ترجمة المؤلف قده

١ ـ نسبة الشريف

٢ ـ ولادته

٣ ـ نشأته

٤ ـ مشايخه في القرائة : والرواية

٥ ـ الراون عنه

٦ ـ ثناء العلماء عليه

٧ ـ مؤلفاته

٨ ـ أولاده

٩ ـ وفاته

١٠ ـ مدفنه


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

ولعنة الله على أعدائهم من الجن والانس

من الاولين والاخرين من الان الى

قيام يوم الدين آمين رب العالمين


( نسبه الشريف )

هو العالم العامل والفقية الكامل فخر الاقران والاماثل جامع الفواضل زين الاواخر والاوائل المحقق الابهر العلامة الازهر مولينا السيد ميرزا جعفر بن العلامة الفقيه السيّد علينقي(١) بن العلامة السيّد

__________________

(١) كان ره من أكابر فقهاء عصره قال في المآثر والاثار ص ١٧٤ من العمود الاول : حاج ميرزا علينقى طباطبائى از أعاظم مجتهدين كربلاء بود واز رياست وشهرت واعتبار دين ودولت سهم عظيم وحظى وافر داشت : وقال في نجوم السماء بعد ذكر اسمه الشريف واسم والده : از أعاظم مجتهدين أماميه وأكابر فقهاء مذهب جعفريه جامع مكارم اخلاق وفقيه على الاطلاق ومرجع عوام وخواص عراق بالاتفاق بوده الخ فلاحظ : وقال صاحب الروضة البهية : وكان عالماً فاضلاً مجتهداً بصيراً قاضياً مدرساً رئيساً في الحائر على مشرفه السلام وكان بيني وبينه ( يعني والده العلامة السيد حسن ) مراودة وخلطة ومودة أدام الله بقائه حيث كان جاراً لنا في الحائر حين تشرفي بالزيارة ولله الحمد والمنة صار العلم في محله واستقر في مكانه بوجودهما دام عمرهما انتهى.

( أقول ) وتثنية الضمير باعتبار الوالد والولد فلاحظ هذا وراجع أعيان الشيعة وأحسن الوديعة وطبقات الاعلام وريحانة الادب وغيرها توفى أعلى الله مقامه في الحائر الطاهر سنة ١٢٨٩ ه‍.


حسن المعروف بحاجي آقا ابن العلامة الفقيه المؤيد السيد محمد المعروف بالسيد المجاهد (١) صاحب المناهل الفقهية والمفاتيح الاصولية ابن العلامة الفقيه الشهير والاصولي الماهر النحرير السيّد علي (٢) الطباطبائي الحائري صاحب الرياض المشتهر في الافاق.

__________________

وأرخ وفاته بعض الادباء بقوله :

لما نعي العلم خير حبر

قضى نقي الردا زكيا

ناديت القى العصا وأرخ

حقاً على قضا نقيا

وله مؤلفات فقهية واصولية ذكرها صاحب أحسن الوديعة فراجع.

(١) وصفه صاحب الروضة البهية : بالامام الاجل الاعظم الاكرم النحرير الزاخر والسحاب الماطر الفايق على الاوايل والاواخر صاحب التحقيقات الرشيقة في القواعد الاصولية والضوابط الكلية الفقهية والفروع المستنبطة ومصنف التصنيفات الحسنة ومؤلف المؤلفات الجهدة سيدنا واستاذنا وشيخنا المعظم وملاذنا المقدم ألخ.

( أقول ) وكفى في علو مقامه ورفيع درجته تعبير شيخ فقهائنا الاجلة المرتضى قده عنه بسيد مشايخنا : وان شئت زيادة التعرف على أحواله أعلى الله مقامه راجع الكتب المفصلة في التراجم.

وتوفى قده سنة في الحائر الطاهر ودفن في السوق الواقع بين الحرمين الشريفين وعلى قبره الشريف ، قبة عالية : ولكن سمعنا في هذه الاواخر ان الدولة الكافرة والعصابة الملحدة البعثية قد هدمت مرقده الشريف لاجل فتح الشارع المتصل بالحرمين الشريفين.

(٢) اشتهاره بين الطائفة الحقة بالتحقيق وزيادة التدقيق والمهارة التامة في الفقه والاصول وتفوقه على العلماء الفحول كجملة من تقدمه وكل من تأخر عنه أشهر من الشمس وأبين من أمس راجع أعيان الشيعة وروضات الجنات وغيرهما من المؤلفات ، وقبره الشريف جنب قبر خاله الوحيد مما يلي رجلي الشهداء في الحرم الحسيني على مشرفه السلام.


نسب كأن عليه من شمس الضحى

نوراً ومـن فلق الصباح عمودا

ويحق لسيدنا المترجم ان يقول :

اولئك آبائى فجئنى بمثلهم

اذا جمعتنا يا جرير المجامع

فكان ره نعم الخلف لنعم السلف وكان بيته الشريف في الحائر الباهر من كبار بيوتات العلم والعمل واشهرها عريقاً في العلم والفضل والرياسة والسياسة مجمع الفحول ومعدن ارباب المعقول والمنقول وكعبة علوم تطوف حوله رجال الفقه والاصول من سائر الاقطار الاسلامية وتشد اليه الرحال من البلاد النائية الامامية.

( ولادته )

ولد سيدنا المترجم العلامة اعلى الله مقامه في الحائر الطاهر سنة ١٢٥٨ هجري كما فى أعيان الشيعة وأحسن الوديعة وقد وجدوا ذلك بخطه نقلا عن خط والده ; في ١٢ ربيع الاخر كما في اعيان الشيعة واحسن الوديعة . وأرخ شيخنا الطهراني قده فى طبقات الاعلام ولادته سنة ١٢٥٥ ـ والاول أصح كما لا يخفى.

( نشأته )

نشأ سيدنا المترجم قدس الله سره في بيت اكتنفه العلم من جميع جوانبه وترعرع في أحضان الفضل والفضيلة ونما فى مهد العز والافتخار بين والدين كريمين عرفا بالزهد والورع والصلاح وشب ولعاً بتحصيل العلوم الشرعية والمعارف الدينية تبعاً لابائه الكرام واجداده الفخام اعلى الله مقامهم فى دار السلام : قال في احسن الوديعة :


ونشأ منشأ عجيباً بحيث قد حير ذكائه وجودة فهمه وسرعة انتقاله اساتذه العصر الخ.

فقرء المبادئ الاولية من النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان حتى فاق الاماثل والاقران .

ثم قرء السطوع العالية والمتون الراقية عند علماء عصره وفضلاء بلده : وبعد الفراغ منها أخذ في الحضور على علماء تلك البلدة المقدسة الاعيان وفقهائها الاركان حتى تألق نجمه وعلا ذكره وصار ممن يشار اليه بالبنان من بين الفضلاء الاقران.

ومن ثم اشتاقت نفسه الشريفة الى الارتقاء الى المراتب العالية والدرجات السامية فهاجر الى عاصمة الشيعة ، ومركز فطاحل علماء الشريعة متردداً الى اندية الفحول يكرع من مناهلهم العذبة من المعقول والمنقول حتى صار من ابرز اساتذة الفقه والاصول.

ولما حصل على شهادات الاجتهاد الذي هو أبعد من طول الجهاد من اساتذته الامجاد رجع الى وطنه ومسقط رأسه وبلد أنسه كربلاء المقدسة.

واخذ في التاليف والتضنيف وقضاء الحاجات وفصل الخصومات حيث صار واحد مراجع عصره واعلام زمانه ورؤساء أوانه والكل قد اذعنوا له بالتقدم والتفوق على أمثاله واقرانه.

ولعمري لقد القت الامة زمام الامر عليه وانثالت بالرجوع والتقليد اليه فقام ; بأمورهم أحسن قيام وأدى وظيفته الشرعية على اكمل وجه واتم نظام فجزاه الله عن الاسلام واهله خير الجزاء وحشره مع اجداده الطاهرين فى دار السلام.


( مشايخه في القرائة والرواية )

حضر في كربلاء المقدسة على والده العلامة وعلى الفقيه الشهير الشيخ زين العابدين الحائري المازندراني وفي النجف على خاله العلامة المفضال السيد علي الطباطبائي صاحب البرهان القاطع في شرح المختصر النافع المطبوع في طهران وغيرهما من الفطاحل والاعلام اعلى الله مقامهم فى دار السلام : هذا ويروى الاخبار الصادرة عن ائمتنا : المودعة فى الجوامع الكبار لعلمائنا الاخيار عن جماعة من الاكابر والابرار وانهم قد صرحوا فى اجازاتهم له ببلوغه اعلى مراتب الاجتهاد على رؤوس الاشهاد واليك الان أسمائهم الشريفة.

( فمنهم ) :

العلامة الشهير الفقيه الخبير صاحب المقامات السامية والكرامات النامية السيد محمد مهدي الموسوي القزويني صاحب فلك النجاة المتوفى سنة ١٣٠٠ ه‍ تاريخ الاجازة سنة ١٢٩٦ ه‍.

( ومنهم ) :

العالم العابد والفقيه الزاهد العلامة الازهر الشيخ جعفر التستري ; المتوفى سنة ١٣٠٣ ه‍ وقد تناثرت النجوم يوم وفاته : تاريخ الاجازة سنة ١٢٩١ ه‍.

( ومنهم ) :

العلامة الرجالي والفقيه الاصولي السيد محمد هاشم الموسوي


الخونساري صاحب مباني الاصول وأصول آل الرسول وغيرهما من المؤلفات وشقيق صاحب الروضات قدهما المتوفى سنة ١٣١٨ ه‍ تاريخ الاجازة سنة ١٣٠٩ ه‍.

( ومنهم )

الفقيه الرباني والعالم العامل الصمداني المحلي بكل زين مولانا الشيخ محمد حسين الاردكاني الحائري قده المتوفى سنة ١٣٠٥ ه‍ : تاريخ الاجازة سنة ١٢٩٢ ه‍ ٦ / شهر ربيع الثاني.

( ومنهم )

حجة الاسلام والمسلمين آية الله في العالمين الميرز حسين نجل المرحوم الميرزا خليل قدهما المتوفى سنة ١٣٢٦ ه‍ تاريخ الاجازة ١٣١٣ ه‍ ١٠ / ذيحجة الحرام.

( ومنهم )

مرجع عصره ووحيد زمانه العلامة المؤتمن الشيخ محمد حسن آل يس قده المتوفى سنة ١٣٠٨ ه‍ تاريخ الاجازة سنة ١٣٠١ ه‍ شهر ذيحجة الحرام.

( ومنهم )

العالم الفقيه والمحقق الوجيه الرباني ملا محمد الايرواني قده المتوفى سنة ١٣٠٦ ه‍ تاريخ الاجازة سنة ١٢٩٩ ه‍.


( ومنهم )

السيد السند والركن المعتمد الفقيه البارع السيد علي الطباطبائي آل بحر العلوم صاحب البرهان القاطع في الفقه المتوفى سنة ١٢٩٨ ه‍ تاريخ الاجازة ٣ / محرم الحرام سنة ١٢٩١ ه‍ ويعبر عنه سيدنا المؤلف قده في رسالته هذه بالاستاذ الخال.

( ومنهم )

شقيق سيدنا المشار اليه العلامة الفقيه السيد حسين الطباطبائي آل بحر العلوم تاريخ الاجازة سنة ١٢٩٦ ه‍ ٢٤ ذيحجة الحرام.

( ومنهم )

العالم العامل الرباني الفقيه المتبحر الصمداني الشيخ زين العابدين الحائري المازندراني قده المتوفى في الحائر الشريف سنة ١٣٠٩ ه‍ تاريخ الاجازة سنة ١٢٩٠ ه‍ ٢٨ صفر الخير.

( ومنهم )

السيد السند والمولى الممجد ابن عم سيدنا المؤلف السيد ميرزا زين العابدين الطباطبائي قدس سره الزكي تاريخ الاجازة سنة ١٢٩٢ ه‍.

( ومنهم )

العالم العامل والفقيه الكامل ميرزا ابو تراب الشهير بميرزا آقا القزويني قده تاريخ الاجازة غرة رجب المرجب سنة ١٢٩٢ ه‍ :


وكان هذا المولى العظيم الشأن من تلامذة شيخنا الانصاري وصاحب الجواهر والشيخ حسن نجل الشيخ الكبير كاشف الغطاء والحاج ملا اسد الله البروجردي قدست أسرارهم.

( وأما الراون عنه ) :

فكثيرون ايضاً جائت اسمائهم الشريفة في بطون كتب التراجم الاجازات : ومنهم : العالم الفاضل السيد محمود المرعشي رحمة الله عليه والد النسابة المعاصر آية الله السيد محمد حسين المعروف بشهاب الدين المرعشي النجفي دامت بركاته كما نقل عنه في هامش ج ل من معارف الرجال ص ٢٨١.

( ثناء العلماء عليه )

فقد اثنى عليه العلماء الكملون والفقهاء الراشدون في كتب التراجم والرجال ثناء بليغاً ومدحوه مدحاً جميلا يكشف عن علوّ مقامه السامي في فنون العقلية والنقلية وتفوقه في القواعد الاصولية والفروع الفقية مضافاً الى ما ذكره اساتذته العظام ومشايخه الكرام في اجازاتهم له :

قال استاذه العلامة السيّد علي الطباطبائي صاحب البرهان القاطع في شرح المختصر النافع في اجازته له : مجمع الفضائل منبع الفواصل زبدة الاواخر والاوائل الحري بان يتمثل بقول القائل.

واني وان كنت الاخير زمانه

لات بما لم تستطعه الاوائل

محقق الحقائق كاشف رموز الدقايق موهبة الخالق فى الخلايق


بدر العلم الساطع قمر الفضل الامع الولد العز الافخر قرة العين الازهر السيد محمد جعفر آل الامير السيد علي الطباطبائي الحائري صاحب الرياض فقد اصبح بحمد الله من جهابذة الزمان والعلماء الاعيان يشار اليه بالبنان من كل جانب ومكان وتاهل ان يكون علماً للعباد ومناراً في البلاد ينادى به المناد ويحدو به الحاد ويؤمه الحاضر والباد يرجعون اليه في الحكم والفتيا بالانقياد الخ.

