
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
كان شيخ البطحاء أبو طالب الدرع الواقية
لرسول الله صلىاللهعليهوآله
منذ بزوغ شمس الرسالة إلى يوم قبضه الله إليه ، حيث وقف كالسد المنيع يحول بين
الوثنية ـ وهي القوة العظمى التي كانت حينذاك تمسك بمقدرات العالم ـ وبين تحقيق أهدافها
في وأد الرسالة السماوية والدعاة إليها.
وله في هذا السبيل مواقف مشهورة تفوق
الاحصاء ، وإجمالها يحتاج إلى كتاب مفرد ، ولكن هذا التأريخ بدفتيه مفتوح بين يديك
، ويكفيك أن تطالع فيه صفحات أيام الضغط على رسول الله صلىاللهعليهوآله وذويه والمقاطعة
الشاملة لهم ، وحبسهم في «شعب أبي طالب» لترى أن أبا طالب كان الرجل الوحيد الذي
تعهد حفظهم وحراستهم ، وتكفل أرزاقهم.
وكفاك شاهدا على عظم منزلته عند الله
ورسوله أن الرسول الأعظم الذي لا ينطق عن الهوى ، اشتد وجده وهاج حزنه بعد وفاة
عمه وناصره أبي طالب ، وسمى ذلك العام بعام الحزن ، ولم يمكنه بعدها المقام بمكة
فاضطر إلى الهجرة إلى المدينة المنورة.
أما أقوال أبي طالب وأشعاره المثبتة في
كتب السير والتواريخ والحديث والتي يرويها المخالف والمؤالف ، فهي صريحة في
اعترافه برسالة محمد صلىاللهعليهوآله
ونبوته وأمانته وصدقه ، وأنه يوحى إليه من ربه ، وخاتم الأنبياء ، وتعرب عن كمال
إيمانه وحقيقة إخلاصه لصاحب الشريعة وتفانيه في نصرة الاسلام وحماية بيضته.
وكل هذه الأشعار قد جاءت مجئ التواتر ، فإن
لم تكن آحادها متواترة فمجموعها متواتر يدل على أمر واحد لا غير ، وهو إيمانه
وتصديقه بمحمد صلىاللهعليهوآله
كما أن كل واحدة من قتلات علي عليهالسلام
الفرسان منقولة آحادا ومجموعها متواتر ، يفيدنا العلم الضروري بشجاعته ، وكذلك
القول فيما يروى عن سخاء حاتم وحلم الأحنف...
وأما ما يروى عن آله وذويه وولده ، خاصة
أمير المؤمنين علي وأولاده المعصومين عليهمالسلام
، فصريحة في إثبات إيمانه ، ولم يؤثر عنهم ما يخالفه ، بل أكدوا أن «إيمان أبي
طالب لو وضع في كفة ميزان ، وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى ، لرجح إيمان أبي
طالب» وكتبوا إلى
بعض ثقاتهم وخاصتهم «إن شككت في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار» ، وأهل البيت أدرى بما فيه.
ورغم كل ذلك فقد حاول بعض من في قلوبهم
مرض ، وممن فاتهم إيذاء رسول الله في حياته ومحاربة دعوته ، أن يقوضوا دعامة من
دعائم
__________________
الاسلام المتينة ، من
خلال تشكيكهم في إيمان أبي طالب ، تلك المحاولة التي باءت بالفشل الذريع ، لأن نور
الشمس لا يحجبه غربال ، ونتيجة لتصدي جماعة من كبار علماء الاسلام وأعلامه لهم ، وكشف
دسائسهم ومكائدهم ، وفضح أهدافهم الدنيئة.
وإليك سردا بما كتبه هؤلاء الأعلام
وحماة رجال الاسلام في سيرة أبي طالب وفضله وإيمانه :
١ ـ أبو طالب عم الرسول : لمحمد كامل
حسن المحلمي ، طبع ضمن سلسلة عظماء الاسلام التي يصدرها المكتب العالمي ببيروت.
٢ ـ أبو طالب مؤمن قريش : للأستاذ
الأديب الشيخ عبد الله بن علي الخنيزي القطيفي المولود سنة (١٣٥٠ هـ) ، مطبوع عدة
مرات.
ترجم له الشيخ الطهراني في «نقباء البشر»
٤ : ١٣٩٣ وقال : «حكم عليه من أجله ـ أي كتابه أبو طالب مؤمن تريش ـ قضاة الشرع
السعوديون بالاعدام لولا أن أنجته الصرخات التي توالت من البلدان الإسلامية وزعماء
الدين من الشيعة من تنفيذ ذلك به».
نعم ، حكموا عليه بالاعدام لأنه أثبت في
كتابه هذا بالبراهين الساطعة إيمان عم النبي وكافله وناصره ومؤيده أبي طالب ، وفي
المقابل لم ينبسوا ببنت شفة عن إهانات المرتد مؤلف «الآيات الشيطانية» لرسول الله
والأنبياء عليهمالسلام
والرسالات السماوية ، بل استنكروا فتوى الإمام الخميني قدس سره بإهدار دمه ، وما
عشت أراك الدهر عجبا.
٣ ـ إثبات إسلام أبي طالب : لمولانا
محمد معين بن محمد أمين بن طالب الله الهندي السندي التتوي الحنفي ، المتوفى سنة (١١٦١
هـ) ، أحد العلماء المبرزين في الحديث والكلام والعربية ، ذكره سماحة الحجة السيد
عبد العزيز الطباطبائي في «أهل البيت في المكتبة العربية» رقم (١٣).
٤ ـ أخبار أبي طالب وولده : للعلامة
الحافظ أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني الأخباري (١٣٥ ـ ٢١٥
وقيل ٢٢٥ هـ) ، قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ : ٤٠٠ : «كان عجبا في
معرفة السير والمغازي والأنساب وأيام العرب ، مصدقا فيما ينقله ، عالي الاسناد».
عد هذا الكتاب من تصانيفه ابن النديم في
«الفهرست» ص : ١٤٨ ، وياقوت الحموي في «معجم الأدباء» ١٤ : ١٣١.
٥ ـ أسنى المطالب في نجاة أبي طالب : للعلامة
أحمد زيني دحلان ، الفقيه الخطيب مفتي الشافعية (١٢٣٢ ـ ١٣٠٤ هـ) اختصر فيه كتاب «بغية
الطالب لإيمان أبي طالب» للعلامة محمد بن رسول البر زنجي الآتي ذكره ، وأضاف عليه
مطالب مهمة ، طبع بمصر سنة (١٣٠٥ هـ) ، وبعدها مكررا.
وترجمه إلى اللغة الأردوية المولوي
الحكيم مقبول أحمد الدهلوي وطبع في دلهي سنة (١٣١٣ هـ) ، ذكر الشيخ في الذريعة ٤ :
٧٨.
٦ ـ إيمان أبي طالب : لأحمد بن القاسم ،
قال عنه النجاشي في
رجاله : ٩٥ : «رجل
من أصحابنا رأينا بخط الحسين بن عبيد الله كتابا له في إيمان أبي طالب».
والحسين بن عبيد الله هو أبو عبد الله
الغضائري شيخ النجاشي بالإجازة ، مات سنة (٤١١ هـ).
٧ ـ إيمان أبي طالب : للشيخ أبي الحسين
أحمد بن محمد بن أحمد ابن طرخان الجر جرائي الكاتب ، قال عنه النجاشي في رجاله : ٨٧
: «ثقة ، صحيح السماع ، وكان صديقنا».
