وما أحق كتابي بأن أخاطبه بقول وليّ
الدين يكن :
كتابي سر في الأرض واسلك فجاجها
|
|
وخل عباد الله تتلوك ما تتلو
|
فما بك من أكذبوة فأخافها
|
|
ولا بك من جهل فيزري بك الجهل
|
الاهداء
إلى بقيّة الله في أرضه من العترة
الطاهرة ..
إلى من يقيم العدل على ربوع الأرض ..
إلى من يملأ الارض قسطاً وعدلاً بعد أن
مولئت ظلماً وجوراً ..
إلى الحجّة على العباد ..
إلى الإمام المنتظر (عج) ..
أهدي هذا المجهود المتواضع فأرجو قبوله
..
عبدك الراجي عفوك
حسين الراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثالثة
ـ ١ ـ
كلما تزايد تكالب الاستعمار العالمي علي
الأمة الإسلامية لتمزيقها والبتزاز ثراوتها واستعبادها ، وإبعادها عن أهدافها التي
خلقت من أجلها ، تشتدت بها الحاجة للتفكير والتدبر أكثر من أي وقت مضي في أساليب
أعدائها وكيف مرّوا مخططاتهم الأستعمارية في كل المجالات ، حتي أصبح العدو هو
الحكم ، وقوله هو الفصل ، حتي في القضايا الإسلامية. كما اشتدت بها الحاجة لأن تحل
مشاكلها وخلافاتها بروح الأخوة ولغة العلم والتفاهم ؛ ومهما كانت النتائح سلباً أو
إيجاباً ، صحيحة أو خطأً ، فإن الاختلاف في وجهات النظر والآراء أمر طبيعي بين
الأفراد ، بل ولين الفئات في الأمة ، وليس من المترقب التخلي عن وجهات النظر واختلاف
الآراء من الأساس ، وإنما الواجب أن لا تكون سبباً لعدم ارتياح أي طرف أو سبباً
للتباعد والتباغض لا سمح الله. وفي الحقيقة فإن البحث إذا دار علي قواعد وأسس
علمية ، وبدافع من الإخلاص والكشف عن الحقيقة فإنه يؤدي إلي التلاحم والتماسك في
الأمة ، وكلما انتشر الوعي في الأمة ازدادت قوتها وتماسكها وصمودها أمام الأعداء.
ـ ٢ ـ
إن كتاب اللمراجعات للإمام شرف الدين (قدس
سرّه) هو من أشهر الكتب التي بحثت بعض الاختلافات في الأمة الإسلامية بحثاً
موضوعياً علمياً ، وقد وفق هذا الكتاب إلي أبعد حد وأعطي الثمار المرجوة منه ، وهذا
مما يدل علي إخلاص مؤلفه جمع شمل الأمة الإسلامية ، وقدرته العلمية والأدبية. والكتاب
في حد
ذاته يكشف عن نفسه وعن
مؤلفه ، فقد طبع الكتاب منذ سنة ١٣٥٥ هـ ـ ١٩٣٦ م وحتي الان عشرات الطبعات في
لبنان والكويت والعراق ، وترجم إلي الإِنكليزية والفارسية والأوردية ، كما طبع في
إيران وباكستان والهند. وقد صدرت الطبعة الأولي المحققة في بغداد سنة ١٣٩٩ هـ بتكليف
من سماحة الأستاذ آية الله العظمي الشهيد السيد الصدر (قدّس سره) ، والطبعة
الثانية في بيروت سية ١٤٠٢ هـ ـ ١٩٨٢ م.
ـ ٣ ـ
وها نحن نقدم الكتاب للقرّاء الكرام في
طبعته الثالثة المحققة ، التي تميزت عن سابقتيها بحسن الترتيب ومزيد من التنقيح والتصحيح
وإضافة العهارس للآيات والأحاديث والمواضيع. وفي هذه الطبعة وضعت التعاليق والملاحق
في ذيل الصفحات بناءً علي اقتراح من الفقيه المجاهد سماحة الأستاذ آية الله العظمي
الشيخ المنتظري (دام ظله) ؛ وذلك أنه في العام الماضي أهدينا له نسخة من الطبعة
الثانية ، وبعد فترة بشرفنا بزيارته ، وبعد أن مدح الكتاب بصورته المحققة افترح
علينا وضع الملاحق في ذيل الصفحات فتكون الفائدة أتم ، كما تكون مدعاة لراحة
القارئ ؛ ونحن بدورنا استجبنا لاقتراحه ، ونشكره علي توجيهاته ورعايته الأبوبية ،
ونسأل الله سبحانه وتعالي أن يطيل عمره وعمر إمام الأمة الإِمام الخميني حفظه الله
، وأن يمن علي الأمة الإِسلامية بالنصر العاجل.
والحمد لله رب العالمين
حسين الراضي
مقدمة الطبعة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد
الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد صاحب « المنن السابغة والآلاء الوازعة
والرحمة الواسعة والقدرة الجامعة والنعم الجسيمة والمواهب العظيمة والايادي
الجميلة والعطايا الجزيلة (الذي) لا ينعت بتمثيل ولا يمثل بنظير ولا يغلب بظهير
الذي) ... خلق فرزق وألهم فأنطق وابتدع فشرع وعلا فارتفع وقدر فأحسن وصور فأتقن
واحتج فأبلغ وانعم فأسبغ وأعطى فأجزل ومنح فأفضل (الذي) ... سما في العزففات نواظر
الابصار ودنا في اللطف فجاز هواجز الافكار (الذي) ... توحد بالملك فلا ند له في
ملكوت سلطانه وتفرد بالآلاء والكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه (الذي) حارت في
كبرياء هيبته دقائق لطايف الاوهام وانحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الانام
(الذي) ... عنت الوجوه لهيبته وخضعت الرقاب لعظمته ووجلت القلوب من خيفته ».
وصل اللهم على حبيبك وخيرتك من خلقك سيد
المرسلين محمد بن عبد الله (ص) « الدليل إليك في الليل الاليل والماسك من أسبابك
بحبل الشرف الاطول والناصع الحسب في ذروة الكاهل الاعبل والثابت القدم على
زحاليفها في الزمن الاول وعلى آله الاخيار المصطفين الابرار ».
الاسلام والوحدة
وبعد :
فإن الاسلام هو دين التوحيد وتوحيد
الكلمة ورص الصفوف وجمع الشمل ولم الشعث. (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا
تفرقوا)
(ان الله يحب الذين
يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)
فالاسلام
يدعو إلى الاعتصام بمبادئه وتطبيق قوانينه والتمسك بالثقل الثاني الذي خلفه الرسول
(ص) وأحب أن تكون الامة كالبنيان المرصوص المتماسك الاطراف والاجزاء وهذا المثال
الذي ضربه القرآن الكريم لنا بعيد المرمى عميق الغور فان البناء القائم إذا كان
متماسك اللبنات متراص الاجزاء مع بعضه فانه يبقى دهرا طويلا ويمكن الانتفاع منه في
الحر والبرد، كذلك الامة إذا اتحدت وتحابت وجمعت كلمتها فان عزتها وشوكتها تقوى
وتكون لها السيادة والقيادة للبشرية.
في الصحراء القاحلة وكان البرد قارصا
ولا كهرباء ولا وسائل للتدفئة إلا الامور الابتدائية أمر الرسول (ص) أصحابه جميعا
أن ينتشروا في البيداء ليأتوه بأعواد من الحطب المتناثر على المدر والحجر وبعد أن
جمعوه بين يديه واشعل فيه النار قال: بما معناه هكذا تكون الجماعة فلو كان فردا
واحدا لما تمكن من تدفئتنا. نعم كان الرسول (ص) بهذا وغيره يعلم أصحابه أهمية جمع
الكلمة والاتحاد فيما بينهم وهو القائل ان الامة يجب أن تكون في تماسكها وتعاطفها
وتحابها كالجسد الواحد إذا تألم منه عضو سهر له باقي الجسم بالسهر والحمى.
__________________
وبالعكس تماما فيما إذا تفككت الامة
وتناحرت وتنازعت فان الفضل والذل والهوان والخذلان سوف يكون نصيبها وحليفها وقد
حذر الخالق سبحانه من هذه العواقب الوخيمة بقوله تعالى:
(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب
ريحكم)
فقد رتب على
المنازعة والاختلاف الفشل وبعدها تذهب ريحهم وهي كناية عن ذهاب القوة والنصر فان
الله سبحانه يمد الامة بالنصر والتأييد واللطف منه وهذا تكريما منه إليهم عند
اجتماعهم ووحدتهم فإذا اختلفوا وتفرقوا سلب تلك النعمة العظيمة وباتوا على شفى جرف
هار. ويؤكد سبحانه في موارد عديدة على عدم الاختلاف ويحذر من الانشقاق ويضرب أمثلة
على ذلك يقول: (ولا تكونوا من المشركين. من الذين فرقوا دينهم وكانوا
شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)
. ويقول
أيضا: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم
البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)
فكأن الذي
يكون سببا في الخلاف بين الامة بالتالي يكون سببا في محو الدين ومحقه.
ويلات
الامة الاسلامية:
ونحن إذا قمنا بدراسة معمقة للقسم
الاخير من الآيات وقارنا بينها وبين الامة الاسلامية اليوم لرأينا ان ما حذرنا
القرآن منه قد وقع على الامة وانطبق عليها تماما.
فمأساة الامة الاسلامية اليوم لا يمكن
تحملها بحال من الاحوال، فان المصائب والويلات التي تحل بها من استيلاء الاستعمار
الشرقي والغربي عليها واستعبادها ومص دمائها وسلب ثرواتها وهتك مقدساتها وفصلها
__________________
عن دينها ومبادئها
وتراثها ليس ذلك إلا لاجل تفرق المسلمين واختلافهم فيما بينهم حتى تركوا دينهم
وراء ظهورهم وصاروا يلهثون خلف مظاهر الاستعمار الشرقي والغربي وخدعهما وحبائلهما
وصار ما صار فاستولى الاستعمال على المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولى وسلمه إلى
حثالة من الصهاينة الانجاس الارجاس وصاروا يعثون في الارض فسادا يقتلون النسل
ويدمرون الحرث يقتلون الاطفال والنساء والرجال حتى حرقوا بيت المقدس كل ذلك بمسمع
ومرءى من المسلمين والانكى من ذلك كله ان زمرة من عملاء الاستعمال في المنطقة ممن
يتسمون باسم الاسلام نفاقا أخذوا جاهدين في القضاء على الاسلام ومحو مبادئه
واستعباد المسلمين وإذلالهم خدمة لاسيادهم المجرمين وحفاظا على كراسيهم إلى وقت
قصير.
وما هذه الحرب الغادرة التي شنها (صدام
الكافر) عميل الاستعمار والصهيونية على الجمهورية الاسلامية الايرانية إلا كمثال
على ذلك.
فان هذا العميل القذر لما رأى ان
الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق أحكام
القرآن وتنشر راية الاسلام بعد أن حجب نوره قرونا طويلة قام العميل (صدام الكافر)
بالتنسيق مع الاستعمار الغربي والشرقي وعملائها في المنطقة فخططوا للقضاء على هذه
الثورة المباركة فقتل عشرات الآلاف من المسلمين في العراق وإيران وهتك الاعراض
والمقدسات وسلب الاموال إلى آلاف الجرائم في كل يوم. ولكن الحمد لله قد باءت
ظنونهم وبالفشل الذريع والنصر قريب إنشاء الله.
أليس من المؤسف أن يتولى على السلمين
ويحكم في رقابهم (صدام الكافر)؟ الذي أباد الحرث والنسل والله يقول: (ولن يجعل الله
للكافرين
على
المؤمنين سبيلا)
ألم يكن من المؤلم أن يتولى على الشعوب المسلمة أذناب الاستعمار فيحكمون شعوبهم
بالحديد والنار ويأخذون ثروات شعوبهم ويقدمونها هدية سائغة إلى أمريكا وهي بدورها
تقدمها إلى إسرائيل فتفتك بالمسلمين في فلسطين والجنوب اللبناني فتحرق الاطفال
والنساء بقنابلها وصواريخها.
ان الحالة المردئة التي تمر به الامة
الاسلامية انما هو نتيجة الاختلاف والتنازع حتى حصل الفشل الذريع وذهب النصر عنهم
بما قدمت أيديهم.
عصر
الرسالة:
ولو حولنا أنظارنا إلى عصر الرسالة
المحمدية (ص) لرأينا ما يذهلنا كيف تمكنت تلك الثلة؟ القليلة في عددها الكبيرة
والعظيمة في معناها وحقيقتها وأهدافها كيف تمكنت أن تحقق أكبر الانتصارات الرائعة
وفتحت البلدان الكبيرة واستولت على إمبراطورية كسرى وقيصر وكانت في كثير من
الاوقات خصوصا عند أول أمرها كانت بأيد خالية إلا من التماسك وبقلوب فارغة إلا من
الصبر والايمان الراسخ بالعقيدة. فبالعقيدة والوحدة انتصروا وملكوا العالم حتى
أصبحوا سادته.
الثورة
الاسلامية:
ولماذا نذهب إلى ما قبل أربعة عشر قرنا
ـ فربما يقال ان الزمان قد اختلف لاختلاف الوسائل ـ وعندنا المثال الحي الذي نعيشه
في ليلنا ونهارنا وهو ما قام به الشعب المسلم الايراني البطل بقيادة نائب الامام
(ع) إمام المسلمين وناصر المظلومين ومعز المستضعفين وناشر أحكام جده سيد المرسلين
ومكسر أصنام المستعمرين سماحة آية الله العظمى الامام الاكبر المجاهد روح الله
الموسوي الخميني أدام الله ظله على رؤوس المسلمين.
أثبت الشعب الايراني العظيم بالاتكال
على الله سبحانه وتعالى والوحدة والتكاتف وحنكة قائده الفذ، أثبت أن قوة الايمان
لا يمكن أن تقف أمامها أي قوة مادية مهما كانت تلك القوة وان القدرة والقوة لله
وحده وان من يستمد قوته وإيمانه منه فهو المنتصر ومن يتكل على غيره فالفشل
والخسران حليفه. نعم هذا الشعب برهن على أن المسلمين عظماء وأقوياء فيما إذا
إلتزموا بمبادئهم وطبقوا دينهم واتحدوا جميعا وان قدرتهم وقوتهم تفوق جميع القدرات
والقوى ولا تتمكن أي قوة طاغوتية في العالم من الشرق أو الغرب ان تهزمهم.
الشعب الايراني المؤمن توحدت صفوفه
وتحابت قلوبه العامرة بالايمان فاسقط أكبر إمبراطورية في الشرق يدعمها الطغاة
والجبابرة من الاستعمار الشرقي والغربي وعملائهما في المنطقة استمر طغيانها
وجبروتها وظلمها للمستضعفين طوال (٢٥٠٠) سنة.
الشعب الايراني نزل إلى الشوارع بصفوف
متلاحمة من الرجال والنساء والاطفال يهتفون (الله أكبر) ويفتحون صدورهم إلى الرصاص
ويرمون بأنفسهم على الدبابات فحققوا نصرهم على طاغوت زماه الشاه العميل بل انتصروا
على القوى الاستكبارية العالمية وعلى رأسها الامبريالية الامريكية مصاصة دماء
الشعوب وناهبة ثرواتهم ومرغوا أنفها في التراب.
وها هو الشعب الايرني المؤمن بثورته الفتية
الميمونة أقام أول حكومة إسلامية بعد أربعة عشر قرنا من أفولها ورفعوا بذلك الظلم
والعدوان عن الشعب المضطهد وكشفوا للعالم عن ما تعانيه الشعوب المسلمة من ظلم
حكامها لهم وما تعاملهم به. وهذا الشعب البطل في طريقه إلى تحقيق العدل على وجه
الارض ونشر راية الاسلام على ربوع المعمورة.
دعوة
إلى الوحدة:
ولما رأى المسؤولون في الجمهورية
الاسلامية ما للتضامن والوحدة بين الشعوب الاسلامية على اختلاف قومياتها ومذاهبها
وألوانها من أثر بالغ في إعلاء كلمة التوحيد ونشر راية الهدى وتطبيق العدالة
الالهية وتحقيق الاهداف الرسالية النصر المؤزر والتغلب على القوى الاستعمارية
وأذنابه حيث مروا بتجربة دقيقة وعرفوا ما للوحدة من قيمة بالغة ونتائج كبيرة وكانت
الوحدة أحد الاسباب الرئيسية لانتصار الثورة الاسلامية في إيران، فشعورا
بالمسؤولية الشرعية عليهم، أعلن قادة الثورة الاسلامية في إيران بوجوب الوحدة بين
المسلمين ورص صفوفهم والتعاون والتكاتف وجاء هذا النداء المدوي إلى أسماع المسلمين
على لسان آية الله العظمى الشيخ حسين علي المنتظري دامت افاضاته وكان هذا النداء
المدوي له أثره الكبير في استبشار المسلمين ورغبتهم فيه وقد طلعت بوادره بين المسلمين
في توحيد الكلمة ولم شعثهم.
أيها المسلمون سنة وشيعة عربا وعجما
اننا لم نجن من هذه الاختلافات والمنازعات والسباب والقذف والتلامز والتنابز أي
تقدم وأي فائدة لا في ديننا ولا في دنيانا بل نتج الذل والخذلان والاستعباد والفقر
والفاقة حتى سيطر علينا المستكبرون والصهاينة الكافرون لما قاموا بتطبيق قاعدة «
فرق تسد » وقد نجحوا في خطتهم الاستعمارية إلى حد كبير. فاستعبدوا المسلمين ونهبوا
ثرواتهم وهتكوا مقدساتهم واحلوا بهم الدمار.
ان من المؤسف حقا ان يدخل الاستعمار بين
المسلمين ويستغل كلمة السنة والشيعة فيحرك أصابعه الاثيمة لاجل إثارة النعرات
الطائفية ويحاول ان يعرض الحالة بصورة أكثر تشويها وأكثر حساسية فيحقق أهدافه
ورغبته ويتصيد في الماء العكر والمسلمون في غفلة من ذلك.
مع ان نقاط الاجتماع بين المسلمين السنة
والشيعة أكثر جدا وأهم وأكبر من نقاط الاختلاف، فشهادة أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله (ص) اللتان بهما يكون الانسان مسلما وبهما تحقن الدماء والاموال
والاعراض ويحل الطعام والنكاح، هذه الكلمة كفيلة بأن تجمع السنة والشيعة على صعيد
واحد وتحقق لهم أهدافهم فهم داخلون في إطار واحد وهدف واحد فخالقهم واحد وإسلامهم
واحد ونبيهم واحد وقرآنهم واحد وقبلتهم واحدة ويصلون خمس صلوات جميعا ويصومون شهرا
واحدا ويعترفون جميعا: بتوحيد الله ونبوة الرسول الاعظم (ص) والمعاد في يوم
القيامة وغيرها من الركائز والمبادئ الاولية للاسلام فانهم يحافظون عليها ويعملون
بها جميعا. والنصوص الشرعية لكل من الفريقين تؤكد على أنهم جميعا مسلمون ، والامام أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليهالسلام
بالرغم من أنه منع من ممارسة حقه الشرعي فصبر وفي العين قذى وفي الحلق شجى يرى
تراثه نهبا ولكن هذا كله لم يمنعه من إبداء النصح لقادة الحكومة آن ذاك والحفاظ
على وحدة الامة وعلى الاسلام ونشر راية الهدى وإعلاء كلمة التوحيد. كما سوف يأتي
في ثنايا الكتاب.
والاختلاف بين الطئفتين المسلمتين السنة
والشيعة لم يكن أوسع وأكبر وأكثر من الاختلاف بين المذاهب الاربعة أنفسهم بل قد
يحصل التبدل والاختلاف في مذهب واحد كما في مذهب الامام الشافعي بين الفتوى الجديد
والقديم وبين تلامذة الامام أبي حنيفة. وهذه الظاهرة يمكن للباحث أن يتحصل عليها
عندما يراجع الكتب التي تعتني بالفقه المقارن مثل كتاب الفقه على المذاهب الاربعة
للجزيري والفقه على المذاهب الخمسة للشيخ محمد
__________________
جواد مغنية وغيرهما
فكما أن الاختلاف في الآراء والفتوى بين المذاهب الاربعة لم يكن عائقا لتوحيدهم
وربطهم كذلك لا ينبغي أن يكون مجرد الاختلاف في وجهات النظر السياسية والعلمية بين
السنة والشيعة عائقا عن تلاحمهم وتعاونهم وتوحيد كلمتهم ورص صفوفهم أمام عدوهم
المشترك. ولا غرو أن يكون مذهب الشيعة إلى جنب المذاهب الاربعة إن لم يكن في
مقدمتها حيث ان الامام الصادق (ع) سادس أئمة أهل البيت والذي ينتسب إليه الشيعة
ويأخذون أكثر فقههم من طريقه كان أستاذا لابي حنيفة وقد قال في حق استاذه « لولا
السنتان لهلك النعمان » يعني السنتين اللتين تعلمهما عند الامام جعفر بن محمد
الصاد (ع) بالاضافة إلى المميزات التي تكون موجودة عنده دون غيره، كما صرح جملة من
أعلام الامة الاسلامية من أهل السنة وخصوصا من مشايخ الازهر كالشيخ سليم البشري
والشيخ محمود شلتوت على ما سوف يأتي من كلام الاول وفتوى الثاني في أثناء الكتاب.
والمسائل الخلافية التي تدور بينهم لما
يريدوا أن يبحثوها يجب أن تبحث بحثا علميا موضوعيا بعيدة عن المنابزة والاتهامات
والتعصبات بل في جو يسوده الهدوى والاخوة الاسلامية والمحبة الايمانية مهما كانت
نتائج البحث سلبا أو إيجابا وفي صالح أي طرف من الاطراف والواجب أن يشعروا جميعا
أن هدفهم في البحث هو طلب الحق وتقص الحقائق ويكون سببا لوحدتهم وجمع كلتهم على
الحق والهدى بعد أن يكتشفوا الاسباب التي أدت إلى تمزقهم وتفرقهم.
وكتاب المراجعات الذي هو بين أيدينا من
أبرز المصاديق لهذه الحقيقة فقد اجتمع علمان من أعلام الامة الاسلامية السنة
والشيعة وتحسسوا مشاكل الامة الاسلامية فرأوا من أبرزها هو الاختلاف والتباعد بين
الطائفتين
المسلمتين السنة
والشيعة فحددوا الداء ووضعوا له الدواء وصمموا على أن يبحثوا تلك الاسباب وان
يضعوا لها حدا فاصلا.
وبالفعل فقد اجتمع كل من الشيخ سليم
البشري شيخ جامع الازهر في مصر في وقته والامام شرف الدين (قدس) وبحثا المسائل
الخلافية في الامامة والمذهب وبعض المسائل التاريخية بحثاها معا بحثا موضوعيا
مشفوعا بالاحساس بالمسؤولية الشرعية والروح الاخوية بعيدة عن التعصب الطائفي أو
الانحياز الشخصي فخدما بذلك الامة الاسلامية في توحيد كلمتها ورص صفوفها وسدت
فجوات كبيرة كان العدو ينفذ منها.
ونحن في وقت سابق قد قمنا بدعم هذه
الابحاث بتحقيقها والتعليق عليها وإضافة عشرات المصادر لها استجابة لامر أستاذنا
سماحة آية الله العظمى الامام الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر حشره الله مع
أجداده الكرام.
وقد طبع الكتاب الطبعة الاولى باهتمام
سماحة السيد الشهيد (قدس). وان أنسى فلن أنسى تلك العواطف الابوية التي شملني بها
بعد طبع الكتاب ونشره. وهنا أسجل مكرمة له حول الكتاب.
الشهيد
الصدر يشيد بالكتاب:
في كربلاء المقدسة وفي حرم سيد الشهداء
الامام الحسين عليهالسلام
وقرب الرأس الشريف إلى جانب الساعة الكبيرة المقابلة للضريح إلتقيت بسماحته وكان
مشغولا بين الصلاة والزيارة فلثمت أنامله الشريفة وكان لي عدة أيام لم أتشرف
بخدمته وحضور درسه لظروف خاصة.
فتفضل في هذا اللقاء بتقديم التهاني
والتبريكات وأشاد بهذه التعليقة على المراجعات وقال (قدس) إضافة إلى ذلك:
« ان جملة من أهل العل والفضل المختصين
قد أشادوا بخدماتكم الجليلة في التعليقة على الكتاب وقالوا: انها لا تقل أهمية
وجهدا عن أصل الكتاب ».
وأنا بدوري عرضت بخدمته وقلت:
ان الفضل كله يرجع إلى سماحتكم فقد كنتم
السبب فيه. ودار في هذا اللقاء آخر حديث بيني وبينه حيث كان آخر جمعة زار فيها جده
الامام الحسين (ع) وفي ليلة الاربعاء بعدها مباشرة اعتقل وذلك في رجب ١٣٩٩ ه.
وإذا كان آخر لقاء لي معه في الدنيا في
حرم سيد الشهداء (ع) فأرجو من العلي القدير أن يجمعني وإياه مع الامام الحسين (ع)
في الآخرة.
وكم كنت أتمنى أن يعاد طبع هذا الكتاب
مرات ومرات تحت نظره والتزود من توجيهاته وإرشاداته ولكن المستعمر الكافر وعملائه
في المنطقة عرفوا: ان الامام الشهيد الصدر (قدس) هو الشخصية الوحيدة في العراق
التي لها أهلية القيادة للثورة الاسلامية وتحطيم عروش الطواغيت وأرادوا أن لا
تتكرر الثورة الاسلامية الايرانية في العراق. فأقدم عميل الاستعمار صدام الكافر
على إعدامه مع اخته الفاضلة بنت الهدى وظنوا أن يخمدوا بذلك لهيب الثورة الاسلامية
ولكن خابت ظنونهم وطاشت سهامهم. فان دمه الزكي سيبقى شعلة وضائة تنير الطريق
للمجاهدين والعاملين في سبيل الله وإعلاء كلمته ولن يهدأ للامة الاسلامية قرار حتى
تحقق تلك الاهداف العالية وتقيم
حكم الله في العالم
الاسلامي وغيره بعد اسقاط عروش الظالمين وتهاويها إلى غير رجعة.
ونحن إذ نقدم الكتاب في طبعته الثانية
بحلة قشيبة واهتمام كبير من التنقيح والتصحيح. نرجو من العلي القدير أن يمن على
الامة الاسلامية على اختلاف مذاهبها ومشاربها وقومياتها وجنسياتها، أن يمن عليها
بالوحدة والتعاطف والتكاتف ورص صفوفها وتكون كتلة واحدة مجتمعة على الحق والهدى.
اللهم « واختم لي في قضائك خير ما حتمت
واختم لي بالسعادة في من ختمت وأحيني ما أحييتني موفورا وأمتني مسرورا ومغفورا
وتولى أنت نجاتي من مسألة البرزخ وادرأ عني منكرا ونكيرا وارعيني مبشرا وبشيرا
واجعل لي إلى رضوانك وجنانك عيشا قريرا وملكا كبيرا وصل على محمد وآله كثيرا ».
حسين الراضي
مقدمة الطبعة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة
وأتم السلام على أشرف خلقه محمد المصطفى (ص)، وعلى آله عدل القرآن وثقله، سفن
النجاة التي من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك وغرق، الذي جعل محبتهم ومودتهم أجرا
للرسالة، وطهرهم من الرجس والدنس تطهيرا وعلى صحبه المؤمنين والتابعين لهم بإحسان.
وبعد:
فإن كتاب المراجعات لسماحة سيدنا الامام شرف الدين (قدس سره) يعتبر بحق من أهم ما
أنتجه الفكر الاسلامي والامامي في توضيح قضايا الامامة وإثبات وجهتها الحقة بعد
وفاة الرسول الاعظم، وهو في الحقيقة كتاب يدعو لوحدة وجمع الكلمة بين المسلمين
فانه يضع حدا فاصلا لكثير من الخلافات التي كانت سببا في تباعدهم وتباغضهم، فبعد
التفهم لتلك القضايا على أساس البحث العلمي والدقة الموضوعية ينحسر الجهل ويسفر
الصبح ويرجع النصاب إلى أهله.
ثم أن المؤلف (قدس سره) عند طبع الكتاب
لاول مرة سنة ١٣٥٥ هـ قام بالتعليق عليه فخرج أحاديثه على المصادر الموجودة عنده
والتزم تعيين الصفحة والجزء والباب غير أنه لوحظ:
أولا:
أنه قد فاته كثير من المصادر للاحاديث
والآيات في كتب الجمهور فيذكر للحديث أو الآية مصدرا أو مصدرين، وهذا ما وقع في
أكثر أحاديث الثقلين وحديث السفينة، والآيات النازلة في شأن أهل البيت (ع) التي
احتج بها، وهذه الموارد لها الاهمية الكبرى في الاستدلال على قضية الامامة، مع ما
لها من عشرات المصادر.
ثانيا:
أهمل في أكثر الموارد تعيين الطبعة وهذا
ما يشق على المطالع عند المراجعة وتطبيقه على المصدر.
ثالثا:
ان التخريجات التي دأب عليها السيد
(قده) انما تتطابق مع الطبعات القديمة لمصادر الحديث التي كانت متوفرة لديه، وهذه
فعلا صارت نادرة: وإنما توجد في المكتبات العامة وبعض الخاصة. وقد احتلت مكانها
اليوم طبعات اخرى أحدث وأوسع انتشارا فكان لابد من تطبيق التخريجات عليها.
رابعا:
ان بعض الاحاديث أو الحقائق التاريخية
أشار إليها وتركها دون تخريج.
فلهذا،
وغيره صارت الحاجة ماسة إلى تعليقة عليها تسهل على المراجعين تحصيل المصادر
للاحاديث والآيات التي يستدل بها.
وقد تلقى سماحة سيدنا الاستاذ آية الله
العظمى السيد محمد باقر الصدر ـ دام ظله ـ عدة رسائل من القراء يشكون بعض
الملاحظات.
فأحس سماحة السيد الاستاذ بأهمية
التعليق عليها وسد هذا الفراغ، فأناط بي ذلك فامتثلت أمره.
فقمت بالتعليق مستقلا عن الكتاب متلافيا
للملاحظات الآنفة الذكر، فصرت أخرج الاحاديث والآيات على الطبعات الجديدة بما تيسر
لي. أولا.
وثانيا:
أحشد مختلف المصادر للآية أو الحديث التي فاتت المؤلف (قده) مع تعيين الجزء
والصفحة ورقم الحديث ان وجد وتعيين اسم المطبعة بل تعدد الطبعات بما تيسر، وما فاتنا
من المصادر أضعاف ما ذكرناه.
وثالثا:
أضفت جملة من الاحاديث وبعض الحقائق التي لم يشر إليها المؤلف مع ذكر مصادرها،
فيكون ذلك تتمة للمراجعات في مصادرها وأحاديثها.
رابعا:
قمت بإثبات ودعم القضايا التي ذكرها المؤلف من دون الاشارة إلى مصادرها. ثم وضعت
رقملا متسلسلا من أول المراجعات إلى آخرها ويقابله رقم متسلسل في (تتمة المراجعات)
فعند المراجعة إلى عين الرقم يحصل على المصادر.
هذا وأسأل المولى سبحانه وتعالى أن يكون
خالصا لوجهه وان ينفعنا به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم،
والحمد لله رب العالمين.
حسين الراضي
__________________
تنبيه:
ج = المجلد
ح = حديث
ص = صفحة
ط = طبع. ط ٢ =
الطبعة الثانية.
ـ = إلى مثلا ١٦ ـ ١٩
أي من صفحة ١٦ إلى صفحة ١٩.
المصدر الذي لم نذكر اسم المطبعة له في
أثناء الكتاب أثبتناه في آخر الكتاب في الفهرست وذلك لاجل تكرره كثيرا.
هذا وقد تم وضع أرقام متسلسلة للتخريجات
بكاملها.
كما أضيفت
تعليقات جديدة أشير إليها في مواضعها بنجمة (*).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين *
اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
حياة المؤلف
بقلم آية الله علم الهدى
سماحة الشيخ مرتضى آل ياسين
لست ببالغ من تعريفك ـ أيها القارئ
الكريم ـ بالسيد المؤلف مبلغ تعريف هذا الكتاب به ، وحسبك منه ـ وانت تقرؤه في هذا
الكتاب ـ أن تعرف به بطلا من ابطال العلم ، وفارسا من فرسان البيان ، تأتيه حين
تأتيه مالكا لامرك ، مسيطرا على نفسك ، فاذا استقر بك المقام عنده ، لم تتمالك دون
أن تضع قيادك بين يديه ، فاذا هو يتملك زمام أمرك ، ويدخل إلى قرارة نفسك ، فيسيطر
عليك بطبيعة قوته وأدبه وعلمه.
وأنت لا تخشى مغبة العاقبة من هذه
السيطرة فإنها سيطرة مضمونة الخير ، مأمونة الشر ، بعيدة عن الكيد والمكروه ، بعد
الصحة عن الفساد ، وكن واثقا أكبر الثقة ـ حين يأخذك بيانه وبرهانه ـ أنه إنما يرد
بك مناهل مترعة الضفاف ، بنمير ذي سلسبيل ، كلما كرعت من فراته جرعة ، تحلبت شفتاك
لجرعات تحسب أن ليس لظمئك راويا غيرها.
هذا بعض ما يعرفك به الكتاب عن مؤلفه ،
أفتراني أبلغ من تعريفك به أبعد مما يعرفك هو بنفسه؟ كلا فإن للسيد عبدالحسين في
الحياة مناحي وميادين لا أراني موفيا عليها ، وانا في هذا السبيل الضيق القصير ،
ويوشك أن
__________________
يكون الامر يسيرا لو
أن المترجم له غير هذا الرجل ، ويهون الامر لو كان من هؤلاء الرجال المحدودة
حياتهم وأعمالهم ، أما رجل كهذا الرجل الرحب العريض ، فمن الصعب جدا أن يتحمل كاتب
عبء الحديث عنه ، والتوفر عليه ، لانه يشعر حين يقف اليه أنه يقف إلى جبل ينبض
بألوان من الحياة ، متدفقة من كل نواحيه وجوانبه ، فلا يكاد يرد كل لون إلى مصدره
إلا ببحث عليه مسؤوليات من المنطق والعلم ، قد ينوء بها عاتق المؤرخ الامين.
ويكفيك من تعريفه ـ على سبيل الاجمال ـ ما
يعرفك به الكتاب من فنه وعلمه ، وكنا نود لو يتاح لنا ان نقف وقفة خاصة لهذه
الناحية الفنية المتعبة ، ولا سيما ونحن منه في سبيل العلم والفن اللذين اجتمعا
للمؤلف فصاغا هذا الكتاب متساندين صياغة قدرة وابتداع ، قل أن نجد لها ندا في
مقدور زملائه من الاعلام (أمد الله في حياة أحيائهم).
ولكن إحكام الكتاب على هذا النحو من قوة
العارضة في الادب ، وبعد النظر في البحث ، وسلامة الذوق في الفن وحسن التيسير في
ايضاح المشاكل ، وتحليل المسائل ، أطلق له لسانا من البيان الساحر اغنانا عن الاخذ
بالاعناق إلى مواضع جماله ، فكل بحث فيه لسان مبين عن سره، يناديك حين تغفل عنه ،
ويدعوك بصوته حين تمر به سهوان ، ولا تقدر لنفسك أن تتملاه أو تعجب به.
وكتاب فيه هذه الحياة لا ينفك عن صاحبه
بحال ، ولا تحسب ان للكتب حياة خاصة مستقلة ، فليست حياة الكتب غير حياة المؤلفين
والكتاب نفسها ، فاذا سمعت نبأة ، وأدركت حسا في كتاب ، فانما تسمع جرس الكاتب ،
وتحس حسه عينه.
وبعد فسأتركك عند هذا القدر من المعرفة
بهذا الامام ، ولك أن تكتفي
به ، ولك أن لا
تكتفي منه، فبحسبي ان أشعرك بطرف مما عرفت منه ، وانا انغمس في هذه ـ المراجعات ـ.
وبحسبك مني أن ترى منزلته من نفسي : كعالم يضم إلى علمه فنا من الادب منقطع النظير
، ولك أن تثق بي حين تعتبرني دليلا ، امينا سليم الاختيار بترجمة هذه الذخيرة ،
وضمها إلى مؤثلات لغتنا الحية.
مولده
ونشأته :
على اني لا أرى لك ان تقتصر من معرفته
على هذا المقدار ، كما لا أرى لك ان تجتزئ بطائر اسمه ، وسعة شهرته في العالم
الاسلامي ، وانما أرى ان تتجاوز ذلك إلى الاحاطة بشيء من حياته ؛ وبشيء من ظروفه
التي قدرت له هذه الحياة.
ولد السيد عبدالحسين شرف الدين ـ أورف
الله ظله ـ في الكاظمية سنة ١٢٩٠ هـ ـ. من أبوين كريمين تربط بينهما أواصر القربى
، ويوحد نسبهما كرم العرق ، فابوه الشريف يوسف بن الشريف جواد بن الشريف اسماعيل ،
وامه البرة (الزهراء) بنت السيد هادي بن السيد محمد علي ، منتهيين بنسب قصير إلى
شرف الدين أحد أعلام هذه الاسرة الكريمة.
ثم درج في بيت مهدت له اسباب الزعامة
العلمية ؛ ورفعت دعائمه على أعلام لهم في دنيا الاسلام ، ذكر محمود ، وفضل مشهود ،
وخدمات مشكورة ، فكانت طبيعة الارث الاثيل ، تحفزه للنهوض من جهة اخرى ، وتربيته
الصالحة ـ كانت قبل ذلك ـ تصوغه على خير مثال يصاغ عليه الناشئ الموهوب ، فهو أنى
التفت من نواحي منشئه الكريم ، استقى النشاط والتوفر على ما بين يديه من حياة :
مؤملة لخيره ولخير من وراءه من الناس.
ثم شبل في هذا البيت الرفيع ؛ يرتع في
رياض العلم والاخلاق ، ويتوقل في معارج الكرامة ، فلما بلغ مبلغ الشباب الغض
اصطلحت عليه عوامل الخير ، وجعلت منه صورة للفضيلة ، ثم كان لهذه الصورة التي
انتزعها من بيته وبيئته وتربيته أثر واضح في نشأته العلمية ، ثم في مكانته الدينية
بعدئذ. فلم يكد يخطو الخطوة الاولى في حياته العلمية حتى دلت عليه كفايته ، فعكف
عليه طلابه وتلامذته ، وكان له في منتديات العلم في سامراء والنجف الاشرف صوت يدوي
، وشخص يومأ اليه بالبنان.
ومنذ ذلك اليوم بدأ يلتمح نجمه في
الاوساط العلمية ، ويتسع اشراقه كلما توسع هو في دراسته ، وتقدم في مراحله حتى
ارتاضت له الحياة العلمية ، على يد الفحول من اقطاب العلم في النجف الاشرف وسامراء
، كالطباطبائي ، والخراساني ، وفتح الله الاصفهاني ، والشيخ محمد طه نجف ، والشيخ
حسن الكربلائي ، وغيرهم من اعلام الدين وأئمة العلم.
ولما استوفى حظه العلمي من الثقافة
الاسلامية العالية ، كان هو قد صاغ لنفسه ذوقا عاليا ، ساعدته على انشائه ملكاته
القوية ، وسليقته المطبوعة على حسن الاداء ، وتخير الالفاظ ، وقوة البيان ، وذرابة
اللسان ، وسعة الذهن ، فكان بتوفيقه بين العلم والفن ممتازا في المدرسة ، مضافا
إلى ما كان له من الميزة الفطرية في ناحيتي الفكر والعقل.
على انه لم يكتف من مدرسته بتلقي الدروس
واكتناز المعارف فقط ، بل استفاد من ملابسات الحياة العامة التي كانت تزدحم على
ابواب المراجع من اساتذته ، وانتفع من الاحداث المؤتلفة ، والحوادث المختلفة التي
كانت تولدها ظروف تلك الحياة ، فكان يضع لما اختلف منها ، ولما ائتلف حسابا ،
ويستخرج منه نفعا
ويقدر له قيمة ، وينظر اليه نظرة اعتبار ، ليجمع بين العلم والعمل ، وبين النظريات
والتطبيق.
اذن فقد كانت مدرسته ـ بالقياس اليه ـ مدرستين
: يعاني في إحداهما المسائل العلمية ، ويعاني في الثانية المسائل الاجتماعية ، ثم
تتزاوج في نفسه آثار هذه وآثار تلك مصطلحة على انتاج بطولته.
في
عاملة :
وحين استعلن نضجه ، ولمع فضله في دورات
البحث ومجالس المذاكرة والتحصيل ؛ عاد في الثانية والثلاثين من عمره ـ إلى جبل
عامل ـ جنوب لبنان ، موقورا مشهورا مملوء الحقائب ، ريان النفس ، وريق العود ، ندي
اللسان ، مشبوب الفكر ، وكان يوم وصوله يوما مشهودا ، قذفت فيه عاملة بابنائها
لتستهل مقدمه مشرقا في ذراها واجوائها ، واستقبلته مواكب العلماء والزعماء والعامة
، إلى حدود الجبل من طريق الشام في مباهج كمباهج العيد.
ولم تكن عاملة ـ وهي منبت اسرته ـ مغالية
أو مبالغة بمظاهر الحفاوة به ، أو بتعليق أكبر الآمال عليه ، فانها علمت ـ ولما
يمض عليه فيها غير زمن يسير ـ أنه زعيمها الذي ترجوه لدينها ودنياها معا ، فتنيط
به الامل عن « عين » بعد ان اناطته به عن « اذن » ، وتتعلق به عن خبرة ، بعدما
تعلقت به عن سماع ، وتعرف به الرجل الذي يضيف عيانه إلى اخباره ، أمورا لم تدخل في
الظن عند الخبر.
اصلاحه
:
وابتدأت في عاملة حياة جديدة ، شأنها
الشدة في الدين ، واللين في
الاخلاق ، والقوة في
الحق ، والهوادة مع الضعفاء ، والامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والتطامن لاهل
الدين ، والتواضع للعلماء ، وكانت يومئذ اقطاعيات منكرة ، لا تملك العامة معها من
امر نفسها شيئا ، ولا تفهم من الحياة في ظلها غير معناها المرادف للرق والعبودية ،
أو لا يفسح لها ان تفهم غير ذلك من حياتها الهينة المسخرة للاقوياء من جبابرة الناس
وطواغيتهم ، فلما استقر به المقام في عاملة ، لم يستطع اقرار هذا النظام الجائح
المستبد بحقوق الجماعة ، ولم يجد من نفسه ، ولا من ايمانه ، ولا من بره ، مساغا
للصبر على الاقطاعية هذه ، وإن ظاهرها الاقوياء ، والمتزعمون، والمستعمرون ، وكل
من يتحلب ضرعها المادي الحلوب ، لذلك ثار بها وبهم ، وأنكر عليها وعليهم ، واستغلظ
الشر بينه وبينهم ، فجمعوا له وأجلبوا عليه ، وسعوا فيه ، وكان كل سعيهم بورا.
اثر
بلاغته :
وكان لمنابره
البليغة ، ولاساليب ارشاداته البارعة ، اكبر الاثر في تحقيق اصلاحه المنشود ، ولا
غرو فان للسيد المؤلف مقاما خطابيا يغبطه عليه خطباء العرب ، ويعتز به الدين
والعلم والادب.
وخطابته ككتابته تستمد معانيها وقوتها
وغزارتها من ثقافته كلها ، وترتضع في الموضوع الخاص اثداء شتى من معلوماته الواسعة
، فاذا قرأته أو سمعته رأيت مصادر ثقافته كلها منهلة متفتحة الافواه كشرايين الثدي
وعروقه ، ترفده من كل موضع وعاه في حياته ما ينسجم وموضوعه الذي هو بسبيله ، وعلى
ذوقه الممتاز ان يضع اطراف ما يتدفق اليه في هيكل الموضوع الذي بين يديه ، ويركزه
في مكانه ، حتى اذا انتهى انهى اذن بحثا نافعا كله غذاء ومتاع.
واعظم به ـ إلى جانب هذه البلاغة ـ متخيرا
لآلئ معانيه ، وازياء افكاره
يقدرها تقديرا ،
ويرصفها رصفا ، ويبعث فيها حياة تنبضها بما يريد لها من دلالة في مفهوم أو من
منطوق باوصافه ، واضافاته ، وبكل تآليفه المنسوقة المنسجمة.
ثم اعظم به محدثا اذا تشاجن الحديث
وتشقق وانساب على سفينة ، يمخر العباب ، فهناك النكتة البارعة ، والطرفة اللامعة ،
والنادرة الحلوة ، والخبر النافع.
من هذا وذاك علقت به النفوس ؛ واجتمع
عليه الرأي ، فقاد للخير وابتغى المصلحة. وتكاملت له زعامة عامة ، يحل منها في
شغاف الافئدة والقلوب ، ولم تكن هذه الزعامة مرتجلة مفاجئة ، بل كانت عروقها واشجة
الاصول ، عميقة الجذور ، تتصل بالاعلام من آبائه ، والغر من اعمامه واخواله ، ثم
صرفت هذا الميراث الضخم يده البانية ، فأعلت اركانه ومدت شطآنه وخلجانه.
بيته
:
فبيته في ذرى عاملة ، مطنب مضروب ،
للقرى والضيفان ، تزدحم فيه الوفود ، وتهدى اليه الحشود اثر الحشود ، ويصدر عنه
الكروب بالرفد المحمود ، وهو قائم في تيار الموجتين المتعاكستين بالورد والصدر ،
هشاشا طلق المحيا لا يشغله تشييع الصادر ، عن استقبال الوارد ، ولا يلهيه حق
القائم عن حقوق القاعد ، ولكنه يجمع الحقوق جميعا ويوفق بينها ، فيوزعها عادلة
متناسبة.
ولاريحيته الكريمة جوانب انفع من هذا
الجانب ، وابعد اثر ، فهو مفزع يأوي اليه المحتاجون والمكروبون ، وملجأ يلوذون به
في الملمات يستدفعون
به المكاره ، حين
تضيق بها صدور الناس، وتشتد بهم آلامها ، فاذا طفت بيته ، رأيت ألوان الغايات ،
تدفع بألوان من المحتاجين اليه ، المعولين عليه في مختلف احوالهم ، وأوضاعهم
الخاصة والعامة ، مما يتصل بدينهم أو دنياهم ، وتراه قائما بين هؤلاء وهؤلاء ،
يجودهم بنفحاته العلوية ، ويغدق عليهم من اريحيته الهاشمية ؛ ويبذل لهم من روحه
وراحته ما يملأ به نفوسهم مرحا وسرورا ، ثم لا يسألهم على ذلك جزاء ولا شكورا.
وها هو لا يزال ، مد الله في حياته ،
يملي على تاريخه من احداثه الجسام ، ومآتيه الغر في خدمة الله والمؤمنين والوطنية
الصحيحة ، ما تضيق عنه هذه العجالة.
خدماته
أما خدماته المناضلة ضد الاستعمار
الاجنبي فحدث عنها ولا حرج ولا يتسع مجالنا هذا لتفصيل القول في ذلك النضال ، ولكن
بوسعي ان اقول لك بكلمة مجملة : إن خدماته العظيمة في العهد التركي ، ثم في العهد
الفرنسي ، ثم في ايام الاستقلال ، كانت امتدادا لحركات التحرير ، وارتقاء بها نحو
كل ما يحقق العدل ويوطد الامن ، وينعش الكافة على أن السلطات في العهود كلها لم
تأل جهدا في مقاومته ، ومناوأة مشاريعه بما تقاوم به السلطات الجائرة من الدس
والاضطهاد وقتل المصالح ، ولعل المحن التي كابدها هذا الامام الجليل في سبيل إسعاد
قومه ، لم يكابد نارها إلا أفذاذ من زعماء العرب وقادتهم ، ممن ابلوا بلاءه
وعانوا عناءه.
وناهيك بما فاجأته به سلطة الاحتلال
الفرنسي حين ضاقت به ذرعا ، إذ أوعزت إلى بعض جفاتها الغلاظ باغتياله. واقتحم ابن
الحلاج عليه الدار في غرة ، وهو بين اهله وعياله ، دون ان يكون لديه احد من اعوانه
ورجاله ، ولكن
الله سبحانه وتعالى
اراد له غير ما ارادوا ، فكف ايديهم عنه ، ثم تراجعوا عنه صاغرين يتعثرون باذيال
الفشل والهوان ، وما يكاد يذيع نبأ هذه المباغتة الغادرة في عاملة ، حتى خفت
جماهيرهم إلى صور ، تزحف اليها من كل صوب وحدب ، لتأتمر مع سيدها فيما يجب اتخاذه
من التدابير ازاء هذا الحدث ، غير ان السيد صرفهم بعد ان شكرهم ، واجزل شكرهم ،
وارتأى لهم ان يمروا بالحادث كراما.
ثم تلا هذا الحادث احداث واحداث اتسع
فيها الخرق ، وانفجرت فيها شقة الخلاف ، حتى ادت إلى تشريد السيد باهله ومن اليه
من زعماء عاملة إلى دمشق ، وقد وصل اليها برغم الجيش الفرنسي الذي كان يرصد عليه
الطريق ، إذ كانت السلطة الغاشمة تتعقبه بقوة من قواتها المسلحة لتحول بينه وبين
الوصول إلى دمشق ، وحين يئست من القبض عليه ، عادت فسلطت النار على داره في (شحور)
فتركتها هشيما تذوره الرياح ، ثم احتلت داره الكبرى الواقعة في (صور) بعد ان
أباحتها للايدي الاثيمة ، تعيث بها سلبا ونهبا ، حتى لم تترك فيها غاليا ولا رخيصا
، وكان أوجع ما في هذه النكبة تحريقهم مكتبة السيد بكل ما فيها من نفائس الكتب
واعلاقها ، ومنها تسعة عشر مؤلفا من مؤلفاته ، كانت لا تزال خطية إلى ذلك التاريخ.
في
دمشق :
وظل في دمشق تجيش نفسه بالعظائم وتحيط
به المكرمات ، في ابهة من نفسه ، ومن جهاده ، ومن ايمانه ، وكان في دمشق يومئذ
مداولات ملكية ، واجتماعات سياسية ، وحفلات وطنية ، تتبعها اتصالات بطبقات مختلفة
من الحكومة والشعب ، كان السيد في جميعها زعيما من زعماء الفكر ، وقائدا من قادة
الرأي ، ومعقدا من معاقد الامل في النجاح.
وله في هذه الميادين مواقف مذكورة ،
وخطابات محفوظة ، سجلها له التاريخ بكثير من الفخر والاعجاب.
ولم يكن بد من اصطدام العرب بجيش
الاحتلال ، فقد كانت الاسباب كلها مهيأة لهذا الاصطدام ؛ حتى اذا التقى الجمعان في
« ميسلون » واشتبكا في حرب لم يطل امدها ، ودارت الدائرة على العرب لاسباب نعرض
عنها.
غادر السيد دمشق إلى فلسطين ومنها إلى
مصر بنفر من اهله ، بعد أن وزع اسرته في فلسطين بين الشام ؛ وبين انحاء من جبل
عامل ، في مأساة تضيف أدلة إلى الادلة على لؤم ، فقد ظل ثقل من أهله الذين ذهبوا
إلى « عاملة » ليالي وأياما لا يجدون بلغة من العيش يحشون بها معد صغارهم الفارغة
، على أنهم يبذلون من المال اضعاف القيمة ، ويبسطون أكفهم بسخاء نادر ، وأخيرا لم
يجدوا حلا بغير توزيع قافلتهم في الاطراف المتباعدة ، بين من بقي من اوليائهم
واصدقائهم على شيء من الوفاء أو الشجاعة.
في
مصر :
حين وصل مصر احتفلت به ، وعرفته بالرغم
من تنكره وراء كوفية وعقال ، في طراز من الهندام على نسق المألوف من الملابس
الصحراوية اليوم ؛ وكانت له مواقف في مصر وجهت اليه نظر الخاصة من شيوخ العلم ،
واقطاب الادب ، ورجال السياسة ، على نحو ما تقتضيه شخصيته الكريمة.
ولم يكن هذا اول عهده بمصر فقد عرفته
مصر قبل ذلك بثمان سنين ، حين زارها في اواخر سنة تسع وعشرين ، ودخلت عليه فيها
سنة ثلاثين وثلاثمائة والف هجرية ، في رحلة علمية جمعته باهل البحث ، وجمعت به
قادة الرأي من علماء مصر ، وعقدت فيها بينه وبين شيخ الازهر يومئذ ـ الشيخ
سليم البشري ـ اجتماعات
متوالية تجاذبا فيها اطراف الحديث وتداولا جوانب النظر في امهات المسائل الكلامية
والاصولية ، ثم كان من نتاج تلك الاجتماعات الكريمة هذه (المراجعات) التي نحن
بصددها.
في
فلسطين :
وحدثت ظروف دعته إلى أن يكون قريبا من
عاملة ، فغادر مصر في اواخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة والف هجرية إلى قرية من
فلسطين تسمى (علما) تقع على حدود جبل عامل ، وفي هذه القرية هوى اليه اهله وعشيرته
، ولحق به اولياؤه المشردون في هذا الجهاد الديني الوطني ، فكانوا حوله في القرى
المجاورة. وكان في (علما) كما يكون في جبل عامل من غير فرق كأنه غير مبعد عن داره
وبلده ، يتوافد اليه الناس من قريب ومن بعيد ، ولا يكاد يخلو منزله من أفواج الناس
، فيهم الضيوف ، وفيهم طلاب الحاجات ، وفيهم رواد القضاء ، والفقه ، وفيهم من
تستدعه الحياة السياسية أن يعرف ما عند السيد من وجه الرأي.
وانسلخت شهور في (علما) تصرفت فيها
الامور تصرفا يرضي السيد بعض الرضا ، وأبيح للسيد ان يعود إلى عاملة بعد مفاوضات
ادت إلى العفو عن المجاهدين عفوا عاما ، والى وعد من السلطة بانصاف جبل عامل ،
وانهاضه ، واعطائه حقوقه كاملة.
العودة
:
وحين اطمأنت نفسه بما وعدته به السلطة ،
عاد إلى جبل عامل ، ولم تسمح نفسه بأن يعود والمجاهدون مبعدون ، لذلك جعل بيروت
طريق عودته ـ وطريقه بعيدة عنها ـ ليستنجز العفو العام عن المجاهدين ، وكذلك
كان ، فانه لم يخرج
من بيروت حتى كان المجاهدون في حل من الرجوع إلى وطنهم واهليهم.
ولعل جبل عامل لم يشهد يوما ابهج ولا
احشد من يوم عودته ، ولعله لن يشهد يوما كهذا اليوم ، يحشر فيه الجبل من جبله
وساحله ، في بحر من الناس يموج بعضه فوق بعض ، وتطفوا فوقه الاعلام رفافة بالبشر ،
منحنية بالتحية ، والهتاف ، مجلجلة كجلجة الرعد في اذن الجوزاء.
ويبدأ من ذلك اليوم موسم للشعر ، تفتقت
فيه القرائح العاملية عن ذخائر ممتعة من الادب العالي ، وتفتحت سلائقهم عن اصدق
العواطف ، واسمى المشاعر تنبض بها قوافيهم تهز المحافل في إبداع وتجويد ، صباح ،
مساء ، ولقد امتد هذا الموسم الادبي زمنا طويلا اجتمع في ايامه ولياليه ضخم القيمة
، ضخم الحجم ، يمكن اعتباره مصدرا لتاريخ الفكر والسياسة في جبل عامل خلال هذه
الفترة.
منزلته في العالم الاسلامي :
ترتسم على كل افق من آفاق هذا العالم
الاسلامي ، اسماء معدودة لرجال معدودين ، امتازوا بمواهب وعبقريات ، رفعتهم إلى
الاوج الاعلى من آفاقهم ، فاذا اسماؤهم كالنجوم اللامعة تتلألأ في كبد السماء.
أما الذين ترتسم اسماؤهم في كل افق من
تلك الآفاق ، فقليل ، وقليل هم ، وليسوا إلا اولئك الذين علت بهم الطبيعة ، فكان
لهم من نبوغهم النادر ما يجعلهم افذاذاً في دنيا الإسلام كلها ، ومن هؤلاء الافذاذ
سيدنا المؤلف « اطال الله عمره » فقد شاءت الإرادة العليا أن تبارك علمه وقلمه ،
فتخرج منهما للناس نتاجا من افضل النتاج ، وقد لا أكون مبالغا حين استبيح لقلمي
ان يسجل : أن السيد
المؤلف يتقدم بما انتج إلى الطليعة من علماء الشيعة الذين كرسوا حياتهم طوال
اعمارهم لخدمة الدين والمذهب. وبهذا استحق ان يتصدر مجلس الخاصة في العالم
الاسلامي اليوم.
حياته العلمية :
وقد يلوح مما قدمنا أن المشاكل
الاجتماعية المتراكمة من حوله ، تصرفه عن النظر في حياته العلمية ، وتزحزحه عن
عمله الفني. والواقع ان رجلا يمنى بما مني به « سيدنا » ينصرف عادة عما خلق له من
علم وتأليف ، فإن ما يحيط به من المشكلات يضيق بالنظر في امر المكتبة ، والكتابة ،
لولا بركة وقته ، وسعة نفسه ، وقدرة ذهنه.
فهو ـ على حين انه يوفي حق تلك المشكلات
الشاغلة ـ يوفي حق علمه فيبلغ من المكتبة نصيب الذي تحتاجه حياته العلمية ، وهو
منذ ترك النجف الاشرف على اتصال مستمر بالبحث والمطالعة والكتابة والمناظرة. يخلو
كل يوم في فتراته إلى مكتبته يستريح إلى ما فيها من موضوعات ، وينسى من وراءها من
حياة مرهقة لاغبة.
مؤلفاته
وليس أدل على هذا من انتاجه ، هذا
الانتاج الغزير الثري النبيل. وإن مؤلفاته لتشهد بأنه من الحياة العلمية ؛ كمن
ينصرف اليها ، ولا يشغل بغيرها ، وأدل ما يدل منها على ذلك ، كيفية مؤلفاته لا
كميتها ؛ فهي وإن كانت كثيرة حتى بالقياس إلى رجل يتفرغ اليها ، فإنها من الاصالة،
والعمق ، والاستيعاب ، حيث لا تدل على ان مؤلفها رجل يمتحنه الناس بتلك المشاغل ،
ويبتلونه بما عندهم من مشاكل ، فهي بما فيها من قوة ، ومتانة ،
وغور ، ونحت وتفكير
، أدل على اتصاله الدائم بحياته العلمية من جهة ، وادل على فضله وخصوبة سليقته ،
من جهة اخرى.
بهذا الميزان يرجح علم الرجل وفضله ، ثم
يرجح به امتياز ما كتب ، وهو امتياز قليل النظير ، فإن المؤلفين المكثرين ، كثيرا
ما تظهر عليهم السطحية ، ويميز كتبهم الحشو ، أما المؤلف فليس فيما قرأنا من
مؤلفاته مبتذل سطحي ، ولا رخيص سوقي ، بل كل ما كتب انيق رقيق ، رفيع عميق ، يجمع
بين سمو الفكر وترف اللفظ ، وهو ما أشرنا اليه في صدر كلامنا من كونه حريصا على
المزاوجة بين علمه وفنه ، فاذا قرأت فصلا علميا خالصا خلت ـ لقوة اسلوبه ونصاعته ـ
أنك تقرأ فصلا ادبيا يروعك جماله المستجمع لكل العناصر الادبية.
على أنا حين نتجاوز هذه النقطة ،
فمؤلفاته كثيرة من حيث الكمية أيضا ، وهذا يضاعف القيمة. إنه يدل على ملكة خصبة
اصيلة لا يؤخرها أشد العوائق عن الاتقان ، وانها لتثبت له بطولة فكر ، واليك ثبتا
بآثار هذه البطولة.
لآلئه
المنضودة :
١ ـ المراجعات هذا نموذج صادق لما كتب ،
ولا اريد ان احدثك عنه فان لسانه أبين من حديثي وانطق.طبع في مطبعة العرفان بصيداء
سنة ١٣٥٥ ونفدت نسخه ، وترجم إلى اللغة الفارسية ، وبلغني انه ترجم إلى اللغة
الانكليزية ، ترجمه السيد زيد الهندي. وانه ترجم إلى اللغة الاوردية ايضا.
٢ ـ الفصول المهمة في تأليف الامة :
كتاب من أجل الكتب الاسلامية ، يبحث مسائل الخلاف بين السنة والشيعة على ضوء (الكلام)
والعقل والاستنتاج والتحليل. تم تأليفه سنة ١٣٢٧ هـ ـ ، وطبع مرتين بصيداء ـ جبل
عامل ـ زاد فيه بالطبعة الثانية سنة ١٣٤٧ هـ ـ ، والفصول المهمة يغنيك عن
مكتبة كاملة في
موضوعه. يقع في ١٩٢ صفحة قطع النصف.
٣ ـ اجوبة مسائل موسى جار الله : كتاب
على صغر حجمه ، عظيم الاحاطة واسع المعلومات ، وهو كما يدل عليه اسمه ، أجوبة عن
عشرين مسألة سأل بها موسى جار الله علماء الشيعة ، وهو يظن ان فيها شيئا من
الاحراج ، كتكفير الشيعة ، لبعض الصحابة ، ولعنهم ، وكنسبة القول بتحريف القرآن
للشيعة ، ونسبة تحريم الجهاد اليهم أيضا ، وكمسائل البداء والمتعة والبراءة
والعول وما إلى ذلك ، فكانت أجوبة من أشدّ ما يكون ، تستقي من العلم والتوفر ،
وتقوم على البرهان والمنطق فلا تترك أثرا للشك ، ولها مقدمة في الدعوة إلى الوحدة
، وخاتمة في جهل السائل بكتب الشيعة ، وفي بعض ما في كتب السنة من أخلاط.يقع في
١٥٢ صفحة من القطع الصغير ، طبع في مطبعة العرفان بصيداء سنة ١٣٥٥ هـ ـ ١٩٣٦ م.
٤ ـ الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء ،
تقع في ٤٠ صفحة من قطع النصف طبعت مع الفصول المهمة في الطبعة الثانية ، وهي من
اعمق الدراسات واصحها منهجا واستنتاجا وأدلها على تدفق القلم : الينبوع.
٥ ـ المجالس الفاخرة في مآتم العترة
الطاهرة : طبع منها المقدمة وتقع في اثنين وسبعين صفحة بقطع النصف يشرح فيها فلسفة
المآتم الحسينية واسرار شهادة الطف شرحا دقيقا رائعا.
٦ ـ ابوهريرة : طبع سنة ١٣٦٥ هـ ـ ،
بمطبعة العرفان في صيداء وهو نسق جديد في التأليف وفتح في أدب التراجم بطراز
المستوعب المحلل ، ولعله من اجل ما تخرجه المطابع الحديثة بحثا وعمقا وأسلوبا.
يبحث حياة ابي هريرة وعصره وظروفه وعلاقاته واحاديثه وعناية الصحاح الست بروايته
على ضوء العلم والعقل.
٧ ـ بغية الراغبين : « مخطوط » كتاب
عائلي خاص يؤرخ لشجرة (شرف الدين) ومن يتصل بهم من قريب ، وهو كتاب ضخم جليل ممتاز
في ادب التراجم بطريقته الخاصة ، وتنسيقه المتقن ، وربما ترجم بعض الاعلام من
اساتذة المترجمين في الكتاب وتلامذتهم وقد يترجم عصورهم وظروفهم ، وبهذا تقف منه
على كتاب ادبي ممتع رائع ، بل انه تاريخ أجيال ، بتاريخ رجال.
٨ ـ فلسفة الميثاق والولاية : وهي رسالة
فذة في موضوعها. طبعت في صيداء سنة ١٣٦٠ هـ ـ.
٩ ـ ثبت الاثبات في سلسلة الرواة : ذكر
فيه شيوخه من اعلام اهل المذاهب الاسلامية بكل متصل الاسناد بالنبي (ص) وبالائمة (ع)
وبالمؤلفات ومؤلفيها من طرق كثيرة متعددة يروي فيها قراءة وسماعا واجازة من اعلام
الشيعة الامامية والزيدية ، وعن اعلام السنة ، واستيعاب طرقه كلها طويل ، اقتصر
منه على ما جاء في الثبت وقد طبع في صيداء مرتين .
__________________
نفائسه
المفقودة :
وله غير هذه الروائع الخالدة نفائس ،
لولا عدوان سنة العشرين عليها بالحرق والتمزيق ؛ لكانت من الذخائر المعدودة في
كنوز العقل والفكر ، ولكنها فقدت في تلك الاحداث المؤلمة ، فمني بفقدانها العلم
بخسارة عسى ان يتسع وقت سيدنا للتعويض عنها باحيائها من جديد ، ونسردها فيما يلي
كما يذكرها المؤلف في آخر تعليقته على ـ الكلمة الغراء ـ.
١ ـ شرح التبصرة في الفقه على سبيل
الاستدلال خرج منه ثلاثة مجلدات تتضمن كتب الطهارة والقضاء والشهادات والمواريث.
٢ ـ تعليقة على الاستصحاب من رسائل
الشيخ ـ في الاصول ـ في مجلد واحد.
٣ ـ رسالة في منجزات المريض استلالية.
٤ ـ سبيل المؤمنين ـ في الامامة ـ يقع
في ثلاثة مجلدات.
٥ ـ النصوص الجلية في الامامة ايضا فيه
اربعون نصا اجمع على صحتها المسلمون كافة ، واربعون من طرق الشيعة مجلوة بالتحليل
والفلسفة.
٦ ـ تنزيل الآيات الباهرة في الامامة
ايضا ، وهو مجلد واحد يبتني على مائة آية من الكتاب نزلت في الائمة بحكم الصحاح.
٧ ـ تحفة المحدثين فيما اخرج عنه الستة
من المضعفين. وهو كتاب بكر في الحديث لم يكتب مثله من قبل.
٨ ـ تحفة الاصحاب في حكم اهل الكتاب.
٩ ـ الذريعة رد على بديعة النبهاني.
١٠ ـ المجالس الفاخرة اربعة مجلدات ،
الاول في السيرة النبوية ، والثاني في سيرة أمير المؤمنين والزهراء والحسن ،
والثالث في الحسين ؛ والرابع في الائمة التسعة عليهمالسلام.
١١ ـ مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام ، نشر
بعض فصوله في مجلة العرفان بصيدا (راجع العرفان في مجلداته الاول والثاني).
١٢ ـ بغية الفائز في نقل الجنائز ، نشر
اكثرها في العرفان.
١٣ ـ بغية السائل عن لثم الايدي
والانامل ، رسالة علمية ادبية ، فكاهية ، فيها ثمانون حديثا من طريقنا وطريق
غيرنا.
١٤ ـ زكاة الاخلاق ، نشرت العرفان بعض
فصوله.
١٥ ـ الفوائد والفرائد كتاب جامع نافع.
١٦ ـ تعليقة على صحيح البخاري.
١٧ ـ تعليقة على صحيح مسلم.
١٨ ـ الاساليب البديعة في رجحان مآتم
الشيعة يبتني على الادلة العقلية والنقلية وهو في بابه بكر جديد.
وله بدايات ـ وراء ذلك ـ في مواضيع شتى
، بعضها ذهب في المفقودات وبعضها أعيد ولا يزال في سبيل الاتمام.
ومؤلفاته كلها تمتاز بدقة الملاحظة ،
وسعة التتبع وشمول الاستقصاء
وصحة الاستنتاج ،
وشدة الصقل ، وامانة النقل وترابط الجزاء. في خصال تتعب الناقد وتحفظ الحاقد .
ثقافته
:
ولعلك ألممت بنواحي
ثقافته من مؤلفاته ، ومما حدثناك عنه في هذه الكلمة ، فهو ـ كما علمت ـ أسس ، وقام
بناؤه في النجف الاشرف ، فكان إماما في اللغة وعلوم العربية وآدابها ، والمنطق ،
والتاريخ ، والحديث ، والتفسير ، والرجال ، والرواية والانساب ، والفقه والاصول ،
والكلام ؛ وما يتصل بهذه العلوم من روافد.
هو بالعلوم الاسلامية وما اليها فارس
معلم ، لا يجارى في حلباتها ، ولا يلحق في مضاميرها ، ويمتاز بالاضافة إلى ذلك
بأدبه القوي الحافل ، وبما يتصل به من الاسرار النفسية والاجتماعية والنقد. له في
ذلك سليقة ملهمة وملكة قوية ترافقان حديثه وقلمه ، محاضرة وخطابة ، تأليفا وكتابة
، أنه على الاجمال افضل صورة للعالم الاسلامي الضليع الجامع.
اخلاقه
ومواهبه :
هو طويل الاناة ، ثقيل الحصاة ، واسع
الصدر لين الطبع ، قوي القلب مهاب ، له روعة في النفس ، وتأثير يدفعانك لاحترامه
وحبه وإن جهلته.
وهو شديد الشكيمة في الحق متوقد الحماسة
للدين ، لا يعرف هوادة ولا لينا حين تهب بادرة للبغي أو الباطل ، على انه متواضع
كريم هش.
__________________
وللإنصاف في نفسه موضع يسوي بين القريب
والبعيد ، الحق رائده. فلا يمنعه حبه لاحبائه من اقامتهم على العدل ، ولا يمنعه
انصافه ـ وهو يحكم ـ من الاحتفاظ بالحب في زوايا نفسه لمن يحب ، ومن هنا كان العدو
والصديق عنده سيان في الحكم على ما يأتيان من حسن أو قبح ، في آثارهما وافعالهما.
ومن هنا أيضا كان قدوة : في الورع وصفاء
النفس ، ونقاء الضمير ، وقول الحق ، وإلى جانب هذا كله له رأي حصيف ، ونظر بعيد ،
يسبر اغوار الناس ويصل إلى حقائق الامور وأعماقها ؛ فلا يخدع من حال ، ولا يغش في
ظاهر ، ولا يفتل عن صواب ولا يغر في رياء.
يعنى باقدار الناس ، ويوفيهم فوق ما يستحقون
، ويشجعهم على إيتاء الخير ، ويرهف الناشئة العلمية للاتقان والتجويد ، فيبالغ لهم
في الاستحسان ، ويكيل لهم من الكلم الطيب ، والنوال الكريم ؛ ما يدفعهم إلى ما
يرمي اليه من تقدمهم.
ولعله لهذه الخلال الكريمة اثرا في صفاء
مواهبه ، وقوة تأثيره ، وصدق كفاياته ؛ فهو من أفصح الناطقين بالضاد حين يتحدث ،
وأبلهم ريقا حين يخطب ، ومن انفذ الناس للنفس حين يعظ ، واحكمهم بالقضاء وأعدلهم
بالحكم وابينهم بالحجة ، وأفقههم بالحياة.
اسفاره
:
في سنة الف وتسع وعشرين وثلاثمئة وألف
هجرية زار مصر زيارة علمية ، كما حدثناك ، اجتمع فيها بأفذاذ الحياة العقلية في
مصر ، وعلى رأسهم الشيخ سليم البشري المالكي شيخ الجامع الازهر في عصره ، وانتجت
اجتماعاته به ،
ومراسلاته له هذا
الكتاب ، وحسبه فائدة من هذه الزيارة (المراجعات).
وفي حوالي سنة ١٣٢٨ هـ ـ. زار المدينة
المنورة ، وتشرف باعتاب النبي (ص) وضرائح أئمة البقيع (ع).
وفي ثمان وثلاثين كانت الهجرة الدينية
السياسية التي عرفت شيئا من حديثها وفيها زار دمشق ومصر وفلسطين ، وفي كل هذه
البلاد كانت له فوائد علمية ومحاضرات قيمة ، كما تلمح ذلك فيما حدثناك به في
مشايخه في الرواية ؛ وفي سنة ١٣٤٠ هـ ـ ، حج البيت من طريق البحر ، في عهد المغفور
له الملك حسين ، وحج معه خلق كثير من جبل عامل في ذلك الموسم ، وكان الموسم في ذلك
العام من احفل مواسم الحج واكثرها ازدحاما واقبالا على هذه الفريضة ولعل مكة لم
تشهد مثل هذه الموسم منذ عهد بعيد ، وكان في الحجيج تلك السنة كثير من الاعلام من
علماء وزعماء من مختلف الاقطار ، وكان السيد ابرزهم بين تلك الجموع اسماً ،
واعلاهم مكانة ، وأرفعهم بيتا واسخاهم كفا.
وهو أول عالم شيعي أم هذه الجماهير
الضاغطة المزدحمة في المسجد الحرام بمكة المشرفة ، وهي أول مرة تقام فيها الصلاة
وراء إمام شيعي على هذا النحو العلني تجتمع فيه الالوف معلنة في غير تقية.
ومن هنا كان حجه مشهورا يتحدث عنه الناس
في سائر الاقطار الاسلامية ، وقد احتفى به الملك الحسين بن علي أجمل احتفاء وافضله
، واجتمعا أكثر من مرة وغسلا معا الكعبة.
وفي أواخر سنة ١٣٥٥ هـ ـ ، زار أئمة
العراق ، وجدد العهد باهله وارحامه ، واستقبله يوم وروده الوزراء والاعيان
والزعماء ، وعلى رأس الجميع سماحة السيد محمد الصدر من بغداد إلى جسر الفلوجة ، في
ارتال
من السيارات ،
واستقبل في كربلاء وفي النجف الاشرف باستقبالات علمية وشعبية رائعة فخمة قليلة
النظير.
واكاد اسمعه يهتف حين اقبل على مرابع
صباه وشبابه :
واجهشت للتوباد حين رأيته
|
|
وكبر للرحمن حين رآني
|
وطبيعي ان يجهش هو شوقا إلى هذه المعاهد
الانيسة ، وان تكبر هي ترحيبا به وفرحا باقباله بعد فراق امتد امده سنين طوالا.
ألم يصدر هو عنها راويا مرويا؟ ألم تحفل
هي به غريدا يملا اجواءها بأفضل مما يمتلئ به معهد من طلابه العبقريين؟
بلى ، تبادلا الحنين والشوق واللوعة
والتحية ، واستجابت لهذا التبادل الروحي النقي داعي البر والوفاء في النجف وكربلاء
والكاظمية وسامراء. فكانت حفلات زاهرة زاهية ، قد بعد العهد به عن مشاهدها
واعلامها.
وكانت اجتماعاته بالاعلام من أهل العلم
، ورجال البحث ، آهلة بالفرائد ، في مختلف فروع العلم ، وشتى مسائله.
وتابع من العراق سفره إلى ايران ، فتشرف
بزيارة الامام الرضا عليهالسلام
، وعرج في طريقه على قم وطهران وغيرهما من مدن ايران ، ولقي في جميع تلك المدن من
مراسيم الحفاوة ما تفرضه شخصيته المحبوبة العظيمة.
__________________
آثاره
وإنشاءاته :
إفتتح اعماله الانشائية بوقف حسينية ،
أعدها ليجتمع اليها الناس في مختلف الاوقات والظروف والدواعي ، يعظمون فيها
الشعائر ، ويتلقون فيها دروس الوعظ والارشاد ، ويقيمون فيها الصلاة، فلم يكن
للشيعة مسجد في مدينة صور يوم جاءها السيد ، لذلك تملك دارا ، ثم وقفها حسينية في
بدء التأسيس ، ثم حين سنحت الفرصة انشأ مسجدا من اضخم المساجد بناء ، واجملها
هيكلا له قبتان عظيمتان ، ومنارة شامخة ، وباحة رائعة أمام ايوان واسع ، يتصل
بابواب المسجد الرحب ، ويقوم في وسطه عمودان من الآثار الفينيقية ، يحملان القبتين
، وخلف المسجد مما يلي المحراب فناء كبير يتصل بخارج البلد.
وحين تم هذا المسجد الجامع العظيم ، بدأ
بانشاء ما كان يشغل تفكيره من قديم ، أعني انشاء مدرسة حديثة تمثل مبدأه التربوي
في كلمته السائرة « لا ينشر الهدى إلا من حيث انتشر الضلال ». على ان النهوض بشعب
بادئ خاضع للسلطات الاقطاعية ، معرض للصدمات ، ممتحن بالعراقيل ، لذلك جاء مشروعه
الضخم هذا على مراحل ؛ ولو لا بطولة عرفناها مبدعة قادرة في السيد حفظه الله لما
تخطى المشروع أولى مراحله.
انشأ في اولى المراحل ، على مدخل
المدينة ، ستة مخازن ، وشيد على سطحها دارا واسعة مراعيا فيها ان تكون يوما ما
المدرسة المرجوة ، لكن انجاز هذا المشروع لم يكن يومئذ ممكنا لمعارضة كانت من
السلطة ومن يمشي في ركابها من ذوي المصالح الفردية ، وبهذا اضطر إلى الاكتفاء
يومئذ بهذا القد ينتظر الفرصة المواتية.
وكانت فترة استجمام طويلة نشط بعدها سنة
١٣٥٧ هـ ـ ، فاذا الدار هي
المدرسة الجعفرية
المثلى ، وقد اضاف اليها في الدور الاول مسجدا خاصا بالمدرسة وطلابها ، ورفع على
سطحه بناء آخر يماثل المدرسة اضيف اليها أيضا ، فكانت المدرسة بذلك مؤلفة من نحو
خمس عشرة غرفة عدا الابهاء والساحات.
رفع من الجهة الاخرى ناديا فريدا ، سماه
« نادي الامام جعفر الصادق » ، طوله اثنان وعشرون مترا ونصف المتر ، وعرضه خمسة
عشر مترا ونصف المتر ، وقد اعده للاحتفالات والمواسم العلمية والدينية والاجتماعية
والمدرسية. ثم اسس بعد كل ذلك مدرسة للاناث في سنة احدى وستين هجرية وهي تتوخى ما
توخته مدرسة الذكور من التوفيق في التربية بين المناهج الصالحة الضامنة لحياة أمثل
وافضل .
__________________
وموقع المدرسة والنادي من أجمل المواقع
وأجملها بروعة المنظر ، وطلاقة المرأى يسبح النظر منها في عباب ذلك الخضم الجميل ،
ويمتد منه إلى غير نهاية ، فاذا سئم البحر وتزخاره ، انطلق منه في جهة اخرى إلى
السهول ومن خلفها الجبال المتساندة ، تحتضن القرى على مرمى العين، ويذهب البصر ،
من هنا وهنا نشيطا يحلم بذلك الجمال الساحر الآسر ، ويسرح منعما متجولا لا تعيقه
عقبة دون المتعة والانشراح.
فاذا وقفت إلى مجموعة هذه الضخمة المتصل
بعضها ببعض ، القائم بعضها على بعض ، وقفت منها إلى صرح عظيم مشيد الاركان ، متين
البنيان يروعك بجماله الهندسي وفخامته العمرانية. ثم هو يروعك اكثر فأكثر ، إذا
وقفت على نتاجه الخصب الذي يجمع إلى كثرة (الكم) جودة (النوع).
ومع ذلك فلا يزال ـ على تمامه وكماله ـ نواة
بالقياس إلى طماح سيدنا المؤلف فهو قد تملك في جنوبها ارضا واسعة كبيرة ، والحقها
بالمؤسسة ليتم بها مشاريعه الخيرية ، واغراضه الاسلامية ، وينتهي إلى تأسيس جامعة تلقن طلابها احسن المبادئ ، في اوسع
المعارف ، وهو يرى ان هذه الطريق خير طريق لعلاج الخطر الداهم ، ولحفظ الجيل
الجديد ، الناسل من صفوفنا إلى صفوف قد تضطره أن يعادي صفوفنا. أخذ الله بيده لما
فيه صلاح الدنيا والدين ونفع به الاسلام والمسلمين ، والحمد لله رب العالمين.
الكاظمية ١٣٦٥ هـ ـ ١٩٤٦ م
مرتضى آل ياسين
__________________
تنبيه
لم نجعل فهرسا لمص ـ ادر كتابنا هذا ،
استغناء عنه بذكر الكتاب عند النقل عنه مع تعيين الصفحة من ذلك الكتاب. ولما كانت
الكتب مختلفة في عدد الصفحات ـ لتكرر طبعها ـ لم نقتصر ـ في مقام النقل عنها في
هذا الكتاب وغيره من سائر مؤلفاتنا ـ على تعيين الصفحة فقط ، بل عينا معها الباب
أو الفصل ـ مثلا ـ ليرجع اليه من لم تكن صفحات النسخ التي عنده ـ من الكتب التي
نقلنا عنها ـ موافقة في العدد لصفحات النسخ التي عندنا ، فانتبه إلى هذا واحفظه.
(منه قدس)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك
نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت
عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة ـ وإهداء
هذه صحف لم تكتب اليوم ، وفكر لم تولد
حديثا ، وإنما هي صحف انتظمت منذ زمن يربو على ربع قرن ، وكادت يومئذ أن تبرز
بروزها اليوم ، لكن الحوادث والكوارث كانت حواجز قوية عرقلت خطاها ، فاضطرتها إلى
أن تكمن وتكن ، فتريثت تلتمس من غفلات الدهر فرصة تستجمع فيها ما تشتت من أطرافها
، وتستكمل ما نقص من اعطافها ، فان الحوادث كما أخرت طبعها ، مست وضعها.
أما فكرة الكتاب فقد سبقت مراجعات سبقا
بعيدا ، إذ كانت تلتمع في صدري منذ شرخ الشباب ، التماع البرق في طيات السحاب ،
وتغلي في دمي غليان الغيرة ، تتطلع إلى سبيل سوي يوقف المسلمين على حد يقطع دابر
الشغب بينهم ، ويكشف هذه الغشاوة عن أبصارهم لينظروا إلى الحياة من ناحيتها الجدية
، راجعين إلى الاصل الديني المفروض عليهم ، ثم يسيروا معتصمين بحبل الله جميعا ،
تحت لواء الحق إلى العلم والعمل ، إخوة بررة يشد بعضهم أزر بعض.
لكن مشهد هؤلاء الاخوة المتصلين بمبدأ
واحد ، وعقيدة واحدة ، كان ـ واأسفاه ـ مشهد خصومة عنيفة ، تغلو في الجدال ، غلو
الجهال ، حتى
كأن التجالد في
مناهج البحث العلمي من آداب المناظرة ، أو انه من قواطع الادلة! ذلك ما يثير
الحفيظة ، ويدعو إلى التفكير ، وذلك ما يبعث الهم والغم والاسف فما الحيلة؟ وكيف
العمل؟ هذه ظروف ملمة في مئين من السنين ، وهذه مصائب محدقة بنا من الامام والوراء
، وعن الشمال وعن اليمين ، وذاك قلم يلتوي به العقم أحيانا ، وتجور به الاطماع
أحيانا أخرى ، وتدور به الحزبية تارة ، وتسخره العاطفة تارة أخرى ، وبين هذا وذاك
ما يوجب الارتباك فما العمل؟ وكيف الحيلة؟
ضقت ذرعا بهذا ، وامتلأت بحمله هما ،
فهبطت مصر أواخر سنة ١٣٢٩ مؤملا في « نيله » نيل الامنية التي أنشدها وكنت ألهمت
أني موفق لبعض ما أريد ومتصل بالذي أداور معه الرأي ، وأتداول معه النصيحة ، فيسدد
الله بأيدينا من « الكنانة » سهما نصيب به الغرض ، ونعالج هذا الداء الملح على شمل
المسلمين بالتمزيق ، وعلى جماعتهم بالتفريق ، وقد كان ـ والحمد الله ـ الذي أملت ،
فإن مصر بلد ينبت العلم ، فينمو به على الاخلاص والاذعان للحقيقة الثابتة بقوة
الدليل ؛ وتلك ميزة لمصر فوق مميزاتها التي استقلت بها.
وهناك على نعمى الحال ، ورخاء البال ،
وابتهاج النفس ، جمعني الحظ السعيد بعلم من أعلامها المبرزين ، بعقل واسع ، وخلق
وادع ، وفؤاد حي ، وعلم عيلم ومنزل رفيع ، يتبوأه بزعامته الدينية ، بحق وأهلية.
وما أحسن ما يتعارف به العلماء من الروح
النقي ، والقول الرضي ، والخلق النبوي ، ومتى كان العالم بهذا اللباس الانيق
المترف ، كان على خير ونعمة ، وكان الناس منه في أمان ورحمة ، لا يأبى أحد أن يفضي
اليه بدخيلة رأيه ، أو يبثه ذات نفسه.
كذلك كان علم مصر وإمامها ، وهكذا كانت
مجالسنا التي شكرناها شكرا لا انقضاء له ولا حد.
شكوت اليه وجدي ، وشكاً إلي مثل ذلك
وجدا وضيقا ، وكانت ساعة موفقة أوحت الينا التفكير فيما يجمع الله به الكلمة ،
ويلم به شعث الامة ، فكان مما اتفقنا عليه أن الطائفتين ـ الشيعة والسنة ـ مسلمون
يدينون حقا بدين الاسلام الحنيف ، فهم فيما جاء الرسول به سواء ، ولا اختلاف بينهم
في أصل أساسي يفسد التلبس بالمبدأ الاسلامي الشريف ، ولا نزاع بينهم إلا ما يكون
بين المجتهدين في بعض الاحكام لاختلافهم فيما يستنبطونه من الكتاب أو السنة ، أو
الاجماع أو الدليل الرابع ، وذلك لا يقضي بهذه الشقة السحيقة ، ولا بتجشم هذه
المهاوي العميقة، إذن أي داع أثار هذه الخصومة المتطاير شررها منذ كان هذان
الاسمان ـ سنة وشيعة ـ إلى آخر الدوران.
ونحن لو محصنا التاريخ الاسلامي ،
وتبينا ما نشأ فيه من عقائد وآراء ونظريات ، لعرفنا أن السبب الموجب لهذا الاختلاف
إنما هو ثورة لعقيدة ، ودفاع عن نظرية أو تحزب لرأي ، وإن أعظم خلاف وقع بين الامة
، اختلافهم في الامامة فإنه ما سل سيف في الاسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على
الامامة ، فأمر الامامة إذن من أكبر الاسباب المباشرة لهذا الاختلاف ، وقد طبعت
الاجيال المختلفة في الامامة على حب هذه العصبية ، وألفت هذه الحزبية ، بدون تدبر
وبدون روية ولو أن كلا من الطائفتين نظرت في بينات الاخرى نظر المتفاهم لا نظر
الساخط المخاصم ، لحصحص الحق ، وظهر الصبح لذي عينين.
وقد فرضنا على أنفسنا أن نعالج هذه المسألة
بالنظر في أدلة الطائفتين ، فنفهمهما فهما صحيحا ، من حيث لا نحس إحساسنا المجلوب
من المحيط
والعادة والتقليد بل
نتعرى من كل ما يحوطنا من العواطف والعصبيات ، ونقصد الحقيقة من طريقها المجمع على
صحته ، فنلمسها لمسا ، فلعل ذلك يلفت أذهان المسلمين ، ويبعث الطمأنينة في نفوسهم
، بما يتحرر ويتقرر عندنا من الحق فيكون حدا ينتهى اليه إن شاء الله تعالى.
لذلك قررنا أن يتقدم هو بالسؤال خطا عما
يريد ، فأقدم له الجواب بخطي على الشروط الصحيحة ، مؤيدا بالعقل أو بالنقل الصحيح
عند الفريقين.
وجرت بتوفيق الله عزوجل على هذا مراجعاتنا
كلها ، وكنا أردنا يومئذ طبعها لنتمتع بنتيجة عملنا الخالص لوجه الله عزوجل ، ولكن
الايام الجائرة ، والاقدار الغالبة اجتاحت العزم على ذلك ؛ « ولعل الذي أبطأ عني
هو خير لي ».
وأنا لا أدعي أن هذه الصحف صحف تقتصر
على النصوص التي تألفت يومئذ بيننا ، ولا أن شيئا من ألفاظ هذه المراجعات خطه غير
قلمي ، فان الحوادث التي أخرت طبعها فرقت وضعها أيضا ـ كما قلنا ـ غير أن
المحاكمات في المسائل التي جرت بيننا موجودة بين هاتين الدفتين بحذافيرها مع
زيادات اقتضتها الحال ، ودعا اليها النصح والارشاد ، وربما جر اليها السياق على
نحو لا يخل بما كان بيننا من الاتفاق.
وإني لارجو اليوم ما رجوته أمس : أن
يحدث هذا الكتاب إصلاحا وخيرا ، فإن وفق إلى عناية المسلمين به ، واقبالهم عليه
فذلك من فضل ربي ، وذلك ارجا ما أرجوه من عملي ، إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
وإني لاهدي كتابي هذا إلى أولي الالباب
من كل علامة محقق ، وبحاثة مدقق ، لابس الحياة العلمية فمحص حقائقها ؛ ومن كل حافظ
محدث جهبذ حجة في السنن والآثار ، وكل فيلسوف متضلع في علم الكلام ، وكل شاب حي
مثقف حر قد تحلل من القيود وتملص من الاغلال ممن نؤملهم للحياة الجديدة الحرة ،
فإن تقبله كل هؤلاء واستشعروا منه فائدة في انفسهم ، فإني على خير وسعادة.
وقد جهدت في إخراج هذا الكتاب ، بنحت
الجواب فيه على النحو الاكمل من كل الجهات ، وقصدت به إلهام المنصفين فكرته وذوقه
، بدليل لا يترك خليجة ، وبرهان لا يدع وليجة ، وعنيت بالسنن الصحيحة والنصوص
الصريحة ، عناية أغنى بها هذا الكتاب عن مكتبة حافلة مؤثلة بأنفس كتب الكلام
والحديث والسير ونحوها مما يتصل بهذا الموضوع الخطير ، بفلسفة معتدلة كل الاعتدال
، صادقة كل الصدق ، وباساليب تفرض على من ألم به أن يسيروا خلفه وهم ـ أعني
منصفيهم ـ له تابعون ، من أوله إلى الفقرة الاخيرة منه ، فان ظفر كتابي بالقراء
المنصفين فذلك ما أبتغيه ، وأحمد الله عليه.
أما أنا فمستريح والحمد لله إلى هذا
الكتاب ، راض عن حياتي بعده ، فانه عمل كما أعتقد يجب أن ينسيني ما سئمت من تكاليف
الحياة الشاقة ، وهموم الدهر الفاقرة ، وكيد العدو الذي لا اشكوه إلا إلى الله
تعالى ، وحسبه الله حاكما ، ومحمد خصيما ، ودع عنك نهبا صيح في حجراته ، إلى ما
كان من محن متدفقة كالسيل الآتي من كل جانب ، محفوفة بالبلاء ، مقرونة بالضيق
والاكفهرار، إلا أن حياتي الخالدة بهذا الكتاب حياة رحمة في الدنيا والآخرة ، ترضى
بها نفسي ، ويستريح اليها ضميري ، فأرجو من الله سبحانه
أن يتقبل عملي ،
ويتجاوز عن خطأي وزللي ، ويجعل أجري عليه نفع المؤمنين وهدايتهم به (إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم
دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين).
(منه قدس)
المراجعة ١
|
٦ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ تحية المناظر
٢
ـ استئذانه في المناظرة
١ ـ سلام على الشريف العلامة الشيخ (١)
عبدالحسين شرف الدين الموسوي ورحمة الله وبركاته.
إني لم أتعرف فيما مضى من أيامي دخائل
الشيعة ، ولم أبل أخلاقهم ، إذ لم أجالس آحادهم ، ولم أستبطن سوادهم. وكنت متلعلعا
إلى محاضرة أعلامهم ، حران الحوانح إلى تخلل عوامهم ، بحثا عن آرائهم ، وتنقيبا عن
أهوائهم ، فلما قدر الله وقوفي على ساحل عيلمك المحيط ، وأرشفتني ثغر كأسك المعين
، شفى الله بسائغ فراتك أوامي ، ونضح عطشي ، وألية بمدينة علم الله ـ جدك المصطفى
ـ وبابها ـ أبيك المرتضى ـ إني لم أذق شربة أنقع لغليل ، ولا أنجع لعليل ، من
سلسال منهلك السلسبيل ، وكنت أسمع أن من رأيكم ـ معشر الشيعة ـ مجانبة اخوانك ـ أهل
__________________
السنة ـ وانقباضكم
عنهم ، وأنكم تأنسون بالوحشة وتخلدون إلى العزلة ، وأنكم. وأنكم (٢). لكني رأيت
منك شخصا رقيق المنافثة ، دقيق المباحثة ، شهي المجاملة ، قوي المجادلة ، لطيف
المفاكهة ، شريف المعاركة ، مشكور الملابسة ، مبرور المنافسة ، فاذا الشيعي ريحانة
الجليس ، ومنية كل أديب.
٢ ـ وإني لواقف على ساحل بحرك اللجي ،
أستأذنك في في خوض عبابه والغوص على درره ، فان أذنت غصنا على دقائق وغوامض تحوك
في صدري منذ أمد بعيد ، وإلا فالامر اليك ، وما أنا فيما أرفعه بباحث عن عثرة ، أو
متتبع عورة ، ولا بمفند أو مندد ، وإنما أنا نشاد ضالة ، وبحاث عن حقيقة ، فان
تبين الحق ، فان الحق أحق أن يتبع وإلا فانا كما قال القائل :
نحن بما عندنا وأنت بما عن
|
|
دك راض والرأي مختلف
|
وسأقتصر ـ إن أذنت ـ في مراجعتي إياك
على مبحثين ، أحدهما في إمامة المذهب أصولا وفروعا وثانيهما في الامامة العامة ،
وهي الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وسيكون توقيعي في أسفل
مراجعاتي كلها (س) فليكن توقيعك (ش)
وأسلفك رجاء العفو عن كل هفو والسلام.
س
__________________
____________________________________
المراجعة ٢
|
٦ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ رد التحية
٢ ـ الاذن في المناظرة
١ ـ السلام على مولانا شيخ الاسلام (٣)
ورحمة الله وبركاته.
خولتني بكتابك العطوف من النعم ،
وأوليتني به من المنن ما يعجز عن أداء حقه لسان الشكر ، ولا يستوفي بعض فرائضه عمر
الدهر.
رميتني بآمالك ونزعت إلي برجائك ، وأنت
قبلة الراجي ، وعصمة اللاجي ، وقد ركبت من سوريا اليك ظهور الآمال ، وحططت بفنائك
ما شددت من الرحال ، منتجعا علمك ، مستمطرا فضلك ، وسأنقلب عنك حي الرجاء ، قوي
الامل ، إلا أن يشاء الله تعالى.
٢ ـ استأذنت في الكلام ـ ولك الامر
والنهي ـ فسل عما أردت ، وقل ما شئت ، ولك الفضل ، بقولك الفصل ، وحكمك العدل
وعليك السلام.
ش
____________________________________
المبحث الاول
في إمامة المذهب
المراجعة ٣
|
٧ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ لم لا تأخذ الشيعة
بمذاهب الجمهور
٢
ـ الحاجة إلى الاجتماع
٣
ـ لا يلم الشعث إلا بمذاهب الجمهور
١ ـ إنما اسألك الآن عن السبب في عدم
أخذكم بمذاهب الجمهور من المسلمين ، أعني مذهب الاشعري في أصول الدين ، والمذاهب
الاربعة في الفروع ، وقد دان بها السلف الصالح ، ورأوها أعدل المذاهب وأفضلها ،
واتفقوا على التعبد بها في كل عصر ومصر ، واجمعوا على عدالة أربابها واجتهادهم ،
وأمانتهم وورعهم وزهدهم ونزاهة اعراضهم ، وعفة نفوسهم ، وحسن سيرتهم ، وعلو قدرهم
علما وعملا.
٢ ـ وما أشد حاجتنا اليوم إلى وصل حبل
الشمل ، ونظم عقد الاجتماع بأخذكم بتلك المذاهب تبعا للرأي العام الاسلامي ، وقد
عقد أعداء الدين
ضمائرهم على الغدر
بنا وسلكوا في نكايتنا كل طريق ، أيقظوا لذلك آراءهم ، وأسهروا قلوبهم ،
والمسلمون غافلون ، كأنهم في غمرة ساهون ، وقد أعانوهم على أنفسهم ، حيث صدعوا
شعبهم ، ومزقوا بالتحزب والتعصب شملهم ، فذهبوا أيادي ، وتفرقوا قددا ، يضلل بعضهم
بعضا ، ويتبرأ بعضهم من بعض ، وبهذا ونحوه افترستنا الذئاب ، وطمعت بنا الكلاب.
٣ ـ فهل تجدون غير الذي قلناه ـ هداكم
الله ـ إلى لم هذا الشعث سبيلا؟ فقل تسمع ومر تطع ، ولك السلام.
س
المراجعة ٤
|
٨ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ الادلة الشرعية تفرض
مذهب أهل البيت
٢
ـ لا دليل على وجوب الاخذ بمذاهب الجمهور
٣
ـ اهل القرون الثلاثة لا يعرفونها
٤
ـ الاجتهاد ممكن
٥
ـ يلم الشعث باحترام مذهب أهل البيت
١ ـ إن تعبدنا في الاصول بغير المذهب
الاشعري وفي الفروع بغير المذاهب الاربعة لم يكن لتحزب أو تعصب ، ولا للريب في
اجتهاد أئمة تلك المذاهب ، ولا لعدم عدالتهم وأمانتهم ونزاهتهم وجلالتهم علما
وعملا.
لكن الادلة الشرعية أخذت بأعناقنا إلى
الاخذ بمذهب الائمة من أهل
بيت النبوة وموضع
الرسالة ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي والتنزيل ، فانقطعنا اليهم في فروع الدين
وعقائده ، وأصول الفقه وقواعده ، ومعارف السنة والكتاب ، وعلوم الاخلاق والسلوك
والآداب ، نزولا على حكم الادلة والبراهين ، وتعبدا بسنة سيد النبيين والمرسلين ،
صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين.
ولو سمحت لنا الادلة بمخالفة الائمة من
آل محمد ، أو تمكنا من تحصيل نية القربة لله سبحانه في مقام العمل على مذهب غيرهم
لقصصنا أثر الجمهور ، وقفونا إثرهم ، تأكيدا لعقد الولاء ، وتوثيقا لعرى الاخاء ،
لكنها الادلة القطعية تقطع على المؤمن وجهته ، وتحول بينه وبين ما يروم.
٢ ـ على أنه لا دليل للجمهور على رجحان
شيء من مذاهبهم ، فضلا عن وجوبها ، وقد نظرنا في أدلة المسلمين نظر الباحث المحقق
بكل دقة واستقصاء ، فلم نجد فيها ما يمكن القول بدلالته على ذلك ، إلا ما ذكرتموه
من اجتهاد أربابها وأمانتهم وعدالتهم وجلالتهم.
لكنكم تعلمون أن الاجتهاد والامانة
والعدالة والجلالة غير محصورة بهم ، فكيف يمكن ـ والحال هذه ـ ان تكون مذاهبهم
واجبة على سبيل التعيين؟
وما أظن أحدا يجرؤ على القول بتفضيلهم ـ
في علم أو عمل ـ على أئمتنا ، وهم أئمة العترة الطاهرة وسفن نجاة الامة ، وباب
حطتها ، وامانها من الاختلاف في الدين ، وأعلام هدايتها ، وثقل رسول الله ، وبقيته
في أمته ، وقد قال صلى الله عليه وآله : فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم
فتهلكوا ، ولا
تعلموهم فإنهم أعلم منكم (٤) لكنها السياسة ، وما أدراك ما اقتضت في صدر الاسلام.
والعجب من قولكم أن السلف الصالح دانوا
بتلك المذاهب ، ورأوها أعدل المذاهب وأفضلها ، واتفقوا على التعبد بها في كل عصر
ومصر ، كأنكم لا تعلمون بأن الخلف والسلف الصالحين من شيعة آل محمد ـ وهم نصف
المسلمين في المعنى ـ إنما دانوا بمذهب الائمة من ثقل رسول الله صلى الله عليه
وآله ، فلم يجدوا عنه حولا ، وأنهم على ذلك من عهد علي وفاطمة إلى الآن، حيث لم
يكن الاشعري ولا واحد من أئمة المذاهب الاربعة ولا آباؤهم ، كما لا يخفى.
٣ ـ على أن أهل القرون الثلاثة مطلقا لم
يدينوا بشيء من تلك المذاهب أصلا ، وأين كانت تلك المذاهب عن القرون الثلاثة؟ ـ وهي
خير القرون ـ وقد ولد الاشعري سنة سبعين ومئتين ، ومات سنة نيف وثلاثين وثلاث مئة
(٥) وابن حنبل ولد سنة أربع وستين ومئة ، وتوفي سنة إحدى وأربعين ومئتين (٦)
والشافعي ولد سنة خمسين ومئة ، وتوفي سنة مئتين
__________________
وأربع (٧) وولد مالك
سنة خمس وتسعين
ومات سنة تسع وسبعين ومئة (٨) وولد أبوحنيفة سنة ثمانين ، وتوفي سنة خمسين ومئة
(٩). والشيعة يدينون بمذهب الائمة من أهل البيت ـ وأهل البيت أدرى بالذي فيه ـ وغير
__________________
الشيعة يعملون
بمذاهب العلماء من الصحابة والتابعين ، فما الذي أوجب على المسلمين كافة بعد
القرون الثلاثة ـ تلك المذاهب دون غيرها من المذاهب التي كان معمولا بها من ذي
قبل؟ وما الذي عدل بهم عن اعدال كتاب الله وسفرته وثقل رسول الله وعيبته ، وسفينة
نجاة الامة وقادتها وأمانها وباب حطتها؟!
٤ ـ وما الذي ارتج باب الاجتهاد في وجوه
المسلمين بعد أن كان في القرون الثلاثة مفتوحا على مصراعيه؟ لولا الخلود إلى العجز
والاطمئنان إلى الكسل والرضا بالحرمان ، والقناعة بالجهل ، ومن ذا الذي يرضى لنفسه
أن يكون ـ من حيث يشعر أو لا يشعر ـ قائلا بأن الله عزوجل لم يبعث أفضل أنبيائه
ورسله بأفضل أديانه وشرائعه؟ ولم ينزل عليه أفضل كتبه وصحفه ، فأفضل حكمه ونواميسه
، ولم يكمل له الدين ، ولم يتم عليه النعمة ، ولم يعلمه علم ما كان وعلم ما بقي ،
إلا لينتهي الامر في ذلك كله إلى أئمة تلك المذاهب فيحتكروه لانفسهم ، ويمنعوا من
الوصول إلى شيء منه عن طريق غيرهم ، حتى كأن الدين الاسلامي بكتابه وسنته ، وسائر
بيناته وأدلته من املاكهم الخاصة ، وأنهم لم يبيحوا التصرف به على غير رأيهم ، فهل
كانوا ورثة الانبياء ، أم ختم الله بهم الاوصياء والائمة ، وعلمهم علم ما كان وعلم
ما بقي ، وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين؟ كلا بل كانوا كغيرهم من أعلام العلم
ورعاته ، وسدنته ودعاته ، وحاشا دعاة العلم أن يوصدوا بابه ، أو يصدوا عن سبيله ،
وما كانوا ليعتقلوا العقول والافهام ولا ليسملوا انظار الانام ، ولا ليجعلوا على
القلوب اكنة ، وعلى الاسماع وقرا ، وعلى الابصار غشاوة ، وعلى الافواه كمامات ،
وفي الايدي والاعناق اغلالا وفي الارجل قيودا ، لا ينسب ذلك اليهم إلا من افترى
عليهم ، وتلك أقوالهم تشهد بما نقول.
