإنما كلامنا في الإحساس ، وهو أعم من اللذة والألم ومن حالة (١٩٧) [ليست بلذة ولا ألم ، وأنه] (١٩٨) وإن كان تفرّق الاتصال سببا للألم ـ حال ما يحسّ الحارّ (١٩٩) [١١ آ] فإنّ المحسوس من الحرارة هو الحرارة ، ليس تفرّق الاتصال ؛ [ولعله محسوس آخر أو غير محسوس من حيث هو تفرّق الاتصال] (٢٠٠).

__________________

(١٩٠) ل : ولا اورد فيها.

(١٩١) ل : هذا الموضع للخرا الغالظ.

(١٩٢) ل ، عشه : ويظن لعل (عشه : ولعل) لما خطر بباله حلاّ وجوابا بل محل من ينقض (عشه : ما ينقض). وفي هامش ل : نسخة : بل محل من يفي بنقض ويقوم مقام مقابل. بل يجاوبني بنقض ويقوم مقام مقابل ، (كل ذلك مهملة عموما).

(١٩٣) ع : يخالطب (محرف).

(١٩٤) ل : فمثله.

(١٩٥) ل : في أن النفس.

(١٩٦) عشه : أو في منعه.

(١٩٧) عشه : وحالة.

(١٩٨) عشه ، ل : ليست بالم ولا لذة فانه.

(١٩٩) عشه ، ل : الحاس.

(٢٠٠) غير موجود في عشه.


(٩٨) وبالجملة ـ فإن الحرارة والبرودة غير تفرّق الاتصال ، والإحساس بهما إحساس بكيفيتهما ، والألم معنى آخر. فسواء صدق جالينوس أو كذب فلا مدخل له فيما نحن بسبيله بوجه ـ لا وجه نقض ، ولا وجه نصرة ـ على أن ذلك قد بان غلطه فيه من وجوه.

(٩٩) وأما (٢٠١) استقصاء القول في هذا الباب فللمسترشدين[وعلى أن يكون المسألة مسئلة واحدة ليست إحدى وخمسين مسئلة يحتاج إلى أن يجاب عنها في دفعة واحدة] (٢٠٢)

(١٠٠) ومنها تشككه في أمر الحركة الإرادية.

إنه (٢٠٣) من الواجب أن يضحك ممن لا يعقل ولا يعتبر أنّا حال من نريد (٢٠٤) أن نتحرك بالإرادة ، ففينا مبدأ يقتضى أن نتحرك حركة سافلة (٢٠٥) أو نسكن. وأنه يعاوق ويمانع ، [وما لم نستول عليه بالمضادة] (٢٠٦) لم تتات الحركة الإرادية الطالبة غير المطلب (٢٠٧) الطبيعي فينا. وأنه ربما وقع مثل ما يقع في حال الرعشة لتداولهما السلطان والقوة. وأنه لو لا هذه المناقضة (٢٠٨) لما كان يكون من (٢٠٩) الإعياء إلا ما يوجبه سوء المزاج فقط. وأنه ليس سوء المزاج إلا مزاج ذلك العضو ؛ فيكون الذي يوجب الإعياء هو الذي يفرض (٢١٠) نفسا ومزاجا ؛ فهو (٢١١) بعينه يوجب (٢١٢) الحركة ومانع عنها.

(١٠١) كلاّ ـ بل فينا مستدع لأن يكون الجسم ساكنا أو هابطا ، ليس هو

__________________

(٢٠١) عشه ، ل : فأما.

(٢٠٢) عشه : وعلى أن المسألة يكون مسئلة واحدة لا احدى و ... عنها دفعة واحدة.

(٢٠٣) «انه» ساقط من عشه.

(٢٠٤) عشه ، ي ، ل : حال ما نريد.

(٢٠٥) ل : حركة سامله سافله.

(٢٠٦) ل : وما لم؟؟؟ ستولى عليها المضادة.

(٢٠٧) ب ، د ، م : مطلب.

(٢٠٨) ى : لو لا هذه القوة لما كان.

(٢٠٩) ل : في الاعياء.

(٢١٠) ى : يعرض(٢١١) عشه : وهو.

(٢١٢) عشه ، ل ، ي : موجب.

__________________

(١٠٠) راجع الإشارات ، الفصل السابق (شرح : ٢ / ٢٩٨).


بعينه الموجب للإصعاد ؛ فإن قوة واحدة (٢١٣) لا تقتضي ايجابين اثنين متقابلين.

(١٠٢) ثم الذي يستدعي منا السكون والهبوط ليس إلا المزاج ، أو ما يوجب المزاج ؛ فيجب أن يكون صاحب الحركة الإراديّة غيره. وليس يلتفت إلى من يقول : «إن المزاج في حال عدم الإرادة يقتضى شيئا ، فإذا حصلت الإرادة لم يقتض ذلك بل خلافه» فإنّا عند الحركة الإراديّة (٢١٤) ينازعنا ميل إلى جانب آخر ، ولذلك نحتاج إلى آلات وحيل يتأتى بها حركاتنا الإراديّة (٢١٥) ، وليس يمكن أن تنسب تلك المنازعة إلا (٢١٦) إلى القوة الطبيعيّة [١١ ب] المزاجية.

(١٠٣) ومنها شيء لا عذر له في ذهاب ذلك عليه ، وذلك أنه (٢١٧) سمعني أقول : «الوجود المستغني عما يقوم به وفيه اكد (٢١٨) من الوجود المفتقر إلى ما يقوم به وفيه ، وليس يجوز أن يكون الوجود الأخسّ الأنقص علة الوجود الآكد (٢١٩)».

(١٠٤) قال : «إنما نسلم لك تاكّد الوجود وسبقه في أمور ثلاثة : الوجوب والإمكان ، والتقدم والتأخّر ، والحاجة والاستغناء ؛ وما عدا هذا ـ الرابع (٢٢٠) ـ فليس من أقسام اختلاف الوجود في التأكّد وضدّه». ولم يفكّر أن هذا ليس برابع ، بل هو ثالث الأقسام ، وهو الحاجة والاستغناء.

(١٠٥) وممّا نسبه إليّ وأنا متحيّر فيه ما حكاه أنّي قلت : «ما به يستعد لمقارنة قوة لا يكون آلة لتلك القوة في أفعالها» فأنتجت من ذلك أن النفس ليس [ت] مزاجا ؛ كأني صادرت فيه على المطلوب الأول.

__________________

(٢١٣) عشه ، ل : القوة الواحدة.

(٢١٤) عشه : الحركة بالارادة.

(٢١٥) عشه : الحركة الارادية. ل : حركاتها الارادية.

(٢١٦) «الا» غير موجود في ى. وفى ب أيضا استدرك بعد.

(٢١٧) فى ل كتب فوق «انه» : لما.

(٢١٨) مكان «آكد» بياض في م ود. ويظهر من ب ان فيها أيضا كان بياضا وكتب بعدا بخط غير الكاتب وفوقه علامة كذا :؟؟؟.

(٢١٩) ل : علة للوجود الآكد. عش : سببا وعلة للوجود الآكد.

(٢٢٠) عشه : هذا إلى الرابع.

__________________

(١٠٣) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٦ ، ف ٣ ، ص ٢٦٨.


(١٠٦) ولا يجوز أن يكون هذا كلامي على هذا النحو ، فإما أن أكون قد عبّرت عن هذا على الوجه الذي أعرفه ، وإما أن أكون قد طرحت فيه شيئا على جهة الرمز والتلويح وكففت عن شرحه ، وكان الطرح ليس على هذه الهيئة ، بل على هيئة اخرى (٢٢١) ، والواجب أن يكتب إليّ بعض (٢٢٢) ألفاظي حتى إن كنت سهوت في العبارة أصلحته.

(١٠٧) ومنها كلامه في الحدس وإصراره على أنه لا يوجد حدّ أوسط إلا بالفكر ، وفي ذلك (٢٢٣) غلط من وجوه :

(١٠٨) أما أولا : فإن القضاء بالحدس (٢٢٤) البالغ ـ هو أن يلوح الحدّ الأوسط دفعة ، من غير طلب النفس إيّاه مترددا (٢٢٥) في خيالات (٢٢٦) غيره ، حتى تودى إليه بضرب من التأدية ـ أمر تثبته (٢٢٧) التجربة ، وأكثر ما يظهر ذلك (٢٢٨) للمهندسين الحذّاق.

(١٠٩) وذلك لأن (٢٢٩) طبقات المستخرجين مختلفة : فطبقة كما ينصبون المطلوب أحيانا يلوح لهم الحدّ الأوسط مغافصة فيجدون المطلوب ؛ وربما (٢٣٠) كانوا قد تردّدوا في استعراض خيالات الفكر فما أفلحوا ، فمالوا إلى الجمام (٢٣١) والراحة ، فإذا هم بالحدّ الأوسط (٢٣٢) قد لاح ؛ وربما لم يكونوا نصبوا مطلوبا (٢٣٣) ، بل إذا هم وأنفسهم و (٢٣٤) قد لاح لهم معنى فانتظم مع حد (٢٣٥) وصار نتيجة

__________________

(٢٢١) ل : بل هيئة اخرى.

(٢٢٢) عش. ل : نص ألفاظي.

(٢٢٣) عشه : وفيه غلط.

(٢٢٤) ى : فان القضايا بالحدس.

(٢٢٥) عشه : متردده. (٢٢٦) ع خ ، ل خ : حالات.

(٢٢٧) عشه ، ل : يشبه.(٢٢٨) عشه : وأكثر ذلك يظهر.

(٢٢٩) عش : وذلك لا طبقات.

(٢٣٠) ل : وربما كان. (٢٣١) جمّ القوم جموما : استراحوا.

(٢٣٢) عشه ، ل : فاذا هم بالأوسط.

(٢٣٣) ع : وربما يكونوا لم ينصبوا (ظ يصيبوا) المطلوب.

(٢٣٤) «الواو» ساقطة من ل.

(٢٣٥) «الواو» ساقطة من عشه.

__________________

(١٠٧) راجع الكلام حول الحدس في الشفاء : م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٩. والإشارات : النمط الثالث ، الفصل الثاني عشر (شرح : ٢ / ٣٥٨).


كأنها هدية مرزوقة لم تطلب (٢٣٦).

وطبقة تحتاج إلى قليل فكر وتردّد في الخيالات. وطبقة تحتاج إلى كثير من الفكر حتى تدرك. وطبقة تحتاج [١٢ آ] إلى واحد ملقن (٢٣٧) من خارج ، فلا يفلح فكره إلا في قليل. وهذه الطبقات لها وجود (٢٣٨) إنما ينكرها من لم يجرّب وما يحتاج فيه إلى تجربة فلا يجزيه (٢٣٩) إلا التجربة.

(١١٠) وأما ثانيا : فلأنه جعل ما يعرض له من التعب عند التفكّر (٢٤٠) حجّة على العالم ، وما مثله في ذلك إلا مثل من لا يهضم إلا بالجوارش ، فيقضى على العالم أنهم لا يهضمون إلا بالجوارش. (٢٤١)

(١١١) وأما ثالثا : فلو سلّمنا أنه لا سبيل لنا في عالمنا هذا إلى إدراك شيء إلا بتعلّم أو فكر ، فليس ذلك بموجب أن هذا ديدن (٢٤٢) النفس في كل وجود يكون له ، بل لعلّها ما دامت في البدن فلها معارض من التخيّل في جميع ما نتعاطاه ، فإن استشركه (٢٤٣) فيما يناسب فعله (٢٤٤) سهل عليه استمراره في فعله الخاص ، وربما أعان. وإن لم يستشركه فيما يناسب فعله شغل وعوق ـ كالراكب دابة جموحا (٢٤٥) ـ فيحتاج إلى (٢٤٦) أن يستشركه ويستعين بمداراته (٢٤٧) ، فإذا فارق الشريك المعاوق (٢٤٨) وله ملكة أن يفعل ، استقل (٢٤٩) بذاته ، فليس يجب (٢٥٠) إذن أن يلتفت إلى هذا ؛ بل يجب أن يطلب هل للنفس فعل أو انفعال (٢٥١) وقبول صورة بذاتها ، وأنها لأيّة (٢٥٢) علّة تخرج من القوة إلى الفعل؟ فإن صحّ ذلك [لم يلتفت إلى ما يلتزمه (٢٥٣) من معاوقات (٢٥٤) ومعارضات ، وإن لم يصح ذلك] (٢٥٥)

__________________

(٢٣٦) عشه : مرزوقة لهم. (٢٣٧) عشه ، ل :؟؟؟ لقن.

(٢٣٨) عش : وجود وانما.(٢٣٩) عشه ، ل : فلا يخرجه.

(٢٤٠) عشه ، ل : الفكر ، د ، م : الشكر.

(٢٤١) الجوارشن : التركيبات المفيدة المستعملة لسهولة الهضم.

(٢٤٢) الديدن : الدأب والعادة. (٢٤٣) ل : اشتركه.

(٢٤٤) عش : فلعله. (٢٤٥) ل خ : دابة هوجا.

(٢٤٦) «الى» ساقطة من ل. (٢٤٧) عش : بمدارته

(٢٤٨) عشه : المعاون. (٢٤٩) ل : استغل. م : ل؟؟؟ ش؟؟؟ عل.

(٢٥٠) عشه : فليس اذا. (٢٥١) عشه ، ل : وانفعال.

(٢٥٢) عشه. ل. ى : لأي. (٢٥٣) م ، د : يلتزمه به. ب كذا : «يلتز؟؟؟ به» ثم كتب فوق الخط : «؟؟؟ مه». ه : يلزمه. (٢٥٤) عشه : معاونات.(٢٥٥) ساقطة من ل.


بقي الأمر موقوفا غير مركون إلى ما يبتلى به من مشاركة التخيّل ، بل إنما يتوقّف على برهان قاطع يبطل أن يكون للنفس فعل خاصّ.

(١١٢) ثمّ يجب أن تعلم إن تركيب الحدود الكليّة ليس مما يتهيّأ أن يكون يقوى أو آلات (٢٥٦) جسمانية ، وإن (٢٥٧) كان إذعان تلك القوى ومحاكاتها لذلك بالخيالات الجزئية ـ كما يفعل المهندس في تخته وميله (٢٥٨) ـ نافعا.

(١١٣) فهذا قدر ما أمكنني أن أقوله في كل مسئلة في مجلس واحد قاصدا للايجاز والتعمية (٢٥٩) أيضا ، مكافاة لسوء الأدب ؛ وكل مسئلة في نفسها بحيث يمكن أن يتكلّم فيها بكلام شاف يشتمل على أوراق عديدة ، ولكن ذلك إذا جرّدت المسألة وافردت وطلب جوابها بمهلة ، وطلب بحسن أدب ، فإنه قبيح بي أن اجرى مجرى مسكويه والكرماني وهؤلاء.

(١١٤) فإن كان الاعتقاد فيّ أنّي من طبقتهم فبالحريّ أن يفترض [١٢ ب]

__________________

(٢٥٦) ل : أو الا. (٢٥٧) عشه ، ل : فان كان.

(٢٥٨) كلمتان فارسيتان ويظهر أنهما آلتان يستعملهما المهندسون. والميل أصله يوناني. (٢٥٩) عشه ، ل : وللتعمية.

__________________

(١١٣) أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه توفى سنة

(٤٢١) ويعد من الحكماء والادباء والمؤرخين. ترجم له ياقوت الحموي في معجم الادباء : ٥ / ٥. وابن القفطي في أخبار الحكماء : ٢١٧.

وأبو سليمان المنطقي في منتخب صوان الحكمة : ٣٤٦. وتوجد ترجمته في سائر كتب التراجم.

قال ابن القفطي (ص ٢١٧) : «قال أبو علي بن سينا في بعض كتبه ـ وقد ذكر مسئلة ـ فقال : فهذه المسألة حاضرت بها أبا علي بن مسكويه ، فاستعادها كرات ، وكان عسر الفهم ، فتركته ولم يفهمها على الوجه ـ هذا معنى ما قاله ابن سينا ، لأنني كتبت الحكاية من حفظي».

وقال البيهقي (تاريخ حكماء الإسلام ص ٤٤ ، ذيل ترجمة أبو الفرج بن الطيب) : وقد رأيت في بعض الكتب أن أبا علي [ابن سينا] دخل على الحكيم أبي علي بن مسكويه ... والتلامذة حوله ؛ فرمى أبو علي إليه جوزة فقال : بيّن مساحة هذه الجوزة بالشعيرات. فرفع ابن مسكويه أجزاء في الأخلاق ورماها إلى ابن سينا وقال : أما أنت فاصلح أخلاقك أولا حتى أستخرج مساحة الجوزة ، وأنت أحوج إصلاح أخلاقك مني إلى مساحة الجوزة.


علي السكوت عن المسائل وترك تجشيم (٢٦٠) نفسي التعب في شرحها ؛ وإن كان الاعتقاد فيّ بحسب ما أستحقّه وبحسب ما ميّزني الله به ـ وله الحمد ـ فيجب أن لا احاور بالخطل من القول ـ كما كانا يحاوران به ـ فإني بعد اليوم لا اجيب عما يخرج عن حدّ الاحتشام إلى غيره ، وذلك غير ما كنت أتوقّعه منه (٢٦١) ـ وهو لي كالولد ، بل ألحّ من الولد وأحب (٢٦٢) ، وقد علّمته وأدّبته وبلغت (٢٦٣) به المنزلة التي بلغها ، فما كان له في ذلك (٢٦٤) التبليغ آخر غيري يقوم فيه مقامي (٢٦٥).

(١١٥) وإن كان هذا للهزء ، فليس هذا الهزء هز (٢٦٦) مثلي ، ولذلك لم أهتز اهتزازا (٢٦٧) إلا دون الوسط ، وما أنا ممّن تعلّمت العلم للتسويق (٢٦٨) ، ولا أنا ممن أوطأت نفسي غشوة (٢٦٩) فيما لم أحسّنه (٢٧٠) : أني أحسّنه ؛ بل اجتهدت وبالغت فلا يروعني مناقض ـ ولو نزل من السماء ـ ولا يهجس في بالي أنّ الشيء الذي أتقنته (٢٧١) عرضة لنقض أو إبطال أو إفساد ؛ وإن اجتمع علي كلّ فان وحيّ ومنتظر من أهل السماء والأرض ـ وما لا أعلم (٢٧٢) فلا أدّعيه ـ واعلم إن المستسعد (٢٧٣) بالنفس (٢٧٤) لا يذعره شيء وإن هال (٢٧٥) أصحاب الظنون ـ وأسأل الله تعالى التوفيق (٢٧٦) إنه وليّ الرحمة.

(١١٦) هذه الضجرة لا تضيقن (٢٧٧) بها صدرا فإنها نفثة من صدر (٢٧٨) ،

__________________

(٢٦٠) عشه ، ل : تحشم.

(٢٦١) «منه» ساقطة من ل. عشه : أتوقع منه.

(٢٦٢) «واجب» ساقطة من عشه. ل ، د : واجب.

(٢٦٣) ل : وبلغته المنزلة.

(٢٦٤) عشه ، ل : في هذا التبليغ.

(٢٦٥) عشه : يقوم مقامي.

(٢٦٦) عشه ، ل : للهز فليس هذا الهز هز مثلي. م ، د : للهز فليس الهزهز. كما كان في ب أيضا أولا واستدرك بعد بما في المتن.(٢٦٧) ل : لم اهتر اهترار.

(٢٦٨) عشه : العلوم للتشوق. ل : العلم للتسوق.(٢٦٩) عش ، ل : عشوة.

(٢٧٠) عشه : لا احسنه. (٢٧١) ع : امقنته. ش : امعنته.

(٢٧٢) عشه : لم اعلم. (٢٧٣) م ، د : المستعد النفس.

(٢٧٤) عشه ، ل : باليقين.

(٢٧٥) عشه : وان اهال. ل : وان هاله.

(٢٧٦) عشه : فاسئل الله التوفيق. ل : واسئل الله التوفيق.

(٢٧٧) م ، د : لا يضيقني. يحتمل قراءة ب أيضا كذلك. ل : لا؟؟؟ يق.

(٢٧٨) عشه : فانها أيضا نفثة مصدور. ل فانها ايضا نفثة من صدور.


وليت صديقنا (٢٧٩) كان ممن يغرب في المطالبات فكنت اقرّ به عينا ، لكنه أقلب لهذر (٢٨٠) الهوس من الجعل لدحاريج (٢٨١) الزبل ، والعجب من إخواني (٢٨٢) كيف لزّهم (٢٨٣) مثله إلى مضيق لا مبرح لهم منه ، ولعلّهم يستخفّون (٢٨٤) بالمنطق ـ وخسران ذلك عظيم ـ.

(١١٧) وأما (٢٨٥) المسألة فقد وصلت إليّ بعد أن كتبت هذا (٢٨٦) الكتاب ، والذي يجب أن يعلم في هذا أن الامور (٢٨٧) التي تحدث بعد ما لم تكن ، يكون لها أول من وجهين (٢٨٨) : إحداهما أول الزمان وطرفه. والآخر أول زمان يكون ذلك الشيء موجودا فيه (٢٨٩) ، وربما اختلفا وربما اتفقا ، فما كان من الأشياء ليس يقدّره (٢٩٠) الزمان ـ بالذات ، كالحركة وما ينسب إليها [١٣ آ] ، أو بالعرض (٢٩١) كالسكون ـ فلا يكون طرف زمان حدوثه أول حال (٢٩٢) يوجد فيه ، بل لا يوجد له أول حال وجد فيه لانقسام زمانه أو مقدار (٢٩٣) مسافته ـ مثلا ـ إلى غير النهاية. ولذلك قال أرسطو (٢٩٤) في سادسة السماع (٢٩٥) : إنه ليس للحركة أول ما يتحرك (٢٩٦) ولا للسكون ولا للتوقف.

(١١٨) وأمّا الأشياء التي لا تحتاج إلى زمان فقد توجد في طرف زمانها مثل

__________________

(٢٧٩) عشه : صديقنا هذا كان.

(٢٨٠) ع ، ل ، ه : لهذا. الهذر : سقط الكلام الذي لا يعبأ به.

(٢٨١) ل : الدحاريح ع ، ه : لرجاريج. ع خ : لرجارج.

(٢٨٢) عشه : اخوان. (٢٨٣) لزّه إلى كذا : اضطره إليه.

(٢٨٤) عشه : يستحقون. (٢٨٥) عشه : المسألة قد وصلت

(٢٨٦) «هذا» ساقطة من عشه.

(٢٨٧) ل : في هذا الامور.

(٢٨٨) عش ، ل : من جهتين احدهما.

(٢٨٩) عشه ، ل : فيه موجودا.

(٢٩٠) ل : من الأشياء يقدره ... ل خ كالمتن. عشه : من الأشياء يقدر الزمان كالحركات وما ينسب ...

(٢٩١) عشه : أولا بالعرض. ل : ولا بالعرض.

(٢٩٢) ل : او حال.

(٢٩٣) في هامش ل : خ ظ فيه الانقسام او مقدار.

(٢٩٤) ل : ارسطاطاليس.

(٢٩٥) عشه ، ل : السماع الطبيعي.

(٢٩٦) ى : أول ما هو حركة

__________________

(١١٧) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٣ ، ف ٦ ، ص ٢٠٣.


مماسّة [تحدث وتبقى مماسّة] (٢٩٧) ، ومثل لا حركة تحدث في الشيء بعد الحركة ؛ فإن الحركة إذا انتهت وانتهى زمانها إلى طرفه الذي هو الآن كان لا حركة موجود (٢٩٨) في ذلك الآن ولم يكن (٢٩٩) السكون موجودا ، لأن السكون مشروط فيه الزمان.

(١١٩) فإذا كان خط موازيا (٣٠٠) لخط ثم زال (٣٠١) عن الموازاة كان للزوال طرف هو ابتداء زمان الزوال وليس فيه الزوال ، لأن الزوال حركة ، وذلك الطرف آخر آن كان فيه موازيا ، ثم لا يوجد للزوال أول زوال لأن الزوال منقسم إلى غير النهاية بسبب كميّة زاويته (٣٠٢) وبسبب زمانه ، لكن (٣٠٣) ذلك الآن الذي هو الطرف لا يخلو من زوال أو من (٣٠٤) غير زوال ـ ضرورة ـ فيكون صحيحا أن لا زوال موجود (٣٠٥) فيه ، فلا يخلو ذلك الآن الطرف من أحد طرفي النقيض أو ما يجرى (٣٠٦) مجراه.

(١٢٠) وأما المسألة الاخرى التي فيها خط مستقيم غير متناه خارج دائرة (٣٠٧) ونصف قطر الدائرة (٣٠٨) متحرك ، فإن زمان الدورة الواحدة منه ينقسم (٣٠٩) إلى زمانين :

(١٢١) أحدهما يكون فيه طرف نصف قطر (٣١٠) الذي لا يلي المركز غير محاذ البتة لشيء (٣١١) من ذلك الخط ، فلا يلقاه البتّة (٣١٢) ، وفي الزمان الآخر يكون مقاطعا له دائما ملاقيا ، وبين الزمانين فصل مشترك ، فلا يخلو في ذلك الفصل

__________________

(٢٩٧) ساقطة من عشه.

(٢٩٨) عش ، ل ، ى : موجودا.

(٢٩٩) عشه : وان لم يكن.

(٣٠٠) ل : موزابا لخط ... عن الموزاه.

(٣٠١) عشه : زال الخط.

(٣٠٢) ى : زواليته.

(٣٠٣) عشه : ولكن.

(٣٠٤) عشه ، ل : ومن.

(٣٠٥) عشه ، ل : موجودا.

(٣٠٦) عشه : وما يجرى.

(٣٠٧) عشه : الدائرة.

(٣٠٨) ل : للدائرة.

(٣٠٩) عشه : منقسم.

(٣١٠) عشه ، ل ، ى : القطر.

(٣١١) عشه ، ل : لشيء البتة.

(٣١٢) في هامش ل : البتة لشيء من ذلك الزمان.


المشترك إمّا أن يكون مقاطعا أو غير متحرك (٣١٣) ـ كما كان في مسئلة الموازاة أيضا لا يخلو إما أن يكون زائلا أو غير زائل ، وكان هناك لا يمكن أن يكون زائلا ، وبقى (٣١٤) القسم الآخر ـ وهاهنا لا يمكن أن يكون غير مقاطع.

(١٢٢) برهانه لأنه إذا فرض فيه (٣١٥) غير مقاطع كان مباينا يحتاج إلى حركة إلى المقاطعة [١٣ ب] أو الملاقاة أو المحاذاة ـ أو ما شئت فقله ـ وكل حركة ـ وخصوصا مثل هذه ـ فهي في زمان. فإذن قد بقي لانتهاء (٣١٦) المباينة زمان ، وفرضنا الخط قد وافى نهاية زمان المباينة ـ هذا خلف.

(١٢٣) فاذا القسم الذي لا يمكن أن يكون (٣١٧) موجودا في الطرف المشترك بين الزمانين هو المباينة ، فالذي (٣١٨) في قوة نقيضه ـ وهو المحاذاة أو الملاقاة ـ موجود في ذلك الطرف ، ولأن المحاذاة والملاقاة (٣١٩) ليست من الامور المتعلقّة بالزمان ، فيجوز أن يوجد في جميع زمان ما وفي طرفه أيضا ـ ليس كالحركة والزوال الذي يكون له وجود في جميع زمان ما ، ولا يكون له وجود في طرفه ، بل (٣٢٠) انتقال الملاقاة ليس له أول ما يكون انتقال (٣٢١) ملاقاة ، بل له طرف فيه أول الملاقاة ، [والمباينة ليس لها أول ما يكون مباينة ؛ وأما (٣٢٢) الملاقاة] (٣٢٣) فلها أول ما يكون ملاقاة ، وذلك لأن المباينة وانتقال الملاقاة زوالان (٣٢٤) ؛ فينقسم إذن زمان الدورة إلى زمانين :

(١٢٤) أحد هما زمان المباينة. وطرفها زمان (٣٢٥) خلاف المباينة ـ وهو الملاقاة في هذا الموضع ، فإن كل متحرّك يتحرّك من شيء إلى شيء [يكون في آني طرف زمانه] (٣٢٦) ملاقيا للطرفين.

__________________

(٣١٣) ى ، عشه : غير مقاطع.

(٣١٤) عشه : فبقي.

(٣١٥) «فيه» ساقطة من عشه.

(٣١٦) ى : قد بقي لا يتهيأ.

(٣١٧) ل : أن يكن.

(٣١٨) عشه : فاذن.

(٣١٩) عشه ، ل : الملاقاة والمحاذاة.

(٣٢٠) ى : بلى.(٣٢١) عشه ، ل : الانتقال.

(٣٢٢) عشه ، ل : فاما. (٣٢٣) ساقطة من م ، د.

(٣٢٤) ل : رولان.(٣٢٥) عشه : وطرفها خلاف.

(٣٢٦) عشه : ويكون في آن طرفه. ل : ويكون في آن طرف زمانه.


(١٢٥) وأمّا الزمان الثاني : فهو زمان انتقال الملاقاة وطرفاه (٣٢٧) الملاقاة ، وبالجملة فإنّ في كل واحد من زمانين (٣٢٨) يتحرك من شيء إلى شيء ، وليس ذلك الشيء إلا حيث يقع عليه أول فقدان ما بطل ، إما المباينة بالملاقاة وإما الانتقال على الملاقاة من غير الانتقال (٣٢٩) على الملاقاة وليس هو المباينة ، فإن المباينة لا تقع في طرف زمان فهو إذن الملاقاة.

(١٢٦) فإذن تكون (٣٣٠) ملاقاة ، ثم [انتقال ملاقاة ، ثم ملاقاة ، ثم ملاقاة بلا انتقال] (٣٣١) تكون طرفا للمباينة ـ كما كانت الموازاة طرفا لزوال الموازاة ، واللاحركة طرفا للحركة.

فهذا ما حضرني وهو أصل.

__________________

(٣٢٧) ى : فطرفاه.

(٣٢٨) ى ، ل ، عش : الزمانين.

(٣٢٩) عشه : بغير الانتقال. ل : من غير انتقال.

ل خ : بغير انتقال.

(٣٣٠) عشه : فيكون اذن.

(٣٣١) عشه ، ى ، ل : ثم انتقال ملاقاة ثم ملاقاة بلا انتقال.


(١٢٧) ط (١) كتابي ـ أطال الله بقاء الشيخ ـ وقد عرف الحال بين جماعة منّا وبين فلان [١٤ آ] وعلم ما خصّه الله به من الدرجة في العلوم كلّها وخصوصا الحقيقيّة منها ؛ وقد كان اتّفق من الدواعي عام طروق ركاب السلطان الماضي (٢) هذه البلاد ما بعثه (٣) على الاشتغال بكتاب سمّاه كتاب «الإنصاف» المشتمل (٤) على شرح جميع كتب أرسطوطاليس ، حتّى أدخل فيها كتاب «أثولوجيا» وأخرج في (٥) معانيه ما لم يحتسب منه ؛ ونظر في اختلاف التفسير كلّه فأنصف القول في كلّ مسئلة وفي كلّ قائل مدحا وثناء وذمّا واستقصارا ، وخرج من الشكوك والحلول والفروع المبنية على الاصول عدد الله به أعلم. (٦)

(١٢٨) والمدة من منتصف ماه دي إلى آخر ماه خرداذ من السنة ؛ والمبلغ أكثر من ستّة ألف ورقة بالخط النزل (٧) وعشرة ألف ورقة بالخط العدل ؛ إنما كان خفّف عن نفسه ما يحتاج أن ينقل ، فترك له فرجا وعلامات ؛ وكان عدد ما تكلّم

__________________

(١) ل : كتاب ، كتابي.

(٢) ل : عام طروق السلطان الماضي رضوان الله عليه.

(٣) ل : فابعثه.

(٤) ل : اشتمل.

(٥) ل : من.

(٦) ل : في الفروع المبنية على الاصول عددا الله أعلم به.

(٧) خط نزل : إذا وقع في قرطاس يسير شيء كثير (أساس البلاغة).

__________________

(١٢٧) مضى الكلام حول بعض ما في هذه الرقعة من الكتب والأعلام في المقدمة.

(١٢٨) «ماه دي» و «ماه خرداذ» من الشهور الفارسية. أول الشتاء وآخر الربيع.


فيه وجعله موضع (٨) ونسب الكلام المتقدم فيه إلى ظلم وخطأ أو تقصير أو تحريف فوق سبعة وعشرين ألف موضع.

(١٢٩) وقبل أن نقل ذلك إلى المبيضّة وقع عليه قطع في هزيمة المئات (٩) بأسبابه وكتبه كلّها على باب أصفهان (١٠) ، فلما عاد إلى الري هزّ لمعاودة ذلك التصنيف فاستفزّ (١١) ، فإن معاودة المفروغ منه مستثقلة ، فلم يزل يحرص ويبعث. وقيل : لعلّك إن استدعيت ما أحدثه المحدثون بمدينة السلام كانت الخواطر الحديدة (١٢) تحرك منك نشاطا للحكم عليها بالتصويب أو التخطئة.

(١٣٠) وانبرى (١٣) بعض أولاد (١٤) الامراء من أهل الفضل قائلا أنه يستفتح من ماله إلى مدينة السلم لاستدعاء ما يوجد للشيخين بها ، وكانا يعيشان ـ أطال الله عمر باقيهما ما يحتاج إليه.

(١٣١) فامتعض (١٥) من ذلك وكره أن يقف موقف البخلاء ، ورسم لبعض أصدقائه [أن يبتاع ما تجدّد] (١٦) من كتب الشيخين ، فلم يظفر الا بكتب الشيخ الجليل الباقي منهما [١٤ ب] ـ متّع الله به (١٧) ـ فعومل غير معاملة من ينصف في المساومة واشتطّ عليه (١٨) ولم يجد من ذلك الشيخ ارتياحا لاستدعاء مثله لكتبة ؛ وكان أوعز إلى صاحبه أن لا تقبضه المغالاة عن الاستيام (١٩).

(١٣٢) فحصل من كتبه عدة كتب ، فلما تأمّلناها رأينا شيئا لا عهد لأهل

__________________

(٨) ل : موضوع. (٩) ل : المان. (١٠) ل : اصبهان. (١١) ل : واسقر. استفزّه : أزعجه.

(١٢) ل : الجديدة تحرك منك نشاط الحكم. (١٣) ل مهملة : انبرى : اعترض. (١٤) ل : اولا الامراء.

(١٥) امتعض من الامر : غضب منه وشق عليه. (١٦) ل : مما؟؟؟ جدد.

(١٧) ل كذا : منع لله به.(١٨) اشتطّ عليه : جار.

(١٩) ل : الاستتمام. سام المشتري السلعة : طلب بيعها.

__________________

(١٢٩) راجع الكلام حول الهزيمة في المقدمة.

(١٣٠) المراد من الشيخين أبو الفرج بن الطيب على ما يصرح به قريبا. ولم أتحقق من الآخر.

(١٣٢) أبو الخير حسن بن سوار بن بابا ـ على ما كتبه ابن أبى اصيبعة والقفطي ، والحسن بن بابا بن سوار ، على ما كتبه البيهقي ـ المعروف بابن الخمار ، الطبيب المتكلم الفيلسوف ، وكان من تلامذة يحيى بن عدي ، ولد سنة ٣٣١ وكان معاصرا للشيخ الرئيس. راجع ترجمته في أخبار الحكماء للقفطي ١١٣. وتاريخ حكماء الإسلام للبيهقي : ٢٦ والشهرزوري : ٢ / ٩. وعيون الانباء : ١ / ٣٢٢. أبو القاسم أصبغ بن محمد بن أصبغ المعروف بابن السمح ، المنجم الرياضي ولد ٣٧٠ وتوفى ٤٢٦. راجع ترجمته في : دائرة المعارف بزرگ اسلامى : ابن سمح.


التحصيل بمثله ـ تشويشا واختلاطا ـ فطال لسانه على محرّضيه وقال : ألم أقل لكم إن الطبقة هذه الطبقة؟! والتصرف هذا التصرّف؟! وإن (٢٠) أبا الخير بن الخمار وابن السمح ـ على ضيق مجالهما ـ كان تعلقهما (٢١) برواية (٢٢) بعض الكتب أحسن حالا من غيرهما ، والشأن في إعظام القوم للطينة (٢٣) ومغالاتهم في القيمة كأنهم يهدون ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ـ ثم قال (٢٤) : إن سبيل هذه الكتب أن ترد (٢٥) على بايعها ويترك عليه أثمانها ـ هذا.

(١٣٣) وقد بلغني أن الشيخ (٢٦) ـ يعنى أبا الفرج بن الطيب (٢٧) ـ قد خولط وقتا (٢٨) في عقله للأمراض التي لا تزال تصيب أهل الفكرة ، فلعل هذا من تصنيفه (٢٩) ذلك الوقت ، ولعل الأيّام تحرجه ؛ وبقينا نحن نتعجّب ممن يقنع بهذا القدر النزر من عدد البحث ، ثم بهذا النمط المختلّ (٣٠) من البيان.

(١٣٤) ولعمرى لقد أراحوا (٣١) هؤلاء أنفسهم وأرضوها بالميسور ممّا يتوهمونه ورفضوا المنطق مطلقا ، أما من جهة مواد (٣٢) القياسات فرفضا كليا لا التفات لهم إليها ، وليس هذا هو اليوم (٣٣) بل منذ زمان ، وأما من جهة صورتها فهؤلاء خاصّة (٣٤) قد أغفلوها وكلّما عالجوها حادوا عن الجادة ، لأنهم لم يحصّلوا ملكة التصرّف ولم يقاسوا في جزئيات المسائل عناء التحليل حتى يكتسبوا ملكة (٣٥) قياسيّة ، إنما تعويلهم على الخواطر غير معروضة على القوانين.

__________________

(٢٠) ل : فان.

(٢١) ب ، م ، د : كان وتعلقهما.

(٢٢) ل : بزاوته.

(٢٣) ل : الظنية.

(٢٤) ل : ثم قيل.

(٢٥) ل : أن نردها.

(٢٦) ل : أن هذا الشيخ.

(٢٧) ل+ أدام الله تأييده.

(٢٨) ل : زمانا.

(٢٩) ل : تصنيف في ذلك.

(٣٠) ل : المخيل.

(٣١) ل : لقد أراح.

(٣٢) ل : مراد. (٣٣) ل : وليس هذا اليوم.

(٣٤) «خاصة» ساقطة من ل.

(٣٥) ل :؟؟؟ مكة (كذا).


(١٣٥) وأنا أسأل الشيخ أن يعرض هذه الصورة على أهل التحصيل من متعاطى هذه العلوم ، ليعلموا أنه لم يكن في أول الأمر إلى تلك الكتب فاقة تحتمل [١٥ آ] كل ذلك الاشتطاط ، ولا في آخر الأمر بها اقترار عين ، وبالله إنه ما وقعت أبصارنا فيما تأمّلناه من كتب المخلطين على ما هو أحرج وأعوج ممّا يشتمل عليه هذه الكتب ، مع قلّة تعرّض للمعاني ، وضيق مجال للبيان ، وايهام للتبكيت (٣٦) ، واستعمال للمذهب الخطابي والسوفسطائي في العلوم البرهانيّة ، وتناقض منتظم السلوك (٣٧).

(١٣٦) والمحصّل عندنا من هذه الكتب ممّا (٣٨) عمله في ايساغوجي ، وقاطيغورياس ، وباريرمينياس (٣٩) ، وسوفسطيقا ، و (٤٠) في كتاب السماء والحسّ والمحسوس وما بعد الطبيعة ؛ فمن عرض عليه من أهل العراق هذه الأحرف ، واشتبه عليه الحال في صدق جماعتنا فليعتن على أيّ موضع شاء (٤١) من المعاني التي تشتمل عليه هذه الكتب لا سيما الطبيعيّة والإلهيّة حتى نكتب بعضا (٤٢) ما فيه من الفساد والخروج عن النظام والهذيان ، بحيث لا يشتبه على أحد ولا يختلف في تصديقنا فيه (٤٣) اثنان.

(١٣٧) وأما فلان فلأنه ينتزه (٤٤) عن تعاطي الكلام على كل شيء وعلى كل أحد ، ومن (٤٥) ايحاش الأصدقاء ، ولا يذكر أحدا (٤٦) إلا بجميل وشهادة مفرطة ؛ والعجب ممن يتجاسر (٤٧) أن يحمل إلى مثله مثل هذه التخاليط وهو

__________________

(٣٦) ل : ضيق مجال البيان وابهام التبكيت (خ : التشكيك). ب مهملة.

(٣٧) ل :؟؟؟ سطلم الشكول. (في الهامش : مستطلم الشكوك).

(٣٨) ل : ما عمله. (٣٩) ل : بار مساس.

(٤٠) «الواو» ساقطة من ل.

(٤١) ل : موضع من المعاني.

(٤٢) ل : بعض. (٤٣) ل : في تصديقنا اثنان.

(٤٤) ل : يتنزه. (٤٥) ل : وعن.

(٤٦) ل : احد. (٤٧) ل : عاشر. خ ل : حاسر؟؟؟. ب أيضا مهملة.

__________________

(١٣٦) الاصطلاحات يونانية مأخوذة من كتاب أرسطو في المنطق وكانت مستعملة في الكتب القديمة.

ايساغوجي ـ الكليات الخمس. قاطيغورياس ـ القضايا. باريرمينياس ـ العبارة. ويقال أيضا باري ارميناس ، وباريرميناس ، وباراارمانياس. قاطيغورياس ـ المقولات. سوفسطيقا ـ المغالطة.


الرجل الذي علّمنا تحليل جميع العلم وجميع فروعه وما ينشعب من فروعه ؛ ليس (٤٨) بحسب صور الأشكال ، بل بحسب موادها إلى الحدود البسيطة ، وعلّمنا كيف يراعى النسب التي بين الحدود البسيطة ، مع تدقيقه النظر فيما علمناه في هذه النسب وخاصّة في علوم القياس البرهاني ، وهو يعد (٤٩) كل موضع في العلوم يقف فيه الأوساط ويحتاج إلى وسط يجلب من خارج ، وأين وجد ، وأين لم يوجد ، فإن له من المعرفة بما ليست (٥٠) حدود مقدمات القياسات البرهانية والجدلية والمغالطية ـ بتفصيل عظيم ـ ما لم يكن لغيره ولم يزل نسمعه يقول : «ليقلّ اشتغالكم في التحليل بمراعاة (٥١) صور المقاييس ، فإن ذلك من أهوانه (٥٢) وقلّما يعرض فيه الغلط من القرائن (٥٣) الصحيحة ، بل ارتاضوا بتفصيل المواد» وفيما [١٥ ب] سمعناه منه إن في تحصيل هذه الكتب فوائد :

(١٣٨) فإن المواضع المغالطيّة المعدودة (٥٤) لفظية ومعنويّة ، وهي قليلة بحسب ما دوّنه أرسطوطاليس ، كثيرة بحسب ما فرّعنا (٥٥) نحن ، حتى قاربت المواضع الجدليّة ، ولقلّتها ما قصر كتاب سوفسطيقا وجرى فيها معاودات النظر في تلك المواضع بعينها لتطول الكتاب ـ أدنى طول ـ.

(١٣٩) وجميع تلك المواضع يوجد لها من هذه التصانيف أمثلة علمية تغني (٥٦) عن تلك الأمثلة الموردة ؛ بعضها من حدود عاميّة ، وبعضها من محاورات كانت متعالمة في ذلك العصر فسقطت.

(١٤٠) ومما سمعناه يقول : إنه ليعظم علي أن يكون الاعتقاد في ثبوت المبدأ الأول وفي ثبوت أنه واحد مسلوكا إليه من طريق الحركة ووحدة العالم (٥٧) المتحرك ، كأن كتاب ما بعد الطبيعة لا يدر أخلافه (٥٨) في أمر الله تعالى إلا بهذا ، وليس انما يستعظم هذا من المحدثين بل من جميع من أشبههم من مشايخهم ؛

__________________

(٤٨) ل : وليست.

(٤٩) ب : بعد.

(٥٠) ل : المعرفة بنسب حدود.

(٥١) ل : مراعاة.

(٥٢) ل : اهونه.(٥٣) ل : العرامر.

(٥٤) «المعدودة» ساقطة من ل.

(٥٥) ل : فرعناه. (٥٦) ل : ر؟؟؟.

(٥٧) ل : العالى. (٥٨) ل : لا قدر احلاقه.


ويقول : لو فطنوا لأسرار (٥٩) كتاب ما بعد الطبيعة استحيوا من هذا النمط ، ولم يحوجوا (٦٠) إلى (٦١) أن يتكلّفوا ما لا وجه له من أن هذه المآخذ فيه سلوك طبيعي وسلوك (٦٢) إلهي ، فإن هذا الكتاب يختصّ بالسلوك الإلهي.

(١٤١) وقد فسّر هو هذا الكتاب تفسيرا مفردا يشتمل شرحه بحرف الألف الصغرى على قريب من جميع هذا التفسير المجلوب من مدينة السلام ثم لا يدخله مسئلة من مسائل فرع عنها في علم المنطق (٦٣) أو في العلم الطبيعي أو الرياضي ، ولا يتكرر (٦٤) فيه شيء ولا يطول فيه بيان ، بل (٦٥) بأوجز لفظ مع الاشتمال على المعاني ، وكثيرا ما (٦٦) يقول : يجب أن يأتي الشارح بجميع المقدمات المحتاج إليها ، ولا يحذف إلا ما لا يخفى حذفه ويبرد ايراده ، فإن أخرق (٦٧) الشارحين من يستعمل في شرحه مقدمات هي أخفى من مقدمات ما يشرحه أو مساوية لها في الخفاء ، وهذه الشروح التي أتتنا بالحقيقة أخفى من الفصوص (٦٨) دعاوي ، وأكثر خفائها للغلط.

(١٤٢) س ط ـ ما معني العقل بالقوة؟ فان الشيء الذي يدرك منا (٦٩) المعقولات [١٦ آ] قد بان أنه مجرد عن المادة ، وقد قيل : «إن كل مجرد عن المادة فهو عقل (٧٠)» فما معنى العقل بالقوة؟

__________________

(٥٩) ل : لا شراك.

(٦٠) ل : ولم يخرجوا. يحتمل قراءة ب أيضا كذلك.

(٦١) «إلى» ساقطة من ل.(٦٢) ل : شكوك.

(٦٣) ل : في المنطق أو في الطبيعي.

(٦٤) ل : ولا يكرر. (٦٥) «بل» ساقطة من ل.

(٦٦) ب ، د ، م : وكثير ما.

(٦٧) ل : أحدق. ل خ : أخرق.

(٦٨) كذا في ل. وفي ب : القصوص. والظاهر كون الصحيح : النصوص.

(٦٩) ج : يدرك بها.

(٧٠) ر : عقل بالفعل.

__________________

(١٤١) «الألف الصغرى» من كتب أرسطو في ما بعد الطبيعة. عرّبه إسحاق بن حنين.

(١٤٢) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٢ : «والنفس تتصور ذاتها ، وتصورها ذاتها يجعلها عقلا وعاقلا ومعقولا. واما تصورها لهذه الصور فلا يجعلها كذلك. فإنها في جوهرها في البدن دائما بالقوة عقل ...».


(١٤٣) فإن قيل : «إنه بالفعل عقل ، إلا أنه معوّق عن أفعاله باشتغاله (٧١) بالبدن» فكيف يكون البدن نافعا له في كثير من الأشياء؟ [لأنه إن كان ينتفع بالبدن] (٧٢) فليس يكفى في أن يكون الشيء (٧٣) عقلا تجرده عن المادة (٧٤).

(١٤٤) جط ـ ليس كل مجرّد عن المادة ـ كيف كان ـ عقلا بالفعل ، بل كل مجرد عن المادة ، التجريد التامّ ، حتى لا يكون المادة سببا (٧٥) لقوامه ، ولا بوجه ما سببا (٧٦) لحدوثه ، ولا سببا لهيئة بها يتشخّص (٧٧) ، ولتهيّؤ به (٧٨) يخرج إلى ضرب من الفعل.

(١٤٥) والبرهان الذي يقوم على أن كل مجرد عن المادة (٧٩) عقل بالفعل ، إنما يقوم على المجرد ؛ التجريد التام ؛ الذي لا توسط للمادة في هيئة تشخّصه ولا في هيئة استعداده (٨٠).

(١٤٦) ثم ليس من العجيب (٨١) المستنكر أن يكون الشيء الذي (٨٢) يمنع من شيء يمكّن من (٨٣) شيء ، والذي يشغل عن شيء يشغل بشيء (٨٤).

(١٤٧) ينظر في هذه المسائل من النسخة الصادرة إليه من كتاب الإشارات (٨٥).

(١٤٨) س ط فو (٨٦) ـ قيل : «إن العقل إذا حصلت فيه الصورة (٨٧) المعقولة

__________________

(٧١) ل : باشغاله. (٧٢) ع : الا (خ : لا) انه ان كان ينتفع به آخر.

(٧٣) «الشيء» ساقطة من عشه.

(٧٤) في هامش ب : حاشية : البدن عائق له مثلا في أن يلوح الحد الأوسط دفعة ، ونافع له في طلب الحد الأوسط بالفكر.

(٧٥) ل : سبب. (٧٦) ل : سبب.

(٧٧) عشه ، ل : يتشخص بها.

(٧٨) ر : ولتهيؤه ج : ويتهؤ به.

(٧٩) «عن المادة» ساقطة عن عشه.

(٨٠) عشه : استعدادها.

(٨١) ع ، ر : العجب. ع خ : العجيب.

(٨٢) «الذي» ساقطة من عشه. ر : التي يمتنع.

(٨٣) ر : في. (٨٤) عشه. ل+ لا والذي يشغل عن شيء لا يشغل عن شيء.

(٨٥) ج : ينظر في هذه المسائل في كتاب الإشارات.

(٨٦) كذا في ب.

(٨٧) حصل فيه الصور. ر : حصلت فيه الصور.

__________________

(١٤٨) الشفاء النفس ، م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٣.


لا يبطل عنه مطلق الاستعداد (٨٧) فأما بحسب شيء شيء فإن الاستعداد يبطل مع وجود الفعل» ولست أدري كيف يبطل عنه الاستعداد [وكيف يبقى؟] (٨٨) والهيولى إذا حصلت فيها الصورة فإن القوة (٨٩) باقية بعد. فأيّ فرق بينهما؟ (٩٠).

(١٤٩) جط ـ الاستعداد اسم مرادف للمعنى الرابع من المعاني التي يقع عليها اسم «الإمكان» ، وهو ما كان من معاني الإمكان مقارنا لعدم ما هو ممكن ، وإذا (٩١) قايسنا العقل بالقوة إلى تصوّر معنى المثلّث (٩٢) أو تصديق فيه مثلا ـ وكان (٩٣) معدوما فيه ـ كان (٩٤) هناك استعداد له ، فإذا حصل استحال أن يكون الاستعداد بهذا (٩٥) المعنى باقيا ، وإلا فالشيء بعد معدوم. فأمّا مطلق المعقولات (٩٦) فلعلّها لا يتناهي. وبالجملة فليس تخرج لنا بالفعل معا كلّها ـ بل ولا متناه منها له (٩٧) كثرة تخرج إلى الفعل معا.

(١٥٠) س ط ـ هب أن مخرج العقل من القوة إلى الفعل عقل [١٦ ب] كما تحقّق عندنا ـ فما البرهان على أنّه يتّصل (٩٨) به بعد المفارقة؟ وهاهنا ـ كما يرى (٩٩) ـ لا يكاد [يتّصل به إلا بعد] (١٠٠) مطالعته للصور (١٠١) التي في الخيال وباستعمال الفكرة (١٠٢) ، وكأنّ (١٠٣) الفكرة توقع بينه وبين المفارق نسبة. فلم هاهنا هو كذا (١٠٤) وبهذا الشرط يخرجه إلى الفعل ، وبعد المفارقة يكون قد استغنى عنها؟

__________________

(٨٧) عشه : الاستعداد المطلق.

(٨٨) ساقطة من عشه ، ل ، ر ، ى. (٨٩) ى : الصورة.

(٩٠) ع : ما الفرق بينهما. ع خ : فأى فرق بينهما.

(٩١) عشه ، ل ، ر : فاذا. وجاء هنا في هامش ب : أي بحسب الالتفات الى حاله في الاستقبال.

(٩٢) ى : في المثلث. (٩٣) ع ، ر : فكان.

(٩٤) ع ، ر : فكان. (٩٥) ع ، ل : لهذا.

(٩٦) ج : مطلق الاستعداد للمعقولات.

(٩٧) ى : أو. وفي ل أيضا كتب فوق له : أو.

(٩٨) ر : متصل. (٩٩) عشه. ل : كما ترى. ر : كما نرى.

(١٠٠) ر : يتصل به بعد الا بعد المفارقة (محرف).

(١٠١) ل : مطالعته الصور. ع خ : مطالعة الصور. ع خ : مطالعة للصور.

(١٠٢) عشه : الفكر. (١٠٣) ل : فان.

(١٠٤) ل ، ه : هكذا.

__________________

(١٥٠) راجع الشفاء : الفصل السابق ص ٢١٢ و ٢١٩. وراجع أيضا الرقم (١٠٧٢) و (٧٤٤).


(١٥١) فرجط ـ ليس (١٠٤) يحتاج العقل منّا (١٠٥) في كلّ اتّصال بالمفارق إلى الخيال ، بل في بدء ما يقتبس التصورات الأول الكليّة ، وربما استعان بالخيال أيضا في بعض التصرفات بشغل (١٠٦) الخيال عن المعارضة وليكن (١٠٧) التهيّؤ بمشاركته آكد ، كما يفعله (١٠٨) في مطالعة الأشكال الحسيّة أيضا عند التأمل الهندسي.

(١٥٢) وهذه الاستعانة نافعة ـ لا ضروريّة ـ و (١٠٩) في الامور التي هي من المحسوسات الحقيقية أو المشتركة. والقويّ العقل قدير فض (١١٠) ذلك فلا يستعين بالحسّ ، وربما يمكن (١١١) أن يرفضه عن (١١٢) الخيال أيضا. فلا يشخّص المعنى شخصا حسيّا ولا خياليّا (١١٣) ، والقيّاس (١١٤) المستقل (١١٥) يتصرف في حدود (١١٦) قياسه الكليّة غير متخيّلة (١١٧) وفي حدود حدّه ورسمه.

(١٥٣) والمؤيّد بالحدس الثاقب يقع له الحد الأوسط دفعة من غير طلب وفكر (١١٨) ولا استعانة بغير قوى العقل.

(١٥٤) فليس كلّ اتّصال إنما هو بمعونة الخيال ، ولا أيضا كل نفس إنسانيّة تتّصل عند المفارقة بالمفارق ، بل إذا كان قد استفاد (١١٩) قوة هذا الاتصال والأمر في تحديد هذه القوّة (١٢٠). ومتى يكون (١٢١) كالمستصعب ؛ ولعله إذا تيسّر الاستقلال (١٢٢) يتصور المعاني المفارقة للمادة (١٢٣).

__________________

(١٠٤) ر : فليس. (١٠٥) عشه : منا العقل.

(١٠٦) ي ، ر : ليشغل. عشه ، ل ، لشغل. لـ (فوق الخط) : بشغل.

(١٠٧) عشه ، ى ، ر ، ل : وليكون. (١٠٨) عشه ، ل : كما يستعمله.

(١٠٩) «الواو» ساقطة من ل.

(١١٠) ر : رفض. (١١١) ر : مكّن؟؟؟. النسخ مهملة.

(١١٢) ى : أعني. (١١٣) ع : خيالا. (١١٤) ر : والمقياس

(١١٥) ع ، ل ، ر : المستقل بصناعته. ع خ ، ش : المستقل ببضاعته. ه : المستقبل بصناعته.

(١١٦) ر : حدوث.(١١٧) ر : عن محله. (١١٨) ر : طلب فكر. عشه ، ل : طلب فكرى.

(١١٩) عشه ، ل ، ر : كان استفاد. ى : كان استبقاء.

(١٢٠) وضع هنا فى بـ «س ج» والأظهر كونها سهوا والكلام من تتمة الجواب.

(١٢١) ر : ومتى كان. فى ل ممحوة. (١٢٢) فى هامش ل : الاشتغال.

(١٢٣) ممحوة في ل.

__________________

(١٥٣) راجع الإشارات : النمط الثالث ، التنبيه ٦.

(١٥٤) يحتمل كون هذه الفقرة من تمام السابقة فلا تكون مستقلة.


(١٥٦) س ط ـ هل يخلو العقل الفعّال من أن ينفعل عن ذاته حتى (١٢٣) يدرك المعقولات ، فيكون من حيث يفعل ينفعل؟

(١٥٧) ج ط ـ الانفعال يقال بوجه مرسل على كل خروج من القوة إلى الفعل ، ويقال على وجه (١٢٤) أخص من ذلك ـ مثل أن يكون خروجا زمانيّا ، ومثل أن يكون على سبيل الانتقاص ليس على سبيل الاستكمال ، وكل ذلك يشترك في أنه خروج عن قوة ما إلى فعل ، وحيث لا يوجد معنى ما بالقوّة ، فلا وجه للانفعال بوجه.

(١٥٨) [ولو كانت نفوسنا [١٧ آ] متصورة للمعقولات لا على سبيل] (١٢٥) استيناف تصوّر بعد عدمه لما كانت (١٢٦) يقال إنها منفعلة ، على أنها الآن أيضا ينفى عنها (١٢٧) هذا الاسم على سبيل المعنى الخاصّ دون العام.

(١٥٩) أ ـ س ط ـ لم قيل : «إن العقل الذي يتصوّر المعقولات المفصّلة (١٢٨) المرتبة ليس بسيطا من كل وجه؟ وكيف يكون ذلك؟ وكل ما يدرك المعقولات فإنه مجرد ، والمعقولات المفصّلة أيضا لا تحلّ الأجسام ، وهذا الشيء إما أن يكون ملابسا للمادة فيكون صورة جسمانيّة ـ وليس هو كذلك ـ أو يكون مفارقة (١٢٩) وهو بسيط. فأيّ حالة بين هاتين الحالتين؟

(١٦٠) ب ـ وما الفرق بين النفس الناطقة وبين العقل؟

(١٦١) أ ـ كل مركب الجوهر مما بالفعل وبالقوّة (١٣٠) فهو غير بسيط ،

__________________

(١٢٣) في ر مكتوب فوق «حتى» : حين.

(١٢٤) ر ، ل : وجوه.

(١٢٥) ر : ولو كانت متصورة للمعقولات على سبيل.

(١٢٦) ع ، ل ، ر : لما كان. ل خ : لما كانت.

(١٢٧) عشه : ينفى عنها أيضا. (١٢٨) «المفصلة» ساقطة من ش ، ه ، ج.

(١٢٩) عشه ، ج ، ل : مفارقا. (١٣٠) ل : وما بالقوة. ج : ومما بالقوة.

__________________

(١٥٦) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٥ ، ص ٢٠٨.

(١٥٩) الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٦. ص ٢١٥.


والبسيط الحق واحد ، فأمّا (١٣١) في الهيئات فلا شكّ أن ما يتكثّر عليه (١٣٢) الهيئات غير بسيط.

(١٦٢) و (١٣٣) اعلم إن كل شيء غير الأول الحقّ ، ففيه تركيب ما ـ وليتأمّل (١٣٤) من كتبنا ـ.

(١٦٣) ب ج ط ـ النفس (١٣٥) الناطقة هو الجوهر القابل للمعقولات والمتصرّف في مملكة البدن والعقل الهيولاني تهيّؤ له (١٣٦) ، والذي بالفعل صورة كماليّة فيه ، وإذا قيل لها عقل فمعناه عاقل (١٣٧).

(١٦٤) س ط ـ كيف يطالع العقل الصور الخياليّة وهي في أجسام ذات (١٣٨) وضع أو قوى جسمانيّة ، وتلك هي مفارقة (١٣٩).

(١٦٥) جط ـ انما كان يشكل هذا لو كان يأخذها منها خياليّة كما هي. وأما إذا كان بينها وبين العقل الذي لنفوسنا مناسبة ما تتأثّر منها نفوسنا تهيّؤا لقبول أثر من فوق ، فليس هو بعجيب فإن بين نفوسنا وأبداننا علاقة ما يتأثر بها أحد هما عن الآخر ، ولا عجب (١٤٠) أن [يتأثر متفارقان أحد هما عن الآخر ، ولو كان هذا عجبا (١٤١) لم يتأثّر البدن عن النفس.

(١٦٦) فالخيال (١٤٢)] (١٤٣) آلة للنفس فتستعملها (١٤٤) مفارقة ، إذا احتجت (١٤٥)

__________________

(١٣١) ج : وأما.

(١٣٢) عشه : عليها.

(١٣٣) «الواو» ساقطة من عشه ، ل ، ج ر.

(١٣٤) عشه ، ل : فليتأمل.

(١٣٥) عشه. ل : ان النفس.

(١٣٦) ر : مهيؤ له. (١٣٧) ل خ : قابل.

(١٣٨) عشه : ذوات. (١٣٩) عشه : وذلك مفارق. ع خ. وتلك هي مفارقة.

(١٤٠) ر : ولا عجيب. (١٤١) عشه ، ل : عجيبا.

(١٤٢) عشه ، ل : والخيال. (١٤٣) ساقطة من ر.

(١٤٤) عشه ، ل ، ر ، ج :؟؟؟ ستعملها.

(١٤٥) ع ، ش ، ل : اذا جنحت ، ه : واذا احتاجت ر : واذا؟؟؟. ج : اذا احتجب.

__________________

(١٦٢) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٧ ، ص ٤٧.

(١٦٥) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٩.


النفس إلى الجانب البدني أثّر فيها الخيال والغضب والشهوة ، وكل هذا هيئات ليست هي فيها كما في (١٤٦) هذه الآلات ، وقد يتأثّر الشيء عن قوّة في المؤثّر خلاف تلك القوّة [١٧ ب] كالحركة عن (١٤٧) الميل ، والحرارة عن الحركة.

(١٦٧) س ط ـ كيف يكون إمكان الشيء المعدوم موجودا ، والمعدوم لا يكون له صفة موجودة؟

(١٦٨) جط ـ امكان الشيء صفة لهيولاه الموجود (١٤٨) يعقل بالقياس إليه ، ولو لا هذا لما وجب ثبوت المادة ؛ مع العلم بأن من الامور المعدومة ما يضطرّ العقل إلى أن يحكم بأنه ممكن فيكون الإمكان المضطرّ إلى إثباته صفة لشيء ما ، والمعدوم من حيث هو معدوم (١٤٩) غير موجود الصفة ، فهو لغيره ، لكنّه إذا عقل واحضر هو والمعدوم موجودا (١٥٠) بالفعل في العقل (١٥١) ، وصف به المعدوم من حيث هو موجود في العقل ، كما يوصف بالعلاقة الطرفان (١٥٢) جميعا ، وإن كان اعتبار العلاقة من جهة الصورة اعتبار الاثنين ـ لا الواحد ـ.

(١٦٩) وبالجملة ـ إذا أحضرنا المعدوم في العقل قضينا في العقل بأن له إمكانا موجود (١٥٣) ، وفي الأعيان ، فإذن هو في الأعيان موجود (١٥٤) للمادّة ،

__________________

(١٤٦) عشه : كما هي في. (١٤٧) ع خ ، ه : عند.

(١٤٨) عشه : هيولى الموجودة. ل ، ج : لهيولاه الموجودة. ن : لهيولاه المعقولة.

(١٤٩) د : موجود معدوم. (١٥٠) ن : والموجود معدوما.

(١٥١) «في العقل» ساقطة من عشه ، ن. ر ، ل : فالعقل.

(١٥٢) فى هامش ب : حاشية : الطرفان أي طرف المادة الموجودة والصورة المعدومة. حاشية : الاثنين أي الصورة النوعية الموجودة في العقل والشخصية المعدومة في الاعيان الممكنة وجوده (كذا) في المادة.

(١٥٣) ل ، عش : إمكان موجود في الاعيان.

ه : إمكانا موجودا في الاعيان ر : إمكانا موجود في الاعيان. ج : إمكانا موجودا في العقل وفي الاعيان.

والظاهر كون هذا الاخر هو الأصح ، إذ في نسخة ب أيضا ترك الكاتب مكان «في العقل» بياضا كأنه لم يتمكن من قراءته وأثبت «الواو» بعده خلافا لسائر النسخ.

(١٥٤) ر : موجودة.

__________________

(١٦٧) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٨٢.


وفى الذهن لكليهما.

(١٧٠) س ط ـ الصورة (١٥٥) الماديّة والنفوس المتعلّقة بالمادة لا يلزم بطلانها ببطلان المادة إذ (١٥٦) كان سبب وجودها علة غير المادة ، وليس للمادة إلا القبول ، ثم إن الوجود للصورة أولا ثم للمادة ، وليس بممتنع (١٥٧) أن يستحفظ صورة واحدة بمواد يتبدّل عليها.

(١٧١) اللهم إلا أن يكون حالها كحال الأعراض التي سبب وجودها المادة ، [فأما إذا كان سببها في إفادة الوجود غير المادة فلم يلزم بطلانها ببطلان المادة] (١٥٨).

(١٧٢) على أنّي لا أعقل وجود الصورة في الهيولى ، فليس بممتنع أن تكون الصورة مفارقة غير مخالطة ، ومع ذلك وجودها في المحل.

(١٧٣) ج ط ـ قد بيّنا في كتبنا أنه ليس يجوز أن يقال قولا مطلقا : إن المادة لا معونة لها في وجود الصورة ، وليس وجود الصورة عن (١٥٩) المفارق بالمفارق وحده ، ثمّ توجد المادة عن الصورة وحدها ـ فهذا ـ.

(١٧٤) ثم بيّنا ـ لا سيّما في الإشارات وفي كتاب الشفاء (١٦٠) وغيره ـ أن الصورة والعرض سيّان (١٦١) في افتقار شخصيهما إلى شخصي من المادة فليتأمل من هناك فإن الكلام فيه [١٨ آ] طويل.

(١٧٥) س ط ـ ما معنى قوله في كتاب النفس : «إن القوى وجودها بحيث

__________________

(١٥٥) عشه ، ج : الصور.

(١٥٦) عش : اذا كان.

(١٥٧) عشه ، ر : يمتنع.

(١٥٨) ساقطة من ر. (١٥٩) ر : غير.

(١٦٠) ج : في الاشارات والشفاء ان. م : فى الاشارات وفى الشفاء ان.

(١٦١) ج : سببان.

__________________

(١٧٤) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٢ ، ف ٤ ، ص ٨٠.

(١٧٥) الشفاء : النفس ، م ٤ ، ف ٨ ، ص ٢٧ ، راجع أيضا الرقم (١٠١٣).


تفعل» وما البرهان على ذلك؟ فليس بممتنع في ظاهر النظر أن تكون قوّة موجودة ثم لا يصدر عنها فعل.

(١٧٦) ج ط ـ لا مانع من (١٦٢) أن تكون قوّة موجودة ممنوعة عن أن تفعل (١٦٣) بعارض ، فليتأمّل ما قيل في كتاب النفس فلعلّه ليس على (١٦٤) هذا الوجه.

(١٧٧) س ط ـ ما البرهان على أن مصدر أفعال الشيء وجوده وقوامه؟

(١٧٨) لأنه إن لم يكن للفعل (١٦٥) مصدر ، لم تكن علّة (١٦٦) ، فلم يكن فعلا ؛ ومصدره إمّا ذات الشيء الموجود وقوامه وإما غيره ، فإن كان غيره فالفاعل غيره والعلّة غيره ـ لا هو ـ فبقي أن يكون مصدره هو.

(١٧٩) س ط ـ قال بعض المعتزلة : إنه ليس الوجود بشيء (١٦٧). فلما أثبت الوجود قال : «دلّني عليه فإنّي لا أعرف (١٦٨) ما هو؟» فإن رأى ـ أدام الله علوه ـ أن يتكلّم في هذا الباب بكلام شاف في (١٦٩) إثباته وإثبات سائر الصفات واللوازم المشاكلة (١٧٠) والوحدة والدلالة عليه بأيّ نوع من الدلائل ـ من (١٧١) التنبيهي وغيره ، فإن مثل هذا لا يمكن تعريفه بما هو أبين منه ـ كانت الفائدة عظيمة (١٧٢).

(١٨٠) ج ط ـ العاقل لا يضيع فكره في هذه الخرافات! كل (١٧٣) عاقل يعقل (١٧٤) مثلا إن السماء موجودة ، وإن كونها سماء غير كونها موجودة (١٧٥) ، وليس الوجود غير كونه موجودا أو إنه موجود. (١٧٦)

__________________

(١٦٢) ل : فى. ل خ : من. (١٦٣) ج : ممنوعة الفعل.

(١٦٤) «على» ساقطة من ر. (١٦٥) ر : الفعل مصدر.

(١٦٦) عشه ، ل ، ر : لم تكن له علة.

(١٦٧) ر : الوجود لشيء. ل : الموجود بشيء. ل خ الوجود بشيء.

(١٦٨) ع : لا اعترف. ع خ : لا اعرف.

(١٦٩) عشه ، ل : وفي.

(١٧٠) م : من المشاكلة.

(١٧١) عشه ، ل ، ر : كان من.

(١٧٢) عشه ، ل ، ر : فيه عظيمة.

(١٧٣) عشه ، ل : فان كل.

(١٧٤) ل ، ر : يعلم. ع : يعرف.

(١٧٥) عشه : وان كونها موجودة غير كونها سماء.

(١٧٦) عشه ، ل : وانه موجود.


(١٨١) بلى (١٧٦) ـ هؤلاء يقولون شيئا آخر ، يقولون : «إن الوجود صفة تتجدد على الذوات (١٧٧) التي هي ذوات في حالي العدم والوجود ؛ والصفات ليست بموجودة ولا معدومة ، ولا مجهولة ولا معلومة (١٧٨) ، ولا هي بشيء (١٧٩) ، لأنّ الشيء هو الذات ، والمعلوم هو الذات بالصفة ، فالصفة (١٨٠) لا تعلم ولكن يعلم بها.

(١٨٢) وليس غرضهم في قولهم : «ليس بموجود» و «ليس بشيء» النفي المطلق ، بل نفي معنى اسم «الموجود» و «الشيء» على ما تواضعوا عليه ، ثم إذا غلظ عليهم التحقيق خاروا وسقطوا.

(١٨٣) وكما اضطرّ هم كون الذات (١٨١) مشتركة في أنها ذوات إلى صفات يفترق بها ، كذلك يضطرّ هم كون الصفات غير مختلفة في أنها صفات إلى فرض قسم ثالث يفترق بها ، ويتمادى الأمر [١٨ ب] إلى غير النهاية ؛ وتبيّن (١٨٢) أنه إذا لم يعلم الشيء لم يعلم به الشيء ؛ وتبيّن (١٨٣) عليهم أن الصفة مخبر عنها كما أن الذات مخبر عنها ، والأمر في هذا يطول ، وليس لي روزجاره وقد تحيّر فيها (١٨٤) عامّة القوم بالريّ فتذبذبوا في آرائهم.

(١٨٤) س ط ـ لم وجب أن يكون انفعال القوى الماديّة بمشاركة (١٨٥) المادة؟

(١٨٥) فان قيل : لأن الانفعال للمادة.

__________________

(١٧٦) عشه ، ل : بل.

(١٧٧) ل خ : الصفات.

(١٧٨) عشه : ولا معلومة ولا مجهولة.

(١٧٩) ل : شيء. ر : لشيء.

(١٨٠) عشه : والصفة. (١٨١) عشه ، ر : الذوات.

(١٨٢) عشه ، ل : وبيّن. (١٨٣) عش : وتلبّس عليهم.

(١٨٤) عشه ، ل : ر : فيه. (١٨٥) ر : لمشاركة.

__________________

(١٨١) راجع الأسفار الأربعة ، المرحلة الأولى ، ف ٨ ، ج ١ ص ٨٦ ـ ٧٧.

(١٨٣) «روز جاره» ـ على ما يظهر ـ مأخوذ من «روزگار» الفارسية ، بمعنى الدهر والأيام. ويظهر أن الكلمة كانت مستعملة عند هم ، إذ جاء فيما كتبه الجوزجاني كمقدمة على كتاب الشفاء (المدخل ، ص ٢) : «وكان اشتغاله بذلك حسرة علينا وضياعا لروزجارنا ...».

(١٨٤) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٨٢.


قلنا : فلم ينفعل العقل ـ وهو غير مادي ـ

ثم إنا هو ذي (١٨٦) نرى المادة تنفعل عن أشياء لا تنفعل الصورة عنها (١٨٧) ، كما تسخن وتبرد وتتخلخل وتتكاثف ، ولا تنفعل الصورة هذه الانفعالات ، فغير ممتنع أن تكون القوة العقلية وجودها في مادة ثم إنها (١٨٨) تنفعل عن المعقولات ولا تنفعل عنها المادة.

(١٨٦) ج ط ـ معنى الانفعال حصول أثر ما في الشيء ، وإذا (١٨٩) كان ذات ذلك الشيء في المادة حصل الأثر أيضا في تلك المادة ، فإن استحال حصول الأثر في المادة استحال حصوله فيما لا يحصل فيه إلا ويحصل في المادة.

(١٨٧) ثم قوله : «فلم ينفعل العقل وهو غير مادي؟» غير مسلّم ، فإن النفس مادة للمعقولات (١٩٠) وهي المنفعلة بالذات لا العقل ، إلا أنّا كثيرا ما نتوسّع فنقول : «العقل» ونعني به النفس الناطقة.

(١٨٨) وقوله : «إن المادة تسخن والصورة لا تسخن» إن عنى أن السخونة تعرض لاستعداد في المادة ليس في الصورة ، فهو صادق ـ لكنّه (١٩١) ليس فيه كلامنا بوجه ، فإن هاهنا من الأعراض ما تستعدّ له القوى الماديّة (١٩٢) أولا بمشاركة المادة (١٩٣) ككيفيّات الكميّات وأشياء من أعراض (١٩٤) مما عرفه أهل التحقيق. وإن عني أن السخونة تحدث مقارنة للمادة ـ دون الصورة ـ فذلك غير مسلّم ، بل تقارنهما جميعا ولكن لأحد هما باستعداد في الآخر (١٩٥).

__________________

(١٨٦) ل ، ر ، ج : هوذا.

(١٨٧) ل : لا تنفعل الصور عنها. عشه : لا تنفعل عنها الصورة. ج : ولا تنفعل الصورة عنها.

(١٨٨) ر : ثم انما.

(١٨٩) عش ، ل ، ر : فاذا كان.

(١٩٠) عشه ، ل : مادة المعقولات.

(١٩١) ل : ولكنه.

(١٩٢) في هامش ب : حاشية : القوى المادية أولا كالحركة. مثلا. وثانيا كالسرعة فيها.

(١٩٣) ل : اولا بمشاركة للمادة. ل خ : والمشاركة للمادة.

(١٩٤) ر : واسباب اعراض الاعراض. ج : واشياء من الاعراض.

(١٩٥) ر : في الأخس.

__________________

(١٨٦) راجع الرقم : (١٠٨٣).


(١٨٩) ثم (١٩٦) معنى قولنا : «إن الصورة المادية تنفعل بمشاركة المادة» أنها لا تحصل فيها صورة أو كمال أو هيئة [إلا وتعرض للمادة ، فيكون ذلك أيضا انفعالا للمادة ، وإن كان بوجه ثان ؛ وهو أن وجود تلك الهيئة] (١٩٧) تتقرّر في المادة كما تقرّرت في الصورة وليس وجود الصورة (١٩٨) في المادة إلا على أنها [١٩ آ] مقارنة لها في القوام ومعها في القوام ؛ وهذا (١٩٩) المعنى موجود للسخونة مع الصورة ، بل (٢٠٠) يفترقان بأن السخونة قد عرضت للصورة لتهيّؤ في المادة لا لتهيّؤ في الصورة ، ولعلّه (٢٠١) قد يكون ما يهيّؤ (٢٠٢) الأول في الصورة ، وليس المؤثر فيما نحن فيه إلا نفس حصول الصورة (٢٠٣) مقارنة الذات للذات ، لا أنها بتهيؤّ أول أو ثان ، أو بتهيّؤ (٢٠٤) في الشيء أو في غيره ـ فهذا الفرق خارج عن الغرض.

(١٩٠) س ط ـ كيف تعلق (٢٠٥) الوجود والوحدة والإضافة وساير اللوازم بالمواد ؛ فإنه يجب أن ينقسم بانقسامها إن كانت حالّة فيها (٢٠٦).

(١٩١) ثم غير جايز أن تنقسم الوحدة ، وممتنع أن ينقسم معنى قولنا «المضاف» و «الوجود».

(١٩٢) وان لم تكن حالّة في المواد ، و (٢٠٧) كان محالا ، فإنها أعراض ووجودها في الموضوع ، ولو كانت غير حالّة في الموضوعات لكانت مفارقة ولكانت (٢٠٨) جواهر ، بل عقولا مفارقة.

(١٩٣) ج ط ـ هذه المعاني ليست من المعقولات المجردة بالوجوب ، بل

__________________

(١٩٦) ل ، عشه : ثم ان معنى.

(١٩٧) ساقطة من ر. (١٩٨) ر : للصورة.

(١٩٩) ل : فهذا. (٢٠٠) في هامش ب : ظ بلى.

(٢٠١) في هامش ب : ظ : أي لا ولعله.

(٢٠٢) ل ، عشه : ما يهيوه.

(٢٠٣) في هامش ب : حاشية : أي حصول الصورة المعقولة في النفس.

(٢٠٤) ل : لا انها؟؟؟ تهيؤ لاول أو؟؟؟ ان؟؟؟ أو؟؟؟ ه؟؟؟ ؤ في الشيء.

(٢٠٥) م ، د ، ج : يتعلق.

(٢٠٦) عشه : بانقسام المادة إن كانت حالّة فيه.

(٢٠٧) الواو غير موجود في عشه ، ر. (٢٠٨) عشه : وكانت.

__________________

(١٩٠) راجع الأسفار الأربعة : ج ٥ ، ص ١٠٥ والمبدأ والمعاد لصدر المتألهين (ره) ص ٢٨٣.


بالإمكان ، والوجود والواحد المادي ينقسم ؛ والوجود مطلقا والواحد مطلقا ممكن له الانقسام (٢٠٩) كما يمكن المعنى النوعي مثلا في الجنسي.

بلى (٢١٠) قوله : «إن (٢١١) هذه لوازم وأعراض فهي لموضوعات فيجب أن ينقسم» قول يحتاج أن يتأمّل (٢١٢).

(١٩٤) أما أنها لوازم موضوعات فحقيقية (٢١٣) ، وأما أنها يجب أن (٢١٤) تنقسم في كل موضوع لأنها أعراض ، فليس كذلك ، فإنه إنما يجب أن ينقسم ما كان عارضا للموضوعات المادية الجسمانية ، فيكون الوحدة فيها اتصالا ، والاتصال يبطل بالانفصال ويبقى متصلا بفرض الاثنينية المشتركة في الحد الواحد ، فيكون واحدا فيه اثنينيّة وقسمة وضعية ، والمعاني التي (٢١٥) هي الصور المعقولة (٢١٦) ليس إنما يمنع أن يكون فيها قسمة ـ منعا (٢١٧) كيف كان ـ بل يكون (٢١٨) فيها قسمة ما هو واحد من جهة ، كثير من جهة (٢١٩) كثرة وضعية (٢٢٠).

(١٩٥) فقد بان أن المعنى المعقول ـ من حيث (٢٢١) هو معقول ـ لا ينقسم إلا إلى أجزاء (٢٢٢) مختلفة ، فلا تحلّ الأجسام ، وأما هذه فإنها ليست معقولات الذوات ، بل يمكن لها (٢٢٣) أن تكون معقولة ، وأن تكون غير معقولة ، فيقبل هذا الضرب حينئذ من القسمة (٢٢٤) ، ولا يبعد أن يكون الواحد [١٩ ب] بالاتصال

__________________

(٢٠٩) ل ، ر : والوجود مطلقا فالواحد مطلقا ممكن له الانقسام. عشه : والوجود والواحد مطلقا ممكن لهما الانقسام.

(٢١٠) ج ، ل ، عشه : بل. (٢١١) «ان» ساقطة من عشه.

(٢١٢) عشه : إلى تأمل. (٢١٣) ل ، عشه ، ر : فحقيقة. ب مهملة.

(٢١٤) ل : بحيث تنقسم. ل خ : يجب أن تنقسم.

(٢١٥) «التي» ساقطة من عشه. (٢١٦) ل : الصورة العقلية. ع خ ر : الصور العقلية.

(٢١٧) عشه : قسمة وضعية منعا. (٢١٨) عشه ، ل ، ر : أن يكون.

(٢١٩) ع ، ل : كثيرة من جهة.

(٢٢٠) ج : وصفية. (٢٢١) ر : من جهة هو.

(٢٢٢) عشه ، ج : لا ينقسم إلى أجزاء.

(٢٢٣) ج : بل انما يمكن لها. ل خ : بل لكن لها. ع ، ه : بل لكن يكون لها. ر : بل لكن لها.

(٢٢٤) ر ، ل ، عشه : هذا الضرب من القسمة حينئذ. ولا يبعد (ر ، ل : ولا بعيد). ج : حينئذ هذا الضرب من القسمة ولا يبعد.

__________________

(١٩٤) راجع الأسفار الأربعة : ج ٥ ص ١٠٧.


والموجود الجسماني ينقسم إلى اثنين فيه (٢٢٥) ، وإلى موجودين متشابهين ، ولا يمنع ذلك الوحدة الجسمانية وغير ذلك.

(١٩٦) س ط ـ لم لا يجوز أن تكون نسبة المعقولات إلى العقل كنسبة الوجود والوحدة وسائر اللوازم إلى الأجسام والموضوعات التي هي (٢٢٦) فيها وجود الأعراض في الموضوع؟

(١٩٧) وما البرهان على أن نسبتها (٢٢٧) غير هذه النسب وحتى (٢٢٨) يلزم في (٢٢٩) حلولها الأجسام ما ذكر في كتاب النفس؟ لا سيّما ونحن نعلم أن العقول الفعّالة ليس تحلّها المعقولات ، بل تفعلها ، وتكاد (٢٣٠) أن تكون نسبة المعقولات إليها كنسبة (٢٣١) اللوازم إلى الأجسام ؛ وإن كانت نسبتها إليها نسبة اللوازم ، فالبرهان المورد في كتاب النفس باطل.

(١٩٨) ج ط ـ هب أن نسبة المعقولات إلى العقل أو النفس نسبة اللوازم ، أليست هي صورا (٢٣٢) لا يجوز أن تقع فيها القسمة المذكورة؟ وإذا كانت في الأجسام لازمة أو حادثة ، فإنها جائز أن تقع فيها تلك القسمة ـ فالخلف ثابت ـ إذ قد قلنا (٢٣٤) إنه ليس يتعلق بالحدوث بل بالوجود.

(١٩٩) ثم لو كانت هذه الصور المعقولة لوازم لأنفسنا كانت موجودة فيها دائما ، وذلك كونها متصوّرة ملحوظة ، فما كنّا نجهل شيئا.

(٢٠٠) س ط ـ ما البرهان على أن العقول الفعّالة ليست بأجسام؟ فإن

__________________

(٢٢٥) ع خ ، ل خ : منه.

(٢٢٦) «هى» ساقطة من ر.

(٢٢٧) عشه ، ل ، ر : نسبها.

(٢٢٨) ع خ ، ه خ : حين.

(٢٢٩) «في» ساقطة من عشه ، ل ، ر.

(٢٣٠) ر : ومكان. (٢٣١) عشه : نسبة.

(٢٣٢) ل ، ر : صور. (٢٣٤) ل ، عشه : وقد قلنا ، ر : قد قلنا.

__________________

(١٩٧) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٨٧.

(٢٠٠) راجع الرقم (٢٧٠).


البرهان إنما قام على أن الشيء الذي ينفعل عن المعقولات وتحلّه المعقولات ليس بجسم ، [فأمّا أن الشيء الذي يفعل المعقولات ليس بجسم ، فما بان لي بالبرهان بعد] (٢٣٥).

(٢٠١) ج ط ـ لم يقم البرهان من حيث يحدث ، بل من حيث يوجد ، أيّ وجود كان ـ قد فرغ من هذا.

(٢٠٢) اجعل بدل «يحلّ» «يوجد» وبرهن ذلك البرهان بعينه ، فإما أن يكون حقا فيهما أو باطلا فيهما ، ليس (٢٣٦) لكونه حالاّ مبتدأ (٢٣٧) تأثير في استمرار صحته ولا لكونه (٢٣٨) موجودا لازما (٢٣٩) تاثير في منع استمرار صحته.

(٢٠٣) س ط ـ ما البرهان على أن التعقّل هو استحضار صورة المعقول في العقل (٢٤٠) ، والعقول الفعّالة ليست هذه سبيلها؟

(٢٠٤) وما المانع من أن تكون عقولنا أيضا تلك (٢٤١) سبيلها؟ ولا ينتفع (٢٤٢) بالبرهان المذكور في كتاب النفس «إن القوّة العقليّة [٢٠ آ] لا تدرك بآلة جسمانيّة» فإنه ما بان لنا بهذا البرهان أيضا أن العقول الفعّالة ليست بأجسام ولا ذوات أجسام.

(٢٠٥) ج ط ـ الصور المفارقة لا يقال لها متعقّلة (٢٤٣) إلا باشتراك الاسم ، إنما التعقّل في العرف الأخيري هو (٢٤٤) الاستيناف.

(٢٠٦) ثمّ لا فرق بين الصور المستحضرة والصور اللازمة (٢٤٥) في أنها

__________________

(٢٣٥) عشه في هذه الفقرة تقديم وتأخير.

(٢٣٦) ل خ : فليس.

(٢٣٧) ر : مبتديا. ى : متبدلا.

(٢٣٨) ى : بكونه. ر : كونه.

(٢٣٩) «لازما» ساقطة من ر. ومحرف في دوم (لان ما).

(٢٤٠) «في العقل» ساقطة من ر. (٢٤١) ج : هذه.

(٢٤٢) عشه ، ل ، ر : فلا ينتفع.

(٢٤٣) ر ، ل ، م ، د : متعلقة. وفي ب أيضا كتب كذلك ثم صحح وكتب فوقها : متعقلة. ه : منفعلة.

(٢٤٤) ى : فى الفرق الاخرى وهو. ل. عش. ر : في العرف الاخرى هو.

(٢٤٥) عشه ، ل ، بين الصورة المستحضرة وبين الصورة اللازمة.

__________________

(٢٠٤) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٩٢.


تستحيل فيما تستحيل (٢٤٦) فيه ، ولا يجوز أن تكون صورة عقليّة في منقسم.

(٢٠٧) وهذا برهان أعم من المختصّ بأنفسنا دون العقل الفعّال ليعلم (٢٤٧) أن البرهان هو على أن الصور العقليّة (٢٤٨) لا توجد في جسم ، لا وجودا مستأنفا (٢٤٩) ولا وجودا لازما ، لأن البرهان ليس يتعلّق إلا بأنه لا يجوز وجوده في الجسم وفي المنقسم (٢٥٠) ؛ ليس على أنه لا يجوز حدوثه فيه (٢٥١) ، لكنّا إذا تكلّمنا [عن أنفسنا تكلّمنا] (٢٥٢) في (٢٥٣) وجود حادث ، لأن تعقّلنا (٢٥٤) حادث ، فكان ذلك نظرا بالعرض ، لا بالذات.

(٢٠٨) س ط ـ هل هاهنا برهان على أن لكل شخص من أشخاص الأنواع شيئا ثابتا واحدا بالعدد والشخص؟ فان ما قيل يختصّ بالإنسان الذي يشعر بذاته.

(٢٠٩) ج ط ـ لعلّ هذا في غير الحيوان يصعب (٢٥٥) ، لكنّه لا بدّ من وقوف كلّ حركة (٢٥٦) زمانا ما ، ولعلّنا (٢٥٧) إذا فكرنا وجدنا السبيل إلى القول الجزم في هذا (٢٥٨).

__________________

(٢٤٦) ج : تستحل فيما تستحل.

(٢٤٧) عشه ، ل : وليعلم.

(٢٤٨) ر : على الصورة العقلية. عش ، ل : على أن الصورة العقلية.

(٢٤٩) ل خ : مباينا.

(٢٥٠) ر : ولا فى المنقسم.

(٢٥١) ى : يجوز حدوثه منه.

(٢٥٢) ساقط عن ر.

(٢٥٣) ج : عن.

(٢٥٤) م ، د : تعلقنا ، وفى ب أيضا كذلك الا انه استدرك في الهامش.

(٢٥٥) ج : صعب.(٢٥٦) ر : على حركة.

(٢٥٧) عشه : ولعله. (٢٥٨) ر : فيه.

__________________

(٢٠٨) راجع الرقم ٣٧.


بسم الله الرحمن الرحيم (١)

ربّ يسّر (٢)

(٢١٠) أما قوله : «إن البسائط تصدر عنها أفعال مختلفة صدورا أوليّا».

(٢١١) ج ـ فذلك في موضوعات مختلفة ذوات استعدادات مختلفة ، والقوّة المحركة والمغذّية تتصرّف في موضوع واحد.

(٢١٢) ط ـ وأما قوله : «إن النفس كافية في جميع أفعالها».

(٢١٣) ج ـ فيتذكر (٣) فساده بما يتحقّق من أن الصور والمعاني الجسمانيّة لا تدرك إلا بآلة جسمانيّة ، والمجردة الكليّة لا تدرك بآلة جسمانية ، والنفس الواحدة ينسب إليها الأمران جميعا ولا تصلح أن تكون جسمانيّة ماديّة وغير جسمانيّة.

(٢١٤) ومن الدليل على فساد هذا الرأي أن الإنسان عنده صور متخيّلة (٤) ومذكورة محفوظة [٢٠ ب] وقد يتأدّى إليه من الحسّ ما يذهل عنه وهو يدركه ضرب (٥) من الإدراك.

__________________

(١) غير موجود فى م ، ل ، عشه ، ر.

(٢) غير موجود فى م ، د ، ل ، عشه. ر : كلام الشيخ من خطه.

(٣) ش : فنذكر. ر : فسنذكر. ب مهملة.

(٤) ب : متجلية.

(٥) ر ، ل ، عشه ، ى : ضربا.

__________________

(٢١٠) تكرر هذا السؤال والجواب في الرقم (٨٤٩) فراجع.

(٢١٢) تكرر السؤال والجواب في الرقم (٨٥٠) فراجع.


(٢١٥) فهذه الصور لو كانت منطبعة في النفس لم يجز أن يقال : إنها مرة [حاضرة ومرة غير حاضرة (٥) ، [ومرّة خاطرة بالبال ومرّة غير] (٦) خاطرة] (٧) فان الخطور (٨) ليس أمرا غير حصول الصورة بالفعل ، فبقي أنها في حال الغفلة تكون غير حاضرة للنفس ، فلا تخلو إما أن تكون حاضرة لقوة أخرى نفسانيّة حافظة لها أو منمحية أصلا ، ولو كانت منمحية لكان لا يقع خطورها بالبال إلا على الوجه الذي حصلت عليه أولا حين كانت موجودة بالقوة ، فأوردها (٩) الحسّ ، فإذا ليست كذلك فهي موجودة بالفعل عند بعض القوى.

(٢١٦) ط ـ (١٠) وقوله : «إن الظن للقوة الخيالية» إن عنى به الظنّ الذي في قضايا كلية الحدود فقد جعل الكلي متصورا في آلة جسمانية.

(٢١٧) (١١) وقوله : «لعل المزاج واسطة وقوة للنفس بها تفعل أفاعيلها».

(٢١٨) ج ـ يجب أن تعلم أن المزاج معين إلا أنه ليس هو الفاعل القريب المتوسط بين النفس والبدن أو نفس النفس ، وذلك لأن موجب أمزجة الحيوان أو موجب موجب أمزجة الحيوان حركة أو سكون متعيّن (١٢) يطرء عليه تحريك مخالف له (١٣) قاسر إياه مؤذ (١٤) له ، فهو عن مبدء آخر ، لا سيّما والتنازع ثابت عند تحريك النفس ، ولو كان اللمس بتوسّط (١٥) المزاج. ومن المعلوم أن صحّة المتوسّط شرط في تمام الفعل ، والمزاج الصحيح لا يحس إلا بأن يستحيل ،

__________________

(٥) «ومرة غير حاضرة» ساقطة من ر.

(٦) ساقطة من م ، د.

(٧) ل : ومرة غير خاطرة بالبال ومرة خاطرة.

(٨) عشه : فان الحضور ، ع خ : فان الخطور.

(٩) ر : فأورده.

(١٠) عشه+ نسخة جواب بخطه. ر+ وبخطه.

(١١) عشه+ وبخطه أيضا.

(١٢) ل : معين.

(١٣) الموجود فى نسخة (ر) إلى هنا وكان بدءها من الرقم (١٤٢).

(١٤) عشه ، ل ، مهملة

(١٥) ل : يتوسط.

__________________

(٢١٧) يظهر أن السؤال راجع إلى اثبات القوى للنفس. راجع الشفاء : النفس ، م ١ ، ف ٤ ، ص ٢٧.


ولذلك (١٦) لا يحسّ بالمثل ؛ فتكون إذن الآلة مزاج مستحيل (١٧) عن الصحّة.

(٢١٩) ثم إنما المدرك الأول هو الأثر الذي يحصل في الآلة وهو نفس هذا المزاج ؛ فيكون المزاج إنما يدرك نفسه ، وكان لا يدرك مثله ـ فضلا عن نفسه (١٨) ـ فالمدرك غير المزاج ، بل هو المدرك الطاري (١٩).

(٢٢٠) ط ـ و (٢٠) قوله : «لعل هيئة الاجتماع تحفظ المزاج قياسا على الأبنية» قول من لا يعلم أن الأبنية إنما تنحفظ على أشكالها لأن وضع أجزائها وضع ميلة في جهة واحدة [٢١ آ] يتعاون بذلك على الثبات ، والاستقصات متضادة القوى مأسورة ، مقسورة على الاجتماع ـ لو لا سبب (٢١) من خارج يقسرها على الاجتماع لتباينت ولم تغن (٢٢) هيئة الاجتماع كما يعرض بعد الموت.

(٢٢١) ط ـ و (٢٣) يجب أن يعلم أن المزاج كيفية واحدة واقفة على حدّ ، ليس المزاج مجموع كيفيات كل واحد منها له حكم في نفسه ، ويصدر عنه فعل في نفسه ، فإن القوى إذا كانت على هذه الصفة لم يسمّ مجموعها مزاجا ، فالمزاج ـ برد أو حرّ أو يبس أو رطوبة ـ على حدّ يجب عنه في موضوعات فعله الفعل الذي (٢٤) ينسب إليه مقصّرا فيه ، والحرارة الغريزيّة آلة من آلات النفس لكن (٢٥) في أن تفرق الغذاء وتنضجه (٢٦) ، وأما إحالته إلى المشاكلة فليس من أفعال الحرارة بوجه ، بل ذلك لقوة اخرى.

__________________

(١٦) عشه : وكذلك.

(١٧) ى : مزاجا مستحيلا.

(١٨) ع خ ، ش : فضلا عن أن يدرك نفسه بحواس نفسه.

(١٩) ل : هو الطارى المدرك الطارى. (٢٠) عشه : وبخطه.

(٢١) عشه : شي من خارج. ع خ : سبب. ل : سببا.

(٢٢) ى : ولم تفن هيئة اجتماعها. ب ، ع ، مهملة.

(٢٣) ل : وبخطه. (٢٤) عشه : فعله العقل ينسب.

(٢٥) «لكن» ساقطة من ى. (٢٦) ى : تهضمه.

__________________

(٢٢٠) الأظهر كون السؤال شبهة على ما استدل به الشيخ في اثبات النفس بأن «المزاج واقع فيه بين أضداد متنازعة إلى الانفكاك ، إنما يجبرها على الالتئام والامتزاج قوة غير ما يتبع التئامها من المزاج». (الإشارات : النمط الثالث ، ف ٣).


(٢٢٢) أرجع إلى ألفاظ حكيت مختلّة (٢٧) :

(٢٢٣) قال (٢٨) : [«الشك في أن الكيفية لم لا يجوز أن يكون] (٢٩) سببا للإدراك والتوكيد (٣٠) ، والمعلول قد لا يكون من جنس العلة؟» هذا كلام مختلّ ، فإنه لم يعوّل في ذلك على أن الكيفيّة المزاجية إنما لا تكون سببا للإدراك ، لأنه مخالف له.

(٢٢٤) س ط ـ (٣١) قيل في كتاب الشفاء عند الكلام في بقاء النفس : «محال أن تفيد الأعراض (٣٢) والصور (٣٣) القائمة بالمواد وجود ذات (٣٤) قائمة بنفسها لا في مادة ووجود جوهر مطلق».

قال أبو القاسم : «لم هو محال؟» قلنا : لأن الصور (٣٥) الجسمانية تفعل بتوسط المادة ، وذلك يتم بوضع.

(٢٢٥) قال : «إنه (٣٦) كما يجوز صدور الجسم عن العقل ، كذلك يجوز صدور العقل عن الجسم ، فليس يجب أن يكون المعلول من جنس العلة».

(٢٢٦) ج ط ـ أما «إن هذا لم هو محال»؟ فهو ممّا يتبين (٣٧) في العلم الأعلى وهو موضوع في علم الطبيعة ؛ وإنما هو محال لأن الوجود معنى يقع على الأشياء بتقدم وتأخّر ، وبعض المعاني (٣٨) حظّه من الوجود آكد مثل الجوهر والقائم

__________________

(٢٧) ل خ ، ع خ ، ه : مختلفة. (٢٨) عشه ، ل : فان.

(٢٩) ل خ : التشكك في أن الكيفية لم لا تكون.

(٣٠) عشه ، ل ، ى : التوليد.

(٣١) عشه+ مسئلة بخط عبد الملك.

(٣٢) ل : للاعراض.(٣٣) عشه : الصورة.

(٣٤) ل خ : وجودات. (٣٥) ل : لم هو هو محال. قلنا لان الصورة.

(٣٦) عشه : كما انه.

(٣٧) عش : بما يبين. ل ، م ، د : يبين. النسخ مهملة.

(٣٨) ى : وبعض الوجود

__________________

(٢٢٣) السؤال راجع على ما هو الأظهر إلى الاستدلال بالإدراك لكون النفس غير المزاج. راجع الإشارات ، الفصل السابق (الشرح : ٢ / ٣٠١).

(٢٢٤) الشفاء : النفس : م ٥ ، ف ٤ ، ص ٢٠٢. راجع أيضا الرقم (١٠٣).


بنفسه ، وبعض المعاني وجوده في الدرجة المتأخرة ، وكلّ ما هو علّية (٣٩) بالذات فإن حظّه من الوجود إمّا مساو لحظ (٤٠) المستفيد منه ـ إن أمكن ذلك ، وإما أسبق منه وآكد.

(٢٢٧) فما ليس له من الوجود حظّ القوام بنفسه فليس يجوز أن يكون غيره ينال منه حظّ القوام بنفسه (٤١) ، [لا لأن المعلول يجب أن يخالف [٢١ ب] العلة ، (٤٢) بل] (٤٣) لأن المعلول يجب أن لا يكون آكد وجودا من العلة.

(٢٢٨) [والذي قلتم (٤٤) في جوابه فهو حسن أيضا. وليس معنى ما قلتم ما ذهبتم أنتم وهو إليه ، بل إذا كانت الصورة] (٤٥) قائمة بالمادة كان (٤٦) مصدرا لأفعال عنها قوامها و (٤٧) نحو وجودها ، وكانت المادة تخصص (٤٨) أفعالها بأن يكون لها فيها توسّط (٤٩) ، وإلا لكانت القوة يصدر فعلها عن ذاتها من غير مشاركة المادة ، وكان فعلها أتمّ في الوجود من ذاتها ، فيجب أن تكون أفعال القوى المادية مخصصة بما لها من كونها مادية ، فتكون تفعل فيما لمادتها إليها (٥٠) نسبة ما ، ولا تفعل فيما ليس لمادتها إليها نسبة ، ولذلك لا تفعل في البعيد جدا وفي المستور وفي الذي ليس في وضع (٥١) ما خاص.

(٢٢٩) س ط ـ الشكوك التي لنا خارجة عن ذلك (٥٢):

هب إن الصور البسيطة واهبها ليس بجسم لما قيل من حديث الوضع ـ وفيه

__________________

(٣٩) ى : علة. (٤٠) عش : بخط.

(٤١) «نفسه» ساقط من عشه.

(٤٢) ل : يجب أن لا يخالف العلة. عش : يجب أن يكون مخالف العلة. ه : يجب أن يكون غير مخالف للعلة.

(٤٣) ساقطة من ي.

(٤٤) عشه ، ل : قلتم أنتم.

(٤٥) ى : وأيضا فإن الصور الجسمانية تفعل بتوسط المادة. وذلك يتم بوضع ، ومعناه أن الصورة إذا كانت.

(٤٦) عشه : وكان. (٤٧) «الواو» ساقطة من عشه.

(٤٨) عشه :؟؟؟ خ؟؟؟ ص.

(٤٩) ى : لها مبدأ توسط.

(٥٠) عشه : إليه. (٥١) ل خ ، عشه : بوضع.

(٥٢) ل خ. عشه : عن مسئلة.

__________________

(٢٢٩) راجع الرقم (٧٧٢) و (٧٤٣) و (٢٢٤)


ما قيل (٥٣)! ـ لم لا يجوز (٥٤) أن يكون سبب الصور المركبة جسم؟ والصورة (٥٥) المركبة تحصل للهيولى بعد أن صارت ذات وضع وصورة ، فبالضرورة على هذا القياس يجب أن يكون واهب هذه الصورة جسما.

(٢٣٠) ج ط ـ قوله : «الصور (٥٦) المركبة» لعله يريد به صور المركبات ، وأما الصور فكل واحدة منها في نفسها بسيطة. أو لعله يعنى صورة مؤلفة من عدة صور كصورة الإنسانية (٥٧).

(٢٣١) فإن عنى الثاني ، فالصورة البسيطة جزء من تلك (٥٨) ، فلا يكون يصدر (٥٩) ما جزئه لا يصدر عن جسماني صادرا عن جسماني.

(٢٣٢) وأما (٦٠) إن عنى بذلك الصور (٦١) البسيطة التي بعد الصورة (٦٢) الاولى ، فيجب أن يتأمل من كتاب الشفاء هذه المسألة ، فهي (٦٣) منصوص عليها بقوة قريبة من الفعل ـ وللكلام فيه طول (٦٤) قد ذكر على وجهه ، فإن في الآن كسلا عن ذكره (٦٥).

(٢٣٣) وأما ما كان مثل النفس الناطقة فالسبب فيه ظاهر حين بيّن أن المفارق لا يكون مبدئه غير المفارق.

(٢٣٤) س ط ـ لا بد للقوة العقلية من استعمال الفكرة (٦٦) عند التعلّم

__________________

(٥٣) ل : وفيما قيل. ل خ : ومما قيل.

(٥٤) عشه ، ل : فلم لا يجوز.

(٥٥) عشه ، ل والصور المركبة.

(٥٦) ل : الصورة المركبة.

(٥٧) عشه ، ل : كالصورة الانسانية. م : كصورة الانسان.

(٥٨) عشه : تلك الصورة. (٥٩) عش : مصدر. ه ، ساقطة.

(٦٠) عشه. ل : فأما. (٦١) عشه : الصورة.

(٦٢) عشه ، ل : الصور. (٦٣) عشه : وهي.

(٦٤) م ، عشه ، ل : والكلام فيه طويل.

(٦٥) ل ، ه : فانني الآن أكسل عن ذكره ، ع : فانني كسل عن ذكره.

(٦٦) عشه : الفكر.

__________________

(٢٣٢) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٤ ، ص ٢٠٢. والإلهيات ، م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٧٩.

(٢٣٤) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٢ ـ الى ـ ٢٢٠.


والتذكّر ، بل عند ما يعقل أنها قد عقلت (٦٧) ، فكيف يكون لها إدراك بعد المفارقة وبطلان هذه القوة.

(٢٣٥) ج ط ـ [٢٢ آ] ألف بدّ من استعمال القوة المفكرة الطالبة للحد الأوسط ، وذلك لأن التعلّم هو على نحوين (٦٨) :

(٢٣٦) أحدهما علي سبيل الحدس ، وهو أن يخطر الحدّ الأوسط بالبال من غير طلب ، فينال والنتيجة معا. والثاني يكون بحيلة وطلب.

(٢٣٧) والحدس هو فيض إلهى واتصال عقلي يكون بلا كسب البتة ، وقد يبلغ من الناس (٦٩) بعضهم مبلغا يكاد يستغني عن الفكر في أكثر ما يتعلّم (٧٠) ، ويكون له قوة النفس القدسيّة.

وإذا تشرفت (٧١) النفس واكتسبت القوّة الفاضلة وفارقت البدن كان نيلها ما ينال هناك عند زوال الشواغل أسرع من نيل الحدس (٧٢) ، فتمثل لها (٧٣) العالم العقلي على ترتيب حدود القضايا والمعقولات الذاتي ـ دون الزماني (٧٤) ـ ويكون ذلك دفعة.

(٢٣٨) وإنما الحاجة إلى الفكر لكدر النفس ، أو لقلة (٧٥) تمرّنها وعجزها عن نيل الفيض الإلهي ، أو للشواغل (٧٦). ولو لا ذلك لاستغلت (٧٧) النفس جلاء (٧٨) من كل شيء إلى أمد (٧٩) الحق.

(٢٣٩) س ط ـ قيل : إن استحضار الصور ـ إذا كانت بحيث أن تعقل ـ و

__________________

(٦٧) عشه : انها لنفسه قد عقلت. ل : انها كيف قد عقلت

(٦٨) عشه : نوعين.

(٦٩) «من الناس» ساقطة من عشه.

(٧٠) عشه : ما يعلم. ل : ما يعمل.

(٧١) عشه ، (ل : و) اذا شرقت. (٧٢) ع خ : الحس.

(٧٣) عش : فتمثلت لها ، ل : فتمثلت لها فتحيل لها.

(٧٤) ى : الذاتية دون الزمانية.

(٧٥) عشه ، ل : أو قلة.(٧٦) عشه ، ل : والشواغل.

(٧٧) ل ، م : لاشتعلت. ش ، د : لاشتغلت. ه : لاشغلت. ع : لا؟؟؟ غلت

(٧٨) ل : لحلايا.

(٧٩) عشه : الأمد.


إدراكها (٨٠) واحد ، وذلك صحيح فيما عرفنا أنها تدرك كعقولنا (٨١) نحن ، وأما (٨٢) فيما لم نعلم بعد إنه هل يدرك ، أم ليس يدرك كيف يصح؟ فإن الشعور بالشيء غير استحضاره.

(٢٤٠) ج ط ـ قوله : «ما لم نعلم إنها هل تدرك» معناه «ما لم نعلم إنه يحصل لها الصورة على التجريد التي بها تكون (٨٣) عقلية» [فإن الإدراك مثلا ليس أن تحصل الصورة على النحو الذي بها] (٨٤) تكون عقليّة ، ثم تحتاج إلى إدراك لتلك الصورة مرة اخرى ، كما تحتاج إلى إدراك الصورة الخارجة (٨٥) ، بل نفس الإدراك تطبّع الشيء بالصور من حيث هي عقليّة ـ أي مجردة عن الأحوال المعلومة ـ.

(٢٤١) وإذا حصلت في شيء على هذه الصفة فليس يحتاج إلى أمر آخر يحصل يكون هو الشعور بها ، فيتكرر تصورها في الشيء مرة اخرى ، ويعود الشعور بتكررها محتاجة إليه (٨٦) مرة ثالثة ، بل ليس التصور إلا أن يصير للذات (٨٧) تلك الصورة من حيث لها ضرب من التجريد [٢٢ ب] بحسب الضرب من الإدراك.

(٢٤٢) س ط ـ إن جاز أن تدرك (٨٨) قوة جسمانيّة أن هذا الذئب مهروب عنه وأن هذا الشيء مخوف عنه (٨٩) ـ وهذه معاني (٩٠) لا يجوز أن تحلّ جسما إذ لا مقدار لها ـ جاز أن تدرك قوة جسمانيّة المعاني المعقولة ، وذلك لأن الشيء

__________________

(٨٠) ل : فادراكها. عشه : فادركها.

(٨١) د ، م : كقولنا. وفى ب أيضا كان كذلك واستدرك فوق الخط بعد «كعقولنا».

(٨٢) ل : وانا.

(٨٣) ل : يكون بها. عش : الذي يكون بها. ه «الذي» ساقط.

(٨٤) ل ، عشه : فان ادراك هذا ليس أن يحصل الصور على النحو الذي به. وفى هامش ل : فان الادراك هذا ليس بأن يخطر ...

(٨٥) عشه : ادراك الصور ، بل. ل : ادراك الصور الخارجة ، بل.

(٨٦) عشه ، ل : محتاجا إليه.

(٨٧) عشه : الذات.

(٨٨) ل : أن تحصل.

(٨٩) ل ، عش : منه.

(٩٠) عشه ، ل : معان.

__________________

(٢٤٢) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٨٧. أيضا الأسفار الأربعة : ج ٩ ص ١١١.


الذي يمنع من أن تدرك المعقولات بآلة جسمانية هو أنها ليست ذوات مقدار ؛ وصورة الخوف والهرب والأذى كلها لا مقدار لها.

(٢٤٣) ج ط ـ من يقول (٩١) هذا؟ الخوف والهرب كلّها معاني جسميّة (٩٢) تحتاج إلى ضرب من التجريد حتى تصير عقليّة (٩٣).

(٢٤٤) س ط ـ لم لا يجوز أن يكون الوجود من توابع بعض الماهيات ولوازمها كغير الوجود من اللوازم؟

(٢٤٥) ج ط ـ لأن التوابع معلولات ، والمعلول وجوده وحصوله بعد وجود علته ، فنفس وجود الماهيّة لا تكون معلول الماهيّة ، وإلا لكان للماهيّة (٩٤) وجود سابق على وجود المعلول وحصوله.

(٢٤٦) ط ـ الذي قال الشيخ أبو القاسم «إن الحيوانات تحسّ بالهوهو وبالغير ويدركه» فإنما ذلك بالعرض لا بالذات ، وذلك لأن الهو هو الذي يقال للشيء الواحد ، فإنّما ذلك بحسب الاسم والمسمّى ، وهذا غير داخل في الأفعال البهيميّة ، وأما الهو هو ـ الذي يكون بمعنى النوع ، أو بمعنى الجنس ، أو بمعنى عرض جامع ـ فالإنسان (٩٥) أيضا لا يدركه ولا يناله إلا أن يخطر بباله اثنين مختلفين ثم يقايس (٩٦) بينهما.

(٢٤٧) وكذلك الغير أيضا ، ليس يكفي في تصور ذات الشيء غير ، أن يتصوّر ذلك الشيء ، بل أن يخطر شيئا آخر بباله معه (٩٧) ، وليس يكفي أيضا هذا ما لم يوقع (٩٨) بينهما الخلاف ـ كما في الهو هو الوفاق.

__________________

(٩١) «من يقول» ساقطة من عشه.

(٩٢) عشه ، ل : معان جسمانية.

(٩٣) على أن تصير عقلية.

(٩٤) عشه : الاوكان للماهية.

(٩٥) ل : فان الانسان.

(٩٦) ل ، عش : ثم يقاس.

(٩٧) ل ، عشه : بل أن يخطر بباله شيء آخر معه.

(٩٨) ل : ما لم يتوقع.


(٢٤٨) والحيوان إنما يعرف صاحبه من حيث يحسّ به ، وأما من حيث له حكم مع غيره ـ من موافقة أو مخالفة ـ فذلك يكون له لو أمكن أن يعتبر ذلك ويفكّر فيه.

(٢٤٩) وأما من حيث إذا رأى ولده مال إليه وإذا رأى الذئب (٩٩) هرب عنه ، ولم يفعل مع هذا ما فعل مع ذلك (١٠٠) ، وإذا رأى أيّ رجلين يتعهّد (١٠١) أنه مال إليه فليس أنه يعتبر مع ذلك حال كل [٢٣ آ] منهما مع الآخر ، والقدر الذي تبيّن به لذلك الشيخ هو هذا الذي أخذه شيئا دون شيء ؛ وتقارن عين شيء (١٠٢) دون شيء لا يوجب أن يتعدى تصور ذلك الشيء المحسوس إلى مقايسة يفعلها (١٠٣) مع غيره ، فإن ذلك يتم على التفريق ، فليس إذن ما ذهب إليه واجبا.

(٢٥٠) وبعد هذا ، فلو أن البهيمة أدركت هو هويّة جزئية وغيرية جزئيّة لم يكن ذلك بعجيب ولا قادح في الكلام الحق ، لأن الذي هو عقلي هو الهو هويّة من حيث (١٠٤) هو هو هويّة مجردة ، أو (١٠٥) الغيريّة من حيث هي (١٠٦) غيرية مجردة ، أو إحداهما مخصّصة بمعنى كلي أيضا لا بشخصهما (١٠٧). أي لا يمنعهما من القول على كثيرين. (١٠٨)

(٢٥١) مسائل اخرى كانت (١٠٩) وصلت له ما ليس منها مكررا :

(٢٥٢) س ط ـ أيّت (١١٠) قوة تستعمل المفكرة غير القوة العقلية دائما حتى لا تفترّ هذه القوة عن الحركة؟ فإني أقدر أنه ليس يستعمل هذه القوة غير العقل ، إذ كانت المعاني التي تتصرف فيها هذه القوة ليست هي أشياء تحصل في القوى

__________________

(٩٩) ع : الذب.