٨ ـ إيمان أبي طالب : للشيخ الرجالي أبي
علي أحمد بن محمد بن عمار الكوفي المتوفى سنة (٣٤٦ هـ) ، وصفه النجاشي في رجاله : ٩٥
والشيخ الطوسي في الفهرست : ٢٩ : شيخ من أصحابنا ، ثقة ، جليل القدر ، كثير الحديث
والأصول.
وله أيضا كتاب : أخبار آباء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وفضائلهم
وإيمانهم ، وكتاب الممدوحين والمذمومين.
٩ ـ إيمان أبي طالب : للفقيه المتكلم
السيد الجليل أبي الفضائل جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر ابن طاوس العلوي الحسني
الحلي ، المتوفى سنة (٦٧٣ هـ) ، ذكره هو في كتابه «بناء المقالة الفاطمية في نغض
الرسالة العثمانية» .
١٠ ـ إيمان أبي طالب : للشيخ المحدث
الجليل أبي محمد سهل بن
__________________
أحمد بن عبد الله بن
أحمد بن سهل الديباجي البغدادي (٢٨٦ ـ ٣٨٠ هـ) ، ذكر كتابه هذا النجاشي في رجاله :
١٨٦.
١١ ـ إيمان أبي طالب : لأبي نعيم علي بن
حمزة البصري اللغوي ، المتوفى سنة (٣٧٥ هـ) «أحد أعيان أهل اللغة الفضلاء
المتحققين العارفين بصحيحها من سقيمها» .
ذكر كتابه هذا الشيخ الطهراني في
الذريعة ٢ : ٥١٣ وقال : «نقل من بعض فصوله الحافظ العسقلاني في ترجمة أبي طالب في
الإصابة ، وصرح بكونه رافضيا» .
١٢ ـ إيمان أبي طالب وأحواله وأشعاره : للميرزا
محسن بن الميرزا محمد المعروف بـ (بالا مجتهد) القره داغي التبريزي ، من أعلام
القرن الثالث عشر ، ذكره في الذريعة ٢ : ٥١٣.
١٣ ـ إيمان أبي طالب : للشيخ الجليل أبي
عبد الله محمد بن محمد ابن النعمان المفيد ، المتوفى سنة (٤١٣ هـ) ، وهو هذا
الكتاب ، وسيأتي الحديث عنه.
١٤ ـ إيمان أبي طالب : ذكر الشيخ آقا
بزرگ الطهراني في الذريعة ٢ : ٥١٢ ، وقال : لبعض الأصحاب ، استدل فيه على إيمانه
بفعاله ومقاله وفعال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
به ومقاله فيه ، فذكر بعد بيان أفعال أبي طالب أقواله المنبئة عن إسلامه وحسن
بصيرته ، وأورد كثيرا من أشعار
__________________
مع الشرح والبيان.
واحتمل أنه للسيد حسين المجتهد المفتي
الموسوي العاملي الكركي ، المتوفى سنة (١٠٠١ هـ) ، لأنه وعد في آخر كتابه «دفع
المناواة عن التفضيل والمساواة» أن يؤلف كتابا مفردا في إيمان أبي طالب.
١٥ ـ بغية الطالب لإيمان أبي طالب : ينسب
للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الشافعي ، المتوفى سنة (٩١١ هـ) ، توجد
نسخته في مكتبة قوله بمصر ، ضمن مجموعة برقم (١٦) ، تاريخها (١١٠٥ هـ). ١٦ ـ بغية الطالب في إسلام أبي طالب : للعالم
الجليل المفتي السيد محمد عباس بن السيد علي أكبر الموسوي التستري اللكهنوي (١٢٢٤
ـ ١٣٠٦ هـ) ، ذكره اللكهنوي في كشف الحجب ، والشيخ الطهراني في الذريعة ٣ : ١٣٤.
١٧ ـ بغية الطالب في بيان أحوال أبي
طالب ، وإثبات إيمانه وحسن عقيدته : للسيد محمد بن حيدر بن نور الدين علي الموسوي
الحسيني العاملي ، فرغ منه سنة (١٠٩٦ هـ) ، ذكره في الذريعة ٣ : ١٣٥.
١٨ ـ بغية الطالب لإيمان أبي طالب : للعالم
محمد بن عبد الرسول البر زنجي الشافعي الشهر زوري المدني (١٠٤٠ ـ ١١٠٣ هـ) ، لخصه
ـ كما قدمنا ـ السيد أحمد زيني دحلان وسماه «أسنى المطالب في
__________________
نجاة أبي طالب».
١٩ ـ البيان عن خيرة الرحمن في إيمان
أبي طالب وآباء النبي صلىاللهعليهوآله
وعليهم لأبي الحسن علي بن بلال بن أبي معاوية المهلبي الأزدي ، وصفه النجاشي في
رجاله : ٢٦٥ : «شيح أصحابنا بالبصرة ، ثقة ، سمع الحديث فأكثر» روى النجاشي كتبه
عن شيخه المفيد وأحمد بن علي بن نوح.
وذكر كتابه هذا أيضا الشيخ الطوسي في
الفهرست : ٩٦.
٢٠ ـ الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي
طالب : للعالم الفقيه السيد شمس الدين أبي علي فخار بن معد الموسوي ، المتوفى سنة
(٦٣٠ هـ) ، كتاب قيم ، كبير الفائدة ، طبع عدة مرات.
٢١ ـ ديوان أبي طالب وذكر إسلامه : لأبي
نعيم علي بن حمزة البصري التميمي اللغوي ، المتوفى سنة (٣٧٥ هـ) ، مر ذكره تحت
الرقم (١١) ، ذكره بهذا العنوان في الذريعة ٩ : ٤٢.
٢٢ ـ الرغائب في إيمان أبي طالب : للعلامة
السيد مهدي بن علي الغريفي البحراني النجفي ، ذكره في الذريعة ١١ : ٢٤١.
٢٣ ـ شعر أبي طالب بن عبد المطلب
وأخباره : للأديب الشاعر أبي هفان عبد الله بن أحمد بن حرب المهزمي العبدي ، من شيوخ
ابن دريد الأزدي المتوفى سنة (٣٢١ هـ) ، ذكره النجاشي في رجاله : ٢١٨ ، طبع في
المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف سنة (١٣٥٦ هـ) بشرح اللغوي الأديب عثمان بن جني
المتوفى سنة (٣٩٢ هـ) ، عن النسخة التي
كتبها عفيف بن أسعد
ببغداد سنة (٣٨٠ هـ) عن نسخة بخط الشيخ ابن جني وعارضها به وقرأها عليه.
٢٤ ـ الشهاب الثاقب لرجم مكفر أبي طالب
: للعلامة الحجة الشيخ الميرزا نجم الدين جعفر الشريف ابن الميرزا محمد بن رجب علي
الطهراني العسكري (١٣١٣ ـ ١٣٩٥ هـ) ، مخطوط.
٢٥ ـ شيخ الأبطح : للعلامة الفاضل السيد
محمد علي بن العلامة الحجة عبد الحسين الموسوي آل شرف الدين الموسوي ، كتاب لطيف
في إثبات إيمان أبي طالب وبعض شعره ، والرد على من نصب له العداوة ، طبع سنة (١٣٤٩
هـ) ، وذكره في الذريعة ١٤ : ٢٦٥.
