
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
لكل دين أو مذهب مقررات وقوانين ، لها مكانتها في قلوب أتباعها ، والإسلام واحد
من هذه الأديان التي لها أحكامها ومقرراتها ، ويحظى هذا الدين العظيم بمنزلة خاصة
من الاحترام والتبجيل لدى المسلمين.
تنقسم أحكام
الإسلام إلى قسمين هي :
١ ـ أصول
الدين.
٢ ـ فروع
الدين.
وكان الاطلاع
على تلك الاحكام في البداية سهلا ومحدودا ، وبعد ذلك تشعبت العلوم الإسلامية
وتفرعت ، فأصبح لكل منها اسم خاص به. وأطلق على تلك المجموعة من القوانين والأحكام
العملية اسم « علم الفقه ».
كان الفقه ابان
عصر الرسالة يعني الاطلاع على أمور الدين بالمعنى الأعم ، سواء الاعتقادية منها ،
أو الأحكام العملية ، أو الأمور المتعلقة بتهذيب النفس وتزكية الأخلاق ، كما جاء
في الحديث : ( عليكم بالتفقه في دين الله ) أو ( الكمال كل
الكمال التفقه في دين الله ).
بعد التحاق
الرسول الأكرم ـ صلىاللهعليهوآله ـ بالرفيق الأعلى ، كان الاخصائيون بالأحكام الفرعية
والواجبات العملية للمسلمين يعرفون بالقراء.
وذلك أن العرب
كانوا أميين ، لهذا أطلقوا على كل من له قابلية على القراءة ، القارئ .
لان العلم
بالأحكام العملية يستلزم الاطلاع على الكتاب والسنة ، وهذا الاطلاع يقتضي التمكن
من قراءة القرآن وحفظه.
ظل هذا الاسم
يطلق على الفقهاء من الصحابة حتى مدة معينة ، وعند ما نشر الإسلام أجنحته على
مختلف البلدان من خلال الفتوحات ، وتعلم كثير من الناس القراءة ، تمَّ تبديل هذا
الاسم من القراء الى الفقهاء .
أو ظل اسم
القراء يطلق على المتمكنين من القراءة ، والمتخصصين بها بعد ظهور علم القراءة
واختلاف القراء ، في حين أطلق اسم الفقهاء على الاخصائيين بالأحكام الفرعية
العملية للإسلام.
ان مصادر
الاحكام التشريعية العملية في الإسلام هي : القرآن الكريم ، والسنة النبوية
المطهرة التي تعني : قول وفعل وتقرير النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ ، والتي كان يبينها للمسلمين طيلة حياته الشريفة.
وذلك أن آيات
القرآن التي تخص الاحكام العملية جاعت محدودة ومجملة لهذا كان النبي الأعظم ـ صلىاللهعليهوآله ـ يتولى شرحها وتفصيلها للمسلمين.
ومن البديهي أن
جميع الصحابة لم يكونوا متواجدين عند نزول الآيات ،
__________________
أو صدور التعليمات النبوية ، كما أن جميع الذين أسلموا منذ السنين الاولى
للبعثة بسبب مشاغلهم الشخصية ، لم تتوفر لهم فرصة الاستفادة من النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ دائما. وكذلك بما أن قسما من الاحكام جاء مجملا في
الشريعة ، لهذا لم يكن في مقدور الجميع تشخيص مصاديقه وجزئياته.
كان الرسول
الأعظم ـ صلىاللهعليهوآله ـ هو المرجع الأعلى في حل المشاكل ، وجواب مختلف
المسائل المطروحة. وأحيانا كان بعض الصحابة ـ ممن كانت لهم حصيلة أكثر في معرفة
أحكام الشريعة ، وكانوا يحظون بكفاءة فكرية وعلمية في جواب مختلف المسائل ـ مراجع
للآخرين.
حتى أن بعضهم
كان يرسل من قبل النبي صلىاللهعليهوآله الى مختلف البلدان لتعليم المسلمين الجدد ، مثل معاذ بن
جبل حيث أرسل الى اليمن لاستعداده ، وكفاءته في قراءة القرآن ، وحسن فهمه.
وكان حجم
الاختلاف في المسائل ضئيلا في عصر النبوة بسبب وجود شخص النبيّ صلىاللهعليهوآله بين المسلمين وتصديه لرفع كل اختلاف طارئ ، وكذلك بسبب
محدودية الاحكام وبساطتها.
الاجتهاد
في عصر الصحابة والتابعين :
كان المسلمون
بعد عصر النبوة يرجعون إلى الصحابة المشهورين باطلاعهم على الأحكام الشرعية لمعرفة
المسائل الجديدة الطارئة باستثناء عدد منهم ممن كانوا يعتقدون بخلافة الامام علي
بن أبى طالب عليهالسلام وأنه نفس النبي صلىاللهعليهوآله بتصريح القرآن ، حيث كانوا يرجعون اليه باعتباره المرجع
الأعلى في كل شيء.
كانت مصادر
أولئك الصحابة في استنباط الاحكام ما حفظوه من القرآن الكريم
وما استمعوه من الأحاديث الشريفة بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وبما انهم
مارسوا عملية الاستنباط وكان لهم نبوغ وفهم أكثر نوعا ما ، لذلك كان في مقدورهم
استخراج الاحكام التفصيلية من الأحكام المجملة ، واستنباط الأحكام الفرعية من
مصادرها العامة : الكتاب والسنة. وكان عددهم بالنسبة لصغر البلاد والمراكز
الإسلامية كثيرا نوعا ما.
وقد جاء في
إعلام الموقعين : « ان الفتوى حفظت عن أكثر من مائة وثلاثين من أصحاب رسول الله ما
بين رجل وامرأة ، وكان المكثرون منهم سبعة : عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ،
وعبد الله بن مسعود ، وعائشة ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن
عمر.
والمتوسطون
منهم فيما روي عنهم من الفتيا : أبو بكر ، وأم سلمة ، وأنس بن مالك ، وأبو هريرة ،
وعثمان ،. والباقون مقلون في الفتيا ، لا يروى عن الواحد منهم إلا المسألة
والمسألتان والزيادة اليسيرة على ذلك. ».
وكانوا على
درجات متفاوتة في قابلياتهم على استنباط الاحكام ، كما كانوا متفاوتين في كثرة
الفتيا وقلتها. وذلك للأسباب التالية :
أولا : كان
لقسم من الأحكام سيره التدريجي مما يقتضي الاطلاع على شأن نزول الايات لمعرفة
الحكم.
ثانيا : كانت
بعض الاحكام تنسخ لمصالح معينة ، فكان الحكم السابق يشرع لمدة معينة ، وما ان
تنتهي مدته ، يحل محله حكم جديد باقتضاء عنصري الزمان والمكان. وبما أن أمد الحكم
السابق لم يذكر في الكتاب والسنة ، لذلك لم يتسن للجميع تشخيص الناسخ من المنسوخ.
ثالثا : كان
قسم من الاحكام ( في الكتاب أو في السنة ) قد ذكر في البداية بشكل عام أو بنحو
مطلق ( وهذا للعامة أيضا ) ثمَّ خصص أو قيد بواسطة آيات أو
أحاديث أخرى.
رابعا : لقد
جاءت بعض الاحكام في الكتاب والسنة مجملة ، ثمَّ تمَّ تفصيلها في آيات وروايات
اخرى.
لذلك فان
استنباط الاحكام من الكتاب والسنة يحتاج الى اطلاع كاف في هذه المجالات ، حيث
ينبغي أن يكون الصحابي مجتهدا ، وصاحب رأي ، اضافة الى ضرورة وجود الذوق الخاص ،
وملكة الاستنباط لديه ، كذلك لا بد له من مدة طويلة يحياها في صحبته مع النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ ، ويجب أن يكون ناضجا من خلال اهتمامه في كثرة السؤال
من النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ والصحابة ، ويكون متمتعا بكفاءة الاجتهاد من خلال
ممارسته المستمرة لعملية الاستنباط.
ومن الواضح أن
هذا العمل لا يتيسر لجميع الأشخاص ، وبما أن بعضهم كان كثير الأشغال أو أدرك مدة
قليلة من عصر النبوة ، وكذلك كانوا متفاوتين في القابليات والكفاءات ، لهذا لم
يتسن لهم الارتقاء أكثر.