٥ ـ هلم بنا إلى المهمة التي نبهتنا
اليها من لم شعث المسلمين ، والذي أراه أن ذلك ليس موقوفا على عدول الشيعة عن
مذهبهم ، ولا على عدول السنة عن مذهبهم وتكليف الشيعة بذلك دون غيرهم ترجيح بلا
مرجح ، بل ترجيح للمرجوح ، بل تكليف بغير المقدور ، كما يعلم مما قدمناه.
نعم يلم الشعث وينتظم عقد الاجتماع
بتحريركم مذهب أهل البيت ، واعتباركم إياه كأحد مذاهبكم، حتى يكون نظر كل من
الشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية إلى شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
كنظر بعضهم إلى بعض ، وبهذا يجتمع شمل المسلمين وينتظم عقد اجتماعهم.
والاختلاف بين مذاهب أهل السنة لا يقل
عن الاختلاف بينها وبين مذهب الشيعة (١٠) تشهد بذلك الالوف المؤلفة في فروع
الطائفتين واصولهما ، فلماذا ندد المنددون منكم بالشيعة في مخالفتهم لاهل السنة ،
ولم ينددوا بأهل السنة في مخالفتهم للشيعة (١١)؟ بل في مخالفة بعضهم لبعض ، فاذا
جاز أن تكون المذاهب أربعة ، فلماذا لا يجوز أن تكون خمسة؟ وكيف يمكن أن تكون
الاربعة موافقة لاجتماع المسلمين ، فإذا زادت مذهباً
__________________
خامسا تمزق الاجتماع
، وتفرق المسلمون طرائق قددا؟ وليتكم إذا دعوتمونا إلى الوحدة المذهبية دعوتم أهل
المذاهب الاربعة اليها ، فان ذلك أهون عليكم وعليهم (١٢) ولم خصصتمونا بهذه
الدعوة؟ فهل ترون اتباع أهل البيت سببا في قطع حب الشمل ونثر عقد الاجتماع ،
واتباع غيرهم موجبا لاجتماع القلوب واتحاد العزائم ، وإن اختلفت المذاهب والآراء ،
وتعددت المشارب والاهواء؟ ما هكذا الظن بكم ، ولا المعروف من مودتكم في القربى
والسلام.
ش
المراجعة ٥
|
٩ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ اعترافه بما قلنا
٢
ـ التماسه الدليل على سبيل التفصيل
١ ـ أخذت كتابك الكريم مبسوط العبارة ،
مشبع الفصول ، مقبول الاطناب ، حسن التحرير ، شديد المراء قوي اللداد ، لم يدخر
وسعا في بيان عدم وجوب اتباع شيء من مذاهب الجمهور في الاصول والفروع ، ولم يأل
جهدا في إثبات بقاء باب الاجتهاد مفتوحا.
فكتابك قوي الحجة في المسألتين ، صحيح
الاستدلال على كل
__________________
منهما ، ونحن لا
ننكر عليك الامعان في البحث عنهما ، واستجلاء غوامضهما ، وإن لم يسبق منا التعرض
لهما صريحا ـ والرأي فيهما ما رأيت ـ.
٢ ـ وإنما سألناك عن السبب في إعراضكم
عن تلك المذاهب التي أخذ بها جمهور المسلمين ، فأجبت بأن السبب في ذلك إنما هو
الادلة الشرعية وكان عليك بيانها تفصيلا ، فهل لك أن تصدع الآن بتفصيلها من الكتاب
أو السنة أدلة قطعية تقطع ـ كما ذكرت ـ على المؤمن وجهته ، وتحول بينه وبين ما
يروم ، ولك الشكر والسلام.
س
المراجعة ٦
|
١٢ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ الالماع إلى الادلة
على وجود اتباع العترة
٢
ـ أمير المؤمنين يدعو إلى مذهب أهل البيت
٣
ـ كلمة للامام زين العابدين في ذلك
انكم (بحمد الله) ممن تغنيه الكتابة عن
التصريح ، ولا يحتاج مع الاشارة إلى توضيح ، وحاشا لله أن تخالطكم ـ في أئمة العترة
الطاهرة ـ شبهة ، أو تلابسكم ـ في تقديمهم على من سواهم ـ غمة ، وقد آذن أمرهم
بالجلاء ، فأربوا على الاكفاء وتميزوا عن النظراء ، حملوا عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم علوم النبيين ، وعقلوا عنه أحكام الدنيا والدين.
١ ـ ولذا قرنهم بمحكم الكتاب وجعلهم قدوة
لاولي الالباب ، وسفنا للنجاة إذا طغت لجج النفاق ، وأمانا للامة من الاختلاف إذا
عصفت عواصف
الشقاق ، وباب حطة
يغفر لمن دخلها ، والعروة الوثقى لا انفصام لها (١٣).
٢ ـ وقد قال أمير المؤمنين « فأين تذهبون وأنى تؤفكون؟ والاعلام
قائمة والآيات واضحة ، والمنار منصوبة فأين يتاه بكم ، بل كيف تعمهون وبينكم عترة
نبيكم وهم أزمة الحق، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن
وردوهم ورود الهيم العطاش. أيها الناس خذوها
من خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم : إنه يموت من مات منا وليس بميت ، ويبلى
من بلي منا وليس ببال ، فلا تقولوا بما لا تعرفون فإن أكثر الحق فيما تنكرون ،
واعذروا من لا حجة لكم عليه وأنا هو ، ألم أعمل فيكم بالثقل الاكبر وأترك فيكم الثقل الاصغر ، وركزت فيكم
راية الايمان ... الخ » (١٤) وقال عليهالسلام
: « انظروا
أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم
__________________
____________________________________
واتبعوا أثرهم فلن
يخرجوكم من هدى ، ولن يعيدوكم في ردى ، فإن لبدوا فالبدوا ، وإن نهضوا فانهضوا ،
ولا تسبقوهم فتظلوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا « (١٥) وذكرهم عليهالسلام مرة فقال : « هم عيش العلم وموت الجهل ، يخبركم
حلمهم عن علمهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحق ولا
يختلفون فيه ، هم دعائم الاسلام وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق في نصابه ، وانزاح
الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل
سماع ورواية ، فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل » (١٦). وقال عليهالسلام من خطبة أخرى « عترته خير العتر وأسرته خير الاسر
وشجرته خير الشجر نبتت في حرم وبسقت في كرم لها فروع طوال وثمرة لا تنال » (١٧).
وقال عليهالسلام
: » نحن
الشعار والاصحاب والخزنة والابواب ، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها ، فمن أتاها
من غير أبوابها سمي سارقا ـ إلى أن
__________________
____________________________________
قال في وصف العترة
الطاهرة ـ : فيهم كرائم القرآن وهم كنوز الرحمن ، إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم
يسبقوا ، فليصدق رائد أهله ، وليحضر عقله « (١٨) ؛ الخطبة. وقال عليهالسلام من خطبة له » واعلموا انكم لن تعرفوا الرشد حتى
تعرفوا الذي تركه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ، ولن تمسكوا
به حتى تعرفوا الذي نبذه ، فالتمسوا ذلك من عند أهله ، فإنهم عيش العلم ، وموت
الجهل ، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرههم عن باطنهم
، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق (١٩). إلى
كثير من النصوص المأثورة عنه في هذا الموضوع نحو قوله عليهالسلام : « بنا اهتديتم في
الظلماء ، وتسنمتم العلياء ، وبنا انفجرتم عن السرار وقر سمع
__________________
____________________________________
لم يفقه الواعية «
(٢٠) ؛ الخطبة .
وقوله . : « أيها
الناس استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متعظ ، وامتاحوا من صفو عين قد روقت من الكدر »
(٢١) الخطبة.
وقوله : « نحن شجرة النبوة ، ومحط الرسالة ؛
ومختلف الملائكة ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ـ ناظرنا ومحبنا ينتظر الرحمة ،
وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة » (٢٢).
وقوله : « أين الذين زعموا أنهم الراسخون في
العلم دوننا كذبا وبغيا علينا ، أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا
وأخرجهم. بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى. أن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن
__________________
____________________________________
من هاشم ، لا تصلح
على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم ـ إلى أن قال عمن خالفهم ـ : « آثروا عاجلا
وأخروا آجلا ، وتركوا صافيا ، وشربوا آجنا » (٢٣) إلى آخر كلامه. وقوله : « فانه من مات منكم على فراشه ، وهو
على معرفة حق ربه ، وحق رسوله ، وأهل بيته ، مات شهيدا ووقع أجره على الله ،
واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله ، وقامت النية مقام إصلاته لسيفه » (٢٤).
وقوله عليهالسلام
: « نحن النجباء ، وافراطنا افراط الانبياء ، وحزبنا حزب الله عزوجل ، والفئة
الباغية حزب الشيطان ، ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منا » (٢٥). وخطب الامام المجتبى أبومحمد
الحسن السبط سيد
__________________
____________________________________
شباب أهل الجنة فقال
: « اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم » (٢٦) الخطبة .
٣ ـ وكان الامام أبومحمد علي بن الحسين
زين العابدين وسيد الساجدين ، إذا تلا قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا
الله وكونوا مع الصادقين)
يدعو الله عزوجل دعاء طويلا ، يشتمل على طلب اللحوق بدرجة الصادقين والدرجات
العلية ، ويتضمن وصف المحن وما انتحلته المبتدعة المفارقة لائمة الدين ، والشجرة
النبوية ثم يقول : « وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا ، واحتجوا بمتشابه القرآن ،
فتأولوا بآرائهم ، واتهموا مأثور الخبر فينا ـ إلى أن قال : فإلى من يفزع خلف هذه
الامة ، وقد درست أعلام هذه الملة ، ودانت الامة بالفرقة والاختلاف ، يكفر بعضهم
بعضا والله تعالى يقول : (ولا تكونوا كالذين تفرقوا
واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات)
فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة ، وتأويل الحكم؟ إلا اعدال الكتاب وابناء أئمة
الهدى ، ومصابيح الدجى ، الذين احتج الله بهم على عباده ، ولم يدع الخلق سدى من
غير حجة هل تعرفونهم أو تجدونهم؟ إلا من
__________________
____________________________________
فروع الشجرة
المباركة ، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا ، وبرأهم من
الآفات ، وافترض مودتهم في الكتاب »؟ (٢٧). هذا كلامه عليهالسلام
بعين لفظه. فأمعن النظر فيه ، وفيما تلوناه عليك من كلام أمير المؤمنين ، تجدهما
يمثلان مذهب الشيعة في هذا الموضوع بأجلى مظاهره. واعتبر هذه الجملة من كلامهما ،
نموذجا لاقوال سائر الائمة من أهل البيت ، فانهم مجمعون على ذلك ، وصحاحنا عنهم في
هذا متواترة. والسلام.
المراجعة ٧
|
١٣ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ طلب البينة من كلام
الله ورسوله.
٢
ـ الاحتجاج بكلام أئمة أهل البيت دوري
١ ـ هاتها بينة من كلام الله ورسوله ،
تشهد لكم بوجوب اتباع الأئمة من أهل البيت دون غيرهم ، ودعنا في هذا المقام من
كلام غير الله ورسوله.
__________________
____________________________________
٢ ـ فإن كلام أئمتكم لا يصلح لان يكون
حجة على خصومهم والاحتجاج به في هذه المسألة دوري كما
تعلمون. والسلام.
س
المراجعة ٨
|
١٥ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ الغفلة عما أشرنا
إليه
٢
ـ الغلط في لزوم الدور
٣
ـ حديث الثقلين
٤
ـ تواتره
٥
ـ ضلال من لم يستمسك بالعترة
٦
ـ تمثيلهم بسفينة نوح وباب حطة وهم الامان من الاختلاف في الدين
٧
ـ ما المراد بأهل البيت هنا
٨
ـ الوجه في تشبيههم بسفينة نوح وباب حطة.
١ ـ نحن ما أهملنا البينة من كلام النبي
صلى الله عليه وآله. بل أشرنا إليها في أول مراجعتنا صريحة بوجوب اتباع الائمة من
أهل البيت دون غيرهم. وذلك حيث قلنا أنه صلى الله عليه وآله قرنهم بمحكم الكتاب ،
وجعلهم قدوة لاولي الالباب ، وسفن النجاة ، وأمان الامة ، وباب حطة ، إشارة إلى
المأثور في هذه المضامين من السنن الصحيحة ، والنصوص الصريحة. وقلنا انكم ممن
تغنيه الكناية عن التصريح ، ولا يحتاج مع الاشارة إلى توضيح
٢ ـ فكلام أئمتنا إذن يصلح ـ بحكم ما
أشرنا إليه ـ لان يكون حجة على خصومهم ، ولا يكون الاحتجاج به في هذه المسألة
دوريا كما تعلمون.
٣ ـ وإليك بيان ما أشرنا إليه من كلام
النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أهاب في الجاهلين ، وصرخ في الغافلين ، فنادى :
« يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل
بيتي » (٢٨) وقال
__________________
____________________________________
صلى الله عليه وآله
: « إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله حبل ممدود من السماء
إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف
تخلفوني فيهما
» (٢٩).
__________________
____________________________________
وقال صلى الله عليه
وآله وسلم : « إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والارض
، أو ما بين السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي
الحوض » (٣٠) وقال
صلى الله عليه وآله وسلم : « إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي ،
وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »
(٣١) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إني أوشك أن أدعى ،
__________________
____________________________________
فأجيب ، وإني تارك
فيكم الثقلين : كتاب الله عزوجل وعترتي. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض
، وعترتي أهل بيتي. وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »
(٣٢). ولما رجع
__________________
____________________________________
صلى الله عليه وآله
وسلم من حجة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن فقال : « كأني دعيت فأجبت
إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى وعترتي ،
فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال ـ : إن
الله عزوجل مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ـ ثم أخذ بيد علي فقال ـ : من كنت مولاه
فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه » (٣٣) الحديث بطوله . وعن عبدالله بن حنطب قال : « خطبنا
رسول الله بالجحفة فقال : ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى يا
__________________
____________________________________
رسول الله ، قال
فإني سائلكم عن اثنين : القرآن وعترتي »
(٣٤).
٤ ـ والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك
بالثقلين متواترة ، وطرقها عن بضع وعشرين صحابيا متضافرة. وقد صدع بها رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم في مواقف له شتى ، تارة يوم غدير خم كما سمعت ، وتارة يوم
عرفة في حجة الوداع ، وتارة بعد انصرافه من الطائف ، ومرة على منبره في المدينة ،
وأخرى في حجرته المباركة في مرضه ، والحجرة غاصة بأصحابه ، إذ قال : « أيها الناس
يوشك أن أقبض قبضا سريعا ، فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني
مخلف فيكم كتاب الله [ربي خ ل] عز
__________________
____________________________________
وجل ، وعترتي أهل
بيتي ، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال : « هذا علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لا
يفترقان حتى يردا علي الحوض » (٣٥) الحديث .
وقد اعترف بذلك جماعة من أعلام الجمهور ، حتى قال ابن حجر ـ إذ أورد حديث الثقلين
ـ : « ثم اعلم لحديث التمسك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا » (قال) :
ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه ، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع
بعرفة ، وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه ، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه. وفي
أخرى أنه قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من
الطائف كما مر (قال) : ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن
وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة » (٣٦) إلى آخر كلامه (٣٦).
__________________
____________________________________
............................
____________________________________
١
ـ أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع).
.......................
____________________________________
٢٣
ـ عمرو بن العاص.
………………………….
____________________________________
………………………….
____________________________________
حديث الثقلين بألفاظ أخرى
وحسب أئمة العترة الطاهرة أن يكونوا عند
الله ورسوله بمنزلة الكتاب ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وكفى بذلك
حجة تأخذ بالاعناق إلى التعبد بمذهبهم ، فان المسلم لا يرتضي بكتاب الله بدلا ،
فكيف يبتغي عن اعداله حولا.
٥ ـ على أن المفهوم من قوله : « إني
تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي » إنما هو ضلال من لم يستمسك
بهما معا كما لا يخفى. ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وآله في حديث الثقلين عند
الطبراني : « فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فانهم
____________________________________
أعلم منكم » (٣٧). قال ابن حجر : « وفي
قوله صلى الله عليه وآله وسلم ـ فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ،
ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم ـ دليل على ان من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف
الدينية كان مقدما على غيره » إلى آخر كلامه
(٣٨).
٦ ـ ومما يأخذ بالاعناق إلى أهل البيت ،
ويضطر المؤمن إلى الانقطاع
__________________
____________________________________
في الدين إليهم ،
قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم « ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح
، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق »
(٣٩). وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح
من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق. وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني
إسرائيل من دخله غفر له
» (٤٠). وقوله صلى الله عليه وآله
__________________
____________________________________
.....................................
____________________________________
حديث السفينة بألفاظ أخرى
وسلم : « النجوم
أمان لاهل الارض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لامتي من الاختلاف (في الدين) فإذا
خالفتها قبيلة من العرب (يعني في أحكام الله عزوجل) اختلفوا فصاروا حزب إبليس (١)
» (٤١). هذا غاية ما في الوسع من
__________________
____________________________________
إلزام الامة
باتباعهم ، وردعها عن مخالفتهم. وما أظن في لغات البشر كلها أدل من هذا الحديث على
ذلك.
٧ ـ والمراد بأهل بيته هنا مجموعهم من
حيث المجموع باعتبار أئمتهم ، وليس المراد جميعهم على سبيل الاستغراق ، لان هذه
المنزلة ليست إلا لحجج الله والقوامين بأمره خاصة ، بحكم العقل والنقل. وقد اعترف
بهذا جماعة من أعلام الجمهور ، ففي الصواعق المحرقة لابن حجر : وقال بعضهم : «
يحتمل أن المراد بأهل البيت الذين هم أمان ، علماؤهم لانهم الذين يهتدى بهم
كالنجوم ، والذين إذا فقدوا جاء أهل الارض من الآيات ما يوعدون (قال) : « وذلك عند
نزول المهدي لما يأتي في أحاديثه ان عيسى
____________________________________
حديث أهل بيتي أمان لامتي
بألفاظ أخرى
يصلي خلفه ويقتل
الدجال في زمنه ، وبعد ذلك تتتابع الآيات » (٤٢) إلى آخر كلامه . وذكر في مقام آخر انه قيل لرسول الله
صلى الله عليه وآله : « ما بقاء الناس بعدهم ، قال : بقاء الحمار إذا كسر صلبه » (٤٣).
٨ ـ وأنت تعلم أن المراد بتشبيههم عليهمالسلام بسفينة نوح ، ان من
لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه وأصوله عن أئمتهم الميامين نجا من عذاب النار ، ومن
تخلف عنهم كان كمن آوى (يوم الطوفان) إلى جبل ليعصمه من أمر الله ، غير أن ذاك غرق
في الماء وهذا في الحميم والعياذ بالله. والوجه في تشبيههم عليهمالسلام بباب حطة هو أن
الله تعالى جعل ذلك الباب مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه ، وبهذا
كان سببا للمغفرة. وقد جعل انقياد هذه الامة لاهل بيت نبيها والاتباع لائمتهم
مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة. وهذا وجه
الشبه ، وقد حاوله ابن حجر إذ قال
ـ بعد أن أورد هذه الاحاديث وغيرها من
__________________
____________________________________
أمثالها ـ : « ووجه
تشبيههم بالسفينة ان من أحبهم وعظمهم شكرا لنعمة مشرفهم ، وأخذ بهدي علمائهم نجا ،
من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز
الطغيان ». إلى أن قال
: « وباب حطة ـ يعني ووجه تشبيههم بباب حطة ـ ان الله تعالى جعل دخول ذلك الباب
الذي هو باب أريحاء أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سببا للمغفرة ، وجعل لهذه
الامة مودة أهل البيت سببا لها » (٤٤) اهـ. والصحاح في وجوب اتباعهم متواترة ، ولا
سيما من طريق العترة الطاهرة (٤٥) ولولا خوف السأم ، لاطلقنا في استقصائها عنان
القلم ، لكن الذي ذكرناه كاف لما أردناه ... والسلام.
ش
__________________
____________________________________
المراجعة ٩
|
١٧ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
طلب
المزيد من النصوص في هذه المسألة
أطلق عنان القلم ، ولا تخف من سأم ، فان
أذني لك صاغية ، وصدري رحب ، وأنا في أخذ العلم عنك على جمام من نفسي ، وارتياح من
طبعي ، وقد ورد علي من أدلتك وبيناتك ما استأنف نشاي ، واطلق عن نفسي عقال السأم ،
فزدني من جوامع كلمك ، ونوابغ حكمك ، فإني ألتمس في كلامك ضوال الحكمة ، وانه
لاندى على فؤادي من زلال الماء ، فزدني منه لله أبوك زدني ، والسلام.
س
المراجعة ١٠
|
١٩ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
لمعة
من النصوص كافية
لئن تلقيت مراجعتي بأنسك ، وأقبلت عليها
وأنت على جمام من نفسك
____________________________________
فطالما عقدت آمالي
بالفوز ، وذيلت مسعاي بالنجح ، وان من كان طاهر النية ، طيب الطوية ، متواضع النفس
، مطرد الخلق ، رزين الحصاة ، متوجا بالعلم ، محتبيا بنجاد الحلم ، لحقيق بأن
يتمثل الحق في كلمه وقلمه ، ويتجلى الانصاف والصدق في يده وفمه.
وما أولاني بشكرك ، وامتثال امرك ، إذ
قلت زدني وهل فوق هذا من لطف وعطف وتواضع ، فلبيك لبيك لانعمن والله عينيك فأقول :
أخرج الطبراني في الكبير ، والرافعي في
مسنده بالاسناد إلى ابن عباس قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، من
سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي ،
وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا
فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله
شفاعتي
» (٤٥).
__________________
____________________________________
وأخرج مطير ، والبارودي ، وابن جرير ،
وابن شاهين ، وابن منده ، من طريق اسحاق ، عن زياد بن مطرف قال : « سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول : من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي
وعدني ربي ، وهي جنة الخلد فليتول عليا وذريته من بعده ، فانهم لن يخرجوكم باب هدى
، ولن يدخلوكم باب ضلالة »
(٤٧).
__________________
____________________________________
ومثله حديث زيد بن أرقم قال : « قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من يريد أن يحيا حياتي ، ويموت موتي ، ويسكن
جنة الخلد التي وعدني ربي ، فليتول علي بن أبي طالب ، فانه لن يخرجكم من هدى ، ولن
يدخلكم في ضلالة
» (٤٧).
وكذلك حديث عمار بن ياسر قال : « قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم : أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ،
فمن تولاه
__________________
____________________________________
فقد تولاني ، ومن
تولاني فقد تولى الله ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضه
فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل
» (٤٩). وعن عمار أيضا مرفوعا : « اللهم من آمن بي وصدقني ، فليتول علي بن أبي
طالب ، فان ولايته ولايتي ، وولايتي ولاية الله تعالى » (٥٠).
وخطب صلى الله عليه وآله مرة فقال : «
يا أيها الناس إن الفضل والشرف والمنزلة والولاية لرسول الله وذريته ، فلا تذهبن
بكم
__________________
____________________________________
الاباطيل » (٥١) وقال صلى الله عليه وآله وسلم :
« في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين ،
وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى الله ، فانظروا من
توفدون
» (٥٢). وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا
عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم
» (٥٣). وقال
__________________
____________________________________
صلى الله عليه وآله
: « واجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، ولا
يهتدي الرأس إلا بالعينين
» (٥٤). وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « الزموا مودتنا أهل البيت ، فانه من لقي
الله وهو يودنا ، دخل الجنة بشفاعتنا ؛ والذي نفسي بيده ، لا ينفع عبدا إلا بمعرفة
حقنا » (٥٥).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « معرفة آل محمد براءة
__________________
____________________________________
من النار ، وحب آل
محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب » (٥٦) وقال صلى الله عليه وآله وسلم :
« لا تزول قدما عبد ـ يوم القيامة ـ حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه ، وعن
جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ، ومن أين اكتسبه ، وعن محبتنا أهل البيت » (٥٧). وقال
__________________
____________________________________
صلى الله عليه وآله
وسلم : « فلو أن رجلا صفن ـ صف قدميه ـ بين الركن والمقام ، فصلى وصام ، وهو مبغض
لآل محمد دخل النار (١) » (٥٨). وقال
__________________
____________________________________
صلى الله عليه وآله
: « من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له
، ألا ومن مات على حب آل
__________________
____________________________________
التحذير من بغض أهل البيت (ع)
محمد مات تائبا ،
ألا ومن ما مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان ، ألا ومن مات على حب آل
محمد بشره ملك الموت بالجنة ، ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى
الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره
بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات
____________________________________
على حب آل محمد جعل
الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة
والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه : آيس
من رحمة الله ... إلى آخر خطبته العصماء
» (٥٩) التي أراد صلى الله عليه وآله أن يرد بها شوارد الاهواء ، ومضامين هذه
الاحاديث كلها متوارة (٦٠) ولا سيما من طريق العترة الطاهرة (٦١) وما كان لتثبت
لهم هذه المنازل ، لولا أنهم حجج الله البالغة (٦٢) ومناهل شريعته
__________________
____________________________________
السائغة ، والقائمون
مقام رسول الله في أمره ونهيه ، والممثلون له بأجلى مظاهر هديه ، فالمحب لهم بسبب
ذلك محب لله ولرسوله ، والمبغض لهم مبغض لهما (٦٣) وقد قال صلى الله عليه وآله
وسلم : « لا يحبنا [أهل البيت] إلا مؤمن تقي ، ولا يبغضنا إلا منافق شقي » (٦٤) ولذا قال فيهم الفرزدق :
من معشر حبهم دين وبغضهم
|
|
كفر وقربهم منجى ومعتصم
|
إن عد أهل التقى
كانوا أئمتهم أو قيل من خير أهل الارض قيل هم (٦٥)
وكان أمير المؤمنين (ع) يقول : « إني
وأطائب أرومتي ، وأبرار عترتي ، أحلم الناس صغارا وأعلم الناس كبارا ، بنا ينفي
الله الكذب ، وبنا يعقر الله أنياب الذئب الكلب ، وبنا يفك الله عنتكم ،
__________________
____________________________________
وينزع ربق أعناقكم ،
وبنا يفتح الله ويختم
» (٦٦). وحسبنا في إيثارهم على من سواهم ، إيثار الله عزوجل إياهم ، حتى جعل
الصلاة عليهم جزءا من الصلاة المفروضة على جميع عباده ، فلا تصح بدونها صلاة أحد
من العالمين ، صديقا كان أو ذا نور أو نورين أو أنوار ، بل لابد لكل من عبدالله
بفرائضه ، أن يعبده في أثنائها بالصلاة عليهم (٦٧) كما يعبده بالشهادتين ، وهذه
منزلة عنت لها وجوه الامة ، وخشعت أمامها أبصار من ذكرتم من الائمة ، قال الامام
الشافعي رضي الله عنه :
يا أهل بيت رسول الله حبكم
|
|
فرض من الله في القرآن أنزله
|
كفاكم من عظيم الفضل أنكم
|
|
من لم يصل عليكم لا صلاة له (٦٨)
|
__________________
____________________________________
ولنكتف الآن بهذا القدر ، مما جاء في
السنة المقدسة من الادلة على وجوب الاخذ بسنتهم ، والجري على أسلوبهم ، وفي كتاب
الله عزوجل آيات محكمات توجب ذلك أيضا ، أوكلناها إلى شاهد لبكم ومرهف ذهنكم وأنتم
ممن تكفيه اللمحة الدالة ، ويستغني بالرمز عن الاشارة ، والحمد لله رب العالمين.
ش
المراجعة ١١
|
٢٠ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ الاعجاب بما أوردناه
من السنن الصريحة
٢
ـ الدهشة في الجمع بينها وبين ما عليه الجمهور.
٣
ـ الاستظهار بالتماس الحجج من الكتاب.
تشرفت بكتابك الجليل ، سديد المناهج
متسنى التحصيل ، ملأت الدلو
__________________
____________________________________
به إلى عقد الكرب ،
وتحدرت فيه تحدر السيل من رؤوس الجبال ، قلبت فيه طرفي ، وتأملته مليا فرأيتك بعيد
المستمر
، ثبتا في الغدر
، شديد العارضة
غرب اللسان .
٢ ـ وحين أغرقت في البحر عن حجتك ،
وأمعنت في التنقيب عن أدلتك ، رأيتني في أمر مريج ، أنظر في حججك فأراها ملزمة ،
وفي بيناتك فأجدها مسلمة ، وانظر في أئمة العترة الطاهرة فإذا هي بمكانة من الله
ورسوله ، يخفض لها جناح الذل هيبة وإجلالا ، ثم أنظر إلى جمهور أهل القبلة والسواد
الاعظم من ممثلي هذه الملة ، فإذا هم مع أهل البيت على خلاف ما توجبه ظواهر تلك
الادلة ، فأنا أؤامر مني نفسين
: نفسا تنزع إلى متابعة الادلة ، وأخرى تفزع إلى الاكثرية من أهل القبلة ، قد بذلت
لك الاولى قيادها ، فلا تنبو في يديك ، ونبت عنك الاخرى بعنادها ، فاستعصت عليك.
٣ ـ فهل لك أن تستظهر عليها بحجج من
الكتاب قاطعة تقطع عليها وجهتها ، وتحول بينها وبين الرأي العام ، ولك السلام.
س
__________________
المراجعة ١٢
|
٢٢ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
حجج
الكتاب
إنكم ـ بحمد الله ـ ممن وسعوا الكتاب
علما ، وأحاطوا بجليه وخفيه خبرا ، فهل نزل من آياته الباهرة ، في أحد ما نزل في
العترة الطاهرة؟ هل حكمت محكماته بذهاب الرجس عن غيرهم؟ وهل لاحد من العالمين كآية تطهيرهم؟ (٦٩) هل حكم بافتراض المودة لغيرهم
محكم
____________
آية التطهير
.....................
________________________
.......................
________________________
.........................
________________________
اختصاص أهل البيت
بعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع)
........................
________________________
………………….
________________________
أهل البيت
علي وفاطمة والحسن والحسين
باعتراف أم سلمة زوج النبي
وهي خارجة عنهم
………………….
________________________
اعتراف
عائشة زوجة النبي (ص) أن أهل البيت هم : علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) :
التنزيل (٧٠)
__________________
____________________________________
آية المودة
:
...................................
____________________________________
وهل هبط بآية
المباهلة بسواهم جبرائيل؟
(٧١)
__________________
____________________________________
...................................
____________________________________
................................
____________________________________
هل أتى هل أتى بمدح سواهم
|
|
لا ومولى بذكرهم حلاها (٧٣)
|
__________________
(١) إشارة إلى نزول سورة الدهر فيهم وفي
أعدائهم ، ومن أراد الوقوف على جلية الامر في كل من آية التطهير وآية المباهلة
وآية المودة في القربى وسورة الدهر ، فعليه بكلمتنا الغراء فانها الشفاء من كل داء
وبها رد جماح الاعداء وزجر غراب الجهلاء والحمد لله. (منه قدس)
قصة الاطعام
____________________________________
أليسوا حبل الله الذي قال : (واعتصموا بحبل
الله جميعا ولا تفرقوا)
(٧٣)
__________________
____________________________________
آية الاعتصام
والصادقين الذين قال : (وكونوا مع
الصادقين)
(٧٤) ،
__________________
____________________________________
آية الصادقين
وصراط الله الذي قال : (وإن هذا صراطي
مستقيما فاتبعوه)
(٧٦) وسبيله الذي قال : (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم
عن سبيله)
(٧٧) وأولي
الامر
__________________
____________________________________
الذين قال : (يا أيها الذين
آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم)
(٧٨) وأهل الذكر الذين قال : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا
__________________
____________________________________
أولو الأمر
تعلمون)
(٧٩) والمؤمنين الذين قال : (ومن يشاقق الرسول من بعد ما
تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم)
(٨٠)
__________________
(٢) أخرج ابن مردويه في تفسير الآية أن
المراد بمشاققة الرسول هنا انما هي المشاقة في شأن علي ، وان الهدى في قوله : من
بعد ما تبين له الهدى إنما هو شأنه عليهالسلام.
وأخرج العياشي في تفسيره نحوه. والصحاح متواترة من طريق العترة الطاهرة في ان سبيل
المؤمنين انا هو سبيلهم عليهمالسلام.
(منه قدس)
____________________________________
أهل الذكر
آية المنازعة
والهداة الذين قال :
(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)
(٨١) أليسوا من الذين
__________________
(١) أخرج الثعلبي في تفسيره هذه الآية
من تفسيره الكبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله (ص) يده على
صدره وقال : أنا المنذر وعلي الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون ، وهذا هو الذي
أخرجه غير واحد من المفسرين وأصحاب السنن عن ابن عباس وعن محمد بن مسلم قال : سألت
أبا عبدالله (جعفر الصادق) عن هذه الآية ، فقال : كل إمام هاد في زمانه ، وقال
الامام أبوجعفر الباقر في تفسيرها : المنذر رسول الله ، والهادي علي ، ثم قال :
والله ما زالت فينا إلى الساعة. اهـ. (منه قدس)
____________________________________
الانذار والهداية
أنعم الله عليهم ،
وأشار في السبع المثاني والقرآن العظيم إليهم ، فقال : (اهدنا الصراط
المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم)
(٨٢) وقال :
(ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)
(٨٣) ألم
يجعل لهم الولاية العامة؟ ألم
__________________
(٢) أئمة أهل البيت من سادات الصديقين
والشهداء والصالحين بلا كلام. (منه قدس)
____________________________________
الصراط المستقيم
يقصرها بعد الرسول
عليهم؟ فاقرأ : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله
هم الغالبون)
(٨٤) ألم
يجعل المغفرة لمن تاب
__________________
____________________________________
آية الولاية
وآمن وعمل صالحا
مشروطة بالاهتداء إلى ولايتهم إذ يقول. (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل
صالحا ثم اهتدى)
(٨٥) ألم
تكن ولايتهم من الامانة
__________________
____________________________________
آية الغفران
التي قال الله تعالى
: (إنا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين
أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا)
(٨٦) ألم تكن من السلم الذي أمر الله بالدخول فيه فقال : (يا أيها الذين
آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان)
(٨٧)
__________________
____________________________________
آية الامانة
آية السلم
أليست هي النعيم
الذي قال الله تعالى : (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)
(٨٨)، ألم يؤمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغها؟ ألم يضيق عليه في ذلك
بما يشبه التهديد من الله عزوجل حيث يقول : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل
إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي
القوم الكافرين)
(٨٩) ألم
يصدع رسول
__________________
____________________________________
آية النعيم
آية التبليغ
الله (ص) بتبليغها
عن الله يوم الغدير حيث هضب خطابه ، وعب عبابه فأنزل الله يومئذ : (اليوم أكملت لكم
دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
(٩٠) ألم تر كيف فعل ربك يومئذ بمن جحد ولايتهم علانية ،
__________________
____________________________________
آية الاكمال
وصادر بها رسول الله
جهرة فقال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو
أئتنا بعذاب أليم. فرماه الله بحجر من سجيل كما فعل من قبل بأصحاب الفيل ، وأنزل
في تلك الحال : (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين
ليس له دافع) (٩١) وسيسأل الناس
عن ولايتهم يوم يبعثون
____________
آية العذاب
كما جاء في تفسير
قوله تعالى : (وقفوهم انهم مسؤولون)
(٩٢) ولا غرو
__________________
(١) أخرج الديلمي « كما في تفسير هذه
الآية من الصواعق » عن ابي سعيد الخدري ان النبي قال : وقفوهم انهم مسؤولون عن
ولاية علي. وقال الواحدي ـ كما في تفسيرها من الصواعق ايضا ـ : روي في قوله تعالى
وقفوهم إنهم مسؤولون أي عن ولاية علي وأهل البيت « قال » لان الله امر نبيه ان
يعرف الخلق انه لا يسألهم على تبيلغ الرسالة أجرا إلا المودة في القربى ، « قال »
والمعنى انهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي أم أضاعوها وأهملوها
فتكون عليهم المطالبة والتبعة ، انتهى كلام الواحدي. وحسبك ان ابن حجر عدها في
الباب ١١ من الصواعق في الآيات النازلة فيهم ، فكانت الآية الرابعة وقد أطال
الكلام فيها ، فراجع. (منه قدس)
____________________________________
فإن ولايتهم لمما
بعث الله به الأنبياء وأقام عليه الحجج والأوصياء ، كما جاء في تفسير قوله تعالى :
(واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا)
(٩٣) بل هي
مما أخذ الله به العهد من عهد ، ألست بربكم ، كما جاء في تفسير قوله تعالى : (وإذ أخذ ربك من
بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على
__________________
(١) حسبك ما أخرجه في تفسيرها ابونعيم
الحافظ في حليته ، وما أخرجه كل من الثعلبي والنيسابوري والبرقي في معناها من
تفاسيرهم ، وما رواه ابراهيم بن محمد الحمويني وغيره من اهل السنة ، ودونك ما رواه
ابوعلي الطبرسي في تفسيرها من مجمع البيان عن أمير المؤمنين ، وفي الباب ٤٤ والباب
٤٥ من غاية المرام سنن في هذا المعنى تثلج الاوام. (منه قدس)
____________________________________
الارسال
أنفسهم
ألست بربكم قالوا بلى)
(٩٤) وتلقى
آدم من ربه كلمات التوسل بهم فتاب عليه
(٩٥)
__________________
آية الشهادة
آية التوبة
وما كان الله
ليعذبهم
(٩٦) وهم أمان أهل الارض ووسيلتهم إليه (٩٧) فهم الناس المحسودون الذين قال الله
فيهم : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم ار من فضله)
(٩٨) وهم الراسخون في
__________________
____________________________________
الرسول أمان
العلم الذين قال : (والراسخون في
العلم يقولون آمنا به)
(٩٩) وهم
رجال الأعراف الذين قال : (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا
بسيماهم)
(١٠٠) ورجال الصدق الذين قال : (من المؤمنين رجال
__________________
____________________________________
آية الاعراف
صدقوا
ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً)
(١٠١) ورجال التسبيح الذين قال الله تعالى : (يسبح له
__________________
____________________________________
الصادقون
فيها
بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء
الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار)
(١٠٢)
__________________
____________________________________
البيوت المقدسة
وبيوتهم هي التي
ذكرها الله عز وجل فقال : (في بيوت اذن الله ان ترفع
ويذكر فيها اسمه)
(١٠٣) وقد
جعل الله مشكاتهم في آية النور مثلا
__________________
____________________________________
لنوره (١٠٤) (وله المثل الأعلى في السموات
والأرض وهو العزيز الحكيم)
وهم (والسابقون السابقون
أولئك المقربون)
(١٠٥) وهم
__________________
____________________________________
النور
السابقون
الصديقون (١٠٦). والشهداء والصالحون ، وفيهم وفي
أوليائهم قال الله
__________________
____________________________________
الصديقون
تعالى : (وممن خلقنا أمة
يهدون بالحق وبه يعدلون)
(١٠٧) وقال
في حزبهم وحزب أعدائهم : (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب
الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون)
(١٠٨) ،
وقال في الحزبين أيضا : (أم
__________________
____________________________________
نجعل
الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض أم نجعل المتقين كالفجار)
(١٠٩) وقال فيهما أيضا : (أم حسب الذين اجترحوا السيئات
أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)
(١١٠) وقال فيهم وفي شيعتهم : (إن
__________________
____________________________________
المتقون والفجار
المؤمنون والفاسقون
الذين
آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) (١١١) وقال
__________________
____________________________________
خير البرية
فيهم وفي خصومهم : (هذان خصمان
اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم) (١١٢)
__________________
____________________________________
الخصومة
وفيهم وفي عدوهم نزل
: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين
آمنوا وعملوا الصحالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون * وأما الذين
فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب
النار الذي كنتم به تكذبون)
(١١٣)
__________________
____________________________________
بين المؤمن والفاسق
................
__________________
____________________________________
وفيهم وفيمن فاخرهم
بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام أنزل الله تعالى : (أجعلتم سقاية
الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا
يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين)
(١١٤) وفي جميل بلائهم وجلال عنائهم قال الله تعالى :
____________
____________________________________
السقاية والايمان
(ومن الناس من يشري نفسه
ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد)
(١١٥) وقال
: (ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم
__________________
____________________________________
الفدائي الاول
................
__________________
____________________________________
جناية على الاسلام
بأن
لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة
والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو
الفوز العظيم * التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون
بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) (الذين ينفقون أموالهم بالليل
والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
(١١٦) وقد صدقوا بالصدق فشهد لهم الحق تبارك اسمه
__________________
____________________________________
الانفاق في السر
فقال : (والذي جاء بالصدق
وصدق به أولئك هم المتقون)
(١١٧)
__________________
____________________________________
المصدق الاول
فهم رهط رسول الله
المخلصون وعشيرته الاقربون الذين اختصهم الله بجميل رعايته وجليل عنايته فقال : (وأنذر عشيرتك
الاقربين)
(١١٨)
__________________
____________________________________
آية الانذار
وهم أولوا الارحام ،
(وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) (١١٩) وهم المرتقون يوم القيامة إلى
درجته ، الملحقون به في دار جنات النعيم بدليل قوله تعالى : (والذين آمنوا
واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء)
(١٢٠) وهم ذوو
__________________
____________________________________
آية الارحام
الذرية الصالحة
الحق الذي صدع
القرآن بإيتائه : (وآت ذا القربى حقه) (١٢١) وذوو الخمس الذي لا تبرأ الذمة
إلا بأدائه : (واعلموا أنما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي
القربى)
(١٢٢) وأولوا الفيء : (ما أفاء
____________________________________
آية القربى
آية الخمس
الله
على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى) (١٢٣) وهم أهل البيت المخاطبون بقوله
تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا)
(١٢٤) وآل ياسين الذين حياهم الله في الذكر الحكيم فقال : (سلام على إل ياسين) (١٢٥) وآل
__________________
آية الفيء
آية التطهير
محمد الذين فرض الله
على عباده الصلاة والسلام عليهم فقال : (ان الله وملائكته يصلون على
النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
(١٢٦) فقالوا : يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه ؛
__________________
____________________________________
الصلاة على النبي (ص)
فكيف الصلاة عليك؟
قال : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ... الحديث ، فعلم بذلك ان الصلاة عليهم جزء
من الصلاة المأمور بها في هذه الآية ، ولذا عدها العلماء من الآيات النازلة فيهم ،
حتى عدها ابن
____________________________________
حجر في الباب ١١ من
صواعقه في آياتهم
عليهمالسلام
فـ (طوبى لهم وحسن مآب) (١٢٧) (جنات عدن مفتحة لهم الابواب) (١٢٨).
من يباريهم وفي الشمس معنى
|
|
مجهد متعب لمن باراها (١٢٩)
|
فهم المصطفون من عباد الله ، السابقون
بالخيرات بإذن الله ، الوارثون كتاب الله الذين قال الله فيهم : (ثم أورثنا الكتاب
الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه [وهو
الذي لا يعرف الائمة]
ومنهم مقتصد [وهو الموالي للائمة] ومنهم سابق بالخيرات بإذن
الله
__________________
آية حسن المآب
[وهو الامام] ذلك هو الفضل الكبير)
(١٣٠) وفي هذا القدر من آيات فضلهم كفاية ، وقد قال ابن عباس : نزل في علي وحده
ثلاثمئة آية
(١٣١) ، وقال غيره نزل فيهم ربع القرآن (١٣٢) ولا غرو فانهم وإياه
__________________
____________________________________
الشقيقان لا يفترقان
، فأكتف الآن بما تلوناه عليك من آيات محكمات هن أم الكتاب ، خذها في سراح ورواح ،
ينفجر منها عمود الصباح ، خذها رهوا سهوا ، وعفوا صفوا ، خذها من خبير عليه سقطت ،
ولا ينبئك مثل خبير ، والسلام.
ش
المراجعة ١٣
|
٢٣ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
قياس
ينتج ضعف الروايات في نزول تلك الآيات
لله مراعف يراعك ، ومقاطر أقلامك ، ما
أرفع مهارقها
عن مقام المتحدي والمعارض ، وما أمنع وضائعها
عن نظر الناقد والمستدرك ، تتجارى أضابيرها
إلى غرض واحد ، وتتوارد أضاميمها
في طريق قاصد ، فلا ترد مراسيمها على سمع ذي لب فتصدر إلا عن استحسان.
__________________
____________________________________
أما مرسومك الاخير فقد سال أتيه وطفحت أواذيه جئت فيه بالآيات المحكمة ، والبينات
القيمة ، فخرجت من عهدة ما أخذ عليك ، ولم تقصر في شيء مما عهد به اليك ، فالراد
عليك سيء اللجاج ، صلف الحجاج ، يماري في الباطل ويتحكم تحكم الجاهل.
وربما اعترض بأن الذين رووا نزول تلك
الآيات فيما قلتم إنما هم رجال الشيعة ، ورجال الشيعة لا يحتج اهل السنة بهم ،
فماذا يكون الجواب (١٣٣) ، تفضلوا به إن شئتم ولكم الشكر، والسلام.
س
المراجعة ١٤
|
٢٤ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ بطلان قياس المعترض
٢
ـ المعترض لا يعلم حقيقة الشيعة
٣
ـ امتيازهم في تغليظ حرمة الكذب في الحديث
١ ـ الجواب ان قياس هذا المعترض باطل ،
وشكله عقيم ، لفساد كل من صغراه وكبراه.
__________________
____________________________________
أما الصغري وهي قوله : « ان الذين رووا
نزول تلك الآيات انما هم من رجال الشيعة » فواضحة الفساد ، يشهد بهذا ثقات اهل
السنة الذين رووا نزولها فيما قلناه ، ومسانيدهم تشهد بأنهم اكثر طرقا في ذلك من
الشيعة كما فصلناه في كتابنا تنزيل الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة. وحسبك
غاية المرام المنتشر في بلاد الاسلام (١٣٤).
وأما الكبرى وهي قوله : « إن رجال
الشيعة لا يحتج اهل السنة بهم » فأوضح فسادا من الصغرى ؛ تشهد بهذا اسانيد أهل
السنة وطرقهم المشحونة بالمشاهير من رجال الشيعة ، وتلك صحاحهم الستة وغيرها تحتج
برجال من الشيعة ، وصمهم الواصمون بالتشيع والانحراف ، ونبذوهم بالرفض والخلاف ،
ونسبوا اليهم الغلو والافراط والتنكب عن الصراط ، وفي شيوخ البخاري رجال من الشيعة
نبزوا بالرفض ، ووصموا بالبغض ، فلم يقدح ذلك في عدالتهم عند البخاري وغيره ، حتى
احتجوا بهم في الصحاح بكل ارتياح ، فهل يضغى بعد هذا إلى قول المعترض : « إن رجال
الشيعة لا يحتج اهل السنة بهم » كلا.
٢ ـ ولكن المعترضين لا يعلمون ، ولو
عرفوا الحقيقة لعلموا ان الشيعة إنما جروا على منهاج العترة الطاهرة ، واتسموا
بسماتها ، وانهم لا يطبعون إلا على غرارها ، ولا يضربون إلا على قالبها ، فلا نظير
لمن
____________________________________
اعتمدوا عليه من
رجالهم في الصدق والامانة ، ولا قرين لمن احتجوا به من ابطالهم في الورع والاحتياط
، ولا شبيه لمن ركنوا اليه من ابدالهم في الزهد والعبادة وكرم الاخلاق ، وتهذيب
النفس ومجاهدتها ومحاسبتها بكل دقة آناء الليل واطراف النهار ، لا يبارون في الحفظ
والضبط والاتقان ، ولا يجارون في تمحيص الحقائق والبحث عنها بكل دقة واعتدال ، فلو
تجلت للمعترض حقيقتهم ـ بما هي في الواقع ونفس الامر ـ لناط بهم ثقته ، والقى
اليهم مقاليده ، لكن جهله بهم جعله في أمرهم كخابط عشواء ، أو راكب عمياء في ليلة
ظلماء ، يتهم ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني (١٣٥) وصدوق المسلمين محمد بن علي
بن بابويه القمي (١٣٦) وشيخ الامة محمد بن الحسن بن علي الطوسي (١٣٧) ويستخف بكتبهم
المقدسة ـ وهي مستودع علوم آل
____________________________________
الكليني
الصدوق
الطوسي
محمد صلى الله عليه
وآله ـ ويرتاب في شيوخهم ابطال العلم وابدال الارض الذين قصروا اعمارهم على النصح
لله تعالى ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وآله ولائمة المسلمين ولعامتهم.
٣ ـ وقد علم البر والفاجر حكم الكذب عند
هؤلاء الابرار ، والالوف من مؤلفاتهم المنتشرة تلعن الكاذبين ، وتعلن ان الكذب في
الحديث من الموبقات الموجبة لدخول النار (١٣٨) ، ولهم في تعمد الكذب في الحديث حكم
قد امتازوا به حيث جعلوه من مفطرات الصائم ، وأوجبوا القضاء والكفارة على مرتكبه
في شهر رمضان (١٣٩) كما أوجبوهما بتعمد سائر المفطرات ، وفقههم وحديثهم صريحان
بذلك ، فكيف يتهمون بعد هذا في حديثهم ، وهم الابرار الاخيار ، قوامون الليل
صوامون النهار. وبماذا كان الابرار من شيعة آل محمد وأوليائهم متهمين ، ودعاة
الخوارج والمرجئة والقدرية غير متهمين لو لا التحامل الصريح ، أو الجهل القبيح.
نعوذ بالله من الخذلان ، وبه نستجير من سوء عواقب الظلم والعدوان ، ولا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم ، والسلام.
ش
____________________________________
المراجعة ١٥
|
٢٥ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ لمعان بوارق الحق
٢
ـ التماس التفصيل في حجج السنة من رجال الشيعة
١ ـ كان كتابك الاخير محكم التنسيق ،
ناصع التعبير ، عذب الموارد ، جم الفوائد ، قريب المنال ، رحيب المجال ، بعيد الامد
، واري الزند ؛ صعدت فيه نظري وصوبته ، فلمعت من مضامينه بوارق نجحك ، ولاحت لي
أشراط فوزك.
٢ ـ لكنك لما ذكرت احتجاج أهل السنة
برجال الشيعة أجملت الكلام ، ولم تفصل القول في ذلك ، وكان الاولى ان تذكر أولئك
الرجال بأسمائهم ، وتأتي بنصوص اهل السنة على كل من تشيعهم والاحتجاج بهم ، فهل لك
الآن ان تأتي بذلك ، لتتضح أعلام الحق ، وتشرق أنوار اليقين ، والسلام.
س
المراجعة ١٦
|
٢ ذي القعدة سنة
١٣٢٩
|
مئة
من أسناد الشيعة في إسناد السنة
نعم آتيك ـ في هذه العجالة ـ بما أمرت ،
مقتصرا على ثلة ممن شدت
__________________
اليهم الرحال ،
وامتدت نحوهم الاعناق ، على شرط ان لا أكلف بالاستقصاء (١٤٠) فإنه مما يضيق عنه
الوسع في هذا الاملاء ، وإليك أسماءهم وأسماء آبائهم مرتبة على حروف الهجاء.
أ
١
ـ ابان بن تغلب ـ بن رباح القارئ
الكوفي ، ترجمه الذهبي في ميزانه فقال : ـ ابان بن تغلب م عو ـ الكوفي شيعي جلد ،
لكنه صدوق ، فلنا صدقه ، وعليه بدعته. (قال) : وقد وثقه أحمد بن حنبل ؛ وابن معين
، وأبوحاتم. وأورده ابن عدي وقال : كان غاليا في التشيع. وقال السعدي : زائغ
مجاهر. إلى آخر ما حكاه الذهبي عنهم في أحواله (١٤١) وعده ممن احتج بهم مسلم ،
وأصحاب السنن الاربعة ـ أبوداود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة (١٤٢) ـ حيث
وضع على. ودونك حديثه في صحيح مسلم ، والسنن
__________________
____________________________________
اسمه رموزهم. ودونك
حديثه في صحيح مسلم ، والسنن الاربع عن الحكم والاعمش ، وفضيل بن عمرو ، روى عنه
عند مسلم ، سفيان بن عيينة ، وشعبة ، وادريس الاودي. مات رحمه الله سنة احدى
وأربعين ومئة.
٢
ـ ابراهيم بن يزيد ـ بن عمرو بن الاسود
بن عمرو النخعي الكوفي الفقيه ، وأمه مليكة بنت يزيد بن قيس ، كأنوا جميعا كعميهم
: علقمة ، وأبي ، ابني قيس : من اثبات المسلمين ، واسناد اسانيدهم الصحيحة ، احتج
بهم اصحاب الصحاح الستة وغيرهم ، مع الاعتقاد بأنهم شيعة.
أما ابراهيم بن يزيد صاحب العنوان فقد
عده ابن قتيبة في معارفه (١٤٣)
من رجال الشيعة ، وأرسل ذلك ارسال المسلمات. ودونك
__________________
____________________________________
حديثه في كل من
صحيحي البخاري ومسلم عن عم امه علقمة ابن قيس ، وعن كل من همام بن الحارث ، وابي
عبيدة بن عبدالله بن مسعود ، وعن عبيدة ، والاسود بن يزيد ـ وهو خاله ـ وحديثه في
صحيح مسلم عن خاله عبدالرحمن بن يزيد ، وعن سهم بن منجاب ، وأبي معمر ، وعبيد بن
نضلة ، وعابس. وروى عنه في الصحيحين منصور ، والاعمش ، وزبيد ، والحكم ، وابن عون.
روى عنه في صحيح مسلم ، فضيل بن عمرو ، ومغيرة ، وزياد بن كليب ، وواصل ، والحسن
بن عبيدالله وحماد بن ابي سليمان ، وسماك.
ولد ابراهيم سنة خمسين ، ومات سنة ست أو
خمس وتسعين ، بعد موت الحجاج باربعة اشهر.
٣
ـ أحمد بن المفضل ـ بن الكوفي الحفري
أخذ عنه ابوزرعة ، وأبوحاتم ، واحتجا به ، وهما يعلمان مكانه في الشيعة ، وقد صرح
ابو حاتم بذلك حيث قال ـ كما في ترجمة أحمد من الميزان ـ : كان أحمد بن المفضل من
رؤساء الشيعة صدوقا. وقد ذكره الذهبي في ميزانه (١٤٤) ووضع على اسمه رمز أبي داود
، والنسائي إشارة إلى احتجاجهما به ، ودونك حديثه في صحيحيهما (١٤٥) عن الثوري.
وله عن اسباط بن نصر واسرائيل.
____________________________________
٤
ـ اسماعيل بن ابان ـ الازدي الكوفي
الوراق ، شيخ البخاري في صحيحه ، ذكره الذهبي في الميزان (١٤٦) بما يدل على احتجاج
البخاري والترمذي به في صحيحيهما (١٤٧) وذكر أن يحيى واحمد أخذا عنه ، وان البخاري
قال : صدوق ، وان غيره قال : كان يتشيع ، وانه توفي سنة ٢٨٦ لكن القيسراني ذكر ان
وفاته كانت سنة ست عشرة ومئتين ، وروى عنه البخاري بلا واسطة في غير موضع من صحيحه
، كما نص عليه القيسراني وغيره.
٥
ـ اسماعيل بن خليفة ـ الملائي الكوفي ،
وكنيته ابواسرائيل وبها يعرف ، ذكره الذهبي في باب الكنى من ميزانه (١٤٨) فقال :
كان شيعيا بغيضا من الغلاة الذين يكفرون عثمان ، ونقل عنه من ذلك شيئا كثيرا لا
يلزمنا ذكره ، ومع هذا فقد اخرج عنه الترمذي في صحيحه وغير واحد من أرباب السنن (١٤٩).
وحسن أبوحاتم حديثه. وقال أبوزرعة : صدوق ، في رأيه غلو. وقال أحمد : يكتب حديثه.
وقال ابن معين مرة : هو ثقة. وقال الفلاس : ليس هو من اهل الكذب ، ودونك حديثه في
صحيح الترمذي وغيره ، عن الحكم بن عتيبة ، وعطية العوفي ، روى عنه
____________________________________
اسماعيل بن عمرو
البجلي ، وجماعة من اعلام تلك الطبقة ، وقد عده بن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه
ـ المعارف ـ.
٦
ـ اسماعيل بن زكريا ـ الاسدي الخلقاني
الكوفي. ترجمه الذهبي في ميزانه (١٥٠) فقال : ـ اسماعيل بن زكريا (ع) ـ الخلقاني
الكوفي صدوق شيعي ، وعده ممن احتج بهم اصحاب الصحاح الستة (١٥١) حيث وضع على اسمه
الرمز إلى اجتماعهم على ذلك. ودونك حديثه في صحيح البخاري عن محمد بن سوقة ،
وعبيدالله بن عمر ، وحديثه في صحيح مسلم عن سهيل ، ومالك بن مغول ، وغير واحد ،
اما حديثه عن عاصم الاحول فموجود في الصحيحين جميعا ، روى عنه محمد بن الصباح ،
وابوالربيع ، عندهما ، ومحمد بن بكار ، عند مسلم. مات سنة اربع وسبعين ومئة ببغداد
، وامره في التشيع ظاهر معروف حتى نسبوا اليه القول : بان الذي نادى عبده من جانب
الطور إنما هو علي بن أبي طالب ، وانه كان يقول : الاول والآخر والظاهر والباطن
علي بن أبي طالب ، وهذا من ارجاف المرجفين بالرجل لكونه من شيعة علي ، والمقدمين
له على من سواه. قال الذهبي في ترجمته من الميزان بعد نقل هذه الأباطيل عنه : لم
يصح عن الخلقاني هذا الكلام فانه من كلام الزنادقة. اهـ.
____________________________________
٧
ـ اسماعيل بن عباد ـ بن العباس الطالقاني
أبوالقاسم ، المعروف بالصاحب ابن عباد. ذكره الذهبي في ميزانه (١٥٢) فوضع على اسمه دت رمزا إلى
احتجاج ابي داود والترمذي به في صحيحيهما ثم وصفه : بأنه أديب بارع شيعي. قلت :
تشيعه مما لا يرتاب فيه أحد ، وبذلك نال هو وأبوه ما نالا من الجلالة والعظمة في
الدولة البويهية ، وهو أول من لقب بالصاحب من الوزراء ، لانه صحب مؤيد الدولة بن
بويه منذ الصبا فسماه الصاحب ، واستمر عليه هذا اللقب حتى اشتهر به ، ثم أطلق على
كل من ولي الوزارة بعده ، وكان أولا وزير مؤيد الدولة أبي منصور ابن ركن الدولة
ابن بويه ، فلما توفي مؤيد الدولة وذلك في شعبان سنة ٣٧٣ بجرجان ، استولى على
مملكته أخوه ابو الحسن علي المعروف بفخر الدولة فأقر الصاحب على وزارته ، وكان
معظما عنده ، نافذ الامر لديه ، كما كان أبوه عباد بن العباس وزيرا معظما عند أبيه
ركن الدولة ، نافذ الامر لديه ، ولما توفي الصاحب ـ وذلك ليلة الجمعة الرابع والعشرين
من صفر سنة خمس وثمانين وثلاث مئة بالري عن تسع وخمسين سنة ـ أغلقت له مدينة الري
، واجتمع الناس على باب قصره ينتظرون خروج جنازته ، وحضر فخر الدولة ومعه الوزراء
والقواد ، وغيروا لباسهم ، فلما خرج نعشه صاح الناس بأجمعهم صيحة واحدة ، وقبلوا
الارض تعظيما للنعش ، ومشى فخر الدولة في تشييع الجنازة كسائر الناس ، وقعد
__________________
____________________________________
للعزاء أياما ورثته
الشعراء ، وأبنته العلماء ، وأثنى عليه كل من تأخر عنه ، قال أبوبكر الخوارزمي :
نشأ ـ الصاحب بن عباد ـ من الوزارة في حجرها ، ودب ودرج من وكرها ، ورضع أفاويق
درها ، وورثها عن آبائه. كما قال ابو سعيد الرستمي في حقه :
ورث الوزارة كابرا عن كابر
|
|
موصولة الاسناد بالاسناد
|
يروي عن العباس عباد وزا
|
|
رته واسماعيل عن عباد
|
وقال لصاحب في ترجمة الصاحب من يتيمته :
ليست تحضرني عبارة أرضاها للافصاح عن علو محله في العلم والادب ، وجلالة شأنه في
الجود والكرم ، وتفرده بالغايات في المحاسن ، وجمعه أشتات المفاخر ، لان همة قولي
تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه ، وجهد وصفي يقصر عن أيسر فواضله ومساعيه. ثم
استرسل في بيان محاسنه وخصائصه (١٥٣). وللصاحب مؤلفات جليلة منها كتاب المحيط في
اللغة في سبع مجلدات رتبه على حروف المعجم ، وكان ذا مكتبة لا نظير لها. كتب اليه
نوح ابن منصور أحد ملوك بني سامان يستدعيه ليفوض اليه وزارته وتدبير أمر مملكته ،
فاعتذر اليه : بأنه يحتاج لنقل كتبه خاصة إلى أربع مئة جمل ، فما الظن بغيرها ،
وفي هذا القدر من أخباره كفاية.
٨
ـ اسماعيل بن عبدالرحمن ـ بن أبي كريمة
الكوفي المفسر
____________________________________
المشهور المعروف
بالسدي. قال الذهبي في ترجمته من الميزان : (١٥٤) رمي بالتشيع ، ثم روي عن حسين بن
واقد المروزي : انه سمعه يشتم أبا بكر وعمر. ومع ذلك فقد أخذ عنه الثوري وابوبكر
بن عياش ، وخلق من تلك الطبقة. واحتج به مسلم واصحاب السنن الاربعة (١٥٥) ووثقه
أحمد. وقال ابن عدي : صدوق. وقال يحيى القطان : لا بأس به. وقال يحيى ابن سعيد :
ما رأيت احدا يذكر السدي الا بخير « قال » وما تركه أحد. ومر ابراهيم النخعي
بالسدي وهو يفسر القرآن فقال : أما انه يفسر تفسير القوم. وإذا راجعت احوال السدي
في ميزان الاعتدال تجد تفصيل ما اجملناه. ودونك حديث السدي في صحيح مسلم عن انس بن
مالك ، وسعد بن عبيدة ، ويحيى بن عباد. روى عنه عند مسلم ، وأرباب السنن الاربعة ،
أبوعوانة ، والثوري ، والحسن بن صالح ، وزائدة ، واسرائيل ، فهو شيخ هؤلاء الاعلام
، مات سنة سبع وعشرين ومئة.
٩
ـ اسماعيل بن موسى ـ الفزاري الكوفي. قال
ابن عدي ـ كما في ميزان الذهبي ـ : أنكروا منه غلوا في التشيع. وقال عبدان ـ كما
في الميزان ايضا ـ : أنكر علينا هناد ، وابن ابي شيبة ، ذهابنا اليه. وقال : أيش
عملتم عند ذاك الفاسق الذي يشتم السلف!؟ ومع هذا فقد اخذ عنه
____________________________________
ابن خزيمة ،
وأبوعروبة خلائق ، كان شيخهم من تلك الطبقة ، كأبي داود ، والترمذي ، إذ اخذا عنه
واحتجا به ، في صحيحيهما ، وقد ذكره ابو حاتم فقال : صدوق. وقال النسائي : ليس به
بأس. كل ذلك موجود في ترجمته من ميزان الذهبي (١٥٦).
ودونك حديثه في صحيح الترمذي ، وسنن ابي
داود (١٥٧) عن مالك ، وشريك ، وعمر بن شاكر صاحب انس. مات سنة خمس وأربعين ومئتين
، وهو ابن بنت السدي ، وربما كان ينكر ذلك ، والله أعلم.
ت
١٠
ـ تليد بن سليمان ـ الكوفي الاعرج ،
ذكره ابن معين فقال : كان يشتم عثمان ، فسمعه بعض أولاد موالي عثمان فرماه فكسر
رجليه. وذكره ابو داود فقال : رافضي يشتم أبا بكر وعمر. ومع ذلك كله فقد أخذ عنه
أحمد ، وابن نمير ، واحتجا به وهما يعلمانه شيعيا قال احمد : تليد شيعي لم نر به
بأسا. وذكره الذهبي في ميزانه (١٥٨) ، فنقل من أقوال العلماء فيه ما قد ذكرناه ،
ووضع على اسمه رمز الترمذي ، اشارة إلى أنه من رجال أسانيده. ودونك حديثه في صحيح
الترمذي (١٥٩) عن عطاء ابن السائب ، وعبدالملك بن عمير.
____________________________________
ث
١١
ـ ثابت بن دينار ـ المعروف بأبي حمزة
الثمالي حاله في التشيع كالشمس. وقد ذكره في الميزان (١٦٠) فنقل ان عثمان ذكر مرة
في مجلس ابي حمزة فقال : من عثمان؟! استخفافا به ، ثم نقل ان السليماني عد ابا حمزة
في قوم من الرافضة ، وقد وضع الذهبي رمز الترمذي على اسم ابي حمزة ، إشارة إلى أنه
من رجال سنده ، وأخذ عنه وكيع ، وابو نعيم ، واحتجا به. ودونك حديثه في صحيح
الترمذي (١٦١) عن انس ، والشعبي ، وله عن غيرهما من تلك الطبقة. مات رحمه الله سنة
مئة وخمسين.
١٢
ـ ثوبر بن أبي فاخنة ـ أبوالجهم الكوفي ،
مولى أم هاني بنت ابي طالب.
ذكره الذهبي في ميزانه (١٦٢) فنقل القول
: بكونه رافضيا عن يونس بن ابي اسحاق ، ومع ذلك فقد أخذ عنه سفيان ، وشعبة ، وأخرج
____________________________________
له الترمذي في صحيحه
(١٦٣) عن ابن عمر ، وزيد بن أرقم. وكان في عصر الامام الباقر متمسكا بولايته
معروفا بذلك ، وله مع عمرو بن ذر القاضي ، وابن قيس الماصر ، والصلت بن بهرام
نادرة تشهد بهذا (١٦٤).
ج
١٣
ـ جابر بن يزيد ـ بن الحارث الجعفي
الكوفي. ترجمه الذهبي في ميزانه (١٦٥) فذكر انه أحد علماء الشيعة. ونقل عن سفيان
القول بأنه سمع جابرا يقول : انتقل العلم الذي كان في النبي صلى الله عليه وآله
وسلم إلى علي ، ثم انتقل من علي إلى الحسن ، ثم لم يزل حتى بلغ جعفرا (الصادق)
وكان في عصره (ع). وأخرج مسلم في أوائل صحيحه عن الجراح. قال سمعت جابرا يقول :
عندي سبعون الف حديث عن ابي جعفر « الباقر » عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
كلها (١٦٦). وأخرج عن زهير ؛ قال سمعت جابرا يقول : ان عندي لخمسين الف حديث ، ما
حدثت منها بشيء ـ قال ثم حدث يوما بحديث فقال : هذا من
____________________________________
الخمسين الفا (١٦٧)
وكان جابر اذا حدث عن الباقر يقول ـ كما في ترجمته من ميزان الذهبي ـ : حدثني وصي
الاوصياء. وقال ابن عدي ـ كما في ترجمة جابر من الميزان ـ : عامة ما قذفوه به أنه
كان يؤمن بالرجعة ، وأخرج الذهبي ـ في ترجمته من الميزان ـ بالاسناد إلى زائدة قال
: جابر الجعفي رافضي يشتم ، قلت : ومع ذلك فقد احتج به النسائي ، وابو داود (١٦٨)
فراجع حديثه في سجود السهو من صحيحيهما ، وأخذ عنه شعبة ، وأبو عوانة ، وعدة من
طبقتهما ، ووضع الذهبي علي اسمه ـ حيث ذكره في الميزان ـ رمزي ابي داود والترمذي
إشارة إلى كونه من رجال أسانيدهما ، ونقل عن سفيان القول : بكون جابر الجعفي ورعا
في الحديث ، وانه قال : ما رأيت أورع منه ، وان شعبة قال : جابر صدوق. وانه قال
أيضا كان جابر اذا قال أنبأنا ، وحدثنا ، وسمعت ، فهو من أوثق الناس ، وان وكيعا
قال : ما شككتم في شئ فلا تشكوا أن جابر الجعفي ثقة ، وان ابن عبدالحكم سمع
الشافعي يقول : قال سفيان الثوري لشعبة : لئن تكلمت في جابر الجعفي لاتكلمن فيك.
مات جابر سنة ثمان او سبع وعشرين ومئة ، رحمه الله تعالى (١٦٩).
____________________________________
١٤
ـ جرير بن عبدالحميد ـ الضبي الكوفي ، عده
ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه ـ المعارف ـ وأورده الذهبي في الميزان (١٧٠)
فوضع عليه الرمز إلى اجتماع أهل الصحاح على الاحتجاج به ، وأثنى عليه فقال : عالم
اهل الري صدوق ، يحتج به في الكتب ، نقل الاجماع على وثاقته. ودونك حديثه في صحيحي
البخاري ومسلم (١٧١) عن الاعمش ، ومغيرة ، ومنصور ، واسماعيل بن ابي خالد ، وابي
اسحاق الشيباني ، روى عنه في الصحيحين قتيبة ابن سعيد ، ويحيى بن يحيى ، وعثمان بن
ابي شيبة. مات رحمه الله تعالى بالري سنة سبع وثمانين ومئة عن سبع وسبعين سنة.
١٥
ـ جعفر بن زياد ـ الاحمر الكوفي ذكره
ابوداود فقال : صدوق شيعي. وقال الجوزجاني : مائل عن الطريق ـ أي لتشيعه مائل عن
طريق الجوزجاني إلى طريق اهل البيت ـ وقال ابن عدي : صالح شيعي. وقال حفيده الحسين
بن علي بن جعفر بن زياد : كان جدي جعفر من رؤساء الشيعة بخراسان ، فكتب فيه ابو
جعفر الدوانيقي ـ فأشخص اليه في ساجور
مع جماعة من الشيعة فحبسهم في المطبق دهرا. أخذ عنه ابن
__________________
____________________________________
عيينة ، ووكيع
وابوغسان المهدي ، ويحيى بن بشر الحريري ، وابن مهدي ، فهو شيخهم. وقد وثقه ابن
معين وغيره ، وقال أحمد : صالح الحديث. وذكره الذهبي في الميزان (١٧٢) ونقل من
أحواله ما قد سمعت ، ووضع على اسمه رمز الترمذي ، والنسائي ، إشارة إلى احتجاجهما
به. ودونك حديثه في صحيحيهما (١٧٣) عن بيان بن بشر ، وعطاء بن السائب. وله عن
جماعة آخرين من تلك الطبقة. مات رحمه الله سنة سبع وستين ومئة.
١٦
ـ جعفر بن سليمان ـ الضبعي البصري أبوسليمان
، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه
، وذكره ابن سعد فنص على تشيعه ووثاقته (١٧٤) ونسبه أحمد بن المقدام إلى الرفض ،
وذكره ابن عدي فقال : هو شيعي أرجو أنه لا بأس به ، وأحاديثه ليست بالمنكرة ، وهو
عندي ممن يحمد أن يقبل حديثه. وقال أبوطالب سمعت أحمد يقول : لا بأس بجعفر بن
سليمان الضبعي ، فقيل لاحمد : ان سليمان بن حرب يقول : لا يكتب حديثه ، فقال : لم
يكن ينهى عنه ، وانما كان جعفر يتشيع ، فيحدث بأحاديث في علي ... الخ وقال ابن
معين : سمعت من عبد الرزاق كلاما استدللت به على ما قيل عنه من المذهب ، فقلت له :
ان أساتذتك كلهم أصحاب
__________________
____________________________________
سنة ، معمر ، وابن
جريح ، والاوزاعي ، ومالك وسفيان ، فعمن أخذت هذا المذهب؟ فقال : قدم علينا جعفر
ابن سليمان الضبعي ، فرأيته فاضلا حسن الهدي ، فأخذت عنه هذا المذهب ـ مذهب التشيع
ـ قلت : لكن محمد بن أبي بكر المقدمي كان يرى العكس ، فيصرح بأن جعفرا إنما أخذ
الرفض عن عبدالرزاق ، ولذا كان يدعو عليه فيقول : فقدت عبدالرزاق ما أفسد بالتشيع
جعفرا غيره. واخرج العقيلي بالاسناد إلى سهل بن أبي خدوثة ، قال : قلت لجعفر بن
سليمان : بلغني أنك تشتم أبا بكر وعمر. فقال : أما الشتم فلا ، ولكن البغض ما شئت
؛ واخرج ابن حبان في الثقات بسنده إلى جرير بن يزيد بن هارون ، قال : بعثني أبي
إلى جعفر الضبعي فقلت له : بلغني انك تسب أبا بكر وعمر. قال : أما السب فلا ، ولكن
البغض ما شئت ، فإذا هو رافضي ... الخ. وترجم الذهبي جعفرا في الميزان فذكر من
أحواله كلما سمعت ، ونص على انه كان من العلماء الزهاد على تشيعه (١٧٥) وقد احتج
به مسلم في صحيحه (١٧٦) وأخرج عنه أحاديث قد انفرد بها ، كما نص عليه الذهبي ،
وأشار إليها في ترجمة جعفر. ودونك حديثه في الصحيح عن ثابت البناني ، والجعد بن
عثمان ، وأبي عمران الجوني ، ويزيد بن الرشك ، وسعيد الجريري ، روى عنه قطن بن
نسير ، ويحيى بن يحيى ،
____________________________________
وقتيبة ، ومحمد بن
عبيد بن حساب ، وابن مهدي ، ومسدد. وهو الذي حدث عن يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن
عمران بن حصين ، قال : « بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سرية استعمل عليهم عليا
... الحديث ، وفيه ـ : ما تريدون من علي ، علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن
بعدي » (١٧٧) أخرجه النسائي في صحيحه ، ونقله ابن عدي عن صحيح النسائي ، نص الذهبي
على ذلك في أحوال جعفر من الميزان. مات في رجب سنة ثمان وسبعين ومئة ، رحمه الله
تعالى.
١٧
ـ جميع بن عميرة ـ بن ثعلبة الكوفي
التيمي ، تيم الله. ذكره أبوحاتم ـ كما في آخر ترجمته من الميزان ـ (١٧٨) فقال :
كوفي صالح الحديث ، من عتق الشيعة. وذكره ابن حبان فقال ـ كما في الميزان أيضاً ـ :
رافضي. قلت : أخذ عنه العلاء بن صالح ، وصدقة بن المثنى ، وحكيم بن جبير ، فهو
شيخهم. وله في السنن ثلاثة أحاديث ، وحسن الترمذي له (١٧٩). نص على ذلك الذهبي في
الميزان، وهو من التابعين ، سمع ابن عمر ، وعائشة ، ومما رواه عن ابن عمر : أنه
سمع رسول الله يقول لعلي :
____________________________________
« أنت أخي في الدنيا والآخرة
» (١٨٠).
١٨
ـ الحارث بن حصيرة ـ أبوالنعمان الازدي
الكوفي. ذكره أبوحاتم الرازي. فقال : هو من الشيعة العتق. وذكره أبوأحمد الزبيري ،
فقال : كان يؤمن بالرجعة. وذكره ابن عدي، فقال : يكتب حديث على ما رأيته من ضعفه ،
وهو من المحترقين بالكوفة في التشيع. وقال ذنيج : سألت جريرا أرأيت الحارث بن
حصيرة؟ قال : نعم رأيته شيخا كبيرا ، طويل السكوت ، يصر على أمر عظيم. وذكره يحيى
بن معين، فقال : ثقة خشبي ، ووثقه النسائي أيضا ، وحمل عنه الثوري ، ومالك بن مغول
، وعبدالله بن نمير ، وطائفة من طبقتهم ، كان شيخهم ومحل ثقتهم. وترجمه الذهبي في
ميزانه (١٨١) ، فذكر كل ما نقلناه من شؤونه. ودونك حديثه في السنن (١٨٢) عن زيد بن
وهب ، وعكرمة ، وطائفة من طبقتهما ، أخرج النسائي من طريق عباد بن يعقوب الرواجني
، عن عبدالله بن عبدالملك المسعودي ، عن الحارث بن حصيرة ، عن زيد بن وهب ، قال
سمعت عليا يقول : « أنا عبدالله وأخو رسوله ، لا يقولها بعدي إلا كذاب » (١٨٣)
وروى الحارث بن حصيرة ، عن
____________________________________
أبي داود السبيعي ،
عن عمران بن حصين ، قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي إلى
جنبه ، إذ قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (أمن يجيب المضطر إذا دعاه
ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض)
، فارتعد علي ، فضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده على كتفه ، وقال : « ولا
يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق(١٨٤) إلى يوم القيامة » أخرجه المحدثون كمحمد
بن كثير ، وغيره عن الحارث بن حصيرة ، ونقله الذهبي في ترجمة نفيع بن الحارث بهذا
الاسناد ، وحين أتى في أثناء السند على ذكر الحارث بن حصيرة ، قال : صدوق لكنه
رافضي (١٨٥).
١٩
ـ الحارث بن عبدالله ـ الهمداني ، صاحب
أمير المؤمنين وخاصته ، كان من أفضل التابعين، وأمره في التشيع غني عن البيان ،
وهو أول من عدهم ابن قتيبة في معارفه ، من رجال الشيعة ، وقد ذكره الذهبي في
ميزانه (١٨٦) : فاعترف بأنه من كبار علماء التابعين ، ثم نقل عن ابن
____________________________________
حبان القول : بكونه
غاليا في التشيع ، ثم أورد من تحامل القوم عليه ـ بسبب ذلك ـ شيئا كثيرا، ومع هذا
فقد نقل اقرارهم بأنه كان من أفقه الناس ، وافرض الناس ، وأحسب الناس ، لعلم
الفرائض ، واعترف بأن حديث الحارث موجود في السنن الاربعة (١٨٧) وصرح بأن النسائي
مع تعنته في الرجال قد احتج بالحارث ، وقوى أمره ، وان الجمهور مع توهينهم أمره
يروون حديثه في الابوب كلها ، وان الشعبي كان يكذبه ، ثم يروي عنه. قال في الميزان
: والظاهر انه يكذبه في لهجته وحكاياته ، وأما في الحديث النبوي فلا. قال في
الميزان : وكان الحارث من أوعية العلم ، ثم روى في الميزان ـ عن محمد بن سيرين أنه
قال : كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم أدركت منهم أربعة ، وفاتني الحارث
فلم أره ، وكان يفضل عليهم وكان أحسنهم (قال) : ويختلف في هؤلاء الثلاثة أيهم أفضل
، علقمة ومسروق وعبيدة ، أهـ. قلت : وقد سلط الله على الشعبي من الثقات الاثبات من
كذبه واستخف به جزاءا وفاقا ، كما نبه على ذلك ابن عبدالبر في كتابه ـ جامع بيان
العلم ـ حيث أورد كلمة إبراهيم النخعي الصريحة في تكذيب الشعبي ، ثم قال ما هذا لفظه : وأظن الشعبي عوقب لقوله
في الحارث الهمداني : حدثني الحارث وكان أحد الكذابين ـ قال ابن عبدالبر ـ ولم يبن
من الحارث كذب ، وإنما نقم عليه افراطه في حب علي ، وتفضيله له على غيره
__________________
____________________________________
(قال) ومن هاهنا
كذبه الشعبي ، لان الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر ، وإلى انه أول من أسلم ، وتفضيل
عمر. اهـ. قلت : وان ممن تحامل على الحارث محمد بن سعد ، حيث ترجمه في الجزء ٦ من
طبقاته (١٨٨) فقال : « إن له قول سوء » وبخسه حقه ؛ كما جرت عادته مع رجال الشيعة
، إذ لم ينصفهم في علم ، ولا في عمل ، والقول السيء الذي نقله ابن سعد عن الحارث :
إنما هو الولاء لآل محمد ، والاستبصار بشأنهم ، كما أشار إليه ابن عبدالبر فيما
نقلناه من كلامه. كانت وفاة الحارث سنة خمس وستين ، رحمه الله تعالى.
٢٠
ـ حبيب بن أبي ثابت ـ الاسدي الكاهلي
الكوفي التابعي ، عده في رجال الشيعة كل من ابن قتيبة في معارفه ، والشهرستاني في
كتاب ـ الملل والنحل ـ وذكره الذهبي في ميزانه (١٨٩) ، ووضع على اسمه رمز الصحاح
الستة (١٩٠) إشارة إلى احتجاجها به ، وقال : قد احتج به كل من أفراد الصحاح بلا
تردد (قال) : ووثقه
____________________________________
يحيى بن معين.
وجماعة. قلت : وإنما تكلم فيه الدولابي ، وعده من المضعفين ، لمجرد تشيعه وقد
أدهشني ابن عون حيث لم يجد وجها للطعن في حبيب ونفسه تأبى إلا انتقاصه ، فكان يعبر
عنه بالاعور ، ولا نقص بعور العين ، وإنما النقص بالفحشاء والكلمة العوراء ، ودونك
حديث حبيب في صحيحي البخاري ومسلم عن سعيد بن جبير ، وأبي وائل. أما حديثه عن زيد
بن وهب ، ففي صحيح البخاري فقط. وله في صحيح مسلم عن محمد بن علي بن عبدالله بن
عباس وعن طاووس ، والضحاك المشرقي ، وأبي العباس بن الشاعر. وأبي المنهال
عبدالرحمن ، وعطاء بن يسار وابراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، ومجاهد. روى عنه في
الصحيحين مسعر ، والثوري ، وشعبة. وروى عنه في صحيح مسلم ، سليمان الاعمش ، وحصين
، وعبدالعزيز ابن سياه وأبواسحاق الشيباني. مات رحمه الله تعالى سنة تسع عشرة
ومئة.
٢١
ـ الحسن بن حي ـ واسم حي صالح بن
صالح الهمداني ، أخو علي بن صالح وكلاهما من أعلام الشيعة ، ولدا توأما ، وكان علي
تقدمه بساعه ، فلم يسمع أحد أخاه الحسن يسميه باسمه قط ، وإنما كان يكنيه بقول :
قال أبومحمد ، نقل ذلك ابن سعد في أحوال علي من الجزء ٦ من طبقاته. وذكرهما الذهبي
في ميزانه فقال في احوال الحسن : كان أحد الاعلام ، وفيه بدعة تشيع ، وكان يترك
الجمعة ، ويرى الخروج على الولاة الظلمة ، وذكر انه كان لا يترحم على عثمان. وذكره
ابن سعد في الجزء ٦ من الطبقات فقال : كان ثقة صحيح الحديث كثيره ، وكان متشيعا.
اهـ. وذكره الامام ابن قتيبة في أصحاب الحديث من كتابه ـ المعارف ـ مصرحا بتشيعه ،
ولما ذكر رجال الشيعة في أواخر
ـ المعارف ـ عد
الحسن منهم (١٩١). احتج به مسلم واصحاب السنن (١٩٢) ، ودونك حديثه في صحيح مسلم ،
عن كل من سماك بن حرب ، واسماعيل السدي ، وعاصم الاحول ، وهارون بن سعد. وقد اخذ
عنه عبيد الله بن موسى العبسي ، ويحيى بن آدم ، وحميد بن عبدالرحمن الرواسي ، وعلي
بن الجعد ، وأحمد بن يونس ؛ وسائر أعلام طبقتهم. وذكر الذهبي في ترجمته من الميزان
: ان ابن معين وغيره وثقوه، وان عبدالله بن أحمد نقل عن أبيه : ان الحسن أثبت من
شريك وذكر الذهبي ان أبا حاتم قال : انه ثقة ، حافظ ، متقن ، وان أبا زرعة قال :
اجتمع فيه اتقان ، وفقه ، وعبادة ، وزهد ، وان النسائي وثقه ، وأن أبا نعيم قال :
كتبت عن ثمانمئة محدث ، فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح ، وانه قال : ما رأيت أحدا
إلا وقد غلط في شيء ، غير الحسن بن صالح ، وان عبيدة بن سليمان قال : إني أرى الله
يستحي أن يعذب الحسن بن صالح ، وان يحيى بن أبي بكير ، قال للحسن بن صالح : صف لنا
غسل
____________________________________
الميت ، فما قدر
عليه من البكاء ، وان عبيدالله بن موسى قال : كنت أقرأ على علي بن صالح ، فلما بلغت
: فلا تعجل عليهم ، سقط أخوه الحسن يخور كما يخور الثور ، فقام إليه علي فرفعه
ومسح وجهه ورش عليه وأسنده ، وان وكيعا قال : كان الحسن وعلي ابنا صالح ، وامهما
قد جزأوا الليل ثلاثة أجزاء ، فكل واحد يقوم ثلثا ، فماتت امهما فاقتسما الليل
بينهما ، ثم مات علي فقام الحسن الليل كله ، وان أبا سليمان الداراني قال : ما
رأيت أحدا الخوف أظهر على وجهه من الحسن بن صالح قام ليلة بعم يتساءلون فغشي عليه
، فلم يختمها إلى الفجر (١٩٣). ولد رحمه الله تعالى سنة مئة ، ومات سنة تسع وستين
ومئة.
٢٢
ـ الحكم بن عتيبة ـ الكوفي ، نص على تشيعه
ابن قتيبة ، وعده من رجال الشيعة في معارفه (١٩٤). احتج به البخاري ومسلم (١٩٥).
ودونك حديثهما في صحيحيهما عن كل من أبي جحيفة ، وإبراهيم النخعي ومجاهد ، وسعيد
بن جبير ، وله في صحيح مسلم عن عبدالرحمن بن
____________________________________
أبي ليلى ، والقاسم
بن مخيمرة ، وأبي صالح ، وذر بن عبدالله ، وسعيد بن عبدالرحمن بن أبزى ، ويحيى بن
الجزار ، ونافع مولى ابن عمر ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمارة بن عمير ، وعراك بن
مالك ، والشعبي ، وميمون بن مهران ، والحسن العرني ، ومصعب بن سعد ، وعلي بن
الحسين. روى عنه في الصحيحين : منصور ، ومسعر ، وشعبة. وروى عنه في صحيح البخاري
خاصة عبدالملك بن أبي غنية ، وروى عنه في صحيح مسلم خاصة كل من الاعمش ، وعمرو بن
قيس ، ورد بن أبي انيسة ، ومالك ابن مغول ، وابان بن تغلب ، وحمزة الزيات ، ومحمد
بن جحادة ، ومطرف ، وأبوعوانة ، مات سنة خمس عشرة ومئة عن خمس وستين سنة.
٢٣
ـ حماد بن عيسى ـ الجهني ، غريق
الجحفة ، ذكره أبوعلي في كتابه ـ منتهى المقال ـ وأورده الحسن بن علي بن داود في
مختصره المختص بأحوال الرجال ، وترجمه من علماء الشيعة أصحاب الفهارس والمعاجم (١٩٦)
وعده جميعا من الثقات الاثبات ، من أصحاب الائمة الهداة عليهمالسلام ، سمع من الامام
الصادق عليهالسلام
سبعين حديثا ، لكنه لم يرو منها سوى عشرين (١٩٧). وله كتب يرويها أصحابنا بالاسناد
إليه ، دخل مرة على أبي الحسن الكاظم عليهالسلام
، فقال له :
____________________________________
جعلت فداك : ادع
الله لي أن يرزقني دارا ، وزوجة ، وولدا ، وخادما ، والحج في كل سنة. فقال عليهالسلام : اللهم صل على
محمد وآل محمد وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة. قال حماد : فلما
اشترط خمسين علمت أني لا احج أكثر منها. قال : فحججت ثمان وأربعين سنة ، وهذي داري
رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر ، تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذا خادمي ، قد رزقت
كل ذلك. ثم حج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ، وخرج بعدها حاجا ، فزامل أبا
العباس النوفلي القصير ، فلما صار في موضع الاحرام ، دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله
الماء فغرق قبل أن يحج زيادة على الخمسين. وكانت وفاته رحمه الله تعالى سنة تسعة
ومئتين ، وأصله كوفي ، ومسكنه البصرة ، وعاش نيفا وسبعين سنة (١٩٨). وقد استقصينا
أحواله في كتابنا ـ مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام ـ وذكره الذهبي (١٩٩)
فوضع على اسمه ت ق اشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن (٢٠٠) ، وذكر أنه غرق سنة
ثمان ومئتين ، وانه يروي عن الصادق (ع) ، وتحامل عليه إذ نسب الطامات إليه ، كما
تحامل عليه من ضعفه لتشيعه ، والعجب من الدارقطني يضعفه ، ثم يحتج به في سننه (وكذلك
يفعلون).
٢٤
ـ حمران بن أعين ـ أخو زرارة ، كانا من
أثبات الشيعة وبحار علوم آل محمد ، وكانا من مصابيح الدجى ، وأعلام الهدى ،
منقطعين
____________________________________
إلى الامامين
الباقرين الصادقين ، ولهما مكانة عند الائمة من آل محمد صلى الله عليه وآله سامية.
أما حمران فقد ذكره الذهبي في ميزانه (٢٠١) فوضع على اسمه ق اشارة إلى من أخرج عنه
من أصحاب السنن (٢٠٢) ثم قال : روى عن أبي الطفيل وغيره ، وقرأ عليه حمزة ، كان
يتقن القرآن ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال أبوحاتم : شيخ. وقال أبوداود رافضي
إلى آخر كلامه.
٢٥
ـ خالد بن مخلد ـ القطواني أبوالهيثم
الكوفي ، شيخ البخاري في صحيحه ذكره ابن سعد في الجزء ٦ من طبقاته فقال : وكان متشيعا توفي بالكوفة في
النصف من المحرم سنة ثلاث عشرة ومئتين في خلافة المأمون ، وكان في التشيع مفرطا
وكتبوا عنه. اهـ. وذكره ابو داود فقال : صدوق لكنه يتشيع. وقال الجوزجاني : كان
شتاما معلنا بسوء مذهبه. وترجمه الذهبي ، في ميزانه (٢٠٣) ، فنقل عن ابي داود ،
وعن الجوزجاني ما نقلناه ، احتج به البخاري ومسلم في مواضع من صحيحيهما (٢٠٤).
__________________
____________________________________
ودونك حديثه في صحيح
البخاري عن المغيرة بن عبدالرحمن ، وحديثه في صحيح مسلم ، عن كل من محمد بن جعفر
بن ابي كثير ، ومالك بن انس ، ومحمد بن أنس ، ومحمد بن موسى ، اما حديثه عن سليمان
بن بلال ، وعلي بن مسهر فموجود في الصحيحين ، روى عنه البخاري بلا واسطة في مواضع
من صحيحه ، وروى عنه بواسطة محمد بن عثمان بن كرامة حديثين. أما مسلم فقد روى عنه
بواسطة ابي كريب ، واحمد بن عثمان الاودي والقاسم بن زكريا ، وعبد بن حميد ، وابن
ابي شيبة ، ومحمد بن عبدالله بن نمير. وأصحاب السنن كلهم يحتجون بحديثه وهم يعلمون
بمذهبه.
د
٢٦
ـ داود بن ابي عوف ـ أبوالحجاف ، ذكره
ابن عدي فقال : ليس هو عندي ممن يحتج به ، شيعي عامة ما يرويه في فضائل اهل البيت.
اهـ ..
فتأمل واعجب! وما ضر داود قول النواصب
بعد ان أخذ عنه السفيانان ، وعلي بن عابس ، وغيرهم من أعلام تلك الطبقة ، واحتج به
ابوداود والنسائي ، ووثقه أحمد ، ويحيى ، وقال النسائي : ليس به بأس. وقال ابوحاتم
: صالح الحديث. وذكره الذهبي في الميزان (٢٠٥) فنقل
____________________________________
من أقوالهم فيه ما
قد سمعت. ودونك حديثه في سنن ابي داود والنسائي (٢٠٦) عن أبي حازم الاشجعي ،
وعكرمة وله عن غيرهما.
ز
٢٧
ـ زبيد بن الحارث ـ بن عبدالكريم اليامي
الكوفي أبوعبد الرحمن ، ذكره الذهبي في ميزانه (٢٠٧) فقال : من ثقات التابعين فيه
تشيع ، ثم نقل القول بأنه ثبت عن القطان ، ونقل توثيقه عن غير واحد من أئمة الجرح
والتعديل. ونقل ابواسحاق الجوزجاني ما جرت به عادة الجوزجاني وسائر النواصب ، قال
: وكان من اهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ، هم رؤوس محدثي الكوفة ، مثل أبي
اسحاق ، ومنصور ، وزبيد اليامي ، والاعمش ، وغيرهم من أقرانهم ، احتملهم الناس
لصدق ألسنتهم في الحديث وتوقفوا عندما أرسلوا إلى آخر كلامه الذي أنطقه الحق به ـ والحق
ينطق منصفا وعنيدا ـ وما ضر هؤلاء الأعلام ، وهم رؤوس المحدثين في الاسلام ، إذا
لم يحمد الناصب مذهبهم في ثقل رسول الله وباب حطته ، وأمان اهل الارض من بعده
وسفينة نجاة أمته ، وماذا عليهم من الناصب الذي لا مندوحة له عن الوقوف على
أبوابهم ، ولا غنى به عن التطفل على موائد فضلهم.
إذا رضيت عني كرام عشيرتي
|
|
فلا زال غضبانا عليّ لئامها
|
____________________________________
لا يبالي هؤلاء الحجج بالجوزجاني
وأمثاله ، بعد ان احتج بهم أصحاب الصحاح وأرباب السنن كافة (٢٠٨). ودونك حديث زبيد
في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من أبي وائل ، والشعبي ، وابراهيم النخعي ، وسعد بن
عبيدة ، أما حديثه عن مجاهد فإنه في صحيح البخاري فقط. وله في صحيح مسلم عن مرة
الهمداني ، ومحارب بن دثار ، وعمارة بن عمير ، وابراهيم التيمي. روى عنه في
الصحيحين شعبة ، والثوري ، ومحمد بن طلحة. وروى عنه في صحيح مسلم ، زهير بن معاوية
، وفضيل بن غزوان ، والحسين النخعي. مات زبيد رحمه الله تعالى سنة أربع وعشرين
ومئة.
٢٨ ـ زيد بن الحباب ـ ابوالحسن
الكوفي التميمي ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه ـ المعارف ـ وذكره الذهبي
في الميزان (٢٠٩) فوصفه بالعابد الثقة الصدوق. ونقل توثيقه عن ابن معين وابن
المديني. ونقل القول : بأنه صدوق عن كل من أبي حاتم ، واحمد ، وذكر ان ابن عدي قال
: انه من اثبات الكوفيين لا يشك في صدقه. قلت : واحتج به مسلم ، ودونك حديثه في
صحيحه (٢١٠) عن معاوية بن صالح ،
____________________________________
والضحاك بن عثمان ،
وقرة بن خالد ، وابراهيم بن نافع ، ويحيى بن أيوب ، وسيف بن سليمان، وحسن بن واقد
، وعكرمة بن عمار ، وعبدالعزيز بن أبي سلمة ، وافلح بن سعيد. روى عنه ابن ابي شيبة
، ومحمد بن حاتم ، وحسن الحلواني ، واحمد بن المنذر ، وابن نمير ، وابن كريب ،
ومحمد بن رافع ، وزهير بن حرب ، ومحمد بن الفرج.
س
٢٩
ـ سالم بن ابي الجعد ـ الأشجعي الكوفي هو
أخوعبيد ، وزياد ، وعمران ، ومسلم بنو ابي الجعد. وذكرهم جميعا ابن سعد في الجزء ٦
من طبقاته
وقال عند ذكره لمسلم : كان ستة بنين لابي الجعد فكان اثنان منهم يتشيعان ـ وهما
سالم وعبيد ـ واثنان مرجئان ، واثنان يريان رأي الخوارج ، قال : فكان أبوهم يقول ،
مالكم ، أي بني قد خالف الله بينكم .
وقد نص جماعة عن الاعلام على تشيع سالم بن ابي الجعد. وعده ابن قتيبة في كتاب ـ المعارف
ـ من رجال
الشيعة وعده منهم الشهرستاني ايضا في كتابه ـ الملل والنحل ـ . وذكره الذهبي في ميزانه
__________________
____________________________________
(٢١١) فعده التابعين
؛ وذكر أن حديثه عن النعمان بن بشير وعن جابر ، موجود في الصحيحين. قلت : وحديثه
عن كل من انس بن مالك ، وكريب ، موجود في الصحيحين ايضا كما لا يخفى على
المتتبعين. قال الذهبي : وحديثه عن عبدالله بن عمرو ، وعن ابن عمر موجود في
البخاري. قلت : وموجود في صحيح البخاري حديثه عن ام الدرداء أيضا ، وموجود في صحيح
مسلم حديثه عن معدان بن أبي طلحة وابيه. روى عنه في الصحيحين كل من الاعمش ،
وقتادة ، وعمر بن مرة ، ومنصور ، وحصين بن عبدالرحمن. وله حديث عن علي اخرجه
النسائي ، وابوداود في سننهما (٢١٢). توفي سنة سبع أو ثمان وتسعين في ولاية سليمان
بن عبدالملك ، وقيل بل سنة مئة أو احدى ومئة في ولاية عمر بن عبدالعزيز ، والله
اعلم.
٣٠
ـ سالم بن ابي حفصة ـ العجلي الكوفي ، عده
الشهرستاني في كتابه ـ الملل والنحل ـ من رجال الشيعة. وقال الفلاس : ضعيف مفرط في
التشيع. وقال ابن عدي : عيب عليه الغلو ؛ وأرجو انه لا بأس به. وقال محمد بن بشير
العبدي. رأيت سالم بن ابي حفصة أحمق ، ذا لحية
____________________________________
طويلة ، يا لها من
لحية وهو يقول : وددت اني كنت شريك علي عليهالسلام
في كل ما كان فيه. وقال الحسين بن علي الجعفي : رأيت سالم بن ابي حفصة طويل اللحية
احمق ، وهو يقول : لبيك قاتل نعثل ، لبيك مهلك بني امية لبيك. وقال عمرو بن ذر
لسالم بن ابي حفصة : أنت قتلت عثمان؟ فقال : انا؟ قال : نعم انت ترضى بقتله ، وقال
علي بن المديني سمعت جريرا يقول : تركت سالم بن ابي حفصة لانه كان خصما للشيعة ـ اي
يخاصم لهم خصماءهم ـ وقد ترجمه الذهبي فنقل كل ما نقلناه من أقوالهم فيه. وذكره
ابن سعد في ص ٢٣٤ من الجزء ٦ من طبقاته ، فنقل : انه كان يتشيع تشيعا شديدا ، وانه
دخل مكة على عهد بني العباس وهو يقول : لبيك لبيك ، مهلك بني أمية لبيك ، وكان
رجلا مجهرا فسمعه داود بن علي فقال : من هذا؟ قالوا : سالم بن أبي حفصة ، وأخبروه
بأمره ورأيه اه. وذكر الذهبي في ترجمته من الميزان : انه كان في رؤوس من ينتقص
أبا بكر وعمر (٢١٣). ومع ذلك فقد أخذ عنه السفيانان ، ومحمد بن فضيل ، واحتج به
الترمذي في صحيحه ، ووثقه ابن معين. مات سنة سبع وثلاثين ومئة.
٣١
ـ سعد بن طريف ـ الاسكاف الحنظلي
الكوفي. ذكره الذهبي (٢١٤) فوضع على اسمه ت ق اشارة إلى من اخرج عنه من
____________________________________
ارباب السنن. ونقل
عن الفلاس القول : بأنه ضعيف يفرط في التشيع. قلت افراطه في التشيع لم يمنع
الترمذي وغيره عن الاخذ عنه (٢١٥). ودونك حديثه في صحيح الترمذي ، عن عكرمة ، وأبي
وائل. وله عن الاصبغ بن نباتة ، وعمران بن طلحة ، وعمير بن مأمون. روى عنه اسرائيل
، وحبان ، وابومعاوية (٢١٦).
٣٢
ـ سعيد بن اشوع ـ ذكره الذهبي في
ميزانه فقال ـ سعيد بن اشوع صح خ م ـ : قاضي الكوفة صدوق مشهور ـ قال النسائي :
ليس به بأس ، وهو سعيد بن عمرو بن اشوع صاحب الشعبي. وقال الجوزجاني : غال زائغ ،
زائد التشيع. اهـ.
قلت : وقد احتج به البخاري ومسلم في
صحيحيهما (٢١٧) ، وحديثه ثابت عن الشعبي في الصحيحين. روى عنه زكريا بن ابي زائدة
، وخالد الحذاء عند كل من البخاري ومسلم. توفي في ولاية خالد بن عبدالله.
٣٣
ـ سعيد بن خيثم ـ الهلالي ، قال
ابراهيم بن عبدالله بن الجنيد : قيل ليحيى بن معين إن سعيد بن خيثم شيعي ، فما
رأيك به؟ قال : فليكن شيعيا وهو ثقة. وذكره الذهبي في ميزانه (٢١٨) ، فنقل عن ابن
____________________________________
معين مضمون ما قد
سمعت ، ووضع على اسم سعيد رمز الترمذي والنسائي (٢١٩) إشارة إلى انهما قد اخرجا
عنه في صحيحيهما ، وذكر انه يروي عن يزيد ابن ابي زياد ، ومسلم الملائي. وقد روى
عنه ابن اخيه احمد بن رشيد.