( وقال ) الفاضل الشهير الاردكاني قده في حقه في اجازته له : السيد السند والحبر المعتمد المسدد درّ صدف المجد والسيادة ودرى سماء الفضل والسعادة نور حديقة الفواضل ونور حدقة الفضائل واحد السادة وواسطة القلادة العالم المهذب المطهر والعالم الساطع المضيء الأزهر مولينا السيد محمد جعفر الى ان قال قده : فوجدته قد غاص في التحقيق والتدقيق على اعماق اللجج وشقق الشعرة في ايضاح الادلة والحجج واجاد في اقتناص المدلول من الدليل واستخرج غوامض الفروع من الاصول بوجه انيق جميل وسمح بفوائد لطيفة ومقاصد شريفة الى ان قال قده فهو بحمد الله قد بلغ منتهى معارج الرجال واقصى مدارج الكمال وحاز من الفضل درجة لا تواري ورفعة لا تحاذي وذروة تفوق هي العيوق ويقصر دونهما الانوق الى ان قال : فله من المناقب والمزايا ما فيه شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل العقبى فهو امام لمن اقتدى بصر لمن اهتدى ينبغي ان يستعطي منه الهدى ويستجلي منه العمى الخ.

( وقال ) العلامة السيد ميرزا محمد هاشم الخونساري قده في حقه


بما هذا نصه السيد السند المؤيد المسدد العالم العامل الكامل المدقق الفهام بل الحبر الماهر المتتبع المحقق العلام المترقي من حضيض التقليد الى اوج الاجتهاد على وجه الاطلاق الحقيق بان يشد اليه الرحال من اطراف الافاق سليل العلماء الاعلام قدوة الافاضل الفخام مجمع مكارم الاخلاق ومحاسن الخصال والفضائل معدن الزهد والورع والتقوى والفواضل سيدنا الاجل الافخم الاطهر الاغا السيد محمد جعفر.

الى ان قال : فان العبد بعد تشرفي في الحائر الشريف بلقاء جنابه وادراك فيض صحبته وقوفي على جملة من مؤلفاته الشريفة ورسائله المنيفة وجدته مجتهداً جامعاً كاملا في الاحاطة بالقواعد الشرعية وخفايا الاحكام الفرعية فصح لى ان اقول واكتب في حقه اداءاً لبعض ما يستحقه من اظهار مقاماته الرفيعة ان جنابه ايده الله تعالى حقيق بان يتصدي للافناء بين الانام وان يثني له وسادة القضاء والحكم بين الخواص والعوام : وللعوام ان يقلدوه فيما يفتي ويقول فانه منتهى المطلب وغاية المأمول ولعمرى انه احيى ما خفي من مزايا آبائه الكرام وافصح عن نتائج فوائدهم على ما هو المقصود والمرام الخ.

وهكذا بقية مشايخه فقد مدحوه بكل جميل واثنوا عليه بما يستلذ بسماعه النبيل اعلى الله مقامهم جميعاً في اعلى عليين وحشرنا واياهم مع محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين.

هذا وقال : صاحب أحسن الوديعة في ص ١٥٧ من ج ل منه من طبع النجف.


العالم الفقيه الفاضل والعلم الوجيه الكامل : كان ; اعجوبة عصره وعلامة مصره يرع في الفنون العقلية والنقلية واجتهد في القواعد الاصولية والفروع الفقهية حتى جمع شرائط الامامة وصار قدوة للخاصة والعامة بحيث قد أقر له فقهاء الزمان بالتقدم والفضل على جميع الاقران الى أن قال قده :

وبالجملة فقد كان صدراً رئيساً وسيداً نقريساً وعالماً كبيراً ومجتهداً بصيراً شاع ذكره العالي في الديار واشتهر السامي في الاقطار انتهى.

وقال : سيدنا الامين حشره الله مع أجداده الطاهرين فى الجزء السادس عشر من المجلد السابع عشر من أعيان الشيعة ص ٧٨ طبع دمشق سنة ١٣٥٩ : بعد ذكر اسمه الشريف : كان عالماً فاضلا كاملا رئيساً وفي بعض مؤلفات أهل العصر كان عالماً فاضلا فقيهاً اصولياً الخ فقد أخذ بذكر مشايخه في القرائة والرواية وبيان مؤلفاته ثم قال ومن شعره الموجود في آخر المجالس النظامية قوله :

واني جعفر المعروف ذكراً

سليل الخمس من آل العبا

علي والدي و به انتسابي

الى جدي الزكي طباطبائي

وقال أيضاً وله شعر طبع بعضه في آخر المجالس النظامية مع تقريظه له فلاحظ. وقال صاحب نجوم السماء في ج ٢ ص ٢١٥ منه ما هذا نصه :

الميرزا جعفر بن علي نقي حجة الاسلام الطباطبائي الحائري وى از خانواده علم وفضل بوده جليل القدر عظيم المنزلة فاضل وعالم


ومقدس ومتورع وزاهد وعابد تحصيل علوم از پدر بزرگوار خود نموده بود الخ.

وقال شيخنا العلامة الطهراني قده فى طبقات الاعلام ج ل من قسم النقباء ص ٢٩٤ : ما هذا نصه : علامة متبحر وفقيه جليل انتهت اليه الرئاسة في كربلاء بعد والده وصار من أعاظم العلماء ومراجع الامور فلاحظ هذا وقد ذكره غير واحد من علمائنا الأجلة أيضاً ولو أردنا بيان كل ذلك لخرجنا عن الايجاز المعتدل الى الاطناب العمل كما لا يخفى فلاحظ.


( مؤلفاته )

١ ـ رسالة فى جواز التطوع وقت الفريضة.

٢ ـ رسالة فى التسليم وانه به يتم الصلاة وتخرج عنها دون غيره.

٣ ـ رسالة فى تحقيق معنى شرطية المسافر للتقصير.

٤ ـ رسالة فى سقوط الوتيرة في السفر كسقوط غيرها من نوافل الظهرين.

٥ ـ رسالة في وجوب التقصير على من قصد بريداً فصاعداً الى ما دون الثمانية ولو لم يرجع ليومه.

٦ ـ رسالة في حكم المقيم الخارج الى ما دون المسافة في اثناء الاقامة.

٧ ـ رسالة في القضاء عن الميت.

٨ ـ رسالة في استحباب لبس السواد علي الحسين والأئمة :.

وهي هذه الرسالة الشريفة والوجيزة اللطيفة التي بين يديك واني قد استنسختها عن خط المصنف قده وقابلتها مع بعض السادة سلمه الله وعلقت عليها وذكرت المصادر التي نقل عنها المؤلف فجائت بحمد الله رسالة فريدة في بابها نافعة لطلابها ورأيت من الجدير ان


أسميها ( ب‍ ) ارشاد العباد الى استحباب لبس السواد على الحسين والائمة الامجاد : حيث لم يصع سيدنا المؤلف قده اسماً خاصاً لها كما لا يخفى.

هذا ولا يخفى ان هذه الرسائل كلها في مجلد واحد بخطه الشريف مع اجازاته بخطوط أصحابها : موجودة في خزانة كتب بعض أصدقائنا السادة المحترمين سلمه الله وهو الذي تفضل بها علينا للاستنساخ والمقابلة ولم يرض سلمه الله ان أذكر اسمه الشريف هنا فجزاه الله خير الجزاء وحباه أحسن الحباء وله منا الشكر الجزيل والذكر الجميل.

( أولاده )

كان له ; ولدان :

( احدهما ) السيد حسين ولد سنة ١٢٩٠ ه‍ ٦ جمادى الاولى كما ارّخه والده بخطه خلف كتابه : وتوفى ; في حياة والده.

( وثانيهما ) السيد حسن المعروف بحاج آقا ارّخ ولادته والده سنة ١٢٧٨ ه‍ فيكون اكبر من أخيه المشار اليه وارّخ ولادته الشاعر الشهير الشيخ جابر الكاظمي ره بقوله :

بمنتهى السعد ناد يا مؤرخه

أتى البشير علياً بابنه الحسن

( وأربعة بنات ) : كما وجدته بخطه 1 خلف كتابه الذي نقلنا عنه هذه الرسالة.

( أقول )

ومن اسباطه العالمان الفاضلان السيد محمد على طباطبائى ره


ولد في الحائر الشريف سنة ١٣٠٢ ه‍ كما وجدت ذلك بخط جده سيدنا المؤلف قده وكان ; من مشاهير رجال كربلاء المقدسة المحترمين وأحد رجال ثورة العشرين نافذ الكلمة غيوراً آمراً بالمعروف لا تأخذه في الله لومة لائم وتوفي سنة ١٣٨٣ ه‍ في كربلاء المقدسة ودفن في مقبرة السيد المجاهد قده.

( والسيد مرتضى الطباطبائي ) وكان ره عالماً فاضلاً جليلاً أدركته وجالسته وكان ره حسن السيرة ، صافي السريرة ولد كما بخط جده قده في الحائر الشريف ٣ محرم الحرام يوم الاربعاء سنة ١٣٠٨ ه‍ : وتوفي ; سنة ١٣٨٩ ه‍ في كربلاء المشرقة ودفن جنب جده وأخيه.

وهو والد السيد الجليل النبيل الفاضل السيد محمد الطباطبائي سلمه الله القائم مقام أبيه وهو من أصدقائنا الأماجد حسن الاخلاق كريم الاعراق ثقة نقة سلمه الله وأبقاه ومن كل مكروه وقاه .

( وفاته )

توفي أعلى الله مقامه ورفع الخلد أعلامه في الحائر الطاهر سنة ١٣٢١ ه‍ في ٢٢ شهر صفر عند الزوال كما في أعيان الشيعة وطبقات الاعلام ونجوم السماء وأحسن الوديعة في يوم السبت كما في احسن الوديعة أعيان ، الشيعة : ويوم الاربعاء كما في الطبقات : ويوم الثلاثاء كما في نجوم السماء والاول هو الارجح : هذا وكان يوم وفاته وتشييع جثمانه الشريف يوماً مشهوداً فقد شيّع جثمانه أهالي كربلاء بغاية العز والاحترام كما هي شيمتهم ولهم الهمة العالية في تعظيم


شعائر الدين وترويج العلماء والمجتهدين وحضور الجماعات واقامة مجالس العزاء على الائمة والنبي والزهراء صلوات الله عليهم وفقهم الله تعالى لمرضاته هذا وقد أغلقت له الاسواق والد كاكين وحضرته كافة الطبقات.

قال في ص ٢١٥ من ج ٢ من نجوم السماء : وبتاريخ بيست ودوم ماه صفر در سنة ١٣٢١ يكهزار وسيصد وبيست ويك بجوار رحمت ايزدى بمرض حمى مطبقه پيوست ودر مقبره والد ماجد خود مدفون گرديد وعمر شريفش در اين زمان متجاوز از شصت سال بود بسبب كبر سن از مكان بسيار كمتر بيرون ميآمد كاتب الحروف در اين ايام در مشهد حائر كه سفر ثانى اين حقير بود در تشييع جنازه شريك بودم ديدم تمام دكانها شهر بسته شده ومردمان بسيار سنيه زنى كردند وعورات بسيار گريستند تا اينكه مدفون گرديد انتهى.

( أقول )

ودفن ; في كربلاء المقدسة جنب والده وجده في مقبرة السيد المجاهد قده المعروفة الان بمدرسة البقعة الواقعة بين الحرمين الشريفين وفيها قبور جماعة من العلماء المشاهير من آل الطباطبائي صاحب الرياض وغيرهم وقد سمعنا انها خربت المقبرة كلية في هذه الاواخر من جهة اجراء الشارع العام بحكم الدولة الغاشمة الكافرة البعثية خذلهم الله تعالى في الدارين وأذاقهم حر النار والحديد في النشأتين ولعمري كم قتلوا من العلماء والسادات وايتموا الاطفال والعيالات وهدّموا أحكام الاسلام وخرّبوا قواعد شريعة خير الانام


ونسئل الله ان يريح الاسلام والمسلمين من شرهم ويطهّر البلاد من لوثهم آمين رب العالمين.

هذا وقد رثته الشعراء بمراثي كثيرة لا مجال لنا بنقلها فمن رام الاطلاع عليها فليراجع مظانها.

هذا ما تيسّر لي من ترجمة المؤلف قده على سبيل العجالة وأنا العبد الفقير الى الله الغني محمد رضا الحسيني الفحّام عفى عنه الملك العلام وحشره مع أجداده الطيبين الطاهرين في دار السلام وصلى الله على محمد وآله الائمة المعصومين.



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين والصلاة على خير خلقه محمد وآله الطاهرين.

( مسئلة ) كراهة لبس السواد خصوصاً في الصلاة الثابتة نصاً بالاتفاق وفتوى من الجميع قديماً وحديثاً (١) الجابر لضعف ...

__________________

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الاولين والاخرين.

(١) لا يخفى ان كراهة لبس الثياب السود في الصلاة بل مطلقاً هو المشهور بين الاصحاب شهرة عظيمة بل ادعى غير واحد عليه الاجماع.

قال سيدنا الفقيه العقيلي النوري قده في وسيلة المعاد في شرح نجاة العباد ج ٢ ص ١٧٠ عند شرح قول المصنف قده ما هذا نصه :

( أقول ) أما الكراهة في المستثنى منه وهو مطلق لبس السواد مما لم يحك الخلاف فيه من أصحابنا بل في مفتاح الكرامة أنه مذهب الاصحاب كما في المعتبر وعند علمائنا كما في المنتهى : وفي المواهب السنية في شرح الدرة النجفية ج ٣ ص ٢٧٦ : بلا خلاف يعرف وفي الخلاف الاجماع الا في الكساء والخف والعمامة كما صرح بذلك في اللمعتين والكفاية وعن


أسانيدها (١) فرضاً.

