الجزء
الثالث من كتاب الجامع لمفردات الادوية والاغذية
تأليف
الشيخ الفاضل ضياء الدين أبي محمد عبد الله
ابن
احمد الاندلسي المالقي العشاب
المعروف
بابن البيطار تغمده الله
برحمته
واسكنه فسيح
جنته
م
بِسْمِ
اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ
حرف السين
ساذج
: ديسقوريدوس : ما لا يتزن وهو الساذج ، وقال إن قوما يتوهمون أنه
ورق الناردين أندى ويغلطون من تشابه الرائحة ، وقد توجد أشياء كثيرة تشبه رائحتها رائحة
الناردين من الفوة والأسارون والوج والدواء الذي يسمى نغرس وهو الأرشا ، وليس هو كما
ظنوا بل هو جنس آخر ينبت في أماكن من بلاد الهند فيها حمأة وهو ورق يظهر على وجه
الماء في تلك المواضع بمنزلة عدس الماء وليس له أصل وإذا جمعوه من على المكان
يشكونه في خيط كتان ويجففونه ونونه. ويقال أن الماء إذا جف في الصيف تحرق الأرض
هناك بحطب ويوقد في ذلك الموضع وإن لم يفعل به ذلك لم ينبت الورق. وأجوده ما كان
منه حديثا لونه إلى البياض ما هو وإلى السد لا يتفتت صحيح ساطع الرائحة دائما طيب
الرائحة فيه شيء من رائحة الناردين ليس بمالح ولا مرخ وأما المسترخي منه المتفتت
الذي رائحته رائحة الشيء المتكرّج فإنه رديء. جالينوس : في وقوّة هذه شبيهة بقوّة
سنبل الطيب. ديسقوريدوس : وقوّته شبيهة بقوّة الناردين غير أن الناردين أشد فعلا
منه ، وأما الساذج فإنه أدر للبول منه وأجود للمعدة وهو صالح لأورام العين مرّة
إذا غلي بشراب ولطخ بعد السحق على العين وقد يوضع تحت اللسان لطيب النكهة ومع
الثياب ليحفظها من التآكل وتطيب رائحتها. الرازي في جامعه : هو حار في الدرجة
الثانية يابس في الثالثة. وقال في المنصوري إنه نافع للخفقان والبخر.
ساج
: الشريف : هو شجندي وليس في الشجر ما هو
أكبر منه خشبه أسود وصلب يسمو في الهواء كثيرا وفروعه تستمتد وله ورق كثير وفيما
يحكى أن الشجرة منه تظلل خلقا كثيرا وخشبه لا يتغير مع أم وهو بارد يابس إذا أحرق وطفئ في ماء
ومامينا وسحق ونخل واكتحل به قوى الحدقة ولين ورم الأجفان ، وإذا حك خشبه على حجر
وخلط بماء بارد ولطخ على
_________________
الصداع الحار أذهبه
وكذا يفعل في الأورام الصفراوية والدموية ، ويحللها لا سيما إذا خلط بأحد المياه
الباردة ويصنع من ثمره دهن يعرف بدهن الساج تغش به نوافج المسك فيغوص فيه غوصا لا
يتبين ويزيد في وزنه. الرازي في الحاوي : إن نشارة خشب الساج تخرج الدود من البطن
بقوّة إذا هي استعملت شربا.
ساذروان
: ابن واقد معناه بالفارسية سواد العصارة
وهو شيء أسود يصبغ به العود بعمان وهو يدخل في الطيوب والغوالي ولا رائحة له.
التميمي في المرشد : هو شيء شبيه بالصمغ أسود اللون مثل حصى السبج يتكوّن في
التجويفات الكائنة في أصول أشجار الجوز الكبار العتيقة التي قدمت وتخوّخت أصولها ،
فإذا قطعت الشجرة وجد الساذروان في داخل تلك التجويفات والنخر والجيد منه إذا
كسرته كان له بصيص فإذا أنقعته في الماء الحار انحل ويؤدّي لونه محلولا إلى الشقرة
وقد يشبه كسره كسر الأقاقيا صافيا بصاصا وفي طعمه يسير مرارة وإذا سحق منه وزن
درهم وشرب بماء لسان الحمل قطع نفث الدم وحبس الطبيعة وقطع الإسهال لأن فيه قبضا ويغش
به وقد يدخل في السفوفات الحابسة للدم وفي كثير من الأضمدة القابضة الممسكة
القاطعة لانبعاث الدم من الأعضاء ، وإذا عملت منه المرأة في فرزجة بعد عجنه بالخل
قطع النزف وقوى عروق الرحم وأوردتها وقد يفعل مثل ذلك إذا سقي بعصير لسان الحمل وإذا
حقنت الرحم به أيضا فعل ذلك ، وقد يحل في ماء ورق الآس الأخضر منه وزن مثقالين ، ويسكب
عليه من دهن الآس وزن ثلاثة دراهم أو أربعة وتغلف به المرأة شعرها إذا كان يتساقط
ويسقى أصول الشعر به محلولا بماء الآس فيقوي بها أصول الشعر ويمنعه من السقوط والانتثار.
ابن ماسويه : هو دواء هندي بارد يابس في الدرجة الثانية قباض. الرازي في الحاوي : ينفع
من ورم الخصي والذكر إذا طلي عليها بخل خمر. بديغورس : خاصيته تقوية الشعر.
سالابيدرا
: وهي السحلية. ديسقوريدوس في الثانية : هو
صنف من أصناف ضورا بطيء الحركة مختلف اللون وباطل ما قيل فيه أنه إذا أدخل النار
لم يحترق وله قوّة معفنة مقرحة مسخنة وقد يقع في أخلاط المراهم الأكالة والمراهم
الملائمة للجرب المتقرح كمثل ما تقع الذراريح ويخزن كما تخزن الذراريح ويحلق زيته
الشعر إذا طبخ فيه حتى يتهرّى بالزيت وقد تخرج أمعاؤه وتقطع رأسه ويداه ورجلاه ، ويخزن
في العسل أو دهن ويستعمل لجميع ما ذكر ، وقال في المقالة الثانية وهي في مداواة
الأدوية القتالة : الذين يسقون أو يطعمون هذا الحيوان يعرض لهم ورم في ألسنتهم وتذهل
عقولهم ويعرض لهم خدر يسير واسترخاء ، ويحدث في أبدانهم بقع ألوانها لون الباذنجان
وهذه المواضع إذا لم يتدارك السم بما يدفعه عفنت وسقطت من بدن الإنسان ، وينبغي أن
يتدبروا بالتدبير الذي يدبر به من سقي الذراريح ويخص هؤلاء بأن يهيأ لهم لعوق من
الراتينج والعسل أو من الناردد وهي اللعبة والعسل أو يسقون طبيخ الكمافيطوس ويطعمون
القريض بعد أن يطبخ الكمافيطوس أو يطعمون ورق السوسن مطبوخا بزيت وقد ينتفعون بأكل
بيض السلحفاة البرية والبحرية مسلوقا في ماء ، وينفعهم أيضا مرق الضفادع إذا طبخت
في ماء وألقي عليها أصل الحشيشة التي يقال لها أرتجي وهي القرصعنة.