٣٤
ـ سلمة بن الفضل ـ الابرش ، قاضي الري
، وراوي المغازي عن ابن اسحاق ، يكنى أبا عبدالله. قال ابن معين (كما في ترجمة
سلمة من الميزان) (٢٢٠) : سلمة الابرش رازي يتشيع قد كتب عنه وليس به بأس ، وقال
أبوزرعة ـ كما في الميزان ايضا ـ : كان أهل الري لا يرغبون فيه لسوء رأيه ، قلت :
بل لسوء رأيهم في شيعة أهل البيت. ذكره الذهبي في ميزانه ، ووضع على اسمه رمز ابي
داود والترمذي (٢٢١) إشارة إلى اعتمادهما عليه ، واخراجهما حديثه. قال الذهبي :
وكان صاحب صلاة وخشوع ، مات سنة احدى وتسعين ومئة. ونقل عن ابن معين : انه قال
كتبنا عنه ، وليس في المغازي أتم من كتابه (قال) وقال زنيح : سمعت سلمة الابرش
يقول : سمعت المغازي من ابن اسحاق مرتين ، وكتبت عنه من الحديث مثل المغازي.
٣٥
ـ سلمة بن كهيل ـ بن حصين بن كادح بن
اسد الحضرمي ، يكنى أبا يحيى ، عده من رجال الشيعة جماعة من علماء الجمهور ، كابن
____________________________________
قتيبة في معارفه والشهرستاني في الملل والنحل (٢٢٢) وقد احتج به اصحاب الصحاح الستة (٢٢٣)
وغيرهم ، سمع أبا جحيفة ، وسويد بن غفلة ، والشعبي ، وعطاء بن ابي رباح ، عند
البخاري ومسلم. وسمع جندب بن عبدالله ، وبكير بن الاشج ، وزيد بن كعب ، وسعيد بن
جبير ، ومجاهدا وعبدالرحمن بن يزيد ، وابا سلمة بن عبدالرحمن ، ومعاوية بن سويد ،
وحبيب بن عبدالله ، ومسلما البطين. روى عنه الثوري وشعبة عندهما. واسماعيل بن ابي
خالد عند البخاري ، وسعيد بن مسروق ، وعقيل بن خالد وعبدالملك بن ابي سليمان ،
وعلي بن صالح ، وزيد بن ابي أنيسة ، وحماد بن سلمة ، والوليد بن حرب ، عند مسلم.
مات يوم عاشوراء ، سنة احدى وعشرين ومئة.
٣٦
ـ سليمان بن صرد ـ الخزاعي الكوفي ،
كبير شيعة العراق في أيامه ، وصاحب رأيهم ومشورتهم ، وقد اجتمعوا في منزله حين
كاتبوا الحسين عليهالسلام
، وهو أمير التوابين من الشيعة ، الثائرين في الطلب بدم الحسين عليهالسلام ، وكانوا أربعة
آلاف عسكروا بالنخيلة مستهل
__________________
____________________________________
ربيع الثاني سنة خمس
وستين ، ثم ساروا إلى عبيدالله بن زياد ، فالتقوا بجنوده في أرض الجزيرة فقتتلوا
اقتتالا شديدا حتى تفانوا ، واستشهد يومئذ سليمان في موضع يقال له عين الوردة ،
رماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله ، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ، وحمل رأسه
ورأس المسيب بن نجبة إلى مروان بن الحكم ، وقد ترجمه ابن سعد في الجزء ٦ من طبقاته
وابن حجر في القسم الاول من اصابته ، وابن عبد البر في استيعابه (٢٢٤) ، وكل من
كتب في أحوال السلف وأخبار الماضين ترجموه وأثنوا عليه بالفضل والدين والعبادة ،
وكان له سن عالية ، وشرف وقدر وكلمة في قومه ، وهو الذي قتل حوشبا مبارزة بصفين ،
ذلك الطاغية من أعداء أمير المؤمنين ، وكان سليمان من المستبصرين بضلال أعداء أهل
البيت. احتج به المحدثون ، وحديثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله بلا واسطة ،
وبواسطة جبير بن مطعم موجود في كل من صحيحي البخاري ومسلم (٢٢٥) وقد روى عنه في كل
من الصحيحين ابواسحاق السبيعي ، وعدي ابن ثابت ، ولسليمان في غير الصحيحين عن أمير
المؤمنين ، وابنه الحسن المجتبى ، وأبي. وروى عنه في غير الصحيحين يحيى بن يعمر ،
وعبدالله ابن يسار ، وغيرهما.
____________________________________
٣٧
ـ سليمان بن طرخان ـ التيمي البصري ،
مولى قيس الامام أحد الاثبات ، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة (٢٢٦) وقد
احتج به أصحاب الصحاح الستة (٢٢٧) وغيرهم ، ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن انس
بن مالك ، وابي مجاز ، وبكر بن عبدالله ، وقتادة ، وابي عثمان النهدي. وله في صحيح
مسلم عن خلق غيرهم ، روى عنه في الصحيحين ابنه معتمر ، وشعبة ، والثوري ، وروى عنه
في صحيح مسلم جماعة آخرون. ومات سنة ثلاث واربعين ومئة.
٣٨
ـ سليمان بن قرم ـ بن معاذ ابوداود
الضبي الكوفي. ذكره ابن حبان ـ كما في ترجمة سليمان من الميزان (٢٢٨) فقال : كان
رافضيا غاليا. قلت : ومع ذلك فقد وثقه احمد بن حنبل ، وقال ابن عدي ـ كما في آخر
ترجمة سليمان من الميزان ـ : وسليمان بن قرم أحاديثه حسان ، وهو خير من سليمان بن
أرقم بكثير. قلت : وقد أخرج حديثه كل من مسلم ، والنسائي ، والترمذي ، وابو داود
في صحاحهم (٢٢٩) وحين ذكره
____________________________________
الذهبي في الميزان
وضع على اسمه رموزهم ، ودونك في صحيح مسلم حديث ابي الجواب عن سليمان بن قرم ، عن
الاعمش ، مرفوعا إلى رسول الله ، قال صلى الله عليه وآله وسلم « المرء مع من أحب »
(٢٣٠) وله في السنن عن ثابت ، عن انس مرفوعا : « طلب العلم فريضة على كل مسلم » (٢٣١)
وله عن الاعمش عن عمرو بن مرة ، عن عبدالله بن الحارث ، عن زهير بن الاقمر ، عن
عبدالله بن عمرو ، قال : كان الحكم بن أبي العاص يجلس إلى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ، وينقل حديثه إلى قريش ، فلعنه رسول الله صلى الله عليه وآله وما يخرج
من صلبه إلى يوم القيامة (٢٣٢).
٣٩
ـ سليمان بن مهران ـ الكاهلي الكوفي
الاعمش ، أحد شيوخ
____________________________________
الشيعة واثبات
المحدثين ، عدة في رجال الشيعة جماعة من جهابذة اهل السنة ، كالامام ابن تيمية في
ـ المعارف ـ والشهرستاني في كتاب الملل والنحل ـ (٢٣٣) وأمثالهما ، وقال الجوزجاني
ـ كما في ترجمة زبيد من ميزان الذهبي ـ : « كان من اهل الكوفة قوم لا يحمد الناس
مذاهبهم ، هم رؤوس محدثي الكوفة ، مثل ابي اسحاق ومنصور ، وزبيد اليامي ، والاعمش
، وغيرهم من أقرانهم ، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث » (٢٣٤) إلى آخر
كلامه الدال على حمقه ، وما على هؤلاء من غضاضة، اذا لم يحمد النواصب مذهبهم في
أداء أجر الرسالة بمودة القربى والتمسك بثقلي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وما
احتمل النواصب هؤلاء الشيعة لمجرد صدق ألسنتهم ، وإنما احتملوهم لعدم استغنائهم
عنهم ، إذ لو ردوا حديثهم لذهبت عليهم جملة الآثار النبوية ، كما اعترف به الذهبي
ـ في ترجمة ابان ـ بن تغلب من ميزانه ـ (٢٣٥) وأظن أن المغيرة ما قال أهلك اهل
الكوفة ابواسحاق واعمشكم إلا لكونهم شيعيين ، وإلا فان أبا اسحاق والاعمش كانا من
بحار العلم وسدنة الآثار النبوية ، وللاعمش نوادر تدل على جلالته ، فمنها ما ذكره
ابن خلكان في ترجمته من وفيات الاعيان ، قال : « بعث اليه هشام بن عبد الملك ان
اكتب لي مناقب عثمان ومساوي علي ، فأخذ الاعمش القرطاس وأدخلها في فم شاة فلاكتها
، وقال لرسوله : قل له هذا جوابه ،
____________________________________
فقال له الرسول :
انه قد آلى ان يقتلني إن لم آته بجوابك ، وتوسل اليه باخوانه ، فلما ألحوا عليه
كتب له : بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد ، فلو كان لعثمان مناقب اهل الارض ما
ضرتك ، فعليك بخويصة نفسك ، والسلام » (٢٣٦). ومنها ما نقله ابن عبدالبر ـ في باب
حكم قول العلماء بعضهم في بعض من كتابه جامع بيان العلم وفضله ـ عن علي بن خشرم قال : « سمعت الفضل
بن موسى يقول دخلت مع ابي حنيفة على الاعمش نعوده ، فقال ابوحنيفة : يا أبا محمد
لولا التثقيل عليك لعدتك اكثر مما أعودك ، فقال له الاعمش : والله انك علي لثقيل
وأنت في بيتك ، فكيف إذا دخلت علي! (قال) قال الفضل : فلما خرجنا من عنده قال
ابوحنيفة : ان الاعمش لم يصم رمضان قط ، قال ابن خشرم للفضل : ما يعني أبوحنيفة
بذلك؟ قال الفضل : كان الاعمش يتسحر على حديث حذيفة ». اهـ. قلت : بل كان يعمل
بقوله تعالى : (وَكُلُوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط
الاسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل). وروى صاحبا الوجيزة والبحار عن الحسن
بن سعيد النخعي ، عن شريك بن عبدالله القاضي ، قال : أتيت الاعمش في علته التي مات
فيها ، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة ، وابن أبي ليلى ، وابوحنيفة ،
فسألوه عن حاله فذكر ضعفا شديداً ، وذكر
__________________
____________________________________
ما يتخوف من خطيئاته
وأدركته رقة ، فأقبل عليه ابو حنيفة فقال له : يا أبا محمد اتق الله ، وانظر لنفسك
فقد كنت تحدث في علي بأحاديث لو رجعت عنها كان خيرا لك قال الاعمش : ألمثلي تقول
هذا ... (٢٣٧) ورد عليه فشتمه بما لا حاجة لنا بذكره ، وكان رحمه الله ـ كما وصفه
الذهبي في ميزانه (٢٣٨) أحد الائمة الثقات ، وكما قال ابن خلكان إذ ترجمه في
وفياته ، فقال : « كان ثقة عالما فاضلا » (٢٣٩) ، واتفقت الكلمة على صدقه وعدالته
وورعه ، واحتج به اصحاب الصحاح الستة وغيرهم (٢٤٠) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري
ومسلم عن كل من زيد بن وهب ، وسعيد بن جبير ، ومسلم البطين ، والشعبي ، ومجاهد ،
وابي وائل ، وابراهيم النخعي ، وابي صالح ذكوان ، وروى عنه عند كل منها شعبة ،
والثوري ، وابن عيينة ، وابو معاوية محمد ، وابوعوانة ، وجرير وحفص بن غياث ، ولد
الاعمش سنة إحدى وستين ، ومات سنة ثمان واربعين ومئة ، رحمه الله تعالى.
____________________________________
ش
٤٠
ـ شريك بن عبدالله ـ بن سنان بن انس
النخعي الكوفي القاضي ، عده الامام ابن قتيبة في رجال الشيعة وأرسل ذلك في كتابه
المعارف (٢٤١) ارسال المسلمات ، وأقسم عبدالله بن ادريس ـ كما في اواخر ترجمة شريك
من الميزان ـ بالله ان شريكا لشيعي (٢٤٢). وروى أبوداود الرهاوي ـ كما في الميزان
أيضا ـ انه سمع شريكا يقول : « علي خير البشر
فمن أبى فقد كفر (٢٤٣) » قلت : إنما أراد انه خير البشر بعد
__________________
____________________________________
رسول الله صلى الله
عليه وآله ، كما هو مذهب الشيعة ،. ولذا وصفه الجوزجاني ـ كما في الميزان أيضا ـ بأنه
مائل ولا ريب بكونه مائلا عن الجوزجاني إلى مذهب أهل البيت ، وشريك ممن روى النص
على امير المؤمنين حيث حدث ـ كما في الميزان ايضا ـ عن ابي ربيعة الايادي عن ابن
بريدة ، عن ابيه مرفوعا « لكل نبي وصي ووارث ، وان عليا وصيي ووارثي (٢٤٤) » وكان
مندفعا إلى نشر فضائل امير المؤمنين وارغام بني أمية بذكر مناقبه عليهالسلام ، حكى الحريري في
كتابه درة الغواص ـ كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان ـ : أنه كان لشريك جليس
من بني امية ، فذكر شريك في بعض الايام فضائل علي ابن ابي طالب ، فقال ذلك الاموي
: نعم الرجل علي ، فأغضبه ذلك وقال : ألعلي يقال نعم الرجل ولا يزاد على ذلك؟ (٢٤٥) واخرج ابن ابي شيبة ـ كما في
__________________
____________________________________
أواخر ترجمة شريك من
الميزان ـ عن علي بن حكيم عن علي بن قادم ، قال : جاء عتاب ورجل آخر إلى شريك ،
فقال له : ان الناس يقولون انك شاك ، فقال يا أحمق كيف أكون شاكا ، لوددت أني كنت
مع علي فخضبت يدي بسيفي من دمائهم (٢٤٦). ومن تتبع سيرة شريك علم انه كان يوالي
اهل البيت ، وقد روى عن أوليائهم علما جماً ، قال ابنه عبدالرحمن ـ كما في احواله
من الميزان ـ : كان عند ابي عشرة آلاف مسألة عن جابر الجعفي ، وعشرة آلاف غرائب.
وقال عبدالله ابن المبارك ـ كما في الميزان أيضا ـ : شريك أعلم بحديث الكوفيين من
سفيان ، وكان عدوا لاعداء علي ، سيء القول فيهم ، قال له عبد السلام بن حرب : هل
لك في أخ تعوده ، قال : من هو؟ قال : هو مالك بن مغول ، قال : ليس لي بأخ من ازرى على علي وعمار ،
وذكر عنده معاوية فوصف بالحلم ، فقال شريك
: « ليس بحليم من سفه الحق ، وقاتل علي بن ابي طالب » (٢٤٧) ، وهو الذي روى عن
عاصم ، عن ذر ، عن عبدالله بن مسعود مرفوعا : « اذا رأيتم معاوية على منبري
فاقتلوه
» (٢٤٨) ، وجرى بينه وبين مصعب بن عبدالله الزبيري كلام
__________________
____________________________________
بحضرة المهدي
العباسي ، فقال له مصعب ـ كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان ـ : أنت تنتقص أبا
بكر وعمر ... الخ. (٢٤٩) قلت ومع ذلك فقد وصفه الذهبي بالحافظ الصادق أحد الأئمة ,
ونقل عن ابن معين القول بأنه صدوق ثقة ، وقال في آخر ترجمته : قد كان شريك من
أوعية العلم ، حمل عنه اسحاق الازرق تسعة آلاف حديث. ونقل عن ابي توبة الحلبي قال
: كنا بالرملة فقالوا ، من رجل الامة؟ فقال قوم ابن لهيعة ، وقال قوم : مالك.
فسألنا عيسى بن يونس فقال : رجل الامة شريك وكان يومئذ حيا (٢٥٠). قلت : احتج
بشريك مسلم وأرباب السنن الاربعة (٢٥١) ودونك حديثه عندهم ، عن زياد بن علاقة ،
وعمار الذهني ، وهشام بن عروة ، ويعلى ابن عطاء ، وعبد الملك بن عمير ، وعمارة بن
القعقاع ، وعبدالله بن شبرمة ، روى عنه عندهم : ابن ابي شيبة ، وعلي بن حكيم ،
ويونس ابن محمد ، والفضل بن موسى ، ومحمد بن الصباح ، وعلي بن حجر. ولد بخراسان أو
ببخارى سنة خمس وتسعين. ومات بالكوفة يوم السبت مستهل ذي القعدة سنة سبع او ثمان
وسبعين ومئة.
٤١
ـ شعبة بن الحجاج ـ ابوالورد العتكي
مولاهم ، واسطي ، سكن
____________________________________
البصرة ، يكنى أبا
بسطام ، أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين ، وجانب الضعفاء والمتروكين ، وعده من
رجال الشيعة جماعة من جهابذة أهل السنة ، كابن قتيبة في معارفه والشهرستاني في
الملل والنحل (٢٥٢) واحتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم (٢٥٣) ، وحديثه ثابت في
صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابي اسحاق السبيعي ، واسماعيل بن ابي خالد ، ومنصور
، والاعمش ، وغير واحد ، روى عنه عند كل من البخاري ومسلم محمد بن جعفر ، ويحيى بن
سعيد القطان ، وعثمان بن جبلة ، وغير واحد. كان مولده سنة ثلاث وثمانين ، ومات سنة
ستين ومئة ، رحمه الله تعالى.
ص
٤٢
ـ صعصعة بن صوحان ـ بن حجر بن الحارث
العبدي ، ذكره الامام ابن قتيبة في ص ٢٠٦ من المعارف في سلك المشاهير من رجال
الشيعة ، وأورده ابن سعد في ص ١٥٤ من الجزء ٦ من طبقاته فقال : كان من أصحاب الخطط
بالكوفة ، وكان خطيبا ، وكان من أصحاب علي ، وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان
ابنا صوحان ، وكان
____________________________________
سيحان الخطيب قبل
صعصعة ، وكانت الراية يوم الجمل في يده
فقتل ، فأخذها زيد فقتل ، فأخذها صعصعة (قال) وقد روى صعصعة عن علي ، وروى عن عبد
الله بن عباس ، وكان ثقة ، قليل الحديث. اهـ. وذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب فقال
: كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لم يلقه ولم يره ، صغر عن ذلك (٢٥٤).
وكان سيدا من سادة قومه ـ عبدالقيس ـ وكان
فصيحا خطيبا ، عاقلا لسنا ، دينا فاضلا بليغا ؛ يعد في اصحاب علي رضي الله عنه ،
ثم نقل عن يحيى بن معين القول : بأن صعصعة وزيدا وسيحان بني صوحان كانوا خطباء ،
وأن زيدا وسيحان قتلا يوم الجمل ، وأورد قضية أشكلت على عمر أيام خلافته ، فقام
خطيبا في الناس فسألهم عما يقولون فيها ، فقام صعصعة وهو غلام شاب فأماط الحجاب ،
وأوضح منهاج الصواب ، فأذعنوا لقوله ، وعملوا برأيه ، ولا غرو فإن بني صوحان من
هامات العرب ، واقطاب الفضل والحسب ، ذكرهم ابن قتيبة في باب المشهورين من الاشراف
، واصحاب السلطان من المعارف.
فقال : بنو صوحان هم زيد بن صوحان ، وصعصعة بن صوحان ، وسيحان ابن صوحان ، من
__________________
____________________________________
بني عبدالقيس ، (قال)
فأما زيد فكان من خيار الناس ؛ روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال ، زيد الخير الاجذم ، وجندب ما جندب ، فقيل يا رسول الله اتذكر رجلين؟ فقال :
اما احدهما فتسبقه يده إلى الجنة بثلاثين عاما ، واما الآخر فيضرب ضربة يفصل بها
بين الحق والباطل ـ (قال) فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء ، فقطعت
يده ، وشهد مع علي يوم الجمل ، فقال : يا أمير المؤمنين ما أراني إلا مقتولا ؛ قال
: وما علمك بذلك يا أبا سلمان؟ قال : رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني ،
فقتله عمرو بن يثربي ، وقتل أخاه سيحان يوم الجمل (٢٥٥). قلت : لا يخفى أن إخبار
النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بتقدم يد زيد على سائر جسده وسبقها إياه إلى
الجنة ، معدود عند المسلمين كافة من أعلام النبوة ، وآيات الاسلام ، وأدلة اهل
الحق ، وكل من ترجم زيدا ذكر هذا ، فراجع ترجمته من الاستيعاب والاصابة وغيرهما ،
والمحدثون أخرجوه بطرقهم المختلفة فزيد ـ على تشيعه ـ مبشر بالجنة ، والحمد لله رب
العالمين. وصعصعة بن صوحان ، ذكره العسقلاني في القسم الثالث من إصابته. فقال : له
رواية عن عثمان وعلي ، وشهد صفين مع علي ، وكان خطيبا فصيحا ، وله مع معاوية مواقف
، (قال) وقال الشعبي : كنت أتعلم منه الخطب
وروى عنه
__________________
____________________________________
أيضا ابواسحاق
السبيعي ، والمنهال بن عمرو ، وعبدالله بن بريدة ، وغيرهم. (قال) وذكر العلائي في
أخبار زياد : أن المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة أو إلى
البحرين ، وقيل إلى جزيرة ابن كافان ، فمات بها. اهـ. (٢٥٦) ؛ كما مات أبو ذر من
قبله بالربذة. وقد ذكر الذهبي صعصعة ، فقال : ثقة معروف (٢٥٧). نقل القول بوثاقته
عن ابن سعد ، وعن النسائي ، ووضع على اسمه الرمز إلى احتجاج النسائي به (٢٥٨) ،
قلت : ومن لم يحتج به ، فإنما يضر نفسه ، وما ظلموه (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).
ط
٤٣
ـ طاووس بن كيسان ـ الخولاني الهمداني
اليماني ، ابوعبدالرحمن ، وأمه من الفرس ، وأبوه من النمر بن قاسط ، مولى بجير بن
ريسان الحميري ، أرسل اهل السنة كونه من سلف الشيعة ارسال المسلمات ، وعده من
رجالهم كل من الشهرستاني في الملل والنحل ، وابن قتيبة في المعارف (٢٥٩) وقد احتج
به أصحاب الصحاح الستة (٢٦٠) وغيرهم ،
____________________________________
ودونك حديثه في كل
من الصحيحين عن ابن عباس ، وابن عمر ، وأبي هريرة ، وحديثه في صحيح مسلم عن كل من
عائشة ، وزيد بن ثابت ، وعبدالله عمرو ، وروى عنه عند البخاري ومسلم كل من مجاهد
وعمرو بن دينار ، وابنه عبدالله ، وروى عنه عند البخاري فقط الزهري ، وعند مسلم
غير واحد من الاعلام ، وتوفي حاجا بمكة قبل يوم التروية بيوم ، وذلك في سنة ست
ومئة او أربع ومئة ، وكان يوما عظيما ، وقد حمل عبدالله بن الحسن بن أمير المؤمنين
نعشه على كاهله يزاحم الناس في ذلك حتى سقطت قلنسوة كانت على رأسه ، ومزق رداؤه من
خلفه (٢٦١).
ظ
٤٤
ـ ظالم بن عمرو ـ بن سفيان ابوالاسود
الدؤلي ، حاله في التشيع والاخلاص في ولاية علي والحسين وسائر أهل البيت عليهمالسلام ، أظهر من الشمس لا حاجة بنا إلى بيانها ، وقد استقصينا
الكلام فيها حيث ذكرناه في كتابنا ـ مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام (٢٦٢)
ـ على أن تشيعه مما لم يناقش فيه أحد ، ومع ذلك
__________________
____________________________________
فقد احتج به أصحاب
الصحاح الستة (٢٦٣) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن عمر ابن الخطاب ، وله في
صحيح مسلم عن ابي موسى ، وعمران بن حصين ، روى عنه يحيى بن يعمر في الصحيحين ،
وروى عنه في صحيح البخاري عبدالله بن بريدة ، وفي صحيح مسلم روى عنه ابنه ابوحرب.
توفي رحمه الله تعالى ، بالبصرة سنة تسع وستين في الطاعون الجارف ، وعمره خمس
وثمانون سنة (٢٦٤) ، وهو الذي وضع علم النحو على قواعد أخذها عن أمير المؤمنين ،
كما فصلناه في مختصرنا (٢٦٥).
ع
٤٥
ـ عامر بن وائلة ـ بن عبدالله بن عمرو
الليثي المكي ابوالطفيل ، ولد عام أُحد ، وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وآله
ثمان سنين ، عده ابن قتيبة في كتابه المعارف في أول الغالية من الرافضة ، وذكر :
انه كان صاحب راية المختار ، وآخر الصحابة موتا (٢٦٦) ، وذكره ابن عبدالبر في
الكنى من الاستيعاب فقال : نزل الكوفة ، وصحب عليا في مشاهده كلها ، فلما قتل علي
، انصرف إلى
____________________________________
مكة ـ إلى أن قال ـ :
وكان فاضلا عاقلا ، حاضر الجواب فصيحا ، وكان متشيعا في علي رضي الله عنه ، وقال :
قدم ابوالطفيل يوما على معاوية فقال : كيف وجدك على خليلك ابي الحسن؟ قال : كوجد
ام موسى على موسى ، وأشكو إلى الله التقصير ؛ وقال له معاوية : كنت فيمن حصر عثمان
قال : لا ولكني كنت فيمن حضره ؛ قال : فما منعك من نصره؟ قال : وأنت فما منعك من
نصره؟ إذ تربصت به ريب المنون ، وكنت في أهل الشام وكلهم تابع لك فيما تريد ، فقال
له معاوية : أو ما ترى طلبي لدمه نصرة له ، قال : إنك لكما قال أخو جعف :
لالفينك بعد الموت تندبني
|
|
وفي حياتي ما زودتني زادا (٢٦٧)
|
روى عنه كل من الزهري ، وابي الزبير ،
والجريري ، وابن ابي حصين ، وعبدالملك بن ابجر ، وقتادة ، ومعروف ، والوليد بن
جميع ، ومنصور بن حيان ، والقاسم بن ابي بردة ، وعمرو بن دينار ، وعكرمة ابن خالد
، وكلثوم بن حبيب ، وفرات القزاز ، وعبدالعزيز بن رفيع ، فحديثهم جميعا عنه موجود
في صحيح مسلم (٢٦٨) ، وقد روى ابو الطفيل عند مسلم في الحج عن رسول الله ، وروى
صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وروى في الصلاة ودلائل النبوة عن معاذ بن
____________________________________
جبل ، وروى في القدر
عن عبدالله بن مسعود ، وروى عن كل من علي ، وحذيفة بن اسيد ، وحذيفة بن اليمان ،
وعبدالله بن عباس ، وعمر بن الخطاب ، كما يعلمه متتبعو حديث مسلم والباحثون عن
رجال الاسانيد في صحيحه (٢٦٩). مات ابوالطفيل رحمه الله تعالى بمكة سنة مئة وقيل
سنة اثنين ومئة ، وقيل : سنة سبع ومئة ، وقيل : سنة عشر ومئة ، وأرسل ابن
القيسراني انه مات سنة عشرين ومئة ، والله أعلم.
٤٦
ـ عباد بن يعقوب ـ الاسدي الرواجني
الكوفي ، ذكره الدارقطني ، فقال : عباد بن يعقوب شيعي صدوق ، وذكره ابن حبان فقال
: كان عباد بن يعقوب داعية إلى الرفض ، وقال ابن خزيمة : حدثنا الثقة في روايته
المتهم في دينه ، عباد بن يعقوب ، وعباد هو الذي روى عن الفضل بن القاسم ، عن
سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن ابن مسعود ، أنه كان يقرأ ، (وكفى الله
المؤمنين القتال)
(٢٧٠) بعلي ، وروى عن شريك عن عاصم ، عن ذر ، عن عبدالله ، قال رسول الله
____________________________________
صلى الله عليه وآله
: « إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه (٢٧١) » أخرجه الطبري وغيره ، وكان عباد يقول
: من من لم يتبرأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد حشر معهم ، وقال : ان الله
تعالى لاعدل من ان يدخل طلحة والزبير الجنة ، قاتلا عليا بعد ان بايعاه ، وقال
صالح بن جزرة : كان عباد بن يعقوب يشتم عثمان ، وروى عبادان الاهوازي عن الثقة :
أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف (٢٧٢). قلت : ومع ذلك كله فقد أخذ عنه أئمة السنة
، كالبخاري ، والترمذي ، وابن ماجة ، وابن خزيمة ، وابن ابي داود (٢٧٣) ، فهو
شيخهم ومحل ثقتهم ، وذكره الذهبي في ميزانه فقال : من غلاة الشيعة ورؤوس البدع ،
____________________________________
لكنه صادق الحديث ثم
استرسل فنقل كل ما ذكرناه من أحواله (٢٧٤) روى عنه البخاري بلا واسطة في التوحيد
من صحيحه. ومات ، رحمه الله تعالى ، في شوال سنة خمسين ومئتين ، وكذب القاسم بن
زكريا المطرز ، فيما نقله عن عباد مما يتعلق في حفر والبحر وجريان مائه (٢٧٥) ،
نعوذ بالله من ارجاف المرجفين بالمؤمنين ، والله المستعان على ما يصفون.
٤٧
ـ عبدالله بن داود ـ ابوعبدالرحمن
الهمداني الكوفي ، سكن الحربية من البصرة ، وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة في
معارفه (٢٧٦) واحتج به البخاري في صحيحه (٣٧٧) ، ودونك حديثه في الصحيح عن الاعمش
، وهشام بن عروة وابن جريح ، روى عنه في صحيح البخاري ؛ مسدد ، وعمرو بن علي ،
ونصر بن علي ، في مواضع. مات في سنة اثنتي عشر ومئتين.
٤٨
ـ عبدالله بن شداد ـ بن الهاد ، واسم
الهاد اسامة بن عمرو بن عبدالله بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث
الليثي الكوفي ابوالوليد ، صاحب امير المؤمنين ، وأمه سلمى بنت عميس الخثعمية ،
أخت اسماء فهو ابن خالة عبدالله بن جعفر ، ومحمد بن
____________________________________
ابي بكر ، وأخو
عمارة بنت حمزة بن عبد المطالب لأمها ، ذكره ابن سعد فيمن نزل الكوفة من أهل الفقه
والعلم من التابعين ، وقال في آخر ترجمته ـ وهي في ص ٨٦ من الجزء السادس من
الطبقات ـ : وخرج عبدالله بن شداد مع من خرج من القراء على الحجاج أيام عبدالرحمن
بن محمد بن الاشعث فقتل يوم دجيل. قال : وكان ثقة فقيها كثير الحديث متشيعا (٢٧٨)
اهـ. قلت : كانت هذه الوقعة سنة احدى وثمانين ، وقد احتج أصحاب الصحاح كلهم (٢٧٩)
، وسائر الائمة بعبدالله بن شداد ، روى عنه ابو اسحاق الشيباني ، ومعبد بن خالد ،
وسعد بن ابراهيم ، فحديثهم عنه موجود في الصحيحين وغيرهما من كتب الصحاح والمسانيد
، سمع عند البخاري ومسلم ، عليا وميمونة وعائشة.
٤٩
ـ عبدالله بن عمر ـ بن محمد بن ابان بن
صالح بن عمير القرشي الكوفي الملقب مشكدانة ، شيخ مسلم ، وابي داود ، والبغوي ،
وخلق من طبقتهم أخذوا عنه ، ذكره ابوحاتم فقال : صدوق، ويروى عنه انه شيعي ، وذكره
صالح بن محمد بن جزرة فقال : كان غاليا في التشيع ، ومع ذلك فقد روى عبدالله بن
احمد عن أبيه ، قال : مشكدانة ثقة ، وذكره الذهبي في الميزان فقال : صدوق صاحب
حديث سمع ابن المبارك ، والداوردي ، والطبقة ، وعنه مسلم ، وابوداود والبغوي ،
وخلق ،
____________________________________
ووضع على اسمه رمز
مسلم ، وابي داود ، إشارة إلى احتجاجهما به ، ونقل من العلماء فيه ما قد سمعت ،
وذكر انه مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (٢٨٠). قلت : ودونك حديثه في صحيح مسلم (٢٨١)
عن عبدة بن سليمان ، وعبدالله بن المبارك ، وعبدالرحمن بن سليمان ، وعلي بن هاشم ،
وابي الاحوص ، وحسين بن علي الجعفي ، ومحمد بن فضيل ، في الفتن روى عنه مسلم بلا
واسطة ، وقال ابو العباس السراج : مات سنة ثمان او سبع وثلاثين ومئتين.
٥٠
ـ عبدالله بن لهيعة ـ بن عقبة الحضرمي
قاضي مصر وعالمها ، عده ابن قتيبة في معارفه (٢٨٢) من رجال الشيعة ، وذكره ابن عدي
ـ كما في ترجمة ابن لهيعة من الميزان ـ فقال : مفرط في التشيع ، وروى ابويعلى عن
كامل بن طلحت فقال : حدثنا ابن لهيعة ، حدثني حي بن عبدالله المغافري ، عن ابي عبد
الرحمن الحبلي عن عبدالله بن عمرو : ان رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال في
مرضه : « ادعوا لي اخي ، فدعي أبو بكر فاعرض عنه! ثم قال ادعوا لي اخي ، فدعي له
عثمان فاعرض عنه ، ثم دعي له علي فستره بثوبه واكب عليه ، فلما خرج من عنده قيل له
: ما قال لك؟ قال : علمني الف باب يفتح ألف باب. اهـ. (٢٨٣) وقد ذكره الذهبي في
ميزانه ووضع على اسمه دت ق اشارة إلى من اخرج عنه من اصحاب السنن ، ودونك حديثه في
صحيحي
____________________________________
الترمذي ، وابي داود
(٢٨٤)، وسائر مسانيد السنة ، وقد ذكره ابن خلكان في وفياته فأحسن الثناء عليه
(٢٨٥). روى عنه عند مسلم ابن وهب. ودونك حديثه في صحيح مسلم عن يزيد ابن ابي حبيب
، وقد ذكره ابن القيسراني في كتابه ـ الجمع بين كتابي ابي نصر الكلاباذي وابي بكر
الاصبهاني ـ في رجال البخاري ومسلم. مات ابن لهيعة يوم الاحد منتصف ربيع الاخر سنة
اربع وسبعين ومئة.
٥١
ـ عبدالله بن ميمون ـ القداح المكي من
أصحاب الامام جعفر بن محمد الصادق. احتج به الترمذي (٢٨٦) ، وذكره الذهبي فوضع على
اسمه رمز الترمذي إشارة إلى إخراجه عنه ، وذكر : انه يروي عن جعفر بن محمد وطلحة بن
عمرو (٢٨٧).
٥٢
ـ عبدالرحمن بن صالح الازدي ـ هو
ابومحمد الكوفي. ذكره صاحبه وتلميذه عباس الدوري ، فقال : كان شيعيا ، وذكره ابن
عدي فقال : احترق بالتشيع ، وذكره صالح بن جزرة فقال : كان يعترض عثمان ، وذكره
ابوداود فقال : الف كتابا في مثالب الصحابة ، رجل سوء ، ومع ذلك فقد روى عنه عباس
الدوري والامام البغوي ، وأخرج له
____________________________________
النسائي. وذكره
الذهبي في ميزانه (٢٨٨) فوضع على اسمه رمز النسائي ، اشارة إلى احتجاجه به ، ونقل
من اقوال الائمة فيه ما سمعت. وذكر ان ابن معين وثقه. وأنه مات سنة خمس وثلاثين
ومئتين. ودونك حديثه في السنن (٢٨٩) عن شريك وجماعة من طبقته.
٥٣
ـ عبدالرزاق بن همام ـ بن نافع الحميري
الصنعاني ، كان من أعيان الشيعة وخيرة سلفهم الصالحين ، وقد عده ابن قتيبة في
كتابه ـ المعارف ـ من رجالهم (٢٩٠) ، وذكر ابن الاثير وفاته في آخر حوادث سنة ٢١١
من تاريخه الكامل
فقال : وفيها توفي عبدالرزاق بن همام الصنعاني المحدث ، (قال) وهو من مشائخ أحمد ،
وكان يتشيع (٢٩١) أهـ. وذكره المتقي الهندي اثناء البحث عن الحديث ٥٩٩٤ من كنزه
فنص على تشيعه
، وذكره الذهبي في ميزانه فقال : عبدالرزاق بن همام بن نافع الامام أبو بكر الحميري
مولاهم الصنعاني احد الاعلام الثقات ، ثم استرسل في ترجمته إلى ان قال : وكتب شيئا
كثيرا وصنف الجامع الكبير وهو خزانة علم ، ورحل الناس
__________________
____________________________________
اليه ، احمد ،
واسحاق ، ويحيى والذهلي ، والرمادي ، وعبد ، ثم اضاف في احواله إلى ان نقل كلام
العباس بن عبدالعظيم في تكذيبه ، فانكر الذهبي عليه ذلك ، وقال : هذا ما وافق
العباس عليه مسلم ، بل سائر الحفاظ ، وأئمة العلم يحتجون به ، ثم تتابع في ترجمته
، فنقل عن الطيالسي أنه قال : سمعت ابن معين يقول : سمعت من عبدالرزاق كلاما يوما
فاستدللت به على تشيعه ، فقلت : إن اساتيذك الذين اخذت عنهم ، كلهم اصحاب سنة ،
معمر ، ومالك وابن جريح ، وسفيان ، والاوزاعي ، فعمن اخذت هذا المذهب ـ مذهب
التشيع ـ فقال : قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي ، فرأيته فاضلا حسن الهدي ،
فأخذت هذا عنه (٢٩٢). قلت : يعترف عبدالرزاق في كلامه هذا بالتشيع ، ويدعي انه
اخذه عن جعفر الضبعي ، لكن محمد بن ابي بكر المقدمي كان يرى ان جعفر الضبعي قد اخذ
التشيع عن عبدالرزاق ، وكان يدعو على عبدالرزاق بسبب ذلك فيقول ـ كما في ترجمة
جعفر الضبعي من الميزان ـ : فقدت عبدالرزاق ، ما افسد جعفرا غيره ـ يعني بالتشيع (٢٩٣)
ـ اهـ. وقد اكثر ابن معين من الاحتجاج بعبد الرزاق ، مع اعتراف عبدالرزاق بالتشيع
امامه كما سمعت. وقال احمد بن ابي خيثمة
: قيل لابن معين ان احمد يقول : إن عبيدالله بن موسى يرد حديثه للتشيع ، فقال ابن
معين : والله الذي لا إله إلا هو ان عبدالرزاق لاعلى في ذلك من عبيدالله مئة ضعف ،
ولقد سمعت من عبدالرزاق أضعاف ما سمعت من
__________________
____________________________________
عبيدالله (٢٩٤) وقال
أبوصالح محمد بن اسماعيل الضراري
: بلغنا ونحن بصنعاء عند عبدالرزاق ان احمد وابن معين وغيرهما تركوا حديث
عبدالرزاق او كرهوه ـ لتشيعه ـ فدخلنا من ذلك غم شديد ، وقلنا : قد أنفقنا ورحلنا
وتعبنا ، ثم خرجت مع الحجيج إلى مكة فلقيت بها يحيى فسألته ، فقال : يا أبا صالح
لو ارتد عبدالرزاق عن الاسلام ما تركنا حديثه (٢٩٥) وذكره ابن عدي فقال : حدث باحاديث في الفضائل لم يوافقه
عليها أحد (٢٩٦)
__________________
____________________________________
وبمثالب لغيرهم
مناكير
(٢٩٨) ونسبوه إلى التشيع. اهـ. قلت : ومع ذلك فقد قيل لاحمد بن حنبل هل رأيت أحسن حديثا من عبد الرزاق؟ قال
: لا (٢٩٩) ، وأخرج ابن القيسراني في آخر ترجمة عبدالرزاق من كتابه ـ الجمع بين
رجال الصحيحين ـ بالاسناد إلى الامام احمد ، قال : اذا اختلف الناس في حديث معمر ،
فالقول : ما قال عبدالرزاق (٣٠٠). اهـ. وقال مخلد الشعيري : كنت عند عبدالرزاق
فذكر رجل معاوية ، فقال عبدالرزاق
لا تقذر مجلسنا بذكر ولد ابي سفيان ، وعن زيد ابن المبارك قال : كنا عند عبدالرزاق
فحدثنا
__________________
____________________________________
بحديث بن الحدثان ،
فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس : جئت انت تطلب ميراثك من ابن أخيك ، وهذا جاء يطلب
ميراث أمرأته من أبيها ، قال عبدالرزاق ـ كما في ترجمته من الميزان ـ : انظر إلى
هذه الانوك ؛ يقول : من ابن أخيك؟ من أبيها؟ لا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم (٣٠١). قلت : ومع هذا فقد أخذوا بأجمعهم عنه ، واحتجوا على بكرة أبيهم به ،
حتى قيل ـ كما في ترجمته من وفيات ابن خلكان ـ : ما رحل الناس إلى احد بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله مثل ما رحلوا اليه ، قال في الوفيات : روى عنه أئمة
الاسلام في زمانه ، منهم سفيان بن عيينة ، وهو من شيوخه ، واحمد بن حنبل ، ويحيى
بن معين ، وغيرهم. اهـ. (٣٠٢) قلت : ودونك حديثه في الصحاح كلها ، وفي المسانيد
بأسرها ، فانها مشحونة منه (٣٠٣). كانت ولادته رحمه الله تعالى سنة ست وعشرين ومئة
، وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة ، وتوفي في شوال سنة إحدى عشرة ومئتين ، وأدرك من
أيام الامام ابي عبدالله الصادق اثنتين وعشرين سنة عاصره فيها ، ومات في أيام الامام ابي
جعفر
__________________
____________________________________
الجواد قبل وفاته
عليه الصلاة والسلام بتسع سنين
حشره الله في زمرتهم ، كما أخلص لله عز وجل في ولايتهم.
٥٤
ـ عبدالملك بن أعين ـ أخو زرارة ، وحمران
، وبكير ، وعبدالرحمن ، وملك ، وموسى ، وضريس ، وأم الاسود بني أعين ، وكلهم من
سلف الشيعة ، وقد فازوا بالقدح المعلى من خدمة الشريعة ، ولهم ذرية مباركة صالحة ،
وهي على مذهبهم ومشربهم. اما عبدالملك فقد ذكره الذهبي في ميزانه فقال ـ عبدالملك
بن أعين (ع خ م) ـ عن أبي وائل وغيره ، قال أبوحاتم : صالح ، وقال ابن معين : ليس
بشيء ، وقال آخر. هو صدوق يترفض ، قال ابن عيينة : حدثنا عبد الملك وكان رافضيا ،
وقال ابوحاتم : من عتق الشيعة صالح الحديث ، حدث عنه السفيانان ،
__________________
____________________________________
واخرجا له مقرونا
بغيره في حديث (٣٠٤). اهـ. قلت : وذكره ابن القيسراني في كتاب الجمع بين رجال
الصحيحين ، فقال : عبدالملك بن أعين أخو حمران الكوفي وكان شيعيا ، سمع أبا وائل
في التوحيد عند البخاري ، وفي الايمان عند مسلم (٣٠٥) ، روى عنه سفيان بن عيينة
عندهما (٣٠٦) اهـ. قلت : مات في أيام الصادق ، فدعا له واجتهد في ذلك ، وترحم علي
، وروى أبوجعفر بن بابويه أن الصادق عليهالسلام
زار قبره بالمدينة ومعه أصحابه (٣٠٧) ، فطوبى له وحسن مآب.
٥٥
ـ عبيدالله بن موسى ـ العبسي الكوفي ، شيخ
البخاري في صحيحه ذكره ابن قتيبة في أصحاب الحديث من كتابه المعارف وصرح ثمة بتشيعه ، ولما أورد جملة من
رجال الشيعة في باب الفرق من معارفه (٣٠٨)
عده منهم أيضا وترجمه ابن سعد في الجزء ٦ من طبقاته فنص على تشيعه وانه يروي أحاديث في التشيع ، فضعف
بذلك عند
__________________
____________________________________
كثير من الناس (قال)
وكان صاحب قرآن (٣٠٩)، وذكر ابن الاثير وفاته في آخر حوادث سنة ٢١٣ من كامله فقال : وعبيدالله بن موسى العبسي
الفقيه ، وكان شيعيا وهو من مشائخ البخاري في صحيحه (٣١٠) وذكره الذهبي في ميزانه
فقال : عبيدالله بن موسى العبسي الكوفي شيخ البخاري ثقة في نفسه ، لكنه شيعي منحرف
، وثقه ابوحاتم وابن معين (قال) وقال ابوحاتم : ابونعيم أتقن منه ، وعبيدالله
أثبتهم في اسرائيل ، وقال أحمد بن عبدالله العجلي : كان ـ عبيدالله بن موسى ـ عالما
بالقرآن رأسا فيه ، ما رأيته رافعا رأسه وما رئي ضاحكا قط ، وقال ابوداود : كان ـ عبيدالله
العبسي ـ شيعيا منحرفا ... الخ (٣١١). وذكره الذهبي ـ في آخر ترجمة مطر بن ميمون
من الميزان ـ أيضا فقال : عبيدالله ثقة شيعي ، وكان ابن معين يأخذ عن عبيدالله بن
موسى ، وعن عبدالرزاق ، مع علمه بتشيعهما (٣١٢) ، قال احمد بن ابي خيثمة ـ كما في
ترجمة عبدالرزاق ، من ميزان الذهبي ـ سألت ابن معين وقد قيل له : ان احمد يقول :
ان عبيدالله بن موسى يرد حديثه للتشيع ، فقال ابن معين : كان ـ والله الذي لا إله
إلا هو ـ عبدالرزاق أعلى في ذلك من عبيد الله مئة ضعف ،
__________________
____________________________________
ولقد سمعت من
عبدالرزاق أضعاف ما سمعت من عبيدالله (٣١٣). قلت : وقد احتج الستة وغيرهم
بعبيدالله في صحاحهم (٣١٤) ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن شيبان بن عبدالرحمن ،
اما حديثه في صحيح البخاري فعن كل من الاعمش ، وهشام بن عروة ، واسماعيل بن ابي
خالد ، وأما حديثه في صحيح مسلم فعن اسرائيل ، والحسن بن صالح ، واسامة بن زيد ،
روى عنه البخاري بلا واسطة ، وروى عنه بواسطة كل من اسحاق بن إبراهيم ، وابي بكر
بن ابي شيبة ، واحمد بن اسحاق البخاري ، ومحمود بن غيلان ، واحمد بن ابي سريج ،
ومحمد بن الحسن بن اشكاب ، ومحمد بن خالد الذهلي ، ويوسف بن موسى القطان ، اما مسلم
فقد روى عنه بواسطة كل من الحجاج بن الشاعر ، والقاسم بن زكريا ، وعبدالله الدارمي
، واسحاق بن منصور ، وابن ابي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابراهيم بن دينار ، وابن
نمير ، قال الذهبي في الميزان : مات سنة ٢١٣ (قال) : وكان ذا زهد وعبادة واتقان (٣١٥).
قلت : كانت وفاته مستهل ذي القعدة ، رحمه الله تعالى وقدس ضريحه.
٥٦
ـ عثمان بن عمير ـ أبواليقطان الثقفي
الكوفي البجلي ، يقال له : عثمان بن أبي زرعة ، وعثمان بن قيس ، وعثمان بن أبي
حميد ، قال
____________________________________
أبو أحمد الزبيري :
كان يؤمن بالرجعة. وقال أحمد بن حنبل : ابو اليقظان خرج في الفتنة مع ابراهيم بن
عبدالله بن حسن ، وقال ابن عدي : رديء المذهب يؤمن بالرجعة ، على ان الثقات قد
رووا عنه مع ضعفه (٣١٦). قلت : كانوا اذا أرادوا تنقيص المحدث الشيعي والحط من
قدره نسبوا اليه القول بالرجعة ، وبذلك ضعفوا عثمان بن عمير ، حتى قال ابن معين :
ليس بشيء. ومع كل ما تحاملوا به عليه ، لم يمتنع مثل الاعمش ، وسفيان ، وشعبة ،
وشريك ، وأمثالهم من طبقتهم عن الاخذ عنه ، وقد أخرج له أبو داود والترمذي (٣١٧)
وغيرهما في سننهم ، محتجين به ، ودونك حديثه عندهم عن أنس وغيره. وقد ذكره الذهبي
في ميزانه فنقل من أحواله وأقوال العلماء فيه ما قد سمعت ، ووضع على اسمه د ت ق رمزا
إلى من أخرج له اصحاب السنن.
٥٧
ـ عدي بن ثابت ـ الكوفي ، ذكره ابن
معين فقال : شيعي مفرط وقال الدارقطني : رافضي غال وهو ثقة ، وقال الجوزجاني :
مائل عن القصد ، وقال المسعودي : ما أدركنا أحدا أقول بقول الشيعة من عدي ابن ثابت
، وذكره الذهبي في ميزانه فقال : هو عالم الشيعة ، وصادقهم ، وقاضيهم ، وامام
مسجدهم ، ولو كانت الشيعة مثله لقل شرهم (٣١٨) ، ثم استرسل في ترجمته فنقل من
أقوال العلماء فيه كلما سمعت ، ونقل توثقه عن الدارقطني ، واحمد بن حنبل ، واحمد
العجلي ، وأحمد
____________________________________
النسائي ، ووضع على
اسمه الرمز إلى أن أصحاب الصحاح الستة مجمعة على الاخراج عنه (٣١٩) ، ودونك حديثه
في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من البراء من عازب ، وعبدالله بن يزيد وهو جده لأمه
، وعبدالله بن أبي أوفى ، وسليمان بن صرد ، وسعيد بن جبير ، اما حديثه عن زر بن
حبيش ، وابن حازم الاشجعي ، فانما هو في صحيح مسلم ، روى عنه الأعمش ، ومسعر ،
وسعيد ، ويحيى ابن سعيد الانصاري ، وزيد بن أبي أنيسة ، وفضيل بن غزوان.
٥٨
ـ عطية بن سعد ـ بن جنادة العوفي
ابوالحسن الكوفي التابعي الشهير ، ذكره الذهبي في الميزان فنقل عن سالم المرادي
بأن عطية : كان يتشيع (٣٢٠) ، وذكره الامام ابن قتيبة ـ في أصحاب الحديث من
المعارف تبعا لحفيده العوفي القاضي ـ اعني الحسين بن الحسن بن عطية المذكور ـ فقال
: وكان عطية بن سعد فقيها في زمن الحجاج ، وكان يتشيع ، وحيث اورد ابن قتيبة بعض
رجال الشيعة في باب الفرق من المعارف ، عد عطية العوفي منهم ايضا (٣٢١) ، وذكره ابن
سعد في الجزء السادس من طبقاته
بما يدل على رسوخ قدمه وثباته في التشيع ، وان
__________________
____________________________________
اباه سعد بن جنادة
كان من اصحاب علي ، وقد جاءه وهو في الكوفة ، فقال : يا أمير المؤمنين انه ولد لي
غلام فسمه ، قال عليهالسلام
: هذا عطية الله ، فسمي عطية. قال ابن سعد : وخرج عطية مع ابن الاشعث على الحجاج ،
فلما انهزم جيش ابن الاشعث هرب عطية إلى فارس ، فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم :
أن ادع عطية فان لعن علي بن أبي طالب والا فاضربه اربعمئة سوط ، واحلق رأسه ولحيته
، فدعاه فأقرأه كتاب الحجاج ، فأبى عطية ان يفعل ، فضربه اربعمئة سوط ، وحلق رأسه
ولحيته فلما ولي قتيبة خراسان خرج عطية اليه ، فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن
هبيرة العراق ، فكتب اليه عطية يسأله الاذن له في القدوم ، فأذن له ، فقدم الكوفة
، ولم يزل بها إلى ان توفي سنة إحدى عشرة ومئة (قال) : وكان ثقة وله احاديث صالحة (٣٢٢).
اهـ. قلت : وله ذرية كلهم من شيعة آل محمد (ص) وفيهم فضلاء نبلاء ، أولو شخصيات
بارزة ، كالحسين بن الحسن ابن عطية ، ولي قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث ، ثم نقل إلى عسكر المهدي ، وتوفي سنة
احدى ومئتين وكمحمد بن سعد بن الحسن ابن عطية ولي قضاء بغداد وكان من المحدثين ، يروي عن ابيه سعد عن
عمه الحسين بن الحسن بن عطية.
ولنرجع إلى عطية. العوفي فنقول : احتج
به أبوداود والترمذي (٣٢٣)
__________________
____________________________________
ودونك حديثه في
صحيحيهما عن ابن عباس ، وابي سعيد ، وابن عمر ، وله عن عبدالله بن الحسن عن ابيه ،
عن جدته الزهراء سيدة نساء اهل الجنة ، اخذ عنه ابنه الحسن بن عطية ، والحجاج بن
ارطاة. ومسعر ، والحسن ابن عدوان وغيرهم.
٥٩
ـ العلاء بن صالح ـ التيمي الكوفي ،
ذكره ابوحاتم فقال ـ كما في ترجمة العلاء من الميزان ـ (٣٢٤) : كان من عتق الشيعة.
قلت : ومع ذلك فقد احتج به ابوداود ، والترمذي (٣٢٥) ، ووثقه ابن معين ، وقال ابو
حاتم ، وابوزرعة ، لا بأس به ، ودونك حديثه عن يزيد بن ابي مريم والحكم بن عتيبة ،
في صحيحي الترمذي وابي داود ، ومسانيد السنة ، ويروي عنه ابونعيم ، ويحيى بن بكير
، وجماعة من تلك الطبقة ، وهو غير العلاء بن أبي العباس الشاعر المكي ، لان العلاء
الشاعر من مشايخ السفيانين ، وقد روى عن ابي الطفيل ، فهو متقدم على العلاء ابن
صالح ، على ان ابن صالح كوفي ، والشاعر مكي ، وقد ذكرهما الذهبي في ميزانه ، ونقل
القول : بأنهما من رجال الشيعة عن سلفه ، ولعلاء الشاعر مدائح في امير المؤمنين
كحجج قاطعة ، وأدلة على الحق ساطعة ، وله مراثي في سيد الشهداء ، شكرها الله له
ورسوله والمؤمنون.
____________________________________
٦٠
ـ علقمة بن قيس ـ بن عبدالله النخعي
ابوشبل ، عم الاسود وابراهيم ابني يزيد ، كان من أولياء آل محمد صلى الله عليه
وآله ، وعده الشهرستاني في الملل والنحل (٣٢٦) من رجال الشيعة ، وكان من رؤوس
المحدثين الذين ذكرهم ابواسحاق الجوزجاني ، فقال : كان من اهل الكوفة قوم لا يحمد
الناس مذاهبهم ـ بسبب تشيعهم ـ هم رؤوس محدثي الكوفة ... الخ (٣٢٧) ، وكان علقمة ،
وأخوه ابي من أصحاب علي ، وشهدا معه صفين ، فاستشهد أبي وكان يقال له أبي الصلاة
لكثرة صلاته ، واما علقمة فقد خضب سيفه من دماء الفئة الباغية ، وعرجت رجله فكان
من المجاهدين في سبيل الله ، ولم يزل عدوا لمعاوية حتى مات ، وقد كتب ابوبردة اسم
علقمة في الوفد إلى معاوية أيام خلافته ، فلم يرض علقمة حتى كتب إلى ابي بردة :
امحني امخني ، أخرج ذلك كله ابن سعد في ترجمة علقمة من الجزء ٦ من الطبقات (٣٢٨). اما عدالة علقمة وجلالته عند
اهل السنة مع علمهم بتشيعه فمن المسلمات ، وقد احتاج به اصحاب الصحاح الستة وغيرهم
(٣٢٩) ، ودونك حديثه في
__________________
____________________________________
صحيحي البخاري ومسلم
عن كل من ابن مسعود ، وابي الدرداء وعائشة ، اما حديثه عن عثمان ، وابي مسعود ،
ففي صحيح مسلم ، روى عنه في الصحيحين ابن أخيه ابراهيم النخعي ، وروى عنه في صحيح
مسلم عبدالرحمن بن زيد ، وابراهيم بن يزيد ، والشعبي. مات رحمه الله تعالى سنة
اثنتين وستين بالكوفة.
٦١
ـ علي بن بديمة ـ ذكره الذهبي في
ميزانه ، فنقل القول عن احمد بن حنبل : بأنه صالح الحديث ، وأنه : رأس في التشيع ،
وان ابن معين وثقه ، وانه يروي عن عكرمة وغيره ، وان شعبة ومعمر أخذا عنه (٣٣٠).
وقد وضع على اسمه الرمز إلى ان أصحاب السنن (٣٣١) أخرجوا عنه.
٦٢
ـ علي بن الجعد ـ ابوالحسن الجوهري
البغدادي مولى بني هاشم ، أحد شيوخ البخاري ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في
كتاب المعارف (٣٣٢) ، يروى عنه ـ كما في ترجمته من الميزان (٣٣٣) ـ : أنه مكث ستين
سنة يصوم يوما ويفطر يوما ، وقد ذكره ابن القيسراني في كتابه
____________________________________
الجمع بين رجال
الصحيحين (٣٣٤) فقال : روى عنه البخاري (٣٣٥) في كتابه اثني عشر حديثا. قلت : توفي
سنة ثلاثين ومئتين ، وهو ابن ست وتسعين سنة.
٦٣
ـ علي بن زيد ـ بن عبدالله بن زهير
بن أبي مليكة بن جذعان ابوالحسن القرشي التيمي البصري ، ذكره احمد العجلي فقال :
كان يتشيع ، وقال يزيد بن زريع : كان علي بن زيد رافضيا ، ومع ذلك فقد أخذ عنه
علماء التابعين كشعبة ، وعبدالوارث ، وخلق من تلك الطبقة ، وكان احد فقهاء البصرة
الثلاثة ، قتادة ، وعلي بن زيد ، واشعث الحداني ، وكانوا عميانا ، ولما مات الحسن
البصري قالوا لعلي بن زيد : اجلس مجلسه ، وذلك لظهور فضله ، وكان من الجلالة بحيث
لا يجالسه إلا وجوه الناس ، وقلما يتفق ذلك في البصرة لشيعي في تلك الاوقات ، وقد ذكره
الذهبي في ميزانه فأورد كلما ذكرناه من أحواله ، وترجمه القيسراني في كتابه ـ الجمع
بين رجال الصحيحين (٣٣٦) ـ فذكر أن مسلما أخرج له مقرونا بثابت البناني. وأنه سمع
انس بن مالك في الجهاد توفي رحمه الله تعالى سنة احدى وثلاثين ومئة.
٦٤
ـ علي بن صالح ـ أخو الحسن بن صالح ،
ذكرنا شيئا من فضائله
____________________________________
في أحوال أخيه الحسن
، وهو من سلف الشيعة وعلمائهم (٣٣٧) كأخيه ، احتج به مسلم في البيوع من صحيحه (٣٣٨)
، روى علي بن صالح عن سلمة بن كهيل ، وروى عنه وكيع وهما شيعيان أيضا. ولد رحمه
الله تعالى هو وأخوه الحسن توأمين سنة مئة. ومات علي سنة احدى وخمسين ومئة.
٦٥
ـ علي بن غراب ـ أبويحيى الفزاري
الكوفي ، قال ابن حبان : كان غاليا في التشيع. قلت : ولذا قال الجوزجاني ، ساقط.
وقال أبو داود : تركوا حديثه ، ولكن ابن معين والدارقطني وثقاه ، وابوحاتم قال :
لا بأس به ، وابوزرعة قال : هو عندي صدوق ، واحمد ابن حنبل قال : ما أراه إلا كان
صدوقا. وابن معين قال : المسكين صدوق ، والذهبي ذكره في ميزانه ونقل من أقوال أئمة
الجرح والتعديل فيه ما قد سمعت (٣٣٩) ، ووضع على اسمه س ق إشارة إلى من احتج به من
اصحاب السنن (٣٤٠). يروي عن هشام بن عروة ، وعبيدالله بن عمر. وقد ذكره ابن سعد في
الجزء ٦ من طبقاته
فقال : روى عنه
__________________
____________________________________
اسماعيل بن رجاء
حديث الاعمش في عثمان ... الخ. مات رحمه الله تعالى بالكوفة اول سنة اربع وثمانين
ومئة أيام هارون.
٦٦
ـ علي بن قادم ـ ابوالحسن الخزاعي
الكوفي ، شيخ احمد بن الفرات ، ويعقوب الفسوي ، وخلق من طبقتهما ، سمعوا منه
واحتجوا به ، ذكره ابن سعد في الجزء ٦ من طبقاته فنص على أنه : كان شديد التشيع. قلت :
ولذا ضعفه يحيى ، أما ابوحاتم فقد قال : محله الصدق ، وقد ذكره الذهبي في الميزان (٣٤١)
فنقل من أقوال العلماء فيه ما نقلناه ، ووضع على اسمه الرمز إلى ان أبا داود
والترمذي (٣٤٢) أخرج له ، يروي عندهما عن سعيد بن ابي عروبة ، وفطر. مات رحمه الله
تعالى سنة ثلاث عشرة ومئتين أيام المأمون.
٦٧
ـ علي بن المنذر ـ الطرائفي ، شيخ
الترمذي ، والنسائي ، وابن صاعد ، وعبدالرحمن بن أبي حاتم ، وغيرهم من طبقتهم ،
أخذوا عنه واحتجوا به. ذكره الذهبي في ميزانه (٣٤٣) فوضع على اسمه ت س ق إشارة إلى
من أخرجوا حديثه من أرباب السنن ، ونقل عن النسائي النص : على ان علي بن المنذر
شيعي محض ثقة ، وان ابن حاتم قال :
__________________
____________________________________
صدوق ثقة ، وأنه
يروي عن ابن فضيل ، وابن عيينة ، والوليد بن مسلم ، فالنسائي يشهد بأنه شيعي محض ،
ثم يحتج بحديثه في الصحيح (٣٤٤) ، فليعتبر المرجفون المجحفون. مات ابن المنذر رحمه
الله تعالى سنة ست وخمسين ومئتين.
٦٨
ـ علي بن هاشم ـ بن البريد ابوالحسن
الكوفي الخزاز العائذي. احد مشائخ الامام احمد ، ذكره ابوداود فقال : ثبت متشيع.
وقال ابن حبان : علي ابن هاشم كان مفرطا في التشيع ، وقال البخاري : كان علي بن
هاشم وابوه غاليين في مذهبهما. قلت : ولذا تركه البخاري ، لكن الخمسة احتجوا به ،
وابن معين وغيره وثقوه ، وعده ابو داود في الاثبات ، وقال ابوزرعة : صدوق ، وقال
النسائي : ليس به بأس ، وذكره الذهبي في الميزان (٣٤٥) فنقل من اقوالهم فيه ما
نقلناه ، واخرج الخطيب البغدادي في احوال علي بن هاشم من تاريخه عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي
قال : قال علي بن المديني : علي بن هاشم بن البريد كان صدوقا ، وكان يتشيع ، واخرج
عن محمد بن علي الآجري ، قال : سألت ابا داود عن علي بن هاشم بن البريد ، فقال :
سئل عنه عيسى ابن يونس فقال : اهل بيت تشيع ، وليس ثم كذب ، واخرج عن ابراهيم بن
يعقوب الجوزجاني قال ، هاشم بن
__________________
____________________________________
البريد وابنه علي بن
هاشم غاليان في سوء مذهبهما. اهـ. قلت : احتج الخمسة (٣٤٦) مع هذا كله بعلي بن
هاشم ، ودونك حديثه في النكاح من صحيح مسلم عن هشام بن عروة ، وفي الاستئذان عن
طلحة بن يحيى ، روى عنه في صحيح مسلم ابومعمر اسماعيل بن ابراهيم ، وعبدالله بن
ابان ، وروى عنه ايضا أحمد بن حنبل ، وابنا ابي شيبة ، وخلق من طبقتهم كان علي ابن
هاشم شيخهم ، قال الذهبي : مات رحمه الله سنة إحدى وثمانين ومئة ، (قال) : فلعله
أقدم مشيخة الامام احمد وفاة.
٦٩
ـ عمار بن زريق ـ الكوفي ، عده
السليماني من الرافضة ، كما نص عليه الذهبي في احوال عمار من الميزان (٣٤٧) ، ومع
رفضه فقد احتج به مسلم ، وابوداود ، والنسائي (٣٤٨) ، ودونك حديثه في صحيح مسلم عن
كل من الاعمش ، وابي اسحاق السبيعي ، ومنصور ، وعبدالله بن عيسى ، روى عنه عند
مسلم ابو الجواب ، وابو الاحوص سلام ، وابو احمد الزبيري ، ويحيى بن آدم.
٧٠
ـ عمار بن معاوية ـ أو ابن أبي معاوية ،
ويقال بن خباب ، وقد يقال ابن صالح الدهني البجلي الكوفي ، يكنى ابا معاوية ، كان
من ابطال الشيعة ، وقد اوذي في سبيل آل محمد ، حتى قطع بشر بن مروان عرقوبيه في
التشيع ، وهو شيخ السفيانين ، وشعبة ، وشريك ، والابار ، أخذوا
____________________________________
عنه ، واحتجوا به ،
وقد وثقه احمد ، وابن معين ، وابوحاتم ، والنسائي ، واخرج له مسلم واصحاب السنن
الاربعة ، وذكره الذهبي ، فنقل من أحواله ما نقلناه وعقد له في الميزان ترجمتين (٣٤٩)
، وصرح بتشيعه ووثاقته ، وانه ما علم أحدا تكلم فيه الا العقيلي ، وانه لا مغمز
فيه إلا التشيع ، ودونك حديثه في الحج من صحيح مسلم (٣٥٠) ، عن ابي الزبير. مات
سنة ثلاث وثلاثين ومئة ، رحمه الله تعالى.
٧١
ـ عمرو بن عبدالله ـ ابواسحاق السبيعي
الهمداني الكوفي الشيعي ، بنص كل من ابن قتيبة في معارفه ، والشهرستاني في كتاب
الملل والنحل (٣٥١) ، وكان من رؤوس المحدثين الذين لا يحمد النواصب مذاهبهم في
الفروع والاصول ، إذ نسجوا فيه على منوال اهل البيت ، وتعبدوا باتباعهم في كل ما
يرجع إلى الدين ، ولذا قال الجوزجاني ـ كما في ترجمة زبيد من الميزان ـ : كان من
اهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ، هم رؤوس محدثي الكوفة ، مثل ابي اسحاق ،
ومنصور ، وزبيد اليامي ، والاعمش ، وغيرهم من أقرانهم ، احتملهم الناس لصدق
ألسنتهم في الحديث ، وتوقفوا عندما ارسلوا. اهـ. (٣٥٢) قلت : ومما توقف النواصب
فيه من مراسيل ابي اسحاق ما رواه عمرو بن اسماعيل
____________________________________
الهمداني ـ كما في
ترجمته من الميزان ـ عن ابي اسحاق (قال) : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم : « علي كشجرة أنا أصلها ، وعلي فرعها ، والحسن والحسين ثمرها ، والشيعة
ورقها » (٣٥٣). وما قال المغيرة انما أهلك اهل الكوفة ابواسحاق ، وأعمشكم ؛ الا
لكونهما شيعيين مخلصين لآل محمد ، حافظين ما جاء في السنة من خصائصهم عليهمالسلام ، وقد كانا من بحار
العلم قوامين بامر الله ، احتج بكل منهما اصحاب الصحاح الستة وغيرهم (٣٥٤) ، ودونك
حديث
____________________________________
ابي اسحاق في كل من
الصحيحين عن البراء بن عازب ، ويزيد بن ارقم ، وحارثة بن وهب ، وسليمان بن صرد ،
والنعمان بن بشير ، وعبدالله ابن يزيد الخطمي ، وعمرو بن ميمون ، روى عنه في
الصحيحين كل من شعبة ، والثوري ، وزهير ، وحفيده يوسف بن اسحاق بن ابي اسحاق ،
وقال ابن خلكان ـ كما في ترجمته من الوفيات ، : ولد لثلاث سنين بقين من خلافة
عثمان ، وتوفي سنة سبع وعشرين ، وقيل ثمان وعشرين ، وقيل تسع وعشرين ومئة ، وقال
يحيى بن معين والمدائني : مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة ، والله اعلم (٣٥٥).
٧٢
ـ عوف بن ابي جميلة ـ البصري ابوسهل يعرف
بالاعرابي وليس باعرابي الاصل ، ذكره الذهبي في ميزانه (٣٥٦) فقال : وكان يقال له
عوف الصدق ، وقيل : كان يتشيع ، وقد وثقه جماعة ، ثم نقل القول : بكونه شيعيا عن
جعفر بن سليمان ، ونقل القول : بكونه رافضيا عن بندار. قلت : وعده ابن قتيبة في
كتابه المعارف من رجال الشيعة (٣٥٧) أخذ عنه روح ، وهوذة ، وشعبة ؛ والنضر بن شميل
؛ وعثمان بن الهيثم ،
____________________________________
وخلق من طبقتهم ؛
واحتج به اصحاب الصحاح الستة (٣٥٨) وغيرهم ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن كل من
الحسن ، وسعيد ، وابني ابي الحسن البصري ، ومحمد بن سيرين ، وسيار بن سلامة ،
وحديثه في صحيح مسلم عن النضر بن شميل ، اما حديثه عن ابي رجاء العطاردي فموجود في
الصحيحين. مات رحمه الله تعالى سنة ست واربعين ومئة.
ف
٧٣
ـ الفضل بن دكين ـ واسم دكين عمرو بن
حماد بن زهير الملائي الكوفي ، يعرف بأبي نعيم ، شيخ البخاري في صحيحه ، عده من
رجال الشيعة جماعة من الجهابذة ، كابن قتيبة في المعارف (٣٥٩) ، وذكره الذهبي في
ميزانه فقال : الفضل بن دكين ابونعيم حافظ حجة إلا انه يتشيع ، ونقل ان ابن الجنيد
الختلي قال : سمعت ابن معين يقول : كان ابونعيم اذا ذكر انسانا فقال : هو جيد ،
وأثنى عليه فهو شيعي ، واذا قال : فلان كان مرجئا ، فاعلم انه صاحب سنة لا بأس به
، قال الذهبي هذا القول دال على ان يحيى بن معين كان يميل إلى الارجاء (٣٦٠). قلت
: ودال ايضا على انه كان يرى الفضل شيعيا جلدا ، ونقل الذهبي ـ في ترجمة خالد بن
مخلد من ميزانه ـ عن الجوزجاني القول : بأن ابا نعيم
____________________________________
كان كوفي المذهب
يعني التشيع (٣٦١) ، وبالجملة فان كون الفضل بن دكين شيعيا مما لا ريب فيه ، وقد
احتج به اصحاب الصحاح الستة (٣٦٢) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن كل من همام بن
يحيى ، وعبد العزيز بن ابي سلمة ، وزكريا بن ابي زائدة ، وهشام الدستوائي ،
والاعمش ، ومسعر ، والثوري ، ومالك ، وابن عيينة ، وشيبان ، وزهير ، أما حديثه في
صحيح مسلم فعن كل من سيف بن ابي سليمان ، واسماعيل بن مسلم ، وأبي عاصم محمد بن
أيوب الثقفي ، وأبي العميس ، وموسى بن علي ، وأبي شهاب موسى بن نافع ، وسفيان ،
وهشام بن سعد ، وعبد الواحد بن أيمن ، واسرائيل ، روى عنه البخاري بلا واسطة ،
وروى مسلم عنه بواسطة حجاج بن الشاعر ، وعبد بن حميد ، وابن ابي شيبة ، وابي سعيد
الاشج ، وابن نمير ، وعبدالله الدارمي ، واسحاق الحنظلي ، وزهير بن حرب. كان مولده
سنة ثلاثين ومئة ، وتوفي رحمه الله تعالى بالكوفة ، ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان
سنة عشرة ومئتين ايام المعتصم ، وقد ذكره ابن سعد في الجزء ٦ من طبقاته فقال : وكان ثقة مأمونا كثير الحديث ،
حجة.
__________________
____________________________________
٧٤
ـ فضيل بن مرزوق ـ الاغر الرواسي
الكوفي ابوعبدالرحمن ، ذكره الذهبي في ميزانه فقال : كان معروفا بالتشيع ، ونقل
القول بتوثيقه عن سفيان بن عيينة ، وابن معين (قال) : وقال ابن عدي : ارجو انه لا
بأس به ، ثم نقل عن الهيثم بن جميل انه ذكر فضيل بن مرزوق فقال : كان من أئمة
الهدى ، زهدا وفضلا (٣٦٣). قلت : احتج مسلم في الصحيح (٣٦٤) بحديثه عن شقيق بن
عقبة في الصلاة ، واحتج في الزكاة بحديثه عن عدي بن ثابت ، روى عنه عند مسلم يحيى
بن آدم ، وابوأسامة في الزكاة ، وروى عنه في السنن وكيع ، ويزيد ، وابونعيم ، وعلي
بن الجعد ، وخلق من طبقتهم ، وكذب عليه زيد بن الحباب فيما رواه عنه من حديث
التأمير. مات رحمه الله تعالى سنة ثمان وخمسين ومئة.
٧٥
ـ فطر بن خليفة ـ الحناط الكوفي ، سأل
عبدالله بن احمد أباه عن فطر بن خليفة قال : ثقة صالح الحديث ، حديثه حديث رجل كيس
، إلا انه يتشيع ، وروى عباس عن ابن معين : ان فطر بن خليفة ثقة شيعي ، وقال احمد
: كان فطر عند يحيى ثقة ، ولكنه خشبي مفرط. قلت : ولذا قال ابوبكر بن عياش : ما
تركت الرواية عن فطر بن خليفة إلا لسوء مذهبه ـ اي لا مغمز فيه سوى ان مذهبه مذهب
الشيعة ـ وقال الجوزجاني : فطر بن خليفة زائغ ، وسمعه جعفر الاحمر يقول في مرضه :
____________________________________
ما يسرني ان يكون لي
مكان كل شعرة في جسدي ملك يسبح الله تعالى ، لحبي اهل البيت عليهمالسلام ، يروي فطر عن ابي
الطفيل ، وابي وائل ، ومجاهد ؛ وقد اخذ عنه ابواسامة ويحيى بن آدم ، وقبيصة ، وغير
واحد من تلك الطبقة ، وثقه احمد وغيره، وقال ابوحاتم : صالح الحديث. وقال النسائي
: ليس به بأس ، وقال مرة هو ثقة حافظ كيس وقال ابن سعد : ثقة ان شاء الله ، واورده
الذهبي في ميزانه (٣٦٥) فنقل من أحواله واقوال العلماء فيه ما ذكرناه ، ولما ذكر ابن قتيبة في معارفه رجال
الشيعة عد فطرا منهم ، وقد اخرج البخاري في صحيحه حديث فطر عن مجاهد ، روى الثوري
عن فطر في الادب عند البخاري ، واخرج اصحاب السنن (٣٦٦) الاربعة وغيرهم عن فطر مات
رحمه الله تعالى سنة ثلاث وخمسين ومئة.
م
٧٦
ـ مالك بن اسماعيل ـ بن زياد بن درهم
أبوغسان الكوفي
__________________
____________________________________
النهدي ، شيخ
البخاري في صحيحه ، ذكره ابن سعد في ص ٢٨٢ من الجزء ٦ من طبقاته ، فكان آخر ما
قاله في أحواله : وكان أبوغسان ثقة صدوقا متشيعا شديد التشيع (٣٦٧) ، وذكره الذهبي
في الميزان بما يدل على عدالته وجلالته ، وانه اخذ مذهب التشيع عن شيخه الحسن بن
صالح ، وان ابن معين قال : ليس بالكوفة اتقن من ابي غسان ، وان ابا حاتم قال ، لم
أر بالكوفة أتقن منه ، لا ابونعيم ولا غيره ، له فضل وعبادة ، كنت إذا نظرت اليه
رأيته كأنه خرج من قبر ، كانت عليه سجادتان (٣٦٨). قلت : روى عنه البخاري (٣٦٩)
بلا واسطة في مواضع من صحيحه ، وروى مسلم عنه في الصحيح بواسطة هارون بن عبدالله
حديثا في الحدود ، أما مشائخه عند البخاري ، فابن عيينة ، وعبدالعزيز ابن ابي سلمة
، واسرائيل ، وقد اخذ عنه البخاري ، ومسلم عن زهير ابن معاوية. مات رحمه الله.
تعالى بالكوفة سنة تسع عشرة ومئتين.
٧٧
ـ محمد بن خازم ـ
المعروف بأبي معاوية الضرير التميمي
__________________
____________________________________
الكوفي ، ذكره
الذهبي في ميزانه فقال : ـ محمد بن خازم ع ـ الضرير ثقة ثبت ، ما علمت فيه مقالا
يوجب وهنه مطلقا ، سيأتي في الكنى ، وحين ذكره في الكنى ، قال : ابومعاوية الضرير
احد الائمة الاعلام الثقات، إلى أن قال : وقال الحاكم احتج به الشيخان ، وقد اشتهر
عنه الغلو ، غلو التشيع (٣٧٠). قلت : احتجبه اصحاب الصحاح الستة (٣٧١) ، وقد وضع
الذهبي على اسمه ع رمزا إلى اجماعهم على الاحتجاج به ، واليك حديثه في صحيحي
البخاري ومسلم عن كل من الاعمش ، وهشام بن عروة وله احاديث أخر في صحيح مسلم عن
غير واحد من الاثبات ، روى عنه في صحيح البخاري علي ابن المديني ، ومحمد بن سلام ،
ويوسف بن عيسى ، وقتيبة ، ومسدد ، وروى عنه في صحيح مسلم سعيد الواسطي ، وسعيد بن
منصور ، وعمرو الناقد ، واحمد بن سنان ، وابن نمير ، واسحاق الحنظلي ، وابوبكر بن
ابي شيبة ، وابو كريب ، ويحيى بن يحيى ، وزهير ، اما موسى الزمن فقد روى عنه في
الصحيحين كليهما. ولد ابومعاوية سنة ثلاث عشرة ومئة ومات رحمه الله سنة خمس وتسعين
ومئة.
٧٨
ـ محمد بن عبدالله ـ الضبي الطهاني
النيسابوري ، هو ابو عبدالله الحاكم إمام الحفاظ والمحدثين ، وصاحب التصانيف التي
لعلها تبلغ ألف جزء جاب البلاد في رحلته العلمية ، فسمع من نحو
____________________________________
الفي شيخ ، وكان
اعلام عصره كالصعلوكي ، والامام بن فورك ، وسائر الائمة يقدمونه على أنفسهم ،
ويراعون حق فضله ، ويعرفون له الحرمة الاكيدة ، ولا يرتابون في إمامته ، وكل من
تأخر عنه من محدثي السنة عيال عليه ، وهو من ابطال الشيعة وسدنة الشريعة ، تعرف
ذلك كله بمراجعة ترجمته في كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي ، وقد ترجمه في الميزان ايضا
فقال : إمام صدوق ، ونص على انه شيعي مشهور ، ونقل عن ابن طاهر قال : سألت أبا
اسماعيل عبدالله الانصاري عن الحاكم ابي عبدالله فقال : إمام في الحديث ، رافضي
خبيث ، وعد له الذهبي شقاشق ، منها قوله ان المصطفى صلى الله عليه وآله ، ولد
مسرورا مختونا ، ومنها أن عليا وصي ، قال الذهبي : فأما صدقه في نفسه ومعرفته بهذا
الشأن فأمر مجمع عليه. ولد سنة احدى وعشرين وثلاثمئة في ربيع الاول ، ومات رحمه
الله تعالى في صفر سنة خمس وأربعمئة .
٧٩
ـ محمد بن عبيدالله ـ بن ابي رافع المدني
، كان هو وأبوه عبيد الله وأخواه (٣٧٢) الفضل ، وعبدالله ابنا عبيدالله ، وجده
ابورافع (٣٧٣) ، وأعمامه رافع ، والحسن ، والمغيرة ، وعلي ، وأولادهم وأحفادهم
أجمعون من صالح سلف الشيعة. ولهم من المؤلفات ما يدل على رسوخ قدمهم في التشيع ،
ذكرنا ذلك في المقصد ٢ من الفصل ١٢
____________________________________
من فصولنا المهمة (٣٧٤)
، اما محمد هذا فقد ذكره ابن عدي فقال ـ كما في آخر ترجمته من الميزان (٣٧٥) ـ :
هو في عداد شيعة الكوفة ، وحيث ترجمه الذهبي في ميزانه ، وضع على اسمه ت ق رمزا
إلى من أخرج له من اصحاب السنن (٣٧٦) ، وذكر انه كان يروي عن أبيه عن جده ، وأن
مندلا ، وعلي بن هاشم ، يرويان عنه. قلت : ويروي عنه ايضا حبان بن علي ، ويحيى بن
يعلى ، وغيرهما ، وربما روى محمد بن عبيدالله عن أخيه عبدالله بن عبيدالله كما
يعلمه المتتبعون ، وقد أخرج الطبراني في معجمه الكبير بالاسناد إلى محمد بن
عبيدالله بن ابي رافع ، عن ابيه ، عن جده : ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
، قال لعلي : « أول من يدخل الجنة أنا وأنت ، والحسن والحسين ، وذرارينا خلفنا ،
وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا. اهـ. » (٣٧٧).
____________________________________
٨٠
ـ محمد بن فضيل ـ بن غزوان
ابوعبدالرحمن الكوفي ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه ـ المعارف ـ (٣٧٨)
وذكره ابن سعد في ص ٣٧١ من الجزء ٦ من طبقاته ، فقال : وكان ثقة صدوقا كثير الحديث
متشيعا ، وبعضهم لا يحتج به. اهـ. (٣٧٩) وذكره الذهبي في باب من عرف بابيه من
أواخر الميزان فقال : صدوق شيعي (٣٨٠) ، وذكره في المحمدين ايضا فقال : صدوق مشهور
، وذكر ان احمد قال : انه حسن الحديث شيعي ، وان ابا داود قال : كان شيعيا محترقا
، وذكر انه كان صاحب حديث ومعرفة ، وانه قرأ القرآن على حمزة ، وان له تصانيف ،
وان ابن معين وثقه ، واحمد حسنه ، والنسائي قال : لا بأس به (٣٨١). قلت : احتج به
اصحاب الصحاح الستة وغيرهم (٣٨٢) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري ومسلم عن كل من
أبيه فضيل ،
____________________________________
والاعمش ، واسماعيل
بن ابي خالد ، وغير واحد من تلك الطبقة ، روى عنه عند البخاري محمد بن نمير ،
واسحاق الحنظلي ، وابن ابي شيبة ، ومحمد بن سلام ، وقتيبة ، وعمران بن ميسرة ،
وعمرو بن علي ، وروى عنه عند مسلم عبدالله بن عامر ، وأبوكريب ، ومحمد بن طريف ،
وواصل بن عبدالاعلى ، وزهير ، وأبوسعيد الاشج ، ومحمد بن يزيد ، ومحمد بن المثنى ،
واحمد الوكيعي ، وعبد العزيز بن عمر بن ابان. مات رحمه الله تعالى بالكوفة سنة خمس
وقيل اربع وتسعين ومئة.
٨١
ـ محمد بن مسلم ـ بن الطائفي ، كان من المبرزين في أصحاب الامام ابي
عبدالله الصادق عليهالسلام
، وقد ذكره شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في كتاب رجال الشيعة ، وأورده الحسن بن
علي بن داود في باب الثقات من مختصره (٣٨٣) ، وترجمه الذهبي فنقل القول بوثاقته عن
يحيى بن معين وغيره ، وان القعنبي ، ويحيى بن يحيى ، وقتيبة ، رووا عنه ، وان
عبدالرحمن بن مهدي ذكر محمد بن مسلم الطائفي فقال : كتبه صحاح ، وأن معروف بن واصل
قال : رأيت سفيان
____________________________________
الثوري بين يدي محمد
بن مسلم الطائفي يكتب عنه (٣٨٤). قلت : وإنما ضعفه من ضعفه لتشيعه لكن تضعيفهم
إياه ما ضره ، وذاك حديثه عن عمرو بن دينار موجود في الوضوء من صحيح مسلم (٣٨٥) ،
وقد أخذ عنه ـ كما في ترجمته من طبقات ابن سعد
كل من وكيع بن الجراح وابي نعيم ، ومعن بن عيسى ، وغيرهم. مات رحمه الله تعالى سنة
سبع وسبعين ومئة ، وفي تلك السنة مات سميه محمد بن مسلم بن جماز بالمدينة ، وهما
اثنان ترجمهما ابن سعد في الجزء ٥ من طبقاته.
٨٢
ـ محمد بن موسى ـ بن عبدالله الفطري
المدني ، أورده الذهبي في ميزانه (٣٨٦) ، فنقل نص ابي حاتم على تشيعه ، وروي عن
الترمذي توثيقه ، ووضع على اسمه رمز مسلم واصحاب السنن (٣٨٧) ، إشارة إلى احتجاجهم
به ، ودونك حديثه في الاطعمة من صحيح مسلم يرويه عن عبدالله بن عبدالله ابن ابي
طلحة ، وله عن المقبري وجماعة من طبقته ، وقد روى عنه ابن ابي فديك ، وابن مهدي ،
وقتيبة ، وعدة من طبقتهم.
__________________
____________________________________
٨٣
ـ معاوية بن عمار ـ الدهني البجلي
الكوفي ، كان وجها في اصحابنا ومقدما عندهم ، كبير الشأن ، عظيم المحل ثقة (٣٨٨) ،
وكان أبوه عمار أسوة لمن تأسى ومثالا في الثبات ، على مبادئ الحق ، ومثلا ضربه
الله للصابرين على الاذى في سبيله ، قطع بعض الطغاة الغاشمين عرقوبيه في التشيع
كما ذكرناه في أحواله فما نكل ، وما وهن ، ولا ضعف ، حتى مضى لسبيله صابرا محتسبا
، وابنه معاوية هذا على شاكلته ، والولد سر أبيه فيه ـ ومن يشابه أباه فما ظلم ـ صحب
اماميه الصادق والكاظم عليهما السلام (٣٨٩) ، فكان من حملة علومهما ، وله كتب في
ذلك رويناها بالاسناد اليه ، وروى عنه من أصحابنا ابن ابي عمير ، وغيره ، واحتج به
مسلم والنسائي (٣٩٠) ، وحديثه في الحج من صحيح مسلم عن الزبير ، روى عنه عند مسلم
يحيى بن يحيى وقتيبة ، وله روايات عن أبيه عمار ، وعن جماعة من تلك الطبقة ،
موجودة في مسانيد السنة. مات رحمه الله تعالى سنة خمس وسبعين ومئة.
٨٤
ـ معروف بن خربوذ
ـ الكرخي ، أورده الذهبي في ميزانه
__________________
____________________________________
فوصفه بأنه صدوق
شيعي ، ووضع على اسمه رمز البخاري ، ومسلم ، وابي داود إشارة إلى إخراجهم له ،
وذكر انه يروي عن ابي الطفيل ، قال : هو مقل ، حدث عنه ابوعاصم ، وابوداود ،
وعبيدالله بن موسى ، وآخرون ، ونقل عن ابي حاتم انه قال : يكتب حديثه (٣٩١). قلت :
وذكره ابن خلكان في الوفيات فقال : هو من موالي علي بن موسى الرضا ، ثم استرسل في
الثناء عليه فنقل عنه حكاية قال فيها : وأقبلت على الله تعالى وتركت جميع ما كنت عليه
إلا خدمة مولاي علي بن موسى الرضا ، عليهالسلام
... الخ (٣٩٢) ، وابن قتيبة حين أورد رجال الشيعة في كتابه المعارف عد معروفا منهم
(٣٩٣) ، احتج مسلم بمعروف ، ودونك حديثه في الحج من الصحيح عن ابي الطفيل. توفي
ببغداد سنة مئتين
، وقبره معروف يزار ، وكان سري السقطي من تلامذته.
٨٥
ـ منصور بن المعتمر ـ بن عبدالله بن ربيعة
السلمي الكوفي ، كان من اصحاب الباقر والصادق ، وله عنهما عليهما السلام ، كما نص
عليه صاحب منتهى المقال في أحوال الرجال ، وعدة ابن قتيبة من رجال الشيعة في
__________________
____________________________________
معارفه (٣٩٤) ،
والجوزجاني عده في المحدثين الذين لا تحمد الناس مذاهبهم في أصول الدين وفروعه ،
لتعبدهم فيها بما جاء عن آل محمد ، وذلك حيث قال : كان من اهل الكوفة قوم لا يحمد الناس
مذاهبهم ، هم رؤوس محدثي الكوفة ، مثل ابي اسحاق ، ومنصور ، وزبيد اليامي ،
والاعمش ، وغيرهم من أقرانهم ، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث ... (٣٩٥)
الخ. قلت : ما الذي نقموه من هؤلاء الصادقين؟ أتمسكهم بالثقلين؟ ام ركوبهم سفينة
النجاة؟ أم دخولهم مدينة علم النبي من بابها؟ ـ باب حطة ـ أم التجاءهم إلى أمان
اهل الارض؟ أم حفظهم رسول الله صلى الله عليه وآله في عترته (٣٩٦)؟ أم خشوعهم لله
وبكاءهم من خشيته؟ كما هو المأثور من سيرتهم ، حتى قال ابن سعد ـ حيث ترجم منصورا
في ص ٢٣٥ من الجزء ٦ من طبقاته ـ : انه عمش من البكاء خشية من الله تعالى (قال)
وكانت له خرقة ينشف بها الدموع من عينيه (قال) : وزعموا انه صام ستين وقامها ...
الخ. فهل يكون
__________________
____________________________________
مثل هذا ثقيلا على
الناس مذموما ، كلا ولكن منينا بقوم لا ينصفون ، فإنا لله وإنا اليه راجعون ، روى
ابن سعد في ترجمة منصور عن حماد بن زيد قال : رأيت منصورا بمكة (قال) : وأظنه من
هذه الخشبية ، وما أظنه كان يكذب ... الخ. قلت : ألا هلم فانظر إلى الاستخفاف
والتحامل، والامتهان والعداوة المتجلية من خلال هذه الكلمة بكل المظاهر ، وما أشد
دهشتي عند وقوفي على قوله : وما أظنه يكذب ، وي ، وي كأن الكذب من لوازم أولياء آل
محمد ، وكأن منصورا جرى في الصدق على خلاف الاصل ، وكأن النواصب لم يجدوا لشيعة آل
محمدا اسما يطلقونه عليهم غير ألقاب الضعة ، كالخشبية ، والترابية ، والرافضة ،
ونحو ذلك ، وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى : (ولا تنابزوا بالالقاب بئس
الاسم الفسوق بعد الايمان)
(٣٩٧). وقد ذكر ابن قتيبة الخشبية في كتابه المعارف فقال : هم من الرافضة كان
ابراهيم الاشتر لقي عبيدالله بن زياد ، وأكثر اصحاب ابراهيم معهم الخشب فسموا
الخشبية. اهـ. (٣٩٨). قلت : إنما نبزوهم بهذا توهينا لهم ، واستهتارا بقوتهم
وعتادهم ، لكن هؤلاء الخشبية قتلوا بخشبهم سلف النواصب ، ابن مرجانة ، واستأصلوا
شأفة أولئك المردة ، قتلة آلمحمد (وقطع دابر الذين ظلموا والحمد
لله رب العالمين)
(٣٩٩) ، فلا بأس بهذا اللقب الشريف، ولا بلقب الترابية نسبة إلى ابي تراب ، بل لنا
بهما الشرف
____________________________________
والفخر. شط بنا
القلم ، فلنرجع إلى ما كنا فيه فنقول : اتفقت الكلمة على الاحتجاج بمنصور ولذا
احتج به اصحاب الصحاح الستة وغيرهم مع العلم بتشيعه (٤٠٠) ، ودونك حديثه في صحيحي
البخاري ، ومسلم عن كل من ابي وائل ، وابي الضحى ، وابراهيم النخعي ، وغيرهم من
طبقتهم ، روى عنه عندهما كل من شعبة ، والثوري ، وابن عيينة ، وحماد بن زيد ،
وغيرهم من أعلام تلك الطبقة ؛ قال ابن سعد : وتوفي منصور في آخر سنة اثنتين
وثلاثين ومئة (قال) : وكان ثقة مأمونا كثير الحديث رفيعا عاليا ـ رحمه الله تعالى
ـ.
٨٦
ـ المنهال بن عمرو ـ الكوفي التابعي من
مشاهير شيعة الكوفة ، ولذا ضعفه الجوزجاني وقال : سيء المذهب ، وكذا تكلم فيه ابن
حزم وغمزه يحيى بن سعيد ، وقال احمد بن حنبل : أبوبشر أحب إلي من المنهال وأوثق ،
ومع العلم بكونه شيعيا ، وتظاهره بذلك ، ولا سيما في أيام المختار ، لم يرتابوا في
صحة حديثه ، فأخذ عنه شعبة ، والمسعودي والحجاج بن ارطأة ، وخلق من طبقتهم ، وقد
وثقه ابن معين ، واحمد العجلي ، وغيرهما ، وذكره الذهبي في الميزان (٤٠١)
____________________________________
فنقل من أقوالهم فيه
ما نقلناه ، ووضع على اسمه رمز البخاري (٤٠٢) ومسلم ، إشارة إلى اخراجهما عنه ،
ودونك حديثه في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير ، وقد روى عنه في التفسير من صحيح
البخاري زيد بن أبي أنيسة وروى عنه منصور بن المعتمر في الانبياء.
٨٧
ـ موسى بن قيس ـ الحضرمي ، يكنى أبا
محمد ، عده العقيلي من الغلاة في الرفض ، وسأله سفيان عن أبي بكر وعلي فقال : علي
أحب الي ، وكان موسى يروي عن سلمة بن كهيل ، عن عياض بن عياض ، عن مالك بن جعونة ،
قال : سمعت أم سلمة تقول : « علي على الحق ، فمن تبعه فهو على الحق ، ومن تركه ترك
الحق عهدا معهودا » (٤٠٣) ، رواه ابونعيم الفضل بن دكين ، عن موسى بن قيس ، وروى
موسى في فضل أهل البيت صحاحا ساءت العقيلي فقال فيه ما قال ، أما ابن معين فقد
وثق موسى ، واحتج به ابوداود ، وسعيد بن منصور ، في سننهما ، وترجمه الذهبي في
الميزان (٤٠٤) ، فأورد كلما نقلناه عنهم في احواله ، ودونك حديثه في السنن (٤٠٥)
عن سلمة بن كهيل ، وحجر بن عنبسة ، وقد
____________________________________
روى عنه الفضل بن
دكين وعبيدالله بن موسى ، وغيرهما من الاثبات. مات رحمه الله تعالى أيام المنصور.
ن
٨٨
ـ نفيع بن الحارث ـ أبوداود النخعي
الكوفي الهمداني السبيعي ، قال العقيلي : كان يغلو في الرفض وقال البخاري :
يتكلمون فيه ـ لتشيعه ـ (٤٠٦) قلت : أخذ عنه سفيان ، وهمام ، وشريك ، وطائفة من
أعلام تلك الطبقة ، واحتج به الترمذي في صحيحه (٤٠٧) ، وأخرج له اصحاب المسانيد ،
ودونك حديثه عند الترمذي وغيره ، عن أنس بن مالك ، وابن عباس ، وعمران بن حصين ،
وزيد بن أرقم ، وقد ترجمه الذهبي فذكر من شؤونه ما ذكرناه.
٨٩
ـ نوح بن قيس ـ بن رباح الحداني ،
ويقال الطاحي البصري ، ذكره الذهبي في ميزانه فقال : صالح الحديث وقال : وثقه أحمد
وابن معين (قال) وقال ابوداود : كان يتشيع ، وقال النسائي : ليس به بأس (٤٠٨) ، ووضع
الذهبي على اسمه رمز مسلم وأصحاب السنن (٤٠٩) ، إشارة إلى أنه من رجال صحاحهم ،
وله حديث في
____________________________________
الاشربة من صحيح
مسلم ، يرويه عن ابن عون ، وله في اللباس من صحيح مسلم ايضا حديث يرويه عن أخيه
خالد بن قيس ، روى عنه عند مسلم نصر بن علي ، وروى عنه عند غير مسلم أبوالاشعث ،
وخلق من طبقته ، ولنوح رواية عن أيوب وعمرو بن مالك ، وطائفة.
ه ـ
٩٠
ـ هارون بن سعد ـ العجلي الكوفي ،
ذكره الذهبي فوضع على اسمه رمز مسلم ، إشارة إلى انه من رجاله ، ثم وصفه فقال :
صدوق في نفسه ، ولكنه رافضي بغيض ، روى عباس عن ابن معين قال : هارون بن سعد من
الغالية في التشيع ، له عن عبدالرحمن بن ابي سعيد الخدري ، وعنه محمد بن ابي حفص
العطار ، والمسعودي ، والحسن بن حي ، قال ابوحاتم : لا بأس به. (٤١٠) اهـ. قلت :
اذكر حديثا ـ في صفة النار من صحيح مسلم (٤١١) ـ يرويه الحسن بن صالح ، عن هارون
بن سعد العجلي ، عن سلمان.
٩١
ـ هاشم بن البريد ـ بن زيد أبوعلي
الكوفي ، ذكره الذهبي ووضع على اسمه رمز أبي داود والنسائي (٤١٢) ، إشارة إلى أنه
من رجال صحيحيهما ، ونقل توثيقه عن ابن معين وغيره ، مع شهادته عليه بأنه
____________________________________
يترفض ، قال : وقال
أحمد : لا بأس به (٤١٣). قلت : يروي هاشم عن زيد بن علي ، ومسلم البطين ، ويروي
عنه الخريبي ، وابنه علي بن هاشم ـ الذي ذكرناه في بابه ـ وجماعة من الاعلام ،
وهاشم هذا من بيت تشيع ، يعلم ذلك مما أوردناه في أحوال علي بن هاشم من هذا
الكتاب.
٩٢
ـ هبيرة بن بريم ـ الحميري ، صاحب علي عليهالسلام ، نظير الحارث في
ولائه واختصاصه ، ذكره الذهبي في ميزانه فوضع على اسمه رمز أصحاب السنن (٤١٤).
إشارة إلى أنه من رجال أسانيدهم ، ثم نقل عن احمد القول : بأنه لا بأس بحديثه ،
وهو احب الينا من الحارث ، قال الذهبي وقال ابن خراش : ضعيف كان يجهز على قتلى
صفين ؛ وقال الجوزجاني ، كان مختاريا يجهز على القتلى يوم الخازر. اهـ. (٤١٥). قلت
: وعده الشهرستاني في الملل والنحل من رجال الشيعة (٤١٦) وهذا من المسلمات ،
وحديثه عن علي ثابت في السنن ، يرويه عنه ابو اسحاق ، وابو فاختة.
٩٣
ـ هشام بن زياد ـ أبوالمقدام البصري ،
عده الشهرستاني في الملل والنحل من رجال الشيعة (٤١٧) ، وذكره الذهبي باسمه في حرف
الهاء ،
____________________________________
وبكنيته في الكنى من
ميزانه (٤١٨) ، ووضع على عنوانه في الكنى ت ق رمزا إلى من اعتمد عليه من اصحاب
السنن ، ودونك حديثه في صحيح الترمذي وغيره (٤١٩) ، عن الحسن والقرضي ، يروي عنه
شيبان بن فروخ ، والقواريري ، وآخرون.
٩٤
ـ هشام بن عمار ـ بن نصير بن ميسرة
أبوالوليد ، ويقال الظفري الدمشقي ، شيخ البخاري في صحيحه ، عده ابن قتيبة من رجال
الشيعة (٤٢٠) ، حيث ذكر ثلة منهم في باب الفرق من معارفه ، وذكره الذهبي في
الميزان فوصفه بالامام ، خطيب دمشق ومقريها ، ومحدثها وعالمها ، صدوق مكثر ، له ما
ينكر ... (٤٢١) الخ. قلت : روى عنه البخاري بلا واسطة في باب من انظر معسرا من
كتاب البيوع من صحيحه (٤٢٢) ، وفي مواضع أخر يعرفها المتتبعون ، وأظن ان منها كتاب
المغازي ، وكتاب الاشربة ، وباب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، يروي
هشام عن يحيى بن حمزة ، وصدقة بن خالد ، وعبد الحميد بن ابي العشرين ، وغيرهم. قال
في الميزان : « وحدث عنه خلق كثير رحلوا اليه في القراءة والحديث » ، وحدث عنه
الوليد بن
____________________________________
مسلم ، وهو من شيوخه
، وقد روى هو بالاجازة عن أبي لهيعة ، قال عبدان : ما كان في الدنيا مثله ، وقال
آخر : كان هشام فصيحا بليغا مفوها كثير العلم .. قلت : وكان يرى أن الفاظ القرآن
مخلوقة لله تعالى كغيره من الشيعة ، فبلغ أحمد عنه شيء من ذلك فقال : ـ كما في
ترجمة هشام من الميزان ـ (٤٢٣) : أعرفه طياشا ، قاتله الله ، ووقف احمد على كتاب
لهشام قال في خطبته : الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه ، فقام احمد وقعد ، وأبرق
وأرعد ، وأمر من صلوا خلف هشام بإعادة صلاتهم ، مع ان في كلمة هشام من تنزيه الله
تعالى عن الرؤية وتقديسه عن الكيف والاين وتعظيم آياته في خلقه ، ما لا يخفى على
أولي الالباب ، فكلمته هذه على حد قول القائل ـ وفي كل شيء له آية ـ بل هي أعظم
وأبلغ بمراتب ، لكن العلماء الاقران يتكلم بعضهم في بعض بحسب اجتهادهم. ولد هشام
سنة ثلاث وخمسين ومئة ، ومات في آخر المحرم سنة خمس واربعين ومئتين ، رحمه الله
تعالى.
٩٥
ـ هشيم بن بشير ـ بن القاسم بن دينار
السلمي الواسطي ابو معاوية ، أصله من بلخ ، كان جده القاسم نزل واسط للتجارة ، عده
ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة (٤٢٤) ، وهو شيخ الامام احمد بن حنبل وسائر
اهل طبقته ، ذكره الذهبي في الميزان رامزا إلى احتجاج اصحاب الصحاح الستة به ،
ووصفه بالحافظ ، وقال : انه أحد الاعلام سمع الزهري ، وحصين بن عبدالرحمن ، وروى
عنه يحيى القطان ،
____________________________________
واحمد ، ويعقوب
الدروقي ، وخلق كثير. اهـ. (٤٢٥). قلت : ودونك حديثه في كل من صحيحي البخاري ومسلم
(٤٢٦) عن حميد الطويل ، واسماعيل ابن ابي خالد ، وابي اسحاق الشيباني ، وغير واحد
، روى عنه عندهما عمر والناقد ، وعمرو بن زرارة ، وسعيد بن سليمان ، وروى عنه عند
البخاري عمرو بن عوف ، وسعد بن النضر ، ومحمد بن نبهان ، وعلي بن المديني ، وقتيبة
، وروى عنه عند مسلم احمد بن حنبل ، وشريح ، ويعقوب الدورقي ، وعبدالله بن مطيع ،
ويحيى بن يحيى ، وسعيد بن منصور ، وابن ابي شيبة ، واسماعيل بن سالم ، ومحمد بن
الصباح ؛ وداود بن رشيد ، واحمد ابن منيع ، ويحيى بن ايوب ، وزهير بن حرب ، وعثمان
بن ابي شيبة ، وعلي بن حجر ، ويزيد بن هارون. مات رحمه الله تعالى ببغداد سنة ثلاث
وثمانين ومئة ، وله تسع وسبعون عاما.