__________________

الجامع والنفلية والبيان والثانيين ره والكاشاني ره في المفاتيح والنخبة وعن النهاية والمبسوط والنزهة وكتب الفاضلين ره والموجز الاقتصار على استثناء العمامة والخف بل في كشف اللثام ان الكساء لم يستثنه أحد من الاصحاب الا ابن سعيد وعن المراسم الوسيلة والدروس الاقتصار على استثناء العمامة كما عن المقنعة أيضاً الا ان فيها وليس العمامة من الثياب في شيء : واستثنائها محكي عن الموجز الحاوي وكشف الالتباس وحاشية الميسي مجمع البرهان :

وعن المقنع والمهذب والكافي والغنية وعزاه في الذكرى الى كثير من الاصحاب ترك الاستثناء أصلا فلاحظ.

( أقول ) والاستثناء المذكور في النص : مثل مرفوعة أحمد ابن أبي عبدالله قال : كان النبي 6 يكره السواد الا في ثلاث الخف والعمامة والكساء.

ومرفوعة أحمد بن محمد عن أبي عبدالله 7 قال يكره السواد الا في ثلاثة الخف والعمامة والكساء : فلاحظ : كما ان قضية كراهته هو عمومه بالنسبة الى الرجال والنساء كما في جملة من الكتب المتعرضة لبيان الحكم.

(١) الجبر والانكسار انما هو بعمل واعراض المتقدمين من الاصحاب كالشيخ قده ومن تقدمه دون المتأخرين وذلك لقرب عصرهم بعصر المعصومين : واطلاعهم على ما لم يطلع عليه المتأخرون من قوائن الصدور وعدمه : كما ان في اعراض وعمل الشيخ وحده أو من تأخر عنه اشكالا نعم لا اشكال في عدم حجية فهمهم لنا من الرواية : وعليه فلو تم سند روايات المنع من لبس السواد فلا اشكال في الدلالة على المنع مجال واسع لاحتمال عدم ارادة الكراهة الذاتية منها بل يستفاد الكراهة منها لاجل التشبه باعداء الله ورسوله وأوليائه : كبني العباس لعنهم الله تعالى الذين أتخذوه


مضافاً الى قاعدة التسامح في أدلة الكراهة والسنن (١) هل هي ذاتية

__________________

زياً وشعاراً لهم وان لابسه كان يعرف انه منهم ومن أعوانهم : كما يظهر من التعليل والاستثناء كما يحتمل عدم استنادهم اليها في مقام العمل بل القول منهم بالكراهة لعله من باب قاعدة التسامح في أدلة السنن والكراهة الغير التامة وعليه فتكون تلك الادلة غير تامة سنداً ودلالة كما لا يخفى.

(١) اختلف الاصحاب رضوان الله عليهم في مفاد هذه القاعدة المشهورة بقاعدة التسامح هل أنها تدل على ثبوت استحباب الفعل وكراهته بمجرد وصول خبر ضعيف عليه أو لا ؟ بل لابد من الاتيان بالفعل يقصد الرجاء والثواب دون ثبوت الاستحباب للفعل نفسه ؟ فالظاهر من الاخبار هو الثاني ولا دلالة لها على ما ذهب اليه المشهور أصلا : هذا ولا بأس بنقل تلك الاخبار تبركاً وتيمناً بها في المقام.

فهي على ما رواها شيخنا الحر في الوسائل ج ل ص ٥٩ باب استحباب الاتيان بكل عمل مشروع روى له ثواب منهم :.

( منها ) ما رواه عن الصدوق بسنده عن صفوان عن أبي عبدالله 7 قال : من يلغه شيء من الثواب على شيء من الخير فعمل ( فعمله ـ خ ل ) به كان له أجر ذلك وان كان ( وان لم يكن على ما بلغه ـ خ ل ) رسول الله 6 لم يقله.

( ومنها ) ما رواه عن البرقي ره في المحاسن بسنده عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله 7 قال من بلغه عن النبي 6 شيء من الثواب فعمله كان أجر ذلك له كان رسول الله 6 لم يقله.

( ومنها ) عن محمد بن مروان عن أبي عبدالله 7 قال من بلغه عن النبي 6 شيء من الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي 6 كان له ذلك الثواب وان كان النبي 6 لم يقله.


..............................................................................

__________________

( ومنها ) عن علي بن محمد القاساني عمن ذكره عن عبدالله ابن القاسم الجعفري عن ابي عبدالله عن آبائه : : قال رسول الله 6 من وعده الله على عمل ثواباً فهو منجزه له ومن أوعده على عمل عقاباً فهو فيه بالخيار.

( أقول ) وهذا الحديث يدل على ترتب الثواب على العمل المقطوع ثبوته لا العمل الذي بلغ عليه الثواب وهو لم يثبت في حد نفسه بعد وعليه فهو خارج عما نحن فيه كما لا يخفى فتأمل.

( ومنها ) ما رواه عن شيخنا الكليني قده محمد بن يعقوب عن علي ابن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله 7 قال : من سمع شيئاً من الثواب على شيء فصنعه كان له وان لم يكن على ما بلغه.

( ومنها ) عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمران الزعفراني عن محمد بن مروان ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : من بلغه ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أوتيه وان لم يكن الحديث كما بلغه.

( ومنها ) ما رواه عن ابن فهد قده في عدة الداعي : قال روى الصدوق عن محمد بن يعقوب بطرقه الى الائمة : ان من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له من الثواب ما بلغه وان لم يكن الامر كما نقل اليه.

( ومنها ) ما رواه عن السيد بن طاووس قده في كتاب ( الاقبال ) عن الصادق 7 قال : من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له ذلك الثواب وان لم يكن الامر كما بلغه انتهى.

فهذا هو مجموع ما ذكر من الروايات في هذا الباب : وانت ترى ان هذه الاخبار الساطعة الانوار ظاهرة الدلالة واضحة المقالة ان الاجر والثواب مترتبان على العمل الماتي به بداعي البلوغ ، ورجاء درك الثواب


من حيث كونه لبس سواد فلا تتغير وان اعتراه عنوان مطلوب في حد ذاته شرعاً من حيث هو كذلك كلبسه في مأتم مولانا الحسين صلوات الله عليه للتحزن به عليه في أيامه لتواتر الاخبار بشعار ذلك من شيعته ومواليه بأي نحو من أنحائه المتعارفة في العرب والعادة التي منها لبس السواد في أيام المأتم والعزاء المعهود صيرورته شعاراً في العرف العام من قديم الزمان لكل مفقود عزيز أو جليل لهم : أو لا بل يتغير الحكم الكراهي والمنع التنزيهي اذا اندرج تحت هذا العنوان ونحوه مما هو مطلوب شرعاً لم أجد من تفطنه وتعرض لحكمه عدا خالنا العلامة أعلى الله مقامه في برهانه (١) وقبله شيخنا المحدث البحراني قدس

__________________

لا صيرورة العمل بهذه الاخبار مستحباً كما ليس للبلوغ بالخبر الضعيف سببية في انقلاب العمل عما هو عليه فتكون مفادها هو الارشاد الى حكم العقل بحسن الانقياد غير ان الله تعالى في هذا الانقياد يفضل على العبد بالثواب البالغ على العمل وان كان العمل غير ثابت في الواقع بل وان كان غير مشروع ثبوتاً من دون نظر لها الى اثبات استحباب أصل العمل وكما هو الظاهر من جملة منها المقيدة بطلب قول النبي (ص) أو التماس ذلك الثواب.

اذاً استحباب العمل بقاعدة التسامح لا يخلو عن التسامح : وأما دلالتها على ترتب الثواب على الترك للعمل البالغ عليه خبر ضعيف بالكراهة فو جهان : أظهرهما ذلك لكون الترك مستنداً الى امتثال قول النبي 9 وصدق انه طلب قول النبي (ص) كما لا يخفى فلاحظ جيداً هذا وللقولين ثمرات مذكوره في محلها من رامها فليراجع محلها من كتب الاصول.

(١) المراد به هو العلامة الفقيه السيد علي الطباطبائي آل بحر العلوم قده حيث ذكر ذلك في كتاب الصلاة من البرهان القاطع في شرح المختصر النافع طبع طهران.


سره في حدايقه فمال الى الاخير حيث صرح في (١) هذا المقام بأنه لا يبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين 7 لاستفاضة الاخبار بشعار الحزن عليه : 7 : قال ويؤيده رواية المجلسي 1 عن البرقي في كتاب المحاسن (٢) عن عمر بن زين العابدين 7 أنه قال

__________________

(١) قال في الحدائق ج ٢ ص ١٤٢ من طبع تبريز سنة ١٣١٦ ه‍ و ج ٧ ص ١١٨ من طبع النجف الاشرف سنة ١٣٧٩ ما هذا نصه :

( أقول ) لا يبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين 7 من هذه الاخبار ( أي الاخبار الدالة على الكراهة ) لما استقاضت به الاخبار من الامر باظهار شعائر الاحزان ويؤيده ما رواه شيخنا المجلسي ره عن البرقي في كتاب المحاسن أنه روي عن عمر بن زين العابدين 7 أنه قال لما قتل جدي الحسين المظلوم الشهيد لبسن نسآء بني هاشم في مأتمه لباس السواد ولم يغيرنها في حر أو برد وكان الامام زين العابدين 7 يصنع لهن الطعام في المأتم : الحديث منقول عن كتاب جلاء العيون بالفارسية ولكن هذا حاصل ترجمته انتهى.

( أقول ) وسيأتي نقل الحديث عن المحاسن بنصه فلاحظ وراجع.

(٢) المحاسن ج ٢ ص ٤٠٢ من طبع طهران سنة ١٣٧٠ ه‍ عن الحسن بن ظريف بن ناصح عن أبيه عن الحسين بن زيد عن عمر بن علي بن الحسين : قال : لما قتل الحسين بن علي 8 لبسن نساء بني هاشم السواد والمسوح وكن لا تشتكين من حر ولا برد وكان علي بن الحسين 8 يعمل لهن الطعام للمأتم انتهى.

وجه الدلالة على الاستحباب هو لبسهن ذلك بمحضره 7 وعدم منعهن عن لبسه وأمرهن بغيره من مراسم العزاء وخصوصاً بعد وجود مثل الصديقة الصغرى زينب الكبرى 3 الذى لا يقصر فعلها عن فعل المعصوم لكونها تالية له في المقامات العالية والدرجات السامية : كما يدل


لما قتل جدي الحسين 7 لبسن نساء بني هاشم في مأتمه ثياب السواد ولم يغيرنها في حر ولا برد و كان أبي علي بن الحسين 8 يعمل لهم الطعام في المأتم انتهى.

ولعل وجه التأييد ما ذكره الخال العلامة أعلى الله في الدارين مقامه من بعد عدم اطلاع الامام على اتفاقهن على لبس السواد ولم يمنعهن فهو تقرير منه حينئذ.

( قلت ) بل الممتنع عادة عدم اطلاعه على ذلك فهو متضمن لتقريره لا محالة ان صح الحديث (١) وان لم يكن المنع على تقديره منع تحريم لظهور الحديث على تقرير صحته في اتخاذهن ذلك من آداب العزاء وشعار الحزن عليه ، عليه الصلاة والسلام فلو لم يكن ذلك من شعاره المطلوب شرعاً ومن آدابه المندوبة المندرجة في عموم تعظيم شعائر الله لوجب عليه منعهن عن ذلك حذراً من الاغراء بالجهل المستلزم من عدمه بالنسبة اليهن بل والى غيرهن ممن اطلع على ذلك من مواليهم :

__________________

على انه شعار الحزن والعزاء على المفقود العزيز الجليل من قديم الزمان وسالف العصر والاوان : وكما هو المرسوم اليوم في جميع نقاط العالم كما لا يخفى فلاحظ.

(١) الظاهر ان رجال الحديث موثقون فان الحسن بن طريف ثقة وكذلك طريف ثقة والحسين بن زيد حسن عمر بن علي حسن بل ثقة كما في رجال العلامة المامقاني قده اذاً فالرواية حسنة.


واعترض عليه السيد الخال الاستاذ (١) حشره الله مع أجداده الامجاد : قائلا بعد نقله عبارة الحدائق كما وقفت عليها.

( وفيه ) مع امكان تنزيل الحزن والمأتم هنا على ما هو المقرر في آدابه في الشرع التي ليس منها لبس السواد ان معارضة ما دل على رجحان الحزن وكراهة السواد نظير معارضة دليل حرمة الغناء من المحرم ورجحان رثاء الحسين (٢) 7 وكلما كان من هذا القبيل يفهم المتشرعة منهما تقييد الراجح بغير الممنوع في الشرع حرمة أو كراهة من غير فرق خصوصاً وقد ورد أنه لا يطاع الله من حيث يعصى كما في الاخبار وليس ما نحن وما أشبه الامثل رجحان قضاء اجابة المسؤول

__________________

(١) في البرهان القاطع كتاب الصلاة في باب لباس المصلى فراجع ولاحظ.

(٢) ذهب الى الجواز جماعة كما صرح بذلك صاحب مشارق الاحكام قال في ص ١٥١ منه وفي مجمع الفائدة جعل ترك الغناء في مراثي الحسين (ع) أحوط مشعراً بميله إلى الجواز ونقل عن المحقق السبزواري ره في الكفاية انه قال في موضع آخر واستثنى بعضهم مراثي الحسين (ع) الى أن قال وهو غير بعيد.

كما حكى الاباحة عن والده المحقق النراقي صاحب المستند قده حيث قال : واختار والدي العلامة ره اباحته في جميع ما ذكر من المستثنيات من القرآن والذكر والمناجات والدعاء والرئاء.

واختار ذلك هو قده في ص ١٥٨ حيث قال في المستثنيات ومنها الغناء في مراثي سيد الشهداء وغيره من الحجج وأولادهم : وأصحابهم رحمهم الله تعالى والحق فيه الاباحة فلاحظ وراجع.

( أقول ) هذا ولا يخفى ان المشهور بل المجمع عليه حرمة الغناء مطقاً كما هو مذكور في محله.