٢٦ ـ شيخ بني هاشم : للفاضل عبد العزيز
سيد الأهل ، طبع سنة (١٣٧١ هـ) ، وذكره في الذريعة ١٤ : ٢٦٥.
٢٧ ـ فصاحة أبي طالب : للسيد الشريف
المحدث أبي محمد الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب الأطروش ، ذكره النجاشي في رجاله : ٥٧.
٢٨ ـ فضل أبي طالب وعبد المطلب وأبي
النبي صلىاللهعليهوآله
لشيخ الطائفة وفقيهها أبي القاسم سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي ، المتوفى
سنة (٢٩٩) أو (٣٠١ هـ) ، ذكره النجاشي في رجاله : ١٧٧.
٢٩ ـ فيض الواهب في نجاة أبي طالب : للشيخ
أحمد فيضي ابن الحاج علي عارف بن عثمان بن مصطفى الجورومي الحنفي
(١٢٥٣ ـ ١٣٢٧ هـ) ، ذكره
في هدية العارفين ١ : ١٩٥.
٣٠ ـ القول الواجب في إيمان أبي طالب : للعلامة
الشيخ محمد علي ابن الميرزا جعفر علي الفصيح الهندي ، نزيل مكة ، فرغ منه في جمادى
الأولى سنة (١٢٩٩ هـ) ، ذكره في الذريعة ١٧ : ٢١٦.
٣١ ـ مقصد الطالب في إيمان آباء النبي صلىاللهعليهوآله وعمه أبي طالب : للميرزا
شمس العلماء محمد حسين بن علي رضا الرباني الجرجاني المشهور بجناب ، طبع في بومباي
سنة (١٣١١ هـ) ، ذكره في الذريعة ٢٢ : ١١١.
٣٢ ـ منى الطالب في إيمان أبي طالب : للشيخ
المفيد أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي النيسابوري ، جد الشيخ
المفسر أبي الفتوح الرازي ، من أعلام القرن الخامس الهجري ، ذكره الشيخ منتجب
الدين الرازي في الفهرست : ١٠٢ ، والحر العاملي في أمل الآمل ٢ : ٢٤٠.
٣٣ ـ منية الراغب في إيمان أبي طالب : للعلامة
الشيخ محمد رضا الطبسي النجفي ، ذكره في كتابه «ذرايع البيان» ١ : ١٦٩ ، وذكر في
فهرس مؤلفاته المطبوع في آخر كتابه «ذرايع البيان» أن «منية الراغب» طبع ثلاث مرات
باللغتين العربية والفارسية.
٣٤ ـ منية الطالب في إيمان أبي طالب : للسيد
الجليل حسين الطباطبائي اليزدي الحائري الشهير بالواعظ ، المتوفى سنة (١٣٠٧ هـ) ، فارسي
مطبوع ، ذكره في الذريعة ٢٣ : ٢٠٤.
٣٥ ـ منية الطالب في حياة أبي طالب : للسيد
حسن بن علي بن الحسين القبانجي الحسيني النجفي ، ألفه سنة (١٣٥٨ هـ) ذكره في
الذريعة ٢٣ : ٢٠٤ وقال : «رأيته بخطه في ٨٢ صفحة».
٣٦ ـ مواهب الواهب في فضائل أبي طالب : للعلامة
البارع الشيخ جعفر بن محمد النقدي التستري النجفي (١٣٠٣ ـ. ١٣٧ هـ) ألفه سنة (١٣٢٢
هـ) وطبع في النجف الأشرف سنة (١٣٤١ هـ).
٣٧ ـ الياقوتة الحمراء في إيمان سيد
البطحاء : للسيد الفاضل طالب الحسيني آل علي خان المدني ، الشهير بالخرسان ، المعاصر
، والكتاب في مقدمة وثمانية فصول ، وما يزال مخطوطا عنده.
كانت هذه قائمة بأسماء الكتب المؤلفة في
إيمان أبي طالب وفضائله وحياته وشعره ، وقع كتاب الشيخ المفيد في المرتبة الأولى
من حيث أهميته التاريخية ، فهو أقدم مصدر وصل إلينا في هذا المضمار.
طبعات الكتاب
طبع في العراق ضمن مجموعة «نفائس
المخطوطات» التي قام بتحقيقها وإصدارها العلامة الشيخ محمد حسن آل ياسين ، سنة (١٣٧٢
هـ).
كما طبع ضمن «عدة رسائل للشيخ المفيد» منشورات
مكتبة المفيد ـ إيران ـ قم المقدسة ، اعتمادا على ثلاث نسخ خطية.
النسخ المعتمدة ومنهج
التحقيق
اعتمدنا في تحقيق هذه الرسالة على
النسخة الخطية المحفوظة في خزانة مخطوطات المكتبة المركزية العامة في مدينة مشهد
المقدسة ، برقم (٨٢٨٣) ، والتي تحتوي على اثنتين وثلاثين رسالة ، شغلت رسالتنا هذه
الصفحات ٢٦٨ ـ ٢٧٧ ، فرغ من كتابتها تاج الدين صاعد «بعد العصر من يوم الجمعة أول
أول الربيعين سنة ست وثمانين وتسعمائة بالمسجد الجامع الكبير بإصفهان».
ورمزنا لها في التعليقات بـ «أ».
وقمنا بمقابلة نسختنا هذه على مطبوعة
مكتبة المفيد ، مستخدمين في النهاية نهج التلفيق لإثبات متن سليم صحيح ، كما قمنا
بتخريج ومقابلة الأشعار على ديوان أبي طالب رضوان الله عليه لأبي هفان عبد الله بن
أحمد المهزمي العبدي وبشرح ابن جني ، وعلى بعض المصادر المعتبرة الأخرى ، كما
يلاحظ ذلك جليا في التعليقات.
وشرحنا غريب الرسالة والأشعار ـ وهو
كثير قياسا على حجم الرسالة ـ معتمدين على أمهات المعاجم اللغوية.
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نتقدم
بجزيل شكرنا وتقديرنا للإخوة المحققين الذين ساهموا في إخراج هذه الرسالة بحلة
جديدة تروق أهل التحقيق والفضل ، سائلين العلي القدير أن يتقبل هذا الجهد بأحسن
قبوله ، إنه سميع الدعاء.
|
قسم الدراسات الإسلامية
مؤسسة البعثة
|


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الحمد ومستحقه ، وصلاته
على خيرته من خلقه ، محمد وآله ، وسلم كثيرا.
وبعد :
أطال الله بقاء الأستاذ الجليل ، وأدام
له العز والتأييد ، والعلو والتمهيد ، فإنني مثبت بتوفيق الله عز وجل ، وما يهب من
التسديد ، طرفا من المقال في المعنى الذي كنت أجريت منه جملا بحضرته معاينة ، وما
في حيزه بيان الطرف والجمل من الدلائل على إيمان أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
بن عبد مناف رضي الله عنه وأرضاه ، المقتضبة من مقاله وفعاله ، التي لا يمكن دفعها
إلا بالعناد ، وإن كنت قد أشبعت الكلام في هذا الباب في مواضع من كتبي المصنفات ، وأمالي
المشهورات
،
__________________
ليكون ما يحصل به
الرسم في هذا المختصر تذكارا ، ولما أخبرت عنه بيانا ، وفي الغرض الملتمس منه
كافيا ، وبالله أستعين.