(١٠٠) عشه ، ل : ما فعله مع ذلك فإذا رأى.

(١٠١) ل : رأى الرجلين يتعاهد. عشه رأى أيّ الرجلين يتعهد

(١٠٢) عشه ، ل : ونفاره عن شيء.

(١٠٣) ل خ : الى مقارنة يبلغها.

(١٠٤) عشه : وحيث هو.

(١٠٥) عشه : والغيرية.

(١٠٦) عشه : هو.

(١٠٧) ل : لا شخصيهما ، أي لا يمنعهما ، عش : لا شخصنا الا يمنعها ع خ : لا يشخصها الا يمنعها ، ه : لا شخصى لا يمنعها ،

(١٠٨) عشه : على كثير من.

(١٠٩) عشه : وكانت.

(١١٠) عشه ، ل : أي قوة.


الجسمانية ، مثل الآراء ـ وإن كانت باطلة ـ ومثل النظر في العواقب ، ومثل الشفقة على الأقرباء ، ومثل تدبير الأعمال (١١١) الجزئية ، ومثل التصرف في المقدمات التي تنسب إلى أنها وهميّة ـ وهي بالحقيقة لا تحصل في آلة جسمانية ـ وكيف يحصل في الآلة اعتقادنا بأن كل محدث يجب أن يتقدمه زمان؟ ومثل أن النفس لا يصح عليها (١١٢) الفناء؟ ومثل أن كل نوع أشخاصها (١١٣) كائنة بعد ما لم يكن ـ بعدية بالزمان (١١٤) ـ فالنوع أيضا كذلك؟.

(٢٥٣) وهذه كليات ومعاني (١١٥) لا يصحّ عليها القوة في الجسم ، فإن كانت (١١٦) لقوة اخرى ذلك ، فتلك أيضا غير جسمانية.

(٢٥٤) ج ط ـ القوة العقلية إذا اشتاقت إلى صورة معقولة تضرعت بالطبع إلى المبدأ الواهب ، فإن ساحت عليها على سبيل الحدس كفيت المؤنة ، وإلا فزعت إلى حركات من قوى اخرى من (١١٧) شأنها أن تعدّه (١١٨) لقبول الفيض لتأثير ما مخصوص يكون في النفس منها ، ومشاكلة بينها وبين شيء من الصور [٢٣ ب] التي في عالم الفيض ويحصل (١١٩) لها بالاضطراب ما كان لا يحصل إلا بالحدس (١٢٠).

(٢٥٥) فالقوة الفكرية إن عنى بها الطالبة (١٢١) فهي للنفس الناطقة وهو من قبيل (١٢٢) العقل بالملكة ، لا سيما إذا أراد (١٢٣) استكمالا ، فما جاوز (١٢٤) الملكة.

وإن عنى بها العارضة للصور (١٢٥) المتحركة فهي المتخيّلة من حيث تتحرك مع سوق (١٢٦) القوة العقلية.

_________________

(١١١) عشه : التدبير للاعمال.

(١١٢) عشه : عليه.

(١١٣) ل : كل نوع تقدمه أشخاص. عشه : كل نوع اشخاصه.

(١١٤) ل ، عشه ، تقدمه بالزمان.

(١١٥) عشه ، ل : ومعان.(١١٦) ل : كان.

(١١٧) «من» ساقطة من ل.(١١٨) عشه ، ل : تعدها.

(١١٩) عشه. ل : فيحصل.

(١٢٠) ى : بالاضطرار ما كان لا يحصل بالحدس.

(١٢١) ل : الطالبة فهي النفس ، عشه : الطالب فهي النفس.

(١٢٢) ل ، عشه : من قبل.(١٢٣) ل ، ى : إذا زاد.

(١٢٤) ج : مما جاوز. ل ، ى ، ه : بما جاوز. عش : بما جاور.

(١٢٥) عشه : للصورة.

(١٢٦) عشه ، ل ، ج ، ى : مع شوق.


(٢٥٦) س ط ـ ما البرهان على أن الخلق من لوازم واجب الوجود بذاته؟

(٢٥٧) ج ط ـ لأن الخلق معلول ، وقد بيّنا أن المعلول ما لم يجب لم يوجد ، فإما أن يتعلّق وجوده (١٢٧) بالواجب الوجود ، أو يتسلسل.

(٢٥٨) س ط ـ إذا قبلت الهيولى صورة الماء وتحصل لها عند المزاج صورة (١٢٨) الإنسانية فهل يجوز أن تكون لهيولى واحد (١٢٩) صورتان؟

(٢٥٩) ج ط ـ يجوز بالتقدم والتأخّر.

(٢٦٠) س ط ـ قيل في بيان «إن الواحد يصدر عنه واحد» : إنه إذا كان الشيء من حيث يصدر عنه «ب» يصدر عنه «ح» أيضا ، كان من (١٣٠) حيث يصدر عنه «ب» يصدر عنه «لا ب» ـ وهذا محال.

وعندي أنه لا يمنع صدور «ب» عن الشيء صدور غيره عنه وبالحقيقة ، فليس هذا بخلف (١٣١).

(٢٦١) ج ط ـ المفهوم من الحيثيتين (١٣٢) مختلف ، ولكل واحد منهما إضافة اخرى ، وما مفهومه مختلف فحقيقته مختلفة ، فإما أن يلزما (١٣٣) معا أو يكون أحد هما. وتمم (١٣٤) الكلام على ما قيل في المحرك والمتحرك ـ بل على ما يجيء بعد (١٣٥) ـ.

__________________

(١٢٧) عشه ، ى : وجوبه.

(١٢٨) ج : الصورة.

(١٢٩) عشه ، ج : واحدة.

(١٣٠) «من» ساقطة من عشه.

(١٣١) عشه ، ل : خلف. (١٣٢) ع خ ، ل : الحيثين.

(١٣٣) ل خ : يكونا.(١٣٤) عشه ، ل : وتمام.

(١٣٥) ل : بعده عشه : من بعد.

__________________

(٢٥٨) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٢ ، ف ٤ ، ص ٨٩.

(٢٦٠) راجع الرقم (٧٤٠) و (٦٧٣) و (٧٨٦).

(٢٦١) راجع الرقم (٢٦٥) و (٦٧٩).


(٢٦٢) س ط ـ وشيء آخر ـ فإن القوة المفكرة والخيالية (١٣٦) تتمانعان ، فإن في اليقظة تكون القوة المفكرة مستعملة (١٣٧) دائما ـ بحيث لا تفترّ أصلا ـ وتبطل في النوم هذه القوة ـ وفي حال اليقظة (١٣٨) بالضدّ ـ وكذلك تبطل القوة العقلية في حال النوم لبطلان القوة المفكرة.

(٢٦٣) فهذه (١٣٩) كلّها دلائل قويّة على أن العقل لا بدّ له في التوصل إلى تحصيل (١٤٠) النسبة بينه وبين العقل الفعّال من القوة المفكّرة ، فكيف يمكننا أن نجزم القول بأن هذه النسبة تحصل له بعد المفارقة.

(٢٦٤) ج ط ـ قوله [في بعض المواضع : «إن] (١٤١) القوة العقلية تتعطّل في حال النوم» فقول (١٤٢) غير مسلّم ، فكثيرا (١٤٣) ما تقسر (١٤٤) القوة المتخيلة وتجعلها [٢٤ آ] آلة ونستنبط ما لم نستنبط في اليقظة ، لكن الأغلب أن القوة المتخيلة تستولى (١٤٥) لنوم الحس ، فتشغل (١٤٦) النفس عن غير التخيل ، ولذلك ما يحتاج أكثر الأحلام إلى عبارة.

(٢٦٥) س ط ـ قيل في إثبات المحرك للمتحرك ما قيل : «أن يكون الشيء متحركا ليس هو أن يكون محركا (١٤٧) ولا هو مقوم (١٤٨) له ، وإلا كان كل متحرك محركا (١٤٩)» ولعمري إن كل متحرك محرك طبيعي ، فهذا (١٥٠) هو نفس المسألة ،

__________________

(١٣٦) عشه ، ل : والقوة الخيالية.

(١٣٧) ل خ : مشتغلة.(١٣٨) ل ، عشه : حال النوم.

(١٣٩) عشه : وهذه. (١٤٠) عش : إلى أن يحصل.

(١٤١) ل : ان ، عشه : بأن. (١٤٢) عشه ، ل ، ج : قول.

(١٤٣) ل : وكثيرا ما.

(١٤٤) ج : يفتر. ل : تقصر.

(١٤٥) ج ، ع :؟؟؟ ستوى.

(١٤٦) عشه ، ج ، ل : فتشتغل.

(١٤٧) ل : محركا ليس هو أن يكون متحركا. عش : متحركا ليس أن يكون محركا.

(١٤٨) عشه : مقدم.

(١٤٩) ل : محرك متحركا.

(١٥٠) عشه ، ل : وهذا.

__________________

(٢٦٢) قوله : «هذه النسبة تحصل بعد المفارقة» راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٩.

(٢٦٥) راجع الرقم (٢٩٧) و (٦٧٩) أيضا الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١ ، ص ٨٧.


كيف يجعل مقدمة لإبطال (١٥١) هذه الدعوى؟

(٢٦٦) ج ط ـ هذه المسألة كيف غفلت عنها (١٥٢)؟ معنى كلامي هو أن (١٥٣) مفهوم «إن الشيء محرك» غير مفهوم «إنه متحرك (١٥٤)» لأن (١٥٥) الموضوع لهما مختلف وغير ، حتى يكون مصادرة على المطلوب الأول ، والمحرك والمتحرك في الطبيعيات ـ وإن سومح في ذلك فقيل «إن كل محرك منها متحرك (١٥٦)» ـ فذلك بمعنى أن الموضوع الواحد (١٥٧) يجتمع فيه الأمران ، فيكون للأمرين موضوع واحد. ليس أن للأمرين (١٥٨) مفهوم واحد وصورة واحدة والبرهان مبني (١٥٩) على المفهوم وعلى حقيقة الصورة (١٦٠).

(٢٦٧) س ط ـ البدن كيف يوثر في النفس ، والنفس لا وضع لها ـ [وقد ذكر في عدة أقاويل] (١٦١) «إن ما ليس له وضع لا يوثر فيه ما له وضع (١٦٢)» ـ؟

(٢٦٨) ج ط ـ ما بيّن كذا (١٦٣) ـ بل بيّن أن (١٦٤) ما ليس له وضع ولا علاقة معنى ذي وضع (١٦٥).

__________________

(١٥١) ل : يحصل (خ يجعل) مقدمة لا بطال. عشه : يجعل لا بطال.

(١٥٢) عش ، ل : كنت غفلت عنها. ل خ : كنت تخيلت فيها. ه : كنت عقلت عليها.

(١٥٣) «ان» ساقطة من عش.

(١٥٤) ل خ : يحرك غير مفهوم انه يتحرك ... عشه : محرك غير مفهوم ان الشيء متحرك

(١٥٥) ب خ ، عشه : لا أن الموضوع.

(١٥٦) عشه : يتحرك. ل : يتحرك منها. (١٥٧) عشه : واحد.

(١٥٨) ل : ليس ان الامرين. عشه : ليس للامرين.

(١٥٩) عشه : يبتنى. ل خ : يبنى.

(١٦٠) ل ، عشه : التصور.

وفي هامش ل : يتم البرهان هكذا. وهو : لو صح أن يكون الشيء متحركا ليس هو أن يكون محركا ولا مقوما له ؛ وإلا كان متحرك محركا ؛ وكثير من المتحركات ليس يتحرك.

(١٦١) ل : وقد بين فى عدة أقاويل. عشه : وبين في عدة أقاويل.

(١٦٢) ى : ما له وضع لا يؤثر فيما لا وضع له.

(١٦٣) ل ، عش : كذى. (١٦٤) «ان» ساقطة من عشه.

(١٦٥) ى ، ل ، عشه : ولا (ل : فلا) علاقة له مع ذي وضع.

__________________

(٢٦٧) راجع الإشارات (الشرح) : ٢ / ٣٠٧.


(٢٦٩) فإن قيل في موضع : «ما ليس له وضع» واقتصر على هذا المبلغ فقد عني به ما هو مجرد بذاته وعلاقته في وجوده أو حدوثه ، وهذا شيء قد جرى فيه كلام (١٦٥) في المسائل التي سلفت ، فليطالعها فقد فرغ من هذا.

(٢٧٠) س ط ـ العقل الذي يعقل (١٦٦) المعقولات ما البرهان على أنه ليس بجسم؟ لأن البرهان إنما قام على ما فيه المعقولات ـ لا على ما يعقل (١٦٧) المعقولات ـ والجواب الذي ورد غير مقنع.

(٢٧١) العقل (١٦٨) الذي يفعل (١٦٩) المعقولات فيه أيضا المعقولات كاللوازم لذاته ، فهو يعقلها في ذاته عن ذاته (١٧٠) ، وفي غيره أيضا ، وقد كان هذا إحدى [٢٤ ب] المسائل العشرة (١٧١) التي كانت في جانب الكتمان فبيح بها أو لم يسمع وعنده جلايا مقدسات (١٧٢).

معنى قوله «يعقلها (١٧٣)» ليس بعقل العامي الذي بعد أن لم يفعل (١٧٤) بل معنى وجود لازم كما تعلم.

(٢٧٢) س ط ـ قيل في كتاب النفس : «إنه لما بيّن أن جميع القوى الحيوانية لا فعل لها (١٧٥) إلا بالبدن ووجود القوى أن يكون بحيث تفعل ، فالقوى الحيوانيّة

__________________

(١٦٥) عش : كلا.

(١٦٦) ل ، عشه : يفعل. وفى نسخة ب أيضا كتب فوق يعقل : يفعل.

(١٦٧) ل ، عشه : يفعل. وفى نسخة ب أيضا كتب فوق يعقل : يفعل.

(١٦٨) عشه : لأن العقل

(١٦٩) ل ، م ، د ، ج : يعقل. ب مهملة.

(١٧٠) ل : فهو يفعلها في ذاته عن ذاته. عش : فهو يفعلها في ذاتها عن ذاته. ه : فهو يفعلها في ذاتها عن ذاتها. (١٧١) ل ، عشه : العشر.

(١٧٢) ل : مقدمات. (١٧٣) ل ، عشه :؟؟؟ فعلها ليس؟؟؟ فعل. وفي ب أيضا كتب فوق الخط كذلك والنسخ مهملة عموما. ى : يفعلها ليس بالفعل.

(١٧٤) ه : الذي ان لم يفعل. (١٧٥) «لها» ساقطة من ل.

__________________

(٢٦٩) راجع الرقم : (٢٢٨).

(٢٧٠) راجع الرقم : (٢٠٠).

(٢٧٢) الشفاء : النفس ، م ٤ ، ف ٤ ، ص ١٧٨.


إذن إنما تكون بحيث تفعل وهي بدنية» واريد أن يبيّن أن وجود القوى لم يجب (١٧٦) أن يكون بحيث تفعل ، فإن الجواب الذي ورد (١٧٧) لم يقنع ـ هذا.

(٢٧٣) ج ط ـ والقوى (١٧٨) الشوقية إلى الشهوات المتخيّلة ـ مثلا ـ ما البرهان على أنها جسمانيّة؟

(٢٧٤) بلى (١٧٩) هذا البرهان يحتاج (١٨٠) إلى تتميم ، وهو كما قال ، وكذلك القوة الشوقية تحتاج أن يبين هذا فيها (١٨١) ببرهان ؛ ولعلي أحتاج إلى فضل (١٨٢) تفكر في هذا الباب لينقدح البيان الجزم ـ ولعل الله يسهل الالتقاء ـ.

(٢٧٥) س ط ـ كنت سألت البرهان (١٨٣) على «أن مصدر أفعال الشيء وجوده وقوامه» فأجاب بما دلّ على أن مصدر الأفعال شيئيته ، والبرهان المطلوب هو على أن مصدر أفعال الشيء وجوده ، لا شيئيته؟

(٢٧٦) ج ط ـ الشيء قد يكون في شيئيته علة لشيء ، ولعل (١٨٤) هذا النمط من العلة لا يسمى فعلا. إنما الفعل ـ فيما أحسب ـ اسم للعلية (١٨٥) التي تتعلق بوجود ما هو في نفسه شيء وله وجود مضموم إلى شيئيته (١٨٦).

(٢٧٧) وإذا كان كذلك فلا يكون نفس الشيئية علة لوجود شيء على الوجه الذي يسمى (١٨٧) فعلا ، لأنه إن صدر عن شيئية غير معتبر فيه وجوده كان علة ـ وجد أو لم يوجد ـ وما عدمه ووجوده سواء في وجود شيء فلا يتعلق به وجوده ، فإن علة الوجود ما لم توجد لم يوجد معلوله.

__________________

(١٧٦) عشه : يجب.

(١٧٧) ل : الجواب الذي أورد. ه : الجواب الذي أورده. عش : الجواب ورده.

(١٧٨) ل ، عشه : والقوة.

(١٧٩) ل ، عشه : بل. (١٨٠) ل : محتاج.

(١٨١) ل : تحتاج إلى أن يبين فيها هذا. عشه : تحتاج إلى أن يبين فيها.

(١٨٢) عشه : فعل. (١٨٣) ل : ما البرهان.

(١٨٤) ل ، عشه : فلعل. (١٨٥) ل ، عشه : العلية.

(١٨٦) يحتمل قراءتها فى ل : سببه. كما انها فى ب أيضا مشتبه.

(١٨٧) عشه : سمي.

__________________

(٢٧٥) راجع الرقم (١٧٧).


ولو كان شيء يوجد ـ لو (١٨٨) وجد غيره أو لم يوجد ـ لم يكن له أثر في وجوده أكثر من أثر المعية الساذجة ، والعلية أكثر من المعية وإن كانت مع المعية.

(٢٧٨) س ط ـ بأية قوة نشعر بذواتنا الجزئية؟ فإن النفس إدراكها للمعاني إما بالقوة العقلية ـ والشعور بالذات الجزئي ليس هو تعقل ـ أو بالقوة الوهمية ـ [والقوة الوهمية تدرك] (١٨٩) معاني مقترنة بمتخيلات [٢٥ آ] وقد بيّن أني أشعر بذاتي وإن لم أشعر بأعضائي ولم أتخيّل جسمي.

(٢٧٩) ج ط ـ قد بان (١٩٠) أن المعنى الكلي [لا يدرك بجسم ، وبان أن المعنى الشخصي الذي تشخصه بالأعراض الهيولانية ـ نحو القدر المحدود والوضع المحدود] (١٩١) ـ لا يدرك بغير جسم ؛ ولم يبين أن الجزئي أصلا لا يدرك بغير جسم ، ولا أن الجزئي لا يقلب (١٩٢) في حكم الكلي ، بل (١٩٣) الجزئي إذا كان تشخصه (١٩٤) ليس بقدر ووضع وما يشاكلهما (١٩٥) فلا مانع عن أن يشعر به (١٩٦) بذلك الجزئي ، ولم يبين استحالة هذا في موضع.

(٢٨٠) ولا بأس بأن يكون (١٩٧) سبب ذلك الشخص هيولى (١٩٨) وأمر هيولانى بوجه ما إذا لم يكن الهيئة اللازمة المشخصة (١٩٩) نفسها هيولانية ، بل كانت من الهيئات التي تخصّ ما ليس بجسم فتشخصه (٢٠٠) إنما لا يدرك العقل (٢٠١)

__________________

(١٨٨) ل : له. عشه : أو.

(١٨٩) ل : وهي إنما يدرك. عشه : وهي تدرك ، ب : والقوة الوهمية يدرك

(١٩٠) ل : بان ان المعنى. ع : بان المعنى. ه : ان المعنى.

(١٩١) ساقط من عشه.

(١٩٢) ل ، عشه : لا ينقلب (مهملة).

(١٩٣) ب : بلى. (١٩٤) عشه : شخصه.

(١٩٥) عشه : شاكلهما. (١٩٦) «به» غير موجود في ل ، عشه. وفي هامش ب : ظ العقل. وقد جاء فى ى أيضا بعد «به» : أظنه العقل. (١٩٧) عش : ولا بأس أن يكون. ه : ولا مانع أن يكون.

(١٩٨) «الشخص هيولى» مشتبه في ل ، والاقرب أن يقرء فيها : التشخص هيولائي.

(١٩٩) ل ، عشه : الهيئة الشخصية اللازمة.

(٢٠٠) ب مهملة. ه ، ع خ ، ى : بتشخصه.

(٢٠١) «العقل» ساقطة من عشه

__________________

(٢٧٨) راجع الرقم (٦٠) إلى (٦٥).


أو النفس العاقلة جزئيا (٢٠١) مشخصا بهيئات مقدرة هيولانية (٢٠٢).

(٢٨١) وأما (٢٠٣) ما خلا ذلك فقد يدركه ويدرك هذا أيضا إذا قشّره عن الامور المخصصة ، أو أضاف إليه الامور المخصصة مأخوذة كلية ، والامور المتجردة إما شخصيات نوع تتميّز بخواصّ وتدرك ذواتها كما هي ، وإما أفراد ليس ينقسم نوعها بمخصصات بل النوع في (٢٠٤) ذات واحدة ليست (٢٠٥) تحتاج أن تتميّز إلا بالنوعيّة ، فهذه تدرك أيضا (٢٠٦) ذواتها بنوعيتها.

ثم هاهنا نظر في أنها هل تدرك الصنف (٢٠٧) الأول بشخصيّتها.

(٢٨٢) س ط ـ كيف (٢٠٨) أعقل ذاتي؟ ـ والمعقول هو المعنى الكلي القائم بحده ، وأنا إذا عقلت ذاتي فقد تجردت ، وحينئذ أكون قائما بحدي مقام الكلي ، وكل قائم بحده مقام الكلي فإنه مجرد لا تخالطه قوة الانفعال ، فكيف يدخل حينئذ على ذاتي ما يمنعه التجرد الذي له.

(٢٨٣) ج ط ـ إن لم يسم هذا الشعور بالذات عقلا ـ بل خصّ اسم العقل بما كان من الشعور الكلي المجرد ـ كان للقائل أن يقول : «إن شعوري بذاتي غير عقل ، وإني لست أعقل ذاتي».

وإن سمي كل إدراك (٢٠٩) من مجرد القوام عقلا لم يسلم أن كل معقول لكل شيء معنى كلّي (٢١٠) قائم بحدّه ، بل لعلّه إن سلّم فإنما يسلم في المعقولات الخارجة.

(٢٨٤) على أن [٢٥ ب] حق هذا أن لا يسلم مطلقا ، فليس كل شيء (٢١١) له

__________________

(٢٠١) فى ب مشتبه ، يقرء حربا.

(٢٠٢) ل ، عشه : هيولانية مقدرة.

(٢٠٣) ل ، عشه : فأما.

(٢٠٤) «في» غير موجود في ل ، عشه.

(٢٠٥) ل : وليس.

(٢٠٦) ع : أيضا تدرك.

(٢٠٧) عشه : الا بصنف الأول.

(٢٠٨) «كيف» ساقطة من عشه

(٢٠٩) «إدراك» ساقطة من عشه.

(٢١٠) «معنى كلي» غير موجود في عشه.

(٢١١) عشه : أن يسلم مطلقا فليس شيء.


حدّ ، وليس كل معقول إنما هو متصوّر بسيط ، بل قد يعقل الشيء بأحواله فيدرك حده مخلوطا بعوارضه ، وكذلك إذا عقلت ذاتي عقلت حدّا مقرونا به عارض لازم.

(٢٨٥) على أن (٢١٢) الواجب أن قولنا : «إن المعقول هو الكلّي» أي من الامور المختلطة المشترك فيها ، وإنما المعقول على الإطلاق الذي يعم (٢١٣) كل شيء ماهيّة (٢١٤) مجردة أو مقرونة بما يعقل معه ، ثم يعرض في بعض الأشياء أن تكون تلك الماهيّة كلية مشتركة فيها (٢١٥) بقوة أو فعل ، وبعضها لا يكون كذلك.

(٢٨٦) س ط ـ أحد ما يبرهن به (٢١٦) على أن وجود الجوهر الذي يدرك منا المعقولات غير منطبعة (٢١٧) في مادة جسمانية : «أن الإنسان يعقل ذاته ، وأنه لا يجوز أن يكون بيني وبين ذاتي آلة» ، وهذا البيان أيضا يستمر (٢١٨) في القوة التي تشعر مني بذاتي الجزئي ، فلم جاز هناك وأوجب (٢١٩) أن تكون القوة العقلية غير منطبعة في المادة ، ولم يجز في هذه القوة؟

(٢٨٧) ج ط ـ القوة التي تشعر مني بذاتي الجزئية (٢٢٠) هي النفس الناطقة ، قد مرّ هذا وما فيه ، وأما في الحيوانات فكلام آخر.

(٢٨٨) ثم هذا الكلام ليس ببرهان على ما ذكره (٢٢١) ، بل نمط آخر من البيان معطوف على بيان سابق ، فليتأمّله لعل هذا العقل ليس يعنى به مجرد ذلك الشعور المجمل ، [بل بعد ذلك ـ فليعن بفكره] (٢٢٢) بعد هذه الإشارة.

__________________

(٢١٢) «أن» ساقطة من عشه.

(٢١٣) عشه : الاطلاق الشيء يعم.

(٢١٤) ى : ماهيته.

(٢١٥) عشه : الماهية مشتركا فيها.

(٢١٦) عشه : ما برهن على. ل : أحد ما برهن به على.

(٢١٧) عشه ، ل : غير منطبع.

(٢١٨) عشه : مستمر.(٢١٩) ب خ : بل يوجب.

(٢٢٠) عشه : الجزئي. (٢٢١) عشه : ليس يبرهن على ما ذكر.

(٢٢٢) عشه ، ل : بل لعله يستغنى بفكره.

__________________

(٢٨٦) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٩٣.


(٢٨٩) س ط ـ هل تشعر الحيوانات الاخرى (٢٢٣) ـ سوى الإنسان ـ بذواتها ، وما البرهان عليه إن كان كذلك؟

(٢٩٠) ج ط ـ يحتاج أن يفكّر في ذلك ، ولعلّها تشعر بذواتها بآلات ، أو لعل هناك شعورا (٢٢٤) بأمر مشترك (٢٢٥) من الأطلال (٢٢٦) ، أو لعلّها لا تشعر إلا بما تحسّ وتتخيّل ، ولا تشعر بذواتها وقويها ولا أفعال قويها الباطنة ـ يجب أن يفكّر في هذا.

(٢٩١) س ط ـ ثمّ لي شعور بأني (٢٢٧) أبصرت ـ أعني هذا الإبصار الجزئي ـ ولا شكّ إن للحيوانات الاخر هذا الشعور إن كانت تشعر بذواتها ، فبأيّة (٢٢٨) قوة ادرك هذا المعنى وكيف الحال فيه؟

(٢٩٢) لعلّ بيني وبين إبصاري [٢٦ آ] آلة جسمانية بارزة ، وبين إبصاري لإبصاري [آلة جسمانية باطنة ، ولعلّ بين إدراكي لذاتي وبين إبصاري غيري ـ أو (٢٢٩) بين إبصاري لإبصاري] (٢٣٠) غيري (٢٣١) ـ فرقا.

ويجوز أن يتوسّط بيني وبين إبصاري غيري وبين إبصاري لإبصاري أيضا لغيري (٢٣٢) ـ الذي هو غيري ـ متوسّط ؛ ولا يجوز أن يكون بين ذاتي وإدراكي لذاتي متوسّط.

(٢٩٣) ثم هاهنا كلام طويل نسأل الله تعالى (٢٣٣) أن يوفّقنا لقضائه على وجهه بكماله ـ فما من توفيق إلا بالله جلّت عظمته.

__________________

(٢٢٣) ل ، عشه : الاخر.

(٢٢٤) عشه ، ل : شعور.

(٢٢٥) ل : يشترك.

(٢٢٦) عشه : الاطلاق. ع خ : الاطلال.

(٢٢٧) عشه : بأن. (٢٢٨) عشه : فبأى. ل : فأى.

(٢٢٩) ل : و. (٢٣٠) ساقطة من ش ، ه.

(٢٣١) ل : غير. (٢٣٢) ل : لغير الذي.

(٢٣٣) «تعالى» ساقطة من ل ، عشه.

__________________

(٢٨٩) راجع الأسفار الأربعة : ٩ / ١١١.

(٢٩١) راجع الرقم (٨٩١).


(٢٩٤) س ط ـ إذا حصل في قوى الباصرة صورة (٢٣٤) أشعر بإبصاري إياها والقوة التي أدرك بها أني أنا غير القوة الباصرة ، فيجب أن تحصل في ذات النفس مرة اخرى تلك الصورة ، حتى أشعر حينئذ بإبصاري إيّاها.

(٢٩٥) ج ط ـ صدقت.

(٢٩٦) س ط ـ إن أنعم (٢٣٥) بإتمام الكلام في إثبات شيء ثابت في سائر الحيوانات ـ سوى (٢٣٦) الإنسان والنبات كانت المنّة أعظم.

(٢٩٧) ج ط ـ إن قدرت.

(٢٩٨) س ط ـ وإن (٢٣٧) كان على وجود القوة العقلية غير منطبعة في المادة برهان عرشيّ أو شرقيّ (٢٣٨) أقرب إلى الأفهام أنعم بايراده ، فإن ما قيل في كتاب النفس يحتاج إلى تصحيح عدّة مقدّمات ، والنفس (٢٣٩) كأنها لا تثق بها كل الثقة على صحّة البرهان.

(٢٩٩) ج ط ـ ما أصحّ تلك (٢٤٠) ـ لا سيّما ما بني على منع القسمة واستحالة الوضع ، ثم العرشيّ إن رزقنيه الله فإنما يكون في الحكمة العرشية.

(٣٠٠) س ط ـ قيل في بعض المواضع : «إن ما يعقل غيره فيجب أن يعقل ذاته» ولم يبرهن عليه.

__________________

(٢٣٤) عش ، ل+ : الباصرة.

(٢٣٥) ل : نعم.

(٢٣٦) «سوى» ساقطة من عشه.

(٢٣٧) عشه : فإن.(٢٣٨) ل : برهان عن شيء أو سر فى.

(٢٣٩) ل ، عشه : فانفس. (٢٤٠) «تلك» ساقطة من عشه.

__________________

(٢٩٦) راجع الأسفار الأربعة : ٩ / ١١١. أيضا راجع الرقم (٣٥٤).

(٢٩٨) الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٨٧.

(٣٠٠) راجع الإشارات (الشرح : ٢ / ٣٨٢).


(٣٠١) ج ط ـ إذا كان يعقل أنه عقل (٢٤١) غيره [فيجب أن يعقل ذاته ، والمقدم واجب] (٢٤٢).

(٣٠٢) س ط ـ وقيل (٢٤٣) : «إن الصورة الكليّة القائمة بحدّها إذا حصلت لشيء (٢٤٤) صار ذلك الشيء بها عقلا ـ وتعجّبت منه ، فإن الشيء إنما يصير عقلا بأن يتجرد غاية التجريد ، وكيف يدخل على شيء غير مجرد ما يجرده؟! فإن قوله : «يصير به الشيء عقلا» معناه : يصير به الشيء مجردا.

(٣٠٣) ج ظ ـ معنى (٢٤٥) «صار» ليس ؛ إنه (٢٤٦) صار حينئذ ، بل معناه : إنه دلّ (٢٤٧) على كونه كذلك ، وهذه كلمة (٢٤٨) تستعمل مجازا.

(٣٠٤) س ط ـ قيل في بعض المواضع حيث تكلّم في إثبات محرك الجسم : إن الحركة لا يجوز أن تكون من لوازم الجسم ، وذلك لأنه كان [وجب أن لا تفارقه فلما عارضته] (٢٤٩) بحركة الفلك ـ قيل : إن النوع لا يجوز أن يكون من لوازم الشخص. [٢٦ ب] وهذا غير مبرهن ؛ فإني لا أعلم أن النوع لم لا يجوز أن يكون من لوازم الشخص؟!

(٣٠٦) ثم (٢٥٠) لقائل أن يقول : إن القوة الشخصيّة كيف يلزم عنها معنى نوعي؟ ولم جاز في القوة ذلك ولم يجز في الجسم؟

(٣٠٧) النوع (٢٥١) لا يجوز أن يكون من لوازم الجنس ، فلعلي غلطت في العبارة

__________________

(٢٤١) عشه : يعقل.

(٢٤٢) عشه ، ل : فالمقدم واجب.

(٢٤٣) ل : وقيل أيضا.

(٢٤٤) ى : لشيء آخر.

(٢٤٥) ب : معنا.

(٢٤٦) ل : انه ليس. (٢٤٧) عشه : يدل.

(٢٤٨) عشه : كلها. (٢٤٩) ل : واجب أن لا تفارق فلما عارضه.

(٢٥٠) ل : ثم إن. (٢٥١) «النوع» ساقطة من عشه.

__________________

(٣٠٢) راجع الرقم (٢٨٢ ـ إلى ـ ٢٨٥) والأسفار الأربعة : ٩ / ١١٢.

(٣٠٤) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١ ، ص ٧٨.


أو الكتابة ـ فهذا مما يعرض لي كثيرا ـ والموضع يقتضي أن أقول «الجنس» ليس «الشخص» لأن قولي : «إن الحركة لا يجوز أن يكون من لوازم الجسم (٢٥٢)» أعني به الجسم الجنسي (٢٥٣).

(٣٠٨) وأما أن يكون من لوازم نوع من الأجسام فيكون ، ولكنه يكون تابعا للمعنى الذي به ينوع ، فيكون لازما للجسم الجنسي في نوعيّته ـ لا في جنسيّته (٢٥٤) ـ والنوع وما يساويه لا يكون من لوازم الجنس.

(٣٠٩) ثم قولي : «إن النوع لا يكون من لوازم الشخص» كلام حقّ لا مدخل له في هذا الباب ، لأن اللوازم تختصّ بما ليس بمقوّم (٢٥٥) ـ وإن كان المقوّم أيضا لازما ـ والنوع جزء قوام الشخص ، فلا يكون من العوارض اللازمة له.

(٣١٠) س ط ـ ما البرهان على أن حافظ الأخلاط في الحيوانات على الاجتماع الموجود هو جامعها.

(٣١١) ج ط ـ كيف ابرهن على ما ليس؟ فإن الجامع قوّة ، والحافظ قوّة.

(٣١٢) س ط ـ ما (٢٥٦) البرهان على أن (٢٥٧) النفس هو هذا الحافظ وهذا الجامع (٢٥٨)؟

(٣١٣) ج ط ـ كيف ابرهن على ما ليس؟ فإن النفس أصل لهذا الحافظ والجامع ؛ ليس هو.

اللهم إلا أن يعنى بكل كمال لجسم طبيعي آلي : نفسا ، فتكون نفسا ، كان

__________________

(٢٥٢) فى ب : الجنس. ثم استدرك وكتب فوقه : الجسم.

(٢٥٣) عشه : أعني به الجنسي.

(٢٥٤) عشه : جسميته.

(٢٥٥) ل : تخصص بما ليس يقوم. عشه : تخصص وليس يقوم.

(٢٥٦) «ما» ساقطة من ل.

(٢٥٧) «أن» ساقطة من عش.

(٢٥٨) عشه : هذا الجامع وهذا الحافظ.

__________________

(٣١٢) راجع الأسفار الأربعة : ٨ / ٣٣. وأيضا الرقم (٤٨٠ ـ ٤٨٢) وأيضا الشفاء : النفس ، م ١ ، ف ٣ ، ص ٢٥. وشرح الإشارات : ٢ / ٣٠٣. وأيضا الرقم (١١٤٣).


كمالا متقدما أو ثانيا.

(٣١٤) س ط ـ ما (٢٥٨) البرهان على أن مزاج المني لا يجوز (٢٥٩) أن يكون سببا لفساد ذاته؟

(٣١٥) ج ط ـ هذا لا يحتاج إلى برهان إن عني (٢٦٠) سببا بالذات ، وذلك لأن وجود الشيء (٢٦١) ، وهويّته (٢٦٢) لو كان سببا لفساده لما ثبت. وإن عنى سببا بالعرض فهو سبب بالعرض ، لأن مزاجه يعدّه لفعل مفسد (٢٦٣) صورته إلى العقلية فيه.

(٣١٦) س ط ـ ما (٢٦٤) البرهان على أن الرحم و (٢٦٥) مزاجه لا يجوز أن يكون سببا لمزاج العلقة؟

(٣١٧) ج ط ـ كيف ابرهن على ما هو باطل؟ فإن مزاج الرحم جزء سبب مزاج العلقة.

(٣١٨) س ط ـ ما (٢٦٦) البرهان على أن القوة لا يجوز أن تفارق وتخالط (٢٦٧).

(٣١٩) ج ـ لأنها إن خالطت جاز عليها القسمة ، وجاز على البعض ما يجوز

__________________

(٢٥٨) «ما» ساقطة من ل.

(٢٦٤) «ما» ساقطة من ل.

(٢٦٦) «ما» ساقطة من ل.

(٢٥٩) عشه : على أن المزاج لا يجوز.

(٢٦٠) ل : عنى به.

(٢٦١) ل : المني.

(٢٦٢) عشه : وهو فيه.

(٢٦٣) ى. ل. عشه : يفسد.

(٢٦٥) «الواو» ساقطة من عشه.

(٢٦٧) عش : على القوة لا يجوز أن تخالط وتفارق.

__________________

(٣١٤) راجع الرقم (٤٨٣).

(٣١٦) راجع الرقم (٤٨٤) و (٣٢٧).

(٣١٨) راجع الشفاء : م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٧٨.


على الكل (٢٦٦). فإن فارقا متفرقين فرضا [٢٧ آ] وفارقت (٢٦٧) الجملة غير مقسومة كانا سواء ولم يكونا ـ فليتأمّل (٢٦٨) ـ.

(٣٢١) وأيضا ـ المخالط (٢٦٩) إن كان هو المفارق بالشخص فما به يتشخّص في الحالين موجود ، فهو بعد المفارقة ذو وضع ، وإن كان غيره بالشخص فذلك غير ممنوع بعد أن لا يتفق [في النوع ، فإن الجائز على شخصي] (٢٧٠) نوع واحد واحد.

(٣٢٢) س ط ـ ما (٢٧١) البرهان على أن العقول الفعّالة فيها المعقولات؟

(٣٢٣) ج ط ـ لأن فيها صفاتها مجردة على (٢٧٢) المادة ، ومن صفاتها النسب إلى المبادي التي لها وإلى المعلولات ، والمبادي والمعلولات جزء النسبة وماهياتها جزء ماهية النسبة إليها.

(٣٢٤) [مولانا ـ أدام الله أيامه ـ يشرح تحت هذه المسائل.

(٣٢٥) ج ـ تجب هذه الخدمة] (٢٧٣)

(٣٢٦) س ط ـ مزاج الرحم كيفية واحدة قد تقرر عليها الفعل والانفعال ، والمني لا يخلو إما أن يكون بسيطا لا خلاف (٢٧٤) فيه ، أو يكون فيه اختلاف ؛ فإن كان واحدا وبسيطا ويفعل فيه بالطبع واحد وبسيط وجب أن يتشابه الفعل والانفعال ـ ولكنه غير متشابه ، بل عضو قلب ، وعضو كبد ، وعضو شيء آخر ـ وإن كان مختلفا إنما وحدتها بسبب الاجتماع والاتفاق في الرطوبة السيالة فيجب

__________________

(٢٦٦) فى ب هنا ورد علامة (ج ط) أيضا والأظهر كونه سهوا.

(٢٦٧) ل ، عش : فارق.

(٢٦٨) «فليتأمل» ساقطة من عشه.

(٢٦٩) عش : المخالطة.

(٢٧٠) عشه : في النوع على شخص.

(٢٧١) «ما» ساقطة من ل.

(٢٧٢) ل : صفاتها مجردة عن ، عشه : صفاتها المجردة عن. ج : صفات مجردة عن.

(٢٧٣) غير موجودة فى ل ، عشه.

(٢٧٤) فى هامش ب ، ى : لا اختلاف.

__________________

(٣٢٣) راجع الرقم (٣٤٩).


أن تتبع هيئات وضع الجنين في رحمه هيئات اتفاق انصباب تلك المختلفة (٢٧٥) وانصباب هيئات الرطوبات عن القوى الزراقة (٢٧٦) مختلفة ـ لا سيّما إن لم يكن إلا المزاج فاعلا ، والمزاج يفعل (٢٧٧) تحريكا إلى جهة واحدة والزرق (٢٧٨) يفعله إلى جهة واحدة على ما يتفق من اجتماع الأجزاء ـ والأمر الأكثري على خلاف ذلك ، بل الهيئة محفوظة.

(٣٢٧) الحركات الاولى في تكوّن (٢٧٩) المني حيوانا إنما هو في الباطن ، وفي الباطن يتولّد (٢٨٠) القلب والأعضاء الرئيسة ، وبعد ذلك يستحيل ما يلى من خارج. وقد بان في البذور (٢٨١) أن الفاعل الجسماني يحيل أولا ما يليه إذا كان يحيل جسما ويحيل الأقرب إليه أكثر (٢٨٢) إذا كان يحيل سطحا.

(٣٢٨) ط (٢٨٣) ـ لو كان مزاج الرحم سببا لتكوّن الجنين لكان يتكوّن ظاهره ثم باطنه على طريق البذور (٢٨٤) [٢٧ ب].

(٣٢٩) الفاعل (٢٨٥) بالطبع البسيط يفعل في المنفعل بالطبع البسيط فعلا غير مختلف.

(٣٣٠) ط ـ الحرارة فاعلة إذا فعلت بالطبع وتفعل إما إحالة وإما تحريكا ، وأعني بالإحالة جميع ما سوى المكانية والوضعيّة (٢٨٦) مما هو في الكيف أو الكمّ أو (٢٨٧) نحوه.

__________________

(٢٧٥) عش ، ل خ : المختلطة. ه : المختلطين.

(٢٧٦) ب : الذراقة. ى : الرزاقة.

(٢٧٧) عشه : ينفعل.

(٢٧٨) ب : والذرق. ى : الرزق.

(٢٧٩) ع ، ل ، ه : في أن يكون.

(٢٨٠) عشه : تولد.(٢٨١) عشه ، ل : البزور.

(٢٨٢) عش : اكبر.

(٢٨٣) «ط» وقع فى ب قبل «إذا كان يحيل سطحا» سهوا ، اذ كان أول السؤال ساقطة واستدرك بعد على الهامش بخط غير الكاتب. والأظهر ان الجواب يشرع من قوله : «الحركات الاولى في تكون ...».

(٢٨٤) ل : الندور. ب مهملة. (٢٨٥) عشه : الفاعل القريب بالطبع.

(٢٨٦) ل : الوصيعه.

(٢٨٧) عشه ، ل : و.

__________________

(٣٢٧) راجع الرقم (٤٨٤) و (٣١٦).

(٣٢٩) راجع الرقم (٣٥٣).


(٣٣١) المزاج حد وسط (٢٨٨) أو قريب من الوسط بين الكيفيات الأول هو واحد (٢٨٩) أو مركب من واحدين ـ أحد هما الفاعل والآخر المنفعل ، وقد صيّره التركيب كشيء واحد ، فإمّا أن يصدر عنه الفعل من حيث صار كشيء واحد ، وإما أن يصدر عن كل واحد منهما فعل يخصّه على نمط واحد.

(٣٣٢) ط ـ الفاعل بالطبع إذا اضيف إليه معين أو معوّق لزم إما استمداد (٢٩٠) فيما يفعله وزيادة بالمعين ، وإما ضعف وفتور نقصان بالمعوّق ، وإما منع مطلق (٢٩١) عن المعوّق (٢٩٢).

كل واحد من هذه إنما هو نمط فعل واحد وفي هيئة واحدة.

(٣٣٣) [ـ ط ـ «أ» و «ب» و «ح» و «ء» و «ه» و «ز» ـ] (٢٩٣) مجتمعات تتحرك عن فاعل بالطبع بسيط ، وكل واحد (٢٩٤) منها بسيط والجملة غير مركبة ، فيجب أن يكون كل واحد منها إنما تتحرك بالطبع إلى جهة واحدة

(٣٣٤) ط ـ الأعضاء التي يخلق منها (٢٩٥) العينان واليدان متشابهة (٢٩٦) والمزاج الذي يحركهما إلى جهة واحدة ، فالعينان واليدان غير مختلفي الوضع ـ هذا خلف ـ فليس المزاج يحركهما ـ لا مزاجهما ولا مزاج الرحم ، ولا بسبب معين ولا معاوق (٢٩٧).

__________________

(٢٨٨) ل ، عش : حد اوسط. ه : جزء اوسط.

(٢٨٩) ب : واحدا.

(٢٩٠) عشه : اشتداد. ى : استداد. ول كذا مهملة.

(٢٩١) عشه : وامنع مطو (محرف).

(٢٩٢) ى : المعان.

(٢٩٣) عشه : أو ب وح ودور. ل : او ب وح ود وه وز.

(٢٩٤) «واحد» ساقطة من عشه.

(٢٩٥) عش : منها يخلق.

(٢٩٦) ل : متشابهات ، عشه : متشابهان.

(٢٩٧) عشه : ولا سبب يعين ولا يعوق. ل : ولا سبب معين ولا يعوق.

__________________

(٣٣٤) هذه الفقرة والفقرات التي قبلها جواب عن الإشكالات الواردة على وجود النفس وأنها المزاج.


(٣٣٥) ط ـ موضوعات الأعضاء التي تختلف في الجنين وضعا ، إما أن تكون من جوهر واحد ، فيكون المزاج مفردا أو مع معين (٢٩٨) مزاجي فعل في البسيط اختلافا (٢٩٩) ، وإما أن تكون من جواهر مختلفة ، وتلك المختلفات إما أن يكون كل ركن منها ينزرق في المني الذي منه (٣٠٠) يخلق مجتمعا بأسره ، أو يكون كل ركن مبثوثا في غيره ثم يتميّز.

(٣٣٦) فإن تحكّم متحكّم وجعل مادة كل عضو ينزرق مجتمعة ويتلوها آخر ، فلا يخلو إما أن يكون المزاج يوجب حفظ نظامها ، فيجب أن يكون (٣٠١) [٢٨ آ] المولود (٣٠٢) على ترتيب الانزراق (٣٠٣) وإما أن لا يوجب حفظ نظامها ، [فيجب أن يكون] (٣٠٤) الأوضاع غير محفوظة.

(٣٣٧) وإما أن يكون المزاج الزراق (٣٠٥) يحفظ نظامها زرقا ، والمزاج المولد في الرحم يحركها إلى وضع الوجوب ، فيجب أن تقع مادة كل عضو موقعا واحدا ، فلا يكون عضو زوج (٣٠٦) ؛ ويجب أن لا يقع في مادة واحدة اختلاف شكل وتخليق ، بل يجب أن يكون كلها مستديرات (٣٠٧) ؛ وإن كانت مبثوثة فتحريكها إلى الاجتماع في موضع واحد أو موضعين تحريك مختلف ، فليس هو إذن لقوة بسيطة ـ فليس بمزاج (٣٠٨) ـ.

فالقوة المازجة إذن قوة فيه (٣٠٩) تركيب ما من هيئات (٣١٠) بها يصير فعّالة.

(٣٣٨) ط ـ هيئات العقول مركبة هيئة عقلية لازمة للجوهر.

__________________

(٢٩٨) عشه : أو وضع معين.

(٢٩٩) عشه ، ل+ وهذا خلف. ى+ وهذا محال.

(٣٠٠) ل : منها.

(٣٠١) ى : أن يتكون.

(٣٠٢) عش : المواد. ه : المراد.

(٣٠٣) عش : الازراق. ه : الارزاق. ب ، م : الانزراق. والفقرة ساقطة من د.

(٣٠٤) ل : فيكون. عش : فتكون. (٣٠٥) ل خ ، ى : الزارق.

(٣٠٦) ى : زوجا كيدين ورجلين وعينين. ل ، عشه : زوج كيدين ورجلين.

(٣٠٧) عشه محرف.

(٣٠٨) عشه ، ل ، ى : لمزاج.

(٣٠٩) ى ، عشه ، ل : فيها.

(٣١٠) عشه : ماهيات.

__________________

(٣٣٨) راجع الرقم (٣٥٦).


(٣٣٩) ط ـ و (٣١١) هيئات النفوس مركبة تركيبا نفسانيا كأنها اجزاء الجوهر (٣١٢) وكأنها أشباح ما للمركبة في العقول قد صارت جزئيّة.

(٣٤٠) الطبيعة بسيطة بساطة لنقصان الجوهر لا للكمال ، وللهيولى (٣١٣) البسيطة (٣١٤) استعداد بسيط (٣١٥) ، وللمركب استعداد مركب.

(٣٤١) ط ـ قد يكون (٣١٦) التركيب اللازم من (٣١٧) مقتضيات الكمال ، وقد تكون البساطة من (٣١٨) مقتضيات النقص (٣١٩) ، [ولا يكون التركيب المقوم إلا من مقتضيات النقص] (٣٢٠)

(٣٤٢) ط ـ لعلّ قوما قالوا : إن النفس تأليف نظير الشيء من هذا أو ما أشبهه.

(٣٤٣) ط ـ هذا الشيء الذي بهذه المنزلة هو الذي نسمّيه نفسا ونسمي غيره من القوى نفسا أيضا ، لأن جميع ذلك كمال أول لجسم طبيعي آلي ، فإن عني بالنفس الأصل الأول فانظر (٣٢١) في الخلاف الذي بين أرسطوطاليس (٣٢٢) وأفلاطون ، وذلك من جنس ما يقلّ به اشتغالي مع اقتداري على الكلام فيه.

(٣٤٤) وبالجملة هما شيئان (٣٢٣) ، فإن شئت سمّهما نفسين (٣٢٤) ، وإن شئت فسمّ النفس أقدمهما.

__________________

(٣١١) «الواو» غير موجودة فى ل ، عشه. كما ان علامة الجواب أيضا غير موجود فيها.

(٣١٢) ل : الجواهر.

(٣١٣) عش : الهيولى.

(٣١٤) ل : البسيط. (٣١٥) عشه : بسيطة.

(٣١٦) ل ، عشه : وقد يكون.

(٣١٧) «من» ساقطة من عشه.

(٣١٨) عش : النفوس. ه ساقطة.

(٣١٩) عش : النفوس. ه ساقطة.

(٣٢٠) عشه ساقطة. (٣٢١) ل : انظر. عشه : نظر.

(٣٢٢) ل : أرسطاطاليس.

(٣٢٣) ل : سيان. يمكن قراءتها شيئان أيضا على أنها مهملة.

(٣٢٤) ع ، ل : سميهما نفسان.

__________________

(٣٤٠) السؤال راجع إلى ما قالوا : كلما كان الموجود أبسط كان أكمل ، وأن كل تركيب يلزم نقصا.


(٣٤٥) ط ـ كل فاعل أمرا ما فيلزمه أن يبقي به فعله زمانا ما إذ كان لا يجوز أن يوجد ويعدم في آنين متواليين.

(٣٤٦) ط ـ بقاء الفعل غاية الفعل ويخدمه الجمع إلى الفعل.

(٣٤٧) ط ـ المازج مازجان : محرك (٣٢٤) إلى المزاج وفاعل للمزاج ، ويلزمه أن يكون حافظا لما قيل في البذر (٣٢٥) ، والأول خادم والثاني [٢٨ ب] مخدوم ، وهما قوتان ، وقد سمعت بالجاذبة وسمعت بالمصورة (٣٢٦)

(٣٤٨) ط ـ صفة الشيء موجودة له ، فإما أن يكون وجوده (٣٢٧) له وجودا عقليا فيكون فيه صورة عقلية ، وما فيه صورة عقلية فهو عاقل لها ، لأن معنى [العاقل أن فيه] (٣٢٨) صورة عقلية ، ومعنى عاقل «إنه عاقل [أنه يعقل النسبة بينها] (٣٢٩) وبينه من حيث هي فيه (٣٣٠)».

وإما أن يكون وجودها وجودا حسيّا ، وهو أن ينطبع من (٣٣١) هيولاها في جسم له قوة حسّ.

وإما طبيعيا ، وهو أن يكون في المادة الطبيعية ولواحقها لم يجرد (٣٣٢) بوجه.

(٣٤٩) المفارقات صفاتها مجردة عن المواد ، فهي عقلية وهي فيها ،

__________________

(٣٢٤) عشه : محول. (٣٢٥) عشه : البزور. ل : البزر.

(٣٢٦) عشه : بالجاذبة والمصورة. ل : بالحادمه وسمعت بالمصورة.

(٣٢٧) عشه ، ل : وجودها.

(٣٢٨) ل : العقل فيه. عشه : العقل ان فيه.

(٣٢٩) عشه : انه عاقل النسبة بينها. ل : انه يعقل النسبة بينهما.

(٣٣٠) عشه ، ل : فيه بالفعل. (٣٣١) «من» ساقطة من ل.

(٣٣٢) عشه : من؟؟؟ جرد.

__________________

(٣٤٥) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٦ ، ف ٢ ، ص ٢٦٥.

(٣٤٦) راجع الرقم (٣٥٨).

(٣٤٧) راجع الرقم (٣٦٠). والشفاء : النبات ، ف ٣ ، ص ١٣.


فهي عاقلة لها.

(٣٥٠) ط ـ الوجود من صفات الشيء ، وكون وجوده (٣٣٢) معلولا من شيء آخر من صفاته المتقررة ليست من الاعتبار ، وكون وجوده (٣٣٣) ممكنا غير واجب كذلك ، وكونه بحيث يلزم عنه غيره كذلك.

وأما كونه بحيث يمكن عنه شيء إذا (٣٣٤) كان شيء آخر يوجد فهو من اللواحق الاعتبارية ، و (٣٣٥) اللواحق الاعتبارية هي (٣٣٦) غير متناهية بالقوة ، وليست موجودة (٣٣٧) بالفعل.

(٣٥١) وأما كون الشيء بحيث يلحقه (٣٣٨) ذلك فهو لأن له ماهية ، أو لأن له بعض اللوازم الموجودة لماهيته وهو بذلك موضوع لتلك الاعتبارات ، فهو بالوجود المحصور موضوع لاعتبارات غير متناهية ، و (٣٣٩) اللوازم التي ليست بحسب الاعتبار ، فإنه (٣٤٠) يكون موجودة في صفاته.

(٣٥٢) ط ـ كون وجوده معلولا يدخل العلة في مفهومه (٣٤١) ، وكون وجوده (٣٤٢) علة يدخل المعلول في مفهومه ، وما دخل في المفهوم فهو جزء المفهوم (٣٤٣) يلزم إذن أن يكون المفارقات يعقل من وجودها مباديها ويعقل معلولاتها.

(٣٥٣) س ط ـ القوة المصورة أيضا بسيطة ، فلم تصور القلب على (٣٤٤) لون ،

__________________

(٣٣٢) عشه : وجود.(٣٣٣) عشه : وجود.

(٣٣٤) ل : إذ كان.

(٣٣٥) في ل وعشه جاء بدلا من هذا الواو علامة السؤال «س» والظاهر كونها خطأ.

(٣٣٦) «هى» ساقطة من عشه.

(٣٣٧) عش : موجود. (٣٣٨) عشه ، ل : قد يلحقه.

(٣٣٩) بدلا من الواو فى ل علامة الجواب (ج) وفى عشه علامة السؤال (س).

(٣٤٠) ل : الاعتبار فانها ، عش : الاعتبارات فانها ه : الاعتبارات فانما.

(٣٤١) ل : فهومه.

(٣٤٢) عش : وجود.

(٣٤٣) هنا فى ل وعشه علامة السؤال (س).

(٣٤٤) «على» ساقطة من عشه.

__________________

(٣٥٣) راجع الرقم (٣٢٩) و (٣٢٦).


وتصور الدماغ على لون آخر ، والمادة واحدة والفاعل واحد بسيط.

ج ط ـ لا القوة بسيطة ولا المادة ، بل القوة المصورة فيها كر؟؟؟ د سوأق (٣٤٥) على نسبته.

(٣٥٤) س ط ـ كيف يتمّ (٣٤٦) البرهان على إثبات النفس حيث بيّن أن الحيوانات والنبات فيهما شيء ثابت؟

(٣٥٥) ج ط [٢٩ آ] ـ من أن مبدء حفظ المزاج وإصلاحه يكون لا محالة من الثابت ـ وليس بما هو جسم (٣٤٧) ـ.

(٣٥٦) س ط ـ ما (٣٤٨) معنى قوله في الفصول المتقدمة : «هيئات النفوس مركبة تركيبا نفسانيا ، وهيئات العقول مركبة تركيبا عقليا»؟

(٣٥٧) ج ط ـ العقل فيه المعقولات ـ فهي من حيث لوازمها مركبة ، لكنه تركيب عقلي (٣٤٩) ـ والنفس فيه (٣٥٠) المعاني المأخوذة من الحسّ و (٣٥١) من التخيّل أو من العقل إذا كانت في العقل الكلية (٣٥٢) فنزلت إلى النفس جزئية حسية مثل هيئات (٣٥٣) الصناعات مرة في العقل ومرة في التخيل عن العقل (٣٥٤)

__________________

(٣٤٥) كذا في ب. وفي ل : كر؟؟؟ د سّواق على. ج ، عشه : كزيد سواء وعلى. ولم يتبين لي الكلمة ومعناه.

(٣٤٦) عش ، ل : يتم. (٣٤٧) عشه : وليس لها جسم.

(٣٤٨) «ما» غير موجود في عشه ، ل.

(٣٤٩) عشه : لكن تركيبا عقليا.

(٣٥٠) عشه ، ل : فيها.(٣٥١) عشه ، ل : أو.

(٣٥٢) عش ، ل : كلية. ه ساقطة.

(٣٥٣) عش ، ل : هيئة. ه ساقطة

(٣٥٤) اضيف هنا فى عشه : «ثم ينزل إلى المادة فيفعل فيها الاشكال الخيالية كما يفعل التدوير و (ه + ويرد) ما معه من الهيئة في زيدية (كذا فى ه. وفي عش مهملة) ما ساق إليها المادة فهي في التخليق» (هنا في ع علامة غير ـ

__________________

(٣٥٤) راجع الرقم (٢٩٦) و (٤٠٠) و (١٠١٢) ولعله إشارة إلى ما ذكره في الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٧ ، ص ٢٢٥.

(٣٥٦) راجع الرقم (٣٣٨) و (٣٣٩).


ثم ينزل (٣٥٥) إلى النفس النباتية ، فتكون فيها بذور كرنّديه (٣٥٦) لما يريد يسوق (٣٥٧) اليه المادة في التخليق.

(٣٥٨) س ط ـ ما (٣٦١) معنى قوله : بقاء الفعل غاية للفعل (٣٦٢) ويخدمه الجمع إلى الفعل؟

(٣٥٩) ج ط ـ هذا مفهوم ، فإن الغرض في بعض الأفعال نفس العمل (٣٦٣) كهيئة الرقص ـ وليس كلامنا في مثل ذلك ـ بل فيما يجمع إلى هيئة تلك الهيئة [هي المطلوبة والجمع والمطلوب غاية] (٣٦٤)

(٣٦٠) س ط ـ فاعل المزاج لم يلزم أن يكون حافظا؟ فقد احيل به (٣٦٥) في هذه الفصول على البذور (٣٦٦) ولم يقل هناك ، أو قيل بالقوة لا بالفعل ، وهاهنا يحتاج إلى شرح.

(٣٦١) ج ط ـ فاعل المزاج المحرك فقط إلى المزاج ، ليس هو الحافظ ، بل الخادم ؛ وأما الموجب للمزاج الحافظ للممتزجات حتى يرتقي بالفعل والانفعال

__________________

ـ مفهومة لي وجاء بدلا منها في ش وه : حج). لا يوجد شيئا من هذه الفقرة فى ب ، م ، د ، ولكن في ل فقد جاء في الهامش كذا : «المادة فيعقل (كذا) فيها الأشكال الخيالية كما تفعل البذور وما معه من الهيئة في ز؟؟؟ دية ما ساق إليها المادة في التخليق» ثم كتب فوقها هذه العلامة : «ح ظ»

(٣٥٥) كذا فى ل ، عشه. وفى ب : لم يترك.

(٣٥٦) كذا فى ب. ويمكن القراءة فيها «كن نديه» ولم يتبين لي معنى الكلمة ولا قراءتها. وفي عشه : بزورا كزيديه (ع مهملة).

(٣٥٧) عشه ، ل : أن يسوق. (٣٦١) «ما» غير موجود فى ل ، عشه.

(٣٦٢) ل ، عشه : الفعل. (٣٦٣) عشه : الفعل.

(٣٦٤) ل : التي هي المطلوبة فالجمع والمطلوب غاية. عشه : المطلوبة والجمع المطلوب غاية.

(٣٦٥) «به» ساقطة من ل ، عشه.

(٣٦٦) عشه ، ل : البزور.

__________________

(٣٥٨) راجع الرقم : (٣٤٦).

(٣٦٠) راجع الرقم : (٣٤٧).


إلى الاستقرار (٣٦٧) مزاجا فهو المستخدم للمحركات (٣٦٨) ، وإنما يجمع المحركات (٣٦٩) لتتفاعل بعد الاجتماع فيتولد (٣٧٠) المزاج ، وانما ثبتها مثبت لتتفاعل وتنفى عنها (٣٧١) الأضداد إن قوى.

(٣٦٢) س ط ـ إن قال قائل : إن كل اجتماع ومقدار من الأخلاط يقتضي كيفية ، فإذا طرأت كيفية غريبة تذهب بذاتها كما تفارق الحرارة الماء.

(٣٦٣) ج ط ـ حرارة الماء لا تبطل بذاتها ولا شيء من الأشياء يبطل بذاته ، ولو كان ذاته سبب بطلانه لما بقى بعد آن واحد ، ولكن إنما ـ تبطلها طبيعة الماء ـ الصورة (٣٧٢) بإحداث [٢٩ ب] البرد العرضي الكيفي المناسب ، حين لا يعاوقها (٣٧٣) ضد من خارج كالنار كانت تعاوق قبل وتغلب (٣٧٤) على الموضوع.

(٣٦٤) الأول يلحظ من ذاته «كل ممكن الوجود في نفسه واجب به» بوسط أو غير (٣٧٥) وسط ، فالهيئة العلمية لازمة ذاته من غير أن يكون بها شرف وزينة (٣٧٦) ، بل علوّه ومجده هو بأنّه بحيث (٣٧٧) يلزم وحدته تلك الهيئة لا بأنها لازمة.

(٣٦٥) ثم إن المقربين العقليين يلحظونه من ذواتهم ثم يلحظون منه ذواتهم واللوازم الأول التي هي هيئاتهم ، وهي مبادي وجود ما بعدهم.

__________________

(٣٦٧) ل : الاسقرار.

(٣٦٨) عشه : للمستخدم للمتحركات ، ويمكن القراءة فى ب : للحركات.

(٣٦٩) عشه : المتحركات. وفي ل بخط الكاتب «المحركات» ثم غير وصار : المتحركات.

(٣٧٠) عشه : فيولد. (٣٧١) ب ، ل مهملة. عشه : ويبقى عند.

(٣٧٢) عشه : الصورية.

(٣٧٣) ب خ : حتى لا يفارقها. ل خ : حين لا يقاومها

(٣٧٤) عشه : كالنار كان معاوق فغلب. ل : كالنار كان تعاوق قبل فغلب.

(٣٧٥) ل : بغير.

(٣٧٦) عشه : لها شرف وزينة. ل : بها شرف ورتبة.

(٣٧٧) «بحيث» ساقطة من عشه.

__________________

(٣٦٤) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٧ ، ص ٣٦٢. وم ٩ ، ف ٤ ، ص ٤٠٢. وأيضا الرقم (١٠٩٠)


(٣٦٦) فالوجود (٣٧٨) الخارج لازم من وجود تلك الهيئات من حيث هي لتلك الذوات بقواها ، فإن تلك القوى مبادي ، فلوازمها (٣٧٩) متممات لكونها مبادي (٣٨٠) ـ وإن لم تكن مقومات لذواتها ولا متممات لها ، بل لكونها بالفعل مبادي (٣٨١) ، ثمّ إنها تنحط في القوى السافلة فتصير على جهة اخرى مبادي (٣٨٢) ـ إما فعّالة في القوى (٣٨٣) النفسانية ـ إراديّها وطبيعيّها ـ وفي القوى الطبيعية ، وإما منفعلة في الهيوليات (٣٨٤) الموضوعة. وهي هيئات مخصصة لنسبة إلى وجود ما منها أو فيها ، وتصير نفسانية كما تصير الصناعة الكلية متخصّصة بهيئة جزئية في الخيال تتحرك منها الإرادة إلى تحصيل تلك الهيئة في المادة الخارجة لغاية (٣٨٥) حقيقية أو متخيلة يسميها العامة «عبثا» ويكون كالكرند (٣٨٦) من الحصير في الحضيض ، وهي (٣٨٧) في الهيوليات بحسب القول أشد كرنديه (٣٨٨) ، وما يفعل (٣٨٩) بجوهره الوحداني ففعله (٣٩٠) واحد في الواحد (٣٩١) ، وما يفعله بكرنده (٣٩٢) ففعله كثير لكنه ذو ترتيب من مبدء (٣٩٣) ، لأن هذا الكرند كرند (٣٩٤) ماله ترتيب.

(٣٦٧) ط ـ كيف تلزم الشيء هيئة عقلية أو نفسانية وأمر من خارج وهو واحد؟

__________________

(٣٧٨) ل ، عشه : بالوجود.

(٣٧٩) ل ، عشه : مباد ولوازمها ، ويمكن القراءة في ب أيضا كذلك.

(٣٨٠) ع : مباد. (٣٨١) عشه : بل كونها مباد بالفعل.

(٣٨٢) ع : مباديا. (٣٨٣) عشه ، ل : بالقوى.

(٣٨٤) ل : الهيولات.

(٣٨٥) عشه ، ل : لغاية ما.

(٣٨٦) كذا فى ب. ع مهملة. ش : كالكرس. ه : كالكرير. وكذا ع خ مهملة. ولم اتمكن من قراءة الكلمة.

(٣٨٧) ل ، عشه : وهو في الهيولات.

(٣٨٨) لم أتمكن من قراءتها. ع مهملة ش ، ل ، ه : بحسب القبول أشد كريديه (ه : كزيديه)

(٣٨٩) عشه ، ل : وما يفعله.

(٣٩٠) ل : يفعله. (٣٩١) عشه : واحد.

(٣٩٢) راجع ما مضى آنفا فى ٣٨٦.

(٣٩٤) راجع ما مضى آنفا فى ٣٨٦.

(٣٩٣) عشه : مقدار.

__________________

(٣٦٧) راجع الرقم (٣٣٨) و (٣٣٩).


(٣٦٨) ط ـ الخارج لازم اللازم.

(٣٦٩) كيف يكون (٣٩٣) الشيء واحدا ويلزمه (٣٩٤) شيئان؟ مثل النقطة يلزمها أنها شيء ويلزمها الوضع أو شيء آخر [٣٠ آ] من الخواص ، وبالجملة فإن للشيء الواحد لازما عاما ولازما خاصا ـ وهذا كيف يتأتى؟

(٣٧٠) ج ـ نقول : أما المركب فلا يستنكر مثل ذلك فيه ، وأمّا البسيط (٣٩٥) فيلزم أولا العام حتى يكون شيئا أو شكلا ، فإذا صار شيئا لزم (٣٩٦) ذلك الشيء (٣٩٧) المخصّص بمقارنته لمادة (٣٩٨) الشىء الخواص اللاحقة ، فإنها إذا كانت النقطة شيئا كانت شيئا ذا وضع.

(٣٧١) ط ـ (٣٩٩) الجوهر في جوهريته المطلقة إمّا أن يقتضي علّة ، أو يقتضيها بجوهريّتها (٤٠٠) الخاصّة ، لكن الجوهر من حيث هو ماهيّة ممكنة الوجود وجودها لا (٤٠١) في موضوع مفتقر إلى علّة ؛ والعرض إن كان علّة لهذا (٤٠٢) الاعتبار كان علّة لما هو علّة قوامه ، وهذا محال ـ لأنه يصير علة بعيدة (٤٠٣) لنفسه ، فيحتاج إلى أن (٤٠٤) يتقدّم وجودها وجود نفسه بمراتب.

(٣٧٢) وإن كان علة لجوهريته الخاصّة ـ مثلا لكونه جسما ـ يكون للجوهر تقوّم بعلته في أنه جوهر ، وتقوّم ثان فيما بعد تقومه الحاصل الذي لا يحتاج فيه

__________________

(٣٩٣) «يكون» ساقطة من عشه.

(٣٩٤) ل : واحد يلزمه. عشه : الواحد يلزمه.

(٣٩٥) «البسيط» ساقطة من ع ، ثم استدرك في الهامش كذا : ظ المفرد. ولذك جاء في ش وه أيضا ، وأما المفرد.

(٣٩٦) عشه : يلزم.

(٣٩٧) «الشيء» ساقطة من ل.

(٣٩٨) ل : بمقارنته لماهية. عشه : مقارنته لماهية.

(٣٩٩) عشه : شرقي جيد. ل : فى الهامش الشرقي جيد ان شاء الله.

(٤٠٠) ل : لجوهريته. عشه : بجوهريته.

(٤٠١) «لا» ساقطة من عشه.

(٤٠٢) عشه : بهذا. (٤٠٣) عشه : مفيدة.

(٤٠٤) عشه ، ل : فيحتاج أن يتقدم.

__________________

(٣٧١) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٢ ، ف ٢ ، ص ٥٧.


إلى موضوع ، بل يكون مستقلا بنفسه ، وما بعد هذا فهو أمر عارض ، فيكون العرض (٤٠٥) علّة لا للجوهر (٤٠٦) في نفسه ، بل في عرض من أعراضه ـ وهذا حق ـ.

(٣٧٣) مطالبات (٤٠٧) على هذا :

ط ـ منها رسمية :

فعلّة الجسم من حيث هو جسم يكون علة لغير جوهريته ، أو لجوهريته : فإن كان لغير جوهريته فهو من حيث هو جسم ـ ليس من حيث له صورة جسمية ـ وإن كان (٤٠٨) لجوهريته العام (٤٠٩) فهو علة أيضا لنفسه ، وإن كان (٤١٠) لجوهريته الخاصة (٤١١) فله علّتان في جوهريته ولزم الخلف المذكور في العرض.

(٣٧٤) ومنها مشرقية :

ط ـ يشبه أن تكون الجوهرية من لوازم الجسم ـ لا من مقوماته ـ وإن كان المشهور بخلاف ذلك ، فعلّة وجود (٤١٢) الجسم قبل علّة (٤١٣) لازمه ، (٤١٤) أو هو علّة لازمه بتوسّط الجسم ، فعلّة التخصيص (٤١٥) قبل علل العام.

(٣٧٥) ومنها رسمي جوابه عرشي (٤١٦) ، وأيضا جواب رسمي؟

(٣٧٦) ط ـ [والوجود أيضا (٤١٧) من حيث هو وجود عام] (٤١٨) وإن اختلف من جهات اخرى ـ [٣٠ ب] وهو إما أن يكون معلولا من حيث هو

__________________

(٤٠٥) ل : العرض العارض.

(٤٠٦) عشه ، ل : لجوهره.

(٤٠٧) عشه : مطالبة.

(٤٠٨) «كان» ساقطة من عشه.

(٤١٠) «كان» ساقطة من عشه.

(٤٠٩) عشه ، ل : العامة. (٤١١) يمكن القراءة فى ب : الخاصية.

(٤١٢) ل : فعلة وجوده. (٤١٣) ع : عليه.

(٤١٤) ل خ : فعلة وجوده قبل علته اللازمة.

(٤١٥) ل خ ، عشه : المخصص.

(٤١٦) عشه : ومنها رسمى سرعرشى. ل : ومنها رسمى جوابها سر عن شيء (محرف).

(٤١٧) ل : والوجود من حيث ، عشه : فالوجود من حيث.

(٤١٨) في نسخة همدان : الوجود من لوازم الشيء ومقوماته من حيث هو عام.

__________________

(٣٧٦) راجع الرقم : ٤٧٥.


وجود أو يكون من حيث هو وجود مستغنيا (٤١٧) عن العلّة ، فإن كان من حيث هو وجود معلولا ، فما قولك في وجود الأول؟ ولا تفزع إلى اشتراك الاسم ونحوه مما لا يقبل. وإن كان مستغنيا ، فلا حاجة للوجود إلى العلّة (٤١٨).

(٣٧٧) و (٤١٩) الآن إما أن لا يمكن إثبات أن العرض ليس مبدء للجوهر من الطريقة المذكورة فتكون هذه غير شكوك ، بل اعتراضات تمنع ذلك القياس. وإما (٤٢٠) أن يمكن إثبات ذلك من تلك الطريقة ، وتكون هذه شكوك ، فتحتاج (٤٢١) هذه الشكوك إلى حلّ.

(٣٧٨) وعندي إن ذلك (٤٢٢) يصعب ، فيجب أن يفكر فيه ، ومن أراد أن يستريح (٤٢٣) فعليه أن يقول : إن تلك المقدمات غير مسلمة.

(٣٧٩) ثم يصعب هذا أيضا ، فلعل عليه أن يقول : أني اقابل تأليفا بتأليف ، فإن كان يجب من تأليفك ما قلت ، فيجب أن يجب من تأليفي ما قلت ؛ وليس يجب من تأليفي ما قلت وجوب الحقّ لأنه غير حق ، فليس يجب أيضا من تأليفك ما أنتجت على أنه حق ، فيجب أن نتظاهر (٤٢٤) علي حل (٤٢٥) ما انغلق من الأصل والممانعة (٤٢٦) ، ولعل الله أن يكشف لبسه فيستنير. (٤٢٧)

(٣٨٠) ط ـ ومنها عامية :

إن العام علته (٤٢٨) عامة ، ليست علة العام شيئا خاصا ، فإن البناء العام علّته بنّاء عامّ ، وبناء ما علّته بنّاء ما ، كنجار ما ، فالجوهر العام علته ما يعمّ عللا متفرقة الجواهر (٤٢٩) مختلفة ويشترك فيه (٤٣٠) ويتخصّص بإزاء تخصّص جوهر

__________________

(٤١٧) عش : أو يكون مستغنيا. ه ساقطة.

(٤١٨) في نسخة همدان+ فيكون كل وجود غير معلول.

(٤١٩) «الواو» ساقطة من ل ، عشه.

(٤٢٠) ل : فاما. (٤٢١) عشه ، ل : ويحتاج.

(٤٢٢) عشه : وعندى يصعب.

(٤٢٣) ل خ : أن يتسرّع.

(٤٢٤) ممسوحة فى ل.

(٤٢٥) ل ، ع : على كل. ه ، ش محرفة.

(٤٢٦) عشه : والمانعة.

(٤٢٧) ل : فستتربه ل خ : فيستبين.

(٤٢٨) عش : عليه. (٤٢٩) ل : للجوهر. عشه : للجواهر.

(٤٣٠) عشه : مشتركة فيه ، ل : مشترك فيه.


جوهر (٤٣١) ، لأن العام يحتاج إلى علّة ، والخاص إلى علة اخرى ، فيجوز أن يكون العرض علة لجوهر ما (٤٣٢) ، ويكون ذلك العرض مثلا سوادا (٤٣٣) ، ثم يشارك هو علل جواهر اخرى في أمر بها صارت عللا (٤٣٤) للجوهر العام ، فيكون علة الجوهر بما هو جوهر في نفسه ما يشترك فيه الجوهر والعرض (٤٣٥)

(٣٨١) ط ـ الآن نحتاج أن نخمّن (٤٣٦) حلولا لهذه (٤٣٧) الشكوك حتى كيف يجيء ويكون الوقوف عليها إن استقامت وقوفا على النحو الذي به يصير البيان المذكور (٤٣٨) برهانا ، ويجب أن نتقهقر (٤٣٩) [٣١ آ] في ذلك (٤٤٠) ، فنبدأ (٤٤١) من الأخير (٤٤٢) إلى الأول ، فلعلنا أن نستنتج من خلل ذلك شفا البيان المذكور.

(٣٨٢) ولعلّ هذه الحلول التي نخمّنها تكون منابع لعيون تتفجّر نحو مطالب كثيرة وشبه (٤٤٣) عظيمة ، فإن لم يغن ذلك رفضنا (٤٤٤) هذا المأخذ من البيان ، وانتقلنا عنه إلى غيره (٤٤٥) ، فليتأملها مشاركونا في هذه المباحث معوّلين على هداية الحق الأول ـ فإنه مع كل مجتهد ، ونوره ساطع على كل قلب ، لا هدى إلا هداه ، ولا ضلال إلا ما عنه ـ

وهذه الحلول إن أغنت فبها ونعمت ، وإن لم تغن فهي علوم بأنفسها.

(٣٨٣) ط ـ لعل حل الأخيرة هو أن الأمر كما قيل فيها ، لكن (٤٤٦) [الطبيعة

__________________

(٤٣١) ل : ومتخصص بازاء تخصص جوهر جوهر. عش : ومتخصص باءزاء جوهر جوهر.

(٤٣٢) عشه : لا لجوهر ما.

(٤٣٣) ل : سواد.

(٤٣٤) ل : علل.

(٤٣٥) عشه ، ل : العرض والجوهر.

(٤٣٦) ل ، عشه ، ب خ :؟؟؟ تمحل. ل خ :؟؟؟ حمل.

(٤٣٧) عشه : حلول هذه

(٤٣٨) ل ، عشه : برهانيا.

(٤٣٩) عشه :؟؟؟ ه. (مهملة).

(٤٤٠) «في ذلك» تكرر فى ع.

(٤٤١) ل ، ع :؟؟؟ دى. مهملة.

(٤٤٢) عشه : الآخر.

(٤٤٣) ل ، عشه : ولسبه.

(٤٤٤) عشه : هذا تركنا. ل : ذلك تركنا.

(٤٤٥) ل : وانتقلنا إلى غيره.

(٤٤٦) ع ، ه : لك.


العامة التي] (٤٤٧) لعلة العامّ يجب أن لا تفقد شرط العلة ـ وهي أن لا تتأخر عن المعلول ـ بل للعلة أن تكون معا من وجه (٤٤٨) ، وأن تكون متقدّمة.

(٣٨٤) فإذا قايسنا بين طبيعة العام (٤٤٩) الذي للعلة والعام الذي هو المعلول (٤٥٠) ـ الذي هو طبيعة الجوهر عامة (٤٥١) ـ يجب أن تكون بحيث يجوز فيه المعيّة ، ولا يجوز فيها التأخّر.

(٣٨٥) أي عند ما نقايس بين الطبيعتين العامتين وطبيعة ما هو عرض وما يعرض للعرض وما يقوّمه من حيث هو عرض متأخرة (٤٥٢) عن طبيعة الجوهر. ولا يجوز أن تكون طبيعة العرض داخلا فيها (٤٥٣) إما أن تتقدم ، وإما أن تكون معا من وجه ، ووجه (٤٥٤) لا تتأخر.

(٣٨٦) ط ـ ولعل حلّ التي قبلها هو أن الوجود الذي هو ماهية الحق الأول هو الواجبيّة ، وليس (٤٥٥) الواجبيّة [هو أن الوجود] (٤٥٦) لا يمكن أن يستحيل ، بل هو الذي يجب وجوده ؛ فإنه لو كانت (٤٥٧) الواجبية وجودا لا يمكن أن يستحيل لم يخل الحق من أن يكون ذلك الوجود ويلزمه أن لا يستحيل ، فيكون كل وجود يلزمه ذلك ؛ أو يكون مؤلفا من الوجود وما قرن به ، فيكون مركب الماهية ؛ فاذن هو (٤٥٨) الذي يجب وجوده فيكون إذن الواجبية هو ماهيته. (٤٥٩)

(٣٨٧) وإن عنى (٤٦٠) بالوجود (٤٦١) ذلك المجرد فلا مشاركة فيه ، وإن عنى به

__________________

(٤٤٧) ل : الطبيعة العامة للعلية التي. ع ، ه : الطبيعة العامة العلية ... ش : الطبيعة العملية العلية.

(٤٤٨) ل ، عشه : وجه ما.

(٤٤٩) ل : قايسنا طبيعة العام. عشه : قايسنا بين الطبيعة العامة.

(٤٥٠) ع : للمعلول. (٤٥١) عشه : غاية.

(٤٥٢) ل ، عشه : متأخر ... فلا يجوز.

(٤٥٣) ب ، د ، م : داخلا فيما. ع : داخلة فيها.

(٤٥٤) «ووجه» ساقط من ل ، عشه.

(٤٥٥) ن : ليست. (٤٥٦) عشه. ل : هو وجود.

(٤٥٧) عشه ، ل : لو كان. (٤٥٨) ل خ : فإذن ليس هو.

(٤٥٩) ل : ما هو ماهيته. ن : هي ماهيته.

(٤٦٠) ل ، عشه : فان عنى. (٤٦١) عشه : بالمجرد.

__________________

(٣٨٦) راجع الرقم : ٤٧٦.


ما يقابل العدم ويقع فيه الشركة فيكون من لوازم واجبيته (٤٦١) ، فتكون ماهيته «يجب لها الوجود» ـ (٤٦٢) هذا الوجود الذي هو مشترك فيه ـ فيكون هذا الوجود من حيث هو كذا (٤٦٣) من لوازم ماهيته [٣١ ب] وكيف لا ـ ونقول : «يجب لها الوجود» كما نقول : «يجب للمثلث مساواة الزوايا لكذا» (٤٦٤).

(٣٨٨) ثم لا تكون (٤٦٥) تلك الماهية مثل الإنسانية وغيرها حتى يقول قائل : «إنه يستحيل وجود لازمها إلا بعد وجودها» لأن اللازم الغير المقوم معلول للماهية (٤٦٦) ، وما لم توجد العلة لم يوجد المعلول.

(٣٨٩) ثم كيف يكون مثلا للإنسان (٤٦٧) وجود قبل الوجود ، حتى يكون علة بذلك الوجود للمعلول الذي هو الوجود؟ فإن هذا إنما يستحيل في ماهيات لا وجوب لها ولا وجود إلا لازما.

(٣٩٠) فالماهيّة (٤٦٨) التي هي الواجبيّة التي معناها «إنما يجب (٤٦٩) لها الوجود من ذاتها» فإما أن تكون نفس الوجود [بشرط مقرون لو أمكن] (٤٧٠) ، أو تكون (٤٧١) معنى لا اسم له يلزمه الوجود ، هذا المشترك (٤٧٢). وأما ما ذلك؟ فلا اسم له وإنما يعرف بما يلزمه كالقوى ، بل هويته : إنه يجب وجوده. كهوية القوى بأنها (٤٧٣) بحيث يجب (٤٧٤) عنها أفعالها.

(٣٩١) فليس لقائل أن يقول : «ماهية الحق الأول (٤٧٥) هل توجد حتى يوجد لازمها فتصير علة للازمها ، فتصير علّة للوجود ، وتكون قد وجدت في حد

__________________

(٤٦١) ل ، ع : واجبية. ه ساقطة.

(٤٦٢) «الوجود» ساقطة من ل.

(٤٦٣) عش : هكذا.(٤٦٤) ل ، عشه : لكذى.

(٤٦٥) ب ن : ثم لم تكون. (٤٦٦) عشه ، ل : الماهية.

(٤٦٧) ل ، عشه : للانسانية (٤٦٨) عش : فاما الماهية التي هى. ل : فاما الماهية هي الواجبة.

(٤٦٩) ل : إنها يجب. عشه : إنها حيث يجب.

(٤٧٠) ل : شرط مقرون لو أمكن. عشه : بلا شرط لو امكن.

(٤٧١) «او تكون» ساقطة من ن. (٤٧٢) ن : المشترك فيه.

(٤٧٣) عش : فانها. ن : انها. (٤٧٤) «يجب» ساقطة من عشه.

(٤٧٥) «الأول» ساقطة من ل ، عشه.

__________________

(٣٩١) راجع الأسفار الأربعة : ١ / ١١١. المباحث المشرقية : ١ / ٣٣.


يتقدم وجودها (٤٧٦)؟» فإن من قال هذا يقال له : «ذلك إما موجود لا بوجود يلحقه ـ ليس كالإنسانية التي هي موجودة بأن لها وجودا ـ (٤٧٧) بل هي نفس الموجود (٤٧٨) بلا وجود ملبوس ولا يشترك في هذا شيء ، وهو نفس الواجبيّة ، وهي معنى بسيط ـ وإن كان المعبّر عنه يعبّر بلفظ مركب ـ أو يكون له وجود (٤٧٩) ، فيكون ذلك لازما له حين (٤٨٠) يقال : «يجب له ذلك». أو يوجد الموجود بالمعنى العام ، فيكون ذلك لازما له لا يرفع (٤٨١) عنه ، وإنما هو له بوجود الحق بكونه (٤٨٢) موجودا ، إذ (٤٨٣) جعل أنه موجود (٤٨٤) أصلا» فسئل عنه سؤال التضعيف : «هل هو ذو وجود ، أم لا؟» فسومح بأن له وجودا (٤٨٥) ، أي المعنى (٤٨٦) العام ، علي أنه لازم ، أو نوقش وقيل له (٤٨٧) : «ليس هو موجودا بوجود هو صفة لشيء فيه» ثم بعد هذا ما شئت من موضع التفصيل والتحصيل الدقيق [٣٢ آ] العميق الذي نسئل الله أن نوفق لبلوغ الغاية فيه بحثا وفتشا والتحصيل للحقّ منه نقدا (٤٨٨).

وأما ما يقوله (٤٨٩) فيشبه مأخذه مأخذ المراوضات التي إذا استعملت صير منها إلى اللباب.

(٣٩٢) ط ـ ولعل حل المشرقية التي قبلها أن يقال : إن كانت الجوهرية لازمة للجسم فهي أخصّ من الوجود للجسم. وقلت : «إن علل التخصيص متقدمة» فتكون علة الجوهرية قبل علة الوجود ـ قبليّة الخاصّ للعامّ ـ فهو قبل علل اللوازم التي توجد بعد الوجود كلها.

(٤٩٠) ولعل نتيجة هذا الحل أن علة التخصيص لا تكون متقدمة على علل

__________________

(٤٧٦) ب خ : فى حق ما تقدم وجودها.

(٤٧٧) عشه : وجود.

(٤٧٨) يمكن القراءة فى بـ «الوجود» أيضا.

(٤٧٩) ن : وجود مشترك.

(٤٨٠) ن : حتى.(٤٨١) عشه ، ل : لا يدفع.

(٤٨٢) ل : وكونه. عشه : فكونه.

(٤٨٣) ل ، م ، د : إذا. (٤٨٤) عش : موجودا.

(٤٨٥) عش : وجود. (٤٨٦) ن : بالمعنى.

(٤٨٧) «له» ساقط من عشه ، ل.

(٤٨٨) عشه : بعدا. (٤٨٩) عشه ، ل : ما نقوله. ب مهملة.

(٤٩٠) ل : لعل؟؟؟ ليه هذا.


العام. والوسط في هذا البيان هو أن الجوهرية إذا اخذت لازمة للجسم فهي أخص من الوجود للجسم ، أو لعل معنى هذا (٤٩١) الحل أنه يجوز أن يكون متقدمة بهذا الاعتبار. والوجه الذي شرحه إن لم يرد به إلزام المحال حتى يلزم معه استحالة التقدم.

(٣٩٣) ط ـ ولعل حل الاولى أن علة الجوهرية من حيث هي جسم هي مخصّصة علة الجوهرية ـ من حيث هي علة للجوهرية ـ وإنما يختلفان اختلاف الإنسان والحيوان ، ثم تذكر ما قيل في حل الشبهة الأخيرة.

(٣٩٤) ط ـ الآن (٤٩٢) هذا باب من العلم تحتاج أن تفكر فيه ، ولعلك (٤٩٣) تجد مخلصا إلى اصول كثيرة ، وبذر الزروع يجمع إلى كثرة العدد عظم المعزى ، ففكّر أيّها المتعلم بنفسك وأنا أشركك في الفكر ، وذكّرني بما نتيجة فكرك أذكرك بما نتيجة فكرتي (٤٩٤) ، وليتخلص (٤٩٥) إلى مقصد (٤٩٦) لعلّه ما أقربه وأبعده ، وما أوضحه وأخفاه.

(٣٩٥) فإن أخرجنا من هذه الأفكار شيئا توصلنا إلى معرفة أن علة الجوهر إما جوهر وهو مع ، وأما أعلى من الجوهر هو العلقة (٤٩٧) ، وإليه المضرب ، والواسطة ليس يكون ما هو متأخر أصلا ـ بل مع أو متقدم (٤٩٨) ـ. وعلة كل نوع مخالف له في النوع ، ولعله يوافقه في لازم أو جنس ، ولعل العقل يكون علة للعقل ، والنفس لا يكون علة للنفس ، أو (٤٩٩) الجسم لا يكون علة للجسم ، لكن العرض يكون علة للعرض ، وأن المادة لا تكون علة لشيء في وجوده ـ بل في إمكان وجوده ـ فإن الصورة لا تكون علة للصورة ـ وكلتاهما ماديتان ـ وأن المجرد

__________________

(٤٩١) عشه : معنى أن هذا.

(٤٩٢) ل : إلا أن.

(٤٩٣) ل ، عشه : فلعلك.

(٤٩٤) ل ، ش ، ه :فكري.

(٤٩٥) ل ، عشه : ول؟؟؟ حاصر.

(٤٩٦) عشه : مقصود.

(٤٩٧) عشه ، ل : العلة.

(٤٩٨) عشه ، ل : متقدما.

(٤٩٩) عش ، ل : و.


لا يحل ما فيه إمكان البطلان ، كما لا يحل ما فيه إمكان الانقسام ، كما لا يحل ما فيه إمكان اختلاف بعد اتفاق لا بفصل أو ما يجري (٥٠٠) مجرى الفصل ـ من الأعراض التي (٥٠١) إذا تركّبت بالمعروض بها (٥٠٢) لم يجعل أحدهما الآخر بحال زائدة على (٥٠٣) [٣٢ آ] المقارنة ؛ فقد عملنا (٥٠٤) شيئا كثيرا ، ولعلنا إن فكرنا أكثر وجدنا أكثر ـ فليجتهد.

(٣٩٦) [ولقد أشرت لك] (٥٠٥) إلى مبادي (٥٠٦) وإلى خواتم ، وهو نصف العمل ، وقد بقي علي وعليك الإتمام والنظام ، وأنا لا أظنّ (٥٠٧) بنفسي الوفاء بذلك ـ وإن كنت لا اخيب عنه الشركاء فى النوع ومع ذلك فإني أجتهد مع غلبة الظنّ باليأس ـ وآخذة (٥٠٨) في طريق الاستقصاء ، ولكن نور الله ساطع وهو وليّ الرحمة.

__________________

(٥٠٠) ل : ولا ما يجري.

(٥٠١) «التي» ساقطة من عشه.

(٥٠٢) ل : بالمعروض لها. عشه : بالمعروضات لها.

(٥٠٣) صفحه [٣١ ب] في ب ترك بياضا ولم يكتب.

(٥٠٤) ل : فقد علمنا. عش : لقد عملنا. ه : لقد عملت.

(٥٠٥) ل : ولقد أشرت ذلك. عشه : ولقد كان لك.

(٥٠٦) عشه : مباد.

(٥٠٧) عشه : وأنا أظن.

(٥٠٨) النسخ مهملة عموما.


بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسّر

(٣٩٧) الخادم بهمنيار بن المرزبان (١) خادم مولانا الرئيس [السيد الأوحد الأجلّ] (٢) شرف الملك ، فخر الكفاة ـ أطال الله بقاه وأدام رفعته وعلاه ، وكبت حسّاده وأعداه ، خدم نهى (٣) الحضرة بكتاب مطوي على أوراق وأسئلة وشكوك يرجو وصول الجميع إليها وإحاطة العلم الشريف بها ، وكان اقترح فيه على كرمه الإجابة عن تلك المسائل تحت كل فصل من الفصول المودعة تلك الأوراق المقرونة بالكتاب لئلا يشذّ شيء منها عن نظره ، فإن هذه الجوابات التي ينعم بها (٤) ربما يضيع اصول المسائل على أيدي الغلمان ـ كثّرهم الله بدوام إقباله ـ فيقتصر في الجواب على ما يوجد من الجملة ، وربما تحمله كثرة الأشغال على الايجاز.

(٣٩٨) وقد ساء ظنّي أيضا بالكتاب الصادر (٥) أخيرا ، وخيّل إليّ الشيطان ضياعه ـ إمّا لتخلّف حامله وجلافته ، وإما لأنه لا يمكّن من (٦) الوصول إلى حضرته [لبلادته ـ فأردفته بهذه الخدمة ، ومتحمّلها قاصد نفذ إلى حضرته] (٧) من جهتي بهذا الكتاب خاصّة ، وأثبتّ تحتها المسائل [على ذلك النظم] (٨) لينعم بكتب جواب واحدة واحدة منها تحتها على أتمّ شرح ، وأرغب أيضا إلى

__________________

(١) ج : مرزبان.

(٢) ج : السيد السند الأوحد الاجل الاشرف.

(٣) ج : ينهى.

(٤) ج : التي يتضمن لها.

(٥) ج خ : الواصل.

(٦) ج : لا يمكن الوصول.

(٧) ساقطة من م ، د ، ج.

(٨) ساقطة من ج.


كرمه أن ينعم بتسهيل الإذن للمتوسط لئلا يتبرّم بالحجاب [فيستعفي من ما بقي (٨) واضيع أنا في البين ،] (٩) ورأي مولانا الرئيس السيد الأجلّ وليّ النعم ـ أدام الله علاه ـ في الوقوف على هذه الخدمة وتشريفي بالإجابة عنها وتأهيلي لأوامره ونواهيه أعلى ـ إن شاء الله تعالى ـ [٣٣ ب]

(٣٩٩) المسائل ـ وهي ستّة فصول :

(٤٠٠) قيل : «إن المزاج متغيّر ، والشخص الواحد ثابت بالعدد» ما البرهان (١٠) علي إثبات [شخص واحد؟ فإني أقول] (١١) : «إن هذه الأشخاص هي في التغيّر بحسب تغيّر المزاج» والدليل على ذلك الأفعال المتخلفة (١٢) الصادرة عنه بحسب تغيّر المزاج في الخلق والهضم والجذب والدفع والإدراك ـ حتى الإدراك العقلي ، فإن البدن الصحيح أقوى على جميع الإدراكات من المريض.

(٤٠١) فإن قيل : «[إن المتغيّر أو الفاسد] (١٣) من الأمزجة ـ [كالغضبان وكالمريض] (١٤)يعود إلى المزاج الأصلي،وكلى (١٥) المزاجين غريب فما الذي يحفظ الأول؟».

قلت : إن الأرض والماء إذا سخّنا زالت السخونة عنهما لتضادهما (١٦) إلى الحدّ الذي كانت النار الأصليّة تحفظ فيهما السخونة ، فيبقى علي ذلك الحد من السخونة.

(٤٠٢) واريد أن يستعمل معي (١٧) في بيان ذلك غير طريقة الشعور

__________________

(٨) الكلمة مهملة هكذا «بايقى» ولم اتمكن من قراءتها بغير هذا. ثم إن هذه الرقعة غير موجودة الا فى ب ، ج ، د ، م.

(٩) ساقطة من ج. (١٤) ساقطة من ج.

(١٠) ل : ما لبرهان.

(١١) ل : شخص واحد؟ أقول. عشه : شخص وأقول.

(١٢) ل ، عش ، ج : المختلفة.

(١٣) ج : المريض والمتغير والفاسد. ل : ان المتغير والفاسد.

(١٥) ج ، عش : وكلا. ل : فكلا.

(١٦) عش : بمصادهما. ه : لمضادهما.

(١٧) ل : معنى.

__________________

(٣٩٩) يحتمل كون الفصول الستة إلى آخر الرقم (٤٢١) إذا لم نحسب (٤١٥ ـ ٤١٦) سؤالا على حدة.

(٤٠٠) راجع الرقم (٤٥٨) و (٣٥٤) و (١٠١٢).


بالذات ، فإني قد جاربت نفسي في ذلك ، وأظن أنه مغالطة ـ مع صحّته ـ واريد أن أعرفه من طريقة اخرى ليطمئنّ قلبي.

(٤٠٣) ج ط فه ـ ثبات الشيء واحد (١٤) بالعدد ليس هو أنه يثبت واحدا بالعدد بكميّته وكيفيته ـ بل بجوهره ـ.

ثم ثباتي أنا واحدا بإنيّتي الجوهرية ، وأن الموجود أمس لم يهلك ولم يعدم ولم يحدث غيره بالعدد ، وأني أنا ذلك المشاهد لما شاهدت أمس ، والمتذكّر لما نسيته مما شاهدته أمس ـ أمر لا يقع لي (١٥) فيه شك كذلك ولست أنا متكوّنا اليوم ، ولا كان بدني آخر (١٦) ـ فسد البارحة ـ وأني لست أعدم غدا ، ولا يفسد شخصي إن تأخّر أجلي غدا (١٧) ـ حتى يتكوّن جوهر غيري.

فإن كان من أنا عنده (١٨) يظن أنه تكوّن (١٩) اليوم عن مثل له فسد أمس ، وأنه (٢٠) ليس الذي كان موجودا أمس ـ بل كما أنه متجدد الأحوال كذلك هو (٢١) متجدّد الجوهر ـ فليظن ذلك وليره (٢٢) ، وليسأل في موضع آخر زيادة شرح (٢٣) لهذا البيان.

(٤٠٤) قيل (٢٤) : إن النارية في المني والأبدان ليست هي من القلّة (٢٥) بحيث لا يمكنها التفصّي ، وأنا أقول : «إنها لصغر أجزائها لا يمكنها التفصّي» وذلك لأن الأجزاء الصغيرة أقبل للقسر.

ثم لم لا يجوز [٣٤ آ] أن يكون اجتماع الماء والأرض على سبيل النشف ،

__________________

(١٤) ج : الواحد.

(١٥) «لى» ساقطة من ل ، عشه. (١٦) ج : أمر.

(١٧) عشه : غدا إن تأخر أجل. «غدا» ساقط من ج.

(١٨) ب : من أنا عبده. ج : من عنده.

(١٩) النسخ مهملة.

(٢٠) ل : فإنه. (٢١) «هو» ساقط من عشه.

(٢٢) ل خ ، عشه : وليسره.

(٢٣) «شرح» ساقطة من عشه.

(٢٤) «قيل» ساقطة من عشه.

(٢٥) عشه : العلة.

__________________

(٤٠٣) راجع الأسفار الأربعة : ٩ / ١٠٨ والرقم : ٤١٦.

(٤٠٤) راجع الرقم (١٢). والأسفار الأربعة : ٨ / ٢٩ ـ ٣٠.


وتعلّق النار بهما كتعلّقها (٢٦) بالحطب أو بالنورة؟

ولم لا يجوز أن يكون سبب اجتماع الأستقصّات نهاية تحريك الوالد؟ وما الذي يحوج (٢٧) إلى أن يكون هاهنا طبيعة جامعة لها (٢٨) حافظة؟ ولا يمتنع أن يكون سبب اجتماعها ما ذكر ثم يبقي هذا القسر زمانا (٢٩) إلى أن يتحلّل.

ومن الدليل على أنه ليس يحتاج إلى شيء حافظ أنّ جسد الميّت تبقى الأستقصّات مجتمعة فيه زمانا بعد مفارقة النفس ـ وليس هناك حافظ ـ فلو كان سبب هذا الاجتماع النفس لكان وجب (٣٠) أن يتفرق عند الموت ـ وليس الأمر على ذلك (٣١) ـ.

(٤٠٥) ج ط ـ صغر الأجزاء فيما ليس بمغمور من المانع الكثير لا يمنع التفصّي ، الدليل عليه أن المنيّ إذا لم يلتقمه فم الرحم (٣٢) زالت خثورته وخرجت عنه القوة النارية والهوائية وبقي مائيا ، إنما يحتبس الشيء لصغر أجزائه إذا كان الغامر أكثر منه في القدر والقوة ، وليس في المني كذلك.

(٤٠٦) النشف يكون لإخلاء الهواء للماء مكانه الذي وقف فيه لضرورة الخلاء وعدم البدل ، وقد تكلّمنا في الأجوبة : إن للأرضية (٣٣) والمائية جوارا (٣٤) في الملازمة ليس لغير هما لاتفاق الميل.

وتعلّق النار بالحطب (٣٥) من كلام من لا يعرف ، فإن (٣٦) النار تحدث من الحطب ، ثم تفارقه على الاتّصال ـ حدوثا وانفصالا ـ ولا تعلّق هناك البتة ، فليس هناك واحد بالعدد يلزم واحدا (٣٧) بالعدد ، بل هو كالماء الجاري على الاتّصال يتجدد ، والنشف يجري بين الماء والأرض على السبيل المذكورة (٣٨) ، وليس في المني جوهران فقط لهما ميل واحد ، بل جواهر مختلفة الميول ، وكذلك في المتكوّن منه.

__________________

(٢٦) عشه : وتعلق النارية بها كتعلق النار.

(٢٧) «يحوج» ساقطة من عشه.

(٢٨) «لها» ساقطة من عشه.

(٢٩) عشه : زمانا كما يبقى إلى أن يتحلل.

(٣٠) ل خ : ويجب. (٣١) عشه : الأمر كذلك.

(٣٢) عشه ، ل : لم يلتقمه الرحم.

(٣٣) د ، م ، ل : الأرضية. (٣٤) عش : جوازا.

(٣٥) ب ، د : بالحظب. (٣٦) عشه : بأن.

(٣٧) ل : واحد.

(٣٨) عشه : المذكور.


(٤٠٧) وأما حديث كون (٣٩) حركة الأب مؤديا إلى اجتماع الأستقصّات فلعلّ ذلك في اجتماعها (٤٠) في المني ، وقد بقي بعد ذلك ما تجمعه القوة التي في المني ، وحينئذ يتمّ العنصر الحيواني ، فإن المني ليس موضوعا قريبا ؛ ثم حركة الأب (٤١) علة لإزعاج (٤٢) المني إلى السيلان ، لا لتكوين المني ، إنما يتكوّن المني في البيضتين [٣٤ ب] فإذا كثر اندفع ودفع (٤٣) من غير حركة الأب.

(٤٠٨) والذي يقوله (٤٤) من «أن جسد الميّت يبقى منحفظا مدة (٤٥)» فهو كلام يحتاج فيه إلى تمييز ، وذلك لأن الحيوان فيه مزاج وهيئة وقدر من العناصر ما لم يستحل المزاج ومقادير العناصر والهيئة الأصلية فإنه لا يموت ، فإذا مات بقي فيه لون وشكل ليسا هما مما لا ينحفظان (٤٦) إلا بالنفس ، ولا النفس هو فقط حافظ (٤٧) لهما ، بل إن كان ولا بدّ فسبب (٤٨) فاعلي بعيد يؤدي ضرب من حركاته إلي ذلك اللون والشكل ـ كالبنّاء والبيت ـ ثم يكون (٤٩) الحافظ لذلك سببا طبيعيا (٥٠) آخر قد يوجد في الحيوان وغير الحيوان ، فينحفظ في الميّت بحسب الحسّ مدة ما في مثلها يمكن أن [تتحرك العناصر تمام حركات الافتراق.] (٥١)

(٤٠٩) وذلك لأن الجامع إذا خلّى (٥٢) لم يحصل التفرق دفعة ، بل في مدة يمكن أن تتحرك فيها (٥٣) المخلوطات إلى الانفصال ـ حركة سريعة إن (٥٤) كان الغمر قليلا ، أو بطيئة إن كان الغمر كثيرا ـ ويسبق إلى التفصّي فيها (٥٥) ما شأنه

__________________

(٣٩) ل : كونه حركة الأب مؤدية ، عشه : كون حركة آلات مؤدية.

(٤٠) ل : اجتماعهما. (٤١) عشه : آلات. (٤٢) ل خ : لا نر عاج

(٤٣) عشه ، ل : ودفق. (٤٤) عشه : يقول.

(٤٥) عشه ، ل : مدة منحفظا.

(٤٦) عشه : مما ينحفظان. (٤٧) ل ، عشه : حافظا.

(٤٨) فى ب مكتوب فوق الخط : فسببه.

(٤٩) ب ، م ، د : لا يكون.

(٥٠) ل ، عشه : سبب طبيعي.

(٥١) عشه : أن يتحرك تمام الحركات للافتراق.

(٥٢) عشه : خلا. (٥٣) ل : فيه.

(٥٤) عشه : إذا. (٥٥) عشه ، ل : ويسبق إلى الانفصال منها.

__________________

(٤٠٧) راجع الرقم (٤٨٣).


أن يسبق ، ويتأخّر ويبطئ ما شأنه أن يبطئ.

(٤١٠) ولما كان البدن الحيواني مركبا من عناصر متضادة وموضوعا عند الوسط كان المبادر إلى المفارقة هو الجوهر الناري والهوائي ، ويبقى الأرضي والمائي غير سريعين إلى الانفصال لاتّفاق الجهة ، وبالأرضيّة والمائية يمكن أن يحفظ الشكل ـ لا سيّما بحسب الحسّ ـ وكذلك اللون ـ

وإذا اختلطت الأرضية والمائية في قرب الوسط من العالم لم تفارق المائية إلا بالقسر ـ بتصعيد أو نحوه أو نشف من غيره ـ فلهذا يبقى جسد الميت أقرب إلى صورة محفوظة مدة في مثلها تتحرك النارية والهوائية إلى الانفصال ، ثم يبقى مدة اخرى أبعد من تلك (٥٦) الصورة يتصرف في مائيته (٥٧) هواء العالم وناريّته حتى يحلّلها أو ينشّفها.

ولما لم يجب أن يكون مع زوال الحافظ من غير زمان انفصال المجموع ـ بل وجب أن يتوسط زمان فيه تنفصل أجزاء المجموع متحركة ، إذ كل حركة في زمان ، وكل [ـ ٣٥ آ] افتراق بحركة ـ لم يجب أن يكون ثبات الميت زمانا قليلا بحسب الحسّ دليلا على أنه ينحفظ بلا حافظ ، بل هو في طريق الانفصال الذي يتم بحركته ، الذي تتم بزمان. (٥٨)

(٤١١) على أنك ـ إن حققّت ـ لا تجده وقد فارق الحياة وهو في آن من الآنات على ما كان في حال الحياة ـ لا في اللون ، ولا في الشكل فضلا عن غيره ـ بل ذلك بحسب الحسّ ـ وأما في الحقيقة (٥٩) فلعلّه لا انحفاظ ، بل إمعان في التغيّر مستمرّ في جميع مدة فارق (٦٠) فيها الحافظ ، أو في كل آن منه لا تجده كما كان حقيقته (٦١) ـ وإن كان حسا ـ.

_________________

(٥٦) عشه ، ل : مدة اخرى بعد عدم تلك.

(٥٧) عشه ، ل : مائية.

(٥٨) ل : الذي يتم بحركة يتم بزمان ، عشه : الذي يتم بحركة التي يتم بزمان.

(٥٩) عشه : وأما بالحقيقة.

(٦٠) ل : فارقت.

(٦١) ل ، عشه : حقيقة.


(٤١٢) س ط غ وأما ما قيل من «حديث القوة المحركة» فلم لا يجوز (٦٢) أن تكون الصورة الأرضية تمانع مقتضى الكيفية الحاصلة من المزاج كما تمانع عند زجّها أو رميها ؛ فلا تزال تمانعها إلى أن يبطل فعلها ـ كالتمانع الواقع بين النار والماء مثلا ـ فيبطل أحدهما الآخر. (٦٣)

(٤١٣) الميل بالفعل يتبع الكيفية ، ليس يتبع الصورة الذاتية الاولي إلا بتوسّطها ، ولئلا يطول الكلام فليتأمل الزيبق الذي تقتضي صورته الثقل الشديد ، فيسخّن أدنى سخونة عرضية فتحدث فيه السخونة الميل (٦٤) ـ وهو الصعود ـ فيصعد حيا كما هو لم يفسد صورته ، وربما صعد ذرورا (٦٥) إنما يحدث فيه التفرق وإلا فهو زيبق ، ألا ترى أن الجميع يظهر للحسّ؟

وإذا (٦٦) كان كذلك فالميل يتبع المزاج ، ويكون بحسب المزاج الغالب ، والأرض أيضا يمكن أن يصعد أرضا يغسل عنه الإحراق (٦٧) ، فيعود ترابا ، كما كان ، وهذا مما يعرفه أهل التجارب.

فاذا الميل يتبع الكيف لا الصورة ـ وقد طوّلنا في هذا في موضع آخر (٦٨) ـ ولا يستمع إلى من يقول : «إنه يكون في الشيء ميل إلى أسفل وميل إلى فوق (٦٩) لا يتمانعان ولا يبطل أحدهما الآخر (٧٠)» ؛ بل يكون مبدء ميل إلى أسفل ومنع عن أن يميل ، وأحدث في موضوعه (٧١) ميل آخر ، كما يمنع عن أن يبرد عند ما يحدث فيه الحرّ ، فالصورة الموجبة للبرد المحسوس توجب لها الميل السافل

__________________

(٦٢) عشه : ولم لا يجوز. (٦٣) ل ، عشه : بالآخر.

(٦٤) عشه : السخونة فيه الميل. (٦٥) ذرّ ذرورا القرن أو النبات : طلع أدنى شيء

(٦٦) عشه ، ل : فإذا.

(٦٧) ل : يغسل (ويحتمل القراءة : يفسل) عنه الاحتراق فيه الإحراق. عشه : فعل فيه الاحراق. ويمكن القراءة في ب أيضا «يفسل» الفسالة : ما تناثر من الحديد عند الطرق.

(٦٨) عشه : في هذا في مواضع اخرى. ل في هذا مواضع اخرى.

(٦٩) ل+ و. (٧٠) عشه : بالآخر.

(٧١) عشه : إذا حدث في موضوعه. ل : إذا حدث في موضعه.

__________________

(٤١٢) راجع الرقم (٢٠).

(٤١٣) يحتمل أن قوله : «وقد طولنا ... في موضع آخر» إشارة إلى ما مضى في المباحثة الاولى.


ويتوسطها (٧١) وكذلك الصورة الموجبة للحرّ المحسوس توجب لها الميل إلى فوق ويتوسطه [٣٥ ب] فإذا منع من (٧٢) أن يبرد تمام ما يحتاج إليه بدخول الضد ، منع عن أن يميل إلي أسفل. وإذا منع أن (٧٣) يسخن تمام ما يحتاج إليه بدخول الضدّ ، منع عن أن يميل إلى فوق ، وإذا تمكّنت فيه هذه الكيفية كان ميله إلى مقتضاها وبحسبها.

ونحن إذا كان الغالب فينا الجزء الثقيل فالغالب فينا المزاج البارد ـ ولا شك (٧٤) فيه ـ ومقتضاه النزول ، وليس مزاجنا (٧٥) مزاجا يقتضي مخالفة الجزء الثقيل ـ بل هو كيفية ملائمة له إلى البرد ما هو ـ ويقتضي النزول ، بل هو ما به يقتضي العنصر الثقيل الميل النازل ، وهذا (٧٦) بحسب أعضائنا ليس بحسب أرواحنا ، فلعلها خفيفة.

(٤١٤) على أن ايرادي الإعياء لم يكن على أنه عمدة الحجّة ، بل على أنه (٧٧) شهادة ما ، والحجّة تتضح دون ايراد الإعياء ، والإعياء خاصّ بالعصب والوتر والعضل ، وبوجه (٧٨) ضرب من سوء المزاج أو التمدد والتفرق (٧٩) ، [يوجب من ذلك اختلاف اقتضاء] (٨٠) الحركة الإرادية والميل الطبيعي المزاجي.

(٤١٥) كنت سمعت مولانا في وقت وقد ناقض علي المعتزلة و (٨١) مذهبهم في إجراء (٨٢) العادة فأنسيته ، فاريد أن يكتب في بعض ذلك جميع ما يمكن أن يقال فيه.

__________________

(٧١) ع ، ه : يتوسطه. ش الفقرة (لها الميل ... توجب) ساقطة منها.

(٧٢) عشه ، ل : عن.

(٧٣) عشه ، ل : منع عن آن.

(٧٤) ل : لا نشك. عشه : لا شك ، (كلاهما بلا واو).

(٧٥) ب : مزاحيا.

(٧٦) عشه ، ل : وهو.

(٧٧) ل : أنها.

(٧٨) ل ، عشه : ويوجبه.

(٧٩) ل+ وال؟؟؟ فر؟؟؟ ق.

(٨٠) عشه : ويوجد من اختلاف اقتضاء. ل : يوجب ذلك اختلاف ويوجد من اختلاف اقتضاء.

(٨١) «الواو» ساقطة من عشه ، ل.

(٨٢) ج : إجزاء.