وحرمة فعل الزنا فيما اذا سئل من الانسان الاقدام على الزنا (١) فان كان يتأمل هناك في عدم ارادة نحو الزنا واللواط وغيرها من المحرمات من اجابة المسئول وقضاء الحوائج فيتأمل هنا.

وتفاوت الحرمة والكراهة غير فارق في فهم الشمول وعدمه مؤيداً في المقام بأنه لو رجح السواد للمأتم لنقل عنهم كما نقل سائر آداب مأتم الحسين 7 والحزن في مصابه انتهى كلامه رفع في الخلد مقامه.

ولا يخفى أن تحقيق الحق في المقام على وجه يتضح به المرام يقتضى اولا التعرض لنقل ما ورد في الباب عن أئمة الانام الاعلام عليهم من الله الملك العلام أفضل الصلاة والسلام ثم ملاحظة ما اشتمل عليه من المضامين والاحكام لينكشف به الحق ويسفر اسفرار الصبح دجايا الظلام.

فنقول : روى غير واحد عن ثقة الاسلام الكليني 1 في الكافي (٢) عن أحمد بن محمد رفعه عن ابي عبدالله 7 : قال : يكره السواد الا في ثلاثة الخف والعمامة والكساء :

__________________

(١) التمثيل خارج عما نحن فيه حيث ان طلب السائل محرم عليه ولا يجوز له السئوال بذلك فكيف تكون اجابته مستحباً : قال في مشارق الاحكام ص ١٦١ في جواب معاصره ما هذا نصه : وأما التنظير بالزنا في حصول قضاء حاجة المؤمن به فلا مناسبة له بالمقام فان أصل الحاجة وهي الزنا محرمة على المحتاج فكيف يحسن قضائها بل يحسن من الغير الاعانة على منعها بخلاف البكاء انتهى فلاحظ.

(٢) رواه عنه الوسائل ج ٣ ص ٢٧٨ حديث ١.


وعنه أيضاً في كتاب الزي (١) مرفوعاً عن رسول الله 9 قال : كان رسول الله 9 يكره السواد الا في ثلاثة الخف والكساء والعمامة.

وروى شيخنا الحر العاملي في وسائله (٢) عن الصدوق عن محمد بن سليمان مرسلا عن ابي عبد الله 7 : قال ـ قلت له أصلى في القلنسوة السوداء قال : لا تصل فيها فانها لباس أهل النار.

وروى ايضاً عن الصدوق في الفقيه (٣) عن أمير المؤمنين 7 مرسلا وفي العلل والخصال كما في الوسائل عنه 7 مسنداً انه قال لاصحابه لا تلبسوا السواد فانه لباس فرعون وروى ايضاً باسناده كما في الوسائل (٤) عن حذيفة بن منصور : قال : كنت عند ابي عبدالله 7 بالحيرة فأتاه رسول أبي العباس الخليفة يدعوه فدعي بمطر (٥) أحد وجهيه أسود والاخر

__________________

(١) رواه في الكافي ج ٢ ص ٢٠٥ باب ليس السواد من طبع طهران سنة ١٣١٥ ه‍ الا ان فيه كان رسول الله (ص) يكره السواد الا في ثلاث وتقديم العمامة على الكساء فلاحظ.

(٢) روه في الوسائل ج ٣ ص ٢٨١ باب ٢٠ حديث ٣ من أبواب لباس المصلى والصدوق قده في الفقيه ج ل ص ٢٥١ : قال وسئل الصادق 7 عن الصلاة في القلنسوة السوداء : فقال لا تصل فيها فانها من لباس أهل النار.

(٣) رواه في من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٢٥١ من طبع طهران سنة ١٣٩٢ ونقل عنه الوسائل فيه في ج ٣ ص ٢٧٨ من أبواب لباس المصلى.

(٤) رواه في الوسائل في ج ٣ ص ٢٧٩ حديث ٧ من أبواب لباس المصلى ورواه الفقيه في ج ل ص ٢٥٢ والكافي ج ٢ ص ٢٠٥.

(٥) الممطر والممطرة ثوب من صوف يلبس في المطر يتوقى به من المطر كما في لسان العرب ونحوه شيخنا الطريحي في مجمع البحرين بمادة مطر فلاحظ.


ابيض فلبسه : ثم قال : 7 أما اني ألبسه وأنا أعلم انه لباس اهل النار اي ألبسه للتقية من الطاغي الخليفة العباسي لاتخاذ العباسيين لانفسهم لبس السواد كما يفهم ذلك من السير والتواريخ وغيرها.

بل يفصح عنه بعض الاخبار المخبر بأن ذلك من زي بني العباس قبل أن يوجدوا.

مثل ما روى عن الصدوق في الفقيه (١) مرسلا (٢) انه قال روى انه هبط جبرئيل 7 على رسول الله 9 وعليه قباء أسود و منطقة فيها خنجر فقال 9 يا جبرئيل ما هذا الزى فقال زي ولد عمك العباس فخرج النبي 9 الى العباس فقال يا عم ويل لولدي من ولدك.

فقال : يا رسول الله أفاجب نفسي : قال 9 جرى القلم بما فيه.

والظاهر أن المراد بأهل النار في بعض ما مر من الاخبار هم المعذبون بها المخلدون فيها يوم القيامة وهم فرعون ومن حذا حذوه واحتذى مثاله ونحوه من الفرق الطاغية الباغية من أشباه الخلفاء العباسية وغيرهم من كفرة هذه الامة المرحومة والامم السابقة الذين اتخذوا السواد ملابس لهم .

كما يرشد اليه ويفصح عنه ما روى ايضاً عن الصدوق

__________________

(١) أو في العلل والخصال كما في الوسائل ( منه ; ).

(٢) رواه في الفقية ج ٢ ص ٢٥٢ من طبع طهران سنة ١٣٩٢ ه‍.


في الفقيه (١) بأسناده عن اسماعيل بن مسلم عن الصادق 7 انه قال : أوحى الله الى نبي من أنبيائه : قل للمؤمنين لا تلبسوا ملابس أعدائي ولا تطعموا مطاعم أعدائي ولا تسلكوا مسالك اعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي.

وقال : في كتاب عيون الاخبار على ما في الحدائق بعد نقل الخبر بسند آخر عن علي بن أبي طالب 7 عن رسول الله 9 نقلا عن المصنف 2 : ان لباس الاعداء هو السواد ومطاعم الاعداء النبيذ والمسكر والفقاع والطين والجري من السمك والمار الماهي والزمير والطافي وكلما لم يكن له فلس من السمك والارنب الى أن قال : ومسالك الاعداء مواضع التهمة ومجالس شرب الخمر والمجالس التي فيها الملاهي والمجالس التي تعاب فيها الائمة 7 والمؤمنون ومجالس أهل المعاصي والظلم والفساد انتهى ملخصاً : (٢).

هذا ما وقفنا عليه من الاخبار التي استند اليها لاثبات كراهة لبس السواد مطلقاً.

والذي يظهر من مجموعها بعد ضم بعضها الى بعض والتأمل

__________________

(١) رواه في الفقيه ج ل ص ٢٥٢ من طبع طهران سنة ١٣٩٢ ثم قال ; في آخر الحديث فأما لبس السواد للتقية فلا اثم فيه : وظاهر قوله ; هو التحريم : وهو منفرد به بل لم أجد موافقاً له ولا سمعت ذلك الا من بعض المعاصرين ره و هو كما ترى لعدم الاختصاص بالسواد وحده بل يشمل كلما اتخذوه زياً لهم ودوران الحكم مدار بقائهم عليه وصدق الشعار على اللابس كما لا يخفى.

(٢) ذكر ذلك في ص ١٩٣ من عيون الاخبار.


في مساقها وما اشتمل عليه من تعليل المنع فيها مرة بأنه لباس فرعون وتارة بأنه لباس أهل النار كما في أكثرها وأخرى بما يقرب منه من أنه زي بني العباس ومن منع التلبس بلباس الاعداء بقول مطلق كالاخير منها الذي هو عند التحقيق كالمتضمن لهبوط جبرئيل 7 على النبي 6 متلبساً بزي عجيب أخبر بأنه زي بني العباس بمنزلة المبين لعنوان الحكم الكراهي وموضوعه المعلق عليه ان كراهة لبس السواد ليست من حيث كونه لبس سواد تعبداً.

والا لما استثنى منه (١) من نحو الخف والعمامة والكساء بل انما هي من حيث كونه زي أعداء الله سبحانه الذين اتخذوه من بين سائر الالوان ملابس لهم فيكون الممنوع عنه حينئذ التزي بزيهم والتشبه بهم الذي منه التلبس بما اتخذوه ملبساً لانفسهم الذي لبس منه الكساء والعمامة وغيرهما مما استثنى منه في النصوص المتقدم اليها الاشارة.

ومعلوم ان عنوان التشبه بهم ونحوه من التزي بزيهم لا يتأتى مع كون القصد من ذلك غيره (٢) بل الدخول في عنوان هو في نفسه

__________________

(١) يعني صحة الاستثناء يكشف ان الكراهة غير ذاتية والا لما صح الاستثناء وعليه فتكون الاخبار الناهية عن لبسه ارشاداً الى النهي عن اتخاذه زيا وشعاراً لئلا تحصل المشابهة باعداء الله تعالى ورسوله (ص) وأوليائه عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام ويكون الحكم بالحرمة أو الكراهة بالعنوان الثانوي فتأمل.

(٢) يعني ان التشبه من الامور القصدية كما يقتضيه باب التفعل أيضاً ومثله القيام الذي يقصد به التعظيم تارة والسخرية اخرى أو مثل مد الرجل


مطلوب من حيث هو كذلك مندوب شرعاً وهو التلبس بلباس المصاب المعهود في العرف والعادة قديماً وحديثاً للتحزن على مولانا الحسين صلوات الله عليه في أيام مأتمه كما يرشد اليه ما مر من حديث لبس نساء أهل البيت السواد بعد قتله 7 في مأتمه المتضمن كما عرفت لتقرير الامام 7 لذلك اذ لولا كون لبس السواد من التلبس بلباس المصاب المعهود من قديم الزمان في العرف والعادة لما أخترن ذلك على غيره مع معلومية كون غرضهن من ذلك ليس الا التحزن به عليه 7.

هذا مع أن في النساء مثل الصديقة الصغرى زينب بنت علي صلوات الله عليها التي قال في حقها ابن أخيها الامام السجاد 7 في الحديث المعروف حينما كانت تخطب وتخاطب القوم الفجرة بعد أن أدخلوهم الكوفة بتلك الحالة الشنيعة مخاطباً لها اسكتي يا عمة فأنت

__________________

* أمام ضريح الامام 7 أو القرآن فانه تارة يكون لوجع واخرى للاهانة الذي لا شك في حرمته وخلاصة الكلام ان الحكم في أمثال هذه الموارد المشتركة بين الراجح والمرجوح يكون دائراً مدار القصد وعليه فلو قصد من لبسه التشبه يكون مرجوحاً وان قصد التحزن به يكون مستحباً : أو يقال ان لبس السواد حيث ينتزع منه عنوان المشابهة وصدق الشعار عليه يكون مرجوحاً واذا لم ينتزع منه ذلك العنوان بل يتزع منه عنوان العزاء والمصيبة لاجل سيد الشهداء (ع) والأئمة كما في عصرنا هذا يكون لبسه راجحاً للعمومات الدالة على استحباب اظهار المصيبة والعزاء كما لا يخفى.


بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة (١) وكفاها بذلك ونحوه (٢) مما لا يعد فخراً وعلماً وقدراً.

فكيف يخفى على مثلها مع تلك الجلالة وعظم الشأن والقدر والنبالة تلك الكراهة الشديدة المستفادة من الادلة فان هو الا لعدم تحقق ذلك العنوان الغير المحبوب.

في نحو هذا التلبس المطلوب من حيث كون المقصود منه عنواناً آخر غير التشبه والتزي بزي الاعداء :

بل التحقيق أنه لا يتأتى العنوان المكروه الا مع غير عنوان التلبس بلباس الحزن في المأتم من سائر الاغراض المستحسنة الممدوحة عرفاً وشرعاً كما لو كان المقصود منه التجمل به مثلا لو كان مما يحصل به ذلك كلبس جبة خزد كناء كما ورد في الحديث المروي عن ابي جعفر 7 بسند معتبر في الوسائل (١).

__________________

(١) هذه الجمل الذهبية الصادرة عن الامام المعصوم (ع) في حق عمته سلام الله عليها من اعظم جمل الثناء والمدح الدالة على أن علمها بالاحكام الالهية يفاض عليها بنحو ما يفاض على المعصوم (ع) وانه لدني غير اكتسابي ويكون نتيجة ذلك حجية فعلها وقولها بل وتقريرها 3 لثبوت جلالتها والمقام المنيع لها عند الائمة : كما لا يخفى فلاحظ.

(٢) كوصاياه 7 أياها وتوديع الاهل والعيال والاطفال عندها وغير ذلك من اسرار الامامة كما هو المذكور في كتب المقاتل فلاحظ وراجع.

(١) رواه في الوسائل ج ٣ ص ٢٧٨ حديث ٣ بسنده عن ابي علي الاشعري عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن أبي جعفر (ع) : قال : قتل الحسين بن علي (ع) وعليه جبة خزد كناء الحديث


قال : قتل الحسين (ع) وعليه جبة خز دكناء (١) :

ولعل المقصود من لبسه 7 اياها فأنه على تقديره أمر ممدوح مستحب شرعاً كما ورد في الاخبار المستفيضة (٢) او غيره مما. يخفى علينا ولا يخفى عليه صلوات الله عليه.

ولعل منه لبسه للتقية عن المخالف فانه ايضاً من المغير لذلك العنوان المكروه لا أنه مخصص بعموم أدلة التقية وعموم الضرورات تبيح المحظورات ونحوهما اذا التخصيص فرع دخول المستثنى في المستثنى منه.