وفي ضوء هذا
عندما كان يستفتي أحد الصحابة في بعض المسائل ، ولم يكن لديه نص من الكتاب أو
السنة كان يعمل باجتهاده الخاص مستندا إلى قاعدة القياس أو المصالح العامة
للمسلمين فيفتي في المسألة ، في حين كان صحابي آخر يفتي فيها فتوى اخرى على خلاف
الفتوى الاولى باعتبار توفر نص لديه ، أو تشخيصه لمصلحة أخرى غفل عنها الأول.
أما الفقهاء من
التابعين فكانوا مرجع الإفتاء بعد الصحابة ، وكان جل سعيهم عدم مخالفة الصحابة في
الفتوى ، وذلك بسبب احترامهم البالغ لهم أولا ، وتصورهم أن الصحابة أعرف من غيرهم
بالأحكام باعتبار صحبتهم للنبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ ثانيا.
ولو كانت هناك
فتويان في مسألة واحدة فلا يفتون فتوى ثالثة بل يأخذون بإحدى
الفتويين.
وكانوا يفتون
فقط في المسائل المستحدثة التي لم ترد فيها فتوى عن الصحابة معتمدين بذلك على عموم
الآيات ، والروايات الواردة أو على القياس في المسائل المتفق عليها.
من المسائل
التي طرحت في عصر التابعين مسألة سندية الإجماع ( أي : اتفاق الفقهاء حول حكم من
الاحكام ) ومسألة حجية الخبر المرسل ، ( أي : الخبر الذي روي عن النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ دون ذكر الرواة ).
ففي المسألة
الأولى كان مالك يعتبر إجماع أهل المدينة حجة فقط ( وذلك لانتهائه إلى النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ ) في حين كان يرى البعض حجية الإجماع مطلقا.
أما بالنسبة
للخبر المرسل فكان البعض لا يجوز الاستناد اليه ، وكان البعض الأخر يأخذ به مشروطا
بشروط ، ( مثل وثاقة المرسل أو الاطمئنان إلى انه لا ينقل عن غير الثقات ). ولا شك
ان الاختلاف في أمثال هذه الأسس والقواعد كان يؤدي الى الاختلاف في المسائل المفتي
بها.
ظهور
المذاهب الفقهية :
ابان عصر تابعي
التابعين ظهر مجتهدون كبار من أمثال أئمة المذاهب الأربعة ، أو أصحاب المذاهب
المنقرضة مثل : ابن ابي ليلى ، وسفيان الثوري ، والأوزاعي ، وداود الظاهري ، وليث
بن سعد ، والطبري ،.
وفي هذا العصر
توسعت شقة الاختلافات أكثر ، وذلك بسبب تضارب الآراء في مصادر الفقه ، وظهور قواعد
فقهية جديدة مثل الاستحسان ، والمصالح المرسلة ، واختلاف وجهات النظر حول قبول بعض
أحاديث الاحكام ( حيث ان سند بعضها
ضعيف ، أو نقل مرسلا ).
وأخيرا التعارض
الموجود في بعض الأحاديث الواردة ، لا سيما وان الفقه في هذا العصر قد خرج عن
بساطته المعهودة ومحدوديته في اطار المسائل المبتلى بها الى الفرضيات والفروع
الاحتمالية ، لذلك توسعت دائرة الاجتهاد أكثر في مثل هذه المسائل الفاقدة للنص
الصريح من قبل الشارع المقدس.
اضافة الى ذلك
فان الآراء الفقهية للأشخاص المذكورين سلفا أصبحت تشكل مذهبا متبعا لمدينة أو
منطقة في هذا العصر ، وقد فتح باب المنازعات والمجادلات على مصراعيه بين أتباع
وتلاميذ المذاهب في مجال تفضيل مذهب على مذهب آخر.
وفي هذه الفترة
بالذات تمَّ ترجمة كتب المنطق والفلسفة ، وأصبحت رائجة بين المسلمين. ونحن نعلم أن
الجدل احد أبواب المنطق ، لذلك استغل جمع من الفقهاء معرفتهم بهذا الفرع في دعم
آرائهم المذهبية ومعتقداتهم.
وبالنتيجة
قاموا بتأليف الكتب في تأييد مذهب من يتبعون ، ورد من يخالفهم كما ان بعضهم قام
بتأليف كتب في مسائل الخلاف من أجل الاطلاع على المذاهب الفقهية المختلفة.
ومن خلال اتساع
دائرة علم الفقه ، وتشعب الحقول الفقهية ، وتوفر الاخصائيين في فروع الفقه
المختلفة أصبح علم الخلاف ( أو الخلافيات ، أو اختلاف الفقهاء أو مسائل الخلاف )
أحد الفروع المهمة في علم الفقه.
علم
مسائل الخلاف :
جاء تعريف علم
الخلاف في كتاب مفتاح السعادة كالآتي
« هو علم باحث عن وجوه الاستنباطات المختلفة من الأدلة الإجمالية
والتفصيلية الذاهب الى كل منها طائفة من العلماء. ، ثمَّ البحث عنها بحسب الإبرام
والنقص لأي وضع أريد من تلك الوجوه ، ومبادئه مستنبطة من علم الجدل.
فالجدل بمنزلة
المادة ، والخلاف بمنزلة الصورة ، وله استمداد من العلوم العربية والشرعية ، وغرضه
تحصيل ملكة الإبرام والنقض ، وفائدته دفع الشكوك عن المذهب وإيقاعها في المذهب
المخالف. » .
اما الحاج
خليفة فيقول : ( هو علم يعرف به كيفية إيراد الحجج الشرعية ودفع الشبه وقوادح
الأدلة الخلافية بإيراد البراهين القطعية ، وهو الجدل الذي هو قسم من المنطق ، الا
انه خص بالمقاصد الدينية ، وقد يعرف بأنه علم يقتدر به على حفظ أي وضع كان بقدر
الإمكان ) .
وأما ابن خلدون
فيقول : ( فاعلم ان هذا الفقه المستنبط من الأدلة الشرعية كثر فيه الخلاف بين
المجتهدين باختلاف مداركهم وأنظارهم خلافا لا بد من وقوعه لما قدمناه ، واتسع ذلك
في الملة اتساعا عظيما وكان للمقلدين أن يقلدوا من شاؤوا منهم ثمَّ لما انتهى ذلك
الى الأئمة الأربعة من علماء الأمصار وكانوا بمكان من حسن الظن بهم اقتصر الناس
على تقليدهم ومنعوا من تقليد سواهم لذهاب الاجتهاد لصعوبته وتشعب العلوم التي هي
موادة. ،.
وأجرى الخلاف
بين المتمسكين بها والآخذين بأحكامها مجرى الخلاف في النصوص الشرعية والأصول
الفقهية وجرت بينهم المناظرات في تصحيح كل منهم مذهب امامه تجري على أصول صحيحة
وطرائق قويمة يحتج بها كل على مذهبه
__________________
الذي قلده وتمسك به. ، كان هذا الصنف من العلم يسمى بالخلافيات.
الى أن يقول :
وتآليف الحنفية والشافعية فيه أكثر من تآليف المالكية لأن القياس عند الحنفية أصل
للكثير من فروع مذهبهم. ، وأما المالكية فالأثر أكثر معتمدهم وليسوا بأهل نظر
وأيضا فأكثرهم أهل الغرب وهم بادية غفل من الصنائع. ) .
كتب
الخلافيات :
تقسم الكتب
التي ألفت في مسائل الخلاف إلى أقسام هي :
أ ـ الكتب التي
ألفها أصحابها لتأييد مذاهبهم ورد مخالفيهم ، وأقدمها :
١ ـ رسالة مالك
الى معاصره في مصر الفقيه ليث بن سعد. وجواب الأخير له في رسالة يرد بها على ما
أشكل عليه مالك. وقد ذكر ابن القيم الجوزية هذه الرسالة في « إعلام الموقعين » .
٢ ـ مناظرة أبي
الطيب الطبري الشافعي مع أبي الحسن الطالقاني الحنفي قاضي بلخ ، وقد ذكرها السبكي
في « طبقات الشافعية الكبرى » . والطبري هذا هو طاهر بن عبد الله بن طاهر الاملي ( ٣٤٨
ـ ٤٥٠ هـ ) ، قاضي منطقة الكرخ في بغداد ، وأستاذ أبي إسحاق الشيرازي ، من مؤلفاته
« شرح لكتاب المختصر » ، من كتب المزني تلميذ الشافعي.