سام
أبرص : هو الوزغ. ديسقوريدوس في الثانية : صورا
رأسه إذا دق دقا ناعما ويوضع على العضو انتزع منه السلاء وغيره مما غاص في اللحم
وقلع الثآليل التي
تسمى باليونانية النملية والبثور والصنف الثاني من الثآليل التي يقال لها أيلون وكبد
صورا إذا وضع على المواضع المأكولة من الأسنان سكن وجعها ، وإذا شق صورا ووضع على
لسعة العقرب خفف الوجع ، ابن سينا : بوله ودمه عجيب في فتق الصبيان وقد يجعل في
بوله أو دمه شيء من المسك ويجعل في إحليل الصبي فيكون بليغ النفع في الفتق.
سابقه
: هي كزبرة البئر وفي بعض التراجم وهي
البرشاوشان وقد ذكرت في حرف الباء.
سابيزج
: وسايبرك وهو اللفاح لفاح اليبروح وسيأتي
ذكره مع اليبروح في حرف الياء.
سبستان
: هي المخيطا ومعنى سبستان بالفارسية
أطباء الكلبة. إسحاق بن عمران : المخيطا هو الدبق بالعربية وهو شجرة تعلو على
الأرض نحو القامة لها خشب لون قشرها إلى البياض وأغصان قشرها إلى الخضرة ولها ورق
مدوّر كبار ولها عنب وعناقيد طعمه حلو وعنبه في قدر الجلوز ثمر يصفر ثم يطيب وفي
داخله لزوجة بيضاء تتمطط وحبه كحب الزيتون يجمع ويجفف حتى يصير زبيبا وهو المستعمل
، وهو متوسط في مزاجه بين الحرارة والبرودة يسهل الطبائع للمحرورين نافع من السعال
المتولد من الحر واليبس ملين للصدر ويستخرج البلة القطاعة برطوبته نافع لحرقة
البول المتولدة من لذع الصفراء في الكلى والمثانة مخرج للحيات من الأمعاء وإنما
فعل ذلك لتشبثه بالعذوبة التي فيه. مسيح : غذاؤه قليل. الطبري : شبيه بالعناب في
القوّة وفيه قبض. ابن سينا : يسكن العطش. غيره : وربما خرج عليه صمغ يلين الحلق والبطن
تليينا بليغا. التجربتين : يقع في الأدوية المسهلة لتجويد فعلها وينفع من الحميات
الحارة السبب وهي الدموية والصفراوية والتي من البلغم المالح.
سبج
: هو حجر يؤتى به من الهند وهو أسود شديد
السواد برّاق شديد البريق رخو ينكسر سريعا ، وهو بارد يابس نافع في الأكحال إذا
وقع للعيون يمسك البصر ويقوّيه إذا اتخذ مرآة نفع من ضعف البصر الحادث عن علة
الكبر وعن علة حادثة وأزال الخيالات وبدوّ نزول الماء. الشريف : من لبس منه خرزة
أو تختم به دفع عنه عين العائن.
سبع
الأرض : هو كزبرة البئر.
سبع
الكتان : سمي بذلك لأنه إذا كثر على الكتان أهلكه
وهو النبت المعروف اليوم وقبله عند أطباء بلاد الأندلس والمغرب وأفريقية ومصر
بالكشوث ، وتسميه عامة الأندلس بقريعة الكتان وأهل مصر يسمونه أيضا بحامول الكتان
وهو خلاف الكشوث الذي يأتي من العراق وكشوث العراق هو الأحق بهذا الإسم والأخص به
من حامول الكتان وسبع الكتان كما قدمنا وسيأتي ذكر الكشوث في حرف الكاف.
سبع
الشعرا : قيل هو الأفتيمون.
سجلاط
: بالجيم هو الياسمين وسيأتي ذكره في حرف
الياء.
سجا
: أبو حنيفة : أخبرني بعض الأعراب أنه
ينبت نبات الفجل في ورقه وهو خشن يعلق بباطن ألسنة الغنم ويتداوى به من المغص وله
نورة حمراء كأنها جلنارة وقد قارب وصف الشنجار إلا أنه سماه السجا.
سخبر
: الرازي : قال ابن ماسة : السخبر حار
يابس يقوّي المعدة الرطبة ويفتح سدد الكبد بمرارته ويهضم الطعام وخاصته تقطيع
البلغم اللزج الغليظ من المعدة ، ويفتح السدد.
وقال الرازي في دفع مضارّ الأغذية : السخبر
مسخن طارد للرياح جيد لأصحاب الصرع ، ولا يصلح للمحرورين وينبه ويجلب الحمى سريعا.
سدر
ونبق : أبو حنيفة : السدر لونان فمنه غبريّ ومنه
ضال ، وأما الغبري فما لا شوك له إلا ما يطير فأما الضال فهو ذو شوك والسدر ورقه
عريضة
مدوّرة في غبريه وضاله
وشوكة الضال حجناء حديدة ، وربما كانت السدرة محلا لا دوحة والدوحة العريضة
الواسعة وللسدر برمة ونبق. غيره : ما ينبت من السدر في البر فهو الضال وما ينبت
على الأنهار فهو الغبري ، ونبق الضال صغار وتسميه بعض العرب الدوم وشجره دان من
الأرض ، وأجود نبق يوجد بأرض العرب نبق يهجر في بقعة واحدة بحمى للسلطان وهو أشدّ
نبق يعلم حلاوة وأطيب رائحة يفوح فم آكله ، وللسدر خشب قضيف خفيف وليس له صمغ. ابن
ماسويه : النبق بارد يابس في وسط الدرجة الأولى واليبس فيه أقل من يبس الزعرور ، وهو
نافع للمعدة عاقل للطبيعة ولا سيما إذا كان يابسا وأكله قبل الطعام أحمد. إسحاق بن
عمران : لأنه يشهي الأكل وهو مثل الزعرور في البرد وأفرط منه في اليبس. غيره : وهذه
الأشياء الباردة المفرطة اليبس إذا صادفت رطوبة في المعدة والمعي عصرتها فأطلقت
البطن كفعل الهليلج الذي يفعل بالبرد والعفوصة. الطبري : النبق فيه اختلاف في رطبه
ويابسه وعذبه وحامضه وغضه ونضجيه فيابسه فيه قوّة قابضة تحبس البطن ، والرطب الغض
أيضا بتلك المنزلة والنضيج منه العذب أقل قبضا وهو سريع الإنحدار عن المعدة ، مسيح
: الغض منه يدبغ المعدة ، والغذاء المتولد منه يسير والخلط المتولد منه غليظ وينفع
من الإسهال الذريع.