فمن الدليل على إيمان أبي طالب رضي الله
عنه ما اشتهر عنه من الولاية لرسول الله صلىاللهعليهوآله
والمحبة والنصرة ، وذلك ظاهر معروف لا يدفعه إلا جاهل ، ولا يجحده إلا بهات معاند
، وفي معناه يقول رضي الله تعالى عنه في اللامية السائرة المعروفة :
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد
|
|
وأحببته حب الحبيب المواصل
|
وجدت بنفسي دونه وحميته
|
|
ودارأت عنه بالذرى والكلاكل
|
فما زال في الدنيا جمالا لأهلها
|
|
وشينا لمن عادى وزين المحافل
|
حليما رشيدا حازما غير طائش
|
|
يوالي إله الخلق ليس بما حل
|
__________________
فأيده رب العباد بنصره
|
|
وأظهر دينا حقه غير باطل
|
ومن تأمل هذا المدح عرف منه صدق ولاء
صاحبه لرسول الله صلىاللهعليهوآله
، واعترافه بنبوته ، وإقراره بحقه فيما أتى به ، إذ لا فرق بين أن يقول : محمد نبي
صادق ، وما دعا إليه حق صحيح واجب ، وبين قوله :
فأيده رب العباد بنصره
|
|
وأظهر دينا حقه غير باطل
|
وفي هذا البيت إقرار أيضا بالتوحيد صريح
، واعتراف
لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بالنبوة صحيح
، وفي الذي قبله مثل ذلك ، حيث يقول
__________________
وهو يصف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
حليما رشيدا حازما غير طائش
|
|
يوالي إله الخلق ليس بما حل
|
يعني : ليس بكاذب متقول للمحال.
وما بعد هذا القول المعلوم من أبي طالب
رضي الله تعالى عنه المتيقن من قبله طريق إلى التأويل في كفره ، إلا وهو طريق إلى
التأويل على حمزة وجعفر وغيرهما من وجوه المسلمين ، حتى لا يصح إيمان أحدهم وإن
أظهر الاقرار بالشهادتين ، وبذل جهده في نصرة الرسول صلىاللهعليهوآله.
وهو في أمر أبي بكر وعمر وعثمان أقرب ، لأنه إن لم يثبت لأبي طالب ، وهو مقر
به في نثره ونظمه الذي يسير به عنه الركبان ، ويطبق على رواياته نقلة الأخبار ، ورواة
السير والآثار ، مع ظهور نصرته للنبي صلىاللهعليهوآله
، وبذل نفسه وولده وأهله وماله دونه ، ورفع الصوت بتصديقه ، والحث على اتباعه ، كان
أولى أن لا يثبت للذين ذكرناهم إيمان ، وليس ظهور إقرارهم وشهرته يقارب ظهور إقرار
أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، ويداني في الوضوح اعترافه بصدقه ونبوته ، ولهم مع
ذلك من التأخر عن نصره ، ومن خذلانه ، والفرار عنه ما لا يخفى على ذي حجا ، ممن سمع الأخبار وتصفح الآثار وهذا
لازم لا فصل منه.
ثم إن أبا طالب رضي الله تعالى عنه يصرح
في هذه ، لقعيدة بتصديق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
بأخص ألفاظ التصديق ، ينادي بالقسم
في نصرته صلىاللهعليهوآلهوسلم
وبذل المهجة والأهل دونه ، حيث يقول :
__________________
ألم تعلموا أن ابننا لا مكذب
|
|
لدينا ولا يعبأ بقول الأباطل
|
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
|
|
ربيع اليتامى عصمة للأرامل
|
يطوف به الهلاك من آل هاشم
|
|
فهم عنده في عصمة وفواضل
|
إلى حيث قال :
كذبتم وبيت الله نسلم أحمدا
|
|
ولما نطاعن دونه ونقاتل
|
__________________
ونسلمه حتى نصرع حوله
|
|
ونذهل عن أبنائنا والحلائل
|
وفي هذه الأبيات أيضا بيان لمن تأملها
في صحة ما ذكرناه من إخلاص أبي طالب رضي الله عنه ، والولاء لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبذل غاية
النصرة له ، والشهادة بنبوته وتصديقه حسب ما ذكرناه.
وقد جاءت الأخبار متواترة لا يختلف فيها
من أهل النقل اثنان ، أن قريشا أمرت بعض السفهاء أن يلقي على ظهر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سلى الناقة إذا ركع في صلاته ، ففعلوا ذلك
، وبلغ الحديث أبا طالب ، فخرج مسخطا
ومعه عبيد له ، فأمرهم أن يلقوا السلى عن ظهره صلىاللهعليهوآلهوسلم
ويغسلوه ، ثم أمرهم أن يأخذوه فيمروه على سبال
القوم ، وهم إذ ذاك وجوه قريش ، وحلف بالله أن لا يبرح حتى يفعلوا بهم ذاك ، فما
امتنع أحد منهم عن طاعته ، وأذل جماعتهم بذلك وأخزاهم .
__________________
وفي هذا الحديث دليل على رئاسة أبي طالب
على الجماعة ، وعظم محله فيهم ، وأنه ممن تجب طاعته عندهم ، ويجوز أمره فيهم
وعليهم ، ودلالة على شدة
غضبه لله عز وجل ولرسوله صلىاللهعليهوآله
، وحميته له ولدينه ، وترك المداهنة والتقية في حقه ، والتصميم لنصرته ، والبلوغ
في ذلك إلى حيث لم يستطعه أحد قبله ، ولا ناله أحد بعده.
وقد أجمع أهل السير أيضا ونقلة الأخبار
أن أبا طالب رضي الله عنه لما فقد النبي صلىاللهعليهوآله
ليلة الاسراء ، جمع ولده ومواليه ، وسلم إلى كل رجل منهم مدية ، وأمرهم أن يباكروا
الكعبة ، فيجلس كل رجل منهم إلى جانب رجل من قريش ممن كان يجلس بفناء الكعبة ، وهم
يومئذ سادات أهل البطحاء ، فإن أصبح ولم يعرف للنبي صلىاللهعليهوآله
خبرا أو سمع فيه سوءا ، أومأ إليهم بقتل القوم ، ففعلوا ذلك.
وأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المسجد
مع طلوع الشمس ، فلما رآه أبو طالب قام إليه مستبشرا فقبل بين عينيه ، وحمد الله
عز وجل على سلامته ، ثم قال : والله ، يا ابن أخي ، لو تأخرت عني لما تركت من
هؤلاء عينا تطرف. وأومأ إلى الجماعة الجلوس بفناء الكعبة من سادات قريش ذلك.
ثم قال لولده ومواليه : أخرجوا أيديكم
من تحت ثيابكم. فلما رأت قريش ذلك انزعجت له ، ورجعت على أبي طالب بالعتب
__________________
والاستعطاف فلم يحفل
بهم .
ولم تزل قريش بعد ذلك خائفة من أبي طالب
، مشفقة على أنفسها من أذى يلحق النبي صلىاللهعليهوآله
، وهذا هو النصر الحقيقي نابع عن صدق في الولاية ، وبه ثبتت النبوة ، وتمكن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أداء
الرسالة ، ولولاه ما قامت الدعوة ، ومن لم يعرف باعتباره إيمان صاحبه وعظم عناه في
الدين ، خرج من حد المكلفين.
على أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يزل
عزيزا ما كان أبو طالب حيا ، ولم يزل به ممنوعا من الأذى ، معصوما حتى توفاه الله
تعالى ، فنبت
به مكة ، ولم تستقر له فيها دعوة ، وأجمع القوم على الفتك به ، حتى جاءه الوحي من
ربه ، فقال له جبرئيل عليهالسلام
: إن الله عز وجل يقرئك السلام ، ويقول لك : اخرج عن مكة فقد مات ناصرك .
فخرج عليهالسلام
: هاربا مستخفيا بخروجه ، وبيت أمير المؤمنين بدلا منه على فراشه ، فبات موقيا له
بنفسه ، وسالكا بذلك منهاج أبيه رضي الله عنه في ولايته ونصرته ، وبذل النفس دونه.
فكم بين من أسلم نفسه لنبيه ، وشراها
الله تعالى في طاعة نبيه صلىاللهعليهوآله
، وبين من حصل مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
في أمن وحرز ، وهو لا
__________________
يملك نفسه جزعا ، ولا
قلبه هلعا ، قد أظهر الحزن ، وأبدى الخور
، شاكا في خبر الله تعالى ، مرتابا بقول رسول الله صلى الله عليه والله وسلم ، غير
واثق بنصر الله عز وجل ، آيسا من روح الله ، ضأنا بنفسه عن الشهادة مع نبي الله صلىاللهعليهوآله ، أم كم بين ما
ذكرناه من نصر أبي طالب لرسول الله صلىاللهعليهوآله
وقيامه بأمره حتى بلغ دين الله ومسارعته إلى اتباعه ومعاضدته ومؤازرته وبين تأخر
غيره عنه واخلائه مع أعدائه عليه ونحره في السفر إلى......... يطعم منه الراحلين
معه لسفك دمه حتى إذا ظفره الله تعالى به مقهورا وجئ به إليه أسيرا دعاه إلى
الإيمان فلجلج وأمره بفداء نفسه فامتنع ، فلما أشرف على دمه أقر وانقاد للفداء
ضرورة وأسلم.
إن هذا لعجب في القياس وغفلة خصوم الحق
عن فصل ما بين هذه الأمور حتى عموا فيها عن الصواب ، وركبوا العصبية والعناد ، لأعجب
والله نسأل التوفيق.
ومما يؤيد ما ذكرناه من إيمان أبي طالب
رضي الله تعالى عنه ويزيده بيانا ، أنه لما قبض رحمه الله ، آتى أمير المؤمنين
عليه الصلاة والسلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فآذنه بموته فتوجع لذلك النبي صلىاللهعليهوآله
وقال : «امض يا علي ، فتول غسله وتكفينه وتحنيطه ، فإذا رفعته على سريره فأعلمني».
ففعل ذلك أمير المؤمنين عليه الصلاة
والسلام ، فلما رفعه على السرير اعترضه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فرق له ، وقال : «وصلتك رحمة ،
__________________
وجزيت خيرا ، فلقد
ربيت وكفلت صغيرا ، وآزرت ونصرت كبيرا».
ثم أقبل على الناس ، فقال : «أما والله
، لأشفعن لعمي شفاعة يعجب منها أهل الثقلين» .
وفي هذا الحديث دليلان على إيمان أبي
طالب رضي الله عنه :
أحدهما
: أمر رسول الله عليا صلوات الله عليهما
وآلهما بغسله وتكفينه دون الحاضرين من أولاده ، إذ كان من حضره منهم سوى أمير
المؤمنين إذ ذاك على الجاهلية ، لأن جعفرا رحمه الله كان يومئذ ببلاد الحبشة ، وكان
عقيل وطالب حاضرين ، وهما يومئذ على خلاف الاسلام ، لا يسلم واحد منهما بعد ، وأمير
المؤمنين عليه الصلاة والسلام مؤمن بالله تعالى ورسوله ، فخص المؤمن منهم بولاية
أمره ، وجعله أحق به منهما ، لإيمانه ووفاقه إياه في دينه.
ولو كان أبو طالب رضي الله عنه مات على
ما يزعم النواصب كافرا ، كان عقيل وطالب أحق بتولية أمره من علي عليه الصلاة
والسلام ولما جاز للمسلم من ولده القيام بأمره ، لانقطاع العصمة بينهما.
وفي حكم رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليه الصلاة
والسلام به دونهما وأمره إياه بإجراء أحكام المسلمين عليه من الغسل والتطهير
والتحنيط والتكفين والمواراة ، شاهد صدق في إيمانه على ما بيناه.
والدليل
الآخر : دعاء النبي صلىاللهعليهوآله [له] بالخيرات ، ووعده
__________________
أمته فيه بالشفاعة
إلى الله ، واتباعه بالثناء والحمد والدعاء ، وهذه هي الصلاة التي كانت مكتوبة إذ
ذاك على أموات أهل الاسلام ، ولو كان أبو طالب مات كافرا لما وسع رسول الله صلىاللهعليهوآله الثناء عليه بعد
الموت ، والدعاء له بشئ من الخير ، بل كان يجب عليه اجتنابه ، واتباعه بالذم
واللوم على قبح ما أسلفه من الخلاف له في دينه ، كما فرض الله عز وجل ذلك عليه
للكافرين ، حيث يقول : (ولا تصل على أحد منهم
مات أبدا ولا تقم على قبره)
.
وفي قوله : (وما كان
استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) .
وإذا كان الأمر على ما وصفناه ، ثبت أن
أبا طالب رضي الله عنه مات مؤمنا ، بدلالة فعله ومقاله ، وفعل نبي الله صلىاللهعليهوآله به ومقاله ، حسبما
شرحناه.
ويؤكد ذلك ما أجمع عليه أهل النقل من
العامة والخاصة ، ورواه أصحاب الحديث عن رجالهم الثقات من أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سئل فقيل له
: ما تقول في عمك أبي طالب ، يا رسول الله ، وترجو له؟ قال : «أرجو له كل خير من
ربي» .
فلولا أنه رحمة الله عليه مات على
الإيمان لما جاز من رسول
__________________
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رجاء
الخيرات له من الله عز وجل ، مع ما قطع له تعالى به في القرآن وعلى لسان نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم من خلود
الكفار في النار ، وحرمان الله لهم سائر الخيرات وتأبيدهم في العذاب على وجه
الاستحقاق والهوان.
فصل
فأما قوله لم رضي الله عنه المنبه على
إسلامه وحسن نصرته ، وإيمانه الذي ذكرناه عنه ، فهو ظاهر مشهور في نظمه المنقول
عنه على التواتر والاجماع ، وسأورد منه جزءا يدل على ما سواه ، إن شاء الله تعالى.
فمن ذلك قوله في قصيدته الميمية التي
أولها :
ألا من لهم آخر الليل مقتم
|
|
طواني وأخرى النجم لما تقحم؟
|
إلى قوله :
أترجون أن نسخو بقتل محمد
|
|
ولم تختضب سمر العوالي من الدمِ
|
__________________
كذبتم وبيت الله حتى تفرقوا
|
|
جماجم تلقى بالحطيم وزمزم
|
وتقطع أرحام وتنسى حليلة
|
|
خليلا ويغشى محرم بعد محرم
|
وينهض قوم في الحديد إليكم
|
|
يذودون عن أحسابهم كل مجرم
|
على ما أتى من بغيكم وضلالكم
|
|
وعصيانكم في كل أمر ومظلم
|
بظلم نبي جاء يدعو إلى الهدى
|
|
وأمر أتى من عند ذي العرش مبرم
|
فلا تحسبونا مسلميه ومثله
|
|
إذا كان في قوم فليس بمسلم
|
أفلا ترى الخصوم إلى هذا الجد من أبي
طالب رضي الله عنه في نصرة نبي الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، والتصريح بنبوته ، والاقرار بما جاء من عند الله عز وجل ، والشهادة بحقه ، فيتدبرون
ذلك أم على قلوب أقفالها؟!