٣ ـ الحجة في
الرد على الشافعي لأبي زكريا الكناني وهو يحيى بن عمر
__________________
ابن يوسف القرطبي المتوفى سنة ٢٨٩ هـ .
٤ ـ اختلاف
مالك والشافعي ، وقد ذكره الشافعي في كتابه المعروف « الام » .
٥ ـ الرد على
محمد بن الحسن الشيباني. وقد ذكره في كتاب « الأم » أيضا.
٦ ـ كتاب السير
للأوزاعي ، ويشمل آراء القاضي أبي يوسف ( في موضوع حقوق الملل والأحكام التابعة
للأسارى ) مع آراء الأوزاعي فقيه الشام .
٧ ـ كتاب الرد
على سير الأوزاعي. وقد جاء في كتاب « الام » .
٨ ـ كتاب الرد
على محمد بن الحسن ، وقد قام الشافعي في هذا الكتاب بالرد على آراء أستاذه محمد بن
الحسن الشيباني وهو أبرز تلاميذ أبي حنيفة .
٩ ـ كتاب
مناظرة أبي الطيب الطبري مع الفقيه الحنفي المعروف ، أبي الحسن القدوري. وقد ذكره
السبكي في كتابه « طبقات الشافعية الكبرى » .
١٠ ـ معارضات
غلام الخلال ، وهو عبد العزيز بن جعفر البغوي ( تلميذ أبي بكر الخلال ) ، مع أبي
القاسم الخرقي وقد ذكرت في « طبقات الحنابلة ».
١١ ـ كتاب الرد
على محمد بن الحسن الشيباني لإسماعيل بن إسحاق بن حماد
__________________
المالكي أحد قضاة المالكية ( المتوفى سنة ٢٨٢ هـ ) .
ومن المناسب
هنا أن نذكر كتاب « الأم » للإمام الشافعي ، وهو من أقدم الكتب الفقهية ، وذلك
لاحتوائه على قسم مهم من المسائل الخلافية.
يقول الأستاذ
سزگين في شأنه : « بعد موت الشافعي جمع تلاميذه عددا من دراساته في كتاب واحد
وأغلب الظن ان تسمية هذا الكتاب باسم كتاب الأم إنما ترجع الى الجيل التالي ، وقد
دار البحث منذ وقت طويل حول شخصية من قام بتحرير هذه الرسائل وجمعها في كتاب واحد.
وقد ذكر أبو
طالب المكي ( المتوفى سنة ٣٨٦ هـ ) : ان يوسف بن يحيى البويطي ( المتوفى سنة ٢٣١
هـ ) هو من قام بهذا العمل. ويقال ان تلميذا آخر الشافعي وهو ربيعة بن سليمان (
المتوفى سنة ٢٧٠ هـ ) قد أخذ عمل البويطي ، ووصف نفسه بأنه جامع هذه الرسائل انظر
: احياء علوم الدين » .
ب ـ الكتب التي
ألفها أصحابها وذكروا فيها الاختلافات المذهبية بين إمامين من ائمة الفقه ، أو بين
مذهبين فقهيين ( دون تأييد أو نقض لها ) ، مثل :
١ ـ اختلاف علي
وعبد الله بن مسعود. وقد ذكر في كتاب ( الأم ) للشافعي .
٢ ـ بيان
اختلاف الإمام أبي حنيفة والامام الشافعي. وتوجد منه نسخة في مكتبة السلطان سليم
في اسطنبول. وهو من تأليف أبي بكر البيهقي الشافعي ، أحمد ابن حسين بن على (
المتوفى سنة ٥٤٨ هـ ) .
__________________
٣ ـ المختلف
بين أبي حنيفة والشافعي لأبي محمد ، عبد الله بن الحسين الناصحي ( المتوفى سنة ٤٤٧
هـ ) .
٤ ـ التجريد
للقدورى ، وهو أبو الحسن احمد بن محمد الحنفي البغدادي المعاصر للفقيه الشافعي أبي
حامد الاسفراييني. وقد ألفه صاحبه في المسائل المختلف فيها بين أبي حنيفة
والشافعي.
٥ ـ كتاب الرد
على أهل المدينة. تأليف محمد بن الحسن الشيباني وهو تلميذ أبي حنيفة وسمع الحديث
عن مالك أيضا. ويبدوا أنه ألف هذا الكتاب بعد مجالسته لأبي حنيفة ، وتخصصه في فقه
أهل العراق. ( راجع فهرست ابن النديم. ص ٢٠١ ).
ج ـ الكتب التي
ألفها أصحابها حول اختلافات فقهاء البلاد أو ائمة المذاهب المشهورة أو اختلافات
المذاهب وان كانت مندثرة. مثل :
١ ـ اختلاف
الفقهاء للطبري ، المؤرخ والمفسر والفقيه الكبير والمشهور ( المتوفى سنة ٣١٠ هـ )
وقد طبع قسم منه .
٢ ـ اختلاف
الفقهاء للطحاوى وهو أبو جعفر احمد بن محمد الأزدي ( المتوفى سنة ٣٢١ هـ ). وقد
طبع قسم منه .
٣ ـ مسائل
الخلاف لأبي سعيد البردعي وهو احمد بن الحسين الاشروسنى.
وقد هاجر الى
بغداد وهناك أتم الفقه الحنفي ، كان معتزليا في أصول العقائد قتل
__________________
من قبل القرامطة في طريق الحج سنة ٣١٧ ه.
٤ ـ اختصار
اختلاف الفقهاء ، تأليف أحمد بن على الجصاص ( المتوفى سنة ٣٧٠ هـ ) وفيه لخص (
اختلاف الفقهاء ) للطحاوى ، وتوجد منه نسخة في دار الكتب في القاهرة .
٥ ـ تأسيس
النظر ( المختلف بين أصحاب الفقه ) وقد ذكر في فهرس معهد المخطوطات ١ ـ ٢٤٢ .
٦ ـ التعليقة
في مسائل الخلاف بين الأئمة ( ويوجد منه قسم في مكتبة تيمورية على حد نقل السيد
سزگين ) وهذه المكتبة من مكتبات دار الكتب القومية في القاهرة.
هذا الكتاب من تأليف أبي زيد الدبوسي وهو عبد الله بن عمر وكان اخصائيا في هذا الفن ، وهو
أول من ألف كتابا في علم الخلاف كما ينقل طامش كبرىزاده ، ويذكر له كتابين هما :
كتاب الاسرار ، وكتاب تقديم الأدلة .
٧ ـ مسائل
الخلاف لابن الوراق وهو أبو بكر محمد بن احمد الجهم المروزي المالكي ( المتوفى سنة
٣٢٩ هـ ). وقد ألف خمسين كتابا حول مذهب مالك والدفاع عنه .
٨ ـ عيون
الأدلة في مسائل الخلاف بين فقهاء الأمصار لأبي الحسن علي ابن احمد القصار
البغدادي ، وهو من كبار فقهاء المالكية ، وكان قاضيا في بغداد ،
__________________
توفي سنة ٣٩٨ هـ . وتوجد نسخة من هذا الكتاب في مكتبة جامع القرويين في
فأس. قام القاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر الثعلبي المتوفى سنة ٤٢٢ هـ بتلخيصه .
٩ ـ اختلاف
الفقهاء للمروزي وهو محمد بن نصر المتوفى سنة ٢٩٤ ه.
وقد ذكر
الأستاذ سزگين وجود نسخة منه في مكتبة يوسف آغا في قونية .
١٠ ، ١١ ـ السنن
والإجماع والاختلاف ، وكتاب الاشراف في اختلاف العلماء على مذاهب الاشراف ، لمحمد
بن إبراهيم بن المنذر النيشابوري المتوفى سنة ٣١٨ ه. وتوجد نسخة من الكتاب الأول
في مكتبة أيا صوفيا في اسطنبول ، ونسخة من الكتاب الثاني في مكتبة سراى أحمد في
نفس المدينة .
١٢ ـ مسائل
الخلاف لأبي الحسن عبد العزيز الجزري الأصفهاني .
١٣ ـ مسائل
الخلاف لأبي جعفر محمد بن عبد الله الأبهري المتوفى سنة ٢٧٢ هـ وهو من فقهاء
المالكية .
١٤ ـ كتاب
الجوامع للقاضي أبي يوسف وهو يعقوب بن إبراهيم من كبار تلاميذ أبي حنيفة. توفي سنة
١٨٢ هـ أيام خلافة هارون الرشيد. وقد كتب هذا الكتاب ليحيى بن خالد البرمكي .