البصري : النبق بطيء الإنهضام وليس
برديء الكيموس. ابن سراينون : ماء النبق الحلو يسهل المرة الصفراء المجتمعة في
المعدة والأمعاء ويقمع أيضا الحرارة والشربة منه ما بين ثلث رطل إلى نصف رطل مع
سكر.
سذاب
: هو الفيجن. الفلاحة : منه بري وبستاني
فالبستاني يفرّع فروعا تطلع من ساق له قصيرة تتشعب عليه شعب مثل الأغصان ، ويحمل
في أطراف أغصانه رؤوسا تتفتح عن ورد صغار الورق أصفر وإذا انتشر سقط منه الحب ، وأما
البري ، فهو أصغر ورقا من البستاني وزهره مثل زهر البستاني. جالينوس في ٨ : أما
السذاب البري فهو في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء التي تسخن وتجفف وأما السذاب
البستاني فهو في الدرجة الثالثة وليس هو حاد حريفا عند من يذوقه فقط بل هو مع ذلك
مر فهو بهذا السبب يقطع ويحلل الأخلاط الغليظة اللزجة ولمكان هذه القوّة صار
يستفرغ ويخرج ما في البدن بالبول وهو مع هذا لطيف ، ويحل ويذهب النفخ فهو بهذا
السبب من أنفع شيء للنفخ والرياح مانع لشدة شهوة الجماع يحلل ويجفف تجفيفا شديدا ،
ديسقوريدوس في الثالثة : بتغال وهو السذاب ، أما الذي ليس ببستاني منه فإنه أحدّ
من البستاني وأشدّ حرافة وليس بصالح للطعام ، وأما البستاني فالذي ينبت منه عند
شجرة التين أوفق للطعام وكلاهما مسخنان محرقان مقرحان مدران للبول والطمث إذا أكل
أحدهما أو شرب عقل البطن فإذا شرب من بزر أحدهما مقدار أكسوثافن بشراب كان دواء
نافعا للأدوية القتالة وإذا تقدم في أكل الورق وحده أو مع جوز وتين يابس أبطل فعل
السموم القاتلة ووافق ضرر الهوام إذا استعمل على ما وصفنا ، وإذا أكل السذاب أو
شرب قطع المني وإذا طبخ مع الشبث اليابس وشرب سكن المغص ، وإذا استعمل على ما
وصفنا كان نافعا لوجع الجنب ولوجع الصدر وعسر النفس والسعال والورم الحار العارض
في الرئة وعرق النسا ووجع المفاصل والنافض ، وإذا طبخ بالزيت واحتقن به كان صالحا
لنفخ المعي الذي يقال له قولون ونفخ الرحم ونفخ المعي المستقيم ، وإذا سحق وعجن
بالعس ولطخ على فرج المرأة إلى المقعدة نفع من
وجع الرحم الذي يعرض
منه الإختناق وإذا أغلي بالزيت وشرب نفع وأخرج الدود وقد يعجن بالعسل ويتضمد به
لوجع المفاصل ويضمد به مع التين للحبن اللحمي
وإذا طبخ بالشراب إلى أن يصير على النصف وشرب نفع أيضا من هذا الصنف من الحبن فإذا
أكل مملوحا أو غير مملوح أحد البصر ، وإذا تضمد به مع السويق سكن ضربان العين وإذا
استعمل بالخل ودهن الورد نفع من الصداع وإذا صير في الأنف مسحوقا قطع الرعاف ، وإذا
تضمد به مع ورق الغار نفع من الورم الحار العارض في الأنثيين ، وإذا استعمل
بالقيروطي المتحد بدهن الآس نفع من البثر ، وإذا اغتسل به مع النطرون للبهق الأبيض
شفاه ، وإذا تضمد بما وصفنا قلع التواء الصلب الذي يقال له تومس والثآليل التي
يقال لها مرميقيا وإذا وضع على القوابي مع الشب والعسل نفع منها وعصارته إذا سخنت في قشر
رمان وقطرت في الآذان كانت صالحة لوجعها وإذا خلطت بعصارة الرازيانج والعسل واكتحل
بها نفعت من ضعف البصر ، وإذا استعملت مع الخل وإسفيذاج الرصاص ودهن الورد وتلطخ بها
نفعت من الجمرة والنملة وقروح الرأس الرطبة ، وإذا مضغ السذاب بعد أكل البصل والثوم
قطع رائحتهما ، وإذا أكثر من الذي ليس ببستاني منه قتل آكله وإذا جمع إنسان البري
منه بعد ظهور زهره ليصلحه حمي وجهه وورم اليدين ورما شديدا مع حكة ، وينبغي لمن
أراد أن يجمعه أن يتقدم في جمعه بدهن الوجه واليدين ثم يجمعه ، وزعم قوم أن عصارته
إذا رشت على الدجاج منعت النموس أن تأكلها ، وزعم قوم أن السذاب النابت بالبلاد
التي يقال لها ماقدونيا عند النهر الذي يقال له القيمس إذا أكل قتل آكله من الموضع
الذي ينبت فيه جبل ملآن أفاعي ، وبزره إذا شرب كان صالحا للأوجاع الباطنية ، وقد
يقع في أخلاط الأدوية المعجونة وينتفع به.