وعلى ما ذكرناه ليس ذلك مما يشمله عموم العنوان المكروه

__________________

* قال الحر ره بعد نقل الحديث ( أقول ) هذا محمول على الجواز ونفي التحريم انتهي.

( قلت ) الظاهر أن مراده من الجواز هو بالمعني الاسم الذي لا ينافي الكراهة فلاحظ.

هذا وروى شيخنا الكليني ( قده ) ج ٢ من فروع الكافي ص ٢٠٥ عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن سليمان بن راشد عن أبيه : قال رأيت علي بن الحسين 8 وعليه دراعة سوداء وطيلسان ازرق : والدراعة واحدة الدراريع وهو قميص.

(١) الدكناء بالضم لون الى السواد كما في القاموس وفي الصحاح لون يضرب الى السواد والقول بعدم عده من السواد في غير محله لغة وعرفاً كما لا يخفى.

(٢) لعل المراد منه الاشارة الى الاخبار الدالة على استحباب التجمل بالملابس الفاخرة للمؤمن ونحوها : فراجع باب الزي والتجمل من كتب الحديث.


ليخصص بها ولعل في قوله 7 أما أني ألبسه وأنا اعلم أنه لباس أهل النار : اشارة لطيفة الى ذلك اي لا يتوهم المتوهم أني ألبسه ولا أعلم انه من لباس أهل النار بل ألبسه لكن لا للتلبس بلباسهم بل لغرض آخر لا يتأتى معه ذلك فلا يكون من المكروه والله أعلم.

هذا : وفي الوسائل (١) عن العلل بسنده المتصل الى داود الرقي.

قال : كانت الشيعة تسئل أبا عبدالله 7 عن لبس السواد قال : فوجدناه قاعداً وعليه جبة سوداء وقلنسوة سوداء وخف أسود مبطن ثم فتق ناحية منه وقال أما أن قطنه أسود وأخرج منه قطناً أسود : ثم قال : بيض قلبك وألبس ما شئت (٢).

وفيه كما ترى اشارة لطيفة الى ما أشرنا اليه فكأنه صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين أراد بقوله بيض قلبك انه بيضه بنور معرفتنا وولايتنا والتشبه بنا وبموالينا وألبس حينئذ ما شئت فلا بأس به ولو كان أسود : فهو بعد التأمل فيه والتحقيق بالنظر الدقيق مبين للمراد من كراهة لبس السواد التي تضمنتها النصوص السابقة على اختلاف مضامينها :

وبالجملة الانصاف يقتضي الاعتراف بعدم شمول أدلة كراهة لبس السواد بعد الاحاطة بما ذكرناه لو كان المقصود منه التحزن

__________________

(١) ج ٣ ص ٢٨٠ حديث ٩ باب ١٩.

(٢) أقول وليس الحديث بمجمل كما توهم لان المراد من قوله (ع) والبس ما شئت اي من الالوان ونحوها من الاشكال التي لم يرد فيها نهي خاص كالذهب والحرير للرجال ولباس الشهرة مما هو منهي عنه وثابت حرمته بالنص والاجماع والضرورة : حيث ان قوله (ع) في بيان دفع التوهم المذكور من الحزازة في لبس السواد الذي كانت الشيعة تسأل عنه.


بذلك على مولانا الحسين 7 في أيام مأتمه بعد ما عرفت من كونه هو المعهود في العرف والعادة من قديم الزمان لكل مفقود عزيز جليل لهم سيما بعد صيرورته من شعار الشيعة قديماً وحديثاً من علمائهم فضلا عن غيرهم بل ربما يشعر بذلك أشعاراً بليغاً الحديث الذي رواه خالنا العلامة المجلسي ; في زاد المعاد (١) في فضل يوم التاسع من أول الربيعين وعظم شأنه وقدره عند الائمة : عن الشيخ الجليل القدر العظيم المنزلة أحمد بن اسحاق القمي عن مولانا العسكرى 7 عن آبائه : عن أمير المؤمنين عليه وعليهم الصلاة والسلام ان لهذا اليوم من عظم قدرة عند الله وعند رسوله وخلفائه : سبعين اسماً وعدها واحداً بعد واحد وجعل من جملتها المناسب ذكره في هذا المقام انه يوم نزع لباس السواد اظهاراً للفرح والسرور المطلوب فيه للمؤمنين الذي لا يناسبه لبس السواد فيه (٢).

ولا يخفى ما فيه من الاشعار بل الظهور في معهودية لبس السواد عند الخواص وهم الشيعة قبل هذا اليوم لعدم شمول الامر بالنزع لغيرهم بالضرورة ومعلوم أن ذلك لا يكون الا لمفقود عزيز وهل هو الا للتحزن على ما جرى على مولانا الحسين 7 وأهل بيته في الشهرين

__________________

(١) وراجع البحار الجزء الثامن منه ايضاً.

(٢) لانه من الايام الشريفة التي يلزم على كل مؤمن ان يظهر الفرح والبشاشة لاخوانه واطعام الطعام لهم وانه مضافاً اليه يوم امامة بقية الله في الأرضين وحجته على العالمين الذي يظهر فيملأ الارض عدلا وقسطاً وينتقم من الذي ضرب الزهراء صلوات الله عليها واسقط محسنها عجل الله فرجه الشريف وجعلنا من خيار اصحابه.


المعلومين الذين جرت عادت نوع الشيعة على لبس السواد فيهما من قديم الزمان لاجله وان احتمل كون المراد منه مطلوبية اظهار الفرح والسرور في هذا اليوم للخواص الذي لا يناسبه لبس السواد ولو كان لغيره 7 ممن فقد منهم الا ان ما ذكرناه لعله أظهر الى المراد.

وعلى كلا التقديرين يدل دلالة وافية على أنه لباس حزن متعارف لبسه بين الناس لمن فقد منهم ممن ينبغي له ذلك فيشمله حينئذ عموم ما دل على مطلوبية شعار الحزن والتحزن عليه في مأتمه 7 بما يصدق عليه ذلك في العرف والعادة بالاخبار المستفيضة البالغة حد الاستقاضة بل المتواترة معنى الدالة على ذلك على اختلاف مواردها ومضامينها من غير حاجة الى ثبوت كل فرد ومصداق منه بالخصوص بدليل مخصوص (١) بل يكفي مجرد كونه مما يصدق عليه ذلك في العرف والعادة سيما لو كان مما جرت عليه السيرة كما نحن فيه.

ومن هنا ينفتح باب واسع لتجويز مثل الطبول والشيپور ونحوها من الالات التي تضرب حال الحرب لهيجان العسكر في عزاء ومأتم مولانا

__________________

(١) اقول يختلف نوع العزاء باختلاف العرف والعادة حيث لم يرد دليل بالخصوص على انه على كيفية خاصة بل هو ما تعارف عنه العرف والبلاد.

قال في الجواهر ص ٣٧٦ من ج ٤ من طبع تبريز ١٣٢٤ في بيان احكام عدة المتوفى عنها زوجها ما هذا نصه ضرورة كون المدار ( اي الحداد وترك الزينة ) على ما عرفت وهو مختلف باختلاف الازمنة والامكنة والاحوال ولاضابطة للزينة والتزين وما يتزين به الا العرف والعادة الخ فلاحظ.


الحسين أرواحنا له الفداء المتعارف ذلك في أعصارنا (١) سيما بين

__________________

(١) قال المحقق النائيني قده في فتواه الصادرة لاهالي البصرة ما هذا نصه : الرابع الدمام المستعمل في هذه المواكب مما لم يتحقق لنا الى الان حقيقته فان كان مورد استعماله هو اقامة العزاء وعند طلب الاجتماع وتنبيه الراكب على الركوب في الهوسات العربية ونحو ذلك ولا يستعمل فيما يطلب فيه اللهو والسرور وكما هو المعروف عندنا في النجف الاشرف فالظاهر جوازه والله العالم انتهى.

( أقول ) ومنه يعرف الوجه في مثل الصنوج والبوق حيث انهما لم يعدا لاستعمالهما في مجالس اللهو والطرب كما لا يخفى.

قال شيخنا الفقيه الرباني الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري قده في ص ٦١٩ من ذخيرة المعاد في جواب من سئله عن استعمال آلات اللهو واللعب مثل الدف والطبل والدهل والصنج وغير ذلك في عزاء الحسين 7 ما هذا نصه : ان شاء الله مثاب ومأجور مى‌‌باشى در شراكت جميع مصيبت وتكثير سواد اهل مصيبت با قطع نظر از رقت وبكاء وسبب ابكاء كه هر يك بخصوص مطلوب مى‌باشد واما همراه داشتن آلات مرقومه پس اگر مثلا غرض از طبل ، طبل حرب باشد وغرض از زدن آنها تذكر زدن مخالفين در روز عاشورا طبل حرب يا طبل لهو ايشان باشد چنانچه معروف است كه هر دسته كه از مخالفين از كوفه مى‌آمد طبل شادى ميزدند ازجهت اين كه تازه لشكرى ومعينى رسيده آن هم انصافاً ضرر ندارد چون مقصود حكايت طبل ايشان مى‌باشد نه حقيقت قصد شادى وسرور وشعف داشته باشند غرض خداوند منان توفيق ما وشما را الى يوم القيامة بأقامه عزاى اولاد سيد انام زياد گرداند انتهى.

وقال هذه في الصحفة المذكورة ايضاً في جواب من سئله عن بعض


الاتراك من الشيعة الذي له تأثير غريب في هيجان الاحزان والابكاء والصياح والنياح بحيث تراهم يخرجون بذلك عن الحالة الاختيارية وكذلك البوق المتداول بين نصف الدراويش ونحو ذلك مما تداولها عوام الشيعة في مأتم مولانا الحسين 7 مما لا دليل على الحرمة سوى كونه من الات اللهو المحرم بعمومه من حيث كونه لهواً لا لحرمته ذاتاً كاللعب

__________________

* تلك الالات ايضا ما هذا نصه : ضرر ندارد بلكه مطلوب ومحبوب است انتهى هذا وارتضى كلامه في الموردين شيخنا الفقيه التقي الشيرازي الحائري قده حيث لم يعلق على العبارة بشيء غير قوله : اگر خود مرتكب محرم نشود لان الرسالة مشاة بحاشيته الشريفة بخط بعض أصحابه.

وقال العلامة المجاهد الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قده في رسالته المواكب الحسينية ص ١٩ في جواب السؤال المرسول اليه من فيحاء البصرة عن الطبل وصدح الابواق وقرع الطوس بنقل صاحب الانوار الحسينية ص ٦٠ من طبع بمبئي سنة ١٣٤٦.

ما هذا نصه كلها أمور مباحة فانك ايها السامع تحس وكل ذي وجدان انها لاتحدث لك بسماعها طرباً ولا خفة ولا نشاطاً بل بالعكس توجب هولا وفزعاً وكمداً وحزناً فاذا قصد منها الضارب الاعلام والتهويل ونظم المواكب وتعديل الصفوف والمواكب حسنت بهذا العنوان ورجحت بذلك الميزان انتهى.

ونقل عن شيخنا كاشف الغطاء قده ايضاً صاحب الانوار الحسينية في ص ٨٢ منه ما هذا نصه :

واما ضرب الطبول والابواق غير مقصود بها اللهو فلا ريب ايضاً في مشروعيتها لتعظيم الشعار انتهى.


بالشطرنج ونحوه من آلات القمار وان كان نوعاً منه ايضاً فان ما كان تحريمه من حيث كونه لهواً لا غيره كما أشرنا اليه لا يصدق عليه عنوان اللهو بالضرورة في مثل المقام المقصود منه اقامة العزاء وهيجان الاحزان ونحوهما به في أيام مأتمه 7 وحيث لا يصدق عليه ذلك العنوان المحرم من حيث اللهوية بالقصد المغير له بالضرورة جاز بل ندب واستحب لاندراجه حينئذ في عموم ما دل على مطلوبية شعار الحزن والتحزن عليه (ع) بما يصدق عليه ذلك في العرف والعادة وان لم يرد عليه دليلا بالخصوص كاللطم والضرب بالراحتين على الصدور الذي جرت عليه السيرة من الخواص (١) فضلا عن العوام من الشيعة في مأتمه 7 سيما في أيام العشرة الاولى من المحرم ولياليها

__________________

(١) اقول وقد كانت مواكب العلماء والفقهاء تخرج في كل سنة ليلة عاشورا في كربلاء المقدسة يتقدم الموكب السادة ثم الشيوخ وفيهم مراجع الفتيا والتقليد لاطمين بأيديهم على صدورهم حافي القدمين وقد لطخ بعضهم جباههم في غاية الانكسار والحزن والكابة بحيث كل من كان ينظر اليهم تنقلب احواله من البكاء والصراخ حيث انهم ممثلوا ولي العصر عجل الله فرجه وهذا الموكب على ما قيل اسسه سيد فقهاء عصره السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض وجد سيدنا المؤلف قده.

كما سمعت انهم كانوا يخرجون في كل سنة ليلة عاشوراء في قم المقدسة ايضاً وكان هذا الموكب من بركات مؤسس الحوزة العلمية آية الله الشيخ عبدالكريم الحائري قده وكان هو ره معهم خلف موكب السادة احتراماً لهم كما حدثني ولده الفقيه الشيخ مرتضى دامت بركاته الذي هو اليوم من اجلة علمائنا العاملين وعليه سيماء فقهائنا الاقدمين قد شابه أباه في العلم والعمل والكرم ومن يشابه ابه فما ظلم سلمه الله وابقاه ومن كل مكروه وقاه.


بالخصوص حتى بلغ ذلك الى حد ينسب اليهم الاعداء فيها الجنون (١) ونحوه مع أنه لم يرد به نص بالخصوص ولو من الطرق الغير المعتبرة ولم نر مع ذلك احداً منا تأمل أو توقف في حسن هذا الفعل وهو الا لكونه مأخوذاً مدلولا عليه بالعموم المشار اليه.