__________________
١٥ ـ كتاب
اختلاف الأمصار لنفس المؤلف .
١٦ ـ حلية
الأولياء أو حلية العلماء في مذاهب الفقهاء لسيف الدين ابي بكر المحمدي القفال
الشاشي. المتوفى سنة ٥٠٧ ه. وقد كتبه للمستظهر العباسي ، ويعرف بالمستظهري .
١٧ ـ الإيضاح
والتبيين في اختلاف الأئمة المجتهدين لعون الدين يحيى ابن محمد الشيباني المتوفى
سنة ٥٥٩ هـ .
١٨ ـ مختلف
المذاهب ، فقه فارسي مختصر لمؤلف مجهول ، يذكر فيه مواطن الاختلاف بين المذاهب
الأربعة .
١٩ ـ سير
الفقهاء الأربعة ورؤوس المذاهب الخمسة لشمس العلماء عبد الرب آبادي ، وهو الشيخ
مهدي القزويني .
٢٠ ـ الحقائق
المنظومة للبخارائي وهو أبو المحامد محمود. كتبه سنة ٦٦٦ هـ .
د ـ الكتب التي
ألفها أصحابها في مطلق المسائل الفقهية. ولم يكتف فيها المؤلفون بذكر مذاهبهم فقط
بل ذكروا أيضا آراء الفقهاء الكبار من غير مذاهبهم.
كتب هذا الحقل
أكثر من كتب الحقول السابقة بل ان أغلب كتب الفقه المفصلة تتعرض الى آراء مختلف
الفقهاء الآخرين لكن بعض الكتب تولى هذا
__________________
الموضوع أهمية أكثر.
وكمثال على هذا
الصنف من الكتب ، نذكر الكتب التالية :
١ ـ المدونة
لابن القاسم العتقي وهو عبد الرحمن بن القاسم المالكي ( المتوفى سنة ١٩١ هـ ) ،
وقد ذكر فيه مؤلفه آراء الامام مالك. وكما ذكرنا سلفا فإنه أشار الى آراء الفقهاء
من الصحابة والتابعين وفقهاء آخرين. وكتبت عليه شروح مختلفة . طبع هذا
الكتاب في ستة عشر اجزاء في مصر.
٢ ـ المبسوط
للسرخسي وهو شمس الأئمة محمد بن احمد بن سهل السرخسي ( المتوفى سنة ٤٨٣ هـ ). كتبه
مؤلفه في سجن اوزكند ، طبع في ثلاثين جزءا في مطبعة دار المعرفة في بيروت .
٣ ـ المغني
لموفق الدين بن قدامة وهو عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامه ( المتوفى سنة ٦٢٠ هـ
) وهو شرح على مختصر الخرقي في فقه الحنابلة.
طبع هذا الكتاب
في اثنى عشر جزءا في بيروت مع ملحق يضم الشرح الكبير لعبد الرحمن بن محمد المعروف
بابن قدامه المقدس ( المتوفى سنة ٦٨٢ هـ ).
٤ ـ المبسوط
للشيخ الطوسي ( المتوفى سنة ٤٦٠ هـ ). ويضم دورة كاملة في الفقه الأمالي
الاستدلالي مع ذكر آراء المسلمين من غير اتباع أهل البيت في كل مسألة. وقد طبع هذا
الكتاب مرات في إيران.
٥ ـ تذكرة
الفقهاء للعلامة الحلي ، يوسف بن المطهر ( المتوفى سنة ٧٢٦ هـ ) كتبه العلامة بشكل
مفصل مع ذكر الأدلة وأقوال المذاهب الأخرى. ويضم أول كتاب الطهارة حتى آخر كتاب
النكاح. وقد طبع هذا الكتاب أيضا مرات في إيران.
__________________
٦ ـ الميزان
للشعراني وهو عبد الله بن احمد ( المتوفى سنة ٩٧٣ هـ ) ، طبع في مصر عدة مرات .
٧ ـ الفقه على
المذاهب الأربعة . تمَّ تنظيمه وتبويبه في خمسة أجزاء من قبل الأستاذ
الشيخ عبد الرحمن الجزيري من علماء القاهرة. طبع في القاهرة مرات.
٨ ـ موسوعة عبد
الناصر. صدرت في القاهرة من قبل لجنة من علماء مصر في المجلس الأعلى للشؤون
الإسلامية ، وأول من ذكرها هم علماء دمشق لذلك خطر في بال جمع من أساتذة جامعة
دمشق وعدد من الفقهاء بأن ينظموا دائرة للمعارف في فقه المذاهب الإسلامية الموجودة
، تلا ذلك اعداد لوسائل هذا المشروع والمصادر اللازمة.
وعندما أعلن
الاتحاد بين سوريا ومصر أيام حكم عبد الناصر تمَّ نقل هذا المشروع إلى القاهرة ،
فتشكلت لجنة مشتركة قامت بإصدار مسودة المشروع من أجل إبداء وجهات النظر وذلك سنة (
١٣٨١ هـ ) ، ثمَّ توقف العمل به مؤقتا بسبب انفصال سورية عن مصر.
وأخيرا قام
علماء مصر بتشكيل لجنة تعمل مستقلة لمتابعة المشروع. وبالفعل بدأ العمل ، فصدر
الجزء الأول لدائرة المعارف هذه سنة ١٣٨٦ هـ تحت عنوان « موسوعة عبد الناصر » ،
مستعرضا مختلف المواضيع الفقهية من وجهة نظر المذاهب الفقهية حسب الترتيب الابجدي.
__________________
يضم هذا الكتاب
الآراء الفقهية للحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنبلية اضافة الى الظاهرية
والإمامية والزيدية والأباضية. وتحوي سبعة أجزاء منه حرف الالف فقط.
٩ ـ الفقه على
المذاهب الخمسة للعلامة المعاصر الأستاذ الفقيد الشيخ محمد جواد مغنية. ويشمل باب
العبادات والأحوال الشخصية ( كتاب النكاح ، الطلاق ، الوصية ، الإرث ، الوقف ،
الحجر ) وقد طبع مرات في بيروت ، كما ترجم إلى الفارسية وطبع في إيران.
كما ألفت كتب
أخرى في هذا المجال من قبل علماء الفريقين وهي أقل حجما من الكتب السالفة ، وتضم
أيضا مختلف الآراء الفقهية للمذاهب الإسلامية.
وأفضلها كتاب «
بداية المجتهد » لابن رشد القرطبي ، وهو محمد بن احمد ابن محمد بن رشد ( المتوفى
سنة ٥٩٥ هـ ). وقد ذكر فيه أقوال الصحابة والتابعين والفقهاء والذين لم تصل شهرتهم
إلى أئمة المذاهب الأربعة مع ذكر الأدلة.
من الجدير ذكره
هنا ان كتب الإمامية في الفقه منذ عصر السيد المرتضى والشيخ الطوسي حتى عصر
الشهيدين ضمت آراء المذاهب المعروفة للمسلمين من غير اتباع أهل البيت.
وهذا ما نلاحظه
مثلا في كتاب الانتصار السيد المرتضى ، والغنية للسيد ابي المكارم بن زهرة ، ومهذب
ابن براج ، وسرائر ابن إدريس ، وكتب العلامة المفصلة. أما منذ عصر الشهيد ، فلا
وجود لهذه الملاحظة إلا في الكتب المفصلة.
منتخب
الخلاف
هذا الكتاب
ملخص لكتاب مسائل الخلاف للشيخ الأجل محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة ٤٦٠ ه.
والذي هاجر الى بغداد وهو في مرحلة الشباب ،
وهناك درس الفقه والكلام على الشيخ المفيد ، وبعد وفاة أستاذه سنة ٤١٣ هـ ،
حضر درس السيد المرتضى وهو من أعاظم تلاميذ الشيخ المفيد. وبعد وفاة السيد المرتضى
سنة ٤٣٦ هـ انتهت إليه مرجعية الإمامية في العراق.
يتميز هذا
الشيخ العظيم بنبوغ ذاتي وعبقرية فذة. وكان مجدا في تحصيل العلم. وبدأ في التأليف
منذ عصر الشيخ المفيد حيث ألف كتبا كثيرة لم يتم بعضها كالتهذيب إلا في وقت متأخر.