الطبري : إذا دق بزره وشرب منه وزن درهم
أو درهمين بالعسل أو بالسكنجبين فإنه نافع من الفواق الذي يكون من البلة والبرودة
في رأس المعدة. ابن سينا : وهو يشهي ويمري ويقوي المعدة وينفع من الطحال والنافض
أكله والتمريخ بدهنه. ابن سينا : ينفع من الفالج والرعشة والتشنج ، إذا شرب منه كل
يوم وزن درهم مجرّب ، وإذا شرب من ماء طبيخه قدر سكرجة مع أوقيتين عسلا نفع من
الفواق مجرب. الرازي : أطرد البقول كلها للريح وأنفعها للأمعاء السفلى ولمن يعتريه
القولنج غير أن ذلك ليس بجيد للمعدة وهو رديء لمن يسرع إليه الصداع جدا. التجربتين
: يشرب منه أعني من البستاني للأوجاع نحو من ثلاثة دراهم للكبار وللصبيان من قيراط
إلى نحوه وإذا طلي بماء ورقه داخل مناخر الصبيان نفعهم من الصرع الذي يعتريهم
كثيرا المعروف بأم الصبيان وإذا تضمد به للتهيج المتولد عن رياح نافخة أو بلغم
رقيق حلله حيثما كان ، وإذا شرب أو تضمد به نفع من لسعة العقرب والحيات والرتيلا وعضة
الكلب الكلب ، وبالجملة هو حافظ من السموم إذا خالط ماؤه الإكحال أحدّ البصر وجفف
الماء النازل في العين ، دوقس : السذاب يمنع الحبل. الغافقي : يحلل الخنازير وينفع
من عرق النسا إذا شرب من بزره من درهم إلى درهمين وإذا أكثر من أكله بلد الفكر وأعمى
القلب وكذا تفعل سائر الأشياء التي لها رائحة كريهة وذلك أن كل كريه الرائحة هو
مضادّ للروح النفساني وأكله باعتدال يحدّ البصر والإكثار منه يظلمه وقد يصرع ويولد
شقيقة وهو نافع من الصرع جدا ، والسذاب إذا شرب نفع من القولنج الريحي
_________________
وإذا طبخ في الزيت وكمدت
به المثانة نفع من عسر البول. إسحاق بن عمران : وإذا سحق القشر من السذاب الجبلي
سحقا ناعما وطلي منه على موضع داء الثعلب أزاله فإن كان داء الثعلب عتيقا فبعصارة
السذاب الجبلي وأصله يخلط معه الشمع ويجعل على الموضع ولا يعالج بغيره فإنه ينبت
الشعر.
سرخس
: يعرف في زماننا هذا بجبلي لبنان وبيروت
بالشرد بضم الشين المعجمة والراء بعدها دال ، ديسقوريدوس في آخر الرابعة : بطارس ومن
الناس من سماه فلحون هو نبات ليس له ساق ولا زهر ولا ثمر وله ورق نابت في قضيب
طوله نحو من ذراع والورق مشرف منتشر كأنه جناح وله رائحة فيها شيء من تين وله أصل
في وجه الأرض أسود إلى الطول تتشعب منه شعب كثيرة في طعمها قبض وينبت هذا النبات
في مواضع جبلية وأماكن صخرية ، جالينوس في ٨ : أنفع ما في هذا النبات أصله خاصة
وذلك أنه يقتل حب القرع إذا شرب منه وزن أربعة مثاقيل بماء العسل وعلى هذا النحو
أيضا يقتل الأجنة الأحياء ويخرج الأجنة الموتى وليس ذلك منه بعجب إذا كان مرا وكان
فيه مع ذلك شيء من القبض ، وبسبب هذا إذا هو وضع على الجراحات جففها تجفيفا شديدا
لا لذع معه.
ديسقوريدوس : وإذا شرب من أصله مقدار
أربع درخميات مع الشراب المسمى ماء الفراطن أخرج الدود المسمى حب القرع وإن سقي
منه أحد أو بولوقيتمر مع سقسمونيا أو مع خربق أسود كان أجود ، وينبغي لمن أراد
شربه أن يتقدّم بأكل الثوم. وأما السرخس الأنثى فهو نبات له ورق شبيه بورق بطارس وهو
السرخس الذكر غير أن ليس له قضيب واحد فقط مثل مالبطارس ، ولكن شعب كثيرة وورقه
أكثر إرتفاعا وله عروق طوال آخذة بجوانب كثيرة في لونها حمرة مع سواد ومنها ما يكون
أحمر لونه إلى الدم. جالينوس : قوّته مثل قوّة الآخر بعينها ، ديسقوريدوس : وهذه
العروق أيضا إذا خلطت مع العسل وعمل منها لعوق واستعمل أخرج الدود المسمى حب القرع
، وإذا شرب منه مقدار ثلاث درخميات مع الشراب أخرجت الدود الطوال وإذا أعطي منه
النساء قطعت عنهن الحبل وإن أخذت منها الحلبى أسقطت وقد يجفف ويسحق ويذر على
القروح الرطبة العسرة البرء ويبرئ أعراف الحمير ، وورق هذا النبات في أوّل ما ينبت
قد يطبخ ويؤكل فيلين البطن. مسيح : السرخس حار يابس في الدرجة الثانية جلاء مفتح
للسدد. كتاب التجربة : صحت التجربة عندي في أغصانه الرخصة أوّل خروجها من الأصل
إذا أكلها من وقع في عينيه تبن أو شيء من الواقعات ألقاه [ من ] العين في الحين وصحت
التجربة أيضا عندنا وكذا ببلاد الشام في إخراج الفضول ١ حيث كانت في البدن ضمادا.
الشريف : إذا سحق أصله وشرب منه وزن مثقال في ثلاث بيضات مسخنة بنميرشت ثلاثة أيام
متوالية نفع من رض اللحم والهتك عن ضربة أو سقطة. عبد اللّه بن صالح : السرخس الذكر
يسمى بالبربرية أقوسق ٢ وجرب في هذا الصنف أن رجلا كان قد أقعد من وجع الوركين والمائدة
فدل عليه فأخذت أصوله غضة وغسلت من التراب ثم قطعت قطعا صغارا ودق دقا ناعما وطرح
منها نحو ٦
أرطال في نحو ١٢ رطلا من العسل فصار العسل
كالماء فلم يزل يشربه كما هو في أيام فلم يتمه حتى برىء برءا تاما.
وجرب منه أيضا أن ورقه إذا دقت يابسة وعجنت
بالحناء وحمل على رأس من في عينيه إمارات الماء كان ذلك برأه. البكري : لا يقرب
البرغوث موضعا فرش فيه ورقه.