(٤١٦) ج ط ـ لا أدري أيش أقول ، وكيف يجعلني ذلك المسموع منه ـ مع ايجابه أن كل شخص متبدّل ، وايجابه أن (٨٣) المسموع منه منذ سنتين يكون قد بطل وحصل آخر

(٤١٧) لم تبقي الأستقصات مجتمعة في بدن الميّت ساعة واحدة وليس هناك ما يحفظها؟ ولم تتفرق بعد أيام؟

(٤١٨) ج ط (٨٤) ـ الحق أنه لا تبقى إلا بحسب الحسّ ، وبعد ذلك فالجواب ما كتب (٨٥) في موضع آخر.

(٤١٩) لم يجب أن يكون لكل نوع كالإنسان وسائر الحيوانات علة من خارج؟

ج ط ـ (٨٦) الحديث فيه ما سمع وعلم (٨٧) ، إني أصون (٨٨) الجواب الحق فيه إلى وقت (٨٩).

وأما (٩٠) علي الظاهر : فما هو معلول بنوعه فعلّته من غير نوعه.

(٤٢٠) س ط ـ قيل : «إن الوجود عرض» ثم بيّن أن واجب الوجود (٩١) بذاته ليس بعرض ولا جوهر ، فأيّ فرق بين الوجودين؟

__________________

(٨٣) ل : وايجابه في المسموع.

(٨٤) ب : س ط. وكونه سهوا ظاهر.

(٨٥) عشه ، ج. ل : كتبت.(٨٦) عشه ، ج. ل : كتبت.

(٨٧) «وعلم» ساقط من عشه.

(٨٨) ى : اصور. ج : احول. (٨٩) عشه : وقت ما.

(٩٠) عشه ، ل : فأما. (٩١) ج : وجود واجب الوجود.

__________________

(٤١٦) راجع الأسفار الأربعة : ٩ / ١٠٨. والرقم (٤٠٣).

(٤١٧) السؤال راجع على الأظهر إلى قول الشيخ بكون فاعل المزاج وحافظه قوى النفس. راجع الرقم (٣٤٧) و (٤٠٩).

(٤١٨) مضى آنفا.

(٤٢٠) السؤال والجواب تكرر في (٧٨٩).


(٤٢١) ج ط ـ الوجود عرض في الأشياء التي لها ماهيات يلحقها [٣٦ آ] الوجود ـ مثلا المقولات العشر ـ فأما الذي هو موجود بذاته ـ لا بوجود يلحق ماهيته لحوق أمر غريب غير مأخوذ في الحدّ ـ فليس له وجود هو به موجود ـ فضلا عن أن يكون عارضا له ـ بل هو موجود بذاته واجب أن يكون كذلك.

وإذا قيل له : «واجب الوجود» فهو لفظ مجاز ، ومعناه أنه واجب أن يكون موجودا ـ لا أنه يجب الوجود لشيء موضوع فيه الوجود (٩١) ، يلحقه الوجود على وجوب أو غير وجوب ـ.

(٤٢٢) ط ـ كلام في الإعادة :

إذا كان الوقت ليس إلا عرضا يوقّت به فمن يجوّز الإعادة على كل عرض [يجب أن يجعل بحيث يجوز أن يعاد الشيء] (٩٢) الموجود في وقت ما ، ويعاد الوقت ، فيكون الشيء والوقت واحدا بالعدد بعينه ، فلا يكون هناك عود ـ لأن العود يقتضي اثنينية الوقت بالعدد ، فالموجود في وقت واحد غير عائد ـ. وأما القائل منهم بالتفصيل ـ وتجويز ذلك في أشياء دون أشياء ـ مؤاخذ بأشياء يطول ذكرها ـ.

(٤٢٣) علي أن الحق أن الفطر العقلية الصحيحة لا تحتاج إلى أن تتجشّم (٩٣) الاحتجاج في إبطال هذه المقالة ، فإن هذا التجشّم فضل (٩٤) ، وإن (٩٥) صريح العقل يحكم بأن ما فات (٩٦) وعدم فقد فات ، وأن العود إنما هو لثابت موجود إلى مثل حالة كان عليها ، وأنه حيث لا موجود ثابت الوجود في حال واخرى مثلها فلا عود ، وأن ما عدم فإنما يحدث مثله لا هو ـ حكما لا يشك فيه ؛ وإذا عرض الشك فيه فقد

__________________

(٩١) عشه : للوجود. (٩٢) ج : يجب أن يجوز الاعادة على الشيء.

(٩٣) ل : إلى أن تجشم. عشه : إلى تجشم. ب : الا أن تتجشم.

(٩٤) ل : مطل. وفى ب كتب فوقه مصل (مهملة).

(٩٥) عشه : فان.

(٩٦) عشه : من مات. ل : ما مات.

__________________

(٤٢٢) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٥ ، ص ٣٦.


مرض وجرّ إلى شيء يتحيّر فيه ويساعد.

(٤٢٤) ومثل هذا كثير ، فإن من جملة الأشياء التي في الفطرة ما قد يضلل (٩٧) عنه الذهن ، كما ضلل ذهن من جوّز حالا بين طرفي النقيض ، كما أن من (٩٨) جملة ما ليس في الفطرة ما يحسب أنه في الفطرة.

وإنما تسلم في هذا المضيق (٩٩) الأذهان الثاقبة (١٠٠) المحفوظة بعناية الله تعالى المشتملة على الكل ، ولا يفوتها شيء منها ـ بل من نفسه ولسوء استعداده أو لكثرة (١٠١) عوائقه ـ.

(٤٢٥) بعض الماهيات هي لغيرها وبعضها ليس (١٠٢) لغيرها. فإن ماهيّة (١٠٣) البياض لغير البياض ـ وهو الموضوع ـ وماهيّة الجسم لغير الجسم ـ وهو الهيولى [٣٦ ب].

(٤٢٦) ط ـ كل معقول فإن حقيقته مصوّرة فيما يعقله ، وهي حاصلة لما يعقله (١٠٤) وإن كان لا ينعكس ـ فليس كل ما يحصل حقيقته لشيء (١٠٥) يصير به الشيء عاقلا ، بل يحتاج لا محالة إلى شرط زائد على هذا القدر ، فإن الحقائق قد تكون متخيّلة وقد تكون في الأعيان الخارجة محسوسة ، أو غير محسوسة ولا معقولة ؛ وهذا القدر هو (١٠٦) أن يكون على تحصيل ما.

(٤٢٧) ط ـ من شأننا أن نعقل أنفسنا (١٠٧) ـ سواء كان طبعا أو كسبا ـ فبعض

__________________

(٩٧) ع خ : ظلل. (٩٨) عشه ، ل : في.

(٩٩) ج : الضيق.

(١٠٠) عشه : الثابتة المحفوظة. ل : الثابتة فيه المحفوظة ل خ : الباقية المحظوظة.

(١٠١) ل : أو كثرة. (١٠٢) ل ، عشه : ليست.

(١٠٣) عشه : فإن ماهيات. ج : ماهية.

(١٠٤) ل : له لما يعقله. ع ، ه : له بما يعقله. ع خ : له كما يعقله. ش : له بما لا يعقله.

(١٠٥) «لشيء» ساقطة من عشه.

(١٠٦) د ، ج : وهو. (١٠٧) ل ، ع خ : من شأنها أن يعقل أشياء.

__________________

(٤٢٧) راجع الرقم (٤٤٣). والأسفار الأربعة : ٨ / ٢٧٠. والمبدأ والمعاد لصدر المتألهين : ٢٨٨. والشفاء :

الإلهيات : م ٨ ، ف ٦ ، ص ٣٥٧.


الأشياء يعقل ذاته وجوهره ، وما يعقل شيئا فحقيقة ذلك الشيء حاصلة له (١٠٨) ، فحقائق ذواتنا حاصلة لها (١٠٩) ، وليس مرّتين ـ فإن حقيقة الشيء مرة واحدة ـ وليس نفس الوجود ـ فهذا لكل شيء ، وليس كل شيء يعقل ذاته (١١٠) ؛ فهذا (١١١) إذن هو أن حقائق جوهرنا (١١٢) الأصلية ليست (١١٣) لغيرها.

(٤٢٨) وهذا معنى قولهم : «كل ما يرجع على ذاته فهو عقل (١١٤)» أي تكون ماهية ذاته ـ التي بها هي بالفعل (١١٥) ـ لذاته ، ليست لغيره ، ونحن نعقل جوهرنا فجوهرنا ماهيته لذاته ليست لغيره (١١٦).

(٤٢٩) ليس يجوز أن يكون أصل حقيقتنا له بالقياس إلى نفسه أنه موجود ـ الوجود الذي له ـ ثم له بالقياس إلى نفسه أنه معقول بزيادة أمر على أنه موجود الوجود الذي له ، على أنهما اثنان ، فإن حقيقته لا يفرض (١١٧) لها مرة «شيء» ومرة «ليس ذلك الشيء» وهي واحدة في وقت واحد ، فليس لكونها معقولة زيادة شرط على كونها موجودة ، وجودها الذي لها ، بل زيادة شرط على الوجود مطلقا ، وهو أن وجود ماهيتها التي بها (١١٨) هي معقولة حاصل

__________________

(١٠٨) عشه : له حاصلة.

(١٠٩) ع خ ، ه ، ش : لنا.

(١١٠) ى+ فهذا لذاته ليست لغيره ـ ونحن نعقل جوهرنا. فجوهرنا ماهية لذاته ليست لغيره.

(١١١) «فهذا» ساقطة من ل.

(١١٢) ج : جواهرنا.

(١١٣) ل ، عشه : ليس.

(١١٤) ج : عقلي.

(١١٥) عش : التي لها هى بالعقل. ه : التي لها وجود هي بالفعل.

(١١٦) هناك حاشية توجد فى جميع النسخ. إلا أن فى ب كتبت فى الهامش بلا علامة فحسبها النساخ من المتن أحيانا. فادرج فى م ود وج في المتن. وهي هذه : (ل : حاشية الكتاب. عشه : حاشية) هذا الكلام عكس كلامه في «أن المجرد يعقل ذاته» [لأن الباري والامور المفارقة لما كانت مجردة وجب أن يعقل ذواتها. ولم يلزم من مجرد هذا الدعوى أن عكسه واجب (عشه : ولم يلزم من بيان ذلك لزوم عكسه)] ؛ وهو «أن كل ما يعقل ذاته فهو مجرد» ؛ لأن الكلية الموجبة لا تنعكس كلية [في جميع المواضع (غير موجود فى عشه)] فتبين بهذه الاصول [أنها تنعكس هاهنا كليه (عشه : ذلك)] ؛ وهو «إن كل ما يدرك ذاته فماهيته له (عشه ، ل+ وكل ما ماهيته له) فهو مجرد (عشه+ تمت)».

(١١٧) ل ، عشه. ج : لا يعرض.

(١١٨) عشه : لها.


[٣٧ ب] لها (١١٩) في نفسها ليس لغيرها.

(٤٣٠) وهذا أجلّ (١٢٠) ما أعرفه في هذا الباب ويحتاج إلى تصور (١٢١) فإن الامور التصديقيّة قد يحيرّ عنها (١٢٢) فقدان التصور ، فإذا تمكّنت النفس من (١٢٣) التصور سارع إليها التصديق.

(٤٣١) ط ـ كل ما ماهيّته له فإنه لا يعدم ، لأن كونه بالقوة في وجوده يستحيل ، لأنه إذا كان بالقوة كانت ماهيته لغيره (١٢٤). وأما قبل حدوثه فإنما كانت قوته في هيولاه ، وإذا استحالت قوته في هيولاه (١٢٥) كان استحالة للهيولى ، ولم يكن هو بالقوة أصلا ، كان شيئا هو ممكن أن يكون هو ، قد صار هو ، بل كان شيئا يمكن أن يوجد هو له ويوجد معه ، وكان الإمكان في ذلك الشيء ؛ وإذا (١٢٦) وجد جوهره فإمكان عدم جوهره إن لم يكن أصلا لم يعدم ، وإن كان إمكان عدمه في غيره حال وجوده فإمّا أن يكون على أنه يعدم عنه ، أو يعدم معيته له (١٢٧) ـ فهذا ممكن.

(٤٣٢) وليس هذا كالوجود ، لأن الموجود ، في غيره موجود في نفسه ، وليس المعدوم في غيره معدوما في نفسه ، فإمكان الوجود في غيره هو إمكان وجود (١٢٨) نفسه ، وليس إمكان العدم في غيره إمكان العدم في نفسه ولا مقتضيا له.

(٤٣٣) إن كان التعقل هو أن يحصل للعاقل حقيقة المعقول ، فإذن يحصل لنا

__________________

(١١٩) ل : حاصل فى نفسها.

(١٢٠) عشه : أصل.

(١٢١) ل ، عشه : إلى أن يتصور.

(١٢٢) ل : قد يحبر عنها. عشه. قد؟؟؟ ر. مهملة.

(١٢٣) عشه : في.

(١٢٤) عشه : لغيرها.

(١٢٥) ل : هيولا.

(١٢٦) عش : وإذ.

(١٢٧) عشه :؟؟؟ عينه له ج : تعينه له.

(١٢٨) عشه : وجوده في نفسه.

__________________

(٤٣٠) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٦ ، ص ٣٥٧. والرقم (٤٣٣).

(٤٣١) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٤ ، ص ٣٤٦.

(٤٣٣) راجع الرقم (٤٩٣) و (٤٣٠).


إذا عقلنا الإله والعقول الفعّالة حقائقها ، (١٢٩) فلكل منها إذن (١٣٠) حقيقتان ، فلم لا يجوز أن يحصل لذواتنا أيضا حقيقتان ـ وهناك يجوز ـ؟

(٤٣٤) إذا أمكننا أن نعقل المفارقات (١٣١) تصورت حقائق لها في نفوسنا فتكون لها حقيقتان : حقائق لها في أنفسها لأنفسها (١٣٢) ـ وهي بها مفارقة (١٣٣) ـ وحقائق مصورة (١٣٤) فيناهي لنا ، فلذلك هذه (١٣٥) ليست بعقول.

(٤٣٥) ثم إنّا نشعر بذواتنا ولا أدري «هل هو تعقّل ، أو إدراك آخر؟» وإنما يمكن أن نحقق أنّا نعقل إذا بينّا إن لنا حقيقة ذواتنا ، فإن (١٣٦) أمكن إن تبيّن أن لنا حقيقة ذواتنا من دون وساطة التعقّل فما الحاجة إلى (١٣٧) أن نقول : إنّا نعقل ذواتنا ؛ ونتوصل منه إلي أن لنا حقيقة ذواتنا؟ وإن لم يكن (١٣٨) حصل دور.

(٤٣٦) ليس يتعلّق الكلام بالتعقّل (١٣٩) أو (١٤٠) الشعور ، بل بكل إدراك كان ، فإنه ملاحظة لحقيقة الشيء لا من حيث هي خارجة ، ولو كانت خارجة لم تكن الامور المعدومة تعقل ، بل هي فينا ، وليس [٣٧ ب] الملاحظة وجودا لها ثالثا (١٤١) بل نفس انتقاشها فينا ، وإلا (١٤٢) لتسلسل إلى غير النهاية (١٤٣) ، إلا أنّا على سبيل التوسّع نقول : «نلاحظ حقائقها» تشبيها بالمحسوسات على مجرى العادة

(٤٣٧) وعند التحقيق المحسوسات أيضا ملاحظتها حصول (١٤٤) حقائقها التي هي بها محسوسة لنا ، حتى تصير الخارجة بها ملاحظة (١٤٥).

_________________

(١٢٩) «حقائقها» ساقطة من عش ، وفي ل : حقائقها كذا وجوبه وفيه حلل.

(١٣٠) «اذن» غير موجود فى ل ، عشه.

(١٣١) ل خ : المفارق.

(١٣٢) ل ، عشه : حقائق لأنفسها في أنفسها.

(١٣٣) ل : مفارق. (١٣٤) ل ، عشه : متصورة.

(١٣٥) عشه ، ل : هي. (١٣٦) عشه : فإذا.

(١٣٧) عشه : في. وفي ل أيضا كذلك غير أنه استدرك فوق الخط.

(١٣٨) عشه ، ل : لم يمكن.

(١٣٩) ل : بالتعلق. (١٤٠) عشه : و.

(١٤١) ل : ثالث. (١٤٢) ل : ولا.

(١٤٣) عش : غير نهاية. ج : لا نهاية.

(١٤٤) ل ، ه : أيضا حصول.

(١٤٥) عشه : حتى يصير بها الحاسة ملاحظة.


(٤٣٨) أحسب إنا نعقل ذواتنا ، ولم يتبيّن بعد أنه هل يجوز أن نعقل بآلة جسمانية ، أم لا؟ و (١٤٦) هل القوة العقلية في جسم ، أم لا؟ فلم لا يجوز أن تحصل قوتي (١٤٧) العاقلة في قوتي (١٤٨) الوهمية؟ فتشعر قوتي (١٤٩) الوهمية بها؟ كما أن القوة العاقلة تشعر بالقوة الوهمية ، فلا تكون ذات القوة العقلية مني حاصلة لذاتها بل [لغيرها ، كما أن القوة الوهمية مني ليست هي (١٥٠) حاصلة لذاتها ، بل] (١٥١) مثلا (١٥٢) للقوة العاقلة (١٥٣)

(٤٣٩) فينا أو (١٥٤) لنا نحن (١٥٥) قوة ندرك بها المعاني الكلية وما يجري مجراها ، واخرى تدرك الجزئيات. والكلي من القوة التي بها [ندرك الكلي [ندرك] (١٥٦) بما يدرك] (١٥٧) به الكلي ، وذلك سمّه ما شئت ، لكنّا نسميه «القوة العقلية».

(٤٤٠) ولا يخلو إما أن يعتبر الشعور أو الإدراك العقلي ـ وقد عرف (١٥٨) ما يوجبه الإدراك العقلي ـ فأما الشعور فأنت إنما تشعر بهويتك ، لست إنما تشعر بشيء من قواك ـ حتى تكون هي المشعور بها ، فحينئذ لا تكون شعرت بذاتك ، [بل بشيء من ذاتك (١٥٩) ، ولو شعرت (١٦٠) ذاتك لا بذاتك] (١٦١) بل بقوة كحسّ أو تخيّل (١٦٢) لم يكن المشعور بها (١٦٣) هو الشاعر ، ومع شعورك بذاتك [تشعر أنك إنما تشعر] (١٦٤) بنفسك ، وأنك الشاعر بنفسك.

(٤٣٨) راجع الأسفار الأربعة : ٨ / ٢٧٤.

__________________

(١٤٦) ل ، عش : أو ه : أم.

(١٤٧) عشه : قوى.(١٤٨) عشه : قوى.

(١٤٩) عشه : قوى. ج : القوى.

(١٥٠) «هي» ساقطة من عشه ، ل.

(١٥١) ساقطة من م ، د ، ج.

(١٥٢) «مثلا» غير موجودة فى ل ، عشه.

(١٥٣) عشه : العقلية. (١٥٤) د ، ج : إذ.

(١٥٥) عشه ، ل : أو نحن. وفي ب أيضا كتب كذلك ثم صحح ومحي «أو».

(١٥٦) اضافة من ى وغير موجودة في النسخ.

(١٥٧) ل ، عشه : التي يدرك بها الكلي يدرك بما يدرك. والنسخ مهملة عموما.

(١٥٨) ل ، ه : وقد عرفت.

(١٥٩) ج : قوة ذاتك. (١٦٠) ل : ولا شعرت.

(١٦١) ساقطة من عشه. (١٦٢) ل : تخيل ما.

(١٦٣) ج : به. (١٦٤) ل : انك انما؟؟؟ شعر.


(٤٤١) ثم إن كان الشاعر بنفسك قوة هي في نفسك وقائمة بها فيكون وجود نفسك بقوتها لنفسك ، ويرجع (١٦٤) علي نفسها مع القوة ولا يكون لغيرها ، وإن كانت تلك القوة قائمة بجسم ، ونفسك غير قائمة في ذلك الجسم ؛ فيكون الشاعر ذلك الجسم بتلك القوة لشيء مفارق بصور اخرى ، ولا يكون هناك شعور بذاتك بوجه ، ولا إدراك لذلك (١٦٥) بخصوصيّتها ، بل يكون جسم ما يحسّ بشيء غيره ، كما تحسّ بيدك ورجلك (١٦٦).

(٤٤٢) وإن كانت نفسك بتلك (١٦٧) القوة [٣٨ آ] قائمة في ذلك الجسم فتكون النفس وقوتها وجودهما لغيرهما ، فلا تكون النفس بتلك القوة تدرك ذاتها ولا ذلك الجسم ، لأن ماهية القوة والنفس معا لغير هما ـ وهو ذلك الجسم ـ

وإن كان جوهر النفس هو القوة التي بها تدرك فليسا يفترقان (١٦٨) ـ فهل هاهنا جواب أبين منه (١٦٩) ، أم لا؟

كل هذا حق مبين. (١٧٠)

(٤٤٣) قيل : «إنّا نعقل أنفسنا ، وكل ما يعقل شيئا فحقيقته حاصلة له ، فحقيقة ذاتنا (١٧١) حاصلة لنا» فما معنى قوله : «ما يعقل شيئا حقيقته (١٧٢) حاصلة له»؟

ج ط ـ الجواب ما تقدّم.

(٤٤٤) وما يدرينا أن شعورنا بذاتنا هو تعقّلنا له؟ فعسى هو إدراك آخر

__________________

(١٦٤) ل :؟؟؟ قو؟؟؟ ها إلى نفسك فيرجع.

(١٦٥) عشه ، ل : لذاتك.

(١٦٦) ل : بيدك رجلك. عشه : برجلك ويدك.

(١٦٧) د ، م : كانت بتلك. ج : كانت تلك.

(١٦٨) هنا فى ل وعشه علامة السؤال «س».

(١٦٩) ل : جواب أحق وأبين منه. عشه ، ل خ : جواب أحق وأبين من هذا.

(١٧٠) عشه : هذا كله حق مبين. ج : كل منهما حق مستبين.

(١٧١) ل : فحقيقة نفسنا. عشه : فحقيقة ذواتنا.

(١٧٢) ل ، عشه : فحقيقته.

__________________

(٤٤٣) راجع الرقم (٤٢٧)

(٤٤٤) راجع الأسفار الأربعة : ٨ / ٢٧٠.


لا يقتضي ذلك الإدراك أن تكون حقيقة ذاتنا حاصلة لنا ، بل هو أثر على لون ما حصل (١٧١) لنا من ذاتنا ، فلا يكون ذلك الأثر هو بعينه حقيقة الذات (١٧٢) ، فلا يمتنع أن يكون لنا حقيقة وجود يحصل منها لنا أثر فنشعر (١٧٣) بذلك الأثر ، [فلا يكون الأثر هو الحقيقة] (١٧٤) ، فلا يكون قد حصل لنا ذاتنا مرتين.

(٤٤٥) ج ط ـ من لا يتصور حقيقة ماهيّته فليس يعقل ماهيّته ، وليس الإدراك إلا تحقّق حقيقة الشيء من حيث يدرك ، وهو معنى الشيء بالقياس إلى لفظه.

(٤٤٦) وقوله : «يحصل لنا أثر فنشعر (١٧٥) بذلك الأثر» لا يخلو إما أن يجعل الشعور نفس حصول الأثر ، أو شيئا يتبع حصول الأثر ، فإن كان نفس حصول الأثر ، فقوله : «فنشعر بذلك الأثر» لا معنى له ، بل هو اسم آخر أو قول آخر مرادف ، فإن (١٧٦) كان الشعور شيئا يتبعه ، فإما أن يكون حصول معنى ماهيّة (١٧٧) الشيء أو غيره ، فإن كان غيره فيكون الشعور هو تحصيل ما ليس ماهيّة الشيء ومعناه ، وإن كان هو هو فتكون ماهيّة الذات تحتاج في أن تحصل لها ماهيّة الذات إلى أثر آخر به تحصل ماهيّة الذات ، [فيكون لم تكن] (١٧٨) ماهيّة الذات [يحصّلها (١٧٩) أثر ، فليست متأثّرة ، بل متكوّنة.

وإن كانت (١٨٠) ماهيّة الذات] (١٨١) تحصل ثانيا بحال اخرى ـ من التجريد أو نزع (١٨٢) بعض ما يقارنها من العوارض [٣٨ ب] أو زيادة تضاف (١٨٣) إليها ، فيكون المعقول هو ذلك الذي بحال اخرى وكلامنا في نفس الماهيّة وجوهرها الثابت في الحالين. (١٨٤)

__________________

(١٧١) ل خ : على كون ما هو حاصل.

(١٧٢) عشه : حقيقة ذاتنا.

(١٧٣) ل ، عشه : لنا منها أثر ونشعر. ج : فيها لنا أثر فنشعر.

(١٧٤) ل : يكون الاثر هو الحقيقة. ج ساقطة.

(١٧٥) ل ، خ : فشعورنا.

(١٧٦) ل ، عشه : وان كان.

(١٧٧) ج : حصول ماهية.

(١٧٨) ج : فلن تكن.

(١٧٩) عشه ، ل : فحصلها.

(١٨٠) ل ، عشه : كان.

(١٨١) ساقطة من د ، م ، ج.

(١٨٢) ج : بنزع. (١٨٣) ج : انضياف.

(١٨٤) ج : الحالتين.


(٤٤٧) س ط ـ لم يبين أن كل إدراك هو أن تحصل حقيقة الشيء للمدرك ، بل إنما ذلك في التعقل وحده ، وعسى شعورنا بذواتنا ليس هو تعقلنا لذواتنا ، بل هو إدراك آخر ، ولا يكاد يبين (١٨٥) أن لنا حقيقة ذواتنا (١٨٦) إلا بعد أن يعلم أن شعورنا بذاتنا (١٨٧) هو عقلنا لذاتنا (١٨٨).

(٤٤٨) [لا جواب له] (١٨٩)

(٤٤٩) س ط ـ (١٩٠) قيل : (١٩١) القوة العقلية [لو كانت تعقل بالآلة الجسدانية] (١٩٢) حتى يكون فعلها إنما يستتم (١٩٣) باستعمال تلك الآلة الجسدانية لكان يجب أن لا تعقل ذاتها ، وأن لا تعقل (١٩٤) الآلة ، وأن لا تعقل أنها عقلت [فإنه (١٩٥) ليس بينها وبين ذاتها آلة ، [وليس بينها وبين آلتها آلة] (١٩٦) ، وليس بينها وبين أنها عقلت آلة] (١٩٧) ـ لكنها تعقل ذاتها وآلتها ، ولا تعقل (١٩٨) الآلة.

فلم قيل : «تعقل آلتها التي تدعى له وأنها عقلت»

(٤٥٠) فإذن تعقل بذاتها لا بالآلة وما يدل (١٩٩) على أنه (٢٠٠) ليس بينها وبين آلتها آلة أنها لو كانت تعقل آلتها (٢٠١) بآلة لكانت صورة آلتها في آلتها وفيها بالشركة دائما ، فيجب أن تعقل آلتها دائما ، إذ (٢٠٢) كانت إنما

__________________

(١٨٥) ل : يتبين. (١٨٦) ج : ذاتنا.

(١٨٧) م ، د ، ل : بذواتنا.

(١٨٨) ل : لذواتنا.(١٨٩) عشه ساقطة.

(١٩٠) العلامة كان في ب قبل الجواب السابق «لا جواب له» بدلا من هنا والأظهر كونه سهوا من الناسخ والصحيح ما أثبتناه حدسا.

(١٩١) ل ، عشه : قيل إن.

(١٩٢) عشه : لو كانت بآلة جسدانية.

(١٩٣) ج : حتى يتم. (١٩٤) عش : ولا لا تعقل.

(١٩٥) ل : عشه : وانه.

(١٩٦) ساقطة من د ، ل.

(١٩٧) ج : إذ ليس بينها وبين ذاتها ولا بينها وبين آلتها ولا بينها وبين أنها عقلت آلة.

(١٩٨) عشه : ولا اعقل. (١٩٩) ل خ : ومما يدل.

(٢٠٠) عشه : ل : أنها. (٢٠١) ج : الآلة

(٢٠٢) م ، د ، ج : إذا.

__________________

(٤٤٩) الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٩٢ ـ ١٩٣.


تعقلها لوصول الصورة إليها.

أما أولا : فإني (٢٠٤) أشعر بذاتي بأن تحصل قوى الحيوانية في قوتي الوهميّة (٢٠٥) ، أو بالعكس ـ وكلاهما في آلة جسمانية ـ ومع هذا فلا أشعر بالآلة الجسمانية ، فلم يجب في العقل أن أعقل الآلة دائما.

(٤٥١) ج ط ـ أنا لا أشعر ذاتي (٢٠٦) بالآلة الحيوانية ولا القوة الحيوانية ، بل بذاتها فقط ، فإن خلطت (٢٠٧) الشعور خلطت القوى.

(٤٥٢) والثاني : إنه لا يمتنع أن تحصل القوة العقلية في القوة المتوهمة (٢٠٨) فأشعر بها ، وأظن أني أشعر بذاتي ، إذ لا اميّز بين هذه القوى ولا يمكن أن يقال : «إن القوى (٢٠٩) العقلية لا تعلق لها بالأجسام ، فلا تحصل في القوة الوهمية» فإنه يكون وضعا للمطلوب الأول.

(٤٥٣) سبحان الله ـ ما تخطر القوة العقلية ببال الوهم إلا باسمها من حيث هو مسموع.

(٤٥٤) س ط ـ ما البرهان على أنه (٢١٠) ليس بينها وبين ذاتها آلة؟ فإنه (٢١١) قد اخذت [٣٩ آ] هذه المقدمة من غير برهان.

(٤٥٥) ج ط ـ لأن هذه الآلة إما أن تكون الفاعلة القريبة ـ وليست الفاعلة (٢١٢) هي المدركة القريبة ـ أو تكون الموصلة ـ وإنما توصل إلى المفارق.

(٤٥٦) س ط ـ قيل في بعض المواضع ما هذا لفظه : يجب أن لا يتوهم أنّا

__________________

(٢٠٤) عش ، ل : فاننى.

(٢٠٥) عشه ، ل : قوتى الحيوانية في قوتى الوهمية. ج : القوى الحيوانية في القوى الوهمية.

(٢٠٦) عشه ، ل : بذاتي.

(٢٠٧) عشه : اختلطت.

(٢٠٨) عشه ، ج : الوهمية.

(٢٠٩) عش ، ل : القوة.

(٢١٠) عشه ، ل : أنها.

(٢١١) ج : إذ.

(٢١٢) «الفاعلة» ساقط من عشه ، ل.

__________________

(٤٥٤) راجع الرقم : (٤٤٩).

(٤٥٦) راجع الرقم (٤٠٣).


إنما نحن الذين شاهدنا ما شاهدنا ، وحفظنا ما حفظنا. بسبب جزء منا جسماني ينحفظ.

(٤٥٧) و [ذلك لأنه إن كان (٢١٣) ينحفظ على] (٢١٤) ايصاله (٢١٥) ففينا شيء لا يتحلّل منه شيء ولا يستبدل [شيئا بدل ما فسد ، فإنه إن كان فينا مثل (٢١٦) ذلك ففي جوهرنا ما لا يغتذي [ولا يحتاج] (٢١٧) إلى بدل ـ وليس كذلك ، بل جميع أجزائنا تغتذي] (٢١٨) وإذا (٢١٩) كان كذلك ، فكل جزء من جسدنا يستبدل بدل شيء يتحلّل منه ، وإن كان شيء (٢٢٠) ينحفظ فيه موجودا إلى آخر العمر فهو عرضة للاتصال (٢٢١) والانفصال ، فلا تكون له صورة واحدة بالعدد ، ولا يكون أيضا مستحفظا لصورة حسيّة أو خياليّة أو عقلية واحدة بالعدد.

(٤٥٨) فيجب أن يكون الثابت واحدا بعينه فينا ـ الذي لا نشك (٢٢٢) في وجوده ـ بحسب ما بيّنا في جواب هذه المسألة في ورقة اخرى جوهرا صوريّا غير المادة ، ويكاد أن يكون هذا الجوهر يلزم منه أن لا يكون ماديّا في كل حيوان ، وقد يكون (٢٢٣) هو الواحد المتبدّل عليه المادة بفعله أو بفعل (٢٢٤) غيره أو بمقاسمة (٢٢٥) بينه وبين غيره (٢٢٦) ـ يكون التحليل من غيره والاستبدال منه.

(٤٥٩) فإنه لو كان صورة في المادة. والمادة يتبدّل اتّصالها ـ فيجب أن تتبدّل صورتها التي فيها ، ولا تكون فيها صورة محفوظة ، فلولا (٢٢٧) شيء دقيق وسرّ عجيب لقضي (٢٢٨) في كل نفس أنها غير متعلّقة بالمادة.

__________________

(٢١٣) «إن كان» ساقطة من ل.

(٢١٤) عشه : انه لا ينحفظ على. (٢١٥) عشه ، ج : اتصاله.

(٢١٦) ل : ميل. (٢١٧) ساقطة من ه.

(٢١٨) ساقطة من ج. (٢١٩) عشه : فاذا.

(٢٢٠) عشه : فان كان شيء. ج : وان شيئا.

(٢٢١) ل : الاتصال. (٢٢٢) ج : لا شك.

(٢٢٣) عشه ، ل : ويكون. (٢٢٤) ل ، ج : أو فعل.

(٢٢٥) عشه ، ل : مقاسمة. (٢٢٦) ج : أو بمقاسمة بينهما.

(٢٢٧) عشه : ج هذا. ل : ج فلولا.

(٢٢٨) ج : لنقضى. عش : ل : يبقى. ل : نقضى. وكتب. فوقها : يبقى. ه : ساقطة.

__________________

(٤٥٨) راجع الرقم : (٤٠٠).


(٤٦٠) ثم إذا نظر (٢٢٩) إلى الحق من جهته علم (٢٣٠) أن هذا كيف يمكن أن يكون ، وهذا كلام (٢٣١) في إثبات النفس وجوهريّتها (٢٣٢) إذا دعم بأدنى دعامة صار قويّا جدا.

(٤٦١) ما يقال (٢٣٣) في القوة الحافظة من الإنسان ـ فإنها لا شكّ في جسم (٢٣٤) ـ؟

(٤٦٢) س ـ وقال في فصل آخر نقيض هذا ، والتقطيع والتفصيل واختلاف التشكيك (٢٣٥) يسلبه (٢٣٦) وحدته [٣٩ ب] الشخصيّة من جهة [ولا يسلبه وحدته الشخصية من جهة (٢٣٧)] أنه [شيء] (٢٣٨) متميّز من جملة الأشياء التي في العالم أو في جنسه ، فإن الماء المقرر (٢٣٩) قد يكون مجموعا في إناء فيكون شخصا ، ويكون متفرقا في آنية فيكون أشخاصا مجتمع (٢٤٠) ، ثم يجمع مرة اخرى فيكون غير الشخص الأول والأشخاص الثانية ، لكنه في تصرف الأحوال ذلك الماء ، فشخصه يميّزه عن المياه الاخر ، ولا مانع أن يكون للشيء شخصان (٢٤١) من وجهين ـ هذا كذا ـ والفصل المتقدم مخالف لهذا ـ فأيّهما نعتمد (٢٤٢) وعلى أيّهما نعول؟

(٤٦٣) ولكن لا بدّ من ثبات صور الأجسام ولو إناء واحدا ، وأحسب أن الأمر على هذا ، فلا يكون الشخص هو الشخص الأول بعينه ، ولا الكيفية الثانية المنسوبة إلى المزاج تلك الكيفية الاولي بعينها بالشخص ، فكيف تكون الصورتان

__________________

(٢٢٩) عشه : نظرنا.

(٢٣٠) ل كتب فوق «علم» : على.

(٢٣١) ج : هذا كلامه. عشه : هذا كله ، ل : هذا كلام (وكتب فوق «كلام» : علم)

(٢٣٢) عشه : جوهريتهما.

(٢٣٣) م ، د : يقال (بدون ما) وفى ب أيضا كتب كذلك ثم استدرك واضيف فوقه «ما». عشه ، ل : ما قيل ، ل خ : ما يقال.

(٢٣٤) عشه : لا نشك جسم.

(٢٣٥) عشه : التشكيل.

(٢٣٦) ب : بسلبه. عش ، ل مهملة.

(٢٣٧) ما بين المعقفتين غير موجود فى ب ، م ، د.

(٢٣٨) ب : المفرر.

(٢٣٩) ب : المفرر.

(٢٤٠) «مجتمع» ساقطة من ل ، عشه.

(٢٤١) ل ، عش : شخصين.

(٢٤٢) عشه : اعتمد. وفى ل أيضا كذلك. ثم كتب فوقها يعتمد.


[واحدة ، وسواء (٢٤٢) تغير المزاج من اختلاف التقطيع والتشكيك (٢٤٣) ومن (٢٤٤) غير هذا.

فلا يجب أن تكون الصورتان] (٢٤٥) في الحالين (٢٤٦) واحدة.

(٤٦٤) س ط ـ ثم قيل أمس : إن كل صورة متعلقة بالمادة فبوساطة مزاج و (٢٤٧) لا يجوز أن تبقي الصورة (٢٤٨) مع (٢٤٩) تبدل المزاج. وعندي أنه لا يمتنع أن تبقى صورة واحدة مع عدة (٢٥٠) أمزجة وإن كانت مختلفة في الأشخاص.

(٤٦٥) ج ط ـ قد اشترطت عند قولي ما قلته أن يسمع هو فيسلم مقدماته ، أو يمنع ، أو يقاوم التأليف ، ولا يسئل عمّا يتصل به من المسائل التي يشكل الحال فيها.

وسواء سألت عن الحيوانات الاخر (٢٥١) أو سألت عن القوى التي للإنسان ممّا فيه (٢٥٢) شركة مثل المصورة والذاكرة ، فالآن إن لم تصغ (٢٥٣) إلى شرطي فلتنزل أن الشرط لم تجب إليه والمشروط له لم يكن ، وحصّلنا رأسا برأس.

(٤٦٦) ثم [ما تقول في سائر الحيوانات والنبات التي تظن أن نفوسها منطبعة (٢٥٤) في المواد؟] (٢٥٥) ومحال أن يتعلّق المعلول الشخصي بعلّة شخصية ويبقى ـ مع بطلانها ـ مع شخص آخر.

(٤٦٧) علي أن أشخاص [٤٠ آ] الأمزجة التي تشتدّ وتضعف ليست أشخاص نوع واحد ، بل كلّما تغيّرت الكيفيّة إلى شدّة أو ضعف فقد حصل نوع

__________________

(٢٤٢) ب ، م ، د : وسوء.

(٢٤٣) عشه : والشكل. وكذلك مكتوب فى ل أيضا فوق الخط.

(٢٤٤) ل ، عشه او من.

(٢٤٥) ساقطة من د ، م.

(٢٤٦) عشه ، ل : الحالتين.

(٢٤٧) «الواو» ساقطة من ل.

(٢٤٨) م. د : الصورة واحدة.

(٢٤٩) عشه : عند.

(٢٥٠) ب : عدم.

(٢٥١) «الاخر» ساقطة من عشه. ل : الآخر.

(٢٥٢) ل : فيها.

(٢٥٣) ش ، ه : لم يضع.

(٢٥٤) ل : منقطعة.

(٢٥٥) غير موجود فى عشه.


آخر ، وإذا كان وجود العلّة سابقا لوجود المعلول ، ووجود المعلول تال متأخر (٢٥٦) فمن المحال أن يوجد والعلّة بطلت.

(٤٦٨) س ط ـ لا شك أن المزاج هو جزء العلة القابلية أو ما تصير به العلة علة ، فما الذي يمنع أن تنوب عن ذلك المزاج عدة أمزجة؟

(٤٦٩) ولم لا يجوز أن تكون عدة أمزجة موجبة لأن تكون المادة قابلة لهيئة واحدة ـ فإنا قد نشاهد (٢٥٧) شيئا واحدا له علل كثيرة ـ؟ على أنه يجب أن يحقّق أن كل تغيّر يقع (٢٥٨) في المزاج هو نوع على حدة.

(٤٧٠) النيابة في أي شيء هو؟ وكيف شاهد لشيء واحد عللا كثيرة من جنس واحد؟ ـ هذا لم نشاهده ـ.

(٤٧١) ج ط ـ والشيء الشخصي لا يخلو إما أن يتعلّق بالشيء الشخصي الذي هو علته ، أو لا يتعلق به ، فإن لم يتعلّق به فليس هو بعلّته ، وإن تعلّق به فمن شرطه وجوده.

(٤٧٢) وأيضا ـ فإن جزء العلّة ـ وإن لم يجعل وحده علة ـ فإذا فقد هو فقدت (٢٥٩) الجملة التي هي العلة وهو جزئها ، فإن الجزء أقدم من الكلّ.

(٤٧٣) ثم إن كان هذا الخط أ د ج ب وطرفاه بياض هو «أ» (٢٦٠) وسواد هو «ب» إذا نزل إلى «د» ولم يتغير نوعه ؛ ومثل ذلك البعد ليكن إلى «ج» فإذا نزل إلى «ج» لم يتغيّر أيضا نوع «ج» ، لكن (٢٦١) نوع «ج» هو نوع «أ» فلم يتغيّر نوع «أ» ، وكذلك لينزل على ذلك النمط فيبلغ إلى «ب» ولم يتغيّر نوعه.

(٤٧٤) على أن الكيفية تبطل لا محالة عند التغير وتجيء كيفية اخرى (٢٦٢) ،

__________________

(٢٥٦) ل : متأخرا. م ، د : متأخر به. وهذه الاضافة ناش من اثر موجود فى ب يمكن قراءتها كذلك.

(٢٥٧) عشه : فانا نشاهد.

(٢٥٨) «يقع» ساقطة من ل ، عشه.

(٢٥٩) عشه ، ل : فقد فقدت.

(٢٦٠) عش : هود.

(٢٦١) ل : ليكون.

(٢٦٢) ل+ إلى كيفية اخرى.


إما أن تكون مثلها في النوع وتخالفها لا محالة بشيء ، وإلا فلم يتغيّر بحسب المشابهة ، بل تكون الأحوال متشابهة ، فإن كانت الكيفية الاخرى تخالفها فإما بمعنى فصلي أو (٢٦٣) بمعنى عرضي ، فيكون قد قارن تلك الكيفية عارض كان يجوز أن يقارن الاولى (٢٦٤) وهو بحاله في كيفيته [٤٠ ب] وانما تغيّر بمقارنة ما ليس هو ، فيكون السواد المتغيّر لم يتغيّر في سواديّته ـ بل في عارض لا يجعل نفس السواد متغيّرا ـ وهذا لا يمنعه ، فإن كان يجعل نفس السواد متبدلا في سواديّته فهو إذن في الفصل.

(٤٧٥) س : قيل إن الوجود : من حيث هو عام إما أن يكون معلولا ـ فما قولك في وجود الحق الأول؟ ـ وإما أن يكون غير معلول ـ فيكون كل وجود غير معلول ـ.

(٤٧٦) ثم قيل في جوابه : «إن حقيقة الأول هي الواجبيّة ، ويكون الوجود العام من لوازمها ، فلا يكون إذن حقيقته مشتركا فيها» والكلام في الواجبيّة كالكلام في الوجود ، فإن الواجبيّة أيضا يمكن أن يقال فيها ما قيل في الوجود.

(٤٧٧) ج ـ نقيض قوله (٢٦٥) : «إما أن يكون معلولا» ليس (٢٦٦) «وإما أن يكون غير معلول» بل : «وإما أن لا يكون معلولا» ولازم هذا هو أنه ليس كل وجود بمعلول ، لا أن (٢٦٧) كل وجود ليس بمعلول ، كقولك «وإما أن لا يكون الحيوان ناطقا» فمقابلة (٢٦٨) هذا.

(٤٧٨) ثم الوجود من حيث هو عامّ (٢٦٩) [ليس بالفعل

__________________

(٢٦٣) عشه ، ل : وإما

(٢٦٤) ل ، عشه : الأول وهو بحالته.

(٢٦٥) عشه : قولنا. (٢٦٦) ل : لشيء (محرف).

(٢٦٧) عشه ، ى : لان.(٢٦٨) ى : بمقابلة.

(٢٦٩) ج : عارض.

__________________

(٤٧٥) راجع الرقم (٣٧٦).

(٤٧٦) راجع الرقم (٣٨٦).


ولا معلول ،] (٢٧١) لأنه من حيث (٢٧٢) كذلك معقول فقط ـ لا وجود له في الأعيان ـ فإن عني بالعام «الوجود (٢٧٣) من حيث هو وجود» فهو وجود فقط ومسلوب عنه كل ما مفهومه شيء غير الوجود ـ سواء كان من حيث هو وجود الأول (٢٧٤) ، أو وجود غيره ـ

(٤٧٩) ثم الوجود من حيث طبيعته (٢٧٥) ـ أي من حيث هو وجود (٢٧٦) عام ـ يلزم واجبية الأول ، لأن هويّته أنه يجب وجوده ، والوجود من حيث الطبيعة فيه من لوازمه ـ لا من مقوماته ـ فإنه لا مقوم له مشترك فيه فيصير مركبا من مشترك وخاص.

(٤٨٠) س ط ـ قد بان من (٢٧٧) البذور محرك قريب وجامع خاص بكل واحد من أشخاص الكائنات ، ولم يتبين ثلاثة أشياء :

الأول : أنه ما البرهان على أن هذا الجامع هو النفس التي هي مبدء الإدراك والتحريك والتغذية والتنمية.

(٤٨١) ج ط ـ الجامع القريب هو القوة المصوّرة ، وأما هل هي من قوى النفس الأصلية أم ليست (٢٧٨)؟ وهل المبدأ [٤١ آ] واحد فينا؟ فليس من تلك المسائل ، بل هي مسئلة خلاف مع أفلاطون (٢٧٩) ، وقد قيل فيه في كتاب الشفاء ما يجب ، ولم يسأل عنها في تلك المسائل ، بل بقيت الأجوبة على ما علم من (٢٨٠) أن المبدأ فينا واحد (٢٨١)

__________________

(٢٧١) ل ، عشه ، ى : بالفعل معلول ، ن : بالفعل هو معلول.

(٢٧٢) ل ، عشه ، ن ، ج : حيث هو.

(٢٧٣) ل خ : تميز الوجود. (٢٧٤) ج : وجود وجود الأول.

(٢٧٥) عشه : من حيث هى طبيعة.

(٢٧٦) ج : وجود والأول عام.

(٢٧٧) عشه : فى البذور ، ل في البزور. ل خ : من البذور.

(٢٧٨) عشه. ل : أو ليست.

(٢٧٩) عشه ، ل : افلاطن.

(٢٨٠) عشه ، ل : ما علم أن المبدأ. (٢٨١) ل : واحدا.

__________________

(٤٧٩) راجع الرقم : (٧٢٧).

(٤٨١) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٧.


(٤٨٢) س ط ـ الثاني : ما البرهان على أن لها جامعا (٢٨٢) آخر غير مزاج الوالدين ، أو قوة فيهما؟ فإنه يكفي أن يكون مزاج الوالدين يجمع ولا يحتاج إلى جامع آخر.

(٤٨٣) اجيب عن هذا حين بين أن المزاج الذي للمني كان مبدئه في الوالدين ، وأما محيل المني إلى مزاج الموضوع القريب للنفس ، فهو بعد مفارقة الوالدين ، ولا يجوز أن يكون مزاجا للمني يكون (٢٨٣) سبب فساد (٢٨٤) نفسه إلى مزاج العلقة ، إذ مزاجاهما (٢٨٥) مختلفان ، وكثير من البيض المتروك يستحيل من غير حضانة ولا رحم حيوانا تامّا ، وكثير من الحيوان يتولد كما يتوالد ، فليس لقائل أن يقول : إن المبدأ رحم الانثى اللازمة عند التوليد (٢٨٦) جنينا.

(٤٨٤) على أن مزاج الامّ ورحم الامّ كيفيّة واحدة تفعل شبهها (٢٨٧) في الزرع (٢٨٨) ، وذلك قوة متشابهة لا يتأثر عنها إلا هيئة متشابهة ، فإن كان لاختلاف القابل وجب (٢٨٩) أن يكون اختلاف الأوضاع يوجب اختلاف الخلقة في الأكثر ـ وليس كذلك ـ.

(٤٨٥) س ط ـ [الثالث] (٢٩٠) ما البرهان على أن هذا الجامع قوة لا جسم؟ فإنه لم يذكر في البذور (٢٩١) ذلك؟

(٤٨٦) ج ط ـ هذا من أهونة (٢٩٢) الجسم ، إما أن يكون من الأجسام الذاتية (٢٩٣) في العالم ـ مثل السماء ونحوه ـ وحين بيّن أن لكل شخص مازجا (٢٩٤) خاصّا ، بان أن الأجسام الخارجة ليست كذلك ؛ فيجب أن يكون جسما ممّا يتكوّن ؛

__________________

(٢٨٢) عش : جامع. ه : جانبا.

(٢٨٣) ل ، عشه : فيكون.

(٢٨٤) عشه : فساده. (٢٨٥) عشه : مزاجهما.

(٢٨٦) عش ، ل : التولد. (٢٨٧) عشه : تشبيها. ل أيضا يقرء كذلك.

(٢٨٨) عش : الزروع.

(٢٨٩) ل : أوجب.

(٢٩٠) ل : والثالث البرهان. [] غير موجود فى ب ، م ، د.

(٢٩١) ل : البرور.

(٢٩٢) د : هذا من لوازم من اهونه. م : هذا من لوازم هويه.

(٢٩٣) عشه : الراتبة. ل : الواقعة الرا؟؟؟ ه.

(٢٩٤) عشه ، ل : مزاجا.

__________________

(٤٨٣) راجع الرقم : (٤٠٧).


ويكون حينئذ ليس بمزاج (٢٩٥) بما هو جسم ، بل لقوة تختصّ به.

(٤٨٧) س ـ لم (٢٩٦) إذا كانت المادة وعلائقها تمنع أن يكون (٢٩٧) الشيء عقلا يلزم أن (٢٩٨) لا شيء غير المادة يمنع العقلية؟

(٤٨٨) ج ـ لأن الشيء المتجرد (٢٩٩) الذي لا يخالطه قوة الانفعال يكون متحقّقا بصورته ولوازم صورته ، وإنما يكون الشيء عقلا من حيث هو متحقّق هذا التحقيق (٣٠٠) ، فإن اضيف إلى شيء حتى يكون صورة فيه صار ذلك الشيء عقلا به ، وإن لم يضف إلى شيء بل قام بذاته وكان لذاته ، كان ذاته [٤١ ب] به (٣٠١) عقلا ، ومثل هذا الشيء (٣٠٢) لا يغشى ذاته شيء غريب ، فلا يغشى (٣٠٣) ذاته مانع عن هذا التجرد الذي يكون للشيء بحقيقته وما يلزم حقيقته ضرورة من أحواله.

(٤٨٩) فإن كان يغشي ذاته مانع عن أن يكون عقلا أو (٣٠٤) أيّ شيء كان ممّا من شأنه (٣٠٥) أن يكون ذلك الشيء فهو شيء مقارن لما بالقوة من شأنه أن يغشى ذاته شيء غريب ، ومن شأنه أن ينفعل ، وهذا هو الشيء الممنوء (٣٠٦) بالمادة ، [فلا بدّ من أن يكون المانع عن أن يكون الشيء عقلا هو المادة] (٣٠٧) (٣٠٨).

(٤٩٠) هذا الجواب المقترن بهذا السؤال يوجب أن لا يكون عقولنا عقولا ،

__________________

(٢٩٥) ل : ليس ممتزج ، عش : حينئذ يمزج. ه محرف. (٢٩٦) ج : ثم.

(٢٩٧) عشه : عن أن يكون ، ل : عن كون.

(٢٩٨) عشه : أن يكون.

(٢٩٩) ج : المجرد. (٣٠٠) عشه ، ج : التحقق.

(٣٠١) «به» ساقطة من ج. ش : له.

(٣٠٢) «الشيء» غير موجود في عشه.

(٣٠٣) ع خ ، ه : فلا يغش. (٣٠٤) عشه : و. (٣٠٥) ى : مما شأنه.

(٣٠٦) ج : المموه. عشه ، ل : الممنوّ.

(٣٠٧) ى : فبالضرورة يجب أن يكون الشيء المانع عن أن يكون عقلا المادة ؛ وليس يلزم من صدق تلك المقدمة والاخرى صدق العكس ؛ وهو أن كل ما من شأنه أن يعقل فلا ينفعل ولا مادة له بوجه ، حتى يلزم من ذلك أن لا نعقل ذواتنا. (الاضافة يجيء فى الرقم ٤٩٢).

(٣٠٨) هنا حاشية توجد في جميع النسخ ففى ل وعشه كتب قبلها : «حاشية» وفى ب كتبها فى الهامش لتكون متميزا عن المتن. وإن ادرج فى دوم وج في المتن. والظاهر انها من كلام غير الشيخ : ـ

__________________

(٤٨٧) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٦ ، ص ٣٥٧.


وذلك لأنها ليست هي متحققة بصورها ولوازم صورها ، وإلا ما كان يقبل معقولات لم يعقلها ، فيكون حينئذ (٣٠٩) يخالطها قوة الانفعال والانفعال للمادة ؛ فإن المجرد عنها لا ينفعل.

(٤٩١) وبالجملة إن كان من شرائط ما هو عقل أن يكون متحقّقا بصورته ولوازم صورته ، ولا تخالطه قوة الانفعال ، ولا يغشي ذاته شيء غريب ـ وكانت عقولنا بخلاف ذلك ـ وجب أن لا يكون لنا عقل ـ فكيف حل (٣١١) هذه الشبهة؟

(٤٩٢) ج ـ المطلوب هناك «أن ذلك (٣١٢) الشيء عقل» ، والمقدمة المستعملة «إنه لا ينفعل ولا مادة له بوجه ، وكل ما هو هكذا (٣١٣) فهو عقل» وليس يلزم من صدق تلك المقدمة صدق العكس ، وهو : «أن (٣١٤) كل ما من شأنه أن يعقل فلا ينفعل ولا مادة له بوجه». (٣١٥)

(٤٩٣) الحاصل فيك من العقل الفعّال هو حقيقة (٣١٦) العقل الفعّال من

__________________

ـ معنى الانفعال بوجه خاصّ هو كل خروج من القوة إلى الفعل خروجا زمانيا ، وحيث لا يوجد معنى ما بالقوة فلا وجه للانفعال بوجه وبالحقيقة. والوجه الأخصّ (عشه+ للاخص) للانفعال هو أن يزول عن المنفعل أمر ويجيء بذاته (ل ، عشه : بدله ويزول. ج خ : بدله) أمر آخر ، وهذا هو على سبيل الانتقاص ، ولا يدخل (عشه ، ل : فلا يدخل) إلا على الماديات ، ويدخل الاستكمال (ل : الاستكمالات) في هذا ، وحال أنفسنا هذه الحالة (عشه : الحال تمت).

(٣٠٩) «حينئذ» ساقطة من عشه.

(٣١١) عشه ، ل : كيف تحل.

(٣١٢) ج : ذات. (٣١٣) ل : كذلك.

(٣١٤) عشه : انه.

(٣١٥) هناك حاشية فى عشه وقد وردت فى ل بعد الرقم الآتى ولا توجد في النسخ الاخرى : حاشية (عشه+ وجدنا في هامش تخريج هذا شرحه فصل. ل+ ابتداء سؤال) من خطه ـ المركب والموضوع والصورتان (ل : الموضوع صورتان) معا وتقاربان أشياء واحدة بأعيانها (ل : بعينها). فليس أحدهما ينتسب المقارنة والمفارقة إلى موضوع شيء إلا والآخر (عشه : وآخر) كذلك. (عشه+ ابتداء سؤال).

(٣١٦) عشه : حقيقة هو حقيقة.

__________________

(٤٩٣) نقلها صدر المتألهين في المبدأ والمعاد ص ٢٩٠ والأسفار الأربعة : ٨ / ٢٧١. جوابا لهذا السؤال : سلمنا أنا نعقل ذواتنا ؛ ولكن لم قلتم بأن من عقل ذاتا فله ماهية تلك الذات ، وإلا لكنا إذا عقلنا الإله والعقول الفعالة وجب أن يحصل لنا حقائقها. راجع أيضا الرقم ٤٣٣.


جهة النوع والطبيعة (٣١٧) ، وإن كان ليس هو من (٣١٨) جهة الشخص ، لأن إحداهما بحال (٣١٩) ليست الاخرى [٤٢ آ] بتلك الحال ، والمعقول من حقيقتك لا يفارق حقيقتك في النوع والطبيعة ، ولا يفارقه بالأشياء التي له وليست له ، فلا يفارقه بالشخص [أيضا ، فيكون هو (٣٢٠) هو بالشخص] (٣٢١) ـ كما كان هو هو بالنوع ، وكان العقل الفعّال وما يعقل منه هو هو في المعنى والنوع ، وليس هو هو بالشخص ـ لان هذا يقارنه ما لا يقارن ذلك ، [ويفارقه ما لا يفارق ذلك] (٣٢٢)

(٤٩٤) س ط ـ لم لا يجوز أن يكون إدراكي لذاتي لحصول ذاتي في شيء نسبته إلي ذاتي كنسبة المرآة إلى البصر ، فأدركه بواسطته (٣٢٣)؟

(٤٩٥) ج ط ـ الذي تتوسّط فيه المرآة إن سلم أنه يتصور في المرآة فيحتاج مرة ثانية أن (٣٢٤) يتصور من المرآة في الحدقة أو في الشيء الباصر ما كان ، فيكون له صورة البصر في البصر ، وصورة في المرآة ، وصورة ثالثة تصورت من المرآة فيه ، ـ هي بعينها صورة البصر إن أمكن ذلك ، لكن المنطبع في المرآة صورة سطح الحدقة لا غير ، وهي غير البصر ، وتنطبع صورة في حفة الزاوية (٣٢٥) من روح البصر ـ لا في جميع البصر وروحه ـ.

(٤٩٦) قيل : «إن الشيء إما أن يكون موجودا لغيره ، أو ليس لغيره» ، ثم قيل :

«إن ما ليس لغيره فهو لذاته» ويشبه أن يكون بعض الأشياء موجودا مطلقا ،

__________________

(٣١٧) عشه : نوعه وطبيعته.

(٣١٨) ل ، عشه : ليس من.

(٣١٩) عشه : بحالة. (٣٢٠) ج : فيكون هو بالشخص.

(٣٢١) ساقطة من عشه.

(٣٢٢) غير موجود فى عشه ، ج. وفي ب أيضا مكتوب في الهامش.

(٣٢٣) عشه ، ل : بوساطته.

(٣٢٤) عشه : إلى أن.

(٣٢٥) ب مهملة. عشه ، ل خ : صورته في حصة الزواية. ى : صورته في حصة الروءية.

__________________

(٤٩٤) راجع الأسفار الأربعة : ٨ / ٢٧٤. والمبدأ والمعاد لصدر المتألهين : ٢٩٠.


لا لذاته ولا لغيره ـ لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم (٣٢٦).

(٤٩٧) ج ط ـ لو لم تكن ذاتك موجودة لك بوجه من الوجوه لم تقل : «ذاتي» و «ذات نفسك» فتجعلها مضافة إليك إضافة ما ليس بمباين ، ثم كل شيء له ذاته ، فإما أن يكون لغيره ، وأما أن لا يكون.

(٤٩٨) فإن كان لغيره على أن وجودها لغيره ، فوجود تلك الذات لغيره ، وإن لم يكن لها وجود فوجوده لما هو له ، وإن (٣٢٧) لم تكن ذاتي إلاّ لي فوجود ذاتي لي.

(٤٩٩) فأما كيف هذا؟ فلعلّه لا يمكن التصريح به جزافا ، فإن أمكن فلعلّه هذا الذي أقوله الآن (٣٢٨) :

حقيقة الذات لا توجد متعينة من حيث تلك الحقيقة بلا لوازم ولا ذات المبدأ الأول ، فإن له لوازم صفات ، فهو من حيث هو حقيقة شيء ، ومن حيث هو ملزوم شيء ، والجملة التي من الأصل واللوازم شيء ، وهو إنما يتعيّن لا بأنه حقيقة [٤٢ ب].

وإن كان لا شركة فيها أيضا في الوجود بل يتعيّن بحيث (٣٢٩) هو ملزوم أشياء كما نحن (٣٣٠) نتشخّص باللواحق ، فتكون إذن حقيقة الذات من حيث المعقول في نفسها لا بشرط آخر شيء (٣٣١) ومن حيث هو متعيّن شيء ، فتكون هناك غيرية تحتمل الإضافة والنسبة.

__________________

(٣٢٦) ه ، ل ، م ، د : العلى العظيم.

(٣٢٧) ل ، ع : وإذا ، ش : فإذا.

(٣٢٨) ل : أقوله الا ان.

(٣٢٩) عشه : من حيث.

(٣٣٠) «نحن» ساقطة من ج.

(٣٣١) عشه : لا بشرط شيء آخر شيء.

__________________

(٤٩٩) راجع الأسفار الأربعة : ٨ / ٢٧٦.


(٥٠٠) (١) [وجدت بخط بهمنيار في أول رقعة تشتمل على مسائل : إن رأى مولانا الأجل الرئيس السيّد ـ أدام الله علاه ـ أن يجيب عن هذه المسائل جاريا فيه على شريف العادة الكريمة إن شاء الله تعالى.

(٥٠١) وكان الشيخ الرئيس كتب فوق الرقعة : «الإنسان ما يجهل أكبر (٢) مما يعرفه ، وإذا عرف شيئا من وجه فليس يلزمه أن يعرفه من كل الوجوه ، ولا ذلك يوقع خللا فيما يعرفه ، لا سيّما أنا مع اعترافي بالقصور وإصراركم على البحث والتنقير (٣)»

ثم كتب الأجوبة تحت الأسئلة] (١)

(٥٠٢) س ط ـ ما البرهان على أن شعورنا بذواتنا ليس هو كشعورنا (٤) سائر الحيوانات مخلوطا؟ فإن القدر الذي قيل فيه (٥) غير مغن ، وما كتب في الجواب من الاعتراف (٦) بالعجز غير مقبول.

__________________

(١) م : أكثر.

(٢) نقرّ الشيء وعن الشيء : بحث عنه.

(٣) الفقرتان غير موجودتين في عشه ، ل ، ى ، ج. وقد ورد مكانهما في عشه ، ل قسما من الرقم (٥١٨) الآتي ـ الذي سننبه عليها ـ فكتب هنا بدلا من هناك ، وأما في ل فجاء قسم مما قدم هنا في مكانها الأصلي أيضا.

(٤) ي ، عشه ، ل : كشعور.

(٥) عشه ، ل : قيل غير مغن.

(٦) عشه : عن الاعتراف ، ل : بالاعتراف.

__________________

(٥٠٢) راجع الأسفار الأربعة : ٨ / ٢٧٧. والمبدأ والمعاد : ٢٩٣.


(٥٠٣) أسأل الله (٧) التوفيق ـ نحن إذا شعرنا بجملة شعرنا بها كواحد وكمركب من آحاد نحن شاعرون (٨) بكل واحد منها من حيث يتميّز عن الآخر ، ويجوز أن يكون إنما يتمثّل فينا ذلك الواحد وحده من الجملة بحقيقته ـ والبواقي غيّب ـ كما يجوز (٩) أن تكون حاضرة ويكون كل واحد (١٠) منها مشعورا (١١) بانفراد طبيعته ، بحيث يجوز أن يلحظ مجردا عن قرائنه [أي لا يشترط المقارنة ، ويشترط اللامقارنة معا] (١٢).

(٥٠٤) س ط ـ إن لم يكن في سائر الحيوانات جزء هو الشاعر والمشعور به فليس شيء منها يشعر بذاته ، وإن كان فيها (١٣) جزء هو الشاعر والمشعور به فله ذاته.

(٥٠٥) ليس فيها شاعر ومشعور به واحدا (١٤) بل الشاعر جزء من المشعور به.

__________________

(٧) ل : الله تعالى. (٨) ب ، م ، د : شاعرين.

(٩) عشه : كما كان يجوز. (١٠) عشه : كل منها.

(١١) ل : مشعور. ه : مشعوفا. (١٢) ل : اي لا بشرط المقارنة وشرط الا مقارنة معا. عش : أي بشرط المقارنة وبشرط اللامقارنة. ه ، ج : أي لا بشرط المقارنة وبشرط اللامقارنة (ج+ معا).

(١٣) عشه : فيه.

(١٤) عشه ، ل : واحد.

__________________

(٥٠٣) راجع الرقم (٦٦٨).

ونقل الجواب في الأسفار (٨ / ٢٧٧) هكذا : «لأن القوة المدركة للكليات يمكنها أن تدرك ماهية ذاتها مجردة عن جميع اللواحق الغريبة ، فإذا شعرنا بذاتنا الجزئية المخلوطة بغيرنا ، شعرنا بواحد مركب من امور نحن شاعرون بكل واحد منها من حيث يتميّز عن الآخر. وأعني بتلك الامور حقيقة ذاتنا والامور المخالطة لها. ويجوز أن يتمثّل لنا حقيقة ذاتنا ، وإن كانت سائر الأمور غائبة عنّا ، وإدراك الحيوانات لها لذواتها ليس على هذا الوجه ؛ فظهر الفرق». راجع أيضا في المبدأ والمعاد ص ٢٩٣.

(٥٠٤). والفقرة

(٥٠٥) يحتمل كون هذه الفقرة جوابا عن


(٥٠٦) فذلك الجزء إذن له ذاته.

(٥٠٧) ج ط ـ (١٤) ونحن أيضا إذا جردنا الجزء (١٥) الشاعر منّا وأدركناه فليس يكون حقيقة ذاتنا (١٦) فإن حاله كحال عقولنا في [٤٣ آ] أحوالها إذا جردناها.

(٥٠٨) سبحان الله لا يفهمه إلا الكهنة.

(٥٠٩) س ط ـ (١٧) ـ لم لا يدرك البياض ذاته مخلوطا بما هو موجود فيه ، وله اسوة بذوات ساير الحيوانات في أن له كنهه؟

(٥١٠) س ط ـ وما السبب في أن ذوات الحيوانات مع وجودها لغيرها تدرك ذاتها ولا يدرك البياض ذاته؟

(٥١١) ج ط ـ إعطاء السبب في هذا يصعب ، بلى معلوم أن كل ماله هوية ذاته مفارقة فهو يدرك ذاته ، وليس عكس هذا بواجب ـ إن كل ما ليس له هوية ذاته فلا يدرك ذاته ـ فإن هذا خلاف الواجب عن الوضع الأول ، فليس هو عكسه ولا عكس نقيضه ، فليس بواجب عن الأول ولا حقّا (١٨) في نفسه.

(٥١٢) فأمّا أنه لم صار بعض ما ليس له ذاته يشعر بذاته ـ شعورا غير عقلي ـ وبعضه لا يشعر؟ ـ وطلب السبب فيه ـ فهو صعب ، وليس إذا جهل هذا بطل العلم بتلك القضيّة الاخرى ، لما لم يكن العلم بها موجبا للقول بهذا.

(٥١٣) س ط ـ هذا الجواب من بابة (١٩) الشيخ الكرماني :

__________________

(١٤) الأظهر كون علامة الجواب هنا سهوا ، والصحيح وضعها قبل الفقرة الآتية : «سبحان الله ...»

(١٥) عشه ، ل : ذلك الجزء.

(١٦) ل : ذواتنا.

(١٧) كان فى ب هنا علامة الجواب وهو سهو ظاهر صححناها حدسا.

(١٨) عش : ولا هو حقا.

(١٩) يقال : هذا شيء من بابتك ؛ أي يصلح لك (لسان العرب).

__________________

(٥٠٦) تمامها.

(٥٠٧) يحتمل كون الفقرة سؤالا ووضع علامة الجواب هنا سهوا من الناسخ.

(٥١٣) ذكرنا ترجمة الكرماني في المقدمة.


(٥١٤) كيف ندرك ذواتنا مجردة تارة ومخلوطا (١٨) اخرى ، وما يدرك المخلوط يجب أن يكون قوة جسمانية ، وما يدرك المجرد لا يجوز أن يكون جسمانيا؟ (١٩)

(٥١٥) ج ط ـ إن كان الخلط عقليا أدركه منا المعنى المجرد ، مثل خلط المثلثية (٢٠) واقعة تحت الخطين الموازيين (٢١) وإن كان خلطا غير عقلي فسيدركه (٢٢) من ذاتنا شيء غير عقلي ، أو يمكن أن يدركه.

(٥١٦) [س ط ـ أيش الذي يمكن أن ندركه إن كان ندرك الخلط العقلي؟ فالمعنى معقول.] (٢٣)

(٥١٧) س ط (٢٤) ـ قلت : «لم صارت (٢٥) الحيوانات الاخر لا تشعر بشعورها بذواتها من حيث الشعور؟» فقيل : «لأن هذا المعنى يجرد (٢٦) ، فلا يجرده إلا مجرد» وهذا يحتاج إلى برهان بعد أن لا يكون (٢٧) مبنيّا على الانقسام ، فإن هذا معنى لا ينقسم على ما وقعت الشريطة عليه.

(٥١٨) ج ط ـ الشيء من حيث هو مجرد عن القرائن كلها صالح لأن يقال على كثيرين يختلفون فيه بعدد (٢٨) الأشخاص أو عدد الاعتبارات ، والكلي المجرد للعقل [٤٣ ب] ولما ليس في الجسم (٢٩). [أليس لا؟ فإن هذا هو المطلوب ،

__________________

(١٨) عشه ، ل : مخلوطة.

(١٩) اضيف فى ل : «ليس الذي يمكن أن يدركه ، إن كان الذي يدرك الخلط العقلي فالمعنى معقول» وكتب في الهامش على هذه الاضافة : «تعليق في الحاشية».

(٢٠) ج : المثلث. (٢١) عشه ، ل ، ج : المتوازيين.

(٢٢) عشه ، ل : فيدركه.

(٢٣) غير موجود في عشه ، ل

(٢٤) هنا في عشه ول علامة السؤال والظاهر انه الصحيح. ولكن في ب وم ود علامة ج.

(٢٥) ه ، ل : صار.

(٢٦) عشه ، ل ، ج : مجرد.

(٢٧) عشه : أن يكون. وفي ل أيضا كتب كذلك ثم استدرك.

(٢٨) فى ل استدرك وصحح : بتعدد.

(٢٩) عشه ، ل : في جسم.

__________________

(٥١٦) الجواب في (٥١٨).

(٥١٧) الجواب في (٥١٩).


ولو كنت أعلم هذا لما كنت أحتاج إلى هذا التطويل والإسهاب ،] (٣١) ٣١ ـ [اريحكم (٣٢) ونفسي.

(٥١٩) اعلم إن نفس الإنسان تشعر بذاتها ، ونفس الحيوان الاخر تشعر بذاته بوهمه في آلة وهمه (٣٣) ، كما تشعر بأشياء اخرى بحسّه ووهمه في آلتهما (٣٤) ، والشيء الذي يدرك المعنى الذي لا يحسّ من حيث له علاقة (٣٥) بالمحسوس هو الوهم في الحيوانات ، وهو الذي يدرك به النفس ذاته لا بذاته ولا في آلته التي هي القلب ، بل في آلة الوهم بالوهم ، كما يدرك به وبآلته معاني اخر (٣٦) ، فتكون ذاته فيه مرتين ـ مرة في آلة ذاته ، ومرة في آلة وهمه ، وهو مدرك من حيث هو في آلة الوهم.

(٥٢٠) الآن قد بقي هاهنا بحث آخر : إنه لما (٣٧) حصلت حقيقة النفس ـ وإن (٣٨) كانت مخلوطة (٣٩) ـ في الوهم ، فآلة الوهم (٤٠) [هي من جهة] (٤١) بتلك النفس [كآلة النفس] (٤٢)

(٥٢١) جواب هذا من تأمل (٤٣) الحضرة التي من الطبع ، والحضرة التي في

__________________

(٣١) غير موجود في عشه.

(٣١) كما اشير سابقا كتب هذه الفقرات (٥١٩ ـ ٥٢٤) في عشه بدلا من الرقم (٥٠٠ ـ ٥٠١) ولم يكتب هنا. ولكن فى نسخة ل فقد كتب الرقم (٥١٩) فى هامش النسخة كالاستدراك بعد الرقم (٤٩٩) والبقية الى الرقم (٥٢٤) في المتن. ثم أتى بالرقم (٥١٩) هنا مكررا ونبّه عليها في الهامش.

(٣٢) عشه ، د ، م : ان يحكم.

(٣٣) عشه ، ج ، م ، د : وهمية.

(٣٤) ل : آلتها. (٣٥) ج : علاقة ما.

(٣٦) عشه ، ل : معان اخر. (٣٧) عشه : بما.

(٣٨) عشه : بأن كان. ل : ان كان.

(٣٩) ل خ : بأن كانت ملحوظة.

(٤٠) «فآلة الوهم» ساقطة من عشه. ومكانها بياض في ل.

(٤١) عشه : هي جهته. ل : هي حية. وفي ب الأظهر أنه كان اولا مكتوبا مثل عشه ، ثم استدرك وكتب شبيها بـ «هي من جهة».

(٤٢) ساقطة من عشه ، ل.

(٤٣) عشه : من قابل. ج : أن يتأمل.

__________________

(٥١٩) راجع الأسفار الأربعة : ٨ / ٢٧٧. والمبدأ والمعاد : ٢٩٣.


العكس ، ولا أزيد على هذا.

(٥٢٢) فاذن ليس شيء مما (٤٩) ليس له ذاته بمدرك لذاته (٥٠) بذاته ، ولا نفس الحيوان ، بل ربما أدرك ذاته (٥١) غيره [في موضوعه] (٥٢) وكان ذلك الغير قوة له.

(٥٢٣) قد قلت واستخرجت ، لكني (٥٣) اوقعت في شبهه اخرى ، (٥٤) وبقي هاهنا بحث آخر : لم صار بعض قوى الأجسام يدرك ما يحصل في موضوعه من الهيئات عن غيره كالوهم ، وبعضه لا يدرك؟

(٥٢٤) هذا أيضا صداع آخر لم نجب عنه] ـ ٣١.

(٥٢٥) س ط ـ إن كان المشخص (٥٥) للقوى الجسمانية المادة التي تعين وجودها فيها فكيف تعيّن المادة وجود قوة مفارقة و (٥٦) كيف تشخّصها؟

(٥٢٦) المادة وحدها لا تكفي في تشخصها (٥٧) ما لم يتعلّق بها الوضع وما اختصّ بوضع ما ـ إمّا (٥٨) بذاته أو بعلاقة لذاته ـ فقد تشخّص وامتنع وقوع الشركة فيه في آن واحد (٥٩) ، وامتنع أن يكون مثله آخر يشاركه في ذلك الوضع الواحد وأحواله ويشاركه في ماهيته ، ثم يكون غيره.

(٥٢٧) س ط ـ ثم (٦٠) إن القوي الجسمانية لم يجب أن تتغير من حيث لها

__________________

(٤٩) عشه : بما.

(٥٠) عشه : مدركا لذاته.

(٥١) «ذاته» ساقطة من عشه ، ج. ومن ل أيضا الا انه مستدرك فوق الخط.

(٥٢) ى ، ه : في غير موضعه. وفي ل أيضا الا أنه غير فصار : موضوعه عش ، ل : في غير موضوعه.

(٥٣) عشه : واسترت ، لكن ، ل : واسترحت لكن.

(٥٤) هنا فى ل وعشه علامة السؤال : س.

(٥٥) ل : : المشخص المعين.

(٥٦) «الواو» ساقطة من ل.

(٥٧) ى : تشخص القوة.

(٥٨) عشه : اما ما. (٥٩) ع ، ه : واحدا.

(٦٠) «ثم» ساقطة من عشه.

__________________

(٥٢٣) راجع الرقم (٥٤٧).

(٥٢٥) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٧٩.


خواصّها التي لا تشارك فيها لأن مزاجا تغيّر؟ (٦١) [٤٤ آ]

(٥٢٨) ج ط ـ لم أقل : «يجب» ، بل غالب الظن.

(٥٢٩) س ط ـ وما يدرينا أن ذواتنا لا تتغيّر من حيث هي لها خواصّها التي لا يشارك فيها لأن (٦٢) مزاجا تغيّر؟

(٥٣٠) ج ط ـ كثيرا ما نرى المريض إذا لم يشغله مرضه بانصباب نفسه إلى مرضه لم ينفعل من حيث يفعل (٦٣) انفعال التغير ، بل عسى انفعال أعراض (٦٤) ، وكثيرا ما نرى بالخلاف.

على أن هذا أيضا ظن غالب لا عقد مجزوم ، وقد قيل في ذلك كل ذلك (٦٥) لعله لمعنى.

(٥٣١) س ط ـ ما البرهان على أن الشخص (٦٦) يكون بعرض لازم؟

(٥٣٢) ج ط ـ لما لم يتشخص الشخص بماهيته المقومة فيجب أن يتشخّص بعرض ، وليس بعرض يلزم ماهيته لأنه (٦٧) مشترك فيه ، فبقى بعرض بطرا (٦٨) من خارج ؛ وليس ما يتبدل (٦٩) ـ فإن العلة المعيّنة لا تبطل ويبقي المعلول المعيّن ـ فيجب أن يكون لا حقا لازما به هو هذا الشخص.

(٥٣٣) س ط ـ لم لا يجوز أن يكون العرض المهيئ للمادة لقبول الصورة نفسا؟

__________________

(٦١) ج : يتغير.

(٦٢) ع خ ، ش : لا.

(٦٣) ج ، د ، م : من حيث ينفعل. عشه : من يعقل. ل : من حيث يعقل.

(٦٤) عشه ، ل : الاعراض.

(٦٥) عشه ، ل : فى كل ذلك.

(٦٦) عشه ، ى ، ج : التشخص.

(٦٧) ل : لا.

(٦٨) ج ، ى ، ش : يطرء ، ل ، ع مهملة.

(٦٩) عشه ، ى ، ل : مما يتبدل.

__________________

(٥٢٩) راجع الرقم (٤٥٨) و (٤٠٠).

(٥٣١) راجع الرقم (١٠٤٨) و (٨١٨).


(٥٣٤) ج ط ـ هذا يجوز ، لكن (٧٠) يكون مهيئا لقبول غير الصورة المقومة ، لأن النفس النوعيّة إذ اتحد (٧١) بالهيولى تمّ النوع.

(٥٣٥) س ط ـ المغتذي (٧٢) إذا اتصل به الغذاء هل تتصور (٧٣) صورته بصورة الغذاء ، أم تحدث فيهما جميعا صورة اخرى واحدة ، وتنخلع عن المغتذي صورته.

(٥٣٦) ج ط ـ إن (٧٤) كان اللقاء على صورة المماسّة فله حكم وهو الأغلب ، وإن كان على سبيل الاتصال وزوال الحدود المشتركة فله حكم آخر ـ والله أعلم بالصواب (٧٥) ـ.

(٥٣٧) س ط ـ الذي قيل قد تصور ، ويحتاج في تصحيحه (٧٦) إلى تصحيح مقدمتين (٧٧) أذكرهما لا فكر فيه بعد ذلك ـ فلعل الله يهدي (٧٨) ـ.

(٥٣٨) ج ط ـ (٧٩) قوله : إن (٨٠) زوال المانع إنما يهيئ لقبول صورة يؤثر فيها تغيّر أحوال المزاج وهيئته غير مبرهن ، ولكن الاستقراء (٨١) ربما يدل علي ذلك كالقوة الغضبيّة والشهوانية في تغيّر أحوالها بتغيّر المزاج.

وبالجملة يحتاج إلى برهان يقرّر أولا هذه المقدمة.

(٥٣٩) لعلّي لم أقل هذا (٨٢) ، ثم إن قلت فهو عجب (٨٣) أحتاج أن أرجع إلى

__________________

(٧٠) عشه ، ل : ولكن.

(٧١) ى : اتحدت. (٧٢) ل : المتعدى.

(٧٣) عشه ، ل ، ى : تتصل.

(٧٤) عشه ، ل خ : إذا. (٧٥) «بالصواب» ساقطة من عشه.

(٧٦) «في تصحيحه» ساقطة من عشه.

(٧٧) هنا فى عشه علامة الجواب (ج).

(٧٨) ل ، عشه : يهدينى.

(٧٩) وضع علامة الجواب هنا سهو من الكاتب على الأظهر والجواب يبتدئ من الفقرة الآتية : «لعلى لم أقل هذا ...».

(٨٠) «ان» ساقطة من عشه.

(٨١) ل ، عشه : باستقرا. (٨٢) عشه : هكذا.

(٨٣) ل : عجيب.

__________________

(٥٣٥) راجع الشفاء : النفس ، م ٢ ، ف ١ ، ص ٤٥.

(٥٣٨) راجع الرقم : (٥٤٣).


نفسي أني كيف قلت؟ فإن تذكّرت السبب وإلا سكتّ. فإن السكوت بالناسي (٨٣) أحسن (٨٤) والنطق [٤٤ ب] بالذاكر ، وقيل : «إن قام النطق ورقا قام السكوت عينا» قال (٨٥) الشاعر :

وكأين ترى من صامت (٨٦) لك معجب

زيادته أو نقصه في (٨٧) التكلّم

ولو سكت صديق لنا أول من (٨٨) أمس لكان استزله (٨٩)

(٥٤٠) س ط ـ ومعنى (٩٠) قوله : «على المناسبة» ثم بيان أن ذواتنا لا يتكيّف بتكيّف (٩١) المزاج على المناسبة.

(٥٤١) ج ط ـ لعل (٩٢) معني قولي : «على (٩٣) المناسبة» أن ما تعلق (٩٤) وجوده [بفاسد فهو عرضة للفساد (٩٥) ، وما تعلق وجوده] (٩٦) بمتغيّر فهو عرضة للتغيّر (٩٧) علي مناسبة ما يتعلق به وجوده. أظن أن معنى قولي كان هذا ، ثم لعل ذواتنا لا تتغير من حيث هي لها خواصّها التي لا تشارك فيها لأن مزاجا تغيّر ، ومع هذا ـ فيجب أن ينظر في هذا ويتأمل ـ

(٥٤٢) ما البرهان على أن النفوس الإنسانية باقية من جهة أنها ثابتة بوضع (٩٨) تغير أحوال المادة وأمزجتها؟

(٥٤٣) أشتهي أن أعلم كيف هذا البرهان ، ثمّ احرّره واصحّحه له

__________________

(٨٣) عش : بالناس. (٨٤) ل ، عشه+ : من

(٨٥) عشه ، ل : وقال.

(٨٦) عشه : صاحب. (٨٧) عشه من.

(٨٨) «من» ساقطة من عشه.

(٨٩) ل : استرله. عشه : اشتركه.

(٩٠) ل : وما معنى. (٩١) عشه ، ل : بكيف.

(٩٢) عش : لعلى. (٩٣) «على» ساقطة من ل ، عشه.

(٩٤) عشه : ما يتعلق. (٩٥) ل : الفساد.

(٩٦) ساقطة من عشه. راجع (٩٧). (٩٧) عشه+ وما يتعلّق بفاسد فهو عرضة للفاسد.

(٩٨) عشه : ثابتة مع تغيّر.

__________________

(٥٤٠) راجع الرقم : (٥٤٣).

(٥٤٣) راجع الرقم : (٥٣٨) و (٥٤٠). ويظهر أن هاتين الفقرتين كانتا مقدمتين على (٥٣٨ ـ ٥٤٠) وتغير الترتيب.


ولنفسي ، و (٩٩) لكن الغالب على ظني (١٠٠) أن زوال المانع (١٠١) وحده إنما يهيئ لقبول (١٠٢) ما يؤثّر فيه تغير المزاج في هيئته وماهيته وإن كانت منسوبة الاستحقاق (١٠٣) إلى مزاج ، فليس يتكيّف بعدها بتكيف المزاج على المناسبة ؛ فليس زوال المانع وحده يكفي في التهيئة لقبوله ؛ بل لتهيئة وجود عينه غير مقبولة (١٠٤)

(٥٤٤) أو (١٠٥) لعلّ الأمر ليس هكذا ، فيحتاج أن افكّر في هذا ، فمن هاهنا ربما خرج شيء وربما لم يخرج منه ؛ بل من بحث آخر ؛ إلا أنه لا محالة يناسبه ويستقي من جداوله فيما أظن ، لعل المراد يخرج من هذا أو شيء يشبهه ، أو لعلّه معتاص لا يمكن. فيجب إذن أن يفكّر (١٠٦) لعل الله يهدي (١٠٧).

(٥٤٥) س ط ـ أنا لا أتحقق أن الإدراك هو حصول صورة المدرك في المدرك ، ولا يمكنني أن أتصور ذلك تصورا أوليا لبلادتي ، فبقي أن أنبه ببعض البيانات المنبهة ، فإن الأوليات قد ينبّه المغفل (١٠٨) عنها ببعض المنبهات.

(٥٤٦) ج ط ـ كل ما لم يتمثّل (١٠٩) لي معنى حقيقته فلست ادركه ، وذلك الممثّل (١١٠) إما في نفس الوجود ، وإما فيّ أنا. ولو كان في نفس الوجود [٤٥ آ] لكان كل موجود قد تمثّلته ، وكل معدوم فلا ادركه ولا أتصوره ، والتاليان محال (١١١) ، فبقي أنه متمثّل المعنى فيّ ومتمثّل حقيقته فيّ.

(٥٤٧) س ط ـ لم صار بعض قوى الأجسام إذا حصلت فيه (١١٢) هيئة من

__________________

(٩٩) «الواو» ساقطة من ل ، عشه.

(١٠٠) «ظني» ساقطة من عشه.

(١٠١) ى+ في الهيولى. (١٠٢) ى : لقبوله.

(١٠٣) ل : للاستحقاق. (١٠٤) ى : عينه عن مقابله.

(١٠٥) عشه ، ل : و. (١٠٦) ل : افكّر.

(١٠٧) عشه ، ل : يهديني. (١٠٨) ج : الغافل.

(١٠٩) عشه ، ج : كل ما يتمثّل.

(١١٠) ل ، ى ، عشه : المتمثّل. (١١١) ى ، ل ، عشه : محالان.

(١١٢) عشه : فيها هيئة. ل خ : في هيئة.

__________________

(٥٤٥) راجع الشفاء : النفس ، م ٢ ، ف ٢ ، ص ٥٠. شرح الاشارات : النمط الثالث ، الفصل السابع : ٢ / ٣٠٨.

(٥٤٧) راجع الشفاء : النفس ، م ٤ ، ف ١ ، ص ١٤٩. راجع أيضا الرقم (٥٢٣)


غيره (١١٣) أدركها كالوهم ، وبعضها ليس يدركها (١١٤)؟

(٥٤٨) ج ط ـ لا أدري ـ لا إله إلا الله ـ وقبيح بالأئمة الإقرار بالجهل.

(٥٤٩) إن (١١٥) كانت الملكة الحاصلة (١١٦) للنفس التي (١١٧) بها تخلق الصور وتركّب وتحلّل قوة طارئة عليها ، فالنفس مركبة ، ولا يصح البرهان المورة علي أنها لا تفسد ، فإن ذلك البرهان قام على شيء أحدي الذات ، وإن لم تكن قوة طارئة عليها ـ بل استكمالا يحصل لها ـ كانت حينئذ من حيث تفعل تنفعل.

ثم ما البرهان على أنها ليست بقوة (١١٨) طارئة وأنها استكمالي (١١٩)؟ وكيف حلّ هذا الشك إن كانت استكمالا ـ لا قوة ـ؟ وما البرهان على أن عقلنا يعقل ذاته دائما وقبل أن حصل (١٢٠) فيه هذه الملكة؟

(٥٥٠) ج ط ـ النفس ليست (١٢١) في جوهرها مركّبة ، بل المجموع منها ومن الملكة مركب (١٢٢).

وأيضا إن كانت (١٢٣) استكمالا يطرء عليها كان فاعله فيها شيء مباين ؛ فلم يكن الفاعل والمنفعل واحدا ، وكان هذا الاستكمال فاعلا في جوهر النفس صورا ، فكان الفاعل غير المنفعل. وهذا من حيث تتصور بها (١٢٤) النفس استكمال ، ومن حيث تتصور منها ومن تأثيرها صورا (١٢٥) عقلية على نوع ما فهي قوة ، و (١٢٦) من حيث ليست بلازمة (١٢٧) فهي طارئة.

وليس عقلنا يعقل ذاته دائما ، بل نفسنا دائمة الشعور بوجودها [فإن

__________________

(١١٣) ل خ : غيرها. (١١٤) عشه : يدركه.

(١١٥) عشه : إذا. (١١٦) ج : هي الحاصلة.

(١١٧) عشه : التي للنفس بها تخلق الصور وتحلل وتركب.

(١١٨) عشه : قوة.

(١١٩) ل : وانها استكمال. عش : بل استكمال ، ه : بل استكمالا.

(١٢٠) ج : يحصل. (١٢١) عشه : النفس ليس.

(١٢٢) ع ، ه. ج : مركبة. (١٢٣) عشه ، ل : كان.

(١٢٤) عشه : به. (١٢٥) عشه : صور.

(١٢٦) «الواو» ساقطة من ل.

(١٢٧) ل ، عشه : لازمة.

__________________

(٥٤٩) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٤ ، ص ٢٠٢.


كانت تعقل بالفعل شيئا غير ذاتها كانت دائمة الشعور] (١٢٨) بأنها تعقل ما دامت تعقل.

(٥٥١) س ط ـ الكيفية الطارية على البصر من المبصر ما البرهان علي أنها تستحيل منها البصر لا على سبيل المجاورة؟

(٥٥٢) ج ط ـ أليس وقفنا على إذا طرأ ولم نقل ما ذا يكون ولم نتمم التالي الذي هو ما نريده.

(٥٥٣) س ط ـ ثم إن كان الحسّ يستحيل (١٢٩) من المحسوس فلم لا يمنع المحسوس الضعيف أيضا من إدراك غيره من المحسوس والاستحالة حاصلة؟

(٥٥٤) ج ط ـ يمنع (١٣٠) منعا خفيّا ضعيفا ، ثم لا يلزم إذا حرك محرك شيئا ـ أن يكون الأصغر (١٣١) يحرك (١٣٢) البتة.

(٥٥٥) س ط ـ إن قال قائل : إن بعض [٤٥ ب] الأمزجة أوفق لبعض القوى وإن مزاج المشايخ أوفق للقوة العقلية فلهذا تقوى هذه القوة فيهم (١٣٣)؟

(٥٥٦) مزاج المشايخ إما برد أو يبس (١٣٤) وإما ضعف ، وكل واحد منهما يوجد قبل المشيب (١٣٥) ولا يوجد لصاحبه مزية استعداد. وأيضا فليس كل شيخ

__________________

(١٢٨) ساقطة من عشه. (١٢٩) ج : ينفعل.

(١٣٠) ب : نمنع. النسخ مهملة.

(١٣١) ل : الامر الاصغر. (١٣٢) ج : محركا.

(١٣٣) عشه ، ل : القوى منهم. ل خ : القوى فيهم.

(١٣٤) عشه ، ل ، ى : ويبس. (١٣٥) عشه. ل : الشيب.

__________________

(٥٥١) راجع الرقم (٧٥١). والشفاء : النفس ، م ٢ ، ف ٢ ، ص ٥٣.

(٥٥٢) لم يتبيّن لي الجواب.

(٥٥٣) راجع الشفاء : الصفحة السابقة ، وص ٥٦.

(٥٥٥) السؤال يتعلق باستدلال الشيخ في اثبات تجرد النفس بقوة القوة العقلية في المشايخ مع ضعف البدن. راجع الشفاء : النفس ، م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٩٥. وأيضا الرقم (٧٥٢).


هو أقوى من الشابّ ، وليس استعمال البيان مقصورا على أن الغالب في المشايخ حكم ، بل على أنه لو كان القوة العقلية قوية (١٣٦) بدنية وقائمة في البدن لكان لا يضعف البدن إلا وتضعف ، وقد تجد واحدا ليس كذلك ، فالمقدم مسلوب (١٣٧) على أن ضعف البنية ليس يكون ملائما لما يقوم بالبنية ، إنما يلائم ـ لعلّه ـ لما لا يقوم بالبنية.

(٥٥٧) س ط ـ هل بين الضرر الذي يدخل على الحواس من جهة الإكباب على المحسوس الضعيف زمانا طويلا وبين ما يدخل عليها من جهة المحسوس القوي ـ وإن كان الزمان يسيرا ـ فرق (١٣٨)؟ وما هذا الضرر ، وما ذلك الضرر؟وأيّ سبب لكل (١٣٩) منهما؟

(٥٥٨) ج ط ـ لعل طول الإكباب يؤثر في هذا الباب لاضطراب المواد والانصباب (١٤٠) ، وأما العلة فخفيّة خصوصا علي ، والله يعرفها ويكشفها برحمته.

(٥٥٩) س ط ـ نحن إذا سوّدنا جسما (١٤١) أبيض أو بيّضنا جسما (١٤٢) أسود فلا يتغير مزاجه (١٤٣)؟

(٥٦٠) ج ط ـ إذا كان باللطخ ليس بالاحالة ، وبالمجاورة لا بالتغيير (١٤٤).

(٥٦١) س ط ـ الكيفية التي تحدث في البصر من الشمس إذا أبصرناها لا تمانع كيفية البصر؟

__________________

(١٣٦) عشه ، ل : لو كانت القوة العقلية قوة.

(١٣٧) ل خ ، ع خ ، ه : مسلم.

(١٣٨) عش : فرقا.

(١٣٩) عشه ، ل : لكل واحد منهما. ل خ : وما هذا الضرورى لكل واحد منهما.

(١٤٠) عشه : بالانصباب.

(١٤١) ل : جسم.

(١٤٢) ل : جسم.

(١٤٣) ل : مزاجه به.

(١٤٤) ل ، عشه : بالتغير.

__________________

(٥٥٧) راجع الرقم (٥٥٣) و (٥٥٤). والشفاء : الفصل السابق ، ص ١٩٤.


(٥٦٢) ج ط ـ كيف والجليدية لها إشفاف.

(٥٦٣) وأيضا فإن انطباع الكيفية التي تحدث في البصر من البياض (١٤٤) أو السواد ـ على ما تظن ـ ليس هو انطباعا حقيقيّا ، بل هو كانعكاس الخضرة إلى الجسم الأحمر ، فعلى هذا الوجه أيضا لا تمانع كيفية البصر ، كما أن كيفية الخضرة المنعكسة إلى الجدار لا تمانع حمرة الجدار.

(٥٦٤) الانطباع أن تحصل الكيفية (١٤٥) في موضوع ما ، وأما أن يكون ما دام شيء آخر موجودا ، فهذا شيء آخر ، وكذلك اخضرار الجدار هو استحالته.

(٥٦٥) س ط ـ وقد قيل : إن المحسوس القوي إنما يمنع من إدراك المحسوس الضعيف لضرر يحدث في المادة [٤٦ آ] وهذه الفصول المتقدمة لا تودي إلى هذا الغرض ، بلى إذا أوهن (١٤٦) مزاج أو تابع من توابع الصورة ، فذلك ضرر.

(٥٦٦) ج ط ـ قد بان (١٤٧) أن زوال المانع من المادة (١٤٨) علة لوجود صورة ما فيها ، فما البرهان علي أن للصورة أحوالا (١٤٩) تتبع المزاج؟ وأن (١٥٠) المزاج يعدّ المادة لأن تحدث في تلك الصورة أعراض ، حتى تتبدل تلك الأحوال بتبدل المزاج؟

(٥٦٧) لا أدري ، لو علم هذا لقصر (١٥١) الحديث.

__________________

(١٤٤) ل : الناصر (محرف).

(١٤٥) عشه : أن تحدث كيفية.

(١٤٦) عشه ، ل : اذا وهن. ل خ : بلى اذا قرين من مزاج.

(١٤٧) عشه : فقد.

(١٤٨) «من المادة» ساقطة من عشه.

(١٤٩) ل : احوال.

(١٥٠) عشه ، ل : أوان

(١٥١) ل ، ع خ. قصر.

__________________

(٥٦٥) راجع الشفاء : الصفحة السابقة.

هذه الفقرة من تتمة الجواب على ما يظهر وعلامة السؤال عليها من سهو الناسخ.

(٥٦٦) راجع الرقم (٥٣٣) و (٥٣٤).

والفقرة سؤال وعلامة الجواب عليها سهو من الناسخ.


(٥٦٨) تكلّم على قوله في أول كتاب الشفاء : «إن الفلسفة تنقسم إلى حكمة نظرية وحكمة عمليّة ، فقد جعل الحكمة العملية فيها أيضا نظرا (١٥٢) ومعرفة ، فجعل غايتهما المعرفة ـ والحكمة العملية عمل لا نظر ، قد أجمع على هذا الأولون والآخرون؟

(٥٦٩) ما أكثر ما وقع (١٥٣) للناس من الغلط باشتراك (١٥٤) الأسماء المستعملة في تعاليم الفلسفة على اشتراكها (١٥٥) ، وخصوصا حيث يقال : «نظري» و «عملي» في مواضع مختلفة ، ويدل بها على دلائل مختلفة؟! ولا اطوّل ما أنا فيه ببيان ذلك (١٥٦) ، فإن اشتهى ذلك مشته أمكنه سماعه شفاها.

(٥٧٠) وقد وقع ذلك في استعمال لفظ (١٥٧) «العملي» مركبة بلفظة «الحكمة» ، أعني إذا قيل : «حكمة عمليّة» فإن ذلك يدل عند الفلاسفة على معنيين.

ولخفاء ذلك على أبي حامد الاسفزاري (١٥٨) ظنّ أن أحد (١٥٩) الفضائل التي هي الحكمة العملية لم يحسن من أوجب فيها التوسط ، وجعل الازياد في معرفة الواجبات العملية رذيلة ، فبناء أمره على أن الفضائل ثلاثة : حكمة وشجاعة وعفّة ؛ وجعل الشجاعة والعفّة واسطتين وجعل الحكمة غير واسطة.

وأما وجه هذا الاشتراك : فإن الحكماء إذا قالوا : «إن (١٦٠) الفضائل ثلاثة

__________________

(١٥٢) عشه ، ل : نظر. (١٥٣) ل : ما اوقع.

(١٥٤) عشه ، ل : لاشتراك.

(١٥٥) ل : اشتراكهما. (١٥٦) «ذلك» ساقطة من ل.

(١٥٧) ل ، عشه : لفظة. (١٥٨) عشه ، ب : الاسفرارى. ل : الاسفراوى.

(١٥٩) ل ، عشه ، ى : احدى.

(١٦٠) «ان» ساقطة من عشه.

__________________

(٥٦٨) راجع الشفاء : المدخل ، م ١ ، ف ٢ ، ص ١٤. وأيضا الإلهيات : م ١ ، ف ١ ، ص ٣.

(٥٧٠) أبو حامد أحمد بن إسحاق الاسفزاري. ترجم له البيهقي (أخبار الحكماء : ٨٣) قائلا : «الحكيم المتقي والفيلسوف المبرز ؛ له تصانيف في الرياضيات والمعقولات ؛ كلامه في تصانيفه منقح لا غبار عليه ولا يشوبه ضعف». ثم نقل شيئا من كلماته. وذكره أيضا الشهرزوري (نزهة الارواح : ٢ / ٢٨).

قال الياقوت : «الاسفزار ـ بفتح الهمزة وسكون السين والفاء تضم وتكسر وزاء وألف وراء ـ مدينة من نواحي سجستان من جهة هراة».


ومجموعها العدالة» عنوا بذلك الفضائل الخلقيّة (١٥٩). وإذا قالوا : «إن (١٦٠) جماعها تنحصر في شجاعة وعفّة حكمة (١٦١)» فإنما حصروها في فضائل خلقيّة. وكذلك إذا قسموا أفعالها إلى (١٦٢) «شجاعة وعفة وحكمة» عنوا بالحكمة فعلا يصدر على (١٦٣) الجميل في الامور التدبيرية عن الخلق أو عن (١٦٤) ضبط النفس. فهذه الحكمة العمليّة هي فضيلة خلقية ، بل هي ملكة يصدر عنها الأفعال المتوسطة بين أفعال الجربزة [٤٦ ب] والغباوة صدورا من غير رويّة وعلى سبيل ما يصدر عن الأخلاق.

(٥٧١) وإذا قالوا : «إن من الفلسفة ما هو نظري ، ومنه ما هو عمليّ» لم يذهبوا إلى العمل الخلقي ، فإن ذلك ليس جزءا من الفلسفة بوجه ، فإن الملكة القياسيّة غير الملكة الخلقية ؛ بل عنوا به معرفة الإنسان بالملكات الخلقية بطريق (١٦٥) القياس والفكر : ـ أنها كم هي؟ وما هي؟ وما الفاضل منها؟ وما الردي؟ وأنها كيف تحدث من غير قصد اكتساب؟ وأنها كيف تكتسب بقصد؟

وأيضا معرفة السياسات المنزلية والمدنيّة ؛ وبالجملة ما يعمّ الأمرين ؛ بل بالجملة المعرفة بالامور التي إلينا أن نفعلها (١٦٦) ـ إما فينا ملكات وانفعالات ، وإما من خارج بحسب المشاركة.

(٥٧٢) وهذه المعرفة ليست غريزية ، بل تكتسب ؛ وإنما تكتسب بنظر وبرويّة (١٦٧) وبقياس يفيد قوانين وآراء كلية ـ وهي التي تفيدناها (١٦٨) كتب الأخلاق والسياسات التي إذا تعلمناها نكون اكتسبنا معرفة ، و (١٦٩) تكون حاصلة لنا من حيث هي معرفة.

وإن لم نفعل فعلا ولم نتخلّق تخلقا (١٧٠) فلا تكون أفعال الحكمة العملية الاخرى موجودة لنا ولا أيضا الخلق ، وتكون لا محالة عندنا معرفة مكتسبة يقينيّة

__________________

(١٥٩) ل : الخلفية.

(١٦٠) «ان» ساقطة من عشه.

(١٦١) ل ، عشه : حكمة عملية.

(١٦٢) عشه : التي.(١٦٣) ل ، عشه : عن.

(١٦٤) «عن» ساقطة من ل.

(١٦٥) ل : وطريق.

(١٦٦) عش : نعقلها ، ه : تعقلها (محرف).

(١٦٧) عشه : ورويّة. (١٦٨) عشه : تفيدنا.

(١٦٩) الواو ساقطة من ل.(١٧٠) عشه : خلقا.


حقيقيّة ، وكل معرفة حقيقيّة يقينيّة فهي حكمة أو جزء حكمة.

(٥٧٣) وليست هذه المعرفة عندنا حكمة طبيعية ، ولا حكمة رياضيّة ، ولا حكمة إلهيّة ، فليست حكمة نظرية ؛ إذ كان اسم النظري يخصّ بهذه الثلاثة أو ما يجمع هذه الثلاثة ـ وبالجملة ما الغاية فيه النظر ـ.

(٥٧٤) فبقي أن يكون الجزء الأخير (١٧١) من الفلسفة ـ الذي هو الحكمة ـ العملية. إذ كانت الفلسفة تنقسم إلى عمليّ ونظريّ (١٧٢) ، ولم تكن الفلسفة خلقا البتة ، بل عسى أن تكون علما (١٧٣) بالخلق.

(٥٧٥) وأما الحكمة العملية التي هي إحدى الفضائل الخلقية الثلاثة فهي غير هذه ، لأن تلك عمل من الأعمال أو خلق (١٧٤) من الأخلاق ـ ولا شيء من الأعمال والأخلاق بفلسفة ولا جزء فلسفة ـ ومع ذلك فإنها لا تساوق الحكمة العملية التي هي جزء من الفلسفة في وجودها ؛ فإن الحكمة العمليّة [٤٧ آ] التي هي جزء من الفلسفة تحاذي الشجاعة والعفة ، وهذه الحكمة الخلقية التعقليّة (١٧٥) ، [فكما إنها ـ أعني الفلسفة العمليّة ـ ليست شجاعة ولا عفة ـ بل علما بهما كذلك ليست حكمة عمليّة ـ الحكمة العملية الخلقية ـ بل علما بها [وتعريفا (١٧٦) إياها ، وليست علما بها وحدها ، بل علما بها] (١٧٧) وبغيرها مما ليس حكمة عملية خلقية.

(٥٧٦) فالغلط واقع بسبب ظن الظانّ أن الحكمة العملية التي هي جزء من

__________________

(١٧١) عشه : الاخر.

(١٧٢) عشه : نظرى وعملى.

(١٧٣) م ، د : حكما. وفى ب أيضا مشتبه ويحتمل قراءتها «حكما».

(١٧٤) عشه : خلقه.

(١٧٥) عشه : الحكمة العملية الخلقية ، وكما.

(١٧٦) ل خ : وتعرفنا.

(١٧٧) ساقطة من عشه.


الفلسفة هي الحكمة العملية التي هي جزء من العدالة ، وخلق لا علم] (١٧٨).

وقد أوضحت الفرقان بينهما ، فإنك إذا تعلّمت ما في كتب الأخلاق والسياسات كانت عندك معرفة مكتسبة بقوانين كلية أفادها (١٧٩) مقائيس فكرية ، ولم تكن تلك المعرفة إحدى المعارف النظرية الثلاثة (١٨٠) ، ولم تكن بوجه من الوجوه عملا ولا خلقا ولم يصلح أن تسمّى غير الحكمة العملية.

(٥٧٧) وأما ما قال «إنك جعلت الغاية فيهما واحدة» فقد حاد عن السبيل ، فإني جعلت الغاية في أحدهما نفس ما يحصل بالنظر ، وجعلت الغاية القصوى في الآخر العمل بما يقتضيه الحاصل من النظر.

وليس يجب أن يكون غاية الشيء موجودا (١٨١) في الشيء ، فإن الغايات توجد في كثير من الامور خارجة عمّا يتوجّه به إليها ، فإن الكنّ غير موجود في نفس حركة الابتناء ، ولا في شكل البيت ، بل وجوده (١٨٢) في المستكنّ المبتني (١٨٣).

(٥٧٨) واعلم إنا إذا قلنا : «حكمة عملية هي جزء من الفلسفة» فنعني بها العلم بالفضائل العملية [على الوجه الكلي ، ولا نعني به الفضائل الخلقية أنفسها.

وإذا قلنا : «الحكمة العملية الخلقية] (١٨٤) فنعني به نفس الفضيلة الخلقيّة التي هي أحد الامور التي تعلم في ذلك (١٨٥) العلم كيفيته وكيفية اكتسابه.

وإذا قلنا : «الحكمة العملية الفعلية» فنعني به الفعل الصادر عن خلق أو ضبط نفس بعلم أو بغير علم ـ بل بتقليد وقبول صدورا على سبيل الاتفاق. (١٨٦)

__________________

(١٧٨) هناك فى نسخة ب ـ وبتبعها فى م ود ـ تقديم وتأخير على الاظهر ، ولذلك أثبتنا النص مطابقا للنسخ الاخرى ، وإليك النص من ب : «فكما أنها ـ أعني الفلسفة العملية ـ ليست شجاعة ولا عفة ، بل علما بهما وبغيرها مما ليس حكمة عملية خلقية. والغلط واقع بسبب ظنّ الظانّ ان الحكمة لذلك ليست حكمة عملية الحكمة العملية الخلقية ؛ بل علما بها وتعريفا ايّاها. وليست علما بها وحدها ، بل علما بها ، الحكمة العملية التي جزء من الفلسفة هي الحكمة العملية التي هي جزء من العدالة وخلق ، لا علم.

(١٧٩) عشه ، ل : أفادتها.

(١٨٠) عشه ، ل : الثلاث.

(١٨١) عشه ، ل : موجودة.

(١٨٢) عشه : وجود. (١٨٣) ى : المستبني.

(١٨٤) ساقطة من ى.

(١٨٥) عشه ، ل : بذلك.

(١٨٦) ى : الاتقان. عشه : الايقان.


(٥٧٩) س ط ـ سئل عن قوله : «إن النظر في الألفاظ تدعوا إليه الضرورة». ثم قوله : «و (١٨٧) ليس للمنطقي ـ من حيث هو منطقيّ ـ شغل أوّلي بالألفاظ» فعورض بأن هذا ظاهر التناقض.

(٥٨٠) ج ط ـ الصنائع النظريّة والصنائع العملية قد يكون فيها امور يتوجه إليها القصد الأول ، ويكون [٤٧ ب] الشغل الأولي موقوفا عليها ثم يقع إلى غير ما إليه القصد الأولي ضرورة (١٨٨). مثال هذا حصول البيت ، فإنه يستدعي امورا خارجة عن الغرض للضرورة (١٨٩) ، مثل استيجار الأجير واتّخاذ آلات. (١٩٠). ومثاله في العلوم أن الغرض في تعلّم الهندسه هي الخطوط والسطوح والأشكال العقليّة الحقيقية ، ثم تقع الضرورة إلى تحييل ذلك بخطوط هي غير خطوط ، ومستقيمات هي غير مستقيمات ، ودواير هي غير دواير فينكر. هذا.

(٥٨١) أو (١٩١) أن أقرّ بأن الضرورة تدعوا إليه بجعل الداخل بالضرورة هو الذي الشغل الحقيقي به ، والغرض الأوليّ فيه ؛ وبعد هذا فقد وقع سهو من جهة اخرى ، وسببه إغفال في أمر العكس. (١٩٢)

(٥٨٢) أما السهو فأدلّ عليه ، وأما الإغفال فإذا شاء شافهته به ؛ وذلك لأنه ليس إذا كان شيئا (١٩٣) ضروريا في صناعة وجب أن يكون كل ضروري في الصناعة ذلك الشيء ، بل يجوز أن يكون المقصود في الصناعة معنى (١٩٤) أعم من ذلك الشيء ومن غيره ، ويكون هو المقصود الأولي. ثم يحوج ضرورة التفصيل إلى أن تشتغل الصناعة اشتغالا ثانيا بذلك الجزء.

(٥٨٣) وبعد هذا فتأمّل ما قلته في ذلك الكتاب ، وانظر في وجهي الضرورة

__________________

(١٨٧) الواو غير موجود فى عشه ، ل.

(١٨٨) عشه : ثم إلى غير ما إليه القصد الاولى يقع ضرورة. (١٨٩) ل : للصورة.

(١٩٠) عشه ، ل : الآلات.

(١٩١) عشه ، ل : وان.

(١٩٢) ل : في اغفال أمر العكس. ل خ : قد وقع في أمر العكس له سهو من جهة اخرى سببه إغفال في أمر العكس.

(١٩٣) كذا في النسخ والظاهر كون الصحيح : «شي».

(١٩٤) ل : أمر أعمّ.

__________________

(٥٧٩) راجع الشفاء : المدخل ، م ١ ، ف ٤ ، ص ٢٢.


التي بيّنتها (١٩٣) ، واعرف أنهما هل هما ممّا يجعلان الألفاظ موضوعا أوليا للمنطق؟ بل يجعلانه مع أنها (١٩٤) مضطرّ إلى معرفتها (١٩٥) بعض أجزاء الصناعة ، وأنت تعلم أن بعض أجزاء الصناعة تكون الضرورة داعية في استكمال الصناعة إلى تحصيله ، وأنه مع ذلك لا يكون الشغل الأوليّ مصروفا إلى ذلك البعض.

(٥٨٤) فعلم أن قولنا : «الضرورة داعية إلى كذا» لا يقابل قولنا : «ولكن ليس الشغل الأولي به» ، بل (١٩٦) يجوز أن يكون به شغل ثان (١٩٧) أو يكون به (١٩٨) بعض الشغل ، أو يكون داخلا (١٩٩) غريبا ليس به شغل ثان مخصص ، ولا شغل أول كلي ، ولا جزء شغل ؛ بل يكون شيئا لا بد منه ومن تأمّله لأجل ما هو الغرض الأولي بأجزائه (٢٠٠) كلها ـ مثل ما مثّلت لك من استعمال الأشكال والحروف الحسيّة ـ فقد يعلم أن ذلك ضروري ، ومع ذلك فليس به شغل أولي.

وأما الأول [٤٨ آ] فكالنظر في المخروطات ، فإنه ضروري في أن يستكمل صناعة الهندسة ، وليس الشغل [الأولي في الهندسة به ، بل] (٢٠١) بجنسه ـ وهو المقدار ـ فإن موضوعه ذلك ، وهذه أنواع موضوعه.

(٥٨٥) وإنما كان (٢٠٢) كلامي في الكتاب الذي خطيت فيه مصروفا على بيان الموضوع الأولي للمنطق ، وبينت أنه ليس هو الألفاظ ـ بل النظر في الألفاظ إما داخل علي سبيل ضرورة ؛ كضرورة تخطيط الأشكال للحسّ ؛ أو على أنه جزء من موضوعات (٢٠٣) الصناعة ، أو لازم جزء من موضوعات الصناعة ، أو لازم لموضوع الصناعة ، ومن تأمل كتاب البرهان عرف الفصول بين هذه ، وعرف أنها (٢٠٤) لا بد من تحقّقها ، وأن الضرورة تدعو إلى معرفتها وليست موضوعة للصناعة.

_________________

(١٩٣) عشه : بينتهما.

(١٩٤) عشه : أنهما. ل : أيهما.

(١٩٥) عشه : معرفتهما.

(١٩٦) ل خ : لا.(١٩٧) ل : ثانيا.

(١٩٨) عشه ، ل : له. (١٩٩) ل : دخلا.

(٢٠٠) عشه : بأجزائها.

(٢٠١) ل : الأول في الهندسة ، بل.

(٢٠٢) ل : وانما كلامي.

(٢٠٣) عشه : موضوع.

(٢٠٤) ل : أنه.


