
ترجمة
المؤلف قده
١ ـ نسبة الشريف
٢ ـ ولادته
٣ ـ نشأته
٤ ـ مشايخه في القرائة : والرواية
٥ ـ الراون عنه
٦ ـ ثناء العلماء عليه
٧ ـ مؤلفاته
٨ ـ أولاده
٩ ـ وفاته
١٠ ـ مدفنه
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة
الله على أعدائهم من الجن والانس
من
الاولين والاخرين من الان الى
قيام
يوم الدين آمين رب العالمين
(
نسبه الشريف )
هو العالم العامل والفقية الكامل فخر
الاقران والاماثل جامع الفواضل زين الاواخر والاوائل المحقق الابهر العلامة الازهر
مولينا السيد ميرزا جعفر بن العلامة الفقيه السيّد علينقي بن العلامة السيّد
__________________
حسن المعروف بحاجي
آقا ابن العلامة الفقيه المؤيد السيد محمد المعروف بالسيد المجاهد صاحب المناهل الفقهية والمفاتيح
الاصولية ابن العلامة الفقيه الشهير والاصولي الماهر النحرير السيّد علي الطباطبائي الحائري صاحب الرياض
المشتهر في الافاق.
__________________
نسب كأن عليه من شمس الضحى
|
|
نوراً ومـن فلق الصباح عمودا
|
ويحق لسيدنا المترجم ان يقول :
اولئك آبائى فجئنى بمثلهم
|
|
اذا جمعتنا يا جرير المجامع
|
فكان ره نعم الخلف لنعم السلف وكان بيته
الشريف في الحائر الباهر من كبار بيوتات العلم والعمل واشهرها عريقاً في العلم
والفضل والرياسة والسياسة مجمع الفحول ومعدن ارباب المعقول والمنقول وكعبة علوم
تطوف حوله رجال الفقه والاصول من سائر الاقطار الاسلامية وتشد اليه الرحال من البلاد
النائية الامامية.
(
ولادته )
ولد سيدنا المترجم العلامة اعلى الله
مقامه في الحائر الطاهر سنة ١٢٥٨ هجري كما فى أعيان الشيعة وأحسن الوديعة وقد
وجدوا ذلك بخطه نقلا عن خط والده ;
في ١٢ ربيع الاخر كما في اعيان الشيعة واحسن الوديعة . وأرخ شيخنا الطهراني قده فى
طبقات الاعلام ولادته سنة ١٢٥٥ ـ والاول أصح كما لا يخفى.
(
نشأته )
نشأ سيدنا المترجم قدس الله سره في بيت
اكتنفه العلم من جميع جوانبه وترعرع في أحضان الفضل والفضيلة ونما فى مهد العز
والافتخار بين والدين كريمين عرفا بالزهد والورع والصلاح وشب ولعاً بتحصيل العلوم
الشرعية والمعارف الدينية تبعاً لابائه الكرام واجداده الفخام اعلى الله مقامهم فى
دار السلام : قال في احسن الوديعة :
ونشأ منشأ عجيباً
بحيث قد حير ذكائه وجودة فهمه وسرعة انتقاله اساتذه العصر الخ.
فقرء المبادئ الاولية من النحو والصرف
والمنطق والمعاني والبيان حتى فاق الاماثل والاقران .
ثم قرء السطوع العالية والمتون الراقية
عند علماء عصره وفضلاء بلده : وبعد الفراغ منها أخذ في الحضور على علماء تلك
البلدة المقدسة الاعيان وفقهائها الاركان حتى تألق نجمه وعلا ذكره وصار ممن يشار
اليه بالبنان من بين الفضلاء الاقران.
ومن ثم اشتاقت نفسه الشريفة الى
الارتقاء الى المراتب العالية والدرجات السامية فهاجر الى عاصمة الشيعة ، ومركز
فطاحل علماء الشريعة متردداً الى اندية الفحول يكرع من مناهلهم العذبة من المعقول
والمنقول حتى صار من ابرز اساتذة الفقه والاصول.
ولما حصل على شهادات الاجتهاد الذي هو
أبعد من طول الجهاد من اساتذته الامجاد رجع الى وطنه ومسقط رأسه وبلد أنسه كربلاء
المقدسة.
واخذ في التاليف والتضنيف وقضاء الحاجات
وفصل الخصومات حيث صار واحد مراجع عصره واعلام زمانه ورؤساء أوانه والكل قد اذعنوا
له بالتقدم والتفوق على أمثاله واقرانه.
ولعمري لقد القت الامة زمام الامر عليه
وانثالت بالرجوع والتقليد اليه فقام ;
بأمورهم أحسن قيام وأدى وظيفته الشرعية على اكمل وجه واتم نظام فجزاه الله عن
الاسلام واهله خير الجزاء وحشره مع اجداده الطاهرين فى دار السلام.
(
مشايخه في القرائة والرواية )
حضر في كربلاء المقدسة على والده
العلامة وعلى الفقيه الشهير الشيخ زين العابدين الحائري المازندراني وفي النجف على
خاله العلامة المفضال السيد علي الطباطبائي صاحب البرهان القاطع في شرح المختصر
النافع المطبوع في طهران وغيرهما من الفطاحل والاعلام اعلى الله مقامهم فى دار
السلام : هذا ويروى الاخبار الصادرة عن ائمتنا :
المودعة فى الجوامع الكبار لعلمائنا الاخيار عن جماعة من الاكابر والابرار وانهم
قد صرحوا فى اجازاتهم له ببلوغه اعلى مراتب الاجتهاد على رؤوس الاشهاد واليك الان
أسمائهم الشريفة.
(
فمنهم ) :
العلامة الشهير الفقيه الخبير صاحب
المقامات السامية والكرامات النامية السيد محمد مهدي الموسوي القزويني صاحب فلك
النجاة المتوفى سنة ١٣٠٠ ه تاريخ الاجازة سنة ١٢٩٦ ه.
(
ومنهم ) :
العالم العابد والفقيه الزاهد العلامة
الازهر الشيخ جعفر التستري ;
المتوفى سنة ١٣٠٣ ه وقد تناثرت النجوم يوم وفاته : تاريخ الاجازة سنة ١٢٩١ ه.
(
ومنهم ) :
العلامة الرجالي والفقيه الاصولي السيد
محمد هاشم الموسوي
الخونساري صاحب مباني الاصول وأصول آل
الرسول وغيرهما من المؤلفات وشقيق صاحب الروضات قدهما المتوفى سنة ١٣١٨ ه تاريخ
الاجازة سنة ١٣٠٩ ه.
(
ومنهم )
الفقيه الرباني والعالم العامل الصمداني
المحلي بكل زين مولانا الشيخ محمد حسين الاردكاني الحائري قده المتوفى سنة ١٣٠٥ ه
: تاريخ الاجازة سنة ١٢٩٢ ه ٦ / شهر ربيع الثاني.
(
ومنهم )
حجة الاسلام والمسلمين آية الله في
العالمين الميرز حسين نجل المرحوم الميرزا خليل قدهما المتوفى سنة ١٣٢٦ ه تاريخ
الاجازة ١٣١٣ ه ١٠ / ذيحجة الحرام.
(
ومنهم )
مرجع عصره ووحيد زمانه العلامة المؤتمن
الشيخ محمد حسن آل يس قده المتوفى سنة ١٣٠٨ ه تاريخ الاجازة سنة ١٣٠١ ه شهر
ذيحجة الحرام.
(
ومنهم )
العالم الفقيه والمحقق الوجيه الرباني
ملا محمد الايرواني قده المتوفى سنة ١٣٠٦ ه تاريخ الاجازة سنة ١٢٩٩ ه.