سرو
: جالينوس في الثامنة : ورق هذا النبات وقضبانه
وجوزه ما دامت طرية
_________________
لينة تذبل الجراحات
الكبار الحادثة في الأجسام الصلبة وهذا مما يدل على أن قوّتها جميعا قوّة مجففة
ليست معها حدة ولا حرافة ظاهرة ، وطعمها يشهد على ذلك وذلك أنه يوجد في طعم جملة
هذه الشجرة حدة وحرافة يسيرة ومرارة كثيرة جدا وعفوصة وهي أيضا أشد وأقوى كثيرا من
المرارة وإنما فيها من المرارة والحدة مقدار ما يتذرق ويوصل القبض في عمق البدن من
غير أن يحدث هو في البدن حرارة أصلا ولا لذعا. ولذلك صارت هذه الشجرة تفني ما كان
محتقنا في العمق في العلل المرهلة المتعفنة وتذهبه إذهابا يجمع البعد عن الأذى والأمن
في العافية معا ، وذلك أن الأدوية التي تسخن وتجفف وإن كانت تفني الرطوبات
المحتقنة في العمق فإنها مع هذا تجذب إلى المواضع بحدتها وبحرارتها رطوبات أخر وبهذا
السبب صار السرو ينفع أصحاب الفتق ، لأنه يجففه ويكسب الأعضاء التي قد استرخت بسبب
الرطوبة قوة وذلك لأن قبضه يصل إلى عمق تلك الأعضاء من طريق أن الذي يخالطه من
الحرارة يتذرق ذلك القبض ويؤدّيه لأن مقدار حرارة السرو مقدار يمكنه التذرقة والإيصال
ولم يبلغ بعد إلى حد ما يلذع ، وقد يستعمل السرو قوم في مداواة الجمرة والنملة بعد
أن يخلطوه مع دقيق الشعير ، وذلك من طريق أنه يفني الرطوبة الفاعلة لهذه العلة من
غير أن يسخن وقوم آخر يستعملونه أيضا في مداواة الجمرة فيخلطونه إما مع الشعير والماء
أو مع خل ممزوج مزاجا مكسورا بالماء ، وعلك السرو في طعمه حدّة وحرافة ويستعمل
فيما يستعمل سائر العلوك. ديسقوريدوس في ١ : يقبض ويبرد وإذا شرب ورقه مسحوقا
بطلاء وشيء يسير من المرّ نفع المثانة التي تنصب إليها الفضول ومن عسر البول ، وجوز
السرو إذا دق وهو رطب وشرب بخمر نفع نفث الدم وقرحة الأمعاء والبطن التي يسيل
إليها الفضول وعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب والسعال ، وطبيخ جوز السرو
أيضا يفعل ما يفعله جوز السرو وإذا دق جوز السرو طريا وخلط بتين لين الصلابة وأراقولونس
وهو لحم ينبت في الأنف من باطنه وإذا طبخ بالخل ودق وخلط بالترمس قلع الآثار البيض
العارضة للأظفار ، وإذا تضمد به أضمر الأدرة من الفتق ، وورق السرو يفعل ما يفعله
جوز السرو وقد يظن أنه يطرد البق إذا دخن بأغصانه والورق ، وورق السرو إذا كان مسحوقا
وتضمد به ألزق الجراحات وقد يقطع الدم وإذا دق وخلط بالخل سوّد الشعر ، وقد يتضمد
به وحده وبالسويق للجمرة والنملة والجمر والأورام الحارة العارضة للعين ، وإذا خلط
بموم وزيت عذب ووضع على المعدة قواها. ابن سينا : طبيخه بالخل نافع لوجع الأسنان ورماده
إذا ذرّ على حرق النار وعلى سائر القروح الرطبة نفعها.
سرقسانة
: الغافقي : هو نبات يشبه الصعتر له ورق
دقاق يشبه ورق القيصوم ولونها أخضر إلى الغبرة وله سويقة دقيقة أدق من الثيل مدوّر
يعلو نحو شبر وأقل وأعلاها ثلاث شعب أو أربعة مملوءة من غلف في هيئة غلف الحرف
داخلها زر دقيق جدا شبيه بالسمسم في شكله ، إلا أنه أصغر بكثير ونباته الجبال
الصخرية وبالأرض الغليظة الخشنة وخاصيته أنه يسهل إسهالا قويا ويجلب البلغم والماء
الأصفر.
سرغنت
: وسرغند أيضا ويقال إسرغنت وهو إسم بربري
للنبات المعروف ببخور البربر. الغافقي : هو نبات له خيطان كثيرة يخرج من أصل واحد
في غلظ الإبر وتفرش على وجه الأرض عليها ورق دقيق جدا مدور فيما بين الورق زهر
أبيض دقيق جدا وله أصل غائر في الأرض في غلظ الإبهام
أو نحوه في هيئة
الخرزة أصهب اللون طيب الرائحة ، وإذا قلع وجفف انفتل كانفتال الثوب المعصور وأكثر
نباته في الرمل وأصله هو المستعمل وهو عسر ما يندق لرطوبة فيه وقوّته مسخنة
باعتدال ، وخاصته أن يدرّ البول ويطيب رائحة العرق ويقوّي الأعضاء الباطنة إذا شرب
طبيخه ويزيد في الباه ، ويخصب البدن إذا أخذ منه وزن درهمين في كل يوم في نبيذ أو
في حسو وإذا استنشق دخانه قوى الدماغ ونفع من الزكام.