(٥٨٦) س ط ـ قيل في بيان أن الجسم المتناهي قوته متناهية : إنه متى حرّك (٢٠٥) جزء من تلك القوة جزءا من الجسم الذي يحركه الكل زمانا لا نهاية له ، فإما أن يقوى الكل على تحريك ذلك الجزء زمانا لا نهاية له ، وإما أن لا يقوى ـ ومحال أن لا يقوى ـ فإذن يقوى الجزء علي ما يقوى عليه الكل ؛ وهذا محال. فيجب أن يكون الزمان الذي يحركه الجزء أصغر من الزمان الذي يحركه الكل إذ ابتدئا (٢٠٦) من آن واحد ، وإذا نقّصنا هذا الزمان من زمان الكل وقدّرنا ذلك الزمان بالزمان (٢٠٧) الآخر صار هذا الثاني أقل من الأول ، فيجب أن يكون الزمان متناهيا.

(٥٨٧) وهذا فيه مغالطة ، وذلك لأن الزمان الغير المتناهي لا وجود له حتى يمكن أن يفرض فيه هذا الفرض ؛ فإن سبيل هذا الزمان و (٢٠٨) سبيل الأعداد التي لم توجد واحدة (٢٠٩) ، ويمكن فيه أن يكون الغير المتناهي الذي لم ينتقص (٢١٠) منه هذا الزمان أعظم من الزمان الغير المتناهي الذي يبقى بعد أن ينقص منه ذلك.

(٥٨٨) ج ط ـ ليس الكلام في أنه موجود (٢١١) أو غير موجود ، بل معلوم أنه في قوته يستحق أن ينقص ـ من الذي في قوته (٢١٢) الذي يجوز وجوده ـ عن تأثير قوة الكل من الطرف الثاني ، فهو بالقوة وفي الإمكان [٤٨ ب] الذي له ناقص (٢١٣) عن شيء آخر في طرف في قوة الآخر (٢١٤) وإمكانه أن يزيد عليه.

وما كان كذلك فهو متناه في الإمكان (٢١٥) ، وفرضناه غير متناه في حال الإمكان لا في حال الفعل ـ وهذا محال ، (٢١٦) إنما يجوز أن يكون (٢١٧) لا متناه في الإمكان أكثر من الآخر إذا لم يكن أحدهما محاذيا للآخر مساوقا له (٢١٨) ،

__________________

(٢٠٥) عشه : تحرك. (٢٠٦) عشه : اذا ابتداء. ل : اذا ابتدأ.

(٢٠٧) «بالزمان» ساقطة من ل.

(٢٠٨) الواو ساقطة من عشه ، ل.

(٢٠٩) عشه : وواحدة. (٢١٠) ل ، عشه : لم ينقص.

(٢١١) ب ، م ، د : موجودا. (٢١٢) ى : قوة. (٢١٣) ى : الذي ناقص.

(٢١٤) ى : الأجزاء.(٢١٥) عشه : في حال الإمكان.

(٢١٦) عشه : وإنما. (٢١٧) ى : أن لا يكون. ه : وإنما لا يجوز.

(٢١٨) ل : مساويا له.

__________________

(٥٨٦) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١٠ ، ص ٢٢٧.


أو جزءا منه ، وأما إذا ساوقه (٢١٩) وحاذاه في اتّصاله أو في ترتيبه (٢٢٠) ، أو كان (٢٢١) جزءا منه ثم انتهى طرف وفضل من أحدهما طرف آخر وجب تناهى ما يساوقه (٢٢٢) أو هو جزء منه.

(٥٨٩) س ط ـ ثم إن ما قيل من «أن القوة إنما تنقسم بحسب ما فيه» كلام مشهور ويجب (٢٢٣) أن يبرهن عليه.

(٥٩٠) ج ط ـ الجسم البسيط ذو القوة البسيطة إما (٢٢٤) أن تكون القوة حاصلة في جسميته أو حاصلة في أطرافه ـ [كالبياض والضوء ـ أولا في جسميته ولا في أطرافه.] (٢٢٥) فإن لم تك (٢٢٦) في جسميته ولا في أطرافه فليس موجودا فيه فإن (٢٢٧) كان في جسميته أو في أطرافه فأيّ جزء أخذته من الجسميّة التي هي فيه بالذات لم يخل إما أن توجد فيه القوة أو لا توجد. فإن لم توجد فذلك الجزء خال (٢٢٨) عن القوة ، فليس ذلك الجسم (٢٢٩) بكليّته فيه القوة بالذات وأولا ـ بل في بعض منه ـ وكذلك الحال إذا كانت القوة في الأطراف المنقسمة.

فإن كان في طرف غير منقسم ـ كالنقطة ـ وجب أن لا يكون موجود (٢٣٠) في الجسم الكري الذي لا تتعيّن (٢٣١) فيه نقطة إلا بعد الحركة ـ والقوة تكون قبل الحركة.

وأيضا قد بيّنا أن النقطة وحدها لا تكون حاملة اولى (٢٣٢) لقوة أو صورة (٢٣٣)

__________________

(٢١٩) ل : ساواه. (٢٢٠) عشه : أو حاذاه في اتصاله او ترتيبه.

(٢٢١) ل : أو محل كان

(٢٢٢) ل : يساويه.

(٢٢٣) عشه : مشهور يجب. ل : مشهور بحسب.

(٢٢٤) «اما» ساقطة من عشه.

(٢٢٥) تكرر فى ل. (٢٢٦) عشه ، ل : لم يكن.

(٢٢٧) عشه ، ل : وإن.

(٢٢٨) ب : خالى. (٢٢٩) عشه : فليس الجسم.

(٢٣٠) عشه ، ل ، ج ، م ، د : موجودا.

(٢٣١) ج : لا يوجد. (٢٣٢) عشه : أولية.

(٢٣٣) ج : او لصورة.

__________________

(٥٨٩) راجع الشفاء : الصفحة السابقة.

(٥٩٠) قوله : (وقد بينا ... في كتاب النفس) : الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص : ١٨٧.


في كتاب النفس ـ فليقرء من هناك ـ وإن لم تكن القوة موجودة فيه ولا في أطرافه ، فليس فيه قوة (٢٣٣) ؛ ولا يفسد هذا بتمام الشكل بأن يقال : «إنه موجود في الجسم ولا يوجد في أجزائه» فإن أجزاء الشكل (٢٣٤) توجد في الأجزاء ، ولكن ليست مشابهة (٢٣٥) للكل ، لأن الكل تركيب ما ـ وقد بينّا هذا (٢٣٦) الفرقان في كتاب الشفاء [لا نطول هاهنا القول فيه] (٢٣٧)

(٥٩١) س ط ـ لم صار للنفس (٢٣٨) وهو شيء عقلي (٢٣٩) مجرد الذات [شوق إلى العالم الحسّي] (٢٤٠)؟ ولم لم يقبل (٢٤١) الكمال من المفارقات؟ وما الذي يحصل لها من الحسّ والبدن؟ فإن كان [٤٩ آ] استعدادا (٢٤٢) فما القدر الذي تستعد به لقبول الكمالات الحقيقية بعد المفارقة؟ وهل يرجى لها (٢٤٣) استعداد إذا لم يحصل لها بالبدن هذا الاستعداد؟ فلم لا يجوز (٢٤٤) أن يحصل لها استعداد من استعمالها بعض الأجرام السماوية أو غيرها ـ على ما جوز من استعمالها بعد المفارقة؟

(٥٩٢) ج ـ يجب أن تعلم أنا مقصّرون عن إدراك براهين اللم (٢٤٥) في هذه الأشياء ، بل إذا تأملنا الأحوال الموجودة ارتقينا منها إلى كيفية الحال في الأحوال التي قبلها ، والذي نعلم (٢٤٦) إنها ليست بكاملة ، وليس (٢٤٧) وجودها ووجود المفارقات يكفيها في أن تكمل ، بل كأنها إنما تستعدّ بأحوال تحدث لها ومع مباشرة الحسّ

__________________

(٢٣٣) «قوة» ساقطة من ل. (٢٣٤) عشه ، ل خ : الشيء.

(٢٣٥) عشه ، ل : متشابهة. (٢٣٦) عشه : هذان.

(٢٣٧) ل : فلا تطول القوة فيه. عشه : ولا نطول هاهنا القول فيه. ج ساقطة.

(٢٣٨) ه ، ل ، ج : النفس.

(٢٣٩) عش : عقل. ه : عقق.

(٢٤٠) عشه : إلى عالم الحسّ.

(٢٤١) جميع النسخ غير ب : ولم يقبل. وفي ب أيضا كتب كذلك ثم اضيف «لم» فوق الخط.

(٢٤٢) عشه ، ج : استعداد.

(٢٤٣) عشه : له. (٢٤٤) عشه ، ل : ولم لا يجوز.

(٢٤٥) ب ، ل : الكم. (٢٤٦) عش ، ل : نعلمه ، ه : يعلمها.

(٢٤٧) عشه : وليست. ل : وليس وجود المفارقات يكفيها.

__________________

(٥٩١) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٣ ، ص ١٩٧.


وأمّا قدر هذا الاستعداد حتى تكمل به فأمر (٢٤٨) لا احقّه ، ولعلّه أن تفطن للمفارقات.

(٥٩٣) وأما أنه هل يمكنها أن تكتسب هذا الاستعداد باستعمال جسم بعد البدن؟ فأما جسم مثل البدن فلا ؛ وأما الجسم السماوي فأمر لا احقه ولا أمنعه ، ولعله يتهيّأ ذلك إذا اكتسب من البدن هيئة بها تهيّأ لاستعمال (٢٤٩) الجسم السماوي ، ولعلّه لا يتهيّأ ذلك.

وبالجملة فإنا نعلم أن للنفوس المفارقة بعد المفارقة أحوالا لا نقف عليها ويلزمنا الاحتياط في دار الكسب وطلب ما يمكننا من الاستعداد.

(٥٩٤) س ـ قال في بعض المواضع : إن عقلية (٢٥٠) غير جوهرية ، بل مستفادة. (٢٥١) فما معنى ذلك؟

ج ـ أي كونها عقلا بالفعل غير كونها عقلا بالقوة.

(٥٩٥) س ـ إذا كان الفكر طلب الاستعداد التام للاتّصال (٢٥٢) بالعقل ، حتى إذا فكرت وعلمت (٢٥٣) كان لها أن تتّصل متى شاءت ، فكيف يقع الخطأ؟ وكيف يزول عنه؟ وكيف يعود إليه؟

ج ـ يحتاج الفكر إلى الاتّصال بالمبادي في إحضار الحدود وتصورها وإحضار الوسط ، وأما التركيب فإليه ـ وربما (٢٥٤) أجاد ، وربما أساء ـ.

__________________

(٢٤٨) عشه : تكمل فأمر.

(٢٤٩) عشه : هيئة فانها يتهيأ (ه : تهيأ) استعمال. ل : هيئة ما بها يتهيأ استعمال. ج : هيئة بها يتمكن ويتهيأ لاستعمال.

(٢٥٠) عشه ، ل ، ى : عقلية النفس. ج : عقليته.

(٢٥١) عشه : مستفاد. (٢٥٢) ل : الاتصال.

(٢٥٣) ل : عملت. (٢٥٤) ى ، ج : فربما.

__________________

(٥٩٥) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٥ ص ٢٠٨ وف ٦ ، ص ٢١٨.


(٥٩٦) العقل الهيولاني لو كانت (٢٥٥) صورة جسمانية وكان في الموضوع الجسماني ، حالت الماهية (٢٥٦) الجسمانية عن أن تقارنها كل ماهية مما يتصور به ، إذ لا مادة جسمانية تصلح لكل صورة مثل الأضداد والمتبائنات وهيئات المقادير المختلفة والأوضاع المتبائنة [٤٩ ب].

(٥٩٧) س [في الإدراك العقلي والفرق بينه وبين ما سمّاه المشاهدة ، وأنه هل إلى ذلك سبيل بتكلّف حتى تحصل ، وما المعنى الذي يسمّى «النهوض» وبما ذا (٢٥٧) يتمّ؟ وما الطريق إليه؟ وهل يجب حال المشاهدة لكل نفس مفارقة ، أو لبعضها دون بعض] (٢٥٨)؟

(٥٩٨) ج ـ الإدراك العقلي قد يكون حال تذكر الأوسط (٢٥٩) أو أجزاء الحد (٢٦٠) ، فإذا زال ، زال إلى أن يؤلّف ، وقد يكون مع منازعة من التخيل والقوى الوهمية ومجاذبة. وأما المشاهدة فإلف من القوة العقليّة للمعقول ، لا يبرح الوسط عن التمثل ، ولا تفتقر فيه إلى التذكّر المتعلق بما يجب (٢٦١) ولا تنازع فيه قوة من تحت ، بل تكون منجذبة (٢٦٢) مع القوة العقلية إلى فوق ، [ويتخيل المعقول على ما يتفق لها رده] (٢٦٣) إلى الصورة المحسوسة ، لتكون منها مطابقة في الإثبات.

(٥٩٩) س ـ حكم في بعض المواضع إن النفس إذا تجرّدت عن البدن ولم يبق لها علاقة إلا بعالمها ، فإنما يكون لها من الفعل والرأي ما يليق بذلك

__________________

(٢٥٥) عشه ، ل : لو كانت له.

(٢٥٦) ل : حاله الماهية و. عشه : حاله الماهية.

(٢٥٧) ل : وربما ذا.

(٢٥٨) غير موجود فى عشه.

(٢٥٩) ل : تذكر الحد الأوسط.

(٢٦٠) عشه : الحدود. (٢٦١) عشه ، ل ، ج : بما تحت.

(٢٦٢) ل : متحد به. (٢٦٣) ي : ويتعلق المعقول على نحو ما يتفق لها من رده.

__________________

(٥٩٧) راجع الإشارات : النمط العاشر ، الفصل ١٩ (الشرح : ٣ / ٤٠٨).

(٥٩٩) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٩.


العالم (٢٦٤) ـ وهو عالم اتّصال النفس بالمبادي التي فيها هيئة الوجود كلّه ، فتنتقش به ، فلا تحتاج أن تفعل فعلا من فكر أو ذكر لتنال به كمالا ، بل (٢٦٥) تنتقش بنقش (٢٦٦) الوجود كلّه ، فلا تحتاج إلى طلب نقش آخر (٢٦٧) ، فما شرح الحال فيه؟

(٦٠٠) ج ـ الحدود الوسطى وما يجري مجراها ليس تحصيلها [بالفكر علي سبيل] (٢٦٨) تحصيل الشيء المعلوم المكان والطريق ، بل علي سبيل إعداد شركة لاقتناص ما يتّفق طيرانه بقرب المكمن (٢٦٩) ، والتعليم المورد في كتاب القياسات هو تعليم الإعداد للشرك (٢٧٠) والمقارنة (٢٧١) من موضع الرجاء ، ولو كان على السبيل (٢٧٢) الاولى لوصل إلى الحدود الوسطى متى شيء ، بل كان الفكر ضرب من التضرع المعدّ للإجابة أو القبول للفيض (٢٧٣) المناسب للمتمثل في الذهن من الطرفين وما يشبههما ، وأنما تجيء الحدود (٢٧٤) الوسطى من الفيض الإلهي ، [وربما جاءت حدسا من غير تقليب الفكر للمناسبات ،] (٢٧٥) وربما جاءت من غير التفات أيضا إلى الطرفين.

(٦٠١) وكلما كانت النفس أقل مسافرة في بقاع المعقولات كان اقتناص الحدود الوسطى وما يشبهها أقل ، وكلما كانت أدرب بتلك المسافرة كان اقتناصها أكثر وطلوعها على النفس أسهل ، وهذا العوق ليس إلا من جانب البدن ، فيرجى إذا كمل الاستعداد وزال (٢٧٦) العوق أن تكون في غاية السهولة.

وليس هذا الاقتناص إلا ضربا من اتّصال النفس (٢٧٧) بالمبادي ، وقد يتيسّر للنفس الواحدة أن تلحظ عدة أوساط معا ، فلا تستبعد أن تكون للنفس السعيدة

__________________

(٢٦٤) «العالم» ساقطة من ل.

(٢٦٥) «بل» ساقطة من ل.

(٢٦٦) عشه ، ل : «بنقش» غير موجود فى عشه ، ل.

(٢٦٧) عشه ، ل : فلا يحتاج إلى طلب (ل+ شيء) آخر.

(٢٦٨) ساقطة من عشه.

(٢٦٩) ج ، د ، م : الممكن.

(٢٧٠) عش ، ل : للشركه.

(٢٧١) ع ، ل خ : المقاربة.

(٢٧٢) ل : سبيل. (٢٧٣) ل : للقبض.

(٢٧٤) ج : وانما يجد بالحدود.

(٢٧٥) ساقطة من ج. (٢٧٦) ج : وزوال.

(٢٧٧) عشه : الاتصال للنفس.


اتّصال بالمفارق غير محجوب ، لأن الحجاب إما لفقد الاستعداد ، وإما للعائق.

وأما الجوهر (٢٧٨) المنفعل (٢٧٩) والجوهر الفاعل فلا يقتضيان الحجب ، وإذا لم يقع عوق (٢٨٠) وقع الاتصال التام فقبل مثل نقشه.

(٦٠٢) س ـ ما معنى اكتساب الهيئة الاذعانية والاستعلائية؟ وكيف زوال الهيئات (٢٨١) الرديّة عن النفس بعد المفارقة (٢٨٢)؟ فإنه يظنّ أن بطلانها لا يكون إلا بالبدن ، كما أن حدوثها لا يكون إلا به.

ثم لا يخلو سبب عدم تلك الهيئات إما أن تكون هيئة النفس بطبيعتها أو بعض الأسباب الثابتة ، (٢٨٣) ولو كان كذلك لما احتيج إلى تزكيتها (٢٨٤) في البدن ، بل تكون كما تفارق وتتجرد تتخلص عن تلك الرداءات (٢٨٥) ، وتكون سواء وسخها و (٢٨٦) نقاؤها عند المفارقة.

وإما أن يكون سبب عدم تلك الهيئات من الأسباب المتجددة (٢٨٧) ـ كتناسخ أو تجدد حركات سمائية ؛ والتناسخ باطل ، فيجب (٢٨٨) أن يكون الشيء البريء عن المادة متأثّرا عن الحركات السمائية (٢٨٩) الجسمانيّة من غير توسط مادة.

(٦٠٣) ج ـ نجد للنفس التي لنا حالتي صعوبة مساعدة للشهوة والغضب (٢٩٠) وسهولة مساعدة ، ونجد أعمالا من الأعمال تزيد في ذلك واخرى تزيد في هذه ، ولو كانت إحداهما للنفس بذاتها (٢٩١) لزمته (٢٩٢) هي واتفقت في كل نفس ؛ فإذن هي مكتسبة ، وإنما اكتسابها بمزاولة أوهام البدن وأعماله وأفعاله.

__________________

(٢٧٨) ل : للجوهر. (٢٧٩) ج : المتعقل.

(٢٨٠) ل ، عشه : العوق. (٢٨١) ج : الهيئة.

(٢٨٢) «المفارقة» غير موجود في عشه.

(٢٨٣) عش : البائنة ، ه : الثانية. ل مهملة.

(٢٨٤) عشه : تركيبها. (٢٨٥) ع ، ه ، ل : الردات. ش : الرداءة.

(٢٨٦) عشه ، ل : أو. (٢٨٧) ل ، ع ، ج : المتحددة.

(٢٨٨) عشه : والتناسخ باطل وباطل أن يكون ..

(٢٨٩) «السمائية» ساقطة من عشه.

(٢٩٠) «والغضب» ساقطة من ج.

(٢٩١) ج : بذواتها. (٢٩٢) عشه ، ل : للزمته ، ل خ : لزمته.

__________________

(٦٠٢) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٣ ، ص ١٩٧.


وإلى هذا القدر نعلم من طريق الإنّ ، فأما (٢٩٣) الظن بأن بطلانها (٢٩٤) [٥٠ ب] يكون بسبب البدن ـ كما أن حدوثها بسببه فظاهره غير ملائم للوجود ، فإن شيئا واحدا لا يكون سببا لحدوث شيء ولبطلانه معا إلا على أحد وجهين (٢٩٥) : أحدهما أن يكون وجوده سببا للأول وبطلانه (٢٩٦) سببا للآخر ـ وبهذا الوجه فيجب أن يكون فقدان البدن سببا للزوال ـ والآخر أن يكون هو سببا للأمرين بحالين ، مثل الماء إذا سخن سخن ، وإذا برد برد وأبطل السخونة.

(٦٠٤) وقد يجوز أن يكون البدن (٢٩٧) سببا للأمرين من وجهين (٢٩٨) ، لكن ليس ذلك بواجب ، لأنك إذا حقّقت وجدت الفاعل للهيئة ليس هو البدن ـ بل هو معدّ ، والهيئة واردة من خارج ، فإن الهيآت الجيّدة والرديّة تتبع الاستعدادات وترد من خارج ـ وفي هذا كلام طويل ليس يخفى على من يبحث هذا البحث.

(٦٠٥) وهذه الهيآت قابلة للأشدّ والأضعف (٢٩٩) ، وهي مما يتكوّن قليلا قليلا ، ثم ينمي مع تكثّر (٣٠٠) الأفعال ويضعف مع فقد (٣٠١) الأفعال وليست مما يكوّن دفعة ، ولا مما يفقد دفعة ، ومن منمياتها (٣٠٢) الفكر فيها (٣٠٣) وإثارة (٣٠٤) الشوق إليها وإن لم يكن فعل بدني حركي (٣٠٥) ، والفيض الإلهي فاسخ (٣٠٦) للعقود الردية ، غاسل للأوساخ (٣٠٧) الخبيثة طبعا ، إلا أن يكون عائق من فقد الاستعداد ، والاستعداد للضد بمقاوم يفعل الضد (٣٠٨) ، فإذا لم تكن المنميات المذكورة والمقاومات الحافظة للاستعداد الردي الخبيث ، وجب الغسل وتبديل الإعداد ، ولم يجب الغسل بالكليّة حتى لا يبقى أصلا أثر ، بل وجب الغسل للمبلغ من حيث هو مبلغ ، ثم يستمرّ به الانغسال (٣٠٩) قليلا قليلا ، فإن مثل هذا بالكثرة (٣١٠)

__________________

(٢٩٣) ج : آما. (٢٩٤) ل : بطلانه.

(٢٩٥) عشه : الوجهين. (٢٩٦) ى : وفقدانه. (٢٩٧) «البدن» ساقطة من ل ،

(٢٩٨) ج : جهتين. (٢٩٩) ج : للاشتداد والضعف.

(٣٠٠) عشه ، ل : تكرر.

(٣٠١) عشه ، ج : فقدان.

(٣٠٢) ب : متمياتها. (٣٠٣) «فيها» ساقطة من عشه.

(٣٠٤) ب : إنارة. (٣٠٥) عشه : تحركي.

(٣٠٦) عشه ، ل : ناسخ.

(٣٠٧) ل : الأوساخ. (٣٠٨) عشه : يقاوم بفعل الضد.

(٣٠٩) عشه ، ل : يستمر الانعسال. (٣١٠) ل : مثل هذه الكثرة.


والمبلغ أقبل للتأثير من القلّة ، أعني به (٣١١) انكسار الكثرة أسهل من الإزالة ، فكان (٣١٢) الضعف هاهنا في جانب الزيادة ، أي أن يصير (٣١٣) أضعف أسهل من أن لا تبقى قلة ـ أي أن يبطل كونه كثيرا ، أسهل من أن لا تبقى قلة.

ومثل هذا فإنما يبطله السبب قليلا قليلا (٣١٤) ، وذلك زماني ويستعين بالعرض لفقد (٣١٥) المنميات التي لو كانت (٣١٦) لعوقت تعويقا تامّا أو غير تامّ.

(٦٠٦) ثم مع ذلك فليس يمتنع عندي [٥١ آ] أن يستعين المفارق في ذلك بجسم من السمائية وبضرب من التخيل للأضداد ، كما أن الفكر فيها وتشوقها قد كان من المنميات ، كذلك أضدادها من التخيل قد يكون من الممحقات ، ثم يجوز أن يكون هناك معاونات خفيّة (٣١٧) علينا من امور روحانية و (٣١٨) قوى نفسانية سمائية ، فإن أكثر أمر (٣١٩) الآخرة خفيّ علينا.

وبالجملة فإنه إنما لا يجب (٣٢٠) بطلانه دفعة ، لأن المادة لا تكون مستعدة أول الأمر لقبول تأثير الغسل التامّ ، بل للكسر (٣٢١) ، فكما قلّت حدث استعداد آخر ، وقوى عليه الغاسل أكثر ، (٣٢٢) وكذلك على تدريج الانفعال إلى أن يفقد ، وكل ما يقبل الأشدّ والأضعف فليس انفعاله في الاستحالة على هيئة واحدة ، سواء كان شديد المقاومة أو ضعيف المقاومة ، بل يكون ضرورة في زمان ـ فربما أسرع وربما أبطأ ـ تعلم هذا من اصول طبيعيّة (٣٢٣) في أمثال هذه المسألة.

(٦٠٧) س غ ـ على أيّ وجه تستكمل النفس بالبدن والحواس استكمالا ما (٣٢٤) ، حتى تستعدّ لقبول الكمال من العقل (٣٢٥)؟ ـ أعني كيف تصير بمطالعة المحسوسات مهيّأة لقبول فيض من فوق؟ ـ وبالجملة كيف يصحّ أن تستكمل

__________________

(٣١١) عشه ، ل : أعني انكسار. (٣١٢) ل : وكان.

(٣١٣) عشه ، ل : أى يصير. (٣١٤) عشه : السبب قليلا.

(٣١٥) عشه ، ل : بفقد. (٣١٦) ج : لو بقيت.

(٣١٧) ل : معاوق خفية. عشه : معاوق خفيّ.

(٣١٨) عشه ، ل : أو. (٣١٩) عشه : أكثر أمور الآخرة. ل : أكثر الآخرة.

(٣٢٠) ج : انما يجب بطلانه. ه : انما يجب بطلانها.

(٣٢١) ج : للكثرة.

(٣٢٢) عشه : اكد. (٣٢٣) عش : الاصول الطبيعية.

(٣٢٤) «ما» ساقطة من عشه. (٣٢٥) ى : العقل الفعال.


وتشرف بما هو أخسّ منه؟ (٣٢٦) فإن كونه مستعدّا حالة شريفة صارت النفس بها أشرف [منها وهي غير مستعدة] (٣٢٧).

(٦٠٨) ج ـ هذه المعاني يصعب علينا اعتبارها ببرهان لم بسبب قصور أفهامنا ـ ليس بسبب الأمر في نفسه ـ وإنما نصير إلى إثبات الأحكام فيها من جهة الوجود وطريق الإنّ ، وحينئذ نتأمّل أيضا المقدمات الداعية إلى القول بنقائضها فنفسخها ، وقد وجدنا الاعتبار الحسي مبدء الأحكام عقليّة. فإما أن يكون من شأن (٣٢٨) وجود ماهيات ما [٣٢٤ («ما» ساقطة من عشه)] في الحس مخلوطة أن يفعل في العقل تلك الماهيات مقشّرة ، وإما أن يعدّ لقبول تلك الماهيات مقشّرة من مباد اخر.

وكذلك الحال في الهيآت (٣٢٩) التي تحصل للنفس (٣٣٠) من مزاولة أفعال بدنية ، والفكر على وجه الرغبة (٣٣١) فيها ، وتفصيل الأمر في أن الحق أيّ الاثنين [٥١ ب] هو (٣٣٢) صعب وليس ممّا لا يتوصل (٣٣٣) إليه بطلب الفكر.

(٦٠٩) وأما أن الأخسّ كيف يفعل في الأشرف؟ فكما تفعل (٣٣٤) الصورة المادية في الحسّ ، والصورة الحسيّة في الخيال ، وكما تذهل الشهوة عن الغضب ، وكما يذهل (٣٣٥) الحسّ عن العقل ، وليس يتعلّق الفعل والانفعال [بتميز الفاعل بشرفه عن المنفعل] (٣٣٦) ، ولو كان كذلك لما فعل السمّ في الحيوانات (٣٣٧) ، بل يتعلّق بقوى الفعل والانفعال.

(٦١٠) وأما أن الشيء أشرف جوهرا من حيث اعتبار آخر فلا مدخل (٣٣٨) له في الفعل والانفعال ، وكثير من الأمور الشريفة مباديها وأسبابها امور خسيسة.

تأمّل الكائنات (٣٣٩) ؛ وهذا الضرب من الكلام ـ المبنيّ على الشرف والضعة ـ إما

__________________

(٣٢٦) عشه ، ل : منها.

(٣٢٧) عشه ، ل : وهي مستعدة.

(٣٢٨) ج : شاهد. (٣٢٩) ل : الماهيات.

(٣٣٠) عش : النفس. (٣٣١) عشه : والفكر في الرغبة.

(٣٣٢) عشه : أى الأمرين هو هو. ل : أي الاثنين هو هو. ج : اى الاثنين صعب.

(٣٣٣) عشه : مما يتوصل. (٣٣٤) عشه : كما تفعل.

(٣٣٥) عش : الغضب كما يذهل. ج : الغضب ويذهل.

(٣٣٦) ى : بتمايز الفعل عن المنفعل بشرفه.

(٣٣٧) ل ، عشه : الحيوان.

(٣٣٨) ب ، د ، م : فلا يدخل.

(٣٣٩) ى : تأمل الحال في الكائنات.


خطابيّ وإما جدليّ إن كان أقوى ، ولعل النفس من حيث هي مستعدة أخسّ من غيرها من حيث هي تلك بالفعل ؛ وليس يبعد أن يكون الشيء في جوهره أشرف من غيره ثم يكون بحال من أحواله أخسّ ـ سواء كان لازما أو لا حقا عرضيا ـ.

وبالجملة فإن الشيء من حيث هو مستعد إنما يشرف بما (٣٤٠) هو مستعد لأمر أخس ويغلبه باستعداده ، وأما بمقايسة (٣٤١) إلى شيء بالفعل فلعله يكون أخسّ منه من حيث لذلك (٣٤٢) كماله بالفعل ، ولهذا كماله بالقوة ـ وإن كان الكمالات (٣٤٣) والنسبة إليهما بالعكس.

(٦١١) س ـ لم يجب أن يعقل البسيط ما يلزم ذاته من مباديه ـ إن كانت له مباد ـ وأن يعقل تواليه؟

(٦١٢) ج ـ (٣٤٤) أما اللوازم فيجب أن تعلم أن بعضها لوازم من غير شرط خارجي ، وبعضها لوازم بشرط خارجي.

مثال الأول كون المثلّث المتساوي الضلعين (٣٤٥) متساوي الزاويتين ، ولعل هذا (٣٤٦) ينحصر للأشياء في حد محدود.

ومثال الثاني كون المثلث متساوي (٣٤٨) الزوايا لقائمتين ومناصف الزوايا لأربع ، [ومثلها إلى غير النهاية] (٣٤٩) ، وهذه بشرط اعتبار المعتبر ؛ وأمّا أن يكون

__________________

(٣٤٠) ع ، ه : ما.

(٣٤١) ل ، عشه ، ج ، ى : بمقايسته.

(٣٤٢) ج ، م : كذلك ، ل : اراك.

(٣٤٣) عش ، ى : الكمالان.

(٣٤٤) في ي السؤال هكذا : لم يجب في البسيط أن يكون عقلا ، وأن يعقل ذاته ، وأن يكون يعقل ما يلزم ذاته من مبادئه ... والجواب هكذا : من خطه أما أنه لم يكون البسيط المجرد عقلا ، وبأي تجريد يكون ولم يعقل ذاته ؛ فقد كتب في مباحثات الصديق ما فيه كفاية. وأما اللوازم ...

(٣٤٥) عشه : الساقين.

(٣٤٦) ل : هذه. (٣٤٨) ل : ومساوى.

(٣٤٩) ب ، م ، د ، ل : ومثالها ليست إلى غير النهاية. ل خ : مثالها الى غير النهاية.

__________________

(٦١١) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٨ ، ص ٣٦٢.


هناك مساواة [من زواياها [٥٢ آ] لزواياها موجودة ، أو مقادير اخرى] (٣٥٠) فليس ، وإنما الموجود هو كونه بحالة هو بها بحيث (٣٥١) إذا فعل به كذا كان كذا ، وهو كونه مثلّثا ، وكونه مثلّثا هو بحيث يتهيّأ لاعتبارات لا نهاية لها.

وأما الصفات الموجودة فيه فغير أمثال هذه الصفات التي تتبع الاعتبارات ، وكونها معقولة من صفاتها (٣٥٢) الموجودة لذاتها لا للاعتبارية (٣٥٣) ، ويكون من لوازمها ليست من مقومات ذاتها ، وليس (٣٥٤) كون هذه الصفات معقولة إلا كونها موجودة فيما يوجد فيه المجرد عن المادة.

س ـ العقل الهيولاني والعقل بالملكة ليست قوي قائمة بذواتها ، بل العقل يقع عليها باشتراك الاسم.

(٦١٣) لم يجب أن يتوسط بين الأول وبين الموجودات تعقّله لها حتى يجب بتعقله (٣٥٥)؟

ولم لا يكفي ذاته في صدور الأشياء عنه كما كفت في كونها ممكنة عنه؟

(٦١٤) وأما (٣٥٦) تأثير التعقل في المتوسط (٣٥٧) ـ لا سيّما وقد علم أن ما أمكن وجوده عن الأول فيجب أن يوجد عنه ـ لا ينتظر به شيء آخر.

وإذا (٣٥٨) صحّ أن للأول (٣٥٩) صفات لازمة لذاته ، وصحّ أنه مبدء الموجودات الخارجة عنه ، وصحّ أنه لا يلزمه في بساطته إلا واحد ؛ كان من الواجب أن يكون

__________________

(٣٥٠) ل : من زواياها لزوايا موجود ما ومقادير اخرى. عشه : من زواياه لزوايا موجودة أو مقادير اخر.

(٣٥١) ل : محيث.

(٣٥٢) عشه : معلولة من صفاته ، ل : معلولة من صفاتها.

(٣٥٣) ل ، عشه : لا الاعتبارية.

(٣٥٤) عشه : وليست.

(٣٥٥) عشه ، ل : بتعقله لها.

(٣٥٦) عشه ، ى : وما. (٣٥٧) عشه ، ل : التوسط. ى : الوسط.

(٣٥٨) ع ، ل : إذا. ى+ الجواب من خطه إذا.

(٣٥٩) ل : الأول.

__________________

(٦١٣) راجع الشفاء : الإلهيات ، الصفحة السابقة. أيضا الرقم (٨٦٦).


أحد اللازمين قبل الآخر ، وليس بمسلّم أن كلّ ما أمكن وجوده عن الأول فيجب أن يوجد (٣٦٠) بلا انتظار شيء آخر ؛ بل ما أمكن وجوده عن ذاته بلا واسطة ـ وهي صفات ذاته التي لما كانت غير مباينة لذاته كانت معقولات بالفعل. فإذا كانت الصورة هذه و (٣٦١) وجب عقله لذاته ولكونه مبدء في هويّته للأشياء ، وكون الأشياء الممكنة متعلّقة به ومبدء (٣٦٢) معقولة ، وكونه عاقلا لها صفة له له كان (٣٦٣) كونه عاقلا نفسه من شأنها أن يكون علة لشيء آخر به يصير مبدأ بالفعل له.

(٦١٥) الإمكان من لوازم الماهيّة تقتضيها كما تقتضي أشياء كثيرة ، مثل ما يقتضي المثلّث كون زواياه مساوية لقائمتين ، وكما تقتضي الماهية أجزاءها ، فإذا وجدت الماهية [٥٢ ب] التي لا يسبقها إمكانها وجد لها ذلك الإمكان من حيث هو موجود (٣٦٤) ـ لا من حيث هو مقتضى الماهية [والشيء من حيث هو موجود غيره من حيث هو مقتضى الماهية] (٣٦٥).

فأما إن كان إمكانها يسبقها فوجوده بماهيّتها ـ وهذا سرّ ـ. ويكاد يكون (٣٦٦) لما يسبقه ماهيته إمكانان (٣٦٧)

(٦١٦) [الأول إن كان يعقل غيره كان ذلك منعتا (٣٦٨) له ، فأن لا يبصر بعض الأشياء خير من أن يبصر (٣٦٩)] (٣٧٠).

__________________

(٣٦٠) عشه : أن يوجد عنه.

(٣٦١) الواو ساقطة من ل. (٣٦٢) ى ، عشه ، ل : وهذا.

(٣٦٣) ب ، م ، د : صفة لو كان.

(٣٦٤) ل : من حيث موجود.

(٣٦٥) غير موجود في عشه ، ل.

(٣٦٦) ل : أن يكون.

(٣٦٧) عشه : امكان.

(٣٦٨) ل ، عشه ، ى : متعبا.

(٣٦٩) عشه ، ل : يبصره.

(٣٧٠) ى : بيان ما ذكره أرسطاطاليس إن الأول إن كان يعقل غيره كان ذلك متعبا له. وبيان من أنه لا يبصر بعض الأشياء فهو خير له من أن يبصر. الجواب من خطه.

__________________

(٦١٥) سيتكرر هذا الجواب مع السؤال المتعلق به في الرقم (٨٦٧)


(٣٧١) يريد بذلك إن كان يعقل غيره على سبيل انتقال من معقول إلى معقول فهو أمر غير ذاتي له (٣٧٢) ، بل على سبيل الانفعال (٣٧٣) بأمر (٣٧٤) خارج.

والفصل الأخير (٣٧٥) لعله يعني به الجزئيات (٣٧٦) من حيث هي جزئية ، ويكون منعقلها (٣٧٧) متجدد (٣٧٨) الحال إذا عقلها من حيث هي جزئية ، وإدراك أمثال (٣٧٩) هذه الأشياء أخسّ من لا إدراكها ، فإنه ليس الشرف للإدراك من حيث هو إدراك (٣٨٠)

التعب ألم أثاره حركة غير طبيعية ، والألم إدراك لأمر غير مناسب للطبيعة والانفعال غير مناسب للطبيعة. (٣٨١)

(٦١٧) [من أين وقع اختلاف المفارقات في ذواتها ودرجاتها وكمالاتها حتى انتهى إلي النفس الإنسانية التي لا كمال لها بالفعل ، وهل يحتاج بعد كون الذات مفارقة للمادة إلي شيء آخر به تصير عاقلة أو معقولة (٣٨٢)] (٣٨٣)؟

(٦١٨) ج ـ الامور المفارقة قوى وماهيات مختلفة تصدر (٣٨٤) عنها أفعال مختلفة تشترك في لازم وعارض (٣٨٥) ، وهو أنها مجردة عن الماهية (٣٨٦) [ولواحقها المانعة عن أن يكون الشيء معقولا ، وكما علم في مواضع اخر اشتراك القوى والماهيات ـ بل الجواهر والأعراض ـ في امور لازمة وعارضة] (٣٨٧) ـ.

__________________

(٣٧١) ل+ شرح تفسيره.

(٣٧٢) «له» ساقطة من عشه ، وفي ل أيضا مستدرك بعد.

(٣٧٣) ى : الانتقال.

(٣٧٤) عشه : من.

(٣٧٥) ل : والفضل الآخر. ى ، عشه : والفصل الآخر.

(٣٧٦) عشه : لعله يعتريه الجزئيات.

(٣٧٧) عش ، خ ل : تعقلها ، ل ، ه : تعلقها. ى : متعلقها.

(٣٧٨) ل :؟؟؟ دد. عشه ، ل خ : بتجرد.

(٣٧٩) عش : وادراكه لامثال ، ه : وادراكه الأمثال

(٣٨٠) ى+ كما في البصر والعقل.

(٣٨١) ل : للطبيعة الأول. ى : لطبيعة الواجب الوجود. عشه : لطبيعة الأول.

(٣٨٢) ج : عاقلا أو معقولا

(٣٨٣) غير موجودة في عشه.

(٣٨٤) «تصدر» ساقطة من عشه.

(٣٨٥) ج : لازم عارض. (٣٨٦) عشه ، ل : المادة.

(٣٨٧) ساقطة من عشه. وفى ل أيضا كتب فوقها علامة «ح ... الى».


[والقوي والأحوال غير المفارقة] (٣٨٨) هي (٣٨٩) ماهيات مختلفة قد تصدر عنها أفعال مختلفة تشترك في أنها غير مجردة ، [وهو لازم] (٣٩٠) تتبع ماهيتها (٣٩١).

والاختلاف قد يقع لماهية (٣٩٢) الأشياء المختلفة ، وقد يقع لأسباب خارجة ، فيكون في اللواحق لا في الماهية.

(٦١٩) [ويجب أن يسأل : من أين يقع الاختلاف في الأشياء التي تتّفق في الماهية] (٣٩٣) الخاصّة أو المشتركة ، فيطلب علل اختلافها ، وأما (٣٩٤) الأشياء المختلفة في ذواتها لذواتها ـ المتفقة في لوازم (٣٩٥) لها وتوابع للذات ـ فلا يسئل عن علل اختلافها ، لا سيّما إذا لم تكن مركبة من أجناس وفصول ، فتكون أجناسها طبيعة متفقة عرض لها بالفصول اختلاف ، فتطلب فصولها ولا تطلب علل لحوق الفصول [٥٣ آ] لطبيعتها المشتركة ؛ لأن الأجناس توابع للفصول (٣٩٦) كما أن اللوازم توابع (٣٩٧) للماهيات ، وإنما يسأل عن اختلاف يقع بعد الاتفاق (٣٩٨) ، وهذه الاختلافات جاءت قبل الاتفاق فتبعتها (٣٩٩) طبائع اللوازم التي اتّفقت فيها.

(٦٢٠) س ـ كيف يصح أن يحصل للنفس معلومات غير متناهية لها ترتيب لا محالة ، فإنها متأدية عن أسباب بعد أسباب علي ترتيب ، لا سيّما وقد حكم في بعض المواضع أنه ليس للواحد البسيط نسبة إلي كثرة بوجه من الوجوه تكون معا لا ترتيب فيه (٤٠٠) بل إنما يعقل (٤٠١) الماهيّة الثانية بسبب أنها

__________________

(٣٨٨) ى : وكذلك القوى والأحوال الغير المفارقة.

(٣٨٩) «هى» غير موجودة في ل ، عشه.

(٣٩٠) ى : عن المادة ، ولواحقها. أيضا.

(٣٩١) عشه ، ى : ماهياتها.

(٣٩٢) ل ، ج : بماهية.

(٣٩٣) ساقطة من د ، م ، ج.

(٣٩٤) عشه : فأما. (٣٩٥) عشه : لازم.

(٣٩٦) عشه : الفصول. (٣٩٧) عشه : تابع.

(٣٩٨) عشه : يقع الاتفاق. ج : يقع بعد هذا الاتفاق.

(٣٩٩) عشه ، ل : فتبعها. ج : فيتبعها.

(٤٠٠) عشه : لا ترتيب له. (٤٠١) ج : يفعل.

__________________

(٦٢٠) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٩٢.


تلزم (٤٠٢) الماهية الاولى ، وأما من حيث لا يلازم فيها فلا يعقل تفاريق متكثرة لا ينتظم بينها نظام واحد (٤٠٣).

(٦٢١) الحق أنه لا يعقل تفاريق مختلفة ـ العقل الحقيقي ـ إلا (٤٠٤) بالنسبة إلى واحد وعلى نظم يرفعه إليه (٤٠٥) ، ثم يجوز أن يكون نظمان أو ثلاثة يرتفع إليه باختلاف وقوع النسبة بين أجزاء الكثرة المنشعبة (٤٠٦) على نظام محدود عن مبدء واحد ، لكن قد يعرض الخروج عن النظام من سببين (٤٠٧) ، وذانك فينا :

أحدهما اختلاف طريقي برهان «لم» وما أشبهه (٤٠٨) ، وبرهان «إن» وما يشبهه (٤٠٩).

والثاني (٤١٠) أنا نأخذ مبادي كثيرة من الحسّ وما يجري مجرى الحسّ.

(٦٢٢) ولعلّ الطريقين (٤١١) إذا استعمل فيهما التحليل التامّ طريق واحد ـ وإن كان ليس كل «برهان إنّ» فمقدماته حسيّة أو اعتبارية ، فإن كان «أ» يوجب «ب» و «ب» يوجب «ج» و «ج» يوجب «د» ، وأيضا «ب» بوجه من الوجوه يوجب من جهة «ه» و «ج» يوجب من جهة «ز» (٤١٢) أمكن أن يركب (٤١٣) هذا النظام بذلك النظام ، فيحدث [نظام آخر إضافي هو عقل] (٤١٤) صرف أيضا ـ ليس على أحد الوجهين المذكورين ـ أو ثالث إن كان لهما ثالث.

ولعل هذا الثالث هو أن من (٤١٥) اللواحق ما لا تكون موجودة للشيء (٤١٦) بالفعل ، بل إذا [٥٣ ب] اعتبر و (٤١٧) اضيف في الاعتبار إلى غيره ، فيكون حينئذ

__________________

(٤٠٢) عشه : تلزم عن الماهية.

(٤٠٣) «واحد» ساقطة من عشه. (٤٠٤) ى : الاولى.

(٤٠٥) د م ، ج : يوقعه ، وفى ب أيضا متشابه.

(٤٠٦) ش ، ه : التبعية. ع : السعمه (كذا).

(٤٠٧) عشه : النظام بشيئين.

(٤٠٨) ل : وما يشبهه ، عشه : وما يشبهها.

(٤٠٩) عشه : وما يشبهها. ج : وما اشبهه.

(٤١٠) «الثاني» ساقطة من عشه.

(٤١١) ل : الطريقان. (٤١٢) عش : يوجب جهة د.

(٤١٣) عشه ، ل : أن يتركب. (٤١٤) عشه ، ل : نظام آخر أيضا في آخر هو عقل.

(٤١٥) عشه : هو من اللواحق. (٤١٦) ل : موجود للشيء. ج : موجودا للشيء عشه : للشيء موجودا.

(٤١٧) اعتبر وساقط من عشه.


هي اللواحق التي هي بالقوة غير متناهية ، كما أن لواحق زوايا المثلث بالقياس إلى تضعيف القائمتين إلى غير نهاية غير متناهية.

وإن كان لهذه اللواحق نظام أيضا (٤١٨) في القوة ـ كما لتلك بالفعل ـ فيكون هذا مبدء آخر ثالثا.

(٦٢٣) س ط ـ حقيقة واحدة ومعنى واحد لا يوجد لشيء واحد مرتين (٤١٩) ونحن إذا عقلنا أنفسنا أو نفس زيد أو النفس على الإطلاق فإنه لا تحصل لنا صورة النفس مرة اخرى ، بل إنما (٤٢٠) تختلف بالأعراض ؛ ويلزم هذا أشياء :

منها (٤٢١) أني في حال ما أعقل «نفس زيد» إما أن لا أعقل نفسي ، أو أعقل نفسي ونفس غيري ، فأكون «أنا» في حالة واحدة «أنا وغيري» جميعا ـ إذ صورة النفس مرة (٤٢٢) واحدة تكتنفها أعراضي وأعراض غيري.

(٦٢٤) نفس زيد من حيث هي (٤٢٣) جزئية لا تعقل ، بل تتخيّل بجزء من آلة التخيّل ، وإذا اخذت (٤٢٤) من حيث خواصّها تكون في حكم الكلي ، لكن أخصّ من النفس التي هي على الإطلاق ، [والنفس على الإطلاق] (٤٢٥) جزء صورة نفسي ، وجزء صورة نفس أخصّ من النفس مطلقا بخواصّها ، وهي وحدها معنى النفس مطلقا.

ومن حيث يحتمل أن تقال على كثيرين فهي نفس كلّية عامة ، ومن حيث

__________________

(٤١٨) «أيضا» ساقطة من عشه.

(٤١٩) عشه : مرتين لشيء واحد.

(٤٢٠) ل : انا.

(٤٢١) ل : فمنها.

(٤٢٢) «مرة» ساقطة من عشه.

(٤٢٣) عش ، ج : هو.

(٤٢٤) «اخذت» ساقطة من عشه.

(٤٢٥) ساقطة من ج.

__________________

(٦٢٣) قال في الشفاء (النفس ، م ٥ ، ف ٥ ، ص ٢١٠) : إن السابق من هذه إذا أفاد النفس صورة الإنسانية ، فإن الثاني لا يفيد شيئا البتة ، بل يكون المعنى المنطبع منهما في النفس واحدا».


عدد (٤٢٦) من الخواصّ نفس زيد ـ لا من حيث هي جزئية ـ ومن حيث (٤٢٧) خواص اخرى نفسي أنا ، وتكون هي نفسي لا بجميع ما قارنها ـ بل ببعضها ـ وتكون بالجميع نفسي مصورة بصورها ، وتكون ببعض عوارض نفسي مقيدة (٤٢٨) لازمة لها في وجود خارج لزوم المشخّص (٤٢٩) نفس زيد مأخوذة كليّة ـ لا من حيث جزئيتها.

(٦٢٥) س ـ و (٤٣٠) إذا عقلت النفس (٤٣١) بالمعنى العام أكون حينئذ نفسا على الإطلاق ـ لا نفسا مخصصة شخصيّة ـ فأكون كل نفس إذن؟

ج ـ فرق بين المطلقة المعتبرة بذاتها وبين الكلية ؛ فإن (٤٣٢) الكلية التي تقال على كل نفس لها اعتبار آخر ، واحدهما جزء نفسي (٤٣٣) والآخر ليس.

(٦٢٦) س ـ سئل بعده : [٥٤ ب] وكيف إدراكي (٤٣٤) المعنى العام من النفس وأنا أكون في تلك الحالة أشعر أيضا بنفسي الشخصية؟

ج ط ـ [لا مانع عن أن يشعر] (٤٣٥) بشيء وبجزئيه (٤٣٦)

(٦٢٧) ما (٤٣٧) بيان ما أخذوه مسلما من أن كل حركة تحتاج إلى محرك خاصّ من المحركات المفارقة؟ ـ لأنه يظنّ أنه يجوز أن يكون المشتهى الواحد يحرك كثيرين ـ.

__________________

(٤٢٦) عشه : ومن حيث تجدد

(٤٢٧) ل : ومن حيث هي خواصّ.

(٤٢٨) ل : مفيدة.

(٤٢٩) عشه : الشخص.

(٤٣٠) الواو ساقطة من عشه.

(٤٣١) عشه ، ل : نفسى.

(٤٣٢) عش : بأن.

(٤٣٣) عشه : نفس.

(٤٣٤) عشه : ل : يدرك.

(٤٣٥) عشه ، ل : كما يمكن أن يشعر.

(٤٣٦) ى : وتجزئته ، عشه ، ل : وبجزئه ، ج : وتجزؤه.

(٤٣٧) «ما» ساقطة من عشه ، ل.

__________________

(٦٢٥) السؤال الثاني على الرقم (٦٢٣).

(٦٢٦) السؤال الثالث على الرقم (٦٢٣).


(٦٢٨) المشتهى الواحد يحرك بالإرادة (٤٣٨) تحريكا متشابها ، وأمّا الطبيعة فتحركها بحسب ما تحتمل ، وإذ اختلفت الحركات الإراديّة فالمحرك (٤٣٩) غير واحد وكثرة المحركات المفارقة لم تثبت من هذه الجهة فقط ، بل من (٤٤٠) جهة أن المبدأ الأول لا يكون القريب منه إلا واحدا (٤٤١) ، فإن كان جسما لم يتكوّن من الجسم جسم (٤٤٢) ، وإن كانت صورة جسمانية لم يتكون من صورة جسمانية جسم ولا صورة جسمانية ـ قد بيّن (٤٤٣) ذلك ـ فبقي أن يكون مفارقا يكوّن عنه جسم ، والجسم الآخر يكون عن (٤٤٤) مفارق آخر ويجب أن يستند إلى الاولى (٤٤٥).

ويعتبر في هذه الأشياء غير برهان «إن» وغير (٤٤٦) الاستدلال من الموجود علي ما يجب أن يكون عليه الأمر السابق (٤٤٧)

(٦٢٩) ما بيان أنه يحتاج مع المشتهى المفارق إلى مزاول للحركة؟ إذ الجرم لا يصلح كذلك (٤٤٨)؟

[هذا قد بيّن بأن] (٤٤٩) الأمر الكلّي الواحد لا تحدث عنه جزئيات متجددة (٤٥٠)

(٦٣٠) وأيضا فإن المحرك على أنه مشتهى يحتاج إلى مشته ومتشوق وذلك إرادي ، فقد ثبت أن الحركة السماويّة إرادية ، وأن تلك الإرادة ليست لنفس الحركة. ـ قد بيّن هذا ـ بل لغاية ، والمحرك على أنه مشتهى ليس هو المريد للحركة.

_________________

(٤٣٨) عشه : يحرك تحريكا.

(٤٣٩) ى : فالمتشوق.

(٤٤٠) ى : بل ومن.

(٤٤١) عش : واحد.

(٤٤٢) عش : جسما.

(٤٤٣) عشه : وقد بين.

(٤٤٤) «عن» ساقطة من عشه.

(٤٤٥) عشه ، ل : الأول.

(٤٤٦) ى : وعين.

(٤٤٧) فى ب كتب : «الامر من السابق» ثم خط على «من».

(٤٤٨) عشه ، ل ، ى : لذلك.

(٤٤٩) عشه : هذا شيء قد تبين فان. ل : هذا شيء قد بين بأن.

(٤٥٠) ى+ لينظر في كتاب الشفاء وقد جرد هذا.


(٦٣١) س ـ تتميم (٤٥١) القول في أنه لو كانت (٤٥٢) السماء كثيرة لكانت مباديها كثيرة ـ ولا يجوز ، بل مبدأها واحد ـ فإذن السماء واحدة ، وبيان أنه يجب أن يكون للعالم مع كثرة ما فيه من الأجزاء بدو واحد (٤٥٣) :

أما أن مبدء الوجود كله واحد [٥٤ ب] فذلك مبيّن من طريقة فيغني عن تكلّف غيره.

وإذا كان المبدأ واحدا استحال عنه إلا نظام واحد ، ولأن يستعمل هذا البرهان ـ وهو لمّي ـ أجود من أن يستعمل عكسه الإنّي.

(٦٣٢) (٤٥٤) ما بيان أن كل جسم غير متناه فلا تكون قوته متناهية (٤٥٥)؟

لأن كل جزء منه فله قوة (٤٥٦) بحسبها مقوي عليه وإذا (٤٥٧) أجزاؤه المتساوية غير متناهية (٤٥٨) بالقوة ، فالمقوي عليها بها المتساوي غير متناه بالقوة ، فالمقوى بالقوة لجميع الجسم غير متناه بالقوة. وإنما قلنا : «المتساوي» لأنها إذا كانت إلى الصغر كان الكل المتوهم لها ممكنا أن يكون متناهيا.

* * *

(٦٣٣) س ـ قوله : «الحركة في الزمان كالعشرة الأعراض في العشرية» لأنه عدد لها (٤٥٩)

__________________

(٤٥١) ل : يتمم.

(٤٥٢) عشه : لو كان.

(٤٥٣) عشه : من الا بدو واحد.

(٤٥٤) السؤال وجوابه فى ى هكذا : البيان الحقيقي لأن كل جسم متناه فقوته متناهية وأن كل جسم غير متناه فلا يكون قوته متناهية. الجواب بخطه : أما الأول فقد استقصي فيه في كتاب الشفاء وليس عندي أزيد منه. وأما الآخر فهو مما لا حاجة إليه ؛ ومع ذلك فالأمر فيه سهل ؛ وذلك لان كل جزء منه فله قوة ...

(٤٥٥) ل : غير متناهية.

(٤٥٦) ل ، عشه : قوة و.

(٤٥٧) عشه : وإذ كان ، ل : وإذ.

(٤٥٨) عشه ، : غير متناه.

(٤٥٩) ى+ فالزمان كالبياض والحركة كالأبيض.

__________________

(٦٣٢) الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٣ ، ف ١٠ ، ص ٢٢٥.

(٦٣٣) الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١٣ ، ص ١٧١.


(٦٣٤) س ـ التغير والاستحالة لم لا يجوز أن يكون سببا للزمان.

ج ـ لأنه لا اتصال لهما (٤٦٠) أبدا (٤٦١)

(٦٣٥) س ـ كيف يصير الزمان سببا لاتّصال الحركة؟

ج ـ لأن المتّصل بذاته سبب للمتّصل بغيره ، لأن الكمّ بالذات سبب لاتّصال الحركة.

(٦٣٦) س ـ فرق بين أن نقول : «إن الزمان مقدار (٤٦٢) لكل حركة» وبين أن نقول : «إن الزمان هيئة (٤٦٣) متعلقة بكل حركة» ؛ وأيضا فرق بين أن يقال : «إن ذات الزمان متعلقة بالحركة على سبيل العروض (٤٦٤) لها» ، وبين أن يقال : «إن ذات الحركة متعلق (٤٦٥) بها الزمان ، على سبيل (٤٦٦) أن الزمان يعرض لها».

الأول معناه أن الزمان يتعلق بحركة واحدة في وجودها ثم يقدّر كل حركة.

(٦٣٧) إنما يصير (٤٦٧) المعلول سببا لوجود العلّة في النفس مع استحالة أن يكون المعلول سببا لوجود العلة ، لأن المقدمات هي (٤٦٨) معدات للنفس في (٤٦٩)

__________________

(٤٦٠) ل : لها.

(٤٦١) عشه : لانه لا يصال لها وبدا (كذا). ى+ فإنه اذا انتهى إلى الضد فنى.

(٤٦٢) ى : تعداد.

(٤٦٣) ى : نقول : إن آنيته متعلقة.

(٤٦٤) ى : العرض.

(٤٦٥) عشه ، ل : يتعلق.

(٤٦٦) «سبيل» ساقطة من عشه.

(٤٦٧) عشه : يتيسر.

(٤٦٨) «هي» ساقطة من عشه ،

(٤٦٩) «فى» ساقطة من عشه.

__________________

(٦٣٤) الشفاء : الصفحة السابقة.

(٦٣٥) الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١٣ ، ص ١٦٩.

(٦٣٦) قال في الشفاء : (الفصل السابق ، ص ١٦٧) : «والذي قيل : إنه إن كان للزمان وجود وجب أن يتبع كل حركة زمان ، فتكون كل حركة تستتبع زمانا ـ فالجواب عن ذلك أنه فرق بين أن يقال ...» راجع أيضا الصفحة (١٧٠) منه.

(٦٣٧) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٥ ، ص ٢٠٨. والفصل ٦ ، ص ٢١٣.


قبول النتيجة ، والمعدّ (٤٦٩) لا يجب أن يكون متقدما بالطبع ، والأمر في التذكر (٤٧٠) كذلك.

(٦٣٨) العين إنما لا تدرك المعقولات لا (٤٧١) لأنها عين ـ بل (٤٧٢) لأنها جسم ـ والدليل على ذلك سائر الحواسّ.

(٦٣٩) وجود زيد الجزئي علة لعلمي به فلهذا يبطل مع بطلانه [٥٥ آ] فإن قيل : فهل يعلم الأول أنه الآن معدوم؟

فنقول : إنه يعلم عدمه كما يعلم الآن ، (٤٧٣) فإنه يعلم الآن لا من حيث هو مشار إليه (٤٧٤) ، وهذا كما يقال (٤٧٥) : «إنه هل يعلم أن هذا الآن موجود؟ من حيث هو مشار إليه؟» فيقال : «لا».

(٦٤٠) لا يصح أن تكون القوة معنى فعليا أو وجودا فعليّا.

طبيعة القوة عدمية ، طبيعة الفعل وجودية.

(٦٤١) النفس بعد المفارقة لا شك أنها تشعر بذاتها ، لأن شعورها بذاتها ليست بآلة جسمانية ، فيكون التذاذها وتأذيها بذاتها (٤٧٦) بحسب كمالها ونقصانها ، (٤٧٧) وهي فيما بيّن عرض لا نهاية له (٤٧٨).

__________________

(٤٦٩) عش ، ل : فالمعد.

(٤٧٠) ى : في الذكر.

(٤٧١) ساقطة من ل.

(٤٧٢) ساقطة من ل.

(٤٧٣) عشه : ما قد علم الآن لا من حيث يشار إليه.

(٤٧٤) عشه : ما قد علم الآن لا من حيث يشار إليه.

(٤٧٥) عشه ، ل : قال.

(٤٧٦) «بذاتها» ساقطة من عشه.

(٤٧٧) غير موجود في عشه وفى ل أيضا كتب فوقها علامة الزيادة (ز ـ الى) ل : ... لا نهاية لها.

(٤٧٨) غير موجود في عشه وفى ل أيضا كتب فوقها علامة الزيادة (ز ـ الى) ل : ... لا نهاية لها.

__________________

(٦٣٩) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٧ ، ص ٣٦٣.

راجع أيضا ما جاء في آخر الرقم (١٠٩١)

(٦٤٠) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٧٠.

(٦٤١) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٩ ، ف ٧ ، ص ٤٢٧.


(٦٤٢) اللذة تكون بالمشاهدة ، والمشاهدة بأن تشتغل (٤٧٧) النفس بقوة واحدة وتستعمل قوة واحدة دون سائرها ، وهذا لا يكون في حال الحياة ، فلهذا لا يلتذّ الإنسان بكماله ، ولا يألم (٤٧٨) بنقصانه إلا بعد الموت.

(٦٤٣) النفس ما دامت في البدن لا تخلو من أن تشعر بغير ذاتها ، مع شعورها بذاتها ، [او (٤٧٩) لا تخلو من استعمال قوة اخرى من القوى النباتية مع شعورها بذاتها] (٤٨٠) فلا تكون فارغة البتة.

(٦٤٤) لوازم العقول الفعّالة إن كانت معقولات جواهر (٤٨١) كانت عللا للجواهر.

(٦٤٥) الواجبية مطلقا كالوجود ، ويجوز أن تكون واجبيّة بعلة ، فليس هو هو لأنه واجب ، بل لأن (٤٨٢) لذاته واجب.

(٦٤٦) نسبة النفس إلى الصور المعقولة كنسبة المادة إلي الصور بوجه ما ـ و (٤٨٣) إن كان بينهما خلاف ـ كما ذكر في كتاب المبدأ والمعاد ، وأما نسبتها

__________________

(٤٧٧) ب : بأن تستعل. ل أن تشتغل عشه ، ل خ : أن تستعمل. ج : تستعمل.

(٤٧٨) ل : ولالم.

(٤٧٩) ل : و. ع : اذ.

(٤٨٠) ساقطة من ش ، ه.

(٤٨١) عشه : بجواهر.

(٤٨٢) عشه : لانه.

(٤٨٣) الواو ساقطة من ل.

__________________

(٦٤٢) الشفاء : الصفحة السابقة.

(٦٤٣) الشفاء : الصفحة السابقة.

(٦٤٤) هذا الجواب تكرر مع السؤال المتعلق به في الرقم (٧٦٧).

(٦٤٥) تكرر هذا الجواب مضافة إلى السؤال المتعلق به في الرقم (٨٧٨) و (٧٩٦).

(٦٤٦) راجع المبدأ والمعاد : ص ٩٧.


إلى العقل الهيولاني والعقل بالفعل [أعني الملكة ـ فبخلاف نسبة المادة إلى الصورة ، لأنا متى رفعنا عنها العقلين بقيت النفس جاهلة] (٤٨٤) ـ أعني غير مستعدة لقبول الصور (٤٨٥) المعقولة ـ وفي المادة إن رفعنا عنها (٤٨٦) الصورة بقيت مستعدة لقبولها (٤٨٧).

فالعقل الهيولاني جوهري للنفس ، كما أن استعداد المادة لقبول الصورة جوهري لها.

(٦٤٧) لو كان الوجود محمولا على ما تحته ـ حمل الجنس ـ لكان وجب (٤٨٨) أن يتميّز ما تحته بعضه عن بعض بفصل ، ولو كان كذلك وجب (٤٨٩) ، أن يتميّز واجب الوجود [٥٥ ب] بذاته عن غيره بفصله (٤٩٠) ، ولو كان كذلك لكان الفصل يقيّد (٤٩١) حقيقة الجنس ، ولكان واجب الوجود بذاته مركّبا من جنس وفصل ، وكل هذا محال ، فالمقدم محال ـ وهو أن الوجود جنس ـ فبقي أن يكون لازما غير مقوم.

(٦٤٨) وأيضا لأن الوجود يحمل على ما تحته بالتشكيك فيجب أن يكون تميّز كل (٤٩٢) واحد من الموجودات عن (٤٩٣) الآخر بذاته كالسواد عن المقدار ، ومثل هذين لا يشتركان في عام مقوم ، بل ربما يشتركان في لازم غير مقوم. وأما أن تميّز (٤٩٤) أحدهما عن الآخر بصفة ، فإن كانت الصفة ذاتية فهي فصل

__________________

(٤٨٤) ساقطة من عشه.

(٤٨٥) عشه : الصورة.

(٤٨٦) هنا تكرار فى عش كذا+ : العقلى بقيت النفس جاهلة أعني غير مستعدة لقبول الصورة المعقولة ، وفي المادة إن رفعنا عنها الصور ...

(٤٨٧) عشه : لقبول الصور.

(٤٨٨) عشه ، ل : يجب. وفى ل كتب فوقه : واجب.

(٤٨٩) ل : لوجب. عشه : لكان وجب.

(٤٩٠) عشه : بفصل.

(٤٩١) ل ، ع مهملة ه : يفيد.

(٤٩٢) ل : لكل.

(٤٩٣) عش ، ل : من. ل خ : عن.

(٤٩٤) عشه : يتميّز.

__________________

(٦٤٧) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٢ ، ص ١٢.


ـ ولا محالة يكون المشترك فيه جنسا ، وإن كانت الصفة غير ذاتية فهي (٤٩٤) إما خاصّة و (٤٩٥) عرض لازم وإما عرض عام.

(٦٤٩) لو كان الوجود يقع علي ما يقع عليه باشتراك الاسم لما كان لقولنا : «الشيء لا يخرج عن طرفي النقيض معنى» وحقيقة هذا أنه ما كان يتعيّن طرفان ، فكان الشيء لا يخرج عنهما (٤٩٦)

(٦٥٠) س ط ـ واجبية الإنسان لم تعدم إن لم يجز أن يقارنها جواز العدم؟

(٦٥١) (٤٩٧) واجبية الإنسان واجبيّة بشرط ، ولا يقارنها جواز العدم مع ذلك الشرط ، بل جواز العدم مطلقا [لأنها ليست واجبيّة مطلقة ، بل بشرط وجود العلة ، فالواجبيّة المطلقة لا تقارن جواز العدم مطلقا] (٤٩٨) والتي بشرط (٤٩٩) مع ذلك الشرط.

(٦٥٢) س ط ـ لم لا يجوز أن يكون الصورة الحاصلة في المدرك غير صورة المدرك ، (٥٠٠) [لكنها مودية إلى إدراكها ،] (٥٠١) أو (٥٠٢) استحالة وتغيّر يعرض في العقل يؤدي إلى إدراك الصورة ، (٥٠٣) كالشمس التي تلوّن ما يقع عليها من الأجسام بألوان مختلفة وليس لها لون.

__________________

(٤٩٤) غير موجود في عشه.

(٤٩٥) غير موجود في عشه.

(٤٩٦) عش ، ل : عنها.

(٤٩٧) ى+ الجواب من خط الشيخ أبى منصور بن زيلة رحمه‌الله. ن : الجواب : واجيب الانسان واجبية بشرط ...

(٤٩٨) ساقطة من ش ، ن.

(٤٩٩) عشه ، ل : والذي بشرط (مهملة). ن : والتي يشترط.

(٥٠٠) في عش يقرء : للدرك.

(٥٠١) ساقطة من عشه ، ل راجع التعليقة ٥٠٣.

(٥٠٢) عشه : و.

(٥٠٣) الكلمات الساقطة فى التعليقة (٥٠١ ـ ٥٠١) جاء فى عشه ، ل هنا.

__________________

(٦٤٩) السؤال ناظر إلى كون الواجب ما يجب له الوجود في نفسه ، فلا يقارنه جواز العدم. راجع الإشارات : النمط الرابع ، ف ٩. والشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٥ ، ص ٣٧.

(٦٥٢) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٣ ، ص ٢١٨.


(٦٥٣) ج ط ـ من الجايز هذا ـ فإنه قد تعرض (٥٠٤) للعقل تصورات وأشياء كالاستحالة إلى أن يحصل له معنى المعقول ، فإذا حصل له معنى المعقول فذلك حقيقة المعقول (٥٠٥) وحقيقة المعقول ماهيته ، فهناك هو يدرك (٥٠٦) للمعقول.

(٦٥٤) س ط ـ قيل : إن واجب الوجود في إدراكه [٥٦ آ] لذاته له ذاته ، و (٥٠٧) معنى ذلك أن شيئا من الأشياء لا يتعيّن وجوده إلا بلوازم وأعراض ، فهذا المتعيّن الوجود (٥٠٨) يحصل لتلك الحقيقة ، هل هناك اثنينيّة أم لا؟

ج ط ـ انما يتعيّن وجود الشخص بلوازمه وأعراضه إذا كانت حقيقته نوعيّة (٥٠٩) تحتمل الشركة فيها بوجه من الاحتمال ، وأما الحقيقة التي لذاتها لا تحتمل الشركة ، فلا تفتقر (٥١٠) في التعيّن (٥١١) إلى اللوازم والأعراض (٥١٢) ـ وإن كانت له لوازم ـ.

(٦٥٥) س ط ـ لم صار بعض القوى يدرك وبعضها لا يدرك وما جوابه (٥١٣)؟

ج ـ لا أدري ، هذا شيء لست احصّله بعد ، والذي أظنّه هو أن الإدراك هو تحصيل ما لصورة الشيء وحقيقته على نحو من كليّته أو جزويته (٥١٤) ، على أنه لما خلا المدرك لنفسه شيء (٥١٥) له إضافة ما إلى ما ينتزع عنه أو يلقى عليه.

__________________

(٥٠٤) عشه : فانه يعرض.

(٥٠٥) يحتمل القراءة فى ب : العقول.

(٥٠٦) ل ، عشه : مدرك

(٥٠٧) الواو ساقطة من عشه.

(٥٠٨) عش : التعين للوجود ، ه : التغير للوجود. ل التعين الوجود (وكتب فى ل فوق «التعين» : خ ز.

(٥٠٩) ل : حقيقة نوعية. ن : حقيقة نوعه.

(٥١٠) عش : فلا تستقر.

(٥١١) ن : التعيين.

(٥١٢) عشه : إلى الاعراض واللوازم.

(٥١٣) عشه ، ل : وما جواب.

(٥١٤) عشه : من الكلية أو جزئية. ل : من كليته أو جزئيته.

(٥١٥) ى ص ١٨٣ : عن شيء.

__________________

(٦٥٤) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٦ ، ص ٣٥٧. أيضا : ف ٥ ، ص ٣٤٩.

وتكرر الجواب فقط في الرقم ٨١٨.

(٦٥٥) راجع الأسفار الأربعة : ٩ / ١١٠.


وإذا كانت القوة هي المبدأ (٥١٥) الأول للجسم (٥١٦) أو لغير الجسم به تصير قابلا حافظا لمثل هذه الصورة لا بالعرض كالفاعل بوجه ما ، وتكون بحيث لو لا هو لما كان الشيء بهذه الصفة ، وإن عدم سائر لواحق الشيء فهو الذي إليه ينتقل (٥١٧) أو عنه تلك الحقيقة ـ فهو القوة التي بها تدرك ، والمدرك لذاته هو أولى بأن يكون له هذه الصفة من نفسه ـ لا بالعرض ـ وذلك إذا لم يكن وجوده بغيره (٥١٨).

وعندي أني وأنت إذا تأمّلنا هذا و (٥١٩) فكرنا فيه خرج المطلوب إلا أني بعد لم اخص (٥٢٠) فيه الرأي.

(٦٥٦) س ط ـ ما البرهان علي أنا (٥٢١) قد نشعر بذواتنا شعورا عقليا (٥٢٢) لا (٥٢٣) بآلة جسمانية أو بقوة (٥٢٤) وهمية؟

ج ط ـ هذا بارد مكرر ، والبرهان عليه أنا يمكننا (٥٢٥) تجريد المعنى الكلي من ذواتنا وتعقله.

وأيضا إن كانت تلك الآلة (٥٢٦) الجسمانيّة فيها قوام حقيقة ذاتنا وجب أن لا نشعر بذواتنا البتة إلا مخلوطة ، وإن لم تكن وجب أن يكون لتلك الصورة تأدّ آخر إلى ذواتنا فتتكرر ذواتنا في ذواتنا.

(٦٥٧) وأما إدراك الحيوان لذاته إن كان هناك شعور بذاته [٥٦ ب] ـ وهو الصحيح ـ فبالوهم في مقرّ القوة الدرّاكة الباطنة التي لها مخلوطا غير ممكن التفصيل والتجريد ؛ والوهم غير النفس الحيوانية الشاعرة الاولى ، فإن الوهم لا يتوهّم ذاته ولا يثبته ولا يشعر به.

__________________

(٥١٥) عش : هو البدن. ه : هو المدرك.

(٥١٦) ه : الجسم.

(٥١٧) عشه : الشيء الذي ينتقل إليه. ل خ : الشيء الذي اليه ينتقل.

(٥١٨) ى ، لر : لغيره. (٥١٩) عشه : أو.

(٥٢٠) عشه ، ل : اخمرّ. (ل وع مهملة).

(٥٢١) ل خ : انه. (٥٢٢) عشه+ بذاتنا.

(٥٢٣) ب ، م ، د : الا.

(٥٢٤) عشه ، ل : قوة.

(٥٢٥) ل : انما يمكنا.

(٥٢٦) عشه : ان كانت الآلة.

__________________

(٦٥٦) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٩٣


(٦٥٨) س ط ـ (٥٢٧) إن لقائل أن يقول : إن صور (٥٢٨) هذه العناصر من شأنها أن تدرك أو (٥٢٩) تجذب المقناطيس ، إلا أن المانع هذه الكيفيات ، فإذا كسرت (٥٣٠) أدركت ، كما أن القوى البدنيّة أو القوة (٥٣١) الموجودة في المقناطيس وغيرها لا تعمل إلا بواسطة ذلك المزاج ، [ويكاد إن تكون (٥٣٢) هذه الشبهة قريبة من مذاهب الكمون (٥٣٣)] (٥٣٤)

(٦٥٩) (٥٣٥) إن كانت صور (٥٣٦) العناصر تفعل ذلك ، المزاج الغالب مانع ، وانكساره زوال المانع ؛ [فيجب أن يكون] (٥٣٧) كل واحد منها إذا نقص كيفيته ومزاجه يصح منه ذلك.

فأما الاجتماع فلا أثر له في هذا (٥٣٨) ، لأن المجتمعات إما أن يحدث منها شيء غيرها فتكون قد استحالت ، وإما [أن لا يكون إلا الاجتماع ، واجتماع العلل] (٥٣٩) وافتراقها إذا لم يكن استحالة (٥٤٠) سواء.

(٦٦٠) ليس شخص (٥٤١) البتة علة لشخص ، بل علة لتحريك المادة واصلاحها ـ ما دامت المادة تتحرك (٥٤٢) وتأخذ في الصلاح ، فإذا [استقرت كان شبه] (٥٤٣) الوقوف على الصلاح.

وسبب (٥٤٤) الصورة الشخصيّة غير الشخص الأول إما في شيء راسخ في طبيعة الشخص ، وإما شيء من خارج.

__________________

(٥٢٧) ل+ سئل. (٥٢٨) عشه : صورة.

(٥٢٩) ى : إذ. (٥٣٠) ل : كسر.

(٥٣١) ل : أو القوى. عشه : والقوى.

(٥٣٢) «تكون» ساقطة من عشه. وفى ل أيضا ممحوة.

(٥٣٣) عشه : الكون.

(٥٣٤) غير موجودة في ى.

(٥٣٥) ل : الجواب. (٥٣٦) عشه ، ل : صورة.

(٥٣٧) ى : فيكون ان.

(٥٣٨) «في هذا» ساقطة من عشه ، ل.

(٥٣٩) عشه : وإما أن يكون اجتماع العلل. ل ، ى : واما أن لا يكون الاجتماع ، واجتماع (ى : فاجتماع) العلل.

(٥٤٠) ل : استحالت. (٥٤١) عشه : الشخص.

(٥٤٢) ع : تتحول.

(٥٤٣) ل : اشدت كان شبه. عشه : استدت كل نسبة.

(٥٤٤) عشه : و؟؟؟.


(٦٦١) ج ـ ليس يلزم من كون الشيء (٥٤٤) علة لوجود ما أن يكون علة لكل وجود ، حتى يصير أيضا علة لذاته ، ولا أيضا يلزم إذا كان الشيء علة لشيء أن يكون علة لذاته.

(٦٦٢) ج ـ أول العقول علة لما بعده ولا يشترك (٥٤٥) ما ليس بموجود (٥٤٦) في إفادة الوجود.

(٦٦٣) س ـ لو كانت النفس الإنسانية منطبعة في البدن لكان يضعف فعلها (٥٤٧) مع ضعف البدن ـ ولزوم التالي للمقدم ظاهر أو في حكم الظاهر ـ لكنها قد لا تضعف.

وتحقيق نقيض التالي من المشاهدة ـ (٥٤٨) ولا سبيل إليه [٥٧ آ] إلا من هذا الوجه ، ولست أدري هل تدلّ المشاهدة على صدق هذه القضيّة ، أم لا؟

(٦٦٤) ج ـ نحن نشاهد أحوالا بدنيّة يضعف لها البدن والعقل ثابت (٥٤٩) يفعل فعله بلا ضعف فيه ولا قصور أو نقصان ، وليس دلالة المشاهدة أكثر من ذلك.

(٦٦٥) الذي يدرك شيئا فإن المدرك يحصل فيه (٥٥٠) ـ سواء كان مخلوطا أو غير مخلوط ـ وذات الحمار إذا أدركها مخلوطة فلا بدّ من (٥٥١) أن يحصل فيه مع المختلط به ، فإذن على جميع الأحوال للحمار ذاته موجودة له (٥٥٢) ، وذاته مرة واحدة ، فذاته أيضا مجردة ـ وهذا مما لا يمكن أن يجحد ـ.

__________________

(٥٤٤) ل ، عشه : شيء.

(٥٤٥) عشه : ليس يشترك.

(٥٤٦) ل ، عشه : بوجود.

(٥٤٧) «فعلها» ساقطة من عش. ه : منه.

(٥٤٨) ل : المشاهد.

(٥٤٩) عشه : والعقل يفعل.

(٥٥٠) ل : حصل فيه. عشه : حصل له.

(٥٥١) عشه : فلا بد أن يحصل.

(٥٥٢) «له» ساقطة من عشه.

__________________

(٦٦٣) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٩٥.


(٦٦٦) ليس يكفي كون (٥٥٣) الشيء مدركا أن يحصل حقيقته كيف كان ـ وإلا لأدرك الحائط (٥٥٤) بياضه ـ بل أن يكون مجردا أو في حكم المجرد إذا كان ما يلاقيه ويقارنه لا يمنعه عن أن يكون مجردا (٥٥٥) مشتركا فيه.

وهذا الفرق [كتبته في الجزء الصغير] (٥٥٦) فليتأمّل وليستعمل الامور الماضية للامور المستقبلة.

(٦٦٧) معنى الشيء الذي هو الموضوع للمعقول هو المجرد او في حكمه ـ كم تقول (٥٥٧) هذا ـ!؟

(٦٦٨) والذي (٥٥٨) قال في الفرق بين شعورنا بذواتنا وشعور (٥٥٩) الحيوانات الاخر بها غير كاف ، وذلك لأنه ليس إذا شعرنا بجملة (٥٦١) كأنها واحدة ـ وأنها مركبة من آحاد نحن شاعرون بكل واحد منها من حيث (٥٦٢) يتميّز عن الآخر ـ يلزم أن يكون وجود (٥٦٣) تلك الجملة على ما يشعر به ، وإلا كان يلزم أن يكون تلك الآحاد موجودة متميزة مفردة ، وأيضا موجودة غير متميّزة ـ وهذا محال ـ. فإذا شعرنا بذواتنا كجملة واحدة [ثم نفرض أجزاء] (٥٦٤) لتلك الجملة متميّزة فلم يلزم (٥٦٥) أن يكون وجودها متميّزة ، فعسى هذا التفصيل هو (٥٦٦) شيء نفعله ونفرضه وما عليه الوجود بخلاف ذلك.

وهذا شك يفهمه (٥٦٧) غير الكهنة أيضا (٥٦٨) ، فبأيّ برهان يمكن أن يحقّق

__________________

(٥٥٣) ى : في كون.

(٥٥٤) «الحائط» ساقطة من عشه.

(٥٥٥) ب ، د : مجرد. (٥٥٦) ى : كيفية في الجزء الصغير.

(٥٥٧) عشه : لم يترك. (٥٥٨) عشه : فالذي.

(٥٥٩) عشه : وبين شعور.

(٥٦١) ل ، عشه : بالجملة.

(٥٦٢) عشه : بحيث.

(٥٦٣) «وجود» ساقطة من ل ، عشه.

(٥٦٤) عشه : لم يفرض أجزاء. ل : ثم نفرض أحدا.

(٥٦٥) عشه ، ل : لم يلزم.

(٥٦٦) «هو» ساقطة من عشه.

(٥٦٧) عشه : ما يفهمه. ل : لا يعرفه.

(٥٦٨) عشه : وأيضا بأيّ.

__________________

(٦٦٨) راجع الرقم (٥٠٢) و (٥٠٣).


أن (٥٦٨) شعورنا بذواتنا ليس هو شعور [٥٧ ب] مخلوط (٥٦٩)؟

(٦٦٩) يجب أن لا يكون المعنى مخلوطا بما يمنع كونه حقيقة ومعنى من اللواحق المادية أو غيرها (٥٧٠) ، فحينئذ إذا ركب منها جملة ومن غيرها مثلها (٥٧١) كانت الجملة مهيئة أن يدرك (٥٧٢) آحادها بذواتها ، وإن لم يوجد جزء شيء ، وأما إذا لم يكن الآخر (٥٧٣) شيء ولا على (٥٧٤) أنه جزء شيء وأدرك (٥٧٥) كذلك ـ أي وحصل كذلك ولم يحصل حصوله لنفسه ـ (٥٧٦) لم يكن مدركا لنفسه ، (٥٧٧) فلم يكن على ما شرطنا.

(٦٧٠) اعلم إن ماله ذاته فله (٥٧٨) حقيقة معناه بتحصيلها ، فهو مدرك لذاته ، ولأن حقيقته (٥٧٩) محصلة بذاتها فإدراكه عقلي.

وأمّا ما ليس له ذاته (٥٨٠) ـ بل له ولغيره ـ وندرك (٥٨١) ذاته جزءا من صورة مخلوطة هي غير ذاته ، تلك الصورة (٥٨٢) تمثّلت في ذاته ؛ فيكون مدركا لذاته ، لكن لا يكون إدراكه معنويا عقليّا ، وكل ماله وجود ذاته فهو مدرك إدراكا عقليّا ومدرك

(٦٧١) وليس يلزم في كل مدرك أن يكون له وجود ذاته إلا إذا كانت ذاته له غير مخلوطة بموضوع وأحواله ، ونحن أيضا ليس كلّما أدركنا ذواتنا عقلنا ذواتنا ، بل قد ندركها كجزء (٥٨٣) من صورة متمثّلة فينا ، فتكون مدركة لنا غير معقولة.

__________________

(٥٦٨) عشه : بأن.

(٥٦٩) عشه : شعورا مخلوطا

(٥٧٠) عشه : وغيرها.

(٥٧١) ل : مثله. «ومن غيرها» ساقطة من عشه.

(٥٧٢) ب :؟؟؟ مع؟؟؟ ى (كذا وفى م ود أيضا شبيه بهذا).

(٥٧٣) عشه : الاجز.

(٥٧٤) ل : دالا على. عشه : الاعلى.

(٥٧٥) ل : وادراك. (٥٧٦) ل ، عشه : بنفسه.

(٥٧٧) ل ، عشه : بنفسه.

(٥٧٨) ل ، عشه : وله.

(٥٧٩) ل : حقيقة. (٥٨٠) عشه : ليس ذاته.

(٥٨١) عشه : فدرك ، ل : فيدرك.

(٥٨٢) «الصورة» ساقطة من عشه.

(٥٨٣) عشه : بجزء.

__________________

(٦٧٠) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٢.


(٦٧٢) س ط ـ إنما يجب أن نسأل لا هذا ، بل نسأل : أليس تكون لنا ذواتنا حينئذ مرتين ، أو تكون (٥٨٤) مرة واحدة؟ وكيف هذا؟

(٦٧٣) قيل : إن الواحد يلزم عنه واحد ، فإنه لو كان من حيث يلزم عنه «آ» يلزم عنه «ب» كان يلزم عنه «ليس آ» ـ و (٥٨٥) هذا خلف ـ.

وهذا (٥٨٦) لو قيل : «إنه ليس يلزم عنه آ» لكان خلفا ؛ لكنه لا يستمرّ إن قيل :

«يلزم عنه ليس آ» فإذن هذا الخلف غير واجب.

(٦٧٤) ج ط ـ معقول أنه يلزم عنه «ب» غير معقول أنه ليس (٥٨٧) يلزم عنه «آ» ، فوجود (٥٨٨) حيث يلزم عنه «ب» غير وجود (٥٨٩) حيث يلزم عنه «آ» ، فإذن حيث يلزم عنه «آ» (٥٩٠) ليس هو الحيث الذي يلزم عنه «ب» (٥٩١) فإذا (٥٩٢) كان يلزم عنه «ب» فليس من الحيث (٥٩٣) الذي يلزم عنه «آ».

(٦٧٥) س ط ـ الجواب الذي [٥٨ آ] كتب في كون الشيء مدركا لذاته أن يكون موجودا لذاته (٥٩٤) ، لا أن يكون كنهه حاصلا (٥٩٥) له ، لم يكن على ما سمعته منه ، فلينعم بما وعد به.

__________________

(٥٨٤) عشه ، ل : أو مرة واحدة.

(٥٨٥) الواو ساقطة من ل.

(٥٨٦) «وهذا» غير موجود في ل ، عشه.

(٥٨٧) «ليس» ساقطة من ل ، عشه.

(٥٨٨) ل : موجود (ثم كتب فوقه : فوجود) عش : موجود انه. ه : فوجود انه.

(٥٨٩) عشه : غير وجود انه حيث.

(٥٩٠) عشه : ب.

(٥٩١) عشه : آ.

(٥٩٢) ل : وإذا

(٥٩٣) عشه : حيث.

(٥٩٤) «لذاته» ساقطة من عشه.

(٥٩٥) عشه : لمه (لمة) حاصل. ع خ : ... حامل.

__________________

(٦٧٢) هذه الفقرة متممة الجواب وليست سؤالا على الأظهر ، ويؤيد ذلك عدم وجود علامة السؤال في اكثر النسخ.

(٦٧٣) راجع الرقم (٧٤٠) أيضا.

(٦٧٥) يحتمل أن تكون الإشارة إلى الرقم (٦٧٠).


ج ط ـ كون الشيء مدركا لذاته إدراكا عقليا أن حقيقة ذاته يكون له ، وكون الشيء مدركا لذاته مطلقا غير هذا ، وكلامنا كان في كون (٥٩٦) المفارقات عقولا فليذكر هذا.

(٦٧٦) س ط ـ قيل إن المحرك القريب للفلك يجب أن يكون متغيّرا ولو كان كذلك لكانت طبيعة الأرض في تحريكها إلى الوسط متغيّرة ، وقد اثبت في الطبيعيات أن للحركة الفلكية أيضا ميلا ، فلم لا يجوز أن يكون ذلك التغيّر إنما يعرض في الميل ـ لا في المحرك؟

(٦٧٧) الأرض في تحريكها (٥٩٧) إلى الوسط متشددة (٥٩٨) الميل للتوقّف ، وذلك تغيّر ، على أنه كان يجوز أن يكون الأرض غير متغيّرة و [تحرك ، لأن تحريكها] (٥٩٩) لا لطباعها ، بل لطباعها (٦٠٠) وقرينة مفارقة (٦٠١) على حد من قرب وبعد ، وذلك مما يكون على التبدل دائما ، فيكون سبب التحريك متغيّرا ، وإن كان جزءا منه. وهو الفاعل للحركة غير متبدل ـ لكنه في كل حال يفعل حركة اخرى ، لأنه حصل في موضع آخر ذلك الموضع له غير طبيعي ، فهو في [تغيّر من الموجب ،] (٦٠٢) وإن ثبت بحاله.

ثم الميل الذي يجعل للفلك متبدل (٦٠٣) ، فيحتاج إلي سبب متبدل أيضا (٦٠٤)

(٦٧٨) س ط ـ ثم ما البرهان على أن ذلك التغيّر هو التخيّل؟ ومتى ظهر

__________________

(٥٩٦) عشه : كان في غير المفارقات.

(٥٩٧) عشه : تحركها.

(٥٩٨) عشه ، ل : مستديرة. ل خ : مستدرة.

(٥٩٩) ى : وتتحرك لأن تحركها. عشه : ومحرك لأن تحريكها.

(٦٠٠) «بل لطباعها» ساقطة من ل.

(٦٠١) عشه : ولقرينة مفارقة. ى : وقرينة مقارنة.

(٦٠٢) ى : تغير هذا من الواجب.

(٦٠٣) عشه : يحصل للفلك متبدلا.

(٦٠٤) «أيضا» ساقطة من عشه.

__________________

(٦٧٦) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٩ ، ف ٢ ، ص ٣٨٣.


أن حركة الفلك يجب أن تكون إراديّة إلا بهذا البرهان الذي هو مشكوك فيه ، فلو كان قد ظهر هذا لكنّا مستغنيين عن طلب هذا البرهان.

(٦٧٩) ج ط ـ قد بيّن (٦٠٦) هذا في مواضع اخر بالتحقيق أن يكون الشيء متحركا ليس هو أن يكون محركا ولا هو مقوم له (٦٠٧) ـ وإلا كان كل متحرك يلزم أن يكون محركا ـ ولا (٦٠٨) هو لازم له ، حتى يكون كونه محركا يلزمه كونه متحركا ، أو كونه متحركا يلزمه أن يكون (٦٠٩) محركا ، وإلا لعرض ما قلنا.

[فإذن مقارنة «أن الشيء محرك ، لأن الشيء متحرك»] (٦١٠) مقارنة أمر عارض (٦١١) [٥٨ ب] لا مقوم ، ولا لازم مطلق ؛ وإذا كان كذلك لم يكن المبدأ الذي به يكون الشيء محركا (٦١٢) كان ذاته أو قوة لذاته ، هو المبدأ الذي به يكون الشيء متحركا (٦١٣) ولا يجب فيهما الاقتران إلا بالعرض ، فيكون إذن في كل شيء مبدأ أنه محرّك ـ وهو الجهة والحيثيّة التي هو بها (٦١٤) محرك ـ غير مبدء أنه متحرك ـ وهو الجهة والحيثية التي هو بها متحرك.

[والمحرك ذاته هو متحرك] (٦١٥) ، وكل متحرك فمبدأ أنه متحرك غير مبدأ أنه محرك بالذات ، وكل ما كان مبدأ [أنه محرك غير مبدأ] (٦١٦) أنه متحرك فإنه يحرك (٦١٧) بغير ما به يتحرك ، [فالمحرك ذاته يحرك ذاته بغير ما به يتحرك] (٦١٨) ، [ولا شيء مما هو محرك ذاته بذاته ، فإنه يحرك ذاته [بغير] (٦١٩) ما

__________________

(٦٠٦) عشه ، ل : قد تبيّن.

(٦٠٧) عشه : ولا هو مفهوم له. ل : ولا هو مقوم مفهوم.

(٦٠٨) عشه : فلا هو. (٦٠٩) «أن يكون» ساقطة من ع.

(٦١٠) ل : فإذن مقارنة الشيء متحرك. عشه : فإذن مقارنة أن الشيء متحرك.

(٦١١) في هامش ل خ : مقارنها لشيء محرك لان الشيء متحرك مقارنة لو عارض.

(٦١٢) عشه ، ل : متحركا.

(٦١٣) عشه : محركا. (٦١٤) عشه ، ل : بها هو. (٦١٥) ساقطة من ل. (٦١٦) ساقطة من ل.

(٦١٧) عشه ، ل : محرك. (٦١٨) ساقطة من عشه.

(٦١٩) هذه الكلمة مكتوبة على هامش ب ، ولذلك سقط عما عندى من صورة النسخة ، وكان بدلا منها فى نسختى م ود : «بذاته» والأنسب ما اثبته مطابقا للنسخ الاخر. وفى هذه الفقرة من ى أيضا اختلاط وتكرار لم نتعرض لها.

__________________

(٦٧٩) راجع الرقم (٢٦٥) و (٦٩٧) والشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١ ، ص ٨٧.


به يتحرك ،] (٦١٩) وكل ما يحرك ذاته بغير ما به يتحرك (٦٢٠) فليس محركا لذاته بذاته (٦٢١).

(٦٨٠) ـ فإن قال قائل : إنه ليس من المستحيل أن يكون للجسم قوة على ما يلزم وجود ذلك الجسم ، [ثم يكون ذلك الجسم] (٦٢٢) مما (٦٢٣) من شأنه أن يبقى دائما فيصدر عنه التحريك (٦٢٤).

قيل لا ـ بل هو مستحيل (٦٢٥) لما برهن عليه من امتناع وجود مثل هذا القوة.

(٦٨١) س ط ـ وقيل : (٦٢٦) إنا نشاهد الأرض لو بقيت دائما ولم يعرض لها عارض لكان يوجد عن قوتها (٦٢٧) سكون دائم.

(٦٨٢) ج ط ـ السكون عدم وليس فعلا ، (٦٢٨) وليس مما ينقسم إلا بالزمان وكذلك ليس يتناهي (٦٢٩) إلا بالزمان ، وذلك الزمان قد وجد عن قوة اخرى هي فاعلة الحركة فليس يصدر عن قوّة الأرض بالسكون فعل ، ولا لو صدر (٦٣٠) فعل كان كونه [غير متناه عن تلك القوة ، بل بسبب قوة اخرى تفعل (٦٣١) الزمان الغير المتناهي الذي به يكون السكون] (٦٣٢) غير متناه ـ لا بذاته ـ.

__________________

(٦١٩) ساقطة من ه.

(٦٢٠) عشه : بغير ما يتحرك.

(٦٢١) «بذاته» ساقطة من ل. واضيف هنا فيه : «شكوك اوردت في كتاب الشفاء وجملتها غير بيّن.

(٦٢٢) ساقطة من ل. (٦٢٣) عشه : ما.

(٦٢٤) عشه ، ل : عنه ذلك التحريك.

(٦٢٥) ل : المستحيل. (٦٢٦) ى : سئل عن قوله في كتاب الشفاء.

(٦٢٧) عشه : عن قوى. (٦٢٨) عشه : فعل.

(٦٢٩) عشه ، ل : وكذلك لا يتناهى. ويحتمل قراءة ب : «ليس لا يتناهى» كما انه فى د وم كذلك.

(٦٣٠) ب ، د ، م : ولو لا صدر.

(٦٣١) ى : بفعل. ل مهملة.

(٦٣٢) ساقطة من عشه.

__________________

(٦٨١) راجع الشفاء ، السماع الطبيعي ، م ٦ ، ف ١٠ ، ص ٢٣٠.

(٦٨٢) راجع الأسفار الأربعة : ٣ / ٢٣٧. والشفاء : السماع الطبيعي م ٢ ، ف ٤ ، ص ١٠٨ وم ٤ ، ف ٧ ، ص ٢٨٩.


(٦٨٣) س ط ـ (٦٣٣) والذي قال : «[إن المحرك غير المتناهي (٦٣٤) القوة الغير الجسماني] (٦٣٥) الذي يحرك جسما لا يخلو إما أن يفيد حركة ، وإما أن يفيد قوة بها يتحرك. فإن أفاد قوة [فقد أفاد قوة] (٦٣٦) غير متناهية للجسم ، فيلزمها أن تنقسم ويعرض ما ذكرتم ، وإن أفاد حركة فقط [٥٩ آ] وهو قسر (٦٣٧)» ولم يكن أيضا للجسم قوة تحرك غير القوة المفارقة ، وهذا غير مستمرّ ، فإنا نعلم أن لكل جسم قوة محركة (٦٣٨) حتى للأفلاك.

(٦٨٤) ج ط ـ لم يفد (٦٣٩) قوة غير متناهية ، وذلك لأنه عند المساعدة تكون تلك القوة مما (٦٤٠) لا يبقى بذاتها ، بل هي متعلقة بما يفيدها ، فلو لا ذلك لم يبق غير متناه (٦٤١) فيفعل غير متناه.

وأما على سبيل الحقيقة فإن الانفعال الذي يعرض لهذا الجسم فى نفسه حتى يحركه (٦٤٢) هو تخيّل بعد تخيّل متّصل يعرض (٦٤٣) عن ذلك [المفارق فيتّصل ، ثمّ يتّصل معه (٦٤٤) ـ] (٦٤٥) الحركة ولا يكون شيئا واحدا مستقرا.

(٦٨٥) س ط ـ إن هذا البرهان (٦٤٦) الذي ادعيتم إنما قام على قوّة غير متناهية تحرك (٦٤٧) جسما غريبا خارجا عنه (٦٤٨) ، ولم يقم على قوة غير متناهية تحرك الجسم الذي هي فيه.

__________________

(٦٣٣) ى : سئل عما قيل في كتاب الشفاء.

(٦٣٤) ى : غير متناهي. (٦٣٥) عشه : إن المتحرك غير المتناهي القوة الجسمانية.

(٦٣٦) ساقطة من عشه.

(٦٣٧) في الشفاء : وإن أفاد حركة فقط ولم يفد شوقا غريزيا وميلا لها فهو قسر.

(٦٣٨) عشه ، ل : تحركه. (٦٣٩) ل : لم تقل.

(٦٤٠) «مما» غير موجودة في عشه.

(٦٤١) عشه : غير متناهية. (٦٤٢) عشه ، ل : يحرك.

(٦٤٣) خ ل : بفرض. ش : بعرض. ع ، ب مهملة.

(٦٤٤) «معه» ساقطة من ل. ى : ثم تتصل معه.

(٦٤٥) عشه : بمفارق يتصل بعد. (٦٤٦) عشه ، ل : إن البرهان.

(٦٤٧) عشه ، ل+ الجسم الذي فيه. (٦٤٨) عشه ، ل : عنها.

__________________

(٦٨٣) راجع الشفاء : الفصل السابق ، ص ٢٣١. وأيضا الرقم (٧١٠).

(٦٨٥) راجع الشفاء : الصفحة السابقة.


ج ط ـ البرهان على الأمرين (٦٤٩) واحد ، فإن الاعتماد فيه (٦٥٠) على فرض مقدم يتلوه تال كما بيّن.

(٦٨٦) س ط ـ [يحتاج إلى برهان] (٦٥١) على أن الإنسانية إذا (٦٥٢) كانت موجودة لزيد لمعنى (٦٥٣) الإنسانية ، ولأنها إنسانية ـ تستحيل (٦٥٤) أن توجد لعمرو ، فإما أن يقال : «إن عمر [ا] هو زيد» (٦٥٥) وهذا ليس بصحيح ، لأن الموجب في الشكل الثاني لا ينتج ، وإما أن يبين (٦٥٦) بالشكل الأول ، وهذا لا يمكن : لأن الكبرى وهي : «وكل ما هو (٦٥٧) إنسانيّة فهو زيد» لا يصح ، إذ هو نفس المطلوب ، وإما أن يبيّن (٦٥٨) استحالة ذلك بوسط آخر.

(٦٨٧) ج ط ـ إذا كانت الإنسانية لأنها [إنسانية هي لزيد فكل] (٦٥٩) إنسانية فهي (٦٦٠) لزيد ، وإذا كان عمرو إنسانا ، وكل (٦٦١) إنسان لأنه إنسان زيد ، فكل إنسان زيد ، فعمرو زيد (٦٦٢)

(٦٨٨) س ط ـ قيل في ما بعد الطبيعة : «إن الجوهر والكميّة والكيفيّة وسائر الأجناس كالأنواع للموجود (٦٦٣)» ولم أدر (٦٦٤) كيف كان انقسامه إلى هذه الأنواع؟

(٦٨٩) ثمّ قيل «إن القوة والفعل والعليّة والهوهويّة (٦٦٥) والغيريّة من عوارض الموجود الذاتيّة» فلم أعقل أنها كيف تبيّن (٦٦٦) عرضيّتها للموجود ولزومها له.

__________________

(٦٤٩) ل : أمرين. (٦٥٠) عشه ، ل : الاعتماد على.

(٦٥١) عشه : ما البرهان. (٦٥٢) عشه : إن كانت.

(٦٥٣) عشه : بمعنى.

(٦٥٤) عشه : فيستحيل. فى ب أيضا متشابه.

(٦٥٥) الواو ساقطة من ل.(٦٥٦) ل : ان بين.

(٦٥٨) ل : ان بين. (٦٥٧) ل : ما هي.

(٦٥٩) ساقطة من عشه. (٦٦٠) ل : هي.

(٦٦١) عشه : فكل. (٦٦٢) ب ، م ، د : فعمرو وزيد.

(٦٦٣) ل : الموجودة. (٦٦٤) عشه : ولم يدر.

(٦٦٥) ل : والعلية والجوهرية والغيرية.

(٦٦٦) عشه : كيف من عرضيتها.

__________________

(٦٨٦) راجع الشفاء : النفس ، م ٢ ، ف ٢ ، ص ٥٠.

(٦٨٨) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٢ ، ص ١٣.


(٦٩٠) ثمّ قيل : (٦٦٦)» إن الموجود [الواجب الأول] (٦٦٧) لا نعني بذلك الوجود هذا الوجود [٥٩ ب] بل هما من الأسماء المشتركة» وإذا (٦٦٨) كان كذلك لم يكن النظر في المبدأ الأول داخلا (٦٦٩) في جملة علم ما بعد الطبيعة (٦٧٠)

لأن (٦٧١) الموجود يعمّ العشرة باسمه وحده (٦٧٢) ، وإن لم يكن كعموم الجنس فهي له كالأنواع ، و (٦٧٣) ليست أنواعا.

(٦٩١) (٦٧٤) العوارض الذاتيّة قد علم حالها من كتاب البرهان إنها الامور التي تعرض للشيء (٦٧٥) لذاته ـ لا لأمر أخصّ منه أو أعم منه ، وهي المطلوبات في البراهين ، ثم الموجود يلزمه أن يكون بالقوة والفعل ، [وأن يكون هو هو وغير ،] (٦٧٦) وأن يكون علة ومعلولا لا لأمر أعمّ من الموجود ـ كما يعرض البياض للإنسان ـ ولا لأمر أخص من الموجود ، كالموجود المحسوس (٦٧٧) ، أو الموجود المكمم ـ كما يعرض الضحك للحيوان ـ فهو إذن من عوارضه الذاتيّة.

(٦٩٢) وأما وقوع الوجود (٦٧٨) على الأول وعلى ما بعده فليس من الألفاظ المشتركة ، بل من الألفاظ المشكّكة ، وقد يدخل في علم واحد مسمّيات الاسم المشكّك.

(٦٩٣) س ط ـ موضوع العلم الطبيعي الجسم (٦٧٩) بما هو متحرك وساكن ،

__________________

(٦٦٦) «قيل» ساقطة من عشه.

(٦٦٧) عشه ، ل : المبدأ الأول الواجب.

(٦٦٨) عشه : فإذا. (٦٦٩) ل : دخلا.

(٦٧٠) عشه : في جملة ما بعد الطبيعة.

(٦٧١) ل : الجواب ١ ـ لان. عش : ج ا ـ لان. ه : ج الآن.

(٦٧٢) «وحده» ساقطة من عشه.

(٦٧٣) الواو ساقطة من ل.

(٦٧٤) عشه+ ج ب. (٦٧٥) عشه : لشيء.

(٦٧٦) ساقطة من عشه. (٦٧٧) عشه : فالموجود المخصوص.

(٦٧٨) عشه ، ل : الموجود. (٦٧٩) «الجسم» غير موجودة في ل.

__________________

(٦٩٠) قوله : «لان الموجود يعم العشرة» يعنى المقولات العشر.

(٦٩١) راجع الشفاء : البرهان ، م ٢ ، ف ٢ ، ص ١٢٥ وف ٣ ، ص ١٣٥.

(٦٩٣) قوله : «ثم إن قولنا كمال جسم» إشارة إلى ما قيل في تعريف النفس : «كمال أول لجسم طبيعي» الشفاء : النفس ، م ١ ، ف ١ ، ص ١٠.


وقد ينظر الطبيعي في اللانهاية (٦٨٠) وساير ما للجسم من جهة ماله كمّ ، ودخول علم النفس في جملة علم ما بعد الطبيعة من أطرف (٦٨١) الأشياء.

ثمّ إن (٦٨٢) قولنا : «كمال جسم» هو محمول أيّ شيء؟ فإنّه لا يجوز أن يكون محمول جوهر النفس ، بل كأنه محمول لكونه ذا كمال (٦٨٣).

(٦٩٤) ج ط ـ العلم الطبيعي ليس ينظر (٦٨٤) في اللانهاية (٦٨٥) من جهة ماله كمّ مطلقا إلا على سبيل إدخال علم غريب ، بل ينظر فيه من جهة أن غير المتناهي هل يتحرك؟ أو هل يسكن (٦٨٦)؟ أو يزيد وينقص (٦٨٧)؟ وكيف يقبل الأجسام القسمة المفرّقة (٦٨٨)؟

وأما القول في أن الجسم لا يتركّب مما لا يتجزّي ، وأنه لا يجوز أن يكون متناهيا ـ لا من طريق الحركة والسكون ـ فليس بطبيعيّ ، ولذلك تكلّم (٦٨٩) في الثاني منهما (٦٩٠) في كتاب ما بعد الطبيعة الفيلسوف (٦٩١).

والنفس من جهة ما هي محركة للبدن وفاعلة به ينظر فيه الطبيعي ، وأما النظر في جوهرها فالأولى أن ينظر فيه الإلهي ، إلا إنه اريد أن يتكلّم فيه في أجزاء (٦٩٢) الطبيعي كأنه خلوص [٦٠ آ] ما إلي الإلهي.

(٦٩٥) وأمّا كونه كمال جسم طبيعي فهو محمول على النفس النباتيّة والحيوانيّة على الإطلاق ، وعلى النفس الإنسانية من حيث هي نفس إنسان ، ولا من حيث هي نفس ، [والكمال يحمل على النفس الناطقة من حيث هي نفس إنسانيّة ،] (٦٩٣) كما يحمل المولود على الإنسان ، فإنه من لوازمه التي توجد (٦٩٤) في أول وجوده.

_________________

(٦٨٠) ل : في أن اللانهاية. (٦٨١) عشه : أطراف.

(٦٨٢) «إن» ساقطة من عشه.

(٦٨٣) عشه : لكونه كالكمال.

(٦٨٤) عشه : العلم الطبيعي لا ينظر.

(٦٨٥) ل : في أن اللانهاية.

(٦٨٦) عشه ، ل ، ى ، ج : أو يسكن.

(٦٨٧) ج : ينتقص. (٦٨٨) ل : المعرفة ج : الفرقة.

(٦٨٩) ى ، ل يتكلم. (٦٩٠) عشه : منها.

(٦٩١) «الفيلسوف» ساقطة من ى.

(٦٩٢) عش ، ل ، ى : اخر الطبيعى. ه : أحوال الطبيعي.

(٦٩٣) ى : ناطقة إنسانية.

(٦٩٤) ل : توجد له فى.


(٦٩٦)* س ط ـ قوله في كتاب البرهان «أن المتوسطات بين امور وأشياء يجب أن تكون ليست هي حقائق تلك الامور إلا بالعرض». لم أفهم معنى (٦٩٤) قوله : «إلا بالعرض».

ج ط ـ (٦٩٥) لم أفهم أنا أيضا معنى قوله : «إلا بالعرض» ، اللهم إلا أن يعني به أنه يكون (٦٩٦) في معناه غير الآخر في معناه وإن عرض لأحدهما أن يقال على الآخر مع اختلاف المعنى مثل الحيوان والإنسان ، فليست الحيوانية والإنسانية هي هي إلاّ بالعرض لأجل أن حيوانيّة ما تكون إنسانية ما (٦٩٧)

(٦٩٧) س ط ـ قيل : «لو كان كون الشيء متحركا هو أن يكون محركا ـ (٦٩٨) وكان هذا مقوما له ـ لكان كل متحرك يلزم أن يكون محركا» وليس ببيّن امتناع التالي ، فإنّه يجوز في ظاهر (٦٩٩) النظر أن كل متحرك محرك ، بل هذا هو نفس الدعوى ، فكيف يبيّن به المسألة؟

(٦٩٨) ج ط ـ إذا كان أحد الأمرين هو هو الآخر (٧٠٠) ، أو محمولا مقوما عليه استحال سلبه عنه ، وتلو هذا التالي بيّن (٧٠١) بنفسه ، فإن ما هو الشيء أو هو مقوم له أو لازم لطبيعته [من المستحيل أن يسلب عنه البتة (٧٠٢) ، بل ما هو هو الشيء أو هو مقوم له أو لازم لطبيعته] (٧٠٣) يحمل على كل واحد من الشيء.

(٦٩٩) س ط ـ قال بعض المعتزلة : «إن كان علم الله تعالى (٧٠٤) يكفي في

__________________

(٦٩٤) «معنى» ساقطة من عشه.

(٦٩٥) علامة الجواب كان فى ب بعد قوله «فى معناه غير الآخر» فى السطر الآتى والأظهر كونه سهوا من الناسخ.

(٦٩٦) ل : أن يعنى أن يكون. عشه : أن يعنى أنه يكون.

(٦٩٧) «ما» غير موجودة في عشه.

(٦٩٨) الواو ساقطة من ل.

(٦٩٩) ل : حال النظر.

(٧٠٠) عشه : أحد الامرين هو الآخر.

(٧٠١) ل : يبين. (٧٠٢) ل ، ع ، ه : النسبة.

(٧٠٣) ساقطة من ش.

(٧٠٤) عشه : علم يكفي. ل : علم الله يكفي.

__________________

(٦٩٧) راجع الرقم (٢٦٥) و (٦٧٩).


أن يوجد ما يعلمه ـ من غير اختيار له يتجدد (٧٠٥) ـ فيجب أن يكون الأشياء [كلها موجودة معا مع وجوده ، وذلك لأن ذاته هي التي يوجب وجود تلك الأشياء] (٧٠٦) [٦٠ ب] من غير انتظار لتجدد سبب (٧٠٧).

(٧٠٠) ج ط ـ صدق. اللهم إلا أن يقال : إن علمه يوجب علي الترتيب الذي يعلم عليه كل شيء ـ الترتيب الذاتي بالذات ، والترتيب الزماني بالزمان ـ فذلك موجب على نحو ما ـ لا مطلقا ـ. [إذا تمثّلن أوجبن] (٧٠٨) على شرط التمثّل ، ونحو التمثّل الذي هو أولى وأوجب وأوقع في نظام الكل ؛ ليس تمثّلا كيف يتّفق (٧٠٩).

ألا تسمع إلى ما قال الفيلسوف : «ما إن يتمثّل عندنا إلا وجب (٧١٠) حكم إلا [ويذعن له الملكوت] (٧١١) إذعانا».

(٧٠١) وذكر : أن المعلول (٧١٢) لا يجوز أن يكون علة ، والوجود إن كان معلولا [فيجب أن يكون موجودا من لا وجود (٧١٣) ـ وهذا محال ـ واجيب (٧١٤) أمس بأن نوعا ما (٧١٥) من الموجود يكون معلولا] (٧١٦) ـ ولم أفهم هذه العلة ـ.

ج ط ـ ليس الوجود معلولا من حيث هو وجود ، بل من حيث هو وجود لما هو ممكن الوجود له ماهية اخرى ليس يدخل فيها الوجود (٧١٧).

(٧٠٢) س ط ـ إن قال قائل : إن النفوس الفائضة من واهب الصور كان يمكنها أن تستورد (٧١٨) بدل ما يتحلل من الأبدان بمرافدة واهبه ، [حتى لا يقال : «إن

__________________

(٧٠٥) عشه : اختيار يتحدد. (٧٠٦) ساقطة من عشه.

(٧٠٧) ل : لتحدد بسبب. عشه : ليحدث بسبب.

(٧٠٨) ل : إذا تمثّلن أوجب ، عش : او المثلين اوجب (كذا). ه : او التمثلى اوجب.

(٧٠٩) ل : ليس تمثلا كيف كان ، عشه. ليس تمثلا لا كيف كان.

(٧١٠) ل ، عشه : عندنا للاوجب. (٧١١) عش محرف : وقد عن له المللول.

(٧١٢) ل : ان المعلولات. (٧١٣) عشه : لا من وجود.

(٧١٤) عشه : وأجبت. ب مهملة.

(٧١٥) عشه : نوعا من الوجود.

(٧١٦) ساقطة من ل. (٧١٧) عشه : فيه الوجود.

(٧١٨) عشه : سيورد.

__________________

(٧٠١) تكرر الجواب في الرقم (٨١٩).

(٧٠٢) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٣ ، ف ١٠ ، ص ٢٢٣.