__________________
ومنه قوله رضي الله تعالى عنه :
تطاول ليلي بهم نصب
|
|
ودمع كسح السقاء السرب
|
للعب قصي بأحلامها
|
|
وهل يرجع الحلم بعد اللعب
|
إلى قوله رضي الله عنه :
وقالوا لأحمد أنت امرؤ
|
|
خلوف الحديث ضعيف النسب
|
ألا إن أحمد قد جاءهم
|
|
بحق ، ولم يأتهم بالكذب
|
وفي هذا البيت صرح بالإيمان برسول الله صلىاللهعليهوآله.
ومنه قوله رضي الله تعالى عنه :
__________________
أخلتم بأنا مسلمون محمدا
|
|
ولما نقاذف دونه بالمراجم
|
أمينا حبيبا في البلاد مسوما
|
|
بخاتم رب قاهر للخواتم
|
يرى الناس برهانا عليه وهيبة
|
|
وما جاهل في فضله مثل عالم
|
نبيا أتاه الوحي من عند ربه
|
|
فمن قال لا يقرع بها سن نادم
|
تطيف به جر ثومة هاشمية
|
|
تذبب عنه كل باغ وظالم
|
ومنه قوله رضي الله تعالى عنه :
__________________
ألا أبلغا عني على ذات بينها
|
|
لؤيا وخصا من لؤي بني كعب
|
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا
|
|
نبيا كموسى خط في أول الكتب
|
وأن عليه في العباد محبة
|
|
ولا شك فيمن خصه الله بالحب
|
وفي هذا الشعر والذي قبله محض الإقرار
برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وبالنبوة ، وصريحه بلا ارتياب.
ومن ذلك قوله رضي الله عنه :
ألا من لهم آخر الليل منصب
|
|
وشعب العصا من قومك المشعب
|
إلى قوله :
وقد كان في أمر الصحيفة عبرة
|
|
متى ما تخبر غائب القوم يعجب
|
محا الله منها كفرهم وعيوبهم
|
|
وما نقموا من باطل الحق مقرب
|
__________________
فكذب ما قالوا من الأمر باطلا
|
|
ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب
|
وأمسى ابن عبد الله فينا مصدقا
|
|
على سخط من قومنا غير معتب
|
فلا تحسبونا مسلمين محمدا
|
|
لذي غربة منا ولا متغرب
|
ستمنعه منا يد هاشمية
|
|
مركبها في الناس غير مركب
|
وقال أيضا رضي الله عنه يحض حمزة بن عبد
المطلب رضي الله عنه على اتباع رسول الله صلىاللهعليهوآله
، والصبر على طاعته ، والثبات على دينه :
فصبرا أبا يعلى على دين أحمد
|
|
وكن مظهرا للدين وفقت صابرا
|
نبي أتى بالدين من عند ربه
|
|
بصدق وحق لا تكن حمز كافرا
|
فقد سرني إذ قلت : لبيك ، مؤمنا
|
|
فكن لرسول الله في الدين ناصرا
|
__________________
وناد قريشا بالذي قد أتيته
|
|
جهارا ، وقل : ما كان أحمد ساحرا
|
ومن ذلك قوله رضي الله تعالى عنه :
إذا قيل من خير هذا الورى
|
|
قبيلا ، وأكرمهم أسره؟
|
أناف بعبد مناف أبي
|
|
أبو نضلة هاشم الغره
|
وقد حل مجد بني هاشم
|
|
مكان النعائم والزهره
|
وخير بني هاشم أحمد
|
|
رسول المليك على فتره
|
وهذا مطابق لقوله تعالى : (قد جاءكم
رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل)
.
فإن لم يكن في ذلك شهادة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنبوة ،
فليس في
__________________
ظاهر الآية شهادة ، وهذا
ما لا يرتكبه عاقل ، له معرفة بأدنى معرفة أهل اللسان.
ومنه قوله في ذكر الآيات للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ودلائله ، وقول
بحيراء الراهب فيه ، وذلك أن أبا طالب رضي الله عنه لما أراد الخروج إلى الشام ترك
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
إشفاقا عليه ، ولم يعمل على استصحابه ، فلما ركب أبو طالب رضي الله تعالى عنه بلغه
ذلك ، فتعلق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بالناقة وبكى ، وناشده الله في إخراجه معه ، فرق له أبو طالب وأجابه إلى استصحابه.
فلما خرج معه أظلته الغمامة ، ولقيه
بحيراء الراهب فأخبره بنبوته ، وذكر لهم
البشارة في الكتب الأولى ، فقال أبو طالب رضي الله تعالى عنه :
[إن الأمين محمدا في قومه
|
|
عندي يفوق منازل الأولاد
|
لما تعلق بالزمام ضممته
|
|
والعيس قد قلصن بالأزواد
|
__________________
حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا
|
|
لاقوا على شرف من المرصاد
|
حبرا فأخبرهم حديثا صادقا
|
|
عنه ورد معاشر الحساد
|
وقال رضي الله عنه وقد حضرته الوفاة في وصيته لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أوصي بنصر النبي الخير مشهده
|
|
عليا ابني وشيخ القوم عباسا
|
وحمزة الأسد الحامي حقيقته
|
|
وجعفرا ليذودوا دونه الباسا
|
ومن ذلك قوله رحمه الله تعالى :
أبيت بحمد الله ترك محمد
|
|
بمكة أسلمه لشر القبائل
|
وقال لي الأعداء : قاتل عصابة
|
|
أطاعوه ، وابغهم جميع الغوائل
|
__________________
إلى قوله :
أقيم على نصر النبي محمد
|
|
أقاتل عنه بالقنا والذوابل
|
ومنه أيضا قوله يحض النجاشي على نصر
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
:
تعلم مليك الحبش أن محمدا
|
|
نبي كموسى والمسيح بن مريم
|
أتى بهدى مثل الذي أتيا به
|
|
فكل بأمر الله يهدي ويعصم
|
وإنكم تتلونه في كتابكم
|
|
بصدق حديث لا حديث المبرجم
|
وإنك ما تأتيك منا عصابة
|
|
بفضلك إلا عاودوا بالتكرم
|
__________________
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا
|
|
فإن طريق الحق ليس بمظلم
|
وفي هذا الشعر من التوحيد والاسلام ما
لا يمكن دفعه مسلما.
ومن ذلك قوله رضي الله تعالى عنه لجعفر
ابنه وقد أمر بالصلاة مع النبي صلىاللهعليهوآله
: صل ، يا بني ، جناح ابن عمك. فعل ، فلما رأى إجابته له أنشأ يقول :
إن عليا وجعفرا ثقتي
|
|
عند ملم الخطوب والكرب
|
والله لا أخذل النبي ولا
|
|
يخذله من بني ذو حسب
|
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما
|
|
أخي لأمي من دونهم وأبي
|
فهذا القول في خاتمة أمره وفاقا لما سلف
منه في مضي
زمانه وحياته ، وهو محض التصديق حقيقة الإيمان ، وصريح الاسلام ، وإيمانه بالله
تعالى.