و
٩٦
ـ وكيع بن الجراح ـ بن مليح بن عدي يكنى
بابنه سفيان الرواسي الكوفي ، من قيس غيلان ، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال
الشيعة (٤٢٧) ، ونص ابن المديني في تهذيبه : على ان في وكيع تشيعا ،
____________________________________
وكان مروان بن
معاوية لا يرتاب في ان وكيعا رافضي ، دخل عليه يحيى بن معين مرة فوجد عنده لوحا
فيه فلان كذا وفلان كذا ، ومن جملة ما كان فيه ، وكيع رافضي ، فقال له ابن معين :
وكيع خير منك ، قال : مني؟ فقال له : نعم. قال ابن معين فبلغ ذلك وكيعا فقال : ان
يحيى صاحبنا ، وسئل احمد بن حنبل إذا اختلف وكيع وعبدالرحن ابن مهدي بقول من نأخذ؟
فرجح قول عبدالرحمن لأمور ذكرها ، ومن جملتها : ان عبدالرحمن كان يسلم منه السلف ـ
دون وكيع بن الجراح (٤٢٨) ـ قلت : ويؤيد ذلك ما اورده الذهبي في آخر ترجمة الحسن
بن صالح ، من ان وكيعا كان يقول : ان الحسن بن صالح عندي إمام ، فقيل له : انه لا
يترحم على عثمان ، فقال : اتترحم انت على الحجاج (٤٢٩)؟ حيث جعل عثمان كالحجاج ،
وقد ذكره الذهبي في ميزانه ، فنقل من شؤونه ما قد سمعت ، احتج به اصحاب الصحاح
الستة وغيرهم (٤٣٠) ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من الاعمش ، والثوري
، وشعبة ، واسماعيل ابن ابي خالد ، وعلي بن المبارك ، روى عنه عندهما اسحاق
الحنظلي ، ومحمد بن نمير ، وروى عنه عند البخاري عبدالله
____________________________________
الحميدي ، ومحمد بن
مقاتل ، وروى عنه عند مسلم زهير ، وابن ابي شيبة ، وابوكريب ، وابوسعيد الاشج ،
ونصر بن علي ، وسعيد بن ازهر ، وابن ابي عمر ، وعلي بن خشرم. وعثمان بن ابي شيبة ،
وقتيبة بن سعيد. مات رحمه الله تعالى بفيد قافلا من الحج في المحرم سنة سبع وتسعين
ومئة ، وله من العمر ثمان وستون سنة.
ي
٩٧
ـ يحيى بن الجزار ـ العرني الكوفي صاحب
امير المؤمنين عليهالسلام
، ذكره الذهبي في الميزان رامزا إلى احتجاج مسلم واصحاب السنن به ، وقد وثقه وقال
: صدوق ، ونقل عن الحكم بن قتيبة انه قال : كان يحيى بن الجزار يغلو في التشيع (٤٣١)
، وذكره ابن سعد في الجزء ٦ من طبقاته
فقال : كان يحيى بن الجزار يتشيع ، وكان يغلو يعني في القول ، قالوا : وكان ثقة ،
وله احاديث. اهـ. قلت : رأيت له في الصلاة في صحيح مسلم (٤٣٢) حديثا يرويه عن علي
، وله في الايمان من صحيح مسلم ايضا حديثا يرويه عن عبدالرحمن بن ابي ليلى ، روى
عنه الحكم بن عتيبة ، والحسن العرني عند مسلم ، وغيره.
٩٨
ـ يحيى بن سعيد ـ القطان ، يكنى أبا
سعيد مولى بني تميم البصري محدث زمانه ، عده ابن قتيبة في معارفه (٤٣٣) من رجال
__________________
____________________________________
الشيعة ، واحتج به
اصحاب الصحاح الستة (٤٣٤) وغيرهم ، فحديثه عن هشام بن عروة ، وحميد الطويل ، ويحيى
بن سعيد الانصاري ، وغيرهم ثابت في كل من صحيحي البخاري ومسلم ، وروى عنه عندهما
محمد بن المثنى ، وبندار ، وروى عنه عند البخاري مسدد ، وعلي بن المديني ، بيان بن
عمرو ، وروى عنه عند مسلم محمد بن حاتم ، ومحمد بن خلاد الباهلي ، وأبوكامل فضيل
بن حسين الجحدري ، ومحمد المقدمي ، وعبدالله بن هاشم ؛ وابوبكر بن ابي شيبة ،
وعبدالله بن سعيد ، واحمد بن حنبل ، ويعقوب الدورقي ، وعبدالله القوايري ، واحمد
بن عبدة ، وعمرو بن علي ، وعبدالرحمن بن بشر. مات رحمه الله تعالى سنة ثمان وتسعين
ومئة ، عن ثمان وسبعين سنة.
٩٩
ـ يزيد بن ابي زياد ـ الكوفي ابوعبدالله
مولى بني هاشم ، ذكره الذهبي في ميزانه (٤٣٥) ، فوضع عليه رمز مسلم واصحاب السنن
الاربعة (٤٢٦) إشارة إلى روايتهم عنه ، ونقل عن ابن فضيل قال : كان
____________________________________
يزيد بن ابي زياد من
أئمة الشيعة الكبار ، واعترف الذهبي بانه احد علماء الكوفة المشاهير ، ومع ذلك فقد
تحاملوا عليه. واعدوا ما استطاعوا من القدح ، بسبب انه حدث بسنده إلى ابي برزة ،
او ابي بردة ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وآله ، فسمع صوت غناء ، فاذا عمرو
بن العاص ومعاوية يتغنيان ، فقال صلى الله عليه وآله : « اللهم اركسهما في الفتنة
ركسا ، ودعهما إلى النار دعا » ودونك حديثه في الاطعمة من صحيح مسلم عن عبدالرحمن
بن بي ليلى ، رواه عنه سفيان بن عيينة. مات رحمه الله تعالى سنة ست وثلاثون ومئة ،
وله تسعون سنة تقريبا.
١٠٠
ـ ابوعبدالله الجدلي ـ ذكره الذهبي في
الكنى ، ووضع على عنوانه د ت إشارة إلى انه من رجال ابي داود والترمذي في صحيحيهما
، ثم وصفه ، بانه شيعي بغيض ، ونقل عن الجوزجاني القول : بأنه كان صاحب راية
المختار ، ونقل عن احمد توثيقه (٤٣٧) ، وعده الشهرستاني من رجال الشيعة في كتاب
الملل والنحل (٤٣٨) ، وذكره ابن قتيبة في
____________________________________
غالية الرافضة من
معارفه (٤٣٩) ، ودونك حديث في صحيحي الترمذي وأبي داود وسائر مسانيد السنة (٤٤٠) ،
وذكره ابن سعد في طبقاته
فقال : كان شديد التشيع ، ويزعمون انه كان على شرطة المختار ، فوجهه إلى عبدالله
بن الزبير في ثمانمئة ليوقع بهم ، ويمنع محمد بن الحنفية مما اراد به ابن الزبير.
اهـ. حيث كان ابن الزبير حصر ابن الحنفية وبني هاشم ، وأحاطهم بالحطب ليحرقهم ، إذ
كانوا قد امتنعوا عن بيعته ، لكن ابا عبدالله انقذهم من هذا الخطر ، فجزاه الله عن
اهل نبيه خيرا. وهذا آخر من اردنا ذكرهم في هذه العجالة ، وهم مئة بطل من رجال
الشيعة ، كانوا حجج السنة وعيبة علوم الامة ، بهم حفظت الاثار النبوية ، وعليهم
مدار الصحاح والسنن والمسانيد ، ذكرناهم باسمائهم ، وجئنا بنصوص اهل السنة على
تشيعهم. والاحتجاج بهم ، نزولا في ذلك على حكمكم ، واظن المعترضين سيعترفون بخطئهم
فيما زعموه من ان اهل السنة لا يحتجون برجال الشيعة ، وسيعلمون ان المدار عندهم
على الصدق والامانة بدون فرق بين السني والشيعي ، ولو رد حديث الشيعة مطلقا لذهبت
جملة الاثار النبوية ـ كما اعترف به الذهبي في ترجمة ابان بن تغلب من ميزانه (٤٤١)
ـ
__________________
____________________________________
وهذه مفسدة بينة ،
وانتم ـ نصر الله بكم الحق ـ تعلمون ان في سلف الشيعة ممن يحتج اهل السنة بهم غير
الذي ذكرناهم ، وانهم أضعاف أضعاف تلك المئة عددا وأعلا منهم سندا ، واكثر حديثا ،
واغزر علما ، واسبق زمنا ، وارسخ في التشيع قدما ، ألا وهم رجال الشيعة من الصحابة
رضي الله عنهم اجمعين ، وقد اوقفناكم على اسمائهم الكريمة في آخر فصولنا المهمة (٤٤٢)
، وفي التابعين ممن يحتج بهم من اثبات الشيعة ، كل ثقة حافظ ضابط متقن حجة ،
كالذين استشهدوا في سبيل الله نصرة لامير المؤمنين أيام الجمل الاصغر (٤٤٣) ،
والجمل الاكبر (٤٤٤) ،
____________________________________
وصفين (٤٤٥) ،
____________________________________
................................
____________________________________
..............................
____________________________________
والنهروان (٤٤٦) ،
وفي الحجاز واليمن حيث غار عليهما بسر بن
____________________________________
ارطاة (٤٤٧) ، وفي
فتنة الحضرمي المرسل إلى البصرة من قبل معاوية (٤٤٨) ، وكالذين استشهدوا يوم الطف
مع سيد شباب أهل الجنة (٤٤٩) ، والذين استشهدوا مع حفيده الشهيد زيد (٤٥٠) وغيره
من اباة الضيم ، الثائرين لله من آل محمد ، وكالذين قتلوا صبرا (٤٥١) ، ونفوا عن
عقر ديارهم (٤٥٢) ظلما ، والذين اخلدوا إلى
____________________________________
التقية خوفا وضعفا ،
كالاحنف بن قيس ، والاصبغ بن نباتة ، ويحيى بن يعمر ، أول من نقط الحروف (٤٥٣) ،
والخليل بن أحمد مؤسس علم اللغة والعروض (٤٥٤) ، ومعاذ بن مسلم الهراء واضع علم
الصرف (٤٥٥) وأمثالهم ، ممن يستغرق تفصيلهم المجلدات الضخمة ، ودع عنك من تحامل
عليهم النواصب بالقدح والجرح فضعفوهم ولم يحتجوا بهم (٤٥٦) ، وهناك مئات من أثبات
الحفظة وأعلم الهدى من شيعة آل محمد ، أغفل أهل السنة ذكرهم ، لكن علماء الشيعة
أفردوا لذكرهم فهارس ومعاجم تشتمل على أحوالهم (٤٥٧) ، ومنها تعرف
____________________________________
أياديهم البيضاء ،
في خدمة الشريعة الحنيفة السمحاء ، ومن وقف على شؤونهم يعلم أنهم مثال الصدق والامانة
، والورع والزهد والعبادة والاخلاص في النصح لله تعالى ، ولرسوله صلى الله عليه
وآله ، ولكتابه عز وجل ، ولائمة المسلمين ولعامتهم، نفعنا الله ببركاتهم وبركاتكم
إنه أرحم الراحمين.
ش
المراجعة ١٧
|
٣ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ عواطف المناظر
وألطافه
٢
ـ تصريحه بأن لا مانع لاهل السنة من الاحتجاج بثقات الشيعة
٣
ـ إيمانه بآيات أهل البيت
٤
ـ حيرته في الجمع بينها وبين ما عليه أهل القبلة.
١ ـ أما وعينيك ما رأت عيناي أرشح منك
فؤادا ، ولا أسرع تناولا ، ولا سمعت أذناي بأرهف منك ذهنا ، ولا أنفذ بصيرة ، ولا
قرع سمع السامعين ألين منك لهجة ، ولا ألحن منك بحجة ، تدفقت في كل مراجعاتك تدفق
اليعبوب ، وملكت في كل محاوراتك الافواه والاسماع
____________________________________
والابصار والقلوب ،
ولله كتابك الاخير (ذلك الكتاب لا ريب فيه) يلوي أعناق الرجال ، ويقرع بالحق رأس
الضلال.
٢ ـ لم يبق للسني مانعا من الاحتجاج
بأخيه الشيعي إذا كان ثبتا ، فرأيك في هذا هو الحق المبين ، ورأي المعترضين تعنت
ومماحكة ، أقوالهم بعدم صحة الاحتجاج بالشيعة تعارض أفعالهم ، وأفعالهم في مقام
الاحتجاج تناقض أقوالهم ، فقولهم وفعلهم لا يتجاريان في حلبة ، ولا يتسايران إلى
غاية ، يصدم كل منهما الآخر فيدفعه في صدره ، وبهذا كانت حجتهم جذماء ، وحجتك
العصماء ، أوردت في هذه العجالة ما يجب أن تفرده برسالة سميتها لك ـ أسناد الشيعة
في إسناد السنة ـ وستكون الغايه في هذا الموضوع ، ليس وراءها مذهب لطالب ، ولا
مضرب لراغب ، وأرجو أن تحدث في العالم الاسلامي إصلاحا باهرا إن شاء الله تعالى.
٣ ـ آمنا بآيات الله كلها ـ وآيات الله
في سيدنا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ، وسائر أهل البيت رضي الله عنهم ، أكثر
مما أوردتموه ـ.
٤ ـ فما ندري لماذا عدل أهل القبلة عن
أئمة أهل البيت ، فلم يتعبدوا بمذاهبهم في شيء من الاصول والفروع ، ولا وقفوا في
المسائل الخلافية عند قولهم ، ولا كان علماء الامة يبحثون عن رأيهم ، بل كانوا
يعارضونهم في المسائل النظرية ، ولا يبالون بمخالفتهم ، وما برح عوام الامة خلفا
عن سلف ، يرجعون في الدين إلى غير أهل البيت بلا نكير ، فلو كانت يات الكتاب وصحاح
السنة نصوصا فيما تقولون ، ما عدل أهل القبلة عن علماء أهل البيت ، ولا ارتضوا بهم
بدلا ، لكنهم لم يفهموا من الكتاب والسنة أكثر من الثناء على أهل البيت ، ووجوب
مودتهم واحترامهم
والسلف الصالح أولى
بالصواب ، وأعرف بمفاد السنة والكتاب (فبهداهم اقتده) والسلام.
س
المراجعة ١٨
|
٤ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ مقابلة العواطف
بالشكر
٢
ـ خطأ المناظر فيما نسبه إلى مطلق اهل القبلة
٣
ـ إنما عدل عن أهل البيت ساسة الامة
٤
ـ أئمة أهل البيت (بقطع النظر عن كل دليل) لا يقصرون عن غيرهم؟
٥
ـ أي محكمة عادلة تحكم بضلال المعتصمين بهم.
١ ـ اشكر حسن ظنكم بهذا القاصر ، واقدر
نظركم بعين الرضا اليه ، وإلى مراجعاته ، فأخشع أمام هذا العطف ببصري ، واعنو لهذا
اللطف هيبة واجلالا.
٢ ـ بيد اني استميح سماحتكم مراجعة
النظر فيما نسبتموه ـ من العدول عن اهل البيت ـ إلى مطلق أهل القبلة ، واذكركم بأن
نصف أهل القبلة ـ وهم شيعة آل محمد ـ ما عدلوا ولا هم عادلون ، ولن يعدلوا عن أئمة
أهل البيت في شيء من اصول الدين وفروعه أبدا ، وأن من رأيهم كون التعبد بمذاهبهم عليهمالسلام من الواجبات
العينية المضيقة بحكم الكتاب والسنة ، فهم يدينون الله عزوجل بذلك في كل عصر ومصر
، وعلى هذا مضى سلفهم وخلفهم الصالحان ، منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم إلى يومنا هذا.
٣ ـ وإنما عدل عن اهل البيت في فروع
الدين وأصوله ساسة الامة وأولياء أمورها ، منذ عدلوا عنهم بالخلافة فجعلوها
بالاختيار ، مع ثبوت النص بها على
امير المؤمنين علي
بن ابي طالب ، إذ رأوا أن العرب لا تصبر على ان تكون في بيت مخصوص فتأولوا نصوصها
، وجعلوها بالانتخاب ، ليكون لكل حي من احيائهم أمل بها ولو بعد حين ، فكانت مرة
هنا ، واخرى هناك ، وتارة هنالك ، وهبوا بكل ما لديهم من قوة ونشاط إلى تأييد هذا
المبدأ ، والقضاء على كل ما يخالفه ، فاضطرتهم الحال إلى التجافي عن مذهب أهل
البيت ، وتأولوا كل ما يدل على وجوب التعبد به من كتاب وسُنة ، ولو استسلموا
لظواهر الادلة فرجعوا إلى أهل البيت ، وارجعوا الخاصة والعامة اليهم في فروع الدين
وأصوله ، لقطعوا على انفسهم خط الرجعة إلى مبدئهم ، ولاصبحوا من اكبر الدعاة إلى
أهل البيت ، وهذا لا يجتمع مع عزائمهم ، ولا يتفق مع حزمهم ونشاطهم في سياستهم ،
ومن أمعن النظر في هذه الشؤون علم أن العدول عن امامة الائمة من أهل البيت في
المذهب ليس الا فرعا عن العدول عن امامتهم العامة بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ، وان تأويل الادلة على امامتهم الخاصة ، إنما كان بعد تأويل الادلة على
امامتهم العامة ، ولو لا ذلك ما التوى عنهم ملتوٍ.
٤ ـ دعنا من نصوصهم وبيناتهم ، وانظر
اليهم بقطع النظر عنها فهل تجد فيهم قصورا ـ في علم أو عمل أو تقوى ـ عن الامام
الاشعري ، أو الائمة الاربعة أو غيرهم ، وإذا لم يكن فيهم قصور ، فبم كان غيرهم
أولى بالاتباع؟ واحق بأن يطاع.
٥ ـ وأي محكمة عادلة تحكم بضلال
المعتصمين بحبلهم ، والناسخين على منوالهم ، حاشا أهل السنة والجماعة أن يحكموا
بذلك ، والسلام عليهم.
ش
المراجعة ١٩
|
٥ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ لا تحكم محاكم العدل
بضلال المعتصمين بأهل البيت
٢
ـ العمل بمذاهبهم يبرئ الذمة.
٣
ـ قد يقال انهم أولى بالاتباع
٤
ـ التماس النص بالخلافة.
١ ـ لا تحكم محاكم العدل بضلال
المعتصمين بحبل أهل البيت ، الناسجين على منوالهم ، ولا قصور في أئمتهم عن سائر
الائمة في شيء من موجبات الامامة.
٢ ـ والعمل بمذاهبهم يجزئ المكلفين ،
ويبرئ ذممهم ، كالعمل بأحد المذاهب الاربعة بلا ريب.
٣ ـ بل قد يقال إن أئمتكم الاثني عشرة
أولى بالاتباع من الائمة الاربعة وغيرهم ، لان الاثني عشرة كلهم على مذهب واحد ،
قد محصوه وقرروه باجماعهم ، بخلاف الاربعة ، فإن الاختلاف بينهم شائع في أبواب
الفقه كلها ، فلا تحاط موارده ولا تضبط ، ومن المعلوم ان ما يمحصه الشخص الواحد لا
يكافئ في الضبط ما يمحصه اثنا عشر إماما (٤٥٨) ، هذا كله مما لم تبق فيه وقفة
لمنصف ، ولا وجهة لمتعسف ـ نعم قد يشاغب
____________________________________
النواصب في اسناد
مذهبكم إلى أئمة اهل البيت ، وقد أكلفكم ـ فيما بعد ـ بإقامة البرهان على ذلك.
٤ ـ والآن إنما ألتمس ما زعمتموه من النص
بالخلاف على الامام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ، فهاته صريحا صحيحا من طريق
اهل السنة ، والسلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
نص الفتوى
التي أصدرها السيد صاحب الفضيلة الاستاذ
الاكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الازهر. في شأن جواز التعبد بمذهب الشيعة
الامامية.
قيل لفضيلته :
ان بعض الناس يرى انه يجب على المسلم
لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلد أحد المذاهب الاربعة المعروفة
وليس من بينها مذهب الشيعة الامامية ولا الشيعة الزيدية ، فهل توافقون فضيلتكم على
هذا الرأي على اطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الامامية الاثنا عشرية مثلا :
فأجاب فضيلته :
١ ـ ان الاسلام لا يوجب على أحد من
أتباعه اتباع مذهب معين بل نقول ان لكل مسلم الحق في أن يقلد بادئ ذي بدء أي مذهب
من المذاهب المنقولة نقلا صحيحا والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة ولمن قلد مذهبا
من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره ـ أي مذهب كان ـ ولا حرج عليه في شيء من ذلك.
٢ ـ ان مذهب الجعفرية المعروف بمذهب
الشيعة الامامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعا كسائر مذاهب أهل السنة.
فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك ، وأن
يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة ، فما كان دين الله وما كانت شريعته
بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب ، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالى يجوز لمن
ليس أهلا للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقررونه في فقههم ، ولا فرق في ذلك
بين العبادات والمعاملات.
السيد صاحب السماحة العلامة الجليل
الاستاذ محمد تقي القمي :
السكرتير العام لجماعة التقريب بين
المذاهب الاسلامية :
سلام عليكم ورحمته أما بعد فيسرني أن
أبعث إلى سماحتكم بصورة موقع عليها بإمضائي من الفتوى التي أصدرتها في شأن جواز
التعبد بمذهب الشيعة الامامية راجيا أن تحفظوها في سجلات دار التقريب بين المذاهب
الاسلامية التي أسهمنا معكم في تأسيسها ووفقنا الله لتحقيق رسالتها والسلام عليكم
ورحمة الله.
شيخ الجامع الازهر
المبحث الثاني
في الامامة العامة وهي
الخلافة عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
المراجعة ٢٠
|
٩ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ إشارة إلى النصوص
مجملة
٢
ـ نص الدار يوم الانذار
٣
ـ مخرجو هذا النص من اهل السنة
١ ـ إن من أحاط علما بسيرة النبي صلى
الله عليه وآله ، في تأسيس دولة الاسلام ، وتشريح احكامها ، وتمهيد قواعدها ، وسن
قوانينها ، وتنظيم شؤونها عن الله عزوجل ، يجد عليا وزير رسول الله في أمره ،
وظهيره على عدوه ، وعيبة علمه ، ووارث حكمه ، وولي عهده ، وصاحب الامر من بعده ،
ومن وقف على أقوال النبي وأفعاله ، في حله وترحاله ، صلى الله عليه وآله ، يجد
نصوصه في ذلك متواترة متوالية ، من مبدأ أمره إلى منتهى عمره.
٢ ـ وحسبك منها ما كان في مبدأ الدعوة
الاسلامية قبل ظهور
الإسلام بمكة ، حين
أنزل الله تعالى عليه (وأنذر عشيرتك الاقربين) فدعاهم إلى دار عمه ـ ابي طالب ـ وهم
يومؤذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه ، وفيهم أعمامه ابوطالب وحمزة والعباس
وابولهب ، والحديث في ذلك من صحاح السنن المأثورة ، وفي آخر ما قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم : « يا بني عبدالمطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء
قومه بأفضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا والاخرة ، وقد أمرني الله ان أدعوكم
اليه ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا على ان يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ فأحجم
القوم عنها غير علي ـ وكان أصغرهم ـ إذ قام فقال : انا يا نبي الله أكون وزيرك
عليه ، فأخذ رسول الله برقبته وقال : ان هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له
وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب : قد أمرك ان تسمع لابنك وتطيع.
اهـ. (٤٥٩) ».
____________________________________
٣ ـ أخرجه بهذه الالفاظ كثير من حفظة
الآثار النبوية ، كابن اسحاق ، وابن جرير وابن أبي حاتم ، وابن مردويه وابي نعيم ،
والبيهقي
____________________________________
جنايات على الإسلام
في سننه وفي دلائله
، والثعلبي ، والطبري في تفسير سورة الشعراء من تفسيريهما الكبيرين ، وأخرجه
الطبري ايضا في الجزء الثاني من كتابه : تاريخ الامم والملوك ، وأرسله ابن الاثير إرسال المسلمات في
الجزء الثاني من كامله
عند ذكره أمر الله نبيه بإظهار دعوته ، وابوالفداء في الجزء الاول من تاريخه عند ذكره أول من أسلم من الناس ، ونقله
الإمام أبوجعفر الاسكافي المعتزلي في كتابه : نقض العثمانية ، مصرحا بصحته ، وأورده الحلبي في باب استخفائه صلى
الله عليه وآله وسلم ، وأصحابه في دار الارقم
، من سيرته المعروفة ، وأخرجه بهذا المعنى مع تقارب الالفاظ غير واحد من اثبات
السنة وجهابذة الحديث ، كالطحاوي ، والضياء المقدسي في المختارة ، وسعيد بن منصور
في السنن ، وحسبك ما أخرجه احمد بن حنبل من
__________________
حديث علي في ص ١١١
وفي ص ١٥٩ من الجزء الاول من مسنده (٤٦٠) ، فراجع ، وأخرج في أول ص ٣٣١ من الجزء
الاول من مسنده أيضا حديثا جليلا عن ابن عباس يتضمن هذا النص في عشر خصائص مما
امتاز به علي على من سواه (٤٦١) ، وذلك الحديث الجليل أخرجه النسائي أيضا عن ابن
عباس في ص ٦ من خصائصه العلوية ، والحاكم في ص ١٣٢ من الجزء الثالث من صحيحه
المستدرك ، وأخرجه الذهبي في تلخيصه معترفا بصحته ، ودونك الجزء السادس من كتاب
كنز العمال فإن فيه التفصيل
وعليك بمنتخب
__________________
____________________________________
الكنز وهو مطبوع في
هامش مسند الامام احمد ، فراجع منه ما هو في هامش ص ٤١ إلى ص ٤٣ من الجزء الخامس
تجد التفصيل ؛ وحسبنا هذا ونعم الدليل ، والسلام.
ش
المراجعة ٢١
|
١٠ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
التشكيك
في سند هذا النص
إن خصمكم لا يعتبر سند هذا الحديث ، وله
في رده لهجة شديدة ، وحسبكم أن الشيخين لم يخرجاه ، وكذلك غير الشيخين من اصحاب
الصحاح ؛ وما أظن هذا الحديث واردا عن طريق الثقات من اهل السنة ، ولا أراكم
تعتبرونه صحيحا من طريقهم ، والسلام.
س
__________________
____________________________________
المراجعة ٢٢
|
١٢ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ تصحيح هذا النص
٢
ـ لماذا أعرضوا عنه؟
٣
ـ من عرفهم لا يستغرب ذلك.
١ ـ لولا اعتباري صحته من طريق اهل
السنة ما أوردته هنا ، على ان ابن جرير ، والامام أبا جعفر الاسكافي ، أرسلا صحته
ارسال المسلمات
، وقد صححه غير واحد من أعلام المحققين ، وحسبك في تصحيحه ثبوته من طريق الثقات
الاثبات ، الذين احتج بهم اصحاب الصحاح بكل ارتياح ، ودونك ص ١١١ من الجزء الاول
من مسند احمد ، تجده يخرج هذا الحديث عن اسود
بن عامر ، عن شريك
،
__________________
عن الاعمش (٤٦٢) ، عن المنهال ، عن عباد بن عبدالله الاسدي (٤٦٣) ، عن علي
مرفوعا وكل واحد من سلسلة هذا السند حجة عند الخصم ، وكلهم من رجال الصحاح بلا
كلام ، وقد ذكرهم القيسراني في كتابه ـ الجمع بين رجال الصحيحين ـ فلا مندوحة عن
القول بصحة الحديث ، على أن لهم فيه طرقا كثيرة يؤيد بعضها بعضا.
٢ ـ وإنما لم يخرجه الشيخان وأمثالهما ،
لانهم رأوه يصادم رأيه في الخلافة ، وهذا هو السبب في إعراضهم عن كثير من النصوص
الصحيحة ، خافوا أن تكون سلاحا للشيعة ، فكتموها وهم يعلمون ، وان كثيرا من شيوخ
أهل السنة ـ عفا الله عنهم ـ كانوا على هذه الوتيرة ، يكتمون كل ما كان من هذا
القبيل ، ولهم في كتمانه مذهب معروف ، نقله عنهم الحافظ بن حجر في فتح الباري ،
وعقد البخاري لهذا المعنى بابا في أواخر كتاب العلم من الجزء الاول من صحيحه فقال : « باب من خص
__________________
____________________________________
بالعلم قوما دون قوم
» (٤٦٤).
٣ ـ ومن عرف سريرة البخاري تجاه أمير
المؤمنين وسائر أهل البيت ، وعلم أن يراعته ترتاع من روائع نصوصهم ؛ وأن مداده
ينضب عن بيان خصائصهم ، لا يستغرب إعراضه عن هذا الحديث وأمثاله ، ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم ، والسلام.
ش
المراجعة ٢٣
|
١٤ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ ايمانه بثبوت الحديث
٢
ـ لا وجه للاحتجاج به مع عدم تواتره
٣
ـ دلالته على الخلافة الخاصة.
٤
ـ نسخه
١ ـ راجعت الحديث في ص ١١١ من الجزء
الاول من مسند أحمد ، ونقبت عن رجال سنده ، فاذا هم ثقات أثبات حجج ، ثم بحثت عن
سائر طرقه فإذا هي متضافرة متناصرة ، يؤيد بعضها بعضا ، وبذلك آمنت بثبوته.
٢ ـ غير أنهم لا يحتجون ـ في إثبات
الامامة ـ بالحديث إلا إذا كان متواترا ، لان الامامة عندكم من أصول الدين ، وهذا
الحديث لا يمكن القول ببلوغه حد التواتر فلا وجه للاحتجاج به.
____________________________________
٣ ـ وقد يقال بأن الحديث إنما يدل على
أن عليا خليفته صلى الله عليه وآله وسلم ، في أهل بيته خاصة ، فأين النص على
الخلافة العامة؟ (٤٦٥).
٤ ـ وربما قيل بنسخ الحديث ، إذ أعرض
النبي عن مفاده ، ولذا لم يكن وازعا للصحابة عن بيعة الخلفاء الثلاثة الراشدين ،
رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
س
____________________________________
المراجعة ٢٤
|
١٥ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ الوجه في احتجاجنا
بهذا الحديث
٢
ـ الخلافة الخاصة منفية بالاجماع
٣
ـ النسخ هنا محال
١ ـ إن اهل السنة يحتجون في إثبات
الامامة بكل حديث صحيح ، سواء كان متواترا او غير متواتر (٤٦٦) ، فنحن نحتج عليهم
بهذا لصحته من طريقهم ، إلزاما لهم بما ألزموا به أنفسهم، واما استدلالنا به على
الامامة فيما بيننا ، فانما هو لتواتره من طريقنا كما لا يخفى (٤٦٧).
٢ ـ ودعوى أنه إنما يدل على أن عليا
خليفة رسول الله في أهل بيته خاصة ، مرودة بأن كل من قال بأن عليا خليفة رسول الله
في أهل بيته ، قائل بخلافته العامة ، وكل من نفى خلافته العامة ، نفى خلافته
الخاصة ، ولا قائل بالفصل ، فما هذه الفلسفة المخالفة لاجماع المسلمين؟.
____________________________________
٣ ـ وما نسيت فلا أنسى القول بنسخه ،
وهو محال عقلا وشرعا ، لانه من النسخ قبل حضور زمن الابتلاء كما لا يخفى ، على أنه
لا ناسخ هنا إلا ما زعمه من إعراض النبي عن مفاد الحديث ، وفيه أن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ، لم يعرض عن ذلك ، بل كانت النصوص بعده متوالية متواترة ، يؤيد
بعضها بعضا ، ولو فرض أن لا نص بعده أصلا ، فمن أين علم اعراض النبي عن مفاده ؛
وعدوله عن مؤداه؟ (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من
ربهم الهدى)
، والسلام.
ش
المراجعة ٢٥
|
١٦ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ إيمانه بهذا النص
٢
ـ طلبه المزيد
١ ـ آمنت بمن نور بك الظلم ، وأوضح بك
البهم ، وجعلك آية من آياته ، ومظهرا من مظاهر بيناته.
٣ ـ فزدني منها لله أبوك زدني ،
والسلام.
س
المراجعة ٢٦
|
١٧ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ نص صريح ببضع عشرة
فضائل لعلي ليست لاحد غيره.
٢
ـ توجيه الاستدلال به
١ ـ حسبك من النصوص بعد حديث الدار ، ما
قد أخرجه الامام
أحمد في الجزء الاول
من مسنده
، والامام النسائي في خصائصه العلوية
، والحاكم في الجزء ٣ من صحيحه المستدرك
، والذهبي في تلخيصه معترفا بصحته ، وغيرهم من أصحاب السنن بالطرق المجمع على
صحتها ، عن عمرو بن ميمون ، قال : إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط ،
فقالوا : يا ابن عباس إما أن تقوم معنا ، وإما أن تخلو بنا من بين هؤلاء ، فقال
ابن عباس : بل أنا أقوم معكم ، قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدؤوا
، فتحدثوا ، فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في
رجل له بضع عشرة فضائل ليست لاحد غيره ، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه
وآله وسلم : لابعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
، فاستشرف لها من استشرف ، فقال : أين علي؟ فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر ، فنفث
في عينيه ثم هز الراية ثلاثا ، فأعطاها إياه ، فجاء علي بصفية بنت حيي ، قال ابن
عباس : ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلانا بسورة التوبة ، فبعث
عليا خلفه ، فأخذها منه ، وقال : لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ، قال ابن
عباس : وقال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا
والآخرة؟ قال وعلي جالس معه فأبوا ، فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ،
قال : أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال فتركه ؛ ثم قال : أيكم يواليني في الدنيا
والآخرة؟ فأبوا ، وقال علي : أنا أواليك في الدنيا
__________________
والآخرة ، فقال لعلي
، أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال ابن عباس : وكان علي أول من آمن من الناس بعد
خديجة ، قال : وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثوبه ، فوضعه على علي
وفاطمة وحسن وحسين ، وقال : (إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
، قال ، وشرى علي نفسه فلبس ثوب النبي ، ثم نام مكانه وكا المشركون يرمونه ، إلى
أن قال : وخرج رسول الله في غزوة تبوك وخرج الناس معه ، فقال له علي : أخرج معك؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : لا. فبكى علي ، فقال له رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه ليس بعدي نبي ،
إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ، وقال له رسول الله : أنت ولي كل مؤمن بعدي
ومؤمنة ، قال ابن عباس : وسد رسول الله أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل
المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم : من كنت مولاه ، فان مولاه علي ... الحديث ، قال الحاكم بعد إخراجه :
هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة ، قلت : وأخرجه الذهبي في تلخيصه ،
ثم قال : صحيح (٤٦٨).
____________________________________
٢ ـ ولا يخفى ما فيه من الادلة القاطعة
، والبراهين الساطعة ، على أن عليا ولي عهده ، وخليفته من بعده ، ألا ترى كيف جعله
صلى الله عليه وآله وسلم ، وليه في الدنيا والآخرة؟ آثره بذلك على سائر أرحامه ،
وكيف أنزله منه منزلة هارون من موسى ، ولم يستثن من جميع المنازل إلا النبوة ،
واستثناؤها دليل على العموم.
وأنت تعلم أن أظهر المنازل التي كانت
لهارون من موسى وزارته له وشد أزره به ، واشتراكه معه في أمره ، وخلافته عنه ،
وفرض طاعته على جميع أمته بدليل قوله (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون
أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري)
(٤٦٩) وقوله : (اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) وقوله عز وعلا : (قد أوتيت سؤلك يا
____________________________________
موسى) فعلي بحكم هذا النص خليفة رسول الله في
قومه ، ووزيره في أهله ، وشريكه في أمره ـ على سبيل الخلافة عنه لا على سبيل
النبوة ـ وأفضل أمته ، وأولاهم به حيا وميتا ، وله عليهم من فرض الطاعة زمن النبي
ـ بوزارته له ـ مثل الذي كان لهارون على أمة موسى زمن موسى ، ومن سمع حديث المنزلة
فانما يتبادر منه إلى ذهنه هذه المنازل كلها ، ولا يرتاب في إرادتها منه ، وقد
أوضح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، الامر فجعله جليا بقوله : إنه لا ينبغي
أن أذهب إلا وأنت خليفتي ، وهذا نص صريح في كونه خليفته ، بل نص جلي في أنه لو ذهب
ولم يستخلفه كان قد فعل ما لا ينبغي أن يفعل ، وهذا ليس إلا لانه كان مأمورا من
الله عزوجل باستخلافه ، كما ثبت في تفسير قوله تعالى : (يا أيها الرسول
بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته) (٤٧٠) ومن تدبر قوله تعالى في هذه
الآية : (فما بلغت رسالته) ثم امعن النظر في قول النبي صلى الله
عليه وآله : انه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ، وجدهما يرميان إلى غرض واحد
كما لا يخفى ، ولا تنس قوله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في هذا الحديث : أنت ولي
كل مؤمن بعدي ، فانه نص في أنه ولي الامر وواليه والقائم مقامه فيه ، كما قال
الكميت رحمه الله تعالى :
ونعم ولي الامر بعد وليه
|
|
ومنتجع التقوى ونعم المؤدب (٤٧١)
|
والسلام
ش
____________________________________
المراجعة ٢٧
|
١٨ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
التشكيك
في سند حديث المنزلة
حديث المنزلة صحيح مستفيض ، لكن المدقق
الآمدي ـ وهو فحل الفحول في علم الاصول ـ شك في أسانيده ، وارتاب في طرقه ، وربما
تشبث برأيه خصومكم ؛ فبماذا تستظهرون عليهم؟ والسلام.
س
المراجعة ٢٨
|
١٩ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ حديث المنزلة من أثبت
الآثار
٢
ـ القرائن الحاكمة بذلك
٣
ـ مخرجوه من أهل السنة
٤
ـ السبب في تشكيك الآمدي
١ ـ ظلم الآمدي ـ بهذا التشكيك ـ نفسه ،
فإن حديث المنزلة من أصح السنن وأثبت الآثار.
٢ ـ لم يختلج في صحة سنده ريب ، ولا سنح
في خواطر أحد أن يناقش في ثبوته ببنت شفة ، حتى ان الذهبي ـ على تعنته ـ صرح في
تلخيص المستدرك بصحته
، وابن حجر الهيثمي ـ على محاربته
__________________
بصواعقه ـ ذكر
الحديث في الشبهة ١٢ من الصواعق ، فنقل القول بصحته عن أئمة الحديث الذين لا معول
فيه إلا عليهم ، فراجع
(٤٧٢). ولولا أن الحديث بمثابة من الثبوت ، ما أخرجه البخاري في كتابه ، فإن الرجل
يغتصب نفسه عند خصائص علي وفضائل أهل البيت اغتصابا.
ومعاوية كان إمام الفئة الباغية ، ناصب
أمير المؤمنين وحاربه ، ولعنه على منابر المسلمين ، وأمرهم بلعنه ، لكنه ـ بالرغم
عن وقاحته في عدوانه ـ لم يجحد حديث المنزلة ، ولا كابر فيه سعد بن أبي وقاص حين
قال له ـ فيما أخرجه مسلم
ـ : « ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ،
فلن أسبه ، لان تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله يقول له
وقد خلفه في بعض مغازيه : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا
نبوة بعدي ... الحديث
(٤٧٣). فأبلس معاوية ، وكف عن تكليف سعد.
__________________
____________________________________
أزيدك على هذا كله أن معاوية نفسه حدث
بحديث المنزلة ، قال ابن حجر في صواعقه
: أخرج أحمد أن رجلا سأل معاوية عن مسألة ، فقال : سل عنها عليا فهو أعلم ، قال :
جوابك فيها أحب إلي من جواب علي ، قال : بئس ما قلت! لقد كرهت رجلا كان رسول الله
يغره بالعلم غرا ، ولقد قال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي ، وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذ منه ... إلى آخر كلامه (٤٧٤) وبالجملة فان حديث المنزلة مما
لا ريب في ثبوته باجماع المسلمين على اختلافهم في المذاهب والمشارب.
__________________
____________________________________
٣ ـ وقد أخرجه صاحب الجمع بين الصحاح
الستة . وصاحب
الجمع بين الصحيحين
، وهو موجود في غزوة تبوك من صحيح البخاري.
وفي باب فضائل علي من صحيح مسلم.
وفي باب فضائل أصحاب النبي من سنن ابن ماجة .
وفي مناقب علي من مستدرك الحاكم.
وأخرجه الامام أحمد بن حنبل في مسنده من حديث سعد بطرق إليه كثيرة. ورواه في المسند أيضا من حديث كل من :
__________________
____________________________________
ابن عباس . وأسماء بنت عميس . وأبي سعيد الخدري . ومعاوية بن أبي سفيان وجماعة آخرين من الصحابة. وأخرجه
الطبراني من حديث كل من : اسماء بنت عميس ، وام سلمة ، وحبيش بن جنادة ، وابن عمر
، وابن عباس ، وجابر بن سمرة ، وزيد بن أرقم ، والبراء بن عازب ، وعلي بن أبي طالب
. وغيرهم.
وأخرجه البزار في مسنده
، والترمذي في صحيحه
، من حديث أبي سعيد الخدري. وأورده ابن عبدالبر في أحوال علي من الاستيعاب ، ثم
قال ما هذا نصه : وهو من أثبت الآثار وأصحها ، رواه عن النبي سعد بن أبي وقاص ، (قال)
وطرق حديث سعد فيه كثيرة جدا ، ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره ، (قال) ورواه ابن عباس
، وأبوسعيد الخدري ، وام سلمة ، واسماء بنت
__________________
عميس ، وجابر بن
عبدالله ، وجماعة يطول ذكرهم ، هذا كلام ابن عبدالبر. وكل من تعرض لغزوة تبوك من
المحدثين وأهل السير والاخبار ، نقلوا هذا الحديث ، ونقله كل من ترجم عليا من أهل
المعاجم في الرجال من المتقدمين والمتأخرين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ، ورواه
كل من كتب في مناقب أهل البيت ، وفضائل الصحابة من الائمة ، كأحمد بن حنبل ، وغيره
ممن كان قبله أو جاء بعده ، وهو من الاحاديث المسلمة في كل خلف من هذه الامة (٤٧٥).
____________________________________
حديث المنزلة
.........................
____________________________________
.............................
____________________________________
فلا عبرة بتشكي
الآمدي في سنده فإنه ليس من علم الحديث في شيء ، وحكمه في معرفة الاسانيد والطرق
حكم العوام لا يفقهون حديثا ، وتبحره في علم الاصول هو الذي أوقعه في هذه الورطة ،
حيث رآه بمقتضى الاصول نصا صريحا لا يمكن التخلص منه إلا بالتشكيك في سنده ، ظنا
منه أن هذا من الممكن. وهيهات هيهات ذلك ، والسلام.
ش
المراجعة ٢٩
|
٢٠ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ التصديق بما قلناه في
سند الحديث
٢
ـ التشكيك في عمومه
٣
ـ الشك في حجيته
١ ـ كل ما ذكرتموه في ثبوت الحديث ـ حديث
المنزلة ـ حق لا ريب فيه مطلقا ، والآمدي عثر فيه عثرة دلت على بعده عن علم الحديث
وأهله ، وقد أزعجناك بذكر رأيه فأحوجناك إلى توضيح الواضحات ، وتلك خطيئة نستغفرك
منها وأنت أهل لذلك.
____________________________________
٢ ـ وقد بلغني أن غير الآمدي من خصومكم
، يزعم أن لا عموم في حديث المنزلة وانه خاص بمورده ، واستدل بسياق الحديث ، وسببه
لانه إنما قاله لعلي حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك ، فقال له الامام رضي
الله عنه : أتخلفني في النساء والصبيان؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : أما ترضى
أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا انه لا نبي بعدي ، وكأنه صلى الله عليه
وآله ، أراد كونه منه بمنزلة هارون من موسى حيث استخلفه في قومه عند توجهه إلى
الطور ، فيكون المقصود أنت مني أيام غزوة تبوك ، بمنزلة هارون من موسى أيام غيبته
في مناجاة ربه.
٣ ـ وربما قالوا : ان الحديث غير حجة
وان كان عاما لكونه مخصوصا ، والعام المخصوص غير حجة في الباقي ، والسلام
س
المراجعة ٣٠
|
٢٢ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ أهل الضاد يحكمون
بعموم الحديث
٢
ـ تزييف القول باختصاصه
٣
ـ ابطال القول بعدم حجيته
١ ـ نحن نوكل الجواب عن قولهم بعدم عموم
الحديث إلى أهل اللسان والعرف العربيين ، وأنت حجة العرب لا تدافع ، ولا تنازع ،
فهل ترى أمتك ـ أهل الضاد ـ يرتابون في عموم المنزلة من هذا الحديث.كلا
وحاشا مثلك أن يرتاب
في عموم اسم الجنس المضاف وشموله لجميع مصاديقه ، فلو قلت : منحتكم انصافي مثلا ،
أيكون انصافك هذا خاصا ببعض الامور دون بعض ، أم عاما شاملا لجميع مصاديقه؟ معاذ
الله أن تراه غير عام ، أو يتبادر منه إلا الاستغراق ، ولو قال خليفة المسلمين
لاحد أوليائه : جعلت لك ولايتي على الناس ، أو منزلتي منهم ، أو منصبي فيهم، أو
ملكي ؛ فهل يتبادر إلى الذهن غير العموم؟ وهل يكون مدعي التخصيص ببعض الشؤون دون
بعض ، إلا مخالفا مجازفا؟ ولو قال لاحد وزرائه : لك في أيامي منزلة عمر في أيام
أبي بكر إلا انك لست بصحابي ، أكان هذا بنظر العرف خاصا ببعض المنازل أم عاما؟ ما
أراك والله تراه إلا عاما ، ولا أرتاب في أنك قائل بعموم المنزلة في قوله صلى الله
عليه وآله وسلم : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » ، قياسا على نظائره في العرف
واللغة ، ولا سيما بعد استثناء النبوة فانه يجعله نصا في العموم ، والعرب ببابك ،
فسلها عن ذلك.
٢ ـ أما قول الخصم بأن الحديث خاص
بمورده فمردود من وجهين.
الوجه
الاول : ان الحديث في نفسه عام كما علمت ،
فمورده ـ لو سلمنا كونه خاصا ـ لا يخرجه عن العموم ، لان المورد لا يخصص الوارد
كما هو مقرر في محله ؛ ألا ترى لو رأيت الجنب يمس آية الكرسي مثلا ، فقلت له : لا
يمسن آيات القرآن محدث ؛ أيكون هذا خاصا بمورده ، أم عاما شاملا لجميع آيات القرآن
ولكل محدث؟ ما أظن أحدا يفهم كونه خاصا بمس الجنب بخصوصه لآية الكرسي بالخصوص ،
ولو رأى الطبيب مريضا يأكل التمر ، فنهاه عن أكل الحلو ، أيكون في نظر العرف خاصا
بمورده ، أم عاما
شاملا لكل مصاديق
الحلو؟ ما أرى والله القائل بكونه خاصا بمورده إلا في منتزح عن الاصول ، بعيدا عن
قواعد اللغة ، نائيا عن الفهم العرفي ، أجنبيا عن عالمنا كله ، وكذا القائل بتخصيص
العموم في حديث المنزلة بمورده من غزوة تبوك لا فرق بينهما أصلا.
الوجه
الثاني : ان الحديث لم تنحصر موارده باستخلاف
علي على المدينة في غزوة تبوك ليتشبث الخصم بتخصيصه به ، وصحاحنا المتواترة عن
أئمة العترة الطاهرة تثبت وروده في موارد اخر (٤٧٦) فليراجعها
____________________________________
الباحثون ، وسنن أهل
السنة تشهد بذلك (٤٧٧) كما يعلمه المتتبعون ، فقول المعترض بأن سياق الحديث دال
على تخصيصه بغزوة تبوك مما لا وجه له اذن ، كما لا يخفى.
٣ ـ اما قولهم بأن العام المخصوص ليس
بحجة في الباقي ، فغلط واضح ، وخطأ فاضح ، وهل يقول به في مثل حديثنا إلا من يعتنف
الامور ، فيكون منها على غماء ، كراكب عشواء ، في ليلة ظلماء ، نعوذ بالله من
الجهل ، والحمد لله على العافية ، ان تخصيص العام لا يخرجه عن الحجية في الباقي
إذا لم يكن المخصص مجملا ، ولا سيما إذا كان متصلا كما في حديثنا ، فإن المولى إذا
قال لعبده : أكرم اليوم كل من زارني إلا زيدا ، ثم ترك العبد إكرام غير زيد ممن
زار مولاه يعد في العرف عاصيا ، ويلومه العقلاء ، ويحكمون عليه باستحقاق الذم ،
والعقوبة على قدر ما تستوجبه هذه المعصية عقلا أو شرعا ، ولا يصغي أحد من أهل
العرف إلى عذره لو اعتذر بتخصيص هذا العام ، بل يكون عذره أقبح عندهم من ذنبه ،
وهذا ليس إلا لظهور العام ـ بعد تخصيصه ـ في الباقي ، كما لا يخفى ، وأنت تعلم ان
سيرة المسلمين وغيرهم مستمرة على الاحتجاج بالعمومات المخصصة بلا نكير ، وقد مضى
الخلف على ذلك والسلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، وتابعي التابعين وتابعيهم
إلى الآن ، ولا سيما أئمة أهل البيت وسائر أئمة المسلمين ، وهذا مما لا ريب فيه ،
وحسبك به دليلا على حجية العام المخصوص ، ولولا أنه حجة لانسد على الائمة الاربعة
وغيرهم من المجتهدين باب العلم بالاحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية ،
فإن رحى العلم
____________________________________
بذلك تدور على العمل
بالعمومات ، وما من عام إلا وقد خص ، فإذا سقطت العمومات ارتج باب العلم ، نعوذ
بالله ، والسلام.
ش
المراجعة ٣١
|
٢٢ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
التماس
موارد هذا الحديث
لم تأت بما يثبت ورود الحديث في غير
تبوك ، وما أشوقني إلى الورود على سائر موارده العذبة ، فهل لك أن توردني مناهله ،
والسلام.
س
المراجعة ٣٢
|
٢٤ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ من موارده زيارة أم
سليم
٢
ـ قضية بنت حمزة
٣
ـ اتكاؤه على علي
٤
ـ المؤاخاة الاولى
٥
ـ المؤاخاة الثانية
٦
ـ سد الابواب
٧
ـ النبي يصور عليا وهارون كالفرقدين
١ ـ من موارده يوم حدث صلى الله عليه
وآله وسلم ام سليم
،
__________________
، وكانت من أهل
السوابق والحجى ، ولها المكانة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بسابقتها
واخلاصها ونصحها ، وحسن بلائها ، وكان
__________________
النبي يزورها
ويحدثها في بيتها ، فقال لها في بعض الايام : يا ام سليم ان عليا لحمه من لحمي ،
ودمه من دمي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى. اهـ . وقد لا يخفى عليك ان هذا الحديث كان
اقتضابا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، غير مسبب عن شيء إلا البلاغ والنصح
لله تعالى في بيان منزلة ولي عهده ، والقائم مقامه من بعده ، فلا يمكن أن يكون
مخصصا بغزوة تبوك (٤٧٨).
٢ ـ ومثله الحديث الوارد في قضية بنت
حمزة حين اختصم فيها علي وجعفر وزيد ، فقال رسول الله (ص) : « يا علي أنت مني
بمنزلة هارون ... الحديث
» (٤٧٩).
__________________
____________________________________
٣ ـ وكذا الحديث الوارد يوم كان أبوبكر
وعمر وأبوعبيدة بن الجراح عند النبي ، وهو (ص) متكئ على علي ، فضرب بيده على منكبه
ثم قال : « يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا ، وأولهم إسلاما وأنت مني بمنزلة هارون
من موسى ...» الحديث
(٤٨٠).
٤ ـ والاحاديث الواردة يوم المؤاخاة الاولى
، وكانت في مكة قبل الهجرة حيث آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بين
المهاجرين خاصة.
٥ ـ ويوم المؤاخاة الثانية ، وكانت في
المدينة بعد الهجرة بخمسة
__________________
____________________________________
أشهر ، حيث آخى بين
المهاجرين والانصار وفي كلتا المرتين يصطفي لنفسه منهم عليا ، فيتخذه من دونهم
أخاه ، تفضيلا له
على من سواه ويقول له : « أنت مني بمنزلة هارون بن موسى ، إلا انه لا نبي بعدي ».
والاخبار في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة (٤٨١) ، وحسبك مما جاء من طريق
غيرهم في المؤاخاة الاولى ، حديث زيد بن أبي أوفى ، وقد أخرجه الامام أحمد بن حنبل
في كتاب مناقب علي ، وابن عساكر في تاريخه
، والبغوي والطبراني في مجمعيهما ، والبارودي في المعرفة ، وابن عدي ، وغيرهم ، والحديث طويل قد اشتمل على
كيفية
__________________
____________________________________
المؤاخاة ، وفي آخره
ما هذا لفظه : فقال علي : « يا رسول الله لقد ذهب روحي ، وانقطع ظهري ، حين رأيتك
فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت
مني بمنزلة هارون من موسى ، غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، فقال : وما
أرث منك؟ قال : ما ورث الانبياء من قبلي كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري
في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي ، ثم قرأ صلى الله عليه وآله (اخواناً على سرر
متقابلين)
المتاحبين في الله ينظر بعضهم إلى بعض » (٤٨٢) ، وحسبك مما جاء في المؤاخاة الثانية
ما أخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عباس من حديث جاء فيه : ان رسول الله قال لعلي
: « اغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والانصار ، ولم أؤاخ بينك وبين أحد منهم ،
أما ترضى أن
__________________
____________________________________
تكون مني بمنزلة
هارون بن موسى ، إلا انه ليس بعدي نبي ... الحديث » (٤٨٣)
٦ ـ ونحوه الاحاديث الوارة يوم سد
الابواب غير باب علي ؛ وحسبك حديث جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه
__________________
____________________________________
وآله وسلم : يا علي
، إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي ، وإنك مني بمنزلة هارون بن موسى ، إلا أنه لا
نبي بعدي ، وعن حذيفة بن أسيد الغفاري
قال : قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ يوم سد الابواب ـ خطيبا ، فقال : ان
رجالا يجدون في أنفسهم شيئا ان أسكنت عليا في المسجد وأخرجتهم ، والله ما أخرجتهم
وأسكنته ، بل الله أخرجهم وأسكنه ، ان الله عزوجل ، أوحى إلى موسى وأخيه ان تبوآ
لقومكما بمصر بيوتا ، واجعلوا بيوتكم قبلة ، وأقيموا الصلاة ، إلى أن قال : وان
عليا مني بمنزلة هارون بن موسى ، وهو أخي ، ولا يجوز لاحد أن ينكح فيه النساء إلا
هو ... الحديث (٤٨٤). وكم لهذه الموارد من نظائر لا
__________________
____________________________________
تحصى في هذه العجالة
، لكن هذا القدر كاف لما أردناه من تزييف القول بأن حديث المنزلة مخصص بمورده من
غزوة تبوك ، وأي وزن لهذا القول مع تعدد موارد الحديث.
٧ ـ ومن ألم بالسيرة النبوية ، وجده صلى
الله عليه وآله يصور عليا وهارون كالفرقدين على غرار واحد ، لا يمتاز أحدهما عن
الآخر في شيء ، وهذا من القرائن الدالة على عموم المنزلة في الحديث ، على أن عموم
المنزلة هو المتبادر من لفظه بقطع النظر عن القرائن كما بيناه ، والسلام.
ش
المراجعة ٣٣
|
٢٥ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
متى
صور عليا وهارون كافرقدين؟
لم يتبين لنا كنه قولكم بأنه صلى الله
عليه وآله وسلم ، كان يصور عليا وهارون كالفرقدين على غرار واحد ، ومتى فعل ذلك؟
س
____________________________________
المراجعة ٣٤
|
٢٧ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ يوم شبر وشبير ومشبر
٢
ـ يوم المؤاخاة
٣
ـ يوم سد الابواب
تتبع سيرة النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ، تجده يصور عليا وهارون كالفرقدين في السماء ، والعينين في الوجه ، لا يمتاز
أحدهما في امته عن الآخر في أمته بشيء ما.
١ ـ ألا تراه كيف أبى أن تكون أسماء بني
علي إلا كأسماء بني هارون ، فسماهم حسنا وحسينا ومحسنا ، وقال : « إنما سميتهم
بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر
» (٤٨٥) أراد بهذا تأكيد المشابهة بين الهارونين ، وتعميم الشبه بينهما في جميع
المنازل وسائر الشؤون.
__________________
____________________________________
علي وهارون كالفرقدين
٢ ـ ولهذه الغاية نفسها قد اتخذ عليا
أخاه ، وآثره بذلك على من سواه ، تحقيقا لعموم الشبه بين منازل الهارونين من
أخويهما ، وحرصا على ان لا يكون ثمة من فارق بينهما ، وقد آخى بين أصحابه صلى الله
عليه وآله وسلم ، مرتين كما سمعت ، فكان أبوبكر وعمر في المرة الاولى أخوين ، (٤٨٦)
وعثمان وعبدالرحمن بن عوف أخوين ، وكان في المرة الثانية أبوبكر وخارجة بن زيد
أخوين ، وعمر وعتبان بن مالك أخوين (٤٨٧) ، أما علي فكان في كلتا المرتين أخا رسول
الله
__________________
____________________________________
صلى الله عليه وآله
وسلم (٤٨٨) كما علمت ، ومقامنا يضيق على استقصاء ما جاء في ذلك من النصوص الثابتة
بطرقها الصحيحة عن كل من ابن
____________________________________
عباس ، وابن عمر ،
وزيد بن أرقم ، وزيد بن أبي أوفى ، وأنس بن مالك ، وحذيفة بن اليمان ، ومخدوج بن
يزيد ، وعمر بن الخطاب ، والبراء بن عازب ، وعلي بن أبي طالب ، وغيرهم (٤٨٩). وقد
قال له رسول الله : « أنت أخي في الدنيا والآخرة » (٤٩٠) وسمعت ـ في المراجعة ٢٠ ـ قوله
__________________
____________________________________
ـ وقد أخذ برقبة علي
ـ : « إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا » (٤٩١) وخرج صلى الله
عليه وآله وسلم ، على أصحابه يوما ووجهه مشرق ، فسأله عبدالرحمن بن عوف ، فقال : «
بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي بأن الله زوج عليا من فاطمة ... الحديث
» (٤٩٢)
ولما زفت سيدة النساء إلى كفئها سيد العترة ، قال النبي (ص) : « يا أم أيمن ادعي
لي أخي ، فقالت : هو أخوك وتنكحه ،
__________________
____________________________________
قال : نعم يا أم
أيمن ، فدعت عليا فجاء ... الحديث
» (٤٩٣). كم أشار إليه ، فقال : « هذا أخي وابن عمي وصهري وأبوولدي » (٤٩٤) وكلمه مرة ، فقال له : « أنت
أخي وصاحبي
» (٤٩٥) وحدثه مرة اخرى ، فقال له : « أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة » (٤٩٦) وخاطبه يوما في قضية
__________________
____________________________________
كانت بينه وبين أخيه
جعفر وزيد بن حارثه ، فقال له : « وأما أنت يا علي فأخي وأبوولدي ومني وإلي ... الحديث
» (٤٩٧).
وعهد إليه يوما ، فقال : « أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمتي .. الحديث
» (٤٩٨).
ولما حضرته الوفاة ـ بأبي هو وأمي ـ قال : ادعوا لي أخي ، فدعوا عليا ، فقال : ادن
مني ، فدنا منه وأسنده إليه ، فلم يزل كذلك وهو يكلمه حتى فاضت نفسه الزكية ،
فأصابه بعض ريقه صلى الله عليه وآله وسلّم
» (٤٩٩). وقال صلى الله عليه وآله وسلم :
__________________
____________________________________
« مكتوب على باب
الجنة : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، علي أخو رسول الله ... الحديث » (٥٠٠). وأوحى الله عزوجل ـ ليلة
المبيت على الفراش ـ إلى جبرائيل ومكائيل أني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول
من عمر الآخر ، فأيهما يؤثر صاحبه بالحياة ، فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله
إليهما : ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد صلى الله عليه وآله
وسلم ، فبات على فراشه ليفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، إهبطا إلى الارض فاحفظاه من
عدوه ، فنزلا ، فكان جبرائيل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه وجبرائيل ينادي : بخ
بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة ، وأنزل الله تعالى في ذلك (ومن الناس من يشري
نفسه ابتغاء مرضات الله)
... الحديث
» (٥٠١).
__________________
____________________________________
وكان علي يقول : « أنا عبدالله وأخو
رسوله ، وأنا الصديق الاكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب » (٥٠٢) وقال : « والله اني لاخوه
ووليه ، وابن عمه
__________________
____________________________________
ووارث علمه ، فمن
أحق به مني؟ »
(٥٠٣) وقال يوم الشورى لعثمان وعبدالرحمن وسعد والزبير : « أنشدكم الله هل فيكم
أحد آخى رسول الله
__________________
____________________________________
بينه وبينه ، إذ آخى
بين المسلمين غيري ، قالوا : اللهم لا (١) (٥٠٤) ؛ ولما برز علي للوليد يوم بدر ،
قال له الوليد : « من أنت؟ قال علي : أنا عبدالله وأخو رسوله ... الحديث (٢) » (٥٠٥).
وسأل علي عمر أيام خلافته ، فقال له (٣) : « أرأيت لو جاءك قوم من بني إسرائيل ،
فقال لك أحدهم : أنا ابن عم موسى ، أكانت له عندك اثرة على أصحابه ، قال : نعم ،
قال : فأنا والله أخو رسول الله ، وابن عمه ، فنزع عمر رداءه فبسطه ، وقال :
والله لا يكون لك مجلس غيره حتى نتفرق ، فلم يزل جالسا عليه ، وعمر بين يديه حتى
تفرقوا ، بخوعا لاخي رسول الله وابن عمه » (٥٠٦).
٣ ـ شط بنا القلم فنقول : وأمر صلى الله
عليه وآله وسلم ، بسد أبواب الصحابة من المسجد تنزيها له عن الجنب والجنابة ، لكنه
أبقى باب علي ، وأباح له عن الله تعالى أن يجنب في المسجد ، كما كان هذا مباحا
لهارون ، فدلنا
____________
____________________________________
ذلك على عموم
المشابهة بين الهارونين عليهما السلام ، قال ابن عباس : « وسد رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ، أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ،
ليس له طريق غيره ... الحديث
» (٥٠٧). وقال عمر بن الخطاب من حديث صحيح
على شرط الشيخين أيضا : « لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاثا ، لان تكون لي واحدة
منها أحب إلي من حمر النعم ، زوجته فاطمة بنت رسول الله ، وسكناه المسجد مع رسول
الله يحل له ما يحل له فيه ، والراية يوم خيبر (٥٠٨) ». وذكر سعد بن مالك يوما بعض
خصائص علي في حديث
__________________
____________________________________
صحيح أيضا فقال : « وأخرج رسول الله عمه العباس وغيره
من المسجد ، فقال له العباس : تخرجنا وتسكن عليا؟ فقال : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ،
ولكن الله أخرجكم وأسكنه » (٥٠٩) وقال زيد بن أرقم : كان لنفر من أصحاب رسول الله أبواب
شارعة في المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : سدوا هذه الابواب إلا باب
علي ، فتكلم الناس في ذلك ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فحمد الله
وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فاني أمرت بسد هذه الابواب إلا باب علي ، فقال فيه
قائلكم : وإني
__________________
____________________________________
والله ما سددت شيئا
ولا فتحته ، ولكني أمرت بشيء فاتبعته » (٥١٠). وأخرج الطبراني في الكبير عن ابن
عباس أن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قام يومئذ ـ فقال : « ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي
ولا أنا تركته ، ولكن الله أخرجكم وتركه ، إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت ،
إن أتبع إلا ما يوحى إلي » (٥١١) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي لا يحل لاحد أن يجنب في
المسجد غيري وغيرك » (٥١٢) وعن
__________________
____________________________________
سعد بن أبي وقاص ،
والبراء بن عازب ، وابن عباس ، وابن عمر ، وحذيفة بن أسيد الغفاري ، قالوا كلهم : « خرج رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، إلى المسجد فقال : ان الله أوحى إلى نبيه موسى ان ابن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه
إلا أنت وهارون ، وان الله أوحى إلي ان أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنا وأخي
علي » (٥١٣) واملاؤنا هذا لا يسع استيفاء ما جاء في ذلك من النصوص الثابتة عن كل
من ابن عباس ، وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن أرقم ، ورجل صحابي من خثعم ، وأسماء بنت
عميس ،
__________________
____________________________________
وام سلمة ، وحذيفة
بن أسيد ، وسعد بن أبي وقاص ، وعمر ، وعبدالله بن عمر ، وأبي ذر ، وأبي الطفيل ،
وبريدة الاسلمي ، وأبي رافع مولى رسول الله ، وجابر بن عبدالله ، وغيرهم (٥١٤).
وفي المأثور من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « اللهم ان أخي موسى سألك
فقال : (رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني
* يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري وأشركه في
أمري)
فأوحيت إليه : (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا) اللهم واني عبدك ورسولك محمد ، فاشرح
لي صدري ، ويسر لي أمري ،
____________________________________
واجعل لي وزيرا من
أهلي عليا أخي ... الحديث
» (٥١٥) ومثله ما أخرجه البزار من أن رسول الله صلى الله عليه وآله ، أخذ بيد علي
فقال : « ان موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون ،. واني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك
». ثم أرسل إلى أبي بكر ان سد بابك ، فاسترجع ، ثم قال : سمعا وطاعة ، ثم أرسل إلى
عمر ، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك ، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : « ما أنا
سددت أبوابكم ، وفتحت باب علي ، ولكن الله فتح بابه ، وسد أبوابكم ». اهـ. (٥١٦).
وهذا القدر كاف لما أردناه من تشبيه علي
بهارون في جميع المنازل والشؤون ، والسلام.
ش
__________________
____________________________________
المراجعة ٣٥
|
٢٧ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
التماس
البقية من النصوص
لله أبوك ما أوضح آياتك وأجلها ، وما
أفصح بيناتك وأدلها ، فحي على البقية ، حي على البقية ، من نصوصك المتوالية
المتواترة الجلية ، ولك الفضل ، والسلام.
س
المراجعة ٣٦
|
٢٩ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ حديث ابن عباس
٢
ـ حديث عمران
٣
ـ حديث بريدة
٤
ـ حديث الخصائص العشر
٥
ـ حديث علي
٦
ـ حديث وهب
٧
ـ حديث ابن أبي عاصم
١ ـ حسبك منها ما أخرجه أبوداود الطيالسي
ـ كما في أحوال علي من
____________________________________
الاستيعاب ـ بالاسناد
إلى ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب : «
أنت ولي كل مؤمن بعدي »
(٥١٧).
٢ ـ ومثله ما صح عن عمران بن حصين ، إذ
قال : « بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سرية ، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ،
فاصطفى لنفسه من الخمس جارية ، فأنكروا ذلك عليه ، وتعاقد أربعة منهم على شكايته
إلى النبي صلى الله عليه وآله ، فلما قدموا ، قام أحد الاربعة فقال : يا رسول الله
ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا ، فأعرض عنه ، فقام الثاني فقال مثل ذلك ، فأعرض عنه
، وقام الثالث فقال مثل ما قال صاحباه ، فأعرض عنه ، وقام الرابع فقال : مثل ما
قالوا ، فأقبل عليهم رسول الله صلى الله
__________________
____________________________________
عليه وآله وسلم ، والغضب
يبصر في وجهه فقال : ما تريدون من علي؟! إن عليا مني ، وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن
بعدي » (٥١٨).
٣ ـ وكذلك حديث بريدة ولفظه في ص ٣٥٦ من
الجزء الخامس من
__________________
____________________________________
مسند أحمد ، قال : «
بعث رسول الله بعثين إلى اليمن ، على احدهما علي ٠بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد
بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعلي على الناس (٥١٩) وإن افترقتم فكل واحد منكما على
جنده ، قال : فلقينا بني زبيدة من أهل اليمن فاقتتلنا ، فظهر المسلمون على
المشركين ، فقاتلنا المقاتلة ، وسبينا الذرية ، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه ،
قال بريدة : فكتب
__________________
____________________________________
معي خالد إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يخبره بذلك ، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ، دفعت الكتاب ، فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجهه ، فقلت : يا رسول الله هذا
مكان العائذ ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ، ففعلت ما أرسلت به ، فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تقع في علي فإنه مني ، وأنا منه ، وهو وليكم
بعدي ، وانه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي
» (٥٢٠). اه ـ. ولفظه عند النسائي في ص ١٧ من
__________________
____________________________________
خصائصه العلوية : «
لا تبغضن يا بريدة لي عليا ، فإن عليا مني ، وأنا منه ، وهو وليكم بعدي » (٥٢١). ولفظه عند ابن جرير : قال
بريدة : « وإذا النبي قد احمر وجهه ، فقال : من كنت وليه فإن عليا وليه ، قال :
فذهب الذي في نفسي عليه ، فقلت لا أذكره بسوء » (٥٢٢). والطبراني قد أخرج هذا
الحديث على وجه التفصيل ، وقد جاء فيما رواه : « ان بريدة لما قدم من اليمن ، ودخل
المسجد ، وجد جماعة على باب حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقاموا إليه
يسلمون عليه ويسألونه ، فقالوا : ما وراءك؟ قال : خير فتح الله على المسلمين ،
قالوا : ما أقدمك؟ قال : جارية أخذها علي من الخمس ، فجئت
__________________
____________________________________
لاخبر النبي بذلك ،
فقالوا : أخبره أخبره ، يسقط عليا من عينه ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
يسمع كلامهم من وراء الباب ، فخرج مغضبا فقال : ما بال أقوام ينتقصون عليا؟ من
أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن فارق عليا فقد فارقني ، ان عليا مني ، وأنا منه ، خلق
من طينتي ، وأنا خلقت من طينة إبراهيم ، وأنا أفضل من إبراهيم ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم ،
يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ. وأنه وليكم بعدي » (٥٢٣) وهذا الحديث مما لا ريب في صدوره
، وطرقه إلى بريدة كثيرة ، وهي معتبرة بأسرها.
٤ ـ ومثله ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس
من حديث جليل
، ذكر فيه
__________________
____________________________________
عشر خصائص لعلي ،
فقال : وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أنت ولي كل مؤمن بعدي » (٥٢٤).
٥ ـ وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم
، من حديث جاء فيه : « يا علي سألت الله فيك خمسا فأعطاني أربعا ، ومنعني واحدة ،
إلى أن قال : وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي » (٥٢٥).
٦ ـ ومثله ما أخرجه ابن السكن عن وهب بن
حمزة قال ـ كما في ترجمة وهب من الاصابة ـ : « سافرت مع علي فرأيت منه جفاء ، فقلت
لئن رجعت لاشكونه ، فرجعت ، فذكرت عليا لرسول الله فنلت منه ، فقال : لا تقولن هذا
لعلي ، فانه وليكم بعدي » (٥٢٦) وأخرجه الطبراني في الكبير ، غير أنه
__________________
____________________________________
قال : « لا تقل هذا
لعلي فهو أولى الناس بكم بعدي »
(٥٢٧).
٧ ـ وأخرج ابن أبي عاصم عن علي مرفوعا :
« ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : من كنت وليه فهو وليه » (٥٢٨) وصحاحنا في ذلك متواترة ، عن
أئمة العترة الطاهرة (٥٢٩). وهذا القدر كاف لما أردناه ، على ان آية الولاية في
كتاب الله عزوجل تؤيد ما قلناه ، والحمد لله رب العالمين ، والسلام.
ش
المراجعة ٣٧
|
٢٩ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
الولي
مشترك لفظي فأين النص؟
الولي مشترك بين النصير والصديق ،
والمحب والصهر والتابع والحليف والجار ، وكل من ولي أمر أحد فهو وليه ، فلعل معنى
الاحاديث التي
__________________
____________________________________
أوردتها ان عليا
نصيركم ، أو صديقكم ، أو محبكم بعدي ، فأين النص الذي تدعون؟
س
المراجعة ٣٨
|
٣٠ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
١ ـ بيان المراد من الولي
٢
ـ القرائن على إرادته
١ ـ ذكرتم في جملة معاني الولي : أن كل
من ولي أمر أحد فهو وليه ، وهذا هو المقصود من الولي في تلك الاحاديث ، وهو
المتبادر عند سماعها (٥٣٠) ، نظير قولنا : ولي القاصر أبوه وجده لابيه ، ثم وصي
أحدهما ، ثم الحاكم الشرعي ، فإن معناه أن هؤلاء هم الذين يلون أمره ، ويتصرفون
بشؤونه.
٢ ـ والقرائن على إرادة هذا المعنى من
الولي في تلك الاحاديث لا تكاد تخفى على أولي الالباب ، فإن قوله صلى الله عليه
وآله وسلم : ـ وهو وليكم بعدي ـ ظاهر في قصر هذه الولاية عليه ، وحصرها فيه ، وهذا يوجب تعيين المعنى الذي قلناه ؛
ولا يجتمع مع إرادة غيره ، لان النصرة والمحبة والصداقة
__________________
____________________________________
ونحوها غير مقصورة
على أحد ، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ، وأي ميزة أو مزية أراد النبي
إثباتها في هذه الاحاديث لاخيه ووليه ، إذا كان معنى الولي غير الذي قلناه ، وأي
أمر خفي صدع النبي في هذه الاحاديث ببيانه ، إذا كان مراده من الولي النصير أو
المحب أو نحوهما ، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يهتم بتوضيح
الواضحات ، وتبيين البديهيات ، إن حكمته البالغة ، و؟ صمته الواجبة ، ونبوته
الخاتمة ، لاعظم مما يظنون ، على أن تلك الآحاديث صرحية في ان تلك الولاية إنما
تثبت لعلي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا أيضا يوجب تعيين المعنى الذي
قلناه ، ولا يجتمع مع إرادة النصير والمحب وغيرهما ، إذ لا شك باتصاف علي بنصرة
المسلمين ومحبتهم وصداقتهم منذ ترعرع في حجر النبوة ، واشتد ساعده في حضن الرسالة
، إلى أن قضى نحبه عليهالسلام
، فنصرته ومحبته وصداقته للمسلمين غير مقصورة على ما بعد النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ، كما لا يخفى.
وحبسك من القرائن على تعيين المعنى الذي
قلناه ، ما أخرجه الامام أحمد في ص ٣٤٧ من الجزء الخامس من مسنده بالطريق الصحيح
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن بريدة ، قال : « غزوت مع علي اليمن فرأيت منه
جفوة ، فلما قدمت على رسول الله (ص) ذكرت عليا فتنقصته ، فرأيت وجه رسول الله
يتغير ، فقال : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت : بلى يا رسول الله ،
قال من كنت مولاه فعلي مولاه (٥٣١) ». اهـ. وأخرجه الحاكم في ص ١١٠ من الجزء
الثالث من
____________________________________
المستدرك ، وصححه
على شرط مسلم. وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلما بصحته على شرط مسلم أيضا. وأنت تعلم
ما في تقديم قوله : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، من الدلالة على ما ذكرناه ..
ومن أنعم النظر في تلك الاحاديث وما يتعلق بها لا يرتاب فيما قلناه. والحمد لله.
ش
المراجعة ٣٩
|
٣٠ ذي الحجة سنة
١٣٢٩
|
التماسه
آية الولاية
أشهد أنك راسخ الوطأة ، صادق الحملة ،
لك بأس في اللقاء ، لا تقوى عليه الاكفاء ، ولا تثبت معه في هيجاء ، فأنا من
الموقنين بدلالة الاحاديث على ما تقولون ، ولولا وجوب حمل الصحابة على الصحة لنزلت
فيها على
____________________________________
حكمكم ، لكن صرفها
عن ظاهرها مما لا بد منه ، إقتداء بالسلف الصالح رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
أما الآية المحكمة التي زعمتم ـ في آخر
المراجعة ٣٦ ـ أنها تؤيد ما قلتموه في معنى هذه الاحاديث فلم توقفونا عليها
فاتلوها نتدبرها إن شاء الله تعالى ، والسلام.
س
المراجعة ٤٠
|
٢ المحرم سنة ١٣٣٠
|
١ ـ آية الولاية ونزولها
في علي
٢
ـ الادلة على نزولها
٣
ـ توجيه الاستدلال بها
١ ـ نعم أتلوها عليك آية محكمة من آيت
الله عزوجل في فرقانه العظيم ؛ ألا وهي قوله تعالى في سورة المائدة (إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول
الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) حيث لا ريب في نزولها في علي حين تصدق
راكعا في الصلاة بخاتمه.
٢ ـ والصحاح ـ في نزولها بعلي إذ تصدق
بخاتمه وهو راكع في الصلاة ـ
__________________
متواترة ، عن أئمة
العترة الطاهرة (٥٣٢) وحسبك مما جاء نصا في هذا من طريق غيرهم حديث ابن سلام
مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فراجعه في صحيح النسائي أو في
تفسير سورة المائدة من كتاب الجمع بين الصحاح الستة. ومثله حديث ابن عباس ، وحديث
علي مرفوعين أيضا. فراجع حديث ابن عباس في تفسير هذه الآية من كتاب أسباب النزول
للإمام الواحدي. وقد أخرجه الخطيب في المتفق.
وراجع حديث علي في مسندي ابن مردويه وأبي الشيخ. وان شئت فراجعه في كنز العمال (٥٣٣)
__________________
____________________________________
آيه الولاية
..............................
____________________________________
على أن نزولها في
علي مما أجمع المفسرون عليه ، وقد نقل اجماعهم هذا غير واحد من أعلام اهل السنة ،
كالامام القوشجي في مبحث الامامة من شرح التجريد (٥٣٤) وفي الباب ١٨ من غاية
المرام ٢٤ حديثا من طريق الجمهور في نزولها بما قلناه ، ولولا مراعاة الاختصار ،
وكون المسألة كالشمس في رائعة النهار ، لاستوفينا ما جاء فيها من صحيح الاخبار ،
لكنها والحمد لله مما لا ريب فيه ، ومع ذلك فإنا لا ندع مراجعتنا خالية مما جاء فيها
من حديث الجمهور ، مقتصرين على ما في تفسير الامام أبي اسحاق أحمد بن محمد بن
إبراهيم النيسابوري الثعلبي
فنقول : أخرج عند بلوغه هذه الآية في تفسيره الكبير بالاسناد إلى أبي ذر الغفاري ،
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بهاتين وإلا صمتا ، ورأيته
__________________
____________________________________
بهاتين وإلا عميتا ،
يقول : علي قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، أما اني
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ، فسأل سائل في المسجد ، فلم
يعطه أحد شيئا ، وكان علي راكعا فأومأ بخنصره إليه وكان يتختم بها ، فأقبل السائل
حتى أخذ الخاتم من خنصره ، فتضرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله عزوجل
يدعوه ، فقال : اللهم إن أخي موسى سألك (قال رب اشرح لي صدري ، ويسر
لي أمري ، واحلل عقدة من لساني ، يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيرا من أهلي ، هارون
أخي ن اشدد به أزري ، واشركه في أمري ، كي نسبحك كثيرا ، ونذكرك كثيرا ، إنك كنت
بنا بصيرا)
(٥٣٥) فأوحيت إليه (قد أوتيت سؤلك يا موسى) (٥٣٦) اللهم واني عبدك ونبيك ، فاشرح
لي صدري ، ويسر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري ، قال أبوذر :
فوالله ما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، الكلمة حتى هبط عليه الامين
جبرائيل بهذه الآية : (إنما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله
والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)
(٥٣٧). اهـ.
٣ ـ وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن
الولي هنا إنما هو الاولى بالتصرف كما في قولنا : فلان ولي القاصر ، وقد صرح
اللغويون
بأن كل
__________________
____________________________________
من ولي أمر واحد فهو
وليه ؛ فيكون المعنى أن الذي يلي أموركم فيكون أولى بها منكم ، إنما هو الله عزوجل
ورسوله وعلي ، لانه هو الذي اجتمعت به هذه الصفات ، الايمان وإقامة الصلاة وإيتاء
الزكاة ، في حال الركوع ونزلت فيه الآية ، وقد أثبت الله فيها الولاية لنفسه تعالى
ولنبيه ولوليه على نسق واحد ، وولاية الله عزوجل عامة ، فولاية النبي والولي مثلها
وعلى أسلوبها ، ولا يجوز أن يكون هنا بمعنى النصير أو المحب أو نحوهما إذ لا يبقى
لهذا الحصر وجه كما لا يخفى ، وأظن أن هذا ملحق بالواضحات ، والحمد لله رب
العالمين.
ش
المراجعة ٤١
|
٣ المحرم سنة ١٣٣٠
|
لفظ
الذين آمنوا للجمع فكيف أطلق على المفرد؟
قد يقال في معارضتكم أن لفظ الذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، حقيقة في الجمع ، فكيف أطلق على
الإمام كرم الله وجهه وهو مفرد ، ولو قيل لكم ذلك فما الجواب؟
س
المراجعة ٤٢
|
٤ المحرم سنة ١٣٣٠
|
١ ـ العرب يعبرون عن
المفرد بلفظ الجمع
٢
ـ الشواهد على ذلك
٣
ـ ما ذكره الامام الطبرسي
٤
ـ ما ذكره الزمخشري
٥
ـ ما ذكرته
١ ـ الجواب : ان العرب يعبرون عن المفرد
بلفظ الجمع ، لنكتة تستوجب ذلك.
٢ ـ والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة
آل عمران (الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم
فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) وإنما كان القائل نعيم بن مسعود
الاشجعي وحده ، باجماع المفسرين والمحدثين وأهل الاخبار (٥٣٨) ، فأطلق الله سبحانه
وتعالى عليه
____________________________________
وهو مفرد لفظ الناس
، وهي للجماعة تعظيما لشأن الذين لم يصغوا إلى قوله ، ولم يعبأوا بارجافه ، وكان
أبوسفيان أعطاه عشرا من الابل على أن يثبط المسلمين ويخوفهم من المشركين ، ففعل ،
وكان مما قال لهم يومئذ : ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فكره أكثر المسلمين
الخروج بسبب ارجافه ، لكن النبي صلى الله عليه وآله ، خرج في سبعين فارسا ، ورجعوا
سالمين ، فنزلت الآية ثناء على السبعين الذين خرجوا معه صلى الله عليه وآله ، غير
مبالين بارجاف من ارجف ، وفي اطلاق لفظ الناس هنا على المفرد نكتة شريفة ، لان
الثناء على السبعين الذين خرجوا مع النبي يكون بسببها أبلغ مما لو قال الذين قال
لهم رجل إن الناس قد جمعوا لكم كما لا يخفى. ولهذه الآية نظائر في الكتاب والسنة
وكلام العرب ، قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اذكروا
نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم) وإنما كان الذي بسط يده إليهم رجل واحد
من بني محارب يقال له غورث ، وقيل إنما هو عمرو بن جحاش من بني النضير ، استل
السيف فهزه وهم أن يضرب به رسول الله ، فمنعه الله عزوجل عن ذلك ، في قضية أخرجها
المحدثون وأهل الاخبار والمفسرون ، وأوردها ابن هشام في غزوة ذات الرقاع من الجزء
الثالث من سيرته (٥٣٩) وقد اطلق الله سبحانه على ذلك
____________________________________
الرجل ، وهو مفرد
لفظ قوم ، وهي للجماعة تعظيما لنعمة الله عزوجل عليهم في سلامة نبيهم صلى الله
عليه وآله ، واطلق في آية المباهلة (٥٤٠) لفظ الابناء والنساء والانفس ـ وهي حقيقة
في العموم ـ على الحسنين وفاطمة وعلي بالخصوص إجماعا وقولا واحدا تعظيما لشأنهم عليهمالسلام ، ونظائر ذلك لا
تحصى ولا تستقصى ، وهذا من الادلة على جواز إطلاق لفظ الجماعة على المفرد إذا
اقتضته نكتة بيانية.
٣ ـ وقد ذكر الامام الطبرسي في تفسير
الآية من مجمع البيان : أن النكتة في إطلاق لفظ الجمع على أمير المؤمنين تفخيمه
وتعظيمه ، وذلك أن أهل اللغة يعبرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التعظيم (قال)
: وذلك أشهر في كلامهم من أن يحتاج إلى الاستدلال عليه (٥٤١).
٤ ـ وذكر الزمخشري في كشافه نكتة اخرى
حيث قال : فإن قلت كيف صح أن يكون لعلي رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة ، قلت : جيء
به على لفظ الجمع ، وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله ،
فينالوا مثل نواله ، ولينبه على ان سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه
____________________________________
الغاية من الحرص على
البر والاحسان ، وتفقد الفقراء حتى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير ، وهم في الصلاة
، لم يؤخروه إلى الفراغ منها. اهـ. (٥٤٢).
٥ ـ قلت عندي في ذلك نكتة ألطف وأدق ،
وهي انه انما أتى بعبارة الجمع دون عبارة المفرد بقيا منه تعالى على كثير من الناس
، فإن شانئي علي وأعداء بني هاشم وسائر المنافقين وأهل الحسد والتنافس ، لا يطيقون
أن يسمعوها بصيغة المفرد ، إذ لا يبقى لهم حينئذ مطمع في تمويه ، ولا ملتمس في
التضليل فيكون منهم ـ بسبب يأسهم ـ حينئذ ما تخشى عواقبه على الاسلام ، فجاءت
الآية بصيغة الجمع مع كونها للمفرد اتقاء من معرتهم ، ثم كانت النصوص بعدها تترى
بعبارات مختلفة ومقامات متعددة ، وبث فيهم أمر الولاية تدريجا تدريجا حتى أكمل
الدين وأتم النعمة ، جريا منه صلى الله عليه وآله وسلم ، على عادة الحكماء في
تبليغ الناس ما يشق عليهم ، ولو كانت الآية بالعبارة المختصة بالمفرد ، لجعلوا
أصابعهم في آذانهم ، واستغشوا ثيابهم ، واصروا واستكبروا استكبارا ، وهذه الحكمة
مطردة في كل ما جاء في القرآن الحكيم من آيات فضل أمير المؤمنين وأهل بيته
الطاهرين كما لا يخفى ، وقد أوضحنا هذه الجمل وأقمنا عليها الشواهد القاطعة ،
والبراهين الساطعة في كتابينا ـ سبيل المؤمنين ـ وتنزيل الآيات (٥٤٣) والحمد لله على
الهداية والتوفيق ، والسلام.
ش
____________________________________
المراجعة ٤٣
|
٤ المحرم سنة ١٣٣٠
|
السياق
دال على إرادة المحب أو نحوه
لله أبوك ، نفيت معتلج الريب ، فاندرأت
الشبهة ، وصرح الحق عن محضه ، ولم يبق إلا ما يقال من أن الآية جاءت في سياق
النهي عن اتخاذ الكفار أولياء ، يشهد بذلك ما قبلها وما بعدها من الآيات ، وهذا
قرينة على أن المراد من الولي في الآية إنما هو النصير أو المحب أو الصديق أو نحو
ذلك ، فما الجواب؟ تفضلوا به ، والسلام.
س
المراجعة ٤٤
|
٥ المحرم سنة ١٣٣٠
|
١ ـ السياق غير دال على
إرادة النصير أو نحوه
٢
ـ السياق لا يكافئ الادلة
١
ـ الجواب : أن الآية بحكم
المشاهدة مفصولة عما قبلها من الآيات الناهية عن اتخاذ الكفار أولياء ، خارجة عن
نظمها إلى سياق الثناء على أمير المؤمنين وترشيحه ـ للزعامة والإمامة ـ بتهديد
المرتدين ببأسه ، ووعيدهم بسطوته ، وذلك لان الآية التي قبلها بلا فصل إنما هي
قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي
الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل
الله ولا يخافون لومة لائم
ذلك
فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم).
(٥٤٤) وهذه الآية مختصة بأمير المؤمنين ، ومنذرة ببأسه وبأس أصحابه ، كما نص عليه أمير
المؤمنين يوم الجمل ، وصرح به الباقر والصادق ، وذكره الثعلبي في تفسيره ، ورواه
صاحب مجمع البيان عن عمار ، وحذيفة ، وابن عباس ، وعليه إجماع الشيعة وقد رووا فيه
صحاحا متواترة عن أئمة العترة الطاهرة ، فتكون آية الولاية على هذا واردة بعد
الايماء إلى ولايته ، والاشارة إلى وجوب إمامته، ويكون النص فيها توضيحا لتلك الاشارة
، وشرحا لما سبق من الايماء إليه بالامارة ، فكيف
__________________
____________________________________
يقال بعد هذا أن
الآية واردة في سياق النهي عن اتخاذ الكفار أولياء؟!
٢ ـ على أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ، جعل أئمة عترته بمنزلة القرآن ، وأخبر أنهما لا يفترقان ، فهم عدل
الكتاب ، وبهم يعرف الصواب ، وقد تواتر احتجاجهم بالآية (٥٤٥) ، وثبت عنهم تفسير
الولي فيها بما قلناه (٥٤٦) فلا وزن للسياق لو سلم كونه معارضا لنصوصهم ، فإن المسلمين كافة متفقون على ترجيح
الادلة على السياق ، فإذا حصل التعارض بين السياق والدليل ، تركوا مدلول السياق
واستسلموا لحكم الدليل (٥٤٧) ، والسر في ذلك عدم الوثوق حينئذ بنزول الآية في ذلك
السياق ، إذ لم يكن ترتيب الكتاب العزيز في الجمع موافقا لترتيبه في النزول باجماع
الامة (٥٤٨) ، وفي التنزيل كثير من الآيات
__________________
____________________________________
الواردة على خلاف ما
يعطيه سياقها كآية التطهير المنتظمة في سياق النساء مع ثبوت النص على اختصاصها
بالخمسة أهل الكساء (٥٤٩) ، وبالجملة ، فإن حمل الآية على ما يخالف سياقها غير مخل
بالاعجاز ، ولا مضر بالبلاغة ، فلا جناح بالمصير إليه ، إذا قامت قواطع الادلة
عليه ، والسلام.
ش
المراجعة ٤٥
|
٦ المحرم سنة ١٣٣٠
|
اللواذ
إلى التأويل حملا للسلف على الصحة مما لا بد منه
لولا خلافة الخلفاء الراشدين المقطوع
بصحتها ، ما كان لنا مندوحة عن المصير إلى رأيكم ، والنزول في فهم هذه الآية
ونحوها على حكمكم ، لكن التشكيك في صحة خلافتهم رضي الله تعالى عنهم ، مما لا سبيل
إليه ، فاللواذ إلى التأويل إذن مما لابد منه ، حملا لهم ولمن بايعهم على الصحة ،
والسلام.
س
____________________________________
المراجعة ٤٦
|
٦ المحرم سنة ١٣٣٠
|
١ ـ حمل السلف على الصحة
لا يستلزم التأويل
٢
ـ التأويل متعذر
إن خلافة الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم
، وهي موضع البحث ومحل الكلام ، فمعارضة الادلة بها مصادرة.
١ ـ على أن حملهم وحمل من بايعهم على
الصحة ، لا يستلزم تأويل الادلة ، فان لكم في معذرتهم مندوحة عن التأويل ، كما
سنوضحه إذا اقتضى الامر ذلك.
٢ ـ وهيهات التأويل فيما تلوناه عليك من
النصوص ، وفيما لم نتله كنص الغدير ونصوص الوصية ، ولا سيما بعد تأييدها بالسنن
المتضافرة المتناصرة ، التي لا تقصر بنفسها عن النصوص الصريحة ، ومن وقف عليها
بإنصاف ، وجدها بمجردها أدلة على الحق قاطعة ، وبراهين ساطعة ، والسلام.
ش
المراجعة ٤٧
|
٧ المحرم سنة ١٣٣٠
|
ليتك أوقفتنا على السنن المؤيدة للنصوص
، وهلا اطردتها من حيث أفضيت ، والسلام.
س
المراجعة ٤٨
|
٨ المحرم سنة ١٣٣٠
|
أربعون
حديثا من السنن المؤيدة للنصوص.
حسبك من السنن المؤيدة للنصوص أربعون
حديثا :
١ ـ قول رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، وهو أخذ بضبع علي : « هذا امام البررة ، قاتل الفجرة ، منصور من نصره مخذول
من خذله ، ثم مد بها صوته ». أخرجه الحاكم من حديث جابر في ص ١٢٩ من الجزء الثالث
من صحيحه المستدرك
، ثم قال : صحيح الاسناد ولم يخرجاه (٥٥٠).
__________________
____________________________________
٢ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
أوحي إليّ في علي ثلاث : أنه سيد المسلمين وامام المتقين ، وقائد الغر المحجلين »
، أخرجه الحاكم في أول صفحة ١٣٨ من الجزء ٣ من المستدرك ، ، ، ثم قال : هذا حديث صحيح الاسناد ،
ولم يخرجاه (٥٥١).
٣ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
أوحي إلي في علي انه سيد
__________________
____________________________________
المسلمين ، وولي
المتقين ، وقائد الغر المحجلين » أخرجه ابن النجار ، وغيره من أصحاب السنن (٥٥٢).
٤ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم ،
لعلي : « مرحبا بسيد المسلمين ، وإمام المتقين » أخرجه أبو نعيم في حلية الاولياء (٥٥٣).
٥ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
أول من يدخل من هذا الباب امام المتقين ، وسيد المسلمين ، ويعسوب الدين ، وخاتم
الوصيين ، وقائد الغر المحجلين ، فدخل علي ، فقام اليه مستبشرا ، فاعتنقه وجعل
يمسح عرق
__________________
____________________________________
جبينه ، وهو يقول له
: أنت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي » (٥٥٤).
٦ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
ان الله عهد إلي في علي أنه راية الهدى ، وامام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو
الكلمة التي ألزمتها المتقين ... الحديث
» (٥٥٥). وأنت ترى هذه الاحاديث الستة نصوصا صريحة في امامته ، ولزوم طاعته عليهالسلام.
__________________
____________________________________
٧ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد
أشار بيده الى علي : « ان هذا أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا
الصديق الاكبر ، وهذا فاروق هذه الامة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب
المؤمنين ... الحديث
» (٥٥٦).
__________________
____________________________________
٨ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
يا معشر الانصار ألا أدلكم على ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا ، هذا علي
فأحبوه بحبي ، وأكرموه بكرامتي ، فإن جبرائيل آمرني بالذي قلت لكم عن الله عزوجل » (٥٥٧).
٩ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب » (٥٥٨).
__________________
____________________________________
................
__________________
____________________________________
١٠ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
أنا دار الحكمة ، وعلي بابها »
(٥٥٩).
__________________
____________________________________
١١ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
علي باب علمي ، ومبين من بعدي لامتي ما أرسلت به ، حبه ايمان ، وبغضه نفاق ...
الحديث
» (٥٦٠).
__________________
____________________________________
١٢ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي
: « أنت تبين لامتي ما اختلفوا فيه من بعدي » (٥٦١) أخرجه الحاكم في ص ١٢٢ من
الجزء الثالث من المستدرك
من حديث أنس ، ثم قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. اهـ. قلت : ان
من تدبر هذا الحديث وأمثاله علم أن عليا من رسول الله بمنزلة الرسول من الله تعالى
، فإن الله سبحانه يقول لنبيه : (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا
لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) ورسول الله يقول لعلي : « أنت تبين
لامتي ما اختلفوا فيه من بعدي » (٥٦٢).
١٣ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم ـ فيما
أخرجه ابن السماك عن أبي بكر مرفوعا ـ : « علي مني بمنزلتي من ربي » (٥٦٣).
__________________
____________________________________
١٤ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم ـ فيما
أخرجه الدار قطني في الافراد عن ابن عباس مرفوعا ـ : « علي بن أبي طالب باب حطة ،
من دخل منه كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا »
(٥٦٤).
١٥ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم ،
يوم عرفات في حجة الوداع : « علي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي » (٥٦٥) (انه لقول
__________________
____________________________________
.............
__________________
____________________________________
رسول
كريم ، ذي قوة عند ذي العرش ، مكين ، مطاع ثم أمين ، وما صاحبكم بمجنون) (٥٦٦) ، (وما ينطق عن الهوى ، إن هو
إلا وحي يوحى)
(٥٦٧)،
____________________________________
.................................
____________________________________
فأين تذهبون؟ وماذا
تقولون في هذه السنن الصحيحة؟ والنصوص الصريحة؟ وأنت تأملت في هذا العهد مليا ،
وأمعنت النظر في حكمة الاذان به في الحج الاكبر على رؤوس الاشهاد ؛ ظهرتلك
الحقيقة بأجلى صورة ، وإذا نظرت الى لفظه ما أقله ، والى معناه ما أجله وما أدله ،
أكبرته غاية الاكبار ، فانه جمع فأوعى ، وعمّ ـ على اختصاره ـ فاستقصى ، لم يبق
لغير علي أهليه الاداء لاي شيء من الاشياء ، ولا غرو فانه لا يؤدي عن النبي إلا
وصيه ، ولا يقوم مقامه إلا خليفته ووليه ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا
لنهتدي لولا أن هدانا الله.
١٦ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع عليا فقد أطاعني ،
ومن عصى عليا فقد عصاني ». أخرجه الحاكم في ص ١٢١ من الجزء الثالث من المستدرك ،
والذهبي في تلك الصفحة من تلخيصه ، وصرح كل منهما بصحته على شرط الشيخين (٥٦٨).
١٧ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
يا علي من فارقني فقد فارق الله ،
____________________________________
ومن فارقك فقد
فارقني ». أخرجه الحاكم في ص ١٢٤ من الجزء الثالث من صحيحه فقال : صحيح الاسناد ؛
ولم يخرجاه (٥٦٩).
١٨ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم ، في
حديث أم سلمة : « من سب عليا فقد سبني » أخرجه الحاكم في أول ص ١٢١ من الجزء
الثالث من المستدرك ، وصححه على شرط الشيخين ، وأورده الذهبي في تلخيصه مصرحا
بصحته ، ورواه أحمد من حديث أم سلمة في ص ٣٢٣ من الجزء السادس من مسنده ، والنسائي
في ص ١٧ من الخصائص العلوية ، وغير واحد من حفظة الاثار (٥٧٠). ومثله قول رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم
____________________________________
وسلم ، في حديث عمرو
بن شاس
: « من آذى عليا فقد آذاني » (٥٧١).
__________________
____________________________________
١٩ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني » ، أخرجه الحاكم وصححه على شرط
الشيخين في ص ١٣٠ من الجزء الثالث من المستدرك ، وأورده الذهبي في التلخيص معترفا
بصحته على هذا الشرط (٥٧٢). ومثله قول علي
: « والذي فلق
__________________
____________________________________
الحبة ، وبرأ النسمة
، انه لعهد النبي الامي صلى الله عليه وآله وسلم ، لا يحبني الا مؤمن ، ولا يبغضني
إلا منافق » (٥٧٣).
__________________
____________________________________
٢٠ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
يا علي أنت سيد في الدنيا ، وسيد في الاخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ،
وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك من بعدي ». أخرجه الحاكم في أول ص
١٢٨ من الجزء الثالث من المستدرك ، وصححه على شرط الشيخين » (٥٧٤).
__________________
____________________________________
.............
__________________
____________________________________
٢١ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك ». أخرجه الحاكم في ص
١٣٥ من الجزء الثالث من المستدرك ، ثم قال : هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه
(٥٧٥).
٢٢ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
من أراد أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي ، فليتول علي
بن أبي طالب ،
____________________________________
فانه لن يخرجكم من
هدى ولن يدخلكم في ضلالة »
(٥٧٦).
٢٣ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، فمن تولاه تولاني ، ومن تولاني
فقد تولى الله ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضه فقد
أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل »
(٥٧٧).
٢٤ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
من سره أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليتول عليا من
بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ،
ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا
أنالهم الله شفاعتي » (٥٧٨).
٢٥ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
من أحب أن يحيا حياتي ويموت
__________________
____________________________________
ميتتي ، ويدخل الجنة
التي وعدني ربي وهي جنة الخلد ، فليتول عليا وذريته من بعده ، فانهم لن يخرجوكم من
باب هدى ، ولن يدخلوكم باب ضلالة »
(٥٧٩).
٢٦ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
يا عمار إذا رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس واديا غير فاسلك مع علي ، ودع
الناس ، فإنه لن يدلك على ردى ، ولن يخرجك من هدى » (٥٨٠).
٢٧ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم ، في
حديث أبي بكر : « كفي وكف علي في العدل سواء »
(٥٨١).
__________________
____________________________________
٢٨ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
يا فاطمة أما ترضين أن الله عز وجل ، اطلع الى أهل الارض فاختار رجلين ، أحدهما
أبوك والاخر لعلك »
(٥٨٢).
٢٩ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (أنا
المنذر ، وعلي الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي » (٥٨٣).
__________________
____________________________________
٣٠ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
يا علي ، لا يحل لاحد أن يجنب في المسجد غيري وغيرك » (٥٨٤) ومثله حديث الطبراني عن أم سلمة
، والبزار ، عن سعد ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « لا يحل لاحد أن
يجنب في هذا المسجد إلا أنا وعلي
» (٥٨٥).
__________________
____________________________________
٣١ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
أنا وهذا ـ يعني عليا ـ حجة على أمتي يوم القيامة » (٥٨٦) أخرجه الخطيب من حديث أنس
، وبماذا
يكون أبو الحسن حجة كالنبي؟ لولا أنه ولي عهده ، وصاحب الامر من بعده.
٣٢ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
مكتوب على باب الجنة : لا اله الا الله ، محمد رسول الله ، علي أخو رسول الله » (٥٨٧).
٣٣ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
مكتوب على ساق العرش : لا اله الا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بعلي ، ونصرته
بعلي »
(٥٨٨).