قوة الجسم متناهية] (٧١٩)» ووجب من ذلك أن تبقى هذه الأبدان دائما ، كما أن كل (٧٢٠) نفس الأفلاك يحرك (٧٢١) جسمه دائما.

فإن قيل : «إن البدن غير مساعد لأنه مركب من الأضداد»

قال : فإذن يجوز أن يكون الفلك إنما كان (٧٢٢) القوى التي فيه محركة (٧٢٣) دائما ، إذ (٧٢٤) كان ذلك الجسم من شأنه أن يبقى دائما ، [فبقيت قوته] (٧٢٥) فعالة دائما.

(٧٠٣) ج ـ استيراد البدل لا يتمّ إلا بمشاركة قوى طبيعيّة من شأنها أن لا يفعل فعلا بغير نهاية ـ على ما علم ـ

وأيضا : فإن الآلة هي الحرارة الغريزيّة ، وتطفأ (٧٢٦) على ما بيّنه (٧٢٧) الأطبّاء لضرورة عروض اليبس (٧٢٨) ، فلو كان الاستيراد للبدل أمرا متعلّقا بالنفس ذاتها (٧٢٩) ولم تكن محتاجا فيه إلى قوى طبيعيّة [لكان للإنسان أن يجوز هذا التجويز.

(٧٠٤) وليعلم إن كون الجسم دائما لا يجعل القوة الجسميّة قويّة (٧٣٠) على امور بلا نهاية ، فإن البرهان] (٧٣١) قام على استحالة ذلك ، لكون (٧٣٢) القوة [٦١ آ] قوة جسمانيّة ـ ليس لكون (٧٣٣) القوة قوة جسمانية بحال دون حال ـ فلا يمكن الجسم الباقي (٧٣٤) دائما أن يحضر فينتفع (٧٣٥) في القوة ، فيكون لها أن تفعل ما ليس لها أن تفعل ـ

وأما كيفيّة الاستمداد للقوّة الجسمانيّة من غير الجسماني فأمر إذا فتّش عنه لم يتأت في النفوس التي لنا ، لكنّه لا حاجة لنا الآن إلى ذلك.

_________________

(٧١٩) ساقطة من عشه ، ل.

(٧٢٠) «كل» ساقطة من ل.

(٧٢١) عش : للافلاك محرك. ه : للافلاك يحرك.

(٧٢٢) عشه : كانت. (٧٢٣) ل : يحركه.

(٧٢٤) عشه ، ل : إذا. (٧٢٥) عشه : بسبب قوة.

(٧٢٦) عشه : وطفا. (٧٢٧) ع :؟؟؟ ه

(٧٢٨) عشه : ال؟؟؟ لين.

(٧٢٩) عشه : دائما. (٧٣٠) عشه : قويا.

(٧٣١) ساقطة من ل. (٧٣٢) ل ، عشه : يكون.

(٧٣٣) ل ، عشه : يكون. (٧٣٤) ل : النامي.

(٧٣٥) عشه : أن يحصر فينشد خ. ب ، ل مهملة.


(٧٠٥) س ط ـ إن كان للهيولى (٧٣٣) صورة غير الإمكان حتى تكون صورة يلزمها الإمكان فلها وجود وماهيّة ، ولا شك أن تلك الماهيّة في ذاتها ممكنة الوجود (٧٣٤) وفاض الوجود عليها من شيء آخر ، وكذلك الكلام (٧٣٥) في تلك الماهية.

ج ط ـ ليكن تلك الماهيّة ممكنة الوجود بذاتها وفاض الوجود عليها من المبدأ الأول بوسط أو غير وسط ، فالخلف في أيّ شيء؟

(٧٠٦) اللهم إلا أن [يصلح السؤال و] (٧٣٦) يقال : إن الماهيّة التي لها ذلك الإمكان ما حكمها في نفسها إذا لم يلتفت إلي ذلك الإمكان؟ ألها إمكان آخر؟ أم ليس (٧٣٧)؟

فإن كان السؤال هكذا فيقال : إن تلك الماهيّة إذا التفت إليها في نفسها ويقصد (٧٣٨) بالنظر نفسها فقط فإن طلب و [هل هي ممكنة فقد طلب] (٧٣٩) لها حكم ذلك الحكم هو ذلك الإمكان ، وليس النظر في نفسها نفسها هو النظر في أنها ممكنة أم لا؟

بل إذا قيّد النظر في نفسها بأنه (٧٤٠) «هل لتلك النفس إمكان؟» فقد زوج بالنظر في النفس شيء آخر ، وذلك الشيء (٧٤١) هو ذلك الإمكان الذي كان واقتضى الصنيع (٧٤٢) تناقضا وصار كأنه يقول : ندع (٧٤٣) حديث الإمكان وحديث كونها ممكنة ، بل ينظر (٧٤٤) في نفسها هل لها إمكان وهي (٧٤٥) ممكنة؟

ومعنى هذا هو أن هذا الذي لا يلتفت إلى امكانه يلتفت إلى إمكانه

__________________

(٧٣٣) ل : الهيولى.

(٧٣٤) «الوجود» ساقطة من ل.

(٧٣٥) «الكلام» ساقطة من عشه.

(٧٣٦) «الكلام» ساقطة من عشه.

(٧٣٧) عشه : أم لا. (٧٣٨) عشه ، ل : في نفسها قصد بالنظر.

(٧٣٩) ساقطة من ل ، عشه : هل هي ممكنة طلب.

(٧٤٠) ل : فانه.

(٧٤١) «الشيء» ساقطة من عشه. وفي ع خط على ذلك (الأول).

(٧٤٢) ل مهملة. عشه : واقتضى ذلك الصنع تناقضا. وفي ب كذا : الضيع.

(٧٤٣) ل : فرع. (٧٤٤) ل : نظر.

(٧٤٥) «هي» ساقطة من عشه.

__________________

(٧٠٥) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٢ ، ف ٢ ، ص ٦٧.


ـ وبالجملة ـ تلك الماهيّة ممكنة بإمكان واحد ، و (٧٤٦) ذلك الإمكان واجب لها ليس قبله إمكان آخر ، وهذا الإمكان هو إمكانه في نفسه ، وأما إمكان وجود الأشياء (٧٤٧) فيها فهو شيء آخر ليس هذا الكلام.

فهاهنا (٧٤٨) إمكان وجود الأشياء في الهيولى وإمكان آخر للهيولى ـ بما هي هيولى في نفسها ـ [وهذا الإمكان أن للهيولى نفسها [٦١ ب] في نفسها] (٧٤٩) هو متقدم على إمكان وجود الأشياء فيه (٧٥٠) ، وهو الإمكان الذي بحسب الماهية ، وذلك الإمكان بحسب القياس إلى أشياء اخرى خارجة ، وليس يلزم أن يكون على ذلك الإمكان ، فإن (٧٥١) الماهيّة ممكنة الوجود بذلك الإمكان الذي هو للهيولى وللصورة وكل (٧٥٢) معلول غير واجب الوجود.

(٧٠٧) س ـ قيل في كتاب النفس عند بيان امتناع وجود الصورة (٧٥٣) المعقولة في آلة جسمانيّة ما هذا لفظه : «إن كان تحلّ (٧٥٤) الصورة (٧٥٥) المعقولة جسما فإنّها تنقسم بحسب انقسامه ، فلا يخلو إما أن تنقسم إلي متشابهين ، أو إلى غير متشابهين.

فإن انقسم إلى متشابهين ، فكيف يجتمع منهما ما ليس هما ، (٧٥٦) إذ الكل من حيث هو كل ليس هو الجزء ، إلا أن يكون ذلك من جهة المقدار أو (٧٥٧) العدد ، لا من حيث الصورة ، وليس كل صورة معقولة شكلا أو عددا».

ولم احصّل معنى ذلك (٧٥٨) ، ولا سياقة البرهان ، ولا المحال الذي يؤدى

__________________

(٧٤٦) الواو ساقطة من ل ، عشه.

(٧٤٧) ل : وجود الانسان فيها.

(٧٤٨) عشه : وهاهنا.

(٧٤٩) غير موجود فى ل ، عشه. وفى ب أيضا مكتوب فى الهامش.

(٧٥٠) عشه : فيها. (٧٥١) ل : بأن.

(٧٥٢) ل : هو الهيولى والصورة ولكل معلول. عشه : للهيولى وللصورة ولكل معلول.

(٧٥٣) ل : الصور. (٧٥٤) عشه : محل.

(٧٥٥) ى : الصور. (٧٥٦) ى : إياهما.

(٧٥٧) ل : و. (٧٥٨) ل ، عشه : ولم احصّل ذلك.

__________________

(٧٠٧) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٨٧.


إليه ، ولا تتمّة (٧٥٩) الكلام فيه ، [وهو ـ أدام الله علوه ـ ينعم بتحقيق معناه] (٧٦٠).

(٧٠٨) الصور (٧٦١) المعقولة إنما هي معقولة [على ما هي عليه] (٧٦٢) في الجوهر العاقل ، وإذا كانت منقسمه وانقسمت حصلت (٧٦٣) هناك غيريّة من حيث هي (٧٦٤) في العاقل ، فإذا عقلت كذلك عقل الفرق لا محالة بين الاثنين وبين المجموع وبين الواحد ، فان لم يكن إلا اختلاف (٧٦٥) شكل ومقدار بحسب ما يكون لما هو (٧٦٦) فيه وكان داخلا (٧٦٧) في المعقول ـ أي في ماهيّته ـ من حيث هو معقول وجب أن يكون عروض الانقسام يجعل الصورة معقولة (٧٦٨) على (٧٦٩) اختلاف الشكل والقدر والعدد ، وذلك غير واجب فيما ليس له شكل وقدر ، و (٧٧٠) غير واجب أيضا أن يكون كل جهة الاختلاف (٧٧١) فيما له شكل وقدر وعدد (٧٧٢) وإن لم يكن داخلا فيجب أن لا يكون هناك خلاف بين الشيء وبين ما ليس [هو ـ أي : بين الكل والجزء (٧٧٣) وبين جزء جزء.] (٧٧٤).

(٧٠٩) [ونقول بعبارة اخرى : (٧٧٥) كون الصورة معقولة هو [٦٢ آ] أن تكون في الجوهر العاقل ، وكونها مختلفة في المعقول هو أن يكون لها في ذاتها وفيما عقلها (٧٧٦) اختلاف ، [وكونها ممكنا فيها الغيرية هو كونها ممكنا أن يحدث فيها في العاقل لها غيريّة ، وذلك غير اعتبارها بحال الوجود] (٧٧٧). وكونها ممكنا أن تنقسم في المعقول هو كونها ممكنا أن تتغاير في المعقول بحسب ٧٧٩ [جزء

__________________

(٧٥٩) عشه : ولا مميز. (٧٦٠) غير موجود فى ل ، عشه.

(٧٦١) ل ، عشه : الصورة. (٧٦٢) ل : كما هي عله. عشه : كما هي عليه.

(٧٦٣) عشه : حصل. (٧٦٤) عشه : هو.

(٧٦٥) ب ، م ، د ، ل : لم يكن الاختلاف.

(٧٦٦) ى : كما هو. (٧٦٧) ى ، ل : وكان ذلك داخلا. عشه : وكان كذلك داخلا.

(٧٦٨) عشه : المعقولة.

(٧٦٩) ى : اعنى. (٧٧٠) الواو ساقطة من ل.

(٧٧١) عشه : لاختلاف.

(٧٧٢) ع : تحدد. ش : تجدد. ه : محدد.

(٧٧٣) عشه : بذلك وبين الكل وبين الجزء.

(٧٧٤) ى ، ل : وبين الجزء

(٧٧٥) ل : ان اكون

(٧٧٦) ل ، ى : عقلته.

(٧٧٧) غير موجود في ل.


جزء كلها ، (ى : جزء وجزء كليهما. ل : جزء جزء وكليهما.)] فإن كان ليس (٧٨٠) ذلك إلا (٧٨١) بحسب الشكل والقدر والعدد فليس لها أن تتعقل في قابل الانقسام إلا بحسب الشكل والقدر والعدد (٧٨٢) لكن ؛ للصور (٧٨٣) أن تتعقل من جهة اخرى ، فإن كانت تتعقل من تلك الجهة في منقسم فهي قابلة للتغاير (٧٨٤) والاختلاف لا بحسب الشكل والقدر والعدد. فإذن (٧٨٥) كل صورة معقولة لا اختلاف فيها في المعني قد تقبل (٧٨٦) اختلافا في المعنى وتنقسم إلى غير متشابهين أو متشابهين (٧٨٧) لا يشابهان (٧٨٨) الكل في المعنى ـ ليس في القدر والعدد ـ وليس كذلك (غير موجود فى عشه.)]

(٧١٠) س ـ الذي قيل : «إن الانفعال الذي يعرض لهذا الجسم في نفسه حتى يحرك هو تخيّل بعد [تخيّل متّصل يعرض ذلك] (٧٨٩) من جهة المفارق» فيه مغالطة ، لأنه لا بدّ من أن تكون هناك قوة جسمانيّة تقبل تلك التخيّلات.

(٧١١) الذي يمنع أن توجد في الجسم قوة غير متناهية هي الفعّالة لا المنفعلة ، فإن قوة الهيولى في الانفعال غير متناهية ، و (٧٩٠) ذلك غير محال (٧٩١) ، ولا البرهان قام عليه ، وليس هو مما يمنع البتة ، لأن المنفعل ليس يصدر عنه الشيء حتى يكون ما لا يتناهى من قبيله ، بل هو من قبيل الفاعل فيه ، وله انفعال فقط ، وأما اتصال انفعاله فليس منه حتى تكون له قوة على اتصال غير متناه ، فكيف غيره وهو القوة الفاعلة؟!

واعلم إنه إذا قيل : «ليس للجسم قوة غير متناهية» فيعني به قوة فعّالة

__________________

(٧٨٠) ل ، ى : ليس لها ذلك. (٧٨١) ل : او.

(٧٨٢) ل : الا بحسب الشكل والعدد.

(٧٨٣) ل : الصورة. (٧٨٤) ل : للتغايرات.

(٧٨٥) ل : وإذا كان

(٧٨٦) ل : فقد يعقل.

(٧٨٧) «أو متشابهين» ساقطة من ى.

(٧٨٨) ل : لا يتشابهان.

(٧٨٩) ل : تخيل يعرض ذلك. عشه : تخيل ففرض ذلك.

(٧٩٠) الواو ساقطة من عشه.

(٧٩١) ل : ذلك محال.

__________________

(٧١٠) راجع الرقم (٦٨٤).

(٧١١) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٣ ، ف ١٠ ، ص ٢٢٣


محركة (٧٩٢) ، لا قوة يمكنها أن تقبل من جهة غيرها امورا (٧٩٣) بلا نهاية ، فيتعلّق كونها بلا نهاية بذلك الغير ـ لا به (٧٩٤) ـ.

(٧١٢) ليس يصح أن يقال : «لما تشاكلت الأجسام في الجسميّة وافترقت بأنها تتحرك بالإرادة أو لا يتحرك ، (٧٩٥) فلها اختلاف بمبدإ هو النفس. لأن (٧٩٦) الأجسام وإن اشتركت [٦٢ ب] في صورة الجسمية وفي ساير الصور أيضا ـ مثلا ـ [لو جاز أن تفرق (٧٩٧) بعد ذلك] (٧٩٨) في المواد ؛ كما إن الصحيح هو أن جسم الفلك ، مادته (٧٩٩) الجسمانيّة غير موضوع للصورة (٨٠٠) الجسمانيّة التي عندنا : فلعلّ الاختلاف في صدور الحركة هو بسبب المادة المختلفة.

اللهم إلا أن يمكن أن يبتدئ ويبيّن بيانا مستأنفا : (٨٠١) أن هذا الاختلاف لا يجوز أن ينسب إلى المواد. وأما نفس ذلك فلا يكفي.

وأما إذا لم تأخذ الجسم مطلقا ـ وأخذت الجسم العنصري الذي عندنا المشترك (٨٠٢) في المادة ، فإنه إذا كانت صورته الجسمانية واحدة من حيث الصورة الجسمانية ، والمادة مشتركة ، واختلف جسمان في أمر هذه الحركة فبيّن أن لأحدهما مبدء غير مادته وصورته (٨٠٣) الجسمانية ، عنه يصدر هذه الحركة ـ فلتسمّ نفسا (٨٠٤)

(٧١٣) س ط ـ ما الذي دعى المتقدمين من الفلاسفة والمعتزلة إلى أن قالوا :

__________________

(٧٩٢) ل ، عشه : يحركه.

(٧٩٣) ل ، عش : امور. (٧٩٤) ل ، عشه : لانه.

(٧٩٥) ل ، عشه : ولا يتحرك.

(٧٩٦) ل ، عشه : وذلك لان. (٧٩٧) ل : أن؟؟؟ رق.

(٧٩٨) عشه : لو جاز جاز أن يفترق لعل ذلك.

(٧٩٩) ل : صورته الجسمانية. عشه : موضوع صورته الجسمانية.

(٨٠٠) ل ، عشه : الصورة. (٨٠١) عشه : بيانا شافيا.

(٨٠٢) عشه : المشتركة.

(٨٠٣) عشه : غير مادية وغير صورة. ل : غير مادية وغير صورته.

(٨٠٤) عشه : ولتسمّ نفسا.

__________________

(٧١٢) راجع الشفاء : النفس ، م ١ ، ف ١ ، ص ٥.

(٧١٣) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٦ ، ص ٣٥٩ وف ٧ ، ص ٣٦٣.


«إنه لا يجوز أن يعقل واجب الوجود بذاته (٨٠٥) غير ذاته» وأبوا أن يكون موضوعا لصور الموجودات أو لوازمه؟

ج ط ـ لا أعرف (٨٠٦) للمعتزلة في هذا قولا ، ولا للمتقدمين من الفلاسفة ، بل هذا شيء حدث (٨٠٧) الآن ، وعن قريب لما رأوا أن العقل والمعقول والعاقل (٨٠٨) واحد باتفاق المتقدمين ، ولو عقل (٨٠٩) الكثرة لانقسم وكان منها [وكل واحد منها] (٨١٠)

(٧١٤) س ط ـ هل يصح أن نقول (٨١١) في الشيء البسيط الذي لا تركيب فيه بوجه من الوجوه وسبب من الأسباب : «إن ذاته موجود لذاته»؟ أم لا؟

وإن صحّ هذا فما معنى ذلك (٨١٢)؟ فإنه لا يحتمل أن يعنى به [ما اشير إليه وتبين من حديث الشيء وغيره ، وليس يمكن أن يقال : إن هذا الكلام غير صحيح ، ولكن] (٨١٣) هذا البسيط ، الشيء الذي هو ذا يتعلّق به المشرقية (٨١٤).

(٧١٥) ج ط ـ موجود لذاته يفهم منه معاني (٨١٥) : أحدها أن ذاته لا يتعلّق في وجوده بغيره ؛ والثاني أن ذاته ليس موجودا لشيء غيره ـ وجود البياض للجسم. والثالث إن ذاته هي مضاف إلى ذاته (٨١٦).

__________________

(٨٠٥) ل : ذاته. (٨٠٦) ل : لا عرف.

(٨٠٧) ع : حدثت. ه : حديث.

(٨٠٨) ل ، عشه : العقل والعاقل والمعقول.

(٨٠٩) ل ، عشه : فلو عقل. (٨١٠) ل ، عشه : وكان كل واحد منها.

وفي هامش ب بخط غير الكاتب : لم لا يمكن أن يكون لعلم الواجب طريق آخر فوق وصول علمنا إليه ، لان حقيقة ذاته تعالى مبهما (كذا) ويمكن لعلوّ شأنه ـ تعالى شأنه ـ أن يكون كيفية صفاته أيضا مبهما.

لا لعقلنا سبيلا إليه ، والله أعلم بحقيقة نفسه الشريفة ، كما أثنى على نفسه ، وأثنى نفسه بالصفات لا بإظهار كيفية الصفات ، لأنه فوق طور ...

(٨١١) عش ، ل : أن يقال. ج ساقطة. (٨١٢) عش ، ل : فما معناه.

(٨١٣) ساقطة من عشه ول. واستدرك في ل بعد.

(٨١٤) ل ، عشه : السرفيه. (٨١٥) ل ، عشه : يفهم منه ثلاث معان.

(٨١٦) ل : إن ذاته سى يصاف إلى ذاته. عشه : إن ذاته فهو يضاف إلى ذاته. ج : إن ذاته مضافة إلي ذاته.

__________________

(٧١٤) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٦ ، ص ٣٥٧.

(٧١٥) راجع الأسفار الأربعة : ٨ / ٢٧٥.


فمن يرى أن الإضافة تقتضي اثنينية (٨١٧) يمنع صحة هذا ؛ ومن يرى (٨١٨) [أن الإضافة تقتضي مضافا ومضافا إليه (٨١٩) فقط ـ ليس مضافا (٨٢٠) ومضافا إليه غيره ، وثانيا ، ومثل] (٨٢١) ذلك ؛ بل ما هو أعم من هو هو [٦٣ آ] وغيره ـ فإنه لا يمنع من ذلك (٨٢٢)

(٧١٦) س ط ـ ما المانع أن يكون الجامع لأخلاط الحيوانات في أول التكون مزاج الوالدين أو قوة لهما ، ثم يصير [ـ مزاج (٨٢٣) المني جامعا لمزاج العلقة إلى أن يصير إنسانا فيصير مبطلا عن الموضوع ذاته إلى غيره ـ] (٨٢٤).

(٨٢٥) بل ما الذي يمنع أن يكون هذا الجامع جسم ما لا قوة (٨٢٦)؟ ج ـ [لا شك أنه لا تبقى صورته] (٨٢٧) ، بل لا يزال أيضا مزاج المني يحركه (٨٢٨) الأخلاط [نحو حالة تنسلخ عنها صورة المنويّة] (٨٢٩) فيحصل مزاج آخر.

(٧١٧) س ـ ما المانع من أن يكون ما نشعر به (٨٣٠) من ذواتنا المزاج الخاص

__________________

(٨١٧) عشه : الاثنينية.

(٨١٨) ب ، م ، د ، ج : لا يرى. (٨١٩) عشه مقدم ومؤخر.

(٨٢٠) «مضافا و» ساقطة من عشه.

(٨٢١) ساقطة من ج. (٨٢٢) ل ، عشه : لا يمنع ذلك.

(٨٢٣) «مزاج» ساقط من ل.

(٨٢٤) هنا خلط وتقديم وتأخير في عشه ول خ هكذا : فيصير مبطلا عن الموضوع ذاته إلى غير مزاج المني جامعا لمزاج العلقة (عش : العقلة) ولا شك إنه أحدها إلى أن يصير إنسانا.

(٨٢٥) ل ، عشه : لا بل ما الذي.

(٨٢٦) عشه : جسم لا قوة. ل خ+ قال رحمة الله عليه : هذه مسائل بارد.

(٨٢٧) ب : س ط : لا شك انه تبقى صورته. عشه : لا؟؟؟ قى صورته.

(٨٢٨) عشه ، ل : يحرك.

(٨٢٩) النسخ محرفة جميعا وما اثبتناه استنباط من مجموعها ، وإليك نصّ النسخ الاصلية : ب : نحو حالة إلى أن ينسلخ عنها (هنا علامة سقط) المنوية. ل : نحو حالة سسحلح عنها صورة المنوية. ع : نحو حالة ينسلخ عنها النوية؟؟؟.

(٨٣٠) عشه : شعر به ، وفى ب مكتوب في الهامش وغير مقروءة فى الصورة التي عندي. وفى د وم بياض مكان الكلمتين.

__________________

(٧١٦) راجع الرقم (٤٠٤).


بكل شخص ـ لأنه صح (٨٣١) أن النفس ليست (٨٣٢) بمزاج ، ولأنا لا نحسّ ذواتنا كيفية (٨٣٣)

(٧١٨) وهب (٨٣٤) أن هاهنا قوة تجمع أخلاط الحيوانات (٨٣٥) ، فما البرهان على أن الذي يبصر ويسمع ويتوهم ويتخيّل ويتفكّر (٨٣٦) ليس هو المزاج؟ ولم يجب (٨٣٧) أن يكون ذلك الجامع هو النفس.

ج ط ـ لأن كل (٨٣٨) واحد من هذه يثبت واحدا بعينه ، والمزاج يتبدّل ، ولو لم يثبت المتخيّل واحدا (٨٣٩) بعينه لكان المتخيّل القديم يبطل ، فيحتاج إلى استئناف اكتساب بالحسّ (٨٤٠).

وليس لقائل أن يقول : «إن المزاج لا يتبدل إلا شيئا قريبا ، [فإنه إن تبدل قليلا ـ وأقل قليلا] (٨٤١) ـ فليس هو عين (٨٤٢) الأول ، لكنه يجوز [أن يفعل في إعداد] (٨٤٣) المادة لحفظ الصورة أو صلوحها للصورة الواحدة فعل الأول ، لأن الأشياء المتباعدة قد تشترك في فعل واحد ـ فكيف المتقاربة. ـ؟

(٧١٩) س ط ـ هل يجب أن يكون لكل عضو على (٨٤٤) مزاج خاصّ ـ كالدماغ والقلب والعين والمعدة ـ جامع خاصّ لأخلاطه؟ أم يكفي للجميع (٨٤٥)جامع وحافظ(٨٤٦)؟

ج ط ـ لكل عضو مزاج خاصّ وقوة حافظة خاصة تنبعث عن القوة التي

__________________

(٨٣١) عشه : قد صح.

(٨٣٢) النسخ : ليس.

(٨٣٣) ل ، عشه : بذواتنا كيفية.

(٨٣٤) عش : وثبت ، ه : ويثبت.

(٨٣٥) ل : الاخلاط الحيوانات. عشه : الاخلاط للحيوانات.

(٨٣٦) عشه ، ل : ويفكر.

(٨٣٧) عشه : وانما يجب.

(٨٣٨) ل : ان لكل.

(٨٣٩) عشه : الواحد.

(٨٤٠) ل ، عشه : اكتساب باطن.

(٨٤١) ل : فإنه وان تبدل قليلا وأقل قليل. عش : فانه إن تبدل قليلا أو أقل قليل.

(٨٤٢) ل : غير.

(٨٤٣) عشه : أن يعقل في اعتداد.

(٨٤٤) «على» ساقطة من ل.

(٨٤٥) ل : للجمع. عشه : الجميع.

(٨٤٦) عشه : جامع فلا حافظ. ى : جامع أو حافظ واحد.


كانت في المبدأ المشترك تحركته (٨٤٧) إلى الانفصال (٨٤٨)

(٧٢٠) س ط ـ البياض موجود في الجسم ، فلم لا يجوز أن يحصل (٨٤٩) في قوة جسمانية إذا عقل (٨٥٠)؟ وهل المعقول منه إلا البياضيّة؟ وهل الموجود في الجسم إلا البياضية؟ فما معنى التجريد (٨٥١)؟ ولم حرّم أن يكون المعقول من البياض يحلّ جسما؟

ج ط ـ كم تقول؟! معني المعقول من البياضية هو الذي من شأنه أن يقال على كل بياض ، وهو مجرد بالفعل عن اللواحق.

(٧٢١) س ط ـ (٨٥٢) إذا لم تكن الهيولى بذاتها متحيّزة ولم تكن الصورة بذاتها متحيّزة لم لا ينفك [٦٣ ب] التحيّز عن وجود الهيولى؟

ج ط ـ (٨٥٣) الهيولى يلزمها التحيّز ضرورة في طباعها عند (٨٥٤) الوجود بعد لازم آخر لها من غيرها لا حقا لها ، فنخمّن (٨٥٥) أنها لو صحّ لها وجود خارجا عن اللواحق من الغير لكان يجب لها محال ، وهو أن توجد غير متحيزة.

(٧٢٢) س ط ـ إن جاز أن لا يكون الهيولى (٨٥٦) متحيّزة ولا الصورة ـ ثم

__________________

(٨٤٧) عشه : لحركته. ى : فحركته. (٨٤٨) عشه+ به إلى هنا.

(٨٤٩) ل ، عشه : أن يكون.

(٨٥٠) «إذا عقل» ساقطة من عشه.

(٨٥١) ل : التحريك.

(٨٥٢) لم تكن هنا علامة فى ب. وكان.

علامة السؤال على جوابها سهوا من الناسخ. والصحيح ما اثبتناه.

(٨٥٣) جاء هنا علامة السؤال (س ط) وجاء بعد «طباعها عند الوجود» علامة الجواب (ج ط) وكلاهما من سهو الناسخ اذ الفقرة واحدة وجواب عن السؤال السابق.

(٨٥٤) ى : عن.

(٨٥٥) ل ، عشه : تضمن.

(٨٥٦) ل ، عشه : الهيولى بذاتها متحيّزة.

__________________

(٧٢٠) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٩٠.

(٧٢١) راجع الرقم (٧٤٣).


يعرض من اجتماعهما التحيّز ـ فلم لا يجوز أن تكون العناصر في حال بساطتها (٨٥٧) لا يصدر عنها الإرادة والتحريك؟ فإذا كسرت كيفياتها (٨٥٨) صدر عنها هذان؟

ج (٨٥٩) ـ المقدم غير مسلم.

(٧٢٣) الصور (٨٦٠) المعقولة [إن كانت تتمانع استحال وجودها] (٨٦١) معا وسواء (٨٦٢) كانت القوة العقلية [مقترنة بالبدن أو كانت] (٨٦٣) مفارقة ، وإن لم يتمانع وجودها معا كان واجب (٨٦٤) أن توجد معا في القوة العقليّة قبل المفارقة.

ج ط ـ الصور المعقولة غير متمانعة ـ حتى الأضداد ـ فليس السبب من جهة القابل ، فإن القابل يقبل معا المتقابلات وأجزاء القضايا وأجزاء الحدود ، ولكن النفس [منّا تشتغل بشيء] (٨٦٥) عن شيء ، ولا تخلو عن مجاذبة حسّ أو تخيّل أو شوق (٨٦٦)

(٧٢٤) س ـ ثم إن (٨٦٧) قوله في تصحيح أن المدرك يجب أن يكون موجودا للمدرك : «إنّا ندرك المعدومات ـ ولا وجود لها من خارج ـ وإنّا لا ندرك كثيرا من الموجودات في الأعيان» صحيح ، ولكن ليس يلزم من ذلك أن يكون كل إدراك هو وجود المدرك للمدرك البتّة.

ج ـ كل ما تدركه فإنه (٨٦٨) حيث تدركه في الذهن فحقيقة (٨٦٩) متمثّلة في

__________________

(٨٥٧) عشه : بسائطها.

(٨٥٨) عشه ، ل : كسر من كيفياتها.

(٨٥٩) ب : س ط.

(٨٦٠) ل : الصورة.

(٨٦١) ل ، عشه : إن كان يتمانع وجودها.

(٨٦٢) ل خ : فسواء عش ، ل : سواء. ه ساقطة.

(٨٦٣) عش : مفتقرة بالبدن أو كان. ه ساقطة.

(٨٦٤) ، عشه : وجب.

(٨٦٥) ل : منا تشغل الشيء. عشه : ما يشغل الشيء.

(٨٦٦) عش : أو تخيل يتشوق. ه : أو تخيل متشوق.

(٨٦٧) «ثم إن» ساقطة من عشه.

(٨٦٨) عشه : فانما.

(٨٦٩) عشه : بحقيقته.

__________________

(٧٢٣) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٥ ، ص ٢١٠. والإشارات : النمط الثالث ، ف ٧ (الشرح ٢ / ٣٠٨).


ذهنك (٨٧٠) ضرورة ، وتلك الحقيقة إما أن يكون تمثّلها في الأعيان ويلحظه ذهنك ـ فالمعدوم لا يدرك ـ وإما أن تكون في ذهنك ـ وهو الباقي ضرورة.

(٧٢٥) س ط ـ لم صار المحسوس القوي يمنع الحسّ من إدراك المحسوس الضعيف؟

ج ط ـ إنما يمنع ذلك لأحد شيئين (٨٧١) : أحدهما ضرر انفعال (٨٧٢) يحدث في المادة ـ كما يفعل اللون القوي [والصوت القوي] (٨٧٣) والآخر لأن كل متمثل يبقي زمانا ما ، فإن بقي بعد مفارقة المحسوس كان الضعيف في جانب المقابلة ، فإن البياض [الضعيف عند البياض] (٨٧٤) [٦٤ آ] القوي سواد أو حمرة أو لون آخر (٨٧٥) ، ومن المستحيل أن يجتمع شبح (٨٧٦) بياض و (٨٧٧) غير بياض [مميّزين في قابل منطبع] (٨٧٨)

(٧٢٦) س ط ـ وما الفرق بين اليقين والمشاهدة؟ فإنه قال في وقت ما هذا معناه : «إن اليقين أن يحضر في الذهن المطلوب مع الحد الأوسط مع مزاحمة القوى الاخرى ، وإن المشاهدة هو أن يحضر المطلوب الذهن (٨٧٩) مع زوال ساير الموانع ، حتى [لا يمكن للقوى الآخر المزاحمة] (٨٨٠) ، واريد أن يكون بيان هذا بعبارة أبين من هذه.

ج ـ اليقين لا يمنع التخيّل عن المقابلة ، والمشاهدة تمنع كل شيء عن المقابلة ،

__________________

(٨٧٠) «ذهنك» ساقطة من عشه.

(٨٧١) ى : سببين. (٨٧٢) ى : انفعالى.

(٨٧٣) ساقطة من عشه. (٨٧٤) ساقطة من عشه.

(٨٧٦) ساقطة من عشه. (٨٧٥) عش : اخضر.

(٨٧٧) ل : أو.

(٨٧٨) ل : م؟؟؟ م؟؟؟ ر؟؟؟ فى؟؟؟ ا؟؟؟ ل م؟؟؟ قطع.

عشه : متميزين في قابل غير منطبع.

(٨٧٩) ه : في الذهن.

(٨٨٠) عشه : حتى لا يكون للقوى المزاحمة.

__________________

(٧٢٥) راجع الرقم (٥٦٥).

(٧٢٦) لم أجد الكلام بلفظه في الشفاء ، لكنه جاء في التحصيل لبهمنيار : ٨١٦. راجع الرقم (٦٤٢).


كما أن المبصر (٨٧٩) عند ما يبصر لا ينازعه تخيّل ولا شيء آخر.

[واليقين من حيث هو يقين إنما] (٨٨٠) [هو بتمثيل] (٨٨١) الحد الأوسط ، والمشاهدة ملكة وإن صحبها الحد الأوسط ، فكأنه غير محتاج إليه.

(٧٢٧) ما الذي يمنع أن يكون حمل الوجود العام على وجود الأول وساير الوجودات (٨٨٢) ـ [لست أعني به الموجودات بل الوجودات] (٨٨٣) ـ حمل الجنس؟ وما الذي دعانا إلى أن نقول : «إن حمله عليها (٨٨٤) حمل اللازم»؟ وكيف (٨٨٥) حمل الممكن العام على الممكن الخاصّ؟

(٧٢٨) ج ط ـ الوجود (٨٨٦) لا يدخل في المفهومات البتة دخول مقوّم أيّ جزء ، فإن دخل في مفهوم شيء ففي (٨٨٧) مفهوم الأول فقط.

والجنس لا يدخل في مفهوم ماهيّة واحدة فقط ، بل أقلّه في ماهيّتين (٨٨٨).

والممكن العامّ لا بعيد (٨٨٩) أن يكون داخلا في مفهوم الممكن الخاصّ إن جعل مفهوم الخاصّ هو إنه غير ضروريّ ـ أي في الوجود والعدم ـ وإن (٨٩٠) جعل كونه غير ضروري اسما للازم (٨٩١) الخاصّ لا لماهيّته وحقيقته من حيث هو ممكن خاصّ ـ إن كانت له في نفسه (٨٩٢) حقيقة غير مفهوم هذا السلب ـ كان الممكن العام من لوازمه إن كان مفهوم الممكن العام هو أنه غير ضروري (٨٩٣) ، فيكون مفهوما لا لحال الممكن العام ، بل لنفس حقيقته.

وذلك لأن السلوب كلها لوازم لا مقومات [٦٤ ب] إلا للسلوب ، فإن كان

__________________

(٨٧٩) عشه : البصر.

(٨٨٠) واليقين حيث انما.

(٨٨١) ل :؟؟؟ م؟؟؟ ل. عشه : هو بتمثل.

(٨٨٢) عشه : على محل الوجود الأول وسائر الموجودات

(٨٨٣) ساقطة من لر. (٨٨٤) ل ، عشه : عليه.

(٨٨٥) ل : فكيف. (٨٨٦) ى ، ل ، لر : الموجود.

(٨٨٧) ل : بقي. (٨٨٨) ى : بل في أكثر من ماهيتين.

(٨٨٩) عشه ، لر : لا يبعد.

(٨٩٠) عشه : فإن. (٨٩١) ل : اللازم.

(٨٩٢) «في نفسه» ساقطة من عشه.

(٨٩٣) عشه : غير ممتنع.

__________________

(٧٢٧) راجع الرقم (٦٤٧) و (٤٧٩).


الممكن العام ليس مفهومه مفهوم (٨٩٤) «ليس بممتنع» [بل له مفهوم يلزمه أنه (٨٩٥) [ليس بممتنع ،] (٨٩٦) وللممكن الخاصّ مفهوم ليس (٨٩٧) «إنه غير ضروري» وإن كان يلزمه أنه] (٨٩٨) غير ضروري ، فيجب حينئذ أن ينظر هل يدخل مفهوم العام في مفهوم الخاص.

(٧٢٩) وعندي أنه إن كان فسيدخل (٨٩٩) في الممكن الخاصّ ، ثم لا يكون جنسا (٩٠٠) ، لأنه لا يكون له فيه شريك ، لأنه وإن كان مقولا على الواجب فلعله لا يقال عليه (٩٠١) قول الداخلات في المفهوم ـ بل قول اللوازم ـ أو لعل (٩٠٢) الأمر بخلاف هذا.

(٧٣٠) وبقي إلى (٩٠٣) أن تحصل المفهومات التي ليست سلوبا مجردة لهذه.

وأنا إلى هذه الغاية لم احصّلها ، وما عندي أن (٩٠٤) احصّل بعد هذا السنّ شيئا لم احصله (٩٠٥) قبل ، فلا يجب إن تطلب من جهتي في هذا تحصيل ، بل يجتهد فيه الشبّان الأذكياء الفارغو القلوب.

وهذه مسئلة ما أطمّها (٩٠٦) من مسئلة ، ولو شئت لأتيت عظم شأنها وما يتعلّق بها ، إلا أني فاتر أيضا في هذه المشيئة (٩٠٧) للحوائل الباطلة (٩٠٨) لي عن الحق.

* * *

(٧٣١) س ط ـ المعنى المعقول من الإنسان مثلا معنى مشترك فيه ، فإذا

__________________

(٨٩٤) لر : الا مفهوم.

(٨٩٥) عشه : أن. (٨٩٦) ل : بل مفهوم.

(٨٩٧) «ليس» ساقطة من لر.

(٨٩٨) استدرك فى ب في الهامش ولذلك لم يصور فى صورة النسخة وفى م ود مكانها بياض. فأثبتناها مطابقا للنسخ الاخرى : عش ، ى.

(٨٩٩) ل : يدخل. عشه : فيدخل.

(٩٠٠) عشه : جنسا له. (٩٠١) ل : عله.

(٩٠٢) لر ، عشه : ولعل.

(٩٠٣) «إلى» غير موجودة في ل ، عشه. لر خ : وهى التي أن يحصل.

(٩٠٤) عشه ، ل : أني. (٩٠٥) عشه : لم احصّلها.

(٩٠٦) ى : ما أهمها.

(٩٠٧) عشه : الشيه.

(٩٠٨) ل خ ، عشه : الباطنة.

__________________

(٧٣١) راجع الرقم (١٠١٤).


حصل في قوابل مختلفة (٩٠٩) كان حكمه في كل واحد من القابلين غير حكمه في الآخر ، فلا يكون في القابل الأول ، كما في القابل الثاني ، [فلا يكون الأول هو الثاني ، فلا يكون] (٩١٠) المعنى مشتركا فيه.

فلم فرض للمعقول من الإنسان معقول آخر وقوابل اخر (٩١١) حتى بان هذا الخلف؟

(٧٣٢) فرض له معقول آخر ، ولم يفرض (٩١٢) قوابل اخر ، بل القوابل تلك بأعيانها وإنما فرض له (٩١٣) معقول آخر لأنه لو اقتصر علي الأول لكان (٩١٤) للقائل أن يقول : إنه في القوابل العاقلة مختلفة لاختلاف القوابل ـ كما كان في الأمور الخارجة. ولا يمنع ذلك أن يكون كل واحد منها عاقلا ، لأن تلك الصورة وإن خالطها اختلاف (٩١٥) وزيادة بحسب هذا القابل ، (٩١٦) فهي بحسب الامور الخارجة وبحسب الأعيان غير مختلفة ، وإنما كان التجريد بحسب الامور الخارجة ليس من كل جهة (٩١٧) [٦٥ آ] فاحتيج إلى (٩١٨) أن يجعل لها تجريد أيضا بحسب القوابل الثانية ، كما احتيج إلى أن يجعل لها تجريد بحسب القوابل الاولى والموضوعات الاولى ، حتى يصير بذلك التجريد متشابها مشتركا لا خلاف فيه.

(٧٣٣) ثم لو كان قيامه (٩١٩) بحسب هذا التجريد في قوابل ثالثة ما كان (٩٢٠) يلزم الخلف ، لكن هذا التجريد لها بحسب القوابل الثانية لأنها إنما تصير معقولة بحسب هذه القوابل الثانية ، [لأنها بحسب الفرض] (٩٢١) للخلف هي العاقلة (٩٢٢).

فإذن يجب أن تكون بحسب هذا التجريد [وهذا التشابه في هذه القوابل

__________________

(٩٠٩) عشه : في القوابل المختلفة.

(٩١٠) عشه : ولا يكون.

(٩١١) عشه : اخرى.

(٩١٢) ل ، عشه : لم يفرض له.

(٩١٣) «له» ساقطة من عشه.

(٩١٤) ل : كان. (٩١٥) ل : لاختلاف.

(٩١٦) عشه : بحسب القابل.

(٩١٧) عشه : وجه.

(٩١٨) «الى» ساقطة من عشه

(٩١٩) عشه : قوامه.

(٩٢٠) عشه : لما كان.

(٩٢١) ل خ : لا بحسب العرض للخلف.

(٩٢٢) عشه ، ل : هى غاية العاقلة.


الثانية ليست (٩٢٣) كما كانت بحسب التجريد الأول] (٩٢٤) ، والتشابه الأول (٩٢٥) تنقل مثلا عن القوابل والموضوعات الاولى (٩٢٦) إلى الثانية العاقلة.

(٧٣٤) س ط ـ ثم (٩٢٧) إن حصول المعقول في العقل قد يسلّم علي أنه حصول يلزمه من الجسم لوازم ، [ولم يجب أن يكون كل حصول هذا الحصول ، فعسى] (٩٢٨) هاهنا نوع الحصول لم نشاهده ولم نعرفه ، أو لا يكون حصول أصلا ـ ومع هذا ـ التعقل يكون حاصلا على نوع لم نمارسه ولم نعرفه ، وهذه المقدمة عندي أنه (٩٢٩) يصعب تحقيقها بحيث يقع الوثوق بها.

(٧٣٥) ج ط ـ لا يخلو الحصول في القوابل إما أن يكون على وجه التشابه وزوال الخلاف إلا من حيث المقارنة ـ فقط ـ المختلفة ؛ أو يكون ليس كذلك ، بل هناك (٩٣٠) اختلاف في الكمّ والوضع وغير ذلك زائد على (٩٣١) مفهوم نفس المقارنة ، لا قسم (٩٣٢) إلا هذين ، (٩٣٣) لا حصول في القوابل إلا أحد (٩٣٤) هذين ، ولا يمكن أن يحصل في جسم إلا ويلزمه كمّ مخصوص ومقارنات لأحوال يتداخل (٩٣٥) ـ من الوضع والكيف والأين وغير ذلك ـ ليس نفس مقارنة الجسم من حيث هو مقارنة الجسم حتى تكون الصورة متشابهة ، والمركب منها ومن الموضوع مختلفة ؛ بل يكون هناك لنفس الصورة اختلاف (٩٣٦) مثل ما كان من خارج ، حتى يمكن أن ينقسم انقسامات مختلفة.

(٧٣٦) وهذا هو الذي كان يجعل الصورة غير معقولة ، ولو لم يجعل لكان في الموضوع [٦٥ ب] الخارج معقولا لأن الشيء ليس كونه عاقلا إلا أن يحصل

__________________

(٩٢٣) ل :؟؟؟ س؟؟؟ (كذا).

(٩٢٤) غير موجود في عشه وفى ل أيضا وضع فوقها علامة : (زائدة في نسخة).

(٩٢٥) عشه : والثانية الاولى.

(٩٢٦) «الاولى» ساقطة من عشه.

(٩٢٧) «ثم» ساقطة من عشه.

(٩٢٨) ساقطة من عشه.

(٩٢٩) «انه» ساقطة من عشه.

(٩٣٠) عشه : بل يكون اختلاف.

(٩٣١) ى : زائد على معنى المقارنة.

(٩٣٢) ل ، عشه : وإذ لا قسم.(٩٣٣) ى : هذان.

(٩٣٤) ل : بأحد. (٩٣٥) ل ، عشه : مداخله. ل خ : تداخله.

(٩٣٦) «اختلاف» ساقطة من ش ، ه


فيه الصورة من حيث هي معقولة ، فلو كانت مع هذه (٩٣٧) المخالطة معقولة (٩٣٨) لكانت المادة يحصل فيها (٩٣٩) المعنى وهو معقول فيها (٩٤٠) ، فكان يكون عاقلا ، فتكون (٩٤١) المواد الخارجة عاقلة.

(٧٣٧) س ط ـ لم يجب [أن يكون الفعل ـ أعني الخلق والايجاد] (٩٤٢) من لوازم واجب الوجود بذاته؟ [وهل هذا له أولا ،] (٩٤٣) أو بواسطة (٩٤٤) لازم آخر بعد أن يبيّن ذلك ببرهان لا باستدلال.

(٧٣٨) ج ط ـ لأن وجود الممكن الوجود لو لم يلزم عن شيء لم يلزم (٩٤٥) البتة ، فلم يكن ؛ وإن لزم عن ممكن الوجود لم يقف (٩٤٦). فيجب أن يكون لزومه عن واجب الوجود بلا توسط (٩٤٧) لازم آخر ـ إلا لوازم الصفات التي هي الجلايا المقدسات (٩٤٨) ، فإنه إن كان بلازم (٩٤٩) خارج كان اللازم عنه بعض الممكنات ، وبعض الممكنات قد يلزم (٩٥٠) بواسطة.

وأما أن واجب الوجود بحيث يلزم عنه صفاته أولا ثم الخارجات عنه ، فليس لعلة غير ذاته ، وإلا لكان لصفة أو لشيء خارج (٩٥١) ، وحينئذ كان بعض الممكنات (٩٥٢) ـ لا الممكنات المطلقة ـ (٩٥٣) فلا علة لكونه بحيث يلزم عنه الممكنات ولا لميّة (٩٥٤) لذلك ، بل هو لأنه هو فقط.

__________________

(٩٣٧) ل : هذا. (٩٣٨) «معقولة» ساقطة من ش ـ ه

(٩٣٩) عشه : فيه.

(٩٤٠) «فيها» غير موجود فى ل ، عشه.

(٩٤١) عشه : بكون ، وفى ل أيضا كان كذلك وصحح بعد.

(٩٤٢) عشه : ان الفعل والايجاد. لر : أن يكون العقل والايجاد.

(٩٤٣) عشه : وهل لهذا آلة أو لا.

(٩٤٤) ل ، لر ، عشه : بوساطة. (٩٤٥) ل : لم يلزمه.

(٩٤٦) عشه : ولم يقف. (٩٤٧) عشه : بلا وسط.

(٩٤٨) عشه : المقدسة. (٩٤٩) ن : لازم.

(٩٥٠) عشه : الممكنات يلزم.

(٩٥١) عشه ، ل : بصفة أو شيء خارج. لر : بصفة او لشيء خارج.

(٩٥٢) «الممكنات» ساقطة من ل. (٩٥٣) «المطلقة» غير موجودة في ب ، د ، م.

(٩٥٤) عشه ، ل ، لر : فلا لمية.

__________________

(٧٣٧) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٧ ، ص ٣٦٤. وم ٩ ، ف ١ ، ص ٣٧٣ وف ٤ ، ص ٤٠٢.


(٧٣٩) س ط ـ كيف تكون صورة واحدة من اجتماع قوى كثيرة؟ وأيّ نوع هو هذا الاجتماع؟

ج ط ـ الصورة الواحدة من اجتماع قوى كثيرة (٩٥٥) على وجهين : أحدهما أن تنحفظ القوى فتتعاون على فعل واحد مثل تعاون التحليل والجذب في بعض المسهلات على الإسهال (٩٥٦) ؛ أو على صورة وهيئة في المادة واحدة (٩٥٧) ، مثل تعاون الحدبة والاستقامة على التشكل (٩٥٨) القطاع.

والوجه الثاني أن تنكسر الأطراف بالوسط فتحدث هيئة ـ كاللزوجة.

(٧٤٠) س ط ـ قيل في بيان أن الواحد يصدر عنه واحد : إنه إن كان الشيء من حيث يصدر عنه «أ» يصدر عنه «ب» فإنه من حيث يصدر عنه «أ» يصدر عنه «لا ألف» ـ هذا خلف ـ. واقدّر أن هذا الخلف ليس بواجب ، فإنه ليس هذا بمناقض للأول ، إذ هو معدول.

ج ط ـ [٦٦ آ] لأن «ب» ليس بـ «أ» (٩٥٩) فمن حيث يصدر عنه «ب» يصدر عنه ما ليس بـ «أ» (٩٦٠)

(٧٤١) س ط ـ ما موضوع صورة الحمارية (٩٦١) مثلا؟ فإن الهيولى لها صور (٩٦٢) الاستقصّات الممتزجة ، ولا يجوز أن تقبل صورتين معا؟

ج ـ الممتزج من كيفيّات الاستقصّات المحفوظة (٩٦٣) فيها صورها و (٩٦٤) إنما

__________________

(٩٥٥) ل : كثيرة واحدة على.

(٩٥٦) عشه : على فعل الاسهال.

(٩٥٧) عشه : الواحدة.

(٩٥٨) ى ، ل ، عشه : الشكل.

(٩٥٩) ل خ : ليس أ.

(٩٦٠) ل ، عشه : ما ليس ب.

(٩٦١) ى : الجمادية. ه : الحادثة. عش : الح؟؟؟ ار؟؟؟ ه.

(٩٦٢) عشه : صورة.

(٩٦٣) ى : المحفوظ.

(٩٦٤) الواو ساقطة من عشه.

__________________

(٧٤٠) راجع الرقم (٦٧٣) و (٧٨٦). والأسفار الأربعة : ٢ / ٢٠٦.


يستعد بهذا (٩٦٣) المزاج الذي هو عرض كمالي ، فمن حيث هو واحد بهذا (٩٦٤) المزاج فهو موضوع للصورة الحمارية. (٩٦٥)

(٧٤٢) س ط ـ ما الذي يزيل عن (٩٦٦) النفوس بعد المفارقة الهيئات الرديّة؟

ج ـ تمام هذا السؤال أن يقال : إن العقل الفعّال وعلاقته (٩٦٧) واستعداد النفس (٩٦٨) موجود في أول ما تفارق النفس إلى وقت زوال الهيئة ، [فلم تتأخر ولم تزل] (٩٦٩) دفعة؟

فيكون [الجواب ـ وهو جواب] (٩٧٠) سؤال حسن ـ : إن تلك الهيئات منها ما يقبل التشدد [والتنقّص ، ومنها ما لا يقبل ذلك ، فما لا يقبل ذلك] (٩٧١) إما أن يزول دفعة ، وإما أن لا يزول البتة ؛ وما قبل التشدّد والتنقّص فيكون أوقاته الأول والثانية غير متساوية (٩٧٢) في الاستعداد ، لأن الاستعداد بعد ما نقص (٩٧٣) ليس كالاستعداد ولم ينتقص (٩٧٤) ، بل يكون الاستعداد ينمو (٩٧٥) يسيرا يسيرا ، كما أن الهيئة تنقص قليلا قليلا (٩٧٦)

(٧٤٣) س ط ـ [قيل في بيان أن واهب الصور يجب أن يكون عقلا :

__________________

(٩٦٣) عشه : هذا. (٩٦٤) عشه : هذا.

(٩٦٥) ى : الجمادية. ه : الحادثة. عش : الجاذبة ه.

(٩٦٦) عشه : من. (٩٦٧) ل ، عشه : علائقه.

(٩٦٨) «النفس» ساقطة من عشه.

(٩٦٩) عشه : فلم لا يزول. ل : فلم؟؟؟ تاخر ولم لا يزول.

(٩٧٠) عش : للجواب.

(٩٧١) عشه : ومنها لا يقبل ذلك والذي لا يقبل من ذلك. ل : والتنقص ومنها ما لا يقبل ذلك فما لا يقبل من ذلك.

(٩٧٢) عشه : غير مساوية.

(٩٧٣) عشه : الاستعداد لبعض ما نقص.

(٩٧٤) عش ، ل ، ى : ولم ينقص.

(٩٧٥) ب : ينموا. عشه : يتم.

(٩٧٦) عشه : تنقص قليلا.

__________________

(٧٤٢) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٩ ، ف ٧ ، ص ٤٣١.

(٧٤٣) راجع الرقم (٧٧٢) و (٢٢٤).


«إن الهيولى ليس لها حيّز حتى يؤثّر فيها جسم» وليس الأمر كذلك ، فإنها وإن كانت في ذاتها غير متحيّزة فإن وجودها لا يكون إلا متحيّزا لاقترانها دائما بالصور ، وإن جاز أن تكون نار ما ـ مثلا ـ سببا لوجود صورة نار اخرى جاز أن يكون واهب الصور على الاطلاق جسما.

ج ط ـ الكلام في الصور التي لها أولا وتصادف موثرها في الهيولى ، ولم تتصور بعد بالصور المحيزة له] (٩٧٧)

(٧٤٤) س ط ـ لم يجب أن يكون مخرج العقل من القوة إلى الفعل عقلا (٩٧٨)؟ فإن هذه المسألة أرجو أن تكون قد نضجت بعد مجيء الخراسانيّة [وإتيان هذه ألحق الصواعق على الدنيا] (٩٧٩).

لم تنضج بعد ـ وهي في القدر (٩٨٠) وتحتها النار والوقود ؛ ولم تكن الخراسانية بأولئك الطاهين الحاذقين (٩٨١) [٦٦ ب] [حتى ينضج لأجلهم ما لم ينضج] (٩٨٢) ، بل لعلهم أولى بأن يكونوا أسبابا للفجاجة (٩٨٣)

(٧٤٥) س ط ـ (٩٨٤) الاستحالات التي تعرض للقوى في الأجسام الطبيعية سببها الأمكنة والأوضاع ، فلم لا يجوز أن يكون كل وضع من الأجسام الفلكيّة يحدث (٩٨٥) في القوى (٩٨٦) استحالة؟ وما البرهان (٩٨٧) على أن سبب تلك

__________________

(٩٧٧) ساقطة من عشه.

(٩٧٨) عشه ، ل : عقل.

(٩٧٩) ل : واتيان هذه الصواعق على الدنيا. عشه : واقل ان هذه الصواعق على الدنيا.

(٩٨٠) ل ، عشه : القدور.

(٩٨١) الطاهي : الطبّاخ. عشه : النطارين الحاذقين.

(٩٨٢) ل ... ما لا ينضج. عشه : حتى لا حكم ما لم ينضج.

(٩٨٣) عشه : سببا للفجاجة. الفجاجة : من الفواكه وغيرها ما لم ينضج.

(٩٨٤) عش : والاستحالات. (٩٨٥) ل :؟؟؟ حد؟؟؟ ا.

(٩٨٦) عشه : في الهوى. (٩٨٧) ب ، د ، م : ما لبرهان.

__________________

(٧٤٤) راجع الرقم (١٠٧٢) و (١٥٠).

(٧٤٥) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٩ ، ف ٢ ، ص ٣٨٣.


[الاستحالة إرادة ، لا تغيير (٩٨٨) في الوضع] (٩٨٩)؟

(٧٤٦) ج ط ـ هذا الوضع إما أن يكون وضعا متعيّنا بالفعل أو بالقوة ، والذي بالقوة لا يحدث عنه تأثير بالفعل ، فبقي (٩٩٠) أن يكون بالفعل ، وذلك الفعل إما بحسب التوهم ، أو بحسب الوجود ؛ ولو كان بحسب الوجود لوجد بالفعل تعيّنات لا نهاية لها ، لأنه ليس بعضها (٩٩١) أولى بأن يخرج إلى الفعل من بعض. فبقي (٩٩٢) أن يكون بالتوهم ؛ وذلك التوهم إما مؤثّر (٩٩٣) في صدور تلك الاستحالة ، أو غير مؤثّر ؛ فإن لم يكن مؤثّرا (٩٩٤) فسواء كان أو لم يكن ـ بل يكون سبيله سبيل المحاذيات (٩٩٥) المختلفة التي لا يجب لأجلها أن يصير الشيء منقسما في نفسه حتى يؤثر في جسم الفلك بعض المقسومات (٩٩٦) أثر (٩٩٧) دون بعض بسبب المحاذيات ، بل التوهم أضعف من ذلك إذا لم يؤثّر. فبقي أن يكون توهّما مؤثّرا في الاستحالة ، وهو توهّم [به تتمّ الاستحالة ، وبسببه تصدر] (٩٩٨) ، وهو شريك للمحرك (٩٩٩) والمخيل به يصير الكلام مخيّلا (١٠٠٠) ، فهو [إذا توهم مريد تجدد] (١٠٠١) بالفعل ، ثم يتلوه توهم آخر ينتج عنه فيكون علة (١٠٠٢) المحدود محدودا ، و (١٠٠٣) يكون الحافظ للاتصال هو المباين الذي للتوهم والإرادة تعلق به (١٠٠٤) ، فهو يوثر وهما بتصوره واحدا بالفعل راشحا (١٠٠٥).

ثم يلزم عن ذلك الوهم (١٠٠٦) و (١٠٠٧) الأوهام الجزئية شيئا بعد شيء أن يكون (١٠٠٨) عودات ودورات تتصل ، ويكون مبدئها الأول القوة المبائنة بتوسط

__________________

(٩٨٨) ل خ : لا تغير. (٩٨٩) عشه : الاستحالات لا تغيير في الوضع.

(٩٩٠) عشه : يبقى. (٩٩٢) عشه : يبقى.

(٩٩١) عشه : بعضه. (٩٩٣) عشه : اما أن يؤثر. ع خ : اما مؤثر.

(٩٩٤) عشه : فإن لم يؤثر. ل : فان لم يكن يؤثر. (٩٩٥) ل مهملة : عشه : الحادثات.

(٩٩٦) ى : المقومات. (٩٩٧) ل ، ى : أثرا.

(٩٩٨) عش : قد تتم الاستحالة به وسببه .. ه : قد يتميّز. الاستحالة به وبسببه.

(٩٩٩) ل : المحرك. (١٠٠٠) ل ، عشه : يصير المخيّل مخيّلا ..

(١٠٠١) عشه : فهو اذن توهم؟؟؟ ر؟؟؟ د؟؟؟ تحدد.

ل : فهو اذن؟؟؟ وهم مر؟؟؟ د؟؟؟ حدد.

(١٠٠٢) ل ، عشه : فيكون محله علة. (١٠٠٣) ل : أو.

(١٠٠٤) عش : وللارادة به تعلق. (١٠٠٥) ى ، ل ، عشه : راسخا. (١٠٠٦) ع خ ، ه : التوهم.

(١٠٠٧) الواو غير موجود في عشه ، ى.

(١٠٠٨) ى : أسباب لان يكون.


وهم ثابت ، ولا مانع أن يكون المحرك القريب بحركة (١٠٠٨) غير متناهية قوة جسمانية إذا لم يكن من نفسها ، بل من أثر من محرك (١٠٠٩) مباين دائم الثبات فيها كما أنه بتوسط [٦٧ آ] الحركة الغير المتناهية يحفظ زمانا (١٠١٠) غير متناه ، [وكونا غير متناه] (١٠١١) ، وحركة تتبع تلك الحركة في أجرام تحت ذلك الجرم غير متناهية الزمان.

(٧٤٧) س ط ـ قيل : إن الطبيعة لا يجوز أن تصدر عنها حركات (١٠١٢) غير متناهية ببراهين وحجج ؛ وكلها (١٠١٣) صحيحة ؛ ولكن لا يلزم إذا لم تكن حركة الفلك طبيعية أن تكون إرادية ـ بل أن لا تكون طبيعيّة ـ ثم يحتاج إلى بيان يحقّق أن ما لا يكون من الحركات طبيعيا فهو إرادي.

ج ط ـ لأنه إما أن تصدر عنه عن قصد (١) وإرادة ، وإما أن لا تصدر عنها (٢) ، فتصدر عن جوهر الذات وصورته أو عن أمر خارج (٣).

(٧٤٨) س ط ـ ثم إن الإرادة الجزئية المتجددة أيضا يجب أن يكون محدثها (٤) شيء جزئي وفاعل جزئي ، فإن العقول الفعّالة لا يحدث عنها تغيّرات جزئية ـ سواء كانت إرادة أو (٥) طبعا ـ فإذن ذلك المحال الذي لزم (٦) الطبع يلزم الإرادة وإن كانت علة الإرادة الجزئية شيء آخر غير العقول الفعّالة أو ما ينتهي إليها فلا تأثير للمفارق في الحركات الفلكية.

__________________

(١٠٠٨) النسخ مهملة. ى : لحركة.

(١٠٠٩) عشه : بل من أثر محرك.

(١٠١٠) ل : أزمانا.

(١٠١١) ساقطة من عشه.

(١٠١٢) عش : مركبات.

(١٠١٣) عشه : ححج كلها.

(١) عشه ، ل : تصدر عن قصد.

(٢) عشه : عنهما. (٣) ل : أمر من خارج.

(٤) ع خ ، ش ، ه : محركها. (٥) ل : و.

(٦) عشه : يلزم.

__________________

(٧٤٧) تكرر السؤال ملخصا في الرقم ٨٧٤ مع الجواب.

راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٩ ، ف ٢ ، ص ٣٨٣.


(٧٤٩) ج ط ـ الإرادة الجزئية عن تخيل جزئي عن (٧) مشاهدة لحال (٨) جزئية ، (٩) وربما كانت عن إرادة متقدمة إذا انضمّ (١٠) إليها التخيّل مع المشاهدة أوجبت إرادة أخرى ، كمن يحج فيبلغ بغداد ، ثم يريد (١١) من بغداد (١٢) وربما كانت (١٣) مبتداه لا عن إرادة متقدمة كمن هو ساكن هادي فينبعث له تخيّل عن حسّ أو تذكر أو فكر فينبعث منه إرادة.

(٧٥٠) س ط ـ حاسّة اللمس إذا حصل فيها مثلها لم (١٤) لا تدركه وكذلك سائر القوى الجسمانية ؛ ففي هذا الموضع لا يمكن (١٥) أن يقال إن وجوده لغيره (١٦)؟

ج ط ـ لا يحصل فيها مثلها ولا تنفعل عن مثله (١٧).

(٧٥١) البصر كيف ينفعل عن الألوان واللون عند المماسة لا يفعل فيما يماسّه (١٨) إلا بعد أن يتغير مزاجه علي ما فسرته (١٩)؟

ج ط ـ بنقل الشعاع ، والشعاع من شأنه أن يجعل المقابل القابل بكيفية اللون المقابل.

(٧٥٢) س ط ـ ما رأيت إنسانا ضعفت قوته الخيالية في الشيخوخة

__________________

(٧) عشه : وعن.

(٨) ى ، عشه ، ل :؟؟؟ حال.

(٩) ع خ ، ه : جزئي. (١٠) عشه : انضمّت.

(١١) عشه : يزور. (١٢) ى+ الكوفة.

(١٣) عشه : كان. (١٤) عشه : ثم.

(١٥) عشه : الموضع يمكن.

(١٦) ل : ان وجوده من غيره لغيره.

(١٧) ى : مثلها.

(١٨) ب ، م ، د : لا يفعل إلا فيما يماسه.

(١٩) عشه ، ل : ما فسّر.

__________________

(٧٥٠) راجع الشفاء : النفس ، م ٢ ، ف ٢ ، ص ٥٦.

(٧٥١) راجع الشفاء : النفس ، م ٣ ، ف ٧ ، ص ١٢٤.

(٧٥٢) راجع الرقم (٥٥٤) و (٥٥٥).


ولا قوته الفكرية فإن من المشايخ [٦٧ ب] من يفكر (٢٠) طول عمره كما كان يفكر في أيام شبابه.

ج ط ـ لا تقل هكذا (٢١) ، كل شيخ فإن تخيله وتفكره أضعف في نفسه ، وربما كان أقوى بقهر (٢٢) القوة النطقية.

(٧٥٣) س ط ـ وقط ما تخيلت (٢٣) الشمس فمنعتني عن تخيل ما هو أضعف منها.

ج ط ـ إذا استوى فيك تخيل الشمس شمسا ليس تخيل مضيء ضعيف يشبه الشمس ، فإنك تضعف معه (٢٤) عن تخيل ما هو أضعف ؛ وهذا يستبين لك في المنام إذا تخيلت الشمس فيعرض مثل ما في اليقظة ، لكنك قد تتخيل الشمس في اليقظة تخيلا غير صحيح لأنه (٢٥) ليس كل تخيل مستقصى كالحس (٢٦).

(٧٥٤) س ط ـ فأي (٢٧) برهان علي أن ما يتبدل أحواله بتبدل أحوال المزاج فهو موجود في المادة؟

ج ط ـ لا برهان على هذا لأن هذا غير واجب إذا اخذ على هذا الإطلاق.

(٧٥٥) س ط ـ وما البرهان على أن المحسوسات القوية توقع على موضوع (٢٨) القوة الحاسة ضررا؟

ج ط ـ لا برهان على هذا ، فإن (٢٩) الدعوى لا تصح على هذا الإطلاق أو

__________________

(٢٠) «من» ساقطة من عشه.

(٢١) ل : هذا. ع : هكذا.

(٢٢) ل ، عشه : لقهر.

(٢٣) عشه ، ل خ : ما تمثلت.

(٢٤) «معه» ساقطة من عشه. (٢٥) ل : لا.

(٢٦) ل ، عشه : كما تحس.

(٢٧) ل ، عشه : أي.

(٢٨) عشه ، ل خ : موضع.

(٢٩) عشه : فان هذا الدعوى.

__________________

(٧٥٥) راجع الرقم (٥٥٧) و (٥٦٥) و (٥٥٣).


لا يجب ، بل يحتاج إلى شيء يزاد على ما أظن ، فحينئذ سيكون على مانع (٣٠) تلك الزيادة برهان.

(٧٥٦) س ط ـ ولم إذا كنت في بيت وكانت إليه كوّة مضيئة فتامّلت الكوّة تأمّلا مستقصى يبقى أثر تلك (٣١) الكوّة ـ إما أخضر وإما أسود ـ في حسّي (٣٢)؟

ج ط ـ لأن الكوّة تكون مضيئة غير مبهورة ، فإن الظلمة لا تبهر ، والمضيء الغير المبهور يختلف (٣٣) تأثيرا.

(٧٥٧) س ط ـ إن قال قائل : إنه ليس [موضوع الوحدة والكثرة واحدا] (٣٤) ، وشرط المتضادين (٣٥) أن يكون للاثنتين منهما (٣٦) بالعدد موضوع وليس لوحدة وكثرة بعينها موضوع واحد [بالعدد ـ بل موضوع واحد] (٣٧) بالنوع ـ وكيف يكون موضوع الكثرة واحدا بالعدد؟

ج ط ـ قد بيّن (٣٨) أن التقابل بين الواحد والكثير (٣٩) ليس تقابل الأضداد بل تقابل المعدود والعادّ والمكيل والمكيال.

(٧٥٨) س ط ـ إمكان الوجود في الأشياء القائمة بذاتها ليس (٤٠) في

__________________

(٣٠) عشه : ما مع. (٣١) «تلك» ساقطة من عشه.

(٣٢) «في حسي» ساقطة من عشه. (٣٣) ل ، عشه : يخلف. النسخ مهملة.

(٣٤) ل : موضع الواحد والكثرة واحد. عش : موضوع الواحد والكثرة واحدا. ه : موضوع الواحد والكثير واحدا.

(٣٥) عشه : المتضادات.

(٣٦) ل : الاثنين منها. عشه : للاثنين منهما.

(٣٧) ساقطة من عشه. (٣٨) عشه : قد تبين.

(٣٩) عش ، ل : الكثرة. (٤٠) ل : التي ليس. عشه : التي ليست

__________________

(٧٥٧) يوجد السؤال بلفظه والجواب بالتفصيل في الشفاء : الإلهيات ، م ٣ ، ف ٦ ، ص ١٢٧ ـ ١٣٠.

(٧٥٨) تكرر في الرقم ٧٨٨.

راجع الشفاء م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٧٧ ـ ١٧٨.

ويظهر ان قوله «والقوة ... الرحمة» زائد هنا قد دخل في المتن ولكنه موجود في النسخ.


موضوع ولا من موضوع ، والقوة في الأبدال (٤١) الشفقة والرحمة.

ج ط ـ إمكان الوجود قد يكون مخالطا (٤٢) [٦٨ آ] للعدم وهو المقارن (٤٣) للمادة ؛ وما هو باعتبار (٤٤) الشيء في نفسه و (٤٥) موضوعه ماهية الشيء ، [التي لها بذاتها أن يكون] (٤٦) ممكنة ـ لا واجبة ولا ممتنعة ـ ولها من جهة العلة الوجود (٤٧) ، ولها من جهة أن لا علة الامتناع (٤٨).

(٧٥٩) من أيّ وجه (٤٩) يشبه أخذ القسمه في تصحيح الحدّ الاستقراء الدائر؟

الاستقراء الدائر هو أن يؤخذ الجزئي نفسه في تصحيح الكلي على سبيل الاستقراء ـ التصحيح الكلي ـ ثم تصحيح (٥٠) ذلك الجزئي ، مثل أن يدعى (٥١) أن التمساح يحرك فكه الأسفل لأن (٥٢) كل حيوان يفعل كذلك (٥٣) ، ثم يصحح أن كل حيوان يفعل ذلك بأن الفرس والتمساح والإنسان يفعل ذلك بالاستقراء (٥٤) ، فإنه إن لم يعد التمساح في جزئيات الاستقراء قال القائل (٥٥) : «ليس كل حيوان ، بل الحيوانات سوى التمساح» ؛ فكذلك إذا قسّم فقال : «الحيوان ناطق وغير ناطق» ثم أخذ (٥٦) «والإنسان حيوان ناطق» كما أن هناك (٥٧) للقائل أن يقول : «لو سلمت لك أن التمساح هكذا ما احتجت إلى أن تستقري» كذلك يقول : «لو سلمت لك [ما تاخذ أحدا] (٥٨) من الإنسان حيوان ناطق لم تحتج إلى القسمة».

__________________

(٤١) ل : فالقوة في الابدال. عشه : فالقوة في ابدال.

(٤٢) عشه : مخلوطا. (٤٣) عشه : المفارق.

(٤٤) ل خ : اعتبار. (٤٥) الواو ساقطة من عشه.

(٤٦) عشه : الذي لها أن يكون.

(٤٧) ن : من جهة العلة الوجوب. عشه : من جهة العلة الوجوب الوجود.

(٤٨) ل ، ه : للامتناع. (٤٩) عشه : جهة.

(٥٠) عش : تصحّح. (٥١) «أن يدعى» ساقطة من عشه.

(٥٢) عشه : لا كل حيوان. (٥٣) عشه ، ل : ذلك.

(٥٤) عشه : باستقراء. (٥٥) عشه : فان القائل يقول.

(٥٦) ل ، ه : اخذوا الانسان. (٥٧) عشه : فكما ان هناك. ل : فكما هناك.

(٥٨) عشه : ما أخذته. ل : ما حده احدا.

__________________

(٧٥٩) راجع الشفاء : القياس ، م ٩ ، ف ٢٢ ، ص ٥٦٣.


(٧٦٠) س ط ـ ما الفرق بين قوله : «كونه علة لوجود النتيجة» وبين قوله : «علة للزوم النتيجة»؟

ج ط ـ مثل الحد الأوسط في «أن الخشبة أصابها نار بتوسط الاحتراق» فإن صحة القول «بأن الخشبة محترق (٥٩) يلزم عنها» صدق النتيجة ، ولكنّها ليست علة للنتيجة (٦٠) ، فليس احتراقها علة لكونها مصابة النار ، بل الأمر بالعكس.

(٧٦١) س ط [معنى قوله : «فإذا أخذ الحد الأوسط (٦١) وضمّ إليه كماله وهو إضافته إلى المعلول ووضع المحدود ـ اجتمع فيه ثلاثة أشياء ـ أعني الحد (٦٢) ، وحد يعطي العلة ، وكماله في إعطاء العلة» لم أفهم معنى قوله : «كماله في إعطاء العلة» خصوصا؟

ج ط ـ الكمال مثل انمحاء الضوء ، والعلة مثل ستر الأرض ، والحد التام اجتماعهما في قولك : «الكسوف انمحاء ضوء القمر لستر (٦٣) الأرض] (٦٤)».

(٧٦٢) س ط ـ قوله : كون العلة بالفعل هو سبب لكون المعلول بالفعل ، وأما إذا كان بالقوة فليس كونه بالقوة [سببا لنفس] (٦٥) كون المعلول بالقوة بل ذلك للمعلول من نفسه.

ج ط ـ الشيء من حيث هو بالقوة لا يتعلّق بفاعله أصلا ، فذلك شيء له في ذاته ، وأما خروجه إلى الفعل فيتعلّق بفاعله. [٦٨ ب]

__________________

(٥٩) «محترق» ساقطة من ب ، م ، د ، ل.

(٦٠) ل : النتيجة.

(٦١) «الاوسط» ساقط من د ، ل. وفى ب أيضا مخطوط عليه بخط.

(٦٢) في الشفاء : المحدود. (٦٣) ل : بستر.

(٦٤) غير موجود فى عشه. (٦٥) عشه : سبب كيف من.

__________________

(٧٦١) الشفاء : البرهان ، م ٤ ، ف ٤ ، ص ٢٨٩ : «ويقال حدّ بوجه آخر لما يعطي علة وجود معنى المحدود ؛ ويؤخذ بعينه في البرهان حدا أوسط ؛ فيكون مبدءا للبرهان. وإذا أخذ هذا الحد ...».

(٧٦٢) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ١ ، ف ١٢ ، ص ٥٩.


(٧٦٣) س ط ـ قوله لكن الغاية ربما كانت من حيث هي في الأعيان موجودة بالقوة كالاضطجاع مع وجود الفراش.

ج ط ـ لأن الفراش تتخذ لأجل الاضطجاع ، وقد يوجد الفراش بالفعل والاضطجاع يكون بالقوة.

(٧٦٤) س ط ـ إذا كان مدرك ما ومعنى ما وكان ممتنعا على المدرك المعيّن أن يدركه بعد ما لم يكن مدركا له ، هل يصح أن يدركه على الاطلاق فإنه إذا كان المدرك في الحالتين واحدا والمعنى الذي لا يدرك (٦٦) بعد ما لم يكن في الحالتين واحدا (٦٧) ، فإني (٦٨) أعلم إنه ليس لبعد ما لم يكن تأثير في الإدراك ، واعلم إن الشيء لا يدرك بعد ما لم يكن يدرك (٦٩) على الإطلاق.

ج ط ـ إذا لم يكن الشيء يدرك شيئا والذاتان (٧٠) على حال واحدة والنسبة واحدة فإنه لا يدركه (٧١) أصلا إلا أن يتغير شيء (٧٢).

(٧٦٥) س ط ـ الصورة الحاصلة في الخيال والحسّ المشترك كسواد وبياض ربما تبقى زمانا فيهما (٧٣) ، فهل يتبع (٧٤) ذلك تغير مزاجهما (٧٥) أم لا؟ وكيف لا يتغيّر مزاجهما ولا يكاد يوجد بياض أو سواد لشيء ما إلا بعد تغيّر مزاجه؟

ج ط ـ السواد و (٧٦) البياض والألوان التي ليست على سبيل النقل بل على سبيل كيفية من جوهر الشيء فإنما يتبع مزاجا ما (٧٧) ، وما لم يتغير المزاج بسبب داخلي أو خارجي فإنه لا يتغيّر ، وأما التي هي (٧٨) علي سبيل النقل من خارج

__________________

(٦٦) ل ، عشه : لا يدركه. (٦٧) ل : واحد.

(٦٨) عشه : فان.

(٦٩) عشه ، ل : لا يدرك.

(٧٠) عش ، ل : والديان.

(٧١) ل : لاركه. (٧٢) عش : شيئا.

(٧٣) عشه : فيها. (٧٤) عش : يقع.

(٧٥) د ، ى ، ل : مزاجيهما.

(٧٦) عشه : أو. (٧٧) «ما» ساقطة من عشه.

(٧٨) «هي» ساقطة من عشه.

__________________

(٧٦٥) راجع الشفاء : النفس ، م ٤ ، ف ١ ، ص ١٤٥. أيضا راجع الرقم (١٠٨٢).


بتوسط المشفّ أو نقل الروح من الحاسة إلى الخيال فليس بينه وبين المزاج في أن يحدث سبب ، بل لعل الدوام يحدث في المزاج تغيّرا ويكون له أثر كدوام رؤية (٧٩) السواد والبياض أيضا.

(٧٦٦) س ط ـ النفوس المفارقة لم لا يجوز أن تكون عللا لوجود النفوس وتلك لا تتشخص بوضع ولا بدن إذ قد ماتت (٨٠) الأبدان عنها؟

ج ط ـ لأنه لا بد من علل ثابتة غيرها تكون (٨١) عللا لوجود النفوس الإنسانية وإذا كانت هي كفت في وجود النفوس عنها عند الاستعداد وما عنه (٨٢) كفاية فليس بعلة.

وأيضا إن كان الشرط عددا من النفوس فما سواه مستغنى (٨٣) عنه ، فليس بعلة ، لكن [لا فرق بين المستغنى عنه وغير المستغنى [٦٩ آ] وإن (٨٤) كان كل واحد منها علة ، فليس] (٨٥) كل واحد ، بل الجملة ، وانقسمت علة ما لا ينقسم. وإن كان أيها اتفق علة ، فأيها (٨٦) اتفق ليس بعلة ، فأيها اتفق يجوز أن يكون مستغنى (٨٧) عنه بغيره ، فكل واحد غير علة (٨٨).

(٧٦٧) س ط ـ قيل إن الأعراض لا يجوز أن يكون علة لوجود [الجواهر والبرهان قام على الأعراض الجسمانية ، فأما لوازم العقول الفعّالة فلم لا يجوز أن يكون عللا لوجود] (٨٩) عقل أو جسم؟

ج ط ـ لوازم العقول الفعالة إن كانت معقولات جواهر كانت عللا للجواهر.

__________________

(٧٩) عشه : دونه.

(٨٠) عشه : اذا فارقت. ل : اذ قد قامت.

(٨١) ب : بل تكون :

(٨٢) ل خ : وما فيه.

(٨٣) عشه ، ل : يستغنى.

(٨٤) ل ، ع ، ه : فان.

(٨٥) ساقطة عن ش.(٨٦) عشه ، ل : وأيها.

(٨٧) عش : يستغنى. (٨٨) فكل واحد عن غير علة.

(٨٩) ساقطة من عشه.

__________________

(٧٦٧) تكرر الجواب في الرقم (٦٤٤). راجع الرقم (١٠٣) و (٢٢٤). والشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٤ ، ص ٢٠٢.


(٧٦٨) س ط ـ القوى إذا كانت كمالاتها الثانية متعلقة بالمزاج ، فلا شك أنها تضعف أو تقوى بحسب التغيرات العارضة في المزاج وسواء كانت القوة منطبعة في المادة أو كانت مفارقة.

ج ط ـ إذا (٩٠) لم تكن العلة المفارقة أو الانطباع ، بل التعلق بالمزاج أحدهما بوجوب والآخر بإمكان ، فإن لم تضعف فليس متعلقة بالمزاج من غير عكس.

(٧٦٩) س ط ـ الصور المعقولة (٩١) إذا سمعت فلا شك أنها تتخيل أولا ثم تعقل والقوى الجسمانية لا تدرك المحسوس الضعيف إثر القويّ فكيف تدرك القوة (٩٢) الخيالية المعقولات الضعيفة إثر القوية.

ج ط ـ لا جرم قد يحدث كلالا فيما للتخيل (٩٣) فيه مدخل وليس إذا كان المعقول قويّا وجب أن يكون تخيله قويا بل قد يكون ضعيفا.

(٧٧٠) الكيفيات التي تغيّر المزاج هي تمانع (٩٤) الكيفية التي يوجبها ذلك (٩٥) المزاج ، ونحن (٩٦) لا نعلم هل الصور (٩٧) المعقولة [تمانع الكيفية التي] (٩٨) تتبع مزاج موضوع العقل.

كذا هو ، كذلك (٩٩) يحتاج إلى نظر آخر.

(٧٧١) لم لا يجوز أن يكون الشخص سببا لوجود الشخص علي الإطلاق؟

لا شيء من الأشخاص سببه غير شخص والكلي ليس بسبب.

_________________

(٩٠) عش : إذ.

(٩١) عشه : المفارقة.

(٩٢) عشه : القوى.

(٩٣) عش : فيها للتد؟؟؟ ل. ه : فيها للتداخل.

(٩٤) عش ، ل : ما نمانع. ه : هي مما يمانع.

(٩٥) ساقطة من عشه.

(٩٦) ساقطة من عشه.

(٩٧) ل ، عشه : الصورة.

(٩٨) عشه : كيفية تتبع. ل :؟؟؟ مانع كيفية التي.

(٩٩) عشه ، ل : ذلك.


(٧٧٢) لم لا يجوز أن يكون واهب الصور (٩٩) جسما؟

لأن الجسم تاثيره يختصّ (١٠٠) بوضع وأين ، ولا وضع ولا أين له بالقياس إلى ما هو مادة لا صورة لها.

(٧٧٣) [لم لا يحتاج الشيء المجرد] (١٠١) عن المادة وعلائقها (١٠٢) في تعقل (١٠٣) ذاته إلى ملكة [أو هيئة] (١٠٤) أو استعداد ، [وكيف صورة القياس (١٠٥) فيه] (١٠٦)؟

لأن الاستعداد والهيئة والملكة [تطلب] (١٠٧) صورة غير الحاصلة ، والصورة الحاصلة لا تطلب ، وصورة الشيء الحاصلة (١٠٨) لا تحصل مرة اخرى [٦٩ ب] فليس عليها استعداد.

(٧٧٤) لم الشيء المتحقّق بذاته وصورته ولوازمه عقل؟

يكون عقلا بشرط آخر وهو أن لا يكون مقارنا للواحق غريبة وغواش تخصّه ، بل يكون علي الجملة التي [لا يمكن أن يكون] (١٠٩) إلا علي شرائط (١١٠) الكلي القائم بحده ، ومثل هذا إذا حصل لشيء آخر صار به الشيء الآخر مدركا (١١١) لمعنى كليّ غير مشخّص بالأعراض ، فإن الإدراك (١١٢) هو استحضار الصورة فقط إذا (١١٣) كانت بحيث هي معقولة.

__________________

(٩٩) ل : الصورة.

(١٠٠) ل : لان الجسم تأثيره مختص. عشه : لان الجسم مختصّ. ى : لان الجسم ذا الكثرة مختص.

(١٠١) عشه : لما لا يحتاج المجرد. ي : لم لا يحتاج المجرد.

(١٠٢) «وعلائقها» ساقطة من ى.

(١٠٣) عشه : في أن يعقل.

(١٠٤) ساقطة عن ى. (١٠٦) ساقطة عن ى.

(١٠٧) ساقطة عن ى. (١٠٥) «فيه» ساقطة عن عشه.

(١٠٨) عشه ، ى ، ل : حاصلة.

(١٠٩) ل : لا يكون. (١١٠) عشه : الا بشرائط.

(١١١) ل : مدركاكا. (١١٢) ل : الاراك.

(١١٣) ل : اذ.

__________________

(٧٧٢) راجع الرقم (٧٤٣).

(٧٧٣) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٦ ، ص ٣٥٧.

(٧٧٤) راجع الشفاء : الإلهيات ، الصفحة السابقة.


وإنما يتأتي كونها معقولة إذا جردت (١١٢) عن الأعراض ، وكل معنى مجرد عن المشخصات (١١٣) إذا حصل في شيء كان ذلك الشيء متصورا بمعقول (١١٤) وكان عقلا إما بصورة غريبة ، وإما بصورة لذاته.

(٧٧٥) قوله في موضوع علم ما بعد الطبيعة : «فلينظر هل موضوعه الأسباب القصوى للموجودات كلها ، [أربعتها لا واحدا] (١١٥) منها ؛ الذي لا يمكن (١١٦) القول به ، [فإن هذا قد يظنه (١١٧) قوم».

أي جملة] (١١٨) الأربعة من حيث هي أربعة ـ لا واحد منها (١١٩) ـ لكنا لا نقوي علي سلوك طريق المبادي إلى الثواني إلا في بعض جمل (١٢٠) الموجودات منها ـ دون التفصيل ـ لو قوينا علي هذا لعرفنا من الله كل شيء وجد منه (١٢١) على الترتيب.

(٧٧٦) س ط ـ لم يجب أن يكون تميز عدم الممكن (١٢٢) عن الوجود بعلة؟ لأنه إن كان الأمر على هذا وجب أن يكون كونه ممكنا في حال الإمكان لعلة ـ وقد ابطل (١٢٣) هذا وذكر أن إمكان الشيء لذاته لا لعلة ـ.

ج ط ـ هو في [حالتي وجوده وعدمه ممكن] (١٢٤) ؛ لا العدم يخرجه إلى

__________________

(١١٢) عشه : اذا خرجت.

(١١٣) عشه ، ل : الشخصيات.

(١١٤) ل ، م ، عشه : متصور المعقول.

وفي ب أيضا متشابه كذا :؟؟؟ صور المعقول.

(١١٥) ل : أو اربعتها لا واحد. عشه : أو اربعتها او واحد.

(١١٦) عشه ، ل : لم يمكن.

(١١٧) عشه : فان بهذا قد ظنه.

(١١٨) تكرر هذه الجملة في ب بعد «لا واحد منها» الآتي.

(١١٩) عشه ، ل : واحد واحد منها. (١٢٠) عشه ، ل : جملة.

(١٢١) عشه ، ل : عنه. (١٢٢) عشه : العدم في الممكن.

(١٢٣) عشه : بطل. (١٢٤) عشه : حال عدمه ممكن.

__________________

(٧٧٥) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ١. ص ٧.

(٧٧٦) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٦ ، ص ٣٨.

السؤال مع الجواب في الرقم (٨٨٩).


الامتناع ، ولا الوجود إلى الوجوب. ولو خرج بالعدم إلى الامتناع أو بالوجود إلى الوجوب لكان هو في كل (١٢٥) حال له ضروري ، ولو خرج بوجوده (١٢٦) إلى الوجوب وبطل الإمكان لخرج لعدمه إلى الامتناع وبطل الإمكان ، بل هذا (١٢٧) الإمكان موجود له (١٢٨) في الحالين (١٢٩) جميعا.

(٧٧٧) س ط ـ قوله : «أعني الاتصال الذي [هو بمعنى فصل لا عرض] (١٣٠)»

ج ط ـ هذا مسطور في مواضع ، فإن الاتصال الذي هو عارض فهو (١٣١) أن تكون النهاية موجودة بالفعل واحدة لهما ، أو يكونان (١٣٢) من الاتصاف (١٣٣) بحيث يتحركان معا ، فيقال (١٣٤) : «الاتصال» على هذين المعنيين ، ويقال [٧٠ آ] على كونه بحيث [يتهيأ أن يفرض] (١٣٥) له حد مشترك ـ وليس بالفعل ـ.

(٧٧٨) س ط ـ لم يستحيل أن يبقى المتصل بذاته وقد بطل منه الاتصال؟

ج ط ـ لأن الأمر (١٣٦) الذي للشيء بذاته لأمر (١٣٧) خارج [إذا لم يوجد لم يوجد ذاته] (١٣٨).

__________________

(١٢٥) «كل» ساقطة عن عشه. (١٢٦) عشه ، ل : لوجوده.

(١٢٧) ى : قوة. (١٢٨) عشه : له موجود.

(١٢٩) ل : حالين.

(١٣٠) ل : يمنع فصل لا عراض. عشه : بمعنى الفصل (ه : الفعل) لا عرض.

(١٣١) عشه : هو. (١٣٢) عشه : أو يكون.

(١٣٣) عشه : الاتصال. ل : الالتصاق.

(١٣٤) ل : يقال. (١٣٥) عشه : يفرض. ل : ويفرض.

(١٣٦) عشه : لأن لازم الأمر.

(١٣٧) عشه ، ل : لا من.

(١٣٨) ل : إذا لم توجد ذاته.

__________________

(٧٧٧) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٢ ، ف ٦ ، ص ٦٧.

(٧٧٨) الشفاء : الصفحة السابقة.


(٧٧٩) س ط ـ (١٣٩) معنى قوله : «إن الإضاءة والإنارة إنما تحصل من سبب مضيء ، ومن كيفية».

السبب (١٤٠) المضيء بلا كيفية : النار ينور الدخان ونفسها عديمة اللون والنور ؛ [والمضيء بكيفية مثل الشمس] (١٤١).

(٧٨٠) س ـ قوله : «فنقول : إنما لا نمنع أن يكون الواحد بالمعنى العام المستحفظ عمومه بواحد بالعدد (١٤٢) علة لواحد بالعدد».

ج ـ مثل أن حركات الفلك مستحفظة (١٤٣) بقوة واحدة دورة بعد دورة بعد دورة.

(٧٨١) س ـ ما (١٤٤) البرهان على أن نفس الوالد لا يجوز أن يكون سببا لوجود نفس (١٤٥) الولد ، ولا ساير النفوس المفارقة سببا لوجود نفس ما؟

(٧٨٢) ج ـ كل موجود لا يحتمل (١٤٦) في نفسه الأقل والأكثر فإنه أما أن يتعلّق بعلة واحدة معيّنة ، وإما بعلل لها عدد معين ؛ والمتعلّق بعلّة واحدة معيّنة (١٤٧) إذ (١٤٨) كان لها نظائر ومشاكلات [فيختصّ به التعلّق] (١٤٩) لهيئة (١٥٠) تكون مخصوصة بالمستعد لا عرض لها ، والمزاج الإنساني ذو عرض ـ أخذته (١٥١) نوعيا أو شخصيّا ـ ويكون بإزاء كل عرض ممكن الوجود من النفوس

__________________

(١٣٩) عشه : ما معنى. (١٤٠) عشه : الشيء.

(١٤١) عشه : انما يضيء بكيفية المنير. ل : بما يضى بكيفية مثل المنير.

(١٤٢) ل : بالعلة.

(١٤٣) عشه ، ل : يستحفظ.

(١٤٤) «ما» ساقطة من ل.

(١٤٥) «نفس» ساقطة من عشه.

(١٤٦) ل : فلا يحتمل. (١٤٧) عش : بعينه.

(١٤٨) عشه ، ل : إذا.

(١٤٩) ى : فيخص به التعلق ليس. عش : فيخصص التعلق به.

(١٥٠) ل : بهيئة. (١٥١) النسخ مهملة ويمكن القراءة : أحدية.

__________________

(٧٧٩) الشفاء : الإلهيات ، م ٢ ، ف ٤ ، ص ٨٦.

(٧٨٠) الشفاء : الفصل السابق ، ص ٨٧.

(٧٨١) راجع الرقم (٧٦٦) وأيضا : الأسفار الأربعة : ٨ / ٣٩٩. والمباحث المشرقية : ٢ / ٧٨١.


الكثيرة التي تقابل استعدادها. ولا يبعد أن يكون للهيئة الواحدة التي لا عرض لها نفوس كثيرة بالعدد أيضا تقابل استعدادها ، فيجب أن يكون التعلّق بالمعيّن (١٥٢) منها غير صحيح ، إذ لا يكون الواحد أولى من الآخر في أن يتعلّق به ويوجد عنه.

وليست (١٥٣) الصورة صورة تقبل الأشد والأنقص ، حتى يكون الأشدّ منسوبا (١٥٤) إلى عدة والأضعف إلى أقل منها ، وليس يجوز أن يعين للعليّة (١٥٥) والتعلق (١٥٦) عدد مخصوص ، لأنه ليس يجب أن تنحصر كثرة الأنفس في عدد مخصوص (١٥٧) ، بل قد تزيد وتنقص الوجودات فيها ، فإن كان الزائد منها والناقص واحدا في التأثير فكل (١٥٨) واحد من العدد جايز أن يوجد المعلول دونه ، فلا شيء من العدد شرطا في وجود المعلول ، فلا شيء منه علة ؛ وإذا لم يكن للآحاد مدخل (١٥٩) في العليّة لم يكن للجملة مدخل ؛ [لأن آحاد] (١٦٠) الجملة علل للجملة ، وعلة العلة علة.

(٧٨٣) س ط ـ هل للتصديق مبدأ كما أن (١٦١) للتصور [٧٠ ب] مبدأ؟

ج ـ بلى ، أما في المصدقات (١٦٢) فالمبادي الأول من المقدمات ، وأما في علل التصديق الموقعة للتصديق فالعقل الفعّال.

(٧٨٤) س ـ إن جاز أن يكون النوع علّة لمثل نوعه بطل ما يدعى من أن «المعلول يجب أن يكون العلة معه».

ج ـ معنى قولنا : «معلول في نوعيّته» أي يحتاج في وجود نوعيّته في

__________________

(١٥٢) ل : بالعين.

(١٥٣) عشه : وليس.

(١٥٤) عشه : منسوبة.

(١٥٥) ل : أن؟؟؟ ع؟؟؟ ر العلية. ع ، ه :؟؟؟ عنى للعلية. ج : أن يق للعلية.

(١٥٦) عشه : وال؟؟؟ ع؟؟؟ ن.

(١٥٧) عشه : محصور. ل : محصول.

(١٥٨) عشه : وكل. (١٥٩) عشه : مدخلا.

(١٦٠) عشه : لآحاد. (١٦١) «ان» ساقطة من ل. ه.

(١٦٢) عشه : التصديقات.

__________________

(٧٨٤) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٦ ، ف ٣ ، ص ٢٦٨.


الأعيان إلى علة ، وذلك تشخّصه (١٦٣) ، فيجوز أن يكون حينئذ معلولا للمشاكل في النوع لأنه شخص يتعلّق بشخص آخر ـ لا النوعيّة بنفسها.

(٧٨٥) أيضا ـ ليس الشخص معلولا لشخص (١٦٤) آخر وعلة له ، لأنه ذلك الشخص ، بل لأنه على جملة أحوال وجب اجتماعها أن تصير علة ، فالعلة هو تلك الجملة ، وكذلك (١٦٥) في جانب المعلول ، وهما مختلفان في الحقيقة والشروط (١٦٦) فالعلة مخالفة للمعلول.

(٧٨٦) حرارة ما علة لحدوث حرارة ما لا لوجودها (١٦٧) مطلقا كيف كان.

(٧٨٧) ما دام الشيء ممكنا كونه عن علته ولم يجب عنها بعد فليس بموجود (١٦٨) ، فإنه إذا وجب وجد ، فإن كان عن الواحد اثنان فإما أن يجبا عنه من جهة واحدة حتى يكون من حيث يجب عنه «أ» يجب (١٦٩) عنه «ب» أو يجب عنه من جهتين.

فإن كان [من حيث هو] (١٧٠) يلزم عنه «أ» يلزم (١٧١) عنه ما ليس بـ «أ» كان من حيث يلزم عنه «أ» قد يلزم عنه «لا أ» ـ وهذا خلف ـ

وإن كانا (١٧٢) يلزمان من حيثين (١٧٣) فإما [أن يكون الحيثان] (١٧٤) لازمين لذاته ، أو (١٧٥) مقومين. فإن كانا مقومين فالشيء مركب لا بسيط ؛ (١٧٦)

__________________

(١٦٣) عشه :؟؟؟ تشخّصه.(١٦٤) عش : بشخص.

(١٦٥) عشه : لذلك. (١٦٦) عشه ، ل : بالشروط.

(١٦٧) ل : حرارة ما لوجودها.

(١٦٨) ل : موجود. عشه : موجودا.

(١٦٩) عشه : فيجب.

(١٧٠) عشه : هو من حيث هو كيف. ل : هو من حيث هو بحيث.

(١٧١) عشه : قد يلزم.

(١٧٢) ل ، عشه : كان.

(١٧٣) عشه ، ل : جهتين.

(١٧٤) عش : أن يكونا بحيثان ه : أن يكونا بحيثيتان.

(١٧٥) «أو» ساقطة من ل.

(١٧٦) عشه ، ل : غير بسيط.

__________________

(٧٨٧) راجع الرقم (٧٤٠) و (٦٧٣) و (٢٦٠).


وإن (١٧٧) كانا لازمين فالكلام فيهما (١٧٨) كالكلام في «أ» و «ب» (١٧٩).

(٧٨٨) س ـ سئل كيف إمكان الوجود في الأشياء القائمة بذاتها التي ليست في موضوع.

ج ـ (١٨٠) إمكان الوجود قد يكون مخالطا للعدم ، وهو المقارن للمادة ، وما هو باعتبار الشيء في نفسه و (١٨١) موضوعه ، ماهية الشيء التي لها بذاتها أن يكون ممكنة ـ لا واجبة ولا ممتنعة ، ولها من جهة العلة الوجوب ، ولها من جهة أن لا علة الامتناع ـ.

(٧٨٩) س ـ سئل : قيل : «إن الوجود عرض» ، ثم بيّن أن واجب الوجود ليس بعرض ولا جوهر ، فأيّ فرق بين الوجودين؟

ج ـ الوجود عرض في الأشياء التي لها ماهيّات يلحقها الوجود ، وأما الذي هو موجود بذاته لا بوجود يلحق ماهيّته [٧١ آ] لحوق أمر غريب غير مأخوذ في الحد ، فليس له [وجود هو به موجود] (١٨٢) ـ فضلا عن أن يكون عارضا له ـ بل

__________________

(١٧٧) عشه : فإن.

(١٧٨) ل : فيها.

(١٧٩) إلى هنا يختم نسخ عشه ول. وجاء فى آخرها ما يلى : ع ، ش : هذا آخر الموجود من هذا الكتاب. تمّ كتاب المباحثات المعروف ببهمنيار للرئيس أبي علي بن سينا بحمد الله وتأييده. كتبناهما من نسختين وكانتا سقيمتين كما وجدنا فيهما.

ه : وهذا آخر الموجود من هذا الكتاب.

تم كتاب المباحثات المعروف ببهمنيار للشيخ الرئيس أبي علي بن سينا روّح الله رمسه.

ل : إلى هنا وجدت المباحثات في عدة نسخ والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله. ثم وجدت بعد هذه المسائل والجواب له فألحقتها بها. (راجع شرح الاضافات الموجودة في المقدمة.).

(١٨٠) «ج» كان فى نسخة ب بعد «إمكان الوجود».

(١٨١) الواو ساقطة من لر.

(١٨٢) لر : هوية موجود. ن : هوية موجودة.

__________________

(٧٨٨) تكرر في الرقم (٧٥٨).

(٧٨٩) تكرر في الرقم (٤٢٠ ـ ٤٢١).


هو موجود بذاته ، واجب أن يكون كذلك ؛ وإذا قيل له : «واجب الوجود» فقط ، فهو لفظ مجاز ومعناه أنه واجب أن يكون موجودا ، لا أنه يجب الوجود لشيء موضوع فيه للوجود (١٨٣) ، يلحقه الوجود علي وجوب أو غير وجوب.

(٧٩٠) س ـ إن كان إمكان الوجود يحتاج أن يكون عارضا للشيء (١٨٤) ولا يجوز أن يكون قائما بذاته ـ فإنه لو كان كذلك لكان واجب الوجود ـ فهو إذن ذو ماهية ؛ وكل ذي ماهيّة (١٨٥) معلول ، فيجب أن يكون معنى إمكان الوجود لازما لتلك الماهية عن (١٨٦) علة ، فالعلة ما هي؟

ثم تلك الماهية أيضا هل هي واجبة في ذاتها أو (١٨٧) ممكنة؟ فإن كانت واجبة فكيف يلزم معنى الممكن شيئا واجبا؟ وإن كانت ممكنة فقد عاد الأمر جذعا ؛ فإنه إما أن يكون تلك الماهيّة نفس الإمكان ـ وهذا محال ـ أو معنى الإمكان عارضا لشيء آخر ـ والكلام في ذلك الشيء كالكلام في هذا.

ج ـ قوله (١٨٨) : «يحتاج أن يكون عارضا لشيء آخر ولا يجوز أن يكون قائما بذاته ، فإنه لو كان كذلك لكان واجب الوجود» قول محرف (١٨٩) عن وجهه ، فليس كل ما ليس عارضا (١٩٠) لشيء ، بل هو قائم بذاته ، فهو واجب ؛ فإن كثيرا من الجواهر ـ بل كلّها ـ كذلك.

وقوله : «كل ذي ماهيّة معلول» يجب أن يزيد «كل ذي ماهيّة موجود».

وقوله : «فيجب أن يكون إمكان الوجود لتلك الماهيّة عن علّة» إن عنى «أن ماهيّته (١٩١) إمكان الوجود» فليس إمكان الوجود شيئا غيرها [يلزمها. وإن عنى «ماهيّة] (١٩٢) المعروض له» فالقول صحيح ، ولكن ربما لزمه لذاته لا لغيره.

__________________

(١٨٣) ن ، لر : الوجود.

(١٨٤) لر : لشيء. (١٨٥) لر : فمعلول.

(١٨٦) لر : غير.

(١٨٧) لر : أم. (١٨٨) لر : قولنا.

(١٨٩) لر : مجرب.

(١٩٠) لر : عرضا. (١٩١) لر : ماهية.

(١٩٢) لر : ويلزمها ، وإن عنى أن ماهية.

__________________

(٧٩٠) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٧٧.


وإن عنى «أن ماهية إمكان الوجود يجب أن يكون عن علة» ـ ويحذف الإمكان ـ فهو قول صحيح متّصل ، والعبارة عن السؤال الأول يجب أن يكون كذا : «إن كان إمكان الوجود عارضا لماهية ما فعن علّة أو عن ذاتها ، فإن كان عن علّة فما هو؟ وإن كان عن ذاتها [٧١ ب] فكيف يكون المعدوم في حال عدمه علة لأمر ومقتضيا لأمر (١٩٣)؟

وجواب هذا سهل (١٩٤) ، وهو أنه قد يكون الماهيّة علة للوازمها لأنها ماهيّة ، لا لأنها معدومة أو موجودة كالإنسانية.

وأما الاخرى فجوابها صعب وتحريرها : إن إمكان الوجود إن كان واجبا لذاته فواجب الوجود اثنان ، وإن كان غير واجب فله علة وله في نفسه إمكان وجود آخر إلى غير النهاية ـ وهذا محال ـ والجواب عن هذا كالجواب عن معنى الإضافة (١٩٥).

ثم إن معنى ممكن الوجود ليس هو (١٩٦) «وجود» حتى يحتاج إلى علة ؛ بل هو ماهيّة كالإنسانيّة.

(٧٩١) س ـ إن كان جائزا (١٩٧) أن يكون الماهيّة علة للوازمها لأنها ماهيّة (١٩٨) فلم لا يجوز أن يكون واجب الوجود ماهيّة تلك الماهية توجب (١٩٩) الوجود لها حتى لا يكون معلولة الوجود؟

ج ـ لا يجوز (٢٠٠) ـ لأن الوجود ليس لها حال غير أن يكون موجودا ، وعلة

__________________

(١٩٣) «ومقتضيا لامر» ساقطة من لر.

(١٩٤) لر : يسهل. (١٩٥) لر : لا لاضافة.

(١٩٦) لر : ممكن الوجود له هو.

(١٩٧) ب ، م ، د : جايز.

(١٩٨) علامة السؤال (س) في نسخة ب هنا.

(١٩٩) لر : بوجوب. (٢٠٠) «لا يجوز» ساقطة من ج.

__________________

(٧٩١) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٤ ، ص ٣٤٥. والإشارات : النمط الرابع ، التنبيه الرابع. والأسفار الأربعة : ١ / ٩٨. والمبدأ والمعاد لصدر المتألهين : ١٣.


الموجود موجود ، وعلة المعدوم معدوم ، (٢٠١) وعلة الشيء من حيث هو [شيء وماهية ، شيء وماهية (٢٠٢) ، فليس إذا كان الشيء قد يكون (٢٠٣) من حيث هو] (٢٠٤) ماهية علة لبعض الأشياء يجب أن يكون علة لكل شيء ، وكل (٢٠٥) ماهية لها لازم هو الوجود ، لا يجوز أن يكون لازمها معلولا لها.

ـ قد بيّن هذا في الشفاء وفي الإشارات ـ

(٧٩٢) وبالجملة ـ لا يكون سبب الشيء من حيث هو حاصل الوجود إلا شيء حاصل الوجود ، ولو كانت (٢٠٦) ماهية سببا للوجود لأنها ماهيّة لكان يجوز أن يكون يلزمها الوجود مع العدم لأن ما يلزم الماهية من حيث هي ماهية يلزمها [كيف فرضت] (٢٠٧) ولا يتوقّف إلى حال وجودها ، ومحال أن تكون ماهية علة لوجود شيء ولم يعرض (٢٠٨) لها وجود ، فتكون علة الموجود لم يحصل لها الوجود.

وإذا لم يحصل للعلة وجود لم يحصل للمعلول وجود ، بل يكون للعلة ماهية فيتبعها [المعلول ماهية ،] (٢٠٩) مثل أن المثلث يتبعها (٢١٠) كون الزوايا مساوية لقائمتين ، لكن لا يوجد كون الزوايا [٧٢ آ] كقائمتين حاصلا موجودا إلا وقد عرض للمثلث وجود ، فإن لم يعرض للمثلث وجود لم يعرض لكون الزوايا كقائمتين (٢١١) وجود.

وليس يجوز أن يقال : «إن للموجود ماهية ليس يعتبر معها الوجود» كما يجوز أن يقال : «إن لكون الزوايا كقائمتين ماهيّة لا يعتبر معها الوجود» فإن تلك الماهية في حال وجود المثلث تكون موجودة ، وفي حال عدمها تكون معدومة. وما لم يوضع للمثلث وجود لم يكن لتلك الماهية وجود.

__________________

(٢٠١) «معدوم» ساقطة من ج.

(٢٠٢) لر : وماهيته.

(٢٠٣) لر : فقد يكون.

(٢٠٤) ساقطة من ج ، م ، د.

(٢٠٥) ج : فكل.

(٢٠٦) لر : حاصل للوجود ، ولو كان.

(٢٠٧) ج : كيف من حيث (محرف).

(٢٠٨) لر : لم يفرض لها وجود ، فتكون علة الوجود.

(٢٠٩) لر : للمعلول ماهية. ج : المعلول.

(٢١٠) لر : يتبعه.

(٢١١) لر : القائمتين.


وليس (٢١٢) يمكن أن يقال : «إن ماهية الأول عرض لها وجود حتى لزم عنها الوجود» ولا يجوز أن يقال : «إنها وان لم توجد يكون للموجود (٢١٣) عنها وجود» ولا يجوز أن يقال : «إنها من حيث هي ماهيّة يلزمها ماهيّة الوجود ، ومن حيث يعرض لها وجود يلزمها وجود ماهيّة الوجود» فإن ماهية الوجود لا تخلو عن أن تكون موجودة ، ليس كماهيّة كون الزوايا كقائمتين من حيث لا يجب لها دائما وجود ما دامت ماهية ، بل هذه الماهيّة توجد بعد وجود المثلث ، وإن عدم المثلث عدمت هذه الماهيّة.

(٧٩٣) فإن قال قائل : «وأيضا ـ فإن عدم (٢١٤) واجب الوجود عدم الوجود» فيكون حينئذ ليست الماهيّة سببا للوجود ، بل كونها موجودة سبب للوجود ، فيحتاج إذن أن تكون موجودة حتى يلزمها وجود الوجود ، وإلا لم يلزمها إلا عدم الوجود ، فتكون قبل اللازم الموجود موجودة ، فيكون قد عرض لها الوجود قبل أن لزم عنها الوجود ـ وهذا محال ـ

(٧٩٤) وهاهنا سؤال : وهو أنه إن كان فصل الهيولى هو الإمكان والهيولى جوهر وفصول الجواهر جواهر ، فيجب أن يكون الإمكان جوهرا ـ وقد ابطل هذا ـ وإن لم يكن الإمكان فصله ، ولا أنه لازم له ؛ فقد كان قبل الإمكان ممكناـ لأنها لا تنفك عن الإمكان؟

والجواب عن هذا : إن فصل الهيولى لا يعرف ، لأن الهيولى من حيث هي (٢١٥) هيولى مجردة [٧٢ ب] و (٢١٦) ليس ممكنا ولا غير ممكن ، بل يلزمه الإمكان ، معناه أنه إذا عقلت عقل معها الإمكان فلا ينفكّ عنه.

_________________

(٢١٢) ل : فليس يمكن. ج : ولا يمكن.

(٢١٣) لر : الوجود.

(٢١٤) لر : فان عدم ماهية واجب الوجود.

(٢١٥) لر : هو.

(٢١٦) الواو ساقطة من لر.


(٧٩٥) س ـ لم لا يجوز أن يكون الوجود من توابع بعض الماهيات ولوازمها ، كغير الوجود من اللوازم؟

ج ـ لأن التوابع معلولات ، والمعلول وجوده وحصوله بعد وجود علته ، فنفس وجود الماهيّة لا يكون معلول الماهية ، وإلا لكان للماهية وجود سابق على وجود المعلول وحصوله.

(٧٩٦) س ـ قيل : إن الوجود في واجب الوجود بذاته لو كان لأنه «وجود» لا علة له لكان كل وجود لا علة له ، وهذا أيضا لازم في الواجبيّة ؛فأيّ فرق بين الواجبيّة والوجود؟

ج ـ الواجبيّة مطلقا كالوجود ، ويجوز أن تكون واجبيّة بعلّة (٢١٧) ، فليس هو هو لأنه واجب ـ بل لأنه لذاته واجب ـ.

فصل (٢١٨)

(٧٩٧) من عظيم الفائدة في اعتناء الإنسان بإصلاح قواه وتدبير نفسه من حيث تعلقها بالبدن أن هاهنا ضربا من التعريف لإدراك الكمال والحسّ الباطن ليس على سبيل القياس ، بل على سبيل المشاهدة التي ليس يتيسّر كل لها ، بل إنما يتيسّر لها صاحب اليقين بغسالة هذا العالم المستحيل وخساسة مبلغ شهواته وأغراض الغضب والطمع وغير ذلك فيه ، وأن جميع ذلك دون أن يستحقّ اعتكاف الهمة عليه.

__________________

(٢١٧) ج : لعلة.

(٢١٨) العنوان غير موجود في م ، د. كما ان هذا الفصل لا يوجد في النسخ غير ب ، م ، د.

__________________

(٧٩٦) تكرر السؤال والجواب في الرقم (٨٧٨) والجواب فقط في (٦٤٥).

راجع الرقم (٨٦٩).

(٧٩٧) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٩. والإشارات : النمط العاشر ، الفصل ١٨.


فإذا زكا نفسه وطرح عنها هذه الأغشية وراضها وهذّبها أعدّها لقبول الفيض العلوي ؛ فرأى أول شيء حسن نفسه في حرّيتها واعتلائها وعتاقها عما تعبد غيرها ، وصار إليها من الله نور تصرفها عن كل شيء ويحقّر عندها كل حسن ، فابتهج واغتبط وعزّ عند نفسه وعلا ، ورحم دود هذه الملكوت المرددين في لا شيء ، المتشاجرين عليه ؛ بيناهم في ذلك التخبّط ، إذ صاروا إلى البوار وضلّ عنهم ما كانوا يطلبون ، ورحمهم من حيث [٧٣ آ] هم محفوفون بكل غمّ وخوف وخسار وهمّ ورغبة وشغل في شغل.

(٧٩٨) وذلك بهجة ونور يأتي من عند الله بتوسط نور العقل ، ليس يهدي إليه الفكر والقياس إلا من جهة الإثبات ، وأما من جهة خاص ماهيته وكيفيته فإنما تدل عليه المشاهدة ، ولا ينال تلك المشاهدة إلا من استعد لها بصحة مزاج النفس ، كما أن من لم يذق الحلو فيتصدق بأنه لذيذ بضرب من القياس أو الشهادة ، ولا ينال خاصّة الالتذاذ به إلا بالتطعّم إن كان مستعدا له بصحّة مزاج البدن ، فإن كانت هناك آفة لم يلتذّ بها أيضا ووجدت المشاهدة مخالفة لما وقع به التصديق السالف.