(
ومنهم )
السيد السند والركن المعتمد الفقيه
البارع السيد علي الطباطبائي آل بحر العلوم صاحب البرهان القاطع في الفقه المتوفى
سنة ١٢٩٨ ه تاريخ الاجازة ٣ / محرم الحرام سنة ١٢٩١ ه ويعبر عنه سيدنا المؤلف قده في رسالته
هذه بالاستاذ الخال.
(
ومنهم )
شقيق سيدنا المشار اليه العلامة الفقيه
السيد حسين الطباطبائي آل بحر العلوم تاريخ الاجازة سنة ١٢٩٦ ه ٢٤ ذيحجة الحرام.
(
ومنهم )
العالم العامل الرباني الفقيه المتبحر
الصمداني الشيخ زين العابدين الحائري المازندراني قده المتوفى في الحائر الشريف
سنة ١٣٠٩ ه تاريخ الاجازة سنة ١٢٩٠ ه ٢٨ صفر الخير.
(
ومنهم )
السيد السند والمولى الممجد ابن عم
سيدنا المؤلف السيد ميرزا زين العابدين الطباطبائي قدس سره الزكي تاريخ الاجازة
سنة ١٢٩٢ ه.
(
ومنهم )
العالم العامل والفقيه الكامل ميرزا ابو
تراب الشهير بميرزا آقا القزويني قده تاريخ الاجازة غرة رجب المرجب سنة ١٢٩٢ ه :
وكان هذا المولى
العظيم الشأن من تلامذة شيخنا الانصاري وصاحب الجواهر والشيخ حسن نجل الشيخ الكبير
كاشف الغطاء والحاج ملا اسد الله البروجردي قدست أسرارهم.
(
وأما الراون عنه ) :
فكثيرون ايضاً جائت اسمائهم الشريفة في
بطون كتب التراجم الاجازات : ومنهم : العالم الفاضل السيد محمود المرعشي رحمة الله
عليه والد النسابة المعاصر آية الله السيد محمد حسين المعروف بشهاب الدين المرعشي
النجفي دامت بركاته كما نقل عنه في هامش ج ل من معارف الرجال ص ٢٨١.
(
ثناء العلماء عليه )
فقد اثنى عليه العلماء الكملون والفقهاء
الراشدون في كتب التراجم والرجال ثناء بليغاً ومدحوه مدحاً جميلا يكشف عن علوّ
مقامه السامي في فنون العقلية والنقلية وتفوقه في القواعد الاصولية والفروع الفقية
مضافاً الى ما ذكره اساتذته العظام ومشايخه الكرام في اجازاتهم له :
قال استاذه العلامة السيّد علي
الطباطبائي صاحب البرهان القاطع في شرح المختصر النافع في اجازته له : مجمع
الفضائل منبع الفواصل زبدة الاواخر والاوائل الحري بان يتمثل بقول القائل.
واني وان كنت الاخير زمانه
|
|
لات بما لم تستطعه الاوائل
|
محقق الحقائق كاشف رموز الدقايق موهبة
الخالق فى الخلايق
بدر العلم الساطع
قمر الفضل الامع الولد العز الافخر قرة العين الازهر السيد محمد جعفر آل الامير
السيد علي الطباطبائي الحائري صاحب الرياض فقد اصبح بحمد الله من جهابذة الزمان
والعلماء الاعيان يشار اليه بالبنان من كل جانب ومكان وتاهل ان يكون علماً للعباد
ومناراً في البلاد ينادى به المناد ويحدو به الحاد ويؤمه الحاضر والباد يرجعون
اليه في الحكم والفتيا بالانقياد الخ.
( وقال ) الفاضل الشهير الاردكاني قده في
حقه في اجازته له : السيد السند والحبر المعتمد المسدد درّ صدف المجد والسيادة
ودرى سماء الفضل والسعادة نور حديقة الفواضل ونور حدقة الفضائل واحد السادة وواسطة
القلادة العالم المهذب المطهر والعالم الساطع المضيء الأزهر مولينا السيد محمد
جعفر الى ان قال قده : فوجدته قد غاص في التحقيق والتدقيق على اعماق اللجج وشقق
الشعرة في ايضاح الادلة والحجج واجاد في اقتناص المدلول من الدليل واستخرج غوامض
الفروع من الاصول بوجه انيق جميل وسمح بفوائد لطيفة ومقاصد شريفة الى ان قال قده فهو
بحمد الله قد بلغ منتهى معارج الرجال واقصى مدارج الكمال وحاز من الفضل درجة لا تواري
ورفعة لا تحاذي وذروة تفوق هي العيوق ويقصر دونهما الانوق الى ان قال : فله من
المناقب والمزايا ما فيه شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل العقبى فهو امام لمن اقتدى
بصر لمن اهتدى ينبغي ان يستعطي منه الهدى ويستجلي منه العمى الخ.
( وقال ) العلامة السيد ميرزا محمد هاشم
الخونساري قده في حقه
بما هذا نصه السيد
السند المؤيد المسدد العالم العامل الكامل المدقق الفهام بل الحبر الماهر المتتبع
المحقق العلام المترقي من حضيض التقليد الى اوج الاجتهاد على وجه الاطلاق الحقيق
بان يشد اليه الرحال من اطراف الافاق سليل العلماء الاعلام قدوة الافاضل الفخام
مجمع مكارم الاخلاق ومحاسن الخصال والفضائل معدن الزهد والورع والتقوى والفواضل
سيدنا الاجل الافخم الاطهر الاغا السيد محمد جعفر.
الى ان قال : فان العبد بعد تشرفي في
الحائر الشريف بلقاء جنابه وادراك فيض صحبته وقوفي على جملة من مؤلفاته الشريفة
ورسائله المنيفة وجدته مجتهداً جامعاً كاملا في الاحاطة بالقواعد الشرعية وخفايا
الاحكام الفرعية فصح لى ان اقول واكتب في حقه اداءاً لبعض ما يستحقه من اظهار
مقاماته الرفيعة ان جنابه ايده الله تعالى حقيق بان يتصدي للافناء بين الانام وان يثني
له وسادة القضاء والحكم بين الخواص والعوام : وللعوام ان يقلدوه فيما يفتي ويقول
فانه منتهى المطلب وغاية المأمول ولعمرى انه احيى ما خفي من مزايا آبائه الكرام
وافصح عن نتائج فوائدهم على ما هو المقصود والمرام الخ.
وهكذا بقية مشايخه فقد مدحوه بكل جميل
واثنوا عليه بما يستلذ بسماعه النبيل اعلى الله مقامهم جميعاً في اعلى عليين
وحشرنا واياهم مع محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين.
هذا وقال : صاحب أحسن الوديعة في ص ١٥٧
من ج ل منه من طبع النجف.
العالم الفقيه الفاضل والعلم الوجيه
الكامل : كان ;
اعجوبة عصره وعلامة مصره يرع في الفنون العقلية والنقلية واجتهد في القواعد
الاصولية والفروع الفقهية حتى جمع شرائط الامامة وصار قدوة للخاصة والعامة بحيث قد
أقر له فقهاء الزمان بالتقدم والفضل على جميع الاقران الى أن قال قده :
وبالجملة فقد كان صدراً رئيساً وسيداً
نقريساً وعالماً كبيراً ومجتهداً بصيراً شاع ذكره العالي في الديار واشتهر السامي
في الاقطار انتهى.