يعتبر الشيخ
الطوسي مؤسس العلوم والمعارف الإسلامية. وله باع في علوم شتى حيث كتب في الكلام
والعقائد ، الفقه والأصول ، الحديث وعلم الرجال ، التفسير ، الدعاء ، كتبا قيمة لم
يزدها تعاقب العصور الا جدة وإناقة وقيمة أكثر.
ومما كتبه في
الفقه كتاب « مسائل الخلاف » وله أهميته الخاصة من حيث الموضوع الذي طرقه ، وشموله
، واحتواؤه على آراء فقهاء مختلف المذاهب الإسلامية ، واستدلاله على المختار من
فقه الإمامية علما انه لم تذكر آراء الإمامية في الكتب الأخرى التي تطرقت الى نفس
الموضوع .
ان الشمولية
التي اتصف بها هذا الكتاب ، وشهرة مؤلفه هما اللتان شجعتا
__________________
جمعا من فقهاء الإمامية على تلخيصه. ومن هؤلاء الشيخ الفضل بن الحسن بن فضل
الطبرسي ، الذي كان من علماء عصره ومن أكابر الإمامية في زمانه.
قام هذا الشيخ
الجليل ـ بحكم ما اوتى من ذوق سليم ـ بتلخيص قسم من كتب الشيخ التي تميزت بشمولية
محتواها وتفرد موضوعها ، ولم تكن فرصة الاستفادة منها متيسرة لكل أحد بسبب حجمها
وكثرة تفاصيلها. ومنها على سبيل المثال ، تفسيره المعروف بالتبيان الذي لم يكتب
مثله في شموله ودقته عند الإمامية حتى عصر الشيخ الطبرسي ، فقام هذا الشيخ بمهمة
تلخيصه ضمن مجمع البيان بأسلوب منظم قديم ، وزينه بإضافات من عنده.
ومنها : كتاب
مسائل الخلاف الذي لم يؤلف مثله في شموله عند الإمامية ، قام الشيخ الطبرسي
بتلخيصه أيضا ، وفي أغلب الظن ان منتخب الخلاف ، هو نفس كتاب المؤتلف والمختلف
للطبرسي ، وأنه تلخيص لكتاب مسائل الخلاف. ولعل عدم ذكر آراء الإمامية في الكتب
الخلافية المدونة أولا هو الذي دفع السيد المرتضى أولا أن يؤلف
كتابا في مسائل الخلاف ، وبما ان الأجل وافاه قبل إتمامه ، لذلك يحتمل أن الشيخ
الطوسي قام بتأليف كتابه لهذا السبب.
نسخ
منتخب الخلاف
من حسن الحظ ان
من معطيات كتابات الشيخ الطوسي ، والدراسات التي انجزت حول كتبه ، وجود النسخ
القيمة التي أثرت عنه ، وأصبحت في متناول أيدينا حيث نقلت أفلام أو صور أكثرها الى
مكتبة كلية الإلهيات في مشهد لمناسبة
__________________
الذكرى الألفية لميلاده ، وتمَّ عرضها في معرض أقيم لهذه المناسبة.
ومن النسخ
الموجودة لهذا الكتاب :
١ ـ نسخة مكتبة
آية الله العظمى السيد الحكيم في النجف الأشرف ، بخط النسخ المؤرخ في رمضان ٦٩٩ ه.
٢ ـ نسخة مكتبة
ملك الوطنية التابعة للاستانة الرضوية المقدسة ، طهران ، بخط النسخ المؤرخ سنة ٧٠٦
ه.
٣ ـ نسخة مصورة
في كلية الإلهيات في مشهد تحت رقم (٧٥) بخط محمد بن علي الدشتي الأصفهاني وتاريخها
في صفر سنة ٩٥٩ ه.
تقرر بعد اقامة
المهرجان الذي عقد لتخليد ذكري الشيخ نشر آثاره بشكل مناسب قدر الإمكان ، وبالفعل
فقد صدر منها كتاب اختيار معرفة الرجال ، وكتاب الفهرست.
اما منتخب
الخلاف ، وهو أحد كتب الشيخ ، فقد تقرر أن تقوم لجنة معينة بدراسته وتحقيقه وكانت
الخطوة الاولى اعداد مسودة منه اعتمادا على النسخة
__________________
القديمة ، وبعد ذلك تمت مقابلتها مع الأصل ومع سائر النسخ الأخرى.
وبما أن مصادر
الأقوال المروية فيه لم تذكر لا في الخلاف ولا في منتخبه لذلك قررت تلك اللجنة
استخراج المصادر وتثبيتها في الهامش.
لقد ساهم في
هذا المشروع الجماعي ، الذي يعتبر أول وآخر عمل جماعي من نوعه في كلية الإلهيات ،
جمع من الاساتذة هم : حجة الإسلام الأستاذ واعظ زاده ، حجة الإسلام الأستاذ زاهدي
، الفقيد حجة الإسلام الدكتور مصطفوي ، الفقيد الدكتور فاطمي ، الدكتور موحد ،
وأنا كنت أحدهم.
وكان تصحيح
الكتاب على وشك الانتهاء ، لكنه توقف لأسباب ، ثمَّ استؤنف بعد مدة حيث انبرى قسم
الحديث في مجمع البحوث الإسلامية بتصحيح المتبقى منه.
وبعد مقابلته
قام حجة الإسلام السيد مهدي الرجائي بمهمة التصحيح الأخير له ، وبما أن مؤسسة آل
البيت قامت بتجديد طبع كتاب الخلاف خلال تلك الفترة ، وقد لو حظ فيه ذكر لمصادر
الأقوال مثبتة في الهامش لذلك انتفت الحاجة الى استئناف العمل في منتخب الخلاف ،
ولله الحمد أولا وآخرا.
كاظم مدير شانهچى
بسم
الله الرحمن الرحيم
ترجمة المؤلف
اسمه ونسبه
الشيخ أمين
الدين أو أمين الإسلام أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي الطوسي السبزواري
الرضوي أو المشهدي.
والطبرسي ، كما
في الرياض بفتح الطاء المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة ثمَّ السين
المهملة نسبة الى طبرستان ، وهي بلاد مازندران بعينها وقد يعمم بحيث يشمل بلاد
جيلان.
والطوسي
والرضوي والمشهدي نسبة الى مشهد مولانا الامام الرضا عليهالسلام ، وذلك لأنه سكن فيه ، كما أن مدفنه في تلك البلدة
المقدسة.
والسبزواري ،
نسبة الى بلدة سبزوار من نواحي خراسان ، وذلك أن المؤلف انتقل من المشهد الرضوي
الى سبزوار سنة خمسمائة وثلاث وعشرين الى أن توفي فيه ، ثمَّ نقل جثمانه الطاهر
الى المشهد الرضوي عليهالسلام.
الإطراء
عليه
قال الشيخ
منتجب الدين تلميذه في الفهرست ص ١٤٤ : ثقة فاضل دين عين.
وقال الفاضل
التفرشي في نقد الرجال ص ٢٦٦ : ثقة فاضل دين عين من أجلاء هذه الطائفة.
وكذا وصفه
المحدث الشيخ حر العاملي في كتاب أمل الآمل ٢ ـ ٢١٦.
والمولى نظام
الدين القرشي في نظام الأقوال على ما في الرياض.
وقال العلامة
المجلسي في البحار ١ ـ ٩ : المجمع على جلالته وفضله وثقته.
وقال الشهيد
القاضي التستري في مجالس المؤمنين ص ٤٩٠ : ان عمدة المفسرين أمين الدين ثقة
الإسلام أبو علي الفضل كان من نحارير علماء التفسير ، وكان تفسيره الكبير الموسوم
بمجمع البيان في جامعيته لفنون الفضل والكمال بيان كاف ودليل وأف. وهو من أكابر
مجتهدي علمائنا.
وقال المولى
الأفندي في رياض العلماء ٤ ـ ٣٤٠ : الشيخ الشهيد الامام أمين الدين أبو علي الفضل
الفاضل العالم المفسر الفقيه المحدث الجليل الثقة الكامل النبيل ، وهو أحد العلماء
المعروفين بالطبرسي بل أشهرهم بذلك.
وقال المحدث
البحراني في لؤلؤة البحرين ص ٣٤٦ : وكان هذا الشيخ عالما فاضلا ثقة جليل القدر في
أصحابنا.