سرطان
نهري : جالينوس في الحادية عشرة : أما سرطانات
النهر فرمادها يجفف كما يجفف رماد هذه الأشياء التي ذكرناها وفي خصوصيته أن جملة
جوهره ينفع نفعا عجيبا من نهشة الكلب الكلب إذا استعمل وحده وإذا استعمل مع
الجنطيان والكندر وينبغي أن يؤخذ من الكندر جزء ومن الجنطيان خمسة ومن رماد
السرطانات ١٥
جزءا. وقد استعملنا نحن هذه السرطانات في بعض الأوقات
وهي محرقة بضروب من الحرق مختلفة ولكن أكثر ما نحرقها على ما كان يحرقها أسحريون المجرب
الذي كان جرب الأدوية تجربة جليلة عظيمة ، وكان شيخا من مشايخ مدينتنا ومعلما من
معلمينا. وكان إذا أراد أن يحرق هذه السرطانات إتخذ قدرا من نحاس أحمر فوضع فيه
هذه السرطانات أحياء وأحرقها حتى تصير رمادا فيسهل بذلك سحقها. وكان أسحريون هذا
يتخذ هذا الدواء فيكون عنده معدّا في منزله أبدا وكان يحرق السرطانات في الصيف من
بعد طلوع الشعرى العبور إذا كانت الشمس في الأسد والقمر قد مضت له ١٨ ليلة
وكان يسقى من هذا من نهشه كلب كلب حتى يمضي له ٤٥ يوما
، والشربة منه كان يجعلها مقدار ملعقة كبيرة ويذرّها على الماء ويسقى المنهوش فإن لم
يتهيأ له أن يتولى علاج المنهوش منذ أوّل أمره لكن بعد ما يمضي له أيام كان ينثر
من هذا الدواء على الماء مقدار ملعقتين ويسقيه وكان يضع على موضع النهشة من خارج
المرهم المتخذ بالزيت المسمى باليونانية بروطيا وهو الذي نقع فيه الجاوشير والخل ومقدار
ما نفع فيه من الزيت رطل ومن الخل قسط بالقسط المنسوب إلى إيطاليا ويجعل الخل
نقيعا جدا ومن الجاوشير ثلاث أواق وإنما ذكرت هذا في هذا الكتاب ، وليس هو مما
يدخل في هذا الكتاب لثقتي بهذا الدواء ، وعلمي بأنه لم يمت من نهشة الكلب أحد ممن
استعمله على هذه الصفة التي ذكرت. ديسقوريدوس : في ب : ما كان منها نهريا فإنها
إذا أحرقت وأخذت من رمادها ثلاثة مثاقيل مع مثقال ونصف من جنطيانا وشرب بشراب
ثلاثة أيام نفع منفعة بينة من عضة الكلب الكلب ، وإذا خلط بعسل مطبوخ نفع من شقاق
الرجلين والمقعدة والشقاق العارض من البرد ، والسرطانات إذا دقت نيئة وسحقت وشربت
بلبن الأتن نفعت من نهش الهوام والرتيلا ولسعة العقرب ، وإذا طبخت وأكلت بمرقها
نفعت من به قرحة في رئته ، ومن شرب شيئا من الأرنب البحري ، وإذا دقت مع الباذروج
وسحقت وقربت من العقرب قتلتها ، والسرطانات البحرية تفعل مثل ذلك إلا أنها أضعف.
الشريف : إن شرب منه شيء بشراب أبيض نفع من عسر البول وفتت الحصاة وأنضجها ، وإذا
طبخت مع رازيانج وكرفس وصفي الماء وشرب منه مقدار ثلاث أواق أدرّ البول والطمث ، وإذا
سحق نيئا وغسل بماء ثم صفي وتغرغر به مقدار سكرجة نفع من الخوانيق ووجع اللوزتين وسكن
الوجع مكانه وحيا.
وإن علقت عين السرطان على من به حمى غب
شفاه ذلك. البصري : لحم
السرطانات النهرية ومرقتها
تنفع المسلولين وتزيد في الباه. غيره : ينفع أصحاب السل وخاصة إذا شق بطنه وغسل
برماد وملح وطبخ مع السعتر ، وإذا وضع على موضع نهش الحيات والأفاعي نفع ويحلل
الأورام الحاسية ورماده نافع في أدوية البهق والكلف ، وإذا بل بالخل ووضع على موضع
عضة الكلب الكلب نفع من ذلك ، وإذا شرب بلبن الأتن نفع من نفث المرة الصفراء من
الصدر. الطبري : إذا سحقت وطليت على لدغ العقرب نفعت. التجربتين : النهري منه إذا
طبخ بحشيش السعتر نفع من ابتداء السل المتولد عن يبس الصدر والرئة.
ابن سينا : عسر الهضم كثير الغذاء ويصلحه
الطبخ بالماش ويخرج الأزجة والشوك ضمادا.
ابن التلميذ : قد يؤخذ من رماده فينفع
المسلولين مع الطين المختوم والصمغ والكثيراء ورب السوس مجرب. خواص ابن زهر : إن
طبخ السرطان بالشبت وتغرغر به الملسوع شفاه وإن علقت أرجل السرطانات على شجرة
مثمرة سقط ثمرها من غير علة وإن أحرق وطلي به ثدي من بها سرطان نفعها وأبرأها.
سرطان
بهري : ابن سينا : إذا قيل سرطان بحري فليس
يعني به كل سرطان من البحر بل ضرب منه خاص حجري الأعضاء كلها. المجوسي : يجلو آثار
القروح من العين ويحد البصر ويجلو الأسنان إذا سحق واستنّ به. التميمي في كتابه
المرشد : هذا السرطان مستحجر بارد يابس في الدرجة الثالثة ويدخل في الأكحال محرقا
وغير محرق والمحرق أفضل وأقوى لفعله وفيه أيضا قبض وجلاء وتنشيف للرطوبات المنصبة
إلى طبقات العين وتقوية لطبقاتها وعضلاتها. أمين الدولة : يقوي أعصاب العين ويزيد
في جلائها وإذا أحرق بالنار ازداد لطافة ويبوسة ، ويستعمل هذا السرطان في المركبات
المارستانية في الكحل العزيزي وفي أخلاط التوتيا الهندي. لي : يقال أنه يكون سرطان
في بحر بلاد الصين فإذا خرج من البحر ولقيه الهواء تصلب وتحجر مكانه ولذلك تجد
سرطانا مكمل الخلقة حجريا ولم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس في بسائطهما البتة ، وأما
الحيوان الذي سماه حنين في مفردات جالينوس بالسرطان البحري فليس هو بسرطان كما قال
، وإنما هي السمكة المسماة بالرومية سيبيا وسنذكره فيما بعد في آخر هذا الحرف ويعرف
في بعض سواحل بحر المغرب بالقناطة بالقاف المفتوحة والنون المشددة وتؤكل مشوية ومطبوخة
ويستعمل منها في الطب خزفتها التي في باطنها وهي الخزفة المعروفة عند الأطباء
بلسان البحر فافهمه.
سرشاد
: هو البنجنكست في بعض التراجم.
سرمق
وسرمج : وهو القطف وسيأتي ذكره في القاف.
سرما
: هو نبات يسمى باليونانية مريق عن
البطريق وسنذكره في الميم إن شاء اللّه تعالى.
سرة
الأرض : هو النبات المسمى باليونانية قوطوليدون
وقد ذكرته في حرف القاف ويسمى بأذن القسيس أيضا.