وبالجملة لا ينبغي التأمل في عدم شمول أدلة كراهة لبس السواد لما نحن فيه كما لا ينبغي التأمل في رجحانه شرعاً لهذا العنوان المندوب

__________________

(١) نسبة الجنون الى الشيعة الامامية في ترويجهم الدين الحنيف واعلاء كلمة المذهب الشريف هو كنسبة اعداء الاسلام ذلك والعياذ بالله الى من لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى وقد كشف المستقبل بحمد الله انهم كانوا اولى بالنسبة اليه واحرى بالاتصاف به اذ خسروا انفسهم في الدنيا وخزي عذاب الاخرة اشد وابقى هذا والاعداء هم يعلمون انهم لا يتمكنون من تضعيف قوى الشيعة أعزهم الله وتفتيت عزمهم على احياء أمر آل الله صلوات الله عليهم وانهم لا يقدرون على انفاذ تسويلاتهم في عقائدهم الحقة حيث انهم لا يبالون بهزء المستهزئين وسخرية الجاهلين ونسبة انواع التهم اليهم ولا ينبغي لهم لانهم قد أخذوا احكامهم عن معدن الوحي والتنزيل وقد شرح الله صدورهم للاسلام : فهم على بينة من أمرهم : وانهم قاطعون على أن الاعداء لحظهم اخطأوا وعن ثواب الله زاغوا وعن جوار محمّد (ص) في الجنة تباعدوا كما قال الامام الصادق (ع) وكما قال (ع) لذريح : يا ذريح دع الناس يذهبون حيث شاؤوا كن معنا : فهم على امرهم ثابتون ولا يضرهم شيء بعد دعاء أئمتهم : لهم بالمغفرة والرضا والحفظ في الدنيا والآخرة والخلف على أهاليهم واولادهم ونسئل الله الثبات على محبة محمّد وآله والاقتفاء لسيرتهم والممات على ولاية علي واولاده والبرائة من اعدائهم وبالخصوص من الجبت والطاغوت ومن شك في كفرهما انشاء الله تعالى


بعمومه كذلك بعد ارتفاع الكراهة عنه وهل هو الا كشق الثوب المرجوح او المحرم لكل ميت الا من الولد لوالد فترتفع المرجوحية او الحرمة فيه بالمرة بل ربما ينقلب راجحاً محضاً او يغلب رجحانه على المرجوحية التي فيه لغيره ولعله لكونه نوعاً من التعظيم والاجلال المطلوب شرعاً من الولد لوالده حياً وميتاً بل هو الظاهر فلا يكون كشقه لغيره مما فيه نوع من التجري عليه سبحانه وتعالى والانضجار ونحوه وكالبكاء والجزع والتأسف ونحوها المذمومة شرعاً لكل أحد الا من الولد للوالد فانه مندوب (١) وليس ذلك من القياس المحرم بل المنقح مناطه كما لا يخفى.

__________________

(١) ففي التهذيب ج ٢ ص ٢٨٣ آخر الكفارات عن الصادق (ع) قال ولا شيء في اللطم على الخدود سوى الاستغفار والتوبة : وقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي 8 وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب فدلالته على الجواز والاستحباب فيما نحن فيه ظاهر جداً لاستشهاده بفعلهن وطلبه من الناس على الحسين 7 ذلك وان بلغ من الضرب الاحمراء والسواد بل الادماء لما هو لازم الضرب عند اشتداد المصيبة.

وقال 7 ايضاً كل الجزع والبكاء مكروه ما سوى الجزع والبكاء لقتل الحسين (ع) بناء على ارادة اللطم وشق الثوب وغير ذلك مما يصدر من الجازع غير مكروه على الحسين (ع) بل فيه الفضل والرجحان مع حرمته على غيره (ع) لحمل الكراهة على معناها الحقيقي.

وفي الجواهر المراد به فعل ما يقع من الجازع من لطم الوجه والصدر والصراخ ونحوها ولو بقرينة ما رواه جابر عن الباقر (ع) أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل ولطم الوجه وجز الشعر مضافاً الى السيرة في اللطم والعويل


ومما ذكرنا يظهر أنه لا وجه لما ذكره شيخنا الخال العلامة أعلى الله في الدارين مقامه معترضاً على كلام شيخنا المحدث البحراني ; المتقدم اليه الاشارة تارة بامكان تنزيل الحزن في مأتمه 7 على ما هو المقرر في آدابه في الشرع التي ليس منها لبس السواد :

وأخرى بأن معارضة ما دل على رجحان الحزن وكراهة لبس السواد نظير معارضة دليل حرمة الغناء من المحرم ورجحان رثاء الحسين 7 وكلما كان من هذا القبيل يفهم المتشرعة منهما تقييد الراجح بغير الممنوع في الشرع حرمة أو كراهة الى آخر ما مرت الاشارة اليه :

أن لا داعي أولا الى تنزيل الحزن والتحزن عليه في مأتمه (ع) المندوب بعمومه كما عرفت الشامل لكلما يصدق عليه ذلك في العرف والعادة الذي منه لبس السواد على غيره مع كونه من الفرد المتعارف

__________________

* ونحوهما مما حرام في غيره قطعاً فتأمل فلاحظ.

وفي زيارة الناحية المقدسة : قال (ع) فلما رأين النساء جوادك مخزياً الى ان قال (ع) برزن من الخدود ناشرات الشعور على الخدود لاطمات وبالعويل نائحات.

قال في الجواهر ص ٣٨٤ ح ل وما يحكي من فعل الفاطميات ربما قيل انه متواتر فلاحظ : هذا وقد علم من كل ذلك أن اللطم على الصدور والخدود وشق الثوب وحث التراب على الرأس والصراخ والعويل ونحو ذلك كخمش الوجه والصدر وارخاء الشعر ونشره وجزه او نتفه يستحب على الحسين (ع) ويحرم على غيره بمقتضى هذه الروايات الشريفة والسيرة المستمرة عند أصحاب الائمة المعصومين (ع) في عصرهم حتى عصرنا الحاضر كما لا يخفى ومنه يعلم وجه ضرب السلاسل على الظهور وضرب القامات على الرؤوس.


من قديم الزمان كما عرفت :

ثم لا داعي ثانياً الى تخصيص رجحان الحزن والتحزن عليه (ع) بخصوص ما ورد من العناوين التي تضمنتها الاخبار الكثيرة ان كان هو المراد من الادب المقررة في الشرع في ظاهر كلامه بعد القطع بعدم ارادة الاقتصار عليها بالخصوص بل من حيث كونها من آداب العزاء في العرف والعادة أو من أظهر أفرادها ونحوه.

و الا لخرج ما ليس منها مما لا اشكال في جحانه شرعاً وعرفاً كاللطم والضرب على الصدور ونحوهما مما جرت عليه سيرة المتشرعة من الخواص فضلا عن العوام ولولا كونه مدلولا عليه بما يعمه شرعاً لما جرت عليه العادة والسيرة.

على أن ذلك انما يتجه على تقدير شمول أدلة كراهة لبس السواد للبسه في هذا المقام بهذا العنوان وقد عرفت أنه في حيز المنع لظهورها في كراهته من حيث كونه لبس الاعداء وزيهم لا من حيث كونه لبس سواد فيكون الممنوع عنه لبسه بعنوان التلبس بلبسهم والتزيي بزيهم ولو باختياره للبّس والملابس من بين سائر الالوان الغير المتحقق مع كون المقصود منه التلبس بلباس المصاب المعهود كما عرفت في العرف والعادة من قديم الزمان للتحزن به على مولانا الحسين (ع) كما يرشد اليه ما مر من حديث لبس نساء أهل البيت السواد في مأتمه (ع) بعد قتله بمرئي من مولانا زين العابدين صوات الله عليه ومسمعه بنحو ما مرت الاشارة اليه.

وحيث لا تشمله أدلة الكراهة بقى رجحانه من حيث دخوله


في العنوان المندوب بعمومه شرعاً بلا معارض معتضداً بقاعدة التسامح في أدلة السنن التي لا مجال للتأمل في جريانها في مثل المقام الغير المشمول لادلة الكراهة من وجه أصلا.

هذا مع أنه ورد في غير واحد من الاخبار (١) أنه ما ادهنت هاشمية على ما نقل منا أهل البيت ولا اكتحلت ولا رؤي دخان من بيوتهم بعد قتله 7 الى خمس سنين حتى بعث المختار رضوان الله عليه برأس الكافر الفاجر عبيد الله بن زياد الى زين العابدين 7 فغيروا بأمره 7 حينئذ ما كانوا عليه وهو كما ترى يدل على رجحان كل ما يدخل في عنوان شعار الحزن والتحزن عليه الصلاة والسلام وتعظيم مصيبته الذي منه ترك اللذائذ في أيام مأتمه ومصيبته (٢) لان ذلك كله بمرأى

__________________

(١) في البحار ص ٢٠٦ ص ٢٠٧ ج ٤٥ من الطبعة الحديثة في طهران عن ابان بن عثمان عن زرارة : قال : قال أبو عبد الله (ع) يا زرارة ان السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدم وان الارض بكت اربعين صباحاً بالسواد وان الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة وان الجبال تقطعت وانتثرت وان البحار تفجرت وان الملائكة بكت اربعين صباحاً على الحسين وما اختضبت منا امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى اتانا رأس عبيد الله بن زياد لعنة الله : وما زلنا في عبرة بعده : الحديث وهو طويل أخذنا منه موضع الحاجة فلاحظ.

(٢) كما تقتضيه القاعدة لمن فقد محبوبه العزيز عليه وكما ورد في الاخبار الكثيرة في كيفية زيارته (ع) من ان الزاير لمرقده يلزم أن يكون كثيراً حزيناً مكروباً مغيراً جائعاً عطشاناً فلاحظ وراجع ص ١٣٠ و ١٣١ من كامل الزيارات.

وفيه ايضاً ص ١٠٨ عن أبي عمارة المنشد قال : ما ذكره الحسين (ع) عند ابي عبد الله (ع) في يوم قط فرأى ابو عبد الله (ع) يقول الحسين (ع) عبرة كل مؤمن انتهى.


ومسمع من سيدهم الامام ابي الائمة عليه وعليهم السلام مع تضمنه لترك الاكتحال الذي هو من المستحبات سيما من النساء ذوات الازواج ونحوه من التزين المطلوب منهن لازواجهن بل لترك أكل اللحوم الظاهر من عدم رؤية الدخان من بيوتهن في هذه المدة مع شدة كراهة تركه اربعين صباحاً كما في بعض الاخبار (١) بل في بعضها أنه من دأب الرهبانية المنسوخ في هذه الشريعة وأعظم من ذلك ما روى من ان رباب (٢) زوجة مولانا الحسين 7 لم تزل ما دامت حية بعد شهادته تجلس في حرارة الشمس الى أن تقشر جلدها وذاب لحم بدنها حتى لحقت بسيدها فترق عليها الصديقة الصغرى أخت مولانا الحسين (ع)

__________________

(١) ففي الوسائل ج ٤ ص ٦٧٢ باب ٤٦ قال (ع) من لم يأكل اللحم أربعين يوماً ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذنوا في اذنه فلاحظ وراجع كتاب الاطعمة والاشربة منه ومن غيره من كتب الأخبار.

(٢) ففي الكامل لابن اثير ج ٤ ص ٣٦ من الطبعة الاولى في مصر وبقيت ( يعني الرباب ) بعده ( يعني بعد قتل مولانا الحسين ) سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمداً هذا وفي الكافي المطبوع بهامش مرآة العقول ج ٥ ص ٣٧٢ عن الصادق (ع) لما قتل الحسين (ع) أقامت امرأته الكلبية عليه مأتماً وبكت وبكين النساء والخدم حتى جفت دموعهن وذهبت فبينا هي كذلك اذ رأت جارية من جواريها تبكي ودموعها تسيل فدعتها فقالت لها : مالك أنت من بيننا تسيل دموعك ؟ قالت اني لما اصابني الجهد شربت شربة سويق قال : فأمرت بالطعام والاسوقة فاكلت وشربت واطعمت وسقت وقالت انما نريد بذلك ان نتقوى على البكاء على الحسين (ع) انتهى محل حاجة.


وتسألها الجلوس مع النسوة في المأتم تحت الظلال فتأبى ذلك وتقول لها اني آليت على نفسي ما دمت حية أن لا استظل عن حرارة الشمس منذ رأيت سيدي الحسين في حرارة الشمس.

أترى أن ذلك كان مما يخفى على الامام 7 أو أنه كان يمنعهن من ذلك ولم يمتثلن منعه لا سبيل الى شيء منهما بل انما هو لكونه داخلا في عنوان شعار الحزن والتحزن عليه 7 ومن تعظيم المصيبة التي هي أعظم جميع المصائب :

وكيف كان فقد بان من ذلك كله انه لا وجه للحكم بكراهة لبس السواد في مصيبة سيد شباب أهل الجنة ارواحنا له الفداء بقصد التلبس بلباس الحزن المتعارف من قديم الزمان كما هو المفروض تمسكاً بعموم أدلة كراهته ولا لجعل معارضتهما من قبيل معارضة دليل حرمة الغناء ودليل رجحان رثاء مولانا الحسين 7 كما هو صريح خالي العلامة أعلى الله مقامه لسلامة رجحان لبسه في المقام عن معارضته بأدلة الكراهة من وجوه شتى كما وقفت عليها وعمدتها عدم دخوله في موضوع أدلة الكراهة فلا يكون حينئذ من قبيل معارضة دليل حرمة الغناء المحرم ذاتاً مطلقاً من حيث كونه غناء ودليل رجحان رثائه بطريق الغناء ولو أشعر بعض الاخبار بتعليل تحريمه بكونه مورثاً للفساد من حيث كونه مطرباً الا أنه ليس بحيث يدور الحكم معه وجودا وعدماً اجماعاً منا على الظاهر المصرح به كذلك في ألسنة الاصحاب قديماً وحديثاً :

فما رجحه شيخنا المحدث البحراني 1 في حدايقه من رجحان لبسه في مأتم مولانا الحسين عليه الصلاة والسلام ومصيبته


هو الاظهر لكن لا لتخصيصه أدلة الكراهة كما هو قضية قوله لا يبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين 7 معللا باستفاضة الاخبار بشعار الحزن عليه 7 مؤيداً له بالحديث الذي رواه عن خالنا العلامة المجلسي ; المتضمن للبس نساء بني هاشم السواد بعد قتله اذ هو انما يتجه على تقدير شمول عموم أدلة الكراهة لمثله ودخوله في موضوعها وقد عرفت عدمهما فال حاج معه الى استثناء المذكور الذي لا يخلو على تقديره عن نوع تأمل واشكال لان التعارض بينهما حينئذ تعارض العامين من وجه.