(٧٩٩) موضوع العلم المعروف بما بعد الطبيعة (٢١٩) : «الموجود بما هو موجود» ومطالبه الامور التي تلحقه (٢٢٠) بما هو موجود من (٢٢١) غير شرط. وبعض هذه الامور كالأنواع مثل الجوهر والكمّ والكيف ـ فإن «الموجود» ينقسم إليها أولا ـ وبعض هذه الامور كالعوارض الخاصيّة (٢٢٢) مثل الواحد والكثير (٢٢٣) ، والقوة والفعل ، والكلي والجزئي ، والممكن والواجب. وذلك أنه ليس يحتاج الموجود

__________________

(٢١٩) لر : بعلم ما بعد الطبيعة.

(٢٢٠) لر : تلحقها.

(٢٢١) «من» ساقطة من لر.

(٢٢٢) د ، م : الخاصة.

(٢٢٣) لر : الكثرة.

__________________

(٧٩٩) يوجد في الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٢ ، ص ١٣ ـ ١٥.


في قبول هذه الأعراض والاستعداد لها إلى أن يتخصّص طبيعيّا أو تعليميّا. والنظر في المبادي هو بحث عن لواحق هذا الموضوع ، لأن الوجود (٢٢٤) كونه مبدء غير مقوّم له ولا ممتنع فيه ، بل هو بالقياس إلى طبيعة الموجود أمر عارض له ومن اللواحق الخاصّة به ، لأنه ليس شيء أعمّ من الموجود فيلحق غيره لحوقا أوليّا ، ولا أيضا يحتاج (٢٢٥) الموجود إلى أن يصير طبيعيّا أو تعليميّا أو شيء (٢٢٦) آخر حتى يعرض له أن يكون مبدء.

(٨٠٠) [ثم المبدأ ليس مبدء] (٢٢٧) للوجود كله ، فلو كان مبدء للوجود كلّه لكان مبدء لنفسه ، بل الموجود (٢٢٨) كله لا مبدء له ، إنما المبدأ (٢٢٩) للموجود المعلول ، فالمبدأ هو مبدء لبعض الموجود ، فلذلك نبحث عن السبب الأول الذي يفيض عنه كل وجود معلول بما هو موجود معلول ، وهو علم (٢٣٠) بأول [٧٣ ب] الامور في الوجود ، وهو العلة الاولى ؛ فأول الامور في العموم هو الوجود والوحدة.

(٨٠١) أولى الأشياء بأن تكون متصورة لأنفسها الأشياء (٢٣١) العامة للامور كلها ، كالموجود والشيء و (٢٣٢) الواحد وغيره (٢٣٣).

(٨٠٢) معنى «الموجود» (٢٣٤) ومعنى «الشيء» متصوران (٢٣٥) في الأنفس ، وهما معنيان ، فالموجود والمثبت والمحصل أسماء مترادفة على معنى واحد ، ولا نشك (٢٣٦) في أن معناها قد حصل في نفس المتأمل لها ، و «الشيء» وما يقوم

__________________

(٢٢٤) لر : الموجود. (٢٢٥) لر+ : الى

(٢٢٦) الشفاء : أو شيئا. (٢٢٧) ساقطة من لر.

(٢٢٨) لر : الوجود.

(٢٢٩) الشفاء : انما المبدأ مبدء للموجود. وفى ب يمكن القراءة : للموجود المعلول أيضا.

(٢٣٠) لر : عالم. (٢٣١) لر : لأشياء.

(٢٣٢) الواو ساقطة من لر. (٢٣٣) لر : غيرها.

(٢٣٤) لر : الوجود. (٢٣٥) لر : متصورا.

(٢٣٦) لر : ولا شك.

__________________

(٨٠٠) يوجد في الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٢ ، ص ١٣ ـ ١٥.

(٨٠١) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٥ ، ص ٣١ ـ ٣٢.


مقامه قد يدل به على معنى آخر في اللغات كلها ، فإن لكل أمر حقيقة هو بها ما هو (٢٣٧) ، فللمثلّث حقيقة أنه مثلّث ، وللبياض حقيقة أنه بياض.

وذلك هو الذي ربما سميناه «الوجود الخاصّ» ولم يرد به معنى الوجود الإثباتي ، فإن لفظ «الوجود» يدل به أيضا على معاني (٢٣٨) كثيرة ، منها الحقيقة التي عليها الشيء ، وكأنه ما عليه (٢٣٩) يكون الوجود الخاصّ للشيء.

(٨٠٣) فنقول : إن لكل شيء حقيقة خاصية (٢٤٠) هي ماهيته ، ومعلوم أن حقيقة كل شيء الخاصيّة (٢٤١) به غير الوجود الذي يرادف الإثبات ، وذلك لأنك إذا قلت : «حقيقة كذا موجودة ، إما (٢٤٢) في الاعيان أو في النفس أو مطلقا» يعمّهما (٢٤٣) جميعا ، كان لهذا معنى محصل مفهوم ؛ ولو قلت (٢٤٤) : «إن حقيقة كذا حقيقة كذا ، وإن حقيقة كذا ، حقيقة» لكان حشوا من الكلام غير مفيد.

ولو قلت : «إن حقيقة كذا شيء» لكان أيضا قولا (٢٤٥) غير مفيد ما يجهل. وأقل (٢٤٦) إفادة منه أن تقول : «إن الحقيقة شيء» إلا أن يعنى بالشيء «الموجود» كأنك قلت : «[إن لحقيقة كذا حقيقة] (٢٤٧) موجودة».

ف «الشيء» يراد به ما ذكر ، ولا يفارق لزوم معنى الوجود إياه البتة ، بل معنى الموجود يلزمه دائما ، لأنه يكون إما موجودا في الأعيان ، أو موجودا في الوهم والعقل. فإن لم يكن كذا لم يكن شيئا ولم يصح الخبر عنه (٢٤٨).

(٨٠٤) نقول : إنه وإن لم يكن الموجود جنسا ولا مقولا بالتساوي على ما تحته ـ فإنه معنى متّفق (٢٤٩) فيه على التقديم والتأخير [٧٤ آ] وأول ما يكون للماهية التي هي الجوهر ، ثم يكون لما بعده وإذ هو معنى واحد على ما ذكرناه

__________________

(٢٣٧) لر : هو بما هو. (٢٣٨) لر : معنى.

(٢٣٩) لر : فاعلية. (٢٤٠) م ، الشفاء : خاصة.

(٢٤١) م ، الشفاء : الخاصة. لر : الخاص.

(٢٤٢) «اما» ساقطة من لر.

(٢٤٣) لر ، الشفاء : يعمها. (٢٤٤) لر : قلنا.

(٢٤٥) لر : قول. (٢٤٦) لر : أقله.

(٢٤٧) لر : إن حقيقة كذا حقيقة كذا.

(٢٤٨) لر : الجزء عنه. (٢٤٩) لر : يتفق.

__________________

(٨٠٤) من الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٥ ، ٣٤.


فيلحقه عوارض تخصّه كما بينّا ، ولذلك يكون (٢٥٠) علم واحد يتكفّل به ، كما أن لجميع ما هو صحيّ علما واحدا.

(٨٠٥) إنهم حدّوا الممكن والممتنع والواجب بحدود أخذوا البعض منها في حد البعض ، فكان دورا ، وأولى الثلاثة بأن يتصور أولا هو الواجب ، فإن الواجب يدل على تأكّد (٢٥١) الوجود ، والوجود أعرف من العدم ، لأن الوجود يعرف بذاته ، والعدم [بوجه ما يعرف بالوجود] (٢٥٢)

(٨٠٦) الواجب الوجود هو الموجود الذي متى فرض غير موجود [لزم منه المحال ، والممكن الوجود هو الذي متى فرض غير موجود] (٢٥٣) وموجود لم يلزم منه المحال ، والواجب الوجود [هو الضروري الوجود] (٢٥٤) ، والممكن الوجود هو الذي لا ضرورة فيه بوجه ـ لا في وجوده ولا في عدمه ـ.

(٨٠٧) الامور التي تدخل في الوجود تحتمل في العقل الانقسام إلى قسمين : منها ما إذا اعتبر بذاته لم يجب وجوده ، وهذا في حيّز الإمكان.

ومنها ما إذا اعتبر بذاته وجب وجوده ، فالواجب الوجود بذاته لا علة له ، لأنه إن كان له علة في وجوده كان وجوده بها ، فلم يكن واجب الوجود بذاته ؛ والممكن الوجود باعتبار ذاته فوجوده وعدمه بعلّة ، وذلك أنه لا يخلو إما أن يكون كل واحد من الوجود والعدم يحصل له عن غيره أولا عن غيره.

__________________

(٢٥٠) لر : يكون له علم.

(٢٥١) لر : تأكيد.

(٢٥٢) لر : يعرف بوجه ما بالوجود.

(٢٥٣) ساقطة من د ، م.

(٢٥٤) ساقطة من لر.

__________________

(٨٠٥) من الشفاء : الفصل السابق ، ص ٣٥ ـ ٣٦.

(٨٠٦) راجع الشفاء : الصفحة السابقة.

(٨٠٧) ملخص من الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٦ ، ص ٣٧ ـ ٣٩.


فإن كان عن غيره فالغير هو العلة ، وإن كان لا يحصل عن غيره ، فإما أن تكفي [فيه ماهيته بالانفراد (٢٥٤) ، أو لا تكفي فيه ماهيته ، فإن كان تكفي] (٢٥٥) ماهيته لأي الأمرين كان حتى يكون حاصلا ، فيكون ذلك الأمر واجب الماهيّة لذاته ـ وقد فرض غير واجب ـ وإن كان لا تكفي فيه ماهيته (٢٥٦) ـ بل أمر يضاف إليها فهو علته.

(٨٠٨) نقل معنى المتقدم والمتأخر ـ الذي حقيقته أن كل ما كان أقرب من مبدء محدود من زمان أو مكان متقدما ، وكل ما كان أبعد (٢٥٧) متأخرا ـ إلى أن جعلوا نفس المعنى كالمبدإ المحدود ، فجعل الفاضل والسابق متقدما بما كان له [٧٤ ب] منه ما ليس للآخر ، وأما الآخر (٢٥٨) فليس له إلا ما لذلك الاولى (٢٥٩) جعل متقدما ، فإن السابق في باب ما ، له ما ليس للثاني ، وما للثاني منه فهو للسابق وزيادة.

(٨٠٩) ثم نقل ذلك إلى ما يكون هذا الاعتبار له بالقياس إلى الوجود ، فجعلوا الشيء الذي يكون له الوجود أولا ، وإن لم يكن للثاني ، والثاني لا يكون له إلا وقد كان (٢٦٠) للأول وجودا متقدما على الآخر ـ مثل الواحد والكثير ـ فإنه ليس من شرط الوجود للواحد (٢٦١) أن يكون الكثرة موجودة ، و (٢٦٢) من شرط الوجود للكثير أن يكون الواحد موجودا ، ليس في هذا أن يفيد الوجود الكثرة ، بل إنه يحتاج إليه حتى يفاد للكثرة (٢٦٣) وجود بالتركيب منه.

(٨١٠) ثم نقل بعد ذلك إلى حصول (٢٦٤) الوجود من جهة اخرى ، فإنه

__________________

(٢٥٤) لر : ماهية الافراد.

(٢٥٥) ساقطة من د ، م.

(٢٥٦) لر : ماهية ، بل أمر ينضاف.

(٢٥٧) «أبعد» ساقطة من لر.

(٢٥٨) لر : للاخر. (٢٥٩) لر : الأول.

(٢٦٠) «كان» ساقطة من لر.

(٢٦١) لر : الواحد. (٢٦٢) الواو ساقطة من لر.

(٢٦٣) لر : الكثرة. (٢٦٤) لر : حصوله

__________________

(٨٠٨ ، ٨٠٩ ، ٨١٠) مأخوذ من الشفاء : الإلهيات ، م ٤ ، ف ١ ، ص ١٦٣ ـ ١٦٧.


إن كان شيئان وليس وجود أحدهما من الآخر ، بل وجوده له من نفسه أو من شيء ثالث ، لكن وجود الثاني من هذا الأول ، [فله من الأول] (٢٦٥) وجوب الوجود الذي ليس له من ذاته ، بل له من ذاته الإمكان على تجويز من أن يكون [ذلك الأول مهما وجد] (٢٦٦) لزم وجوده أن يكون علة لوجوب وجود هذا الثاني ، فإن الأول يكون متقدما بالوجود لهذا الثاني.

مثاله تحريك اليد للمفتاح ـ وإن كان معا في الزمان ـ وإذا وجدت العلة وجب وجود المعلول.

فإذن وجود كل معلول واجب مع وجود (٢٦٧) علته ، ووجود علته واجب عنه وجود المعلول ، وهما معا في الزمان أو الدهر أو غير ذلك ، ولكن ليسا معا بالقياس إلى حصول الوجود. وذلك لأن (٢٦٨) وجود ذلك لم يحصل من هذا ، فذلك له حصول وجود ليس من حصول وجود هذا ، ولهذا حصول وجود هو (٢٦٩) من حصول وجود ذلك ، فذلك أقدم بالقياس إلى حصول الوجود.

(٨١١) كل ما ليس موجودا ولا له قوة على أن يوجد ، فإنه مستحيل الوجود ؛ والشيء الذي هو ممكن أن يكون فهو ممكن أن لا يكون ؛ وإلا كان واجبا [٧٥ آ] أن يكون ؛ والممكن أن يكون لا يخلو إما أن يكون شيئا إذا وجد كان قائما بنفسه حتى يكون إمكان وجوده (٢٧٠) يمكن أن يكون قائما مجردا ، أو يكون إذا كان موجودا وجد في غيره.

فإن كان الممكن بمعنى أنه يمكن أن يكون شيئا في غيره ، فإن كان إمكان وجوده أيضا في ذلك الغير ، فيجب أن يكون ذلك الغير موجودا مع

__________________

(٢٦٥) لر : يلزم الأول.

(٢٦٦) لر : كذلك الأول منهما يوجد.

(٢٦٧) ب : وجوده. (٢٦٨) لر : ان.

(٢٦٩) «هو» ساقطة من لر.

(٢٧٠) الشفاء+ هو انه.

__________________

(٨١١) الفقرتان مأخوذتان من الشفاء : الإلهيات ، م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٧٧ ـ ١٧٨ ملخصا.


إمكان وجوده ـ وهو موضوعه ـ

وإن كان إذا كان قائما بنفسه لا في غيره ولا من غيره بوجه من الوجوه ولا علاقة (٢٧١) له مع مادة من المواد ـ علاقة ما يقوم فيها أو يحتاج في أمرها (٢٧٢) إليها ـ فيكون إمكان وجوده (٢٧٣) إن كان (٢٧٤) سابقا [عليه من غير تعلّق بمادة دون] (٢٧٥) مادة ، ولا جوهر دون جوهر ، إذ ذلك الشيء لا علاقة له مع شيء ، فيكون إمكان وجوده جوهرا لأنه شيء موجود بذاته.

(٨١٢) وبالجملة إن لم يكن إمكان وجوده حاصلا كان غير ممكن الوجود ممتنعا ، و (٢٧٦) إذ هو حاصل موجود قائم بذاته ـ كما فرض ـ فهو موجود جوهرا ، وإذ هو جوهر فله ماهيّة ليس بها (٢٧٧) من المضاف ؛ إذ كان الجوهر ليس بمضاف الذات ، بل يعرض له المضاف ؛ فيكون [لهذا القائم بذاته وجود] (٢٧٨) أكثر من إمكان وجوده الذي هو به مضاف ، وكلامنا في نفس إمكان وجوده ، وعليه حكمنا أنه ليس في موضوع ، والآن فقد صار أيضا في موضوع ـ (٢٧٩) هذا خلف ـ.

فإذن لا يجوز أن يكون لما يبقى قائما بنفسه لا في موضوع ولا من موضوع بوجه من الوجوه وجود بعد ما لم يكن ، بل يجب أن يكون له (٢٨٠) علاقة ما مع الموضوع حتى يكون. وأما إذا كان الشيء الذي يوجد (٢٨١) قائما بنفسه لكنه يوجد من شيء غيره أو مع وجود شيء غيره فإن إمكان وجوده يكون متعلقا بذلك الشيء ـ لا على أن ذلك الشيء [بالقوة هو ، ولا أن] (٢٨٢) فيه قوة أن يوجد هو منطبعا فيه ـ بل (٢٨٣) على أن يوجد معه أو عند حال له.

__________________

(٢٧١) لر : فلا علاقة. (٢٧٢) الشفاء : أمر ما.

(٢٧٣) لر : وجودها. (٢٧٤) لر : ان كان له.

(٢٧٥) لر : غير متعلق. (٢٧٦) الواو ساقطة من لر.

(٢٧٧) الشفاء : لها. (٢٧٨) لر : لها القائم بأنه وجود.

(٢٧٩) لر : وهذا.

(٢٨٠) «له» ساقطة من لر.

(٢٨١) لر : وجد.

(٢٨٢) لر : بالقوة ولان.

(٢٨٣) «بل» ساقطة من لر.

__________________

(٨١٢) الفقرتان مأخوذتان من الشفاء : الإلهيات ، م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٧٧ ـ ١٧٨ ملخصا.


(٨١٣) الممكن أن يوجد ما (٢٨٤) قد سبقه إمكان وجود أو إنه (٢٨٥) ممكن الوجود ، فلا يخلو إمكان وجوده من أن يكون معنى معدوما أو معنى موجودا [٧٥ ب] ومحال أن يكون معنى معدوما ، وإلا فلم يسبقه (٢٨٦) إمكان وجوده ؛ فهو إذن معنى موجود ، وكل معنى موجود فإما قائم في موضوع ، أو قائم لا في موضوع ، وكل ما هو قائم لا في موضوع فله وجود خاصّ لا يجب أن يكون به مضافا ، (٢٨٧) وإمكان الوجود إنما هو ما هو بالإضافة إلى ما هو إمكان وجود له (٢٨٨) ، فليس إمكان الوجود جوهرا لا في موضوع (٢٨٩) وعارض لموضوع.

(٨١٤) الفاعل الذي يفعل وجودا مثل نفسه فإن المشهور أنه أولى وأقوى في الطبيعة التي تفيدها من غيره ، وليس هذا المشهور ببيّن ولا حقّ من كل وجه ، إلا أن يكون ما يفيده هو نفس الوجود والحقيقة ، فحينئذ يكون المفيد أولى بما يفيده (٢٩٠) من المستفيد.

ذا كان المعنى في المعلول (٢٩١) والعلة متساويا في الشدة والتنقّص (٢٩٢) ؛ فإنه يكون للعلة بما هو (٢٩٣) علة التقدم الذاتي لا محالة في ذلك المعنى ، والتقدم الذاتي الذي له في ذلك المعنى معنى من حال ذلك المعنى غير موجود للثاني ، فيكون ذلك الأول (٢٩٤) إذا اخذ بحسب وجوده وأحواله التي له [من جهة وجوده أقدم من الآخر] (٢٩٥) ، فيزول إذن مطلق المساواة ، لأن المساواة شيء

__________________

(٢٨٤) «ما» ساقطة من لر.

(٢٨٥) لر : وإنه. (٢٨٦) لر : سبقه.

(٢٨٧) لر : أن يكون مضافا.

(٢٨٨) «له» ساقطة من لر.

(٢٨٩) لر+ فهو إذن في موضوع.

(٢٩٠) لر : ما يفيده. (٢٩١) لر : المعقول.

(٢٩٢) لر ، م : النقص. الشفاء : والضعف.

(٢٩٣) الشفاء : بما هي. (٢٩٤) الشفاء : فيكون ذلك المعنى مساويا للأول.

(٢٩٥) لر : من جهة وجوده أقدم من جهة وجوده أقدم من الأخير.

__________________

(٨١٣) من الشفاء : الإلهيات ، م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٨٢.

(٨١٤) من الشفاء : الإلهيات ، م ٦ ، ف ٣ ، ص ٢٦٨ ـ ٢٧٠.


في الحدّ ، وهما من جهة ما لهما ذلك الحد متساويان ، وليس أحدهما علة ولا معلولا.

فأما من جهة أن أحدهما علة والآخر معلول ، فواضح (٢٩٦) أن اعتبار وجود ذلك الحدّ لأحدهما أولى ، إذ كان له [أولا من الثاني ، ولم يكن للثاني إلا منه] (٢٩٧) ، فظاهر من هذا أن هذا (٢٩٨) المعنى إذا كان نفس الوجود لم يمكن (٢٩٩) أن يتساويا فيه البتة إذا (٣٠٠) كان يمكن أن يساويه باعتبار الحدّ ، ويفضل عليه باعتبار استحقاق الوجود.

[والآن فإن استحقاق الوجود] (٣٠١) هو من جنس الحد بعينه إذ قد اخذ هذا المعنى نفس الوجود ، فبيّن أنه لا يمكن أن يساويه إذا كان المعنى نفس الوجود فمفيد وجود الشيء من حيث هو وجود أولى بالوجود من الشيء [٧٦ آ].

(٨١٥) الفاعل والمبدأ الذي ليس منفعله مشاركا له في النوع ولا في المادة ـ وإنما يشاركه بوجه ما في معنى الوجود ـ ليس (٣٠٢) يمكن أن يعتبر فيه حال المعنى الذي له الوجود ، لأنهما ليسا يشتركان فيه ، فبقي فيه حال اعتبار الوجود نفسه ، وقد كان في ساير تلك (٣٠٣) المتساوية والزائدة على المبدأ الفاعل إذا رجع إلى حال اعتبار الوجود ، فإن (٣٠٤) المبدأ الفاعل غير مساو له ، (٣٠٥) لأن وجوده بنفسه ووجود المنفعل من حيث ذلك الانفعال مستفاد (٣٠٦) منه.

ثم الوجود بما هو وجود (٣٠٧) لا يختلف في الشدة والضعف ، ولا يقبل الأقل والأنقص ، وإنما يختلف في ثلاثة أحكام : وهي التقدم والتأخّر ، والاستغناء (٣٠٨) والحاجة ، والوجوب والإمكان. فيصير العلة (٣٠٩) لهذه المعاني

__________________

(٢٩٦) لر : فواضع.

(٢٩٧) الشفاء ، لر : أولا لا من الثاني ، ولم يكن الثاني إلا منه

(٢٩٨) «ان هذا» ساقطة من لر.

(٢٩٩) لر : لم يكن. (٣٠٠) لر : إذ.

(٣٠١) ساقطة من لر. (٣٠٢) الشفاء : وليس.

(٣٠٣) الشفاء+ ما كان من.

(٣٠٤) الشفاء : كان. (٣٠٥) لر : غير متساو له.

(٣٠٦) لر : مستفادا. (٣٠٧) لر : موجود.

(٣٠٨) لر : والاستعانة. (٣٠٩) لر : بالعلة.

__________________

(٨١٥) من الشفاء : الإلهيات ، م ٦ ، ف ٣ ، ص ٢٧٦ ، ٢٧٨.


الثلاثة أولى بالوجود من المعلول ؛ والعلة أحق من المعلول ، ولأن الوجود المطلق إذا جعل وجود شيء صار حقيقة (٣١٠).

فبين أن المبدأ المعطي للحقيقة المشارك فيها أولى بالحقيقة (٣١١) ، فإذا صحّ أن هاهنا مبدأ أولا هو المعطي لغيره [الحقيقة ، صح أنه الحق بذاته] (٣١٢) ، وصح أن العلم به هو العلم بالحق مطلقا.

(٨١٦) واجب الوجود لا يصحّ أن يكون له ماهيّة يلزمها وجوب الوجود ... فإنه (٣١٣) يلزم أن يكون ذلك الوجوب من الوجود يتعلّق بتلك الماهية ولا يجب دونها ، فيكون معنى واجب الوجود [من حيث هو واجب الوجود ـ يوجد لشيء (٣١٤) ليس هو ؛ فيكون واجب الوجود من حيث هو واجب الوجود] (٣١٥) ليس بواجب الوجود ، لأن له شيئا به يجب ـ وهذا محال ـ ... وليس هكذا حال الوجود مطلقا غير مقيد بالوجوب الصرف الذي يلحق (٣١٦) الماهية.

(٨١٧) ـ فلا ضير ـ لو قال قائل «إن ذلك الوجود معلول الماهيّة من هذه الجهة أو لشيء آخر» ـ وذلك لأن الوجود يجوز أن يكون معلولا ، والوجوب المطلق الذي للذات لا يكون معلولا ـ فبقي أن يكون واجب الوجود بالذات مطلقا متحقّقا من حيث هو واجب الوجود [بنفسه [٧٦ ب] واجب الوجود] (٣١٧) من دون تلك الماهية ... ، [فلا ماهيّة] (٣١٨) لواجب الوجود غير أنه واجب الوجود ـ وهذه هي الإنيّة ـ. (٣١٩)

__________________

(٣١٠) الشفاء : حقيقيا

(٣١١) الشفاء ، لر : بالحقيقة.

(٣١٢) محرف فى لر.

(٣١٣) لر : بأنه.

(٣١٤) الشفاء : بشيء.

(٣١٥) ساقطة من لر.

(٣١٧) ساقطة من لر. (٣١٨) ساقطة من لر.

(٣١٦) لر : يلحقه. (٣١٩) لر+ : والله أعلم

__________________

(٨١٦ ـ ٨١٧) من الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٤ ، ص ٣٤٤ ـ ٣٤٦.


(٨١٨) إنما يتعيّن وجود الشخص بلوازمه وأعراضه إذا كانت حقيقة نوعية تحتمل الشركة فيها بوجه من الاحتمال ، وأما الحقيقة التي لذاتها لا تحتمل الشركة فلا تفتقر في التعين إلى اللوازم والأعراض وإن كانت له لوازم.

(٨١٩) ليس الوجود معلولا من حيث هو وجود ، بل من حيث هو وجود لما هو ممكن الوجود له ماهيّة اخرى ليس يدخل فيها الوجود.

فصل(*)

(٣١٦) (٨٢٠) الصفات التي من باب الوجود للأشياء (٣١٧) إما أن يكون بحيث يجوز أن يكون الشيء الموصوف بها سببا لها ـ اعتبر ذلك الشيء موجودا ، أو اعتبر غير موجود ـ وذلك مثل إمكان الوجود للماهيات الممكنة الوجود ، فإن إمكان الوجود لها هذه سبيله ؛ ومثل هذا الشيء قد يجوز أن يكون شيئا له حالتا الوجود والعدم ـ كالحادثات (٣١٨) ـ فيكون في كل واحدة من الحالتين متصفا بتلك الصفة.

وقد يجوز أن يكون شيئا ليس له إلا إحدى الحالتين ، وهي الوجود ـ كالأزليّات التي ليست (٣١٩) لها إلا حالة واحدة ، وهي حالة الوجود ـ فتكون في الحالة الواحدة التي لها متّصفة بهذه الصفة ؛ ولو اتّفق أن كان لها الحالتان جميعا لكانت موصوفة في الحالتين جميعا بها ، إذ كان معنى هذه الصفة ـ وهي إمكان الوجود ـ أن الشيء في نفسه وباعتبار ذاته جايز (٣٢٠) عليه

__________________

(٣١٦) ليس هذا العنوان في : د ، م.

(٣١٧) لر : الأشياء.

(٣١٨) لر : الحادثات.

(٣١٩) لر ، ج : ليس.

(٣٢٠) ج ، م : جار. د : جاز.

__________________

(٨١٨) تكرر في الرقم (٦٥٤).

(٨١٩) تكرر في الرقم (٧٠١). راجع الشفاء : م ٨ ، ف ٤ ، ص ٣٤٧.

(٨٢٠) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٦ ، ص ٣٧.


الوجود ونسبته إلى الوجود هذه النسبة. وإن كان منه ما هو دائم الوجود واجب باعتبار سببه ، ومنه ما ليس كذلك بل يوجد في الاعتبار تارة لأجل وجود السبب ولا يوجد تارة لاجل عدم السبب.

(٨٢١) وإما أن تكون بحيث لا يجوز أن يكون الشيء الموصوف بها سببا لها ، بل يكون سببها أمر من خارج ، ثم إن اعتبر موجودا صحّ أن تكون موصوفا بتلك الصفة ، وإن كان غير موجود فلا يصحّ.

ومثل هذا الشيء أيضا يصح أن يعتبر لها في نفسها حالة الوجود والعدم معا (٣٢١) ، ولكنه [٧٧ آ] إنما يجوز أن يكون متّصفا بتلك الصفة في إحدى الحالتين معا ، (٣٢٢) ، ذلك مثل الوجود للماهيات الممكنة الوجود ، فإن كل ماهية ممكنة الوجود [فإنها توصف بالوجود حالة كونها] (٣٢٣) موجودة ، ولا يجوز أن تكون الماهية سببا لهذه الصفة ـ لما ذكر في موضعه ـ بل يكون [أبدا سببها أمر من خارج] (٣٢٤) ، فالحال في هذه الصفة التي هي الوجود مقابلة للحال في الصفة الاخرى المتقدمة ـ وهي إمكان الوجود.

أما أولا فمن جهة أن الشيء توصف في حالتي (٣٢٥) الوجود والعدم بالإمكان ـ سواء كان شيئا [وجوده دائم ، أو شيئا] (٣٢٦) وجوده غير دائم ، ولا يوصف بالوجود إلا في إحدى الحالتين.

وأما ثانيا فمن جهة أن إمكان الوجود يكون للشيء من نفسه ، والوجود له من غيره.

(٨٢٢) وإما أن يكون بحيث لا يجوز أن يكون الموصوف بها سببا لها ، ولا أيضا أمر من خارج سببا لها ، ولا يصحّ لمثل (٣٢٧) هذا الشيء أن يكون [له حالتا وجود وعدم] (٣٢٨) ، بل ليس له إلا إحدى الحالتين ـ وهي الوجود ـ فهو دائما موصوف

__________________

(٣٢١) «معا» ساقطة من لر. (٣٢٢) «معا» ساقطة من ج.

(٣٢٣) لر : بانها توصف بالوجود حالة تكون.

(٣٢٤) لر : ابدا سببها من خارج. ج : أبدا من جهة سببها أمر من خارج.

(٣٢٥) لر : في حال. (٣٢٦) ساقطة من لر.

(٣٢٧) لر : بمثل. (٣٢٨) لر : حالتا وجود وعدم. ج : حالتي وجوده وعدمه له.

__________________

(٨٢١) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٦ ، ص ٣٧.

(٨٢٢) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٦ ، ص ٣٧.


بتلك الصفة ، وذلك وجوب الوجود للأول ، (٣٢٩) فإنه لا يجوز أن يكون هو نفسه سببا لوجوب وجوده ، (٣٣٠) ولا أمر من خارج سببا لذلك ـ لما قد ذكر في موضعه ـ ولا يجوز أن يكون له [حالتا وجود وعدم] (٣٣١) ـ بل ليس له إلا إحدى الحالتين ـ فهو (٣٣٢) دائما موصوف بهذه الصفة ، والحال في هذه الصفة مقابلة للحال في كل واحد (٣٣٣) من الصفتين المقدمتين من الصفات ، وهما إمكان الوجود. [والوجود.

(٨٢٣) أما (٣٣٤) مخالفته للصنف الأول وهو (٣٣٥) إمكان الوجود] (٣٣٦) من جهة اعتبار الأسباب [فلأن إمكان] (٣٣٧) الوجود للشيء يكون له سبب هو نفس الشيء الموصوف بإمكان الوجود ، (٣٣٨) ووجوب الوجود لا يكون له سبب (٣٣٩) ـ لا نفس الموصوف [بوجوب الوجود] (٣٤٠) ، ولا غيره ـ

ومخالفته للصنف الثاني الذي هو الوجود باعتبار هذه الجهة [٧٧ ب] فلأن الوجود للشيء يكون له سبب هو غير نفس الشيء الموصوف بالوجود ، ووجوب الوجود لا يكون له سبب (٣٤١) ـ لا نفس [الموصوف به ولا أمر خارج من غيره ـ.] (٣٤٢)

ومخالفته للصنف الأول أيضا ـ وهو إمكان الوجود ـ من جهة جواز الوجود والعدم ، فلأن (٣٤٣) إمكان الوجود يوصف به الشيء في حالتي الوجود والعدم ، والموصوف به (٣٤٤) العام يصحّ فيه هاتان الحالتان ، ووجوب الوجود يوصف به

__________________

(٣٢٩) لر : الأول.

(٣٣٠) ج : لوجوب الوجود.

(٣٣١) ج : حالتي وجوده وعدمه.

(٣٣٢) لر : وهو. (٣٣٣) لر : واحدة. (٣٣٤) لر : انما.

(٣٣٥) «هو» ساقطة من لر.

(٣٣٦) ج : والوجود. م ، د ساقطة.

(٣٣٧) ج : فان إمكان. لر : ولان.

(٣٣٨) لر : فامكان الوجوب. (٣٣٩) ج : ليس له سبب.

(٣٤١) ج : ليس له سبب. (٣٤٠) ساقطة من ج.

(٣٤٢) ج : الموصوف ولا غيره. لر : الموصوف به ولا أمر من خارج غيره.

(٣٤٣) ج : فان.

(٣٤٤) الواو ساقطة من لر. «به» ساقطة من ج.

__________________

(٨٢٣) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٦ ، ص ٣٧.


الأول دائما ، والموصوف به لا يصحّ أن يكون له الحالتان ـ أعني حالتي الوجود والعدم ـ.

ومخالفته للصنف الثاني الذي (٣٤٤) هو الوجود باعتبار هذه الجهة ، فلأن الوجود وإن كان يوصف به الشيء في (٣٤٥) حالة الوجود فقط ، فإن الموصوف به العام يصح [عليه الوجود تارة ، والعدم [تارة ، ووجوب الوجود لا يصح] (٣٤٦) لما يوصف] (٣٤٧) به الحالتان جميعا ، بل حالة واحدة.

ومخالفته للصنفين جميعا من جهة اخرى : فلأن (٣٤٨) كل واحد من إمكان الوجود والوجود ، فالشيء الموصوف بهما (٣٤٩) يكون (٣٥٠) لا محالة ماهيّة مفردة موضوعة للاتّصاف (٣٥١) بكل واحد (٣٥٢) من الصفتين ، هي غير كل واحد (٣٥٣) من الصفتين ، فلذلك يصحّ أن يعتبر لها تارة الاتّصاف بالصفتين ، وتارة الخلوّ [عنهما بحسب اعتبار] (٣٥٤) ذات الموصوف ؛ ووجوب الوجود ، فإن الموصوف به لا يجوز أن يكون ماهيّة (٣٥٥) مفردة موضوعة للاتّصاف هي غير هذه الصفة ـ لما بيّن في موضعه ـ فلذلك لا يصحّ (٣٥٦) أن يعتبر له تارة الاتّصاف به وتارة الخلوّ عنها (٣٥٧) بحسب اعتبار ذات الموصوف.

فصل(٣٥٨)

(٨٢٤) للماهية لا محالة نسبة إلى الوجود ، فإما أن يكون نسبتها إليه أن

__________________

(٣٤٤) لر : لزم. (٣٤٥) «فى» غير موجود فى ج.

(٣٤٦) ساقطة من لر.

(٣٤٧) ج : اخرى ، ووجوب الوجود لا يوصف.

(٣٤٨) ج : فان. (٣٤٩) لر : والشيء الموصوف بها.

(٣٥٠) «يكون» ساقطة من ج.

(٣٥١) الانصاف. (٣٥٢) لر : واحدة. ج ساقطة.

(٣٥٣) «واحد» ساقطة من ج.

(٣٥٤) ج : عنها باعتبار.

(٣٥٥) لر : ماهيته مفرده موضوعه الاتصاف.

(٣٥٦) «لا يصح» ساقطة من لر.

(٣٥٧) ج ، لر : عنه. (٣٥٨) العنوان غير موجود فى ج ، م ، د.

__________________

(٨٢٤) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٤ ، ص ٣٤٦. ويحتمل كون هذا الفصل (الى آخر الفقرة ٨٢٦) من كلام بهمنيار كتبه تعليقا على الفقرة (٨٦٧) فادخل في المتن.


تكون بحيث لا يجوز لها الاتّصاف بالوجود ، ولا أن يجوز أن يكون [لها الوجود] (٣٥٩) فهذه الماهيّة هي التي يقال لها : «إنها ممتنعة الوجود (٣٦٠)» وإما أن يكون نسبتها إلى الوجود أن يكون بحيث يجوز لها الاتّصاف بالوجود ، ويجوز أن لا يكون لها (٣٦١) الوجود ، فهذه الماهيّة هي التي يقال [٧٨ آ] لها : «إنها ممكنة الوجود».

ثمّ إن هذه النسبة لذات الماهية بالذات وهي من مقتضى الذات ، وواجبة أن يكون مقتضى الذات سواء كانت تلك الماهية معتبرة أنها في الوجود ، أو معتبرة أنها معدومة ، فإنها في كل واحدة (٣٦٢) من الحالتين المعتبرتين مقتضية لهذه النسبة التي تسمى الإمكان ، لا تفارقها (٣٦٣) ، ولا توجد خالية عنها ، فإنها وإن كانت أيضا موجودة فإنها توصف بأن نسبتها إلى الوجود نسبة جواز أن يكون لها الوجود ، فتستحيل بهذه الشبهة في الأزليّات ، [إذ كانت سبيلها سبيل الحادثات] (٣٦٤).

بلى (٣٦٥) بينهما فرق من وجه آخر ، وهو (٣٦٦) أن الحادثات سبق وجود إمكانها وجودها ، والأزليّات (٣٦٧) لم يسبق وجود إمكانها وجودها.

وفرق آخر ، و (٣٦٨) هو أن الحادثات ليس إمكانها موجودا في الأعيان دائما ، وذلك لأجل أن تلك الماهية (٣٦٩) التي لها الإمكان ليس وجودها في الأعيان دائما [، [وأن (٣٧٠) الأزليات إمكانها موجود في الأعيان دائما] (٣٧١) ، وذلك لأجل أن تلك الماهيّة التي لها الإمكان وجودها في الأعيان دائما ،] (٣٧٢) فكان للحادثات (٣٧٣) إمكانا واحدا وهو الذي [هو مقتضى الماهية فقط ـ أعني إمكانا] (٣٧٤) غير مأخوذ معها الوجود في الأعيان ـ وللأزليّات إمكانان : أحدهما

__________________

(٣٥٩) لر : له. (٣٦٠) «الوجود» ساقطة من ج.

(٣٦١) لر : له. (٣٦٢) «واحدة» ساقطة من لر.

(٣٦٣) لر : لا يفارقه. (٣٦٤) لر : إن كانت سبيلها في ذلك سبيل الحادثات.

(٣٦٥) ج : بل. لر ساقطة.

(٣٦٦) «وهو» ساقطة من لر. ج : هو.

(٣٦٧) لر : والازل. (٣٦٨) الواو ساقطة من ج.

(٣٦٩) لر : الماهيات. (٣٧٠) لر : فان.

(٣٧١) ساقطة من د ، م. (٣٧٢) ساقطة من ج.

(٣٧٣) ج : للحادث.

(٣٧٤) لر : يقتضي الماهية فقط. أعني إمكانها.


هذا الإمكان المذكور ؛ وإمكان آخر : وهو الإمكان الذي هو مقتضي الماهيّة مأخوذا معها الوجود في الأعيان.

(٨٢٥) فهذا معنى قول القائل : الإمكان من لوازم الماهيّة تقتضيها الماهيّة كما تقتضي الماهيّة أشياء كثيرة ، فإذا وجدت الماهية التي لا يسبقها إمكانها ـ أي الأزليّات ـ وجد لها ذلك الإمكان من حيث هو موجود ـ لا [ـ [من حيث هو مقتضى [الماهية ـ أي وجد لها أيضا ذلك الإمكان] (٣٧٥) من حيث هو] (٣٧٦) موجود.] (٣٧٧).

(٨٢٦) ثم قال : والشيء من حيث هو موجود غيره من حيث هو مقتضى الماهية [٧٨ ب] ـ أي إن الإمكان على الضربين المذكورين.

ثم قال : ـ فأما إن كان إمكانها يسبقها ـ أي (٣٧٨) الحادثات ـ فوجوده (٣٧٩) بماهيتها ـ أي إمكانها ـ هو الذي (٣٨٠) هو مقتضى الماهية فقط ، [وقد حذف من حكم الأزليّات لفظة «أيضا» ومن حكم الحادثات لفظة «فقط»] (٣٨١)

فاعتاص به الكلام ، ثمّ صرح بالحكم فقال : ويكاد أن يكون لما يسبقه ماهيته إمكانان ـ أي الأزليّات ، فلأن الأزليّات سبقت ماهيتها إمكانها ، إذ كان ماهيتها هي المقتضية لإمكانها ـ أي النسبة التي لها إلى الوجود.

(٨٢٧) سؤال : من يتشكك فيقول : هل يكون (٣٨٢) للإمكان إمكان (٣٨٣) وجود أم لا؟ فإنه إن لم يكن له إمكان وجود فهو ممتنع أن يوجد ، وإن كان له

__________________

(٣٧٥) ساقطة من ج. (٣٧٦) ساقطة من م.

(٣٧٧) ساقطة من د. (٣٧٨) لر : إلى.

(٣٧٩) لر : وجوده. ج : فوجوه.

(٣٨٠) «هو الذي» ساقطة من ج.

(٣٨١) ساقطة من لر.

(٣٨٢) «يكون» ساقطة من م ، د ، ج.

(٣٨٣) «امكان» ساقطة من لر.

__________________

(٨٢٥) راجع الرقم (٨٦٧).

(٨٢٦) راجع الرقم (٨٦٧).


إمكان تسلسل إلى غير النهاية.

جوابه ـ (٣٨٤) قال الحكيم ـ كالجواب عن (٣٨٥) معنى الإضافة. وتحقيق ذلك أن لذلك الإمكان أيضا إمكان ، وللثاني أيضا إمكان إلى غير النهاية ، إذ كان لكل واحد منها (٣٨٦) نسبة جواز إلى الوجود لا يتفرد بكون هذه النسبة له واحد منها (٣٨٧) دون الباقيات.

وسبيلها كلها سبيل الماهيات في أن لها هذه النسبة إلى الوجود.

(٨٢٨) وهذا حكم مطرد أيضا في الإضافة ، إذ كان بين (٣٨٨) المضافين لا محالة نسبة هي غير كل واحد من المضافين ، وكيف لا ـ والإضافة عرض ، وكل واحد من المضافين جوهر ، وتكون هذه النسبة موجودة ولها إضافة ما اخرى موجودة إلى كل واحد من المضافين الموجودين ، إذ كان بين كل معنيين مختلفين موجودين إضافة ما موجودة ، والحكم في هذه الإضافة الثانية هو الحكم في الإضافة الاولى ، ثم إلى غير النهاية.

ولا يلزم من ذلك المحال الذي يظن أنه يلزم لحصول (٣٨٩) أشياء لا نهاية لها في الوجود ؛ فليس بمحال أن يوجد أشياء لا نهاية لها بالفعل على الإطلاق ، وإن كان ذلك محالا (٣٩٠) في أشياء مخصوصة ، و (٣٩١) على أن في (٣٩٢) تلك الأشياء [٧٩ آ] المخصوصة وفي البرهان على إحالة ذلك فيها بحث وكلام (٣٩٣) ـ هل هو فيها محال؟ أو ليس بمحال ـ وسنفرد فيه نظرا ونحكم بالحق فيه بإذن الله تعالى.

فصل (٣٩٤)

(٨٢٩) كون الشيء بسبب (٣٩٥) أمر متفرع على جواز وجوده في نفسه

__________________

(٣٨٤) لر : كما قال.

(٣٨٥) ج : من. (٣٨٦) ج : منهما.

(٣٨٧) ج : منهما. لر فيها.

(٣٨٨) لر : من.

(٣٨٩) لر : بحصول.

(٣٩٠) ب ، د ، م : محال.

(٣٩١) الواو ساقطة من ج.

(٣٩٢) «في» ساقطة من لر.

(٣٩٣) لر : كلام وبحث.

(٣٩٤) يوجد العنوان في ب ولر فقط.

(٣٩٥) لر : لسبب. ج : سبب.


ـ الذي هو معنى الإمكان ـ وعلى النسبة التي له (٣٩٦) إلى الوجود ، فما لم نثبت للشيء هذه النسبة ـ وهو الجواز ـ لم يعتبر أنه بسبب (٣٩٧) أو ليس بسبب ، فإنه ما لم يكن الشيء بحيث هذه النسبة له إلى الوجود ، النسبة المذكورة ـ سواء كانت هذه النسبة موجودة في الأعيان أو موجودة في النفس ـ لم يصح أن يقال : «إنه يوجد بسبب».

(٨٣٠) وقد يفهم معنى الإمكان ولا يفهم مع (٣٩٨) ذلك أنه موجود بسبب ، أو بلا سبب (٣٩٩) ، فإن كونه موجودا بسبب أمر عارض لكونه جايز الوجود في نفسه ، ولا يمتنع أن يظنّ ظانّ أنه موجود بلا سبب ، حتى يتبيّن له ذلك (٤٠٠) بالبرهان أو بالتنبيه. (٤٠١)

(٨٣١) كل ما يوصف بشيء هو اسم الفاعل عن (٤٠٢) معنى اشتقّ منه ، فيقال إنه كذا ، فلا يخلو إما أن يكون معناه إنه لذاته لا بسبب آخر خارج عنه بحيث يوجد أو يصدر عنه شيء بذاته لا بتوسّط أمر آخر غيره داخل عليه ، (٤٠٣) ولا لأجل غاية خارجة عن ذاته هي غير ذاته ، فيوصف بذلك الوصف بحصوله على هذه الحالة المذكورة.

فيكون مثل هذا الشيء لا يكون له سبب في وصفه بأنه كذا ، لا سبب (٤٠٤) هو فاعل أو جار مجرى الفاعل ـ إذ كان له (٤٠٥) لذاته لا لسبب (٤٠٦) آخر خارج عنه وصف بأنه كذا ـ ولا سبب هو صورة أو جارى (٤٠٧) مجرى الصورة ـ إذ كان بحيث يوجد (٤٠٨) أو يصدر عنه شيء بذاته لا بتوسّط

__________________

(٣٩٦) لر : لها. (٣٩٧) ج : سبب.

(٣٩٨) لر : معنى.

(٣٩٩) ج : أو لا بسبب. د ، لر ساقطة.

(٤٠٠) لر : بين ذلك.

(٤٠١) لر : أو بالبينة. ج : او التنبيه.

(٤٠٢) لر : من.

(٤٠٣) لر+ ولا لأجل علته.

(٤٠٤) ج ، لر : لا بسبب.

(٤٠٥) «له» ساقطة من لر.

(٤٠٦) ج : بسبب.

(٤٠٧) ج : د ، م : جار.

(٤٠٨) «يوجد» ساقطة من لر.

__________________

(٨٣١) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٤ ، ص ٣٤٣.


أمر آخر غيره يكون صورة فيه أو جارى (٤٠٩) مجرى الصورة ، وهو السبب في وصفه بأنه كذا ـ [ولا سبب هو هيولى] (٤١٠) أو [جارى (ج : د ، م : جار)] مجرى الهيولى ـ إذ كانت لا صورة هناك داخلة عليه هي السبب في وصفه بأنه كذا ، فلا هيولى (٤١١) أو ما يجري مجرى الهيولى له. [٧٩ ب] فالهيولى أو (٤١٢) ما يجري مجراه إنما يكون بالقياس إلى الصورة ، فإذا لم يكن [صورة لم يكن] (٤١٣) الموصوف بأنه هيولى لها ، ولا سبب هو غاية قريبة أو بعيدة ، إذ كان لا لأجل (٤١٤) غاية خارجة عن ذاته هي غير ذاته (٤١٥) يوصف بأنّه كذا ، فيكون مثل هذا الشيء لذاته وبذاته ولأجل ذاته ما يوصف بذلك الوصف.

(٨٣٢) وأما أن يكون معناه أنه بسبب آخر (٤١٦) خارج عنه بحيث يوجد أو يصدر عنه شيء لا بذاته ، بل بتوسط أمر آخر غيره داخل عليه ، ولأجل غاية خارجة عن ذاته [هي غير ذاته] (٤١٧) هو على تلك الصفة ، فيكون لمثل (٤١٨) هذا الشيء السبب (٤١٩) في وصفه بأنّه كذا فاعل (٤٢٠) أو جار مجرى الفاعل ، إذ كان لسبب آخر خارجا (٤٢١) عنه وصف بأنه كذا وصورة أو جار مجرى الصورة ، إذ (٤٢٢) كان بحيث يوجد أو يصدر عنه شيء لا بذاته ـ بل بتوسط أمر آخر غيره داخل عليه هو السبب في وصفه بأنه كذا ، وهيولى أو جار مجرى الهيولى ، إذ كان لا بد للصورة التي له من موضوع وغاية قريبة أو بعيدة ، إذ كان لأجل غاية خارجة عن ذاته هي غير ذاته يوصف (٤٢٣) بأنه كذا ، فيكون مثل هذا الشيء لا لذاته ، بل لفاعل ، ولا بذاته بل لصورة ، ولا [لأجل ذاته بل] (٤٢٤) لأجل غاية خارجة عن ذاته ما يوصف بذلك الوصف.

__________________

(٤٠٩) ج : جاريا. د ، م : جار.

(٤١٠) لر : لسبب هو للهيولى

(٤١١) لر : ولا هيولى

(٤١٢) لر : والهيولى و. ج : فالهيولى و.

(٤١٣) ساقطة من لر. (٤١٤) لر : كان لاجل.

(٤١٥) «هي غير ذاته» ساقطة من ج.

(٤١٦) لر : لسبب آخر. ج ، د ، م : بسبب أمر آخر.

(٤١٧) ساقطة من لر. (٤١٨) لر :؟؟؟ مثل.

(٤١٩) ج : سبب. (٤٢٠) لر : وفاعل.

(٤٢١) ج : خارج. (٤٢٢) لر : أو.

(٤٢٣) لر : لوصف. (٤٢٤) ساقطة من لر.


(٨٣٣) والقسم الثاني مقابل للقسم الأول ونقيض (٤٢٥) له بالحقيقة ، إذ كان كل ما له سبب فاعل في وصفه بأنه كذا ، فلا بدّ له من صورة بها صيّره الفاعل على تلك الصفة وموضوع فيه يوجد (٤٢٦) الصورة وغاية لها ولأجلها وجدت الصورة في المادة ، فوصف بتلك (٤٢٧) الصفة.

وكذلك إن كان له صورة فله موضوع وفاعل وغاية ، وان كان له موضوع فله صورة وفاعل وغاية ، وإن كان له (٤٢٨) غاية خارجة فله فاعل وصورة وموضوع ، فلا يخلو هذا القسم من حصول الأسباب الأربعة له كلها مجتمعة ، كما يخلو القسم الأول من حصولها (٤٢٩) كلّها مجتمعة.

(٨٣٤) ونقول : (٤٣٠) إن لكل واحد من هذين القسمين وجودا في الأعيان [٨٠ آ] فالذي هو على سبيل القسم الأول ، فالأوّل الحقّ ؛ وذلك أنه لا فاعل له في حصوله بما يوصف (٤٣١) به على ما يوصف (٤٣٢) ، ولا صورة له أو ما يجري مجراها في حصوله بحيث هو على ما يوصف به ولا هيولى أو ما يجري مجراها في ذلك. ولا غاية له خارجة عن ذاته في ذلك أيضا ، إذ لو كان له سبب فاعلي [في ذلك الوصف لما كان] (٤٣٣) واجبا من تلك الجهة ، ولبطل أوليّته (٤٣٤) الواجبة له ، ولو كان له سبب صوري في ذلك لكان (٤٣٥) مركب الذات متكثّرا بها ، ولاحتاج (٤٣٦) إلى موجب له تلك الصورة ، [فبطل وحدانيّته وبطل] (٤٣٧) أوليّته أيضا.

وكذلك لو كان له هيولى أو موضوع ، فإنه كان يحتاج إلى جامع بين صورته وموضوع الصورة ، وكذلك (٤٣٨) لو كان له غاية خارجة لأجلها كان على ذلك الوصف لكان (٤٣٩) تلك الغاية سببا له فيه ـ بل سبب سببه ـ فإن الغاية سبب

__________________

(٤٢٥) لر : ونقض. (٤٢٦) لر : لوجد.

(٤٢٧) لر : بذلك. (٤٢٨) لر : لها.

(٤٢٩) لر : حصوله لها. (٤٣٠) ج : والقول.

(٤٣١) د ، م ، ج ، لر : وصف.

(٤٣٢) لر : وصف.

(٤٣٣) لر : من ذلك الوصف بما كان.

(٤٣٤) ج : وبطل أولية. (٤٣٥) ج : كان.

(٤٣٦) ج : واحتاج.(٤٣٧) ج : فتبطل وحدانيته و.

(٤٣٨) ج : وكذا. (٤٣٩) ج : كان. لر : له كان.


لكون الفاعل فاعلا ؛ وإن (٤٤٠) لم يكن سببا لسببيّته (٤٤١) وذلك أيضا يوجب (٤٤٢) بطلان أوليّته التي وجبت له ، ولا يوجد على هذا السبيل إلا الأوّل الحق وحده ، وجميع ما يوصف به فإنما يوصف به على معنى القسم الأول وشرائطه.

(٨٣٥) وأما الذي هو على سبيل القسم الثاني فسائر الموجودات غير الحق الأول (٤٤٣) ، فإن جميعها يوصف بما يوصف به على معنى القسم الثاني وشرائطه إذا كانت كلّها ممكنة في حدّ ذاتها ؛ و (٤٤٤) لوجودها ووجود عامة أحوالها وأوصافها سبب هو السبب الأول ، فإن الموجود الأول هو السبب (٤٤٥) لوجود سائر الموجودات ـ منها بواسطة ، ومنها بغير واسطة ـ فيكون الأول إذا وصف مثلا بأنه قادر معناه أنه لذاته لا لسبب آخر (٤٤٦) خارج عنه بحيث يصدر عنه ما يشاء إذا شاء ، ولا يصدر عنه ما لا يشاء إذا لم يشاء ـ (٤٤٧) لا بتوسط أمر آخر غيره داخل عليه كقدرة مثلا بتوسطها هو على ما هو عليه ، ولا لأجل غاية خارجة [٨٠ ب] عن (٤٤٨) ذاته هي غير ذاته هو على ذلك ـ فيكون ذاته قدرة إذ كانت القدرة هو الأمر الذي به يكون الشيء على الوصف المذكور ، والأول ذاته هو الأمر الذي به على الوصف المذكور.

(٨٣٦) وإذا وصف بأنه مريد فمعناه أنه لذاته لا لسبب آخر خارج عنه (٤٤٩) ، بحيث يصدر (٤٥٠) ما يصدر عنه متعقّلا له لتعقّله ذاته (٤٥١) مبدء له وراضيا به و (٤٥٢) متعقّلا لرضاه بنفسه ، وتعقّله لذاته ، لا بتوسّط أمر آخر غيره داخل عليه ـ كإرادة مثلا ـ بتوسّطها هو على ما ذكر ، ولا لأجل غاية خارجة عن ذاته هي غير ذاته هو على ذلك ، فتكون ذاته إرادة ، (٤٥٣) [إذ كانت الإرادة هو

__________________

(٤٤٠) ج : والا.

(٤٤١) ج ، لر : لسببه.

(٤٤٢) لر : يوجب أيضا.

(٤٤٣) لر : الأول الحق. (٤٤٤) لر : أو.

(٤٤٥) ج : السبب الأول.

(٤٤٦) ج : لا بسبب أمر خارج. لر : لا لسبب خارج.

(٤٤٧) لر : اذا لم يشاء بذاته.

(٤٤٨) لر : من. (٤٤٩) لر : لا لسبب أمر خارج عن ذاته. ج : لا بسبب أمر خارج عنه.

(٤٥٠) لر : يصدر عنه. (٤٥١) لر خ : لذاته.

(٤٥٢) الواو ساقطة من ج. (٤٥٣) لر : ارادته.


الأمر الذي] (٤٥٤) به يكون الشيء على الوصف المذكور ، والأول ذاته هو الأمر الذي هو (٤٥٥) به على الوصف المذكور.

(٨٣٧) وإذا وصف بأنه عالم فمعناه أنه لذاته لا لسبب آخر (٤٥٦) خارج عنه بحيث هو متجرد عن المادّة التجرّد التام ، فيحصل له لتجرده عن المادة (٤٥٧) التجرد التام ، وهو ذاته الذي (٤٥٨) يكون بما حصل له المتجرد (٤٥٩) ـ وهو ذاته ـ عاقلا له ، وبما حصل للمتجرد (٤٦٠) الذي هو ذاته أيضا معقولا. لا بتوسط أمر آخر غيره داخل عليه ـ كعقل مثلا يتوسط (٤٦١) على ما ذكر ـ ولا لأجل غاية خارجة عن ذاته هو على ذلك ، فيكون ذاته عقله ، إذ كان العقل (٤٦٢) هو الأمر الذي به يكون الشيء على الوصف المذكور ، والأول ذاته هو الأمر الذي هو به على الوصف المذكور. (٤٦٣) وإنه (٤٦٤) عقل وإنه عاقل وإنه معقول ، فيه (٤٦٥) شيء واحد.

(٨٣٨) وتحقيق ذلك من وجه آخر أن العقل بالحقيقة هو صورة المعقول وحصولها ، وذات الأول هو المعقول له ، فذاته عقله ، وهو العقل والعاقل والمعقول.

(٨٣٩) وإذا وصف بأنه حيّ فمعناه أنه لذاته [لا لسبب أمر آخر] (٤٦٦) خارج عنه ، بحيث له الصفتان المتقدمتان جميعا ـ أعني الإدراك. والفعل ـ لا بتوسط أمر آخر غيره داخل عليه [٨١ آ] كحياة مثلا بتوسطه (٤٦٧) هو على ما ذكر ، (٤٦٨) ولا لأجل غاية خارجة عن ذاته هو على ذلك ، فيكون ذاته حياته ؛ إذ كانت الحياة هو (٤٦٩) الأمر الذي به يكون الشيء على الوصف المذكور من الإدراك والفعل ، [والأول ذاته] (٤٧٠) هو الأمر الذي هو (٤٧١) به على الوصف المذكور من الإدراك والفعل.

__________________

(٤٥٤) ج : إذ الإرادة أمر.

(٤٥٥) «هو» ساقطة من لر. (٤٥٦) ج : لا بسبب أمر.

(٤٥٧) لر+ ما هو متجرد عن المادة. (٤٥٨) ج : التي.

(٤٥٩) لر : التجرد. (٤٦٠) لر : وربما حصل للتجرد.

(٤٦١) ج : بتوسط. لر : بتوسطه. (٤٦٢) لر : عقله.

(٤٦٣) ج+ : والأول ذاته. (٤٦٤) لر : فانه.

(٤٦٥) لر : وفيه. (٤٦٦) ج : لسبب أمر.

(٤٦٧) لر : بتوسط هو. (٤٦٨) ج : ما ذكره.

(٤٦٩) «هو» ساقطة من ج. (٤٧٠) ج : فذاته.

(٤٧١) «هو» ساقطة من لر.


(٨٤٠) وكذلك في أنه حق ـ أي بحيث له خصوصيّة وجوده [الذي يثبت (٤٧٢) له ، وأيضا بحيث وجوده دائم ، وأيضا بحيث يكون الاعتقاد في وجوده] (٤٧٣) صادقا ـ ولا أحق بالحقيقة (٤٧٤). في هذه المعاني منه.

وكذلك في أنه خير ـ أي بحيث لا نقص فيه بوجه ولا عدم كمال ، وأيضا بحيث عنه وجود كل ما سواه.

وكذلك في أنه جواد ، أي بحيث يعطي كل وجود وكل كمال وجود لا لغرض ولا غاية أو أمر يستفيده (٤٧٥) بفعله في إعطائه ما يعطيه ، بل لذاته.

(٨٤١) وإذا وصف بأنه واحد فمعناه أنه لذاته لا لسبب آخر خارج عنه (٤٧٦) ، بحيث لا ينقسم إلى (٤٧٧) أجزاء كميّة أو معنويّة ، وأيضا بحيث لا نظير له ولا وجود في رتبة وجوده وأوليته ؛ لا بتوسّط أمر آخر غيره داخل عليه ـ كوحدة مثلا ـ بتوسطه هو على ما ذكر من وحدانيّته ، وإذ كان معنى الوحدة فيه سلب الكثرة ، ومعنى الوحدة في غيره ما تصير الجملة به (٤٧٨) متّحدا ، فيكون واحدا بوحدة (٤٧٩) دخيلة هي السبب في تأحّده ، فلهذا لا واحد غيره إلا وفيه كثرة من جهة.

(٨٤٢) وإذا وصف بأنّه موجود فمعناه أنه لذاته لا لسبب (٤٨٠) أمر آخر خارج عنه بحيث (٤٨١) له الحصول في الأعيان خارج عن الذهن ـ لا بتوسط أمر آخر غيره داخل عليه ، كوجود مثلا بتوسطه هو (٤٨٢) على ما ذكر ، بخلاف ما عليه ساير الموجودات ، فإن عامّتها مشتركة في أنها بوجود داخل عليها ، مباين لماهيتها صارت موجودة ، والأول غير محتاج إلى وجود مستفاد من خارج غريب عن حقيقته به صار موجودا.

__________________

(٤٧٢) ج : ثبت له.

(٤٧٣) ساقطة من لر.

(٤٧٤) «بالحقيقة» ساقطة من ج.

(٤٧٥) لر : ولا غاية أو أمر مستفيده.

(٤٧٦) ج : لا بسبب أمر خارج عنه.

(٤٧٧) «الى» ساقطة من لر.

(٤٧٨) ج ، لر : به الجملة.

(٤٧٩) لر : بواحدة.

(٤٨٠) ج : بسبب.

(٤٨١) ج : يجب.

(٤٨٢) لر : هو بتوسطه هو.


(٨٤٣) وهذا معنى قولهم : «إن ماهيّته إنيّته» أي ليست إنيّته (٤٨٢) أمرا غريبا عن حقيقته داخلا عليه ومستفادا (٤٨٣) من غيره ، ولا لأجل غاية خارجة عن ذاته هو غير ذاته هو على ذلك ـ أي (٤٨٤) موجودا ـ فيكون ذاته وجوده ، إذ كان (٤٨٥) الوجود هو الأمر الذي به يكون على الوصف المذكور ، والأول ذاته هو الأمر [٨١ ب] الذي هو به على الوصف المذكور ، فليس إذن إنيّته غير ماهيّته.

والموجود (٤٨٦) إذا كان وصفه بأنه موجود هو على الشرائط المذكورة وكان بذلك متميّزا عن ساير الموجودات فإنه يخصّ باسم «واجب الوجود» ، (٤٨٧) كما أن القادر إذا كان وصفه بأنه قادر على الشرائط المذكورة في قادريّة (٤٨٨) الأول وكان بذلك متميّزا عن ساير القادرين فإنّه يخصّ باسم «القادر بذاته» ، وكذلك في المريد (٤٨٩) يقال : «إنه المريد بذاته» ، وفي الحيّ «إنه الحيّ بذاته» ، وفي العاقل «إنه العاقل بذاته» وفي الحقّ «إنّه الحقّ المحض» ، وفي الخير «إنه الخير المحض» ، وفي الجواد «إنه الجواد الحق» وفي الواحد «إنه الفرد والأحد الحق (٤٩٠)».

(٨٤٤) [العقل البسيط في الأول هو ذاته ، بخلاف [العقل البسيط الذي فينا ؛ وكما يلزم] (٤٩١) العقل البسيط الذي يحصّل لنا المعقولات المفصّلة فكذلك (٤٩٢) يلزم] (٤٩٣) العقل البسيط في الأول الذي هو ذاته لوازمه (٤٩٤) التي هي المعقولات المفصّلة ، وهذه اللوازم هي هيئات في الأول لا على السبيل (٤٩٥) الانفعالي ـ بل على السبيل (٤٩٦) الفعلي.

__________________

(٤٨٢) ب : اينيته. (٤٨٣) لر : ومستفاد.

(٤٨٤) ج : كان. (٤٨٥) ج : وإذ كان. لر : إذا كان.

(٤٨٦) لر : والموجودات. (٤٨٧) لر : الواجب الوجود.

(٤٨٨) ج : قادريته. (٤٨٩) لر : وكذلك مريد.

(٤٩٠) بعد هذا في ب بياض قليل وكتب في الهامش : «تتلو الموضع الخالي أول القائمة التي بعد هذه إلى آخرها بكماله».

(٤٩١) هذه الفقرة توجد في نسخة لر فقط والكلام لا يستقيم بدونها.

(٤٩٢) لر : وكذلك. (٤٩٣) ساقطة من ى.

(٤٩٤) ج : لوازم. (٤٩٥) لر : سبيل.

(٤٩٦) لر : سبيل.

__________________

(٨٤٤) راجع الشفاء : الالهيات ، م ٨ ، ف ٧ ، ٣٦٢.


وهي إما أن لا تعتبر غير متناهية ـ إذ ليس فيها الترتيب الطبيعي الذي يكون اعتبار اللانهاية فيه بالفعل ممتنعا وقام البرهان على امتناعه.

وإما أن تعتبر (٤٩٦) غير متناهية لا على ذلك الترتيب ، فلا يعرض منه محال ، بل أمثالها موجودة بالفعل عارضة للأمور المتناهية ، فإن المثلث لا يمتنع أن يكون له لوازم وخواصّ غير متناهية.

وهذا العقل [البسيط في الأول لا يكون هيئة فيه ، بل هو ذاته ، لأنه الفعّال لهذه المعقولات ، والفعّال] (٤٩٧) لها ذاته ، وفينا فالنفوس غير فعّالة إلا لحصول (٤٩٨) تلك الهيئة.

(٨٤٥) العقل الذي يفعل (٤٩٩) المعقولات فيه أيضا المعقولات كاللوازم لذاته ، فهو يفعلها في ذاته عن ذاته ، وفي غيره أيضا.

وقد كان هذا إحدى المسائل العشر التي كانت في جانب الكتمان (٥٠٠) فبيح بها ، إذ (٥٠١) لم تسمع وعنده جلايا مقدسات.

(٨٤٦) معنى (٥٠٢) قوله : «يفعلها» ليس بالفعل (٥٠٣) العامي الذي بعد أن لم يفعل (٥٠٤) ، بل معنى وجود لازم ـ كما تعلم (٥٠٥) ـ.

هذا جواب من يسئل «أنه كيف يكون الشيء فاعلا وقابلا لما [٨٢ آ] يفعله (٥٠٦)؟». وشرحه أنه (٥٠٧) إنما يمتنع أن يكون فاعلا ومنفعلا عن ذلك الفعل إذا كان زمانيّا ، فإن مثل هذا يكون فيه بالقوة فيخرج عن ذاته إلى الفعل ـ وهذا محال ـ فإذا (٥٠٨) كان على الوجه المذكور و (٥٠٩) غير زماني فإنه لا يلزم المحال (٥١٠).

__________________

(٤٩٦) لر : لا تعتبر.

(٤٩٧) ساقطة من لر.

(٤٩٨) ج ، لر : بحصول.

(٤٩٩) د ، م : يعقل.

(٥٠٠) ج : الكتاب. (٥٠١) ى : أو. لر ساقطة.

(٥٠٢) لر : ومعنى. (٥٠٣) ج : الفعل.

(٥٠٤) لر : بعد لم يفعل. (٥٠٥) لر : كما يعمله.

(٥٠٦) «لما يفعله» ساقطة من لر.

(٥٠٧) «انه» ساقطة من لر. (٥٠٨) لر : وإذا

(٥٠٩) الواو غير موجود في لر.

(٥١٠) لر : من المحال.

__________________

(٨٤٥) راجع الشفاء : الفصل السابق.


(٨٤٧) سئل عن البرهان على أن النفس قبل المزاج فقال : (٥١٠) المزاج مزاجان : مزاج البدن (٥١١) والمني ومزاج المخلّق حيوانا. ومزاج البدن (٥١٢) و (٥١٣) المني يفعله (٥١٤) القوة الوالديّة ـ فهو قبله ـ وأما النفس الخاصّة بالمخلّق (٥١٥) فليس قبله ، وأما مزاج المخلّق حيوانا فإن الفاعل القريب له هو نفسه ، أعني نفس المخلق (٥١٦) الذي ذكرناه في البذور (٥١٧) والفاعل قبل الفعل ـ.

(٨٤٨) المني موضوعه الأخلاط والأغذية ، والمخلّق حيوانا موضوعه المني على الوجه الذي علم الاختلاف فيه.

(٨٤٩) تشكك عليه بما قال في حد النفس من أنه «يصدر عنها أفعال مختلفة» فقيل : إن البسائط أيضا يصدر عنها أفعال مختلفة صدورا أوليّا؟

فأجاب بأن ذلك في موضوعات مختلفة ذوات استعدادات مختلفة ، والقوة المحركة والمغذّية تتصرّف في موضوع واحد.

(٨٥٠) وتشكك عليه بأن النفس كافية في جميع أفعالها لا تحتاج إلى قوى بها تفعل أفعالها؟.

فأجاب بأنه (٥١٨) قد تحقّق أن الصور والمعاني الجسمانية لا تدرك إلا بآلة جسمانيّة ، والمجردة الكليّة لا تدرك بآلة جسمانية ، والنفس الواحدة ينسب إليها الأمران جميعا ولا تصلح أن تكون جسمانيّة ماديّة وغير جسمانية.

ومن الدليل على فساد هذا الرأي أن الإنسان عنده صور متخيّلة

__________________

(٥١٠) لر : الجواب بخطه.

(٥١١) ى : البذر. لر : البذور.

(٥١٢) ج : فى. (٥١٣) ج : فى.

(٥١٤) ى : يفعل ، لر : يفعل فيه.

(٥١٥) ج : بالمخلوق. (٥١٦) لر : المخلوق.

(٥١٧) ج : البدن. (٥١٨) لر : فأجاب أنه.

__________________

(٨٤٩) تكرر في الرقم (٢١٠ ـ ٢١١). راجع الشفاء : النفس ، م ١ ، ف ١ ، ص ٥.

(٨٥٠) راجع الشفاء : النفس ، م ١ ، ف ٤ ، ص ٢٧.


ومذكورة محفوظة ، وقد يتأدّى إليه من الحسّ ما يذهل عنه وهو يدركه ـ ضربا من الإدراك ـ فهذه الصورة لو كانت منطبعة في النفس لم يجز أن يقال : «إنها مرة حاضرة ، ومرة غير حاضرة» و «مرة خاطرة بالبال (٥١٨) ، ومرة غير خاطرة» فإن الخطور ليس أمرا غير (٥١٩) حصول الصورة بالفعل ، فبقي أنها في حال الغفلة تكون غير حاضرة للنفس ، فلا يخلوا [٨٢ ب] إما أن تكون حاضرة لقوى اخرى نفسانيّة حافظة لها أو منمحية أصلا ، ولو كانت منمحية (٥٢٠) لكان لا يقع خطورها بالبال إلا على الوجه الذي حصلت عليه أولا حين كانت موجودة بالقوة ، فأوردها الحسّ ، فإذ ليست كذلك فهي موجودة بالفعل عند بعض القوى.

(٨٥١) إن قيل إن العقول الفعّالة في ذواتها ممكنة لا محالة والممكن أن يكون ممكن أن لا يكون ، فيلزم أن يكون في قوتها أن تعدم (٥٢١).

فالجواب : إن إمكاناتها (٥٢٢) هي بالقياس إلى الوجود وبمعنى أنه متى عدمت أسبابها عدمت هي ، وهذا غير ما نحن فيه ، بل ما نحن فيه هو (٥٢٣) أن ما يمكن أن يعدم في ذاته مع قيام علته يجب أن يكون عدمه لفساد (٥٢٤) يعرض في جوهره أولا ، وقبل الفساد كان له لا محالة فعل (٥٢٥) غير وجوده (٥٢٦) ، فيبطل عند الفساد عنه ذلك الفعل ، فلا محالة تكون هناك قوة أن تفسد وفعل أن تبقى. وأما حقايق المفارقات فكونها بالفعل هو أن تبقى مع العلة وتعدم مع عدمها لا بفساد يعرض في ذواتها.

وجد في رقعة (٥٢٧) :

__________________

(٥١٨) «بالبال» ساقطة من لر.

(٥١٩) ج : ورى حصول.

(٥٢٠) ج+ أصلا. (٥٢١) لر : فى قوتها العدم.

(٥٢٢) لر : مكانها. (٥٢٣) «هو» ساقطة من ج.

(٥٢٤) لر ، ج : بفساد.

(٥٢٥) ج : لا محالة له فعل

(٥٢٦) ج : غير وجود. ى : عن وجوده.

(٥٢٧) غير موجود فى ج.

__________________

(٨٥١) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٤ ، ص ٢٠٥.


(٨٥٢) القدر هو وجود العلل والأسباب واتّساقها على ترتيبها ونظامها حتى ينتهي إلى المعلول والمسبب ، وهو موجب القضاء تابع له.

(٨٥٣) لا لميّة لفعل الباري فإن (٥٢٨) فعله لذاته لا لداع دعاه إلى ذلك.

(٨٥٤) الإرادة هي (٥٢٩) علم بما عليه الوجود وكونه غير مناف لذاته.

(٨٥٥) فعل الباري مخالف لأفعالنا ، فإنه لا يكون تابعا لتخيّل ، ولذلك (٥٣٠) إرادته مخالفة لإرادتنا فإن فعله كما قال «كن ، فيكون».

(٨٥٦) صور الموجودات مرتسمة في ذات الباري [سبحانه] إذ هي معلومة له ، وعلمه لها (٥٣١) سبب وجودها.

(٨٥٧) سبب هذه التغيّرات [شيء متغيّر لا محالة ـ وهو الحركة ـ وهذه التغيرات] (٥٣٢) تتأدّى إلى ثابت واحد ، وهذه المختلفات تتأدّى إلى نظام واتفاق واتّحاد.

__________________

(٥٢٨) ج ، لر : لان. (٥٢٩) «هى» ساقطة من ج.

(٥٣٠) لر : وكذلك. (٥٣١) ج : بها.

(٥٣٢) يوجد فى ى فقط وغير موجود في سائر النسخ.

__________________

(٨٥٢) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١٠ ، ف ١ ، ص ٤٣٩.

(٨٥٣) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٩ ، ف ٤ ، ص ٤٠٢. و: م ٨ ، ف ٧ ، ص ٣٦٦.

(٨٥٤) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٧ ، ص ٣٦٦.

(٨٥٥) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٩ ، ف ٦ ، ص ٤١٥. و: م ٨ ، ف ٧ ، ص ٣٦٦.

(٨٥٦) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٧ ، ص ٣٦٢.

(٨٥٧) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٩ ، ف ٢ ، ص ٣٨٣.


(٨٥٨) نحن إذا رأينا شيئا في المنام فإنما نعقله أولا ، ثم نتخيّله (٥٣٣) ؛ وسببه أن العقل الفعّال يفيض على عقولنا ذلك المعقول ثم يفيض عنه إلى تخيّلنا.

[٨٣ آ] وإذا تعلّمنا شيئا ، فإنما نتخيّله أولا ثم نعقله فيكون بالعكس.

(٨٥٩) القضاء سابق (٥٣٤) علم الله تعالى الذي يتشعّب منه المقدرات (٥٣٥)

(٨٦٠) كل موجود كان وجوده بوسائط أقلّ كان أقوى وجودا ، والأقوى وجودا هو الجوهر ، لأنه وجد من جهته بوسائط أقلّ ، والأضعف وجودا هو العرض لأنه بالعكس من هذا.

فصل

من كلامه بخطه :

(٨٦١) سئل : ما البرهان على أن القوى الشوقية الإجماعية جسمانية؟

فأجاب : الإجماعية الوهميّة هي القوة التي يتأدّى إليها أثر الجزئي فيحركها إلى التحريك بأن تنفعل عن الجزئي.

وهذا للجسماني ، (٥٣٦) وتدخل في هذا الشهوانيّة ، فإنها يتأدى (٥٣٧) إليها طعم أو رايحة أو خيال منهما فتنفعل إلى الطلب.

وأما إن (٥٣٨) كانت إجماعية عقليّة فإنما تكون مبدء للحركة (٥٣٩)

__________________

(٥٣٣) لر : فانما نعقله لو لا نتخيله.

(٥٣٤) لر : السابق. (٥٣٥) لر : المقدورات.

(٥٣٦) لر : الجسماني. (٥٣٧) «يتأدى» ساقطة من لر.

(٥٣٨) لر : إذا. (٥٣٩) لر : الحركة.

__________________

(٨٥٨) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٥ ، ص ٢٠٨.

(٨٥٩) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١٠ ، ف ١ ، ص ٤٣٩.

(٨٦١) راجع الشفاء : النفس ، م ١ ، ف ٤ ، ص ٣٠. و: ف ٥ ، ص ٣٧. وم ٤ ، ف ٤ ، ص ١٧٢.


والإجماع بعيدا لا قريبا ، وتحرك من جهته (٥٤٠) الرأي الكلي ، فذلك شيء آخر.

(٨٦٢) ما البيان الحقيقي لكون الأول مبدء للوجود وللجوهر؟ فإن الأوائل إنما بيّنوا أنه مبدء للحركة فقط؟

الجواب بخطّه.

بل قد تعرّضوا (٥٤١) لبيان كونه مبدء للحركة تعرّضا واضحا وبالفعل ، وتعرضوا للآخر تعرّضا كالتعريض (٥٤٢) وكالشيء بالقوة.

ثم إنما هو مبدأ [لا للوجود كلّه ـ بل للوجود الممكن] (٥٤٣) ـ فإن عنى بالجوهر ماله ماهيّة وجودها لا في موضوع لزم أن يكون الوجود من لوازمها الغير المقومة ، ولا يكون من لوازم الماهيّة ، لأن العلّة الموجدة هي التي تقتضي المعلول الحاصل ، ولا تكون قبل الوجود موجودة [بتدرج] (٥٤٤) في هذه (٥٤٥) الإشارة ، فبقي أن تكون من لواحقها الخارجة. وإن كان مركبا من هيولى (٥٤٦) وصورة وقابلا للقسمة فقد تجافى عنه الوجوب بالذات ، إذ وجوبه بالغير (٥٤٧)

(٨٦٣) هل تعقل العقول ذواتها [أولا ثم ما يلزمها من وجود مباديها؟ أو إنما تعقل أولا مباديها ثم من مباديها ذواتها] (٥٤٨)؟ ـ وبالجملة ـ ما الذي يجب أن يقال في إدراك العقل لما فوقه؟

الجواب من خطه : (٥٤٩) تعقل أولا ماهياتها موجودة وتتوصّل إلى المبادي من وجودها [٨٣ ب] ثمّ تنعطف فتعقل ذاتها جزءا من معقول أنها وجدت من

__________________

(٥٤٠) لر : جهة.

(٥٤١) لر : بل تعرضوا.

(٥٤٢) لر : كالتعرض.

(٥٤٣) لر : لا للوجود المتمكن كله ، بل للوجود.

(٥٤٤) ى : ولهذا بسط يندرج.

(٥٤٥) لر : هذا.

(٥٤٦) لر : وإن كان من كتاب هيولى وصورة قابلا ... (محرف).

(٥٤٧) لر : بغيره.

(٥٤٨) ساقطة من لر.

(٥٤٩) «من خطه» غير موجود فى ج.


الأول ؛ والشيء قد يعقل مرتين : مرة مفردا (٥٥٠) ومرة باعتبار مقارنه من حيث المقارنة.

(٨٦٤) ما حقيقة العقل وماهيّته في ذاته التي يلزمها أن يكون عقلا (٥٥١) وعاقلا ومعقولا؟ فإنه (٥٥٢) لا بد من حقيقة بسيطة غير كونها عقلا ، [ثم يتبعها أن يكون عقلا وعاقلا ومعقولا.

وبيّن ذلك بأن (٥٥٣) العقل إما أن يعنى به جوهر الذات الذي من شأنه أن يعقل ، فيكون في ذاته عقلا] (٥٥٤) ، وبالقياس إلى ما يحصل له زيادة على ذاته عاقلا ؛ وإما أن يعنى به نفس نسبة هذه الذات إلى ما عقل ؛ وإما أن يعنى به قوة هذه الذات واستعدادها.

الجواب من خطّه : ٥٤٩ ـ أما كونها عاقلة لنفسها فأمر داير (٥٥٥) يكون به الشيء في نفسه عقلا بالفعل ، ومعقولا بالفعل ، وكونه عقلا (٥٥٦) أنه مبدء مجرد تتصوّر فيه ماهيات مجردة ، وكونه عقلا بالفعل هو أن مجردا ما لا يباينه ، فإن (٥٥٧) كان ذلك المجرد ذاته كان مفهوم «أنه عقل» مفهوم «أنه عاقل لذاته» ومفهوم «أنه معقول».

(٨٦٥) وبهذا نشعر بذواتنا ونعقلها نوعا من العقل مخلوطا أولا خلطا عقليّا ؛ ثمّ ننتقل إلى نمط آخر من عقل (٥٥٨) ماهية لذواتنا عامة باعتبار ما ، ذلك (٥٥٩) الاعتبار أيضا صورة عقليّة ، وهو يخصّص النظر ، (٥٦٠) فماهيّة العقل الجوهري ـ من حيث هو عقل ـ أنه موجود لا في موضوع ، مجرد عن الوضع والحركة ؛ ولست أعني بـ «الموجود» الموجود (٥٦١) بالفعل ، بل الشيء الذي من شأنه

__________________

(٥٥٠) ج+ من غير.

(٥٥١) «عقلا و» ساقطة من لر.

(٥٥٢) ج : إذ.

(٥٥٣) لر : ان.

(٥٥٤) ساقطة من ج.

(٥٥٥) ى : دائم.

(٥٥٦) لر : عقل.

(٥٥٧) لر : وإن.

(٥٥٨) لر : عقلى.

(٥٥٩) لر : باعتبار ما كان ذلك.

(٥٦٠) «النظر» ساقطة من ج.

(٥٦١) «الموجود» ساقطة من ج ، د.


أن يكون وجوده لا في موضوع ؛ فقد علم أن الجوهر بهذا يكون جوهرا حيث علم.

فالشيء (٥٦٣) البسيط المجرد عن الوضع والحركة ، القائم لا في موضوع ، هو العقل في نفسه من حيث هو عقل ؛ ولعله في نفسه ماهيّة وقوة ما بها جوهريّته وبها (٥٦٤) عقليّته ، ولو لا أن عقليته لازم عسر (٥٦٥) [وجوده عقول كثيرة] (٥٦٦) ؛ بل العقول ماهيّاتها [٨٤ آ] الذاتيّة لعلّها أن تكون قوى ما مفارقة لها أفعال بوجه ، وتكون عقولا لأنها مجردة.

(٨٦٦) وأما العقول باشتراك الاسم فهي أحوال للنفس كالعقل الهيولاني ، والعقل بالملكة ؛ وليست قوى قائمة بذواتها.

(٨٦٧) مسئلة : قيل : «إن أول اثنينيّة في المبدع أن له في ذاته الإمكان ، ومن جانب الحق الأول الوجوب ، ومن هذين تأتلف هويته موجودة» فإن كان الأمر على هذا فأين حقيقة ذاته التي يلزمها الإمكان والوجوب ـ سواء كانت تلك الذات عقلا أو حقيقة يلزمها أن تكون عقلا ـ فيلزم لا محالة التثليث.

الجواب بخطه : الإمكان من لوازم الماهيّة تقتضيها الماهيّة [كما تقتضي الماهيّة] (٥٦٧) أشياء كثيرة ـ مثل ما يقتضي المثلّث كون زواياه مساوية لقائمتين ، وكما تقتضي الماهيّة أجزائها ـ فإذا وجدت الماهيّة التي لا يسبقها إمكانها وجد لها ذلك الإمكان ـ من حيث هو موجود ، لا من حيث هو مقتضى الماهيّة ـ والشيء من حيث هو موجود غيره من حيث هو مقتضى الماهية.

فأما إن كان إمكانها [يسبقها فوجوده بماهيّتها ؛] (٥٦٨) وهذا سر ؛ ويكاد أن يكون لما تسبقه ماهيّته إمكانان :

أعني بقولي : «الوجود» الوجود (٥٦٩) في الأعيان ـ ليس الوجود الذي يعمّ

__________________

(٥٦٣) لر : والشيء.

(٥٦٤) لر : وبهذا عقلية

(٥٦٥) لر : عن وجود. ج : عسر وجود.

(٥٦٦) ى : وجود عقول كبيرة.

(٥٦٧) ساقطة من لر.

(٥٦٨) ى : سبقها موجودا لماهيتها فلا.

(٥٦٩) لر : الوجود للوجود. ى ، د : الوجود.


حالين (٥٧٠) عينا ومعقولا ، فذلك الوجود لازم دائما للماهيّة أيضا ، وليس كونها شيئا وماهيّة هي كونها ذلك الوجود ، ويعلم ذلك لاختلاف المفهومين ، وأن إحداهما موضوع للآخر (٥٧١)

(٨٦٨) كيف يكون الإمكان من لوازم الماهيات؟ وهل يدخل ذلك في (٥٧٢) الإبداع ، أم لا يدخل فيه ـ فيكون شيء بعد الأول غير منسوب إلى الإبداع؟

الجواب عن خطّه : (٥٧٣) اعتبار أنها ممكنة غير اعتبار (٥٧٤) أن إمكانها موجود عينا ؛ كما أن اعتبار أن المثلث مساو زواياه لقائمتين غير اعتبار أن ذلك حاصل (٥٧٥) مع عدم المثلّث ، بل هذا مقتضى الماهيّة ، وهو غير الوجود بالفعل للماهيّة ؛ كما أن الماهيّة غير الموجود (٥٧٦) بالفعل ماهيّة في الأعيان مفهوما ولزوما.

(٨٦٩) سئل عن الفرق بين الوجود وبين (٥٧٧) الواجبيّة [٨٤ ب] فقال : الوجود (٥٧٨) لا يقتضي امتناع مقارنة جواز العدم.

(٨٧٠) وسئل عن نسبة الوجود (٥٧٩) إلى الإمكان ؛ فقال : نسبة تمام إلى نقص.

(٨٧١) مسئلة : حكم بأن مبدء الأشياء لما كان باقيا بذاته وحقّا بذاته صارت الأشياء كلها نازعة ـ إما بالاختيار ، وإما بالإرادة ، (٥٨٠) وإما بالطباع (٥٨١) ـ إلى حبّ البقاء وطلبه بالشخص أو بالنوع ـ فلم وجب ذلك؟

__________________

(٥٧٠) لر : حالتي. ى : حالتي الماهية.

(٥٧١) لر : فان أحدهما موضوع الآخر. ج : وأن احدهما موضوع للآخر.

(٥٧٢) ج : في ذلك.

(٥٧٣) لر : من خطه. ج ساقطة.

(٥٧٤) «اعتبار» ساقطة من لر.

(٥٧٥) ج : حاصل له.

(٥٧٦) لر : الماهية الموجودة.

(٥٧٧) «بين» ساقطة من ج.

(٥٧٨) ن : الوجوب.

(٥٧٩) ى : الوجوب.

(٥٨٠) ج : أو بالارادة.

(٥٨١) لر : وإما بالطبع.


الجواب عن خطه : سئل (٥٨٢) عن مثل هذه الأشياء أفلاطون. أما أنا فأرى (٥٨٣) أن الأول فليس للماهيات صفاته الشريفة من الوجود والوحدة والثبات والبقاء ؛ وكل ما له شعور فهو ينفر بالطبع عن أضدادها ؛ لأن الأول وصفاته معشوقان بالطبع لا بالعلة والسبب ؛ [فما يدرك (٥٨٤) منها معشوق الأول لمن يناله بشعوره ـ وهو بعض الأشياء] (٥٨٥) ـ والصفات لمن ينالها بشعوره ـ وهو أيضا بعض من الأشياء أكثر (٥٨٦) عددا من الأول ـ وربما كان (٥٨٧) عدة شاعرين مختلفين [بصفات مختلفة ،] (٥٨٨) فاختلف عشقها وطلبها فتنازعت ـ كالشهوة والغضب ـ وربما [حال الأضعف مثلا أقوى] (٥٨٩) فعلا ـ لما هو بخلافه ـ عن طلبه كهاتين والعقل.

وأما ما لا شعور له فقد جعلت (٥٩٠) العناية الأوليّة طبيعته مشتاقة (٥٩١) إلى حفظ ما ينال من ذلك [واستعادته إن مات] (٥٩٢) لفضل الرحمة الواسعة ؛ حتى يكاد ما لا شعور له يشبه (٥٩٣) ما له شعور ، كما يكاد من ذوات الشعور ما لا عقل له يشبه (٥٩٤) ما له عقل.

(٨٧٢) وسئل : لم لا يجوز أن يكون العرض المهيئ للمادة لقبول الصورة نفسا؟

الجواب : هذا يجوز ولكن يكون مهيّئا لقبول غير الصورة المقومة (٥٩٥) ؛ لأن النفس النوعيّة إذا اتّحد (٥٩٦) بالهيولى تمّ (٥٩٧) النوع.

_________________

(٥٨٢) لر : من خطه يسئل.

(٥٨٣) لر : وأما أنا ليرى ان الأول يلبس الماهيات. ب أرى.

(٥٨٤) ى : ولكل مما يدرك.

(٥٨٥) ساقطة من لر.

(٥٨٦) ج : من الأشياء ليس عددا.

(٥٨٧) لر : كانت.

(٥٨٨) ساقطة من ج.

(٥٨٩) ى : كان الاضعف نيلا الاقوى.

(٥٩٠) ى : حصلت العناية. لر : جعلت الغاية.

(٥٩١) ى : منساقة. لر : يشتاقه.

(٥٩٢) لر : واسعا فان.

ج : واستعادته ان فات.

(٥٩٣) لر : نسبه. (٥٩٤) لر : نسبه.

(٥٩٥) ج : المنوعة. (٥٩٦) ى : اتحدت.

(٥٩٧) لر : ثم.


(٨٧٣) مسئلة : وجوب عقل الأول لذاته ، ثم للأشياء (٥٩٧) من ذاته.

من خطّه : لأن من (٥٩٨) صفات ذاته أنه مبدء وقوة ، وذلك يعقل بالقياس إلى غيره لا من حيث هو موجود ، بل من حيث هو ماهيّة ، ويعرض لها أن يكون جزء [٨٥ آ] صفة ، (٥٩٩) لأنها جزء عقل.

(٨٧٤) سئل : لم يلزم إذا لم تكن حركة الفلك طبيعيّة أن تكون إراديّة؟

فأجاب : لأنه إما أن تصدر عن قصد وإرادة وإما أن لا تصدر عنها ، فتصدر عن جوهر الذات وصورته ، أو عن أمر خارج.

(٨٧٥) شرح الحال في الفصل الذي يذكر فيه أن كل ماهيّة من ماهيات الأشياء (٦٠٠) إنما تستطيع أن تلبس الوجود وكماله على قدر احتماله في ذاته ، وعلى درجاتها ، وأن ذلك ليس بسبب المفيد ، فلذلك تقع العاهات والأمراض ؛ بل لما يلزم من ضرورة المادة التي لا تقبل الصورة على كمالها (٦٠١) الأول والثاني.

(٨٧٦) مسئلة : ذكر في موضع إن الأثر الذي ينال من الأول هو الملائم لكل شيء ـ طبيعيّا كان أو نفسانيّا أو عقليّا ـ فكل شيء ينال من فضله (٦٠٢) وجوده بحسب طاقته ابتداء من الوجود وانتهاء إلى أكمل ما يكون في (٦٠٣) إمكانه أن يقبله ، حتى يبلغ القدرة والعلم ، وحتى يبلغ أن ينال حقيقته فتنتقش في جوهر النائل الهيئة ، ووجد إن في هذا كلاما طويلا يحسن أن يسمع من المشرقيين.

الجواب من خطه : الكلام في هذا طويل ، وليس يدرى أن ذلك الطويل سنح (٦٠٤) لخاطر هذا القائل حين يقول هذا القول ، فأما الأشياء العلميّة المناسبة

__________________

(٥٩٧) م ، د ، لر : الأشياء.

(٥٩٨) «من» غير موجودة فى ب وبتبعها فى م ود. وأثبتها مطابقا لنسختى ى ولر.

(٥٩٩) ى : منه.

(٦٠٠) ج : من الماهيات التي للاشياء.

(٦٠١) لر : كمال.

(٦٠٢) لر : فضل.

(٦٠٣) لر من.

(٦٠٤) لر : يسنح.


لهذا الموضع فلعلها غير متناهية بالقوة.

(٨٧٧) ذكر في فصل إن اختلافات الأحوال تضطرّ ضرورة في تجددها (٦٠٥) إلى حركة مكانية ، وما لا يتحرك الحركة المكانية لا ينتهي إليه اختلاف حال ـ فما البرهان على ذلك؟

الجواب من خطه : هذا بيّن في كتاب الشفاء إنه لا بدّ من أن يكون لما كان بعد ما لم يكن علة لم تكن ، فكانت ؛ إما ذاتا (٦٠٦) وإما علّة ؛ فيكون كل حادث محتاجا إلى حادث ؛ (٦٠٧) فإما أن يكون معا ـ وهذا محال ـ وإما أن يكون على التتالي ـ والتتالي لا يمكن بلا زمان ، والزمان لا يمكن بلا حركة مكانيّة ـ.

فالحركة المكانية هي التي بها يمكن أن يقال : إن العلة لم تكن مماسّة فماسّت ، أو قريبة (٦٠٨) [٨٥ ب] فقربت ، أو على وضع فوضعت عليها (٦٠٩)

(٨٧٨) سئل : قيل : إن الوجود في واجب الوجود بذاته لو كان لأنه وجود لا علّة له لكان كل وجود لا علة له ، وهذا أيضا لازم في الواجبيّة ؛ فأيّ فرق بين الواجبيّة والوجود؟

الجواب : الواجبيّة مطلقا كالوجود ، ويجوز أن تكون واجبيّة بعلّة ، فليس هو هو لأنه واجب ، بل لأن لذاته واجب (٦١٠)

(٨٧٩) بيان أنه لا حركة ولا محرك [غير ما ذكر وتتميم ما ذكره من أنه إن كانت آخر] (٦١١) فإنها تتحرك لأنها تمام حركة ؛ ولكن لا حركة غير ما قيل.

وأنه لم لا يجوز أن يكون موجود (٦١٢) بريء عن المادة إلا وهو مبدء

__________________

(٦٠٥) لر :؟؟؟ حد؟؟؟ دها.

(٦٠٦) لر : فكانت اناديا.

(٦٠٧) لر : يحتاج الى حادث واما.

(٦٠٨) لر : أو قريب.

(٦٠٩) لر : يوضع عليها.

(٦١٠) ى : واجبا.

(٦١١) لر : غير ما ذكرتم وتتميم ما ذكرناه في أنه لو كان آخر.

(٦١٢) لر : موجودا.


مشتهى لحركة وكالغاية لها؟ وأنه ليست الحالة التي هي الأفضل إلا هذا (٦١٣).

الجواب بخطه : (٦١٤) قيل : قائل هذا القول حين أغواه (٦١٥) البيان فصار إلى التظنّي ، لكن هذا مما يمكن أن نتكلّف له نصرة قد استغنينا عنه.

(٨٨٠) الموجود البريء عن المادة إما واجب الوجود فهو واحد هو مبدء للحركة بوجه ما متقدم ؛ وإما غير واجب الوجود فهو واسطة بينه وبين الأجرام ، فهو أيضا مبدء ما للحركة (٦١٦)

(٨٨١) سئل : ليس بمحال أن تكون قوة تدرك معنى النفس (٦١٧) ولا تدرك تلك القوة ذاتها ، فأظنّ أني أشعر بذاتي.

المعنى المدرك فينا الذي هو الأصل نسمّيه النفس ، والمدرك للكليّات نسمّيه النفس الناطقة ، والمدرك منّا للكليات (٦١٨) يدرك النفس (٦١٩) الناطقة من حيث هي نفس ناطقة ، فهي تدرك ذاتها (٦٢٠)

(٨٨٢) كيف يحصل للنفوس السمائية إدراك للأحوال (٦٢١) الجسمانيّة وإدراك للمبادي المفارقة؟ وهل ذلك للنفوس الإنسانيّة أيضا.

ج ـ (٦٢٢) هذا لا يمكن أن يكتب.

(٨٨٣) حكم في بعض المواضع «إن النفس إذا تمّت قوتها في هذا البدن فبالحري أن تستعمل بدله لضرورة ما وحاجة ما بدنا آخر أجلّ منه وأشرف» فكيف وجه الأمر في هذا؟ وهل يجب في كل نفس ، أو إنما يجب (٦٢٣) في بعضها دون بعض؟

__________________

(٦١٣) لر : هذه.

(٦١٤) لر : من خطه

(٦١٥) لر : اعوزه.

(٦١٦) لر : مبدء للحركة.

(٦١٧) لر : للنفس.

(٦١٨) لر : الكليات.

(٦١٩) ج : بالنفس.

(٦٢٠) لر : ذاته.

(٦٢١) لر : الاحوال.

(٦٢٢) «ج» غير موجود فى لر ، ج. وفى ى بدلا منه : الجواب بخطه

(٦٢٣) ج : أو يجب. لر : وانما يجب.


الجواب من خطه : لا أدري كيف قيل هذا ؛ ولعل هذا في استعمال النفوس المفارقة للبدن السمائي حالة (٦٢٣) حاجة إن عرضت [٨٦ آ] وهو تخمين وحزر (٢٦٤) مني (٦٢٥) ليس إلى منعه وإثباته لي سبيل ـ ولعلهما (٦٢٦) يكون لغيري ـ.

(٨٨٤) لم قالوا : «إنه لو كان للنفس صورة أو خالط شيئا ذا صورة منعته صورته وصورة ما يخالطه عن أن تقبل صورة غيره ، وأن ما له صورة تخصّه (٦٢٧) فليس يمكنه أن يكون قابلا لجميع الامور التي يتصوّرها العقل ؛ بل تمنع تلك الصورة عن بعض ما للعقل أن يفعله (٦٢٨)؟

وما الفرق بين صورة قديمة لها ـ إن كانت ـ وبين صورة ما تحصل (٦٢٩) لها مكتسبة؟ ولم تمنع الاولى (٦٣٠) من التصور ولا تمنع الثانية؟

الجواب من خطه : لعلّهم قالوا هذا في العقل الهيولاني ، وأنه ليس بجسماني ، وأنه [لو] (٦٣١) كانت له صورة جسمانيّة فكان في الموضوع الجسماني حالت (٦٣٢) الماهيّة الجسمانيّة عن أن تقارنها كل ماهيّة مما تتصوّر به ، إذ لا مادة جسمانيّة تحصل (٦٣٣) لكل صورة ، مثل الأضداد والمتباينات (٦٣٤) وهيآت المقادير المختلفة والأوضاع المتباينة. أو لا أدري وليتعرف ذلك من مفسّريهم (٦٣٥)

(٨٨٥) س ـ ما وجه الاستغفار للموتى والترحّم لهم ؛ وبالجملة استمداد الفيض الإلهيّ بالأدعية؟

ج ـ (٦٣٦) لعل هذا من المعاني (٦٣٧) الممحقة للهيئة بتأثير من أوهامنا

__________________

(٦٢٣) لر : حال.

(٢٦٤) حزر الشيء : قدّره بالحدس وخمّنه.

(٦٢٥) ى : مسند. (٦٢٦) لر : لعلها.

(٦٢٧) ج : شخصية. (٦٢٨) ج : أن يعقله.

(٦٢٩) لر : صورة تحصل. (٦٣٠) لر : الأول.

(٦٣١) «لو» غير موجودة في النسخ ويوجد فى ى فقط. ج : وإن كانت.

(٦٣٢) لر : حاله. ج : وحالت.

(٦٣٣) لر : تصلح. (٦٣٤) لر : المبائنات.

(٦٣٥) لر : مفسرهم.

(٦٣٦) ى : الجواب من خطه.

(٦٣٧) فى ب : «المعاون» ثم كتب فوقه. المعاني.


يتعدي إما إلى تلك النفوس وإما إلى امور خفيّة علينا تكون معاونا.

(٨٨٦) لعل العقل الذي يدرك المعقولات ليس يعنى به مجرد الشعور المحمل بالذات ، بل بعد ذلك ـ فلنفكر فيه ـ.

(٨٨٧) [سئل عن البرهان على أن العقول التي لم تتهذّب ولم تكمل لا تدرك المعقولات بعد المفارقة ، فقال] (٦٣٨) لأنها (٦٣٩) لو لم تحتج إلي العقل بالملكة وحصول المبادي لها إلى البدن لكان يمكن أن يتوصّل إلى المبادي من غير الاعتبار ، ولا شك أن العقل بالملكة مهيّئ للعقل بالفعل ، وأن بعض العقل بالفعل أيضا (٦٤٠) يحتاج إلى زيادة على الملكة ، فإنه يحتاج بعد العقل بالملكة إلى اعتبارات جزئيّة ، فأما (٦٤١) التقدير فلا أعرفه ولعلّه أن يتمكّن من تصور المفارقات.

(٨٨٨) سئل : (٦٤٢) ما البرهان على أن النفوس الكاملة تعقل بعد المفارقة؟ [٨٦ ب] فقال (٦٤٣) :

لأن العقل بالفعل اتّصال للنفس من جهة قوتها (٦٤٤) العاقلة بالمبدإ المفارق ، الذي لك أن تسمّيه العقل الفعّال ، فإذا حصل استعداد كامل وكان (٦٤٥) العقل غير محجوب بذاته وكان بعض ما يشغل (٦٤٦) عن جهة الفاعل (٦٤٧) قد زال ، وجب الإعطاء والقبول.

(٨٨٩) سئل : (٦٤٨) لم يجب أن يكون تميّز عدم الممكن عن الوجود

__________________

(٦٣٨) لر : العقول الذي (كذا) لم تتهذب ولم تكمل ما البرهان على أنها بعد المفارقة لا يدرك المعقولات؟ الجواب بخطه.

(٦٣٩) ج ، م : انها.

(٦٤٠) «أيضا» ساقطة من ج.

(٦٤١) لر : وأما التقدير.

(٦٤٢) «سئل» غير موجود في لر.

(٦٤٣) لر : الجواب بخطه.

(٦٤٤) لر : النفس. من قوتها

(٦٤٥) لر : وان كان.

(٦٤٦) ى : شغل.

(٦٤٧) ج : الواجب.

(٦٤٨) لر : مسئلة.


لعلّة (٦٤٩)؟ وأن إمكان الشيء لذاته لا لعلّة؟

[الجواب من خطه : هو] (٦٥٠) في حالتي وجوده وعدمه ممكن ، لا العدم يخرجه إلى الامتناع ، ولا الوجود (٦٥١) إلى الوجوب ، ولو خرج بالعدم إلى الامتناع أو بالوجود إلى الوجوب لكان هو في كل حال له ضروريّ ، (٦٥٢) ولو خرج لوجوده إلى الوجوب وبطل الإمكان لخرج لعدمه إلى الامتناع وبطل الإمكان ؛ بل قوة الإمكان موجود (٦٥٣) له في الحالين (٦٥٤) جميعا.

(٨٩٠) سئل : (٦٥٥) ما البرهان على أن ما يعقل غيره يعقل أنه يعقل ذلك الغير حتّى يلزم منه أنه يعقل ذاته؟

الجواب : (٦٥٦) ذلك بالقوة القريبة أو الفعل (٦٥٧) ؛ والأشياء الواجبة الأحوال ، فإن ما يمكن أن يكون فيها فهو واجب ؛ والأشياء الممكنة الأحوال يمكن (٦٥٨) أن يكون فيها الأحوال وما يلزم الأحوال ويقوّم الأحوال ؛ وكونه أنه [عقل بالفعل يدخل في معقوله] (٦٥٩) ذاته ، فإن ذلك جزء هذه الجملة المعقولة ـ فهو قبله بالذات.

إن نشعر بذاتنا بحيث أنه معقول أو عاقل بالفعل فهو فينا بالإمكان وفيما يجب فيه (٦٦٠) ما يصح (٦٦١) بالفعل.

(٨٩١) سئل : بأي قوة أشعر بأني أبصرت أو سمعت؟

الجواب : بالنفس الحيوانيّة أو الناطقة من طريق القوة (٦٦٢) الوهميّة ، إذا

__________________

(٦٤٩) لر : بعلة.

(٦٥٠) لر : الجواب هو. ج ، م : الجواب ما هو.

(٦٥١) لر : الموجود. (٦٥٢) ى : ضروريا.

(٦٥٣) لر : بلى قوة الامكان موجودة.

(٦٥٤) ج : الحالتين.

(٦٥٥) «سئل» غير موجود فى لر.

(٦٥٦) لر : الجواب بخطه.

(٦٥٧) لر : العقل.

(٦٥٨) ى ، لر : فيمكن.

(٦٥٩) لر : يجعل بالفعل أن يدخل فى معقوله. ى : عقل بالفعل لن يدخل في معقولية.

(٦٦٠) لر : منه.

(٦٦١) «ما يصح» ساقطة من ج.

(٦٦٢) «القوة» ساقطة من ج.


اندفعت الصورة (٦٦٣) المحسوسة من الحسّ الظاهر إلى المشترك ، إلى المصور ، إلى الوهم ـ تصورا بعد تصور متكرّر.

(٨٩٢) سئل : إذا عقلت «النفس» أو «الإنسانيّة» فهل يحصل في الجزء العاقل منّي غير ذاتي (٦٦٤)؟ وإذا عقلت «إنسانيّة زيد» أو (٦٦٥) «نفس زيد» فهل المعقول من النفس و (٦٦٦) الإنسانيّة غير ذاتي مع اللازم المقترن بإنسانية زيد ، أو يحصل في ذاتي إنسانية اخرى مع عوارض اخرى؟

الجواب : إذا عقلت النفس أو (٦٦٧) الإنسانيّة مطلقا مجردا [٨٧ آ] فقد عقلت جزء ذاتك [وإذا عقلت إنسانيّة زيد تكون قد أضفت إلى جزء ذاتك] (٦٦٨) شيئا آخر قرنته به ، فلحظت (٦٦٩) جزء (٦٧٠) ذاتك جزء ذات اخرى ، ولا يتكرر فيك (٦٧١) الإنسانية مرتين بالموضوع ـ بل بالاعتبار ـ

(٨٩٣) سئل : هل نشعر بعد المفارقة بذواتنا المتخصّصة كما نشعر بها الآن؟ أو نشعر بذواتنا مطلقة لا متخصّصة كما نعقل الآن ـ مثلا (٦٧٢) معنى النفس ومعنى (٦٧٣) الإنسان ـ؟

الجواب : نشعر بها متخصّصة بالهيئات التي بها تشخّصت ـ التشخّص اللازم ـ وهل (٦٧٤) أمكنه أن يشعر بالهيئة مجردة ، أو لا يشعر بها إلا مخلوطة بالمعنى العامّ ـ فهذه مسئلة اخرى ـ.

(٨٩٤) على أيّ وجه تتصوّر النفوس الماديّة المعقولات؟ فإنه قد اوجب لها

__________________

(٦٦٣) ج : الصور.

(٦٦٤) ج : عن ذاتى. ج خ : عين ذاتى.

(٦٦٥) لر : و.

(٦٦٧) لر : و.

(٦٦٦) لر : أو.

(٦٦٨) غير موجود فى ب ، د ، م ، ج.

(٦٦٩) لر : فحلطت.

(٦٧٠) ى : وجزء.

(٦٧١) لر : قبل.

(٦٧٢) ج : مثل.

(٦٧٣) «معنى» ساقطة من ج.

(٦٧٤) ى : فأما هل. والكلمة ساقطة من ب. ج. د. م.


تصور لتلك ، لكن (٦٧٤) لا من حيث هي معقولة؟

كما تقبل المادّة العنصرية المعاني (٦٧٥) التي من شأنها أن تعقل ، ولكن غير مجردة ؛ لأنها تقبلها (٦٧٦) مخلوطة بالأشياء التي تحتاج أن تجرد (٦٧٧) عنها حتى تتهيّأ للعقل ؛ وكذلك التخيّل يقبلها وذلك من حيث هي معان لا من حيث هي معان مجردة.

(٨٩٥) (٦٧٨) شرح الحال فيما اشير إليه من اطلاع حقيقة ذات الأول على العقل من حيث يجب لها الطلوع على كل مستعد قابل وجوبا من جهته (٦٧٩) ؛ فيكون إدراكه من حيث ينال عنه فقط من غير وجوب من ذات العقل ولا لميّة.

ولم جعل الجمهور مثل هذا الإدراك في التصورات والتصديقات ناقصة غير مكتنهة؟

الجواب : (٦٨٠) الحق الأول يطلع على النفوس من حيث يجب لها الإشراق به (٦٨١) ، وذلك أن يطلع بالحد الأوسط ابتداء من غير طلب ، ليس بالنتيجة مفردة.

(٨٩٦) هل يجوز أن يقال : إن النفوس البشريّة لم تزل كانت دائمة الوجود إذ كانت من حيث ذواتها هي مجردة عن المادة ، وإنما احتاجت إلى المادة والبدن لا لوجود ذواتها ، بل لتكميل (٦٨٢) ذواتها التي (٦٨٣) تكون لها بعد ما لم تكن.

الجواب : قد بينّا في المباحثات الصديقيّة (٦٨٤) أن التشخّص لطبيعة النوع الواحد كيف يمكن أن يكون (٦٨٥) ، ومن هناك تبيّن أن النفوس البشريّة لا تتكثر أشخاصها بالفعل ما لم يقع نسبة (٦٨٦) إلى عنصر [٨٦ ب] ووضع ، ثم من المحال أن

__________________

(٦٧٤) لر : ولكن.

(٦٧٥) «المعانى» ساقطة من ج.

(٦٧٦) ج : نفسها. (٦٧٧) ى : إلى أن تجرد.

لر : إلى مجرد. ج : إلى أن يتجرد.

(٦٧٨) ج : سئل بشرح.

(٦٧٩) ج : من جهة.

(٦٨٠) ى+ من خطه.

(٦٨١) لر : الاشرف به.

(٦٨٢) ج : ليكل. لر : لتكمل.

(٦٨٣) لر : الذي.

(٦٨٤) لر : المباحثات التصديقية.

(٦٨٥) ج : كيف يكون.

(٦٨٦) «نسبة» ساقطة من لر.


يكون شيء دائم يتوقّف طلبه للكمال أو حركته (٦٨٧) إليه هذا التوقف كله ، فحينئذ يتنبّه.

(٨٩٧) كيف يصحّ أن يقال : «إنه يعقل ما يلزم (٦٨٨) ذاته ويتلوه» فإن الأشياء التي تتلو ذاته وتلزمه إما أن يكون اتباعها له (٦٨٩) على أنها (٦٩٠) تكون به موجودة ، فيلزم أن يكون موجودا فعقل (٦٩١) ، أو يكون اتباعها على أنها ماهيات مطلقة فيلزم أن يكون للماهيات المطلقة سبب ـ وقد قيل : «إنها لا يكون لها سبب»؟

[من خطه : قوله : «الاتباع»] (٦٩٢) يعني به اتباع الوجود ، (٦٩٣) واتباع وجودها يكون بعد وجودها ؛ وكونها معقولة هو لماهيّتها وما يلحق ماهيّتها من اللوازم ـ كيف كانت ـ ومن لوازمها أن وجودها يكون عن مبدء كذا ؛ وهذا غير نفس وجودها ، بل أمر بالذات قبل وجودها.

فإن لم يكن بالزمان وهو يعقلها من حيث هي (٦٩٤) ماهيات بهذه الصفة ، وهذا غير عقله لها موجودة ، بل هو عقل مركب مثلا عن عقل ماهياتها وعقل ما يلزمها من (٦٩٥) استعداد بالقياس إليه ؛ فليس هو سببا لها (٦٩٦) من حيث هي مهيّأة لأن تعقله ولا هي متبعة له بماهياتها مطلقة ؛ بل بوجودها وكونها معقولة له كان أمر قبل وجودها وسيلة (٦٩٧) لماهياتها إلى وجودها ؛ ثم إذا عقلها موجودة فليس هو العقل الذي هو مبدء لصيرورتها موجودة ، بل كأنه عقل مركب من الأول ومما لحقه من الوجود ويعقل ذلك لا منها موجودة بل من نفسه ومن كونها معقولة ،

__________________

(٦٨٧) ج : حركة.

(٦٨٨) لر : ما لم يلزمه.

(٦٨٩) «له» ساقطة من لر ، د.

(٦٩٠) ج : على أنه ما يكون به.

(٦٩١) ج ، د ، لر : يعقل.

(٦٩٢) غير موجود فى ج.

(٦٩٣) لر : للوجود.

(٦٩٤) «هى» ساقطة من لر.

(٦٩٥) ج : و.

(٦٩٦) لر : له.

(٦٩٧) ى : كان أمرا قبل وجودها ووسيلة.


ومن عقله كون ما يعقله الضرب من العقل الذي يعقلها به موجودا.

(٨٩٩) الرحى جسم متصل (٦٩٨) واحد ، فحركتها واحدة ، والمسافة واحدة والاختلاف بين الطوق وبين ما يلي القطب بالفرض ، إذ لا جزء فيه بالفعل وإن اتّصل به جسم كان حركة (٦٩٩) الجسم الثاني بالعرض.

(٩٠٠) اثبات الجواهر (٧٠٠) المفارق على الطريقة [٨٨ آ] العرشية :

من خطه : الطريقة الأصلية البرهانية هي ما عرف في كتاب الشفاء من أن الموجود يفتقر إلى مبدء واجب الوجود ، لأن الوجود منقسم إلى ممكن في نفسه وواجب في نفسه ، ومردّ (٧٠١) الممكن إلى الواجب.