__________________
____________________________________
٣٤ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
من أراد أن ينظر الى نوح في عزمه ، والى آدم في علمه ، والى ابراهيم في حلمه ،
والى موسى في فطنته ، والى عيسى في زهده ، فلينظر الى علي بن أبي طالب ». أخرجه
البيهقي في صحيحه ، والامام أحمد بن حنبل في مسنده » (٥٨٩).
__________________
__________________
٣٥ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
يا علي ان فيك مثلا من عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ، وأحبه النصارى حتى
أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها ... الحديث »
(٥٩٠).
__________________
____________________________________
٣٦ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
السبق ثلاثة ؛ السابق الى موسى ، يوشع بن نون ، والسابق الى عيسى ، وصاحب ياسين ،
والسابق الى محمد ، علي بن أبي طالب » (٥٩١).
٣٧ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
الصديقون ثلاثة : حبيب النجار ، مؤمن آل ياسين ، قال : يا قوم اتبعوا المرسلين ،
وحزقيل ، مؤمن آل فرعون ، قال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ، وعلي بن أبي طالب ،
وهو
__________________
____________________________________
أفضلهم » (٥٩٢).
٣٨ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي
: « إن الامة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش على ملتي وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني
، ومن أبغضك أبغضني ، وان هذه ستخضب من هذا ـ يعني لحيته من رأسه ـ » (٥٩٣) وعن علي أنه قال : « ان مما
عهد الي النبي أن الامة ستغدر
__________________
____________________________________
بي بعده » (٥٩٤). وعن ابن عباس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : « أما انك ستلقي بعدي جهدا ، قال : في سلامة
من ديني؟ قال : في سلامة من دينك » (٥٩٥).
٣٩ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم
وفيهم أبو بكر وعمر ، قال أبو بكر : أنا هو ، قال لا ، قال عمر : أنا هو ، قال لا
، ولكن خاصف النعل يعني عليا ، قال أبو سعيد الخدري : فأتيناه فبشرناه ، فلم يرفع
يرفع به رأسه كأنه قد كان سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم » (٥٩٦). ونحوه
__________________
____________________________________
..............
__________________
____________________________________
حديث أبي أيوب
الانصاري في خلافة عمر ، اذ قال
: « أمر رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم ، علي بن أبي طالب بقتال الناكثين
والقاسطين والمارقين » (٥٩٧). وحديث عمار بن ياسر ، إذ
__________________
____________________________________
قال : « قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي ستقاتلك الفئة الباغية ، وأنت على الحق ،
فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني » (٥٩٨)
____________________________________
وحديث أبي ذر ، إذ
قال : « قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والذي نفسي بيده ، ان فيكم رجلا يقاتل الناس من
بعدي على تأويل القرآن ؛ كما قاتلت المشركين على تنزيله » (٥٩٩). وحديث محمد بن
عبيدالله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده أبي رافع ، قال : « قال رسول الله : يا
أبا رافع ، سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا ، حق على الله جهادهم ، فمن لم يستطع
جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ... الحديث » (٦٠٠). وحديث الاخضر الانصاري ، قال : « قال رسول الله : أنا
__________________
____________________________________
أقاتل على تنزيل
القرآن ، وعلي يقاتل على تأويله » (٦٠١).
٤٠ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «
يا علي أخصمك بالنبوة فلا نبوة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيها أحد من
قريش ، أنت أولهم ايمانا بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم
بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله مزية » (٦٠٢)
__________________
____________________________________
وعن أبي سعيد الخدري
، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي لك سبع خصال لا يحاجك
فيهن أحد يوم القيامة ، أنت أول المؤمنين بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم
بأمر الله ، وأرأفهم بالرعية ، وأقسمهم بالسوية ، وأعلمهم بالقضية ، وأعظمهم مزية
» (٦٠٣) اهـ. الى ما لا يسع المقام استقصاءه من أمثال هذه السنن المتضافرة
المتناصرة باجتماعها كلها على الدلالة على معنى واحد ، هو أن عليا ثاني رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ، في هذه الامة ، وأن له عليها من الزعامة بعد النبي ما
كان له صلى الله عليه وآله وسلم ، فهي من ناحية السنن المتواترة في معناها ، وان
لم يتواتر لفظها ، وناهيك بهذا حجة بالغة ، والسلام.
ش
المراجعة ٤٩
|
١١ المحرم سنة
١٣٣٠
|
١ ـ الاعتراف بفضائل علي
٢
ـ فضائله لا تستلزم العهد بالخلافة إليه.
١ ـ قال الامام أبو عبدالله أحمد بن
حنبل : « ما جاء لاحد من أصحاب
____________________________________
رسول الله من
الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب » (٦٠٤) ؛
وقال ابن
__________________
____________________________________
عباس : « ما نزل في
أحد في كتاب الله ما نزل في علي
» (٦٠٥) وقال مرة أخرى
: « نزل في علي ثلاثمئة آية من كتاب الله عزوجل » (٦٠٦) ، وقال مرة ثالثة : « ما أنزل الله : يا أيها الذين آمنوا،
الا وعلي أميرها وشريفها ، ولقد
__________________
____________________________________
عاتب الله أصحاب
محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، في غير مكان من كتابه العزيز ، وما ذكر عليا إلا بخير
» (٦٠٧) اهـ وقال عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة : « كان لعلي ما شئت من ضرس قاطع
في العلم ، وكان له القدم في الاسلام ؛ والصهر من رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، والفقه في السنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في المال » (٦٠٨) وسئل الإمام
__________________
____________________________________
أحمد بن حنبل عن علي
ومعاوية ، فقال
: « إن عليا كان كثير الاعداء ، ففتش أعداؤه عن شيء يعيبونه به فلم يجدوه ،
فجاؤوا الى رجل قد حاربه وقاتله ، فأطروه كيدا منهم له » (٦٠٩). اهـ. وقال القاضي
اسماعيل ، والنسائي وأبو علي النيسابوري ، وغيرهم : « لم يرد في حق أحد من الصحابة
بالاسانيد الحسان ما جاء في علي » (٦١٠).
٢ ـ وهذا مما لا كلام فيه ، وإنما
الكلام في عهد الرسول اليه بالخلافة عنه ، وهذه السنن ليست من النصوص الجلية في
ذلك ، وإنما هي من خصائص الامام وفضائله ، لا تسعها الارقام ، ونحن نؤمن بأنه كرم
الله وجهه ، أهل لها ولما فوقها ، ولقد فاتكم منها أضعاف أضعافما ذكرتموه ، وقد
لا
__________________
____________________________________
تخلو من ترشيحه
للإمامة ، لكن ترشيحه لها غير العهد بها اليه كما تعلمون ، والسلام.
س
المراجعة ٥٠
|
١٣ المحرم سنة
١٣٣٠
|
وجه
الاستدلال (بخصائصه) على إمامته
ان من كان مثلكم ثاقب الروية ، بعيد
المرمى ، خبيرا بموارد الكلام ومصادره ، بصيرا بمراميه ومغازيه ، مستبصرا برسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحكمته البالغة ، ونبوته الخاتمة ، مقدرا قدره في
أفعاله وأقواله ، وانه لا ينطق عن الهوى ـ لا تفوته مقاصد تلك السنن ولا تخفى عليه
لوازمها عرفا وعقلا ، وما كان ليخفى عليك ـ وأنت من أثبات العربية وأسنادها ـ أن تلك السنن قد أعطت عليا من
المنازل المتعالية ما لا يجوز على الله تعالى وأنبيائه اعطاؤها إلا لخلفائهم
وأمنائهم على الدين وأهله ، فإذا لم تكن دالة على الخلافة بالمطابقة فهي كاشفة
عنها البتة ، ودالة عليها لا محالة بالدلالة الالتزامية ، واللزوم فيها بين
بالمعنى الاخص. وحاشا سيد الانبياء أن يعطي تلك المنازل الرفيعة إلا لوصيه من بعده
، ووليه في عهده. على أن من سبر غور سائر السنن المختصة بعلي ، وعجم عودها بروية
وانصاف ، وجدها بأسرها ـ إلا قليلا منها ـ ترمي إلى إمامته ، وتدل عليها اما
__________________
بدلالة المطابقة ،
كالنصوص السابقة
، وكعهد الغدير ، واما بدلالة الالتزام كالسنن التي أسلفناها ـ في المراجعة ٤٨ ـ وكقوله
صلى الله عليه وآله وسلم : « علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا
علي الحوض
» (٦١١) ، وقوله صلى الله عليه وآله : « علي مني بمنزلة
__________________
____________________________________
......................
____________________________________
رأسي من بدني » (٦١٢) وقوله صلى الله عليه وآله
وسلّم ، في حديث
__________________
____________________________________
عبدالرحمن بن عوف : « والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ،
ولتؤتن
__________________
____________________________________
الزكاة ، أو لابعثن
إليكم رجلا مني أو كنفسي ... ـ الحديث ؛ وآخره ـ فأخذ بيد علي ، فقال : هذا هو » (٦١٣)
، إلى ما لا يحصى من أمثال هذه السنن ، وهذه فائدة جليلة ألفت إليها كل غواص على
الحقائق ، كشاف عن الغوامض ، موغل في البحث بنفسه لنفسه ، لا يتبع إلا ما يفهمه من
لوازم تلك السنن المقدسة ، بقطع النظر عن العاطفة ، والسلام.
ش
____________________________________
المراجعة ٥١
|
١٤ المحرم سنة
١٣٣٠
|
معارضة
الادلة بمثلها
ربما عارضكم خصومكم بالسنن الواردة في
فضائل الخلفاء الثلاثة الراشدين (٦١٤) ، وبما جاء منها في فضائل أهل السوابق من المهاجرين
والانصار ، فما تقولون؟
س
المراجعة ٥٢
|
١٥ المحرم سنة
١٣٣٠
|
دفع
دعوى المعارضة
نحن نؤمن بفضال أهل السوابق من
المهاجرين والانصار كافة رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وفضائلهم لا تحصى ولا تستقصى ،
وحسبهم
____________________________________
فضائل الخلفاء
ما جاء في ذلك من
آيات الكتاب وصحاح السنة ، وقد تدبرناه اذ تتبعناه فما وجدناه ـ كما يعلم الله
عزوجل ـ معارضا لنصوص علي ، ولا صالحا لمعارضة شيء من سائر خصائصه. نعم ينفرد
خصومنا برواية أحاديث في الفضائل لم تثبت عندنا ، فمعارضتهم إيانا بها مصادرة ، لا
تنتظر من غير مكابر متحكم ، إذ لا يسعنا اعتبارها بوجه من الوجوه ، مهما كانت
معتبرة عند الخصم ؛ ألا ترى أنا لا نعارض خصومنا بما انفردنا بروايته ، ولا نحتج
عليهم إلا بما جاء من طريقهم كحديث الغدير ونحوه ، على انا تتبعنا ما انفرد به
القوم من أحاديث الفضائل ، فما وجدنا فيه شيئا من المعارضة ، ولا فيه أي دلالة على
الخلافة ، ولذلك لم يستند إليه ـ في خلافة الخلفاء الثلاثة ـ أحد ، والسلام.
ش
المراجعة ٥٣
|
١٦ المحرم سنة
١٣٣٠
|
التماسه
حديث الغدير
تكرر منك ذكر الغدير ، فاتل حديثه من طريق
أهل السنة نتدبره ، والسلام.
المراجعة ٥٤
|
١٨ المحرم سنة
١٣٣٠
|
شذرة
من شذور الغدير
أخرج الطبراني وغيره بسند مجمع على صحته
، عن زيد بن
أرقم ، قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بغدير خم تحت شجرات ، فقال
: « أيها الناس يوشك أن أدعى فأجيب
، وإني مسؤول
، وانكم مسؤولون
، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجاهدت
__________________
ونصحت ، فجزاك الله
خيرا ، فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن جنته
حق ، وأن ناره حق ، وأن الموت حق ، وأن البعث حق بعد الموت ، وأن الساعة آتية لا
ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد ، ثم قال : يا أيها
الناس ان الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه ، فهذا مولاه ـ يعني عليا ـ اللهم وال
من والاه ، وعاد من عاداه ، ثم قال : يا أيها الناس اني فرطكم ، وانكم واردون على
الحوض ، حوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، واني
سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الاكبر كتاب الله
عزوجل ، سبب طرفه بيد الله تعالى ، وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا
__________________
به لا تضلوا ولا
تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا
علي الحوض اهـ
» (٦١٥).
__________________
____________________________________
وأخرج الحاكم في مناقب علي من مستدركه ؛ عن زيد بن أرقم من طريقين صححهما على
شرط الشيخين ، قال : « لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله ، من حجة الوداع ونزل
غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، فقال : كأني دعيت فأجبت ، واني قد تركت فيكم الثقلين
، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ،
فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » ، ثم قال : ان الله عز وجل مولاي ، وأنا
مولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي ، فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من
والاه ، وعاد من عاداه ... وذكر الحديث بطوله ، ولم
__________________
____________________________________
يتعقبه الذهبي في
التلخيص. وقد أخرجه الحاكم أيضا في باب ذكر زيد بن أرقم من المستدرك مصرحا بصحته. والذهبي ـ على
تشدده ـ صرح بهذا أيضا في ذلك الباب من تلخيصه ؛ فراجع (٦١٦).
وأخرج الامام أحمد من حديث زيد بن أرقم ، قال : « نزلنا مع رسول الله صلى الله
عليه وآله ، بواد يقال له : وادي خم ، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير ، قال : فخطبنا ،
وظلل لرسول الله صلى الله عليه وآله ، بثوب على شجرة سمرة ، من الشمس ، فقال :
ألستم تعلمون؟ أولستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ؛ قال : فمن
كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه » (٦١٧) اهـ.
وأخرج النسائي عن زيد بن أرقم ؛ قال : لما رجع النبي من حجة الوداع
__________________
____________________________________
ونزل غدير خم ، أمر
بدوحات فقممن ، ثم قال : كأني دعيت فأجبت ، واني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر
من الآخر ، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن
يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : ان الله مولاي ، وأنا ولي كل مؤمن ، ثم إنه
أخذ بيد علي ، فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه
، قال أبوالطفيل : فقلت لزيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : وانه ما كان في الدوحات أحد
إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه (٦١٨). اهـ. وهذا
__________________
الحديث أخرجه مسلم
في باب فضائل علي من صحيحه
من عدة طرق عن زيد بن أرقم ، لكنه اختصره فبتره ـ وكذلك يفعلون ـ.
وأخرج الامام أحمد من حديث البراء بن
عازب من طريقين ،
قال : كنا مع رسول الله ، فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا الصلاة جامعة ، وكسح لرسول
الله صلى الله عليه وآله ، تحت شجرتين ، فصلى الظهر وأخذ بيد علي ، فقال : ألستم
تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أني أولى
بكل مؤمن من نفسه؟ بلى ، قال : فأخذ بيد علي ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ،
اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قال فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال له : هنيئا يا
ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (٦١٩).
__________________
____________________________________
وأخرج النسائي عن عائشة بنت سعد ، قالت : سمعت أبي يقول : « سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يوم الجحفة ، فأخذ بيد علي وخطب ، فحمد الله وأثنى
عليه ، ثم قال : أيها الناس إني وليكم ، قالوا : صدقت يا رسول الله ، ثم رفع يد
علي ، فقال : هذا وليي ، ويؤدي عني ديني ، وأنا موالي من والاه ، ومعادي من عاداه
» (٦٢٠).
وعن سعد أيضا ، قال : « كنا مع رسول الله ، فلما بلغ
غدير خم ، وقف للناس ثم رد من تبعه ، ولحق من تخلف ، فلما اجتمع الناس إليه ، قال
: أيها الناس من وليكم؟ قالوا : الله ورسوله ، ثم أخذ بيد علي فأقامه ، ثم قال من
كان الله ورسوله وليه ، فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه » (٦٢١).
اهـ.
__________________
____________________________________
والسنن في هذه كثيرة
لا تحاط ولا تضبط ، وهي نصوص صريحة بأنه ولي عهده ، وصاحب الامر من بعده (٦٢٢) ،
كما قال الفضل بن العباس بن أبي لهب
:
وكان ولي العهد بعد محمد
|
|
علي وفي كل المواطن صاحبه
|
ش
__________________
____________________________________
.......................
____________________________________
« من كنت مولاه فعلي مولاه
».
...........................
____________________________________
........................
____________________________________
........................
____________________________________
« من كنت مولاه فعلي مولاه ،
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »
.............................
____________________________________
.........................
____________________________________
المراجعة ٥٥
|
١٩ المحرم سنة
١٣٣٠
|
ما
الوجه في الاحتجاج به مع عدم تواتره؟
الشيعة متفقون على اعتبار التواتر فيما
يحتجون به على الامامة لانها عندهم من أصول الدين ، فما الوجه في احتجاجكم بحديث
الغدير مع عدم تواتره عند أهل السنة؟ وإن كان ثابتا من طرقهم الصحيحة؟
س
____________________________________
المراجعة ٥٦
|
٢٢ المحرم سنة
١٣٣٠
|
١ ـ النواميس الطبيعية
تقضي بتواتر نص الغدير
٢
ـ عناية الله عزوجل به
٣
ـ عناية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
٤
ـ عناية أمير المؤمنين
٥
ـ عناية الحسين
٦
ـ عناية الائمة التسعة
٧
ـ عناية الشيعة
٨
ـ تواتره من طريق الجمهور.
حسبك من وجوه الاحتجاج هنا ما قلناه لك
آنفا ـ في المراجعة ٢٤ ـ.
١ ـ على أن تواتر حديث الغدير (٦٢٣) مما
تقضي به النواميس التي فطر
____________________________________
........................
____________________________________
الله الطبيعة عليها
، شأن كل واقعة تاريخية عظيمة يقوم بها عظيم الامة ، فيوقعها بمنظر وبمسمع من
الالوف المجتمع من أمته من أماكن شتى ، ليحملوا نبأها عنه إلى من وراءهم من الناس
(٦٢٤) ، ولا سيما إذا كانت من
____________________________________
طرق حديث الغدير
بعده محل العناية من
أسرته وأوليائهم في كل خلف ، حتى بلغوا بنشرها وإذاعتها كل مبلغ (٦٢٥) ، فهل يمكن
أن يكون نبؤها ـ والحال هذه ـ من
____________________________________
أخبار الآحاد؟ كلا ؛
بل لا بد أن ينتشر انتشار الصبح ، فينظم حاشيتي البر والبحر (ولن تجد لسُنَّةِ
الله تحويلا).
٢ ـ إن حديث الغدير كان محل العناية من
الله عزوجل ، إذ أوحاه تبارك وتعالى ، إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأنزل
فيه قرآنا يرتله المسلمون آناء الليل وأطراف النهار ، يتلونه في خلواتهم وجلواتهم
، وفي أورادهم وصلواتهم ، وعلى أعواد منابرهم ، وعوالي منائرهم : (يا أيها الرسول
بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)
(٦٢٦) فلما بلغ الرسالة يومئذ بنصه على علي بالامامة ، وعهده إليه
__________________
____________________________________
آية التبليغ
..................
__________________
____________________________________
)
المائدة : ٦٧ ، نزلت يوم ـ ١٨ ـ من ذي الحجة في غدير خم حينما نصب الرسول (ص) عليا
(ع) علما للناس ، وخليفة من بعده. وذلك يوم الخميس فقد نزل بها عليه جبرئيل بعد
مضي خمس ساعات من النهار فقال : يا محمد ان الله يقرئك السلام ويقول لك : () الخ
......................
____________________________________
بالخلافة ، أنزل
الله عزوجل عليه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الاسلام دينا)
(٦٢٧) بخ بخ
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) إن من نظر إلى هذه الآيات بخع لهذه
العنايات.
__________________
____________________________________
آية الاكمال
٣ ـ واذا كانت العناية من الله عزوجل ،
على هذا الشكل ، فلا غرو أن يكون من عناية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ،
ما كان ، فإنه لما دنا أجله ، ونعيت اليه نفسه ، اجمع ـ بأمر الله تعالى ـ على أن
ينادي بولاية علي في الحج الاكبر على رؤوس الاشهاد ، ولم يكتف بنص الدار يوم
الانذار بمكة (٦٢٨) ، ولا بغيره من النصوص المتوالية ، وقد سمعت بعضها ، فأذن في
____________________________________
الناس قبل الموسم
أنه حاج في هذا العام حجة الوداع ، فوافاه الناس من كل فج عميق ، وخرج من المدينة
بنحو مئة الف او يزيدون
فلما كان يوم الموقف بعرفات نادى في الناس : « علي مني ، وأنا من علي ، ولا يؤدي
عني إلا أنا أو علي
» (٦٢٩) ، ولما قفل بمن معه من تلك الالوف وبلغوا وادي خم ، وهبط عليه الروح
الامين بآية التبليغ عن رب العالمين ، حط صلى الله عليه وآله وسلم ، هناك رحله ،
حتى لحقه من تأخر عنه من الناس ، ورجع اليه من تقدمه منهم ، فلما أجتمعوا صلى بهم
الفريضة ، ثم خطبهم عن الله عز وجل ، فصدع بالنص في ولاية علي ، وقد سمعت شذرة من
شذوره ، وما لم تسمعه أصح واصرح ، على أن فيما سمعته كفاية ، وقد حمله عن رسول
الله صلى الله عليه وآله ، كل من كان معه يومئذ من تلك الجماهير ، وكانت تربو على
مئة الف نسمة (٦٣٠) من بلاد شتى ، فسنة الله عزوجل ، التي لا تبديل
__________________
____________________________________
لها في خلقه تقتضي
تواتره مهما كانت هناك موانع تمنع من نقله ، على ان لائمة أهل البيت طرقا تمثل
الحكمة في بثه واشاعته.
٤ ـ وحسبك منها ما قام به امير المؤمنين
ايام خلافته ، إذ جمع الناس في الرحبة فقال : « أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول يوم غدير خم ما قال ، إلا قام فشهد بما سمع ،
ولا يقم الا من رآه بعينيه وسمعه بأذنيه ، فقام ثلاثون صحابيا فيهم اثنا عشر بدريا
، فشهدوا أنه اخذ بيده ، فقال للناس : أتعلمون اني أولى بالمؤمنين من انفسهم؟
قالوا : نعم ، قال صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه ، فهذا مولاه ، اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه .... الحديث (٦٣١). وانت تعلم ان تواطؤ الثلاثين صحابيا على
الكذب مما يمنعه العقل ، فحصول التواتر بمجرد شهادتهم اذن قطعي لا ريب فيه ، وقد
حمل هذا الحديث ، عنهم كل من كان في الرحبة من تلك الجموع ، فبثوه بعد تفرقهم في
البلاد ، فطار كل مطير ، ولا يخفى أن يوم الرحبة إنما كان في خلافة امير المؤمنين
، وقد بويع سنة خمس وثلاثين ، ويوم الغدير انما كان في حجة الوداع سنة عشر ، فبين
اليومين ـ في أقل الصور ـ خمس وعشرون سنة ، كان في خلالها طاعون عمواس ، وحروب
الفتوحات والغزوات على عهد الخلفاء الثلاثة ، وهذه المدة ـ وهي ربع قرن ـ بمجرد
طولها وبحروبها وغاراتها ، وبطاعون عمواسها الجارف ، قد أفنت جل من شهد يوم الغدير
من شيوخ الصحابة وكهولهم ، ومن فتيانهم المتسرعين ـ في الجهاد ـ إلى لقاء الله
عزوجل ، ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى لم يبق منهم حيا بالنسبة إلى من مات
إلا
____________________________________
قليل ، والاحياء
منهم كانوا منتشرين في الارض إذ لم يشهد منهم الرحبة الا من كان مع امير المؤمنين
في العراق من الرجال دون النساء ، ومع هذا كله فقد قام ثلاثون صحابيا ، فيهم اثنا
عشر بدريا فشهدوا بحديث الغدير سماعا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ورب قوم
أقعدهم البغض عن القيام بواجب الشهاد كانس
ابن مالك وغيره ، فأصابتهم دعوة امير المؤمنين عليهالسلام
(٦٣٢) ، ولو تسنى له ان يجمع كل من كان حيا يومئذ من الصحابة
__________________
رجالا ونساء ، ثم
يناشدهم مناشدة الرحبة ، لشهد له أضعاف أضعاف الثلاثين ، فما ظنك لو تسنت له
المناشدة في الحجاز قبل ان يمضي على عهد الغدير ما مضى من الزمن؟ فتدبر هذه
الحقيقة الراهنة تجدها أقوى دليل على تواتر حديث الغدير ، وحسبك مما جاء في يوم
الرحبة من السنن ما أخرجه الامام احمد ـ من حديث زيد بن أرقم في ص ٣٧٠ من الجزء
الرابع من مسنده ـ عن ابي الطفيل ، قال : « جمع علي الناس في الرحبة ، ثم قال لهم
: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول يوم غدير
خم ما سمع لما قام ، فقام ثلاثون من الناس (قال) وقال ابونعيم : فقام ناس كثير ،
فشهدوا حين أخذه بيده ، فقال للناس : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا
: نعم يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه ، فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه ،
وعاد من عاداه ، قال ابوالطفيل ، فخرجت وكأن في نفسي شيئا ـ أي من عدم عمل جمهور
الامة بهذا الحديث ـ فلقيت زيد بن أرقم ، فقلت له : اني سمعت عليا يقول : كذا وكذا
، قال زيد : فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول ذلك
____________________________________
له » اهـ. (٦٣٣).
قلت : فإذا ضممت شهادة زيد هذه ، وكلام
علي يومئذ في هذا الموضوع إلى شهادة الثلاثين ، كان مجموع الناقلين للحديث يومئذ
اثنين وثلاثين صحابيا ، وأخرج الامام احمد من حديث علي ص ١١٩ من الجزء الاول من
مسنده عن عبدالرحمن بن ابي ليلى ، قال : شهدت عليا في الرحبة ينشد الناس ، فيقول :
أنشد الله من سمع رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم ، من كنت مولاه فعلي مولاه لما
قام فشهد ، ولا يقم إلا من قد رآه ، قال عبدالرحمن : فقام إثنا عشر بدريا كأني
أنظر إلى أحدهم ، فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
يقول يوم غدير خم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا : بلى
يا رسول الله ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من
عاداه اه ـ. (٦٣٤).
____________________________________
ومن طريق آخر ، أخرجه الامام احمد في
آخر الصفحة المذكورة ، قال : « اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه وانصر من نصره
، واخذل من خذله ، قال : فقاموا الا ثلاثة لم يقوموا ، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته
» اه ـ. (٦٣٥) وأنت اذا ضممت عليا وزيد بن أرقم إلى الاثني عشر المذكورين في
الحديث ، كان البدريون يومئذ ١٤ رجلا كما لا يخفى ، ومن تتبع السنن الواردة في
مناشدة الرحبة ، عرف حكمة أمير المؤمنين في نشر حديث الغدير وإذاعته.
٥ ـ ولسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليهالسلام ، موقف ـ على عهد
معاوية ـ حصحص فيه الحق ، كموقف أميرالمؤمنين في الرحبة ، إذ جمع الناس ـ أيام
الموسم بعرفات ـ فأشاد بذكر جده وأبيه وأمه وأخيه ، فلم يسمع سامع بمثله بليغا
حكيما يستعبد الاسماع ، ويملك الابصار والافئدة، جمع في خطابه فأوعى ، وتتبع
فاستقصى ، وأدى يوم الغدير حقه ، ووفاه حسابه ؛ فكان لهذا الموقف العظيم أثره ، في
اشتهار حديث الغدير وانتشاره (٦٣٦).
____________________________________
٦ ـ وإن للائمة التسعة من أبنائه
الميامين طرقا ـ في نشر هذا الحديث وإذاعته ـ تريك الحكمة محسوسة بجميع الحواس ،
كانوا يتخذون اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عيدا في كل عام ، يجلسون فيه للتهنئة
والسرور ، بكل بهجة وحبور ، ويتقربون فيه إلى الله عزوجل بالصوم والصلاة ،
والابتهال ـ بالادعية ـ إلى الله تعالى ، ويبالغون فيه بالبر والاحسان ، شكرا لما
أنعم الله به عليهم في مثل هذا اليوم من النص على أميرالمؤمنين بالخلافة ، والعهد
إليه بالامامة ، وكانوا يصلون فيه أرحامهم ، ويسعون على عيالهم ، ويزورون اخوانهم
، ويحفظون جيرانهم ويأمرون أولياءهم بهذا كله.
٧ ـ وبهذا كان يوم ١٨ من ذي الحجة في كل
عام عيدا عند الشيعة (٦٣٧)
، في جميع الاعصار والامصار ، يفزعون فيه إلى مساجدهم ،
__________________
____________________________________
للصلاة فريضة ،
ونافلة وتلاوة القرآن العظيم ، والدعاء بالمأثور ، شكرا لله تعالى على اكمال الدين
، واتمام النعمة ، بامامة أميرالمؤمنين ، ثم يتزاورون ، ويتواصلون فرحين مبتهجين ،
متقربين إلى الله عز وجل بالبر والاحسان وادخال السرور على الارحام والجيران. ولهم
في ذلك اليوم من كل سنة زيارة لمشهد أميرالمؤمنين ، لا يقل المجتمعون عند ضراحه عن
مئة الف يأتون من كل فج عميق ، ليعبدوا الله بما كان يعبده في مثل ذلك اليوم
____________________________________
عيد الغدير في الاسلام
أئمتهم الميامين ،
من الصوم والصلاة والانابة إلى الله ، والتقرب اليه بالمبرات والصدقات ، ولا
ينفضون حتى يحدقوا بالضراح الاقدس ، فيلقوا في زيارته خطاباً مأثورا عن بعض أئمتهم
، يشتمل على الشهادة لامير المؤمنين بمواقفه الكريمة ، وسوابقه العظيمة ، وعنائه
في تأسيس قواعد الدين ، وخدمة سيد النبيين والمرسلين ، إلى ما له من الخصائص
والفضائل ، التي منها عهد النبي اليه ، ونصه يوم الغدير عليه ، هذا دأب الشيعة في
كل عام ، وقد استمر خطباؤهم على الاشادت في كل عصر ومصر ، بحديث الغدير مسندا
ومرسلا ، وجرت عادة شعرائهم على نظمه في مدائحهم قديما (٦٣٨) وحديثا ، فلا
__________________
____________________________________
سبيل إلى التشكيك في
تواتره من طريق أهل البيت وشيعتهم ، فإن دواعيهم لحفظه بعين لفظه ، وعنايتهم بضبطه
وحراسته ونشره واذاعته ، بلغت أقصى الغايات ، وحسبك ما تراه في مظانه من الكتب
الاربعة وغيرها من مسانيد الشيعة المشتملة على أسانيده الجمة المرفوعة وطرقه
المعنعنة المتصلة ، ومن ألم بها ، تجلى له تواتر هذا الحديث من طرقهم القيمة
(٦٣٩).
٨ ـ بل لا ريب في تواتره من طريق أهل السنة
(٦٤٠) بحكم النواميس الطبيعية كما سمعت (لا تبديل لخلق الله ذلك الدين
القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
وصاحب الفتاوى الحامدية ـ على تعنته ـ يصرح بتواتر الحديث في رسالته المختصرة
الموسومة بالصلوات الفاخرة في الاحاديث المتواترة ، والسيوطي وأمثاله من الحفاظ
ينصون على ذلك ، ودونك محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ المشهورين ،
وأحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، ومحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، فانهم تصدوا
لطرقه ، فأفرد له كل منهم كتابا على حدة ، (٦٤١) وقد أخرجه بن جرير
____________________________________
.......................
____________________________________
.....................
____________________________________
........................
____________________________________
في كتابه من خمسة
وسبعين طريقا ، واخرجه ابن عقدة في كتابه من مئة وخمسة طرق والذهبي ـ على تشدده ـ صحح كثيرا من
طرقه ، وفي الباب
السادس عشر من غاية المرام تسعة وثمانون حديثا من طريق أهل السنة في نص الغدير ،
على انه لم ينقل عن الترمذي ، ولا عن النسائي ، ولا عن الطبراني ، ولا عن البزار ،
ولا عن أبي يعلى ، ولا عن كثير ممن أخرج هذا الحديث ، والسيوطي نقل الحديث في
أحوال علي من كتابه تاريخ الخلفاء عن الترمذي ، ثم قال : وأخرجه أحمد عن علي ،
وأبي أيوب الانصاري ، وزيد بن أرقم ، وعمر ، وذي مر ، (قال) وأبويعلى عن أبي هريرة ،
__________________
____________________________________
والطبراني عن ابن
عمر ، ومالك بن الحويرث ، وحبشي بن جنادة ، وجرير ، وسعد بن ابي وقاص وابي سعيد
الخدري وأنس ، (قال) والبزار ، عن ابن عباس ، وعمارة وبريدة ، اهـ. (٦٤٢) ومما يدل
على شيوع هذا الحديث واذاعته ، ما أخرجه الامام أحمد في مسنده ، عن رياح بن الحارث من
__________________
____________________________________
(٦٤٢)
رواة حديث الغدير من الصحابة :
ـ أ ـ
.......................
____________________________________
ـ ب ـ
ـ ج ـ
ـ ح ـ
........................
____________________________________
ـ خ ـ
ـ ز ـ
ـ س ـ
...........................
____________________________________
ـ ص ، ض ـ
ـ ط ـ
ـ ع ـ
......................
____________________________________
...........................
____________________________________
ـ ف ـ
ـ ق ، ك ـ
ـ م ـ
.......................
____________________________________
ـ ن ـ
ـ هـ ـ
ـ و ـ
ـ ي ـ
.....................
____________________________________
رواة حديث الغدير من
التابعين
ـ أ ـ
ـ ج ـ
ـ ح ـ
.............................
____________________________________
ـ خ ـ
ـ ر ـ
ـ ز ـ
ـ س ـ
ـ ش ـ
............................
____________________________________
ـ ض ـ
ـ ط ـ
ـ ع ـ
...............................
____________________________________
ـ ف ـ
ـ ق ـ
ـ م ـ
.........................
____________________________________
ـ ن ، هـ ـ
ـ ي ـ
علماء السنة يروون حديث
الغدير في كتبهم
طريقين اليه ، قال :
« جاء رهط إلى علي فقالوا : السلام عليك يا مولانا ، قال : من القوم؟ قالوا :
مواليكيا أميرالمؤمنين ، قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ، قالوا سمعنا رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فإن هذا مولاه ،
قال رياح فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء؟ قالوا : نفر من الانصار فيهم أبو أيوب
الانصاري » (٦٤٣). اهـ. ومما يدل على تواتره ما أخرجه أبواسحاق الثعلبي في تفسير
سورة المعارج من تفسيره الكبير بسندين معتبرين « أن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم لما كان يوم غدير خم نادى الناس فاجتمعوا ، فاخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه
، فعلي مولاه ، فشاع ذلك فطار في البلاد ، وبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ،
فاتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، على ناقة له ، فأناخها ونزل عنها ، وقال
يا محمد أمرتنا أن نشهد ان لا إله إلا الله ، وانك رسول الله فقبلنا منك ، وأمرتنا
أن نصلي خمساً فقبلنا ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا ان نصوم رمضان فقبلنا ،
وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا ، فقلت
: من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك ام من الله؟ فقال صلى الله عليه وآله
وسلّم : فوالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لمن الله عز
____________________________________
حديث الركبان
وجل ، فولى الحارث
يريد راحلته وهو يقول : اللهم ان كان ما يقول محمد حقا ، فأمطر علينا حجارة من السماء
أو ائتنا بعذاب اليم ، فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله سبحانه بحجر سقط على
هامته ، فخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله تعالى (سأل سائل بعذاب واقع ،
للكافرين ليس له دافع ، من الله ذي المعارج) » انتهى الحديث بعين لفظه ، وقد ارسله جماعة من أعلام أهل السنة
ارسال المسلمات
(٦٤٤) والسلام.
ش
__________________
____________________________________
المراجعة ٥٧
|
٢٥ المحرم سنة
١٣٣٠
|
١ ـ تأويل حديث الغدير
٢
ـ القرينة على ذلك
١ ـ حمل الصحابة على الصحة يستوجب تأويل
حديث الغدير متواترا ، كان او غير متواتر ؛ ولذا قال اهل السنة لفظ المولى يستعمل
في معاني متعددة ورد بها القرآن العظيم ، فتارة يكون بمعنى الاولى ، كقوله تعالى
مخاطبا للكفار (مأواكم النار هي مولاكم) اي أولى بكم ، وتارة بمعنى الناصر ،
كقوله عز اسمه (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى
لهم)
وبمعنى الوارث ، كقوله سبحانه (ولكل جعلنا موالي مما ترك
الوالدان والاقربون)
أي ورثة وبمعنى العصبة ، نحو قوله عز وجل (وإني خفت الموالي من ورائي) وبمعنى الصديق (يوم لا يغني مولىً
عن مولىً شيئا)
وكذلك لفظ الولي يجيء بمعنى الاولى بالتصرف كقولنا : فلان ولي القاصر ، وبمعنى
الناصر والمحبوب ، قالوا : فلعل معنى الحديث من كنت ناصره ، أو صديقه ، أو حبيبه ،
فان عليا كذلك ، وهذا المعنى يوافق كرامة السلف الصالح وإمامة الخلفاء الثلاثة رضي
الله عنهم اجمعين.
٢ ـ وربما جعلوا القرينة على ارادته من
الحديث ، أن بعض من كان مع علي في اليمن رأى منه شدة في ذات الله ، فتكلم فيه ونال
منه ، وبسبب ذلك قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، يوم الغدير بما قام فيه من
الثناء على الامام ، وأشاد بفضله تنبهاً إلى جلالة قدره ، وردا على من تحامل عليه
، ويرشد بذلك أنه أشاد في خطابه بعلي خاصة ، فقال من كنت وليه فعلي وليه ،
وبأهل البيت عامة ،
فقال : « إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي » (٦٤٥) فكان
كالوصية لهم بحفظه في علي بخصوصه ، وفي أهل بيته عموما ، وقالوا : ليس فيها عهد
بخلافة ، ولا دلالة على إمامة ، والسلام.
س
المراجعة ٥٨
|
٢٧ المحرم سنة
١٣٣٠
|
١ ـ حديث الغدير لا يمكن
تأويله
٢
ـ قرينة التأويل جزاف وتضليل
١ ـ أنا أعلم بأن قلوبكم لا تطمئن بما
ذكرتموه ، ونفوسكم لا تركن إليه ؛ وأنكم تقدرون رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلّم ، في حكمته البالغة ، وعصمته الواجبة ، ونبوته الخاتمة ، وأنه سيد الحكماء ،
وخاتم الانبياء (وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، علمه شديد
القوى)
(٦٤٦) فلو سألكم فلاسفة الاغيار عما كان منه يوم غدير خم ، فقال : لماذا منع تلك
الالوف المؤلفة يومئذ عن المسير؟ وعلى م حبسهم في تلك الرمضاء بهجير؟ وفيم اهتم
بارجاع من تقدم منهم والحاق من تأخر؟ ولم أنزلهم جميعا في ذلك العراء على غير كلا
ولا ماء؟ ثم خطبهم عن الله عزوجل في ذلك المكان الذي منه يتفرقون ، ليبلغ الشاهد
منهم الغائب ، وما المقتضي لنعي نفسه
____________________________________
إليهم في مستهل
خطابه؟ إذ قال : يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، وإني مسؤول ، وانكم مسؤولون ،
وأي أمر يسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، عن تبليغه؟ وتسأل الامة عن طاعتها
فيه ، ولماذا سألهم فقال : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
، وأن جنته حق ، وأن ناره حق ، وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت ، وان الساعة
آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، قالوا : بلى نشهد بذلك ، ولماذا
أخذ حينئذ على سبيل على الفور بيد علي فرفعها إليه حتى بان بياض إبطيه؟ فقال : يا
أيها الناس ان الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، ولماذا فسر كلمته ـ وأنا مولى
المؤمنين ـ بقوله : وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ ولماذا قال بعد التفسير : فمن كنت
مولاه ، فهذا مولاه أو من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من
عاداه وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، ولم خصه بهذه الدعوات التي لا يليق لها إلا
أئمة الحق ، وخلفاء الصدق ، ولماذا أشهدهم من قبل ، فقال : ألست أولى بكم من
أنفسكم؟ فقالوا : بلى. فقال : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، أو من كنت وليه ، فعلي
وليه ، ولماذا قرن العترة بالكتاب؟ وجعلها قدوة لاولي الالباب إلى يوم الحساب؟
وفيم هذا الاهتمام العظيم من هذا النبي الحكيم؟ وما المهمة التي احتاجت إلى هذه
المقدمات كلها؟ وما الغاية التي توخاها في هذا الموقف المشهود؟ وما الشيء الذي
أمره الله تعالى بتبليغه إذ قال عز من قائل (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل
إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (٦٤٧) وأي مهمة
____________________________________
استوجبت من الله هذا
التأكيد؟ واقتضت الحض على تبلغيها بما يشبه التهديد؟ وأي أمر يخشى النبي الفتنة
بتبليغه؟ ويحتاج إلى عصمة الله من أذى المنافقين ببيانه؟ أكنتم ـ بجدك لو سألكم عن
هذا كله ـ تجيبونه بأن الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، انما أراد
بيان نصرة علي للمسلمين ، وصداقته لهم ليس إلا ، ما أراكم ترتضون هذا الجواب ، ولا
أتوهم انكم ترون مضمونه جائزا على رب الارباب ، ولا على سيد الحكماء ، وخاتم الرسل
والانبياء ، وأنتم أجل من أن تجوزوا عليه أن يصرف هممه كلها ، وعزائمه بأسرها ،
إلى تبيين شيء بين لا يحتاج إلى بيان ، وتوضيح امر واضح بحكم الوجدان والعيان ،
ولا شك انكم تنزهون افعاله واقواله عن ان تزدري بها العقلاء ، أو ينتقدها الفلاسفة
والحكماء ، بل لا ريب في انكم تعرفون مكانة قوله وفعله من الحكمة والعصمة ، وقد
قال الله تعالى : (انه لقول رسول كريم ، ذي قوة عند ذي العرش مكين ، مطاع
ثم أمين ، وما صاحبكم بمجنون)
(٦٤٨) فيهتم بتوضيح الواضحات ، وتبيين ما هو بحكم البديهيات ؛ ويقدم لتوضيح هذا
الواضح مقدمات اجنبية ، لا ربط له بها ولا دخل لها فيه ، تعالى الله عن ذلك ورسوله
علوا كبيراً ، وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم ان الذي يناسب مقامه في ذلك الهجير
، ويليق بافعاله وأقواله يوم الغدير ، انما هو تبليغ عهده ، وتعيين القائم مقامه
من بعده ، والقرائن اللفظية ، والادلة العقلية ، توجب القطع الثابت الجازم بأنه
صلى الله عليه وآله
____________________________________
وسلم ، ما أراد
يومئذ الا تعيين علي وليا لعهده ، وقائما مقامه من بعده ، فالحديث مع ما قد حف به
من القرائن نص جلي ، في خلافة علي ، لا يقبل التأويل ، وليس إلى صرفه عن هذا
المعنى من سبيل ، وهذا واضح (لمن كان له قلب أو ألقى السمع
وهو شهيد).
٢ ـ أما القرينة التي زعموها فجزاف
وتضليل ، ولباقة في التخليط والتهويل ، لان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بعث
عليا إلى اليمن مرتين ، والاولى كانت سنة ثمان (٦٤٩) ، وفيها أرجف المرجفون به ،
وشكوه إلى النبي بعد رجوعهم إلى المدينة ، فأنكر عليهم ذلك حتى أبصروا الغضب في وجهه ، فلم يعودوا
لمثلها ، والثانية كانت سنة عشر (٦٥٠) وفيها عقد النبي له اللواء ، وعممه صلى الله
عليه وآله وسلم بيده ، وقال له : امض ولا تلتفت ، فمضى لوجهه راشدا مهديا حتى أنفذ
أمر النبي ، ووافاه صلى الله عليه وآله وسلم ، في حجة الوداع ، وقد أهل بما أهل به
رسول الله فأشركه صلى الله عليه وآله وسلم بهديه ، وفي تلك المرة لم يرجف به مرجف
، ولا تحامل عليه مجحف ، فكيف يمكن ان يكون الحديث مسببا عما قاله
__________________
____________________________________
المعترضون؟ أو مسوقا
للرد على احد كما يزعمون. على ان مجرد التحامل على علي ، لا يمكن ان يكون سببا
لثناء النبي عليه بالشكل الذي أشاد به صلى الله عليه وآله وسلم ، على منبر الحدائج
يوم خم ، الا ان يكون ـ والعياذ بالله ـ مجازفا في أقواله وافعاله ، وهممه وعزائمه
، وحاشا قدسي حكمته البالغة ، فإن الله سبحانه يقول : (انه لقول رسول
كريم ، وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ، ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ، تنزيل
من رب العالمين)
(٦٥١) ولو أراد مجرد بيان فضله ، والرد على المتحاملين عليه ، لقال : هذا ابن عمي
وصهري ، وابوولدي ، وسيد اهل بيتي ، فلا تؤذوني فيه ، أو نحو ذلك من الاقوال
الدالة على مجرد الفضل وجلالة القدر على ان لفظ الحديث لا يتبادر إلى الافهام منها ، ولا
يلتفت إلى أسبابها كما لا يخفى. واما ذكر اهل بيته في حديث الغدير ، فانه من
مؤيدات المعنى الذي قلناه ، حيث قرنهم بمحكم الكتاب ، وجعلهم قدوة لاولي الالباب ،
فقال : اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي اهل بيتي ،
وانما فعل ذلك لتعليم الامة ان لا مرجع بعد نبيها الا اليهما ، ولا معول لها من
بعده الا عليهما ، وحسبك في وجوب اتباع الائمة من العترة الطاهرة اقترانهم بكتاب
الله عزوجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فكما لا يجوز الرجوع
إلى كتاب يخالف في حكمه كتاب الله سبحانه وتعالى ، لا يجوز الرجوع إلى امام يخالف
في حكمه أئمة العترة (٦٥٢) ، وقوله صلى الله عليه
__________________
____________________________________
وآله وسلم : انهما
لن ينقضيا أو لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، دليل على ان الارض لن تخلو بعده من
امام منهم ، هو عدل الكتاب ، ومن تدبر الحديث وجده يرمي إلى حصر الخلافة في أئمة
العترة الطاهرة ، ويؤيد ذلك ما أخرجه الامام احمد في مسنده عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم : « اني تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله حبل ممدود من
السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. اهـ.
» (٦٥٣). وهذا نص في خلافة أئمة العترة عليهمالسلام.
وأنت تعلم ان النص على وجوب اتباع العترة ، نص على وجوب اتباع علي ، اذ هو سيد
العترة لا يدافع ، وامامها لا ينازع ، فحديث الغدير وأمثاله ، يشتمل على النص على
علي تارة ، من حيث انه امام العترة، المنزلة من الله ورسوله منزلة الكتاب ، وأخرى
من حيث شخصه العظيم ، وانه ولي كل من كان رسول الله وليه ، والسلام.
ش
__________________
____________________________________
المراجعة ٥٩
|
٢٨ المحرم سنة
١٣٣٠
|
١ ـ حصحص الحق
٢
ـ المراوغة عنه
١ ـ لم أجد فيمن عبر وغبر ألين منك لهجة
، ولا ألحن منك بحجة ، وقد حصحص الحق بما أشرت إليه من القرائن ، فانكشف قناع الشك
عن محيا اليقين ، ولم تبق لنا وقفة في ان المراد من الولي والمولى في حديث الغدير
انما هو الاولى ، ولو كان المراد الناصر ، أو نحوه ما سأل سائل بعذاب واقع فرأيكم
في المولى ثابت مسلم.
٢ ـ فليتكم تقنعون منا في تفسير الحديث
بما ذكره جماعة من العلماء كالامام ابن حجر في صواعقه ، والحلبي في سيرته ، إذ
قالوا : سلمنا أنه أولى بالامامة فالمراد المآل ، وإلا كان هو الامام مع وجود
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا تعرض فيه لوقت المآل ، فكأن المراد حين يوجد
عقد البيعة له ، فلا ينافي حينئذ تقديم الائمة الثلاثة عليه ، وبهذا تحفظ كرامة
السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم جميعاً.
س
المراجعة ٦٠
|
٣٠ المحرم سنة
١٣٣٠
|
دحض
المراوغة
طلبتم ـ نصر الله بكم الحق ـ أن نقنع
بأن المراد من حديث الغدير أن
عليا أولى بالامامة
حين يختاره المسلمون لها ، ويبايعونه بها ، فتكون أولويته المنصوص عليها يوم
الغدير مآلية لا حالية، وبعبارة أخرى تكون أولوية بالقوة لا بالفعل ، لئلا تنافي
خلافة الائمة الثلاثة الذين تقدموا عليه ؛ فنحن ننشدكم بنور الحقيقة ، وعزة العدل
، وشرف الانصاف ، وناموس الفضل ، هل في وسعكم أن تقنعوا بهذا لنحذو حذوكم وننحو
فيه نحوكم ، وهل ترضون أن يؤثر هذا المعنى عنكم ، أو يعزى إليكم ، لنقتص أثركم ،
وننسج فيه على منوالكم؟ ما أراكم قانعين ولا راضين ، واعلم يقينا انكم تتعجبون ممن
يحتمل إرادة هذا المعنى الذي لا يدل عليه لفظ الحديث ، ولا يفهمه أحد منه ، ولا
يجتمع مع حكمة النبي ولا مع بلاغته صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا مع شيء من
أفعاله العظيمة ، وأقواله الجسيمة يوم الغدير ، ولا مع ما أشرنا إليه سابقا من
القرائن القطعية ، ولا مع ما فهمه الحارث بن النعمان الفهري من الحديث ، فأقره
الله تعالى على ذلك ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، والصحابة كافة.
على أن الاولوية المآلية لا تجتمع مع
عموم الحديث ، لانها تستوجب أن لا يكون علي مولى الخلفاء الثلاثة ، ولا مولى أحد
ممن مات من المسلمين على هدهم كما لا يخفى ، وهذا خلاف ما حكم به الرسول حيث قال
صلى الله عليه وآله وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى ، فقال من
كنت مولاه ـ يعني من المؤمنين فردا فردا ـ فعلي مولاه من غير استثناء كما ترى. وقد
قال أبوبكر وعمر لعلي
ـ حين سمعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول
__________________
فيه في يوم الغدير
ما قال ـ : « أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة » (٦٥٤) ، فصرح بأنه مولى
كل مؤمن ومؤمنة على سبيل الاستغراق لجميع المؤمنين والمؤمنات منذ أمسى مساء الغدير
، وقيل لعمر
: « انك تصنع لعلي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
فقال : إنه مولاي » (٦٥٥) فصرح بأنه مولاه ، ولم يكونوا حينئذ قد اختاروه للخلافة
، ولا بايعوه بها ، فدل ذلك على أنه مولاه ، ومولى كل مؤمن ومؤمنة بالحال لا
بالمآل ، منذ صدع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بذلك عن الله تعالى يوم
الغدير ، واختصم أعرابيان إلى عمر ، فالتمس من
__________________
____________________________________
علي القضاء بينهما ،
فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا؟ فوثب إليه عمر
وأخذ بتلابيبه ، وقال : ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاك ومولى كل مؤمن ، ومن لم
يكن مولاه فليس بمؤمن (٦٥٦) ، والاخبار في هذا المعنى كثيرة. وأنت ـ نصر الله بك
الحق ـ تعلم أن لو تمت فلسفة ابن حجر وأتباعه في حديث الغدير ، لكان النبي صلى
الله عليه وآله وسلم ، كالعابث يومئذ في هممه وعزائمه ـ والعياذ بالله ـ الهاذي في
أقواله وأفعاله ـ وحاشا لله ـ إذ لا يكون له ـ بناء على فلسفتهم ـ مقصد يتوخاه في
ذلك الموقف الرهيب ، سوى بيان ان عليا بعد وجود عقد البيعة له بالخلافة يكون أولى
بها ، وهذا معنى تضحك من بيانه السفهاء ، فضلا عن العقلاء ؛ لا يمتاز ـ عندهم ـ أميرالمؤمنين
به على غيره ، ولا يختص فيه ـ على رأيهم ـ واحد من المسلمين دون الآخر ، لان كل من
وجد عقد البيعة له كان ـ عندهم ـ أولى بها ، فعلي وغيره من سائر الصحابة والمسلمين
في ذلك شرع سواء ، فما الفضيلة التي أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، يومئذ
أن يختص بها عليا دون غيره من أهل السوابق ، إذا تمت فلسفتهم يا مسلمون؟ أما قولهم
بأن أولوية علي بالامامة لو لم تكن مآلية ، لكان هو الامام مع وجود النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ،
__________________
____________________________________
فتمويه عجيب ،
وتضليل غريب ، وتغافل عن عهود كل من الانبياء والخلفاء والملوك والامراء إلى من
بعدهم ، وتجاهل بما يدل عليه حديث : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا
نبي بعدي » (٦٥٧) وتناس لقوله صلى الله عليه وآله وسلم ، في حديث الدار يوم
الانذار : « فاسمعوا له وأطيعوا » (٦٥٨) ، ونحو ذلك من السنن المتضافرة. على أنا
لو سلمنا بأن أولوية علي بالامامة لا يمكن أن تكون حالية لوجود النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ، فلا بد أن تكون بعد وفاته بلا فصل ، عملا بالقاعدة المقررة عند
الجميع ، أعني حمل اللفظ ـ عند تعذر الحقيقة ـ على أقرب المجازات إليها كما لا
يخفى. وأما كرامة السلف الصالح فمحفوظة بدون هذا التأويل ، كما سنوضحه إذا اقتضى
الامر ذلك ، والسلام.
ش
المراجعة ٦١
|
١ صفر سنة ١٣٣٠
|
التماس
النصوص الواردة من طريق الشيعة
إذا كانت كرامة السلف الصالح محفوظة ،
فلا بأس بشيء مما أوردتموه من الاحاديث المختصة بالامام سواء في ذلك حديث الغدير
وغيره ، ولا موجب لتأويلها ، ولعل عندكم في هذا الموضوع أحاديث لا يعرفها أهل
____________________________________
السنة ، فألتمس
إيرادها لنكون على علم منها ، والسلام.
س
المراجعة ٦٢
|
٢ صفر سنة ١٣٣٠
|
أربعون
نصاً
نعم عندنا من النصوص التي لا يعرفها أهل
السنة صحاح متواترة ، من طريق العترة الطاهرة نتلو عليك منها أربعين حديثا .
١ ـ أخرج الصدوق محمد بن علي بن الحسين
بن موسى بن بابويه القمي في كتابه ـ إكمال الدين وإتمام النعمة ـ بالاسناد إلى
عبدالرحمن بن
__________________
سمرة من حديث عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، جاء فيه : يا ابن سمرة إذا اختلفت الأهواء ،
وتفرقت الآراء ، فعليك بعلي بن أبي طالب ، فإنه إمام أمتي وخليفتي عليهم من بعدي (٦٥٩).
٢ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا عن ابن
عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ان الله تبارك وتعالى ،
اطلع إلى أهل الارض اطلاعة ، فختارني منها فجعلني نبيا ، ثم اطلع الثانية ، فاختار
عليا فجعله إماما ، ثم أمرني أن أتخذه أخا ووليا ، ووصيا وخليفة ووزيرا ، الحديث (٦٦٠).
٣ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا بسنده
إلى الامام الصادق عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام
، ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : حدثني جبرائيل عن رب العزة جل
جلاله ، أنه قال : من علم ان لا إله إلا أنا وحدي ، وان محمدا عبدي ورسولي ، وأن
علي بن أبي طالب خليفتي ، وان الائمة من ولده حججي ، أدخلته الجنة برحمتي. الحديث (٦٦١).
٤ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا بسنده
إلى الامام الصادق عن أبيه عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
الائمة بعدي اثنا
____________________________________
أربعون نصا من طريق أهل
البيت
عشر ، أولهم علي
وآخرهم القائم ، هم خلفائي وأوصيائي. الحديث (٦٦٢).
٥ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا
بالاسناد إلى الاصبغ بن نباتة ، قال : خرج علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
ذات يوم ، ويده في يد ابنه الحسن ، وهو يقول : خرج علينا رسول الله ذات يوم ، ويده
في يدي هكذا ، وهو يقول : خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا ، وهو إمام كل مسلم ،
وأمير كل مؤمن بعد وفاتي. الحديث (٦٦٣).
٦ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا بسنده
إلى الامام الرضا عن آبائه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال :
من أحب أن يتمسك بديني ، ويركب سفينة النجاة بعدي ، فليقتد بعلي بن أبي طالب فإنه
وصيي ، وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي. الحديث (٦٦٤).
٧ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا بسنده
إلى الامام الرضا عن أبيه عن آبائه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
، من حديث قال فيه : وأنا وعلي أبوا هذه الامة ، من عرفنا فقد عرف الله ، ومن
أنكرنا فقد أنكر الله عزوجل ، ومن علي سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة الحسن
والحسين ، ومن ولد الحسين تسعة طاعتهم طاعتي ، ومعصيتهم معصيتي ، تاسعهم قائمهم ومهديهم
(٦٦٥).
____________________________________
٨ ـ أخرج الصدوق في الاكمال بالاسناد
إلى الامام الحسن العسكري عن أبيه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
من حديث قال فيه : يا ابن مسعود علي بن بن أبي طالب إمامكم بعدي وخليفتي عليكم. الحديث
(٦٦٦).
٩ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا
بالاسناد إلى سلمان ، قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فإذا الحسين
بن علي على فخذه ، وهو يلثم فاه ، ويقول أنت سيد ابن سيد ، وأنت إمام ابن إمام ،
أخو إمام أبوالائمة وأنت حجة الله وابن حجته ، وأبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم
(٦٦٧).
١٠ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا
بالاسناد إلى سلمان أيضا ، عن رسول الله من حديث طويل ، جاء فيه : يا فاطمة ، أما
علمت أنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وأن الله تبارك وتعالى ،
اطلع إلى أهل الارض اطلاعة ، فاختارني من خلقه ، ثم اطلع اطلاعه ثانية ، فاختار
زوجك ، وأوحى إلي ان ازوجك إياه ، واتخذه وليا ووزيرا ، وان أجعله خليفتي في أمتي
، فأبوك خير الانبياء ، وبعلك خير الاوصياء ، وأنت أول من يلحق بي. الحديث (٦٦٨).
١١ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا من
حديث طويل ، ذكر فيه
____________________________________
اجتماع أكثر من مئتي
رجل من المهاجرين الانصار في المسجد على عهد عثمان ، يتذاكرون العلم والفقه ،
وانهم تفاخروا بينهم ، وعلي ساكت ، فقالوا له : يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم؟
فذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : علي أخي ووزيري ، ووارثي ووصيي ،
وخليفتي في أمتي ، وولي كل مؤمن بعدي ، فأقروا له بذلك. الحديث (٦٦٩).
١٢ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا عن كل
من عبدالله بن جعفر ، والحسن ، والحسين ، وعبدالله بن عباس ، وعمر بن أبي سلمة ،
وأسامة بن زيد ، وسلمان ، وأبي ذر ، والمقداد ، قالوا جميعا : سمعنا رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ، يقول : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم أخي علي أولى
بالمؤمنين من أنفسهم. الحديث (٦٧٠).
١٣ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا عن
الاصبغ بن نباتة ، عن ابن عباس ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
يقول : أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون. الحديث (٦٧١).
١٤ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا عن
عباية بن ربعي ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :
أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين. الحديث (٦٧٢).
____________________________________
١٥ ـ أخرج الصدوق في الاكمال بالاسناد
إلى الامام الصادق ، عن آبائه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال
: ان الله عزوجل اختارني من جميع الانبياء ، واختار مني عليا وفضله على جميع
الاوصياء ، واختار من علي الحسن والحسين ، واختار من الحسين الاوصياء من ولده ،
ينفون عن الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الضالين (٦٧٣).
١٦ ـ أخرج الصدوق في الاكمال أيضا عن
علي ؛ قال : قال رسول الله : الائمة بعدي اثنا عشر ، أولهم أنت يا علي ، وآخرهم
القائم الذي يفتح الله عزوجل على يديه مشارق الارض ومغاربها (٦٧٤).
١٧ ـ أخرج الصدوق في أماليه عن الامام
الصادق عن آبائه مرفوعا من حديث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : علي
مني ، وأنا من علي ، خلق من طينتي ، يبين للناس ما اختلفوا فيه من سنتي وهو أمير
المؤمنين ، وقائد الغر المجلين ، وخير الوصيين. الحديث (٦٧٥).
١٨ ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضا بسنده
إلى علي مرفوعا ، من
__________________
____________________________________
حديث طويل ، قال فيه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ان عليا إمير المؤمنين ، بولاية من الله
عزوجل عقدها فوق عرشه ، وأشهد على ذلك ملائكته ، وأن عليا خليفة الله وحجة الله ،
وانه لامام المسلمين. الحديث (٦٧٦).
١٩ ـ أخرج الصدوق في الامالي أيضا عن
ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي أنت إمام
المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وحجة الله بعدي ، وسيد
الوصيين. الحديث (٦٧٧).
٢٠ ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضا عن ابن
عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي أنت خليفتي على أمتي
، وأنت مني كشيث من آدم. الحديث (٦٧٨).
٢١ ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضا
بالاسناد إلى أبي ذر ، قال : كنا ذات يوم عند رسول الله في مسجده ، فقال : يدخل
عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين ، وإمام المسلمين ، فإذا بعلي بن أبي
طالب قد طلع ، فاستقبله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم أقبل علينا بوجهه
الكريم ، فقال : هذا إمامكم بعدي. الحديث
(٦٧٩).
__________________
____________________________________
٢٢ ـ أخرج الصدوق في أماليه عن جابر بن
عبدالله الانصاري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي بن أبي طالب
أقدمهم سلما ، وأكثرهم علما ، إلى أن قال : وهو الامام والخليفة بعدي (٦٨٠).
٢٣ ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضا بسنده
إلى ابن عباس ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : معاشر الناس من
أحسن من الله قيلا؟ إن ربكم جل جلاه ، أمرني أن أقيم لكم عليا علما وإماما وخليفة
ووصيا ، وان أتخذه أخا ووزيرا. الحديث (٦٨١).
٢٤ ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضا
بالاسناد إلى أبي عياش ، قال : صعد رسول الله (ص) المنبر فخطب ثم ذكر خطبته ، وقد
جاء فيها : وان ابن عمي عليا هو أخي ، ووزيري ، وهو خليفتي ، والمبلغ عني. الحديث (٦٨٢).
٢٥ ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضا بسنده
إلى أمير المؤمنين ؛ قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ،
فقال : أيها الناس إنه قد أقبل شهر الله ، ثم ساق الحديث في فضل شهر رمضان ، قال
علي : فقلت يا رسول الله ما أفضل الاعمال في هذا الشهر؟ قال : الورع عن محارم الله
، ثم بكى ، فقلت : يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال : يا علي أبكي لما يستحل منك
__________________
____________________________________
في هذا الشهر ، إلى
أن قال : يا علي أنت وصيي ، وأبوولدي ، وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي ،
أمرك أمري ، ونهيك نهيي. الحديث (٦٨٣).
٢٦ ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضا عن علي
عليهالسلام
، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي أنت أخي وأنا أخوك ، أنا
المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للامامة ، أنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل وأنت
أبو هذه الامة يا علي أنت وصيي وخليفتي ، ووزيري ووارثي ، وأبو ولدي ، الحديث (٦٨٤).
٢٧ ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضا بسنده
إلى ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ذات يوم في مسجد
قباء ، والانصار مجتمعون : يا علي أنت أخي ، وأنا أخوك ، وأنت وصيي وخليفتي ،
وإمام أمتي بعدي ، والى الله من والاك ، وعادى الله من عاداك (٦٨٥).
٢٨ ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضا من
حديث طويل عن أم سلمة ، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أم سلمة اسمعي
واشهدي ، هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي، وقاضي عداتي ، والذائد عن
حوضي (٦٨٦).
٢٩ ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضا بسنده
إلى سلمان الفارسي ، قال :
____________________________________
سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ، يقول : يا معاشر المهاجرين والانصار ، ألا أدلكم على ما إن
تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : هذا علي أخي
ووصيي ، ووزيري ووارثي وخليفتي ، إمامكم فأحبوه بحبي ، وأكرموه بكرامتي ، فإن
جبرائيل أمرني أن أقوله لكم (٦٨٧).
٣٠ ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضا بسنده
إلى زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألا أدلكم على
ما ان تمسكتم به لن تهلكوا ، ولن تضلوا ، قال : ان إمامكم ووليكم علي بن أبي طالب
فوازروه وناصحوه ، وصدقوه ، فإن جبرائيل أمرني بذلك (٦٨٨).
٣١ ـ أخرج الصدوق في أماليه أيضا عن ابن
عباس ، من حديث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي أنت إمام أمتي
وخليفتي عليها بعدي. الحديث (٦٨٩).
٣٢ ـ أخرج الصدوق في أماليه عن ابن عباس
أيضا ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ان الله تبارك وتعالى أوحى
إلي انه جاعل من أمتي أخا ووارثا ، وخليفة ووصيا ، فقلت : يا رب من هو؟ فأوحى إلي
انه إمام امتك ، وحجتي عليها من بعدك ، فقلت : يا رب من هو؟ فقال : ذاك من احبه
ويحبني ، إلى ان قال في بيانه : هو علي بن أبي طالب (٦٩٠)
____________________________________
٣٣ ـ أخرج الصدوق في أماليه عن الامام
الصادق عن آبائه مرفوعا قال : قال رسول الله : لما اسري بي إلى السماء عهد إلي ربي
جل جلاله في علي : انه إمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين.
الحديث (٦٩١).
٣٤ ـ أخرج الصدوق في أماليه بسنده إلى
الامام الرضا عن آبائه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : علي
مني ، وأنا من علي ، قاتل الله من قاتل عليا ، علي إمام الخليقة بعدي (٦٩٢).
٣٥ ـ أخرج شيخ الطائفة أبوجعفر محمد بن
الحسن الطوسي في أماليه بسنده إلى عمار بن ياسر ، قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم لعلي : ان الله زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها
، زينك في الزهد بالدنيا فجعلك لا ترزأ منها شيئا ، ولا ترزأ منك شيئا ، ووهب لك
حب المساكين ، فجعلك ترضى بهم أتباعا ، ويرضون بك إماما ، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك
، وويل لمن أبغضك وكذب عليك. الحديث (٦٩٣).
٣٦ ـ أخرج الشيخ في أماليه أيضا
بالاسناد إلى علي ، إذ قال على منبر الكوفة : أيها الناس انه كان لي من رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ، عشر خصال ، هن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، قال لي
صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وأنت أقرب الخلائق
إلي يوم القيامة ، ومنزلك في الجنة مواجه منزلي ، وأنت الوارث لي ، وأنت الوصي
____________________________________
من بعدي في عداتي
واسرتي ، وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي ، وأنت الامام لامتي ، وأنت القائم
بالقسط في رعيتي ، وأنت وليي ، ووليي ولي الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله (٦٩٤).
٣٧ ـ أخرج الصدوق في كتاب النصوص على
الائمة باسناده إلى الحسن بن علي ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
، يقول لعلي : أنت وارث علمي ، ومعدن حكمي ، والامام بعدي (٦٩٥).
٣٨ ـ أخرج الصدوق في كتاب النصوص على
الائمة أيضا ، بسنده إلى عمران بن حصين ، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم
يقول لعلي : وأنت الامام والخليفة بعدي (٦٩٦).
٣٩ ـ أخرج الصدوق في كتاب النصوص على
الائمة أيضا ، بسنده إلى علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا
علي أنت الوصي على الاموات من أهل بيتي ، والخليفة على الاحياء من أمتي. الحديث (٦٩٧).
٤٠ ـ أخرج الصدوق في كتاب النصوص على
الائمة أيضا بسنده إلى الحسين بن علي ، قال : لما انزل الله تعالى : (وأولو الارحام
بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)
، سألت رسول الله عن تأويلها ، فقال : أنتم أولوا الارحام ، فإذا مت فأبوك علي
أولى بي وبمكاني ، فإذا مضى أبوك ، فأخوك
____________________________________
الحسن أولى به ،
فإاذا مضى الحسن ، فأنت أولى به. الحديث (٦٩٨).
هذا آخر ما أردنا إيراده في هذه العجالة
، وما نسبته إلى ما بقي من النصوص الا كنسبة الباقة إلى الزهر ، أو القطرة إلى
البحر ، على ان البعض منها كاف والحمد لله رب العالمين ، والسلام.
ش
المراجعة ٦٣
|
٣ صفر سنة ١٣٣٠
|
١ ـ لا حجة بنصوص الشيعة
٢
ـ لماذا لم يخرجها غيرهم؟
٣
ـ طلب المزيد من غيرها
١ ـ لا حجة بهذه النصوص على أهل السنة
إذ لم تثبت عندهم.
٢ ـ ولماذا لم يخرجوها لو كانت ثابتة.
٣ ـ فعج بنا إلى ما بقي من حديث أهل
السنة في هذا الموضوع ، والسلام.
س
____________________________________
المراجعة ٦٤
|
٤ صفر سنة ١٣٣٠
|
١ ـ انما أوردناها إجابة
للطلب.
٢
ـ إنما حجتنا على الجمهور صحاحهم
٣
ـ السبب في عدم إخراجهم صحاحنا
٤
ـ الاشارة إلى نص الوراثة
١ ـ إنما أوردنا هذه النصوص لتحيطوا بها
علما ، وقد رغبتم إلينا في ذلك.
٢ ـ وحسبنا حجة عليكم ما قد أسلفناه من
صحاحكم.
٣ ـ أما عدم اخراج تلك النصوص فإنما هو
لشنشنة نعرفها لكل من أضمر لآل محمد حسيكة ، وأبطن لهم الغل من حزب الفراعنة في
الصدر الاول ، وعبدة اولي السلطة والتغلب الذين بذلوا في إخفاء فضل أهل البيت ؛
وإطفاء نورهم كل حول وكل طول ، وكل ما لديهم من قوة وجبروت ، وحملوا الناس كافة
على مصادرة مناقبهم وخصائصهم بكل ترغيب وترهيب ، وأجلبوا على ذلك تارة بدراهمهم
ودنانيرهم ، واخرى بوظائفهم ومناصبهم ، ومرة بسياطهم وسيوفهم ، يدنون من كذب بها ،
ويقصون من صدق بها ، أو ينفونه أو يقتلونه. وانت تعلم أن نصوص الامامة ، وعهود
الخلافة لما يخشى الظالمون منها أن تدمر عروشهم ، وتنقض أساس ملكهم ، فسلامتها
منهم ومن أوليائهم المتزلفين إليهم ، ووصولها الينا بالاسانيد المتعددة ، والطرق
المختلفة ، آية من آيات الصدق ، ومعجزة من معجزات الحق ، إذ كان
المستبدون بحق اهل
البيت والمستأثرون بمراتبهم التي رتبهم الله فيها ، يسومون من يتهمونه بحبهم سوء
العذاب، يحلقون لحيته ، ويطوفون به في الاسواق ، ثم يرذلونه ويسقطونه ويحرمونه من
كل حق ، حتى ييأس من عدل الولاة
(٦٩٩) ، ويقنط من معاشرة الرعية ، فاذا ذكر عليا ذاكر بخير برئت منه الذمة وحلت
بساحته النقمة ، فتستصفى أمواله ، وتضرب عنقه ، وكم استلوا ألسنة نطقت بفضله ،
وسملوا أعينا رمقته باحترام ، وقطعوا أيديا أشارت اليه بمنقبة ، ونشروا أرجلا سعت نحوه
بعاطفة ، وكم حرقوا على أوليائه بيوتهم ، واجتثوا نخيلهم ، ثم صلبوهم على جذوعها ،
او شردوهم عن عقر ديارهم ، فكانوا طرائق قددا (٧٠٠) وكان في حملة الحديث وحفظة
الاثار ، قوم
__________________
____________________________________
اضطهاد أهل البيت (ع)
وشيعتهم
قتل شيعة آل محمد (ص)
يعبدون أولئك الملوك
الجبابرة وولاتهم من دون الله عزوجل ، ويتزلفون اليهم بكل ما لديهم من تصحيف ،
وتحريف ، وتصحيح وتضعيف (٧٠١) ،
____________________________________
تزلف أهل الحديث إلى السلطات
الجائرة
...........................
____________________________________
بعض المنحرفين عن علي يضعون
الاحاديث في ذمه
كالذين نراهم في
زماننا هذا من شيوخ التزلف ، وعلماء الوظائف ، وقضاة السوء ، يتسابقون إلى مرضاة
الحكام ، بتأييد سياستهم عادلة كانت او جائرة ، وتصحيح أحكامهم ، صحيحة كانت او
فاسدة ، فلا يسألهم الحاكم فتوى تؤيد حكمه ، أو تقمع خصمه ، إلا بادروا إليها على
ما تقتضيه رغبته ، وتستوجبه سياسته ، وإن خالفوا نصوص الكتاب والسنة ، وخرقوا
إجماع الامة ، حرصا على منصب يخافون العزل عنه ، أو يطمعون في الوصول إليه ، وشتان
بين هؤلاء وأولئك ، فانه لا قيمة لهؤلاء عند حكوماتهم ، اما أولئك فقد كانت حاجة
الملوك اليهم عظيمة ، إذ كانوا يحاربون الله ورسوله بهم ، ولذا كانوا عند الملوك
والولاة أولي منزلة سامية ، وشفاعة مقبولة ؛ فكانت لهم بسبب ذلك صولة ودولة ،
وكانوا يتعصبون على الاحاديث الصحيحة اذا تضمنت فضيلة لعلي او لغيره من اهل بيت
النبوة ، فيردونها بكل شدة ، ويسقطونها بكل عنف ، وينسبون رواتها إلى الرفض ـ والرفض
أخبث شيء عندهم ـ هذه سيرتهم في السنن الواردة في علي (٧٠٢) ، ولاسيما اذا تشبث
الشيعة بها ، وكان لاولئك المتزلفين من يرفع ذكرهم من الخاصة في كل قطر ، ولهم من
____________________________________
تعصب القوم في فضائل علي (ع)
يروج رأيهم من طلبة
العلم الدنيويين ، ومن المرائين بالزهد والعبادة ، ومن الزعماء وشيوخ العشائر ،
فإذا سمع هؤلاء ما يقولون في رد تلك الاحاديث الصيحة اتخذوا قولهم حجة ، وروجوه
عند العامة والهمج، وأشاعوه وأذاعوه في كل مصر ، وجعلوه أصلا من الاصول المتبعة في
كل عصر. وهناك قوم آخرون من حملة الحديث في تلك الايام ، اضطرهم الخوف إلى ترك
التحديث بالمأثور من فضل علي واهل البيت ، وكان هؤلاء المساكين إذا سئلوا عما
يقوله اولئك المتزلفون في رد السنن الصحيحة المشتملة على فضل علي واهل البيت
يخافون ـ من مبادهة العامة بغير ما عندهم ـ ان تقع فتنة عمياء صماء بكماء ، فكانوا
يضطرون في الجواب إلى اللواذ بالمعاريض من القول ، خوفا من تألب أولئك المتزلفين ،
ومروجيهم من الخاصة ، وتألب من ينعق معهم من العامة ورعاع الناس ، وكان الملوك
والولاة أمروا الناس بلعن امير المؤمنين ، وضيقوا عليهم في ذلك ، وحملوهم بالنقود
، وبالجنود ، وبالوعيد والوعود ، على تنقيصه وذمه، وصوروه للناشئة في كتاتيبها
بصورة تشمئز منها النفوس ، وحدثوها عنه بما تستك منها المسامع ، وجعلوا لعنه على
منابر المسلمين من سنن العيدين والجمعة (٧٠٣) ، فلولا ان نور الله لا
____________________________________
معاوية يلعن أمير المؤمنين
عليا (ع)
معاوية يأمر بسب علي بن أبي
طالب (ع)
يطفأ ، وفضل أوليائه
لا يخفى ، ما وصلت الينا السنن من طريق الفريقين صحيحة صريحة بخلافته ، ولا تواترت
النصوص بفضله ، وإني والله لاعجب من الفضل الباهر الذي اختص به عبده وأخا رسوله ،
علي بن ابي طالب ،
____________________________________
عمال معاوية يسبون عليا عليهالسلام
كيف خرق نوره الحجب
من تلك الظلمات المتراكمة ، والامواج المتلاطمة ، فأشرق على العالم كالشمس في رائعة
النهار.
٤ ـ وحسبك ـ مضافا إلى كل ما سمعت من
الادلة القاطعة ـ نص الوراثة ، فإنه بمجرده حجة بالغة ، والسلام.
ش
المراجعة ٦٥
|
٥ صفر سنة ١٣٣٠
|
حدثنا
بحديث الوراثة من طريق أهل السنة ، والسلام.
س
المراجعة ٦٦
|
٥ صفر سنة ١٣٣٠
|
علي
وارث النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم
لا ريب في ان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ، قد أورث عليا من العلم والحكمة ، ما أورث الانبياء اوصياءهم ، حتى
قال صلى الله عليه وآله : « أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت
الباب » (٧٠٤)
__________________
وقال صلى الله عليه
وآله وسلم : « أنا دار الحكمة وعلي بابها » (٧٠٥) وقال : « علي باب علمي ، ومبين
من بعدي لامتي ما ارسلت به ، حبه إيمان ، وبغضه نفاق ... الحديث » (٧٠٦) وقال صلى
الله عليه وآله وسلم ، في حديث زيد بن أبي أوفى : « وأنت أخي ووارثي ؛ قال : وما أرث
منك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : ما ورث الانبياء من قبلي » (٧٠٧) ونص صلى الله
عليه وآله وسلم ، في حديث بريدة
على ان وارثه علي بن ابي طالب (٧٠٨) ،
__________________
____________________________________
وحسبك حديث الدار
يوم الانذار (٧٠٩) ، وكان علي يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «
والله اني لاخوه ، ووليه وابن عمه ، ووارث علمه ، فمن أحق به مني ؟ » (٧١٠).
وقيل له مرة : « كيف ورثت ابن عمك دون
عمك ، فقال : جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بني عبدالمطلب وهم رهط ،
كلهم
__________________
____________________________________
يأكل الجذعة ، ويشرب
الفرق ، فصنع لهم مدا من طعام ، فأكلوا حتى شبعوا ، وبقي الطعام كما هو كأنه لم
يمس ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : يا بني عبدالمطلب اني بعثت اليكم خاصة ،
وإلى بقية الناس عامة ، فأيكم يبايعني على ان يكون أخي ، وصاحبي ووارثي؟ فلم يقم
اليه أحد ، فقمت اليه وكنت من أصغر القوم ، فقال لي : اجلس ، ثم قال ثلاث مرات كل
ذلك أقوم اليه ، فيقول لي : اجلس حتى كان في الثالثة ، ضرب بيده على يدي ، فلذلك
ورثت ابن عمي دون عمي (٧١١) .
وسئل قثم بن العباس ـ فيما
__________________
____________________________________
كيف ورث علي الرسول (ص)؟
أخرجه الحاكم في
المستدرك
والذهبي في تلخيصه جازمين بصحته ـ فقيل له : كيف ورث علي رسول الله دونكم فقال :
لانه كان أولنا به لحوقا ، وأشدنا به لزوقا » (٧١٢) قلت : كان الناس يعلمون أن
وارث رسول الله صلى الله عليه وآله ، انما هو علي ، دون عمه العباس وغيره من بني
هاشم ، وكانوا يرسلون ذلك ارسال المسلمات كما ترى ، وانما كانوا يجهلون السبب في
حصر ذلك التراث بعلي وهو ابن عم النبي دون العباس ، وهو عمه ، ودون غيره من بني
أعمامه وسائر ارحامه صلى الله عليه وآله وسلم ، ولذلك سألوا عليا تارة ، وقثما
أخرى ، فأجابهم بما سمعت ، وهو غاية ما تصل اليه مدارك اولئك السائلين ، وإلا
فالجواب : « ان الله عزوجل اطلع إلى أهل الارض فاختار منهم محمدا فجعله نبيا ، ثم
اطلع ثانية فاختار عليا ، فأوحى إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم : ان يتخذه
وارثا ووصيا » (٧١٣) قال الحاكم ـ في
__________________
____________________________________
صفحة ـ ١٢٥ من الجزء
الثالث من المستدرك بعد ان أخرج عن قثم ما سمعته : حدثني قاضي القضاة أبوالحسن
محمد ابن صالح الهاشمي ، قال : سمعت ابا عمر القاضي ، يقول : سمعت اسماعيل ابن
اسحاق القاضي ، يقول : وقد ذكر له قول قثم هذا ، فقال : انما يرث الوارث بالنسب ،
أو بالولاء ، ولا خلاف بين أهل العلم ان ابن العم لا يرث مع العم (قال) فقد ظهر
بهذا الاجماع ان عليا ورث العلم من النبي دونهم. اهـ. (٧١٤) قلت : والاخبار في هذا
متواترة ، ولاسيما من طريق العترة الطاهرة ، (٧١٥) وحسبنا الوصية ونصوصها الجلية
والسلام.
ش
____________________________________
علي وارث النبي
علي وارث النبي (ص)
من طريق أهل البيت
المراجعة ٦٧
|
٦ صفر سنة ١٣٣٠
|
البحث
عن الوصية
اهل السنة لا يعرفون الوصية إلى علي ،
ولا يتعرفون بشيء من نصوصها ، فتفضلوا بها ولكم الشكر ، والسلام.
س
المراجعة ٦٨
|
٩ صفر سنة ١٣٣٠
|
نصوص
الوصية
نصوص الوصية متواترة ، عن أئمة العترة
الطاهرة (٧١٦) ، وحسبك ما جاء من طريق غيرهم ما سمعته في المراجعة ٢٠ من قول النبي
صلى الله
____________________________________
عليه وآله وسلم ،
وقد أخذ برقبة علي : « هذا أخي ووصي ، وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا » (٧١٧).
واخرج محمد بن حميد الرازي ، عن سلمة
الابرش ، عن ابن اسحاق ، عن أبي ربيعة الايادي، عن ابن بريدة ، عن أبيه بريدة ، عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم « لكل نبي وصي ووارث ، وإن وصيي ووارثي علي بن
أبي طالب
» اهـ. (٧١٨). وأخرج الطبراني في الكبير بالاسناد إلى
__________________
____________________________________
الوصية لعلي (ع)
سلمان الفارسي ، قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « ان وصيي وموضع سري ، وخير من أترك بعدي ،
ينجز عدتي ويقضي ديني ، علي بن ابي طالب
، عليهالسلام
» (٧١٩). وهذا نص في كونه الوصي ، وصريح في أنه أفضل الناس بعد النبي ؛ وفيه من
الدلالة الالتزامية على خلافته ، ووجوب طاعته ، مالا يخفى على أولي الالباب. وأخرج
أبونعيم الحافظ في حلية الاولياء
، عن أنس ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا أنس أول من
يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين ، وسيد المسلمين ، ويعسوب الدين ، وخاتم
الوصيين ، وقائد الغر المحجلين ، قال
__________________
____________________________________
أنس ، فجاء علي ،
فقام اليه رسول الله صلى الله عليه وآله ، مستبشرا فاعتنقه ، وقال له : انت تؤدي
عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي » (٧٢٠).
وأخرج الطبراني في الكبير بالاسناد إلى
أبي أيوب الانصاري ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : « يا فاطمة ،
أما علمت أن الله عزوجل اطلع على أهل الارض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع
الثانية ،
____________________________________
فاختار بعلك ، فأوحى
إلي ، فأنكحته واتخذته وصيا »
(٧٢١).
أنظر كيف اختار الله عليا من أهل الارض
كافة بعد ان اختار منهم خاتم أنبيائه ، وانظر إلى اختيار الوصي وكونه على نسق
النبي ، وانظر كيف أوحى الله إلى نبيه أن يزوجه ويتخذه وصيا ، وانظر هل كانت خلفاء
الانبياء من قبل إلا أوصياءهم ، وهل يجوز تأخير خيرة الله من عباده ووصي سيد
أنبيائه ، وتقديم غيره عليه ، وهل يصح لاحد ان يتولى الحكم عليه ، فيجعله من سوقته
ورعاياه؟ وهل يمكن عقلا ان تكون طاعة ذلك المتولي واجبة على هذا الذي اختاره الله
كما اختار نبيه؟ وكيف يختاره الله ورسوله ثم نحن نختار غيره (وما كان لمؤمن ولا
مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله
فقد ضل ضلالا مبينا)
(٧٢٢).
__________________
____________________________________
..........................
____________________________________
وقد تضافرت الروايات أن اهل النفاق
والحسد والتنافس لما علموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، سيزوج عليا من
بضعته الزهراء ـ وهي عديلة مريم وسيدة نساء أهل الجنة ـ حسدوه لذلك وعظم عليهم
الامر ، ولاسيما بعد أن خطبها من خطبها فلم يفلح ، وقالوا ان هذه ميزة يظهر بها فضل علي
، فلا يلحقه بعدها لاحق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، فأجلبوا بما لديهم من أرجاف ،
وعملوا لذلك اعمالا ، فبعثوا نساءهم إلى سيدة نساء العالمين ينفرنها ، فكان مما
قلن لها : انه فقير ليس له شيء ، لكنها عليهاالسلام
لم يخف عليها مكرهن ، وسوء مقاصد رجالهن ، ومع ذلك لم تبد لهن شيئا يكرهنه ، حتى
تم ما أراده الله عزوجل ورسوله لها وحينئذ ارادت أن تظهر
__________________
____________________________________
من فضل امير
المؤمنين ما يخزي الله به اعداءه ، فقالت : يا رسول الله زوجتني من فقير لا مال
له فأجابها صلى الله عليه وآله وسلم ، بما سمعت.
واذا اراد الله نشر فضيلة
|
|
طويت اتاح لها لسان حسود
|
واخرج الخطيب في المتفق بسنده المعتبر
إلى ابن عباس ، قال : لما زوج النبي (ص) فاطمة : من علي ، قالت فاطمة يا رسول الله
زوجتني من رجل فقير ليس له شيء ، فقال النبي (ص) : « اما ترضين ان الله اختار من
اهل الارض رجلين ، احدهما ابوك والآخر بعلك
» اهـ. (٧٢٣) وأخرج الحاكم في مناقب علي ص ١٢٩ من الجزء الثالث من المستدرك عن
طريق سريج بن يونس ، عن ابي حفص الابار ، عن الاعمش ، عن ابي صالح ، عن ابي هريرة
، قال : قالت فاطمة : « يا رسول الله زوجتني من علي وهو فقير لا مال له؟ قال (ص) :
يا فاطمة أما ترضين ان الله عزوجل ، اطلع إلى اهل الارض فاختار رجلين ، أحدهما
أبوك والاخر بعلك » اهـ. (٧٢٤) وعن ابن
__________________
____________________________________
عباس قال : قال رسول
الله (ص) : « أما ترضين اني زوجتك اول المسلمين إسلاما ، وأعلمهم علما ، وأنك سيدة
نساء أمتي ، كما سادت مريم نساء قومها ، أما ترضين يا فاطمة ان الله اطلع على اهل
الارض فاختار منهم رجلين ، فجعل احدهما أباك ، والآخر بعلك » اهـ . (٧٢٥).
وكان رسول الله (ص) بعد هذا إذا ألم
بسيدة النساء من الدهر لمم ، يذكرها بنعمة الله ورسوله عليها ، إذ زوجها من افضل
أمته ، ليكون ذلك عزاء لها ، وسلوة عما يصيبها من طوارق الدهر ، وحسبك شاهدا لهذا
ما أخرجه الامام أحمد في ص ٢٦ من الجزء الخامس من مسنده من حديث معقل بن يسار « ان
النبي (ص) عاد فاطمة في مرض أصابها على عهده ، فقال لها : كيف تجدينك؟ قالت : والله
لقد اشتد حزني ، واشتدت فاقتي ، وطال سقمي ، قال (ص) : أو ما ترضين اني زوجتك أقدم
امتي سلما ، واكثرهم
__________________
____________________________________
علما ، وأعظمهم
حلما. اهـ. (٧٢٦) والاخبار في ذلك متضافرة لا تحتملها مراجعتنا ، والسلام.
ش
المراجعة ٦٩
|
١٠ صفر سنة ١٣٣٠
|
حجة
منكري الوصية
أهل السنة والجماعة ينكرون الوصية
محتجين بما رواه البخاري في صحيحه عن الاسود ، قال : ذكر عند عائشة ، رضي الله
عنها ، ان النبي أوصى إلى علي
رضي الله عنه ، فقالت : من قاله؟ لقد رأيت النبي ، وإني
__________________
____________________________________
لمسندته إلى صدري
فدعا بالطست فانخنث فمات ، فما شعرت ، فكيف أوصى إلى علي (٧٢٧)؟ وأخرج البخاري في الصحيح عنها
أيضا من عدة طرق انها كانت تقول : « مات رسول الله بين حاقنتي وذاقنتي » (٧٢٨)
وكثيرا ما قالت : « مات بين سحري ونحري (٧٢٩) » وربما قالت : « نزل به ورأسه على
فخذي (٧٣٠)
فلو كانت ثمة وصية لما خفيت عليها. وفي صحيح
__________________
____________________________________
مسلم عن عائشة ، قالت : « ما ترك رسول الله (ص)
دينارا ولا درهما ، ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء » (٧٣١) اهـ. وفي الصحيحين عن طلحة بن مصرف ، قال : سألت عبدالله
بن ابي أوفى : هل كان النبي (ص) أوصى؟ قال : لا ، فقلت : كيف كتب على الناس الوصية
ـ ثم تركها ـ قال : أوصى بكتاب الله » اهـ. (٧٣٢) وحيث ان هذه الاحاديث اصح من
الاحاديث التي اورتموها لثبوتها في الصحيحين دون تلك ، كانت هي المقدمة عند التعارض
وعليها المعول ، والسلام.
س
__________________
____________________________________
المراجعة ٧٠
|
١١ صفر سنة ١٣٣٠
|
١ ـ لا يمكن جحود الوصية
٢
ـ السبب في إنكارها
٣
ـ لا حجة للمنكرين بما رووه
٤
ـ العقل والوجدان يحكمان بها
١ ـ وصية النبي (ص) إلى علي لا يمكن
جحودها ، اذ لا ريب في انه عهد اليه ـ بعد ان اورثه العلم والحكمة ـ بأن يغسله ، ويجهزه ، ويدفنه (٧٣٣) ،
__________________
____________________________________
علي هو الذي غسل النبي وجهزه
..............
__________________
____________________________________
ويفي دينه وينجز
وعده ، ويبرئ ذمته
(٧٣٤) ، ويبين للناس
__________________
____________________________________
علي يفي دين النبي وينجز
وعده ويبرئ ذمته
__________________
____________________________________
بعده ما اختلفوا فيه
(٧٣٥) من
أحكام الله وشرائعه عزوجل ، وعهد إلى الامة بأنه وليها من بعده (٧٣٦) وانه اخوه (٧٣٧) ،
__________________
____________________________________
علي ولي الامة بعد النبي (ص)
علي أخو رسول الله (ص)
وأبو ولده (٧٣٨) ،
__________________
____________________________________
علي أبوولد الرسول (ص)
وانه وزيره (٧٣٩) ونجيه (٧٤٠)
__________________
____________________________________
علي وزير رسول الله (ص)
مناجات الرسول (ص) لعلي (ع)
:
ووليه (٧٤١) ،
__________________
____________________________________
ووصيه (٧٤٢) وباب مدينة علمه (٧٤٣) ،
__________________
____________________________________
علي وصي رسول الله (ص)
وباب دار حكمته (٧٤٤) ، وباب حطة هذه الامة (٧٤٥) وأمانها ، وسفينة نجاتها (٧٤٦) ، وان طاعته فرض عليها كطاعته ،
ومعصيته موبقة كمعصيته
(٧٤٧) ،
__________________
____________________________________
وان متابعته
كمتابعته ، ومفارقته كمفارقته
(٧٤٨) وانه سلم لمن سالمه ، وحرب لمن حاربه
(٧٤٩) ،
__________________
____________________________________
من فارق عليا فارق الرسول (ص)
.......................
____________________________________
حرب علي حرب الرسول وسلم علي
سلم الرسول
وولي لمن والاه ،
وعدو لمن عاداه
(٧٥٠) ، وان من أحبه فقد أحب الله ورسوله ، ومن أبغضه فقد أبغض الله ورسوله (٧٥١) ،
__________________
____________________________________
عدو علي عدو للرسول (ص) :
من أحب عليا فقد أحب الله
ورسوله
ومن أبغضه فقد أبغض الله
ورسوله
ومن والاه فقد
والاهما ، ومن عاداه فقد عاداهما
(٧٥٢) ، ومن آذاه فقد آذاهما
(٧٥٣) ومن سبه فقد سبهما
(٧٥٤) ، وانه إمام البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله (٧٥٥) ، وانه سيد
__________________
____________________________________
المسلمين ، وإمام
المتقين ، وقائد الغر المحجلين
(٧٥٦). وانه راية الهدى ، وإمام أولياء الله ، ونور من أطاع الله ، والكلمة التي
الزمها الله للمتقين
(٧٥٧) ، وانه الصديق الاكبر ، وفاروق الامة
(٧٥٨) ويعسوب المؤمنين ، وانه بمنزلة الفرقان العظيم ، والذكر
__________________
____________________________________
من هو الصديق ومن هو
الفاروق؟
الحكيم (٧٥٩) ، وانه منه بمنزلة هارون من موسى
(٧٦٠) وبمنزلته من
__________________
____________________________________
ربّه (٧٦١) ، وبمنزلة رأسه من بدنه (٧٦٢) ، وانه كنفسه (٧٦٣) ، وان الله عزوجل اطلع إلى اهل
الارض فاختارهما منها (٧٦٤)
، وحسبك عهده يوم
__________________
____________________________________
عرفات من حجة الوداع
بأنه لا يؤدي عنه إلا علي
(٧٦٥) ، إلى كثير من هذه الخصائص التي لا يليق لها الا الوصي ، والمخصوص منهم
بمقام النبي ، فكيف وأنّى ومتى يتسنى لعاقل ان يجحد بعدها وصيته؟! او يكابر بها
لولا الغرض ؛ وهل الوصية إلا العهد ببعض هذه الشؤون؟!
٢ ـ اما اهل المذاهب الاربعة فإنما
انكرها منهم المنكرون ، لظنهم انها لا تجتمع مع خلافة الائمة الثلاثة.
٣ ـ ولا حجة لهم علينا بما رواه البخاري
وغيره عن طلحة بن مصرف حيث قال : سألت عبدالله بن ابي اوفى : هل كان النبي (ص)
اوصى؟ فقال : لا. قلت : كيف كتب على الناس الوصية ـ ثم تركها ـ قال : أوصى
__________________
____________________________________
بكتاب الله. اهـ. (٧٦٦)
فان هذا الحديث غير ثابت عندنا ، على انه من مقتضيات السياسة وسلطتها ، وبقطع
النظر عن هذا كله ، فان صحاح العترة الطاهرة قد تواترت في الوصية ، فليضرب بما
عارضها عرض الجدار.
٤ ـ على ان امر الوصية غني عن البرهان ،
بعد ان حكم به العقل والوجدان .
وإذا استطال الشيء قام بنفسه
|
|
وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
|
أما ما رواه البخاري عن ابن أبي أوفى من
أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أوصى بكتاب الله فحق ، غير أنه أبتر ، لانه
صلى الله عليه وآله وسلم ، أوصى بالتمسك بثقليه معا ، وعهد إلى أمته بالاعتصام
بحبليه جميعا ،
__________________
____________________________________
وأنذرها الضلالة إن
لم تستمسك بهما ، وأخبرها أنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض ، وصحاحنا في ذلك
متواترة من طريق العترة الطاهرة ؛ وحسبك مما صح من طريق ما أوردناه في المراجعة ٨
وفي المراجعة ٥٤ ، والسلام.
ش
المراجعة ٧١
|
١٠ صفر سنة ١٣٣٠
|
ما
السبب في الاعراض عن حديث أم المؤمنين وأفضل أزواج النبي؟
ما لك ـ عفا الله عنك ـ وليت ام
المؤمنين وأفضل ازواج النبي صفحة إعراضك ، فاتخذت حديثها ظهريا وتركته نسيا منسيا
، وقولها هو الفصل ، وحكمها هو العدل ، ولك مع ذلك رأيك ، فاصدع به نتدبره ،
والسلام.
س
المراجعة ٧٢
|
١٢ صفر سنة ١٣٣٠
|
١ ـ لم تكن أفضل أزواج
النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
٢
ـ إنما افضلهن خديجة
٣
ـ إشارة إجمالية إلى السبب في الاعراض عن حديثها
١ ـ ان لأم المؤمنين عائشة فضلها
ومنزلتها ، غير انها ليست بأفضل ازواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكيف تكون
افضلهن مع ما صح
عنها اذ قالت : «
ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، خديجة ذات يوم فتناولتها فقلت : عجوز كذا
وكذا ، قد ابدلك الله خيرا منها ، قال : ما ابدلني الله خيرا منها ، لقد آمنت بي
حين كفر بي الناس ، وصدقتني حين كذبني الناس ، واشركتني في مالها حين حرمني الناس
، ورزقني الله ولدها ، وحرمني ولد غيرها ... » الحديث (٧٦٧) ، وعن عائشة قالت : « كان رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن
الثناء عليها ، فذكرها يوما من الايام ، فأدركتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلا
عجوزا ، فقد أبدلك الله خيرا منها ، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ، ثم قال :
لا والله ما أبدلني الله خيرا منها ، آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني
الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني أولاد
النساء ... » الحديث (٧٦٨).
__________________
____________________________________
٢ ـ فأفضل أزواج النبي (ص) خديجة الكبرى
صديقة هذه الامة ، وأولها إيمانا بالله وتصديقا بكتابه ، ومواساة لنبيه ، « وقد
أوحي اليه (ص) ، أن يبشرها
ببيت لها في الجنة من قصب » (٧٦٩) ونص على تفضيلها ،
__________________
____________________________________
فقال : « أفضل نساء
أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران
» (٧٧٠) وقال صلى الله عليه وآله
____________________________________
أفضل أزواج النبي (ص) خديجة
وسلم : « خير نساء
العالمين أربع ثم ذكرهن » (٧٧١) وقال : « حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران
وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون » (٧٧٢) إلى كثير من
أمثال هذه النصوص وهي من أصح الاثار النبوية وأثبتها . على أنه لا يمكن القول بأن عائشة أفضل
__________________
____________________________________
ممن عدا خديجة من
أمهات المؤمنين. والسنن المأثورة ، والاخبار المسطورة ، تأبى تفضيلها عليهن ، كما
لا يخفى على أولي الالباب ، وربما كانت ترى انها أفضل من غيرها ، فلا يقرها رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك ، كما اتفق هذا مع ام المؤمنين صفية بنت حيي
، إذ دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها وهي تبكي ، فقال لها : « ما يبكيك؟
قالت : بلغني ان عائشة وحفصة تنالان مني ، وتقولان نحن خير من صفية ، قال صلى الله
عليه وآله وسلم : ألا قلت لهن كيف تكن خيرا مني ، وأبي هارون ، وعمي موسى ، وزوجي
محمد »
(٧٧٣). ومن تتبع حركات أم
__________________
____________________________________
المؤمنين عائشة في
أفعالها وأقوالها وجدها كما نقول. (٧٧٤)
٣ ـ اما إعراضنا عن حديثها في الوصية
فلكونه ليس بحجة ، ولا تسألني عن التفصيل ، والسلام.
ش
المراجعة ٧٣
|
١٣ صفر سنة ١٣٣٠
|
طلب
التفصيل في سبب الاعراض عن حديثها
إنك ممن لا يدالس ، ولا يوالس ولا يدامج ولا يحدج بسوء ، في نجوة من التبعات ، ومنتزح من التهم ، وانا والحمد لله
ممن لا يندد ،
__________________
____________________________________
ولا يبحث عن عثرة ،
ولا يتتبع عورة ، والحق ضالتي التي انشدها ، فسؤالي إياك عن التفصيل مما لا يسعني
تركه ، واجابتك اياي إلى البيان مما لا بد منه.
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة
|
|
وأبشر وقر بذاك منك عيونا
|
ووسيلتي إليك في ذلك ، إنما هي آية
الذكر الحكيم (ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى) ، والسلام.
س
المراجعة ٧٤
|
١٥ صفر سنة ١٣٣٠
|
١ ـ تفصيل الاسباب في
الاعراض عن حديثها
٢
ـ العقل يحكم بالوصية
٣
ـ دعواها بأن النبي قضى وهو في صدرها معارضة
١ ـ ابيت ـ أيدك الله ـ إلا التفصيل ،
حتى اضطررتني اليه ، وانت عنه في غنية تامة لعلمك بأنا من هاهنا أتينا وإن هنا
مصرع الوصية ، ومصارع النصوص الجلية ، وهنا مهالك الخمس والارث والنحلة ، وهاهنا
الفتنة ، هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة
(٧٧٥) ، حيث جابت في حرب أميرالمؤمنين
__________________
____________________________________
الامصار ، وقادت في
انتزاع ملكه وإلغاء دولته ذلك العسكر الجرار.
وكان ما كان مما لست اذكره
|
|
فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
|
فالاحتجاج على نفي الوصية إلى علي
بقولها ـ وهي من الد خصومه ـ مصادرة لا تنتظر من منصف ، وما يوم علي منها بواحد ،
وهل إنكار الوصية الا دون يوم الجمل الاصغر
، ويوم الجمل الاكبر (٧٧٦) ، اللذين ظهر بهما المضمر ،
__________________
____________________________________
وبرز بهما المستتر ،
ومثل بهما شأنها من قبل خروجها على وليها ، ووصي نبيها ، ومن بعد خروجها عليه إلى
ان بلغها موته ، فسجدت لله شكرا ، ثم أنشدت
:
فألقت عصاها واستقر بها النوى
|
|
كما قر عينا بالاياب المسافر (٧٧٧)
|
وان شئت ضربت لك من حديثها مثلا يريك
أنها كانت في أبعد الغايات ، قالت
: « لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واشتد به وجعه ، خرج وهو بين
رجلين تخط رجلاه في الارض ، بين عباس بن عبدالمطلب ورجل آخر ، قال المحدث عنها ـ وهو
عبيدالله ابن عبدالله بن عتبة بن مسعود ـ فأخبرت عبدالله بن عباس عما قالت عائشة ،
فقال لي ابن
__________________
____________________________________
عباس : هل تدري من
الرجل الذي لم تسم عائشة؟ قال : قلت : لا. قال ابن عباس : هو علي بن ابي طالب ، ثم
قال : ان عائشة
لا تطيب له نفسا بخير اهـ. » (٧٧٨) قلت : اذا كانت لا تطيب له نفسا بخير ، ولا
تطيق ذكره فيمن مشى معه النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطوة ، فكيف تطيب له نفسا
بذكر الوصية ، وفيها الخير كله؟ وأخرج الامام احمد من حديث عائشة في ص ١١٣ من
الجزء السادس من مسنده عن عطاء بن يسار ، قال : « جاء رجل فوقع في علي وفي عمار
عند عائشة ، فقالت : أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا ، وأما عمار فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول فيه : لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما »
اهـ. (٧٧٩).