__________________
وله من بعد هذا أبيات في المعنى المتقدم
يطول بها التقصاص ، منها قوله في قصيدة ميمية له وقد عدد آيات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
فذلك من أعلامه وبيانه
|
|
وليس نهار واضح كظلام .
|
وقوله في قصيدته الدالية :
فما يرجوا حتى رووا من محمد
|
|
أحاديث تجلو غم كل فؤاد
|
فأما دليل توحيده لله عز وجل فمن كلامه
المشهور ومقاله المعروف أكثر من أن يحصى ، وقد تقدم منه مما كتبناه ، ما سنلحقه
بأمثاله له في معناه ، على سبيل الاختصار إن شاء الله.
فمن ذلك قوله في قصيدة طويلة :
مليك الناس ليس له شريك
|
|
هو الوهاب والمبدي المعيد
|
ومن فوق السماء له ملاك
|
|
ومن تحت السماء له عبيد
|
فأقر لله تعالى بالتوحيد ، وخلع الأنداد
من دونه ، وأنه يعيد بعد الابداء
، وينشئ خلقه نشأة أخرى ، وبهذا المعنى فارق المسلمون أهل الجاهلية وباينهم فيما
كانوا عليه من خلاف التوحيد والملة.
__________________
وله أيضا في قصيدة بائية :
فوالله لولا الله لا شئ غيره
|
|
لأصبحتم لا تملكون لنا شربا
|
وأشباه ذلك ونظائره مما هو موجود في
نظمه ونثره ، وفي وصاياه وسجعه في خطبه وكلامه المدون له في البلاغة والحكمة ، وإيراد
جميعه يطول ، وفيما أثبتناه منه كفاية ، ومن دلائل إيمانه برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كفاية
وبلاغ.
والحمد لله رب العالمين ، وصلواته على
سيدنا محمد وآله الطاهرين.
* * *
تمت الرسالة ، من تأليفات الشيخ المقدم
والإمام المكرم الفقيه المفيد محمد بن محمد بن النعمان رضوان الله تعالى عليه ، وكان
ذلك بعد العصر من يوم الجمعة ، أول أول الربيعين ، سنة ست وثمانين وتسعمائة ، بالمسجد
الجامع الكبير بأصفهان ، بتوفيق الله تعالى.
فهرس المصادر
والمراجع
١ ـ القرآن الكريم :
٢
ـ الاختصاص :
لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) تحقيق الشيخ علي أكبر الغفاري
ـ منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم المقدسة.
٣
ـ الارشاد في معرفة حجج الله على العباد :
لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
الحارثي ، المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) ـ منشورات مكتبة بصيرتي ـ قم المقدسة.
٤
ـ الإصابة في تمييز الصحابة :
لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي ابن
حجر العسقلاني الشافعي (٧٧٣ ـ ٨٥٢ هـ) مطبعة السعادة مصر ـ ١٣٢٣ هـ.
٥
ـ الأمالي :
لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
الحارثي ، المعروف با لشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) ـ منشورات جماعة المدرسين في الحوزة
العلمية ـ قم المقدسة ـ ١٤٠٣ هـ.
٦
ـ الأوائل :
لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل
العسكري (المتوفى بعد سنة ٣٩٥ هـ) ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ الطبعة الأولى
سنة ١٤٠٧ هـ / ١٩٨٧ م.
٧
ـ أوائل المقالات في المذاهب والمختارات :
لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
العكبري. المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) ـ تحقيق الشيخ فضل الله الشهير بشيخ
الاسلام الزنجاني ـ مكتبة الداوري ـ قم المقدسة ـ الطبعة الثانية ـ ١٣٧١ هـ.
٨
ـ البداية والنهاية :
لأبي الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي (ت
٧٧٤ د) ـ حققه مجموعة من الأساتذة ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ الطبعة الرابعة ـ
سنة ١٤٠٨ هـ / ١٩٨٨ م.
٩
ـ تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام / قسم المغازي :
للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان
الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) ـ تحقيق الدكتور عمر عبد السلام تدمري ـ دار الكتاب العربي ـ
بيروت ـ الطبعة الأولى ـ سنة ١٤٠٧ هـ / ١٩٨٧ م.
١٠
ـ تصحيح الاعتقاد بصواب الانتقاد :
لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
العكبري. المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) ـ منشورات الرضي ـ قم المقدسة.
١١
ـ تفسير القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن :
لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري
القرطبي (ت ٦٧١ هـ) ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
١٢
ـ تهذيب تاريخ دمشق الكبير :
لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله
الشافعي ، المعروف بابن عساكر (ت ٥٧١ هـ) ـ هذبه ورتبه الشيخ عبد القادر بدران (ت
١٣٤٦ هـ) ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ الطبعة الثالثة ـ سنة ١٤٠٧ هـ /
١٩٨٧ م.
١٣
ـ الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ، إيمان أبي طالب :
لشمس الدين أبي علي فخار بن معد الموسوي
(ت ٦٣٠ هـ) ـ تحقيق السيد محمد بحر العلوم ـ انتشارات سيد الشهداء ـ قم المقدسة ـ
الطبعة الأولى ـ سنة ١٤١٠ هـ.
١٤
ـ خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب :
للشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي (١٠٣٠
ـ ١٠٩٣ هـ) ـ دار صادر ـ بيروت.
١٥
ـ الخصائص الكبرى :
لجلال الدين عبد الرحمن أبي بكر السيوطي
(ت ٩١١ هـ) ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ الطبعة الأولى ـ سنة ١٤٠٥ هـ / ١٩٨٥ م.
١٦
ـ دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة :
لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (٣٨٤ ـ
٤٥٨ هـ) تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ الطبعة
الأولى ـ سنة ١٤٠٥ هـ / ١٩٨٥ م.
١٧
ـ ديوان شيخ الأباطح أبي طالب :
جمع أبي هفان عبد الله بن أحمد المهزمي
العبدي ـ مكتبة نينوى الحديثة ـ طهران.
١٨
ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة :
للشيخ محمد محسن بن محمد رضا الرازي ،
المعروف بآقا بزرگ الطهراني (١٢٩٣ ـ ١٣٨٩ هـ) دار الأضواء ـ بيروت ـ الطبعة
الثانية ـ سنة ١٤٠٣ هـ / ١٩٨٣ م.
١٩
ـ روضة الواعظين :
للشيخ محمد بن الفتال النيسابوري (ت
٥٠٨) ـ منشورات الرضي ـ قم المقدسة.
٢٠
ـ السنن الكبرى :
لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي
(٣٨٤ ـ ٤٥٨ هـ) ـ دار المعرفة ـ بيروت.
٢١
ـ سيرة ابن إسحاق ، كتاب السير والمغازي :
لمحمد بن إسحاق المطلبي الشهير بابن
السحاق (ت ١٥١ هـ) ـ تحقيق الدكتور سهيل زكار ـ دار الفكر ـ بيروت ـ الطبعة الأولى
ـ سنة ١٣٩٨ هـ / ١٩٧٨ م.
٢٢
ـ سيرة ابن هشام :
لأبي محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب
الحميري (ت ٢١٣ أو ٢١٨ هـ) ـ جماعة من المحققين ـ مطبعة مصطفى البابي الحلبي
وأولاده ـ ممر ـ سنة ١٣٥٥ هـ / ١٩٣٦ م.