(٩٠١) بيان قول أرسطو في الجوهر المفارق : «إنه ينبغي أن يكون من غير عنصر (٧٠٢) لأنه ينبغي أن يكون مؤبدا» يعني بقوله : «العنصر» ما يخالطه ما بالقوة ، ويعني (٧٠٣) بـ «الموبد» موبد الذات وما للذات ، (٧٠٤) ، ومن هذا القدر لا يلزم غير هذا القدر.

[تمّ المباحثات بحمد الله تعالى وحسن توفيقه في

شهر ذي الحجة سنة تسعة وثلثين ستمائة] (٧٠٥)

__________________

(٦٩٨) لر :؟؟؟ تصل.

(٦٩٩) لر : جزء.

(٧٠٠) لر : الجوهر.

(٧٠١) ج : فيرد.

(٧٠٢) ج ، م ، د : من عنصر.

(٧٠٣) «يعنى» ساقطة من ج.

(٧٠٤) لر : بالذات.

(٧٠٥) ب كذا لر : والسلم على من اتبع الهدى.



الملحق

جاء التوضيح المتعلق بهذا القسم

في المقدمة ص ٢٤ ـ إلى ٢٨ ـ


(١٠٠١) قيل : إن المزاج إذا استحال فإنه يتبدّل في نوعيّته فضلا عن الشخصيّة ؛ والشخص المتنفّس واحد بالعدد (١) ثابت.

ما البرهان على إثبات هذا الشخص الثابت (٢)؟ فإن الإنسان كل ساعة تكون حاله متغيّرة في الخلق والأكل والهضم والرياضة. وإذا كانت المنبعثات مختلفة متغيّرة ؛ فلا شك أن المبدأ متغيّر ، ولا ينفع قول القائل : «إن هذا المزاج إذا تغيّر فإنه قد يعود إلى الحالة الأصلية.» وكلا المزاجين غريب قسري ؛ فما الذي يعيد الثاني إلى الأول؟ فإن الأرضية إذا حميت وسخنت فإنها تبرد إذا فقد سبب السخونة ، ولكنها لا تبرد بحيث تعود إلى الحالة الأصلية لاقتران النار بها ؛ فهي تحفظ فيها حرارة مقلوبة.

(١٠٠٢) ما السبب في أن ما هو أضعف وجودا لا يجوز أن يكون علة لما هو آكد وجودا؟ ولعمري إن الجوهر مقدم في الوجود على العرض ، لكنه ليس بمحال (٣) أن يوجد عرض بجوهر ، ثم يصير ذلك العرض علة فاعلية لجوهر (٤) آخر. وإنما بان في ما بعد الطبيعة أن الجوهر لا يجوز أن يكون قوامه بالعرض ، ولم يبن أنه لا يجوز أن يكون العرض علة فاعلية للجوهر.

__________________

(١) «بالعدد» ساقطة من لر.

(٢) لر : الثالث.

(٣) لر : محال.

(٤) لر : بجوهر.

__________________

(١٠٠١) راجع الرقم (٤٠٠).

(١٠٠٢) راجع الرقم (٣٧١).


اجيب عن هذا وبيّن أن ما يقوم بغيره فبه (٥) يتم فعله.

(١٠٠٣) الجسم الطبيعي هو ما تكون له وحدة طبيعية لا بالفرض (٦) ، إذ الوحدة قد تكون بالفرض (٧) كوحدة الباب و (٨) وحدة دار مع كثرة أجزائها ؛ والحيوانات والنباتات (٩) ليست وحدتها بالفرض (١٠) ؛ فإذن هي بالطبع ، ووحدتها بنحو (١١) اجتماعات أجزائها ؛ فإن كان ذلك الاجتماع عن جسم فهو قسريّ ، وقد ذكر أنها طبيعي ، فإذن ما يصدر عن قوة فيها ، ولا يصحّ أن يكون عن قوة مفارقة ، إذ المفارق لا يحرك إلا على سبيل التشويق.

لهذا الاجتماع وجود بالطبع.

(١٠٠٤) قيل في كتاب ما بعد الطبيعة ـ حيث يتكلم في أن المعدوم لا يعاد ـ ما هذا لفظه : «ما الفرق بين ما وجد بدل شيء ، وبين ما هو مثله؟» والخصم يقول إن الفرق بينهما أن ما وجد بدل شيء لا يوصف بأنه كان موجودا ثم عدم في الأعيان ثم وجد ثانيا ؛ وما اعيد يكون له وجود سابق مرة أخرى ؛ فلا يلزم من ذلك أن يكون المعدوم قد يوصف بصفة ، فيكون المعدوم موجودا.

والجواب : إذا وجد الشيء وقتا (١٢) ثم لم يعدم واستمر موجودا في وقت آخر وشوهد ذلك أو علم وعقل أن الموجود واحد ، بل لم يكن غير ذاك ، (١٣) فإن هذا حد الواحد الزماني. وأما إذا عدم فليكن الوجود السابق ا ، وليكن المعاد الذي حدث ب ، وليكن المحدث الجديد ح ؛ وليكن (١٤) ب في الحدوث وفي الموضوع والزمان وغير ذلك لا يخالف ج إلا بالعدد مثلا في الموضوعين المتشابهين ، فلا يتميز ب عن (١٥) ج في استحقاق أن تكون ا منسوبا إليه دون ج ؛ فإن نسبة ا هو إلى أمرين (١٦) متشابهين من كل وجه إلا

__________________

(٥) لر : فيه.

(٦) لر : بالعرض. (٧) لر : بالعرض.

(١٠) لر : بالعرض. (٨) الواو ساقطة من ى.

(٩) لر : النبات. (١١) لر : نحو.

(١٢) لر : وقتا ما. (١٣) لر : بل لا يمكن غير ذلك.

(١٤) لر : ويكن. (١٥) لر : من. (١٦) لر : الامرين.

__________________

(١٠٠٤) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٥ ، ص ٣٦ : «وذلك أن المعدوم إذا اعيد يجب أن يكون بينه وبين ما هو مثله ـ لو وجد بدله ـ فرق».


في نسبته (١٣) الذي ينظر : هل يمكن أن تختلف فيهما ، أو لا يمكن. لكنهما إذا لم يختلفا (١٤) فليس أن يجعل ا لأحدهما أولى من أن يجعل للآخر.

فإن قيل : «إنما هو أولى (١٥) لب دون ج لأنه هو كان لب دون ج» فهو (١٦) نفس هذه النسبة ، وأخذ المطلوب في بيان نفسه ؛ بل يقول الخصم إنما كان لج.

بلى! إذا صح مذهب من يقول : «إن الشيء يوجد فيفقد من حيث هو موجود ، ويبقى من حيث ذاته بعينه ذاتا لم يفسد من حيث هو ذات ثم أعيد إليه الوجود» أمكن أن نقول بالإعادة إلى أن يبطل من وجوه أخرى سواء سلم له أنه لا شيء (١٧) من حيث هو ذاته بعينها ، أو لم يسلم له ذلك. وإذا لم يسلم فهو فاسد في الحال ؛ وإذا سلّم احتاج إلى ضرب من النظر. وإذا لم يسلم ، ولم يجعل للمعدوم في حال العدم ذات ثابتة ، (١٨) ولم يفرق بين الثبات والوجود وبين الحصول والوجود ؛ لم يكن أحد الحادثين مستحقا لأن يكون قد كان له ا ـ وهو الوجود السابق ـ دون الحادث الآخر ، بل إما أن يكون كل واحد منهما معادا [أو يكون ولا واحد منهما معادا] (١٩).

وإذا كان المحمولان الاثنان (٢٠). يوجب أن يكون الموضوع لهما مع كل واحد منهما غير نفسه مع الآخر ؛ فإن استمر موجودا واحدا وذاتا ثابتة (٢١) واحدة كان باعتبار الموضوع الواحد القائم ، موجودا وذاتا شيئا واحدا ؛ وبحسب اعتبار المحمولين شيئين اثنين. فإذا فقد استمراره في نفسه ذاتا واحدة بقى له الاثنينية الصرفة لا غير.

والحال في الوجود المتكرر كالحال في (٢٢) الذات المعادة. ولم لا يكون الوجود نفسه معادا ويتكرر (٢٣) الوقت أيضا معادا ، فيكون الحدوث معادا. فيكون [ليس هناك وجودان] (٢٤) ولا وقتان ولا حدوثان اثنان بل واحد بعينه معاد؟

__________________

(١٣) لر : نسبة أ.

(١٤) لر : لم يختلف.

(١٥) لر : اود (محرف).

(١٦) لر : هو.

(١٧) لر : أنه شيء.

(١٨) لر : ثانية.

(٢١) لر : ثانية. (١٩) تكرر فى لر.

(٢٠) ى : الاثنين. (٢٢) لر : من.

(٢٣) لر : ويكون. (٢٤) لر : هناك وجدان.


ثم كيف يكون العود والاثنينية (٢٤)؟ وكيف تكون اثنينية؟ ويجوز أن يكون المعاد هو بعينه الأول (٢٥).

ثم قول من يريد أن يهرب (٢٦) من هذا منهم ويقول : «الوجود صفة ، والصفة لا توصف ولا تعقل ، وليست بشيء ، ولا موجودة ؛ [وإن الوقت أو بعض الأشياء لا يحتمل] (٢٧) الإعادة ، وبعضها يحتمل حتى لا يلزم أن فرض الإعادة للمعدوم قد يجعل المعاد غير معاد ، ويجوز أن يكون ما هو معاد ليس له حالتان أصلا وذلك خلف» ـ قول ملفق يفحصه (٢٨) البحث المحصّل.

(١٠٠٥) [والمشاهدة توجب أن يكون اشتمال النفس على الحواس الظاهرة هو بواسطة الحس المشترك ، وكذلك على القوة العقلية] (٢٩).

(١٠٠٦) أو يكون المدرك منا لحصول الماهية ثابتا بحال أخرى من التجريد أو نزع بعض ما يقارنها من العوارض أو زيادة يضاف إليها فيظن أن المدرك ذاتيّ (٣٠). فإنّا لا نتحقق أن المدرك منا هو ماهيتها (٣١) على حقيقتها ، والماهية على حالة من التجريد.

هذه الحالة (٣٢) الأخرى تكون لماهية النفس الناطقة التي لنا بالعدد أو (٣٣) لآخر بالعدد ، فإن كان لآخر (٣٤) بالعدد ، فالمدرك (٣٥) آخر بالعدد ، فنكون لسنا ندرك أنفسنا وأن نفسي من شأنها أن تدرك المعقولات بل شيئا آخر ، وإن كان هو هو فبيّن أنه (٣٦) هو لا يكون مجردا ومخالطا ومنقوصا.

(١٠٠٧) لا يصح أن يوجد للمس المحسوس نحو (٣٧) من الوجود ، ثم يوجد له على نحو آخر هو محسوسيته (٣٨).

__________________

(٢٤) لر : ثم كيف يكون العدد ولا اثنينية.

(٢٥) لر : الأول بعينه. (٢٦) لر : سهر.

(٢٧) لر : فان الوقت أو بعض الأشياء يحتمل.

(٢٨) لر : يقتضي. (٢٩) غير موجود فى لر.

(٣٠) لر : ذاتيا. (٣١) لر : ماهيتنا.

(٣٢) لر : حالة. (٣٣) لر : و.

(٣٤) لر : الاخر. (٣٥) لر : والمدرك.

(٣٦) «انه» ساقطة من لر. (٣٧) لر : نحوا.

(٣٨) لر : محسوسة.

__________________

(١٠٠٥) راجع الشفاء : النفس ، م ٤ ، ف ١ ، ص ١٤٥. وم ١ ، ص ٥ ، ص ٣٦.


(١٠٠٨) والمركب (٣٧) والموضوع والصورتان معا ويقارنان (٣٨) أشياء واحدة بأعيانها ، فليس أحدها (٣٩) ينسب المفارقة والمقارنة إلى شيء إلا والآخر كذلك.

(١٠٠٩) تبين كيفية اجتماعات العناصر في المعدنيات والحيوانات والنباتات بالبرهان ، وليس على سبيل الكشف والحصر وما يجري هذا المجرى ، ثم البرهان على أن مثل هذا الاجتماع لا يبقى إلا بحافظ من خارج.

(١٠١٠) لو كان سبب الأخلاط في بدن الإنسان وسائر الحيوانات مزاج الرحم ، لكان لا يتحرك بعد الولادة إلى كمالاتها ، والجسم بما هو جسم لا يتحرك ، فإذن يتحرك بقوة فيه. ولو كان سبب هذه الحركة جسم من الأجسام السماوية لكان تختلف أفعاله بحسب اختلاف أوضاعه ، ثم لا محالة يفعل إما على سبيل الملازم المصاحب ، أو على سبيل إرسال قوة إلهية. والقسم الأول محال. فقد ثبت وجود قوة بسببها تتحرك الأجسام الحيوانية والنباتية إلى كمالاتها ؛ على أنه من المحال أن يفيد جسم صورة.

واعلم أن وجود هذه القوة ليس في العناصر بل في المركب منها ، فلا يكون وجودها في موضوع.

(١٠١١) إن كانت صور العناصر تفعل بلا توسط ما يحدث فيها من المزاج ، لفعلت بلا مزاج ، ولفعلت صورة النار ما يفعله صورة الماء ، وإن كانت تفعل بالمزاج فتفعل بكسر إفراطات الكيفيات فعلا هو كسر إفراطات أفعالها وليس شيء من كسر إفراطات أفعال الكيفيات صورة عظم ولا لحم ولا عصب ، وإن كان اختلاف ذلك بسبب اختلاف الآلات ، والآلات أيضا معلولة للمزاج ، نقل الكلام إلى الآلات. فالقوة المحركة هذه حالها. ولو كان تحريك الروح بسبب قوة مزاجية

__________________

(٣٧) لر : هو محسوسة المركب.

(٣٨) لر : ومقاربان.

(٣٩) لر : أحدهما.

__________________

(١٠١٠) راجع الرقم (٣١٢) و (٣١٣).


فيه تحرك الجسم ـ كلما تحرك ـ إلى جهة واحدة فإن المزاج الواحد مقتضاه واحد.

(١٠١٢) ما البرهان على أن (٤٠) في كل حيوان ونبات ثابتا ، وأن ذلك الثابت جسم ، وأن في أجزاء الجسم ما هو أولى بالثبات في الآخر (٤١)؟

قوله : «كل حيوان» معناه كل حيوان بالفعل ، والحيوان بالفعل يبقى حيوانا بالفعل إما آنا وإما زمانا ، فإن بقي آنا لا تتصل به حياة ما [يتلوه ، فيكون] (٤٢) لم يعرف ولم يصب بالحس وكان موضع نظر إنه : هل يجوز وجوده في العقل أم لا؟ وليس كلامنا في مثله بل كلامنا في الأشخاص التي تنمي وتزداد وتضمحل. وغرض المسألة متجه (٤٣) إلى هذا.

فإن بقي زمانا فقد جاء الثبات ؛ وإن بقي آنا ولم يزل يتصل كونه حياة ونباتية شخصه (٤٤) في مدة ، كالشيء الواحد من غير تحلل أزمنة (٤٥) يكون فيها بطلان وفساد ، كانت الآنات متشافعة تتصل (٤٦) بها المدة ، وهذا محال.

وإن كانت الآنات متخلّلة (٤٧) بمدد وأزمنة وجب أن يكون [المشاهد هو ضد الحيوانية والنباتية أو مقابلهما] (٤٨) لأن الغالب عند (٤٩) الإدراك الحسي هو الزماني دون الآني.

فإذن لا بد من [ثابت ، ولأن الثبات غذائي وحسي] (٥٠) وتخيلي فليس يخلو إما أن يكون الثابت هذا الثبات قوة مفارقة ، أو قوة جسمانية. فإن كانت قوة مفارقة لم يخل وجود هذه القوى الجسمانية عنها إما أن يكون وجودا آنيا أو زمانيا. فإن كان آنيا فقد عادت المسألة ، وإن كان زمانيا فقد حصل ثبات لقوة جسمانية. والقوة الجسمانية لا تثبت إلا بثبات جسمها ، فإذن لا بد من جسم ثابت.

__________________

(٤٠) «ان» ساقطة من لر.

(٤١) لر : أولى بالنبات من الاجزاء. بخطه.

(٤٢) ساقطة من لر. (٤٣) لر : يتجه.

(٤٤) لر : شخصية في مدة ما.

(٤٥) لر : تحلل أثر منه يكون فيه.

(٤٦) لر : متصل. (٤٧) لر : متحللة.

(٤٨) لر : المشاهدة هو صفة الحيوانية والنباتية وان مقابلهما.

(٤٩) لر : عنه. (٥٠) ثابت ولان النبات غذائي حسي.

__________________

(١٠١٢) راجع الرقم (٤٠٠).


(١٠١٣) البرهان على أن القوى ما (٥٦) لم يصدر عنها فعل ، فلا يجوز أن يكون لها وجود ـ إن عني بالقوى القوى كيف اتفقت ، فلا يجوز أن يكون لها وجود قوة ، وأما أنه لا يجوز أن يكون لها وجود أصلا فلعله غير واجب أو فيه نظر ؛ فلعل نفوسا عقولها هيولانية صرفة لا تبطل ولا فعل لها فليتأمل الحال في هذا. وأما القوى الجسمانية (٥٧) الحساسة والمتخيلة والمحركة فإن ذواتها منطبعة في المواد ولا يصل إليها ما يصل إلا منقسما غير مجرد ، وقد تبين في البذور وغيرها (٥٨) أنه لا يجوز أن تكون قوة أو صورة أو عرض يخالط ويفارق.

(١٠١٤) لو كان المعنى معقولا لأنه معنى في نفسه لا بشرط تجريد وغير تجريد ، لكان معقول (٥٩) في المحسوس ولكانت المادة العنصرية عاقلة لوجود المعنى فيها من حيث هو معنى. فالمعنى معقول من حيث هو مجرد عن الأعراض اللاحقة بحسب الموضوع في الأعيان.

(١٠١٥) لو كان المعنى إنما يكون معقولا إذا جرّد عن الموضوعات والمقارنات كلها [لما كان إذن البتة] (٦٠) القوة العاقلة معقولا ، لأنه حينئذ مقرون بغير (٦١) ذاته وحقيقته ، وليس بمجرد كل التجريد التام. فالمعنى إنما هو معقول بالفعل إذا جرّد بحسب اللواحق الخارجة دون مقارنة القوى العاقلة ، فهو باعتبار التجريد الخارج مهيّأ التهيئة القريبة لأن يعقل ، وباعتبار المقارنة معقول بالفعل.

(١٠١٦) كون المعنى معقولا بالفعل جزء من كونه معقولا بالفعل لي (٦٢) ، كما يكون المعنى البسيط جزءا من المعنى المركب وهو جزء بالفعل.

(١٠١٧) الاختلاف في المعقول بالفعل يجب أن يكون من حيث هو مركب ، وأما من حيث البساطة فلا يجوز أن يكون اختلاف ، لأن المعقول بالفعل

__________________

(٥٦) لر : مما.

(٥٧) «الجسمانية» ساقطة من لر.

(٥٨) «وغيرها» ساقطة من لر.

(٥٩) لر : معقولا. (٦٠) لر : كما كان اذا لبسته.

(٦١) لر : لغير. (٦٢) «لى» ساقطة من لر.

__________________

(١٠١٣) راجع الرقم (١٧٥).

(١٠١٤ ـ ١٠١٥ ـ ١٠١٦ ـ ١٠١٧) راجع الرقم ٧٣١.


من حيث هو معقول بالفعل غير مختلف ، وإنما اختلافه من حيث هو لي ولك (٦٣).

(١٠١٨) المعقول بالفعل من حيث هو معقول بالفعل معقول أيضا مجردا عن الاختلاف ، وموجود (٦٤) بالفعل في المعقول [لي ولك] (٦٥) من غير اختلاف.

(١٠١٩) هذا إن تصور في جسم لزمه ضرورة هيئة من قدر ووضع يختلف بها جسم وجسم من أجسام العاقلين ؛ فإما أن يكون لا حقا (٦٦) من حيث هو المشترك وهذا لا يمكن ـ وإما أن يكون لا حقا من حيث هو لي ، فإذن هذا المختلف هو المعقول المركب ، وليس كلامنا فيه.

(١٠٢٠) الشيء لا يكون شرطا لنفسه ولا لمثله إلا من حيث مثله تركّب منه. (٦٧).

(١٠٢١) إن تقرّر المعنى العقلي البسيط [في جسم واحتمل التجزئة بأصناف الفصل والعرض] (٦٨) وغير ذلك ، فالجزء المفروض إما أن يكون شرطا لذلك المعنى أو لا يكون. فإن لم يكن فليس بجزء. وإن كان فهو شرط لنفسه أو لمثله من غير تركيب (٦٩). وهذا خلف.

(١٠٢٢) تحرير البرهانين المشرقيين في أن القوة العقلية لا يجوز أن تكون جسمانية.

(١٠٢٣) الغرض في إيرادنا هذه (٧٠) المقدمة في بعض مقاييسنا ليس أن نثبت أنا نعقل ذاتنا دائما ؛ بل أن نبيّن أنه ليس السبيل إلى شعورنا بذاتنا وعقلنا لها فعل (٧١) تفعله ذاتنا. فحينئذ نتوصل إلى شعورنا بذاتنا (٧٢). بل ذلك فعل نتوصل به إلى (٧٣) أنه يعقل أنه فعل.

(١٠٢٤) المحرك إما أن يحرك بقوة يرسلها إلى المتحرك تكون هي المحركة

__________________

(٦٣) لر : هو لى ذلك.

(٦٤) لر : موجودا. (٦٥) لر : ولكن.

(٦٦) لر : أن يكون الاختلاف.

(٦٧) لر : تركب به.

(٦٨) لر : في الجسم فاحتمل التجزية بأصناف القضاء والفرض.

(٦٩) لر : من تركيب.

(٧٠) لر : ايراد هذه. (٧١) لر : فعلا.

(٧٢) لر : بذاتها. (٧٣) لر : نتوصل إلى.

__________________

(١٠١٨) راجع الرقم ٧٣١.


القريبة كما نظن أن النار تحرك ما يتصعد بأن يسخن ، وإما بالملازمة كما يعتقد في المدفوع المصاحب ، وإما لا على أحد الوجهين.

المحرك الذي يحرك بإرسال قوة فهو محرك غير قريب.

(١٠٢٥) المحرك يختلف فعله إما لأنه كثير غير واحد فيقوى الواحد منه على تحريك قدر وصنف واحد دون قدر ، أو تحريك جنس ونوع وطبع غير جنس ونوع وطبع ؛ والآخر على جهة غيره ؛ وإما لأن المنفعل المنفعل المتحرك مختلف ، فيختلف انفعاله عن الواحد ، وإما لأن الغرض مختلف ، والحاجة (٧٤) في وقتين من جنس واحد مختلف لمحرك واحد.

(١٠٢٦) [المتصل يختلف إما بسبب وجوده أو عدمه بأن يكون] (٧٥) تارة أكثر وتارة أقل أو معدوما ، أو بحسب كيفية ، بأن يكون مثلا تارة ألزم لوضعه ، وتارة أبرأ (٧٦) منه أو يكون مثلا تارة أنفد في المسلك وتارة أعصى.

(١٠٢٧) الموضوع للتحريك إما أن يكون تأثير المحرك منه (٧٧) مقدرا بحسب الحاجة فيحرك (٧٨) منه مقدارا دون مقدار كما يعتقد من أن الطبيعة تفرغ في البحران من الدم مقدارا دون مقدار بحسب الحاجة مع إمكان دفع الباقي (٧٩) ، وإما أن يكون التأثير غير مقدر بل بحسب انفعال المتحرك وبقدر (٨٠) ما يمكن أن يتحرك.

(١٠٢٨) الأشياء (٨١) المختلفة في المزاج والكيفية قد تبعد فيه حتى يكون المزاج يشتد فيحدث في الشيء ميل بسببه (٨٢) إلى جهة ما ليس يحدث لما لم يشتد ، مثل أن الرصاص يسخن فلا يحدث فيه ميل ما إلى فوق ، وقد يسخن حتى يحدث فيه ميل (٨٣) ما إلى فوق. والأول لا يعرى من مخالفة ما هو دونه في الاستعداد ولا يخالفه (٨٤) في الميل بالفعل.

__________________

(٧٤) لر : والحاضر.

(٧٥) لر : المنفعل يختلف اما لسبب وجوده وعدمه ، فيكون.

(٧٦) لر : أثرا.

(٧٧) لر : فيه.

(٧٨) لر : بمحرك مقدارا.

(٧٩) لر : ال؟؟؟ انى.

(٨٠) لر : وبمقدر.

(٨١) لر : للاشياء.

(٨٢) لر : مثل نسبته.

(٨٣) لر : مثل.

(٨٤) لر : ويخالفه.


(١٠٢٩) [ما لم يختلف في الميل بالفعل] (٨٤) لم يختلف في الانفعال عن القاسر ، فإن القدر من الماء المسخن الذي لم يبلغ أن يحدث له ميل (٨٥) بالفعل إلى فوق يحتمل من القاسر ما يحتمله قدر مثله بارد.

(١٠٣٠) قد يقع اختلاف في الاستعدادات غير محسوس التفاوت ، فيجب أن تكون كمالاتها غير محسوس (٨٦) التفاوت.

(١٠٣١) إذا تحركت أشياء من المحركات (٨٧) إلى اجتماع ما ، فإما أن يكون كيف اتفق ، وإما أن يكون إلى نسبة ما بينها محفوظة (٨٨) ، إذا تحركت إلى نسبة ما ثم اختلفت في (٨٩) عدة أشخاص وزالت عن (٩٠) النسبة زوالا ما ، فيكون إما للفاعل المختلف بالعدد ، وإما للموضوعات المتحركة.

(١٠٣٢) إذا كان المحرك واحدا والمادة غير مختلفة والغرض واحدا ، لم يختلف ما إليه تنتهي الحركة ـ إذا كان الغرض واحدا ، والمادة مختلفة اختلافا متباعدا وليس استعمالها مقدارا (٩١) بحسب الحاجة بل بحسب الانفعال ، كان الذي إليه الحركة مختلفا اختلافا متباعدا.

(١٠٣٣) في هذا بعينه ـ إن كان الاختلاف ليس متباعدا أمكن أن يكون الاختلاف ليس متباعدا ، وأما إذا لم يكن الاختلاف متباعدا والمسألة بحالها لم يمكن أن تكون المادة والمنفعل مختلفا اختلافا متباعدا ، وبالعكس.

(١٠٣٤) تكوّن جزئيات الحيوانات والنباتات (٩٢) إما أن تكون من مواد لها تجتمع لا اختلاف (٩٣) فيها : إما مطلقا ، وإما بحسب تمكن الاستعمال الموجب (٩٤) نحو الغرض ، [أو يكون من مختلفات] (٩٥). وكل ذلك إما أن يكون المحرك

__________________

(٨٤) في لر من تمام الفقرة السابقة ووضع بعدها علامة التمام :. واضيف فى ابتداء هذه الفقرة : الجسم.

(٨٥) لر : مثل. (٨٦) لر : محسوسة.

(٨٧) لر : المتحركات.

(٨٨) لر : محفطة إذا تحركت باشيا الى نسبه ما (كذا).

(٨٩) «فى» ساقطة من لر. (٩٠) «عن» ساقطة من لر.

(٩١) لر : مقدرا. (٩٢) لر : والنبات.

(٩٣) لر : تجتمع اختلاف فيها.

(٩٤) لر : الموجه. (٩٥) ساقطة من لر.

__________________

(١٠٣٣) هذه الفقرة في النسختين (ى ، لر) متصلة بما قبلها ، لكنها مستقلة على الأظهر.


واحدا أو مختلفا.

(١٠٣٥) إن كان (٩٦) المحرك فيها واحدا والمادة على إحدى حالتي الاتفاق ، لم يمكن أن تكون المنفعلات ، حين يكمل فيها (٩٧) الغرض ، إلا أشباها في كل شيء ما لم يعرض سبب خارج ، أو أشباها في النسبة دون الكم إن كان هناك عون [في المادة واختلاف ، والكم ليس صائرا] (٩٨) بحسب تقدير الحاجة.

(١٠٣٦) إن كان المحرك فيها واحدا والمادة متباعدة الاختلاف ، وجب أن يكون ما ينتهي إليه التحريك متباعد الاختلاف ، ليس تحفظ النسبة. إن لم يكن ما ينتهي إليه التحرك فيها متباعد الاختلاف ، والمادة متباعدة الاختلاف ، فالمحرك غير واحد بل مختلفة في القوة والتمكن.

(١٠٣٧) جزئيات الحيوان من نوع واحد : إما أن تكون من جميع مواد البدن ، أو الفصل. فإن كان (٩٩) جميع مادة البدن فإما أن تكون على تمكن التقدير بحسب الحاجة ، أو على وجوب الفعل والانفعال بحسب وصول الفاعل إلى المنفعل. [ولو كان بحسب الثاني لكان تنجذب المواد كلها فيرقّ (١٠٠) البدن المتكون منه ، فإذن] (١٠١) هو بحسب التقدير. وأيضا لو كان من غير الفصل الذي يمكن أن يفصل من البدن [ويبقى الباقي كغاية الحياة] (١٠٢) ، لنزف البدن فإذن هو من الفصل (١٠٣).

(١٠٣٨) الفصول متباعدة الاختلاف ، والكائن من الجزئيات غير متباعد (١٠٤) الاختلاف ؛ فإذن ليس الفعل والانفعال بحسب الوجود (١٠٥) بل بحسب التقدير.

(١٠٣٩) المواد مطيعة (١٠٦) بحسب قسمة التقدير ، والكائنات فيها

__________________

(٩٦) لر : فان كان.

(٩٧) لر : منها.

(٩٨) لر : تجوز في المادة واختلاف في الكم ليس ضارا.

(٩٩) لر : فان كان من.

(١٠٠) لر :؟؟؟ رف.

(١٠١) تكرر فى لر.

(١٠٢) لر : ويبقى الثاني كفاية للحياة.

(١٠٣) لر : من فصل.

(١٠٤) لر : غير متباعدة.

(١٠٥) لر : الوجوب.

(١٠٦) لر : منطبعة.


اختلاف ، وإن لم يكن متباعدا. فأما أن يكون بحسب اختلاف (١٠٧) الفاعلين الأقربين ، فإنه إن كان (١٠٨) الفاعل القريب واحدا والتمكن من التقدير واقعا لم يقع اختلاف أصلا كما علم.

(١٠٤٠) الفاعل الواحد إذا كان سببا لقوة فإما أن يكون بإرسال قوة أو لا يكون. فإن كان بإرسال قوة فالمحرك القريب القوة ، وإن لم يكن بإرسال القوة لم يجز أن يقع اختلاف أصلا أو وجب أن يقع اختلاف متباعد.

(١٠٤١) الأمور الخارجة المباينة (١٠٩) لا تختص بمنفعل دون منفعل ، والمحرك لمزاج الحيوان مختص ، فليس إذن هو من المفارقات للموضوع والمباينة لها (١١٠) ، فهو إذن قوة فيها (١١١).

(١٠٤٢) (١١٢) إذا كانت الحركة المتصلة عن قوة غير متناهية فكانت (١١٣) القوة الغير المتناهية مفارقة لا تنطبع في جسم ، لم يخل إما أن يحرك الحركات الجزئية المتصلة بمباشرة وقصد ، وإما على جهة لزوم. وإن كان بمباشرة (١١٤) وقصد فإما أن يكون القصد كليا وإما يكون جزئيا ، والجزئي يكون عن مبدأ جزئي ـ كما بان في البذور وغيرها ـ وعن تخيل ، ومثل هذا لا يكون عن مفارق ، فإذا يكون القصد كليا. وقد بان في البذور أنه لا يلزم عن الواحد الذي لا اختلاف فيه ولا عن الرأي الكلي أمر جزئي بعينه ؛ فيجب أن يكون للمفارق شريك ما في التحريك.

الشريك إما أن يكون مفارقا ، أو غير مفارق. فإن كان مفارقا فالكلام لازم. وإن كان غير مفارق فإما أن يصدر عنه وهو مستحيل مع استحالة الحركة استحالة متصلة أو وهو على حالة واحدة. (١١٥) ولكنه لا يجوز أن يكون على حالة واحدة

__________________

(١٠٧) «اختلاف» ساقطة من لر.

(١٠٨) لر : لو كان. (١٠٩) لر : البانيه.

(١١٠) لر : للموضوعات المبائنة لها.

(١١١) لر+ بعد.

(١١٢) لر+ ندور يخص هذا الموضع.

(١١٣) لر : وكانت.(١١٤) لر : مباشرة.

(١١٥) لر : او على حال واحدة.

__________________

(١٠٤٢) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٩ ، ف ٢ ، ص ٣٨٣.


ويلزم عنه جزئيات متكررة مختلفة اختلافا ما. وإن كانت متصلة فإذن يلزم عنه ، وهو مستحيل. وتلك الاستحالة إما أن تكون عن إرادة أو جارية مجرى ما لا إرادة فيه (١١٦) ؛ فيكون الكلام في تلك الاستحالة إن لم يقترن بها إرادة مثل الكلام في الحركة الوضعية وفي حاجتها إلى مبدأ إما إرادي وإما غير إرادي ، وفي أنها كيف تلزم بالطبع عن غير مستحيل.

فبقي أن تكون استحالة (١١٧) مقارنة للإرادة وتكون الإرادة من حيث هي مقارنة لوضع ما يفرضه مع تخيّل ما علة لتخيل يتصل بها الأول (١١٨) ، فتتصل الحركة وتكون علاقة تلك الإرادة بالمبدإ المفارق علاقة مطيع أو مشتاق أو متشبه ، فيكون المفارق يحرّك كما يحرك المطاع والمتشوّق للنفس المطيعة والمتشوقة ، وتحرك النفس الحركة التي للجسم ، فيكون المفارق محرك المحرك والجسماني (١١٩) المحرك القريب ، وليس هو غير متناهي القوة في الفعل بل في الانفعال عن المفارق ، ويكون انفعاله المتصل سببا لانفعال جسماني متصل ، كما أن الانفعال الجسماني المتصل في الجرم السماوي علة لانفعالات أخر متصلة.

والبرهان قام على قوة غير متناهية ليس على أنها قريبة من أي (١٢٠) حركة متصلة كانت. بل هي علة ما قريبة أو بعيدة لحركة (١٢١) ما وتغير جسماني أو نفساني ، وإنما هي قوة لأنها مبدأ تغيير ما كيف كان ، وليس يدخل في حد القوة من حيث هي قوة أن تكون سارية في المنفعل عنها أو مفارقة (١٢٢) أو قريبة أو بعيدة ، بل أن يكون مبدأ التغيير (١٢٣) من آخر في آخر (١٢٤) والمبدأ يقع على الفاعلي وعلى الغائي. وهذه القوة مبدأ للحركة فاعليّ بتأثيرها (١٢٥) في النفس السمائية.

(١٠٤٣) الإرادة بتأثيرها السطوع (١٢٦) فيها بوجه من وجوه

__________________

(١١٦) لر : ما للارادة فيه.

(١١٧) لر : استحالته.

(١١٨) لر : بها الأول.

(١١٩) لر : فى الجسمانى.

(١٢٠) لر : من اى جهة حركة.

(١٢١) لر : بحركة.

(١٢٢) لر : بمفارقة.

(١٢٣) لر : التغير.

(١٢٤) «فى آخر» ساقطة من لر.

(١٢٥) لر : سايرها.

(١٢٦) لر : السطوح.


السطوع (١٢٨) عقلي أو على وجه آخر ، وفيه سر ومبدأ غائي ، لأنها متشوقة [لأن يتشبه بها وفيه شر] (١٢٩).

(١٠٤٤) (١٣٠) الأمور إما معتبرة بأنها ذوات في أنفسها ، وإما معتبرة بأنها حالات. والحالات إما متصورة في الذوات الحاملة (١٣١) من غير افتقار إلى نسبة ، وإما متعلقة بنسبة. والمعتبرة بالنسبة إما أن تكون ماهيتها لأجل أنها بالقياس إلى المنسوب ، وإما منسوبة من غير أن يكون مجرد القول بالقياس إلى المنسوب ؛ وأعني بالقول : القول الباطن (١٣٢) ، وهذه النسبة قد تكون إلى أشياء مختلفة. والنسبة إما أن تكون نسبة تحيزية أو نسبة لا تتعلق بالتحيز.

(١٠٤٥) الشخص نفس تصوره من حيث هو شخص يمنع أن يكون غيره هو ، فيجب أن يكون هو بحيث لا يجوز أن يقع في المتصور منه شركة.

(١٠٤٦) المتصوّر من ذات وحال غير منسوبة لا يمنع الذهن عن إيقاع الشركة فيه ، فليس إذن هو المتصوّر عن الشخص بما هو شخص.

(١٠٤٧) المعنى النسبي إما نسبة (١٣٣) تتعلق بالتحيز والحس ، وإما نسبة لا تتعلق بها (١٣٤) ، بل تكون عقلية. و (١٣٥) العقلية إما أن تكون نسبة المعية ، وإما نسبة المباينة ، مثل حال الفرس والإنسان. والمعية إما أن تكون متكافئة (١٣٦) في الجانبين ، وإما أن تكون مختلفة غير متكافئة مثل نسبة ذات العلة (١٣٧) وذات المعلول.

(١٠٤٨) النسبة المباينة لا تجعل الشيء ممتنعا عن إيقاع الشركة فيه (١٣٨) ، والنسبة المعية لا تمنع ذلك أيضا : فقد يكون الأخ أخوين (١٣٩) ؛ والنسبة : العلية

__________________

(١٢٨) لر : السطوح. (١٢٩) لر : لا يتشبه بها ، وفيه سر.

(١٣٠) لر+ ندور متفرقة.

(١٣١) لر : الحاصلة لها.

(١٣٢) لر : وأعني بالقول الباطل.

(١٣٣) لر : نسبته. (١٣٤) لر : واما نسبته لا تتعلق بهما.

(١٣٥) الواو ساقطة من لر. (١٣٦) لر : مكافية.

(١٣٧) لر : مثل ذات العلة. (١٣٨) لر : فيها.

والنسبة بالمعية.

(١٣٩) لر : للاخ أخوان.

__________________

(١٠٤٥) راجع الرقم (٥٣١).


والمعلولية لا تمنع ذلك أيضا إذا لم تكن الطبيعة العارض لها النسبة ولا النسبة تمنع ذلك ، فهذا الضرب من الأحوال النسبية مما لا يمنع التصور عن إيقاع الشركة إذا عرضت للذوات وللأحوال (١٤٠) الغير المنسوبة ؛ فالنسبة العقلية لا يصير بها (١٤١) الشيء ممتنعا عن إيقاع الشركة في التصور ؛ فبقيت النسبة (١٤٢) إلى التحيزية ؛ فإذا بها يمكن هذا المنع.

هذه النسبة قد تكون للشيء أولا كما للأجسام ، وقد تكون ثانيا كما للنفوس التي يفصل (١٤٣) ماهيتها وقوع الشركة فيها.

(١٠٤٩) لا يقع التشخص (١٤٤) إلا لما له هذه النسبة بالذات أو بالقصد الثاني.

(١٠٥٠) التشخص لا يقع بإضافة بالحال الكلي (١٤٥) العام إلى المعنى العام ، فإذن يحتاج أن يقع لما لا يقبل العموم.

(١٠٥١) المكان (١٤٦) معنى يقبل الكثرة ويوجد له المثل (١٤٧).

(١٠٥٢) المثل الشخصي (١٤٨) هو المفارق بأمر وجودي لازم للشخص أو عارض له غير مقوّم للماهية الموزعة ، وأما النسبة التحيزية فيستحيل أن يكون للموجود منها مثل شخص موجود معه (١٤٩).

(١٠٥٣) إذا فرضنا نسبتين تحيزيتين بينهما التماثل الشخصي وجب أن يكون كل ما هو في جهة من أحدهما هو في تلك الجهة من الآخر ؛ وهذا لا يمكن ؛ فليس بينهما التماثل الذي لا فرق له في الشخصي (١٥٠).

(١٠٥٤) التشخص (١٥١) يقع بمعنى نسبي تحيّزي ، وأيضا يقع بمعنى قد تشخص أولا ، فيشخص (١٥٢) غيره وينتهي إلى ما هو متشخص بذاته لا يمكن

__________________

(١٤٠) لر : والاحوال.

(١٤١) لر : به الشيء ممتنع ايقاع الشركة.

(١٤٢) لر+ الحسية. (١٤٣) لر : تحصل.

(١٤٤) لر : للشخص.

(١٤٥) «الكلى» ساقطة من لر.

(١٤٦) لر : للمكان. (١٤٧) لر : الميل.

(١٤٨) لر : الم؟؟؟ ل الشخص.

(١٤٩) لر : للموجود مثل شخصى موجود معه.

(١٥٠) لر : الشخص.

(١٥١) لر : الشخص.

(١٥٢) لر : بشخص.


أن يكون له مثل معه. وهذا أيضا النسبة التحيزية.

(١٠٥٥) كل الموجودات التي لا تحيز لها ولا نسبة إلى تحيز ، فماهيتها غير متفرقة أشخاصا في (١٥٢) الوجود بوجه.

(١٠٥٦) المعاني العقلية لا يمكن أن يكون منها في الأعيان تكثّر بالشخص بعد تأحّد في الماهية النوعية.

(١٠٥٧) النسبة التحيزية قد يجوز أن يقع الواحد منها لشيئين (١٥٣) في زمانين : فنفس تلك النسبة ما لم يقترن بها الزمان أو (١٥٤) الآن لا يكون مانعا عن المثل الموجود. فإذن الشيء الذي ليس بزماني بذاته أو لحاله (١٥٥) فإن ماهيته غير مقولة على كثيرين.

(١٠٥٨) الفعل الصادر عن الجسم إما أن يصدر عن ماهيته الأصلية ولا مدخل لتشخصه فيها ، فيكون ذلك الفعل (١٥٦) يجوز أن ينسب إلى ماهية مثله لو فرض (١٥٧) ، ولا يستحقه دون (١٥٨) ذلك لأنه لا فرق بينهما ، وهذا محال ، فيجب أن يصدر عن الجسم الشخصي بتوسط شخصه (١٥٩) ، وذلك بوضعه.

(١٠٥٩) طبيعة الجسم الذي لا كثرة لها بالشخص وجودا إما أن يتعلق فعلها الخاص بوضعها الخاص ، فيكون كل جسم فإن فعله يتعلق بتشخصه وبوضعه ، أو (١٦٠) لا يتعلق بوضعها.

فإما أن يكون فعلها شيئا قابلا للقسمة ، [وإما غير قابل للقسمة] (١٦١) ، والقابل الواحد للقسمة ذو وضع (١٦٢) ، ففعله ذو وضع ، فله اختصاص وضع عنده : لو تغير وضعه لتغير ، ففعله أيضا متعلق بوضعه ، وإن كان غير قابل للقسمة وهو في قابل للقسمة (١٦٣) كذلك ، وإن كان غير قابل للقسمة عرض ما سنقوله.

__________________

(١٥٢) لر : فمن. (١٥٣) لر :؟؟؟ سب؟؟؟ ين.

(١٥٤) لر : والآن لم يكن.

(١٥٥) لر : بحاله. (١٥٦) ى : العقل.

(١٥٧) لر : الى ماهيته لو فرض.

(١٥٨) لر : لوون (محرف).

(١٥٩) لر : تشخصه.

(١٦٠) لر : و. (١٦١) ساقطة من لر.

(١٦٢) لر : دون وضع.

(١٦٣) لر : القسمة.


لا يجوز أن يكون ما ينقسم علة لما لا ينقسم ، لأن نصف العلة البسيطة له تأثير في المعلول البسيط لأنهما من طبيعة واحدة ، فيكون معلولها شيئا من جملة المعلول للكل ، وما لا ينقسم لا يوجد من بابه (١٦٤) أقل منه.

وكذلك لا يجوز أن يكون ما لا ينقسم علة لوجود (١٦٥) ما ينقسم ، ولكن وجوده يكون دفعة لا يقبل الأقل والأكثر مثل الكيفيات ، ولا يوجد شيئا فشيئا مثل الكيفيات أيضا (١٦٦) التي يبتدئ وجودها من جهة وضع العلة ثم يفشو ، وذلك لأن لجزء العلة تأثيرا (١٦٧) في المعلول ، فإذا (١٦٨) فرضنا جزءا لم يجز أن يكون تأثيره في الأقرب منه ، فيبقى (١٦٩) تأثير الأبعد في الأبعد وهو مثله ، ولا في الأبعد ، فإن الأقرب أولى به.

(١٠٦٠) نظن أن الماء يجمد دفعة لمجاورة (١٧٠) البارد ، وليس كذلك بل قليلا قليلا من سطحه المجاور ثم يستمر ولكن في زمان قصير ، وتحقق أنه في زمان مراعاتك جمود الشحم ، فإنه لما كان أبطأ ظهر زمانه وفشوّه في الزمان.

(١٠٦١) نظن أن نصف العلة لا تأثير له أصلا كنصف محركي السفينة ، وليس كذلك : فإنه يؤثر بحسب اعتبار نصف المعلول ، وإن لم يكن بحسب اعتبار كل المعلول في بعض الزمان.

(١٠٦٢) قد يمكن أن يؤتى ببرهان كلي على أن كل علة فإنها إنما تصير علة إذا تمت شخصيتها ، وبشخصيتها (١٧١) تعم كل شيء.

(١٠٦٣) (١٧٢) العلة لا تستحق نسبة المعلول إليها بشرط خارج لعلة إن كان شرط ، بأن (١٧٣) يكون عدم المانع إذا كان يمنع [فلا يتم عليته بذاته] (١٧٤) ، وكذلك عدم الآلات والمواد ونحوها حتى تصير حينئذ علة بالفعل. وأما أن يصير

__________________

(١٦٤) لر : من تأثير.

(١٦٥) لر : لموجود.

(١٦٦) لر : وأيضا. (١٦٧) لر : تأثير.

(١٦٨) لر : وإذا. (١٦٩) لر : فبقى.

(١٧٠) لر : لمجاورته.

(١٧١) لر : وبسحصها.

(١٧٢) لر+ ندور.

(١٧٣) ل : فان.

(١٧٤) لر : علته فلا يتم علته بذاته.


مع وجود الشرائط الخارجة (١٧٥) إن احتاج إليها علة لشرط عدم مثله ، فكلاّ ، فإنه إنما هو علة لنفسه [وأول الموانع وجود الآلات] (١٧٦).

(١٠٦٤) إذا لم يكن عدم المثل (١٧٧) شرطا فليس تصير العلة مستحقة للعلية بعدم المثل (١٧٨) ، فيجب أن يكون بحيث لو توهم له مثل (١٧٩) موجودا مستحقة للنسبة العلية.

(١٠٦٥) فنقول الآن (١٨٠) إذا كانت الماهية لماهيتها علة (١٨١) دون تشخصها تكون بحيث لو كان لها مثل متوهم لا تستحق لنفسها النسبة ، وقد فرضنا أنها تستحق ، فإذن ليست (١٨٢) تكمل علة إلا بتوسط ما به يتشخص ، فإذن ليس جسم ولا صورة جسمية منقسمة ولا عرض علة لوجود نفس أو (١٨٣) عقل أو وجود جسم أو صورة جسمية أو مادة جسمية. فإذن مفيد النفس غير جسم ولا صورة جسمية.

(١٠٦٦) المعلول المنقسم يجوز أن ينسب كلّ جزء منه إلى كلية العلة ، منقسمة كانت أو لم تكن ، لأن الذي يقوى على الكل يقوى على البعض ، ولا يجب أن يكون بالعكس : فإنه ليس ما إن ما يقوى على البعض يقوى على الكل ، فليس إذا كان وجود غير المنقسم عن المنقسم محالا يكون عكسه محالا.

(١٠٦٧) الشيء إما أن يكون توحده وتشخصه لذات ماهيته ، وهو الذي يجب له وجوده في ماهيته (١٨٤) ؛ وإما أن يكون تلازم لماهيته مثل ماهيات العقول بعده ـ إن كانت هكذا ـ أو ماهية الشمس مثلا. وهذان [فإن ما يقتسمهما يستحيل أن يقع فيها شركة] (١٨٥) ، وإما أن يكون بعارض (١٨٦) لاحق في أول الوجود أو بعده.

__________________

(١٧٥) لر : الخارج ان احتاج اليها علة بشرط.

(١٧٦) لر : وزوال المانع ووجود الآلات.

(١٧٧) لر : الميل.

(١٧٨) لر مهملة.

(١٧٩) لر : لو توهم مثل.

(١٨٠) «الآن» غير موجود فى لر.

(١٨١) «علة» ساقطة من لر.

(١٨٢) «ليست» ساقطة من لر.

(١٨٣) لر : و.

(١٨٤) لر : وهو الذي له وجود في ماهيته.

(١٨٥) لر : فانما بعينهما يستحيل أن يقع منها شركة.

(١٨٦) لر : العارض.


(١٠٦٨) الأعراض والصور تتشخص بتشخص موضوعاتها المتشخصة بما ذكرناه.

(١٠٦٩) [مقارنة الأعراض] (١٨٧) واللواحق المادية على وجهين : أحدهما كمقارنة الصور والأعراض للكم والوضع ، والآخر كمقارنة الحركة للسواد. والمقارنة الاولى إذا زالت استحال أن يبقى شيئا موجودا بذاته أو (١٨٨) في موضوعه ، مثل السواد إذا زال عنه الكمّ والوضع لم يجز أن يقال أنه بقى ذاته إلا صائرا غير منقسم وغير مشار إليه ، فتكون الأجزاء السوادية التي نفرضها في السواد غير موجودة ، فكيف يكون ذلك السواد موجودا؟ وأما مقارنة الحركة للسواد فأيّهما زال لم يؤثر في أمر الآخر شيئا.

(١٠٧٠) التجريد العقلي أعني المهيّئ لأن يصير الشيء معقولا إنما هو عن المقارنات الاولى (١٩٠).

وأما المقارنات الثانية (١٩١) التي لا تؤثر في ذات المقارن شيئا فغير معتبر في أن يكون الشيء معقولا.

(١٠٧١) ما تتشخص به النفوس ليس [مما يمنع كونها معقولة ، كما لا يمنع كونها عاقلة ، وإذا كانت] (١٩٢) إنما هي معقولة تارة باعتبار ماهيتها المشتركة بالفعل أو (١٩٣) القوة ، وتارة بتركيبها مع ما تتشخص به وهي مشعور بها على الإجمال ، ولا يبعد الشعور بها عن كونها معقولة إلا أن في كونها معقولة تفصيلا ما بالفعل ؛ وكونها معقولة الماهية غير كونها مشعورا بها كما هو غير (١٩٤) كونها معقولة بالتخصيص مع تفصيل ما يعقل فيها (١٩٥) إلى العام ، وإلى أنها هي بهيئتها الخاصة التي تعقل من كل شخص ؛ ولا اسم له ، إنما هو مشاهدة ما لمعنى ما يعسر أن نسميه.

__________________

(١٨٧) لر : للاعراض.

(١٨٨) لر : و.

(١٩٠) لر : من المقارنات الأول.

(١٩١) لر : الذاتية.

(١٩٢) لر : ما يمنع كونها معقولة ، كما لم يمنع كونها علة عاقلة وإن كانت.

(١٩٣) لر : و.

(١٩٤) لر : عن.

(١٩٥) لر : منها.


(١٠٧٢) مخرج العقل من القوة إلى الفعل ليس بجسم لما قلنا ، فهو إذن (١٩٦) معنى مفارق غير منقسم ؛ فإذن ليس له ما يتشخص به في (١٩٧) المعنى التحيزي الوضعي بتشخصه اللازم للماهية (١٩٨). فتشخصه بمعنى معقول ؛ فلو وصل هو إلى شيء مما يعقل محصل مجرد في عاقل لكان معقولا ، ولكنه مفارق غير مباين لذاته ، فذاته معقولة لذاته إذ كانت ذاتها (١٩٩) معقولة لذاتنا لأنها غير مباينة ؛ ثم ليس كونه معقولا إلا أنه مجرد غير مباين لمجرد ، وبهذا شعرنا (٢٠٠) بذاتنا.

(١٠٧٣) لو كانت صورة الجسمية الموجودة بالفعل هي نفس القوة على قبول البياض أو السواد ، لكان الفعل قوة ولكان يجب أن يبطل القوة التي هي الصورة الجسمية مع وجود البياض بالفعل ؛ ثم الفعل : كيف يكون قوة؟

(١٠٧٤) لو كان جسم يصح أن يوجد صورة عقلية لكان ما بالقوة صورة عقلية توجد ما هو بالفعل صورة عقلية ، وهذا محال. وليس ينقض (٢٠١) بأن المفارق أيضا كذلك ، فإن المفارق لا يكون بالقوة مخالطا ، كما أن المخالط بالقوة مفارق.

(١٠٧٥) ليس شخص البتة علة لشخص ، بل علة لتحريك المادة وإصلاحها ما دامت المادة تتحرك وتأخذ في الصلاح ، فإذا استقرت كان سبب الوقوف على الصلاح وسبب الصورة الشخصية غير الشخص الأول : إما في شيء راسخ في طبيعة الشخص ، وإما شيء من خارج.

(١٠٧٦) الصورة الحاصلة في الخيال المتذكرة هي غير الصورة التي في القوة الحافظة (٢٠٢) ، لأن الأعراض لا يصح (٢٠٣) عليها الانتقال ، فهي إذن حادثة ، واذا تذكرت شعوري بتلك الصورة سواء وردت من خارج أو عرضت للخيال فإني أتذكر شعورا بمثل تلك الصورة ، لا شعورا مطلقا ، والشعور يتخصص بصورة مخصصة له ، (٢٠٤) فهي تتخصص بصورة أخرى غير الواردة وغير الحاضرة في

__________________

(١٩٦) لر : فهو لأن. (١٩٧) لر : من.

(١٩٨) لر : فتشخصه لازم للماهية. (١٩٩) لر : ذاتنا.

(٢٠٠) لر : شعورنا. (٢٠١) لر :؟؟؟ قض.

(٢٠٢) لر : الحاصلة. (٢٠٣) لر : يصح.

(٢٠٤) «له» ساقطة من لر.

__________________

(١٠٧٢) راجع الرقم (١٥٠). (١٠٧٥) راجع الرقم (٧٧١).


الخيال العارضة له.

(١٠٧٧) الإبصار هو أن تحصل صورة المبصر أو المتخيّل في إحدى القوتين ، وليس التخيل يلزم أن يحكم في (٢٠٥) إحدى القوتين : فإن للمبصر وجودا من خارج ـ وانظر إلى المجانين. فهو (٢٠٦) لغير الباصرة.

(١٠٧٨) الشعور بالإبصار هو أن يحصل المبصر (٢٠٧) في نفسك في ذاتها.

(١٠٧٩) إذا شعرنا بذاتنا فمعناه أن الشاعر هو المشعور به ، وإذا شعرنا بغيرنا (٢٠٨) فمعناه أن الشاعر غير المشعور به ، وإذا حصلت (٢٠٩) صورة اخرى للشاعر بذاته في آلته أو في ذاته غيره بالعدد لم يعلم أنه (٢١٠) غير صورة ذاته إلا بمقايسة بينها وبين مثل لها ، ولا يصح البتة أن يحصل للشاعر بذاته صورة اخرى له غيره بالعدد.

(١٠٨٠) الذي أحوج المعتزلة إلى أن قالوا بذات مشتركة يحوجهم إلى أن يقولوا بصفة مشتركة تميّز أو تعلم أو يخبر عنها (٢١١) بصفة أخرى ، فيتسلسل إلى ما لا نهاية.

(١٠٨١) كيف يوجد عن الإرادة الكلية للأول أو العقل (٢١٢) الأول وجود فلك؟ لأن الفلك نوع مجموع في شخص واحد ، والحركة الفلكية تحتاج إلى مخصص ، فإن المتحرك واحد والمحرك الأول يعقل الحركة كلية ، فلا يلزم عنها شخص دون شخص ، فإذن لزوم أحد أشخاص الحركة دون غيرها لسبب مخصص أو لإرادة مخصصة ، وأما في الأشخاص الكائنة (٢١٣) الفاسدة فإن مشخصاتها الحركات التي تقرب وتبعد فهذا هذا.

(١٠٨٢) يجب أن تعلم أن طريق الإدراك بالآلة (٢١٤) الجسمانية طريق

__________________

(٢٠٥) «فى» ساقطة من لر.

(٢٠٦) لر : فهى

(٢٠٧) لر : المبصرة.

(٢٠٨) «بغيرنا» ساقطة من لر.

(٢٠٩) لر : جعلت.

(٢١٠) لر : ان. (٢١١) لر : عنهما.

(٢١٢) لر : للعقل. (٢١٣) لر : الفلكية.

(٢١٤) لر : بآلة.

__________________

(١٠٨٢) راجع الرقم (٧٦٥).


واحد ، وهو أن الذي أحوج القوة اللمسية إلى أن تدرك بتوسط اعتدال الكيفيات الأربع لا يستغني عن هذه الكيفيات مدرك لها ، والذي أحوج القوة الباصرة إلى الرطوبة الجليدية واعتدال كيفية الروح لا يستغني عن مدرك للألوان (٢١٥) ؛ وكذلك الحال في الصلابة واللين والخشونة والملابسة (٢١٦) ، فيجب أن يكون الحس المشترك والقوة الخيالية جامعة لكل هذه الأحوال : فإن معنى قولنا يحتاج إلى آلة جسمانية ، هذا ـ لا غير ؛ كما أنه مثلا لا يستغني مدرك المقدار عن شيء متقدر.

والذي يعترض (٢١٧) به على هذا المذهب ـ من أنه لو كان الأمر على هذا لكان وجب أن يحترق الحس المشترك والخيال في إدراكهما لحرارة (٢١٨) قوية كالحال في قوة اللمس ـ باطل ، وذلك لأنه ليس يلزم أن يكون الاثر من الحرارة في هذه الآلات عند إدراك هذه القوى لحرارة (٢١٩) قوية محرقة حرارة قوية محرقة ، لأنه ليس بممتنع أن يكون لإدراكها (٢٢٠) بحرارة قوية أثر ضعيف منها ، كما أنه ليس انفعال أنامل إبهام الرجل عن الصلابة واللين والخشونة والملاسة كانفعال أنامل اليد ، فكما أن اليد (٢٢١) تحكم على الخشونة الضعيفة التي لا تدركها أنامل الرجل ، فكذلك الأثر الضعيف يدركه الحس المشترك ، فكيف الضعيف الذي لا يحرق مدركا بحرارة قوية بحسب مناسبة المدرك لمزاج الآلة! فالاعتدال هناك في الغاية ليس كما في سائر البدن ، فإذا خرج عن ذلك الاعتدال يسيرا أدركه (٢٢٢) وربما يخرجه عنه أثر ضعيف حتى لو كان يحصل ذلك الأثر (٢٢٣) من آلات اللمس لم تكن تدركه القوة فضلا عن أن تحرق الآلة ويكون هناك قويا في الغاية ؛ وكذلك الحال في الألوان الحاصلة في القوة الباصرة أو في الرطوبة الجليدية إنما لا يراها الناظر في غير المبصر. فلو أن لامسا يلمس الأثر الحاصل في الحس المشترك من

__________________

(٢١٥) لر : عنه مدرك الالوان.

(٢١٦) لر : والملاسة.

(٢١٧) لر : يعرض.

(٢١٨) لر : بحركة.

(٢١٩) لر : بحرارة.

(٢٢٠) لر : ليس يمتنع أن يكون لادراكهما.

(٢٢١) لر : أنامل اليد.

(٢٢٢) لر : أدرك.

(٢٢٣) لر+ فى آلة.


الحرارة القوية بشيء من آلات اللمس ما كان يدركه ، ولكن تلك الآلة باعتدال مزاجها يدرك بوساطتها القوة المركبة فيه (٢٢٤) ، إلا أنه على جميع الأحوال لا يخرج عن جنس إدراك اللمس للحرارة.

(١٠٨٣) يجب أن نعلم أن كل ما ينفعل عن المدرك فهو آلة ، وإلا وجب أن ندرك ما ليس له وجود ، فإن الانفعال (٢٢٥) هذا معناه : وهو أن يبطل عن الجسم حالة ويحصل (٢٢٦) له حالة.

(١٠٨٤) لو لا القوى لكان للصحة (٢٢٧) في الأجسام معنى محال (٢٢٨) ، وذلك لأن الصحيح هو ما تصدر عنه الأفعال (٢٢٩) بالتمام ، وليس مزاج من الأمزجة إلا وهو في ذاته صحيح.

(١٠٨٥) الذي يعيد المزاج عند (٢٣٠) فساده إلى الحالة الأصلية هو غير المزاج ، فإن المزاج بذاته لا يقتضي حالة دون حالة ، إن لم يكن مؤتم به ، وبقيت الشبهة في أمر الثابت في الحيوانات إن صح أن المزاج يتغير ويعود إلى الحالة الأولى ولا تتبدل القوة (٢٣١) في الحالتين.

(١٠٨٦) العجب من طلب البدن ، بدل (٢٣٢) ما يتحلل منه ، إن كان الطالب هو المزاج ؛ فإن النامي (٢٣٣) الباقي لا يكون قد تحلّل منه شيء ، ثم المتحلل من المنيّ في أول ما ينعقد شيء يسير ، ويجذب (٢٣٤) فوق ما يتحلل منه ، ثم لم لا يجذب دفعة واحدة ما يحتاج إليه لنموّ (٢٣٥) ، بل يجذب شيئا فشيئا ، ثم تهدأ (٢٣٦) القوة الجاذبة. وكيف تهدأ (٢٣٧) القوة الجاذبة إن كانت مزاجية؟ فإن الطبيعية قد يصح أن تفعل شيئا إلى أن يحصل له كمال ثم تهدأ ؛ وأما المزاج ، فلا.

__________________

(٢٢٤) لر : فيها. (٢٢٥) لر : الا؟؟؟ عل.

(٢٢٦) لر : وأن يحصل.

(٢٢٧) لر : الصحة. (٢٢٨) لر : محالا.

(٢٢٩) لر : لا افعاله. (٢٣٠) لر : عن.

(٢٣١) لر : القوى.

(٢٣٢) «بدل» ساقطة من لر.

(٢٣٣) «النامي» ساقطة من لر.

(٢٣٤) لر : ويحدث. (٢٣٥) لر : النمو.

(٢٣٦) لر : بهذه. (٢٣٧) لر : بهذه.

__________________

(١٠٨٣) راجع الرقم ١٨٦.


(١٠٨٧) لمعارض أن يعارض في البرهان المذكور في «كتاب النفس» على أنه لا يصح أن يوجد في النقطة شيء ثم لا يكون موجودا في الجسم ، قياسا على الضوء الموجود في السطح ولا يكون موجودا في الجسم ، لكن النقطة نهاية كالبياض مثلا. فلا يصح أن (٢٣٧) البياض عارض لا يكون موجودا في الجسم ولا يكون الجسم موصوفا به. ونظير هذا في السطح يوجد في (٢٣٨) كونه نهاية ، فإن كونه نهاية غير كونه سطحا ، لأن كونه سطحا هو أنه قابل للبعدين ، وذلك له من جهة الجسم. وكونه نهاية عارض للسطح ، فمحال أن يوجد للنهاية (٢٣٩) ـ أي نهاية كانت ـ شيء (٢٤٠) لا يكون موجودا للجسم. فأما في النقطة فالأمر بخلاف ذلك : وذلك لأن النقطة ليس يساويها من الجسم شيء ، وليس يصح أن يوجد فيها (٢٤١) شيء غير موجود في الجسم ، ولا يصح أن يحصل في الجسم شيء لا ينقسم ؛ فإذن كل ما حصل في النقطة يكون قد حصل في الجسم ، وقد تناهى أو انتهى العرض بالحاصل (٢٤٢) في النقطة.

(١٠٨٨) النفس أول ما يترعرع تباشر الوهم الذي هو تابع الحس (٢٤٣) ؛ وبكد ما تفطم ما (٢٤٤) يورده عليها فيرقرقه (٢٤٥) لها ، ولكن لا بد لها منه على كل حال. ويصعب عليها قبول ما حكم (٢٤٦) به العقل عند البيان البرهاني المبني على المقدمات الأولية العقلية دون الوهمية المتصلة ، إلى أن تتوالى عدة البيانات والأمثلة فتعتاد ذلك وتعرف فضله على الوهميات. ولو لا ما تولاه المنطق من إفراد هذه المقدمات وشرائط البرهان عن (٢٤٧) سائر المقدمات من الوهميات والمشهورات والاستقرائيات وغيرها على ما فصّل (٢٤٨) لكان الضلال مستوليا على كل أحد (٢٤٩). فأشرف به من صناعة وأخلق بمن شرف به أن يهتدي إلى كل خافية!

__________________

(٢٣٧) لر+ يوجد في. (٢٣٨) «يوجد فى» ساقطة من لر.

(٢٣٩) لر : النهاية. (٢٤٠) «شيء» ساقطة من لر.

(٢٤١) لر : منها. (٢٤٢) ى : فالحاصل.

(٢٤٣) لر : للحس. (٢٤٤) لر : عما.

(٢٤٥) لر : ويرخرف. (٢٤٦) لر : يحكم به.

(٢٤٧) لر : على.

(٢٤٨) لر : على فصل.

(٢٤٩) لر : واحد.

__________________

(١٠٨٧) الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٨٧.


وهذا الفن نريد أن نودعه أبوابا من علم النفس ، من تدبّرها أيقن بوجودها شيئا غير المزاج ، وسائر أحوال العناصر الأربعة ؛ وتحقق أن لها بقاء ومعادا وأحوالا من دون الهيكل الذي تديره. وأعجب بمن ينكر وجود معنى غير منطبع في جسم يدبره ، ولا يتعجب من وجود جسم يدبر ، بل وجود جسم على الإطلاق ، وهل دله على وجود الجسم إلا البصر أو غيره من الحواس؟ فأيقن بغير الحواس أن (٢٥٠) وجوده صحيح لا شبهة فيه ، ثم لم ينكر (٢٥١) وجود معنى الجسم وعلمه بما علم به صحة وجود ما يؤدي البصر إلى النفس ، بل كثير من البيانات البرهانية أقوى عندي من هذه الاعتبارية ، أعني أن ما تلتقطه النفس عن الحس صحيح وجوده.

ثم دع هذا! هل ينكر من نظر نظرا يعتد به أن واجب الوجود الذي هو علة الجسم وغير الجسم واحد ، [من وجوه : منها لزوم المعلولية لوجوب الوجود] (٢٥٢) إن كان كثيرا ، أو كون الفصل علة لماهية (٢٥٣) الجنس إن فرض وجوب الوجود معنى جنسيا ، وأنه ليس بجسم ولا شيء من الماهيات التي يكون الوجود خارجا عنها ، ببيان أن المعدوم لا يكون (٢٥٤) علة للوجود ، وأن شيئا آخر ليس بجسم (٢٥٥) موجود وجود مدبّر متصرف في جسم.

وقد أنكر جماعة من أهل النظر إثبات النفس ، إلا أن المذهب المعتدّ به هو مذهب من يعتقد أنها المزاج ، لأن الأفعال النفسانية لا تصدر عنها إلا بواسطة المزاج ، ولا يتم فعل إلا به ، وقوى آراء الناس في [اعتدال المزاج] (٢٥٦) بوشك أن يكون هو الفاعل الأول لا الإله (٢٥٧).

فأما مذهب متكلمي الوقت وتمسكهم بأن النفس هو هذه الجملة ، فهو خسيس (٢٥٨) ضعيف ، لو لا أنهم فرحون به لما تكلمت عليه. فاسمع ما يروّح

__________________

(٢٥٠) لر : او.

(٢٥١) لر : ثم ينكر.

(٢٥٢) لر : من وجوده.

(٢٥٣) لر : للماهية.

(٢٥٤) ى : لا يكون كله علة للوجود.

(٢٥٥) «ليس بجسم» ساقطة من لر.

(٢٥٦) لر : في أن المزاج.

(٢٥٧) لر : فاعل الأول الاله.

(٢٥٨) لر : فهو جنس خسيس.


قلبك ويريحه من أذى الشبهات ، فما أنا في هذا الجمع إلا محقّق ما فهمته من (٢٥٩) الكتب ، ومتذكّر (٢٦٠) ما عقلته ، ومفيد غيري ما استفدته.

وهذه رسالة متفرعة على كتاب «الشفاء» أو جزء منه ، كان وجب أن يكون فيه ، لأن فصولها مستفادة ومسموعة ممن صنّفه (٢٦١) ، ولا علم إلا علمه ، والسلام.

(١٠٨٩) الشخصي قد يكون بنوع كليا (٢٦٢) يحكم ، وذلك إذا لم يكن مسندا (٢٦٣) إلى شيء مشار إليه ولم يكن بنفسه مشارا إليه.

(١٠٩٠) واعلم أن العلم بالشيء قد يكون من جهة الأسباب كمن يعلم أن الشمس إذا قارنها الكوكب الفلاني فإنها تنكسف ، وأنه إذا كان كذا انجلت ، وأن الزمان بين الكسوف وبين الانجلاء يكون كذا من غير أن يكون للزمان (٢٦٤) المحكوم عليه مقايسة إلى زمان الحاكم المشار إليه ؛ ومثل هذا لا يتغير العلم بالانجلاء مع العلم بالكسوف.

وقد يكون من جهة وجود المعلوم ومشاهدته ، فيكون المعلوم (٢٦٥) علة للعلم ، وإذا بطل المعلوم بطل العلم به ، لأن المعلول لا يبقى والعلة باطلة ، فكأن (٢٦٦) العلم بهذا المعلول من حيث هو ، فكيف يبقى العلم به مع بطلانه! وذلك كما أنك تشاهد الشمس منكسفة في زمان مشار إليه ثم يعدم ذلك الزمان ويجيء زمان آخر تكون فيه منجلية (٢٦٧) قبل هذا الانجلاء ، فلما جاء العلم الآخر بطل العلم الأول من غير أن يكون كذلك.

والأول يتناول المشاهدات بالعرض ، لأنه لا يختص (٢٦٨) بكسوف دون كسوف مثله ، بل أي كسوف كان مثله ، فإن ذاك (٢٦٩) العلم يصح أن يقع عليه ،

__________________

(٢٥٩) لر : عن.

(٢٦٠) لر : ومذكّر.

(٢٦١) لر : من مصنفه.

(٢٦٢) لر : كلى. (٢٦٣) لر : مستدا.

(٢٦٤) لر : الزمان. (٢٦٥) لر : المعلول.

(٢٦٦) لر : وكان. (٢٦٧) لر : متحيله.

(٢٦٨) لر : يختص. (٢٦٩) لر : زوال.

__________________

(١٠٩٠) راجع الرقم (٣٦٤).


ولا كذلك في الثاني : فإن كان هاهنا سبب أول لجميع (٢٧٠) الموجودات ، كان علمه محيطا بجميعها على هذا الوجه ؛ إذ لا يخلو موجود (٢٧١) من سبب حتى وجود تبنة (٢٧٢) في لبنة ، وحتى مقام زيد في داره.

فإن قيل : فهل يعلم أنه الآن يعدم؟ فنقول يعلم (٢٧٣) هذا كما يعلم الآن ، فإن علمه (٢٧٤) الآن لا يكون من خارج ، بل من أسبابه المخصّصة ، ويعلم أنه لم هو مشار إليه.

(١٠٩١) كل حركة فإلى غاية ؛ فالمكانية إلى حيّز أو مكان ثابت موجود ، والمقدارية إلى حد مقداري ثابت موجود ؛ والحركة (٢٧٥) في النمو مقدارية ، فهي إلى غاية (٢٧٦) مقدارية ؛ وشبه جالينوس ذلك بشيء من الأمعاء تلعب به الصبيان ، فينفخون فيه حتى يقف قبوله للنفخ. والأجزاء الأصلية في بدن الحيوانات والنبات هي الغاية ، ومثلها مثل (٢٧٧) الجزء من الأمعاء. والنامي (٢٧٨) غير ثابت الشخص.

ولما كان الحركة الوضعية غير ثابتة ، فلم يجز (٢٧٩) أن يكون وضع ثابت إليه يتحرك ، كان (٢٨٠) موجودا في نفس الفلك وضعا بعد وضع غير ثابت ، والثابت الإمام هو المفارق ، والجسم المحوي (٢٨١) باعتبارين مختلفين على ما حقق ، حتى لو لم يكن الجسم [المحوي هو الأرض] (٢٨٢) لم يجز وجود وهم جزئي إليه تكون الحركة.

وفي حركة النمو لا يصلح (٢٨٣) أن تكون الغاية موجودة في القوة المحركة ، أعني القوة التي في الجسم النامي (٢٨٤) ، لأن الجسم النامي سيّال ، ولا يصح أن تجتمع فيه هيئة الثبات وهيئة الحركة.

__________________

(٢٧٠) لر :؟؟؟.

(٢٧١) لر : موجود موجود.

(٢٧٢) لر : يليه.

(٢٧٣) لر : نعم.

(٢٧٤) لر : علم.

(٢٧٥) لر : موجودة الحركة.

(٢٧٦) لر : غير. (٢٧٧) لر+ ذلك.

(٢٧٨) لر : والباقي. (٢٧٩) لر : لم يجز.

(٢٨٠) لر : بل كان. (٢٨١) لر : المحسوس.

(٢٨٢) لر : المحسوس. (٢٨٣) لر : لا يصح.

(٢٨٤) لر : أعني القوة في الجسم الباقي. لان الجسم الباقى.


وهذا القدر هو ما أدركه ذهني ، ويمكن أن يتمم بكلام أكثر من هذا ، إلا أن المطلوب هو ذلك.

(١٠٩٢) الشيء يقارن الشيء على أنه (٢٨٤) يؤثر فيه. ومعنى ذلك أنه يحدث فيه من المقارن ما لا يمكن أن يعدم إلا ويعدم معه المقارن ، كالسواد مع المقدار ؛ فإنه لا يصح أن يعدم المقدار ، والسواد يبقى بعده ، ومثل (٢٨٥) هذا الشيء لا يصح أن يكون معقولا ، فإن المعقول هو أن يدرك الشيء وحده من بعد مقارنة (٢٨٦). وهذا إنما يمكن أن يكون إذا قارن المعقول العقل مقارنة لا تؤثر فيه ولا تزيد على معنى المقارنة ، وإلا وجب ما يجب في مقارنة الجسم والمقدار ، والمادة (٢٨٧) تعقل مجردة عما سواها (٢٨٨) كالوضع والمقدار. ولما لم يصح وجودها إلا مع هذين وكان يعدم بعدمهما (٢٨٩) ، لم يصح أن تكون عاقلة لذاتها. والوضع يعقل مجردا ، فإن وجد لم يصح وجوده إلا أن يكون مقارنا للمادة المقارنة المؤثرة ، وكذلك المقدار.

فيحصل من هذا أن كل شيء غريب عن الآخر (٢٩٠) إنما يعرض له بواسطة قابل ؛ والقابل هو المادة ولما كان المعقول هو المجرد عما سواه ولم يصح وجود شيء في المادة إلا أن يخرج عن حد المعقولية ، وجب أن يكون قابل المعقولات (٢٩١) لا مادة ولا شيئا ماديا ، أعني أن يكون وجود ذلك الشيء في المادة كوجود المقدار أو الوضع (٢٩٢). فإن كان مقارنة هذا القابل للمادة على الوجه الثاني. أعني أنه (٢٩٣) لا تؤثر فيه المادة التأثير المذكور. صحّ أن يكون عللا (٢٩٤) للمعقولات ، وصح أنه يعقل ذاته مجملا ، أعني مع المشخص ، ومفصّلا ، أعني من دون العارض المشخّص ، إذ لم تكن مقارنة العارض له مقارنة تزيد (٢٩٥) فيه ؛ وإذا لم يكن مؤثرا

__________________

(٢٨٤) لر : أن.

(٢٨٥) لر : ومثال هذا الشيء أن لا يصح.

(٢٨٦) لر : ومن دون مقارنة.

(٢٨٧) لر : فالمادة.

(٢٨٨) لر : سواه. (٢٨٩) لر : بعدمها.

(٢٩٠) لر : الاجزاء. (٢٩١) لر : قابلا للمعقولات.

(٢٩٢) لر : الا ان الوضع.

(٢٩٣) لر : لانه.

(٢٩٤) لر : قابلا.

(٢٩٥) لر : يؤثر.


فيه كان وجوده (٢٩٥) مجردا ومجملا.

(١٠٩٣) إن قال قائل : إن المادة العنصرية تستعد لقبول صور مختلفة ، سبب تلك الصور معقول (٢٩٦) ، فلذلك يصح أن يكون سبب حركات الفلك معقولا ، والفلك معدة (٢٩٧) كل حركة لما بعدها ، فتقبل الحركة من دون واسطة إرادة جزئية ـ قيل له : فذلك الاستعداد ، هل هو لمادة الفلك ، أو لصورتها؟ ولا يصح أن يكون لمادته إذ (٢٩٨) المادة واحدة ؛ فإذن يكون لصورته ، فتكون الصورة إما طبيعية ، وإما [نفسانية. وقد بيّن] (٢٩٩) أنها غير طبيعية ، فإذن هي نفسانية ، والأحوال التي تعرض للأجسام العنصرية حتى تتحرك من ترتيب إلى ترتيب إنما تعرض للطبيعة.

(١٠٩٤) ليس شيء من الأشياء علة لعدم ذاته ، فلا يصح أن يكون وضع من أوضاع الفلك معيّنا لوجود حركة ، وإلا كان علة لعدم ذاته ، والأمر في الحركات الطبيعية بخلاف ذلك ، [فإن كل ما يوجب الانتقال إنما يوجبه] (٣٠٠) عن خروج الجسم عن مكانه الطبيعي ، [فيصير كل واحد مقربا لما يليه ولا يستقيم] (٣٠١) ذلك في الحركات الفلكية ، إذ لا مكان له بالطبع ينتقل إليه فيسكن فيه ، والحركة أبعد من ذلك ، [فالمعين للوضع الذي إليه ينتقل الجسم غير الوضع] (٣٠٢) الحاصل وغير الحركة المتقصية. (٣٠٣) [فهو إما طبيعة ، وإما إرادة] (٣٠٤). والطبيعة ليست ، فهي إرادة متجددة ، وكذلك (٣٠٥) الوضع الذي يليه أيضا ، فيجب أن يكون متعيّنا (٣٠٦) بالفعل حتى تصح إليه الحركة (٣٠٧) ، وهذا لا يكون في الوضع. [ثم نسبة ذلك إلى استعداد المادة] (٣٠٨) لقبول صور

__________________

(٢٩٥) لر : وجود. (٢٩٦) لر : معقولة

(٢٩٧) ى : بعده. (٢٩٨) لر : لان.

(٢٩٩) لر : واما نفسا. وقد ثبت.

(٣٠٠) لر : فان كل ما كان يوجب الانتقال عيانا يوجه.

(٣٠١) لر : فيصير كل مكان مقترنا بما يليه فلا يستقيم

(٣٠٢) لر : فالمعنى الذي ينتقل إليه الجسم غير الموضع.

(٣٠٣) لر : المنقضية.

(٣٠٤) لر : فهو إما طبيعية وإما إرادية.

(٣٠٥) لر : وأيضا. (٣٠٦) لر : معينا.

(٣٠٧) لر : حركة. (٣٠٨) لر : ثم يشبه ذلك باستعداد المادة.

__________________

(١٠٩٤) راجع الرقم ٧٤٥ والشفاء : الإلهيات ، م ٩ ، ف ٢ ، ص ٣٨١.


مختلفة بعيد (٣٠٩) ، إذ لا صورة من الصور تعدّ المادة لفساد ذاتها ، بل الكيفيات المضادة الغريبة عن الصورة تعدّ المادة لانسلاخ صورة واستبدال أخرى تليق (٣١٠) بهذه الكيفيات.

(١٠٩٥) الزمان في كلية وجوده في الأعيان لا يعرض له تقدم وتأخر في الزمان : إذ التقدم والتأخر يعرض لموجودين في الأعيان.

(١٠٩٦) الغاية قد تحصل عند شيء فيدعو ذلك إلى أن يطلبها ، ويكون وجود الغاية لذلك الشيء بحركة. ومثل هذا الشيء يجب أن يكون مقارنا للمادة ، إذ المطلوب في حيز الإمكان والقوة (٣١١) ، وهذان لا يوجدان إلا مع المادة ، [فكل ما يطلب] (٣١٢) غاية تحركه فذلك الشيء ماديّ ، وكل شيء بالفعل من كل وجه فلا يصح عليه أن يطلب غاية ليست له ، فيكون تحريكه لغيره على سبيل الشوق أو على وجه آخر على ما ذكر في الكتب. والعقول الفعالة هي بالفعل من كل وجه ، فليس يصح أن تكون محرّكة إلا على وجه الشوق. وكل محرك (٣١٣) فإنه يطلب شيئا ليس له ، فالمباشر للحركات الفلكية غير العقول الفعالة ، بل معنى مادي ؛ و (٣١٤) على هذا فإن المحرك لأجزاء النبات والحيوانات إلى الاجتماع لا يصح (٣١٥) أن يكون عقلا بالفعل ، بل يجب أن يكون المباشر للحركة طالب شيء ليس له ، وذلك الشيء مادي أو مقارن للمادة.

(١٠٩٧) كل متحرك فإنما يتحرك نحو غاية هي غير ذاتها وغير لوازم ذاتها ، فتكون تلك الغاية خارجة عن ذاتها. وكل شيء خارج عن شيء ، فإنما يعرض له شيء بواسطة المادة. فكل محرك طالب لغاية غير ذاتها (٣١٦) وغير لوازم ذاته مادي.

(١٠٩٨) الأفعال التي تصدر عن النفس ليس شيء منها بحرارة أو برودة أو رطوبة أو يبوسة : صرفها ومختلطها ومكسورها ؛ والمزاج هو أحد هذه الكيفيات ؛

__________________

(٣٠٩) لر : بعد.

(٣١٠) لر : خليق.

(٣١١) لر : وبالقوة.

(٣١٢) لر : فلما بطلت.

(٣١٣) لر : وكل متحرك.

(٣١٤) الواو ساقطة من لر.

(٣١٥) لر : لا يصلح.

(٣١٦) لر : ذاته.


فالنفس ليس بمزاج.

(١٠٩٩) إنما يألم القلب أو يلتذ مع الفكر لما يعرض للروح من الانفعال فينفعل القلب ، ولما كان حسّه أقوى كانت لذته وألمه أقوى. وانظر الى حال القلب مع الجماع وكأن مبدأ القوة اللامسة في القلب.

(١١٠٠) إن كان الأول يعقل الأشياء على الترتيب السببي والمسبّبي ، واللانهاية (٣١٧) إذا كان لها ترتيب لا يجوز أن يكون لها حصول ـ فكيف يحيط علمه بها؟ ثبت أن ترتيب الأسباب والمسبّبات بلا نهاية.

(١١٠١) [معنى انقسام الزمان على وجهين : أحدهما انقسام الزمان] (٣١٨) بانقسام المتحرك ومخالفته ، [وهو الانقسام الأول. و] (٣١٩) الوجه الثاني من معاني الانقسام (٣٢٠) في الحركة. وكذلك الثالث.

(١١٠٢) لم يجب أن يكون القطر مساويا للضلعين المتساويين إذا كان النقط التي بين الخطوط مطابقا بعضها لبعض؟

(١١٠٣) (٣٢١) ما كان منه علة على أنه فاعل ، فكان (٣٢٢) فاعلا ـ على أن وجوده ليكون فاعلا لما يفعله ـ فإنه أعرف عند الطبيعة من المعلول ؛ وما كان وجوده في الطبيعة ليس لذاته بل ليفعل ما يكون عنه حتى يكون المفعول غاية لا له في فعله فقط ، بل له في وجود ذاته ـ إن كان في الطبيعة شيء هذه صفته فليس هو أعرف عند الطبيعة من (٣٢٣) المعلول ، بل المعلول عند الطبيعة أعرف منه.

(١١٠٤) الباري ليس لأجل فعله ؛ والحرارة ذاتها لأجل فعلها.

(١١٠٥) في ذكر الهيولى : فيكون من شأنه أن يقبل هذه الصور أو يقترن بها (٣٢٤) : إما من شأن طبيعته المطلقة الكلية كأنها جنس لنوعين ـ يعني به أن الهيولى إذا حملت على هيولى الكواكب والعناصر يكون كأنه جنس لنوعين ، وكل واحد منهما يختص بقبول بعض الصور دون بعض بعد الجسمية. وإما من

__________________

(٣١٧) لر : وأن لا نهاية.

(٣١٨) لر : انقسام الزمان

(٣١٩) لر : للانقسام الأول.

(٣٢٠) لر : الأول. (٣٢١) لر : وما كان.

(٣٢٢) لر : وما كان. (٣٢٣) «الطبيعة من» ساقطة من لر.

(٣٢٤) لر : يقرن بها.


شأن طبيعة هي بعينها مشتركة للجميع فتكون بكليتها من شأنها أن تقبل كل هذه الصور : بعضها مجتمعة ومتعاقبة (٣٢٤) ، وبعضها متعاقبة فقط.

(١١٠٦) وأما أن هذا الحادث وهذا الكائن : هل يحتاج أن يتقدم كونه وحدوثه وجود جوهر كان مقارنا لعدم الصورة الكائنة ثم فارقه و (٣٢٥) بطل عنها العدم ، فهو أمر ليس يتبيّن لنا عن قريب. ـ يشير به (٣٢٦) إلى قوله في الإلهيات : كل كائن بعد ما لم يكن ، فإنه يحتاج إلى مادة.

(١١٠٧) كيف تكون دلالة المبادئ الثلاثة دلالة التشكيك؟ فإن دلالة الهيولى أشدّ دلالة على الاولى من الثانية والثالثة في هيوليته لا في وجوده.

(١١٠٨) قوله في (٣٢٧) حد الطبيعة : «ليس على أنها يجب في كل شيء أن يكون مبدء للحركة والسكون معا (٣٢٨) ، بل على أنها مبدأ لكل أمر ذاتي يكون للشيء (٣٢٩) من الحركة إن كانت ، والسكون إن كان» ـ يعني أنه لم يعن (٣٣٠) بها أن يكون مبدأ لشيء يتحرك (٣٣١) ثم يسكن ، بل (٣٣٢) للحركة والسكون مفردين متعاقبين (٣٣٣). والوجه الثاني أن الطبيعة تحرك لما يتحرك عن ذاته ، لا عن خارج ؛ مثل الحجر النازل ليس الصاعد ؛ وإن شئت أن تجعل النموّ بالطبيعة وتطلق اسم الطبيعة على ذلك ، وتأخذ الطبيعة على أحد المعاني المذكورة [فافعل ـ يعني القوة النامية إن جعلتها طبيعية] (٣٣٤).

(١١٠٩) لم يعرف أنطيفن أن مقوم الشيء يجب أن لا يكون منه بدّ عند وجود الشيء ، ليس أنه الذي لا بد منه عند عدم الشيء. وما يعنينا أن يكون الشيء ثابتا (٣٣٥) في الأحوال ، ووجوده لا يكفي في أن يحصل الشيء بالفعل

__________________

(٣٢٤) معاقبة. (٣٢٥) الواو ساقطة من لر.

(٣٢٦) لر : يشير به إليه إلى قوله.

(٣٢٧) «فى» ساقطة من لر.

(٣٢٨) لر : والسكون مقابل على.

(٣٢٩) لر : بشيء. (٣٣٠) لر : يعنى أنه لم يعن بها.

(٣٣١) لر : متحرك.

(٣٣٢) لر : لم. (٣٣٣) لر : مقربين ومتعافتين.

(٣٣٤) لر : ما معنى القوة النامية أن يجعله طبيعية و

(٣٣٥) لر : ثابت.

__________________

(١١٠٨) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ١ ، ف ٥ ، ص ٣١.


مثل الهيولى.

(١١١٠) أما ما له الطبيعة فهو (٣٣٦) الذي له في نفسه مثل هذا المبدأ وهو الجسم المتحرك بطباعه. والفرق بينه وبين ما فيه الطبيعة أن (٣٣٧) ما فيه الطبيعة كالهيولى ، وما له الطبيعة كالجسم.

(١١١١) الصورة بالقوة.

(١١١٢) [المادة إذا كانت علة علة المركب] (٣٣٨) ، فليس من حيث هي (٣٣٩) علة مادية للمركب. والصورة إذا كانت علة علة المركب ، فليس من حيث هي صورته ، فإن الصورة إذا حدثت [في المركب كانت جزءا منه] (٣٤٠) ، وباعتبار آخر تصير علة وجود جزئه وهو الهيولى ، وأما الهيولى فإنه يصير علة بعض الأعراض الجسمانية التي يقتضيها الهيولى. ويجب أن يعتقد أن الصورة إذا أخذت جزءا من المركب فهو (٣٤١) من جهة في حيّز أجزاء الموضوع.

(١١١٣) إن كان للمتحرك حصول في حد من المسافة فهو ساكن ، وإن لم يكن له حصول فبأي (٣٤٢) معنى؟ لأنه استمر على تلك المسافة ، ولم يستوعب الحصول في أجزائها. وهذا الفصل يحتاج إلى شرح مشبع.

(١١١٤) أيّ معنى (٣٤٣) في إيراد الشك الذي أريد ذكره إثر الكلام في معنى (٣٤٤) الحركة ، وأنها هل تكون في الزمان أو لا تكون (٣٤٥) ، إن قال قائل : إن الكون في المكان [مطلقا هو الكون فيه آنا] (٣٤٦) ولم يكن قبله ولا بعده فيه (٣٤٧) وكذلك الإضافة إليه ، والأمر الذي يجعلونه آنا هو أمر كلي معقول وليس بموجود بالفعل ، بل الموجود بالفعل الكون في هذا المكان؟

__________________

(٣٣٦) لر : فهى.(٣٣٧) «أن» ساقطة من لر.

(٣٣٨) لر : فالمادة إذا كانت علة المركب.

(٣٣٩) لر : هو.

(٣٤٠) لر : إذا حدث فى المركب جزء منه.

(٣٤١) لر : فهى. (٣٤٢) لر : فأى.

(٣٤٣) لر : أي فائدة. (٣٤٤) لر : المعنى.

(٣٤٥) لر+ في الزمان. (٣٤٦) ساقطة من لر.

(٣٤٧) «فيه» ساقطة من لر.

__________________

(١١١٤) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١ ، ص ٨١. وف ١٠ ، ص ١٤٩.


الفائدة في هذا الشك أن الكون في المكان مطلقا ليس بحركة ، والكون في المكان آنا ليس له معنى وزمان هو السكون (٣٤٨).

(١١١٥) قيل إنه محال أن يكون الشيء بالقوة من كل وجه ؛ والهيولى هذه حالها.

الهيولى دائما تكون قد خرجت بالقياس إلى صورة بالفعل.

(١١١٦) كيف يمكن نقض كلام من يقول إن لفظة الحركة مشككة؟

لأنه يقول إنما هي مشككة للتقدم والتأخر ، فيجب أن تكون لفظة (٣٤٩) الكم والعدد مشككة لأجل التقدم والتأخّر في الأعداد ؛ لكنه كما أن العدد ليس التقدم والتأخر في أنواعه من جهة (٣٥٠) العددية بل في الوجود ، فكذلك (٣٥١) الحركة.

(١١١٧) أيّ محال يلزم إذا كان البعد المقطور الساري في المادة مع البعد الذي في المادة واحدا ، فلا يكون بعدان بل واحد ، وهو الذي للجسم ، فلا يكون مكان ومتمكّن؟ بأني (٣٥٢) تصورت أن الأول موجود والثاني لا يكون ، وقد بين هذا المحال في موضع. فأي معنى لإعادته في مكان آخر وعلى نحو آخر من البيان؟! لست أدري في أي [موضع ؛ وما لم يدلّ عليه لم يعرف الجواب] (٣٥٣).

(١١١٨) معنى قوله : لا يجوّز العقل أن يكون الفصل الحقيقي يبطل عن النوع وتبقى حصة جنسه له ؛ وبرهان ذلك؟

[لأنه لو كان الجنس يبقى ، والفصل يبطل] (٣٥٤) ، بقي الشيء الواحد بالعدد وقد تغير (٣٥٥) عليه فصلان ، فيكون الفصل من العوارض لا من الذاتيات.

__________________

(٣٤٨) لر : وزمانا هو هو السكون.

(٣٤٩) لر : لفظ.(٣٥٠) لر : جهته.

(٣٥١) لر : وكذلك. (٣٥٢) لر : فانى.

(٣٥٣) لر : موضع وموضع. وما لم يدل عليه لم يعرف والجواب.

(٣٥٤) لر : قوله لو كان الجنس يبقى بالفصل يبطل. (٣٥٥) لر : بعين.

__________________

(١١١٦) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ٢ ، ص ٩٣.

(١١١٧) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ٦ ، ص ١١٦. وف ٧ ، ص ١١٨.

(١١١٨) الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ٨ ، ص ١٢٦ و ١٢٥.


وأيّ فائدة أن نذكر بعد الكلام في العارض الذي يلحق البعد ، ويوجب أن ينطبع البعد بالمادة مرة ، وأن لا ينطبع مرة ، إن هذا اللحوق هل (٣٥٦) هو كلحوق المعنى الفصلي ، أو ليس كلحوق المعنى الفصلي. وأي تعلق لهذه المسألة بتلك المسألة؟

لأنه يجوز أن يكون المعنى الواحد ينقسم بالفصلين إلى نوعين ، فيجوز على أحدهما أمر ولا يجوز على الآخر. وأما إذا اختلفا في العوارض ، وكانت الطبيعة غير مختلفة في النوع (٣٥٧) فأيّ شيء جاز على أحد الأمرين جاز على الآخر.

(١١١٩) لم قيل : وما لم يكن في الخلاء جسم موجود فلا يكون له جهة؟

لأنه ليس بعض النقط والأحياز الذي فيه مخالفا للآخر حتى يكون التوجه إليه سفولا ، وإلى الآخر علوّا ؛ إنما (٣٥٨) تختلف الأجسام أو يختلف الخلاء والجسم. ـ؟

وقال : إن كان الجهة في الخلاء فإما أن يكون مما يصار إليه بالقطع ، أو يصار إليه لا بالقطع ، وليس ولا واحدة من هاتين الحالتين للجهة توجب أن لا يكون في الخلاء جهة. ـ؟

كلام صحيح لست أدري موضع التشكك (٣٥٩) فيه. ومعناه أن الجهة إذا كانت موجودة فإما أن ينتهى إليها أو لا ينتهى. فإن كان لا ينتهى إليها من مكان معلوم مفروض فليس لها وجود وضعي ، فأن بين كل موضع وموضع مسافة متناهية ؛ وإن كان التوجه من ذلك الموضع لا يصح أن يقع إليها فليست بجهة ؛ وإن كانت الجهة يصار إليها عن خلافها فكيف صار في الخلاء شيء وخلافه من غير سبب غير الخلاء : جسم ، أو أمر في جسم (٣٦٠)؟

__________________

(٣٥٦) لر : وهل هو لحوق.

(٣٥٧) لر : بالنوع.

(٣٥٨) لر : بل انما.

(٣٥٩) لر : الشك.

(٣٦٠) لر : الجسم.

__________________

(١١١٩) راجع الشفاء : الفصل السابق ، ص ١٢٨.


(١١٢٠) لم لا يجوز أن يكون السكون في الخلاء؟ [وما الذي يوجب أن يكون ما يعدم فيه الحركة يعدم فيه السكون؟

(١١٢١) إن كان يجوز أن يكون الخلاء] (٣٦١) مؤثرا في الأجسام الصغار ، وبتأثيره في تلك الأجسام يتأثر عنه الكل وبعض الأجسام ـ فأيّ العجب في أن يصير انبثاث الخلاء بين (٣٦٢) أجزاء الملاء موجبا حكما في الجملة من دون الأجزاء؟!

(١١٢٢) الذي قيل من أن الآلات التي تكون فيها أمور عن المجرى الطبيعي ، إنما تكون كذلك لأجل امتناع وجود الخلاء ـ لم يبرهن عليه.

(١١٢٣) إن (٣٦٣) المحدّد إن عني به الطرف الذي به يتحدد الشيء ، فليس بمشهور أن المكان بهذه الصفة. وأما أنه غير حق ، فقد بان إبطال قول من قال : إن كل موجود في مكان ـ من مقدماته.

(١١٢٤) قوله : فإن كان الخلاء يأبى أن يشغله الهواء (٣٦٤) ويدفعه ، فإنه يأبي جذب الماء أولى ، فلعل الخلاء يبغض الهواء بطبيعته ، ويجذب الماء ، فلم لا يترك (٣٦٥) الماء المنفوش في الهواء الشاغل ولخلل (٣٦٦) الهواء الخالي ينزل؟ وإن كان ثقله يغلب جذب ذلك الخلاء ، فلم ثقل الماء المكب عليه القارورة لا يغلب الخلاء ، بل ينجذب؟ وإمساك الثقيل المشتمل عليه أصعب من إمساكه (٣٦٧) الثقيل المباين.

(١١٢٥) ومنهم من جعل الزمان له وجود (٣٦٨) ، لا على أنه أمر واحد في

__________________

(٣٦١) ساقطة من لر.

(٣٦٢) لر : من. (٣٦٣) لر : فان.

(٣٦٤) لر : بالهواء. (٣٦٥) لر : فلم يترك.

(٣٦٦) لر. الشاعل نحلل الهواء الخالى ترك.

(٣٦٧) لر : اشالة. (٣٦٨) لر : من جعل الزمان وجودا.

__________________

(١١٢٠) راجع الشفاء : الفصل السابق ، ص ١٢٧ و ١٣٤.

(١١٢١) الشفاء : الفصل السابق ، ص ١٣٥.

(١١٢٢) الشفاء : الفصل السابق ، ص ١٣٦.

(١١٢٥) الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١٠ ، ص ١٤٨.


نفسه ، بل على أنه نسبة ما على جهة ما لأمور إنّها (٣٦٧) كانت إلى أمور إنّها (٣٦٨) كانت. فقال : إن الزمان هو مجموع أوقات ، والوقت عرض حادث يعرض وجود عرض آخر مع وجوده ، فهو وقت للآخر ، أي عرض حادث. ـ

هذه إشارة إلى هذيانات المتكلمين.

(١١٢٦) قول من نفى الزمان : أنه كيف يكون للزمان وجود ، [وكل زمان يفرضه فارض فقد يتحدد عند فارضه بآنين : آن ماض ، وآن هو بالقياس إلى الماضي مستقبل] (٣٦٩) ؛ وعلى كل حال لا يصح أن يوجدا معا ، بل يكون أحدهما معدوما ؛ وإذا كان معدوما ، فكيف يصح وجود ما يحتاج إلى طرف هو معدوم؟ فكيف يكون للشيء طرف معدوم؟!

(١١٢٧) قوله : وهذا الشيء الذي هو فيه المعية (٣٧٠) هو الوقت الذي يجمع الأمرين. فكل واحد منهما يمكن أن يجعل دالا عليه ، كما لو كان غير ذلك الأمر مما يقع في ذلك الوقت ؛ ولو كان ذلك الأمر في نفسه وقتا ، لكان إذا بقي مدة وهو واحد بعينه وجب أن تكون مدة البقاء وابتداؤها (٣٧١) وقتا واحدا بعينه ، ونحن نعلم أن الوقت المؤقت [هو حد بين متقدم ومتأخر] (٣٧٢) ، وأن المتقدم والمتأخر بما هو متقدم ومتأخر لا يختلف ، [وبما هو حركة أو سكون أو غير ذلك يختلف ؛ فليس كونه عرضا لكونه [حركة أو سكونا وهو كونه متقدما] (٣٧٣)] (٣٧٤)

(١١٢٨) لو كان حصول الشمس في الأفق وقتا ، لكان لو بقي حصول

__________________

(٣٦٧) ى : أيها. والمتن يطابق لر والشفاء. (٣٦٨) ى : أيها. والمتن يطابق لر والشفاء.

(٣٦٩) لر : وكل زمان يفرضه فقد يتجدد عند فارضه؟؟؟ ا وبين أماض (كذا) وآان مستقبل ، فهو بالقياس إلى الماضى مستقبل. (٣٧٠) ى : المعتبر. وما أثبتناه يطابق الشفاء.

(٣٧١) ى : وانتهاؤها. وما أثبتناه يطابق الشفاء.

(٣٧٢) لر : هو حد متقدم ومتأخر. ى : موجد بين متقدم ومتأخر. وما أثبتناه يطابق الشفاء.

(٣٧٣) لر : وانما هو حركة أو سكون وهو كونه متقدما.

(٣٧٤) الشفاء : ككونه حركة أو سكونا ، هو كونه متقدما أو متأخرا أو معا.

__________________

(١١٢٦) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١٣ ، ص ١٦٦.

(١١٢٧) الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١٠ ، ص ١٥٣.

(١١٢٨) راجع الشفاء : الفصل السابق ، ص ١٥١.


الشمس في الأفق قارّا ثابتا أن يكون الوقت يبقى ، والبقاء يقتضي وقتا ثانيا ، فوجب (٣٧٤) أن يكون الوقت الواحد يبقى وقتين ويمتد إلى وقت خارج عنه.

(١١٢٩) الأشياء المتقدمة والأشياء المتأخرة بالقياس إلى وقت هو (٣٧٥) حد مشترك ، ـ مختلفة ؛ معنى التقدم والتأخر فيهما واحد ، (٣٧٦) فهو لمعنى غير المختلفات ، بل لأمر خارج عنها.

(١١٣٠) ما معنى انقسام الإمكان في قطع المسافة؟

تبتدئ حركة مع حركة فنحكم في الوقت أن إحداهما (٣٧٧) لها إمكان أن تقطع مع (٣٧٨) سكون حركة ثالثة مسافة ما ، وأن الثانية لها إمكان أن تقطع مع ذلك (٣٧٩) السكون نصف تلك المسافة ، فيكون الإمكان الذي [لهذا النصف نصف الإمكان الذي لذلك بالقياس] (٣٨٠) إلى ما يصدر عنه من قطع المسافة ، ولو أخذنا شيئا ثالثا يتحرك مثل حركة المتحرك الذي قطع المسافة إليها ، لكنه وقف مع قطع ذلك المتحرك نصف المسافة ، كان لنا أن نقول إن بين ابتداء الأول منها إلى انتهائه بتلك الحركة المعينة (٣٨١) السرعة والبطء إمكانا (٣٨٢) ، وبين ابتداء الثاني وانتهائه إمكانا (٣٨٣) آخر أقل من ذلك ، ويختلف الإمكان بحسب سرعة الحركة وبطئها ، وإن كان الابتداء والانتهاء محددا بكون بعض (٣٨٤) الإمكان لأقلّ وبعضه لأكثر.

(١١٣١) عدد الحركات إذا انفصل إلى متقدم ومتأخر ، لا في الزمان بل في المسافة (٣٨٥) ، ولا يجوز أن تكون نسبة إلى عدم فقط أو إلى وجود فقط ؛ فإن نسبة

__________________

(٣٧٤) لر : يوجب. (٣٧٥) لر : وهو.

(٣٧٦) لر : ومعنى التقدم والتأخر فيها واحد.

(٣٧٧) لر : أحدهما. (٣٧٨) لر : مع ذلك.

(٣٧٩) «ذلك» ساقطة من لر.

(٣٨٠) لر : لهذا نصف امكان الذي لذلك القياس.

(٣٨١) لر : المعية. (٣٨٢) لر : امكان.

(٣٨٣) لر : امكان. (٣٨٤) «بعض» ساقطة من لر.

(٣٨٥) هنا فى لر علامة ختم الفقرة واضيف بعده : فى العقل.

__________________

(١١٣٠) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١١ ، ص ١٥٥.

(١١٣١) الشفاء : الفصل السابق ، ص ١٥٨.


وجود الشيء إلى عدم الشيء قد يكون تأخرا كما يكون تقدما (٣٨٥) ، وكذلك في جانب الوجود ، بل هو نسبة إلى عدم مقارن (٣٨٦) أمرا آخر إذا قارنه كان تقدّما ، وإن قارن غيره كان تأخرا.

(١١٣٢) ولم يجب أن يكون هذا الشيء المنسوب إليه هذان ـ الزمان (٣٨٧)؟

ليس معنى قبلية العدم وتقدمه على الوجود الذي بعد العدم نفس العدمية ولا مقارنته لوجود الباري ، فإن العدم قد ينسخ (٣٨٨) الوجود ويكون مع ذلك عدما ومقارنا لوجود الباري ، وليس له تقدم ولا قبلية ، فإن القبلية معنى غير العدم وغير مقارنته للباري ، وهو أمر غير جميع ذلك ، ثم يتدرج ذلك إلى إثبات الزمان وتصويره (٣٨٩).

(١١٣٣) كيف يعدم (٣٩٠) الآن المعروض (٣٩١) أو المفترض؟ ومعنى قوله : إنه يفسد في جميع الزمان الذي بعده؟ ـ

النقطة موجودة طرفا لجميع ما هي غير موجودة فيه بالفعل من الخط ، والآن موجود طرفا لجميع ما هو غير موجود فيه بالفعل من الزمان فهو غيره (٣٩٢) ، فالآن معدوم في جميع زمان (٣٩٣) هو طرفه ، وليس له طرف غيره هو ابتداء العدم ، إذ لا يتلو الآن آن.

(١١٣٤) [في الموجود دفعة ، وما لم يوجد دفعة :] (٣٩٤) ولكن لم يجب أن يكون وجوده المبتدأ دفعة أو عدمه؟

قال : أما الذي لا يجوز أن يبقى زمانا على صفة واحدة فكالحركة (٣٩٥) ،

__________________

(٣٨٥) لر : مقدما.

(٣٨٦) لر : تقارن. (٣٨٧) لر : هذا الزمان.

(٣٨٨) لر : قد يمسح. (٣٨٩) لر : تصوره.

(٣٩٠) «يعدم» ساقطة من لر.

(٣٩١) لر : المفروض

(٣٩٢) لر : فهى غير.

(٣٩٣) «زمان» ساقطة من لر.

(٣٩٤) لر : فى الوجود دفعة وغير الوجود دفعة.

(٣٩٥) لر : فالحركة.

__________________

(١١٣٢) «هذان» اشارة الى التقدم والتأخر.

(١١٣٣) الشفاء : السماع الطبيعي ، م ٢ ، ف ١٢ ، ص ١٦١.

(١١٣٤) الشفاء : الفصل السابق ص ١٦٢.


وقيل في باب الحركة إنه الذي يوجد كل آن ـ يعني الحركة التي هي القطع.

(١١٣٥) قوله : فالشيء الغير (٣٩٥) المتحرك إذا تحرّك ، والمماس إذا لم يماسّ ، فالآن الفاصل بين زمانيه إذ لا ابتداء مفارقة فيه ولا حركة ، ففيه مماسّة وعدم حركة. فما معنى قوله : لا ابتداء للحركة وعند انقضاء هذا الآن ابتداؤها؟ ثم قوله : [لا ابتداء للحركة كلام] (٣٩٦) لا مفهوم له.

الابتداء (٣٩٧) للحركة هو حركة ، لأن كل حركة تنقسم إلى حركة.

(١١٣٦) الذي دعا القوم إلى القول بالجزء هو هذه المقدمة التي وضعوها واعتقدوها وهي : أن كل جسم فإنه يقبل التفريق ، وكل ما يقبل التفريق فإنما يمكن فيه ذلك لأجزاء فيه ، إليها يكون الانفصال والتجزي وأيضا إن كل ما يقبل التفريق ، فكأن فيه قبل التفريق تأليف (٣٩٨) ، فإذا توهمنا التأليف زائلا انحلّ إلى ما لا تأليف فيه ، وهي أجزاء.

فأثبتوا بهذا الأجزاء. ثم قالوا : «وهذه الأجزاء لا تتجزأ» ودعاهم إلى ذلك اعتقادهم أن الأجسام مؤلفة من السطوح (٣٩٩) ، والسطوح من الخطوط ، والخطوط من النقط ، وأن النقطة غير متجزئة.

وأثبتوا جزءا (٤٠٠) لا يتجزأ ببراهين : منها حركة الكرة على الصفيحة ، [فأن تكون في آن] (٤٠١) بعد آن تتماسّ ، بعد تماس ، فهي إذن تلقي شيئا (٤٠٢) غير منقسم. ومنها حركة خط على خط يكون بتماسّ بعد تماس ، [فيكون بأمر] (٤٠٣) غير منقسم ؛ ومنها الشكل في (٤٠٤) المقالة الثالثة من أقليدس الذي بين (٤٠٥) فيه وجود زاوية هي أصغر من كل الزوايا الحادّة التي

__________________

(٣٩٥) لر : لغير. (٣٩٦) لر : ولا ابتداء للحركة.

(٣٩٧) لر : لابتداء. (٣٩٨) ى : تأليفا.

(٣٩٩) لر : سطوح. (٤٠٠) لر : أجزاء.

(٤٠١) لر : وانها تكون آن.

(٤٠٢) لر : سببا. (٤٠٣) لر : تام.

(٤٠٤) لر : من.

(٤٠٥) لر : بين.

__________________

(١١٣٥) الشفاء : الفصل السابق ، ص ١٦٣.

(١١٣٦) راجع الشفاء السماع الطبيعي ، م ٣ ، ف ٣ ، ص ١٨٥.


يحيط بها خطوط مستقيمة.

فبهذه البراهين وغيرها أثبتوا لا تجزيها. ثم تشعبوا فرقتين (٤٠٦) :

فمنهم من قال : «إن هذه الأجزاء متناهية» محتجا بأنه لو كانت غير متناهية لكان في الخردلة ما يغشّي وجه السماء والأرض ، وأيضا لكانت أقسام الخردلة مساوية لأقسام الجبل العظيم ، وأيضا لكان المتحرك مسافة ما ، لا يبلغ قطّ طرفها لأنه يحتاج أن يقطع النصف أولا ، وما من (٤٠٧) نصف إلا وله نصف.

ومنهم من قال : «إن هذه الأجزاء غير متناهية» محتجّا بأن (٤٠٨) الأجسام قبولها للتفريق (٤٠٩) والانقسام لا يقف ، وذلك لأجزاء فيها (٤١٠) غير متناهية فيولد (٤١١) القول بالطفرة والتفكك من احتجاج الفريقين : لأن اصحاب اللاتناهي (٤١٢) لما لزمهم حديث المسافة طلبوا التخلص من ذلك ، فقالوا إن المتحرك في المسافة يطفر ، فلا يلزم أن يلقى الأنصاف التي احتججتم بها ويقطعها (٤١٣) ، كما أن طرف الرحى ودائرة تقرب من القطب إذا تحركا واستتما الدور يكون في زمان واحد ، وإنما يمكن ويصح بسبب طفرات تكون للقريبة أقل وللأخرى أكثر. (٤١٤)

وأصحاب التناهي لما أحسّوا بالطفرة (٤١٥) واستشنعوها قالوا : ليس العلة في ذلك الطفرة ، بل العلة فيه أن الدائرة الصغرى هي أكثر سكنات والكبرى أقل سكنات ، إذ عندهم أن اختلاف الحركات في السرعة والبطء هو بتخلل السكنات ، فجعلوا الرحى متفككة عند الحركة.

وهذه المقدمات والبراهين والاعتراضات كلها (٤١٦) مستحيلة.

(١١٣٧) المستدير يخالف المستقيم في النوع لا بالشخص ، فإن أشخاص النوع الواحد تختلف بموضوعاتها أو بأعراض تقارنها : أولية أو ليست بأولية ؛

__________________

(٤٠٦) لر : فريقين. (٤٠٧) لر : فى.

(٤٠٨) لر : بالآن. (٤٠٩) لر : للتفرق.

(٤١٠) لر : في أجزاء منها. (٤١١) لر+ من ذلك.

(٤١٢) لر : أن لا تناهي.

(٤١٣) لر : بقطعها.

(٤١٤) لر : الطفرات تكون القريبة اقل والاخرى أكثر.

(٤١٥) لر : الطفرة.

(٤١٦) لر : كلها والاعتراضات.


ومقارنة المستقيم للمستدير ليست كذلك ، فإن هذه المقارنة قد توجد بين مستقيمين وبين مستديرين ، وليسا بعرضين كيف اتفق ؛ فإنهما يلحقان الخط لحوقا أوليا ، فإما أن يكونا لازمين فيستوي فيه أشخاص النوع ، فيكون دليلا على الفصل ؛ ولا يجوز أن يكونا غير لازمين لأن ما يكون غير لازم لا يستوي فيه أشخاص النوع.

(١١٣٨) سئل : لم لا يجوز أن تكون الصورة الحاصلة في المدرك غير صورة المدرك أو استحالة وتغيّر يعرض في العقل يؤدي إلى إدراك الصورة ، لكنها مؤدية إلى إدراكها كالشمس التي يكون ما يقع عليها من الأجسام بألوان مختلفة وليس لها لون؟

الجواب : من الجائز هذا ، فإنه يعرض للعقل تصورات وأشياء كالاستحالة إلى أن يحصل له معنى المعقول ، فإذا حصل له معنى المعقول فذلك حقيقة المعقول ، وحقيقة المعقول ماهيته ؛ فهنالك هو مدرك للمعقول.