وقال : سيدنا الامين حشره الله مع
أجداده الطاهرين فى الجزء السادس عشر من المجلد السابع عشر من أعيان الشيعة ص ٧٨
طبع دمشق سنة ١٣٥٩ : بعد ذكر اسمه الشريف : كان عالماً فاضلا كاملا رئيساً وفي بعض
مؤلفات أهل العصر كان عالماً فاضلا فقيهاً اصولياً الخ فقد أخذ بذكر مشايخه في
القرائة والرواية وبيان مؤلفاته ثم قال ومن شعره الموجود في آخر المجالس النظامية
قوله :
واني جعفر المعروف ذكراً
|
|
سليل الخمس من آل العبا
|
علي والدي و به انتسابي
|
|
الى جدي الزكي طباطبائي
|
وقال أيضاً وله شعر طبع بعضه في آخر
المجالس النظامية مع تقريظه له فلاحظ. وقال صاحب نجوم السماء في ج ٢ ص ٢١٥ منه ما
هذا نصه :
الميرزا جعفر بن علي نقي حجة الاسلام
الطباطبائي الحائري وى از خانواده علم وفضل بوده جليل القدر عظيم المنزلة فاضل
وعالم
ومقدس ومتورع وزاهد وعابد تحصيل علوم از
پدر بزرگوار خود نموده بود الخ.
وقال شيخنا العلامة الطهراني قده فى
طبقات الاعلام ج ل من قسم النقباء ص ٢٩٤ : ما هذا نصه : علامة متبحر وفقيه جليل
انتهت اليه الرئاسة في كربلاء بعد والده وصار من أعاظم العلماء ومراجع الامور
فلاحظ هذا وقد ذكره غير واحد من علمائنا الأجلة أيضاً ولو أردنا بيان كل ذلك
لخرجنا عن الايجاز المعتدل الى الاطناب العمل كما لا يخفى فلاحظ.
( مؤلفاته )
١ ـ رسالة فى جواز التطوع وقت الفريضة.
٢ ـ رسالة فى التسليم وانه به يتم
الصلاة وتخرج عنها دون غيره.
٣ ـ رسالة فى تحقيق معنى شرطية المسافر
للتقصير.
٤ ـ رسالة فى سقوط الوتيرة في السفر
كسقوط غيرها من نوافل الظهرين.
٥ ـ رسالة في وجوب التقصير على من قصد
بريداً فصاعداً الى ما دون الثمانية ولو لم يرجع ليومه.
٦ ـ رسالة في حكم المقيم الخارج الى ما دون
المسافة في اثناء الاقامة.
٧ ـ رسالة في القضاء عن الميت.
٨ ـ رسالة في استحباب لبس السواد علي
الحسين والأئمة :.
وهي هذه الرسالة الشريفة والوجيزة
اللطيفة التي بين يديك واني قد استنسختها عن خط المصنف قده وقابلتها مع بعض السادة
سلمه الله وعلقت عليها وذكرت المصادر التي نقل عنها المؤلف فجائت بحمد الله رسالة
فريدة في بابها نافعة لطلابها ورأيت من الجدير ان
أسميها ( ب ) ارشاد
العباد الى استحباب لبس السواد على الحسين والائمة الامجاد : حيث لم يصع سيدنا المؤلف قده اسماً
خاصاً لها كما لا يخفى.
هذا ولا يخفى ان هذه الرسائل كلها في
مجلد واحد بخطه الشريف مع اجازاته بخطوط أصحابها : موجودة في خزانة كتب بعض
أصدقائنا السادة المحترمين سلمه الله وهو الذي تفضل بها علينا للاستنساخ والمقابلة
ولم يرض سلمه الله ان أذكر اسمه الشريف هنا فجزاه الله خير الجزاء وحباه أحسن
الحباء وله منا الشكر الجزيل والذكر الجميل.
(
أولاده )
كان له ;
ولدان :
( احدهما ) السيد حسين ولد سنة ١٢٩٠ ه
٦ جمادى الاولى كما ارّخه والده بخطه خلف كتابه : وتوفى ; في حياة والده.
( وثانيهما ) السيد حسن المعروف بحاج
آقا ارّخ ولادته والده سنة ١٢٧٨ ه فيكون اكبر من أخيه المشار اليه وارّخ ولادته
الشاعر الشهير الشيخ جابر الكاظمي ره بقوله :
بمنتهى السعد ناد يا مؤرخه
|
|
أتى البشير علياً بابنه الحسن
|
( وأربعة بنات ) : كما وجدته بخطه 1
خلف كتابه الذي نقلنا عنه هذه الرسالة.
(
أقول )
ومن اسباطه العالمان الفاضلان السيد
محمد على طباطبائى ره
ولد في الحائر
الشريف سنة ١٣٠٢ ه كما وجدت ذلك بخط جده سيدنا المؤلف قده وكان ; من مشاهير رجال كربلاء المقدسة
المحترمين وأحد رجال ثورة العشرين نافذ الكلمة غيوراً آمراً بالمعروف لا تأخذه في
الله لومة لائم وتوفي سنة ١٣٨٣ ه في كربلاء المقدسة ودفن في مقبرة السيد المجاهد
قده.
( والسيد مرتضى الطباطبائي ) وكان ره
عالماً فاضلاً جليلاً أدركته وجالسته وكان ره حسن السيرة ، صافي السريرة ولد كما
بخط جده قده في الحائر الشريف ٣ محرم الحرام يوم الاربعاء سنة ١٣٠٨ ه : وتوفي ; سنة ١٣٨٩ ه في كربلاء المشرقة ودفن جنب
جده وأخيه.
وهو والد السيد الجليل النبيل الفاضل
السيد محمد الطباطبائي سلمه الله القائم مقام أبيه وهو من أصدقائنا الأماجد حسن
الاخلاق كريم الاعراق ثقة نقة سلمه الله وأبقاه ومن كل مكروه وقاه .
(
وفاته )
توفي أعلى الله مقامه ورفع الخلد أعلامه
في الحائر الطاهر سنة ١٣٢١ ه في ٢٢ شهر صفر عند الزوال كما في أعيان الشيعة
وطبقات الاعلام ونجوم السماء وأحسن الوديعة في يوم السبت كما في احسن الوديعة
أعيان ، الشيعة : ويوم الاربعاء كما في الطبقات : ويوم الثلاثاء كما في نجوم
السماء والاول هو الارجح : هذا وكان يوم وفاته وتشييع جثمانه الشريف يوماً مشهوداً
فقد شيّع جثمانه أهالي كربلاء بغاية العز والاحترام كما هي شيمتهم ولهم الهمة
العالية في تعظيم
شعائر الدين وترويج العلماء والمجتهدين
وحضور الجماعات واقامة مجالس العزاء على الائمة والنبي والزهراء صلوات الله عليهم
وفقهم الله تعالى لمرضاته هذا وقد أغلقت له الاسواق والد كاكين وحضرته كافة
الطبقات.
قال في ص ٢١٥ من ج ٢ من نجوم السماء :
وبتاريخ بيست ودوم ماه صفر در سنة ١٣٢١ يكهزار وسيصد وبيست ويك بجوار رحمت ايزدى
بمرض حمى مطبقه پيوست ودر مقبره والد ماجد خود مدفون گرديد وعمر شريفش در اين زمان
متجاوز از شصت سال بود بسبب كبر سن از مكان بسيار كمتر بيرون ميآمد كاتب الحروف در
اين ايام در مشهد حائر كه سفر ثانى اين حقير بود در تشييع جنازه شريك بودم ديدم
تمام دكانها شهر بسته شده ومردمان بسيار سنيه زنى كردند وعورات بسيار گريستند تا
اينكه مدفون گرديد انتهى.
(
أقول )
ودفن ;
في كربلاء المقدسة جنب والده وجده في مقبرة السيد المجاهد قده المعروفة الان
بمدرسة البقعة الواقعة بين الحرمين الشريفين وفيها قبور جماعة من العلماء المشاهير
من آل الطباطبائي صاحب الرياض وغيرهم وقد سمعنا انها خربت المقبرة كلية في هذه
الاواخر من جهة اجراء الشارع العام بحكم الدولة الغاشمة الكافرة البعثية خذلهم
الله تعالى في الدارين وأذاقهم حر النار والحديد في النشأتين ولعمري كم قتلوا من
العلماء والسادات وايتموا الاطفال والعيالات وهدّموا أحكام الاسلام وخرّبوا قواعد
شريعة خير الانام
ونسئل الله ان يريح الاسلام والمسلمين
من شرهم ويطهّر البلاد من لوثهم آمين رب العالمين.