والمطلوب فيه الرجوع الى المرجحات السندية او غيرها ثم الاخذ بأحدهما المخير مع فرض التعادل والتساوي بينهما لا التخصيص الذي هو فرع كون أحدهما اخص من الاخر مطلقاً (١) وبالجملة التأمل

__________________

(١) لا يخفى ان استفادة الحدائق قده رجحان لبس السواد في مأتم الدالة على رجحان لبس السواد في مأتم مولانا الحسين (ع) واستثنائه من عموم أدلة الكراهة انما هو لاجل العمومات الدالة على رجحان اظهار الحزن على الحسين (ع) لا الاستثناء بدليل خاص لفظي مثل ان يقول مثلا يكره لبس السواد الا في عزاء الحسين (ع) او يستحب حتى يكون المستثنى في هذا الفرض خارجاً عن المستثنى منه حكماً وعليه فالتعارض بينهما بالعموم من وجه محكم ولابد في مثله من الرجوع الي المرجحات السندية أو البرائة على ما هو المحرر في محله : نعم يمكن ان يقال ان من لبس الهاشميات السواد في مأتمه (ع) يظهر أن الكراهة تكون في غير هذه الصورة فيكون فعلهن بمنزلة التخصيص او الاستثناء لعموم دليل المنع كما يظهر حجية فعلهن من تقرير الامام (ع) لهن بعدم المنع من لبسه اياهن كما لا يخفى هذا وقد ظهر من كلام سيدنا المؤلف قده في المتن


في مساق أدلة الكراهة بعد ضم بعضها الى بعض يقضي بما اخترناه وكان والدي العلامة أعلى الله مقامه في أواخر أمره وعمره يرى حسن التلبس بهذا اللباس في أيام مأتم مولانا الحسين (ع) (١) المعودة وندبيته

__________________

ان لبس السواد في مأتم الحسين (ع) خارج عن عموم دليل المنع تخصصاً الفرض عدم شمول الكراهة له لو كان المقصود به التحزن على مولانا الحسين سيد شباب أهل الجنة أرواحنا لتراب حافر فرسه الفداء كما لا يخفى فلاحظ.

(١) أقول : ذهب جماعة كثيرة من علمائنا الاعلام وفقهائنا الكرام الى استحباب لبس السواد في مأتم مولانا الحسين (ع) قولا وفعلا : كالفقيه المحدث البحراني في حدايقه كما عرفت والفقيه الدربندي قده في اسرار الشهادة ص ٦٠ من طبع طهران سنة ١٢٦٤ والعلامة الفقيد السيد اسماعيل العقيلي النوري قده في ج ٢ من وسيلة المعاد في شرح نجاة العباد ص ١٧٠ وشيخنا المحدث النوري في مستدرك الوسائل وشيخنا الفقيه الرباني الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري قده المتوفي سنة ١٣٠٩ في رسالته الشهيرة المسماة بذخيرة المعاد ص ٦٢٠ من طبع بمبئي سنة ١٢٩٨ وشيخنا الفقيه التقي الشيرازي الحائري قده حيث لم يعلق عليها في هذا الخصوص بشيء حيث ان الرسالة محشاة بحاشيته ومقروئة عليه وشيخنا العلامة المجاهد الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في حاشيته على العروة والعلامة الفقيه الشيخ محمد علي النخجواني في الداعات الحسينية وبعض معاصرين سلمه الله في شرح الشرايع ص ١٤١ ج ٦ : هذا ولسيدنا العلامة السيد حسن الصدر أعلى الله مقامه رسالة في هذا الباب يظهر من اسمها انه ذهب فيها الى الاستحباب لانه سماها ( ب‍ ) تبيين الرشاد في لبس السواد على الائمة الامجاد هذا : واما من كان يلبسه في طيلة هذين الشهرين فجماعة من علمائنا الكملين منهم العلامة الفقيه الزاهد الحاج آغا حسين الطباطبائي القمي قده كما


فتوى وعملا الى أن انتقل الى رحمة الله بعكس ما كان عليه سابقاً

__________________

كان يلبسه في أيام الفاطمية ايضاً كما حدثني بذلك ولده العلامة المعاصر سلمه الله ومنهم سيد فقهاء عصره آية الله العلامة السيد محسن الطباطبائي الحكيم اعلى الله مقامه صاحب المستمسك كما حدثني شيخنا محيي الدين المامقاني دام ظله ومنهم العلامة الفقيه الورع التقي السيد ميرزا مهدي الحسيني الشيرازي الحائري قدس الله سره وبحظيرة القدس سره المتوفى في الحائر الشريف سنة ١٣٨٠ هجري وكان ; من أجلة علمائنا الامامية علماً وعملا كما حدثني بذلك ولده الفاضل المعاصر السيد محمد سلمه الله ومنهم سيد فقهاء عصرنا الاعلم الافقه السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي دامت بركاته كما حدثني بعض اصحابه وتلامذته سلمه الله تعالى ومنهم حجة الاسلام الشيخ يوسف الخراساني قده وقد رأيته أنا بأم عيني يلبسه في طيلة الشهرين وغيرهم مما يطول المقام بذكرهم قال العلامة البارع الجامع لمراتب الفضل والنبل الشيخ ابو الفضل الطهراني قده في شفاء الصدور ص ٣٢٤ من سبع بمبئي سنة ١٣٠٩ ما هذا نصه ( ولبس ) جامه سياه وسياه ‎‎‎‎پوشى خانه ها از بابت قيام بوظيفه عزاداريست وتعظيم شعار واحياى أمر ائمه وأدلة كراهة لبس ثياب سود با اين كه در بعض آنها اشعار بترك سنت بنى عباس است كه شعار خود را سواد كرده بودند حكم في نفسه ولولا المعارض با ملاحظ طريان عنوان عزادارى ومساعدت عرف اين زمان بر اختيار سياه براى عزا سخن داريم لهذا جماعتى از فقهاء مثل صاحب جواهر وغيره فتوى داده اند در باب حداد كه بر معتدة بعده وفات واجب است ولازم او ترك تزين است بملابس مصبوغة كه اين بحسب عادات مختلف مى‌شود وظيفه آنست كه او لباس عزا پوشد خواه سياه باشد يا غير او ودر بعض أخبار وارد است كه حضرت صادق روز عاشورا جامه سفيد پوشيده بود وبعضى فقهاي معاصرين باين عمل كرده در روز عاشورا بالخصوص جامه سفيد پوشيده بيرون آمده


ويترتب على ذلك صحة النذر والعهد وانعقادهما على لبسه في مأتمه (ع) فضلا عن اليمين عليه بخلاف ما لو قلنا بمقالة شيخنا الخال العلامة أعلى الله تعالى في الدارين مقامه.

فلا ينعقد شيء منهما لاشتراط انعقادهما برجحان متعلقهما شرعاً على ما يظهر من النص والفتوى وكذلك الاخير وان كان اوسع دائرة منهما بناءاً على اشتراط انعقاده بمجرد عدم مرجوحية متعلقة ولو لم يكن راجحاً كالمباح والظاهر أنه لا فرق سيما على ما حققناه بين لبسه في مأتم مولانا الحسين ارواحنا له الفداء وغيره من النبي 9 أو غيره من سائر الائمة : :

بل النبي 9 كمولانا الامير (١) صلوات الله عليهما أولى بذلك

__________________

واين اشتباه است بلكه مؤيد لبس سياه چه جامه سفيد در زمان بني عباس جامه عزا بودن چنانچه در تواريخ مسطور است وآن حضرت بر عرف وعادات آن زمان جرى كرده بود وچون در اين عهد لباس سياه جامه معزى است پس جامه سياه مستحب است نظر بعمومات الخ ( أقول ) والمراد من العمومات هي العمومات الدالة على اظهار الحزن واقامة المأتم والعزاء على سيد الشهداء 7 الذي منه لبس السواد خصوصاً في هذا العصر الذي صار من شعار الشيعة في محرم وصفر نظير الشهادة الثالثة في الاذان هذا وقد رأيت انا ايضاً بعض المعاصرين في كربلاء ممن يذهب الى حرمة لبس السواد قد خرج ليلة الحادي عشر من محرم لابساً البياض بحيث كان لعله يجلب الانظار : وانه ان فر من اشكال فقد وقع في اشكال أشد منه كما لا يخفى.

(١) ففي الدرجات الرفيعة للسيد المدني قده ص ١٤٧ كما في ص ١٤ من فضائل الاشراف من طبع النجف الاشرف : انه لما توفي امير المؤمنين 7 خرج عبيد الله بن العباس الى الناس فقال ان امير المؤمنين توفى


منه (ع) لان لبسه في مأتم كل واحد منهم نوع من تعظيم شعائر الله سبحانه قطعاً فيكون حينئذٍ راجحاً بل قد يلحق بهم غيرهم ايضاً من هذه الحيثية كالعلماء ونحوهم.

من يكون تعظيمه نوعا من تعظيم شعائر الله وشعائر الاسلام لو فرضنا كونه نوعاً من تعظيمه عرفا سيما بعد ما ورد من أن حرمة المؤمن ميتاً كحرمته حيا (١) الا أن ظاهر شيخنا المحدث البحراني ; ربما يعطي عدم استثناء حسن لبس السواد في غير مأتمه (ع) لاقتصاره في الاستثناء كما عرفت على لبسه في مأتمه (ع) دون غيره مؤيداً بما ذكره من التأييد المتقدم اليه الاشارة الخصوص به روحي فداء.

الا أن يؤخذ بمقتضى تعليله الاستثناء باستفاضة الاخبار بشعار الحزن عليه (ع) فانه عام يشمل غيره ايضا لاستفاضة الاخبار بنحو هذا الشعار في الجميع ولو بنحو العموم من نحو قوله (ع) ( من ذكر مصابنا وحزن لحزننا أو لما أصابنا او لما ارتكب منا كان معنا ) الى غيرذلك

__________________

وقد ترك خلفاً فان أحببتم خرج اليكم وان كرهتم فلا اجد على أحد فبكى الناس وقالوا يخرج الينا فخرج الحسن 7 وعليه ثياب سود فخطب بهم فقال :

ايها الناس اتقوا الله فانا امراؤكم واوليائكم وانا اهل البيت الذين قال الله تعالى فينا ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فبايعه الناس انتهى.

وهذه الرواية محكية ايضاً عن شرح النهج لابن أبي الحديد ولم يحضرني الان موضعه لعدم وجود الكتاب عندي فلاحظ.

(٢) راجع كامل الزيارات والخصال وغيرهما.


مما لا يكاد يعد ويحصى.

وان كان بوارد في خصوص مولانا الحسين عليه الصلاة والسلام منهم وممن تقدم عليهم من الانبياء والاوصياء المخبرين عن الله سبحانه وتعالى بلسان الوحي (١) او الرسول المنزل عليهم اكثر من غيره بمراتب شتى ولعل ذلك لعظم مصيبته التي تصغر عندها جميع المصائب (٢) كما أخبر به جبرئيل (ع) آدم على نبينا وآله وعليه السلام.

__________________

(١) راجع المجلد الاول والثاني من كتاب احسن الجزاء في اقامة العزاء على سيد الشهداء (ع) ففيه ما يشفي العليل ويروي الغليل.

(٢) وذلك لعدم ورود مصائبه (ع) على أحد من الانبياء ومن دونهم وقال الصادق (ع) كما في علل الشرايع ص ٢٢٥ ان يوم قتل الحسين أعظم مصيبة من سائر الايام وعلل (ع) ذلك بان ذهابه كان كذهاب جميع الخمسة الطيبة الذين هم اكرم الخلق على الله كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه اعظم الايام مصيبة : قلت : وهذه احدى العلل ولها علل أخرى وكما هو الظاهر من عدم حصره (ع) بذلك فلاحظ وراجع ج ل من أحسن الجزاء ص ٢٩٢ ص ٢٩٣ ولقد اجاد من قال في هذا المجال :

أنست رزيتكم رزايانا التي

سلفت وهونت الرزايا الاتية

وفجايع الايام تبقى مدة

وتزول وهي الى القيامة باقية

وقال آخر وأجاد ايضاً :

كل الرزايا دون وقعة كربلا

تنسى وان عظمت تهون عظامها


( خاتمه )

ربما يظهر من بعض فقرات الزيارة الواردة عن الناحية المقدسة عن مولانا الحجة عجل الله فرجه ، التي يخاطب بها جده الحسين صوات الله عليه ما يدل على الجواز بل الرجحان المفرط من نحو الجزع والندبة والصياح والنياح في مصابه (ع) الموجبة لتشويه العين ونحوها من الاعضاء مما عساه يدخل في عنوان الضرر المسقط للتكاليف الموجبة له فان منها قوله عليه الصلاة والسلام ( ولاندبنك صباحاً ومساءاً ولابكين عليك بدل الدموع دما ).

ومن المعلوم أن تبدل الدمعة بالدم لا يمكن عادة الا بعد عروض آفة من جرح ونحوه (١) في العين من شدة البكاء والجزع الموجبين

__________________

(١) فقوله (ع) كالنص الصريح في جواز البكاء على جده (ع) وان استلزم الضرر منه في العين وعدم الخروج عن اصل الاستحباب والرجحان ويكون حاكماً على القاعدة المعروفة هذا والاخبار الدالة على استحباب المشي الى مراقد الائمة (ع) وان استلزم الضرر من الورم في القدمين ونحوه كالخوف من القتل والمثلة والسجن مما لا تجعل لتلك القاعدة في مثل هذه الموارد موردا كي يتمسك بها وان جعلها كجعل الجهاد والزكاة والخمس ونحوها وسيأتي ايضاً بيانه كما لا يخفى فلاحظ جيداً ولا تغفل.