__________________
____________________________________
وَيْ وَيْ ، تحذر ام
المؤمنين من الوقيعة بعمار لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لا يخير بين
أمرين إلا اختار أرشدهما ، ولا تحذر من الوقيعة في علي وهو أخو النبي ووليه ،
وهارونه ونجيه ، وأقضى أمته ، وباب مدينته ، ومن يحب الله ورسوله ، ويحبه الله
ورسوله ، أول الناس اسلاما ، واقدمهم إيمانا ، وأكثرهم علماً وأوفرهم مناقب ، وي ،
كأنها لا تعرف منزلته من الله عزوجل ، ومكانته من قلب رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ، ومقامه في الاسلام وعظيم عنائه ، وحسن بلائه ، وكأنها لم تسمع في حقه
من كتاب الله وسنة نبيه شيئا يجعله في مصاف عمار ، ولقد حار فكري والله في قولها :
« لقد رأيت النبي وإني لمسندته إلى صدري فدعا بالطست ، فانخنث فمات ، فما شعرت
فكيف أوصى إلى علي »؟ وما أدري في أي نواحي كلامها هذا أتكلم ، وهو محل البحث من
نواحي شتى ، وليت أحدا يدري كيف يكون موته ـ بأبي وأمي ـ وهو على الحال التي
وصفتها دليلا على أنه لم يوص ، فهل كان من رأيها ان الوصية لا تصح إلا عند الموت ،
كلا ، ولكن حجة من يكابر الحقيقة داحضة كائنا من كان ، وقد قال الله عزوجل مخاطبا
لنبيه الكريم في محكم كتابه الحكيم : (كتب عليكم اذا حضر أحدكم
الموت إن ترك خيرا الوصية)
فهل كانت أم المؤمنين تراه صلى الله عليه وآله وسلم ، لكتاب الله مخالفا؟ وعن
أحكامه صادفا؟ معاذ الله وحاشا لله ، بل كانت تراه يقتفي أثره ، ويتبع سوره ،
سباقا إلى التعبد بأوامره ونواهيه ، بالغا كل غاية من غايات التعبد بجميع ما فيه ،
ولا أشك في أنها سمعته يقول
: « ما حق امرئ مسلم له شيء
__________________
يوصي فيه ان يبيت
ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده » (٧٨٠) اهـ. أو سمعت نحوا من هذا ، فإن أوامره
الشديدة بالوصية مما لا ريب في صدوره منه ، ولا يجوز عليه ولا على غيره من
الانبياء صلوات الله عليهم أجمعين ، أن يأمروا بالشيء ، ثم لا يأتمرون به ، أو
يزجروا عن الشيء ، ثم لا ينزجرون عنه ، تعالى الله عن إرسال من هذا شأنه علوا
كبيرا.
أما ما رواه مسلم وغيره عن عائشة إذ
قالت : ما ترك رسول الله دينارا ولا درهما ، ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء ،
فإنما هو كسابقه ، على أنه يصح ان يكون مرادها أنه ما ترك شيئا على التحقيق ، وأنه
انما كان صفرا من كل شيء يوصي به ، نعم لم يترك من حطام الدنيا ما يتركه أهلها ،
إذ كان أزهد العالمين فيها ، وقد لحق بربه عزوجل وهو مشغول الذمة بدين (٧٨١) وعدات ، وعنده
__________________
____________________________________
أمانات تستوجب الوصية
، وترك مما يملكه شيئا يقوم بوفاء دينه ، وانجاز عداته ويفضل عنهما شيء يسير
لوارثه ، بدليل ما صح من مطالبة الزهراء بإرثها عليهاالسلام
(٧٨٢).
__________________
____________________________________
٢ ـ على ان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ، قد ترك من الاشياء المستوجبة للوصية ما لم يتركه أحد من العالمين ،
وحسبك أنه ترك دين الله القويم في بدء فطرته وأول نشأته ، ولهو أحوج إلى الوصي من
الذهب والفضة ، والدار والعقار ، والحرث والانعام ، وان الامة بأسرها ليتاماه
وأياماه ، المضطرون إلى وصيه ليقوم مقامه في ولاية أمورهم ، وإدارة شؤونهم الدينية
والدنيوية ، ويستحيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يوكل دين الله ـ وهو
في مهد نشأته ـ إلى الاهواء ، أو يتكل في حفظ شرائعه على الآراء ، من غير وصي يعهد
بشؤون الدين والدنيا اليه ، ونائب عنه يعتمد ـ في النيابة العامة ـ عليه ، وحاشاه
ان يترك يتاماه ـ وهم اهل الارض في الطول والعرض ـ كالغنم المطيرة في الليلة
الشاتية ، ليس لها من يرعاها حق رعايتها ، ومعاذ الله ان يترك الوصية بعد ان أوحي
بها اليه ، فأمر أمته بها وضيق عليهم فيها. فالعقل لا يصغي إلى إنكار الوصية مهما
كان منكرها جليلا ، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى علي في مبدأ
الدعوة الاسلامية ، قبل ظهورها في مكة حين أنزل الله سبحانه (وأنذر عشيرتك
الاقربين)
كما بيناه ـ في المراجعة ٢٠ ـ ولم يزل بعد ذلك يكرر وصيته اليه ، ويؤكدها المرة
بعد المرة بعهوده التي أشرنا فيما سبق من هذا الكتاب إلى كثير منها ، حتى أراد وهو
محتضر ـ بأبي وأمي ـ ان يكتب وصيته إلى علي تأكيدا لعهوده اللفظية اليه ، وتوثيقا
لعرى نصوصه القولية عليه ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « ائتوني أكتب لكم
كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر رسول
الله (٧٨٣). اهـ.
» وعندها علم (ص) أنه
__________________
____________________________________
لم يبق ـ بعد كلمتهم
هذه ـ أثر لذلك الكتاب الا الفتنة ، فقال لهم : قوموا. واكتفى بعهوده اللفظية ،
ومع ذلك فقد أوصاهم عند موته بوصايا ثلاث : ان يولوا عليهم عليا ، وان يخرجوا
المشركين من جزيرة العرب ، وان يجيزوا الوفد بنحو ما كان يجيزه ، لكن السلطة
والسياسة يومئذ ما أباحتا للمحدثين ان يحدثوا بوصيته الاولى ، فزعموا أنهم نسوها.
قال البخاري في آخر الحديث المشتمل على
قولهم هجر رسول الله
ما هذا لفظه : « وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا
الوفد بنحو ما كنت أجيزه ـ ثم قال ـ ونسيت الثالثة وكذلك قال مسلم في صحيحه ،
وسائر أصحاب السنن والمسانيد (٧٨٤).
__________________
____________________________________
٣ ـ أما دعوى أم المؤمنين بان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ، لحق بربه تعالى وهو في صدرها فمعارضة بما ثبت من لحوقه صلى
الله عليه وآله وسلم ، بالرفيق الاعلى وهو في صدر أخيه ووليه ، علي بن ابي طالب ،
بحكم الصحاح المتواترة عن أئمة العترة الطاهرة (٧٨٥) ، وحكم غيرها من صحاح اهل
السنة كما يعلمه المتتبعون ، والسلام.
ش
المراجعة ٧٥
|
١٧ صفر سنة ١٣٣٠
|
١ ـ لا تستسلم ام
المؤمنين في حديثها إلى العاطفة
٢
ـ الحسن والقبح العقليان منفيان
٣
ـ البحث عما يعارض دعوى ام المؤمنين
____________________________________
١ ـ المحور الذي يدور عليه كلامكم مع أم
المؤمنين في حديثها الصريح بعدم الوصية أمران :
احدهما : أن انحرافها عن الامام يأبى
عليها ـ فيما زعمتم ـ الا نفي الوصية اليه ، والجواب : ان المعروف من سيرتها أنها
لا تستسلم في حديثها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى العاطفة ، ولا
تراعي فيه الغرض ، فلا تتهم فيما تنقله عن النبي سواء عليها أكان ذلك خاصا بمن تحب
، أم كان خاصا بمن تبغض ، وحاشا لله ان تستحوذ عليها الاغراض ، فتحدث عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ، بغير الواقع ، إيثارا لغرضها على الحق.
٢ ـ الثاني : ان العقل بمجرده يمنع ـ فيما
زعمتم ـ من تصديق هذا الحديث لامتناع مؤداه عقلا ، فانه لا يجوز على النبي صلى
الله عليه وآله وسلم ، ان يترك دين الله عزوجل وهو في أول نشأته ، وعباد الله
تعالى وهم ، في أول فطرتهم الجديدة ، ثم يرتحل عن غير وصي يعهد اليه بأمورهم ،
والجواب ان هذا مبني على الحسن والقبح العقليين ، وأهل السنة لا يقولون بهما ، فإن
العقل عندهم لا يفضي بحسن شيء ما أصلا ، ولا بقبح شيء ما على الاطلاق ، وان الحاكم
بالحسن والقبح في جميع الافعال إنما هو الشرع لا غير ، فما حسنه الشرع فهو الحسن ،
وما قبحه فهو القبيح ، والعقل لا معول عليه في شيء من ذلك بالمرة.
٣ ـ أما ما أشرتم اليه ـ في آخر
المراجعة ٧٤ ـ من معارضة أم المؤمنين في دعواها ، بأن النبي قضى وهو في صدرها ،
فلا نعرف مما يعارضها حديثا واحدا من طريق أهل السنة ، فان كان لديكم شيء منه
فتفضلوا به ، والسلام.
س
المراجعة ٧٦
|
١٩ صفر سنة ١٣٣٠
|
١ ـ استسلامها إلى العاطفة
٢
ـ ثبوت الحسن والقبح العقليين
٣
ـ الصحاح المعارضة لدعوى أم المؤمنين
٤
ـ تقديم حديث أم سلمة على حديثها
١ ـ ذكرتم في الجواب عن الامر الاول أن
المعروف من سيرة السيدة أنها لا تستسلم إلى العاطفة ، ولا تراعي في حديثها شيئا من
الاغراض ، فأرجو أن تتحللوا من قيود التقليد والعاطفة ، وتعيدوا النظر إلى سيرتها
فتبحثوا مع من تحب ومع من تبغض ، بحث إمعان وروية ، فهناك العاطفة بأجلى مظاهرها ،
ولا تنس سيرتها مع عثمان قولا وفعلا
(٧٨٦) ووقائعها مع علي وفاطمة
__________________
____________________________________
والحسن والحسين سرا
وعلانية ، وشؤونها مع أمهات المؤمنين بل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
فإن هناك العاطفة والغرض (٧٨٧).
وحسبك مثالا لهذا ما أيدته ـ نزولا على
حكم العاطفة ـ من إفك أهل الزور إذ قالوا ـ بهتانا وعدوانا في السيدة مارية وولدها
ابراهيم عليهالسلام
ـ ما قالوا ، حتى برأهما الله عزوجل من ظلمهم براءة ـ على يد أميرالمؤمنين ـ محسوسة
ملموسة
(٧٨٨) ، (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا
__________________
____________________________________
خيرا) (٧٨٩) وإن أردت المزيد ، فاذكر نزولها
عند حكم العاطفة إذ قالت
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إني أجد منك ريح مغافير » (٧٩٠) ليمتنع عن
أكل العسل من بيت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها ، وإذا كان هذا الغرض التافه
يبيح لها أن تحدث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، عن نفسه بمثل هذا الحديث ،
فمتى نركن إلى نفيها الوصاية إلى علي عليهالسلام؟
ولا تنس نزولها عند حكم العاطفة يوم زفت أسماء بنت النعمان عروسا إلى النبي صلى
الله عليه وآله وسلم ، فقالت لها
: ان النبي ليعجبه من
__________________
____________________________________
المرأة اذا دخل
عليها أن تقول له : أعوذ بالله منك (٧٩١) ، وغرضها من ذلك تنفير النبي صلى الله
عليه وآله وسلم من عروسه ، واسقاط هذه المؤمنة البائسة من نفسه ، وكأن أم المؤمنين
تستبيح مثل هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ترويجا لغرضها ،
حتى لو كان تافها أو كان حراما ، وكلفها صلى الله عليه وآله وسلم ، مرة بالاطلاع
على امرأة مخصوصة لتخبره عن حالها فأخبرته ـ ايثارا لغرضها ـ بغير ما رأت (٧٩٢) ، وخاصمته صلى الله عليه وآله وسلم
، يوما إلى ابيها ـ نزولا على حكم العاطفة ـ فقالت له : اقصد ، فلطمها أبوها حتى سال الدم على
ثيابها (٧٩٣) ، وقالت له مرة في
__________________
كلام غضبت عنده : « أنت الذي تزعم أنك نبي الله؟ » (٧٩٤)
، إلى كثير من أمثال هذه الشؤون ، والاستقصاء يضيق عنه هذا الاملاء ، وفيما
أوردناه كفاية لما أردناه.
٢ ـ وقلتم في الجواب عن الامر الثاني ان
أهل السنة لا يقولون بالحسن والقبح العقليين إلى آخر كلامكم في هذا الموضوع ؛ وأنا
أربأ بكم عن هذا القول ، فإنه شبيه بقول السوفسطائية الذين ينكرون الحقائق
المحسوسة ، لان من الافعال ما نعلم بحسنه ، وترتب الثناء والثواب على فعله ، لصفة
ذاتية له قائمة به ، كالإحسان والعدل من حيث هما إحسان وعدل ، ومنها ما نعلم بقبحه
وترتب الذم والعقاب على فعله لصفته الذاتية القائمة به ، كالاساءة والجور من حيث
هما إساءة وجور ، والعاقل يعلم أن ضرورة قاضية بذلك ، وليس جزم العقلاء بهذا أقل
من جزمهم بكون الواحد نصف الاثنين ، والبداهة الاولية قاضية بالفرق بين من أحسن
اليك دائما ، وبين من أساء اليك دائما ، إذ يستقل العقل بحسن فعل الاول معك ،
واستحقاقه للثناء والثواب منك ، وقبح فعل الثاني واستحقاقه للذم والقصاص ، والمشكك
في ذلك مكابر لعقله ، ولو كان الحسن والقبح
__________________
____________________________________
فيما ذكرناه شرعيين
، لما حكم بهما منكر والشرائع كالزنادقة والدهرية ، فإنهم مع إنكارهم الاديان
يحكمون بحسن العدل والاحسان ، ويرتبون عليهما ثناءهم وثوابهم ، ولا يرتابون في
قبح الظلم والعدوان ، ولا في ترتيب الذم والقصاص على فعلهما ، ومستندهم في هذا
إنما هو العقل لا غير ، فدع عنك قول من يكابر العقل والوجدان ، وينكر ما علمه
العقلاء كافة ، ويحكم بخلاف ما تحكم به فطرته التي فطر عليها ، فإن الله سبحانه
فطر عباده على إدراك بعض الحقائق بعقولهم كما فطرهم على الادراك بحواسهم ومشاعرهم
، ففطرتهم توجب أن يدركوا بعقولهم حسن العدل ونحوه ، وقبح الظلم ونحوه ، كما
يدركون بأذواقهم حلاوة العسل ومرارة العلقم ، ويدركون بمشامهم طيب المسك ونتن الجيف
، ويدركون بملامسهم لين اللين وخشونة الخشن ، ويمييزون بأبصارهم بين المنظرين
الحسن والقبيح ، وبأسماعهم بين الصوتين : صوت المزامير وصوت الحمير ، تلك فطرة
الله (التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين
القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
(٧٩٥).
وقد أراد الاشاعرة أن يبالغوا في
الايمان بالشرع والاستسلام لحكمه ، فأنكروا حكم العقل ، وقالوا : لا حكم إلا للشرع
، ذهولا منهم عن القاعدة العقلية المطردة ـ وهي كل ما حكم به العقل حكم به الشرع ـ
ولم يلتفتوا إلى أنهم قطعوا خط الرجعة بهذا الرأي على انفسهم ، فلا يقوم لهم بعده
على ثبوت الشرع دليل ، لان الاستدلال على ذلك بالادلة الشرعية دوري لا تتم به حجة
، ولولا سلطان العقل لكان الاحتجاج بالنقل مصادرة ، بل لولا العقل ما
____________________________________
عبدالله عابد ، ولا
عرفه من خلقه كلهم واحد ، وتفصيل الكلام في هذا المقام موكول إلى مظانه من مؤلفات
علمائنا الاعلام.
٣ ـ أما دعوى أم المؤمنين بأن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم ، قضى وهو في صدرها فمعارضة ، بصحاح متواترة من طريق العترة
الطاهرة (٧٩٦) وحسبك من طريق غيرهم ما أخرجه ابن سعد بالاسناد إلى علي ، قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في مرضه : « ادعوا لي أخي ، فأتيته ، فقال : ادن
مني ، فدنوت منه ، فاستند إلي فلم يزل مستنداً وإنه ليكلمني حتى أن بعض ريقه
ليصيبني ، ثم نزل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم » (٧٩٧). وأخرج أبونعيم في
حليته ، وأبوأحمد الفرضي في نسخته ، وغير واحد من أصحاب السنن ، عن علي ، قال : «
علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ يعني حينئذ ـ ألف باب كل باب يفتح ألف
باب » (٧٩٨)
وكان عمر بن الخطاب إذا سئل عن شيء يتعلق ببعض هذه
__________________
____________________________________
الشؤون ، لا يقول
غير : سلوا عليا ، لكونه هو القائم بها ، فعن جابر بن عبدالله الانصاري ، أن كعب
الاحبار سأل عمر ، فقال : ما كان آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم؟ فقال عمر : سل عليا ، فسأله كعب ، فقال علي : اسندت رأسه على منكبي ، فوضع
رأسه على منكبي ، فقال : الصلاة الصلاة ؛ قال كعب : كذلك آخر عهد الانبياء ، وبه
أمروا وعليه يبعثون ، قال كعب : فمن غسله يا أميرالمؤمنين؟ فقال عمر : سل عليا ،
فسأله فقال : كنت أنا أغسله ... الحديث
» (٧٩٩) وقيل لابن عباس : « أرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، توفي ورأسه
في حجر أحد؟ قال : نعم توفي وإنه لمستند إلى صدر علي ، فقيل له : إن عروة يحدث عن
عائشة أنها قالت : توفي بين سحري ونحري ، فأنكر ابن عباس ذلك قائلا للسائل :
أتعقل؟ والله لتوفي رسول الله
__________________
____________________________________
وإنه لمستند إلى صدر
علي ، وهو الذي غسله ... الحديث (٨٠٠)
وأخرج ابن سعد
بسنده إلى الامام أبي محمد علي بن الحسين زين العابدين ، قال : « قبض رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ، ورأسه في حجر علي » (٨٠١) اهـ.
قلت والاخبار في تلك متواترة ، عن سائر
أئمة العترة الطاهرة ، وان كثيرا من المنحرفين عنهم ليعترفون بهذا ، حتى أن ابن
سعد أخرج
بسنده إلى الشعبي ، قال : « توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ورأسه في
حجر علي ، وغسله علي. اهـ. ـ » (٨٠٢) وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يخطب بذلك على رؤوس
الاشهاد ، وحسبك قوله من خطبة له
عليهالسلام
: « ولقد
__________________
____________________________________
علم المستحفظون من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أني لم أرد على الله ، ولا على رسوله
ساعة قط ، ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الابطال ، وتتأخر فيها
الاقدام ، نجدة أكرمني الله بها ، ولقد قبض (ص) ، وإن رأسه لعلى صدري ، ولقد سالت
نفسه في كفي ، فأمررتها على وجهي ، ولقد وليت غسله (ص) ، والملائكة أعواني. فضجت
الدار والافنية ، ملأ يهبط وملأ يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه ،
حتى واريناه في ضريحه ، فمن ذا أحق به مني حيا وميتا » (٨٠٣) ومثله قوله ـ من كلام له عند دفنه سيدة النساء
عليهما السلام ـ : « السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك ،
والسريعة اللحاق بك ، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ، ورق عنها تجلدي ، الا ان لي
في التأسي بعظيم فرقتك ، وفادح مصيبتك ، موضع تعز ، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ،
وفاضت بين نحري وصدري نفسك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ... إلى آخر كلامه » (٨٠٤)
وصح عن ام سلمة انها قالت : « والذي أحلف به
__________________
____________________________________
ان كان علي لاقرب
الناس عهدا برسول الله (ص) ، عدناه غداة وهو يقول : جاء علي ، جاء علي ، مرارا ،
فقالت فاطمة : كأنك بعثته في حاجة؟ قالت : فجاء بعد ، فظننت ان له إليه حاجة ،
فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب ، قالت أم سلمة : وكنت من أدناهم إلى الباب ،
فأكب عليه رسول الله (ص) ، وجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض (ص) من يومه ذلك ، فكان
علي أقرب الناس به عهدا »
(٨٠٥).
وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله (ص) ، قال في مرضه : «
ادعوا لي
__________________
____________________________________
أخي ، فجاء أبوبكر ،
فأعرض عنه ، ثم قال : ادعوا لي أخي ، فجاء عثمان ، فأعرض عنه ، ثم دعي علي ، فستره
بثوبه وأكب عليه ، فلما خرج من عنده قيل له : ما قال لك؟ قال : علمني ألف باب كل
باب يفتح له ألف باب » (٨٠٦).
وأنت تعلم أنه هو الذي يناسب حال
الانبياء ، وذاك انما يناسب أزيار
النساء ، ولو ان راعي غنم مات ورأسه بين سحر زوجته ونحرها ، أو بين حاقنتها
وذاقنتها ، أو على فخذها ، ولم يعهد برعاية غنمه ، لكان مضيعا مسوفا ، عفا الله عن
أم المؤمنين ، ليتها ـ إذ حاولت صرف هذه الفضيلة عن
__________________
____________________________________
علي ـ نسبتها إلى
أبيها ، فإن ذلك أولى بمقام النبي مما ادعت ، لكن أباها كان يومئذ ممن عبأهم رسول
الله (ص) بيده الشريفة في جيش أسامة ، وكان حينئذ معسكرا في الجرف ، وعلى كل حال
فإن القول بوفاته (ص) وهو في حجرها ، لم يسند إلا إليها ، والقول بوفاته ـ بأبي
وأمي ـ وهو في حجر علي ، مسند إلى كل من علي ، وابن عباس ، وأم سلمة ، وعبدالله بن
عمرو ، والشعبي ، وعلي بن الحسين ، وسائر أئمة أهل البيت ، فهو أرجح سندا وأليق
برسول الله (ص).
٤ ـ ولو لم يعارض حديث عائشة إلا حديث
أم سلمة وحده ، لكان حديث أم سلمة هو المقدم ، لوجوه كثيرة غير التي ذكرناها ،
والسلام.
ش
المراجعة ٧٧
|
٢٠ صفر سنة ١٣٣٠
|
البحث
عن السبب في تقديم حديث أم سلمة عند التعارض
لم تكتف سلمك الله ـ في تقديم حديث أم
سلمة على حديث عائشة رضي الله عنهما ـ بما ذكرت سابقا ، حتى زعمت أن ما لم تذكره
من الوجوه المقتضية لذلك أكثر مما ذكرت ، فهاتها رحمك الله على كثرتها ، ولا
تستأثر بشيء منها ، فإن المقام مقام بحث وإفادة ، والسلام.
س
المراجعة ٧٨
|
٢٠ صفر سنة ١٣٣٠
|
الاسباب
المرجحة لحديث أم سلمة مضافا إلى ما تقدم
ان السيدة أم سلمة لم يصغ قلبها بنص
الفرقان العظيم ، ولم تؤمر بالتوبة في محكم الذكر الحكيم (٨٠٧) ، ولا نزل القرآن بتظاهرها على
النبي ، ولا تظاهرت من بعده على الوصي
(٨٠٨) ، ولا تأهب الله لنصرة نبيه عليها
__________________
____________________________________
وجبريل وصالح
المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ، ولا توعدها الله بالطلاق ، ولا هددها بان يبدله
خيرا منها
(٨٠٩) ، ولا ضرب امرأة نوح وامرأة لوط لها مثلا (٨١٠) ، ولا حاولت من رسول الله (ص) أن
يحرم على نفسه ما
__________________
____________________________________
أحل الله له (٨١١) ، ولا قام النبي (ص) خطيبا على
منبره فأشار نحو مسكنها قائلا : « هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة ؛
حيث يطلع قرن الشيطان
» (٨١٢) ، ولا بلغت في آدابها ان تمد رجلها في قبلة النبي (ص) ،
__________________
____________________________________
وهو يصلي ـ احتراما
له ولصلاته ـ ثم لا ترفعها عن محل سجوده حتى يغمزها ، فإذا غمزها رفعتها ، حتى
يقوم فتمدها ثانية
(٨١٣) وهكذا كانت ، ولا أرجفت بعثمان ، ولا ألبت عليه ، ولا نبزته نعثلا ولا قالت
: اقتلوا نعثلا فقد كفر
(٨١٤) ،
__________________
____________________________________
فتوى عائشة في عثمان :
ولا خرجت من بيتها
الذي أمرها الله عزوجل أن تقر
فيه ، ولا ركبت العسكر
(٨١٥) قعودا من الابل تهبط واديا وتعلو جبلا ، حتى نبحتها
__________________
____________________________________
كلاب الحوأب ، وكان
رسول الله (ص) أنذرها
(٨١٦) بذلك ، فلم
__________________
____________________________________
ترعو ولم تلتو عن قيادة
جيشها اللهام الذي حشدته على الامام ، فقولها : مات رسول الله بين سحري ونحري
معطوف على قولها : « إن رسول الله (ص) رأى السودان يلعبون في مسجده بدرقهم وحرابهم
، فقال لها : أتشتهين تنظرين إليهم؟ قالت : نعم ، قالت : فأقامني وراءه وخدي على
خده ، وهو يقول : دونكم يا بني ارفدة ـ اغراء لهم باللعب لتأنس السيدة ـ قالت :
حتى إذا مللت ، قال : حسبك؟ قلت : نعم ، قال : فاذهبي » (٨١٧) وان شئت
__________________
____________________________________
فاعطفه على قولها :
« دخل علي رسول الله (ص) وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش ،
ودخل أبوبكر فانتهرني ، وقال : مزمارة الشيطان عند رسول الله ، قالت : فأقبل عليه
رسول الله (ص) فقال : دعهما ... الحديث
» (٨١٨).
واعطفه ان شئت على قولها : « سابقني النبي فسبقته ، فلبثناه حتى
رهقني اللحم ، سابقني فسبقني ، فقال : هذه بتيك » (٨١٩) أو على قولها : كنت ألعب ويجيء بالبنات صواحبي
فيلعبن معي ، وكان رسول الله يدخلهن علي فيلعبن معي ... الحديث » (٨٢٠) أو على
قولها : « خلال في
سبع لم تكن في أحد من الناس الا ما آتى الله مريم بنت عمران ، نزل الملك بصورتي ،
وتزوجني رسول الله بكرا لم يشركه في أحد من الناس ، وأتاه
__________________
____________________________________
الوحي وأنا وإياه في
لحاف واحد ، وكنت من أحب النساء إليه ، ونزل في آيات من القرآن كادت الامة تهلك
فيهن ، ورأيت جبرائيل ولم يره من نسائه أحد غيري ، وقبض في بيتي لم يله أحد غيري أنا والملك. اهـ. » (٨٢١) إلى آخر ما
كانت تسترسل فيه من خصائصها وكله من هذا القبيل.
أما أم سلمة فحسبها الموالاة لوليها
ووصي نبيها ، وكانت موصوفة بالرأي الصائب ، والعقل البالغ ، والدين المتين. واشارتها
على النبي (ص) يوم الحديبية (٨٢٢) تدل على فور عقلها ، وصواب رأيها ، وسمو مقامها
، رحمة الله وبركاته عليها ، والسلام.
ش
__________________
____________________________________
المراجعة ٧٩
|
٣٢ صفر سنة ١٣٣٠
|
الاجماع
يثبت خلافة الصديق
إذا تم كل ما قلتم من العهد والوصية ،
والنصوص الجلية ، فماذا تصنعون بإجماع الامة على بيعة الصديق؟ واجماعها حجة قطعية
لقوله (ص) : لا تجتمع أمتي على الخطأ (٨٢٣) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم « لا
تجتمع على ضلال » فماذا تقولون؟ (٨٢٤).
س
المراجعة ٨٠
|
٢٥ صفر سنة ١٣٣٠
|
لا
إجماع
نقول : أن المراد من قوله (ص) : لا
تجتمع على الخطأ ، ولا تجتمع على الضلال ، إنما هو نفي الخطأ والضلال عن الامر
الذي اشتورت فيه الامة فقررته باختيارها ، واتفاق آرائها ، وهذا هو المتبادر من
السنن لا غير ، أما الامر
____________________________________
لا اجماع
الذي يراه نفر من
الامة فينهضون به ، ثم يتسنى لهم إكراه أهل الحل والعقد عليه ، فلا دليل على صوابه
، وبيعة السقيفة لم تكن عن مشورة ، وإنما قام بها الخليفة الثاني ، وأبو عبيدة ،
ونفر معهما ، ثم فاجأوا بها أهل الحل والعقد ، وساعدتهم تلك الظروف على ما أرادوا
، وأبوبكر يصرح بأن بيعته لم تكن عن مشورة ولا عن روية ، وذلك حيث خطب الناس في
أوائل خلافته معتذرا إليهم ، فقال : « ان بيعتي كانت فلتة ، وقى الله شرها ، وخشيت
الفتنة ... الخطبة
» (٨٢٥) وعمر يشهد بذلك على رؤوس الاشهاد في خطبة خطبها على المنبر النبوي يوم
الجمعة في أواخر خلافته ، وقد طارت كل مطير ، وأخرجها البخاري في صحيحه ، وإليك محل الشاهد منها بعين لفظه ،
__________________
____________________________________
قال : ثم انه «
بلغني أن قائلا
منكم يقول : والله لو مات عمر بايعت فلانا ؛ فلا يغترن امرؤ أن يقول انما كانت
بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وانها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها (إلى أن قال)
: من بايع رجلا من غير مشورة فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ، (قال) : وأنه قد كان من خبرنا حين
__________________
توفى الله نبيه (ص)
أن الانصار خالفونا ، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة ، وخالف عنا علي والزبير
ومن معهما » (٨٢٦) ، ثم استرسل في
____________________________________
بيعة إبي بكر فلتة
الاشارة إلى ما وقع
في السقيفة من التنازع والاختلاف في الرأي ، وارتفاع أصواتهم بما يوجب الفرق على
الاسلام. وان عمر بايع أبا بكر في تلك الحال.
ومن المعلوم بحكم الضرورة من أخبارهم ،
أن أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، لم يحضر البيعة منهم أحد قط ، وقد تخلفوا
عنها في بيت علي ، ومعهم سلمان ، وأبوذر ، والمقداد ، وعمار ، والزبير ، وخزيمة بن
ثابت ، وأبي بن كعب ، وفروة بن عمرو بن ودقة الانصاري ، والبراء بن عازب ، وخالد
بن سعيد بن العاص الاموي ، وغير واحد من أمثالهم ، فكيف يتم الاجماع مع تخلف هؤلاء
كلهم ، وفيهم آل محمد كافة وهم من الامة بمنزلة الرأس من الجسد ، والعينين من
الوجه ، ثقل رسول الله وعيبته ، وأعدال كتاب الله وسفرته ، وسفن نجاة الامة وباب
حطتها ، وأمانها من الضلال في الدين وأعلام هدايتها ، كما أثبتناه فيما أسلفناه ، على ان شأنهم غني عن البرهان ، بعد
أن كان شاهده الوجدان.
__________________
____________________________________
وقد أثبت البخاري
ومسلم في صحيحيهما
، وغير واحد من أثبات السنن والاخبار ، تخلف علي عن البيعة (٨٢٧) ، وأنه لم يصالح
حتى لحقت سيدة
__________________
____________________________________
المتخلفون عن بيعة أبي بكر
النساء بأبيها (ص) ،
وذلك بعد البيعة بستة أشهر ، حيث اضطرته المصلحة الاسلامية العامة في تلك الظروف
الحرجة إلى الصلح والمسالمة ، والحديث
____________________________________
في هذا مسند إلى
عائشة ، وقد صرحت فيه : أن الزهراء هجرت أبا بكر ، فلم تكلمه بعد رسول الله ، حتى
ماتت (٨٢٨) ، وان عليا لما صالحهم ، نسب إليهم الاستبداد بنصيبه من الخلافة ، وليس
في ذلك الحديث تصريح بمبايعته إياهم حين الصلح ، وما أبلغ حجته إذ قال مخاطبا لابي
بكر :
فإن كنت بالقربى حججت خصميهم
|
|
فغيرك أولى بالنبي وأقرب
|
____________________________________
وإن كنت بالشورى ملكت أمورهم
|
|
فكيف بهذا والمشيرون غيب
|
واحتج العباس بن عبدالمطلب بمثل هذا على
أبي بكر ، إذ قال له في كلام دار بينهما :
« فإن كنت برسول الله طلبت ، فحقنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين طلبت ، فنحن منهم
متقدمون فيهم ، وإن كان هذا الامر إنما يجب لك بالمؤمنين ، فما وجب إذ كنا كارهين
» اهـ. (٨٢٩).
__________________
____________________________________
احتجاج العباس على أبي بكر
في أمر الخلافة
فأين الاجماع بعد هذا التصريح من عم
رسول الله (ص) وصنو أبيه؟ ومن ابن عمه وأخيه؟ ومن سائر أهل بيته وذويه؟.
ش
المراجعة ٨١
|
٢٨ صفر سنة ١٣٣٠
|
انعقاد
الاجماع بعد تلاشي النزاع
أهل السنة لا ينكرون أن البيعة لم تكن
عن مشورة ولا عن روية ، ويسلمون بأنها إنما كانت فجأة وارتجالا ، ولا يرتابون في
مخالفة الانصار وانحيازهم إلى سعد ، ولا في مخالفة بني هاشم وأوليائهم من
المهاجرين والانصار ، وانضوائهم إلى الامام ، لكنهم يقولون : أن أمر الخلافة قد
استتب لابي بكر ، ورضيه الجميع إماما لهم ، فتلاشى ذلك الخلاف ، وارتفع النزع
بالمرة ، وأصفق الجميع على مؤازرة الصديق والنصح له في السر والعلانية ، فحاربوا
حربه ، وسالموا سلمه ، وأنفذوا أمره ونهيه ، ولم يختلف منهم عن ذلك أحد وبهذا تم
الاجماع وصح عقد الخلافة ، والحمد لله على جمع كلمتهم بعد تفرقها ، وائتلاف قلوبهم
بعد تنافرها ، والسلام.
س
المراجعة ٨٢
|
٣٠ صفر سنة ١٣٣٠
|
لم
ينعقد اجماع ولم يتلاش نزاع
اصفاقهم على مؤازرة الصديق والنصح له في
السر والعلانية شيء ،
وصحة عقد الخلافة له
بالاجماع شئ آخر ، وهما غير متلازمين عقلا وشرعا ، فإن لعلي والائمة المعصومين من
بنيه مذهبا في مؤازرة أهل السلطة الاسلامية معروفا ، وهو الذي ندين الله به ، وانا
أذكره لك جوابا عما قلت ، وحاصله أن من رأيهم أن الامة الاسلامية لا مجد لها الا
بدولة تلم شعثها ، وترأب صدعها ، وتحفظ ثغورها ، وتراقب أمورها ، وهذه الدولة لا
تقوم إلا برعايا توازرها بأنفسها وأموالها ، فإن أمكن أن تكون الدولة في يد صاحبها
الشرعي ـ وهو النائب في حكمه عن رسول الله (ص) نيابة صحيحة ـ فهو المتعين لا غير ،
وإن تعذر ذلك ، فاستولى على سلطان المسلمين غيره ، وجبت على الامة مؤازرته في كل
أمر يتوقف عليه عز الاسلام ومنعته ، وحماية ثغوره وحفظ بيضته ، ولا يجوز شق عصا
المسلمين ، وتفريق جماعتهم بمقاومته ، بل يجب على الامة أن تعامله ـ وإن كان عبدا
مجدع الاطراف ـ معاملة الخلفاء بالحق ، فتعطيه خراج الارض ومقاسمتها ، وزكاة
الانعام وغيرها ، ولها أن تأخذ منه ذلك بالبيع والشراء ، وسائر أسباب الانتقال ،
كالصلات والهبات ونحوها ، بل لا إشكال في براءة ذمة المتقبل منه بدفع القبالة
إليه ، كما لو دفعها إلى إمام الصدق ، والخليفة بالحق ، هذا مذهب علي والائمة الطاهرين
من بنيه (٨٣٠) وقد قال
(ص) : « ستكون بعدي اثرة وأمور تنكرونها ، قالوا : يا رسول الله كيف تأمر من أدرك
منا ذلك ،
__________________
____________________________________
قال (ص) : تؤدون
الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم » (٨٣١) وكان أبوذر الغفاري رضي الله عنه
، يقول
« إن خليلي رسول الله (ص) أوصاني أن أسمع وأطيع ، وان كان عبدا مجدع الاطراف » (٨٣٢).
وقال سلمة الجعفي : « يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا
امراء يسألوننا حقهم ، ويمنعوننا حقنا ، فما تأمرنا؟ فقال (ص) : اسمعوا وأطيعوا ،
فإنما عليهم ما حملوا ، وعليكم ما حملتم » (٨٣٣). وقال (ص) في حديث
__________________
____________________________________
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : « يكون بعدي أئمة لا
يهتدون بهداي ، ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان
إنس ، قال حذيفة : قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال : تسمع وتطيع
للامير ، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، فاسمع وأطع » (٨٣٤) ومثله قوله (ص) ، في حديث
ام سلمة : « ستكون امراء عليكم ، فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف بريء ، ومن أنكر سلم ، قالوا : أفلا نقاتلهم قالوا : لا ما
صلوا » اهـ. (٨٣٥) والصحاح في ذلك متوارة ، ولا سيما من طريق العترة
__________________
____________________________________
..........................
____________________________________
............................
____________________________________
.............................
____________________________________
الطاهرة ؛ ولذلك
صبروا وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، عملا بهذه الاوامر المقدسة وغيرها مما عهده
النبي (ص) إليهم بالخصوص ، حيث أمرهم بالصبر على الاذى ، والغض على القذى ،
احتياطا على الامة ، واحتفاظا بالشوكة ، فكانوا يتحرون للقائمين بأمور المسلمين
وجوه النص ، وهم ـ من استئثارهم بحقهم ـ على أمر من العلقم ، ويتوخون لهم مناهج
الرشد ، وهم ـ من تبوئهم عرشهم ـ على آلم للقلب من حز الشفار ، تنفيذا للعهد ،
ووفاء بالوعد ، وقياما بالواجب شرعا وعقلا من تقديم الاهم ـ في مقام التعارض ـ على
المهم ، ولذا محض أميرالمؤمنين كلا من الخلفاء الثلاثة نصحه ، واجتهد لهم في
المشورة (٨٣٦). ومن تتبع سيرته في أيامهم ، علم
____________________________________
أنه بعد أن يئس من
حقه في الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بلا فصل ، شق بنفسه طريق
الموادعة ، وآثر مسالمة القائمين بالامر ، فكان يرى عرشه ـ المعهود به إليه ـ في
قبضتهم ، فلم يحاربهم عليه ، ولم يدافعهم عنه احتفاظا بالامة واحتياطا على الملة ،
وضنا بالدين ، وإيثارا للآجلة على العاجلة ، وقد مني بما لم يمن به غيره ، حيث مثل
على جناحيه خطبان فادحان ، الخلافة بنصوصها وعهودها إلى جانب ، تستصرخه وتستفزه
إليها بصوت يدمي الفؤاد ، وأنين يفتت الاكباد (٨٣٧) ، والفتن الطاغية إلى جانب آخر
، تنذره بانتفاض الجزيرة ، وانقلاب العرب ، واجتياح الاسلام ، وتهدده بالمنافقين
من أهل المدينة ، وقد مردوا على النفاق ، وبمن حولهم من الاعراب ، وهم منافقون بنص
الكتاب ، بل هم أشد كفرا ونفاقا ، وأجدر ان لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله
وقد قويت بفقده صلى الله عليه وآله وسلم شوكتهم ، إذ صار المسلمون بعده كالغنم
المطيرة في الليلة
____________________________________
الشاتية ، بين ذئاب
عادية ، ووحوش ضارية ، ومسيلمة الكذاب ، وطليحة بن خويلد الافاك ، وسجاح بنت الحرث
الدجالة ، وأصحابهم قائمون ـ في محق الاسلام وسحق المسلمين ـ على ساق ، والرومان
والاكاسرة وغيرهما ، كانوا بالمرصاد ، إلى كثير من هذه العناصر الجياشة بكل حنق من
محمد وآله وأصحابه ، وبكل حقد وحسيكة لكلمة الاسلام تريد أن تنقض أساسها ، وتستأصل
شأفتها ، وانها لنشيطة في ذلك مسرعة متعجلة ، ترى ان الامر قد استتب لها ، وان
الفرصة ـ بذهاب النبي (ص) ، إلى جانب الرفيق الاعلى ـ قد حانت ، فأرادت أن تسخر
الفرصة ، وتنتهز تلك الفوضى قبل أن يعود الاسلام إلى قوة وانتظام ، فوقف
أميرالمؤمنين بين هذين الخطرين ، فكان من الطبيعي له أن يقدم حقه قربانا لحياة
الاسلام ، وإيثارا للصالح العام ، فانقطاع ذلك النزاع ، وارتفاع الخلاف بينه وبين
أبي بكر ، لم يكن إلا فرقا على بيضة الدين ، واشفاقا على حوزة المسلمين ، فصبر هو
وأهل بيته كافة ، وسائر أوليائه من المهاجرين والانصار ، وفي العين قذى ، وفي
الحلق شجى ، وكلامه مدة حياته بعد رسول الله (ص) صريح بذلك ، والاخبار في ذلك
متواترة عن أئمة العترة الطاهرة (٨٣٨).
____________________________________
لكن سيد الانصار سعد بن عبادة ، لم
يسالم الخليفتين أبدا ، ولم تجمعه معهما جماعة في عيد أو جمعة ، وكان لا يفيض
بإفاضتهم ، ولا يرى أثراً لشيء من أوامرهم ونواهيهم (٨٣٩) ، حتى قتل غيلة بحوران
على عهد الخليفة الثاني ، فقالوا قتله الجن ، وله كلام يوم السقيفة وبعده ، لا
حاجة بنا إلى ذكره
(٨٤٠).
__________________
____________________________________
أما أصحابه كحباب بن المنذر ، وغيره من الانصار ، فإنما خضعوا عنوة
، واستسلموا للقوة (٨٤١) ، فهل يكون العمل بمقتضيات الخوف من السيف أو التحريق
بالنار
(٨٤٢) إيمانا بعقد البيعة؟ ومصداقا للاجماع المراد من
__________________
____________________________________
استعمال القوة في بيعة أبي
بكر
تهديد عمر عليا وفاطمة
بالاحراق
....................
__________________
____________________________________
قوله (ص) : لا تجتمع أمتي على الخطأ ،
أفتونا ولكم الأجر ، والسلام.
ش
المراجعة ٨٣
|
٢ ربيع الاول سنة
١٣٣٠
|
هل
يمكن الجمع بين ثبوت النص وحمل الصحابة على الصحة؟
إن أولي البصائر النافذة ، والروية الثاقبة
، ينزهون الصحابة عن مخالفة
____________________________________
تأسف أبي بكر
النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، في
شيء من ظواهر أوامره ونواهيه ، ولا يجوزون عليهم غير التعبد بذلك ، فلا يمكن أن
يسمعوا النص على الامام ، ثم يعدلوا عنه أولا وثانيا وثالثا ، وكيف يمكن حملهم على
الصحة في عدولهم عنه مع سماعهم النص عليه؟ ما أراك بقادر على أن تجمع بينهما ،
والسلام.
س
المراجعة ٨٤
|
٥ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
١ ـ الجمع بين ثبوت النص
وحملهم على الصحة
٢
ـ الوجه في قعود الامام عن حقه
١ ـ أفادتنا سيرة كثير من الصحابة أنهم
إنما كانوا يتعبدون بالنصوص إذا كانت متمحضة للدين ، مختصة بالشؤون الاخروية ،
كنصه صلى الله عليه وآله وسلم ، على صوم شهر رمضان دون غيره ، واستقبال القبلة في
الصلاة دون غيرها ، ونصه على عدد الفرائض في اليوم والليلة ، وعدد ركعات كل منها
وكيفياتها ، ونصه على أن الطواف حول البيت اسبوع ، ونحو ذلك من النصوص المتمحضة
للنفع الاخروي.
أما ما كان منها متعلقا بالسياسة
كالولايات والامارات ، وتدبير قواعد الدولة ، وتقرير شؤون المملكة ، وتسريب الجيش
، فإنهم لم يكونوا يرون التعبد به والالتزام في جميع الاحوال بالعمل علي مقتضاه ،
بل جعلوا لافكارهم مسرحا للبحث ، ومجالا للنظر والاجتهاد ، فكانوا إذا رأوا في
خلافه ، رفعا لكيانهم ، أو نفعاً في سلطانهم ، ولعلهم كانوا يحرزون رضا النبي بذلك
، وكان قد غلب على ظنهم أن العرب لا تخضع لعلي ولا تتعبد
بالنص عليه ، إذ
وترها في سبيل الله ، وسفك دماءها بسيفه في إعلاء كلمة الله ، وكشف القناع منابذا
لها في نصرة الحق ، حتى ظهر أمر الله على رغم كل عاة كفور ، فهم لا يطيعونه إلا
عنوة ، ولا يخضعون للنص عليه إلا بالقوة، وقد عصبوا به كل دم أراقه الاسلام أيام
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، جريا على عادتهم في أمثال ذلك ، إذ لم يكن بعد
النبي في عشيرته صلى الله عليه وآله وسلم ، أحد يستحق أن تعصب به تلك الدماء عند
العرب غيره ، لانهم إنما كانوا يصبونها في أمثل العشيرة ، وأفضل القبيلة ، وقد كان
هو أمثل الهاشميين ، وأفضلهم بعد رسول الله ، لا يدافع ولا ينازع في ذلك ، ولذا
تربص العرب به الدوائر ، وقلبوا له الامور ، وأضمروا له ولذريته كل حسيكة ، ووثبوا
عليهم كل وثبة ، وكان ما كان مما طار في الاجواء ، وطبق رزؤه الارض والسماء.
وكذلك فإن قريشاً خاصة والعرب عامة ،
كانت تنقم من علي شدة وطأته على أعداء الله ، ونكال وقعته فيمن يتعدى حدود الله ،
أو يهتك حرماته عزوجل ، وكانت ترهب من أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وتخشى عدله
في الرعية ، ومساواته بين الناس في كل قضية ، ولم يكن لاحد فيه مطمع ، ولا عنده
لاحد هوادة ، فالقوي العزيز عنده ضعيف ذليل حتى يأخذ منه الحق ، والضعيف الذليل
عنده قوي عزيز حتى يأخذ له بحقه ، فمتى تخضع الاعراب طوعا لمثله (وهم أشد كفرا
ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله)
(٨٤٣) (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن
نعلمهم) (٨٤٤) وفيها بطانة لا يألونهم خبالا.
____________________________________
وأيضا فإن قريشا وسائر العرب ، كانوا
يحسدونه على ما آتاه الله من فضله ، حيث بلغ في علمه وعمله رتبة ـ عند الله ورسله
وأولي الالباب ـ تقاصر عنها الاقران ، وتراجع عنها الاكفاء ، ونال من الله ورسوله
بسوابقه وخصائصه ، منزلة ، تشرئب إليها أعناق الاماني ، وشأوا تنقطع دونه هوادي
المطامع ، وبذلك دبت عقارب الحسد له في قلوب المنافقين ، واجتمعت على نقض عهده
كلمة الفاسقين والناكثين والقاسطين والمارقين ، فاتخذوا النص ظهريا ، وكان لديهم
نسيا منسيا.
فكان ما كان مما لست أذكره
|
|
فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
|
وأيضا ، فإن قريشا وسائر العرب ، كانوا
قد تشوقوا إلى تدوال الخلافة في قبائلهم ، واشرأبت إلى ذلك أطماعهم ، فأمضوا
نياتهم على نكث العهد ، ووجهوا عزائمهم إلى نقض العقد ، فتصافقوا على تناسي النص ،
وتبايعوا على ان لا يذكر بالمرة ، وأجمعوا على صرف الخلافة من أول أيامها عن وليها
المنصوص عليه من نبيها ، فجعلوها بالانتخاب والاختيار ، ليكون لكل حي من أحيائهم
أمل في الوصول إليها ولو بعد حين ، ولو تعبدوا بالنص ، فقدموا عليا بعد رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ، لما خرجت الخلافة من عترته الطاهرة ، حيث قرنها يوم
الغدير وغيره بمحكم الكتاب ، وجعلها قدوة لاولي الالباب ، إلى يوم الحساب ، وما
كانت العرب لتصبر على حصر الخلافة في بيت مخصوص ، ولا سيما بعد ان طمحت إليها
الابصار من جميع قبائلها ، وحامت عليها النفوس من كل أحيائها.
لقد هزلت حتى بدا من هزالها
|
|
كلاها وحتى استامها كل مفلس
|
وأيضاً ، فإن من ألم بتاريخ قريش والعرب
في صدر الاسلام ، يعلم أنهم
لم يخضعوا للنبوة
الهاشمية ، إلا بعد أن تهشموا ، ولم يبق فيهم من قوة فكيف يرضون باجتماع النبوة
والخلافة في بني هاشم ، وقد قال عمر بن الخطاب لابن عباس في كلام دار بينهما : «
ان قريشا كرهت أن تجتمع فيكم النبوة والخلافة ، فتجحفون على الناس » (٨٤٥).
٢ ـ والسلف الصالح لم يتسن له أن يقهرهم
يومئذ على التعبد بالنص فرقا من انقلابهم إذا قاومهم، وخشية من سوء عواقب الاختلاف
في تلك الحال ، وقد ظهر النفاق بموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقويت
بفقده شوكة المنافقين ، وعتت نفوس الكافرين ، وتضعضعت أركان الدين ، وانخلعت قلوب
المسلمين ، وأصبحوا بعده كالغنم المطيرة ، في الليلة الشاتية ، بين ذئاب عادية ،
ووحوش ضارية ، وارتدت طوائف من العرب ، وهمت بالردة أخرى ، كما فصلناه في المراجعة
٨٢ ، فأشفق علي في تلك الظروف أن يظهر إرادة القيام بأمر الناس مخافة البائقة ،
وفساد العاجلة ، والقلوب على ما وصفنا ، والمنافقون على ما ذكرنا ، يعضون عليهم
الانامل
__________________
____________________________________
من الغيظ ، وأهل
الردة على ما بينا ، والامم الكافرة على ما قدمنا ، والانصار قد خالفوا المهاجرين
، وانحازوا عنهم يقولون : منا أمير ومنكم أمير. (٨٤٦). فدعاه النظر للدين إلى الكف
عن طلب الخلافة ، والتجافي عن الامور ، علما منه أن طلبها والحال هذه ، يستوجب
الخطر بالامة ، والتغرير في الدين ، فاختار الكف إيثارا للاسلام ، وتقديما للصالح
العام ، وتفضيلا للآجلة على العاجلة.
غير أنه قعد في بيته ـ ولم يبايع حتى
أخرجوه كرها ـ (٨٤٧) احتفاظا بحقه ، واحتجاجا على من عدل عنه ، ولو أسرع إلى
البيعة ما تمت له حجة ولا سطع له برهان ، لكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين ، والاحتفاظ
بحقه من امرة المؤمنين ، فدل هذا على أصالة رأيه ، ورجاحة حلمه ، وسعة صدره ،
وإيثاره المصلحة العامة ، ومتى سخت نفس امرئ عن هذا الخطب الجليل ، والامر الجزيل
، ينزل من الله تعالى بغاية منازل الدين ، وإنما كانت غايته مما فعل أربح الحالين
له ، وأعود المقصودين عليه ، بالقرب من الله عزوجل.
أما الخلفاء الثلاثة وأولياؤهم ، فقد
تأولوا النص عليه بالخلافة للاسباب التي قدمناها ، ولا عجب منهم في ذلك بعد الذي
نبهنا إليه من تأولهم
____________________________________
واجتهادهم في كل ما
كان من نصوصه صلى الله عليه وآله وسلم ، متعلقا بالسياسات والتأميرات ، وتدبير
قواعد الدولة ، وتقرير شؤون المملكة ، ولعلهم لم يعتبروها كأمور دينية ، فهان
عليهم مخالفته فيها ، وحين تم لهم الامر ، أخذوا بالحزم في تناسي تلك النصوص ،
وأعلنوا الشدة على من يذكرها أو يشير إليها ، ولما توفقوا في حفظ النظام ، ونشر
دين الاسلام ، وفتح الممالك ، والاستيلاء على الثروة والقوة ، ولم يتدنسوا بشهوة ؛
علا أمرهم ، وعظم قدرهم ، وحسنت بهم الظنون ، وأحبتهم القلوب ، ونسج الناس في
تناسي النص على منوالهم ، وجاء بعدهم بنو أمية ولا هم لهم إلا اجتياح أهل البيت
واستئصال شأفتهم ، ومع ذلك كله ، فقد وصل إلينا من النصوص الصريحة ، في السنن
الصحيحة ، ما فيه الكفاية ؛ والحمد لله ، والسلام عليكم.
ش
المراجعة ٨٥
|
٧ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
التماس
الموارد التي لم يتعبدوا فيها بالنص
أخذت كتابك الاخير ، فإذا هو معجز في
تقريب ما استبعدناه ، مدهش في تمثيله بأجلى مظاهر التصوير ، فسبحان من ألان لك
أعطاف البرهان ، وألقى إليك مقاليد البيان ، فبلغت إلى ما لا تبلغ إليه الوسائل ،
وظفرت بما لا تظفر به الاماني. وكنا نظن أن الاسباب لا تتعلق بما استشهدت عليه
بنصوص الاثبات ، وأن لا سبيل إلى ما خرجت من عهدته بنواهض البينات. وليتك أشرت إلى
الموارد التي لم يتعبدوا فيها بالنصوص الصريحة ، ليتبين وجه
السداد ، ويتضح سبيل
الرشاد ، فألتمس تفصيل ذلك ، استظهارا بذكر المأثور من سيرتهم ، وسبر المسطور في
كتب الاخبار من طريقتهم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
س
المراجعة ٨٦
|
٨ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
١ ـ رزية يوم الخميس
٢
ـ السبب في عدول النبي عما أمرهم به يومئذ
١ ـ الموارد التي لم يتعبدوا فيها بالنص
أكثر من أن تحصى ، وحسبك منها رزية يوم الخميس فإنها من أشهر القضايا ، وأكبر
الرزايا ، أخرجها أصحاب الصحاح ، وسائر أهل السنن ، ونقلها أهل السير والاخبار
كافة ، ويكفيك منها ما أخرجه البخاري
بسنده إلى عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبي
صلى الله عليه وآله وسلم : هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، فقال عمر : إن النبي صلى الله
عليه وآله وسلّم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل
البيت فاختصموا ، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي كتابا لا تضلوا بعده ومنهم
من يقول ما قاله عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند
__________________
النبي ، قال لهم
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قوموا [عني خ ل] ، فكان ابن عباس يقول : ان
الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) ، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من
اختلافهم ولغطهم. اهـ. (٨٤٨) وهذا الحديث مما لا كلام في صحته ولا في صدوره ؛ وقد
أورده البخاري في عدة مواضع من صحيحه ؛
وأخرجه مسلم في آخر الوصايا من صحيحه أيضا
؛ ورواه أحمد من حديث ابن عباس في مسنده
؛ وسائر أصحاب السنن والاخبار ، وقد تصرفوا فيه إذ نقلوه بالمعنى ، لان لفظه
الثابت : إن النبي يهجر ، لكنهم ذكروا انه قال : ان النبي قد غلب عليه الوجع
تهذيبا للعبارة ، وتقليلا لمن يستهجن منها ، ويدل على ذلك ما أخرجه أبوبكر أحمد بن
__________________
____________________________________
رزية يوم الخميس وأذية الرسول
عبدالعزيز الجوهري
في كتاب السقيفة
بالاسناد إلى ابن عباس ، قال : « لما حضرت رسول الله الوفاة ، وفي البيت رجال فيهم
عمر بن الخطاب ، قال رسول الله : إئتوني بدواة وصحيفة اكتب لكم كتابا لا تضلون
بعده ، (قال) : فقال عمر كلمة معناها ان الوجع قد غلب على رسول الله صلى الله عليه
وآله ، ثم قال : عندنا القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف من في البيت واختصموا ،
فمن قائل : قربوا يكتب لكم النبي ، ومن قائل ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغط
واللغو والاختلاف غضب صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : قوموا ... الحديث » (٨٤٩)
وتراه صريحا بأنهم إنما نقلوا معارضة عمر بالمعنى لا بعين لفظه. ويدلك على هذا
أيضا ان المحدثين حيث لم يصرحوا باسم المعارض يومئذ ، نقلوا المعارضة بعين لفظها ،
قال البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير من صحيحه : حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن
سلمان الاحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، أنه قال : « يوم الخميس وما يوم
الخميس ، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال : اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس ،
فقال : إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ، ولا ينبغي
عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : دعوني
فالذي أنا فيه خير مما
__________________
____________________________________
تدعوني إليه ، وأوصى
عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت
أجيزهم ، (قال) ونسيت الثالثة .
اهـ. (٨٥٠) ».
هذا الحديث أخرجه مسلم أيضا في آخر كتاب
الوصية من صحيحه ، وأحمد من حديث ابن عباس في مسنده ، ورواه سائر المحدثين ، وأخرج مسلم في
كتاب الوصية من الصحيح عن سعيد بن جبير من طريق آخر عن ابن عباس ، قال : يوم
الخميس وما يوم الخميس ، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ ،
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله
__________________
____________________________________
وسلمّ : إئتوني
بالكتف والدواة ، أو اللوح والدواة ، اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقالوا
: ان رسول الله يهجر .
اهـ. (٨٥١).
__________________
............................
____________________________________
...........................
____________________________________
ومن ألم بما حول هذه الرزية من الصحاح ،
يعلم أن أول من قال يومئذ : هجر رسول الله. إنما هو عمر ، ثم نسج على منواله من
الحاضرين من كانوا على رأيه ، وقد سمعت قول ابن عباس ـ في الحديث الاول ـ : فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من
يقول : قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول : ما قال عمر ـ أي
يقول : هجر رسول الله ـ وفي رواية أخرى أخرجها الطبراني في الاوسط عن عمر ، قال : » لما مرض النبي قال : إئتوني
بصحيفة ودواة ، أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقال النسوة من وراء الستر :
ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال عمر : فقلت إنكن
صويحبات يوسف إذا مرض رسول الله عصرتن أعينكن ، وإذا صح ركبتن عنقه! قال : فقال
رسول الله : دعوهن فإنهن خير منكم » اهـ. (٨٥٢).
وأنت ترى انهم لم يتعبدوا هنا بنصه الذي
لو تعبدوا به لامنوا من الضلال ، وليتهم اكتفوا بعدم الامتثال ولم يردوا قوله إذ
قالوا : حسبنا كتاب الله ، حتى كأنه لا يعلم بمكان كتاب الله منهم ، أو أنهم أعلم
منه بخواص الكتاب وفوائده ، وليتهم اكتفوا بهذا كله ولم يفاجئوه بكلمتهم تلك
__________________
ـ هجر رسول الله ـ وهو
محتضر بينهم ، وأي كلمة كانت وداعا منهم له صلى الله عليه وآله وسلم ، وكأنهم ـ حيث
لم يأخذوا بهذا النص اكتفاء منهم بكتاب الله على ما زعموا ـ لم يسمعوا هتاف الكتاب
آناء الليل وأطراف النهار في أنديتهم (وما آتاكم الرسول فخذوه وما
نهاكم عنه فانتهو)
(٨٥٣) وكأنهم حيث قالوا : هجر ، لم يقرأوا قوله تعالى : (انه لقول رسول
كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون) (٨٥٤) وقوله عز من قائل : (إنه لقول رسول
كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب
العالمين)
(٨٥٥) وقوله جل وعلا (ما ضل صاحبكم وما غوى وما
ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى) (٨٥٦) إلى كثير من أمثال هذه الآيات
البينات ، المنصوص فيها على عصمة قوله من الهجر ، على أن العقل بمجرده مستقل بذلك
، لكنهم علموا أنه صلى الله عليه وآله وسلم ، إنما أراد توثيق العهد بالخلافة ،
وتأكيد النص بها على علي خاصة ، وعلى الائمة من عترته عامة ، فصدوه عن ذلك كما
اعترف به الخليفة الثاني في كلام دار بينه وبين ابن عباس (٨٥٧) ..
__________________
____________________________________
وأنت إذا تأملت في قوله صلى الله عليه
وآله وسلم : إئتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا ، بعده ، وقوله في حديث الثقلين : إني
تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي (٨٥٨) ، تعلم أن
المرمى في الحديثين واحد ، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم ، أراد في مرضه أن يكتب
لهم تفصيل ما أوجبه عليهم في حديث الثقلين.
٢ ـ وإنما عدل عن ذلك ، لان كلمتهم تلك
التي فاجؤوه بها اضطرته إلى العدول ، إذ لم يبق بعدها أثر لكتابة الكتاب سوى
الفتنة والاختلاف من بعده في أنه هل هجر فيما كتبه ـ والعياذ بالله ـ أو لم يهجر ،
كما اختلفوا في ذلك واكثروا اللغو واللغط نصب عينيه ، فلم يتسن له يومئذ أكثر من
قوله لهم : قوموا ؛ كما سمعت ، ولو أصر فكتب الكتاب للجوا في قولهم هجر ، ولاوغل
أشياعهم في اثبات هجره ـ والعياذ بالله ـ فسطروا به أساطيرهم ، وملاوا طواميرهم
ردا على ذلك الكتاب وعلى من يحتج به.
لهذا اقتضت حكمته البالغة أن يضرب صلى
الله عليه وآله وسلم ، عن ذلك الكتاب صفحا لئلا يفتح هؤلاء المعارضون وأولياؤهم
بابا إلى الطعن في النبوة ـ نعوذ بالله وبه نستجير ـ ، وقد رأى صلى الله عليه وآله
وسلم ، أن عليا وأولياءه خاضعون لمضمون ذلك الكتاب ، سواء عليهم أكتب أم لم يكتب ،
____________________________________
وغيرهم لا يعمل به
ولا يعتبره لو كتب ، فالحكمة ـ والحال هذه توجب تركه ، إذ لا أثر له بعد تلك
المعارضة سوى الفتنة كما لا يخفى ، والسلام.
ش
المراجعة ٨٧
|
٩ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
العذر
في تلك الرزية مع المناقشة فيه
لعله عليهالسلام
حين أمرهم بإحضار الدواة والبياض ، لم يكن قاصدا لكتابة شيء من الاشياء ، وإنما
أراد بكلامه مجرد اختبارهم لا غير ، فهدى الله عمر الفاروق لذلك دون غيره من
الصحابة ، فمنعهم من احضارهما. فيجب ـ على هذا ـ عد تلك الممانعة من جملة موافقاته
لربه تعالى ، وتكون من كراماته رضي الله عنه ، هكذا أجاب بعض الاعلام ، لكن
الانصاف أن قوله عليهالسلام
: « لا تضلوا بعده » يأبى ذلك ، لانه جواب ثانٍ للامر ، فمعناه أنكم ان أتيتم
بالدواة والبياض ، وكتبت لكم ذلك الكتاب لا تضلوا بعده ، ولا يخفى أن الاخبار بمثل
هذا الخبر لمجرد الاختبار انما هو من نوع الكذب الواضح ، الذي يجب تنزيه كلام
الانبياء عنه ، ولا سيما في موضع يكون ترك إحضار الدواة والبياض أولى من إحضارهما،
على أن في هذا الجواب نظرا من جهات أخر فلا بد هنا من اعتذار آخر ، وحاصل ما يمكن
أن يقال : أن الامر لم يكن أمر عزيمة وإيجاب ، حتى لا تجوز مراجعته ، ويصير
المراجع عاصيا ، بل كان أمر مشورة ، وكانوا يراجعونه عليهالسلام
في بعض تلك الاوامر ، ولا سيما عمر ، فإنه كان يعلم من نفسه أنه موفق للصواب في
إدراك المصالح ، وكان صاحب إلهام من الله تعالى ، وقد أراد التخفيف عن
النبي إشفاقا عليه
من التعب الذي يلحقه بسبب إملاء الكتاب في حال المرض والوجع ، وقد رأى رضي الله
عنه ، أن ترك إحضار الدواة والبياض أولى ، وربما خشي أن يكتب النبي أمورا يعجز
عنها الناس ، فيستحقون العقوبة بسبب ذلك لانها تكون منصوصة لا سبيل إلى الاجتهاد
فيها ، ولعله خاف من المنافقين ان يقدحوا في صحة ذلك الكتاب لكونه في حال المرض
فيصير سببا للفتنة ؛ فقال : حسبنا كتاب الله لقوله تعالى : (ما فرطنا في
الكتاب من شيء) وقوله : (اليوم أكملت لكم
دينكم)
وكأنه رضي الله عنه أمن من ضلال الامة حيث أكمل الله لها الدين وأتم عليها النعمة.
هذا جوابهم وهو كما ترى ، لان قوله عليهالسلام : لا تضلوا ، يفيد
أن الامر أمر عزيمة وإيجاب ، لان السعي فيما يوجب الامن من الضلال واجب مع القدرة
عليه بلا ارتياب ، واستياؤه منهم وقوله لهم قوموا ، حين لم يمتثلوا أمره دليل آخر
على ان الامر إنما كان للايجاب لا للمشورة.
فإن قلت لو كان واجبا ما تركه النبي عليهالسلام ، بمجرد مخالفتهم ،
كما انه لم يترك التبليغ بسبب مخالفة الكافرين ، قلنا : هذا الكلام لو تم ، فإنما
يفيد كون كتابة ذلك الكتاب لم تكن واجبة على النبي عليهالسلام
، وهذا لا ينافي وجوب الاتيان بالدواة والبياض عليهم حين أمرهم النبي به ، وبين
لهم أن فائدته الامن من الضلال ودوام الهداية لهم ، إذ الاصل في الامر انما هو
الوجوب على المأمور لا على الآمر ، ولا سيما إذا كانت فائدته إلى المأمور خاصة ،
والوجوب عليهم هو محل الكلام لا الوجوب عليه.
على أنه يمكن أن يكون واجبا عليه أيضا ،
ثم سقط الوجوب عنه بعدم امتثالهم ، وقولهم : هجر ، حيث لم يبق لذلك الكتاب أثر سوى
الفتنة كما أفدت.
وربما اعتذر بعضهم بأن عمر رضي الله عنه
، لم يفهم من الحديث أن ذلك الكتاب سيكون سببا لحفظ كل فرد من أفراد الامة من
الضلال ، بحيث لا يضل بعده منهم أحد أصلا ، وانما فهم من قوله : لا تضلوا ، أنكم
لا تجتمعون على الضلال بقضكم وقضيضكم ، ولا تتسرّي الضلالة بعد كتابة الكتاب إلى
كل فرد من أفرادكم ، وكان رضي الله عنه يعلم أن اجتماعهم على الضلال مما لا يكون
أبدا ، وبسبب ذلك لم يجد أثرا لكتابته ، وظن أن مراد النبي ليس إلا زيادة الاحتياط
في الامر لما جبل عليه من وفور الرحمة ، فعارضه تلك المعارضة بناء منه على أن
الامر ليس للايجاب ، وإنما هو أمر عطفة ورأفة ليس إلا ، هذا كل ما قيل في الاعتذار
عن هذه البادرة ، ومن أمعن النظر فيه جزم ببعده عن الصواب ، لان قوله عليهالسلام : لا تضلوا ، يفيد
أن الامر للايجاب كما ذكرنا ، واستياؤه منهم دليل على أنهم تركوا أمرا من الواجبات
عليهم ، فالاولى أن يقال في الجواب : أن هذه قضية في واقعة كانت منهم على خلاف
سيرتهم ، كفرطة سبقت ، وفلتة ندرت ، ولا نعرف وجه الصحة فيها على التفصيل ، والله
الهادي إلى سواء السبيل ، والسلام عليكم.
س
المراجعة ٨٨
|
١١ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
تزييف
تلك الاعذار
إن من كان عنده فصل الخطاب ، لحقيق بأن
يصدع بالحق وينطق بالصواب ، وقد بقي بعض الوجوه في رد تلك الاعذار ، فأحببت عرضه
عليكم ، ليكون الحكم فيه موكولا إليكم.
قالوا في الجواب الاول : لعله صلى الله
عليه وآله وسلم ، حين أمرهم باحضار الدواة لم يكن قاصدا لكتابة شيء من الاشياء ،
وإنما أراد مجرد اختبارهم لا غير ، فنقول ـ مضافا إلى ما أفدتم ـ : إن هذه الواقعة
إنما كانت حال احتضاره بأبي وأمي ـ كما هو صريح الحديث ، فالوقت لم يكن وقت اختبار
، وإنما كان وقت إعذار وإنذار ، ووصية بكل مهمة ، ونصح تام للامة ، والمحتضر بعيد
عن الهزل والمفاكهة ، مشغول بنفسه وبمهماته ومهمات ذويه ، ولا سيما إذا كان نبيا.
وإذا كانت صحته مدة حياته كلها لم تسع
اختبارهم ، فكيف يسعها وقت احتضاره ، على أن قوله صلى الله عليه وآله وسلم ـ حين
أكثروا اللغو واللغط والاختلاف عنده ـ : قوموا ، ظاهر في استيائه منهم ، ولو كان
الممانعون مصيبين لاستحسن ممانعتهم ، وأظهر الارتياح إليها ، ومن ألم بأطراف هذا
الحديث ولا سيما قولهم : هجر رسول الله ، يقطع بأنهم كانوا عالمين أنه إنما يريد
أمرا يكرهونه ، ولذا فاجأوه بتلك الكلمة ، وأكثروا عنده اللغو واللغط والاختلاف
كما لا يخفى ، وبكاء ابن عباس بعد ذلك لهذه الحادثة ، وعدها رزية دليل على بطلان
هذا الجواب.
قال المعتذرون : ان عمر كان موفقا
للصواب في إدراك المصالح ، وكان صاحب إلهام من الله تعالى ، وهذا مما لا يصغى إليه
في مقامنا هذا ، لانه يرمي إلى أن الصواب في هذه الواقعة إنما كان في جانبه لا في
جانب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وان إلهامه كان أصدق من الوحي الذي نطق عنه
الصادق الامين صلى الله عليه وآله وسلم.
وقالوا : بأنه أراد التخفيف عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم إشفاقا عليه من التعب الذي يلحقه بسبب املاء الكتاب في
حال المرض ؛ وأنت
ـ نصر الله بك الحق
ـ تعلم بأن في كتابة ذلك الكتاب راحة قلب النبي ، وبرد فؤاده ، وقرة عينه ، وأمنه
على امته صلى الله عليه وآله وسلم ، من الضلال. على أن الامر المطاع ، والارادة
المقدسة ، مع وجوده الشريف إنما هما له ، وقد أراد ـ بأبي وأمي ـ إحضار الدواة
والبياض ، وأمر به ، فليس لاحد أن يرد أمره أو يخالف إرادته (وما كان لمؤمن ولا
مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ، ومن يعص الله
ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)
(٨٥٩).
على أن مخالفتهم لامره في تلك المهمة
العظيمة ، ولغوهم ولغطهم واختلافهم عنده ، كان أثقل عليه وأشق من إملاء ذلك الكتاب
الذي يحفظ أمته من الضلال ، ومن يشفق عليه من التعب بإملاء الكتاب كيف يعارضه
ويفاجئه بقوله هجر؟!
وقالوا : ان عمر رأى أن ترك احضار
الدواة والورق أولى ، وهذا من أغرب الغرائب ، وأعجب العجائب ، وكيف يكون ترك
احضارهما ؛ أولى مع أمر النبي باحضارهما ، وهل كان عمر يرى أن رسول الله يأمر
بالشيء الذي يكون تركه أولى؟
وأغرب من هذا قولهم : وربما خشي أن يكتب
النبي أمورا يعجز عنها الناس فيستحقون العقوبة بتركها ، وكيف يخشى من ذلك مع قول
النبي : لا تضلوا بعده ، أتراهم يرون عمر اعرف منه بالعواقب ، وأحوط منه واشفق على
أمته؟ كلا.
وقالوا : لعل عمر خاف من المنافقين أن
يقدحوا في صحة ذلك الكتاب ،
____________________________________
لكونه في حال المرض
فيصير سببا للفتنة ، وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن هذا محال مع وجود قوله صلى
الله عليه وآله وسلم : لا تضلوا ، لانه نص بأن ذلك الكتاب سبب للامن عليهم من الضلال
، فكيف يمكن أن يكون سببا للفتنة بقدح المنافقين؟ وإذا كان خائفا من المنافقين أن
يقدحوا في صحة ذلك الكتاب ، فلماذا بذر لهم بذرة القدح حيث عارض ومانع ، وقال هجر.
وأما قولهم في تفسير قوله : حسبنا كتاب
الله أنه تعالى قال : (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وقال عز من قائل : (اليوم أكملت لكم
دينكم)
فغير صحيح ، لان الآيتين لا تفيدان الامن من الضلال ، ولا تضمنان الهداية للناس ،
فكيف يجوز ترك السعي في ذلك الكتاب اعتمادا عليهما؟ ولو كان وجود القرآن العزيز
موجبا للامن من الضلال ، لما وقع في هذه الامة من الضلال والتفرق ، مالا يرجى
زواله .
وقالوا في الجواب الاخير : ان عمر لم
يفهم من الحديث ان ذلك الكتاب
__________________
سيكون سببا لحفظ كل
فرد من أمته من الضلال ، وانما فهم أنه سيكون سببا لعدم اجتماعهم ـ بعد كتابته ـ على
الضلال (قالوا) : وقد علم رضي الله عنه ان اجتماعهم على الضلال مما لا يكون ابدا ،
كتب ذلك الكتاب أو لم يكتب ، ولهذا عارض يومئذ تلك المعارضة.
وفيه مضافا إلى ما أشرتم إليه : ان عمر
لم يكن بهذا المقدار من البعد عن الفهم ، وما كان ليخفى عليه من هذا الحديث ما ظهر
لجميع الناس ، لان القروي والبدوي انما فهما منه ان ذلك الكتاب لو كتب لكان علة
تامة في حفظ كل فرد من الضلال ، وهذا المعنى هو المتبادر من الحديث إلى افهام
الناس ، وعمر كان يعلم يقينا ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، لم يكن خائفا
على أمته أن تجتمع على الضلال ، لانه رضي الله عنه ، كان يسمع قوله صلى الله عليه
وآله وسلم : لا تجتمع أمتي على ضلال ، ولا تجتمع على الخطأ ، وقوله : لا تزال
طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ... الحديث (٨٦٠) وقوله تعالى (وعد الله الذين
آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم
وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون
بي شيئا)
(٨٦١) إلى كثير من نصوص الكتاب والسنة الصريحين بأن الامة لا تجتمع بأسرها على
الضلال ، فلا يعقل مع هذا ان يسنح في خواطر عمر أو غيره ان النبي صلى الله عليه
وآله وسلم ، حين طلب الدواة
____________________________________
والبياض ، كان خائفا
من اجتماع أمته على الضلال ، والذي يليق بعمر ان يفهم من الحديث ما يتبادر إلى
الاذهان ، لا ما تنفيه صحاح السنة ومحكمات القرآن. على ان استياء النبي صلى الله
عليه وآله وسلم منهم ، المستفاد من قوله : قوموا ، دليل على أن الذي تركوه كان من
الواجب عليهم ، ولو كانت معارضة عمر عن اشتباه منه في فهم الحديث كما زعموا ؛
لأزال النبي شبهته وأبان له مراده منه ، بل لو كان في وسع النبي أن يقنعهم بما
أمرهم به ، لما آثر إخراجهم عنه ، وبكاء ابن عباس وجزعه من أكبر الادلة على ما
نقوله.
والانصاف ، ان هذه الرزية لمما يضيق
عنها نطاق العذر ، ولو كانت ـ كما ذكرتم ـ قضية في واقعة ، كفرطة سبقت ، وفلتة
ندرت ، لهان الامر ، وإن كانت بمجردها بائقة الدهر ، وفاقرة الظهر ، فإنا لله وإنا
إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ش
المراجعة ٨٩
|
١٤ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
١ ـ الاذعان بتزييف تلك
الاعذار
٢
ـ إلتماسه بقية الموارد
١ ـ قطعت على المعتذرين وجهتهم ، وملكت
عليهم مذاهبهم ، وحلت بينهم وبين ما يرومون ، فلا موضع للشبهة فيما ذكرت ، ولا مساغ
للريب في شيء مما به صدعت.
٢ ـ فامض على رسلك حتى تأتي على سائر
الموارد التي تأولوا فيها النصوص ، والسلام.
س
المراجعة ٩٠
|
١٧ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
سرية
أسامة
لئن صدعت بالحق ، ولم تخش فيه لومة
الخلق ، فأنت العذق المرجب ، والجذل المحكك ، وانك لاعلى ـ من أن تلبس الحق
بالباطل ـ قدرا ، وأرفع ـ من أن تكتم الحق ـ محلا ، وأجل من ذلك شانا ، وأبر وأطهر
نفسا.
أمرتني ـ أعزك الله ـ أن أرفع إليك سائر
الموارد التي آثروا فيها رأيهم على التعبد بالاوامر المقدسة ، فحسبك منها سرية
أسامة بن زيد بن حارثة إلى غزو الروم ، وهي آخر السرايا على عهد النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ، وقد اهتم فيها ـ بأبي وأمي ـ اهتماما عظيما ، فأمر أصحابه
بالتهيؤ لها ، وحضهم على ذلك ، ثم عبأهم بنفسه الزكية إرهافا لعزائمهم واستنهاضا
لهممهم ، فلم يبق أحدا من وجوه المهاجرين والانصار كأبي بكر وعمر (٨٦٢)
__________________
____________________________________
أبوبكر وعمر في جيش أسامة
.............
__________________
____________________________________
وأبي عبيدة وسعد
وأمثالهم ، الا وقد عبأه بالجيش
(٨٦٣) وكان ذلك لاربع ليال بقين من صفر سنة احدى عشرة للهجرة ، فلما كان من الغد
دعا أسامة ، فقال له : سر إلى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل ، فقد وليتك هذا الجيش
، فاغز صباحا على أهل أبنى
، وحرق عليهم ، وأسرع السير لتسبق الاخبار ، فإن أظفرك الله عليهم فأقل اللبث فيهم
، وخذ معك الادلاء ، وقدم العيون والطلائع معك. فلما كان اليوم الثامن والعشرون من
صفر ، بدأ به صلى الله عليه وآله ، مرض الموت فحم ـ بأبي وأمي ـ وصدع ، فلما أصبح
يوم التاسع والعشرين ووجدهم مثاقلين ، خرج إليهم فحضهم على السير ، وعقد صلى الله
عليه وآله وسلم ، اللواء لاسامة بيده الشريفة تحريكا لحميتهم ، وإرهافا لعزيمتهم ،
ثم قال : اغز بسم الله وفي سبيل الله ، وقاتل من كفر بالله. فخرج بلوائه معقودا ،
فدفعه إلى بريدة ، وعسكر بالجرف ، ثم
__________________
____________________________________
تثاقلوا هناك فلم
يبرحوا ، مع ما وعوه من النصوص الصريحة في وجوب اسراعهم لقوله صلى الله عليه وآله
وسلم : « أغز صباحا على أهل أبنى » (٨٦٤). وقوله : « وأسرع السير لتسبق الاخبار » (٨٦٥)
إلى كثير من أمثال هذه الاوامر التي لم يعملوا بها في تلك السرية. وطعن قوم منهم
في تأمير أسامة كما طعنوا من قبل في تأمير أبيه، وقالوا في ذلك فأكثروا ، مع ما
شاهدوه من عهد النبي له بالامارة ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم له يومئذ : «
فقد وليتك هذا الجيش » (٨٦٦) ورأوه يعقد له لواء الامارة ـ وهو محموم ـ بيده
الشريفة ، فلم يمنعهم ذلك من الطعن في تأميره حتى غضب صلى الله عليه وآله وسلم ،
من طعنهم غضباً ، غضبا شديدا ؛ فخرج ـ بأبي وأمي ـ معصب الرأس ، مدثرا بقطيفته ، محموما ألما ، وكان
ذلك يوم السبت لعشر خلون
__________________
____________________________________
من ربيع الاول قبل
وفاته بيومين ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال ـ فيما أجمع أهل
الاخبار على نقله ، واتفق أولوا العلم على صدوره ـ : « أيها الناس ما مقالة بلغتني
عن بعضكم في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه
من قبله ، وايم الله إنه كان لخليقا بالامارة ، وإن ابنه من بعده لخليق بها » (٨٦٧)
وحضهم على المبادرة إلى السير ، فجعلوا يودعونه ويخرجون إلى العسكر بالجرف ، وهو
يحضهم على التعجيل ، ثم ثقل في مرضه ، فجعل يقول : جهزوا جيش أسامة ، أنفذوا جيش
أسامة ، أرسلوا بعث أسامة ، يكرر ذلك وهم مثاقلون ، فلما كان يوم الاثنين الثاني
عشر من ربع الاول دخل أسامة من معسكره على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأمره
بالسير قائلا له : « اغد على بركة الله تعالى » (٨٦٨) فودعه وخرج إلى المعسكر ، ثم
رجع ومعه عمر وأبوعبيدة ، فانتهوا إليه وهو يجود بنفسه ، فتوفي ـ روحي وأرواح العالمين
له الفداء ـ في ذلك اليوم.
__________________
____________________________________
فرجع الجيش باللواء
إلى المدينة الطيبة ، ثم عزموا على إلغاء البعث بالمرة ، وكلموا أبا بكر في ذلك ،
وأصروا عليه غاية الاصرار ، مع ما رأوه بعيونهم من اهتمام النبي صلى الله عليه
وآله وسلم ، في إنفاذه ، وعنايته التامة في تعجيل إرساله ، ونصوصه المتوالية في
الاسراع به على وجه يسبق الاخبار ، وبذله الوسع في ذلك منذ عبأه بنفسه وعهد إلى
أسامة في أمره ، وعقد لواءه بيده إلى أن احتضر ـ بأبي وأمي ـ فقال : اغد على بركة
الله تعالى ، كما سمعت ، ولولا الخليفة لاجمعوا يومئذ على رد البعث ، وحل اللواء ،
لكنه أبى عليهم ذلك. فلما رأوا منه العزم على إرسال البعث ، جاءه عمر بن الخطاب
حينئذ يلتمس منه بلسان الانصار أن يعزل أسامة ، ويولي غيره.
هذا ولم يطل العهد منهم بغضب النبي
وانزعاجه ، من طعنهم في تأمير أسامة. ولا بخروجه من بيته بسبب ذلك محموما معصباً
مدثرا ، يرسف في مشيته ، ورجله لا تكاد تقله ، مما كان به من لغوب ، فصعد المنبر
وهو يتنفس الصعداء ويعالج البرحاء ، فقال : « أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم
في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في تأميري أسامة ، لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله
، وأيم الله انه كان لخليقا بالامارة ، وإن ابنه من بعده لخليق بها » فأكد صلى
الله عليه وآله وسلم ، الحكم بالقسم ، وإن واسمية الجملة ، ولام التأكيد ، ليقلعوا
عما كانوا عليه ، فلم يقلعوا ، لكن الخليفة أبى أن يجيبهم إلى عزل أسامة ، كما أبى
أن يجيبهم إلى الغاء البعث ، ووثب فأخذ بلحية عمر فقال : « ثكلتك أمك
__________________
وعدمتك يا ابن
الخطاب ، استعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتأمرني أن أنزعه » (٨٦٩)
ولما سيروا الجيش ـ وما كادوا يفعلون ـ ، خرج أسامة في ثلاثة آلاف مقاتل فيهم ألف
فرس ، وتخلف عنه
جماعة ممن عبأهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في جيشه. وقد قال صلى الله
عليه وآله وسلم ـ فيما أورده الشهرستاني في المقدمة الرابعة من كتاب الملل والنحل
: « جهزوا جيش أسامة ، لعن الله من تخلف عنه » (٨٧٠).
وقد تعلم ، انهم إنما تثاقلوا عن السير
أولا ، وتخلفوا عن الجيش أخيرا ، ليحكموا قواعد سياستهم ، ويقيموا عمدها ، ترجيحا
منهم لذلك على التعبد بالنص ، حيث رأوه أولى بالمحافظة ، وأحق بالرعاية ، إذ لا
يفوت البعث بتثاقلهم عن السير ، ولا بتخلف من تخلف منهم عن الجيش ، أما الخلافة
فإنها تنصرف عنهم لا محالة إذا انصرفوا إلى الغزوة قبل وفاته صلى الله عليه وآله
وسلم ، وكان ـ بأبي وأمي ـ أراد أن تخلو منهم العاصمة ، فيصفوا الامر
__________________
____________________________________
من بعده لامير
المؤمنين علي بن أبي طالب على سكون وطمأنينة ، فإذا رجعوا وقد أبرم عهد الخلافة ،
وأحكم لعلي عقدها ، كانوا عن المنازعة والخلاف أبعد. وإنما أمر عليهم أسامة وهو
ابن سبع عشرة سنة
ليا لاعنة البعض ، وردا لجماح أهل الجماح منهم ، واحتياطا على الامن في المستقبل
من نزاع أهل التنافس لو أمر أحدهم ، كما لا يخفى ، لكنهم فطنوا إلى ما دبر صلى
الله عليه وآله وسلم ، فطعنوا في تأمير أسامة ، وتثاقلوا عن السير معه ، فلم
يبرحوا من الجرف حتى لحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بربه ، فهموا حينئذ بإلغاء
البعث وحل اللواء تارة ، وبعزل أسامة اخرى ، ثم تخلف كثير منهم عن الجيش كما سمعت.
فهذه خمسة أمور في هذه السرية لم يتعبدوا فيها بالنصوص الجلية ، إيثارا لرأيهم في
الامور السياسية ، وترجيحا لاجتهادهم فيها على التعبد بنصوصه صلى الله عليه وآله
وسلم ، والسلام.
ش
المراجعة ٩١
|
١٩ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
١ ـ العذر فيما كان منهم
في سرية أسامة
٢
ـ لم يرد حديث في لعن المتخلف عن تلك السرية
١ ـ نعم كان رسول الله عليهالسلام قد حضهم على تعجيل
السير في غزوة أسامة ، وأمرهم بالاسراع كما ذكرت ، وضيق عليهم في ذلك حتى
__________________
قال لاسامة حين عهد
إليه : أغز صباحا على أهل أبنى ، فلم يمهله إلى المساء ، وقال له : أسرع السير فلم
يرض منه إلا بالاسراع ، لكنه عليهالسلام
تمرض بعد ذلك بلا فصل ، فثقل حتى خيف عليه ؛ فلم تسمح نفوسهم بفراقه وهو في تلك
الحال ، فتربصوا ينتظرون في الجرف ما تنتهي إليه حاله ، وهذا من وفور إشفاقهم عليه
، وولوع قلبهم به ، ولم يكن لهم مقصد في تثاقلهم إلا انتظار احدى الغايتين ، إما
قرة عيونهم بصحته ، وإما الفوز بالتشرف في تجهيزه ، وتوطيد الامر لمن يتولى عليهم
من بعده ، فهم معذورون في هذا التربص ، ولا جناح عليهم فيه.
وأما طعنهم قبل وفاة رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم في تأمير أسامة مع ما وعوه ورأوه من النصوص قولا وفعلا على تأميره
، فلم يكن منهم إلا لحداثته مع كونهم بين شيوخ وكهول ، ونفوس الكهول والشيوخ تأبى
ـ بجبلتها ـ أن تنقاد إلى الاحداث ، وتنفر بطبعها من النزول على حكم الشبان ،
فكراهتهم لتأميره ليست بدعا منهم ، وإنما كانت على مقتضى الطبع البشري ، والجبلة
الآدمية ، فتأمل.
وأما طلبهم عزل أسامة بعد وفاة الرسول ،
فقد اعتذر عنه بعض العلماء بأنهم ربما جوزوا ان يوافقهم الصديق على رجحان عزله
لاقتضاء المصلحة ـ بحسب نظرهم ـ هكذا قالوا ، والانصاف أني لا أعرف وجها يقبله
العقل في طلبهم عزله بعد غضب النبي من طعنهم في تأميره ، وخروجه بسبب ذلك محموما
معصبا مدثرا ، وتنديده بهم في خطبته تلك على المنبر التي كانت من الوقائع
التاريخية الشائعة بينهم ، وقد سارت كل مسير ، فوجه معذرتهم بعدها لا يعلمه الا
الله تعالى.
وأما عزمهم على إلغاء البعث ، وإصرارهم
على الصديق في ذلك ، مع
ما رأوه من اهتمام
النبي في إنفاذه ، وعنايته التامة في تعجيل إرساله ، ونصوصه المتوالية في ذلك ،
فإنما كان منهم احتياطا على عاصمة الاسلام أن يتخطفها المشركون من حولهم ؛ إذا خلت
من القوة ، وبعد عنها الجيش ، وقد ظهر النفاق بموت النبي عليهالسلام ، وقويت نفوس
اليهود والنصارى ، وارتدت طوائف من العرب ، ومنع الزكاة طوائف أخرى ، فكلم الصحابة
سيدنا الصديق في منع أسامة من السفر فأبى ، وقال : والله لئن تخطفني الطير أحب إلي
من أن أبدأ بشيء قبل أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا ما نقله أصحابنا عن الصديق ، وأما
غيره فمعذور من رد البعث ، إذ لم يكن لهم مقصد سوى الاحتياط على الاسلام.
وأما تخلف أبي بكر وعمر وغيرهما عن
الجيش حين سار به أسامة ، فإنما كان لتوطيد الملك الاسلامي ، وتأييد الدولة
المحمدية ، وحفظ الخلافة التي لا يحفظ الدين وأهله يومئذ إلا بها.
٢ ـ وأما ما نقلتموه عن الشهرستاني في
كتاب الملل والنحل ، فقد وجدناه مرسلا غير مسند ، والحلبي والسيد الدحلاني في
سيرتيهما قالا : لم يرد فيه حديث أصلا. فان كنت سلمك الله ترى من طريق أهل السنة
حديثا في ذلك ، فدلني عليه والسلام.
س
المراجعة ٩٢
|
٢٢ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
١ ـ عذرهم لا ينافي ما
قلناه
٢
ـ الذي نقلناه عن الشهرستاني جاء في حديث مسند
١ ـ سلمتم ـ سلمكم الله تعالى ـ بتأخرهم
في سرية أسامة عن السير ، وتثاقلهم في الجرف تلك المدة ، مع ما قد أمروا به من
الاسراع والتعجيل.
وسلمتم بطعنهم في تأمير أسامة مع ما
وعوه ورأوه من النصوص قولا وفعلا على تأميره.
وسلمتم بطلبهم من أبي بكر عزله بعد غضب
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، من طعنهم في إمارته ، وخروجه بسبب ذلك محموما
معصبا مدثرا ، وتنديده بهم في خطبته تلك على المنبر ، التي قلتم : انها كانت من
الوقائع التاريخية ، وقد أعلن فيها كون أسامة أهلا لتلك الامارة.
وسلمتم بطلبهم من الخليفة إلغاء البعث
الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحل اللواء الذي عقده بيده الشريفة
، مع ما رأوه من اهتمامه في إنفاذه ، وعنايته التامة في تعجيل إرساله ، ونصوصه
المتوالية في وجوب ذلك.
وسلمتم بتخلف بعض من عبأهم صلى الله
عليه وآله وسلم ، في ذلك الجيش ، وأمرهم بالنفوذ تحت قيادة أسامة.سلمتم بكل هذا
كما نص عليه أهل الاخبار ، واجتمعت عليه كلمة المحدثين وحفظة الآثار ، وقلتم انهم
كانوا
معذورين في ذلك ،
وحاصل ما ذكرتموه من عذرهم انهم إنما آثروا في هذه الامور مصلحة الاسلام بما
اقتضته أنظارهم لا بما أوجبته النصوص النبوية ، ونحن ما ادعينا ـ في هذا المقام ـ أكثر
من هذا. وبعبارة أخرى ، موضوع كلامنا إنما هو في أنهم كانوا يتعبدون في جميع
النصوص أم لا ، اخترتم الاول ، ونحن اخترنا الثاني ، فاعترافكم الآن بعدم تعبدهم
في هذه الاوامر يثبت ما اخترناه ، وكونهم معذورين أو غير معذورين خارج عن موضع
البحث كما لا يخفى ، وحيث ثبت لديكم إيثارهم في سرية أسامة مصلحة الاسلام بما
اقتضته أنظارهم على التعبد بما أوجبته تلك النصوص ، فلم لا تقولون أنهم آثروا في
أمر الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، مصلحة الاسلام بما اقتضته
انظارهم على التعبد بنصوص الغدير وأمثالها. اعتذرتم عن طعن الطاعنين في تأمير
أسامة : بأنهم إنما طعنوا بتأميره لحداثته مع كونهم بين كهول وشيوخ ، وقلتم : ان
نفوس الكهول والشيوخ تأبى بجبلتها وطبعها ان تنقاد إلى الاحداث ، فلم لم تقولوا
هذا بعينه فيمن لم يتعبدوا بنصوص الغدير المقتضية لتأمير علي وهو شاب على كهول
الصحابة وشيوخهم ، لانهم ـ بحكم الضرورة من اخبارهم ـ قد استحدثوا سنه يوم مات
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما استحدثوا سن اسامة يوم ولاّه صلى الله
عليه وآله وسلم ، عليهم في تلك السرية ، وشتان بين الخلافة وامارة السرية ، فإذا
أبت نفوسهم أن تنقاد للحدث في سرية واحدة ، فهي أولى بأن تأبى أن تنقاد للحدث مدة
حياته ،في جميع الشؤون الدنيوية والاخروية.
على أن ما ذكرتموه من ان نفوس الشيوخ
والكهول تنفر بطبعها من الانقياد للاحداث ممنوع ، إن كان مرادكم الاطلاق في هذا
الحكم ، لان نفوس المؤمنين من الشيوخ الكاملين في إيمانهم لا تنفر من طاعة الله
ورسوله في
الانقياد للاحداث ، ولا في غيره من سائر
الاشياء (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا
يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) (٨٧١) (وما آتاكم الرسول فخذوه وما
نهاكم عنه فانتهوا)
(٨٧٢).
٢ ـ أما الكلمة المتعلقة فيمن تخلف عن
جيش أسامة ، التي أرسلها الشهرستاني إرسال المسلمات ، فقد جاءت في حديث مسند ،
أخرجه أبوبكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة ، أنقله لك بعين لفظه ، «
قال : حدثنا أحمد بن اسحاق بن صالح ، عن أحمد بن سيار ، عن سعيد بن كثير الانصاري
عن رجاله ، عن عبدالله بن عبدالرحمن : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في
مرض موته أمر اسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلة من المهاجرين والانصار ، منهم
: أبوبكر ، وعمر ، وأبوعبيدة بن الجراح ، وعبدالرحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبير ،
وأمره أن يغير على مؤتة حيث قتل أبوه زيد ، وأن يغزو وادي فلسطين ، فتثاقل أسامة
وتثاقل الجيش بتثاقله ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في مرضه يثقل
ويخف ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث ، حتى قال له أسامة : بأبي أنت وأمي ، أتأذن
لي أن أمكث أياما حتى يشفيك الله تعالى ، فقال أخرج وسر على بركة الله ، فقال : يا
رسول الله إن أنا خرجت وأنت على هذه الحال ، خرجت وفي قلبي قرحة ، فقال : سر على
النصر والعافية ، فقال : يا رسول الله إني أكره أن أسائل ، عنك الركبان ، فقال :
انفذ ما أمرتك به ، ثم اغمي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقام أسامة
فتجهز
____________________________________
للخروج ، فلما أفاق
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، سأل عن أسامة والبعث ، فأخبر أنهم يتجهزون ،
فجعل يقول : أنفذوا بعث أسامة لعن الله من تخلف عنه ، وكرر ذلك ، فخرج أسامة
واللواء على رأسه والصحابة بين يديه حتى إذا كان بالجرف نزل ومعه : أبوبكر ، وعمر
، وأكثر المهاجرين ، ومن الانصار : أسيد بن حضير ، وبشير بن سعد ، وغيرهم من الوجوه
، فجاءه رسول أم أيمن يقول له : أدخل فإن رسول الله يموت ، فقام من فوره ، فدخل
المدينة واللواء معه ، فجاء به حتى ركزه بباب رسول الله ، ورسول الله قد مات في
تلك الساعة » (٨٧٣) انتهى بعين لفظه ، وقد نقله جماعة من المؤرخين ، منهم العلامة
المعتزلي في آخر ص ٢٠ والتي بعدها من المجلد الثاني من شرح نهج البلاغة ، والسلام.
ش
المراجعة ٩٣
|
٢٣ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
التماس
بقية الموارد
أطلنا الكلام فيما يتعلق بسرية أسامة ،
كما أطلناه في رزية يوم الخميس ؛ حتى بانت الرغوة عن الصريح ، وظهر الصبح فيهما
لذي عينين ، فمل بنا إلى غيرهما من الموارد ، والسلام.
س
____________________________________
المراجعة ٩٤
|
٢٥ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
أمره
صلى الله عليه وآله بقتل المارق
حسبك مما تلتمسه ما أخرجه جماعة من
أعلام الامة وحفظة الائمة. واللفظ للامام أحمد بن حنبل في ص ١٥ من الجزء الثالث من
مسنده من حديث أبي سعيد الخدري ، قال : ان أبا بكر جاء إلى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ، فقال : يا رسول الله إني مررت بوادي كذا وكذا ، فإذا رجل متخشع
حسن الهيئة يصلي ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اذهب إليه فاقتله ،
قال : فذهب إليه أبو بكر فلما رآه على تلك الحال ، كره أن يقتله ، فرجع إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمر :
اذهب فاقتله ، فذهب عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبوبكر عليها ، قال : فكره أن
يقتله ، قال : فرجع ، فقال : يا رسول الله إني رأيته متخشعا فكرهت أن أقتله ، قال
: يا علي إذهب فاقتله ، قال : فذهب علي فلم يره ، فرجع علي فقال : يا رسول الله
إني لم أره ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ان هذا وأصحابه يقرأون
القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون
فيه حتى يعود السهم من فوقه ، فاقتلوهم هم شر البرية. اهـ. (٨٧٤). وأخرج أبو يعلى
في مسنده كما في ترجمة ذي الثدية من اصابة ابن حجر ـ عن أنس ، قال : كان في عهد
رسول الله رجل يعجبنا تعبده واجتهاده ، وقد ذكرنا ذلك
____________________________________
لرسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ، باسمه فلم يعرفه ، فوصفناه بصفته فلم يعرفه ، فبينا نحن نذكره إذ
طلع الرجل ، قلنا : هو هذا ؛ قال : إنكم لتخبروني عن رجل ان في وجهه لسفعة من
الشيطان ، فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم : أنشدك الله هل قلت حين وقفت على المجلس : ما في القوم أحد أفضل مني أو خير
مني؟ قال : اللهم نعم ، ثم دخل يصلي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
من يقتل الرجل؟ فقال أبوبكر : أنا ، فدخل عليه فوجده يصلي ، فقال : سبحان الله ،
أقتل رجلا يصلي ، فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما فعلت؟ قال :
كرهت أن أقتله وهو يصلي ، وأنت نهيت عن قتل المصلين ، قال : من يقتل الرجل؟ قال
عمر : أنا ، فدخل فوجده واضعا جبهته ، فقال عمر : أبوبكر أفضل مني ، فخرج ، فقال
له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : مهيم؟ قال : وجدته واضعا جبهته لله ، فكرهت أن
أقتله ، فقال : من يقتل الرجل؟ فقال علي : أنا ، فقال : أنت إن أدركته ، فدخل عليه
، فوجده خرج ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : مهيم؟ قال :
وجدته قد خرج ، قال : لو قتل ما اختلف من أمتي رجلان (٨٧٥) ، الحديث. وأخرجه
الحافظ محمد بن موسى الشيرازي في كتابه الذي استخرجه من تفاسير يعقوب بن سفيان ،
ومقاتل بن سليمان ، ويوسف القطان ، والقاسم بن سلام ، ومقاتل بن حيان ، وعلي بن
حرب ، والسدي ، ومجاهد ، وقتادة ووكيع ، وابن جريح ، وأرسله إرسال المسلمات جماعة
من الثقات كالامام شهاب الدين أحمد ـ المعروف بابن عبد ربه الاندلسي ـ عند
____________________________________
انتهائه إلى القول
في أصحاب الاهواء من الجزء الاول من عقده الفريد ، وقد جاء في آخر ما حكاه في هذه
القضية : ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ان هذا لاول قرن يطلع في أمتي
، لو قتلتموه ما اختلف بعده اثنان ، ان بني إسرائيل افترقت اثنتين وسبعين فرقة ،
وإن هذه الامة ستفترق ثلاثا وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة . اهـ.