هذا وقد رثته الشعراء بمراثي كثيرة لا مجال
لنا بنقلها فمن رام الاطلاع عليها فليراجع مظانها.
هذا ما تيسّر لي من ترجمة المؤلف قده على
سبيل العجالة وأنا العبد الفقير الى الله الغني محمد رضا الحسيني الفحّام عفى عنه
الملك العلام وحشره مع أجداده الطيبين الطاهرين في دار السلام وصلى الله على محمد
وآله الائمة المعصومين.
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة على خير
خلقه محمد وآله الطاهرين.
(
مسئلة ) كراهة لبس السواد خصوصاً في الصلاة
الثابتة نصاً بالاتفاق وفتوى من الجميع قديماً وحديثاً الجابر لضعف ...
__________________
أسانيدها فرضاً.
__________________
مضافاً الى قاعدة التسامح في أدلة
الكراهة والسنن
هل هي ذاتية
__________________
..............................................................................
__________________
(
ومنها ) عن علي بن محمد القاساني عمن ذكره عن عبدالله ابن القاسم الجعفري عن ابي
عبدالله عن آبائه :6
من حيث كونه لبس
سواد فلا تتغير وان اعتراه عنوان مطلوب في حد ذاته شرعاً من حيث هو كذلك كلبسه في
مأتم مولانا الحسين صلوات الله عليه للتحزن به عليه في أيامه لتواتر الاخبار بشعار
ذلك من شيعته ومواليه بأي نحو من أنحائه المتعارفة في العرب والعادة التي منها لبس
السواد في أيام المأتم والعزاء المعهود صيرورته شعاراً في العرف العام من قديم
الزمان لكل مفقود عزيز أو جليل لهم : أو لا بل يتغير الحكم الكراهي والمنع
التنزيهي اذا اندرج تحت هذا العنوان ونحوه مما هو مطلوب شرعاً لم أجد من تفطنه
وتعرض لحكمه عدا خالنا العلامة أعلى الله مقامه في برهانه وقبله شيخنا المحدث البحراني قدس
__________________
سره في حدايقه فمال
الى الاخير حيث صرح في
هذا المقام بأنه لا يبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين 7 لاستفاضة الاخبار بشعار الحزن عليه : 7 : قال ويؤيده رواية المجلسي 1 عن البرقي في كتاب المحاسن عن عمر بن زين العابدين 7 أنه قال
__________________
لما قتل جدي الحسين 7 لبسن نساء بني هاشم في مأتمه ثياب
السواد ولم يغيرنها في حر ولا برد و كان أبي علي بن الحسين 8 يعمل لهم الطعام في المأتم انتهى.
ولعل وجه التأييد ما ذكره الخال العلامة
أعلى الله في الدارين مقامه من بعد عدم اطلاع الامام على اتفاقهن على لبس السواد ولم
يمنعهن فهو تقرير منه حينئذ.
( قلت ) بل الممتنع عادة عدم اطلاعه على
ذلك فهو متضمن لتقريره لا محالة ان صح الحديث
وان لم يكن المنع على تقديره منع تحريم لظهور الحديث على تقرير صحته في اتخاذهن
ذلك من آداب العزاء وشعار الحزن عليه ، عليه الصلاة والسلام فلو لم يكن ذلك من
شعاره المطلوب شرعاً ومن آدابه المندوبة المندرجة في عموم تعظيم شعائر الله لوجب
عليه منعهن عن ذلك حذراً من الاغراء بالجهل المستلزم من عدمه بالنسبة اليهن بل
والى غيرهن ممن اطلع على ذلك من مواليهم :
__________________
واعترض عليه السيد الخال الاستاذ حشره الله مع أجداده الامجاد : قائلا
بعد نقله عبارة الحدائق كما وقفت عليها.
( وفيه ) مع امكان تنزيل الحزن والمأتم
هنا على ما هو المقرر في آدابه في الشرع التي ليس منها لبس السواد ان معارضة ما دل
على رجحان الحزن وكراهة السواد نظير معارضة دليل حرمة الغناء من المحرم ورجحان
رثاء الحسين
7 وكلما كان
من هذا القبيل يفهم المتشرعة منهما تقييد الراجح بغير الممنوع في الشرع حرمة أو
كراهة من غير فرق خصوصاً وقد ورد أنه لا يطاع الله من حيث يعصى كما في الاخبار
وليس ما نحن وما أشبه الامثل رجحان قضاء اجابة المسؤول
__________________
وحرمة فعل الزنا
فيما اذا سئل من الانسان الاقدام على الزنا
فان كان يتأمل هناك في عدم ارادة نحو الزنا واللواط وغيرها من المحرمات من اجابة
المسئول وقضاء الحوائج فيتأمل هنا.
وتفاوت الحرمة والكراهة غير فارق في فهم
الشمول وعدمه مؤيداً في المقام بأنه لو رجح السواد للمأتم لنقل عنهم كما نقل سائر
آداب مأتم الحسين 7
والحزن في مصابه انتهى كلامه رفع في الخلد مقامه.
ولا يخفى أن تحقيق الحق في المقام على
وجه يتضح به المرام يقتضى اولا التعرض لنقل ما ورد في الباب عن أئمة الانام
الاعلام عليهم من الله الملك العلام أفضل الصلاة والسلام ثم ملاحظة ما اشتمل عليه
من المضامين والاحكام لينكشف به الحق ويسفر اسفرار الصبح دجايا الظلام.
فنقول : روى غير واحد عن ثقة الاسلام
الكليني 1 في الكافي عن أحمد بن محمد رفعه عن ابي عبدالله 7 : قال : يكره السواد الا في ثلاثة الخف
والعمامة والكساء :
__________________
وعنه أيضاً في كتاب الزي مرفوعاً عن رسول الله 9 قال : كان رسول الله 9 يكره السواد الا في ثلاثة الخف والكساء
والعمامة.
وروى شيخنا الحر العاملي في وسائله عن الصدوق عن محمد بن سليمان مرسلا عن
ابي عبد الله 7
: قال ـ قلت له أصلى في القلنسوة السوداء قال : لا تصل فيها فانها لباس أهل النار.
وروى ايضاً عن الصدوق في الفقيه عن أمير المؤمنين 7 مرسلا وفي العلل والخصال كما في
الوسائل عنه 7 مسنداً انه
قال لاصحابه لا تلبسوا السواد فانه لباس فرعون وروى ايضاً باسناده كما في الوسائل عن حذيفة بن منصور : قال : كنت عند ابي
عبدالله 7 بالحيرة
فأتاه رسول أبي العباس الخليفة يدعوه فدعي بمطر أحد وجهيه أسود والاخر
__________________
ابيض فلبسه : ثم قال
: 7 أما اني
ألبسه وأنا أعلم انه لباس اهل النار اي ألبسه للتقية من الطاغي الخليفة العباسي
لاتخاذ العباسيين لانفسهم لبس السواد كما يفهم ذلك من السير والتواريخ وغيرها.
بل يفصح عنه بعض الاخبار المخبر بأن ذلك
من زي بني العباس قبل أن يوجدوا.
مثل ما روى عن الصدوق في الفقيه مرسلا انه قال روى انه هبط جبرئيل 7 على رسول الله 9 وعليه قباء أسود و منطقة فيها خنجر
فقال 9 يا جبرئيل
ما هذا الزى فقال زي ولد عمك العباس فخرج النبي 9
الى العباس فقال يا عم ويل لولدي من ولدك.
فقال : يا رسول الله أفاجب نفسي : قال 9 جرى القلم بما فيه.