وقال المحقق
الخوانساري في روضات الجنات ٥ ـ ٣٥٧ : الشيخ الشهيد السعيد والحبر الفقيه الفريد
أمين الإسلام أبو علي الفضل الفاضل العالم المفسر الفقيه المحدث الجليل الثقة
الكامل النبيل.
وقال المحقق
التستري في مقابس الأنوار ص ١٠ : الشيخ الأجل الأوحد الأكمل الأسعد قدوة المفسرين
وعمدة الفضلاء المتبحرين أمين الدين أبي علي الفضل ،
قدس الله نفسه الزكية وأفاض على تربته المراحم السرمدية وقال المحدث النوري
في خاتمة المستدرك : فخر العلماء الاعلام وأمين الملة والإسلام ، المفسر الفقيه
الجليل الكامل النبيل.
وقال السيد العاملي
في أعيان الشيعة ٨ ـ ٣٩٨ : فضل الرجل وجلالته وتبحره في العلوم ووثاقته أمر غني عن
البيان ، وأعدل شاهد على ذلك كتابه مجمع البيان كما أشار إليه صاحب المجالس
المؤمنين بما جمعه من أنواع العلوم وأحاط به من الأقوال المتشتته في التفسير ، مع
الإشارة في كل مقام الى ما روي عن أهل البيت عليهمالسلام الى آخره.
مشايخه
في الرواية والدراية
يروي المترجم
عن جماعة وهم :
١ ـ الشيخ أبو
علي ابن الشيخ الطوسي قدس الله اسرارهما ، كما يظهر من المناقب لابن شهرآشوب.
٢ ـ الشيخ أبو
الوفاء عبد الجبار بن علي المقري الرازي.
٣ ـ السيد محمد
بن الحسين الحسيني الجرجاني.
٤ ـ الشيخ
الأجل الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه القمي الرازي جد منتخب الدين صاحب
الفهرست.
٥ ـ الشيخ
الامام موفق الدين ابن الفتح الواعظ البكرآبادي عن أبي علي الطوسي.
٦ ـ الشيخ
الامام السعيد الزاهد أبو الفتح عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن القشيري ، روى
عنه صحيفة الرضا عليهالسلام.
٧ ـ الشيخ أبو
الحسن عبيد الله بن محمد بن الحسين البيهقي.
٨ ـ الشيخ جعفر
الدوريستي.
تلامذته
ومن يروى عنه
يروي عنه جماعة
، وهم :
١ ـ ولده
العلامة الشيخ رضي الدين أبو نصر حسن بن الفضل صاحب مكارم الأخلاق.
٢ ـ الشيخ
منتجب الدين علي بن عبيد الله الرازي صاحب كتاب الفهرست قال فيه : شاهدته وقرأت
بعضها ـ أي : بعض تصانيفه ـ عليه.
٣ ـ الشيخ محمد
بن علي بن شهرآشوب المازندراني المتوفى سنة (٥٨٨) قال في معالم العلماء ص ١٣٥ :
شيخي أبو علي الطبرسي إلخ.
٤ ـ الشيخ قطب
الدين الراوندي صاحب الخرائج.
٥ ـ الشريف
الأجل شرفشاه بن محمد بن زبارة الافطسي.
٦ ـ الشيخ أبو
محمد عبد الله بن جعفر الدوريستي.
٧ ـ الشيخ أبو
الفضل شاذان بن جبرئيل القمي.
٨ ـ السيد أبو
الحمد مهدي بن نزار الحسيني القائني.
٩ ـ السيد فضل
الله الراوندي.
مولده
ووفاته ومدفنه
لم يعلم تاريخ
ولادته على التحقيق ، نعم ذكر في الرياض عن بعض الفضلاء
أنه ولد في عشر سبعين وأربعمائة.
وأما تاريخ
وفاته فهو أيضا قد وقع فيه اختلاف بين أرباب التراجم.
قال في الرياض
: وأما تاريخ وفاته ، فقد رأيت بخط بعض فضلاء تلامذة المولى عبد الله الخراساني
الشهيد الثاني ( كذا ) على ظهر جوامع الجامع للطبرسي هذا : انه قد توفي سنة اثنتين
وخمسمائة وبلغ سنه تسعين سنة ، وولد في عشر سبعين وأربعمائة. فتأمل فإنه غلط واضح.
قال في الروضات
: والظاهر سقوط لفظة وخمسين منه قبل لفظة وخمسمائة فليلاحظ.
وذهب صاحب كشف
الظنون إلى أنه توفي سنة احدى وستين وخمسمائة.
ولكن التحقيق
في تاريخ وفاته كما في النقد وغيره أنه ليلة النحر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وكان وفاته في
بلدة سبزوار ، ثمَّ نقل نعشه الشريف الى المشهد المقدس الرضوي عليهالسلام ، وقبره الآن معروف مشهور على رصيف الشارع الطبرسي في
موضع كان يقال له في الزمن السابق بـ « قتلگاه » وذلك لما وقع فيه من القتل العام
بإشارة عبد الله خان أفغان في أواخر دولة الصفوية.
وقيل : انه كان
موضع مغتسل الامام الرضا عليهالسلام.
كرامة
باهرة للمؤلف
قال في الرياض
٤ ـ ٣٥٧ : من عجيب أمر هذا الطبرسي بل من غريب كراماته قدس الله روحه القدسي ما
اشتهر بين الخاص والعام أنه رحمهالله قد أصابته السكتة فظنوا به الوفاة ، فغسلوه وكفنوه
ودفنوه ثمَّ رجعوا.
فأفاق رضياللهعنه في القبر وقد صار عاجزا عن الخروج أو الاستغاثة
والاستعانة بأحد لخروجه ، فنذر في تلك الحالة بأن الله ان خلصه من هذه البليّة ألف
كتابا في تفسير القرآن ، فاتفق أن بعض النباشين قد قصد نبش قبره لأجل أخذ كفنه.
فلما نبش قبره
وشرع في نزع كفنه ، أخذ قدسسره بيد النباش ، فتحير النباش وخاف خوفا عظيما ، ثمَّ تكلم
قدسسره معه ، فزاد اضطراب النباش وخوفه ، فقال له : لا تخف أنا
حي وقد أصابني السكتة فظنوا بي الموت ولذلك دفنوني.
ثمَّ قام من
قبره واطمأن قلب النباش. ولما لم يكن قدسسره قادرا على المشي لغاية ضعفه التمس من النباش أن يحمله
على ظهره ويبلغه الى بيته ، وجاء به الى بيته ، ثمَّ أعطاه الخلعة وأولاه مالا
جزيلا ، وأناب النباش على يده ببركته عن فعله ذلك القبيح وحسن حال النباش.
ثمَّ انه رضياللهعنه بعد ذلك قد وفي بنذره وشرع في تأليف كتاب مجمع البيان
الى أن وفقه الله تعالى لإتمامه.
قال المحدث
النوري في خاتمة المستدرك بعد نقل هذه الحكاية : ومع هذا الاشتهار لم أجدها في
مؤلف أحد قبله ، وربما نسبت الى العالم الجليل المولى فتح الله الكاشاني صاحب
تفسير منهج الصادقين وخلاصته وشرح النهج المتوفى سنة تسعمائة وثمان وثمانين.
وقال في أعيان
الشيعة : ومما يبعد هذه الحكاية مع بعدها في نفسها من حيث استبعاد بقاء حياة
المدفون بعد الإفاقة أنها لو صحت لذكرها في مقدمة مجمع البيان لغرابتها ولاشتمالها
على بيان السبب في تصنيفه مع أنه لم يتعرض لها ، والله أعلم.
أقول : ولا
استبعاد في ذلك ، وهذه الوجوه كلها مخدوشة ، وذلك فضل الله
يؤتيه من يشاء ، والله أعلم.
تآليفه
القيمة
للمترجم مؤلفات
ورسائل كثيرة ذات المواضيع المختلفة والمعارف المتعددة وهي :
١ ـ الآداب
الدينية للخزانة المعينية ، ألفه باسم السلطان معين الدين أبي نصر أحمد بن الفضل
بن محمود ، والكتاب مرتبة على أربعة عشر فصلا : ١ ـ الملابس. ٢ ـ الحمام. ٣ ـ تسريح
الشعر. ٤ ـ أخذ الأطراف. ٥ ـ السواك. ٦ ـ النظر. ٧ ـ السمع. ٨ ـ الأكل والشرب. ٩ ـ
التجارة. ١٠ ـ النكاح. ١١ ـ المولود. ١٢ ـ النوم. ١٣ ـ السفر. ١٤ ـ ما يختم به
الكتاب. ذكر الكتاب في المعالم والفهرست والبحار والذريعة ١ / ١٨ ـ ١٩.