لذلك وتعبيره عليه الصلاة والسلام عنهما بنحو التأكيد البليغ الصريح في دوام ذلك منه عجل الله فرجه في مصاب جده المظلوم أرواحنا له الفداء يدل دلالة واضحة على أنه صلوات الله عليه يحق لذلك ولأمثاله مما يدخل في عنوان الحزن في مصابه صلوات الله عليه فضلا عن غيره مما هو دونه مع صدق العنوان المطلوب عليه في العرف والعادة الذي منه لبس السواد في مصابه.

فانه أولى بالرجحان مما هو أعظم منه الذي قد عرفت أنه مما عساه يدخل في عنوان الضرر الممنوع عنه شرعاً ولا الرخصة من مولانا الحجة عجل الله فرجه (١) بمقتضى ظاهر سياق عبارته المقرونة بالتأكيد

__________________

(١) قد وردت روايات مستفيضة تدل على جواز بل استحباب زيارته 7 استحباباً مؤكداً ولو كانت مستلزمة للمشقة الكثيرة والتعب المجهد بل وان استلزم الخوف من القتل والمثلة والسجن او الضرب ونحوها مثل ما رواه ابن قولويه ; في ص ١٢٥ من كامل الزيارات عن زرارة : قال قلت لابي جعفر (ع) ما تقول فيمن زار اباك على خوف قال يؤمنه الله يوم الفزع الاكبر وتلقاه الملائكة بالبشارة ويقال له لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك :

وقال الصادق (ع) لمعاوية بن وهب : لا تدع زيارة الحسين (ع) لخوف فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمنا ان قبره عنده الحديث اي لا تدع زيارته من خوف القتل او المثلة أو السجن والضرب ونحوها : فان الانسان ليتمنى بعد موته ان لوزارة وقتل عنده واقبر في بلده الاطهر.

وقال الامام الباقر (ع) لمحمد بن مسلم هل تأتي قبر الحسين (ع) ؟ قال نعم على خوف ووجل : فقال ما كان من هذا اشد فالثواب على قدر


البليغ الذي هو قرينة واضحة على أنه المطلوب في هذا المصاب العظيم

__________________

الخوف ومن خاف في اتيانه آمن الله روعته يوم القيامة يقوم الناس لرب العالمين الحديث في ص ١٢٧ من كامل الزيارات وتتمته في ص ٢٧٦ فراجع ولاحظ.

وقال هشام بن سالم لمولانا الصادق (ع) : ( فما لمن قتل عنده ) يعني عند الحسين (ع) ( جار عليه سلطان فقتله ) قال الصادق (ع) اول قطرة من دمه يغفر له بها كل خطيئة وتغسل طينته التي خلق منها الملائكة حتى تخلص كما خلصت الانبياء المخلصين ويذهب عنها ما كان خالطها من اجناس طين اهل الكفر ويغسل قلبه ويشرح صدره ويملاء ايماناً فيلقى الله وهو مخلص من كل ما تخالطه الابدان والقلوب ويكتب له شفاعة في أهل بيته والف في اخوانه الى أن قال (ع) بعد عد جملة من المناقب فان ضرب بعد الحبس في اتيانه كان له بكل ضربة حوراء وبكل وجع يدخل على بدنه الف الف حسنة ويمحي بها الف الف سيئة ويرفع له بها الف الف درجة ويكون من محدثي رسول الله (ص) حتى يفرغ من الحساب فيصافحه حملة العرش.

الحديث : مذكور في ص ١٢٣ وص ١٦٥ بسند آخر عن صفوان من كامل الزيارات : هذا والروايات في هذا الباب كثيرة ذكرنا جملة منها في ج ل من كتابنا احسن الجزاء المطبوع في قم المشرفة سنة ١٣٩٩ فراجع وهذه الروايات كما ترى تدل دلالة واضحة على استحباب زيارة الحسين (ع) مهما بلغ الامر من الخوف والقتل والضرب والسجن وقد ذهب اليه غير واحد من الفقهاء والمحققين لهذه النصوص في جميع الازمان والاوقات من غير تقييد لها بذلك الزمان بالخصوص : اذاً.

ومنها يمكن ان يستفاد جواز ضرب القامات على الرؤوس وادماء الظهر بسلاسل الحديد ونحوهما بشرط الامن والسلامة من الضرر المنجر الى الموت او شل عضو بواسطته مضافاً الى الاصل المقتضى لاباحة ما ذكرناه


فيكون لاجله مستثناً مما دل على منعه من حيث دخوله في عنوان الضرر على النفس ولو في الجملة.

واحتمال كون المراد من الفقرة المشار اليها غير ظاهرها كالاغراق ونحوه لا يتأتى ولا يتصور على مذهبنا معشر الامامية (١).

والحمل على نوع من المجاز بارادة أنه لو يبست دموع العين مثلا لكان ينبغي أن يبكي له 7 بدل الدموع دماً مناف للسياق مع انه لا داعي الى ارتكابه فلتحمل على حقيقتها المتبادر منها فيدل على استثناء لبس السواد في مصابه للتحزن عليه 7 به من أدلة كراهته بطريق أولى ان قلنا بشمول أدلتها لمثله ودخوله في موضوعها حسبما أشرنا اليه.

هذا والمروي من دأب مولانا زين العابدين صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين وديدنه بعد قتل أبيه 7 في التحزن عليه بما لا يطيقه البشر مادام حياً الى أن لحق بأبيه صوات الله عليه (٢)

__________________

في عزائه (ع) كما لا يخفى كما تفعله الشيعة وستفعله الى يوم القيامة ان شاء الله تعالى وذلك لورود الحث الاكيد على اقامة العزاء والمأتم عليه روحي لتراب حافر فرسه الفداء كما لا يخفى على المتأمل التدقيق.

(١) لكون المبالغة لا تخلو عن نوع من الكذب الغير الجايز ولا شك عندنا بان كلام الله تعالى منزه عنه فليس فيه مبالغة لا اغراء اصلا وكذلك كلام النبي (ص) وكلام أوصيائه الائمة الاثنى عشر عليهم أفضل الصلاة والسلام.

(٢) في البحار ص ١٤٩ ج ٤٥ من الطبعة الحديثة : عن الصادق (ع) أنه قال : ان زين العابدين (ع) بكى على أبيه أربعين سنة صائماً نهاره وقائماً ليله فاذا حضر الافطار جائه غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول


مما يؤيد ويصدق كلام ولده الامام المنتظر عجل الله فرجه.

فاذا انضمت اليه أدلة حسن التأسي بهم معتضداً ذلك كله بقاعدة التسامح في أدلة السنن لم يبق مجال للتأمل في رجحان لبس السواد في مصاب مولانا الحسين عليه الصلاة والسلام ودخوله بذلك في العناوين المتعددة في الاخبار البالغة حد التواتر المعنوي التي

__________________

* كل يا مولاي فيقول : قتل ابن رسول الله جائعاً قتل ابن رسول الله عطشاناً فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عزوجل :

وحدث مولى له (ع) أنه برز يوماً الى الصحراء قال فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة فوقفت وأنا اسمع شهيقه وبكائه وأحصيت عليه الف مرة لا اله الا الله حقا لا اله الا الله تعبداً ورقاً لا اله الا الله ايماناً وصدقاً ثم رفع رأسه من السجود وان لحيته ووجهه قد غمر بالماء من دموع عينيه.

فقلت : يا سيدي ما آن لحزنك ان ينقضي ولبكائك ان تقل : فقال لي ويحك ان يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم (ع) كان نبياً ابن نبي كان له اثني عشر ابناً فغيب الله سبحانه واحدا منهم فشاب راسه من الحزن واحد ودب ظهره من الغم وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا وانا فقدت أبي واخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعاً مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي انتهى.

هذا وكان (ع) اذا أخذ اناء بشرب الماء بكى حتى يملأها دماً فقيل له في ذلك فقال وكيف لا ابكي وقد منع ابي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش وقيل له انك لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا فقال نفسي قتلتها وعليها ابكي كما في المناقب * :


أعد لاهلها من الاجر والثواب ديناً وعقباً ما لا يعد ولا يحصى (١) سيما بعد أن بلغ الى حد جرت عليه سيرة المتشرعة من الخواص فضلا عن العوان من قديم الزمان بل هو المعهود منهم كذلك في جميع الاعصار حتى عابهم المخالفون بذلك ونحوه زعماً منهم أنه من مبدعات الشيعة (٢) وربما يزيد ذلك رؤيا بعض الصلحاء أربعة من الخمسة الطيبة الطاهرة لابسين السواد في أيام مصيبته ومأتمه 7 فسأل عنهم

__________________

* وقال : مولانا الرضا 7 ان يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بارض كرب وبلا واورثنا الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام ثم قال (ع) كان ابي اذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه فاذا كان يوم العاشر كان ذلك يوم مصيبته وحزنه وبكائه الحديث : فقوله اقرح جفوننا : هو مما يدل على استمرار بكائهم طول حياتهم جميعاً على العموم كما يقتضيه التعبير بلفظ الجمع ومعلوم أن القرح في العين لا يحصل الا بعد شدة البكاء والجهد فيه في مدة طويلة.

ومعنى اسبل الدمع هو اذا هطل وهذا يدل على جواز البكاء على سيد الشهداء (ع) وان استلزم منه قرح العين وجرحه كما واليه ذهب جماعة منهم العلامة الفقيه الشيخ على البحراني قده في رسالته الموضوعة لاقامة الماتم على الحسين (ع) المسماة بقامعة أهل الباطل المطبوعة في بمبئي سنة ١٣٠٦ ص ٢٠ وص ٢٧ فراجع ولاحظ.

(١) راجع كامل الزيارات وثواب الاعمال واحسن الجزاء في اقامة العزاء على سيد الشهداء (ع).

(٢) الشيعة ليس لها حكم تجاه حكم الله ورسوله والائمة نعم غيرهم يحكمون بما تشتهي انفسهم فهم اهل البدع والمذاهب الباطلة.


عن سبب ذلك كأنه لا علم له في عالم الرؤيا بأنه أيام مصيبته (ع) فأخبروه بذلك :

ومن جملتها ما أخبرنا بعض الاجلة من ثقات فضلائنا المعاصرين عن خالنا العلامة المجلسي (١) 1 انه ذكر أن سيداً من السادات كان يستبعد الحديث المشهور المتضمن لما أعد الله سبحانه وتعالى للباكي على مولانا الحسين (ع) ولو كان بمقدار قطرة واحدة أو اقل منها من الاجر والثواب العظيم الذي منه غفران ذنوبه مما تقدم منها وما تأخر ولو كانت مثل زبد البحر.

ومنه أنه وجبت له بذلك الجنة أو حق على الله أن يدخله الجنة الى غير ذلك من المضامين الى أن رأى رؤيا اهالته ومن جملتها أنه رأى النبي والوصي والزكي والزهراء بحالة عجيبة غريبة لابسين السواد في غاية الحزن والكآبة وكانه سأل عن سبب ذلك فأجيب بمثل ما مرت الاشارة اليه فرجع عما كان يستبعده الى غير ذلك من الاخبار والاثار المؤيدة لحسن ذلك ورجحانه شرعاً فلا ينبغي التأمل فيه مع ذلك للفقيه والله اعلم بما فيه : فرغ من تحريره لما يقتضيه مؤلفه الفقير الى الله الغني جعفر بن علي نقي الطباطبائي الحائري في الثلث الاخير من ليلة الخميس التاسع من شهر رمضان المعظم سنة ١٣١٧ هجري (٢).

__________________

(١) ذكر ذلك في ج ١٠ من البحار طبع كمپاني فراجع ولاحظ.

(٢) هذا وفرغ من استنساخه وتبييضه والتعليق عليه العبد الفقير الى الله الغني : محمد رضا ابن السيد جعفر الحسيني الاعرجي الفحام عفي عنه الملك العلام سنة ١٤٠٣ ـ ١٩ من شهر ذي الحجة الحرام في مدينة قم المقدسة حرم الائمة الطاهرين وعش آل محمّد المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.










ملاحظتان

( الاولى ) ان صاحب الاعيان والطبقات ذكرا في ترجمة سيدنا المؤلف قده اسماء مؤلفات اُخرى له ففاتنا الاشارة اليها فنذكر اسمائها هنا اتماماً للفائدة وهي بنقل الاعيان : عدة رسائل : منها ـ في الحيوة ـ وفي حجب ابن لعم للابوين العم للاب وحده ـ في حكم الاعراض عن الملك ـ في معنى اجمعت العصابة ـ في منجزات المريض ـ في اقرار المريض ـ في نكاح المريض ـ في طلاق المريض ـ في الماء المشكوك الكرية بلاحالة سابقة ـ في حكم اهل الكتاب ـ في طهارة عرق الجنب من الحرام ـ في طهارة العصير العنبى والزبيبي ـ في طهارة ولد الزنا ـ في اجتماع المحدث والجنب والميت على ماء لا يكفي الا أحدهم ـ في الغسالة.

( الثانية ) انه فاتنا ذكر نسبه الشريف من طرف اُمه.

فنقول ان والدته الكريمة العلوية الجليلة فاطمة بكم هي بنت المرحوم المبرور العلامة السيّد رضا بحرالعلوم ابن سيّد الطائفة السيد محمد مهدى الطباطبائى بحرالعلوم قدست اسرارهم.

وأما زوجة سيدنا المؤلف 1 فهي بنت خاله واستاذه العلامة الفقيه السيّد علي بحرالعلوم اعلى الله مقامه صاحب البرهان القاطع في الفقه : فليلاحظ.

ارشاد العباد الى استحباب لبس السواد على سيد الشهداء والائمة الامجاد عليهم السلام

المؤلف: السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري
الصفحات: 73