والظاهر أن المراد بأهل النار في بعض ما
مر من الاخبار هم المعذبون بها المخلدون فيها يوم القيامة وهم فرعون ومن حذا حذوه
واحتذى مثاله ونحوه من الفرق الطاغية الباغية من أشباه الخلفاء العباسية وغيرهم من
كفرة هذه الامة المرحومة والامم السابقة الذين اتخذوا السواد ملابس لهم .
كما يرشد اليه ويفصح عنه ما روى ايضاً
عن الصدوق
__________________
في الفقيه بأسناده عن اسماعيل بن مسلم عن الصادق 7 انه قال : أوحى الله الى نبي من
أنبيائه : قل للمؤمنين
لا تلبسوا ملابس أعدائي ولا تطعموا مطاعم أعدائي ولا تسلكوا مسالك اعدائي فتكونوا
أعدائي كما هم أعدائي.
وقال : في كتاب عيون الاخبار على ما في
الحدائق بعد نقل الخبر بسند آخر عن علي بن أبي طالب 7
عن رسول الله 9
نقلا عن المصنف 2
: ان لباس الاعداء هو السواد ومطاعم الاعداء النبيذ والمسكر والفقاع والطين والجري
من السمك والمار الماهي والزمير والطافي وكلما لم يكن له فلس من السمك والارنب الى
أن قال : ومسالك الاعداء مواضع التهمة ومجالس شرب الخمر والمجالس التي فيها
الملاهي والمجالس التي تعاب فيها الائمة 7
والمؤمنون ومجالس أهل المعاصي والظلم والفساد انتهى ملخصاً : .
هذا ما وقفنا عليه من الاخبار التي
استند اليها لاثبات كراهة لبس السواد مطلقاً.
والذي يظهر من مجموعها بعد ضم بعضها الى
بعض والتأمل
__________________
في مساقها وما اشتمل
عليه من تعليل المنع فيها مرة بأنه لباس فرعون وتارة بأنه لباس أهل النار كما في
أكثرها وأخرى بما يقرب منه من أنه زي بني العباس ومن منع التلبس بلباس الاعداء
بقول مطلق كالاخير منها الذي هو عند التحقيق كالمتضمن لهبوط جبرئيل 7 على النبي 6 متلبساً بزي عجيب أخبر بأنه زي بني
العباس بمنزلة المبين لعنوان الحكم الكراهي وموضوعه المعلق عليه ان كراهة لبس
السواد ليست من حيث كونه لبس سواد تعبداً.
والا لما استثنى منه من نحو الخف والعمامة والكساء بل انما
هي من حيث كونه زي أعداء الله سبحانه الذين اتخذوه من بين سائر الالوان ملابس لهم
فيكون الممنوع عنه حينئذ التزي بزيهم والتشبه بهم الذي منه التلبس بما اتخذوه
ملبساً لانفسهم الذي لبس منه الكساء والعمامة وغيرهما مما استثنى منه في النصوص
المتقدم اليها الاشارة.
ومعلوم ان عنوان التشبه بهم ونحوه من
التزي بزيهم لا يتأتى مع كون القصد من ذلك غيره بل الدخول في عنوان هو في نفسه
__________________
مطلوب من حيث هو
كذلك مندوب شرعاً وهو التلبس بلباس المصاب المعهود في العرف والعادة قديماً
وحديثاً للتحزن على مولانا الحسين صلوات الله عليه في أيام مأتمه كما يرشد اليه ما
مر من حديث لبس نساء أهل البيت السواد بعد قتله 7
في مأتمه المتضمن كما عرفت لتقرير الامام 7
لذلك اذ لولا كون لبس السواد من التلبس بلباس المصاب المعهود من قديم الزمان في
العرف والعادة لما أخترن ذلك على غيره مع معلومية كون غرضهن من ذلك ليس الا التحزن
به عليه 7.
هذا مع أن في النساء مثل الصديقة الصغرى
زينب بنت علي صلوات الله عليها التي قال في حقها ابن أخيها الامام السجاد 7 في الحديث المعروف حينما كانت تخطب
وتخاطب القوم الفجرة بعد أن أدخلوهم الكوفة بتلك الحالة الشنيعة مخاطباً لها اسكتي
يا عمة فأنت
بحمد الله عالمة غير
معلمة وفهمة غير مفهمة (١) وكفاها بذلك ونحوه (٢) مما لا
يعد فخراً وعلماً وقدراً.
فكيف يخفى على مثلها مع تلك الجلالة
وعظم الشأن والقدر والنبالة تلك الكراهة الشديدة المستفادة من الادلة فان هو الا
لعدم تحقق ذلك العنوان الغير المحبوب.
في نحو هذا التلبس المطلوب من حيث كون
المقصود منه عنواناً آخر غير التشبه والتزي بزي الاعداء :
بل التحقيق أنه لا يتأتى العنوان
المكروه الا مع غير عنوان التلبس بلباس الحزن في المأتم من سائر الاغراض المستحسنة
الممدوحة عرفاً وشرعاً كما لو كان المقصود منه التجمل به مثلا لو كان مما يحصل به
ذلك كلبس جبة خزد كناء كما ورد في الحديث المروي عن ابي جعفر 7 بسند معتبر في الوسائل .
__________________
قال : قتل الحسين (ع) وعليه جبة خز
دكناء :
ولعل المقصود من لبسه 7 اياها فأنه على تقديره أمر ممدوح مستحب
شرعاً كما ورد في الاخبار المستفيضة
او غيره مما. يخفى علينا ولا يخفى عليه صلوات الله عليه.
ولعل منه لبسه للتقية عن المخالف فانه
ايضاً من المغير لذلك العنوان المكروه لا أنه مخصص بعموم أدلة التقية وعموم
الضرورات تبيح المحظورات ونحوهما اذا التخصيص فرع دخول المستثنى في المستثنى منه.
وعلى ما ذكرناه ليس ذلك مما يشمله عموم
العنوان المكروه
__________________
ليخصص بها ولعل في
قوله 7 أما أني
ألبسه وأنا اعلم أنه لباس أهل النار : اشارة لطيفة الى ذلك اي لا يتوهم المتوهم
أني ألبسه ولا أعلم انه من لباس أهل النار بل ألبسه لكن لا للتلبس بلباسهم بل لغرض
آخر لا يتأتى معه ذلك فلا يكون من المكروه والله أعلم.
هذا : وفي الوسائل عن العلل بسنده المتصل الى داود الرقي.
قال : كانت الشيعة تسئل أبا عبدالله 7 عن لبس السواد قال : فوجدناه قاعداً
وعليه جبة سوداء وقلنسوة سوداء وخف أسود مبطن ثم فتق ناحية منه وقال أما أن قطنه
أسود وأخرج منه قطناً أسود : ثم قال : بيض قلبك وألبس ما شئت .
وفيه كما ترى اشارة لطيفة الى ما أشرنا
اليه فكأنه صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين أراد بقوله بيض قلبك انه
بيضه بنور معرفتنا وولايتنا والتشبه بنا وبموالينا وألبس حينئذ ما شئت فلا بأس به
ولو كان أسود : فهو بعد التأمل فيه والتحقيق بالنظر الدقيق مبين للمراد من كراهة
لبس السواد التي تضمنتها النصوص السابقة على اختلاف مضامينها :
وبالجملة الانصاف يقتضي الاعتراف بعدم
شمول أدلة كراهة لبس السواد بعد الاحاطة بما ذكرناه لو كان المقصود منه التحزن
__________________
بذلك على مولانا
الحسين 7 في أيام
مأتمه بعد ما عرفت من كونه هو المعهود في العرف والعادة من قديم الزمان لكل مفقود
عزيز جليل لهم سيما بعد صيرورته من شعار الشيعة قديماً وحديثاً من علمائهم فضلا عن
غيرهم بل ربما يشعر بذلك أشعاراً بليغاً الحديث الذي رواه خالنا العلامة المجلسي ; في زاد المعاد في فضل يوم التاسع من أول الربيعين
وعظم شأنه وقدره عند الائمة :
عن الشيخ الجليل القدر العظيم المنزلة أحمد بن اسحاق القمي عن مولانا العسكرى 7 عن آبائه :
عن أمير المؤمنين عليه وعليهم الصلاة والسلام ان لهذا اليوم من عظم قدرة عند الله
وعند رسوله وخلفائه :
سبعين اسماً وعدها واحداً بعد واحد وجعل من جملتها المناسب ذكره في هذا المقام انه
يوم نزع لباس السواد اظهاراً للفرح والسرور المطلوب فيه للمؤمنين الذي لا يناسبه
لبس السواد فيه .