٢ ـ نثر
اللئالي ، قال في الرياض : كذا ينسب اليه ، وقد رأيت نسخا منه عديدة ، منها في
أصفهان ومنها في مازندران ، وهي رسالة مختصرة ألفها على ترتيب حروف المعجم وجمع
فيه كلمات علي ( عليهالسلام ) على نهج كتاب الغرر والدرر للامدي ، وعندنا منه أيضا
نسخة ، لكن ظني أنه للسيد علي بن فضل الله الحسني الراوندي كما سيجيء في ترجمته ،
وعلى أي حال فهو ليس كتاب نثر اللئالي في الاخبار والفتاوي للشيخ ابن جمهور
الأحسائي.
٣ ـ كنوز
النجاح. قال في الرياض : على ما نسبه إليه الكفعمي في متن المصباح وحواشيه ، وكذا
السيد رضي الدين علي بن طاوس في كتاب أمان الاخطار ومهج الدعوات أيضا ، وقد صرح في
المهج بأنه تأليف الفقيه أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي.
٤ ـ معارج
السؤال ، قال في الرياض : نسبه اليه السيد حسين المجتهد في رسالة اللمعة في مسألة
الجمعة.
٥ ـ رسالة
حقائق الأمور في الاخبار ، قال في الرياض : وقد رأيت قطعة منها في بلدة أردبيل
وكتب عليها بعض العلماء أنه للطبرسي ، فلعل مراده هو هذا الطبرسي.
٦ ـ عدة السفر
وعمدة الحضر. قال في الرياض : نسبه إليه الكفعمي في حواشي مصباحه ، وقد عثرت منه
على نسخ ، وعندنا منه نسخة أيضا.
٧ ـ كتاب
المشكلات. قال في الرياض : نسبه اليه السيد حسين المجتهد في كتاب دفع المناواة.
٨ ـ المجموع في
الآداب. قال في الرياض : وقد ينقل عنه ولده في المكارم وسبطه في مشكاة الأنوار بعض
الاخبار ، ولعله غير الآداب الدينية للخزانة المعينية فتأمل.
٩ ـ مشكاة
الأنوار. قال في الرياض : نسبه اليه السيد المذكور في الكتاب المزبور ، والظاهر
أنه غير مشكاة الأنوار التي لسبطه ، لان ما له في الاخبار وما لسبطه في الأدعية
فلاحظ. ويحتمل أن يكون الحال قد اشتبه عليه فظن أن ما لسبطه له.
١٠ ـ الكاف
الشاف عن الكشاف. قال في الرياض : وقد يتوهم أن الكاف الشاف عن الكشاف هو بعينه
كتاب جوامع الجامع حيث قال في أوله أنه ملخص من الكشاف ، لكن الحق أنه غيره.
١١ ـ مجمع
البيان في تفسير القرآن ، من أشهر التفاسير الموجودة ، فرغ من تأليفه يوم الخميس
منتصف شهر ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
قال في الرياض
: قد رأيت نسخة من مجمع البيان بخط الشيخ قطب الدين
الكيدري ، وقد قرأها نفسه على الخواجة نصير الدين الطوسي.
١٢ ـ جوامع
الجامع. بعد ما فرغ من تفسير مجمع البيان رأى تفسير الكشاف واستحسنه وألف بعده
تفسير جوامع الجامع وأدرج فيه مطالب الكشاف وفوائد تفسيره مجمع البيان.
١٣ ـ الوسيط في
التفسير أربع مجلدات.
١٤ ـ الوجيز
مجلدة. قال في الرياض ولعل مراده بالوسيط في التفسير هو تفسير جوامع الجامع
المشهور وبالوجيز الكاف الشاف عن الكشاف ويحتمل المغايرة ، فلاحظ.
١٥ ـ أعلام
الورى بأعلام الهدى في فضل أئمة الهدى عليهمالسلام ، ألفه للاصفهبد الأجل شرف الدين ولعله ملك طبرستان.
قال في الرياض
: ومن الغرائب أن السيد رضي الدين بن طاوس ألف كتاب ربيع الشيعة ، وقد اتفق
موافقته لكتاب أعلام الورى المذكور في جميع المطالب والأبواب والترتيب من غير
زيادة ولا نقصان ولا تفاوت إلا في الديباجة.
١٦ ـ تاج
المواليد.
١٧ ـ غنية
العابد ومنية الزاهد.
١٨ ـ الوافي في
تفسير القرآن. قال في الرياض : نسبه اليه بعض الفضلاء في كتابه ، وأظن أنه بعينه
كتاب الكاف الشاف من كتاب الكشاف الذي مر آنفا.
١٩ ـ العمدة في
أصول الدين وفي الفرائض والنوافل بالفارسية قال في الرياض : على ما ينسب اليه ،
وقد رأيت نسخة منه في طسوج من أعمال تبريز ، ولكن لم يصرح في أصل الكتاب بأنه من
مؤلفاته.
٢٠ ـ أسرار
الأئمة. قال في الرياض : على ما ينسب اليه ، ويقال تارة : كتاب
أسرار الإمامة أيضا. قال السيد حسين المجتهد في رسالة اللمعة المذكورة قال
ثقة الإسلام أمين المذهب الطبرسي في أسرار الإمامة إلخ.
أقول : وعندي
نسخة من كتاب أسرار الإمامة للطبرسي ، وهو كبير وهو للشيخ حسن بن علي الطبرسي ،
وأخرى وهي مختصرة ما أظن أن يكون من مؤلفاته بل هو لبعض من تأخر عنه.
ثمَّ قد ينسب
إليه الأمير السيد حسين المجتهد المذكور في رسالة دفع المناواة عن التفضيل
والمساواة تارة كتاب أسرار الإمامة ، وتارة كتاب أسرار الأئمة ، وتارة كتاب أسرار
الاسرار ، وتارة عبر عنه بمؤلف الطبرسي ، والظاهر عندي الاتحاد ويحتمل تعددها أيضا
، فلاحظ.
ثمَّ قال : وقد
رأيت قطعة من نسخة كتاب أسرار الإمامة في بلدة رشت من بلاد الجيلان ، وكانت محتوية
على أحوال الحكماء ونحوها ، ورأيت نسخة أخرى منه كاملة في بلدة أردبيل في الخزانة
الموقوفة بحضرة الشيخ صفي.
ولكن لم يصرح
فيه بأنه من مؤلفاته ، بل يومئ الديباجة وما في مطاويه بأنه لغيره ، ولعله يلوح
منه أنه من مؤلفات الشيخ حسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي صاحب كتابي
كامل السقيفة وتحفة الأبرار وغيرهما ، فالاشتباه انما نشأ من اشتراكهما في إطلاق
الطبرسي. فلاحظ.
أو يقال :
أسرار الإمامة للشيخ أبي علي الطبرسي هذا ، وأسرار الأئمة للشيخ حسن بن علي
الطبرسي المذكور المعاصر للخواجة نصير أو بالعكس.
٢١ ـ النور
المبين ، ذكره في معالم العلماء.
٢٢ ـ المؤتلف
من المختلف بين أئمة السلف ، هو هذا الكتاب بين يديك سيأتي الكلام حوله.
٢٣ ـ الجواهر
في النحو. قال في الرياض : كذا ينسب اليه وعندنا منه
نسخة ، وظني أنه من مؤلفات الشيخ شمس الدين الطبرسي النحوي الذي قد ينقل
عنه الكفعمي في البلد الأمين بعض الفوائد النحوية ، فلاحظ.
٢٤ ـ شواهد
التنزيل لقواعد التفضيل ، ذكره المؤلف في مجمع البيان في ذيل آية
« يا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ
».
٢٥ ـ الفائق ،
ذكره في معالم العلماء.
حول
الكتاب
والكتاب ذكره
أكثر أرباب المعاجم والتراجم بين كونه مجهول المؤلف ومعلومه ، وقد كان هو مجهولا
الى زمن صاحب الرياض والعلامة المجلسي قدسسرهما ، مع أنه كتاب نفيس في بابه ، لم يكتب مثله في تلخيص
الخلاف للشيخ الطوسي قدسسره.