وقريب من هذه القضية ما أخرجه أصحاب
السنن عن علي ،
قال : « جاء النبي أناس من قريش فقالوا : يا محمد إنا جيرانك وحلفاؤك ، وان ناسا
من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه ، إنما فروا من ضياعنا
وأموالنا فارددهم إلينا ، فقال لابي بكر : ما تقول؟ قال : صدقوا انهم جيرانك. قال
: فتغير وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم قال لعمر : ما تقول؟ قال : صدقوا
إنهم لجيرانك وحلفاؤك ، فتغير وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : يا معشر
قريش ، والله ليبعثن الله عليكم رجلا قد امتحن الله قلبه بالايمان فيضربكم على
الدين ، فقال أبوبكر : أنا يا رسول الله ؛ قال : لا ، قال عمر : أنا يا رسول الله
، قال : لا ، ولكنه الذي
__________________
يخصف النعل ، وكان
أعطى عليا نعله يخصفها » (٨٧٦) والسلام عليكم.
ش
المراجعة ٩٥
|
٢٦ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
العذر
في عدم قتل المارق
لعلهما رضي الله عنهما فهما استحباب
قتله حملا منهما للامر على الاستحباب لا على الوجوب ، ولذا لم يقتلاه ، أو ظنا أن
قتله واجب كفائي ، فتركاه اعتمادا على غيرهما من الصحابة لوجود من تتحقق به
الكفاية منهم ، ولم يكونا حين رجعا عنه خائفين من فوات الامر بسبب هربه إذ لم
يخبراه بالقضية ، والسلام.
س
____________________________________
المراجعة ٩٦
|
٢٦ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
رد
العذر
الامر حقيقة في الوجوب ، فلا يتبادر إلى
الاذهان منه سواه ، فحمله على الاستحباب مما لا يصح إلا بالقرينة ولا قرينة في
المقام على ذلك ، بل القرائن تؤكد إرادة المعنى الحقيقي ، أعني الوجوب ، فأنعم
النظر في تلك الاحاديث تجد الامر كما قلناه ، وحسبك قوله صلى الله عليه وآله وسلم
: إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق
السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فوقه قاقتلوهم هم شر البرية
، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : لو قتل ما اختلف من أمتي رجلان ، فإن هذا الكلام
ونحوه ، لا يقال إلا في إيجاب قتله والحض الشديد على ذلك.
وإذا راجعت الحديث في مسند أحمد ، تجد
الامر بقتله متوجها إلى أبي بكر خاصة ، ثم إلى عمر بالخصوص ، فكيف ـ والحال هذه ـ يكون
الوجوب كفائيا.
على أن الاحاديث صريحة بأنهما لم يحجما
عن قتله إلا كراهة أن يقتلاه وهو على تلك الحال ، من التخشع في الصلاة لا لشيء آخر
، فلم يطيبا نفسا بما طابت به نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يرجحا ما
أمرهما به من قتله ، فالقضية من الشواهد على انهم كانوا يؤثرون العمل برأيهم على
التعبد بنصه كما ترى ، والسلام.
ش
المراجعة ٩٧
|
٣٠ ربيع الأول سنة
١٣٣٠
|
التماس
الموارد كلها
هلم ببقية الموارد ، ولا تبقوا منها ما
نلتمسه مرة أخرى ، وإن احتاج ذلك إلى التطويل ، والسلام.
س
المراجعة ٩٨
|
٣ ربيع الثاني سنة
١٣٣٠
|
١ ـ لمعة من الموارد
٢
ـ الاشارة إلى موارد أخر
١ ـ حسبك منها صلح الحديبية ، وغنائم
حنين ، وأخذ الفداء من أسرى بدر ، وأمره صلى الله عليه وآله وسلم ، بنحر بعض الابل
إذ أصابتهم مجاعة في غزوة تبوك ، وبعض شؤونهم يوم أحد وشعبه ، ويوم أبي هريرة إذ
نادى بالبشارة لكل من لقي الله بالتوحيد ، ويوم الصلاة على ذلك المنافق ، ويوم
اللمز في الصدقات وسؤالهم بالفحش ، وتأول آيتي الخمس والزكاة وآيتي المتعتين، وآية
الطلاق الثلاث ، وتأول السنة الواردة في نوافل شهر رمضان كيفية وكمية ، والمأثورة
في كيفية الاذان ، وكمية التكبير في صلاة الجنائز ، إلى ما لا يسع المقام بيانه ،
كالمعارضة في أمر حاطب بن بلتعة ، والمعارضة لما فعله النبي في مقام إبراهيم ،
وكإضافة دور جماعة من
المسلمين إلى المسجد
، وكالحكم على اليمانيين بدية أبي خراش الهذلي، وكنفي نصر بن الحجاج السلمي ،
وإقامة الحد على جعدة بن سليم
، ووضع الخراج على السواد ، وكيفية ترتيب الجزية ، والعهد بالشورى على الكيفية
المعلومة ، وكالعس ليلا ، والتجسس نهارا ، وكالعول في الفرائض (٨٧٧) إلى ما لا
يحصى من الموارد التي آثروا فيها القوة والسطوة ، والمصالح العامة ، وقد أفردنا
لها في كتابنا ـ سبيل المؤمنين
ـ بابا واسعا.
٢ ـ على أن هناك نصوصا أخر خاصة في علي
وفي العترة الطاهرة غير نصوص الخلافة لم يعملوا بها أيضا ، بل عملوا بنقيضها كما
يعلمه الباحثون ، فلا عجب بعدها من تأولهم نص الخلافة عليه ، وهل هو إلا كأحد
__________________
____________________________________
النصوص التي تأولوها
فقدموا العمل بآرائهم على التعبد بها؟ والسلام.
ش
المراجعة ٩٩
|
٥ ربيع الثاني سنة
١٣٣٠
|
١ ـ إيثارهم المصلحة في
تلك الموارد
٢
ـ التماس ما بقي منها.
١ ـ لا يرتاب ذو مسكة في حسن مقاصدهم ،
وإيثارهم المصلحة العامة في كل ما كان منهم في تلك الموارد إذ كانوا يتحرون فيها
الاصلح للامة ، والارجح للملة ، والاقوى للشوكة ، فلا جناح عليهم في شئ مما فعلوه
، سواء عليهم أتعبدوا بالنصوص أم تأولوها.
٢ ـ وكنا كلفناكم باستقصاء الموارد ،
فأوردتم منها ما أوردتم ، ثم ذكرتم أن في الامام وعترته نصوصا غير نصوص الخلافة لم
يعمل بها سلفنا ، فليتكم أوردتموها مفصلة وأغنيتمونا عن التماسها ، والسلام.
س
المراجعة ١٠٠
|
٨ ربيع الثاني سنة
١٣٣٠
|
١ ـ خروج المناظر عن محل
البحث
٢
ـ إجابته إلى ملتمسه
١ ـ سلمتم بتصرفهم في النصوص المأثورة
في تلك الموارد ، فصدقتم بما قلناه والحمد لله. أما حسن مقاصدهم وإيثارهم المصلحة
العامة
وتحريهم الاصلح
للامة ، والارجح للملة ، والاقوى للشوكة ، فخارج عن محل البحث كما تعلمون.
٢ ـ التمست في المراجعة الاخيرة تفصيل
ما اختص بعلي من الصحاح المنصوص فيها عليه بغير الامامة من الامور التي لم يتعبدوا
بل لم يبالوا بها ، وأنت إمام السنن ، في هذا الزمن ، جمعت أشتاتها ، واستفرغت
الوسع في معاناتها ، فمن ذا يتوهم أنك ممن لا يعرف تفصيل ما أجملناه ، ومن ذا يرى
أنه أولى منك بمعرفة كنه ما أشرنا إليه ، وهل يجاريك أو يباريك في السنة أحد ، كلا
، ولكن الامر كما قيل : « وكم سائل عن أمره وهو عالم ».
إنكم لتعلمون أن كثيرا من الصحابة كانوا
يبغضون عليا ويعادونه ، وقد فارقوه وآذوه ، وشتموه وظلموه ، وناصبوه ، وحاربوه ،
فضربوا وجهه ووجوه أهل بيته وأوليائه بسيوفهم ، كما هو معلوم بالضرورة من أخبار
السلف ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من أطاعني فقد أطاع الله ،
ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع عليا فقد أطاعني ، ومن عصى عليا فقد عصاني » (٨٧٨)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من فارقني فقد فارق الله ، ومن فارقك يا علي فقد
فارقني » (٨٧٩) وقال صلى الله عليه وآله : « يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في
الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ، والويل
لمن أبغضك
____________________________________
بعدي (٨٨٠) » وقال
صلى الله عليه وآله وسلم : « من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله » (٨٨١)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من آذى عليا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله
» (٨٨٢) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا
فقد أبغضني » (٨٨٣) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لا يحبك يا علي إلا مؤمن ،
ولا يبغضك إلا منافق » (٨٨٤) وقال صلى الله عليه وآله وسلم :
____________________________________
« اللهم وال من
والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله » (٨٨٥) ونظر يوما إلى علي
وفاطمة والحسن والحسين ، فقال صلى الله عليه وآله : « أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم
لمن سالمكم » (٨٨٦) وحين غشاهم بالكساء قال صلى الله عليه وآله وسلم :
____________________________________
« أنا حرب لمن
حاربهم ، وسلم لمن سالمهم ، وعدو لمن عاداهم » (٨٨٧) إلى كثير من أمثال هذه السنن
التي لم يعمل كثير من الصحابة بشيء منها ، وإنما عملوا بنقيضها تقديما لاهوائهم ،
وإيثارا لاغراضهم ، وأولوا البصائر يعلمون أن سائر السنن المأثورة في فضل علي ـ وإنها
لتربو على المئات ـ كالنصوص الصريحة في وجوب موالاته ، وحرمة معاداته ، لدلالة كل
منها على جلال قدره وعظم شأنه ، وعلو منزلته عند الله ورسوله ، وقد أوردنا منها في
غضون هذه المراجعات طائفة وافرة ، وما لم نورده أضعاف أضعاف ما أوردنا (٨٨٨) ،
وأنتم ـ بحمد الله ـ ممن وسعوا السنن علما ، وأحاطوا بها فهما ، فهل وجدتم شيئا منها
يتفق مع مناصبته ومحاربته ، أو يلتئم مع إيذائه وبغضه وعداوته ، أو يناسب هضمه
____________________________________
السنن الواردة في فضل علي
وأهل بيته
وظلمه ، وسبه على
منابر المسلمين ، وجعل ذلك سنة من سنن الخطباء أيام الجمع والاعياد ، كلا. ولكن
الذين ارتكبوا منه ذلك لم يبالوا بها على كثرتها وتواترها ، ولم يكن لهم منها وازع
عن العمل بكل ما تقتضيه سياستهم ، وكانوا يعلمون أنه اخو النبي ووليه ووارثه ونجيه
، وسيد عترته ، وهارون امته ، وكفؤ بضعته وأبوذريته ، وأولهم إسلاماً وأخلصهم
إيمانا ، وأغزرهم علما ، وأكثرهم عملا ، وأكبرهم حلما ، وأشدهم يقينا ، وأعظمهم
عناءً ، وأحسنهم بلاء ، وأوفرهم مناقب ، وأكرمهم سوابق ، وأحوطهم على الاسلام ،
وأقربهم من رسول الله ، وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا ، وأمثلهم فعلا وقولا وصمتا ،
لكن الاغراض الشخصية كانت هي المقدمة عندهم على كل دليل ؛ فأي عجب بعد هذا من
تقديم رأيهم في الامامة على التعبد بنص الغدير ، وهل نص الغدير إلا حديث واحد من
مئات الاحاديث التي تأولوها؟ إيثارا لآرائهم وتقديما لمصالحهم ، وقد قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم : « إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله
وعترتي أهل بيتي » (٨٨٩) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنما مثل
____________________________________
أهل بيتي فيكم
كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب
حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له » (٨٩٠) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : النجوم
أمان لاهل الارض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لامتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها
قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس » (٨٩١) ، إلى آخر ما جاء على هذا النمط
من صحاح السنن التي لم يتعبدوا بشيء منها ، والسلام.
ش
المراجعة ١٠١
|
١٠ ربيع الثاني
سنة ١٣٣٠
|
لِمَ
لَمْ يحتج الامام يوم السقيفة بنصوص الخلافة والوصاية؟
صرح الحق عن محضه ، والحمد لله رب
العالمين ، ولم يبق إلا أمر واحد ، تنكرت معالمه ، وخفيت أعلامه ، أذكره لك لتميط
حجابه ، وتعلن سره ، وهو أن الامام لم يحتج ـ يوم السقيفة على الصديق ومبايعيه ـ بشيء
من نصوص الخلافة والوصاية التي أنتم عليها عاكفون ، فهل أنتم أعرف بمفادها منه؟
والسلام.
س
____________________________________
المراجعة ١٠٢
|
١١ ربيع الثاني
سنة ١٣٣٠
|
١ ـ موانع الامام من
الاحتجاج يوم السقيفة.
٢
ـ الاشارة إلى احتجاجه واحتجاج مواليه مع وجود الموانع
١ ـ الناس كافة يعلمون أن الامام وسائر
أوليائه من بني هاشم وغيرهم ، لم يشهدوا البيعة ، ولا دخلوا السقيفة يومئذ وكانوا
في معزل عنها وعن كل ما كان فيها ، منصرفين بكلهم إلى خطبهم الفادح بوفاة رسول
الله ، وقيامهم بالواجب من تجهيزه صلى الله عليه وآله وسلم ، لا يعنون بغير ذلك ،
ما واروه في ضراحه الاقدس حتى أكمل أهل السقيفة أمرهم فأبرموا البيعة ، وأحكموا
العقد ، وأجمعوا ـ أخذا بالحزم ـ على منع كل قول أو فعل يوهن بيعتهم ، أو يخدش
عقدهم ، أو يدخل التشويش والاضطراب على عامتهم ، فأين كان الامام عن السقيفة وعن
بيعة الصديق ومبايعيه ليحتج عليهم؟ وأنى يتسنى الاحتجاج له او لغيره بعد عقد
البيعة وقد اخذ أولو الامر والنهي بالحزم ، وأعلن أولو الحول والطول تلك الشدة ،
وهل يتسنى في عصرنا الحاضر لاحد ان يقابل اهل السلطة بما يرفع سلطتهم ، ويلغي
دولتهم؟ وهل يتركونه وشأنه لو أراد ذلك؟ هيهات هيهات ، فقس الماضي على الحاضر ،
فالناس ناس والزمان زمان.
على أن عليا لم ير للاحتجاج عليهم يومئذ
أثرا إلا الفتنة التي كان يؤثر ضياع حقه على حصولها في تلك الظروف ، إذ كان يخشى
منها على بيضة الاسلام وكلمة التوحيد ، كما أوضحناه سابقا حيث قلنا : انه مني في
تلك الايام بما لم يمن به أحد ، إذ مثل على جناحيه خطبان فادحان ، الخلافة
بنصوصها ووصاياها
إلى جانب تستصرخه وتستفزه بشكوى تدمي الفؤاد ، وحنين يفتت الاكباد ، والفتن
الطاغية إلى جانب آخر تنذره بانتقاص شبه الجزيرة ، وانقلاب العرب ، واجتياح
الاسلام ، وتهدده بالمنافقين من اهل المدينة ، وقد مردوا على النفاق ، وبمن حولهم
من الاعراب ، وهم منافقون بنص الكتاب ، بل هم أشد كفرا ونفاقا وأجدر ان لا يعلموا
حدود ما أنزل الله على رسوله ، وقد قويت شوكتهم بفقده صلى الله عليه وآله وسلم ،
وأصبح المسلمون بعده كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ، بين ذئاب عادية ، ووحوش
ضارية ، ومسيلمة الكذاب ، وطليحة بن خويلد الافاك ، وسجاح بنت الحرث الدجالة ،
وأصحابهم الرعاع الهمج ، قائمون ـ في محق الاسلام وسحق المسلمين ـ على ساق ،
والرومان والاكاسرة والقياصرة وغيرهم ، كانوا للمسلمين بالمرصاد ، إلى كثير من هذه
العناصر الجياشة بكل حنق من محمد وآله واصحابه ، وبكل حقد وحسيكة لكلمة الاسلام
تريد ان تنقض أساسها وتستأصل شأفتها ، وانها لنشيطة في ذلك مسرعة متعجلة ، ترى أن
الامر قد استتب لها ، والفرصة ـ بذهاب النبي إلى الرفيق الاعلى ـ قد حانت ، فأرادت
ان تسخر الفرصة ، وتنتهز تلك الفوضى قبل ان يعود الاسلام إلى قوة وانتظام ، فوقف
علي بين هذين الخطرين ، فكان من الطبيعي له ان يقدم حقه قربانا لحياة المسلمين ، لكنه أراد الاحتفاظ
__________________
بحقه في الخلافة ،
والاحتجاج على من عدل عنه بها على وجه لا تشق بهما للمسلمين عصا ، ولا تقع بينهم
فتنة ينتهزها عدوهم ، فقعد في بيته حتى أخرجوه كرها بدون قتال ، ولو أسرع اليهم ما
تمت له حجة ، ولا سطع لشيعته برهان ، لكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين والاحتفاظ
بحقه من خلافة المسلمين ، وحين رأى أن حفظ الاسلام ، ورد عادية أعدائه موقوفان في
تلك الايام على الموادعة والمسالمة ، شق بنفسه طريق الموادعة ، وآثر مسالمة
القائمين في الامر احتفاظا بالامة ، واحتياطا على الملة ، وضنا بالدين ، وإيثارا
للاجلة على العاجلة ، وقياما بالواجب شرعا وعقلا من تقديم الاهم ـ في مقام التعارض
ـ على المهم ، فالظروف يومئذ لا تسع مقاومة بسيف ، ولا مقارعة بحجة .
٢ ـ ومع ذلك فإنه وبنيه ، والعلماء من
مواليه ، كانوا يستعملون الحكمة
__________________
____________________________________
في ذكر الوصية ،
ونشر النصوص الجلية ، كما لا يخفى على المتتبعين ، والسلام.
ش
المراجعة ١٠٣
|
١٢ ربيع الثاني
سنة ١٣٣٠
|
البحث
عن احتجاجه واحتجاج مواليه
متى كان ذلك من الامام؟ ومتى كان ذلك من
ذويه ومواليه؟ أوقفونا على شيء منه ، والسلام.
س
المراجعة ١٠٤
|
١٥ ربيع الثاني
سنة ١٣٣٠
|
١ ـ ثلة من موارد احتجاج
الامام
٢
ـ احتجاج الزهراء عليهاالسلام
١ ـ كان الامام يتحرى السكينة في بث
النصوص عليه ، ولا يقارع بها خصومه احتياطا على الاسلام ، واحتفاظا بريح المسلمين ، وربما اعتذر عن سكوته وعدم
مطالبته ـ في تلك الحالة ـ بحقه فيقول
: « لا يعاب المرء
__________________
بتأخير حقه ، إنما
يعاب من أخذ ما ليس له (٨٩٢) » وكان له في نشر النصوص عليه طرق تجلت الحكمة فيها
بأجلى المظاهر ، ألا تراه ما فعل يوم الرحبة إذ جمع الناس فيها أيام خلافته لذكرى
يوم الغدير ، فقال لهم : أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، يقول يوم غدير خم ما قال ، إلا قام فشهد بما سمع ، ولا يقم إلا من رآه ،
فقام ثلاثون ، من الصحابة فيهم اثنا عشر بدريا فشهدوا بما سمعوه من نص الغدير (٨٩٣) وهذا غاية ما يتسنى له في تلك
الظروف الحرجة بسبب
__________________
____________________________________
قتل عثمان ، وقيام
الفتنة في البصرة والشام ، ولعمري انه قصارى ما يتفق من الاحتجاج يومئذ مع الحكمة
في تلك الاوقات ، ويا له مقاما محمودا بعث نص الغدير من مرقده ، فأنعشه بعد ان
كاد، ومثل ـ لكل من كان في الرحبة من تلك الجماهير ـ موقف النبي (ص) يوم خم ، وقد
أخذ بيد علي فأشرف به على مئة ألف أو يزيدون ، من أمته ، فبلغهم انه وليهم من بعده
، وبهذا كان نص الغدير أظهر مصاديق السنن المتواترة ، فانظر إلى حكمة النبي إذ
أشاد به على رؤوس الاشهاد ، وانتبه إلى حكمة الوصي يوم الرحبة إذ ناشدهم بذلك
النشاد ، فأثبت الحق بكل تؤدة اقتضتها الحال ، وكل سكينة كان الامام يؤثرها ،
وهكذا كانت سيرته في بث العهد اليه ، ونشر النص عليه ، فإنه إنما كان ينبه
الغافلين بأساليب لا توجب ضجة ولا تقتضي نفرة.
وحسبك ما أخرجه أصحاب السنن من حديثه عليهالسلام في الوليمة التي
أولمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في دار عمه شيخ الاباطح بمكة يوم أنذر
عشيرته الاقربين ، وهو حديث طويل جليل
، وكان الناس ولم يزالوا يعدونه من أعلام النبوة ، وآيات الاسلام ، لاشتماله على
المعجز النبوي بإطعام الجم الغفير من الزاد اليسير ، وقد جاء في آخره : أن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم ، أخذ برقبته ، فقال : « إن هذا أخي ووصيي
__________________
____________________________________
وخليفتي فيكم ،
فاسمعوا له وأطيعوا » (٨٩٤) وكثيرا ما كان يحدث بأن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، قال له : « أنت ولي كل مؤمن بعدي » (٨٩٥) وكم حدث بقوله له : « انت مني
بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي » (٨٩٦) وكم حدث بقول رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم : « ألست أولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا : بلى.
قال : من كنت وليه فهذا ـ علي ـ وليه » (٨٩٧)
إلى كثير من النصوص التي لم تجحد ، وقد أذاعها بين الثقات والأثبات ، وهذا ما
يتسنى له في تلك الاوقات ، (حكمة بالغة فما تغن النذر) ويوم الشورى أعذر وأنذر ، ولم يبق من
خصائصه ومناقبه شيئا إلا احتج به (٨٩٨) ، وكم احتج
__________________
____________________________________
أيام خلافته متظلما
، وبث شكواه على المنبر متألما ، حتى قال : « أما والله لقد تقمصها فلان ، وانه
ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ، ولا يرقى الي الطير ،
فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، وطفقت أن أرتئي بين ان أصول بيد جذاء ، او
أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن
حتى يلقى ربه ، فرأيت ان الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق
شجى ، أرى تراثي نهبا ... »إلى آخر الخطبة (٨٩٩)
____________________________________
الشقشقية ، وكم قال : « اللهم إني استعينك على
قريش ومن أعانهم
، فإنهم قطعوا رحمي ، وصغروا عظيم منزلتي ، واجمعوا على منازعتي أمرا هو لي ، ثم
قالوا : الا إن في الحق ان تأخذه وفي الحق ان تتركه » اهـ. (٩٠٠) وقد قال له قائل : « إنك على هذا الامر يا ابن
__________________
____________________________________
ابي طالب لحريص ،
فقال : بل انتم والله لاحرص وانما طلبت حقا لي وانتم تحولون بيني وبينه » (٩٠١)
وقال عليهالسلام
: « فوالله
مازلت مدفوعا عن حقي مستأثرا علي منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى
يوم الناس هذا » (٩٠٢).
وقال عليهالسلام
مرة : « لنا حق فإن اعطيناه ، وإلا ركبنا أعجاز الابل ، وإن طال السرى » (٩٠٣) وقال عليهالسلام في كتاب كتبه إلى
أخيه
__________________
____________________________________
عقيل : « فجزت قريش عني الجوازي ، فقد قطعوا
رحمي ، وسلبوني سلطان ابن أمي » (٩٠٤) وكم قال عليهالسلام
: « فنظرت
فاذا ليس لي معين إلا أهل بيتي ، فضننت بهم عن الموت ، وأغضيت على القذى ، وشربت
على الشجى ، وصبرت على أخذ الكظم ، وعلى أمر من طعم العلقم » (٩٠٥).
وسأله بعض أصحابه : كيف دفعكم قومكم عن
هذا المقام وأنتم أحق به؟ فقال
: « يا أخا بني أسد إنك لقلق الوضين ، ترسل في غير سدد ، ولك
__________________
____________________________________
بعد ذمامة الصهر وحق
المسألة وقد استعلمت فاعلم ، أما الاستبداد علينا بهذا المقام ، ونحن الاعلون نسبا
، والاشدون برسول الله نوطا ، فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم ؛ وسخت عنها
نفوس آخرين ، والحكم لله والمعود اليه يوم القيامة ، ودع عنك نهبا صيح في حجراته
... الخطبة » (٩٠٦) وقال عليهالسلام
: « أين
الذين زعموا انهم الراسخون في العلم دوننا؟ كذبا علينا وبغيا إن رفعنا الله ووضعهم
، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ؛ ان
الائمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة
من غيرهم ... الخ » (٩٠٧). وحسبك قوله في بعض خطبه : « حتى اذا قبض رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ، رجع قوم على الاعقاب ، وغالتهم السبل ، واتكلوا على الولائج ، ووصلوا غير الرحم ، وهجروا
__________________
____________________________________
السبب الذي أمروا
بمودته ، ونقلوا البناء عن رص أساسه ، فبنوه في غير مواضعه ، معادن كل خطيئة ،
وأبواب كل ضارب في غمرة ، قد ماروا في الحيرة ، وذهلوا في السكرة ، على سنة من آل
فرعون ، من منقطع إلى الدنيا راكن ، أو مفارق للدين مباين (٩٠٨) » وقوله في خطبة
خطبها بعد البيعة له ، وهي من جلائل خطب النهج
: « لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، من هذه الامة احد ، ولا يسوى بهم
من جرت نعمتهم عليه ابدا ، هم اساس الدين ، وعماد اليقين ، اليهم يفيء الغالي ،
وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ، الآن إذ رجع
الحق إلى اهله ، ونقل إلى منتقله (٩٠٩) » وقوله عليهالسلام
من خطبة اخرى يعجب فيها من مخالفيه : « فيا عجبي! ومالي لا اعجب من خطأ
__________________
____________________________________
هذه الفرق على
اختلاف حججها في دينها ، لا يقتصون اثر نبي ، ولا يقتدون بعمل وصي ... الخطبة » (٩١٠).
٢ ـ وللزهراء عليهاالسلام حجج بالغة ،
وخطبتاها في ذلك سائرتان ، كان أهل البيت يلزمون أولادهم بحفظهما كما يلزمونهم
بحفظ القرآن ، وقد تناولت اولئك الذين نقلوا البناء عن رص أساسه فبنوه في غير
موضعه ، فقالت : « ويحهم انى زحزحوها ـ أي الخلافة ـ عن رواسي الرسالة؟! وقواعد
النبوة ، ومهبط الروح الامين ، الطبن
بأمور الدنيا والدين ، الا ذلك الخسران المبين ، وما الذي نقموا من أبي الحسن؟
نقموا والله نكير سفيه ، وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله ، وتالله
لو تكافأوا
__________________
____________________________________
على زمام نبذه اليه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لاعتقله وسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه ،
ولا يتتعتع راكبه ، ولاوردهم منهلا رويا فضفاضا تطفح ضفتاه ، ولا يترنم جانباه ،
ولاصدرهم بطانة
ونصح لهم سرا وإعلانا ، غير متحل منهم بطائل إلا بغمر الناهل وردعة سورة الساغب ولفتحت عليهم بركات من السماء والارض ،
وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون ، إلا هلم فاستمع وما عشت اراك الدهر عجبا ، وإن
تعجب ، فقد أعجبك الحادث ، إلى اي لجأ لجأوا؟ وبأي عروة تمسكوا ، لبئس المولى
ولبئس العشير ، بئس للظالمين بدلا ، استبدلوا والله الذنابا بالقوادم ، والعجز
بالكاهل ، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا إلا أنهم هم المفسدون ولكن لا
يشعرون ، ويحهم (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن
يهدى فما لكم كيف تحكمون)
... إلى آخر الخطبة
» (٩١١) وهي نموذج كلام العترة الطاهرة
__________________
____________________________________
خطبة فاطمة الزهراء في
المسجد
في هذا الموضوع ،
وعلى هذه فقس ما سواها ، والسلام.
ش
__________________
____________________________________
خطبة الزهراء الثانية
المراجعة ١٠٥
|
١٦ ربيع الثاني
سنة ١٣٣٠
|
نلتمس تتميم الفائدة بنقل احتجاج غير
الامام والزهراء ، ولكم الفضل ؛ والسلام.
س
المراجعة ١٠٦
|
١٨ ربيع الثاني
سنة ١٣٣٠
|
١ ـ احتجاج ابن عباس
٢
ـ احتجاج الحسن والحسين
٣
ـ احتجاج أبطال الشيعة من الصحابة
٤
ـ الاشارة إلى احتجاجهم بالوصية
١ ـ ألفتكم إلى محاورة ابن عباس وعمر ،
إذ قال عمر (في حديث طويل دار بينهما) : « يا ابن عباس أتدري ما منع قومكم منكم
بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ (قال ابن عباس) : فكرهت أن اجيبه ، فقلت له :
إن لم أكن ادري فإن أميرالمؤمنين يدري ، فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة
والخلافة فتجحفوا على قومكم بجحا بجحا
، فاختارت قريش لانفسها فاصابت ووفقت (قال) : فقلت : يا أميرالمؤمنين ، إن تأذن لي
في الكلام وتمط عني الغضب ، تكلمت ، قال : تكلم (قال ابن عباس) : أما قولك يا
__________________
أميرالمؤمنين :
اختارت قريش لانفسها فأصابت ووفقت ، فلو أن قريشاً اختارت لانفسها من حين اختار
الله لها ، لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود ، واما قولك : انهم أبوا أن
تكون لنا النبوة والخلافة ، فان الله عزوجل ، وصف قوما بالكراهة ، فقال : (ذلك بأنهم كرهوا
ما أنزل الله فأحبط أعمالهم)
فقال عمر : هيهات يا ابن عباس ، قد كانت تبلغني عنك أشياء أكره أن اقرك عليها
فتزيل منزلتك مني ، قلت : ما هي يا اميرالمؤمنين؟ فان كانت حقا فما ينبغي ان تزيل
منزلتي منك ، وإن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه ، فقال عمر : بلغني انك
تقول : إنما صرفوها عنا حسدا وبغيا وظلما ، (قال) فقلت : أما قولك يا أميرالمؤمنين
ظلما فقد تبين للجاهل والحليم ، واما قولك حسدا فان آدم حسد ونحن ولده المحسودون ،
فقال عمر : هيهات هيهات ، أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا لا يزول. (قال)
فقلت : مهلا يا امير المؤمنين ، لا تصف بهذا قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا ... الحديث
» (٩١٢).
__________________
____________________________________
وحاوره مرة أخرى ، فقال له في حديث آخر
: « كيف خلفت ابن عمك ، قال : فظننته يعني عبدالله بن جعفر ، قال : فقلت : خلفته
مع أترابه ، قال : لم اعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت ، قال : قلت : خلفته
يمتح بالغرب وهو يقرأ القرآن. قال : يا عبدالله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل
بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟ قال : قلت : نعم. قال : أيزعم ان رسول الله نص
عليه؟ قال ابن عباس : قلت : وأزيدك سألت ابي عما يدعي ـ من نص رسول الله عليه
بالخلافة ـ فقال : صدق ، فقال عمر : كان من رسول الله في امره ذرو من قول لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذرا ،
ولقد كان يربع
في امره وقتاً ما ولقد أراد في مرضه ان يصرح باسمه فمنعته من ذلك ، ... الحديث » (٩١٣).
__________________
____________________________________
وتحاورا مرة ثالثة فقال : « يا ابن عباس
ما أرى صاحبك الا مظلوما ، فقلت : يا اميرالمؤمنين فاردد اليه ظلامته (قال) فانتزع
يده من يدي ومضى يهمهم ساعة ، ثم وقف فلحقته ، فقال : يا ابن عباس ما أظنهم منعهم
عنه الا انه استصغره قومه ، قال : فقلت له : والله ما استصغره الله ورسوله حين
أمراه ان يأخذ براءة من صاحبك ، قال : فأعرض عني وأسرع ، فرجعت عنه » (٩١٤) . وكم لحبر الامة ولسان الهاشميين وابن
عم رسول الله عبدالله بن العباس من أمثال هذه المواقف ، وقد مر عليك ـ في
__________________
____________________________________
المراجعة ٢٦ ـ احتجاجه
على ذلك الرهط العاتي ببضع عشرة من خصائص علي في حديث طويل جليل ، قال فيه : «
وقال النبي لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة فأبوا ، وقال علي : أنا
أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال لعلي : انت وليي في الدنيا والآخرة (إلى ان قال
ابن عباس) : وخرج رسول الله في غزوة تبوك وخرج الناس معه ، فقال له علي : أخرج
معك؟ فقال رسول الله : لا ، فبكى علي ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ، إنه لا ينبغي
ان أذهب إلا وانت خليفتي (قال) : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من كنت
مولاه فإن عليا مولاه ... » الحديث (٩١٥).
٢ ـ وكم لرجالات بني هاشم يومئذ من
أمثال هذه الاحتجاجات ، حتى ان الحسن بن علي جاء إلى ابي بكر وهو على منبر رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له : انزل عن مجلس أبي (٩١٦) ، ووقع للحسين
نحو ذلك مع عمر وهو على المنبر أيضا
(٩١٧).
__________________
____________________________________
٣ ـ وكتب الامامية تثبت في هذا المقام
احتجاجات كثيرة قام بها الهاشميون وأولياؤهم من الصحابة والتابعين ، فليراجعها من
أرادها في مظانها ، وحسبنا ما في كتاب الاحتجاج للامام الطبرسي من كلام كل من خالد
بن سعيد بن العاص الاموي
وسلمان الفارسي ، وابي ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والمقداد ، وبريدة الاسلمي ،
وابي الهيثم بن التيهان ، وسهل وعثمان ابني حنيف ، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ،
وأُبيُّ بن كعب ، وابي أيوب الانصاري ، وغيرهم (٩١٨). ومن تتبع أخبار اهل البيت
__________________
____________________________________
وأولياءهم ، علم
انهم كانوا لا يضيعون فرصة تخولهم الاحتجاج بأنواعه كلها من تصريح وتلويح ، وشدة
ولين ، وخطابة وكتابة ، وشعر ونثر ، حسبما تسمح لهم ظروفهم الحرجة.
٤ ـ وأكثروا من ذكر الوصية محتجين بها
كما يعلمه المتتبعون ، والسلام.
ش
المراجعة ١٠٧
|
١٩ ربيع الثاني
سنة ١٣٣٠
|
متى
ذكروا الوصية؟
متى ذكروا الوصية إلى الامام؟ ومتى
احتجوا بها؟ وما رأيتهم ذكروها إلا في مجلس أم المؤمنين فأنكرتها ، كما بيناه
سابقا ، والسلام
س
____________________________________
المراجعة ١٠٨
|
٢٢ ربيع الثاني
سنة ١٣٣٠
|
الاحتجاج
بالوصية
بلى ذكرها أمير المؤمنين على المنبر ،
وقد تلونا عليك ـ في المراجعة ١٠٤ ـ نصه. وكل من أخرج حديث الدار يوم الانذار
فأنما أسنده إلى علي ، وقد أوردناه سابقا ـ في المراجعة ٢٠ ـ وفيه النص الصريح
بوصايته وخلافته ، وخطب الامام ابومحمد الحسن السبط سيد شباب اهل الجنة حين قتل
امير المؤمنين خطبته الغراء
فقال فيها : « وأنا ابن النبي ، وأنا ابن الوصي » (٩١٩). وقال الامام جعفر الصادق : « كان علي يرى مع رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ، قبل الرسالة الضوء ، ويسمع الصوت (قال) : وقال له صلى الله عليه
وآله : لولا اني خاتم الانبياء لكنت
__________________
____________________________________
الاحتجاج بالوصية
شريكا في النبوة ،
فإن لم تكن نبيا فإنك وصي نبي ووارثه » (٩٢٠) ؛ وهذا المعنى متواتر عن أئمة اهل
البيت كافة ؛ وهو من الضروريات عندهم وعند أوليائهم ، من عصر الصحابة إلى يومنا. هذا
وكان سلمان الفارسي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : « ان
وصيي ، وموضع سري ، وخير من أترك بعدي ، ينجز عدتي ، ويقضي ديني ، علي بن أبي طالب
» (٩٢١) ، وحدث أبوأيوب الانصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
يقول لفاطمة : « أما علمت أن الله عزوجل اطلع على اهل الارض فاختار منهم أباك
فبعثه نبيا ، ثم اطلع الثانية فاختار بعلك ، فأوحى إلي فأنكحته واتخذته وصيا » (٩٢٢)
؛ وحدث بريدة فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول : « لكل نبي
وصي ووارث ، وان وصيي ووارثي علي بن ابي طالب
» (٩٢٣) ؛ وكان جابر ابن يزيد الجعفي
__________________
____________________________________
اذا حدث عن الامام
الباقر يقول ـ كما في ترجمة جابر من ميزان الذهبي ـ : « حدثني وصي الاوصياء » (٩٢٤)
وخطبت ام الخير بنت الحريش البارقية في صفين تحرض اهل الكوفة على قتال معاوية
خطبتها العصماء ، فكان مما قالت فيها : « هلموا رحمكم الله إلى الامام العادل ،
والوصي الوفي ، والصديق الاكبر ... » إلى آخر كلامها (٩٢٥).
هذا بعض ما أشاد السلف بذكر الوصية في
خطبهم وحديثهم. ومن تتبع أحوالهم ، وجدهم يطلقون الوصي على امير المؤمنين إطلاق
الاسماء على مسمياتها ، حتى قال صاحب تاج العروس في مادة الوصي ص ٣٩٢ من الجزء
العاشر من التاج : والوصي ـ كغني ـ : لقب علي رضي الله عنه.
أما ما جاء من ذلك في شعرهم ، فلا يمكن
ان يحصى في هذا الاملاء ، وإنما نذكر منه ما يتم به الغرض ، قال عبدالله بن العباس
بن عبد المطلب :
وصي رسول الله من دون أهله
|
|
وفارسه ان قيل هل من منازل (٩٢٦)
|
__________________
____________________________________
الوصية في الشعر العربي
وقال المغيرة بن الحارث بن عبدالمطلب من
أبيات يحرض فيها اهل العراق على حرب معاوية بصفين :
هذا وصي رسول الله قائدكم
|
|
وصهره وكتاب الله قد نشرا (٩٢٧)
|
وقال عبدالله بن ابي سفيان بن الحرث بن
عبدالمطلب :
ومنا علي ذاك صاحب خيبر
|
|
وصاحب بدر يوم سالت كتائبه
|
وصي النبي المصطفى وابن عمه
|
|
فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه (٩٢٨)
|
وقال ابوالهيثم بن التيهان ، وكان بدريا
، من أبيات أنشأها يوم الجمل :
إن الوصي إمامنا وولينا
|
|
برح الخفاء وباحت الاسرار (٩٢٩)
|
وقال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وهو
بدري ، من أبيات أنشأها يوم الحمل أيضا :
يا وصي النبي قد أجلت الحر
|
|
ب الاعادي وسارت الاظعان (٩٣٠)
|
____________________________________
وقال رضي الله عنه :
أعائش خلي عن علي وعيبه
|
|
بما ليس فيه إنما أنت والده
|
وصي رسول الله من دون أهله
|
|
وأنت على ما كان من ذاك شاهده (٩٣١)
|
وقال عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعي
، يوم الجمل وهو من أبطال الصحابة ، وقد استشهد في صفين هو وأخوه عبدالرحمن :
يا قوم للخطة العظمى التي حدثت
|
|
حرب الوصي وما للحب من آسي (٩٣٢)
|
ومن شعر امير المؤمنين في صفين :
ما كان يرضى أحمد لو اخبرا
|
|
ان يقرنوا وصيه والابترا (٩٣٣)
|
وقال جرير بن عبدالله البجلي الصحابي من
أبيات أرسلها إلى شرحبيل بن السمط ، وقد ذكر فيها عليا :
وصي رسول الله من دون أهله
|
|
وفارسه الحامي به يضرب المثل (٩٣٤)
|
____________________________________
وقال عمر بن حارثة الانصاري من أبيات له
في محمد ابن امير المؤمنين المعروف بابن الحنفية :
سمي النبي وشبه الوصي
|
|
ورايته لونها العندم (٩٣٥)
|
وقال عبدالرحمن بن جعيل إذ بايع الناس
عليا بعد عثمان :
لعمري لقد بايعتم ذا حفيظة
|
|
على الدين معروف العفاف موفقا
|
عليا وصي المصطفى وابن عمه
|
|
وأول من صلى أخا الدين والتقى (٩٣٦)
|
وقال رجل من الازد يوم الجمل :
هذا علي وهو الوصي
|
|
آخاه يوم النجوة النبي
|
وقال هذا بعدي الولي
|
|
وعاه واع ونسى الشقي (٩٣٧)
|
وخرج يوم الجمل شاب من بني ضبة معلم من
عسكر عائشة ، وهو يقول :
نحن بنو ضبة أعداء علي
|
|
ذاك الذي يعرف قدما بالوصي
|
____________________________________
وفارس الخيل على عهد النبي
|
|
ما أنا عن فضل علي بالعمي
|
لكنني أنعي ابن عفان
التقي (٩٣٨)
وقال سعيد بن قيس الهمداني يوم الجمل ،
وكان مع علي :
أية حرب أضرمت نيرانها
|
|
وكسرت يوم الوغى مرانها
|
قل للوصي أقبلت قحطانها
|
|
فادع بها تكفيكها همدانها
|
هم بنوها وهم
اخوانها (٩٣٩)
وقال زياد بن لبيد الانصاري يوم الجمل ،
وكان من أصحاب علي :
كيف ترى الانصار في يوم الكلب
|
|
إنا أناس لا نبالي من عطب
|
ولا نبالي في الوصي من غضب
|
|
وإنما الانصار جد لا لعب
|
هذا علي وابن عبد المطلب
|
|
ننصره اليوم على من قد كذب
|
من يكسب البغي فبئس
ما اكتسب (٩٤٠)
وقال حجر بن عدي الكندي في ذلك اليوم
أيضا :
يا ربنا سلم لنا عليا
|
|
سلم لنا المبارك المضيا
|
المؤمن الموحد التقيا
|
|
لا خطل الرأي ولا غويا
|
بل هاديا موفقا مهديا
|
|
واحفظه ربي واحفظ النبيا
|
____________________________________
فيه فقد كان له وليا
|
|
ثم ارتضاه بعده وصيا (٩٤١)
|
وقال عمر بن احجية يوم الجمل في خطبة
الحسن بعد خطبة ابن الزبير :
حسن الخير يا شبيه أبيه
|
|
قمت فينا مقام خير خطيب
|
قمت بالخطبة التي صدع الله
|
|
بها عن أبيك أهل العيوب
|
لست كابن الزبير لجلج في القول
|
|
وطاطا عنان فسل مريب
|
وأبىالله ان يقوم بما قا
|
|
م به ابن الوصي وابن النجيب
|
ان شخصا بين النبي لك الخير
|
|
وبين الوصي غير مشوب (٩٤٢)
|
وقال زجر بن قيس الجعفي يوم الجمل أيضا
:
اضربكم حتى تقروا لعلي
|
|
خير قريش كلها بعد النبي
|
من زانه الله وسماه
الوصي (٩٤٣)
وقال زجر بن قيس يوم صفين :
فصلى الاله على أحمد
|
|
رسول المليك تمام النعم
|
رسول المليك ومن بعده
|
|
خليفتنا القائم المدعم
|
____________________________________
عليا عنيت وصي النبي
|
|
يجالد عنه غواة الامم (٩٤٤)
|
وقال الاشعث بن قيس الكندي :
أتانا الرسول رسول الامام
|
|
فسر بمقدمه المسلمون
|
رسول الوصي وصي النبي
|
|
له السبق والفضل في المؤمنين (٩٤٥)
|
وقال أيضا :
أتانا الرسول رسول الوصي
|
|
علي المهذب من هاشم
|
وزير النبي وذي صهره
|
|
وخير البرية والعالم (٩٤٦)
|
وقال النعمان بن العجلان الزرقي
الانصاري في صفين :
كيف التفرق والوصي إمامنا
|
|
لا كيف إلا حيرة وتخاذلا
|
فذروا معاوية الغوي وتابعوا
|
|
فذروا معاوية الغوي وتابعوا
|
دين الوصي لتحمدوه آجلا (٩٤٧)
|
|
يجالد عنه غواة الامم (٩٤٤)
|
وقال عبدالرحمن بن ذؤيب الاسلمي من
أبيات يهدد فيها معاوية بجنود العراق :
____________________________________
يقودهم الوصي إليك حتى
|
|
يردك عن ضلال وارتياب (٩٤٨)
|
وقال عبدالله بن ابي سفيان بن الحارث بن
عبدالمطلب :
ان ولي الامر بعد محمد
|
|
علي وفي كل المواطن صاحبه
|
وصي رسول الله حقا وصنوه
|
|
وأول من صلى ومن لان جانبه (٩٤٩)
|
وقال خزيم بن ثابت ذو الشهادتين :
__________________
____________________________________
وصي رسول الله من دون اهله
|
|
وفارسه مذ كان في سالف الزمن
|
وأول من صلى من الناس كلهم
|
|
سوى خيرة النسوان والله ذو منن (٩٥٠)
|
وقال زفر بن حذيفة الاسدي :
فحوطوا عليا وانصروه فانه
|
|
وصي وفي الاسلام أول أول (٩٥١)
|
وقال أبوالاسود الدؤلي :
أحب محمدا حبا شديدا
|
|
وعباسا وحمزة والوصيا (٩٥٢)
|
وقال النعمان بن العجلان وكان شاعر
الانصار وأحد ساداتهم من قصيدة له
يخاطب فيها ابن العاص :
__________________
____________________________________
وكان هوانا في علي وانه
|
|
لاهل لها من حيث تدري ولا تدري
|
فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى
|
|
وينهى عن الفحشاء والبغي والنكر
|
وصي النبي المصطفى وابن عمه
|
|
وقاتل فرسان الضلالة والكفر (٩٥٣)
|
وقال الفضل بن العباس من أبيات له :
ألا ان خير الناس بعد نبيهم
|
|
وصي النبي المصطفى عند ذي الذكر
|
وأول من صلى وصنو نبيه
|
|
وأول من أردى الغواة لدى بدر (٩٥٤)
|
وقال حسان بن ثابت من أبيات يمدح فيها عليا بلسان الانصار كافة :
حفظت رسول الله فينا وعهده
|
|
اليك ومن أولى به منك من ومن
|
ألست أخاه في الهدى ووصيه
|
|
وأعلم منهم بالكتاب وبالسنن؟ (٩٥٥)
|
وقال بعض الشعراء يخاطب الحسن بن علي
عليهما السلام :
__________________
____________________________________
يا أجل الانام يا ابن الوصي
|
|
أنت سبط النبي وابن علي (٩٥٦)
|
وقالت أم سنان بنت خيثمة بن خرشة
المذحجية من أبيات
تخاطب فيها عليا وتمدحه :
قد كنت بعد محمد خلفا لنا
|
|
أوصى اليك بنا فكنت وفيا (٩٥٧)
|
هذا ما نالته يد العجالة ووسعه ذرع هذا
الاملاء من الشعر المنظوم في هذا المعنى على عهد أمير المؤمنين ، ولو تصدين
للمتأخر عن عصره لاخرجنا كتابا ضخما ، ثم اعترفنا بالعجز عن الاستقصاء ، على ان
استيعاب ما قيل في ذلك مما يوجب الملل ، وقد نخرج به عن الموضوع الاصلي ، إذن
فلنكتف بالسير من كلام المشاهير ، ولنجعله مثالا لسائر ما قيل في هذا المعنى.
قال الكميت بن زيد في قصيدته الميمية
الهاشمية :
والوصي الذي أمال التجوبي
|
|
به عرش أمة لا نهدام
|
__________________
____________________________________
كان أهل العفاف والمجد والخير
|
|
ونقض الامور والابرام
|
والوصي الولي والفارس المع
|
|
لم تحت العجاج غير الكهام
|
ووصي الوصي ذي الخطة الفص
|
|
ل ومردي الخصوم يوم الخصام (٩٥٨)
|
وقال كثير بن عبدالرحمن بن الاسود بن
عامر الخزاعي ويعرف بكثير عزة :
وصي النبي المصطفى وابن عمه
|
|
وفكاك اعناق وقاضي مغارم (٩٥٩)
|
وقال ابوتمام الطائي من قصيدته الرائية :
__________________
____________________________________
ومن قبله أحلفتم لوصية
|
|
بداهية دهياء ليس لها قدر
|
فجئتم بها بكراً عواناً ولم يكن
|
|
لها قبلها مثلاً عوان ولا بكر
|
اخوه إذا عد الفخار وصهره
|
|
فلا مثله أخ ولا مثله صهر
|
وشد به ازر النبي محمد
|
|
كما شد من موسى بهارونه الازر (٩٦٠)
|
وقال دعبل بن علي الخزاعي في رثاء سيد
الشهداء :
رأس ابن بنت محمد ووصيه
|
|
يا للرجال على قناة يرفع (٩٦١)
|
وقال ابوالطيب المتنبي إذ عوتب على تركه
مديح أهل البيت كما في ديوانه :
وتركت مدحي للوصي تعمدا
|
|
إذ كان نورا مستطيلا شاملا
|
وإذا استطال الشيء قام بنفسه
|
|
وصفات نور الشمس تذهب باطلا (٩٦٢)
|
وقال يمدح ابا القاسم طاهر بن الحسين بن
طاهر العلوي كما في ديوانه ايضا :
هو ابن رسول الله وابن وصيه
|
|
وشبههما شبهت بعد التجارب (٩٦٣)
|
إلى ما لا يحصى ولا يستقصى من أمثال هذا
والسلام.
ش
____________________________________
المراجعة ١٠٩
|
٢٣ ربيع الثاني
سنة ١٣٣٠
|
كنا ـ في المراجعة ١٩ ـ قلنا لكم : ان
بعض المتعصبين عليكم قد يشاغبون في إسناد مذهبكم ـ في فروع الدين وأصوله ـ إلى
أئمة أهل البيت ،
____________________________________
ووعدنا أنفسنا بمراجعتكم في هذا الشأن ،
وهذا وقت الوعد ، فهل تتفضلون بما يدرأ شغبهم؟ والسلام.
س
المراجعة ١١٠
|
٢٩ ربيع الثاني
سنة ١٣٣٠
|
١ ـ تواتر مذهب الشيعة عن
أئمة اهل البيت
٢
ـ تقدم الشيعة في تدوين العلم زمن الصحابة
٣
ـ المؤلفون من سلفهم زمن التابعين وتابعي التابعين
١ ـ إن أولي الالباب ليعلمون بالضرورة
انقطاع الشيعة الامامية
خلفا عن سلف في أصول الدين وفروعه إلى العترة الطاهرة ، فرأيهم تبع لرأي الائمة من
العترة ، في الفروع والاصول وسائر ما يؤخذ من الكتاب والسنة أو يتعلق بهما من جميع
العلوم ، لا يعولون في شيء من ذلك إلا عليهم ، ولا يرجعون فيه إلا اليهم ، فهم
يدينون الله تعالى ، ويتقربون إليه سبحانه بمذهب أئمة أهل البيت ، لا يجدون عنه
حولا ولا يرتضون بدلا ، على ذلك مضى سلفهم الصالح من عهد أمير المؤمنين والحسن
والحسين والائمة التسعة من ذرية الحسين (ع) إلى زماننا هذا ، وقد أخذ الفروع
والاصول عن كل واحد منهم جم من ثقات الشيعة وحفاظهم وافر ، وعدد من أهل الورع
والضبط
__________________
والاتقان يربو على
التواتر ، فرووا ذلك لمن بعدهم على سبيل التواتر القطعي ، ومن بعدهم رواه لمن بعده
على هذا السبيل ، وهكذا كان الامر في كل خلف وجيل ، إلى أن انتهى الينا كالشمس
الضاحية ليس دونها حجاب ، فنحن الآن في الفروع والاصول ، على ما كان عليه الائمة
من آل الرسول ، روينا بقصنا وقضيضنا مذهبهم عن جميع آبائنا ، وروى جميع آبائنا ذلك
عن جميع آبائهم ، وهكذا كانت الحال ، في جميع الاجيال ، إلى زمن النقيين العسكريين
، والرضايين الجوادين ، والكاظمين الصادقين ، والعابدين الباقرين ، والسبطين
الشهيدين ، وأمير المؤمنين (ع) ، فلا نحيط الآن بمن صحب أئمة أهل البيت من سلف
الشيعة ، فسمع أحكام الدين منهم ، وحمل علوم الاسلام عنهم ، وإن الوسع ليضيق عن
استقصائهم وعدهم (٩٦٤) ، وحسبك ما خرج من أقلام أعلامهم ، من المؤلفات الممتعة ،
التي لا يمكن استيفاء عدها في هذا الاملاء (٩٦٥) ، وقد اقتبسوها من نور أئمة الهدى
من
____________________________________
آل محمد صلى الله
عليه وآله وسلم ، واغترفوها من بحورهم ، سمعوها من أفواههم ، وأخذوها من شفاههم ،
فهي ديوان علمهم ، وعنوان حكمهم ، ألفت على عهدهم (٩٦٦) فكانت مرجع الشيعة من بعدهم
، وبها ظهر امتياز مذهب أهل البيت على غيره من مذاهب المسلمين ، فإنا لا نعرف أن
أحدا من مقلدي الائمة الاربعة مثلا ، ألف على عهدهم كتابا في أحد مذاهبهم ، وإنما
ألف الناس على مذاهبهم ، فأكثروا بعد انقضاء زمنهم (٩٦٧) وذلك حيث تقرر حصر
التقليد فيهم ، وقصر الامامة في الفروع عليهم ، وكانوا أيام حياتهم كسائر من
عاصرهم من الفقهاء والمحدثين ، لم يكن لهم امتياز على من كان في طبقتهم ، ولذلك لم
يكن على عهدهم من يهتم بتدوين أقوالهم ، اهتمام الشيعة بتدوين أقوال أئمتها
المعصومين ـ على رأيها ـ فإن الشيعة من أول نشأتها ، لا تبيح الرجوع في الدين إلى
غير أئمتها ، ولذلك عكفت هذا العكوف عليهم ، وانقطعت في أخذ معالم الدين إليهم ،
وقد بذلت الوسع والطاقة في تدوين كل ما شافهوها به ، واستفرغت الهمم والعزائم في
ذلك بما لا مزيد عليه ، حفظا للعلم الذي لا يصح ـ على رأيها ـ عند الله سواه ،
وحسبك ـ مما كتبوه أيام الصادق ـ تلك الاصول الاربع مئة ، وهي أربعمائة مصنف لاربع
مئة مصنف ، كتبت من فتاوى الصادق على عهده (٩٦٨)
____________________________________
، ولأصحاب الصادق
غيرها هو أضعاف أضعافها ، كما ستسمع تفصيله قريبا ان شاء الله تعالى.
أما الائمة الاربعة فليس لهم عند أحد من
الناس منزلة أئمة أهل البيت عند شيعتهم ، بل لم يكونوا أيام حياتهم ، بالمنزلة
التي تبوأوها بعد وفاتهم ، كما صرح به ابن خلدون المغربي ، في الفصل الذي عقده
لعلم الفقه من مقدمته الشهيرة (٩٦٩) ، واعترف به غير واحد من اعلامهم ، ونحن مع
ذلك لا نرتاب في أن مذاهبهم إنما هي مذاهب اتباعهم ، التي عليها مدار عملهم في كل
جيل ، وقد دونوها في كتبهم ، لان أتباعهم أعرف بمذاهبهم ، كما أن الشيعة أعرف بمذهب
أئمتهم ، الذي يدينون الله بالعمل على مقتضاه ، ولا تتحقق منهم نية القربة إلى
الله بسواه.
٢ ـ وإن الباحثين ليعلمون بالبداهة تقدم
الشيعة في تدوين العلوم على من سواهم (٩٧٠) ، إذ لم يتصد لذلك في العصر الاول غير
علي وأولوا العلم من شيعته ، ولعل السر في ذلك اختلاف الصحابة في إباحة كتابة
العلم وعدمها ، فكرهها ـ كما عن العسقلاني في مقدمة فتح الباري وغيره ـ عمر بن
الخطاب وجماعة آخرون ، خشية أن يختلط الحديث في الكتاب (٩٧١) ،
____________________________________
وأباحه علي وخلفه
الحسن السبط المجتبى وجماعة من الصحابة ، وبقي الامر على هذه الحال حتى أجمع أهل
القرن الثاني في آخر عصر التابعين على إباحته ، وحينئذ ألف ابن جريح كتابه في
الآثار عن مجاهد وعطاء بمكة ، وعن الغزالي انه أول كتاب صنف في الاسلام ، والصواب
انه أول كتاب صنفه غير الشيعة من المسلمين ، وبعده كتاب معتمر بن راشد الصنعاني
باليمن ثم موطأ مالك ، وعن مقدمة فتح الباري ان الربيع بن صبيح أول من جمع ، وكان
في آخر عصر التابعين، وعلى كل فالاجماع منعقد على انه ليس لهم في العصر الاول
تأليف (٩٧٢).
أما علي وشيعته ، فقد تصدوا لذلك في
العصر الاول ، وأول شيء دونه أمير المؤمنين كتاب الله عزوجل ، فانه (ع) بعد فراغه
من تجهيز النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، آلى على نفسه أن لا يرتدي إلا للصلاة ،
أو يجمع القرآن ، فجمعه مرتبا على حسب النزول ، وأشار إلى عامه وخاصه ، ومطلقه
ومقيده ، ومحكمه ومتشابهه ، وناسخه ومنسوخه ، وعزائمه ورخصه ، وسننه وآدابه ، ونبه
على أسباب النزول في آياته البينات ، وأوضح ما عساه يشكل من بعض الجهات ، وكان ابن
سيرين يقول
: « لو أصبت ذلك الكتاب كان فيه
__________________
____________________________________
العلم » (٩٧٣) وقد
عني غير واحد من قراء الصحابة بجمع القرآن ، غير أنه لم يتسن لهم ان يجمعوه على
تنزيله ، ولم يودعوه شيئا من الرموي التي سمعتها ، فإذن كان جمعه (ع) بالتفسير أشبه.
وبعد فراغه من الكتاب العزيز ألف لسيدة نساء العالمين كتابا كان يعرف عند ابنائها
الطاهرين بمصحف فاطمة ، يتضمن أمثالا وحكما ، ومواعظ وعبرا ، واخبارا ونوادر توجب
لها العزاء عن سيد الانبياء أبيها صلى الله عليه وآله وسلم (٩٧٤). وألف بعده كتابا
في الديات وسمه بالصحيفة ، وقد أورده ابن سعد في آخر كتابه المعروف بالجامع مسندا
إلى أمير المؤمنين (ع) ، ورأيت البخاري ومسلما يذكران هذه الصحيفة ويرويان عنها في
عدة مواضع من صحيحيهما ، ومما روياه عنها ما أخرجاه عن الاعمش عن إبراهيم التيمي
عن أبيه ، قال : « قال علي رضي الله عنه ما عندنا كتاب نقرؤه إلا كتاب الله غير
هذه الصحيفة ، قال : فأخرجها فإذا فيها أشياء من الجراحات وأسنان الابل » (٩٧٥)
قال : وفيها « المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن احدث
____________________________________
فيها حدثا أو آوى
محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » (٩٧٦) الحديث بلفظ البخاري في
باب إثم من تبرأ من مواليه من كتاب « الفرائض » في الجزء الرابع من صحيحه ، وهو موجود في باب فضل المدينة من
كتاب الحج من الجزء الاول من صحيح مسلم
، والامام أحمد بن حنبل أكثر من الرواية عن هذه الصحيفة في مسنده ، ومما رواه عنه
ما أخرجه من حديث علي في صفحة ١٠٠ من الجزء الاول من مسنده عن طارق بن شهاب ، قال
: شهدت عليا رضي الله عنه ، وهو يقول على المنبر : « والله ما عندنا كتاب نقرؤه
عليكم إلا كتاب الله تعالى ، وهذه الصحيفة ، وكانت معلقة بسيفه أخذتها من رسول
الله صلى الله عليه وآله ... الحديث » (٩٧٧).
وقد جاء في رواية الصفار عن عبدالملك
قال : دعا أبوجعفر بكتاب علي ، فجاء به جعفر مثل فخذ الرجل مطويا ، فإذا فيه : «
إن النساء ليس لهن من عقار الرجل إذا توفي عنهن شيء ، فقال أبوجعفر : هذا والله خط
علي
__________________
____________________________________
وإملاء رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم » (٩٧٨) واقتدى بأمير المؤمنين ثلة من شيعته فألفوا على
عهده ، منهم : سلمان الفارسي ، وأبوذر الغفاري ، فيما ذكره ابن شهراشوب ، حيث قال
: أول من صنف في الاسلام علي بن أبي طالب ، ثم سلمان الفارسي ، ثم أبوذر ـ اهـ ـ. (٩٧٩).
ومنهم أبورافع مولى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وصاحب بيت مال أمير المؤمنين (ع) ، وكان من خاصة أوليائه
والمستبصرين بشأنه ، له كتاب السنن والاحكام والقضايا جمعه من حديث علي خاصة ،
فكان عند سلفنا في الغاية القصوى من التعظيم ، وقد رووه بطرقهم وأسانيدهم إليه (٩٨٠).
ومنهم علي بن أبي رافع ـ وقد ولد كما في
ترجمته من الاصابة على عهد النبي فسماه عليا ـ له كتاب في فنون الفقه على مذهب أهل
البيت ، وكانوا عليهمالسلام
يعظمون هذا الكتاب ، ويرجعون شيعتهم إليه ، قال موسى بن عبدالله بن الحسن : سأل
أبي رجل ، عن التشهد ، فقال أبي : هات كتاب
____________________________________
ابن أبي رافع ،
فأخرجه واملاه علينا. اهـ. (٩٨١).
واستظهر صاحب روضات الجنات انه أول كتاب
فقهي صنف في الشيعة (٩٨٢) ، وقد اشتبه في ذلك رحمه الله.
ومنهم عبيدالله بن أبي رافع ـ كاتب علي
ووليه ، سمع النبي وروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم ، قوله لجعفر : « اشبهت خلقي
وخلقي » (٩٨٣) ، أخرج ذلك عنه جماعة منهم أحمد بن حنبل في مسنده ، وذكره ابن حجر
في القسم الاول من إصابته بعنوان عبيدالله بن أسلم، لان أباه أبا رافع اسمه أسلم ،
ألف عبيدالله هذا كتابا فيمن حضر صفين مع علي من الصحابة ، رأيت ابن حجر ينقل عنه
كثيرا في إصابته ، فراجع
(٩٨٤).
__________________
____________________________________
ومنهم
ربيعة بن سميع ـ له كتاب في زكاة
النعم من حديث علي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (٩٨٥).
ومنهم
عبدالله بن الحر الفارسي ـ له لمعة في
الحديث جمعها عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وآله (٩٨٦).
ومنهم
الاصبغ بن نباتة صاحب أمير المؤمنين
وكان من المنقطعين إليه ، روى عنه عهده إلى الاشتر ، ووصيته إلى ابنه محمد ،
ورواهما أصحابنا بأسانيدهم الصحيحة إليه (٩٨٧).
ومنهم
سليم بن قيس الهلالي ـ صاحب علي (ع) روى
عنه وعن سلمان الفارسي ، له كتاب في الامامة ذكره الامام محمد بن إبراهيم النعماني
في الغيبة ، فقال : وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم أو رواه عن الائمة لا خلاف
في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل
____________________________________
من كتب الاصول التي
رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت واقدمها ، وهو من الاصول التي ترجع الشيعة
إليها وتعول عليها. اهـ. (٩٨٨) :
وقد تصدى أصحابنا لذكر من ألف من أهل
تلك الطبقة من سلفهم الصالح ، فليراجع فهارسهم وتراجم رجالهم من شاء (٩٨٩).
٣ ـ وأما مؤلفو سلفنا الصالح من أهل
الطبقة الثانية ـ طبقة التابعين ـ فإن مراجعاتنا هذه لتضيق عن بيانهم. والمرجع في
معرفتهم ومعرفة مصنفاتهم وأسانيدها إليهم على التفصيل إنما هو فهارس علمائنا
ومؤلفاتهم في تراجم الرجال
(٩٩٠).
__________________
____________________________________
سطع ـ أيام تلك الطبقة ـ نور أهل البيت
، وكان قبلها محجوبا بسحائب ظلم الظالمين ، لان فاجعة الطف فضحت أعداء آل محمد صلى
الله عليه وآله وسلم ، وأسقطتهم من أنظار أولي الالباب ، ولفتت وجوه الباحثين إلى
مصائب أهل البيت ، منذ فقدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واضطرت الناس
بقوارعها الفادحة إلى البحث عن أساسها ، وحملتهم على التنقيب عن أسبابها ، فعرفوا
جذرتها وبذرتها ، وبذلك نهض أولوا الحمية من المسلمين إلى حفظ مقام أهل البيت
والانتصار لهم ، لان الطبيعة البشرية تنتصر بجبلتها للمظلوم ، وتنفر من الظالم ،
وكأن المسلمين بعد تلك الفاجعة دخلوا في دور جديد ، فاندفعوا إلى موالاة الامام
علي بن الحسين زين العابدين ، وانقطعوا إليه في فروع الدين وأصوله ، وفي كل ما
يؤخذ من الكتاب والسنة من سائر الفنون الاسلامية ، وفزعوا من بعده إلى إبنه الامام
أبي جعفر الباقر (ع) ، وكان أصحاب هذين الامامين « العابدين الباقرين » من سلف
الامامية ألوفا مؤلفة لا يمكن إحصاؤهم ، لكن الذين دونت أسماؤهم وأحوالهم في كتب
التراجم من حملة العلم عنهما يقاربون أربعة آلاف بطل ، ومصنفاتهم تقارب عشرة آلاف
كتاب أو تزيد ، رواها أصحابنا في كل خلف عنهم بالاسانيد الصحيحة ، وفاز جماعة من
أعلام أولئك الابطال بخدمتهما وخدمة بقيتهما الامام الصادق عليهمالسلام ، وكان الحظ الاوفر
لجماعة منهم فازوا بالقدح المعلى علما وعملا.
فمنهم أبوسعيد أبان بن تغلب بن رباح
الجريري القارئ الفقيه المحدث المفسر الاصولي اللغوي المشهور ، كان من أوثق الناس
، لقي الائمة الثلاثة فروى عنهم علوما جمة ، وأحاديث كثيرة، وحسبك انه روى عن
الصادق
خاصة ثلاثين ألف
حديث (٩٩١) ، كما
أخرجه الميرزا محمد في ترجمة أبان من كتاب منتهى المقال بالاسناد إلى أبان بن
عثمان عن الصادق عليهالسلام
، وكان له عندهم حظوة وقدم ، قال له الباقر عليهالسلام
ـ وهما في المدينة الطيبة ـ : « اجلس في المسجد وافت الناس ، فإني أحب أن يرى في
شيعتي مثلك » (٩٩٢) ، وقال له الصادق عليهالسلام
: « ناظر أهل المدينة ، فاني أحب أن يكون مثلك من رواتي ورجالي » (٩٩٣). وكان إذا
قدم المدينة تقوضت إليه الخلق ، وأخليت له سارية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
وقال الصادق (ع) لسليم ابن ابي حبة : « ائت أبان بن تغلب فإنه سمع مني حديثا كثيرا
، فما روى لك فاروه عني » (٩٩٤) ، وقال عليهالسلام
لابان بن عثمان : « ان أبان بن تغلب روى عني ثلاثين ألف حديث فاروها عني » (٩٩٥).
وكان إذا دخل أبان على الصادق يعانقه ويصافحه ، ويأمر بوسادة تثنى له ،
__________________
____________________________________
أبان بن تغلب
ويقبل عليه بكله (٩٩٦).
ولما نعي إليه قال عليهالسلام
: « أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان » (٩٩٧) ، وكانت وفاته سنة إحدى وأربعين
ومائة (٩٩٨). ولابان روايات عن أنس بن مالك والاعمش ، ومحمد بن المنكدر ، وسماك بن
حرب ، وإبراهيم النخعي ، وفضيل بن عمرو ، والحكم ، وقد احتج به مسلم وأصحاب السنن
الاربعة كما بيناه إذ أوردناه ـ في المراجعة ١٦ ـ (٩٩٩). ولا يضره عدم احتجاج
البخاري به ، فإن له اسوة بأئمة أهل البيت ، الصادق ، والكاظم ، والرضا ، والجواد
التقي ، والحسن العسكري الزكي ، إذ لم يحتج بهم ، بل لم يحتج بالسبط الاكبر سيد
شباب أهل الجنة ، نعم احتج بمروان بن الحكم ، وعمران بن حطان ، وعكرمة البربي ،
وغيرهم من أمثالهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون (١٠٠٠).
ولابان مصنفات ممتعة ، منها كتاب تفسير
غريب القرآن ، أكثر فيه من شعر العرب شواهد على ما جاء في الكتاب الحكيم (١٠٠١) ،
وقد جاء فيما بعد ، عبدالرحمن بن محمد الازدي الكوفي ، فجمع من كتاب أبان ، ومحمد
بن
____________________________________
السائب الكلبي ،
وابن روق عطية بن الحارث ، فجعله كتابا واحدا بين ما اختلفوا فيه ، وما اتفقوا
عليه ، فتارة يجيء كتاب أبان مفردا ، وتراة يجيء مشتركا على ما عمله عبدالرحمن ،
وقد روى أصحابنا كلا من الكتابين بالأسانيد المعتبرة ، والطرق المختلفة ، ولابان
كتاب الفضائل ، وكتاب صفين ، وله أصل من الاصول التي تعتمد عليها الامامية في
أحكامها الشرعية ، وقد روت جميع كتبه بالاسناد إليه ، والتفصيل في كتب الرجال (١٠٠٢).
ومنهم أبوحمزة الثمالي ثابت بن دينار (١٠٠٣)
، كان من ثقات سلفنا الصالح وأعلامهم ، أخذ العلم عن الائمة الثلاثة ـ الصادق
والباقر وزين العابدين عليهمالسلام
ـ وكان منقطعا إليهم ، مقربا عندهم ، أثنى عليه الصادق ، فقال عليهالسلام : « أبوحمزة في
زمانه مثل سلمان الفارسي في زمانه » (١٠٠٤). وعن الرضا عليهالسلام : « أبوحمزة في
زمانه كلقمان في زمانه » (١٠٠٥) له كتاب تفسير القرآن ، رأيت الامام الطبرسي ينقل
عنه في
____________________________________
أبوحمزة الثمالي
تفسيره ـ مجمع
البيان
ـ وله كتاب النوادر ، وكتاب الزهد ، ورسالة الحقوق (١٠٠٦) ، رواها عن الامام زين العابدين
علي بن الحسين (ع) ، وروى عنه دعاءه في السحر ، وهو أسنى من الشمس والقمر ؛ وله
رواية عن أنس ، والشعبي ، وروى عنه وكيع ، وأبونعيم ، وجماعة من أهل تلك الطبقة من
أصحابنا وغيرهم ، كما بيناه في أحواله ـ في المراجعة ١٦ ـ (١٠٠٧).
وهناك أبطال لم يدركوا الامام زين
العابدين ، وإنما فازوا بخدمة الباقرين الصادقين عليهما السلام.
فمنهم أبوالقاسم بريد بن معاوية العجلي
، وأبو بصير ليث ابن مراد البختري المرادي ، وأبو الحسن زرارة بن أعين ، وأبو جعفر
محمد بن
__________________
____________________________________
مسلم بن رباح الكوفي
الطائفي الثقفي ، وجماعة من أعلام الهدى ومصابيح الدجى ، لا يسع المقام استقصاءهم
(١٠٠٨).
أما هؤلاء الاربعة فقد نالوا الزلفى ،
وفازوا بالقدح المعلى ، والمقام الاسمى ، حتى قال فيهم الصادق عليهالسلام ـ وقد ذكرهم ـ : «
هؤلاء أمناء الله على حلاله وحرامه » (١٠٠٩) ، وقال : « ما أجد أحدا أحيا ذكرنا
إلا زرارة وأبوبصير ليث ، ومحمد بن مسلم ، وبريد ، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط
هذا ، ثم قال : هؤلاء حفاظ الدين ، وأمناء أبي ، على حلال الله وحرامه ، وهم السابقون
إلينا في الدنيا ، والسابقون إلينا في الاخيرة » (١٠١٠) وقال (ع) : « بشر المخبتين
بالجنة » (١٠١١) ثم ذكر الاربعة ، وقال ـ في كلام طويل ذكرهم فيه ـ : « كان أبي
ائتمنهم على حلاله الله وحرامه ، وكانوا عيبة علمه ، وكذلك اليوم هم عندي مستودع
سري ، وأصحاب أبي حقا ، وهم نجوم شيعتي أحياء وأمواتا ، بهم يكشف الله كل بدعة ،
ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين ، وتأويل الغالين ». اهـ. (١٠١٢) إلى غير ذلك
من كلماته الشريفة التي أثبتت لهم الفضل والشرف والكرامة والولاية ، ما لا تسع
بيانه عبارة ، ومع ذلك فقد رماهم أعداء أهل البيت بكل إفك مبين ، كما فصلناه
____________________________________
في كتابنا مختصر
الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام (١٠١٣). وليس ذلك بقادح في سمو مقامهم ،
وعظيم خطرهم عند الله ورسوله والمؤمنين ، كما أن حسدة الانبياء ما زادوا أنبياء
الله إلا رفعة ، ولا أثروا في شرائعهم إلا انتشارا عند أهل الحق ، وقبولا في نفوس
أولي الالباب.
وقد انتشر العلم في أيام الصادق عليهالسلام بما لا مزيد عليه ،
وهرع إليه شيعة آبائه (ع) من كل فج عميق ، فأقبل عليهم بانبساطه ، واسترسل إليهم
بأنسه ، ولم يأل جهدا في تثقيفهم ، ولم يدخر وسعا في إيقافهم على أسرار العلوم ،
ودقائق الحكمة ، وحقائق الامور ؛ كما اعترف به أبوالفتح الشهرستاني في كتابه الملل
والنحل ، حيث ذكر الصادق (ع) فقال
: وهو ذو علم غزير في الدين وأدب بالغ في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا ، وورع تام
عن الشهوات ، قال : وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه ، ويفيض على
الموالين له أسرار العلوم ، ثم دخل العراق وأقام بها مدة ما تعرض للامامة ـ أي
للسلطنة ـ قط ، ولا نازع أحدا في الخلافة (قال) : ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع
في شط ، ومن تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط ، إلى آخر كلامه (١٠١٤). والحق
ينطق منصفا وعنيدا.
__________________
____________________________________
نبغ من أصحاب الصادق جم غفير ، وعدد
كثير ، كانوا أئمة هدى ، ومصابيح دجى ، وبحار علم ، ونجوم هداية. والذين دونت
أسماؤهم وأحوالهم في كتب التراجم منهم أربعة آلاف رجل من العراق والحجاز وفارس
وسوريا ، وهم أولو مصنفات مشهورة لدى علماء الامامية ، ومن جملتها الاصول
الاربعمئة وهي ـ كما ذكرناه سابقا ـ أربعمئة مصنف لاربعمئة مصنف كتبت من فتاوى
الصادق (ع) على عهده ، فكان عليها مدار العلم والعمل من بعده ، حتى لخصها جماعة من
أعلام الامة ، وسفراء الائمة في كتب خاصة ، تسهيلا للطالب ، وتقريبا على المتناول
، وأحسن ما جمع منها الكتب الاربعة التي هي مرجع الامامية في أصولهم وفروعهم من
الصدر الاول إلى هذا الزمان ، وهي : الكافي ، والتهذيب ، والاستبصار ، ومن لا
يحضره الفقيه (١٠١٥) ، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها ، والكافي أقدمها
وأعظمها وأحسنها وأتقنها ، وفيه ستة عشر ألف ومئة وتسعة وتسعون حديثا ، وهي أكثر
مما اشتملت عليه الصحاح الستة بأجمعها ، كما صرح به الشهيد في الذكرى (١٠١٦) وغير
واحد من الاعلام.
____________________________________
وألف هشام بن الحكم من أصحاب الصادق
والكاظم (ع) كتبا كثيرة ، اشتهر منها تسعة وعشرون كتابا (١٠١٧) ، رواها أصحابنا
بأسانيدهم إليه ، وتفصيلها في كتابنا ـ مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر
الاسلام ـ وهي كتب ممتعة باهرة في وضوح بيانها ، وسطوع برهانها ، في الاصول
والفروع ، وفي التوحيد والفلسفة العقلية ، والرد على كل من الزنادقة ، والملاحدة ،
والطبيعيين ، والقدرية ، والجبرية ، والغلاة في علي وأهل البيت ، وفي الرد على
الخوارج والناصبة ، ومنكري الوصية إلى علي ومؤخريه ومحاربيه ، والقائلين بجواز
تقديم المفضول وغير ذلك. وكان هشام من أعلم أهل القرن الثاني في علم الكلام ،
والحكمة الالهية ، وسائر العلوم العقلية والنقلية ، مبرزا في الفقه والحديث ،
مقدما في التفسير ، وسائر العلوم والفنون ، وهو ممن فتق الكلام في الامامة ، وهذب
المذهب (١٠١٨) بالنظر ؛ يروي عن الصادق والكاظم وله عندهم جاه لا يحيط به الوصف ،
وقد فاز منهم بثناء يسمو به في الملا الاعلى قدره ؛ وكان في مبدأ أمره من الجهمية
، ثم لقي الصادق فاستبصر بهديه ولحق به ، ثم بالكاظم ففاق جميع أصحابهما ، ورماه
بالتجسيم وغيره من الطامات مريدوا إطفاء نور الله من مشكاته ، حسدا لاهل البيت
وعدوانا ، ونحن أعرف الناس بمذهبه ، وفي أيدينا أحواله وأقواله ، وله
____________________________________
هشام بن الحكم
في نصرة مذهبنا من
المصنفات ما أشرنا إليه ، فلا يجوز أن يخفى علينا من أقواله ـ وهو من سلفنا وفرطنا
ـ ما ظهر لغيرنا ، مع بعدهم عنه في المذهب والمشرب ، على أن ما نقله الشهرستاني ـ في
الملل والنحل من عبارة هشام ـ لا يدل على قوله بالتجسيم. وإليك عين ما نقله ، قال
: وهشام ابن الحكم صاحب غور في الاصول ، لا يجوز أن يغفل عن الزاماته على المعتزلة
، فإن الرجل وراء ما يلزمه على الخصم ، ودون ما يظهره من التشبيه ، وذلك أنه ألزم
العلاف ، فقال : انك تقول الباري عالم بعلم ، وعلمه ذاته ، فيكون عالما لا
كالعالمين ، فلم لا تقول : هو جسم لا كالاجسام؟ اهـ. ولا يخفى ان هذا الكلام ان صح
عنه فإنما هو بصدد المعارضة مع العلاف ، وليس كل من عارض بشيء يكون معتقدا له ، إذ
يجوز أن يكون قصده اختبار العلاف ، وسبر غوره في العلم ، كما أشار الشهرستاني إليه
بقوله (١٠١٩) : فإن الرجل وراء ما يلزمه على الخصم ، ودون ما يظهر من التشبيه. على
انه لو فرض ثبوت ما يدل على التجسيم عن هشام ، فإنما يمكن ذلك عليه قبل استبصاره ،
إذ عرفت أنه كان ممن يرى رأي الجهمية ، ثم استبصر بهدي آل محمد ، فكان من أعلام
المختصين بأئمتهم ، لم يعثر أحد من سلفنا على شيء مما نسبه الخصم إليه ، كما أنا
لم نجد أثرا ما لشيء مما نسبوه إلى كل من زرارة بن أعين ، ومحمد بن مسلم ، ومؤمن
الطاق ، وأمثالهم ، مع أنا قد استفرغنا الوسع والطاقة في البحث عن ذلك ، وما هو
إلا البغي والعدوان ، والافك والبهتان ، (ولا تحسبن الله غافلا عما
يعمل الظالمون).
أما ما نقله الشهرستاني عن هشام من
القول بإلهية علي ، فشيء يضحك الثكلى ، وهشام أجل من أن تنسب إليه هذه الخرافة
والسخافة ، وهذا كلام
____________________________________
هشام في التوحيد
ينادي بتقديس الله عن الحلول، وعلوه عما يقوله الجاهلون ، وذاك كلامه في الامامة
والوصية يعلن بتفضيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على علي ، مصرحا بأن عليا
من جملة أمته ورعيته ، وانه وصيه وخليفته ، وانه من عباد الله المظلومين المقهورين
، العاجزين عن حفظ حقوقهم ، المضطرين إلى أن يضرعوا لخصومهم ، الخائفين المترقبين
الذين لا ناصر لهم ولا معين. وكيف يشهد الشهرستاني لهشام بأنه صاحب غور في الاصول
، وأنه لا يجوز ان يغفل عن إلزاماته على المعتزلة ، وانه دون ما أظهره للعلاف من
قوله له : فلم لا تقول ان الله جسم لا كالاجسام ، ثم ينسب إليه القول بأن عليا (ع)
هو الله تعالى ، أليس هذا تناقضا واضحا؟ وهل يليق بمثل هشام على غزارة فضله ان
تنسب إليه الخرافات؟ كلا. لكن القوم أبوا إلا الارجاف حسدا وظلما لاهل البيت ومن
يرى رأيهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد كثر التأليف على عهد الكاظم ،
والرضا ، والجواد ، والهادي ، والحسن الزكي العسكري ، عليهمالسلام ، بما لا مزيد عليه
، وانتشرت الرواة عنهم وعن رجال الائمة من آبائهم في الامصار ، وحسروا للعلم عن
ساعد الاجتهاد ، وشمروا عن ساق الكد والجد ، فخاضوا عباب العلوم ، وغاصوا على أسرارها
، وأحصوا مسائلها ، ومحصوا حقائقها ، فلم يألوا في تدوين الفنون جهدا ، ولم يدخروا
في جمع أشتات المعارف وسعا.
قال المحقق في المعتبر أعلى الله مقامه
: وكان من تلامذة الجواد عليهالسلام
فضلاء كالحسين بن سعيد ، وأخيه الحسين ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، وأحمد
بن محمد بن خالد البرقي ، وشاذان ، وأبي الفضل العمي ، وأيوب بن نوح ، وأحمد بن
محمد بن عيسى ، وغيرهم
ممن يطول تعدادهم (قال
أعلى الله مقامه) : وكتبهم إلى الآن منقولة بين الاصحاب دالة على العلم الغزير (١٠٢٠).
اهـ.
قلت : وحسبك ان كتب البرقي تربو على مئة
كتاب (١٠٢١) ، وللبزنطي الكتاب الكبير المعروف بجامع البزنطي ، وللحسين بن سعيد
ثلاثون كتابا (١٠٢٢). ولا يمكن في هذا الاملاء احصاء ما ألفه تلامذة الائمة الستة
من أبناء الصادق عليهمالسلام
، بيد أني أحيلك على كتب التراجم والفهارس (١٠٢٣) فراجع منها أحوال محمد بن سنان ،
وعلي بن مهزيار ، والحسن بن محبوب ، والحسن بن محمد بن سماعة ، وصفوان بن يحيى ،
وعلي بن يقطين ، وعلي بن فضال ، وعبدالرحمن بن نجران ، والفضل بن شاذان ـ فإن له
مئتي كتاب (١٠٢٤) ـ ومحمد بن مسعود العياشي ـ فان كتبه تربو على المئتين (١٠٢٥)
ومحمد بن أبي عمير ، وأحمد بن محمد بن
____________________________________
عيسى ، فانه روى عن
مئة رجل من أصحاب الصادق عليهالسلام
(١٠٢٦) ومحمد بن علي بن محبوب ، وطلحة ابن طلحة بن زيد ، وعمار بن موسى الساباطي ،
وعلي بن النعمان ، والحسين بن عبدالله ، واحمد بن عبدالله بن مهران المعروف بابن
خانة وصدقة بن المنذر القمي ، وعبيدالله بن علي الحلبي ، الذي عرض كتابه على
الصادق عليهالسلام
، فصححه واستحسنه ، وقال : « أترى لهؤلاء مثل هذا الكتاب » (١٠٢٧) ، وأبي عمرو
الطبيب ، وعبدالله بن سعيد ، الذي عرض كتابه على أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، ويونس بن
عبدالرحمن الذي عرض كتابه على الامام أبي محمد الحسن الزكي العسكري عليهالسلام (١٠٢٨).
____________________________________
أحاديث في الشيعة
.........................
____________________________________
ومن تتبع أحوال السلف من شيعة آل محمد
صلى الله عليه وآله وسلم ، واستقصى أصحاب كل من الائمة التسعة من ذرية الحسين ،
وأحصى مؤلفاتهم المدونة على عهد أئمتهم ، واستقرأ الذين رووا عنهم تلك المؤلفات ،
وحملوا عنهم حديث آل محمد في فروع الدين وأصوله من ألوف الرجال ، ثم ألم بحملة هذه
العلوم في كل طبقة طبقة ، يدا عن يد من عصر التسعة المعصومين إلى عصرنا هذا ، يحصل
له القطع الثابت بتواتر مذهب الائمة ، ولا يرتاب في أن جميع ما ندين الله به من
فروع وأصول ، إنما هو مأخوذ من آل الرسول ، لا يرتاب في ذلك إلا مكابر عنيد ، أو
جاهل بليد ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ،
والسلام.
ش
____________________________________
المراجعة ١١١
|
ا جمادى الأولى
سنة ١٣٣٠
|
أشهد أنكم في الفروع والاصول ، على ما
كان عليه الائمة من آل الرسول ، وقد أوضحت هذا الامر فجعلته جليا ، وأظهرت من
مكنونه ما كان خافياً ، فالشك فيه خبال ، والتشكيك تضليل ، وقد استشففته فراقني إلى الغاية ، وتمخرت ريحه الطيبة فأنعشني قدسي مهبها بشذاه
الفياح ، وكنت ـ قبل أن أتصل بسببك ـ على لبس فيكم لما كنت أسمعه من إرجاف
المرجفين ، وإجحاف المجحفين ، فلما يسر الله اجتماعنا أويت منك إلى علم هدى ،
ومصباح دجى ، وانصرفت عنك مفلحا منجحا ، فما أعظم نعمة الله بك علي ، وما أحسن
عائدتك لدي ، والحمد لله رب العالمين.
س
المراجعة ١١٢
|
٢ جمادى الأولى
سنة ١٣٣٠
|
أشهد أنك مطلع لهذا الامر ومقرن له ، حسرت له عن ساق وانصلت فيه
__________________
أمضى من الشهاب ، أغرقت في البحث عنه ، واستقصيت في
التحقيق والتدقيق ، تنظر في أعطافه وأثنائه ، ومطاويه وأحنائه ، تقلبه منقبا عنه
ظهرا لبطن ، تتعرف دخيلته ، وتطلب كنهه وحقيقته ، لا تستفزك العواطف القومية ، ولا
تستخفك الاغراض الشخصية ، فلا تصدع صفات حلمك ، ولا تستثار قطاة رأيك ، مغرقا في
البحث بحلم أثبت من رضوى ، وصدر أوسع من الدنيا ، ممعنا في التحقيق لا تأخذك في
ذاك آصرة
حتى برح الخفاء ، وصرح الحق عن محضه ، وبان الصبح لذي عينين ، والحمد لله على
هدايته لدينه ، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله ، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
* * *
تم الكتاب بمعونة الله عزوجل وحسن
توفيقه تعالى بقلم مؤلفه عبدالحسين شرف الدين الموسوي العاملي ، عامله الله بفضله
، وعفا عنه بكرمه ، انه أرحم الراحمين.
__________________
فهرس المراجعات
الصفحة
|
|
الصفحة
|
٧ ـ مقدمة الطبعة الثالثة.
٩ ـ مقدمة الطبعة الثانية.
٢١ ـ مقدمة الطبعة الأولي.
٢٧ ـ ترجمة المئولف.
٥٣ ـ فاتحة الكتاب.
٥٥ ـ المقدمة والإهدا.
٦١ ـ المراجعة ١ : تحية المناظر ،
استئذانه في المناظرة.
٦٣ ـ المراجعة ٢ : ردّ التحية ، الإذن
بالمناظرة.
٦٥ ـ المبحث الأول في إمامة المذهب :
وفيه من المراجعات مايلي :
٦٥ ـ المراجعة ٣ : البحث عن السبب في
عدم أخذ الشيعة بمذاهب الجمهور في فروع الدين وأصوله.
٦٦ ـ المراجعة ٤ : الأدلة الشرعية
تفرض مذهب أهل البيت.
لا دليل للجمهور علي رجحان مذاهبهم.
أهل القرون الثلاثة لا يعرفونها.
ما الذي أرتج باب الاجتهاد.
يُلمّ شعث المسلمين باتّفاقهم علي
اعتبار مذهب أهل البيت.
٧٢ ـ المراجعة ٥ : اعتراف المناظر
بعدم وجوب مذاهب الجمهور.
التماس الأدله التي تفرض مذهب أهل
البيت.
|
|
٧٣ ـ المراجعة ٦ : الإشارة إلي الأدلة
التي تفرض مذهب أهل البيت.
أمير المؤمنين يفرض مذهب أهل البيت.
الإمام علي بن الحسين يفرضه أيضاً.
٨٠ ـ المراجعة ٧ : طلب البينّة من
كلام الله.
دعوي لزوم الدور في الاحتجاج هنا
بكلام أئمتنا.
٨١ ـ المراجعة ٨ : الغفلة عما أشرنا
إليه من السنن الصحيحة الصريحة في الموضوع.
الخطأ في دعوي لزوم الدور.
تفصيل ما كنا أشرنا إليه من حديث
الثقلين ,
تواتر هذا الحديث.
دلاله علي ضلال من لم يستمسك بالعترة.
تمثيلهم بسفينة نوح وباب حطة والنص
علي أنهم الأمان من الاختلاف.
بيان المراد بأهل البيت هنا. الوحه في
تشبههم بسفينة نوح وباب حطة.
١٠١ ـ المراجعة ٩ : وفيها طلب المزيد
من الأدلة التي تفرض مذهب أهل البيت.
١٠١ ـ المراجعة ١٠ : وفيها من المنصوص
الصريحة والسنن الواردة في هذا الموضوع ما فيه بلاغ.
١١٥ ـ المراجعة ١١ : الإيمان بما
أوردناه من السنن التي تفرض مذهب أهل البيت.
دهشة المناظر في الجمع بينها وبين ما
عليه
|
الجمهور من مخالفة أهل البيت.
التماسه حججاً من الكتاب استظهاراً
بها.
١١٧ ـ المراجعة ١٢ : وفيها فصل الخطاب
بحجج الكتاب.
١٧٢ ـ المراجعة ١٣ : وفيها قياس
المعترض بأن اذين رووا نزول تلك الايات في أهل البيت إنما هم شيعة ، والشيعة
ليسوا بحجّة عند أهل السنة.
١٧٣ ـ المراجعة ١٤ : وفيها بطلان قياس
المعترض لثبوت نزول تلك الايات من طريق أهل السنة ولثبوت الاحتجاج برجال الشيعة
في الصحيحين وغيرهما.
١٧٧ ـ المراجعة ١٥ : وفيها طلب أسماء
من احتد بهم أهل السنة من ردال الشيعة مع نصوص أهل السنة علي تشيعهم والاحتجاج
بهم.
١٧٧ ـ المراجعة ١٦ : وفيها مئة من
أسناد الشيعة في إسناد السنة وفي غضونها فوائد جمّة لا مندوحة لأهل العلم عن
الوقوف عليها.
١٧٨ ـ أبان بن تغلب.
١٧٩ ـ إبراهيم النخعلي ، أحمد بن
المفضل الحفري ، إسماعيل بن أبان الوراق شيخ البخاري في صحيحه ، إسماعيل بن
خليفة
١٨٢ ـ إسماعيل بن زكريا الخلقاني ،
إسماعيل المعروف بالصاحب بن عباد.
١٨٤ ـ إسماعيل بن عبد الرحمن المفسر المشهور
المعروف بالسدي ، إسماعيل بن موسي الفزاري.
١٨٦ ـ تليد بن سليمان ، ثابت بن دينار
المعروف بأبي حمزة الثمالي ، ثوير بن أبي فاختة ، جابر الجعفي ,
١٩٠ ـ جرير بن عبد الحميد الضبي. جعفر
بن زياد الأجمر ، جعفر بن سليمان الضبعي.
|
|
١٩٣ ـ جميع بن عميرة ، الحارث بن
حصيرة. الحارث بن عبد الله الهمداني.
حبيب بن أبي ثابت.
الحسن بن حي.
٢٠٠ ـ الحكم بن عتيبة ، حماد بن عيسي
غريق الجحفة.
٢٠٢ ـ حمران بن أعين ، خالد بن مخلد
شيخ البخاري في صحيحه.
٢٠٤ ـ داود بن أبي عوف ، زبيد اليامي.
زيد بن الحباب.
٢٠٧ ـ سالم بن أبي الجعد.
سالم بن أبي حفصة.
سعد بن طريف ، سعيد بن أشوع.
٢١٠ ـ سعيد بن خشيم ، سلمة بن الفضل
قاضي الري ، سلمة بن كهيل.
٢١٢ ـ سليمان بن صرد الخزاعي.
سليمان بن طرخان ، سليمان بن قرم.
سليمان بن مهران الأعمش.
٢١٩ ـ شريك بن عبد الله النخعي.
شعبة بن الحجاج ، صعصعة بن صوحان.
٢٢٦ ـ طاووس بن كيسان ، ظالم بن عمرو
الأسود الدؤلي.
٢٢٨ ـ عامر بن وائلة أبوالطفيل.
عباد بن يعقوب الواجني.
٢٣٢ ـ عبد الله بن دارد ، عبد الله بن
شداد ، عبد الله بن عمر شيخ مسلم وأبي داود والبغوي.
٢٣٤ ـ عبد الله بن لهيعة ، عبد الله
بن ميمون القداح ، عبد الرحمن بن صالح ، عبد الرزاق بن همام.
٢٤١ ـ عبد الملك بن أعين ، عبيد الله
بن موسي
|
شيخ البخاري في صحيحه.
٢٤٤ ـ عثمان بن عمير.
عدي بن ثابت ، عطية بن سعد العوفي.
العلاء بن صالح ، علقمة بن قيس.
٢٥٠ ـ علي بن بديمة ، علي بن الجعد
شيخ البخاري في صحيحه.
علي بن زيد ، علي بن صالح ، علي بن
غراب.
علي بن قادم ، علي بن المنذر شيخ
الترمذي والنسائي.
علي بن هاشم شيخ الإمام أحمد.
٢٥٥ ـ عمّار بن زريق ، عمّار بن
معاوية شيخ السفيانيين وغيرهما ، عمرو بن عبد الله أبو إسحق السبيعي الهمداني.
عوف الصدق الأعرابي.
٢٥٩ ـ الفضل بن دكين.
فضيل بن مرزوق.
فطر بن خليفة ، مالك بن إسماعيل شيخ
البخاري في صحيحه.
٢٦٣ ـ محمد بن خازم وهو أبو معاوية
الضرير.
الإمام الحاكم محمد بن عبد الله، محمد
بن عبيد الله بن أبي رافع.
محمد بن فضيل.
محمد بن مسلم الطائفي.
محمد بن موسي الفطري ، معاوية بن عمار
الجهني ، معروف الكرخي ، منصور بن المعتمر.
المنهال بن عمرو ، موسي بن قيس.
٢٧٦ ـ نفيع بن الحارث النخعي ، نوح بن
قيس.
٢٧٧ ـ هارون بن سعد ، هاشم بن البريد
، هبيرة بن مريم.
هشام بن زياد ، هشام بن عمار شيح
البخاري في صحيحه. هشيم بن بشير.
|
|
٢٨١ ـ وكيع بن الجراح.
٢٨٣ ـ بحيي بن الجزار العرني.
يحيي بن سعيد ، يزيد بن أبي زياد.
٢٨٥ ـ أبو عبد الله الجدلي.
٢٩٤ ـ المراجعة ١٧ : عواطف المناظر وألطافه.
تصريحه بأن لم يبق للسني مانع من
الاحتداد بثقات الشيعة.
أيمانه بآيات أهل البيت ودلااتها علي
إمامتهم ,
حيرته في الجمع بينها وبين ما عليه أهل
القبلة.
٢٩٦ ـ المراجعة ١٨ : مقابلة عواطفه
بالشكر ، تنبيهه إلي الخطأ فيما نسبه إلي مطلق أهل القبلة.
إلفاته إلي أن العادلين عن أهل البيت
في فروع الدين وأصوله ليسوا إلاَّ العادلين عن النص عليهم بالخلافة.
أئمة أهل البيت بقطع النظر عن كل دليل
لا يقصرون عن غيرهم.
أي محكمة عادلة تحكم بضلال المعتصمين
بهم.
٢٩٨ ـ المراجعة ١٩ : لا تحكم محاكم
العدل بظلال المعتصمين بهم.
العمل بمذاهبهم بيرئ الذمة.
بل قد يقال إنهم أولي بالاتباع من
غيرهم.
التماس النصّ بالخلافة.
٣٠٣ ـ المبحث الثاني في الإمامة
العامة وهي الخلافة عن رسول الله صلّي الله وعليه وآله وسلم ، وفيه من المراجعات
مايلي :
٣٠٣ ـ المراجعة ٢٠ : إشارة إلي النصوص
مجملة.
نصّ الدار يوم الإنذار.
|
مخرجو هذا النص من أهل السنة.
٣٠٨ ـ المراجعة ٢١ : وفيها التشكيك في
سند هذا النص.
٣٠٩ ـ المراجعة ٢٢ : وفيها بصحيح هذا
النص وبيان السبب في إعراض من أعرض عنه.
٣١١ ـ المراجعة ٢٣ : إيمان المناظر
بثبوت هذا النص ؛ قوله : لا وحه للاحتجاج به مع عدم تواتره ، دعوي دلالته علي
الخلافة الخاصة ، دعوي نسخه.
٣١٣ ـ المراجعة ٢٤ : بيان الوجه في
احتجاجنا به ، الخلافة الخاصة منفية بالإِجماع. النسخ هنا محال عقلاً. علي أنه
لا ناسخ.
٣١٤ ـ المراجعة ٢٥ : وفيها إيمانه
بهذا النص وطلبه المزيد من أمثاله.
٣١٤ ـ المراجعة ٢٦ : النص الصريح ببضع
عشرة من خصائص علي أحدها حديث المنزلة.
توجيه الاستدلال به.
٣١٩ ـ المراجعة ٢٧ : وفيها تشكيك
الامدي في سند حديث المنزلة.
٣١٩ ـ المراجعة ٢٨ : حديث المنزلة من
أثبت الآثار ، القرائن الحاكمة في ذلك.
مخرجوه من أهل السنة.
السبب في تشكيك الامدي به.
٣٢٧ ـ المراجعة ٢٩ : تصديق المناظر
بثبوت الحديث.
تشكيكه في عمومه. التشكيك في حجّيته
لكونه عاماً مخصصاً.
٣٢٨ ـ المراجعة ٣٠ : أهل اللغة والعرف
يحكمون بعموم هذا الحديث.
القول باختصاصه مردود من وجهين ، لم
تنحصر موارده في تبوك.
|
|
إبطال القول بعدم حجّيته.
٣٣٢ ـ المراجعة ٣١ : وفيها التماس غير
وقعة تبوك من موارد حديث المنزلة.
٣٣٢ ـ المراجعة ٣٢ : وفيها ستة من
موارد الحديث
الاول : زيارة أم سليم.
الثاني : قضية بنت حمزة.
الثالث : اتكاء النبي علي علي.
الرابع : يوم المؤاخاة الاولي.
الخامس : يوم المؤاخاة الثانية.
السادس : يوم سدّ الابواب.
النبي يصوّر علياً وهارون كالفرقدين
في السماء.
٣٤٠ ـ المراجعة ٣٣ : وفيها قول مناظر
: متي صور علياً وهارون كالفرقدين.
٣٤١ ـ المراجعة ٣٤ : وفيها أنه صورهما
كالفرقدين علي غرار واحد يوم شبر وشبير ومشبر وتفصيل ذلك.
ويومي المؤاخالة وتفصيلها.
ويوم سدّ الأبواب وتفصيله.
٣٥٨ ـ المراجعة ٣٥ : وفيها التماس
المناظر بقية النصوص.
٣٥٨ ـ المراجعة ٣٦ : وفيها سبعة نصوص
أحدها حديث ابن عباس.
الثاني : حديث عمران.
الثالث : حديث برية.
الرابع : حديث البضع عشرة من خصائص
علي.
الخامس : حديث علي.
السادس : وهب بن حمزة.
السابع : ما أخرجه ابن أبي عاصم.
٣٦٦ ـ المراجعة ٣٧ : وفيها التشكيك
بمفاد تلك
|
الأحاديث لاسبعة بسبب أن الولي مشترك
لفظي.
٣٦٧ ـ المراجعة ٣٨ : وفيها أن المراد
من الولي إنما هو الأولي بالمؤمنين من أنفسهم.
ذكر القرائن الدالة علي ذلك.
٣٦٩ ـ المراجعة ٣٩ : وفيها التماس آية
الولاية.
٣٧٠ ـ المراجعة ٤٠ : وفيها آية
الولاية ونزولها في علي وإقامة الادلة علي نزولها فيه ، وتوجيه الاستدلال بها
علي خلافته.
٣٧٥ ـ المراجعة ٤١ : وفيها أن لفظ
الذين آمنوا للجمع فكيف أطلق علي المفرد.
٣٧٦ ـ المراجعة ٤٢ : وفيها أن العرب
يعبرون عن المفرد بلفظ الجمع لنكتة يقتضيها الحال وإقامة الشواهد علي ذلك.
ما ذكره الإِمام الطبرسي من النكت ، وما
ذكره الزمخشري منها وعندي في ذلك نكتة ألطف وأدق.
٣٨٠ ـ المراجعة ٤٣ : وفيها أن السياق
دال علي إرادة المحب أو نحوه.
٣٨٠ ـ المراجعة ٤٤ : وفيها أولاً أن
السياق غير دال علي إرادة المحب ونحوه بل دال علي إمامة علي.
وثانياً أن السياق لا يكافئ الأدلة
عند التعارض.
٣٨٣ ـ المراجعة ٤٥ : وفيها أن اللواذ إلي التأويل مما لا بدّ منه حملاً للسلف
علي الصحة.
٣٨٤ ـ المراجعة ٤٦ : وفيها اولاً أن حمل السلف علي الصحة لا يستلزم التأويل وثانياً
أن التأويل هنا متعذر.