ولا يخفى ما فيه من الاشعار بل الظهور
في معهودية لبس السواد عند الخواص وهم الشيعة قبل هذا اليوم لعدم شمول الامر
بالنزع لغيرهم بالضرورة ومعلوم أن ذلك لا يكون الا لمفقود عزيز وهل هو الا للتحزن
على ما جرى على مولانا الحسين 7
وأهل بيته في الشهرين
__________________
المعلومين الذين جرت
عادت نوع الشيعة على لبس السواد فيهما من قديم الزمان لاجله وان احتمل كون المراد
منه مطلوبية اظهار الفرح والسرور في هذا اليوم للخواص الذي لا يناسبه لبس السواد
ولو كان لغيره 7
ممن فقد منهم الا ان ما ذكرناه لعله أظهر الى المراد.
وعلى كلا التقديرين يدل دلالة وافية على
أنه لباس حزن متعارف لبسه بين الناس لمن فقد منهم ممن ينبغي له ذلك فيشمله حينئذ
عموم ما دل على مطلوبية شعار الحزن والتحزن عليه في مأتمه 7 بما يصدق عليه ذلك في العرف والعادة
بالاخبار المستفيضة البالغة حد الاستقاضة بل المتواترة معنى الدالة على ذلك على
اختلاف مواردها ومضامينها من غير حاجة الى ثبوت كل فرد ومصداق منه بالخصوص بدليل
مخصوص بل يكفي
مجرد كونه مما يصدق عليه ذلك في العرف والعادة سيما لو كان مما جرت عليه السيرة
كما نحن فيه.
ومن هنا ينفتح باب واسع لتجويز مثل
الطبول والشيپور ونحوها من الالات التي تضرب حال الحرب لهيجان العسكر في عزاء
ومأتم مولانا
__________________
الحسين أرواحنا له
الفداء المتعارف ذلك في أعصارنا
سيما بين
__________________
الاتراك من الشيعة
الذي له تأثير غريب في هيجان الاحزان والابكاء والصياح والنياح بحيث تراهم يخرجون
بذلك عن الحالة الاختيارية وكذلك البوق المتداول بين نصف الدراويش ونحو ذلك مما
تداولها عوام الشيعة في مأتم مولانا الحسين 7
مما لا دليل على الحرمة سوى كونه من الات اللهو المحرم بعمومه من حيث كونه لهواً
لا لحرمته ذاتاً كاللعب
__________________
بالشطرنج ونحوه من
آلات القمار وان كان نوعاً منه ايضاً فان ما كان تحريمه من حيث كونه لهواً لا غيره
كما أشرنا اليه لا يصدق عليه عنوان اللهو بالضرورة في مثل المقام المقصود منه
اقامة العزاء وهيجان الاحزان ونحوهما به في أيام مأتمه 7 وحيث لا يصدق عليه ذلك العنوان المحرم
من حيث اللهوية بالقصد المغير له بالضرورة جاز بل ندب واستحب لاندراجه حينئذ في
عموم ما دل على مطلوبية شعار الحزن والتحزن عليه (ع) بما يصدق عليه ذلك في العرف
والعادة وان لم يرد عليه دليلا بالخصوص كاللطم والضرب بالراحتين على الصدور الذي
جرت عليه السيرة من الخواص
فضلا عن العوام من الشيعة في مأتمه 7
سيما في أيام العشرة الاولى من المحرم ولياليها
__________________
بالخصوص حتى بلغ ذلك
الى حد ينسب اليهم الاعداء فيها الجنون
ونحوه مع أنه لم يرد به نص بالخصوص ولو من الطرق الغير المعتبرة ولم نر مع ذلك
احداً منا تأمل أو توقف في حسن هذا الفعل وهو الا لكونه مأخوذاً مدلولا عليه
بالعموم المشار اليه.
وبالجملة لا ينبغي التأمل في عدم شمول
أدلة كراهة لبس السواد لما نحن فيه كما لا ينبغي التأمل في رجحانه شرعاً لهذا
العنوان المندوب
__________________
بعمومه كذلك بعد
ارتفاع الكراهة عنه وهل هو الا كشق الثوب المرجوح او المحرم لكل ميت الا من الولد
لوالد فترتفع المرجوحية او الحرمة فيه بالمرة بل ربما ينقلب راجحاً محضاً او يغلب
رجحانه على المرجوحية التي فيه لغيره ولعله لكونه نوعاً من التعظيم والاجلال
المطلوب شرعاً من الولد لوالده حياً وميتاً بل هو الظاهر فلا يكون كشقه لغيره مما
فيه نوع من التجري عليه سبحانه وتعالى والانضجار ونحوه وكالبكاء والجزع والتأسف
ونحوها المذمومة شرعاً لكل أحد الا من الولد للوالد فانه مندوب وليس ذلك من القياس المحرم بل المنقح
مناطه كما لا يخفى.
__________________
ومما ذكرنا يظهر أنه لا وجه لما ذكره
شيخنا الخال العلامة أعلى الله في الدارين مقامه معترضاً على كلام شيخنا المحدث
البحراني ; المتقدم
اليه الاشارة تارة بامكان تنزيل الحزن في مأتمه 7
على ما هو المقرر في آدابه في الشرع التي ليس منها لبس السواد :
وأخرى بأن معارضة ما دل على رجحان الحزن
وكراهة لبس السواد نظير معارضة دليل حرمة الغناء من المحرم ورجحان رثاء الحسين 7 وكلما كان من هذا القبيل يفهم المتشرعة
منهما تقييد الراجح بغير الممنوع في الشرع حرمة أو كراهة الى آخر ما مرت الاشارة
اليه :
أن لا داعي أولا الى تنزيل الحزن
والتحزن عليه في مأتمه (ع) المندوب بعمومه كما عرفت الشامل لكلما يصدق عليه ذلك في
العرف والعادة الذي منه لبس السواد على غيره مع كونه من الفرد المتعارف
__________________
من قديم الزمان كما
عرفت :
ثم لا داعي ثانياً الى تخصيص رجحان
الحزن والتحزن عليه (ع) بخصوص ما ورد من العناوين التي تضمنتها الاخبار الكثيرة ان
كان هو المراد من الادب المقررة في الشرع في ظاهر كلامه بعد القطع بعدم ارادة
الاقتصار عليها بالخصوص بل من حيث كونها من آداب العزاء في العرف والعادة أو من
أظهر أفرادها ونحوه.
و الا لخرج ما ليس منها مما لا اشكال في
جحانه شرعاً وعرفاً كاللطم والضرب على الصدور ونحوهما مما جرت عليه سيرة المتشرعة
من الخواص فضلا عن العوام ولولا كونه مدلولا عليه بما يعمه شرعاً لما جرت عليه
العادة والسيرة.
على أن ذلك انما يتجه على تقدير شمول
أدلة كراهة لبس السواد للبسه في هذا المقام بهذا العنوان وقد عرفت أنه في حيز
المنع لظهورها في كراهته من حيث كونه لبس الاعداء وزيهم لا من حيث كونه لبس سواد
فيكون الممنوع عنه لبسه بعنوان التلبس بلبسهم والتزيي بزيهم ولو باختياره للبّس
والملابس من بين سائر الالوان الغير المتحقق مع كون المقصود منه التلبس بلباس
المصاب المعهود كما عرفت في العرف والعادة من قديم الزمان للتحزن به على مولانا
الحسين (ع) كما يرشد اليه ما مر من حديث لبس نساء أهل البيت السواد في مأتمه (ع)
بعد قتله بمرئي من مولانا زين العابدين صوات الله عليه ومسمعه بنحو ما مرت الاشارة
اليه.