قال الشيخ
المحدث الحر العاملي في خاتمة كتاب أمل الأمل ٢ ـ ٣٦٤ في الفائدة الاولى في ذكر
كتب مجهولة المؤلف قال : وعندنا أيضا كتب لا نعرف مؤلفيها ، ثمَّ عد جملة منها ،
ثمَّ قال : والمنتخب من الخلاف للشيخ الطوسي انتخبه مؤلفه سنة (٥٢٠).
وقال المحقق
الميرزا عبد الله الأفندي في الرياض ج ٦ ـ ٤٤ في بيان الكتب المجهولة عند صاحب أمل
الأمل الى أن قال : قال الأستاد الاستناد أيده الله تعالى في أول البحار : وأما
كتاب منتخب الخلاف فهو من مؤلفات الشيخ الطبرسي ، وهو بعينه كتاب المؤتلف في
المختلف بين أئمة السلف كما سبق في ترجمة الطبرسي.
ولكن ليس هو
بالذي للشيخ مفلح بن حسن الصيمري كما سبق في ترجمته لأن الشيخ مفلح من المعاصرين
لعلي بن هلال الجزائري والشيخ علي الكركي فهو من المتأخرين جدا ، وتاريخ تأليف
منتخب الخلاف المشار إليه سنة عشرين وخمسمائة ، بل هو من مؤلفات الشيخ الى آخره.
ثمَّ قال :
ورأيت نسخا من منتخب الخلاف بمشهد الرضا ، وكانت نسخة منها تاريخها سنة ست
وسبعمائة.
وقال في آخره :
وتركت ما أورده من الاخبار الواردة من طرق الخاصة ، لأنه لم يجر في باقي الكتب الى
آخر الكتاب على تلك العادة ، وهي مذكورة مشهورة في مواضعها من الكتب المختصة
بالأخبار ، مثل تهذيب الاحكام والاستبصار ، وأسقطت من فروعات كتبه المسائل
المعتادة ومن أثناء مسائله زيادات تعد من باب التطويل والإسهاب ، إذ تستغني ذكرها
الافهام.
وقال في اوله :
ورأيت تكرار ذكر إجماع الفرقة مما لا طائل فيه سوى اطالة الكتاب ، فأثبت رؤوس
المسائل والخلاف فيها الى آخره انتهى.
أقول : ما ذكره
أولا من نقله عن أول البحار للعلامة المجلسي لم يوجد في المطبوع من البحار ، ولعله
كان في نسخته المخطوطة.
وما أشار الى
النسخة التي رآها في مشهد الرضا عليهالسلام هي نسخة مكتبة الملك التي كانت عندي حين مراجعة الكتاب
، وسيأتي الكلام حول النسخة.
وقال المحقق
الأفندي أيضا في الرياض ج ٤ ـ ٣٤٤ في ترجمة المؤلف : وقد سبق في ترجمة الشيخ أبي
منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي احتمال كون كتاب المؤتلف في المختلف بين
أئمة السلف لهذا الطبرسي ، أعني : الفضل بن الحسن ، وهو تلخيص كتاب الخلاف للشيخ
الطوسي انتهى.
وقال المتتبع
الخبير ميرزا علي آقا ثقة الإسلام الشهيد التبريزي في كتابه مرآة
الكتب ج ٢ ـ ٢١٠ بعد نقل كلام أمل الأمل وصاحب الرياض في موضعيه قال : فقد
ظهر لك من كلام الرياض أن مختصر الخلاف اثنان أحدهما هذا الذي ذكرناه أولا مؤلفه
هو الشيخ الطبرسي والثاني هو الذي ألفه الشيخ مفلح الصيمري ولم أقف عليه.
أقول : وأما
كتاب تلخيص الخلاف للشيخ مفلح الدين الصيمري فقد طبع في ثلاث مجلدات بتحقيقنا
وتصحيحنا في سلسلة منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي دام ظله.
وقال الشيخ
البحاثة الطهراني في الذريعة ٢٢ ـ ٣٩٩ : منتخب الخلاف تصنيف شيخ الطائفة المجهول مؤلفه
وقد فرغ منه سنة ٥٢٠ وفرغ من استنساخ الجزء الأول الشيخ علي بن معز الدين الحسن بن
يوسف الكيدري في ( ٢٢ ـ ج ١ ـ ٦٩٩ ) ومن استنساخ الجزء الثاني من أول الفرائض ١٨
شعبان سنة ٦٩٩ والنسخة عند الشيخ محمد السماوي.
وفي آخره كتب
الميرزا صادق آقا ابن ميرزا محمدبالا المجتهد التبريزي المتوفى في ذي القعدة سنة
١٣٥١ تفصيل كلام الشيخ الحر وكلام صاحب الرياض في مجهولية مؤلفه واحتمال الأخير
كونه المؤتلف من المختلف الاتي.
ورأيت نسخة منه
في كتب آل السيد صافي بالنجف أوله : أحمد الله على سوابغ آلائه وسوابغ نعمائه
ونشكره على ما من به علينا من متابعة أوليائه ، ذكر فيه أنه رأى في الخلاف تكرارا
ذكر إجماع الفرقة مما لا طائل فيه سوى إطالة الكتاب ، فانتخب منه وأثبت رؤوس
المسائل والخلاف فيها وذكر تاريخ فراغه سنة المذكورة ٥٢٠ انتهى.
وقال في ج ٢٣ ـ
٢٤٥ : المؤتلف من المختلف بين أئمة السلف ، منتخب من مسائل الخلاف تصنيف شيخ
الطائفة تاريخ الفراغ من المؤتلف سنة العشرين
وخمسمائة ، حكى شيخنا النوري في مستدرك الوسائل عن صاحب الرياض أنه للشيخ
الطبرسي ، ومر منتخب الخلاف متعددا ومنها الموجود عند السماوي مجلد كبير فيه
المجلد الأول والثاني بخط الشيخ علي بن معز الدين الحسن بن يوسف الكيدري إلى آخر
كلامه.
أقول : وهذه
النسخة المشار إليها عند السماوي كانت صورتها عندي حين مراجعة الكتاب وهي نسخة
نفيسة عتيقة جدا ، استفدت منها كثيرا حين مقابلة الكتاب معها.
النسخ
المعتمدة
راجعت في
مقابلة الكتاب الى ثلاث نسخ خطية وهي :
١ ـ نسخة كاملة
بخط النسخ ، فرغ من تحرير النسخة يوم الجمعة سنة (٧٠٦) هـ ق وأصل النسخة محفوظة في
خزانة مكتبة الملك برقم ١٣٠٨ ، وجعل رمز النسخة ( ـ م ـ ).
٢ ـ نسخة كاملة
، بخط النسخ ، كاتبها الشيخ علي بن محمد بن معز الدين الحسن بن يوسف الكيدري ، فرغ
من تحريرها يوم الثامن عشر من شعبان سنة (٦٩٩) وهذه النسخة أشار إليها المحقق
الطهراني في الذريعة كما تقدم ، والنسخة كانت عند الشيخ محمد السماوي ، ثمَّ انتقل
إلى خزانة مكتبة آية الله العظمى الحكيم قدسسره ، وجعل رمز النسخة ( ـ ح ـ ).
٣ ـ نسخة كاملة
، بخط النسخ ، كاتبها ابن المعلم محمد بن علي بن محمود الباب دشتي الأصفهاني ، فرغ
من تحريرها يوم الثالث من صفر سنة (٩٥٩) والنسخة لمكتبة كلية الإلهيات في مشهد
برقم ٧٥ ، وأشير إلى النسخ الثلاث في مقدمة
العلامة المدير شانجي حفظه الله.
وبالختام إني
أقدم شكري الجزيل لإدارة مجمع البحوث الإسلامية التابعة للروضة المقدسة الرضوية عليهالسلام على توفيقها لنشر هذا الأثر القيم إلى الملإ الثقافي
فجزاهم الله خير الجزاء.
والحمد لله
الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله ونستغفره مما وقع من خلل
وحصل من زلل ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، وزلات أقدامنا ،
وعثرات أقلامنا ، فهو الهادي إلى الرشاد ، والموفق للصواب والسداد والسّلام على من
اتبع الهدى.
١ ـ رجب ـ ١٤١٠ قم المشرفة
ص ب ٧٥٣ ـ ٣٧١٨٥
|
السيد
مهدي الرجائي
|








|