٣٨٤ ـ المراجعة ٤٧ : وفيها طلب السنن
المؤيدة للنصوص.
|
|
٣٨٥ ـ المراجعة ٤٨ : وفيها أربعون
حديثاً من السنن المؤيدة للنصوص الصريحة بل هي نصوص جلية.
٤٢٢ ـ المراجعة ٤٩ : وفيها الاعتراف
بفضائل علي. وقوله إن الفضائل لا تستلزم العهد إليه بالخلافة.
٤٢٧ ـ المراجعة ٥٠ : وفيها توجيه
الاستدلال بها علي الخلافة.
٤٣٣ ـ المراجعة ٥١ : وفيها معارضة
أدلتنا بمثلها.
٤٣٣ ـ المراجعة ٥٢ : وفيها دحض دعوي
المعارضة.
٤٣٤ ـ المراجعة ٥٣ : وفيها التماس
حديث الغدير.
٤٣٥ ـ المراجعة ٥٤ : وفيها شذرة من
شذور العدير.
٤٥٠ ـ المراجعة ٥٥ : وفيها بحث
المناظر عن الوجه في الاحتجاج بحديث الغدير مع عدم تواتره. ٤٥١ ـ المراجعة ٥٦ : وفيها بيان الوجه في ذلك وأن النواميس الطبيعية تقضي
بتواتره وذكر عناية الله عزّ وجلّ به.
عناية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وعناية أمير المؤمنين عليهالسلام.
عناية الحسين عليهالسلام.
عناية التسعة المعصومين.
عناية الشيعة.
تواتره من طريق أهل السنة.
٤٨٨ ـ المراجعة ٥٧ : وفيها تأويل حديث
الغدير وإقامة القرينة علي ذلك التأويل.
٤٨٩ ـ المراجعة ٥٨ : وفيها أن حديث
الغدير مما لا يمكن تأويله ، وأن قرينة التاويل جزاف وتضليل.
٤٩٥ ـ المراجعة ٥٩ : وفيها بخوع
المناظر مع مراوغة منه شديدة.
|
٤٩٥ ـ المراجعة ٦٠ : وفيها دحض المراوغوة بقواطع الحجج.
٤٩٩ ـ المراجعة ٦١ : وفيها بحث
المناظر عن النصوص الواردة من طريق الشيعة.
٥٠٠ ـ المراجعة ٦٢ : وفيها أربعون
نصاً صريحاً.
٥١٢ ـ المراجعة ٦٣ : وفيها ثلاثة أمور
أحدها أن نصوص الشيعة ليست بحجة ، الثاني أن هذه النصوص لو كانت ثابتة لأخرجها
غير الشيعة ، الثالث طلب المزيد من غيرها.
٥١٣ ـ المراجعة ٦٤ : وفيها أنّا إنما
أوردناها إجابة للطلب ، وحسبنا حجة علي الجمهور صحاحهم ، أما عدم إخراجهم نصوصنا
فإنما هو لشنشنة يعرفها الناس من ظالمي آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهنا حقيقة أوضحناها نلفت إليها أولي الألباب.
٥٢٠ ـ المراجعة ٦٥ : وفيها طلب
المناظر منا أن نصدع بحديث الوراثة.
٥٢٠ ـ المراجعة ٦٦ : وفيها النص علي
أن وارث علم رسول الله إنما هو عليّ دون غيره.
٥٢٦ ـ المراجعة ٦٧ : بحث المناظر عن
الوصية إلي عليّ.
٥٢٦ ـ المراجعة ٦٨ : وفيها نصوص
الوصية وحسبك بها نصوصاً جلية.
٥٣٥ ـ المراجعة ٦٩ : وفيها حجة منكري
الوصية.
٥٣٨ ـ المراجعة ٧٠ : وفيها الحجة
البالغة علي أن الوصية لا يمكن جحودها مع بيان السبب في إنكار من أنكرها ودحض
حجتهم بأدلة السمع والعقل والوجدان.
٥٥٧ ـ المراجعة ٧١ : وفيها بحظ
المناظر عن السبب في الإعراض عن كلام أم المؤمنين وأفضل أزواج
|
|
النبي عائشة إذ صرّحت بنفي الوصية.
٥٥٧ ـ المراجعة ٧٢ : وفبها أنها لم
تكن أفضل أزواج النبي وأن أفضلهن خديجة ، مع الإشارة إلي السبب في إعراضنا عن
حديث عائشة في هذا الموضوع.
٥٦٣ ـ المراجعة ٧٣ : وفيها طلب
التفصيل في سبب الإعراض عن حديثها في هذا الموضوع.
٥٦٤ ـ المراجعة ٧٤ : وفيها تفصيل
الأسباب في الإعراض عن حديثها ، وأن العقل يحكم بالوصية ، وأن دعوي عائشة بأن
النبي قضي وهو في صدرها معارضة بصحاح كثيرة.
٥٧٣ ـ المراجعة ٧٥ : وفيها أن أم
المؤمنين لا تستسلم في حديثها إلي العاطفة وأن الحسن والقبح العقليين منفيان عند
أهل السنة.
وفي هذه المراجعة أيضاً بحث المناظر
عن السنن التي تعارض دعوي أم المؤمنين في أن النبي قضي وهو في صدرها.
٥٧٥ ـ المراجعة ٧٦ : استسلام عائشة إل
العاطفة.
ثبوت الحسن والقبح العقليين بالبرهان
القاطع والحجة البالغة.
الصحاح المعارضة لدعوي أم المؤمنين.
تقديم حديث أم سلمة علي حديثها عند
التعارض.
٥٨٧ ـ المراجعة ٧٧ : وفيها البحث عن
السبب في تقديم حديث أم سلمة علي حديث عائشة.
٥٨٨ ـ المراجعة ٧٨ : وفيها الأسباب
المرجحة لحديث أم سلمة مضافاً إلي ما تقدم في المراجعة ٧٦ من الأسباب.
٥٩٧ ـ المراجعة ٧٩ : وفيها أن الإجماع
يثبت خلافة الصديق.
٥٩٧ ـ المراجعة ٨٠ : وفيها الجواب عن
دعوي
|
الإجماع بكيفية تمثل العدل والإنصاف
والأمانة والعلم بأجلي المظاهر ، وكيف يتحقق الإجماع مع وجود ذلك النزاع.
٦٠٦ ـ المراجعة ٨١ : وفيها دعوي
انعقاد الإجماع بعد تلاشي النزاع.
٦٠٦ ـ المراجعة ٨٢ : حصحص الحق فيها
بسطوع البرهان ، وهناك مطالب لا مندوحة للمحققين عن مراجعتها.
٦١٩ ـ المراجعة ٨٣ : وفيها بحث
المناظر عن الجمع بين ثبوت النص وحمل الخلفاء الثلاثة علي الصحة.
٦٢٠ ـ المراجعة ٨٤ : وفيها الجمع بين
ثبوت النص وحملهم علي الصحة.
بيان الوجة في قعود الإمام عن حقه.
٦٢٥ ـ المراجعة ٨٥ : وفيها التماس
الموارد التي لم يتعبدوا فيها بالنص.
المراجعة ٨٦ : وفيها رزية يوم الخميس
إذ قال النبي : هلم اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده فصدوه عما أراد.
بيان السبب في عدول النبي عن عزيمته.
٦٣٦ ـ المراجعة ٨٧ : وفيها عذرهم في
تلك الرزية مع المناقشة فيه.
٦٣٨ ـ المراجعة ٨٨ : وفيها تزييف تلك
الأعذار ببينات تسطع كضوء النهار.
٦٤٢ ـ المراجعة ٨٩ : وفيها التماس
بقية الموارد.
٦٤٣ ـ المراجعة ٩٠ : وفيها سرية أسامة
المشتملة علي خمسة أمور لم يتعبدوا فيها بالنصوص.
٦٥١ ـ المراجعة ٩١ : وفيها عذرهم فيما
كان منهم في سرية أسامة.
دعوي أن لعن المتخلف عن تلك السرية لم
يرد في حديث مسند.
|
|
٦٥٤ ـ المراجعة ٩٢ : وفيها أن ما ذكره
المناظر من عذرهم لا ينافي ما قلناه من مخالفتهم.
ذكر الحديث المسند المشتمل علي لعن
المتخلف عن جيش أسامة.
٦٥٧ ـ المراجعة ٩٣ : وفيها التماس بقية
الموارد.
٦٥٨ ـ المراجعة ٩٤ : وفيها أمر النبي
صلّي الله عليه وآله وسلم بقتل المارق.
٦٦١ ـ المراجعة ٩٥ : وفيها العذر في
عدم قتل المارق.
٦٦٢ ـ المراجعة ٩٦ : وفيها ردّ العذر.
٦٦٣ ـ المراجعة ٩٧ : وفيها التماس
الموارد كلها.
٦٦٣ ـ المراجعة ٩٨ : وفيها لمعة من الموارد
ذكرناها تفصيلاً وأشرنا إلي موارد الخاصة في عليّ وأهل بيته.
٦٦٥ ـ المراجعة ٩٩ : وفيها عذرهم إذ
خالفوا النص في تلك الموارد ، والتماس المناظر تفصيل ما أشرنا إليه من الموارد
الخاصة في علّي وأهل بيته.
٦٦٥ ـ المراجعة ١٠٠ : وفيها أن ما
ذكره من عذرهم لا ينافي ما قلناه وقد خرج في هذه الأعذار عن محل البحث ، وفيها
أيضاً تفصيل ما اختص بعلي من الصحاح المنصوص فيها عليه بغير الإمامة من الأمور
التي لم يتعبدوا بها.
٦٧١ ـ المراجعة ١٠١ : لِمَ لَم يحتج
الإمام يوم السقيفة بنصوص الخلافة والوصية.
٦٧٢ ـ المراجعة ١٠٢ : موانع الإمام من
الحتجاج يوم السقيفة.
إشارة إلي احتجاجه واحتجاج أوليائه مع
وجود الموانع.
٦٧٥ ـ المراجعة ١٠٣ : وفيها طلب موارد
احتجاجهم.
|
٦٧٥ ـ المراجعة ١٠٤ : ثلّة من موارد احتجاج الإمام.
احتجاج الزهراء عليهاالسلام.
٦٨٨ ـ المراجعة ١٠٥ : وفيها التماس
احتجاج ببيان يريك هذه الحقيقة محسوسة غير الإمام والزهراء.
٦٨٨ ـ المراجعة ١٠٦ : احتجاج ابن عباس.
احتداد الحسن والحسين واحتجاج أبطال
الشيعة من الصحابة.
الإشارة إلي احتجاجهم بالوصية.
٦٩٤ ـ المراجعة ١٠٧ : وفيها طلب تفصيل
احتجاجهم بالوصية.
٦٩٥ ـ المراجعة ١٠٨ : وفيها احتجاجهم
بالوصية في خطبهم وحديثهم وأشعارهم ، وقد أوردنا من ذلك ما يحتمله هذا الإملاء
فجدير بالباحثين أن يقفوا عليه.
٧١٠ ـ المراجعة ١٠٩ : وفيها البحث عن
إسناد
|
|
مذهب الشيعة (في الفروع والأصول) إلي
أئمة أهل البيت.
٧١١ ـ المراجعة ١١٠ : وفيها ثبوت
تواتر مذهب الشيعة عن أئمة أهل البيت بجميع الحواس.
وفيها تقدم الشيعة في تدوين العلم زمن
الصحابة وأسماء المؤلفين منهم.
أسماء المؤلفين منهم من التابعين وتابعي
التابعين ، وقد تضمنت هذه المراجعة مباحث جمّة ومطالب مهمة ومناضلات عن أهل
الصدق ببوارق الحق أُلفت إليها كل بحاث عن الحقيقة.
٧٣٧ ـ المراجعة ١١١ : وفيها مسك
الختام بالبخوع للحق.
٧٣٧ ـ المراجعة ١١٢ : وفيها الثناء
علي المناظر بما هو أهله ، والحمد لله وحده ، وصلّي الله علي من لا نبيّ بعده ،
وعلي آله الذين قصدوا قصده ، وسلّم تسليماً كثيراً.
|
فهرس الآيات القرآنية
(أ)
(الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا
وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ).................. ٦٢١
(أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ
وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ)..................... ١٥٩
(اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ
وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)................................ ٣١٧
(إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)............................................................ ٣٣٧
(أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن
كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ)........................................ ١٥٧
(أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ
أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى).................... ٦٨٦
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ
نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ).............. ١٣٣
(أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا
السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا).............. ١٥٣ / ١٥٤
(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا
دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ)............ ١٩٥
(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ).......... ١٥٣ / ١٥٤
(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى
مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ).................................... ١٤٦
(إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ
صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)................................................ ٥٨٨
(إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ
مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا)................................... ١٢٩
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ
عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن)....................... ١٣٩
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ).................. ١٥٤ / ١٥٥
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا
أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى)..................................... ٥٦٤
(إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ)....................... ١٦٠
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ) ١١٤ / ١١٥ / ١٦٨
(إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ
قَوْمٍ هَادٍ)........................................................ ١٣٥
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ) ١٣٧ / ٣٥٧ / ٣٧٠ / ٣٧٤
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) ١١٧
/ ١٢٤ / ١٦٧ / ٣١٦
(إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء
وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا)..................................... ١٢٩
(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ
ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ).............. ٣٩٥
/ ٤٩١ / ٤٩٣
(إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ
وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ)................................................ ٣١٤
(اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ،
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ)............................... ١٣٦
(أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ
اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا)....................... ١٣٣
(ت)
(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ
السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ)...................... ١٦٢
(ث)
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ
الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)................................. ١٧٠
/ ١٧١
(ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ
عَنِ النَّعِيمِ)........................................................... ١٤٠
(ج)
(جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً
لَّهُمُ الْأَبْوَابُ)..................................................... ١٧٠
(ج)
(حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ
النُّذُرُ)........................................................... ٦٧٨
(ذ)
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى
الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ)........................ ٤٨٨
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا
أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)..................................... ٦٨٩
(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ
مَن يَشَاء)....................................................... ٤٥٨
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ
الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)............................ ١٧٠
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ
إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً)............ ٣٧٦
(الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم
بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً)................................... ١٦٢
(س)
(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ)...................................................... ١٤٢
/ ٤٧٨
(سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ).................................................................. ١٦٧
(سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ
وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا)......................................... ٣٥٦
(ض)
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ
كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ)................................ ٥٨٩
(ع)
(عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ
أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ).................................. ٥٨٩
(ف)
(فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ
نَقِيرًا ،
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ)............................. ١٣٣
/ ١٤٦
(فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ
إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)...................................... ١٣٣
/ ١٣٤
(فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم)................................................. ١٣٦
(فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ
كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ)............................................... ١٤٥
(فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا)...................... ١٣٣
(فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ)................................................................ ٢٢٠
(فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)........................... ٢٧٣
(فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا
وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ).................................. ١٢٦
(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ
حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ).............................. ٦٥٦
(فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم
مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا).......................... ١٣٣
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن
تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ).............................. ١٤٩
/ ١٥٠
(ق)
(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي)................................. ٣٥٦
/ ٣٧٤
(قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى)................................................... ٣١٧
/ ٣٤٧
(قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ
أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)............. ١١٢
/ ١٢٤ / ٤٥٧ / ٧٢٦
(ك)
(كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ
أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ)....................... ٥٦٨
(ل)
(لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)......... ٤٦٩
/ ٥٨٠
(لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ
وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)............. ١٥٣
(لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ
أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)........................................ ٤٩٢
(م)
(مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ
مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)...... ١٦٦
/ ١٦٧
(مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ
مِن شَيْءٍ)............................................... ٦٣٧
/ ٣٤١
(مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ)............................................................. ٤٨٨
(مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا
مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ)............................... ١٥١
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا
مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)..................................... ١٤٨
(ن)
(نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)................................................................... ٢٢٠
(هـ)
(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا
فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ)....................... ١٥٦
(و)
(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)................................................................. ١٦٦
(وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ
أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي)..................... ٣١٧
/ ٣٥٦
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي
آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ)..................................... ١٤٤
(وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ
لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا)................................ ١٥٠
(وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ
اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ)......................................... ٥٨٨
(وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)..................................... ١٦٤
/ ٣٠٤ / ٥٤١ / ٥٧١
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ
لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)....................................... ٦٤١
(وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا
فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ).............................. ١٣٢
(وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ
مِن وَرَائِي)....................................................... ٤٨٨
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ
وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)................................ ١٣٨
(وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ
أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ)........................... ١٦٥
/ ٥١١
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ)................................................................... ٢٤٢
(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ
وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ)..................................... ١٥٢
(وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ
بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)................................. ١٦٣
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ
ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا)......................................... ١٦٥
(وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ
يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ)................................................ ١٤٧
(وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا)........................................ ٥٧٦
(وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن
قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا)............................................... ١٤٤
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)............................................... ١٥١
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ
جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)............................... ٨٠
/ ١٣٠ / ١٣١
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)..................................... ٦٤٢
(وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم
مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ)............................. ١٦٦
(وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ
كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ)........................................ ١٤٧
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا
تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى).................................. ٥٩٢
(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)............................................................... ١٤٣
(وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ
الْقِتَالَ)........................................................... ٢٣٠
(وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ)................. ٢١٧
(وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً
عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ).......................................... ٧٣١
(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ
تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ)....................... ٧٩
(وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ)................................ ٢٧٣
(وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ
مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ).................................... ٤٨٨
(وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ)...................................................... ٢٢٦
(وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ
تَحْوِيلاً)........................................................... ٤٥٥
(وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي
السَّمَاوَاتِ)..................................................... ١٥١
(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)................................... ٦٥٦
(وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ
وَأَنتَ فِيهِمْ).................................................... ١٤٦
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا
مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا)...................... ٥٣٠
/ ٦٤٠
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)................................. ٣٩٧
/ ٤٨٩
(وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ
بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ).......................................... ١٥٣
(وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ
عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ)..................................... ٦٢١
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ
ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ)..................................... ١٦٠
(وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ)................................ ٣٧٠
(وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن
بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى)...................................... ١٣٤
(وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ
فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ).............................. ١٣٦
(ي)
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ
مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ)........... ١٤٠
/ ٣١٨ / ٤٩٠
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)........................... ٧٩
/ ١٣١
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ)....................................... ١٣٩
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هُمْ)................. ٣٧٧
/ ٤٥٥ / ٤٥٦
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)..................................... ١٣٣
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ)......................... ٣٨٠
/ ٣٨٢
فهرس
الأحاديث
(أ)
(الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت ياعلي
وآخرهم القائم) (ص)............................. ٥٥٥
(الإئمة بعدي اثنا عشر أولهم
علي وآخرهم القائم) (ص).................................... ٥٠١
(ائت أبان بن تغلب فإنه سمع مني حديثاً كثيراً) الصادق (ع)................................ ٧٢٣
(أئتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً) (ص)......................................... ٥٧١
(أئتوني بصحيفة بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لا تضلون
بعده) (ص).................... ٦٣٣
(أئتوني ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً) (ص).................................. ٦٣٣
(ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده) (ص)..................... ٦٢٨ / ٦٣٠ / ٦٣١
(ائتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً) (ص).................................. ٦٣١
(أئتوني بالكتف والدواة ـ أو اللوح والدواة ـ أكتب لكم
كتاباً ...) (ص)................ ٦٣٠
(أبو حمزة في زمانه كلقمان في زمانه) الرضا (ع)........................................... ٧٢٥
(أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه) الصادق (ع).............................. ١٨٧ / ٧٢٥
(أتري لهؤلاء مثل هذا الكتاب؟) الصادق (ع)...................................... ١٨٧
/ ٧٢٥
(اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم) الحسن (ع)...................................................... ٢٦
(اجلس في المسجد وأفت الناس فإني أحب أن يري في شيعتي
مثلك) الباقر (ع).............. ٧٢٣
(اجلس في مسجد المدينه وأفت الناس فإني أحب أن أري في
شيعتي مثلك) الباقر (ع)........ ١٧٩
(أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد) (ص)................ ٥٧٢ / ٦٢٩ / ٦٣١
(اخرج وسر علي بركة الله) (ص).......................................................... ٦٥٦
(أدرك أبابكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه ...) (ص)...................................... ٣٩٦
(ادعوالي أخي ...) (ص)........................................................... ٢٣٤
/ ٥٨٥
(ادعوا لي أخي) (فأتينه فقال : ادن مني فدنوت منه ...) (ص).............................. ٥٨١
(ادعوا لي أخي) فجاء أبوبكر فأعرض عنه ثم قال : (ادعوا لي
أخي ...) (ص)............... ٥٨٥
(ادعوا لي أخي (فدعوا علياً) فقال : ادن مني فدنا منه ...)
(ص)............................ ٣٤٧
(أذا رأيتم معاوية علي منبري فاقتلوه) (ص)................................ ٢٢١ /
٢٣١ / ٢٣٩
(إذا التقيتم فعلي علي الناس) (ص)......................................................... ٣٦١
(اذهب إليه فاقتله) (ص).................................................................... ٦٥٨
(اذهب فاقتله) (ص)........................................................................ ٦٥٨
(أرأيت لو جاءك قوم من بني إسرائيل فقال لك أحدهم ...) علي
(ع)....................... ٣٥١
(اسكت فإنما أنت فاسق) علي (ع)......................................................... ١٥٨
(اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم)
(ص)............................... ٦٠٨
(أسندت
رأسه علي منكبي فقال : الصلاة الصلاة ...) علي (ع)............................. ٥٨٢
(أشبهت خلقي وخلقي) (ص).............................................................. ٧١٩
(أصحاب الجنة من أطاعني وسلم لعلي بن أبي طالب بعدي) (ص)........................... ١٥٣
(أعطيت في علي خمساً لم بعطها بني في أحد قبلي. أما الأولي
...) (ص)..................... ٥٣٩
(اغد علي بركة الله تعالي) (ص).................................................... ٦٤٨ / ٦٤٩
(اغز باسم الله وفي سبيل الله وقاتل من كفر) (ص).......................................... ٦٤٦
(اغز صباحاً علي أهل أبني) (ص)................................................... ٦٤٦ / ٦٥٢
(أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم ...) (ص).......................... ٣٣٧
(أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ...)
(ص).................... ٥٦٠
(ألا أدلكم علي ما إن تمسكتم به لن تهلكوا ولن تضلوا ...)
(ص)........................... ٥٠٩
(ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة يوح ...) (ص)........................................ ٩٥
(الزموا مودتنا أهل البيت ، فإنه من لقي الله ...) (ص)...................................... ١٠٧
(ألست أولي بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلي يا رسول الله ...)
(ص)........................... ٨٦
(ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلي ...) (ص).......................... ٣٦٦ / ٦٧٨
(ألستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلي
...) (ص)....................... ٤٤١
(ألستم تعلمون؟ أولستم تشهدون أني أولي بكل مؤمن من نفسه؟
...) (ص)................ ٤٣٩
(أليس داري ودار علي واحدة؟) (ص)...................................................... ١٧٠
(اللهمّ اركسهما في الفتنة ركساً ودعّهما إلي النار دعاً)
(ص)............................... ٢٨٥
(اللهمّ إن أخي موسي سألك فقال : رب اشرح لي صدري ...) (ص).............. ٣٥٦ / ٣٧٤
(اللهمّ إني أستعينك علي قريش ومن أعانهم) (ص).......................................... ٦٨٠
(اللهمّ صلِّ علي محمد وآل محمد وارزقه ...) الكاظم (ع)................................... ٢٠٢
(اللهمّ من آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي طالب) (ص)................................. ١٠٥
(اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً)
(ص)......................... ١٢٠
(اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ...) (ص)................................... ٤٦٥ /
٦٦٨
(أما إنك ستلقي بعدي جهداً ، قال : في سلامة من ديني ...؟)
(ص)........................ ٤١٦
(أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك ...) (ص)........................................ ٩٠
(أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمداً (ص) نذيراً ...) علي
(ع)............................. ٦٧٣
(أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون موسي ...) (ص)........... ٣١٦ / ٣٢٠ / ٣٢٨ / ٦٩٢
(أما ترضي أنك معي في الجنة والحسن والحسين وذريتنا؟) (ص)............................ ٧٣٥
(أما ترضين أن الله اختار من اهل الأرض رجلين؟ ...) (ص)................................ ٥٣٣
(أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاماً ، وأعلمهم ...)
(ص)................ ٢٣٩ / ٥٣٤
(أما علمت أن الله عزّ وجلّ اطلع علي أهل الأرض ...؟) (ص).............................. ٦٩٦
(أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان ...) الصادق (ع)....................................... ٧٢٤
(أما والله لقد تقمصها فلان ، وإنه ليعلم أن محلي منها ...)
علي (ع)....................... ٦٧٩
(أنا أقاتل علي تنزيل القرآن وعلي يقاتل علي تأويله) (ص).................................. ٤٢٠
(أنا أول من يجثوبين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة) علي
(ع).......................... ١٥٦
(أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم ثم أخي علي أولي بالمؤمنين
...) (ص)........................ ٥٠٤
(أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم) (ص).............................................. ٥٤٨
(أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم) (ص).................................... ٥٨٤
/ ٦٦٨
(أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم) (ص).............................................. ٦٦٩
(أنا عبدالله وأخو رسوله لا يقولها بعدي إلَّا كاذب) علي
(ع).............. ١٩٤ / ٣٤٩ / ٣٥١
(أنا دار الحكمة وعلي بابها) (ص).......................................... ٣٩٢ / ٥٢١ / ٥٤٧
(أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين) (ص)................................................. ٥٠٤
(أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت ...)
(ص).............. ٣٩٠ / ٥٢٠ / ٥٤٦
(أنا المنذر وعلي الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون) (ص)..................... ١٣٥ / ٤٠٩
(أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون ...)
(ص).................... ٥٠٤
(أنا وهذا ـ يعني علياً ـ حجة علي أمتي يوم القيامة) (ص)................................ ٤١١
(أنت أخي في الدنيا والآخرة) (ص)........................................ ١٩٤ / ٣٣٦ / ٣٤٤
(أنت أخي وأبو ولدي ، تقاتل علي سنتي ...) (ص)........................................ ٥٤٣
(أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة) (ص)................................................ ٣٤٦
(أنت أخي ووزيري ، تقضي ديني ، وتنجز موعدي ...) (ص)............................. ٣٤٧
(أنت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتب ، وتبين لهم ...) (ص)........................ ٣٨٨ / ٥٢٩
(أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي) (ص)................................... ٣٩٤ / ٥٤٢
(أنت سيد ابن سيد ، وأنت إمام ابن إمام أخو إمام ...) (ص).............................. ٥٠٣
(أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة من أحبك) (ص)....................................... ٢٣٨
(أنت مني بمنزلة هارون من موسي ، إلَّا أنه لا نبي بعدي) (ص) ٣٢١ / ٣٢٤ / ٣٢٩ / ٣٣٦ / ٦٧٨
(أنت وارث علمي ومعدن حكمي والإمام بعدي) (ص).................................... ٥١١
(أنت ولي كل مؤمن بعدي) (ص).................................................. ٢٥٩
/ ٣٦٥
(أنت وليي في الدنيا والآخرة ...) (ص)............................................ ٣١٦
/ ٥٤٥
(أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة) (ص).......................................... ٣١٦
/ ٦٧٨
(أنتم أولو الأرحام. فإذا مت فأبوك علي أولي بي وبمكاني) (ص)............................. ٥١١
(انزل عن مجلس أبي) الحسن (ع)........................................................... ٦٩٢
(انزل عن مجلس أبي) الحسين (ع)........................................................... ٦٩٢
(أنشدك الله هل قلت حين وقفت علي المسجد : ما في ...) (ص)........................... ٦٥٩
(أنشدكم بالله هل فيكم أحد آخي رسول الله بينه وبينه ...) علي (ع)...................... ٣٥٠
(أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله : ياعلي ...) علي (ع)....................... ١٤٨
(أنشدكم الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله (ص) يقول ...) علي (ع)... ٤٦١ / ٤٦٣ / ٦٧٦
(أنشد الله من سمع رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم ...) علي (ع)...................... ٤٦٤
(انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم ...) علي (ع)......................................... ٧٥
(أنفذ ما أمرتك به ...) (ص)............................................................... ٦٥٦
(أنفذوا بعث أسامة ، لعن الله من تخلف عنه) (ص)......................................... ٦٥٧
(إن أبان بن تغلب روي عني ثلاثين ألف حديث ...) الصادق (ع).......................... ٧٢٣
(إن الأمة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش علي ...) (ص).................................. ٤١٥
(أن رجالاً يجحدون في انفسهم شيئاً أن أسكنت علياً ...) (ص)............................ ٣٣٩
(إن علياً أمير المؤمنين بولاية من الله عزوجل ...) (ص)........................................ ٥٠٦
(إن علياً مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي) (ص)................................... ٣٩٧
(إنكم لتخبروني عن رجل إن في وجهه لسفعة من الشيطان) (ص)........................... ٦٥٩
(إن الله أوحي إلي نبيه موسي أن ابن ليس مسجداً ...) (ص)............................... ٣٥٥
(إن الله تبارك وتعالي اطلع علي أهل الأرض اطلاعة فاختارني ...) (ص)..................... ٥٠١
(إن الله تبارك وتعال أوحي إلي أنه جاعل من أمتي أخاً و ...) (ص)......................... ٥٠٩
(إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه ، وجعل ذريتي في صلب علي ...) (ص)................ ٥٤٣
(إن الله زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلي الله ...) (ص)............................. ٥١٠
(إن الله عزوجل اختارني من جميع الأنبياء ،
واختار مني علياً ...) (ص)........................ ٥٠٥
(إن الله عزوجل اطلع إلي أهل الأرض فاختار منهم
محمداً ...) (ص)............................ ٥٢٤
(إن الله عهد إلي في علي أنه راية الهدي وإمام أوليائي) (ص)................................. ٣٨٨
(إن الله عهد إلي في علي عهداً فقلت : يا رب بينه لي ...) (ص)............................ ٣٨٨
(إنما سمنتهم بأسماء ولد هارون : شبر وشبير ومشبر ...) (ص)............................... ٣٤١
(إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ...) (ص)................................. ٦٥ / ٦٧١
(إن مما عهد إلي النبي أن الأمامة ستغدر بي بعده) علي (ع).................................. ٤١٥
(إن منكم من يقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت علي تنزيله) (ص)........................ ٤١٦
(إن موسي سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون ، وإني سألت ...) (ص)...................... ٣٥٧
(إن النساء ليس لهن من عقار الرجل إذا توفي عنهن) (ص).................................. ٧١٧
(إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له ...) (ص)............... ٣٠٤ / ٣٤٥ / ٦٧٧
(إن هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة) (ص).............................. ٣٨٩
(إن هذا لأول قرن يطلع في امتي ، لو قتلتموه ...) (ص).................................... ٦٦٠
(إن هذا وأصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم) (ص).................................... ٦٥٨
(إنه لا ينبغي أن أذهب إلاَّ وأنت خليفتي) (ص).................................... ٣١٨ / ٦٩٢
(إنه يموت من مات منا وليس بميت ، ويبلي من بلي منا وليس ببال) (ص)................... ٧٤
(إن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي ، ينجز عدتي ...) (ص)............ ٥٢٨ / ٦٩٦
(إني أوشك أن أدعي فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين ...) (ص)............................. ٨٣
(إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي ...) (ص)....................................... ٨٣
(إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء ...) (ص).................... ٨٤
(إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي ...) (ص).................. ٤٩٤
(إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله ..) (ص) ٨٣ / ٩٣ / ٦٣٥ / ٦٧٠
(إني وأطائب أرومتي وأبرار عترتي أحلم الناس صغاراً ...) (ص)............................. ١١٣
(أوحي إلي في علي أنه سيد المسلمين وولي المتقين ...) (ص)................................ ٣٨٦
(أوحي إليّ في علي ثلاث : أنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ...) (ص).............. ٣٨٦ /٥٥٢
(أوصي النبي أن لا يغسله أحد غيري ...) علي (ع)......................................... ٥٣٨
(أوصاني رسول الله (ص) فقال : إذا أنا مت فغسلني بسبع ...) علي (ع).................... ٥٣٨
(أوصي من أمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب) (ص)........................ ١٠٤ / ٤٠٧
(أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين) (ص)................................ ٢٦٦
(أول من يدخل من هذا الباب إمام المتقين وسيد المسلمين ...) (ص)........................ ٣٨٧
(أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علماً ...) (ص)........................ ٥٣٤
(أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ...) (ص)......................... ٣١٥
/ ٣٣٧ / ٣٣٩ / ٦٩٢
(أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا ...) علي (ع)....................... ٧٧ / ٦٨٣
(أيها الناس استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متعظ ...) علي (ع).......................... ٧٧
(أيها الناس إنه قد أقبل شهر الله ...) (ص).................................................. ٥٠٧
(أيها الناس إنه كان لي من رسول الله (ص) عشر خصال ...) علي (ع)..................... ٥١٠
(أيها الناس إني وليكم؟ قالوا : صدقت يا رسول الله ، ثم رفع ...) (ص)............ ٤٤٢ / ٥٤١
(أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ...) (ص)................. ٦٤٨ / ٦٤٩
(أيها الناس من وليكم؟ قالوا : الله ورسوله ، ثم أخذ بيد علي ...) (ص).................... ٤٤٢
(أيها الناس يوشك أن أدعي فأجيب ، وإني مسؤول وإنكم ...) الخطبة (ص)................ ٤٣٥
(ب)
(بارك الله لكما في ليلتكما) (ص)........................................................... ٣٣٣
(بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي ...) (ص)................................... ٣٤٥
(بشر المخبتين بالجنة ...) الصادق (ع)..................................................... ٧٢٧
(بل أنتم والله لأحرص ، وإنما طلبت حقاً لي ...) علي (ع)................................. ٦٨١
(بنا اهتديتم في الظماء وتسنمتم العلياء ...) علي (ع)......................................... ٧٦
(ت)
(تأتي يوم القيامة أنت وشيعتك راضين مرضيين ...) (ص).................................. ٧٣٥
(تؤدون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم ...) (ص)............................. ٦٠٨
(تفترق هذه الأمة ثلاثاً وسبعين فرقة كلها ...) علي (ع)................................... ١٥٣
(ج)
(جاء علي ، جاء علي ، مراراً فقالت فاطمة : كأنك بعثته في حاجة) (ص)................. ٥٨٥
(جاء النبي أناس من قريش فقالوا : يا محمد إنا جيرانك ...) علي (ع)...................... ٦٦٠
(جمع رسول الله (ص) بني عبد المطلب ، وهم رهط كلهم يأكل الجذعة) علي (ع).. ٥٢٢ / ٥٢٣
(جهزوا جيش أسامة ، أنفذوا جيش أسامة) (ص).......................................... ٦٤٨
(جهزوا جيش أسامة ، لعن الله من تخلف عنه) (ص)........................................ ٦٥٠
(ح)
(حتي إذا قبض رسول الله (ص) رجع قوم علي الأعقاب ...) علي (ع)...................... ٦٨٣
(حدثني جبرائيل عن رب العزّة جلَّ جلاله ، أنه قال : من علم أن ...) (ص)................ ٥٠١
(حرب علي حربي وسلمه سلمي ...) (ص)................................................. ٥٤٨
(حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة) (ص)................................. ٥٣١
(الحق مع ذا ، الحق مع ذا ...) (ص)........................................................ ٤٣٠
(الحق مع علي بن أبي طالب حيث دار) (ص)............................................... ٤٣٠
(الحمدالله علي ما أنعم ، وله الشكر علي ما ألهم) الزهراء (ع)............................... ٦٨٦
(خ)
(خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا وهو ...) (ص)....................................... ٥٠٢
(خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم ...) (ص)................... ٥٦١
(د)
(دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ...) (ص)........................................ ٦٢٨
(ذ)
(الذي جاء بالصدق رسول الله ، والذي صدق به أمير المؤمنين) الباقر والصادق
والكاظم والرضا (ع) ١٦٣
(ر)
(رأس الكفر من ها هنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان) (ص)............................... ٥٩١
(رحم الله علياً ، اللهمّ أدر الحق معه حيث دار) (ص)....................................... ٤٢٩
(ز)
(زيد الخير الأجذم وجندب ما جندب ...) (ص)........................................... ٢٢٥
(س)
(سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فتاب عليه ...) (ص)...................... ١٤٥
(السابق بالخيرات هو الإِمام ، والمقتصد هو العارف بالإِمام) الباقر (ع)..................... ١٧١
(السبق ثلاثة : فالسابق إلي موسي يوشع بن نون ...) (ص)................................. ٤١٤
(ستكون أمراء عليكم فتعرفون وتنكرون ...) (ص)......................................... ٦٠٩
(ستكون بعدي أثرة ، وأمور تنكرونها ...) (ص)........................................... ٦٠٧
(سر إلي موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل ...) (ص)......................................... ٦٤٦
(سر علي النصر والعافية) (ص)............................................................. ٦٥٦
(سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) علي (ع)....................................... ٥٤٠
(سلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك ...) علي (ع)................. ٥٨٤
(ص)
(الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين ...) (ص)....................... ١٥٢ / ٤١٤
(الصراط المستقيم هنا هو الإمام ، ولا تتبعوا السبل أي ...) الباقر والصادق
(ع)........... ١٣٢
(الصلاة يا أهل البيت ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ...) (ص)....................... ١٢٤
(ط)
(طلب العلم فريضة علي كل مسلم) (ص).................................................. ٢١٥
(طوبي شجرة في الجنة ، أصلها في دار علي ، وفرعها علي ...) (ص)........................ ١٧٠
(ع)
(عترته خير العتر؟ وأسرته خير الأسر ، وشجرته خير الشجر) علي (ع)....................... ٧٥
(علمني ألف باب ، كل باب يفتح له ألف باب) علي (ع).................................. ٥٨٦
(علمني رسول الله (ص) ألف باب ، كل باب يفتح ألف باب) علي (ع).................... ٥٨١
(علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي ...) (ص)........................... ٥٠٤
(علي بن أبي طالب أقدمهم سلماً ، وأكثر علماً ... وهو الإِمام ...) (ص)................... ٥٠٧
(علي بن أبي طالب أمان لهذه الأمة ، وسفينة ...) (ص)..................................... ٥٤٧
(علي بن أبي طالب باب حطة ، من دخل منه كان مؤمناً ...) (ص)................ ٣٩٥ / ٥٤٧
(علي بن أبي طالب ينجز عدتي ويقضي ديني ...) (ص)..................................... ٥٤١
(علي باب علمي ، ومبين من بعدي لأمتي ماأرسلت به ...) (ص).................. ٣٩٣ / ٥٢١
(علي خير البشر ، فمن أبي فقد كفر) (ص)................................................. ٢١٩
(علي علي الحق ، فمن تبعه فهو علي الحق ، ومن تركه ترك الحق) (ص).................... ٢٧٥
(علي قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ...) (ص)............................. ٣٧٤
(علي كشجرة ، أنا أصلها ، وعلي فرعها ، والحسن والحسين ثمرها ...) (ص).............. ٢٥٧
(علي مع الحق ، والحق مع علي ، لن يفترقا حتي يردا علي الحوض ...) (ص)....... ٤٢٩ / ٥٥٤
(علي مع القرآن ، والقرآن مع العلي ، لن يفترقا حتي يردا علي ...) (ص)................... ٤٢٨
(علي مني بمنزلة رأسي من بدني) (ص)....................................................... ٤٢٨
(علي مني بمنزلة من ربي) (ص)...................................................... ٣٩٤
/ ٥٥٤
(علي مني وأنا من علي ، خلق من طينتي ، يبين اللناس ما اختلفوه ...) (ص)............... ٥٠٥
(علي مني وأنا من علي. قاتل الله من قاتل علياً ، علي إمام ...) (ص)....................... ٥١٠
(علي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلاَّ أنا أو علي) (ص)...................... ٣٩٥ / ٤٦٠
(علي ولي كل مؤمن بعدي) (ص).......................................................... ١٩٣
(علي يقضي ديني وينجز بوعدي) (ص).................................................... ٥٤١
(غ)
(غسلت رسول الله (ص) فجعلت أنظر ما يكون من الميت ...) علي (ع)................... ٥٣٨
(ف)
(فأنا والله أخو رسول الله وابن عمه) علي (ع).............................................. ٣٥١
(فانطلق فأن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك) (ص).......................................... ٣٩٦
(فإنه من مات منكم علي فراشه وهو علي معرفة حق ربه ...) علي (ع)...................... ٧٨
(فأين تذهبون وأني تؤفكون ، والأعلام قائمة ...) علي (ع).................................. ٧٤
(فجزت قريش عني الجوازي ، فقد قطعت رحمي ...) علي (ع)............................. ٦٨٢
(فقد وليتك هذا الجيش ...) (ص)................................................. ٦٤٦
/ ٦٤٧
(فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ...) (ص)............................. ١٠٦
(فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتلكوا ...) (ص)................... ٦٧ / ٩٣ / ٩٤
(فلو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام فصلي ...) (ص)..................................... ١٠٩
(فنظرت فإذا ليس لي معين إلّا أهل بيتي ...) علي (ع)...................................... ٦٨٢
(فوالله الذي لا إله إلّا هو إن هذا لمن الله ...) (ص).......................................... ٤٨٦
(هو الله ما زلت مدفوعاّ عن حقي مستأثراً عليّ ...) علي (ع).............................. ٦٨١
(فيا عجبي ومالي لا أعجب من خطأ هذه الفرق ...) علي (ع).............................. ٦٨٤
(في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ، ينفون ...) (ص).............................. ١٠٦
(فينا نزلت : رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) علي (ع)................................... ١٤٩
(ك)
(كان أبي ائتمنهم علي حلاله وحرامه ...) الصادق (ع).................................... ٧٢٧
(كأني دعيت فأجبت ، وإني تارك فيكم الثقلين ...) (ص).................................. ٤٤٠
(كأني دعيت فأجبت ، وإني قد تركت فيكم الثقلين ...) (ص)....................... ٨٦ / ٤٣٨
(كان علي يري مع رسول الله (ص) قبل الرسالة الضوء) الصادق (ع)....................... ٦٩٥
(كفي وكف علي في العدل سواء) (ص).................................................... ٤٠٨
(كل إمام هاد في زمانه) الصادق (ع)....................................................... ١٣٥
(كل نبي أنثي ينتمون إلي عصبتهم إلَّا ولد فاطمة ...) (ص)................................. ٥٤٣
(كيف تجدنيك؟ قالت : والله لقد اشتد حزني ...) (ص) والزهراء (ع)...................... ٥٣٤
(ل)
(لأبعثن رجلاً لا يخزيه الله أبداً ، يحب الله ورسوله) (ص)................................... ٣١٥
(لا تبغضن يا بريدة لي علياً ،فإن علياً مني ...) (ص)........................................ ٣٦٣
(لا تجتمع أمتي علي الخطأ) (ص)................................................... ٥٩٧
/ ٦١٩
(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع ...) (ص).............................. ١٠٨
(لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه ...) (ص)................................................ ٣٦٢
(لا تقل هذا لعلي فهو أولي الناس بكم بعدي) (ص)........................................ ٣٦٦
(لا تقولن هذا لعلي فإنه وليكم بعدي) (ص)................................................ ٣٦٥
(لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ، آمنت بي إذ كفر بي الناس ...) (ص)..................... ٥٥٨
(لا ، ولكنه خاصف النعل) (ص)........................................................... ٣٨١
(لا يحيك يا علي إلَّا مؤمن ، ولا يبغضك إلَّا منافق) (ص).......................... ١٩٥ / ٦٦٧
(لا يحبنا إلَّا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلَّا منافق شقي) (ص)................................... ١١٣
(لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلَّا أنا وعلي) (ص).................................. ٤١٠
(لا يذهب بها إلَّا رجل هو مني وأنا منه) (ص).............................................. ٣١٥
(لا يخير بين أمرين إلَّا اختار أرشدهما) (ص)........................................ ٥٦٧ / ٥٦٨
(لا يعاب المرء بتأخير حقه ، إنما يعاب من أخذ ما ليس له) (ص)........................... ٦٧٥
(لا يقاس بآل محمد (ص) من هذه الأمة أحد ...) علي (ع)................................. ٦٨٤
(لا يقضي ديني إلَّا أنا أو علي) (ص)........................................................ ٥٤١
(لا يؤم علي رسول الله أحد ، هو إمامكم حياً وميتاً ...) علي (ع)......................... ٥٣٩
(لكل نبي وصي ووارث ، وإن علياً وصيي ووارثي) (ص).................. ٢٢٠ / ٥٢١ / ٦٩٦
(لكل نبي وصي ووارث ، وإن وصيي ووارثي علي ...) (ص)...................... ٥٢٧ / ٦٩٦
(لما أسري بين إلي السماء عهد إلي ربي ...) (ص)........................................... ٥١٠
(لمبارزة علي بن أبي طالب (ع) لعمرو بن عبد ودّ ...) (ص)................................ ٣٦١
(لنا حق فإن أعطيناه وإلَّا ركبنا أعجاز الإبل) علي (ع)..................................... ٦٨١
(لن تنتهوا معشر قريش حتي يبعث الله عليكم رجلاً ...) (ص)............................. ٣٨١
(لو قتل ما اختلف من أمتي رجلان) (ص).................................................. ٦٥٩
(لو لا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوة) (ص)....................................... ٦٩٥
(م)
(ما أبدلني الله خيراً منها ، لقد آمنت بي حين كفر بي الناس ...) (ص)...................... ٥٥٨
(ما أجد أحداً أحيي ذكرنا إلَّا زرارة وأبو بصير ...) الصادق (ع)........................... ٧٢٧
(ما أدري ما تقولان ، لقد صليت ستة أشهر ...) علي (ع)................................. ١٥٩
(ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ...) (ص)................................... ٣٥٤
(ما أنا خرجتكم وأسكنته ، ولكن الله أخرجكم ...) (ص)................................. ٣٥٣
(ماأنا انتجيته ، ولكن الله انتجاه) (ص)............................................ ٥٤٥
/ ٥٨٦
(ما بال أقوام ينتقصون علياً؟ من أبغض علياً ...) (ص)............................ ٣٦٤ / ٥٥٠
(...ما تريدون من علي؟ إن علياً مني وأنا منه ...) (ص)........................... ١٩٣ / ٣٦٠
(ما حق امريء مسلم له شيء يوصي فيه ...) (ص)......................................... ٥٦٨
(ما عندنا كتاب نقرأه إلَّا كتاب الله ، غير هذه ...) علي (ع).............................. ٧١٦
(ما يبكيك؟ قالت : بلغني أن عائشة وحفصة تنالان ...) (ص)............................. ٥٦٢
(المدينة حرم ما بين عير إلي ثور ، فمن أحدث ...) علي (ع)............................... ٧١٦
(المرء مع من أحب) (ص).................................................................. ٢١٥
(مرحباً بسيد المسلمين وإمام المتقين ...) (ص)............................................. ٣٨٧
(المشكاة فاطمة ، والمصباح الحسن والحسين) الكاظم (ع)................................... ١٥١
(معاشر الناس ، من أحسن من الله قيلاً؟ إن ربكم ...) (ص)................................ ٥٠٧
(معرفة آل محمد براءة من النار ، وحب آل محمد ...) (ص)................................. ١٠٧
(مكتوب علي باب الجنة : لا إله إلَّا الله) (ص)..................................... ٣٤٨ / ٤١١
(مكتوب علي ساق العرش لا إله إلَّا الله ...) (ص).......................................... ٤١١
(من أحب أن يتمسك بديني ويركب سفينة النجاة ...) (ص)............................... ٥٠٢
(من أحب أن يحيي حياتي ويموت ميتتي ...) (ص).................................. ١٠٣ / ٤٠٧
(من آذي علياً فقد آذاني ، ومن آذاني ...) (ص)........................... ٤٠١ / ٦٦٧ / ٥٥١
(من أراد أن يحيي حياتي ويموت ميتتي ...) (ص)............................................ ٤٠٦
(من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً ...) (ص)............................ ٤٠٢ / ٦٦٧
(من أراد أن ينظر إلي نوح في عزمه ، إلي آدم ...) (ص).................................... ٤١١
(المنذر رسول الله والهادي علي) الباقر (ع).................................................. ١٣٥
(من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني ...) (ص)................................. ٣٩٩ / ٦٦٦
(من حفظ علي أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها ...) (ص)................................. ٥٠٠
(من سبب علياً فقد سبني ، ومن سبني فقد ...) (ص).............................. ٤٠٠ / ٦٦٧
(من سره أن يحيي حياتي ويموت مماتي ...) (ص).................................... ١٠٢ / ٤٠٧
(من فارقني فقد فارق الله ، ومن فارقك يا علي ...) (ص)................................... ٦٦٦
(من القوم؟) قالوا : مواليك يا أمير المؤمنين ... علي (ع)................................... ٤٨٦
(من كنت مولاه فإن علياً مولاه ...) (ص)................................................. ٦٩٢
(من كنت مولاه فإن مولاه علي ...) (ص)................................................. ٣١٦
(من كنت مولاه فإن هذا مولاه ...) (ص)................................................. ٤٨٦
(من كنت مولاه فعلي مولاه ...) (ص).................................... ٣٦٨
/ ٤٤٤ / ٤٨٦
(من كنت مولاه فعلي ... وانصر من نصره ...) (ص)...................................... ٤٤٩
(من كنت مولاه فعلي ... اللهمّ وال من والاه ...) (ص)................................... ٤٤٧
(من كنت مولاه فهذا مولاه ...) (ص)..................................................... ٤٦١
(من كنت وليه فإن علياً وليه ...) (ص).................................................... ٣٦٣
(من كنت وليه فعلي وليه ...).............................................................. ٣٦٦
(من مات علي حب آل محمد مات شهيدا ...) (ص)....................................... ١١٠
(من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) (ص)................................... ١٠٨
(من يريد أن يحيي حياتي ويموت موتي ويسكن ...) (ص).......................... ١٠٤ / ٥٧٦
(ن)
(النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان ...) (ص).................... ٩٧ / ٦٧١
(نحن أهل الذكر ...) علي (ع)............................................................. ١٣٤
(نحن شجرة النبوة ومحط الرسالة ومختلف الملائكة ...) علي (ع).............................. ٧٧
(نحن الشعار والأصحاب ، والخزنة والأبواب ...) علي (ع)................................ ١٠٠
(نحن قوم فرض الله عزَّوجلَّ طاعتنا ، ونحن الارسخون ...) الصادق (ع).................... ١٤٧
(نحن الناس المحسودون والله ...) الباقر (ع)................................................. ١٤٦
(نقف يوم القيامة بين الجنة والنار ، فمن نصرنا ...) علي (ع).............................. ١٤٨
(ه)
(ها هنا الفتنة ـ ثلاثاً ـ من حيث يطلع قرن الشيطان) (ص)...................... ٥٦٤ / ٥٩٠
(هؤلاء أمناء الله علي حلاله وحرامه) الصادق (ص)......................................... ٧٢٧
(هذا أخي وابن عمي وصهري وأبو ولدي ...) (ص)....................................... ٣٤٦
(هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا ...) (ص)...................................... ٥٢٧
(هذا إمام البررة ، قاتل الفجرة ، منصور من نصره ...) (ص)....................... ٣٨٥ / ٥٥١
(هذا إمامكم بعدي) (ص).................................................................. ٥٠٦
(هذا عطية الله) علي (ع)................................................................... ٢٤٧
(هذا علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لايفترقان ...) (ص)................................ ٨٨
(هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ...) (ص)............................................ ٦٢٦
(هلم أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ...) (ص)........................................... ٦٣١
(و)
(واجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ...) (ص)................................. ١٠٧
(واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتي تعرفوا الذي تركه) علي (ع).......................... ١١٦
(وأما أنت يا علي فأخي وأبو ولدي ، ومني وإلي ...) (ص)........................ ٣٤٧ / ٥٤٣
(وأنا ابن النسي ، وأنا ابن الوصي ...) الحسن (ع)......................................... ٦٩٥
(وأنا وعلي أبوا هذه الأمة ، من عرفنا فقد ...) (ص)....................................... ٥٠٢
(وإن ابن عمي علياً هو اخي ووزيري ...) (ص)........................................... ٥٠٧
(وأنت أخي ووارثي ، قال : وما أرث منك؟ ...) (ص).................................... ٥٢١
(وأنت الإِمام والخليفة بعدي ...) (ص).................................................... ٥١١
(وأنت غاسلي ودافني ...) (ص)............................................................ ٥٣٩
(وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة ...) (ص)........................................... ٩٥
(وإني والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ، ولكني أمرت ...) (ص)............................. ٣٥٤
(وذهب آخرون إلي التقصير في أمرنا ...) السجاد (ع)....................................... ٧٩
(وفقوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي) (ص).............................................. ١٤٣
(والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلَّا لنفسي ...) (ص)........................................ ٣٣٧
(والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنه لعهد النبي الأمي ...) (ص)............................. ٤٠٢
(والذي نفسي بيده إن فيكم رجلاً يقاتل الناس ...) (ص).................................. ٤٢٠
(والذي نفسي بيده هذا وشيعته لهم الفائزون ...) (ص)............................ ١٥٣ / ٧٣٤
(والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة ...) (ص)................................ ٤٣١
(ولا يحبك إلَّا مؤمن ، ولا يبغضك إلَّا منافق ...) (ص)..................................... ١٨٤
(ولقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله (ص) أني ...) علي (ع).................... ٥٨٣
(والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ...) علي (ع).................................... ٣٤٩ / ٥٢٢
(والله ما عندنا كتاب نقرأه عليكم إلَّا كتاب الله تعالي وهذه ...) علي (ع)................. ٧١٧
(ويحك يابن سمية تقتلك الفئة الباغية) (ص)................................................. ٢٩٠
(ويحهم أني زحزحوها عن رواسي الرسالة؟ ...) الزهراء (ع)................................ ٦٨٥
(ي)
(يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً ، حق علي الله ...) (ص)...................... ٤٢٠
(يا أخاه بني أسد ، إنك لقلق الوضين ترسل في ...) علي (ع).............................. ٦٨٢
(يا أم أيمن ، ادعي لي أخي ، فقالت : هو أخوك وتنكحه؟ ...) (ص)....................... ٣٤٥
(يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي : هذا علي بن أبي طالب وصيي ...) (ص)................... ٥٠٨
(يا أم سليم ، إن علياً لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ...) (ص)........... ٣٣٠ / ٣٣٤ / ٣٣٦
(يا أيها الناس ، إن الفضل والشرف المنزلة ...) (ص)......................................... ٥١
(يا أيها الناس ، إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن ...) (ص)................................ ٨٢
(يا أنس ، أول من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين ...) (ص)....................... ٥٢٨
(يا بريدة ، ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟) قلت........................................ ٣٦٨
(يا بن سمرة ، إذا اختلفت الأهواء وتفرقت الآراء ...) (ص)................................ ٥٠١
(يا بن مسعود ، علي بن أبي طالب إمامكم بعدي ...) (ص)................................ ٥٠٣
(يا بني عبد المطلب ، إني بعثت إليكم خاصة وإلي ...) (ص)................................ ٥٢٢
(يا بني عبد المطلب ، والله ما أعلم شاباً في العرب ...) (ص)................................ ٣٠٤
(يا علي ، أخصمك بالنبوة فلا نبوة بعدي ، وتخصم الناس ...) (ص)....................... ٤٢١
(يا علي ، اذهب فاقتله) (ص).............................................................. ٦٥٨
(يا علي ، اغسلني إذا مت ...) (ص)....................................................... ٥٣٨
(يا علي ، أنت أخي وأنا أخوك ، أنا المصطفي للنبوة ...) (ص)............................ ٥٠٨
(يا علي ، أنت أخي وأنا أخوك ، وأنت وصيي وخليفتي ...) (ص)......................... ٥٠٨
(يا علي ، أنت أخي ووزيري ، تقضي ديني ...) (ص)...................................... ٥٤٠
(يا علي ، أنت إمام أمتي ، وخليفتي عليها بعدي ...) (ص)................................. ٥٠٩
(يا علي ، أنت إمام المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وقائد ...) (ص)............................ ٥٠٦
(يا علي ، أنت أول المؤمنين إيماناً ، وأولهم إسلاماً ...) (ص)............................... ٣٣٥
(يا علي ، أنت تغسلني وتؤدي ديني وتواريني في حفرتي ...) (ص).......................... ٥٣٩
(يا علي ، أنت خليفتي علي أمتي ، وأنت مني كشيث من آدم) (ص)........................ ٥٠٦
(يا علي ، أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة ...) (ص)............................ ٤٠٤ / ٦٦٦
(يا علي ، أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة) (ص)......................................... ١٤٨
(يا علي ، أنت مني بمنزلة هارون من موسي ...) (ص)...................................... ٣٣٤
(يا علي ، أنت الوصي علي الأموات من أهل بيتي ...) (ص)............................... ٥١١
(يا علي ، إن فيك مثلاً من عيسي أبغضته اليهود ...) (ص)................................ ٤١٣
(يا علي ، إنك ستقدم علي الله أنت وشيعتك ...) (ص).................................... ٧٣٥
(يا علي ، إنك والأوصياء من ولدك علي الأعراف ...) (ص)............................... ١٤٨
(يا علي ، إن الله قد غفر لك ولذريتك وولدك ...) (ص)................................... ٧٣٦
(يا علي ، إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي ...) (ص)...................................... ٣٣٩
(يا علي ، سألت الله فيك خمساً فأعطاني أربعاً ...) (ص)................................... ٣٦٥
(يا علي ، ستقاتلك الفئة الباغية وأنت علي الحق ...) (ص)................................. ٤١٩
(يا علي ، طوبي لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن ...) (ص).............................. ٤٠٦
(يا علي ، لا يحل لأحد أن يجنب في المسجد غيري وغيرك) (ص)................... ٣٥٤ / ٤١٠
(يا علي ، لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد ...) (ص)................................. ٤٢٢
(يا علي ، من فارقني فقد فارق الله ، ومن فارقك ...) (ص)................................. ٣٩٩
(يا علي ، هم أنت وشيعتك) (ص)................................................ ١٥٤
/ ١٥٥
(يا عمار ، إذا رأيت علياً قد سلك وادياً ، وسلك الناس ...) (ص)......................... ٤٠٨
(يا فاطمة ، أما ترضين أن الله عزوجل اطلع إلي اهل ...) (ص)........................ ٤٠٩ / ٥٣٣
(يا فاطمة ، أما علمت أنّا أهل بيت اختارالله لنا الآخرة ...) (ص).......................... ٥٠٣
(يا فاطمة ، أما علمت أن الله عزوجل اطلع علي أهل ...) (ص)............................... ٥٢٩
(يا معاشر المهاجرين والانصار ، ألَّا أدلكم علي ما إن ...) (ص)............................ ٥٠٩
(يا معشر الأنصار ، ألا أدلكم علي ما إن تمسكتم ...) (ص)................................ ٣٩٠
(يا معشر قريش ، والله ليبعثن الله عليكم رجلاً ...) (ص).................................. ٦٦٠
(يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين ...) (ص).............................. ٥٠٦
(يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ، ولا يستنون ...) (ص).............................. ٦٠٩
فهرس
الموضوعات
(أ)
الأمة الاثنا عشر أولي بالاتباع من الأئمة الأربعة............................................ ٢٩٨
الأدلة علي نزول آية الولاية في علي (ع).................................................... ٣٧٠
الأدلة علي وجوب اتباع العترة...................................................... ٧٣
/ ١٠٢
الأصول الأربعمئة.......................................................................... ٧١٣
الإمام مالك يبقي في بطن أمه ثلاث سنين.................................................... ٦٩
الإنذار والهداية............................................................................. ١٣٥
الإنفاق في السر............................................................................ ١٦٢
أبان بن تغلب.............................................................................. ٧٢٣
ابن عمر يبايع يزيد................................................................. ٦١١
/ ٨٣٥
أبوبكر وعمر في جيش أسامة............................................................... ٦٤٤
أبو حمزة الثمالي............................................................................ ٧٢٥
الاجتماع ولم الشعث.................................................................. ٦٥
/ ٧١
الجتهاد ممكن................................................................................. ٧٠
أحاديث في الشيعة.......................................................................... ٧٣٤
أحاديث في فضائل علي (ع)................................................................ ٣٥٨
احتجاج الإمام أمير المؤمنين في يوم الشوري................................................ ٦٧٨
احتجاج الإمام الحسين (ع) بحديث الغدير.................................................. ٤٦٥
احتجاج أهل السنة برجال من الشيعة....................................................... ١٧٤
الاحتجاج بالوصية......................................................................... ٦٩٥
احتجاج الزهراء عليهاالسلام...................................................................... ٦٨٥
احتجاج العباس علي أبي بكر في أمر الخلافة................................................ ٦٠٥
احتجاجات لبني هاشم..................................................................... ٦٨٨
إخبار عائشة لرسول الله خلاف ما رأت.................................................... ٥٧٨
اختار الله من أهل الأرض محمداً وعلياً...................................................... ٥٥٤
اختصاص أهل البيت بعلي وفاطمة والحسن والحسين........................................ ١٢٠
الاختلاف بين المذاهب الأربعة............................................................... ٧١
إخراج الإمام علي كرهاً لأجل البيعة....................................................... ٦٢٤
أربعون حديثاً من السنن المؤيدة للنصوص................................................... ٣٨٥
أربعون نصاً من طريق أهل البيت........................................................... ٥٠١
استعمال القوة في بيعة أبي بكر.............................................................. ٦١٧
أسماء من اعترف بتواتر حديث الغدير....................................................... ٤٥١
اسم جمل عائشة (عسكر)................................................................... ٥٩٢
اضطهاد أهل البيت (ع) وشيعتهم.......................................................... ٥١٤
اعتراف عائشة زوجة النبي (ص) أن أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين........... ١٢٣
اعتراف عمر بأنه صد النبي عن الكتابة حتي لا يجعل الأمل لعلي............................. ٦٣٤
أفضل أزواج النبي (ص) خديجة..................................................... ٥٩٩
/ ٥٦٠
أفضلية صفية علي عائشة وحفصة........................................................... ٥٦٢
التماس الموارد التي لم يتعبدوا فيها بالنص................................................... ٦٢٥
امتناع النبي (ص) عن تزويج فاطمة من أبي بكر وعمر...................................... ٥٣٠
أمر الرسول (ص) بقتل المارق............................................................... ٦٥٨
أمر رسول الله (ص) علياً بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين................................ ٤١٨
أمسيت يابن أبي طالب مولي كل مؤمن ومؤمنة. (عمر)..................................... ٤٩٧
إن علياً كان كثير الإعداء ، ففتش أعداؤه عن شيء يعيبونه به فلم يجدوه. (ابن
حنبل)...... ٤٢٦
إن بيعة أبي بكر فلتة وقي الله شرها. (عمر)......................................... ٦٠٠
/ ٦٠١
إنه مولاي (عمر)........................................................................... ٤٩٧
أهل البيت : علي وفاطمة والحسن والحسين باعتراف أم سلمة............................... ١٢٢
أهل الذكر.................................................................................. ١٣٤
أوحي إلي رسول الله (ص) أن يبشرها (أي خديجة) ببيت في الجنة........................... ٥٥٩
أولو الأمر.................................................................................. ١٣٣
آية الأرحام................................................................................. ١٦٥
آية الإرسال................................................................................ ١٤٤
آية الاعتصام............................................................................... ١٣٠
آية الأعراف................................................................................ ١٤٧
آية الإكمال........................................................................ ١٤١
/ ٤٥٨
آية الأمانة.................................................................................. ١٣٩
آية الإنذار.................................................................................. ١٦٤
آية التبليغ.................................................................................. ٤٥٥
آية التطهير......................................................................... ١١٧
/ ١٦٧
آية التوبة................................................................................... ١٤٥
آية حسن المآب............................................................................ ١٧٠
آية الخمس................................................................................. ١٦٦
آية السلم................................................................................... ١٣٩
آية الشهادة................................................................................. ١٤٥
آية الصادقين................................................................................ ١٣١
آية العذاب................................................................................. ١٤٢
آية الغفران................................................................................. ١٣٨
آية الفيء................................................................................... ١٦٧
آية القربي................................................................................... ١٦٦
آية المباهلة......................................................................... ١٢٦
/ ٣٧٨
آية المنازعة................................................................................. ١٣٤
آية المودة................................................................................... ١٢٤
آية النعيم................................................................................... ١٤٠
آية الولاية.......................................................................... ١٣٧
/ ٣٧١
(ب)
بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولي كل مسلم. (عمر)...................... ٤٥٠
بعض أسماء من قتل بصفين مع علي من الصحابة............................................ ٢٨٨
بعض المنحرفين عن علي يضعون الأحاديث في ذمه......................................... ٥١٦
بيان المراد من الولي والقرائن عليه........................................................... ٣٦٧
بين المؤمن والفاسق......................................................................... ١٥٧
البيوت المقدسة............................................................................. ١٤٩
(ت)
تأسف أبي بكر............................................................................. ٦١٩
التحذير من بغض أهل البيت (ع).......................................................... ١١٠
تخلف علي (ع) عن بيعة أبي بكر........................................................... ٦٠٢
تخلف سعد بن عبادة سيد الأنصار عن بيعة أبي بكر......................................... ٦٠٦
تزلف أهل الحديث إلي السلطان الجائرة..................................................... ٥١٥
تظاهر عائشة علي النبي (ص) وعلي (ع).................................................... ٥٨٨
تعصب القوم في فضائل علي (ع)........................................................... ٥١٧
تغليظ الشيعة لحرمة الكذب في الحديث..................................................... ١٧٦
تقدم الشيعة في تدوين العلوم............................................................... ٧١٤
تهديد عمر علياً وفاطمة بالإحراق........................................................... ٦١٧
تواتر حديث الغدير وعناية االله ورسوله والأئمة وشيعتهم به................................ ٤٥١
تواتر مذهب الشيعة عن أئمة أهل البيت.................................................... ٧١١
(ث)
ثبوت الحسن والقبح العقليين............................................................... ٥٧٩
ثلّة من موارد احتجاج الإمام............................................................... ٦٧٥
(ج)
جنايات علي الإسلام....................................................................... ٣٠٥
جناية علي الإسلام......................................................................... ١٦١
(ح)
حجتنا علي الجمهور صحاحهم............................................................. ٥١٣
حجج الكتاب في وجوب اتباع العترة...................................................... ١١٧
حديث أهل بيتي أمان لأمتي بألفاظ أخري.................................................... ٩٨
حديث الثقلين............................................................................... ٨٢
حديث الثقلين بألفاظ أخري................................................................. ٩٢
حديث الدار من طريق الشيعة.............................................................. ٣١٣
حديث الدار يوم الإنذار.................................................................... ٣٠٤
حديث الركبان............................................................................. ٤٨٦
حديث السفينة............................................................................... ٩٥
حديث السفينة بألفاظ أخري................................................................ ٩٦
حديث الغدير برواية زيد بن أرقم الصحابي الكبير........................................... ٤٣٩
حديث الغدير برواية سعد بن أبي وقاص.................................................... ٤٤٢
حديث الغدير برواية الصحابي البراء بن عازب.............................................. ٤٤١
حديث الغدير لا يمكن تأويله............................................................... ٤٨٩
حديث المنزلة....................................................................... ٣١٨
/ ٣٢٤
حديث المنزلة برواية سعد................................................................... ٣٢٠
حديث المنزلة برواية معاوية................................................................. ٣٢١
حديث المنزلة في غير غزوة تبوك ، عن طريق الشيعة......................................... ٣٣٠
حديث المنزلة في غير غزوة تبوك ، عن طريق السنة.......................................... ٣٣٤
الحديث للسياسة............................................................................ ٦١٠
الحسد...................................................................................... ١٤٦
(خ)
الخصومة................................................................................... ١٥٦
خطبة رسول الله (ص) يوم الغدير........................................................... ٤٣٧
خطبة الزهراء في المسجد........................................................... ٥٧٠
/ ٦٨٦
خطبة الزهراء الثانية........................................................................ ٦٨٧
الخطبة الشقشقية للإمام أمير المؤمنين........................................................ ٦٧٩
الخلافة والعدالة............................................................................. ٦٠٩
خير البرية.................................................................................. ١٥٥
(د)
دعوة أمير المؤمنين إلي مذهب أهل البيت..................................................... ٧٤
الدَين الذي كان علي رسول الله (ص)...................................................... ٥٦٩
(ذ)
الذرية الصالحة.............................................................................. ١٦٥
الذين صحبوا الأئمة وروواعنهم............................................................ ٧١٢
(ر)
رزية يوم الخميس وأذية الرسول.................................................... ٦٢٦
/ ٦٢٧
الرسول أمان............................................................................... ١٤٦
الرسول وعلي أخوان ، وأبوبكر وعمر أخوان.............................................. ٣٤٢
الرسول يلعن الحكم بن أبي العاص وما يخرج من صلبه...................................... ٢١٥
روي حديث المؤاخاة عشرة من الصحابة................................................... ٣٤٤
رواة حديث الثقلين من الصحابة............................................................. ٨٩
رواة حديث الغدير من التابعين............................................................. ٤٨١
رواة حديث الغدير من الصحابة............................................................ ٤٧٤
(س)
السابقون................................................................................... ١٥١
السبب في الإعراض عن حديث عائشة............................................. ٥٥٧
/ ٥٦٤
السبب في تقديم حديث أم سلمة عند التعارض..................................... ٥٨٧
/ ٥٨٨
السبب في عدم إخراج الجمهور صحاحنا................................................... ٥١٣
سجود عائشة لله شكراً لمّا قتل علي (ع).................................................... ٥٦٦
سرية أسامة................................................................................. ٦٤٤
السقاية والإيمان............................................................................ ١٥٩
السنن الواردة في فضل علي (ع) وأهل بيته.................................................. ٦٦٩
سيرة عائشة مع عصمان ، واختلافها معه................................................... ٥٧٥
سيرة عائشة مع علي (ع)................................................................... ٥٧٦
(ش)
شذرة من شذور الغدير..................................................................... ٤٣٥
شعراء الغدير............................................................................... ٤٦٨
شهداء الطف............................................................................... ٢٩٢
الشهداء مع زيد............................................................................ ٢٩٢
الشيعة ومذاهب الجمهور..................................................................... ٦٥
(ص)
الصادقون................................................................................... ١٤٨
الصحابة الذين شهدوا النهروان مع علي (ع)............................................... ٢٩١
الصديقون.................................................................................. ١٥٢
الصراط المستقيم............................................................................ ١٣٦
الصلاة علي النبي........................................................................... ١٦٨
(ض)
ضلال من لم يستمسك بالعترة............................................................... ٩٣
(ط)
طاعة علي كطاعة الرسول ، ومعصية علي كمعصية الرسول................................. ٥٤٧
طرق حديث الغدير........................................................................ ٤٥١
(ع)
عائشة بضع رجلها أمام النبي وهو يصلي.................................................... ٥٩١
عائشة تؤمر بالتوبة......................................................................... ٥٨٨
عائشة كانت سبباً في تحريم أسماء علي النبي (ص)............................................ ٥٧٨
عائشة مع مارية زوجة النبي................................................................. ٥٧٦
عبد الله بن عمر والبيعة..................................................................... ٦١١
عدد الصحابة الذين شهدوا الجمل مع علي (ع)............................................. ٢٨٧
عدد الصحابة الذين كانوا مع علي بصفين.................................................. ٢٨٨
عدد من كان مع النبي في غدير خم......................................................... ٤٥٣
عدلَ عن أهل البيت ساسة الأمة............................................................ ٢٩٦
عدو علي عدوللرسول (ص)................................................................ ٥٥٠
عشر فضائل امتاز بها الإمام علي (ع)....................................................... ٣٠٧
عشر فضائل لعلي ليست لأحد غيره................................................ ٣١٤
/ ٣١٦
علماء السنة يروون حديث الغدير في كتبهم................................................ ٤٨٥
علي أبو ولد الرسول (ص)................................................................. ٥٤٣
علي أخو رسول الله (ص).................................................................. ٥٤٢
علي بمنزلة القرآن........................................................................... ٥٥٣
علي كنفس الرسول (ص).................................................................. ٥٥٤
علي من الرسول بمنزلة هارون من موسي.................................................... ٥٥٣
علي هو الذي غسل النبي (ص) وجهزه..................................................... ٥٣٨
علي وارث النبي (ص).............................................................. ٥٢٠
/ ٥٢٥
علي وارث النبي (ص) من طريق أهل البيت................................................. ٥٢٥
علي وزير رسول الله (ص).................................................................. ٥٤٤
علي وصي رسول الله (ص)................................................................. ٥٤٦
علي ولي الأمة بعد النبي (ص).............................................................. ٥٤٢
علي وهارون كالفرقدين.................................................................... ٣٤١
علي يأخذ سورة (براءة) من أبي بكر بأمر من الرسول....................................... ٣٩٨
علي يفي دين النبي وينجز وعده ويبرئ ذمته................................................ ٥٤٠
عمال معاوية يسبون علياً عليهالسلام............................................................. ٥١٩
عمرو أبوبكر وعثمان يرجون إلي رأي علي (ع)............................................ ٦١٣
عمر يقول لأسامة: مات رسول الله (ص) وأنت عليَ أمير................................... ٦٤٦
عموم حديث المنزلة وحجيته................................................................ ٣٢٨
عيد الغدير عند العترة الطاهرة وشيعتهم.................................................... ٤٦٦
عيد لغدير في الإسلام....................................................................... ٤٦٧
(غ)
غارات معاوية علي الحجاز واليمن.......................................................... ٢٩٢
غيرة عائشة من زوجات النبي (ص)......................................................... ٥٧٦
(ف)
فاطمة هجرت أبابكر فلم تكلمه بعد الرسول حتي ماتت.................................... ٦٠٤
فتنة ابن الحضرمي في البصرة................................................................ ٢٩٢
فتوي عائشة في عثمان...................................................................... ٥٩١
الفدائي الأول.............................................................................. ١٦٠
فضائل الخلفاء.............................................................................. ٤٣٣
فضل صوم عيد الغدير...................................................................... ٤٦٧
(ق)
قتل شيعة آل محمد (ص).................................................................... ٥١٤
قتل معاوية من شيعة أهل البيت خلفاً كثيراً................................................. ٥١٤
قصة الإِطعام................................................................................ ١٢٩
قصة الحارث بن النعمان الفهري ، ووقوع العذاب.......................................... ٤٨٧
قول عمر بن الخطاب : إن النبي ليهجر...................................................... ٦٣٢
(ك)
كان لعلي ماشئت من ضرس قاطع في العلم. عبد الله بن عياش.............................. ٤٢٥
كتاب الصحيفة للإمام علي (ع)............................................................ ٧١٦
كتب الشيعة في الرجال والفهرست......................................................... ٢٩٣
كراهية عمر لتدوين الحديث................................................................ ٧١٤
كلام سعد بن عبادة يوم السقيفة........................................................... ٦١٦
كيف ورث علي الرسول (ص)............................................................. ٥٢٣
(ل)
لاإجماع.................................................................................... ٥٩٧
لأنه كان أولنا به لحوقاً وأشدنا به لزوقاً. قثم بن العباس..................................... ٥٢٤
لا يمكن جحود الوصية..................................................................... ٥٣٨
لا يؤدي عن الرسول (ص) إلَّا علي......................................................... ٥٥٥
لقد أعطني عل بن أبي طالب ثلاثاً ، لأن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر
النعم ... عمر بن الخطاب ٣٥٢
لقد كان علي فيكم أولي بهذا الأمر مني ومن أبي بكر. عمر بن الخطاب...................... ٦٩١
لماذا أعرضوا عن نص الدار يوم الإنذار...................................................... ٣١٠
لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي ... النسائي
وغيره........ ٤٢٦
ليس للسني مانع من الاحتجاج بأخيه الشيعي............................................... ٢٩٥
(م)
ما أمّر النبي (ص) علي علي أحداً طيلة حياته................................................ ٣٦١
ما أنزل الله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) إلَّا وعلي أميرها وشريفها. ابن
عباس................. ٤٢٤
المؤاخاة بين الرسول (ص) وعلي (ع)....................................................... ٣٤٣
مئة من أسناد الشيعة في إسناد السنة........................................................ ١٧٧
مؤلفو الشيعة في صدر الإسلام.............................................................. ٧١٨
المؤلفون في حديث الغدير من علماء السنة.................................................. ٤٦٩
المؤلفون في حديث الغدير من علماء الشيعة................................................. ٤٧١
المؤمنون والفاسقون........................................................................ ١٥٤
مات النبي (ص) وهو في صدر علي (ع).................................................... ٥٧٣
ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب. ابن حنبل..... ٤٢٢
ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في علي. ابن عباس.................................... ٤٢٤
مبيت الإمام أمير المؤمنين علي فراش النبي (ص) عند الهجرة................................. ٣٤٨
المتخلغون عن بيعة أبي بكر................................................................. ٦٠٢
المتقون والفجار............................................................................ ١٥٤
محاورة بين ابن عباس وعمر في أمر الخلافة.................................................. ٦٢٣
مخرجو نص الدار يوم الإنذار من أهل السنة................................................. ٣٠٥
مذهب أهل البيت تفرضه الأدلة الشرعية...................................................... ٦٦
مذاهب الجمهور لا يعرفها أهل القرون الثلاثة................................................ ٦٨
المراوغة في تفسير حديث الغدير ، ودحض المراوغة......................................... ٤٩٥
المساءلة..................................................................................... ١٤٣
المصدق الأول.............................................................................. ١٦٣
مطالبة الإمام أمير المؤمنين (ع) بحقة........................................................ ٦١٥
مطالبة الزهراء بإرثها....................................................................... ٥٧٠
معاوية يأمر بسب علي بن أبي طالب....................................................... ٥١٨
معاوية بقتل حجر بن عدي الكندي مع أصحابه............................................ ٢٩٢
معاوية يلعن أمير المؤمنين علياً (ع)......................................................... ٥١٨
من أحب علياً أحب الله ورسوله............................................................ ٥٥٠
مناجاة الرسول (ص) لعلي (ع)............................................................. ٥٤٤
مناشادة أمير المؤنين الصحابة بحديث الغدير يوم الرحبة..................................... ٦٧٦
المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير.......................................................... ٤٥٤
من فارق علياً فارق الرسول (ص).......................................................... ٥٤٨
من قتل من الصحابة مع علي (ع) في الجمل الأكبر.......................................... ٢٨٧
من كتم حديث الغدير عند المناشدة فأصابتهم دعوة أمير امؤمنين (ع)...................... ٤٦٢
من هو الصديق ومن هو الفاروق؟.......................................................... ٥٥٢
موارد حديث المنزلة........................................................................ ٣٣٢
موانع الإمام من الحتجاج يوم السقيفة...................................................... ٦٧٢
موقف حباب بن المنذر من البيعة........................................................... ٦١٧
(ن)
نادرة في مؤلفات حديث الغدير............................................................ ٤٧٢
النبي يحذر عائشة........................................................................... ٥٩٣
نزلت في علي ثلاثمئة آية. ابن عباس......................................................... ٤٢٤
نزل في أهل البيت ربع القرآن............................................................... ١٧١
نزرل آية الإكمال في يوم الغدير............................................................ ٤٥٨
نزول آية التبليغ في يوم الغدير.............................................................. ٤٥٦
النص علي الخلافة العامة لعلي (ع)......................................................... ٣١٢
نص فتوي الشيخ محمود شلتوت في جواز التعبد بمذهب أهل البيت......................... ٣٠٠
نصوص الوصية............................................................................. ٥٢٦
نفي أبي ذر الغفاري إلي الربذة.............................................................. ٢٩٢
النور....................................................................................... ١٥١
(ه)
هشام بن الحكم............................................................................ ٧٣٠
هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة ... ابن
الخطاب..... ٤٤٣
(و)
وجوب الصلاة علي آل محمد في أثناء الصلاة................................................ ١١٤
وجه الاستدلال بخصائص علي (ع) علي إمامته............................................. ٤٢٧
الوجه في قعود الإمام عن حقه.............................................................. ٦٢٣
وزارة علي من رسول الله (ص) ، كوزارة هارون من موسي................................ ٣١٧
وسدّ رسول الله (ص) أبواب المسجد غير باب علي ... ابن عباس........................... ٣٥٢
الوصية في الشعر العربي............................................................. ٦٩٧
/ ٧١٠
الوصية لعلي (ع)........................................................................... ٥٢٧
وقعة الحرة وابن عمر....................................................................... ٦١٢
ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاك ومولي كل مؤمن. ابن الخطاب........................ ٤٩٨
(ي)
يوم الجمل.................................................................................. ٥٦٥
يوم الجمل الأصغر ومن قتل فيه............................................................. ٢٨٧
يوم شبر وشبير ومشبر...................................................................... ٣٤١
يوم المؤاخاة................................................................................ ٣٤٢
فهرس
لبعض المصادر التي تكرّر ذكرها
ولم
يذكر معها اسم المطبعة
ـ أ
ـ
ـ
الإمام الصادق والمذاهب الأربعة :
الشيخ أسد حيدر ، ط بيروت.
ـ
الإتحاف بحب الأشراف : الشبراوي ، ط ١
الحلبي بمصر.
ـ
إحياء الميت : السيوطي ، بهامش
الإتحاف ط الحلبي.
ـ
أسد الغابة في معرفة الصحاب :
ابن الأثير الجزري ، ط مصورة علي ط ١ بمصر.
ـ
أرجح المطالب : الآمر عبيد الله
التسري الحنفي ، ط لاهور.
ـ
الأنوار المحمدية : النبهاني ، ط
الأدبية في بيروت.
ـ
أنساب الأشراف : البلاذري ، ط بيروت
تحقيق المحمودي.
ـ
أسباب النزول : الواحدي ، ط الحلبي
بمصر.
ـ
أنس العيون في سيرة الأمين والمأمون :
علي بن برهان الدين الحلبي ، ط البهية بمصر ١٣٢٠ هـ.
ـ
أسباب النزول : السيوطي ، هامش تفسير
الجلالين ط بيروت.
ـ
أحكام القرآن : ابن عربي ، ط عيسي
الحلبي.
ـ
الإصابة في تمييز الصحابة : ابن حجر
العسقلاني ، ط السعادة بمصر وقد ننقل عن ط مصطفي محمد.
ـ
الستيعاب : ابن عبد البر ،
بهامش الإصابة ط السعادة بمصر.
ـ
الإمامة والسياسة : لبن قتيبة ، ط
مصطفي محمد بمصر.
ـ
أثبات الهداة : الحر العاملي ، ط
قم.
ـ
أمالي الطوسي : أبو جعفر الطوسي ،
ط النعمان في النجف الأشرع.
ـ
أحكام القرآن : الجصاص ، ط عبد الرحمن محمد.
ـ
أبو هريرة : الإمام شرف الدين ،
ط ٣ المطبعة الحيدرية في النجف.
ـ
الأغاني : أبو الفرج الأصفهاني ، ط دار الفكر في
بيوت.
ـ
أخبار أصفهان : أبو نعيم الأصفهاني
، ط ليدن.
ـ
أخبار الدول : القرماني ، ط بغداد.
ـ
الاعتقاد علي مذهب السلف : البيهقي ، ط
كامل مصباح بمصر.
ـ
أسني المطالب في أحاديث مختلف المراتب :
الجزري ، ط مصطفي الحلبي.
ـ
أمالي الصدوق : الشيخ الصدوق ،
المطبعة الحيدرية في النجف.
ـ
إكمال الدين وإتمام النعمة : الشيخ
الصدوق ، المطبعة الحيدرية.
ـ
أحاديث أم المؤمنين عائشة :
السيدالعسكري ، مطبعة الحيدري في طهران.
ـ
أعلام النساء : عمر رضا كحالة ، ط
في دمشق.
ـ
الأنس الجليل : المقدسي ، ط في
القاهرة.
ـ
انتهاء الإِفهام : ط في الهند.
ـ
إرشاد الساري : العسقلاني ، مطبعة
الدار العامرة بمصر.
ـ
الإرشاد : الشيخ المفيد ، المطبعة الحيدرية.
ـ
الاحتجاج : الطبرسي ، مطبعة
النعمان في النجف.
ـ
آلاء الرحمن في تفسير القرآن :
محمد جواد البلاغي ، طبع أفست في قم.
ـ ب ـ
ـ
البرهان في تفسيرالقرآن : السيد
البحراني ، ط طهران حروف.
ـ
البداية والنهاية : ابن كثير ، ط
السعادة بمصر.
ـ
بحار الأنوار : العلامة المجلسي ،
ط الجديد في طهران.
ـ
البيان والتعريف : ابن حمزة ، ط حلب.
ـ
بلوغ الأماني : بذيل الفتح الرباني
، ط مصر.
ـ
البيان في أخبار صاحب الزمان :
الكنجي الشافعي ، مطبوع في آخر كفاية الطالب ط الحيدرية.
ـ
بلاغات النساء : أبو الفضل أحمد بن
أبي طيفور البغدادي المتوفي ٢٨٠ هـ ، ط الحيدرية.
ـ
بصائر الدرجات : الصفار ، ط تبريز
في إيران.
ـ ت ـ
ـ
تنوير الحوالك شرح موطأ مالك :
السيوطي ، ط دار إحياء الكتب العربية بمصر.
ـ
ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق :
أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر ، ط الأولي دار
التعارف للمطبوعات بيروت بتحقيق الشيخ المحمودي.
ـ
تفسير ابن كثير :ابن كثير ، ط ٢ دار
إحياء الكتب العربية بمصر.
ـ
تيسير الوصول : ابن الديبع ، ط نول
كشور.
ـ
التاج الجامع للأصول : منصور علي ناصيف ،
ط القاهرة.
ـ
تفسير الخازن : الخازن ، ط مصطفي
محمد.
ـ
تاج العروس : الزبيدي ، ط
الخيرية بمصر.
ـ
تفسير الطبري : الطبري ، ط ٢ الحلبي
بمصر.
ـ
تذكرة الخواص : السبط ابن الجوزي ،
ط الحيدرية في النجف الأشرف.
ـ
تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) :
القرطبي ، ط ٣ عن ط دار الكتب بمصر.
ـ
التسهيل لعلوم التنزيل : الكلبي ، ط
مصطفي محمد بمصر.
ـ
تفسير الفخر الرازي : الفخر الرازي ، ط
الدار العامرة بمصر ط ١.
ـ
تفسير النسفي : النسفي ، ط دار
إحياء الكتب العربية.
ـ
تفسير القمي : علي بن إبراهيم
القمي ، ط النجف الأشرف.
ـ
تفسير فرات : فرات ابن إبراهيم
الكوفي ، ط الحيدرية في النجف الإشرف.
ـ
تاريخ الطبري : الطبري ، ط دار
المعارف بمصر.
ـ
تقوية الإيمان برد تزكية ابن أبي سفيان :ابن
عقيل ، ط الحيدرية في النجف الأشرف.
ـ
تاريخ بغداد : الخطيب البغدادي ،
ط السعادة بمصر.
ـ
تهذيب التهذيب : ابن حجر ، ط حيدر
آباد.
ـ
تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام :
السيد حسن الصدر ، طبع الشركة المحدودة للنشر والطباعة في بغداد.
ـ
تاريخ الخلفاء : السيوطي ، ط
السعادة في مصر.
ـ
تفسير العياشي : العياشي ، ط قم في
إيران.
ـ
التبيان في تفسير القرآن : أبو جعفر
الطوسي ، ط النجف الأشرف.
ـ
التاريخ الكبير : البخاري ، ط ٢
بتركيا.
ـ
تاريخ الإسلام : الذهبي ، ط مصر.
ـ
تذكرة الحفاظ : الذهبي ، ط حيدر
آباد.
ـ
تاريخ آل محمد : بهجت أفندي ، ط ٤
أفتاب.
ـ
تاريخ اليعقوبي : اليعقوبي ، مطبعة
الغري في النجف.
ـ
تفسير المنار : محمد عبده ، ط مصر.
ـ
تحفة الأشراف : أبو الحجاج المزي ،
ط بمبي.
ـ
تلخيص الشافي : أبو جعفر الطوسي ،
مطبعة الآداب في النجف.
ـ
التمهيد في علوم القرآن : الشيخ هادي
معرفة ، مطبعة مهر في قم.
ـ ث ـ
ـ
ثواب الأعمال : الشيخ الصدوق ، ط
الحيدرية في النجف.
ـ
الصغور الباسمة في مناقب سيّدتنا فاطمة :
السيوطي ، ط بمبي.
ـ ج ـ
ـ
جامع الأصول : ابن الأثير الجزري
، ط السنة المحمدية بمصر.
ـ
الجامع الصغير : السيوطي ، ط الميمنية
بمصر.
ـ
جواهر البحار : النبهاني ، ط
الحلبي بمصر.
ـ
الجمع بين الصحيحين : القيسراني ، ط حيدر
آباد.
ـ
الجرح والتعديل : ابن المنذر ، ط
حيدر آباد.
ـ
جمع الوسائل : الهروي ، ط القاهرة.
ـ
جمع الفوائد من جامع الأصول :
الفاسي ، ط المدينة المنورة.
ـ
الجمل : الشيخ المفيد ، ط الحيدرية في النجف.
ـ ح ـ
ـ
حلية الأولياء : أبو نعيم الأصفهاني
، ط أفست علي ط السعادة.
ـ
الحاوي للفتاوي : السيوطي ، ط
السعادة.
ـ
حسن الأسوة : ط الآستانة.
ـ خ ـ
ـ
الخصال : الشيخ الصدوق ، ط الحيدرية.
ـ
الخصائص : السيوطي ، ط عبد اللطيف بمصر.
ـ د ـ
ـ
الدر المنثور في تفسير القرآن بالمأثور :
جلال الدين السيوطي ، ط ١ بمصر.
ـ
ديوان الفرزدق : الفرزدق ، ط دار
صادر في بيروت.
ـ
دول الإِسلام (تاريخ) : الذهبي ، ط حيدر
آباد.
ـ ر ـ
ـ
روضات الجنات في تراجم العلماء وسادات :
الخوانساري ، ط قم.
ـ
رفع اللبس والشبهات : ط مصر.
ـ
راموز الأحاديث : الشيخ أحمد
النقشبندي الحنفي ، ط الآستانة.
ـ
رشفة الصادي : أبو بكر الحضرمي ،
ط مصر.
ـ
الرياض النضرة : محب الدين الطبري ،
ط ٢ مطبعة لجنة دار التأليف والترجمة والنشر بمصر.
ـ
روح المعاني : الألوسي ، ط
المنيرية بمصر.
ـ
رجال النجاشي : النجاشي ، ط بمبي.
ـ
رجال الكشي : الكشي ، ط جامعة
مشهد في إيران تحقيق مصطفوي.
ـ
الروض الأزهر : القندر الهندي ، ط
حيدر آباد.
ـ
روضات الجنات : الاسفزاري ، ط
الحيدرية في طهران.
ـ
رسالة النقض علي العثمانية : الإِسكافي ،
ط دار الكتب بمصر.
ـ
الرسول الأعظم مع خلفائه : القرشي ، ط
بيروت.
ـ
رجال الطوسي : أبو جعفر الطوسي ،
ط الحيدرية في النجف.
ـ ز ـ
ـ
زادالمسير : ابن الجوزي ، ط ١
المكتب الإِسلامي.
ـ
زيد الشهيد : عبد الرزاق المقرم
، ط الغري في النجف الأشرف.
ـ س ـ
ـ
السيف اليماني المسلول : القاضي ثناء
الله ، الترقي بالشام.
ـ
السيرة الحلبية : الحلبي ، ط البهية
بمصر.
ـ
السيرة النبوية : أحمد زيد دحلان ،
بهامش الحلبية ط البهية.
ـ
سنن النسائي : النسائي ، ط أفست
بيروت علي ط حيدر آباد.
ـ
سنن ابن ماجه : ابن ماجه ، ط دار
إحياء الكتب العربية بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
ـ
سنن أبي داود ؛ أبو داود ، ط دار
إحياء السنة النبوية.
ـ
سير أعلام النبلاء : الذهبي ، ط دار
المعارف بمصر.
ـ
السيرة النبوية : ابن هشام ، ط دار
الجيل في بيروت.
ـ
سرّ العالمين : الغزالي ، ط
النعمان في النجف.
ـ
سعد الشموس والأقمار : ط التقدم بمصر.
ـ
سمط النجوم العوالي : عبد الملك العاصمي
المكي ، ط المطبعة السلفية.
ـ
السنن الكبري: البيهقي ، ط حيدر
آباد.
ـ ش ـ
ـ
شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت (ع) :
الحاكم الحسكاني الحنفي ، ط ١ بيروت تحقيق المحمودي.
ـ
الشرف المؤبد : النبهاني ، ط مصر.
ـ
شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد
المعتزلي ، ط ٢ بمصر تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
ـ
شرح المقاصد : التفتازاني ، ط
الآستانة.
ـ
الشفاء : القاضي عياض.
ـ
شرح ثلاثيات مسند أحمد : ط دمشق.
ـ ص ـ
ـ
الصواعق المحرقة في الرد علي أهل البدع والزندقة :
ابن حجر ، ط دار الطباعة المحمدية بمصر ١٣٧٥ هـ وننقل أيضاً عن ط الميمنة ١٣١٢ هـ.
ـ
صحسح الترمذي (الجامع الصحيح) :
الترمذي ، ط دار الفكر في بيروت.
ـ
صحيح مسلم : مسلم ، ط عيسي
الحلبي.
ـ
صحيح البخاري : البخاري ، أفست دار
الفكر علي ط ١ إستانبول.
ـ ط ـ
ـ
طرح التثريب : ط جمعية النشر بمصر.
طبقات
الحنابلة : ط القاهرة.
ـ ع ـ
ـ
علم الكتاب : خواجه الحنفي ، ط
مطبعة الأنصار يفي دلهي.
ـ
عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار (حديث الثقلين) :
السيد حامد حسين الكهنوي (تعريب الميلاني) ، ط مطبعة مهر بقم ١٣٩٨ هـ.
ـ
عيون الأخبار : ابن قتيبة ، ط دار
الكتب المصرية بالقاهرة.
ـ
العتب الجميل علي أهل الجرح والتعديل :
محمد بن عقل ، ط بيروت.
ـ
علل الشرائع : الشيخ الصدوق ، ط
الحيدرية في النجف الأشرف.
ـ
العثمانية : الجاحظ ، ط دار
الكتب بمصر.
ـ
علي والوصية : الشيخ العسكري ، ط
الآداب في النجف.
ـ
عبد الله بن سبأ : السيد العسكري ، ط
٣ دار الكتب في بيروت.
ـ
علل الحجيث : أبو حاتم ، ط
السلفية.
ـ غ ـ
ـ
الغدير في الكتاب والسنّة والأدب :
الشيخ عبد الحسين الأميني ، ط ٣ في بيروت و ط ٢ في إيران.
ـ
غاية المرام : المحدث البحراني ،
ط حجر في إيران.
ـ ف ـ
ـ
الفتح الكبير : الشيخ يوسف
النبهاني ، ط دار الكتب العربية بمصر.
ـ
فرائد السمطين في فضائل المرتضي والبتول والسطبين :
إبراهيم الجويني الحمويني ، ط ١ في بيروت تحقيق المحمودي.
ـ
الفصول المهمة : ابن الصباغ المالكي
، ط الحيدرية في النجف الأشرف.
ـ
فتح القدير : الشوكاني ، ط ٢
الحلبي بمصر.
ـ
فتح البيان في مقاصد القرآن :
صديق حسن خان ملك بهوبال ، ط العاصمة بالقاهرة.
ـ
الفهرست : الشيخ الطوسي ، ط الحيدرية في النجف
الأشرف.
ـ
فيض القدير : المناوي ، ط
القاهرة.
ـ
الفصول المختارة : السيد المرتضي ، ط
الحيدرية.
ـ
فلاسفة الشيعة : الشيخ عبدالله نعمة
، ط في بيروت.
ـ
ةفضائل الخمسة من الصحاح السنة :
السيد الفيروز آبادي ، ط بيروت.
ـ
الفقه علي مذاهب الأربعة : عبد الرحمن
الجزيري ، ط ٣ لاستقامة بمصر.
ـ ق ـ
ـ
القاموس ؛ الفيروز آبادي ، ط المطبعة الحسينية
بمصر.
ـ ك ـ
ـ
كمز العمال : المتقي الهندي ، ط
٢ بحيدر آباد.
ـ
الكشاف : الزمخشري ، ط بيروت.
ـ
الكني والأسماء : الدولابي ، ط حيدر
آباد.
ـ
الكواكب الدرية : المناوي ، ط
الأزهرية بمصر.
ـ
كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ؛
الكنجي الشافعي ، ط الحيدرية في النجف و ط الغري في النجف.
ـ
الكامل : المبرد ، مع شرحه رغبة الأمل ط البيروت.
ـ ل ـ
ـ
لسان العرب : ابن منظور ، ط
بولاق بمصر.
ـ
اللآلي المصنوعة : السيوطي ، ط ١
بمصر.
ـ
لسان الميزان : العسقلاني ، ط حيدر
آباد.
ـ م ـ
ـ
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد :
نور الدين أبو الحسن الهيثمي ، مصورة عن ط مكتبة القدسي.
ـ
مصابيح السنة : البغوي ، ط محمد
علي صبيح.
ـ
مشكاة المصابيح : الخطيب العمري
التبريزي ، ط دمشق.
ـ
المعجم الصغير : الطبراني ، ط دار
النصر بمصر.
ـ
منتخب تاريخ دمشق : ط دمشق.
ـ
منتخب كنز الاعمال : المتقي الهندي ،
بهامش مسند أحمد ط الميمنية بمصر.
ـ
مقتل الحسين (ع) : الخوارزمي ، ط
مطبعة الزهراء في النجف الأشرف.
ـ
ميزان الاعتدال : الذهبي ، ط دار
إحياء الكتب العربية.
ـ
المنير لمعالم التنزيل : الجاوي ، ط
٣ الحلبي بمصر.
ـ
مرآة الجنان : اليافعي ، ط أفست
بيروت.
ـ
مطالب السؤول : ابن طلحة الشافعي ،
ط النجف الأشرف.
ـ
مسند الإِمام الشافعي : الإِمام الشافعي ،
المطبوعات العلمية بمصر.
ـ
المعارف (الإمامة والسياسة) :
ابن قتيبة الدينوري ، ط دار الكتب المصرية.
ـ
مؤلفو الشيعة في صدر الإِسلام :
الإِمام شرف الدين ، ط النعمان في النجف الأشرف.
ـ
الملل والنحل : الشهرستاني ، بهامش
الفصل لابن حزم ط بيروت وطبع آخر في بيروت.
ـ
مقتل الحسين (ع) : عبج الرازق المقرم
، ط الآداب في النجف الأشرف.
ـ
مروج الذهب : المسعودي ، ط دار
الأندلس في بيروت.
ـ
مناقب علي بن أبي طالب : ابن المغازلي
، ط ١ الإِسلامية في طهران.
ـ
المعتصر من المختصر : القاضي أبو المحاسن
، ط حيدر آباد.
ـ
موضح أوهام الجمع والتفريق : الخطيب
البغدادي ، ط مصر.
ـ
مختلف الحديث ؛ ابن قتيبة الدينوري.
ـ
الموافق : اللايجي ، ط الآستانة.
ـ
معجم ما استعجم : أبو عبيد الأندلسي
، ط لجنة التأليف والنشر في القاهرة.
ـ
المواهب اللدنية : القسطلاني ، ط
الأزهرية بمصر.
ـ
مشكل الآثار : الطحاوي ، ط حيدر
آباد.
ـ
مصادر نهج البلاغة : عبد الزهراء
الحسيني ، ط القضاء في النجف.
ـ
مدارك نهج البلاغة : الشيخ هادي كاشف
الغطاء ، دار الأندلس في بيروت.
ـ
المغازي : الواقدي ، ط جامعة اكسفورد تحقيق :
جونس.
ـ
معاني الأخبار : الشيخ الصدوق ، ط
الحيدرية.
ـ
ما هو نهج البلاغة : السيد هبة الدين
الشهرستاني ، ط النعمان في النجف.
ـ
مقدمة ابن خلدون : ابن خلدون ، ط دار
الشعب.
ـ
معالم العلماء : ابن شهر آشوب ، ط
الحيدرية.
ـ ن ـ
ـ
نظم درر السمطين : الزرندي الحنفي ، ط
١ مطبعة القضاء في النجف الاشرف.
ـ
نهاية الأرب : النويري ، ط وزارة
الثقافة بمصر.
ـ
النصائح الكافية لمن يتولي معاوية :
ابن عقيل ، ط الحيدرية.
ـ
نزهة الناظرين : ط الميمنية بمصر.
ـ
النهاية : ابن الأثير الجزري ، ط دار إحياء
التراث العربي في بيروت تحقيق : محمود محمد طناحي.
ـ
نقد عين الميزان : محمد بهجت ، ط محلة
القمرية.
ـ
نزهة المجالس : الصفوري ، ط
القاهرة.
ـ و ـ
ـ
وفيات الأعيان : ابن خلكان ، ط دار
صادر في بيروت.
ـ
وقعة صفين : نصر بن مزاحم ط ٢ ،
مطبعة المدني بمصر.
ـ
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفي :
السمهودي.
ـ
وسيلة المآل في عد مناقب الآل :
أحمد باكثير المكي ، ط دمشق.
ـ هـ ـ
ـ
الهاشميات : للكميت بن زياد
الأسدي شرح الرافعي ، ط ٢ شركة التمدن بمصر.
ـ
هشام بن الحكم : الشيخ عبد الله
نعمة ، ط في بيروت.
ـ ي ـ
ـ
ينابيع المودة : القندوزي الحنفي ،
ط إسلامبول و ط ٨ بالحيدرية و ط صيدا.
ـ
البقين في إمرة أمير المؤمنين :
السيد ابن طاووس ، ط الحيدرية.
ـ
يتيمة الدهر : الثعالبي ، ط
الصاوي بمصر.
* * *
فهرس الفهارس
١ ـ فهرس المراجعات..................................................................... ٧٣٩
٢ ـ فهرس الآيات القرآنية................................................................ ٧٤٧
٣ ـ فهرس الأحاديث..................................................................... ٧٥٣
٤ ـ فهرس الموضوعات................................................................... ٧٦٩
٥ ـ فهرس لبعض المصادر التي تكرر ذكرها ولم يذكر معها اسم المطبعة.................... ٧٨١
|