٢٣
ـ السيرة النبوية :
للحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت
٧٤٨ هـ) ـ تحقيق حسام الدين القدسي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ الطبعة الأولى ـ
سنة ١٤٠١ هـ / ١٩٨١ م.
٢٤
ـ شرح نهج البلاغة :
لعز الدين أبي حامد بن هبة الله بن محمد
ابن أبي الحديد المدائني المعتزلي (٥٨٦ ـ ٦٥٦ هـ) ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم
ـ دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه ـ مصر ـ الطبعة الأولى ـ سنة
١٣٧٨ هـ / ١٩٥٩ م.
٢٥
ـ الصحاح :
لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري (٣٣٢
ـ ٣٩٣ هـ) ـ تحقيق أحمد عبد الغفور العطار ـ دار العلم للملايين ـ بيروت ـ الطبعة
الرابعة ـ سنة ١٤٠٧ هـ / ١٩٨٧ م.
٢٦
ـ الصحيح :
لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري
(١٩٤ ـ ٢٥٦ هـ) ـ عالم الكتب ـ بيروت ـ الطبعة الخامسة ـ سنة ١٤٠٦ هـ / ١٩٨٦ م.
٢٧
ـ الطبقات الكبرى :
لأبي عبد الله محمد بن سعد بن منيع
البصري الزهري (١٦٨ ـ ٢٣٠ هـ) ـ دار صادر ـ بيروت ـ ١٤٠٥ هـ / ١٩٨٥ م.
٢٨
ـ الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف :
للسيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى
بن جعفر ابن طاووس الحسني الحسيني (٥٨٩ ـ ٦٦٤ هـ) مطبعة الخيام ـ قم المقدسة ـ
١٤٠١ هـ.
٢٩
ـ عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار :
للحافظ يحيى بن الحسن الأسدي الحلي ،
المعروف بابن البطريق (٥٣٣ ـ ٦٠٠ هـ) ـ مؤسسة النشر الاسلامي لجماعة المدرسين ـ قم
المقدسة ـ سنة ١٤٠٧ هـ.
٣٠
ـ الغدير في الكتاب والسنة والأدب :
للشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي
(١٣٢٠ ـ ١٣٩٠ هـ) ـ دار الكتب الإسلامية ـ طهران ـ ١٣٧٢ هـ.
٣١
ـ الفصول المختارة من العيون والمحاسن :
للسيد الشريف أبي القاسم علي بن الحسين
المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ هـ) ـ دار الأضواء ـ بيروت ـ الطبعة الرابعة ـ سنة ١٤٠٥ هـ /
١٩٨٥ م.
٣٢
ـ الكافي :
لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي
(٣٢٨ أو ٣٢٩ هـ) ـ تحقيق علي أكبر الغفاري ـ المكتبة الإسلامية ـ طهران ـ سنة ١٣٨٨
هـ.
٣٣
ـ كنز الفوائد :
للشيخ محمد بن علي بن عثمان الكراجكي
الطرابلسي (ت ٤٤٩ هـ) ـ تحقيق الشيخ عبد الله نعمة ـ دار الأضواء ـ بيروت ـ سنة
١٤٠٥ هـ ١٩٨٥٢ م.
٣٤
ـ لسان العرب :
لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن
منظور الأفريقي المصري (٦٣٠ ـ ٧١١ هـ) ـ نشر أدب الحوزة ـ قم المقدسة ـ ١٤٠٥ هـ.
٣٥
ـ متشابه القرآن ومختلفه :
للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
المازندراني (ت ٥٨٨ هـ) ـ انتشارات بيدار ـ إيران.
٣٦
ـ مجمع البحرين ومطلع النيرين :
للشيخ فخر الدين بن محمد علي الطريحي
(٩٧٩ ـ ١٠٨٧ هـ) ـ المكتبة المرتضوية ـ طهران ـ الطبعة الثانية ـ سنة ١٣٦٥ هـ. ش.
٣٧
ـ المخصص :
لأبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي
اللغوي الأندلسي ، المعروف بابن سيده. (ت ٤٥٨ هـ) ـ دار الآفاق الجديدة ـ بيروت.
٣٨
ـ المستدرك على الصحيحين :
لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم
النيسابوري (٣٢١ ـ ٤٠٥ هـ) ـ طبع حيدر آباد ـ الهند.
٣٩
ـ معجم الأدباء :
لأبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي
الحموي (ت ٦٢٦ هـ) ـ مكتبة عيسى البابي الحلبي وشركاه ـ مصر.
٤٠
ـ النهاية في غريب الحديث :
لمجد الدين أبي السعادات المبارك بن
محمد الجزري ، المعروف بابن الأثير (٥٤٤ ـ ٦٠٦ هـ) ـ تحقيق طاهر أحمد الزاوي
ومحمود محمد الطناحي ـ المكتبة الإسلامية بيروت.
استدراك
حصلنا بعد الفراغ من طبع كتاب (إيمان
أبي طالب) على نسختين مخطوطتين ، فيهما مزيد من الاختلافات والتقديم والتأخير
والزيادات ، آثرنا الإشارة إلى أهم زيادات هاتين النسختين لإتمام الفائدة وهي كما
يلي :
١ ـ ص ٣٦ بعد البيت الثاني :
فارفض من عيني دمع ذارف
|
|
مثل الجمان مفرد الأفراد
|
راعيت فيه قرابة موصولة
|
|
وحفظت فيه فريضة الأجداد
|
وأمرته بالسير بين عمومة
|
|
بيض الوجود مصالت أنجاد
|
ساروا لأبعد طيبة معلومة
|
|
فلقد تباعد طيبة المرتاد
|
٢ ـ ص ٣٧ بعد البيت الثاني :
قوما يهودا قد رأوا ما قد رأى
|
|
ظل الغمام وعن ذي الأكباد
|
ثاروا لقتل محمد فنهاهم
|
|
عنه وأجهد أحسن الإجهاد
|
ومنه أيضا قوله :
منعنا الرسول رسول المليك
|
|
ببيض تلا لا كلمع البروق
|
بضرب يذيب دون النهاب
|
|
حذرا النوادر والخنفقيق
|
أذب وأحمي رسول المليك
|
|
حماية حام عليه شفيق
|
أفبعد هذا شك في إيمان قائل هذا الشعر ،
أم يقدم على إكفار مع ظهور هذا المقال عنه إلا غبي ناقص أو كافر معاند بلا ارتياب!
وله أيضا :
زعمت قريش أن أحمد ساحر
|
|
كذبوا ورب الراقصات إلى الحرم
|
ما زلت أعرفه بصدق حديثه
|
|
وهو الأمير على الحرائر والحرم
|
بهتوه لا سعدوا بقطر بعدها
|
|
ومضت مقالتهم تسير إلى الأمم
|
وله أيضا :
يقولون لي دع نصر من جاء بالهدى
|
|
وغالب لنا غلاب كل مغالب
|
وسلم إلينا أحمدا واكفلن لنا
|
|
بنيا ولا تحفل بقول المعاتب
|
فقلت لهم الله ربي وناصري
|
|
على كل باغ من لؤي بن غالب
|
٣ ـ ص ٣٧ بعد البيت الرابع :
كونوا فدى لكم أمي وما ولدت
|
|
في نصر أحمد دون الناس أتراسا
|
|