وحيث لا تشمله أدلة الكراهة بقى رجحانه
من حيث دخوله
في العنوان المندوب
بعمومه شرعاً بلا معارض معتضداً بقاعدة التسامح في أدلة السنن التي لا مجال للتأمل
في جريانها في مثل المقام الغير المشمول لادلة الكراهة من وجه أصلا.
هذا مع أنه ورد في غير واحد من الاخبار أنه ما ادهنت هاشمية على ما نقل منا
أهل البيت ولا اكتحلت ولا رؤي دخان من بيوتهم بعد قتله 7 الى خمس سنين حتى بعث المختار رضوان
الله عليه برأس الكافر الفاجر عبيد الله بن زياد الى زين العابدين 7 فغيروا بأمره 7 حينئذ ما كانوا عليه وهو كما ترى يدل
على رجحان كل ما يدخل في عنوان شعار الحزن والتحزن عليه الصلاة والسلام وتعظيم
مصيبته الذي منه ترك اللذائذ في أيام مأتمه ومصيبته لان ذلك كله بمرأى
__________________
ومسمع من سيدهم
الامام ابي الائمة عليه وعليهم السلام مع تضمنه لترك الاكتحال الذي هو من
المستحبات سيما من النساء ذوات الازواج ونحوه من التزين المطلوب منهن لازواجهن بل
لترك أكل اللحوم الظاهر من عدم رؤية الدخان من بيوتهن في هذه المدة مع شدة كراهة
تركه اربعين صباحاً كما في بعض الاخبار
بل في بعضها أنه من دأب الرهبانية المنسوخ في هذه الشريعة وأعظم من ذلك ما روى من
ان رباب
زوجة مولانا الحسين 7
لم تزل ما دامت حية بعد شهادته تجلس في حرارة الشمس الى أن تقشر جلدها وذاب لحم
بدنها حتى لحقت بسيدها فترق عليها الصديقة الصغرى أخت مولانا الحسين (ع)
__________________
وتسألها الجلوس مع
النسوة في المأتم تحت الظلال فتأبى ذلك وتقول لها اني آليت على نفسي ما دمت حية أن
لا استظل عن حرارة الشمس منذ رأيت سيدي الحسين في حرارة الشمس.
أترى أن ذلك كان مما يخفى على الامام 7 أو أنه كان يمنعهن من ذلك ولم يمتثلن
منعه لا سبيل الى شيء منهما بل انما هو لكونه داخلا في عنوان شعار الحزن والتحزن
عليه 7 ومن تعظيم
المصيبة التي هي أعظم جميع المصائب :
وكيف كان فقد بان من ذلك كله انه لا وجه
للحكم بكراهة لبس السواد في مصيبة سيد شباب أهل الجنة ارواحنا له الفداء بقصد
التلبس بلباس الحزن المتعارف من قديم الزمان كما هو المفروض تمسكاً بعموم أدلة
كراهته ولا لجعل معارضتهما من قبيل معارضة دليل حرمة الغناء ودليل رجحان رثاء
مولانا الحسين 7
كما هو صريح خالي العلامة أعلى الله مقامه لسلامة رجحان لبسه في المقام عن معارضته
بأدلة الكراهة من وجوه شتى كما وقفت عليها وعمدتها عدم دخوله في موضوع أدلة
الكراهة فلا يكون حينئذ من قبيل معارضة دليل حرمة الغناء المحرم ذاتاً مطلقاً من
حيث كونه غناء ودليل رجحان رثائه بطريق الغناء ولو أشعر بعض الاخبار بتعليل تحريمه
بكونه مورثاً للفساد من حيث كونه مطرباً الا أنه ليس بحيث يدور الحكم معه وجودا
وعدماً اجماعاً منا على الظاهر المصرح به كذلك في ألسنة الاصحاب قديماً وحديثاً :
فما رجحه شيخنا المحدث البحراني 1 في حدايقه من رجحان لبسه في مأتم
مولانا الحسين عليه الصلاة والسلام ومصيبته
هو الاظهر لكن لا
لتخصيصه أدلة الكراهة كما هو قضية قوله لا يبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين
7 معللا
باستفاضة الاخبار بشعار الحزن عليه 7
مؤيداً له بالحديث الذي رواه عن خالنا العلامة المجلسي ; المتضمن للبس نساء بني هاشم السواد بعد
قتله اذ هو انما يتجه على تقدير شمول عموم أدلة الكراهة لمثله ودخوله في موضوعها
وقد عرفت عدمهما فال حاج معه الى استثناء المذكور الذي لا يخلو على تقديره عن نوع
تأمل واشكال لان التعارض بينهما حينئذ تعارض العامين من وجه.
والمطلوب فيه الرجوع الى المرجحات
السندية او غيرها ثم الاخذ بأحدهما المخير مع فرض التعادل والتساوي بينهما لا
التخصيص الذي هو فرع كون أحدهما اخص من الاخر مطلقاً وبالجملة التأمل
__________________
في مساق أدلة
الكراهة بعد ضم بعضها الى بعض يقضي بما اخترناه وكان والدي العلامة أعلى الله
مقامه في أواخر أمره وعمره يرى حسن التلبس بهذا اللباس في أيام مأتم مولانا الحسين
(ع) المعودة
وندبيته
__________________
فتوى وعملا الى أن
انتقل الى رحمة الله بعكس ما كان عليه سابقاً
__________________
ويترتب على ذلك صحة
النذر والعهد وانعقادهما على لبسه في مأتمه (ع) فضلا عن اليمين عليه بخلاف ما لو
قلنا بمقالة شيخنا الخال العلامة أعلى الله تعالى في الدارين مقامه.
فلا ينعقد شيء منهما لاشتراط انعقادهما
برجحان متعلقهما شرعاً على ما يظهر من النص والفتوى وكذلك الاخير وان كان اوسع
دائرة منهما بناءاً على اشتراط انعقاده بمجرد عدم مرجوحية متعلقة ولو لم يكن
راجحاً كالمباح والظاهر أنه لا فرق سيما على ما حققناه بين لبسه في مأتم مولانا
الحسين ارواحنا له الفداء وغيره من النبي 9
أو غيره من سائر الائمة :
:
بل النبي 9
كمولانا الامير
صلوات الله عليهما أولى بذلك
__________________
منه (ع) لان لبسه في
مأتم كل واحد منهم نوع من تعظيم شعائر الله سبحانه قطعاً فيكون حينئذٍ راجحاً بل
قد يلحق بهم غيرهم ايضاً من هذه الحيثية كالعلماء ونحوهم.
من يكون تعظيمه نوعا من تعظيم شعائر
الله وشعائر الاسلام لو فرضنا كونه نوعاً من تعظيمه عرفا سيما بعد ما ورد من أن
حرمة المؤمن ميتاً كحرمته حيا (١) الا أن ظاهر شيخنا المحدث البحراني ; ربما يعطي عدم استثناء حسن لبس السواد
في غير مأتمه (ع) لاقتصاره في الاستثناء كما عرفت على لبسه في مأتمه (ع) دون غيره
مؤيداً بما ذكره من التأييد المتقدم اليه الاشارة الخصوص به روحي فداء.
الا أن يؤخذ بمقتضى تعليله الاستثناء
باستفاضة الاخبار بشعار الحزن عليه (ع) فانه عام يشمل غيره ايضا لاستفاضة الاخبار
بنحو هذا الشعار في الجميع ولو بنحو العموم من نحو قوله (ع) ( من ذكر مصابنا وحزن
لحزننا أو لما أصابنا او لما ارتكب منا كان معنا ) الى غيرذلك
__________________
مما لا يكاد يعد
ويحصى.