سراج
القطرب : التميمي في كتابه المرشد : هو اليبروح
الوقاد ويسمى شجرة الصنم وهذه الشجرة هي سيدة اليباريح السبعة وزعم هرمس إنها شجرة
سليمان بن داود التي كان منها تحت فص خاتمه وبها كان يصنع العجائب وكانت تنطاع له
بها أرواح المردة ، وزعم أيضا أن بهذه الشجرة كان يدبر ذو القرنين الملك الإسكندر
في مسيره إلى المغرب وإلى المشرق. قال هرمس : وهذه الشجرة مباركة من الأشجار نافعة
لكل داء يكون بابن آدم من جنة وخبل ووسواس وتنفع لكل داء من الأدواء الكبار التي
تعرض له في باطن جسمه كالفالج واللقوة والصرع وداء الجذام وفساد
العقل والتولة وكثرة
النسيان. وأصل هذه الشجرة الكائن في بطن الأرض في صورة صنم قائم ذي يدين ورجلين وله
جميع أعضاء الإنسان ، ومنبت قضيبها وورقها الظاهر فوق الأرض ومطلعه من وسط رأس ذلك
الصنم وورقها مثل ورق العليق سواء وهو أيضا يتعلق بما يقرب منه من الشجر ينفرش
عليه ويعلوه وله ثمرة أحمر لونها طيب ريحها ورائحتها كرائحة عسل اللبني ومنبتها
يكون في الجبال والكرومات. ويزعمون أن قلعها يستصعب على من يريده وذلك أنه يحتاج
في بدء الأمر أن يكون قد أحكم الإختبار لوقت قلعها وعرفه فلا يقصدها عازما على
قطعها حتى يكون المريخ مسعودا مستقيما في سيره وهو في أحد بيوته والأحب إليّ أن
يكون في بيته الأعلى وهو الحمل أو في بيت شرفه وهو الجدي ويشرق في ٢٤ درجة
منه ، أو في إحدى مثلثاته ، أو في حد من حدوده التي يكون فيها قويّ الفعل وليحذر طالبه
أن يقصده وهو هابط أو راجع أو متحيز للرجوع أو وهو في بيت وباله أو وهو محترق تحت جرم
الشمس وإن كان مشرقا مستقيما فهو أفضل وإن نظرت الزهرة أو المشتري إليه من شكل
محمود كان أسعد له.
وينبغي أن يراعى أمر القمر في وقت ما
يهم بقلعه بأن يكون مقارنا للمريخ أو معه في برجه فإذا أحكم ذلك فليعد إليه وإلى
شجرته يوم الثلاثاء عند طلوع الشمس ، وأما أصحاب الأعمال البرانية فيزعمون أنه لا
يمكن قلعه إلا أن ربط إذا خلخل ما حوله من التراب ولم يبق إلا على عروق رقاق في
عنق كلب قد جوّع يوما ثم يتباعد الرجل منه ويصيح بالكلب فإن الكلب إذا جذبه
متحاملا نحو صاحبه قلعه ، ويزعمون حينئذ أن الكلب يسقط ميتا فأما أنا فأرى ذلك
محالا وباطلا بل أرى قلعه وإنه لا بأس عليه ويلفها في خرقة بيضاء وليكن قلعه إياها
بفروعها وورقها وما فيها من الثمر فإن ثمرها أكثر منفعة من أصلها وهذه الشجرة تصلح
لأعمال كثيرة ليست مما تستعمل في الطب. فمن ذلك أنه إن أخذ إنسان قطعة من أعضاء
ذلك الصنم فسحقها مع شيء يسير من ثمرها وأنعم سحقها ودافها بدهن بان أو دهن الخلوق
المطيب أو في زئبق رصاصي ويمسح الرجل من ذلك الدهن إذا أراد لقاء الأكابر ولقاء ذي
سلطان فمسح منه عينيه وجبينه ووجهه وبدنه ثم لقي من أحب من السلاطين فيما أحب فإنه
يكون عنده وجيها وتكون منزلته عنده عالية وتقضى حوائجه ولا يرى منه إلا ما يجب وإن
أخذ من ثمرها الأبيض ما لم يتكامل بلوغه فدقه وسحقه بدهن ورد فارسي وأمر المرأة أن
تدهن به بطنها وظهرها إذا هي خافت من أن تسقط فإنها لا تسقط بإذن اللّه ويتم حملها
إلى وقت الولادة. قال هرمس : وإن أخذ كمة من زهره من قبل أن تنفتح فربطها في خرقة
كتان وشدها بخيط صوف معمول من ٧ ألوان ثم علقه على الطفل الذي يعرض له الصرع فإنه يذهب
عنه ولا يعود إليه ما دامت تلك معلقة عليه ومن أخذ كمة من زهرها مما قد انفتحت ودقها
وقلاها بزيت ثم صفى الزيت ودهن به بطن الحامل التي قد عسر عليها ولادتها فإنه يسهل
عليها الولادة وتلد من غير وجع ، ومن بخر بشيء من الأصل الذي هو الصنم منزله أو
المكان الذي يسكنه هربت منه الجن والشياطين من ساعته ولم تقربه سنينا كثيرة وإن
بخر بهذا الصنم إنسان به هذيان وفساد عقل ذهب عنه. قال هرمس : وهذا الصنم حرز عظيم
في المنفعة لمن يحمله متقلدا به أو كسر عضوا من أعضائه وخرز عليه جلد أديم ويعلقها
في عنقه أو في عضده فإنه حينئذ يأمن من كل آفة وعاهة ومن كل لص وسارق
ومن الغرق والحريق ومن
كل بلية ، وإن علق منه شيء على من يعتاده الصرع أبرأه وكان فعله في ذلك أبلغ من
عود الفاونيا ومنافع هذه الشجرة كثيرة وخاصة أصل هذه الشجرة وهو الصنم وثمرته
ينفعان من الأكلة الساعية والقروح المتخبثة. كتاب الخواص : من علق عليه أصل هذه
الشجرة أو شيء منها أطفأ غضب الرؤساء ومن علق عليه شيء منها فليكن في امتلاء
القمر. لي : وهو يقال على أدوية كثيرة منها الدواء الذي قدمنا ذكره وأيضا يقال على
الدواء المسمى باليونانية أواقينوس وهو المعروف بالحدقي وقد ذكرته في الألف التي
بعدها واو ، وزعم الرازي في الحاوي أنه النبات المسمى باليونانية لوسيماخيوس وقد
ذكرته في حرف اللام التي بعدها واو وقال في موضع آخر منه : هو الدواء المسمى
باليونانية لخبيس ، وقد ذكرته أيضا في حرف اللام التي بعدها خاء معجمة. وقال
الغافقي : زعم بعض المحدثين أنه نبات ينبت بين الكتان ويعلو عليه كثيرا وله فقاح
كالورد الأحمر وله أصل كالجوزة ويسمى بعجمية الأندلس بخيلة أي جويزه يأخذه حفار والكرم
ويأكلونه. وقال الشريف الإدريسي : سمي هذا الدواء سراج القطرب لأن القطرب هي
الدويبة التي تضيء بالليل كأنها شعلة نار وهذا النبات هو معروف ببلاد الشام ونباته
بها كثير مما يقرب من البحر ، وقشر عود هذا النبات إذا أظلم عليه الليل أضاء منه
باطنه ما دام رطبا حتى يخيل للناظر أنه نار وإذا جف هذا بطل فعله ، وإذا جعل في
خرقة مبلولة بالماء وترك فيها عادت إليه رطوبته فيسرج فإذا جف بطل ولا يعرف له في
الطب فضل ، ولقد اتفق لي من هذا الفن شيء أخبر به فإني حضرت قطع شجرة السرو واستخرجت
عروقه فأخذت منه عرقا وسرت به إلى منزلي ورميت به في زاوية البيت ونمت فلما كان من
الليل انتبهت من نومي ففتحت عيني فرأيت شيئا يتألق نورا فما شككت فيه أنه نور فقمت
لأرى ما هو فوجدته عرق شجرة السرو الذي جئت به من البستان فتفقدتها وجعلتها مني
ببال وكانت تضيء إلى أن جفت وبطل فعلها والذي يضيء منه مما يلي العود وهذا شيء
غريب مجرب.