(١١٣٩) جواب مسألة : لا بخلو حصول المعقول في القوابل إما أن يكون على وجه التشابه وبزوال الخلاف إلا من حيث المقارنة فقط المختلفة ؛ أو يكون ليس كذلك ، بل هناك اختلاف في الكم والوضع وغير ذلك ، زائد على مفهوم نفس المقارنة ، وإذ لا قسم إلا هذين فلا حصول في القوابل إلا أحد هذين ، ولا يمكن أن يحصل في جسم إلا ويلزمه كمّ مخصوص ومقارنات لأحوال مداخلة : من الوضع والكيف والأين وغير ذلك. ليس نفس مقارنة الجسم من حيث هو مقارنة الجسم حتى تكون الصورة متشابهة والمركب منها ومن الموضوع مختلفا ، بل يكون هناك لنفس الصورة اختلاف مثل ما كان من خارج ، حتى يمكن أن ينقسم انقسامات مختلفة ، وهذا هو الذي كان يجعل الصورة غير معقولة ، ولو لم يجعل ، لكان في الموضوع الخارج معقولا ؛ لأن الشيء ليس كونه عاقلا إلا أن تحصل فيه الصورة من حيث هي معقولة فلو كانت مع هذه المخالطة معقولة ، لكانت المادة يحصل فيها المعنى وهو معقول ، فكان يكون عاقلا ، فتكون المواد الخارجة عاقلة.


(١١٤٠) سئل : ما المانع من أن يكون ما نشعر به من ذواتنا المزاج الخاص بكل شخص؟

الجواب : لأنه صح أن النفس ليس بمزاج ، وأنا لا نحسّ ذواتنا كيفية.

(١١٤١) لوازم الذات لا تؤثر في وحدانيتها ولا تتكثر بها الذات كالمعقولات مثلا ؛ وذلك لأن الذات فاعلة لها لا مستكملة بها منفعلة عنها. بل إنما كان كذلك لو كانت عادمة لها بالفعل فحصلت لها بالاكتساب فاستكملت بها ، فكانت حينئذ متأثرة ومتكثرة بها ؛ لأنها إذا اعتبرت مأخوذة مع كمالاتها المستفادة تكون مركبة ومتكثرة ، وإن كانت باعتبار ذاتها مجردة بسيطة ، وأما إذا كانت هذه الكمالات واللوازم لها من ذاتها على أنها فاعلة لها فلا يلزم تكثّر وتركيب باعتبار أخذها مع كمالاتها ، كما لزم عند حصولها من خارج.

(١١٤٢) تشكك وقيل : المبدأ الذي يثبتونه ويسمونه نفسا هو بعينه الحياة.

والجواب : إن سمي هذا المبدأ على هذا الحد حياة فلا مناقشة فيه ، وأما إن عني بها ما يعرف من معنى الحياة. وهو كون الشيء بحيث عنه أفعال على شرطها. فهو غير النفس ، لأن هذا الكون لا يمنع أن يسبقه مبدأ به يصح هذا الكون ، بل يجب ؛ وإلا لكان هذا الكون للجسم بذاته يلزم أن يكون كل جسم حيا ؛ والنفس تمنع هذا ، فهذا غير ذاك بالشكل الثاني.

(١١٤٣) تشكك على ما قيل من أن النفس جامعة للاستقصات ، فإن الاستقصات ما لم يجمع وصار على مزاج معين لم يستعد لأن يكون مادة لنوع ما ، فكيف تكون نفس ذلك النوع جامعة لها؟

والجواب أن النفوس الإنسانية بأن العناصر المستعدة لها قد استحالت استحالات مثلا صارت خطة ، ثم كيلوسا ، ثم دما ، ثم منيّا ، فيكون قد جمعها أمر آخر.

__________________

(١١٤٣) راجع الشفاء : النفس ، م ١ ، ف ٣ ، ص ٢٥. وايضا الرقم (٣١٢).


وكذلك النفوس النباتية : فإن جامع استقصات مادتها أيضا ، كالحنطة مثلا ، أمر خارج قسرا وسبب سمائي حتى تحصل النار في حيّز الأرض والماء والهواء يقربها كسخونة تحصل في الطين فيكون حمأة مثلا. فإذا اجتمعت وتفاعلت استعدت لقبول صورة فتكون في المثالين جميعا جامعة لاستقصات ذلك النوع من حيث هي ذلك ، جمعا مقتضيه ذلك النوع ، لا جامعة للاستقصات التي في قوتها أن تكون نوعا. وجملة ذلك أنها تجمع استقصات نوعها من حيث هي لنوعها وهذه الاستقصات تقسيمها واجتماعها على خلاف ما كان مجتمعا عليه حين كان بالقوة مادة ، وذلك الاجتماع كان سببه أمرا خارجا غير هذه النفس الجامعة لها إذا كانت مادة.

(١١٤٤) مما يعين على صدق الرؤيا وصحته : أما من جهة المزاج فالاعتدال ؛ وأما من العادة فالصدق ؛ وأما من الأوقات فالسّحر.

(١١٤٥) المربعان المفروضان متشابهين على وضعين مختلفين يمنة ويسرة إذا ادركا وتخيلا متغايرين متمايزين فإما أن يكون لأجل المربعية ولا يوجب ذلك اختلافا إذا فرضا متشابهين متساويين ؛ وإما أن يكون لعارض لازم ولا يوجب أيضا الاختلاف لتشاركهما فيه ؛ وإما لعارض زائل ويلزم تغير المتخيل عند زواله فيكون إنما يتخيله كما هو لأنه يقترن به ذلك الأمر فإذا زال تغير ، لكن ليس يحتاج المتخيل في تخيله إلى إضافة عارض إليه وقرنه به بل يتخيل كذلك من دون التفات إلى أمر يقرنه به ، فيتخيل هذا المربع يمينا وذاك يسارا دفعة على أنهما في نفسهما كذلك لا بسبب شرط يقرنه بهما ؛ وبعد لحوق ذلك الشرط بفرضهما كذلك كما يجوز ذلك الفرض في المعقول لأن الجزئي لم يتخصص بالمعنى المشخص ، والوضع المحدود لم يرتسم في الخيال ؛ وليس هو مما يجري عليه فرض الحد. وأما في الكلي العقلي فقد يتميزان بأن يقرن العقل بالمربعين حدي التيامن والتياسر ، وفي مثله يصح لأنه أمر فرضي يتبع الفرض في التصور ، فيلحق المربع هذا الحد لحوق الكلي بالكلي ، إذ يجوز أن يثبت في العقل كلي من غير إلحاق


شيء به ويكون معدّا لأن يلحق به ما يلحق وفي الخيال ما لم يتشخص الجزئي لم يثبت ولم يتخيل كما شرح. فقد بطل أن يكون التمييز بسبب عارض لازم أو زائل أو مفروض.

(١١٤٦) الإقبال على بعض الصور المعقولة يشغل عن إدراك غيرها ، لا لتمانع الصور العقلية لكن بسبب البدن.

(١١٤٧) معقولات الأوّل من لوازم ذاته ووجودها في الأعيان من لوازم لازمه.

(١١٤٨) معقولات الباري هي من ذاتها في ذاتها : فذاتها هي الفاعل والقابل. وهذا لا يمتنع فيما لا يكون زمانيا ، وإنما يستحيل في الزمانيات.

(١١٤٩) الخيال يتخيل السواد والبياض في جزءين متميزين ولا يدركهما معا في شبح واحد خيالي ساريين فيه ، والعقل المجرد يدركهما معا ؛ وكلاهما الإدراك التصوري : فهذا بذاته وذاك بالآلة.

فإن قيل : «إن العقل أيضا كذلك» فالجواب : أنه ليس كذلك لأنه يدركهما معا على سبيل التصور ، ومن حيث التصديق يمنع أن يكون موضوعهما واحدا ، والخيال لا يتخيلهما معا لا على سبيل التصور ولا على سبيل التصديق. والدليل على أن العقل يتصورهما معا أنه يحكم بأنهما لا وجود لهما في الأعيان معا في موضوع واحد ، فإنهما لا محالة يكونان موجودين في العقل حتى يمكن أن يحكم عليهما بهذا الحكم.

(١١٥٠) الأشخاص المتكثرة لا تتكثّر بأعراض لازمة للنوع وإلا لاشترك فيها الجميع. فما كان كثرة فإذن يتشخص بأعراض لا حقة ، واللاحقة تلحق عن ابتداء زماني ، وذلك لأن اللاحقة تكون تابعة لسبب عارض لبعض الأشخاص دون بعض ، وعروض السبب الذي تتبعه هذه اللاحقة المشخصة لبعض دون بعض يكون بسبب آخر ، ثم كذلك يتسلسل ، فيكون وجود مثل ذلك بالحركة ، فيكون حادثا ، والذي أوجب هذا هو عروضه للبعض دون البعض ، فلزم أن يكون


بسبب ، وكذلك ذلك السبب يحتاج إلى آخر حتى يتسلسل ، ويلزم أن يكون بالحركة فيكون حادثا. وأما إن فرض عروضه للكل لم يلزم شيء من ذلك.

(١١٥١) اطلاع القوة العقلية على ما في الخيال إنما احتيج إليه ليعد النفس لقبول الفيض من فوق ، وهذا الاطلاع هو الأفكار والتأملات والحركات النفسانية وكلها معدّات للنفس نحو الفيض ، كما أن الحدود الوسطى أيضا معدّات لقبول النتيجة ، لكنها بنحو أشد وآكد.

(١١٥٢) العقل إذا أدرك أشياء فيها تقدم وتأخر أدرك معها الزمان ضرورة ، ولكن لا في زمان بل في آن لأن العقل يعقل الزمان في آن. وتركيبه للقياس والحد يكون في زمان ، إلا أن تصور النتيجة يكون في آن.

(١١٥٣) ومن كلامه على أن النفس ليس بجسم ولا قائما في جسم : بين ذلك بتوسط كون النفس الناطقة مدركة وقابلة ومحلا لأمور غير منقسمة ـ أعني المعقولات ـ وأن الأمور الغير المنقسمة لا تحل في محل منقسم ، وإلا لانقسمت بانقسام محلها عن هذه المعقولات. إما أن تكون بسيطة لا أجزاء لها ، إما كليات كالوحدة مثلا ، والبياض من حيث هو معقول كلّي لا من حيث هو في المواد ؛ وإما ذوات قائمة كالمفارقات ؛ وإما أن يكون لها أجزاء هي معقولات اخر. فيكون الأجزاء أجناسا وفصولا. فإذا فرضناها حالّة في أمر جسماني تحتمل قسمة غير متناهية بالقوة ، لزم أن يكون الفصول والأجناس غير متناهية. فيكون لا من متناه متعين مقومات غير متناهية بالقوة ، وقد ثبت تناهيها بالقوة. ويلزم محالات اخر ذكرت في كتاب النفس.

(١١٥٤) بيان آخر :

الضدّان مثلا ـ كالبياض [والسواد] لا يجتمعان معا في موضوع منقسم ، لكنهما مدركان معا ومجتمعان معا في أمر ما عند هذا الحكم

__________________

(١١٥١) راجع الرقم (١٥١).

(١١٥٣) راجع الشفاء : كتاب النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٨٢.


عليهما ؛ فمدركهما إذن غير منقسم.

(١١٥٥) آخر :

قد تجرد الأمور الجسمانية عن الوضع وسائر اللواحق ـ كالكم والكيف وغيرهما ـ حتى تصير معقولات كلية ؛ فهذه المعقولات إما أن تكون موجودة في الأعيان من خارج على مذهب أفلاطن ، فتكون صورا أفلاطونية ـ وذلك محال ـ وإما أن تكون موجودة في شيء غير منقسم.

(١١٥٦) آخر استشهادي :

كل مدرك بأمر جسماني فإنه يضعف عند إدراك القويّ ، حتى لا يدرك عقيبه الأمور الضعيفة ، ولذلك عند مداومة العمل والانعكاف عليه ، والمدرك العقلي يزداد معهما قوة وكمالا ، فالعقلي غير مدرك بأمر جسماني.

(١١٥٧) آخر :

قد ندرك ذواتنا ولا ندرك شيئا من أعضائنا الباطنة ، فهذه غير تلك ، ولا يجوز أن يكون المدرك شيئا من أعضائنا الظاهرة. أو جملتها أو مجموع البدن ؛ وإلا لكان إذا ابين ذلك العضو وأبطل ، بطل الشعور بالذات أو نقص ؛ وليس كذلك ، فإن المدرك من الذات عند عدم بعض الأعضاء وعند وجود جميعها واحد لا يختلف.

وعلى هذا المطلوب بيانات اخر ذكرت في الكتب.


بسم الله الرحمن الرحيم

بالعزيز الحكيم أثق وعليه أتوكل

(١١٥٨) كتابي ، أطال الله تعالى الكيا (٤١٧) الفاضل الأوحد وأدام عزّه وتأييده ، ونعمته وتمهيده ، وأجزل من كل خير مزيده ، عن سلامة والحمد لله وحده. ووصل كتاب الكيا الفاضل [الأوحد أدام الله تمهيده] (٤١٨) ـ أعزّ واصل وأكرم وافد ، وفهمته وشكرت الله ـ عزّت قدرته ـ على ما تحققته من خبر سلامته ، وانتظام أمره واستقامته ـ شكرا يوجبه عثوري على مثله ، في فضله وعقله ؛ وسألت الله عزّ جلاله أن يقرن ذلك بالتأييد ، وإلحاق جديد ، ومزيد على الجديد (٤١٩) ، ـ إنه على ما يشاء قدير. وشكرت تطوّله ، أدام الله تأييده ، فيما آثره من مفاتحة سبق إلى فضلها سبق المستولي على الأمد ، المقلّد للمنة المشكورة يد الأبد ؛ وتبركت بما تيسر (٤٢٠) لي عفوا من عقد عهد [وودّ مع مثله] (٤٢١) أيّ عقد ؛ وسألت الله أن يمتّعني بذلك ويزيده إحكاما ، وإبراما ويتمه إتماما (٤٢٢) ـ إنّه وليّ الرحمة. وفاوضت المجلس العلائي ـ حرس الله عزه ـ في بابه : «عمل من طبّ لمن حبّ» ـ فصادفت رغبة (٤٢٣) فيه أكيدة ، ومقة لمثله شديدة ، وجبنا قليلا عن العزم الحزم (٤٢٤) عليه أن تصير إليه ، فتكون العهدة (٤٢٥)

__________________

(٤١٧) لر : أطال الله بقاء الكيا.

(٤١٨) غير موجود في لر.

(٤١٩) لر : الحديد.

(٤٢٠) لر : ويتركب بما ينشر.

(٤٢١) لر : ورفع مثله.

(٤٢٢) لر : ويتمه لنا ما.

(٤٢٣) لر : رغبته.

(٤٢٤) لر : الجزم.

(٤٢٥) لر : العمدة.

__________________

(١١٥٨) مضى الكلام حول هذا الكتاب في المقدمة.


في ذلك أقوى ، والاعتذار في تقصير ـ ربما يقع ـ أخفى. فقد علمت الحوائج التي أنحت على التحمل العد كان (٤٢٦) ، والخزائن والقلاع المشحونة كانت بالذخاير والمؤذن المترادفة الماصّة لنقي الحال (٤٢٧) ، ومثل ذلك لا يخلو عن التقصير المؤدي إلى التشوير (٤٢٨). فإذا كان الإلمام ابتداء [لا إجابة ، واعتمار السّدة تطوعا لا طاعة] (٤٢٩) ، كان وقع التقصير أخف ، والعذر فيه أوضح. ولعل الجواب اقتضى أنه ـ أدام الله عزه ـ لو تبرّع غير مأمور ولا مسام ، فطرق الباب يلقي في الحال بما يسمح به الوقت (٤٣٠) ، وخطب مداراته ، إلى أن تجد اليد انبساطا ، والأسباب المختلّة انتظاما. فحينئذ يريد (٤٣١) في أمره بما يقتضيه استحقاقه ويوجبه فضله. فهذا هذا.

وأما تصرّفه في العلم والفضل فقد عرّفني قدره ، وحقّق لديّ أمره ، وألفيته ـ والحمد لله ـ كافيا وافيا ، موفيا على أقرانه عاليا (٤٣٢) ؛ وقد يثنى بصفة صديق حرّرته كما هو لم يعد الحق فيه ، فالأمر على ما يحكيه ، ولكنه مع ذلك عزيز وفضله كثير والله يحوطه (٤٣٣).

(١١٥٩) والذي ذكره من اختلاف الناس في أمر النفس والعقل ، وتبلّدهم وترددهم فيه ، لا سيما البله النصارى من أهل مدينة السلام ، فهو كما قال ، وقد تحير الإسكندر وثامسطيوس وغيرهما في هذا الباب ، وكلّ أصاب

__________________

(٤٢٦) كذا في النسختين. ويحتمل أنه (العدة+ گان) كلمة عربية جمعت بشكل فارسية.

(٤٢٧) لر : الماضية لنفي الحال.

(٤٢٨) شوّر به : فعل به فعلا يستحيا منه. والنقي : المخّ ، أي لباب الحال (الحاشية من البدوي)

(٤٢٩) لر : لاجابه واعتماد الشدة قطوعا لا طاعة.

(٤٣٠) لر : بما سمح به الوقت. (٤٣١) لر : ندبر.

(٤٣٢) لر : غالبا. (٤٣٣) لر : يحفظه.

__________________

(١١٥٩) الاسكندر الافروديسي من مفسري كتب أرسطو في القرن الثالث الميلادي. ذكره السجستاني في صوان الحكمة : ٢٦١. والقفطي في تاريخ الحكماء : ٤٠ ، والشهرزوري في نزهة الأرواح : ١ / ٣٠٨. ونقل فيه قسما من فقرات هذا الكتاب أيضا.

ثامسطيوس من مفسري كتب أرسطو في القرن الرابع الميلادي. جاء ذكره في صوان الحكمة : ٢٥٩. وتاريخ الحكماء للقفطي : ٧٥. ونزهة الأرواح : ١ / ٣٠٨.


من وجه ، وأخطأ من وجه ، والسبب فيه التباس مذهب صاحب المنطق عليهم ، وظنهم (٤٣٤) أنه إنما يخوض في بيان بقاء النفس أو عدمها عند الموت حيث يصنّف (٤٣٥) المقالة الأخيرة من (٤٣٦) «كتاب النفس» ؛ وليس كذلك ، بل فرع (٤٣٧) سرا في المقالة الأولى حين يناظر ديمقراطيس عن أمر النفس ، وأعطى الأصل لمن يفهم في ذلك ، وهو أن الشيء الذي تتصوّر فيه المعقولات الكلية غير منقسم ، فمنع (٤٣٨) أن يكون الجوهر الجسماني هو المتلقي للمعاني العقلية بالقبول ، فالمتلقي (٤٣٩) لها إذن جوهر قائم بذاته غير منقسم ولا في منقسم ، حتى يعرض له بسببه (٤٤٠) الانقسام ، فتكون له براءة عن مشاكلة كل جسم وجسماني.

ثم إنه في المقالة الأخيرة إنما يتجرد لبيان القوى المرافقة للنفس في البقاء ، وقد دلّ قبل على أن الحسّية والخيالية والذّكرية ونحو ذلك والحركية لا تقوم بغير جسم ، وتبين من خلل كلامه أن الإدراك الحسي الظاهر والباطن لا يكون إلا بمنقسم (٤٤١) ، وأحبّ أن يبحث عن القوى العقلية وابتدأ بالقوة التي يقال لها العقل الهيولاني ، فبيّن أنها لا تضمحل ، ثم انتقل إلى غيرها فصرح بأنها لا تضمحل أيضا. ولفظة : «أيضا» تدل على أن حكما ثابتا جار مجرى الأول (٤٤٢).

ولأن بعض الناس توهم غير هذا ـ بناء على ظنه أن العقل الهيولاني استعداد للقلب ، فكأن المعقولات يتلقاها جسم القلب بهذا الاستعداد ـ تبلبل وأساء الظن وزاغ عن المحجة المثلى.

فالحق أن هذا العقل استعداد لجوهر النفس ، لا لشيء (٤٤٣) من الجسم ، وأنه يصحب جوهر النفس في كل حال. وقد بسطت القول في أن المعقولات لا يتلقاه المنقسم (٤٤٤) ، بسطا مغنيا (٤٤٥) شافيا. ولعله يعرض عليه إذا قدر الله الالتقاء به.

__________________

(٤٣٤) لر : وأظنهم. (٤٣٥) لر : نصف.

(٤٣٦) لر : في. (٤٣٧) لر : قد فرّغ.

(٤٣٨) لر : فيمنع. (٤٣٩) لر : والمتلقي.

(٤٤٠) لر : نسبة. (٤٤١) لر : الا منقسم ..

(٤٤٢) لر : جاريا مجرى الحكم الأول.

(٤٤٣) لر : شيء. (٤٤٤) لر : قد بسطت القول في أن المعقولات لا يتلقاها المنقسم.

(٤٤٥) لر : متقنا.


(١١٦٠) وأما كتاب يحيى النحوي في مناقضة الرجل ، فكتاب ظاهره سديد وباطنه ضعيف. وفي الوقوف على تلك الشكوك والتوصل إلى حلها قوة للنفس وغزارة للعلم. وقد قضيت الحاجة في ذلك فيما صنفته من كتاب «الشفاء» العظيم المشتمل على جميع علوم الأوائل ، حتى الموسيقي ، بالشرح والتفصيل والتفريع على الأصول. وتلك الشكوك ليست مما يتفطن (٤٤٦) لعقدها الرسميون ممن تعلمه ، فإن انحلالها مبنيّ على فروع أصول من كتاب «السماع الطبيعي». فإن بين «السماع الطبيعيّ» وبين «السماء والعالم» أصولا هي فروع للاصول (٤٤٧) الموردة في «السماع الطبيعي». وتلك الفروع غير مصرّح بها (٤٤٨) في «السماع الطبيعي» تصريحا بالفعل ، بل بالقوة. فمن لم يتقدم أولا ويمخض (٤٤٩) معاني «السماع الطبيعي» عن زبد تلك الفروع ، كان مفرّطا فيما يحاوله من فهمه ، وعرض له ما عرض لفلان وفلان ويحيي النحوي.

ولقد حاول قوم مناقضة تلك المناقضة ، فأتوا البيوت من ظهورها دون أبوابها (٤٥٠) ، وحملوا أنفسهم على القناعة بما أوردوه حملا عسوفا. ونحن فقد أوضحنا هذه المتوسطات بين الكتابين ، ومن وقف عليها وجد جميع الشكوك

__________________

(٤٤٦) لر : يعطى. (٤٤٧) لر : الاصول.

(٤٤٨) لر : بما. (٤٤٩) لر : تمخض.

(٤٥٠) نسخة لر : لا من أبوابها.

__________________

(١١٦٠) يحيى النحوي الاسكندراني المصري ، كان بمصر أيام ولاية عمر واتصل بعمرو بن العاص. وكان من شراح كتب أرسطو. جاء ذكره في صوان الحكمة : ٢٧٦. وتاريخ الحكماء للقفطي : ٢٣٢. ونزهة الأرواح ٢ / ١٩.

ويظهر من مطابقة ما في هنا مع ما في تاريخ الحكماء للبيهقي (ص ٣٩) أنه خلط بين يحيى النحوي هذا ويحيى النحوي الملقب بالبطريق.

وأما ما ذكره الشيخ من كتابه فيحتمل أن يكون ما أشار إليه السجستاني : «كان نصرانيا ، فنقم عليه النصارى خوضه في شرح كتب الحكيم أرسطوطيلس ، المنطقية والطبيعية منها خصوصا ، وهمّوا في بابه بأنواع من الاضطهاد له ، إلى أن أظهر لهم مخالفته في اصوله ، وتفادى منهم بعمل كتابه الذي يرد فيه على الحكيم وينقض مذاهبه ، وفي الكتاب الذي عمل في الرد على أبرقلس».


ناكلة ليس لها روعة.

(١١٦١) والذي استخبره من حالي في التعرض لمثل ذلك : فأخبره أني كنت صنفت كتابا سميته «كتاب الإنصاف» ، وقسّمت العلماء قسمين : مغربيين ومشرقيين. وجعلت المشرقيين يعارضون المغربيين ، حتى إذا حقّ اللداد (٤٥٠) ، تقدّمت بالإنصاف. وكان يشتمل هذا الكتاب على قريب من ثمانية وعشرين ألف مسئلة. وأوضحت شرح المواضع المشكلة في الفصوص إلى آخر «أثولوجيا» (٤٥١) ، على ما في أثولوجيا (٤٥٢) من المطعن. وتكلمت على سهو المفسرين ، وعملت ذلك في مدة يسيرة ما لو حرّر لكان عشرين مجلدة. فذهب ذلك في بعض الهزائم ، ولم يكن إلا نسخة التصنيف ، وكان النظر فيه وفي تلك الخصومات نزهة (٤٥٣). وأنا ، بعد فراغي من شيء أعمله ، أشتغل بإعادته ، وإن كان ظل الإعادة ثقيلا. لكن ذاك قد كان يشتمل على تلخيص ضعف البغدادية وتقصيرهم وجهلهم. والآن فليس يمكنني ذلك ، ولا لي مهلته ، ولكن أشتغل بمثل الإسكندر وثامسطيوس ويحيى النحوي وأمثالهم.

(١١٦٢) وأما أبو نصر الفارابي فيجب أن يعظم فيه الاعتقاد ، ولا يجرى مع القوم في ميدان. فيكاد أن يكون أفضل من سلف من السّلف ، ولعل الله يسهل معه الالتقاء ، فتكون استفادة وإفادة ، وليعذرني في تشوش الخط وتعوّج الحروف ، فما توليت مخاطبة (٤٥٤) بيدي منذ سنة وسنتين لأمراض نهكتني وطالت علي وامتخرت هنانتي وكانت أقعدتني وكفّت يدي عن الخط والكتابة. فهذا أول ما كتبته ، وهو من بركات معرفته ؛ والله يمتّعني به ، ورأيه في ذلك موفّق إن شاء الله.

__________________

(٤٥٠) ى نسخة : اللدد.

(٤٥١) لر : اثلوجيا.

(٤٥٢) لر : اثلوجيا.

(٤٥٣) لر : نرهد.

(٤٥٤) لر : مخالطبه.



الفهارس

١ ـ الفهرس الأبجدي للموضوعات والاصطلاحات

٣٧٨ ـ ٣٩٦

٣ ـ فهرس الأعلام والأمكنة

٣٩٧ ـ ٣٩٨

٤ ـ فهرس الكتب والرسائل

٣٩٩ ـ ٣٩٩

فهرس المراجع

٤٠٠ ـ ٤٠٠


الأرقام في الفهرس تشير إلى الفقرات.

الفهرس الأبج دي للموضوعات

الآخرة : امورها مخفية علينا ٦٠٦.

الآلة : إدراكها ١٧ ـ ١٨ ـ ١٩. الجسمانية لا يعقل العقل بها ٢٥٢ ـ ٢٥٣. التعقل ، الإدراك.

آلة استعداد المقارنة لا تكون آلة تلك القوة : ١٠٥.

آلة الوهم : ٥٢٠ ـ الآن : ١١١٤. عدمه في الزمان ١١٣٣. الفاصل بين الزمانين ١١٣٥.

الأب : هل يكون جامع الاستقصات في المني والولد ٤٠٧.

الإبداع : ٨٦٨.

الإبصار : ٢٩٤ ـ ٨٧ ـ ٨٨ ـ ١٠٧٧. الشعور به الاتصال : ٧٧٧ ـ ٧٧٨. ١٠٧٨.

الأثر : قد يكون في المتأثّر خلاف ما في المؤثر ١٦٦. لا يبقى بعد المؤثر ٨٦ ـ إلى ـ ٩١.

الاجتماع : ٦٥٩.

الأجسام السماوية : تأثيرها في النفس ٦٠٦.

الأجسام الفلكية : تأثيرها في القوى ٧٤٥ ـ ٧٤٦.

الأجناس : توابع الفصول ٦١٩.

الإجماعية الوهمية : ٨٦١.

الأحد الحق : ٨٤٣.

الإحساس : ٩٧.

الأحلام : ٢٦٤.

الاختلاف : في الأشياء من أين؟ ٦١٩.

اختلاف الحال من الحركة ٨٧٧.

أخذ القسمة في تصحيح الحد : ٧٥٩.

الأخس : لا يكون علة للأقوى ١٠٣. فعله في الأشرف ٦٠٩ ـ ٦١٠.

أخلاط الحيوانات : ٧١٨ ـ ٧١٦.

الأخلاق : ٥٧٥.

الإدراك : ٢١٩ ـ ٢٤٠ ـ ٢٥٢ ـ ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ـ ٢٦٢ ـ ٤٤٥ ـ ٤٤٧ ـ ٥٠٩ ـ ٥١٠ ـ ٥١١ ـ ٥١٢ ـ ٥١٨ ـ ٥١٩ ـ ٥٢٣ ـ ٥٤٥ ـ ٥٤٦ ـ ٥٤٧ ـ ٦٥٢ ـ ٦٥٣ ـ ٦٥٤ ـ ٦٥٥ ـ ٦٦٥ ـ ٦٦٦ ـ ٧٠٨ ـ ٧٠٩ ـ ٧٢٤ ـ ٧٢٥ ـ ٧٧٤ ـ ٧٦٤. بالآلة ١٠٨٢. التصوري ١١٤٩. للصور ٢٣٩ ـ والشعور ٢٤٠ ـ ٢٤١ ـ ليس بقوة جسمانية ٤٥٦ ـ ٤٥٧. ليس سببه الكيفية ٢٢٣.


الإدراك : يحتمل كونه غير المدرك ١١٣٨.

إدراك الجزئي للنفس : ٦٢٤.

إدراك الذات : ٥٢٢ ـ ٦١٦ ـ ٦٦٨ ـ ٦٧٠ ـ ٦٧١ ـ ٦٧٢ ـ ٦٧٥ ـ ٧١٧.

إدراك الإنسان لذاته : ٤٣٦ ـ ٤٩٤ ـ ٥١٤ ـ ٥١٥.

إدراك الصور واستحضارها واحد : ٢٣٩ ـ ٢٤٠.

الادراك العقلي : ٢٤٠ ـ ٤٤٠ ـ ٥٩٧ ـ ٥٩٨ ـ ٦٧٠.

إدراك المجرد علامة التجرد : ٣٠٢ ـ ٣٠٣.

إدراك المعدوم : ٧٢٤.

ادراك المفارق لذاته : ٥١١.

الأذهان الثاقبة : ٤٢٤.

الإرادة : ٨٥٤ ـ ١٠٤٣. الجزئية : ٧٤٨ ـ ٧٤٩.

الأرض : سكونها الدائم ٦٨١. تحريكها إلى الوسط ٦٧٦ ـ ٦٧٧.

الأرضية : اختلاطها بالمائية في وسط العالم ٤١٠.

الأزليات : ٨٢٠ ـ ٨٢٤.

الاستحالة لا تكون سببا للزمان : ٦٣٤.

استحضار الصور وإدراكها واحد : ٢٣٩ ـ ٢٤٠.

الاستعداد : ١٤٩. سبب الاختلاف ١٠٣٠. يبطل بعد الفعل ١٤٨.

الاستغفار للموتى : ٨٨٥.

الاستقراء الدائر : ٧٥٩.

الاستقسات المقسورة : ١٠.

استيراد البدل : ٧٠٣.

اسم الفاعل : ٨٣١.

اشتراك الأسماء : ٥٦٩.

الأشخاص : كيف تتكثّر : ١١٥٠.

الأشرف : انفعاله من الأخسّ : ٦١٠ ـ ٦٠٩.

الأشياء القائمة بذاتها : ٧٥٨ ـ ٧٨٨.

الأشياء العامة للامور : ٨٠١ الأصل الأول : ٣٤٣.

الإضافة : إضافتها ٨٥٢. تعلقها بالموادّ ١٩٠ ـ إلى ١٩٤. تقتضي الاثنينيّة ٧١٥ إضافتها ٨٢٨ إعادة المعدوم : ٤٢٢ ـ ٤٢٣.

الاعتبار الحسّي : ٦٠٨.

الأعراض : بساطتها ٤ ـ ٨. الجسمانية ٧ ـ ٨.

الأعمال : ٥٧٥.

الإعياء : الاستدلال بها لإثبات النفس ٤١٤.

سببها ٢٠ ـ ٢٢ ـ ١٠٠ ـ ١٠١ ـ ١٠٢.

الأفعال : دليل إدراك النفس لذاته ٦٤ ـ ٦٥.

الأفلاك : ٧٠٢.

الاقتناص للعلم : ٦٠٠ ـ ٦٠١.

الأقدم بالقياس : ٨١٠.

اكتساب النفس للهيئة الإذعانية الاستعلائية :

٦٠٢.

الألفاظ : البحث عنها في المنطق : ٥٧٩ ـ إلى ٥٨٥.

الألفاظ المشتركة ـ المشككة : ٦٩٢.

ألفاظ حكيت مختلّة : ٢٢٢.

الله تعالى الأول.

الالم غير الإحساس : ٩٧ ـ ٩٨.

الامّ : ٤٨٤.

الأمزجة الشديدة والضعيفة : ٤٦٧.

الإمكان : ٦١٥ ـ ٧٠٥ ـ ٨٢٠ ـ ٨٢٤ ـ ٨٢٩ ـ ٨٣٠ ـ ٨٦٧ ـ ٨٦٨ ـ ٨٨٩. الاستعدادي ١٤٩. بالقياس ٧٠٦. للمعدوم ١٦٨ ـ ١٦٧


الإمكان : للهيولى ١٦٨ ـ ٧٩٤ ـ لا امكان له ٨٢٧. من لوازم الماهية ٨٢٥ ـ ٦١٥ للعدم ٤٣٢ ـ ٤٣١.

امكان الوجود : ٤٣١ ـ ٤٣٢ ـ ٧٧٦ ـ ٧٨٨ ـ ٧٩٠ ـ ٨١١ ـ ٨١٢ ـ ٨١٣ ـ ٨٢٠ ـ ٨٢١ ـ ٨٢٣ الامور : تقسيمها باعتبار الوجود ١٠٤٤.

الامور التدبيرية : ٥٧٠.

الإنارة : ٧٧٩.

انحفاظ المقسورات : ١٠.

الإنسان : إدراكه لذاته ١٨ ـ ٥٨ ـ ٦١ ـ إلى ٧٥ ـ ٢٤٦ ـ ٢٧٨ ـ ٢٩٢ ـ ٤٢٧ ـ ٤٣٥ ـ ٤٣٦ ـ ٤٥١ ـ ٤٩٤ ـ ٤٩٥ ـ ٥١٤ ـ ٥١٥ ـ ٥١٦ ـ ٥١٩ ـ ٥٢٩ ـ ٥٣٠ ـ ٦٥٥ ـ ١٠٠٦ ـ ١٠٢٣ ـ ١١٤٠. إدراكه لآلاته ١٩. تعقله ٢٠٤ ـ تغير ذاته ٥٢٩ ـ ٥٣٠. ثباته مع تغيير المزاج ٤٠٠ ـ ٤٠٣ ـ ٤١٦. جوهره لذاته ٤٢٧ ـ ٤٢٨ ـ ٤٣٠. حكمه على الغير بما في نفسه ١١٠.

شعوره لذاته ٥٠٢ ـ ٥٠٣ ـ ٥٠٧ ـ ٥١٠ ـ ٦٥٦ ـ ٦٦٨ ـ ٦٦٩ ـ ٨٨١ ـ ١٠٢٣. شعوره بذاته بعد المفارقة ٨٩٣. ضعف قواه عند الشيخوخة ٧٥٢. العقل الفعال فيه ٤٩٣ ـ قوته التي بها يشعر بابصاره وسماعه ٨٩١.

كماله ٧٩٧. لا يلتذّ بكماله إلا بعد الموت ٦٤٢. كيف يتذكر ٢١٥. المعنى المعقول منه ٧٣١. ميله إلى العلو أو السفل ٤١٣.

واجبيّته ٦٥١. يختلف أفراده فطانة وبلادة ٥٦ ـ إلى ٥٩.

الانطباع : ٥٦٤.

الانفعال : ٩٣ ـ ١٥٧ ـ ١٨٦ ـ ١٠٨٣.

الانقسام : ١٩٤.

الأنواع : هل فيها شيء ثابت ٢٠٨ ـ ٢٠٩.

الانيّة : ٨١٨.

الأول تعالى : ٥١١ ـ ٦٩٠ ـ ٦٩٢ ـ ٧٢٧ ـ ٧٢٨ ـ ٧٩٢ ـ ٧٩٣. الأثر الذي ينال منه ٨٧٦.

اطلاعه على الكل ٨٩٥. صدور الأشياء عنه ٦١٣ ـ ٦١٤. صفاته ٨٣٨. العقل البسيط فيه ٨٤٤. العقل الذي يفعل المعقولات فيه ٨٤٥.

عقله لذاته وللأشياء ٨٧٣. عقله للأشياء ٦١٦. علمه ٣٦٤ ـ ٦٣٩ ـ ١٠٩٠ ـ ١١٠١.

علمه سبب لوجود الأشياء ٦٩٩ ـ ٧٠٠. فعله ٨٥٣ ـ ٨٥٥. لا ماهية له ٧٩٢. مبدء للوجود والجوهر ٨٦٢. معشوق الكل ٨٧١. معقولاته ١١٤٧ ـ ١١٤٨. هداه وإضلاله ٣٨٢ ـ هويته أنه يجب وجوده ٤٧٩. راجع الحق تعالى.

الأول الحق : كل شيء غيره مركب : ١٦٢.

حقيقته الواجبيّة ٤٧٦.

أول الأمور في الوجود : ٨٠٠.

ايساغوجي : ١٣٦.

الايجاد : ٧٣٧.

* * *

باريرمينياس : ١٣٦.

الباري : ١١٠٤.

بدل ما يتحلل : ٧٠٢ ـ ٧٠٣.

البدن : أثره في النفس ٢٦٧ ـ ١١١. استكمال النفس به ٦٠٧ ـ ٦٠٨. ربط النفس معه ١٦٥ ـ ١٤٣ ـ ٦٠٢ ـ ٦٠٣ ـ ٦٠٤.


البدن : طلبه بدل المتحلل منه ١٠٨٦. علة بقائه بعد الموت ٤١٠ ـ ٤١١ ـ ٤١٧ ـ ٤١٨. عدم ثبات أجزائه ٤٥٧. معاوقته لإدراك النفس ٦٠١ ـ ١١٤٦. هل يمكن بقائه ٧٠٢.

البذور : ٣٦٠ ـ ٤٨٠ ـ ٤٨٥ ـ ١٠١٣ ـ ١٠٤٢.

تنفعل ظاهرها أولا ثم باطنها ٣٢٧ ـ ٣٢٨.

البرهان : ساقط عند الشهود ٢١.

برهان إن ، لم : ٦٠٨ ـ ٦٢١ ـ ٦٢٢ ـ ٦٢٨ ـ ٦٣١.

البرهان العرشي (الشرقي) : ٢٩٨.

البساطة : قد تكون من النقص ٣٤٠ ـ ٣٤١.

البسيط : ٣٧٠ ـ ٧١٤. صدور الأفعال المختلفة عنه ٢١٠ ـ ٢١١ ـ ٣٥٣ وجوده لذاته ٧١٤ ـ يعقل ذاته من مباديه ٦١١.

البسيط الحق : ١٦١.

البصر : ٤٩٥ ـ ٥٥١ ـ ٥٦١ ـ ٥٦٢ ـ ٥٦٣. كيفية انفعاله ٧٥١.

البعد : ١١١٨.

البقاء : حبّه ٨٧١.

البهجة التي تأتي من الله تعالى : ٧٩٨.

البهيمة : إدراكها ٢٥٠.

البياض : ٥١٨ ـ ٥١٩. لم لا يدرك ذاته ٥٠٩ ـ البياض المعقول : ٧٢٠.

* * *

التأثير : ٩٠.

التأخّر : ٨٠٨ ـ ٨٠٩ ـ ٨١٠ ـ ١١٣١.

التأدية : ٧٥ ـ ٧٦ ـ ٧٧ ـ ٧٨ ـ ٨٠.

التجريد : ٧٢٠ ـ ٧٣٢ ـ ٧٣٣ ـ ٧٣٥ ـ ١٠٧٠.

التحيّز : لزومه للهيولى ٧٢١.

التّحيز : التشخّص به ١٠٤٧ ـ إلى ١٠٥٧.

التخيّل : ٥٩٨ ـ ٧٢٦ ـ ٧٥٣.

التذكّر : ٦٣٧.

التركيب المقوّم : ٣٤١.

التشخّص : ٥٣١ ـ ٨١٨ ـ ١٠٤٥ ـ إلى ١٠٥٠. بما ذا ١٠٦٧. للأعراض والصور ١٠٦٨ نسبته بالمعقولية ١٠٧١.

التصديق : مبدءه. ٨٧٣.

تصور الشخص : ١٠٤٥ ـ إلى ١٠٥٠.

تصور الصور : ٢٤١.

التصورات الأول الكلية : ١٥١.

التعب : ٦١٦.

تعبير الرؤيا : ٢٦٤.

التعقل : ٤٣٣ ـ ٤٣٥ ـ ٤٢٦ ـ ٤٢٧ ـ ٤٣٠ ـ ٤٤٧ ـ ٦٢٣ ـ ٧٣٤. يحصل حقيقة المعقول للعقل ٤٤٣. استحضار صورة المعقول ٢٠٣ ـ ٢٠٥.

تعقل : الذات ٢٨٢ ـ ٢٨٣ ـ النفس بالمعنى العام ٦٢٥ ـ ٦٢٦.

تعقلنا : لذاتنا ٤٣٨ ـ ٤٤٣ ـ ٤٤٤ ـ ٤٤٥ ـ ٤٤٧ ـ ١٠٢٣ ـ المفارقات ٤٣٣ ـ ٤٣٤.

التعلّم : ١١١ ـ ٢٣٥ ـ ٨٥٨.

التعيّن : ٦٥٤ ـ ٨١٨.

التغيّر : ليس سببا للزمان ٦٣٤.

التغيّرات : ٨٥٧.

التقابل بين الواحد والكثير : ٧٥٧.

التقدم : ٨٠٨ ـ ٨٠٩ ـ ٨١٠ ـ ١١٣١. الذاتي ٨١٤.

التقدير في المزاج الحيواني : ١٠٣٧ ـ ١٠٣٨.

التلويح : ١٠٦.


التماثل الشخصي : ١٠٥٣.

التميّز : ٦٤٨.

التناسخ : ٦٠٢.

التوحّد : ١٠٦٧.

التوقّف : ١١٧.

التوهّم : ٧٤٦.

* * *

الثابت : في الإنسان : ٢٠٨ ـ ٤٠٠ ـ ٤٠٣ ـ ٤٥٨ ـ ١٠١٢. في الحيوان ١٠٨٥.

الثبات : ١٠٠٤.

الحق : ٨٤٣.

* * *

الجاذبة : ٣٤٧.

الجامع : لأجزاء الولد ٤٨٠ ـ ٤٨٢ ـ ٤٨٥ ـ ٤٨٣.

لأخلاط الحيوان ٣١١ ـ ٣١٠ ـ ٧١٦.

الجدل : ١٣٨.

الجرم السماوي : ١٠٤٢.

الجزء الذي لا يتجزى : ١١٣٦.

جزء العلة علة برأسه : ٤٧٢.

الجزئي : إدراكه ٢٧٩ ـ ٦٢٤.

الجسم : ٣٧٣ ـ ٣٧٤ ـ ٤٨٦. أثره وفعله ٢٥ ـ ٢٨.

انفعاله ٣٠. البسيط ٥٩٠. تركيبه من الأجزاء ١١٣٦. الطبيعي ١٠٠٣. علته من حيث أنه جوهر ٣٧٣. العنصري ٧١٢. فعله لا يكون إلا بالوضع ١٠٥٨ ـ ١٠٥٩ ـ ١٠٦٠. قد يؤثر في آخر غير كيفيته ٨٢. قوته متناهية ٥٨٦ ـ ٥٨٧ ـ ٥٨٨ ـ ٦٣٢ ـ ٧٠٢ ـ ٧٠٤ ـ ٧١١. قوته للحركة الغير المتناهية ٦٨٣ ـ ٦٨٤ ـ ٦٨٥.

لا يحتوي على المعقول : ٦.

الجسم : لا يكون عاقلا ١١٣٩. لا يدرك ٢٥٢ ـ ٢٥٣ ـ لا يكون واهب الصور ٧٤٣ ـ ٧٧٢.

لا يفيد صورة ١٠١٠. لا يكون علة للنفس أو العقل ١٠٦٥. لا يوجد صورة عقلية ١٠٧٤.

ليس الحركة من لوازمه ٣٠٤. لم يدرك بعض قوى الأجسام دون بعض ٥٤٧. للعامل فيه نسبة إلى المادة ٢٤. النامي ١٠٩١.

الجلايا المقدسات : ٧٣٦.

الجنس : تابع للفصل ٦١٩. ليس الشخص ٣٠٧.

لا يبقى مع بطلان الفصل ١١١٨.

الجواد المطلق : ٨٤٢.

الجوارشن : ١١٠.

الجوهر : ٣٧٩ ـ ٣٩٥ ـ ٨١٢ ـ ٨٠٤ ـ ٨٦٠ ـ ٨٦٢ ـ ٨٦٥. علته جوهر أو عرض ٣٧١ ـ ٣٧٢.

علته ٣٨٤ ـ ٣٨٥. كالأنواع للموجود ٦٨٨.

المفارق ٩٠٠. منا غير مادية ٢٨٦. المنفعل والفاعل ٦٠١. العاقل ٧٠٨ ـ ٧٠٩.

الجوهرية : ٣٧٤ ـ ٣٩٢ ـ ٣٩٣.

* * *

الحادث : له أول من وجهين ١١٧. لا يوجد بلا حركة ٨٧٧.

الحادثات : ٨٢٠.

الحاسّة : أثر المحسوس فيها ٧٥٦. تضر من المحسوس القوي ٧٥٥. راجع الحواسّ.

حاسّة اللمس : ٧٥٠.

حافظ الأخلاط في الحيوان : ٣١٠ ـ ٣١١ ـ ٣١٢ ـ ٣١٣ ـ ٤٠٤ ـ ٧١٩.

الحدّ : ٢٨٤. التامّ ٧٦١.


الحدّ الأوسط : ٢٣٦ ـ ٧٢٦ ـ ٧٦٠ ـ ٧٦١. في الحدس ١٠٧ ـ إلى ١١٠ ـ ٢٣٦.

الحدس : ١٠٧ ـ إلى ١١٢ ـ ١٥٣ ـ ٢٣٦ ـ ٢٣٧ ـ ٢٥٤.

الحدوث : ١١٧.

الحدود : البسيطة ١٣٧. الكلية ١١٢. الوسطى ٦٠٠ ـ ١١٥١.

الحرارة : ٣٣٠ ـ ١١٠٤ ـ ٧٨٦.

الحركة : ٣٠٧ ـ ٣٠٨ ـ ٦٢٩ ـ ٦٣٣ ـ ٦٣٦ ـ ٦٧٧ ـ ٦٧٨ ـ ٦٧٩ ـ ٦٨٠ ـ ٨٥٧ ـ ٨٦٢ ـ ٨٧٩ ـ ٨٨٠. اختلاف الإمكان بها ١١٣٠. اثبات المبدأ الأوّل بها ١٤٠. احتياجها إلى محرك ٦٢٧ ـ ٦٢٨ احتياجها إلى مزاول ٦٢٩ الإرادية ١٠٠ ـ ٦٢٨ ـ ٦٣٠ ـ ٧١٠ ـ ٧١١.

اختلاف تأثيرها باختلاف المحرك والمتحرك ١٠٣١ ـ إلى ١٠٣٥. سبب اتصالها الزمان ٦٣٥. السماوية ٦٣٠. عددها ١١٣١. غايتها ١٠٩١. الفلكية ٦٧٦ ـ ٦٧٧ ـ ٦٧٨ ـ ١٠٩٣ ـ ١٠٩٤. كيفيتها في الحيوان والنبات ٣٨ ـ ٤١. لا أول لها ١١٣٥ ـ ١١٧. لفظها ليس مشككا ١١١٦. ليس من لوازم الجسم ٣٠٥ ـ ٣٠٤. ليس في طرف الزمان ١٢٣. محركها المباشر ١٠٩٦ ـ المكانية ٨٧٧.

المزاجية ٤١٤. نسبتها إلى الزمان ١١١٤. ما عدمت فيه يعدم فيه السكون ١١٢٠. يوجد دفعة ١١٣٤. راجع المحرك.

حركة الرحى : ٨٩٩.

الحسّ : ٦٣ ـ ٥٥٣ ـ ٥٥٧ ـ ٥٦٥.

الحس المشترك : ٧٦٥ ـ ١٠٨٢.

الحصول في القوابل : ٧٣٥ ـ ٧٣٤.

الحضرة التي من الطبع ، من الوهم : ٥٢١.

الحق تعالى : جواد ٨٤٠. حق ٨٤٠. حيّ ٨٣٩.

خير ٨٤٠. صفاته ذاتيّاته ٨٣٤. عالم لذاته ٨٣٧ ، عقل وعاقل ومعقول ٨٣٧ ـ ٨٣٨. قادر لذاته ٨٣٥. ماهيّته انيّته ٨٤٣. موجود ٨٤٢.

مريد لذاته ٨٣٦. واحد ٨٤١.

الحق بذاته : ٨١٥.

الحق المحض : ٨٤٣.

الحق الأول : ٤٧٠ ـ ٤٧١. نسبة الواجبيّة إليه ٣٨٦ ـ ٣٨٧ ـ ٣٩١.

حقيقة الذات : ٤٩٩.

الحقيقة التي لذاتها : ٨١٨.

حقيقة الإنسان : ٤٩٢.

الحكمة : ٥٧٠ ـ ٥٧٢. الإلهية ٥٧٣. الخلقية التعقلية ٥٧٥. الرياضيّة ٥٧٣. الطبيعية ٥٧٣ العملية ٥٧٤ ـ ٥٧٥ ـ ٥٧٨ العملية الفعلية ، الخلقية ٥٧٨. العرشية ٢٩٩. النظرية والعملية ٥٦٨ ـ ٥٦٩ ـ ٥٧٠. النظرية ٥٧٣.

الحكماء : ٥٧٠ الحكيم : ٨٢٧.

الحمارية : ٧٤١.

الحواس : أثر المحسوس عليها ٥٥٧ ـ ٥٥٨. استكمال النفس بها ٦٠٨ ـ ٦٠٧. راجع الحاسّة.

الحيّ بذاته : ٨٤٣.

الحياة : غير النفس ١١٤٢.

الحيوان : امتزاج أخلاطه ١٢ ـ ١٣ ـ ١٠٣٧. توالده ٤٨٣.


الحيوان : حافظ الاخلاط فيه ٣١٠ ـ ٣١١ ـ ٣١٢ ـ ٣١٣. شعوره وإدراكه لذاته. ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ـ ٢٥٠ ـ ٢٨٩ ـ ٢٩٠ ـ ٢٩١ ـ ٢٩٢ ـ ٤٩٣ ـ ٥٠٤ ـ ٥٠٥ ـ ٥١٠ ـ ٥١١ ـ ٥١٨ ـ ٥١٩ ـ ٦٥٧ ـ ٦٦٨. فيه شيء ثابت ٣٧ ـ ٢٠٩ ـ ٢٩٦ ـ ٣٥٤ ـ ١٠١٢ ـ ١٠٨٥. له ذاته ٥٠٤ ـ ٥٠٦. مزاج بدنه ٤١٠ ـ ١٠٣٧ ـ موجب مزاجه حركة أو سكون ٢١٨. نفسه منطبعة في المادة ٤٦٦. نفسه ٢٩٦. وجوده لغيره ٥١٠.

* * *

الخط المستقيم والمستدير : ١١٣٧.

الخطأ : ٥٩٥.

الخلأ : ١١١٩ ـ إلى ١١٢٣.

الخلط : ٥١٥ ـ ٥١٦.

الخلق : ٥٧٢ ـ ٥٧٤. من لوازم الواجب تعالى ٢٥٦ ـ ٢٥٧ ـ ٧٣٧ ـ ٧٣٨.

الخوف : ٢٤٣.

الخيال : ٧٦٥. آلة النفس ١٦٦. استعانة العقل به ١٥٠ ـ ١٥١ ـ ١١٥١. تميّز المتشابهين فيه ١١٤٥. كيف يدرك شيئين معا ١١٤٩.

الخير المحض : ٨٤٣ ـ

* * *

الدعاء : ٨٨٥.

الدنيا : خسّتها ٧٩٧.

* * *

الذات : مخبر عنها ١٨٣. كيف تتوحد أو تتكثّر باللوازم ١١٤١.

ذات الشيء إما له أو لغيره : ٤٩٨ ـ ٤٩٩.

ذواتنا : تغيّرها ٥٢٩ ـ ٥٣٠.

الذاتي لا يعلّل : ٨٣١.

* * *

الرحم : في تكوّن الجنين ٣٢٦ ـ ٤٨٤. مزاجه سبب مزاج العلقة ٣١٦ ـ ٣١٧. مزاجه سبب الأخلاط ١٠١٠.

الرحى : حركتها ٨٩٩ ـ ١١٣٦.

الرقعة المشتملة على المسائل : ٥٠٠.

الرمز : ١٠٦.

الروح : دركه اللذه والألم ١٠٩٩.

الروحاني : فعله ٢٦.

الرؤيا : ١١٤٤.

* * *

الزمان : ٦٣٣ ـ إلى ٦٣٦ ـ ١١٣٢. انقسامه ١١٠١.

تقدّمه وتأخّره بنفسه ١٠٩٥. الغير المتناهى غير موجود ٥٨٧. من الأقوال فيه ١١٢٥.

نفي وجوده ١١٢٦. يقدر بعض الأشياء لا الجميع ١١٧.

الزوال : ١٢٣ ـ ١١٩.

زوال المانع : ٥٤٣.

الزيبق : ٤١٣.

* * *

السبب الأول : ٨٠٠.

السطح : ١٠٨٧.

السكون : ٦٨٢. لا أول له ١١٧. زماني ١١٨. ما عدم فيه عدم فيه الحركة أيضا ١١٢٠.

السلب : ٧٢٨.


السلوك : إلى الله تعالى ٧٩٧ ـ ٧٩٨. الطبيعي والإلهي ١٤٠.

السماء : ٦٣١. (كتاب) ١٣٦.

السماع الطبيعي : ١١٦٠.

السواد : تغيّره ٤٧٤.

سوفسطيقا : ١٣٦ ـ ١٣٨.

السياسات المنزلية والمدنية : ٥٧١.

سيرة الشيخ الرئيس الشيخ الرئيس.

الشاعر للنفس ليس غيرها : ٨٨١.

الشجاعة : ٥٧٠.

الشخص : ٥٣١ ـ ٥٣٢ ـ ٦٦٠. تصوره ١٠٤٥.

ثابت مع تغيير المزاج ٤٠٠ ـ ٤٠٣ ـ ١٠٠١.

سبب لوجود الشخص ٧٧١ ـ ١٠٧٥.

الشعاع : ٨٤ ـ ٨٦ ـ ٨٨ ـ ٧٥١.

الشعور : ٤٤٠ ـ ٤٤٦. بالذات ٢٧٨ ـ ٦٥٦ ـ ١٠٧٩. بصورة بما ذا يتخصّص ١٠٧٦.

بالابصار ١٠٧٨. بالشعور ٦٨. غير الاستحضار ٢٣٩ ـ ٢٤٠. الغير العقلي ٥١٢.

الكلي المجرد ٢٨٣.

شعور الإنسان لذاته : ٤٣٣ ـ ٤٣٥ ـ ٤٣٦ ـ ٤٤٠ ـ إلى ٤٤٧ ـ ٤٥١ ـ ٥٠٢ ـ ٥٠٣ ـ ٥١٠ ـ ١٠٢٣. راجع الانسان ، الادراك شعور الحيوان لذاته : ٥٠٤ ـ ٥٠٥.

الشهود : ٧٩٧ ـ ٧٩٨.

الشيء : إذا لم يكن ممكنا لم يوجد ٨٢٩. إدراكه لذاته ٦٧٥. إما لذاته وإما لغيره ٤٩٦.

الشخصي ٤٧١. الكلي لا يكون علة لجزئي ٧٨٠. لا يكون وجوده سبب فساده ٣١٥.

الشيء : لا يبطل بذاته ٣٦٢. من حيث هو موجود غيره من حيث هو مقتضى الماهية ٦١٥.

مصدر أفعاله وجوده وقوامه ١٧٧. الواحد له شخصان ٤٦٢ ـ ٤٦٣. الواحد لا يكون سببا لوجود شيء وبطلانه ٦٠٣.

الشيئية مصدر الأفعال : ٢٧٦.

الشيخ الرئيس (ابن سينا) : سيرته ٤٢ ـ ٤٥ ـ ٤٦ ـ ٥٠ ـ ٥١ ـ ٥٢ ـ ٩٥ ـ ٩٦ ـ ١١٣ ـ ١١٤ ـ ١١٥ ـ ١٢٩ ـ ١٤٠ ـ ١٤١ ـ ٢٩٧ ـ ٣٠٧ ـ ٣٧٨ ـ ٣٧٩ ـ ٣٩٦ ـ ٥٠١ ـ ٥١٩ ـ ٥٢٠ ـ ٥٣٩ ـ ٥٤٤ ـ ٥٥٨ ـ ٥٦٧ ـ ٥٩٢ ـ ٦٥٥ ـ ٦٥٦ ـ ٦٩٦ ـ ٧٣٠ ـ ٨٨٢ ـ ٨٨٣ ـ ١١٥٩ ـ ١١٦٠ ـ ١١٦١ ـ ١١٦٢.

* * *

صاحب اليقين : ٧٩٧.

الصحة : ١٠٨٤.

الصفة : مخبر عنها ١٨٣.

صفة الشيء في الشيء : أنحائه ٣٤٨.

الصفات : التي من باب الوجود ٨٢٠. قول المعتزلة فيها ١٨١ ـ ١٨٣.

الصناعة : ٥٨٢.

الصنائع : العملية ، النظرية ٥٨٠.

الصورة : ١٨٥ ـ ١٨٨ ـ ٣٩٥ ـ ٦٥٢ ـ ٧٢١ ـ ٧٢٢ ـ ٨٣١ ـ ١١١١. ارتباطها بالمادة ١٧٣ ـ ١٧٤ ـ ٤٦٤. أثر المزاج فيها ٥٦٧. تبدل الكيفية والمزاج ٤٦٢ ـ إلى ٤٦٥. تشخصه ١٠٦٧. تكونه من اجتماع قوى ٧٣٩.

الجسمية غير القوة ١٠٧٣.


الصورة : الحاصلة في الحس المشترك والخيال ٧٦٥.

الحاصلة في الخيال غير ما في الحافظة ١٠٧٦.

علة علة المركب ١١١٢. فعلها إذا كانت قائما بالمادة ٢٢٨. في المادة ٥٦٦. قد تنفعل ولا تنفعل المادة ١٨٤. الكلية القائمة بحدها ٣٠٢ ـ ٣٠٣. لا تكون في الهيولى ١٧٢.

لا يمتنع القول بتجردها ١٧٢. المادية انفعالها ١٨٩. المادية لا يلزم بطلانها ببطلان المادة ١٧٠ ـ ١٧١. المعقولة لا توجد في الجسم ٢٠٥ ـ ٧٠٧ ـ ٧٠٨ ـ ٧٠٩. الممتزج من كيفية الاستقصات ٧٤١. موانع تعقلها ٧٣٦.

الواحدة معينة لمادة واحدة ٣٨ ـ ٣٩.

الصور : بساطتها ٤ ـ ٨ ـ ٢٢٩ ـ ٢٣٠.

الجسمانية ٧ ـ ٨ ـ ٢١٣ ـ ١٠٦٥. العقلية ٢٠٧. الغير المنقسمة لا تحل الأجسام ٣ ـ ٦.

المتخيّلة ٢١٤ ـ ٢١٥. المرتسمة في ذاته ٨٥٦.

المركبة ٢٢٩ ـ ٢٣٠. المعقولة ١٩٤ ـ ٦٤٥ ـ ٧٢٣ ـ ٧٦٩ ـ ٧٧٠. المفارقة ٢٠٥. واهبها عقل ٧٤٣ ـ ٧٧٢.

الصور الأفلاطونية : ١١٥٥.

صور المقاييس : ١٣٧.

* * *

الضدان : ١١٥٤.

الضرورة : ٥٨٣. بشرط الوجود ٨٢١.

الضروري الوجود : ٨٠٦.

* * *

الطبيعة : ٣٤٠ ـ ٧٤٧. بساطتها ٣٤٠. تعريفها ١١٠٨. تحركها ٦٢٨.

طرف الزمان غير زماني : ١١٩.

الطريقة العرشية : ٩٠٠.

الطفرة : ١١٣٦.

* * *

الظن : ٢١٦.

* * *

العادة : ٤١٥.

العاقل : ٤٢٦ ـ ٤٢٨ ـ ٣٤٨ ـ ٧١٣ ـ ٧٣٦ ـ ١١٣٩.

لذاته ٤٢٩ ـ ٨٤٣. لغيره عاقل لذاته ٣٠٠ ـ ٣٠١ ـ ٨٩٠ ـ ١٠٧٢.

العالم : له بدء واحد ٦٣١.

العام : علته عامة ٣٨٠.

العبث : ٣٦٦.

العدم : ٨٠٥. المقارن ١١٣١. قبليته ١١٣٢. مقارنته لوجود الباري تعالى ١١٣٢.

العدالة : ٥٧٠ ـ ٥٧٦.

العرض : ارتباطه بالمادة ١٧٤. تشخّصه ١٠٦٧.

الذاتي ٦٩١. اللازم ٥٣١ ـ ٥٣٢. لا يقبل الاختلاف ٩٤. لا يكون علة للجوهر ٣٧١ ـ ٣٧٢ ـ ٣٧٧ ـ ٣٧٩ ـ ٣٨٤ ـ ٣٨٥ ـ ٧٦٧ ـ ١٠٠٢ المهيئ للمادة لقبول الصورة نفس ٥٣٣.

العضو : له مزاج خاصّ ٧١٩.

العظم : له حسّ ٥٧.

العفّة : ٥٧٠.

العلم الأعلى : ٢٢٦.

علم الطبيعة : ٢٢٦ ـ ٦٩٣ ـ ٦٩٤.

علم ما بعد الطبيعة : ٦٩٣ ـ ٧٧٥ ـ ٧٩٩.

العلم : بالشيء ١٠٩٠. بدون المعلوم ٦٣٩ ـ العلوم البرهانية : ١٣٥.


علم النفس : ٦٩٣ ـ ٦٩٤ ـ ٦٩٥.

العلة : ٤٧٠ ـ ٦٦٠ ـ ٦٦١ ـ ٧٠١ ـ ٧٦٠ ـ ٧٩٠ ـ ٧٩١ ـ ٧٩٢ ـ ٨٠٧ ـ ٨١٠ ـ ٨١٥ ـ ١٠٦٣ ـ ١٠٦٤. إذا فقدت جزءها فقد العلة ٤٧٢.

أعرف من المعلول وقد تكون بالعكس ١١٠٣.

الأولى ٨٠٠. آكد من المعلول ٢٢٧ ـ ١٠٠٢.

بعضه مؤثر في بعض المعلول المنقسم ١٠٦١.

سبب الوجود ٧٨٨. عليتها بعد تشخّصها ١٠٦٢. في كل نوع مخالف له في النوع ٣٩٥. لها التقدم ٨١٤. مع المعلول ٣٨٣ ـ ٣٨٤ ـ ٧٥٤ ـ ٧٥٥. كونها بالفعل أو بالقوة ٧٦٢ علة ما سبب لوجود معلول ما ٧٨٦.

العليّة : ٢٧٦ ـ ٢٧٧. من عوارض الموجود ٦٨٩.

العلل الأربعة : ٧٧٥.

العقل : ٢٦٢ ـ ٢٦٣ ـ ٣٠٢ ـ ٣٩٥ ـ ٤٨٧ ـ ٤٩٢ ـ ٦٥٣ ـ ٧١٣ ـ ٧٧٤ ـ ١١٥٩. استعانته بالخيال ١٥١ ـ ١٥٢ ـ إدراكه للزمان ١١٥٢. إدراكه ١٥٠ ـ ١٥١. انفعاله ١٨٧ ـ ١٨٥. بالفعل ١٦٣ ـ ٦٤٦ ـ ٨٨٨. البسيط ٨٤٤. بالملكة ٢٥٥ ـ ٦١٣ ـ ٨٦٦ ـ ٨٨٧. تميّز المتشابهين فيه ١١٤٥. تركيبه للقياس والحد ١١٥٢. تأثيره في المتوسط ٦١٤. تصوره للنتيجة ١١٥٢. الدراك للمعقولات المفصلة ١٥٩ ـ ١٦١. ربطه مع البدن ٦٦٤. العاقل للمعقولات ليس بجسم ٢٧٠ ـ ٢٧١. فرقه مع الناطقة ١٦٠ ـ ١٦٣. فيه المعقولات ٣٥٧. كونه عاقلا ومعقولا ٧١٣ ـ ٨٦٤ ـ ٨٦٥. لا يبطل استعداده بعد حصول الصورة ١٤٨ ـ ١٤٩.

العقل : المدرك للمعقولات ٨٨٦. مطالعته للصور الخياليّة ١٦٤ ـ ١٦٥ ـ ١١٥١. المادة وعلائقها لا تكون فيه ٤٨٧. مخرجه من القوة إلى الفعل عقل ١٥٠ ـ ٧٤٤ ـ ١٠٧٢. ماهيته في ذاته وتعقله ٨٦٤ ـ ٨٦٥. المعقولات كلوازم ذاته ٨٤٥. نسبة المعقولات إليه ١٩٦ ـ ١٩٧ ـ ١٩٨. الهيولاني ١٦٣ ـ ٥٩٦ ـ ٦١٣ ـ ٦٤٦ ـ ٨٨٤ ـ ٨٦٦. يجوز صدوره عن الجسم ٢٢٥.

يدرك الشيئين معا ١١٤٩. راجع القوة العقلية.

العقل الفعّال : ٧٤٢ ـ ٨٥٨ ـ ٨٨٨. انفعاله عن ذاته ١٥٦. احتياج العقل إليه ٢٦٣. في الإنسان ٤٩٣. لا تحلّها المعقولات بل يفعلها ١٩٧. لا يكون علة جسم ١٠٦٥. مبدء التصديق ٧٨٣. راجع العقول الفعّالة.

عقلنا هل يعقل ذاته دائما : ٥٥٠.

العقول : ٦٦٢ ـ ٨٦٦. أولها علة لما بعدها ٦٦٢.

عقلها لذاتها ومباديها ٨٦٣. الغير الكاملة بعد المفارقة ٨٨٧. هيئاتها ٣٣٨ ـ ٣٥٦.

العقول الفعّالة : ٧٤٨. إمكانها ٨٥١. تعقلها للمعقولات ٢٠٣. فيها المعقولات ٣٢٢ ـ ٣٢٣. لا تكون محركا مباشرا ١٠٩٦. لوازم ٦٤٤. لا تكون لوازمها علة لجسم أو عقل ٧٦٧.

لا تحلها المعقولات ١٩٧. ليست أجساما ٢٠٠.

العقلية : ٤٨٧.

عقلية غير جوهرية : ٥٩٤.

العمل الخلقي : ٥٧١ العناصر : ٧٢٢. صورها ٦٥٨ ـ ٦٥٩ ـ كيفية اجتماعها ١٠٠٨. لا تفعل بلا مزاج ١٠١١.


العين : لا تدرك المعقول ٦٣٨.

* * *

الغاية : ٥٧٧ ـ ١٠٩٦. بالقوة ٧٦٣. في الحركات ١٠٩١.

الغذاء : ٥٣٤ ـ ٥٣٦.

الغير الزماني : ١١٨. ماهيته غير مقولة على كثيرين ١٠٥٧.

الغير المتناهي : ٥٨٨ ـ ٥٨٧ ـ ٨٢٨.

الغير المادي : فعله في المادة ٢٨ ـ ٢٩.

الغيرية : ٤٩٩ ـ ٢٤٩ ـ ٢٤٧ ـ ٦٨٩.

* * *

الفاعل : ٨١٥. الذي يفعل وجودا مثل نفسه ٨١٤.

بالطبع ٣٢٩ ـ ٣٣٢ ـ ٣٣٣. الجسماني ٣٢٨ ـ ٣٢٩. قوته سبب اختلاف المنفعل ١٠٤٠.

كيف يكون قابلا لنفسه ٨٤٦.

فاعل المزاج حافظه : ٣٦٠.

الفصل : يبطل الجنس ببطلانه ١١١٨.

الفضائل : ٥٧٠. الخلقية ٥٧٠ ـ ٥٧٥ ـ ٥٧٨.

العلمية ٥٧٨.

الفطرة : ٤٢١ ـ ٤٢٢.

الفعل : ٢٧٦ ـ ٢٧٧ ـ ٣٤٥. طبيعته وجودية ٦٤٠ غايته وبقائه ٣٥٨ ـ ٣٥٩ ـ ٣٤٦. مصدره وجود الشيء وقوامه ١٧٧ ـ ١٧٨. المطلق يدل على الفاعل المطلق ٦٤. من عوارض الموجود ٦٨٩.

الفكر : ١١١ ـ ١٠٧ ـ ٥٩٥ ـ ٦٠٠. قد يستغنى عنه بعض الناس ٢٣٧ ـ ٢٣٨. لا يصل إلى نور العقل ٧٩٨. قاصر عن إدراك امور ٦٠٨.

الفكرة : ١٥٠.

الفلسفة : ٥٧٨. تقسيمها ٥٦٨ ـ ٥٧٤. النظري والعملي ٥٧١ ـ ٥٧٢ ـ ٥٧٥ ـ ٥٧٦.

الفلاسفة المتقدمين : ٧١٣.

الفلك : ٧٨٠. حركته ٧٤٦ ـ ٧٤٧ ـ ٧٤٨ ـ ٨٧٤ ـ ١٠٩٣ ـ ١٠٩٤. غاية حركته ١٠٩١. قوته فعالة دائما ٧٠٢. كيف يوجد عن الإرادة الكلية ١٠٨١. محركه القريب ٦٧٦.

الفيض : ٨٠ ـ ٢٥٤ ـ ٦٠٠. الإلهي ٢٣٨ ـ ٦٠٥.

العلوي ٧٩٧.

* * *

القادر بذاته : ٨٤٣.

قاطيغورياس : ١٣٦.

القبلية : ١١٣٢.

القدر : ٨٥٢.

القضاء : ٨٥٢ ـ ٨٥٩.

القطر : ١١٠٢. المتحرك في دائرة ١٢١ ـ ١٢٢ ـ ١٢٣.

القلب : دركه اللذة والالم ١٠٩٩.

القوة : انقسامها ٥٨٩ ـ ٥٩٠. التي تحرك الأجسام الحيوانية والنباتية ١٠١٠. الجسمانية وإدراك المجردات ٢٤٢ ـ ٢٤٣ ـ ٢٥٢ ـ ٢٥٣. الجسمية متناهية ٧٠٤. الحافظة ٤٦١. الحيوانية ٤٥١ ـ ٢٧٢. الخيالية ٢١٣ ـ ٢١٦ ـ ٢٦٢ ـ ٢٥٢ ـ ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ـ ٧٦٩ ـ ١٠٢٢ ـ ١٠٨٢.

الشخصية ٣٠٦. الدراكة الباطنة ٦٥٧. الغير المتناهية لتحريك الجسم ٦٨٥. الفعّالة ٧١١.

لا تكون معنى فعليا ٦٤٠.


القوة : لا تكون آلته ما به يستعد لمفارقتها ١٠٥.

لا يجوز أن تفارق وتخالط ٣١٨ ـ ٣١٩ ـ ٣٢٠ ـ ٣٢١. المتخيلة ٢٥٥ ـ المصورة ٣٥٣ ـ ٤٨١.

المفكرة (الفكرية) ٢٣٤ ـ ٢٣٥ ـ ٢٦٤ ـ ٢٦٣ ـ ٢٥٢ ـ ٢٥٢. المحركة ٤١٢. المغذية ٨٤٩.

المنفعلة ٧١١. المفارقة ٥٢٦. من عوارض الموجود ٦٨٩. المدركة للكليات ٤٣٩. النطقية ٧٥٢. الوهمية ٤٥٢ ـ ٤٣٨ ـ ٢٧٨ ـ ٨٩١.

قوة الانفعال : ٤٨٧ ـ ٤٩٠ ـ ٤٩١.

القوة العقلية : ٢٥٢ ـ ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ـ ٢٦٢ ـ ٢٦٤ ـ ٤٤٩ ـ ٤٥٢ ـ ٧٢٣ ـ ١١٥١. هل هي جسمانية ٤٣٨ ـ ٤٣٩. ليست قائمة في بدن ٥٥٦. مدرك بعد المفارقة ٢٣٤ ـ ٢٣٥. غير منطبعة في المادة ٢٧٨ ـ ٢٩٨. وسيلة إدراك المعاني الكلية ٢٧٨.

القوى : تعلق كمالاتها الثانية بالمزاج ٧٦٨. بعضها مدركة وبعضها غير مدركة ٦٥٥ ـ ٥٢٣.

الجسمانية ٥٢٧ ـ ٥٢٥ ـ ٧٥٠. الحيوانية ٢٧٢. الشوقية ٢٧٣ ـ ٢٧٤ ـ ٨٦١. المادية ١٨٤ ـ ٢٢٨. وجودها بحيث تفعل ١٧٥ ـ ٢٧٢ ـ ١٠١٣.

القويّ العقل : ١٥٢.

القياس : مقدماته ٥٧. مواده وصوره ١٣٧.

* * *

الكثرة : تقابلها مع الوحدة ٧٥٧.

الكثير : ٨٠٩.

كل ما يرجع إلى ذاته عقل : ٤٢٨.

الكلي القائم بحده : ٧٤٤.

الكلي ليس بسبب : ٧٧١.

الكلى الواحد لا تحدث عنه جزئيات متعددة :

٦٢٩.

الكلي المجرد : ٥١٨.

الكمال في إعطاء العلة : ٧٦١.

الكم بالذات : ٦٣٥.

الكمون : ٦٥٨.

الكمية : كالنوع للموجود ٦٨٨.

الكهنة : ٥٠٨.

الكيفية : ٤٧٢ ـ ٤٧٣. كالأنواع للموجود ٦٨٨.

الكيفيات المغيرة للمزاج : ٧٧٠.

* * *

اللازم الغير المقوّم : ٣٨٨ ـ ٦٤٧.

لازم اللازم : ٣٦٨.

اللاحركة غير السكون : ١١٨.

اللذة : ٦٤٢. غير الإحساس ٩٧.

اللواحق الاعتبارية : ٣٥٠.

اللوازم : ٣٥١. تختصّ بما ليس بمقوّم ٣٠٩. توابع الماهيّات ٦١٩. على قسمين ٦١٢. تتوحّد وتتكثّر بها الذات ١١٤١.

اللون : ٧٥١.

* * *

ما بعد الطبيعة : ١٣٦ ـ ٦٨٨ ـ ٧٩٩ ـ ما تبدّل أحواله بتبدّل المزاج : ٧٥٤.

ما كان ماهيته له لا يعدم : ٤٣١.

ما لا ينقسم لا يكون علة لما ينقسم : ١٠٥٩.

ما له وضع لا يؤثر في غير ذي وضع : ٢٦٨.

ما ليس له ذاته ، ما له ذاته : ٦٧٠.


ما له الطبيعة ، ما فيه الطبعية : ١١١٠.

الماء : حرارته لا تبطل بذاتها ٣٦٣ ـ ٣٦٢. وحدتها محفوظة في اجتماعها بعد التفرق ٤٦٢.

المائية : ٤١٠.

المازج : ٣٤٧. خاصّ ٤٨٦.

المادة : ١٨٨ ـ ٣٩٥ ـ ٤٥٩. تمنع الشيء أن يكون عقلا ٤٨٧. تنفعل عن أشياء لا تنفعل عنها الصورة ١٨٤. الجسمية لا تكون علتها جسما ١٠٦٥. ربطها مع القوى الجسمانية ٥٢٥ ـ ٥٢٦. علة علة المركب ١١١٢. عليتها للصورة ١٧٣. العنصرية ٨٩٤ ـ ١٠٩٣. قبولها للصورة ٥٣٣ ـ ٥٣٤. كل صورة متعلقة بها فبواسطة مزاج ٤٦٤. لا تكون عقلا ١٤٥. لا يلزم بطلان الصورة ببطلانها ١٧٠. لا تعقل ذاتها ١٠٩٢. لا تكون قابلا للمعقولات ١٠٩٢.

المادي لا يفيد غير المادي : ٢٢٤ ـ ٢٢٨ ـ ٢٣٠ ـ ٢٣١. كل ما يطلب غاية تحركه مادي ١٠٩٦.

الماهية : ٨٦٧ ـ ٨٦٨. ارتباطها بالوجود ٢٤٥.

إمكانها ٧٠٥ ـ ٧٠٦. علة للوازمها ٧٩٠ ـ ٧٩١. لا تكون علة للوجود ٧٩٢ ـ ٧٩٣. ليس الوجود من توابعها ٧٩٥. من لوازمها الامكان ٦١٥.

الماهيات : تكون لنفسها ولغيرها ٤٢٥.

ماهية الواجب : ٨١٦ ـ ٨١٧.

ما يعقل شيئا فحقيقته حاصلة له : ٤٤٣.

ما يعقل غيره يعقل ذاته أولا : ٣٠٠.

المبائنة : ١٢٢ ـ ١٢٣.

المبادي : ٥٩٩. الأول ٧٨٣. الثلاثة ١١٠٧.

المبدأ الأول : إثباته ١٤٠. لا يكون جسما ٦٢٨.

المبدأ الفاعل : ٨١٤ ـ ٨١٥.

المبدأ المفارق : ٨٨٨.

المبدع : ٨٦٧.

المتأخّر : ٨٠٨ ـ ٨٠٩ ـ ٨١٠. اختلافه مع المتقدم ١٠٢٧. قياسه مع الوقت ١١٢٩.

المتحرك : أثره في اختلاف الحركات ١٠٣١ ـ إلى ١٠٣٦. تأثيره في المحرك ١٠٢٧. حصوله في المسافة ١١١٣. محرك ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ـ ٦٧٩ ـ ٦٩٧ ـ ٦٩٨. مبدء غير مبدء المحركية ٦٧٩.

يحتاج إلى مزاول للحركة ٦٢٩.

المتحركات من المحركات المختلفة إلى اجتماع ١٠٣١.

المتخيلة القوة المتخيّلة المتّصل : ٧٧٨. بالذات سبب للمتصل بغيره ٦٣٥.

سبب اختلاف المتصلين ١٠٢٦.

المتضادّين : ٧٥٧.

المتعيّن : ٦٥٤.

المتقدّم : ٨٠٨ ـ ٨٠٩ ـ ٨١٠. اختلافه مع المتأخّر ١٠٢٧. قياسه مع الوقت ١١٢٩.

المتمثّل : ٦٧١.

المثبت : ٨٠٢.

المثل : ١٦٠٣. الشخصي ١٠٥٢ ـ ١٠٥٣.

المثلّث : ٦١٢ ـ ٦٢٢ ـ ٧٩٢.

المجرد : ٣٩٥ ـ ٤٨٧ ـ ٤٩٠ ـ ٦٦٦ ـ ٦٦٧. تعقّله لذاته ٧٧٣ لا يتأثّر عن ذي وضع ٢٦٧ من المادة عقل ١٤٢ ـ ١٤٣ ـ ١٤٥. ينفعل عن المعقول ويحله المعقول ٢٠٠. يعقل ذاته ٤٢٩.


المجردة الكلية لا تدرك بآلة جسمانية : ٢١٣.

المحاذات : غير زماني ١٢٣.

المحدد : ١١٢٣.

المحرك : ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ـ ٥٥٤ ـ ٧١٠ ـ ٧١١. أثره في اختلاف الحركات ١٠٣١ ـ إلى ١٠٣٦. الأول ١٠٨١. تأثير المتحرك فيه ١٠٢٧. سبب اختلاف فعله ١٠٢٥. القريب ٧٤٦. لأجزاء الحيوان والنبات ١٠٩٦. المباشر لا يكون مفارقا ١٠٤٢. مشتهى ٦٣٠. المادي ١٠٩٧ المفارق ٦٢٨. الغير المتناهي القوة ٦٨٣.

المحسوس : ١٠٠٧. أثره على الحاسّة ٧٥٥. القوي يمنع الإدراك ٧٢٥ ـ ٥٢٥.

المحسوسات : إدراكها : ٤٣٧.

المحصل : ٨٠٢.

مخرج العقل إلى الفعل : ١٥٠.

المخروطات : ٥٨٤.

المخلق حيوانا : ٨٤٧ ـ ٨٤٨.

المدرك : ٧٢٤ ـ ٧٦٤. بالآلة ٢١٩. بأمر جسماني ، العقلي ١١٥٦.

المدقوق : ٩٢.

مذهب الكمون : ٦٥٨.

المرآة : ٤٩٤ ـ ٤٩٥.

المربعان المتشابهان ... : ١١٤٥.

المركب : ١٦١ ـ ٣٧٠.

المريد بذاته : ٨٤٣.

المريض : ٥٣٠.

المزاج : ٣٣١ ـ ٣٣٧ ـ ٣٤٧ ـ ٥٤٠ ـ ٥٤١ ـ ٥٢٧ ـ ٦٥٨ ـ ٦٥٩. إدراكه ٩٢ ـ ١٦ ـ ١٤.

المزاج : استحالته ١٥ ـ ١٦. أثره في النفس ٥٣٨ ـ ٢١٧ ـ ٢١٨. أثره في الصورة تهيئة المادة ٥٦٦. الانساني ٧٨٢ ـ ٧١٩. بوساطته تتعلق الصورة بالمادة ٤٦٤. تبدله في نوعيته ١٠٠٤ ـ ٤٦٨ ـ ٤٦٩. تغييره ١٣ ـ ٩٤. جزء العلة القابلية ٤٦٨. الرحم ليس سببا لمزاج العلقة ٣١٧. السابق جامع اللاحق ٧١٦. سبب الميل ١٠٢٨. علة حفظه ٢٢٠ ـ ٣٦٠ ـ ٣٦١. غير النفس ٩٢ ـ إلى ١٠٥ ـ ٧١٧ ـ ٧١٨ ـ ١٠٩٨.

فعله في تكون الإنسان ٣٢٦ ـ ٣٢٧. كل مزاج صحيح في ذاته ١٠٨٤. كيفية واحدة ٢٢١. كيفيته لا تكون سبب الإدراك ٢٢٣.

لا يتغيّر بتغيّر لونه ٥٦٠ ـ ٥٩٩. لم يجب وحدته ٤٦٩. ليس المؤثر في هيئات الجنين ٣٣٤ ـ ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ما تبدل بتبدله فمادي ٧٥٤. معيده عند الفساد غير المزاج ١٠٨٥.

المشايخ ٥٥٦. من معلولات الجمع ٩٤.

مزاجان ٨٤٧. المني ٤٨٣. مزاج الحيوان ١٠٣٧ ـ ١٠٤١. هل هو سبب طلب البدن للبدل ١٠٨٦. الوالدين ٤٨٢ ـ ٤٨٣. يتغير مع ثبات الشيء ٤٠٠ ـ ٤٠٣. يستدعي فينا الهبوط ١٠٠ ـ ١٠١.

المستخرجون : ١٠٩.

المسائل : ٣٩٩. العشر ٨٤٥ ـ ٢٧١.

المسافة : انقسام الإمكان فيها ١١٣٠.

المساواة : ٨١٤.

المستعد : ٢٤ ـ ٢٥.

المستقيم والمستدير : تخالفهما ١١٣٧.


المشاهدة : ٥٩٧ ـ ٥٩٨ ـ ٦٤٢ ـ ٧٢٦ ـ ٧٩٧ ـ ١٠٧١.

المشايخ : ٥٥٦ ـ ٧٥٢.

المشتهي للحركة : ٦٢٨ ـ ٦٢٩ ـ ٦٣٠.

المشرقية : ٧١٤.

المشعور بها : ١٠٧١.

المشفّ : ٧٥ ـ ٨١ ـ ٨٤.

مصدر أفعال الشيء : ٢٧٥ ـ ٢٧٦ ـ ٢٧٧.

المصطلحات الفلسفيّة : ٥٦٩.

المصورة : ٣٤٧.

المضاف : ٨٢٨.

المضيء : ٧٥٦ ـ ٧٧٩.

المعاني : التي هي الصور المعقولة ١٩٤. الجسمانية لا تدرك إلا بآلة جسمانية ٢١٣. العقلية ١٠٥٦. الكلية ٤٣٩. المعقولة ٢٤٢ ـ ٢٤٣.

المعاوق : ٣٣٢.

المعنى المعقول : ١٩٥.

المعدوم : إمكانه وأن له صفة ١٦٨ ـ ١٦٩. إدراكه ٧٢٤. لا يعاد ٤٢٢ ـ ٤٢٣ ـ ١٠٠٤.

المعرفة : ٥٦٨ ـ ٥٧١ ـ ٥٧٢.

المعقول : ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ـ ٧٣٥ ـ ٧٢٠ تجرده ٧٣١ ـ ٧٣٢. توحده ١٠٦٧. حاصلة لعاقله ٤٢٦ ـ ٤٢٧. حصوله في العقل ٧٣٤ ـ ١١٣٨.

حصوله في القوابل ١١٣٩. الضعيف إثر القوي ٧٦٩. لا ينقسم ٣ ـ ١٩٥. لا يكون ماديا ١٠٩٢ لا يكون في جسم ٣ ـ إلى ٨ ـ ١٩٥ ـ ٢٠٧. مدركه مجرد ١٤٢ ـ ١٥٩.

نسبته إلى العقل ١٩٦ ـ ١٩٧ ـ ١٩٨.

المعقول : هو المعنى الكلي القائم بحده ٢٨٢ ـ ٢٨٣. لا يتلقاه المنقسم ١١٥٩. المعنى المعقول.

المعقول بالفعل : ١٠١٤ ـ إلى ١٠١٨.

المعلول : ٣٨٣ ـ ٣٨٤ ـ ٧٠١ ـ ٧٩٢ ـ ٨١٠ ـ ٨١٤ ـ ٨١٥. ايجاده ٢٥٧ ـ أضعف من العلة ٢٢٧ ـ ١٠٠٢. كيف يكون أعرف من العلة ١١٠٣. مع العلة ٧٨٢. المنقسم ينسب كل جزء منه إلى العلة ١٠٦٦. نسبته إلى العلة ٧٦٢. يكون علة للعلم ١٠٩٠ المعلوم : هو الذات بالصفة ١٨١.

المعنى المجرد : ٥١٥. لا يجرده إلا مجرد ٥١٧.

المعنى الشخصي لا يدرك بغير جسم : ٢٧٨.

المعنى العام : إدراكه من النفس ٦٢٦.

المعنى الكلي : ٢٧٩.

المعنى النسبي : ١٠٤٧.

المعية : ١٠٤٧. الساذجة ٢٧٧.

المغالطة : ١٣٨.

المغتذي : ٥٣٥ ـ ٥٣٦.

المفارق : ٣٢١. عاقل لصفاته ٣٤٩. لا يحرك مباشرة ١٠٤٢. لا يكون مفارقا بالقوة ١٠٧٤.

لا يكون مبدء غير المفارق ٢٣٣. يحرك على سبيل التشويق ١٠٠٣. يعقل مباديه ومعلولاته من ذاته ٣٥٢.

المفارقات : وجه اختلافها ٦١٧ ـ ٦١٨.

المفارقة : غير زماني ١١٣٥.

المفكرة : ٢٥٢ ـ ٢٥٥. راجع القوة المفكرة.

المفهومات : التي ليست سلوبا مجردة : ٧٣٠.


المقارن المؤثر : ١٠٩٢.

المقربين العليين : ٣٦٥.

المقسور من الأمزجة : ١٠.

المقناطيس : ٦٥٨.

المقوم : ١١٠٩.

المكان : ١٠٥١. الكون فيه ١١١٤.

المكوّنات : سبب اختلافها ١٠٣٧ ـ إلى ١٠٤٠.

الملاقاة : في طرف الزمان ١٢١ ـ ١٢٣ ـ ١٢٤ ـ ١٢٥.

الملكة : ٦٤٦. الحاصلة للنفس ٥٤٩ ـ ٥٥٠.

الخلقية ٥٧١. القياسية ٥٧١.

المماسّة : غير زماني : ١١٨ ـ ١١٣٥.

الممتنع : ٨٠٥ ـ ٨١٢.

ممتنعة الوجود : ٨٢٤.

الممثل : ٥٤٦.

الممكن : ٧٧٦ ـ ٨٠٥ ـ ٨٠٦ ـ ٨٠٧ ـ ٨١١ ـ ٨١٢ ـ ٨١٣ ـ. تميّز عدمه عن الوجود ٧٧٦ ـ ٨٨٩. العام حمله على الخاصّ ٧٢٧ ـ ٧٢٨ ـ ٧٢٩. كيف يوجد ٧٣٨.

ممكن الوجود : ٨٢٤. بذاته ٨٠٧.

الممنوّ با مادة : ٤٨٨.

المناسبة : ٥٤٠ ـ ٥٤١.

المنام : ٨٥٨.

المنطق : تعظيمه ١١٥ ـ ١٠٨٨. مراعاته ١٣٤ ـ ١٣٧. موضوعه ٥٨٥.

المنطقي : بحثه عن الألفاظ ٥٧٩ ـ إلى ٥٨٥.

المنفعل : ٤٨٩ ـ ٨١٥.

المنقسم : ١٠٦٦ ـ ١٠٥٩.

المني : ٣٢٧ ـ ٣٢٨ ـ ٨٤٨. انفعاله في الرحم ٣٢٥ ـ ٣٢٦. سبب اجتماع أجزائها ٤٠٤ ـ إلى ٤٠٨. علة بقاء مزاجه ١٢ ـ ١٣. مزاجه جامع أخلاط الحيوانات ٧١٦. مزاجه ليس سبب فساده ٣١٤ ـ ٣١٥ ـ ٤٨٣. مبدء مزاجه ٤٨٣.

موادّ القياسات : ١٣٧.

الموازاة : حدوثه لا في زمان : ١١٩ ـ ١٢١.

المواضع المغالطية ، الجدلية : ١٣٨.

الموت : ٦٤٢.

الموتى : وجه الاستغفار لهم : ٨٨٥.

الموجود : ٨٠١ ـ ٨٠٢ ـ ٨٠٤ ـ. اطلاقه على الواجب تعالى ٦٩٠ ـ ٦٩٢ دفعة ١١٣٤.

عوارضه الذاتية ٦٨٩ ـ ٦٩١. لغيره أو ليس لغيره ٤٩٦ ـ ٤٩٨. كيفية لزومها عن الأول تعالى ٦١٣. لذاته ٤٩٦ ـ ٤٩٧ ـ ٤٩٨ ـ ٧١٤ ـ ٧١٥. موضوع علم ما بعد الطبيعة ٧٩٩. المطلق ٤٩٦ ما هو كالانواع له ٦٨٨ ـ ٦٩٠.

الموضوع : ٢٥ ـ ٢٦. للتحريك ١٠٢٧.

الموضوعات المادية : ١٩٤.

المودى : ٧٦.

المؤيّد بالحدس : ١٥٣.

الميّت : علة بقاء مدة ٤٠٤ ـ ٤٠٨ ـ ٤٠٩ ـ ٤١٠ ـ ٤١١ ـ ٤١٧ ـ ٤١٨.

الميل : ٤١٣ ـ ٦٧٦ ـ ٦٧٧. الاختلاف فيه ١٠٢٨ ـ ١٠٢٩.


النائم : ٦٦ ـ إلى ٧٠.

النار : تعلّقها بالحطب ٤٠٦.

النامي : تزايده ٤٠.

النبات : امتزاج أخلاطها ١٢. حركتها التكاملي ٣٨. لا ماهيتة لها عند الحركة ٤٠. فيها شيء ثابت ٢٩٦ ـ ٣٥٤. نفوسها ٤٦٦.

النتيجة : ٧٦٠.

النسبة : ١٠٤٤ ـ ١٠٤٧ ـ إلى ١٠٥٠. التحيّزي ١٠٥٢ ـ ١٠٥٣ ـ ١٠٥٧.

النشف : ٤٠٦.

نظرية الشعاع : ٨٤ ـ ٨٨٤.

النفس : ٣٩٥ ـ ٤٤٢ ـ ٥٩١ ـ ٥٩٢ ـ ٥٩٣ ـ ٦٣٧ ـ ٧٠٣ ـ ٨٨٣ ـ ٨٨٤. اتّصالها بالمبادي ٥٩٩ إثباتها ٤٦٠ ـ ٥٦ ـ إلى ٦٤ ـ ٣٥٤ ـ ٣٥٥ ـ ٤٥٧ ـ ٧١٢ ـ ١٠١٠ ـ ١١٥٩. احتياجها إلى قواها بعد المفارقة ٦٤١ ـ ٦٤٢ ـ ٦٤٣. إدراكها ٢٨٦. إدراكها لذاتها ٢٧٨ ـ إلى ٢٨١ ـ ٦٧١ ـ ٦٧٢ ـ ٦٢٣ ـ ٦٢٤ ـ ٥٤٩ ـ ٥٥٠ ـ ١٠٠٦.

إدراكها للجسمانيات والمجردات ٨٥٠. ارتباطها بالعقل الفعّال ٢٦٣ ـ ٢٦٤ استعمالها القوة الخيالية ١٦٦. استكمالها ٥٥٠ ـ ٦٠٧ ـ ٦٠٨.

اشتمالها على الحواس والقوة العقلية بالحسّ المشترك ١٠٠٥. اكتسابها الهيئات ٦٠٣ ـ ٦٠٤ ـ ٦٠٥ ـ ٦٠٦. امكان وصولها إلى المطلوب بدون الفكر والتعلم ١١١ انطباعها في البدن ٦٦٣. بقاءها ٢٢٤ ـ ٤١٦ ـ ٥٤٢ ـ ٥٤٣. تأثرها من البدن ١١١ ـ ٢٦٧ ـ ٢٦٨ ـ ٢٦٩.

النفس : تعلقها بالبدن مع تبدله ١٦٥ ـ ٤٦٦ ـ ٤٦٧ ـ ٢١٨. تعريفها ٦٩٣. تكاملها بعد المفارقة ٦٠٦. جامعة للاستقصات ١١٤٣.

حدها ٨٤٩. حصول المعلومات الغير المتناهية لها ٦٢٠ ـ ٦٢١. الحيواني ٢٨٧ ـ ٤٥٨ ـ ٦٦٥ ـ ٦٦٦ ـ ٨٩١. زوال بعض الهيئات عنها ٢٣٧ ـ ٦٠٢ ـ ٦٠٥ ـ ٧٤٢. سبب اجتماع أجزاء المني : ٤٠٥ ـ ٤٠٦ ـ ٤٠٨. السعيدة ٦٠١. شعورها لذاتها ٤٤١ ـ ٤٤٢ ـ ٨٨١.

شوقها إلى العالم الحسّي ٥٩١. صحتها شرط درك الفيض العلوي ٧٩٨. طريقها لتحصيل العلم ٦٠١. عند ما تعقل الإنسانية أو النفس ٦٢٥ ـ ٨٩٢. غير المزاج ٩٢ ـ ١٠٥ ـ ٧١٨ ـ ٧١٧ ـ ١٠٩٦ ـ ١٠٨٨. غير الأعضاء ٧١. غير الحياة ١١٤٢. في حفظ الأخلاط الحيوانية ٣١٢ ـ ٣١٣. قبل المزاج ٨٤٧. كاف في وجود أفعالها ٢١٢ ـ ٢١٣. كونها عقلا ١٨٧ ـ ٢٥٥ ـ ٥٩٤. لا تكون علته جسم ١٠٦٥. لا تحسّ بالأعضاء حال السلامة ٦٣. ليست مركبة ٥٥٠. مادة للمعقولات ١٨٧. ما فيه من المعاني ٣٥٧. مجرد ٤٥٦ ـ إلى ٤٦٠ ـ ١١٥٣ ـ إلى ١١٥٧. مركبة ٣٤٢ ـ ٣٤٣.

الناطقة ١٦٠ ـ ١٦٢ ـ ١٦٣ ـ ٢٣٢ ـ ٢٨٧ ـ ٨٨١ ـ ٨٩١. هي الجامع ٤٨٠. وجه البحث عنها في علم ما بعد الطبيعة ٦٩٣. وجوده ٤٠١ ـ ٤٠٢ ـ ٤٠٣. راجع النفوس.

النفس القدسية : ٢٣٧.

نفس الوالد ليست سببا لنفس الولد : ٧٨١.


النفوس : إزالة الهيئات الردية عنها ٧٤٢.

الإنسانية ٥٤٢ ـ ٥٤٣ ـ ٥٤٩ ـ ٧٦٦. البشرية ٨٩٦. تدبيرها لأبدانها ٧٠٢ ـ ٧٠٣. جامع استقصاتها ١١٤٣. كيفية انفعالها ١٥٨.

هيئاتها ٣٣٧ ـ ٣٥٦. السمائية ٨٨٢. الكاملة عقلها بعد المفارقة ٨٨٨. لزوم تعقلها لما يلزم ذاتها ٨٩٧. المفارقة ٥٩٣ ـ ٧٦٦ ـ ٧٨١ ـ ٨٨٣ ـ المادية تصورها للمعقولات ٨٩٤.

هل تنفع عنه الإدراك ١٥٨. هيئاتها ٣٣٩ ـ ٣٥٦.

النفوس المفارقة بعد المفارقة : ٥٩٣. لا تكون سببا لوجود نفس ما ٧٨١ ـ ٧٨٢.

النقطة : ٥٩٠ ـ ١٠٨٧ ـ ١١٣٣.

النموّ : ١٠٩١.

النهوض : ٥٩٧.

النور التي يأتي للسالك : ٧٩٨.

النوع : تغييره ٤٧٤. تعينه ٦٥٤. تشخصه ٨٩٦.

علته من خارج نوعه ٤١٩. ليس لوازمه من لوازم الجنس (الشخص) ٣٠٥ ـ إلى ٣٠٩. ما جاز على شخصي نوع واحد واحد ٣٢١.

النوم : ٢٦٢ ـ ٢٦٤.

* * *

الهرب : ٢٤٣.

الهندسة : ٥٨٠ ـ ٥٨٤.

الهواء : حبسها في الأرض ١١.

الهوهو : إدراكه ٢٤٦. من عوارض الموجود ٦٨٩.

الهيئات الإذعانية الاستعلائية : ٦٠٢ ـ ٦٠٣ ـ ٦٠٤.

الهيئات الردية : إزالتها ٧٤٢ ـ ٦٠٢.

الهيولى : ٤٣١ ـ ٧٢١ ـ ٧٢٢ ـ ٧٤١ ـ ٨٣١ ـ ١١١٥. بقاء استعدادها بعد حصول الصورة ١٤٨. بساطتها ٣٤٠. تكون لها صورتان ٢٥٨ ـ ٢٥٩. علة بعض الأعراض الجسمانية ١١١٢. فصلها ٧٩٤. لا يعقل وجود الصورة فيها ١٧٢. ليس لها حيّز ٧٤٣. نسبتها إلى العناصر والكواكب ١١٠٥.

* * *

الواجب : ٧٢٩ ـ ٨٠٥ ـ ٨٨٠ ـ. وجوده ٨٧٨.

إطلاق الموجود عليه ٦٩٠ ـ ٦٩٢. راجع الأول تعالى.

واجب الوجود : ٦٥٤ ـ ٧٩١ ـ ٨٠٦ ـ ٨٤٣. إثباته ١٤٠. بذاته ٨٠٧. الخلق من لوازمه ٢٥٦.

الفعل من لوازم ذاته ٧٣٧ ـ ٧٣٨. لا ماهية واجبة له ٨١٦ ـ ٨١٧ ـ ٧٩١. لا يعقله غير ذاته ٧١٣. واحد ١٠٨٨. ليس بعرض ولا جوهر ٤٢٠ ـ ٧٨٩ ـ راجع الأول تعالى.

الواجبات العملية : ٥٧٠.

الواجبيّة : ٣٨٦ ـ ٣٩٠ ـ ٣٩١ ـ ٤٦٦ ـ ٦٤٥ ـ ٨٧٨. بشرط ٦٥١. فرقها مع الوجود ٧٩٦ ـ ٨٦٩. المطلقة ٦٥١.

واجبية الانسان : ٦٥٠.

الواحد : ٨٠١. بالمعنى العام ٧٨٠. الفرد ٨٤٣.

لا يصدر عنه إلا الواحد ٢٦٠ ـ ٢٦١ ـ ٣٦٧ ـ ٦٧٣ ـ ٧٤٠ ـ ٧٨٧. لا يلزمه شيئان ٣٦٩.

لا يلزمه شيء من خارج ٣٦٧. نسبته إلى الكثرة ٦٢٠ ـ ٦٢٠ ـ ٧٥٧.


الوالد : سبب اجتماع المني ٤٠٤ ـ ٤٠٧. ليست نفسه سبب نفس الولد ٧٨١.

واهب الصور : لا يكون جسما ٧٧٢. عقل ٧٤٣.

الوجود : ٣٥٠ ـ ٣٨٩ ـ ٤٣٢ ـ ٤٧٨ ـ ٤٧٧ ـ ٤٧٩ ـ ٧٩٢ ـ ٧٩٣ ـ ٨٠٢ ـ ٨٠٣ ـ ٨٠٥ ـ ٨٠٩ ـ ٨١٠ ـ ٨٢٢ ـ ٨٢٣ ـ ٨٢٤ ـ ٨٦٢.

أول الأمور ٨٠٠. إمكانه ٧٥٨ ـ الأول ٣٧٦.

الإثباتي ٨٠٢ ـ ٨٠٣. امكانه من علة ٧٩٠.

الذي هو خاصية الحق هو الواجبية ٣٨٦. بما هو وجود ٨١٥ تأكده ١٠٤ ـ ٢٢٦ ـ ١٠٤.

تعريفه ١٧٩ ـ ١٨٠ تعلقه بالمواد ١٩٠ ـ إلى ١٩٣. الخارجي لازم الماهيات العلمية للمقربين ٣٦٦. الخاص ٨٠٢. الصفات التي تكون منه للأشياء ٨٢٠. صفته ١٠٠٤. العام ٤٧٦ ـ ٤٧٨ ـ ٦٤٨ ـ ٧٢٧ ـ ٧٢٨. عرض ٤٢٠ ـ ٤٢١ ـ ٧٨٩. فرقه مع الواجبية ٧٩٦ ـ ٨٧٨ ـ ٨٦٩. للنفس ٧٥٠. لا يكون معلولا ٧٠١ ـ ٨١٩. لا فرق بينه وبين الثبات ١٠٠٤.

لا يكون من لوازم الماهية ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ـ ٧٩٥.

ليس بجنس أو لازم غير مقوم ٦٤٧ ـ ٦٤٨ ـ ٦٤٩. الممكن ٨٦٢. المستغني عما يقوم فيه وبه آكد ١٠٣. من حيث هو وجود إما معلول أو مستغن ٣٧٦. مبدءه واحد ٦٣١. من صفات الشيء ٣٥٠. نسبته إلى الإمكان ٨٧٠. وجوبه ٨٢٢ ـ ٨٢٣. واجب أو ممكن ٤٧٥. وحدته ٩. يلزم واجبية الأول تعالى ٤٧٩.

الوحدة : ٨٠٠. تعريفه ١٧٩.

الوحدة : تعلقه بالمواد ١٩٠ ـ إلى ١٩٤. الطبعي والقسري ١٠٠٣. والكثرة ٧٥٧. يسلبها التقطيع من جهة ولا يسلبها من جهة ٤٦٢.

الوصف الذاتي وغير الذاتي : ٨٣١ ـ ٨٣٢ ـ ٨٣٣.

الوضع : ٢٦٨ ـ ٢٦٧ ـ ٥٦٦.

الوهم : ٥٢٠ ـ ٥٢٨ ـ ٤٥٣ ـ ٥٤٧ ـ ٦٥٧. الإنسان أقرب إلى قبوله من العقليات ١٠٨٨.

الوقت : ٤٢٢ ـ ١١٢٥ ـ إلى ١١٢٩.

* * *

اليقين : ٧٢٦ ـ ٧٩٧.

تمّ والحمد لله.


فهرس الاعلام والامكنة

ابن السمح : ١٣٢.

ابن زيلة : ٢.

أبو حامد الاسفزاري : ٥٧٠.

أبو الخير بن الخمار : ١٣٢.

أبو الفرج بن الطيّب : ١٣٣.

أبو القاسم الكرماني : ٤٩ ـ ٥٦ ـ ٦٩ ـ ٧٠ ـ ١١٣ ـ ٢٤٦ ـ ٢٤٩ ـ ٢٢٤ ـ ٥١٣.

أبو نصر الفارابي : ١١٦١.

أرسطو : ١١٧ ـ ١٢٧ ـ ١٣٨ ـ ٣٤٣ ـ ٩٠١ صاحب المنطق.

اسكندر : ١١٥٩ ـ ١١٦١.

أصفهان : ١٢٩.

أفلاطون : ٣٤٣ ـ ٤٨١ ـ ٨٧١ ـ ١١٥٥.

انطيفن : ١١٠٩.

أهل العراق : ١٣٦.

بعض أولاد الامراء : ١٣٠.

بهمنيار : ٣٩٧ ـ ٥٠٠.

ثامسطيوس : ١١٥٩ ـ ١١٦١.

جماعة من أهل النظر : ١٠٨٨.

جالينوس : ٥٧ ـ ٩٧ ـ ٩٨ ـ ١٠٩١.

الحكماء : ٧٠.

الحكيم : ٨٢٧.

الخراسانية : ٧٤٤.

ديمقراطيس : ١١٥٩.

الرسميّون : ١١٦٠.

الري : ٤٤ ـ ١٢٩ ـ ١٨٣.

السلطان الماضي : ١٢٧.

صاحب المنطق : ١١٥٩.

الشيخ : ١٢٧ الشيخ الرئيس : ٣٩٧ ـ ٣٩٨ ـ ٥٠٠ ـ ٥٠١.

الشيخ الفاضل : ٤٦ ـ ٤٧ ـ ٤٨ ـ ٦٦ ـ ٧٦.

الشيخ أبو القاسم الكرماني أبو القاسم الكرماني.

الشيخين : ١٣٠ ـ ١٣١.

الفارابي أبو نصر.

الفلاسفة : ٥٧٠. المتقدمون ٧١٣.

الفيلسوف : ٧٠٠ ـ ٦٩٤.

الكرماني أبو القاسم الكرماني.

الكيا : ١١٥٨.


المتكلمون : ١١٢٥.

متكلمي الوقت : ١٠٨٨.

المحدثون : ١٢٩ ـ ١٤٠.

مدينة السلام : ١٢٩ ـ ١٣٠ ـ ١٤١ ـ ١١٥٩.

مسكويه : ١١٣.

المشرقيين : ٨٧٦.

المعتزلة : ٤١٥ ـ ٦٩٩ ـ ٧١٣ ـ ١٠٨٠.

بعض المعتزلة : ١٧٩ ـ ٦٩٩.

المفسرون : ١١٦١.

المهندسون الحذّاق : ١٠٨.

النصارى من أهل مدينة السلام : ١١٥٩.

يحيى النحوي : ١١٦٠ ـ ١١٦١.

تمّ والحمد لله.


فهرس الكتب والرسائل

أثولوجيا : ١٢٧ ـ ١١٦١.

الإشارات : ٢ ـ ٣ ـ ١٧٤ ـ ١٤٧ ـ ٧٩١.

اقليدس : ١١٣٦.

الانصاف : ٣٥ ـ ١٢٧ ـ ١٢٨ ـ ١١٦١.

الجزء الصغير : ٦٦٦.

حرف الألف الصغرى : ١٤١.

الحكمة العرشية : ٢٩٩.

الرقعة المشتملة على المسائل : ٥٠٠.

السماع أرسطو : ١١٧. كتاب السماع.

شرح كتب أرسطوطاليس : ١٢٧ الشفاء : ٥٦ ـ ١٧٤ ـ ٢٢٣ ـ ٢٣٢ ـ ٤٨١ ـ ٩٠٠ ـ ٥٦٨ ـ ٥٨٣ ـ ٥٩٠ ـ ٧٩١ ـ ٨٧٧ ـ ١٠٨٨ ـ ١١٦٠.

الفصوص : ١١٦١.

كتاب البرهان : ٥٨٥ ـ ٦٩١ ـ ٦٩٦.

كتاب ايساغوجي : ١٣٦.

كتاب بارس ارمينياس : ١٣٦.

كتاب سوفسطيقا : ١٣٦ ـ ١٣٨.

كتاب قاطيغورياس : ١٣٦.

كتاب الحسّ والمحسوس : ١٣٦.

كتاب السماء : ١٣٦.

كتاب السماع الطبيعي : ١١٦٠.

الكتاب الصادر أخيرا : ٣٩٨.

كتاب القياسات : ٦٠٠.

كتب أرسطوطاليس : ١٢٧.

كتب الشيخ الجليل : ١٣٢.

كتاب ما بعد الطبيعة : ٦٩٤ ـ ١٠٠٤ ـ ١٤٠ ـ ١٤١ ١٣٦.

كتاب النفس : ١٧٥ ـ ١٧٦ ـ ١٩٧ ـ ٢٠٤ ـ ٢٧٢ ـ ٢٩٨ ـ ٥٩٠ ـ ٧٠٧ ـ ١١٥٣ ـ ١١٥٩.

كتاب يحيى النحوي : ١١٦٠.

المباحثات الصديقية : ٨٩٦.

المبدأ والمعاد : ٦٤٦.

المسائل العشر : ٨٤٥.

المسائل المشرقية : ٣٤.

المسائل في المباحثة : ١١٤.


فهرس مراجع التعليق والتقديم

إخبار العلماء بأخبار الحكماء القفطي دار الآثار ـ بيروت.

أرسطو عند العرب عبدالرحمن بدوي وكالة المطبوعات ـ بيروت ـ ١٩٧٨ م.

الاشارات والتنبيهات شرح نصير الدين الطوسي مطبعة الحيدري ـ طهران ـ ١٣٧٩ ه.

تاريخ مفصل ايران عباس اقبال آشتياني خيام ـ طهران.

تاريخ حكماء الإسلام ظهير الدين البيهقي المجمع العلمي ـ دمشق ـ ١٣٦٥ ه.

التحصيل بهمنيار بن مرزبان كلية الإلهيات ـ طهران ـ ١٣٤٩ ش.

الحكمة المتعالية في الأسفار الأربعة صدر الدين محمد الشيرازي شركة المعارف الإسلامية ١٣٧٩ ه.

دائرة المعارف بزرگ اسلام هيئة التحرير مركز دائرة المعارف طهران ١٣٦٧ ش.

دانش نامه ايران و اسلام هيئة التحرير بنگاه ترجمه ونشر كتاب طهران.

سيرة الشيخ الرئيس أبو عبدالله الجوزجاني نيويورك ١٩٧٤ م.

الشفاء ابن سينا مكتبة آية الله المرعشي ـ قم ـ ١٤٠٤ ه.

صوان الحكمة السجستاني بنياد فرهنگ ايران ـ طهران ـ ١٩٧٤ م.

فهرست كتابخانه اهدائي مشكوة (ج ٣ / ١) دانش پژوه جامعة طهران ـ طهران ـ ١٣٣٢ ش.

فهرست كتابخانه اهدائي مشكوة (ج ٣ / ٤) دانش پژوه جامعة طهران ـ طهران ـ ١٣٣٥ ش.

فهرست كتابخانه مجلس (ج ٢)

فهرست كتابخانه آية الله مرعشي (قده) (ج ١) سيد احمد حسيني مطبعة مهر استوار ـ قم ـ ١٣٩٥ ه.

فهرست كتابخانه مدرسه آخوند همدان دكتر جواد مقصود مطبعة آذين ـ ١٣٩٧ ه.

فهرست دو كتابخانه مشهد عبدالله نوراني فرهنگ ايران زمين ـ طهران ١٣٥١ ش.

فهرست مصنفات ابن سينا دكتر يحيي مهدوي جامعة طهران ـ طهران ١٣٣٢ ش.

فهرست ميكروفيلم هاي كتابخانه مركزي (ج ١) دانش پژوه جامعة طهران ـ طهران ـ ١٣٤٨ ش.

فهرست ميكروفيلم هاي كتابخانه مركزي (ج ٢) دانش پژوه جامعة طهران ـ طهران ـ ١٣٥٣ ش.

المباحث المشرقية فخر الدين الرازي بيدار ـ قم ١٤١١ ه.

المبدء والمعاد ابن سينا موسسه مطالعات اسلامي ـ طهران ١٣٦٣ ش.

المبدء والمعاد صدر الدين محمد الشيرازي انجمن فلسفه ايران ـ طهران ـ ١٣٥٤ ش.

نزهة الأرواح الشهرزوري مطبعة دائرة المعارف ـ حيدرآباد ـ ١٣٩٦ ه.

المباحثات

المؤلف:
الصفحات: 400