وان كان بوارد في خصوص مولانا الحسين
عليه الصلاة والسلام منهم وممن تقدم عليهم من الانبياء والاوصياء المخبرين عن الله
سبحانه وتعالى بلسان الوحي
او الرسول المنزل عليهم اكثر من غيره بمراتب شتى ولعل ذلك لعظم مصيبته التي تصغر
عندها جميع المصائب
كما أخبر به جبرئيل (ع) آدم على نبينا وآله وعليه السلام.
__________________
(
خاتمه )
ربما يظهر من بعض فقرات الزيارة الواردة
عن الناحية المقدسة عن مولانا الحجة عجل الله فرجه ، التي يخاطب بها جده الحسين
صوات الله عليه ما يدل على الجواز بل الرجحان المفرط من نحو الجزع والندبة والصياح
والنياح في مصابه (ع) الموجبة لتشويه العين ونحوها من الاعضاء مما عساه يدخل في
عنوان الضرر المسقط للتكاليف الموجبة له فان منها قوله عليه الصلاة والسلام (
ولاندبنك صباحاً ومساءاً ولابكين عليك بدل الدموع دما ).
ومن المعلوم أن تبدل الدمعة بالدم لا
يمكن عادة الا بعد عروض آفة من جرح ونحوه
في العين من شدة البكاء والجزع الموجبين
__________________
لذلك وتعبيره عليه
الصلاة والسلام عنهما بنحو التأكيد البليغ الصريح في دوام ذلك منه عجل الله فرجه
في مصاب جده المظلوم أرواحنا له الفداء يدل دلالة واضحة على أنه صلوات الله عليه
يحق لذلك ولأمثاله مما يدخل في عنوان الحزن في مصابه صلوات الله عليه فضلا عن غيره
مما هو دونه مع صدق العنوان المطلوب عليه في العرف والعادة الذي منه لبس السواد في
مصابه.
فانه أولى بالرجحان مما هو أعظم منه
الذي قد عرفت أنه مما عساه يدخل في عنوان الضرر الممنوع عنه شرعاً ولا الرخصة من
مولانا الحجة عجل الله فرجه
بمقتضى ظاهر سياق عبارته المقرونة بالتأكيد
__________________
البليغ الذي هو
قرينة واضحة على أنه المطلوب في هذا المصاب العظيم
__________________
فيكون لاجله مستثناً
مما دل على منعه من حيث دخوله في عنوان الضرر على النفس ولو في الجملة.
واحتمال كون المراد من الفقرة المشار
اليها غير ظاهرها كالاغراق ونحوه لا يتأتى ولا يتصور على مذهبنا معشر الامامية .
والحمل على نوع من المجاز بارادة أنه لو
يبست دموع العين مثلا لكان ينبغي أن يبكي له 7
بدل الدموع دماً مناف للسياق مع انه لا داعي الى ارتكابه فلتحمل على حقيقتها
المتبادر منها فيدل على استثناء لبس السواد في مصابه للتحزن عليه 7 به من أدلة كراهته بطريق أولى ان قلنا
بشمول أدلتها لمثله ودخوله في موضوعها حسبما أشرنا اليه.
هذا والمروي من دأب مولانا زين العابدين
صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين وديدنه بعد قتل أبيه 7 في التحزن عليه بما لا يطيقه البشر
مادام حياً الى أن لحق بأبيه صوات الله عليه
__________________
مما يؤيد ويصدق كلام
ولده الامام المنتظر عجل الله فرجه.
فاذا انضمت اليه أدلة حسن التأسي بهم
معتضداً ذلك كله بقاعدة التسامح في أدلة السنن لم يبق مجال للتأمل في رجحان لبس
السواد في مصاب مولانا الحسين عليه الصلاة والسلام ودخوله بذلك في العناوين
المتعددة في الاخبار البالغة حد التواتر المعنوي التي
__________________
أعد لاهلها من الاجر
والثواب ديناً وعقباً ما لا يعد ولا يحصى
سيما بعد أن بلغ الى حد جرت عليه سيرة المتشرعة من الخواص فضلا عن العوان من قديم
الزمان بل هو المعهود منهم كذلك في جميع الاعصار حتى عابهم المخالفون بذلك ونحوه
زعماً منهم أنه من مبدعات الشيعة
وربما يزيد ذلك رؤيا بعض الصلحاء أربعة من الخمسة الطيبة الطاهرة لابسين السواد في
أيام مصيبته ومأتمه 7
فسأل عنهم
__________________
عن سبب ذلك كأنه لا
علم له في عالم الرؤيا بأنه أيام مصيبته (ع) فأخبروه بذلك :
ومن جملتها ما أخبرنا بعض الاجلة من
ثقات فضلائنا المعاصرين عن خالنا العلامة المجلسي 1
انه ذكر أن سيداً من السادات كان يستبعد الحديث المشهور المتضمن لما أعد الله
سبحانه وتعالى للباكي على مولانا الحسين (ع) ولو كان بمقدار قطرة واحدة أو اقل
منها من الاجر والثواب العظيم الذي منه غفران ذنوبه مما تقدم منها وما تأخر ولو
كانت مثل زبد البحر.
ومنه أنه وجبت له بذلك الجنة أو حق على
الله أن يدخله الجنة الى غير ذلك من المضامين الى أن رأى رؤيا اهالته ومن جملتها
أنه رأى النبي والوصي والزكي والزهراء بحالة عجيبة غريبة لابسين السواد في غاية
الحزن والكآبة وكانه سأل عن سبب ذلك فأجيب بمثل ما مرت الاشارة اليه فرجع عما كان
يستبعده الى غير ذلك من الاخبار والاثار المؤيدة لحسن ذلك ورجحانه شرعاً فلا ينبغي
التأمل فيه مع ذلك للفقيه والله اعلم بما فيه : فرغ من تحريره لما يقتضيه مؤلفه
الفقير الى الله الغني جعفر بن علي نقي الطباطبائي الحائري في الثلث الاخير من
ليلة الخميس التاسع من شهر رمضان المعظم سنة ١٣١٧ هجري .
__________________








ملاحظتان
( الاولى ) ان صاحب الاعيان والطبقات
ذكرا في ترجمة سيدنا المؤلف قده اسماء مؤلفات اُخرى له ففاتنا الاشارة اليها فنذكر
اسمائها هنا اتماماً للفائدة وهي بنقل الاعيان : عدة رسائل : منها ـ في الحيوة ـ
وفي حجب ابن لعم للابوين العم للاب وحده ـ في حكم الاعراض عن الملك ـ في معنى
اجمعت العصابة ـ في منجزات المريض ـ في اقرار المريض ـ في نكاح المريض ـ في طلاق
المريض ـ في الماء المشكوك الكرية بلاحالة سابقة ـ في حكم اهل الكتاب ـ في طهارة
عرق الجنب من الحرام ـ في طهارة العصير العنبى والزبيبي ـ في طهارة ولد الزنا ـ في
اجتماع المحدث والجنب والميت على ماء لا يكفي الا أحدهم ـ في الغسالة.
( الثانية ) انه فاتنا ذكر نسبه الشريف
من طرف اُمه.
فنقول ان والدته الكريمة العلوية
الجليلة فاطمة بكم هي بنت المرحوم المبرور العلامة السيّد رضا بحرالعلوم ابن سيّد
الطائفة السيد محمد مهدى الطباطبائى بحرالعلوم قدست اسرارهم.
وأما زوجة سيدنا المؤلف 1 فهي بنت خاله واستاذه العلامة الفقيه
السيّد علي بحرالعلوم اعلى الله مقامه صاحب البرهان القاطع في الفقه : فليلاحظ.
|