سالي
: هو الساساليوس. ديسقوريدوس في الثالثة :
أما ما كان منه بالمكان الذي يقال له مصاليا فله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال
له ماراثون وهو الرازيانج إلا أنه أغلظ منه وساقه أخشن أغصانا وعليه إكليل شبيه
بإكليل الشبث فيه ثمر إلى الطول ما هو حريف يسرع إليه الثآليل وله أصل طويل طيب
الرائحة. جالينوس في ٨ : أصل هذا النبات أقوى ما فيه وأكثر من أصله بزره وقد
يبلغ من إسخانه أنه يدر البول إدرارا كثيرا وهو مع هذا لطيف حتى إنه يبلغ أنه ينفع
من يصرع ومن به نفس الإنتصاب. ديسقوريدوس : وقوة ثمره وأصله مسخنة وإذا شربا أبرآ
تقطير البول وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب وقد ينفعان من أوجاع الأرحام
التي يعرض معها الإختناق والمصروعين ويدران الطمث ويحدران الجنين وينفعان من
الأوجاع ويبرئان السعال المزمن أكثر من غيرهما والثمرة إذا شربت بشراب هضمت الطعام
وحللت المغص وهو نافع من الحمى التي يقال لها أسالس وقد يسقى بالفلفل والشراب
للبرد في الأسفار وقد يسقى منه المعز الإناث وسائر المواشي لكثرة نتاجها. وأما
الساساليوس الذي يقال له أنيوبيقون له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا
أنه أقصر منه مستطيل في مقدار النبات الذي يقال له بارقلوماثن وهو تمنش عظيم له
قضب طولها نحو من شبر ورؤوس شبيهة برؤوس
الشبت وزر أسود كثيف
مثل الحنطة وهو أشد حرافة وأطيب رائحة من الساساليوس الذي من مصاليا وهو لذيذ
الطعم وقوّته كقوة الذي من مصاليا فأما الذي يكون بالجزيرة التي يقال لها
مالوبويقس فله ورق شبيه بورق الفربيون إلا أنه أخشن منه وأغلظ وله ساق أكبر من ساق
ساساليوس الذي من مصاليا شبيه في شكله بالقنا وعليه إكليل واسع فيه ثمر أعرض وأكبر
شحما وأطيب رائحة من ثمر ساساليوس الذي من مصاليا وقوته شبيهة بقوته وينبت في
مواضع وعرة ومواضع مائية وعلى تلول وقد ينبت أيضا في المكان الذي يقال له أندي. وأما
طرديلن فإن من الناس من يسميه أيضا سسالي فريطيقون وتأويله ساليوس قريطيقي وقد
ينبت في الجبل الذي يقال له أماللتن الذي بالبلاد التي يقال لها قليقيا وهو عشب
يستعمل في وقود النار وله زر صغير مستدير يرى كأنه طنفيني طعمه إلى الحرافة فيه
عطرية ويشرب لعسر البول وإدرار البول وعصارة أصل هذا النبات وزره إذا كان طريا وشرب
منه مقدار ثلاث أو بولوسات بميبختج ١٥ يوما أبرأ من
وجع الكلى وأصل هذا النبات قوي وإذا عجن بالعسل ولعق منه أخرج الفضول التي في
الصدر.
الغافقي : يسهل الولادة ويذيب البلغم
الجامد ويفتح السدد وهو جيد للمعدة نافع للكليتين والمثانة ورياح الخاصرة والحالبين.
سطرونيون
: فسره حنين في الثامنة من مفردات جالينوس
بالكندس وهو بعيد عن الصواب وكذا كل من قال بقوله أيضا في هذا الدواء لأن الكندس
مشهور ولا يستعمل منه في الشراب المقدار المستعمل من سطرونيون ولا يغسل به الصوف أيضا
كما يغسل بسطرونيون الذي هو عند مشايخنا الثقات في هذه الصناعة من أهل الأندلس
منهم أبو العباس النباتي وعبد اللّه بن صالح الكتاني وابن حجاج الأشبيلي هو النبات
المعروف اليوم وقبله ببلاد الأندلس بالقوليله وعند البربر بالمغرب الأقصى والأوسط
أيضا يعرفونه بالتاغيفيث وباللوزن وتاغيغشت أيضا. وقد ينبت أيضا بظاهر الإسكندرية
والساكن بها من أهل المغرب يقتلعون أصوله ويدقونها ويغسلون بها الصوف فينقيه وهو
مشهور عندهم وليس بينه وبين الكندس شبه إلا في كون أصوله تحرك العطاس مثل الكندس ،
وسطرونيون هو نبات له ساق دقيقة منعقدة ولا أغصان له وله ورق متباعد في قدر
الإبهام ما بين الإستدارة والطول لها عرض وهي محددة الرأس لونها كلون ورق الكرنب وفي
طرفه شعب لطاف صغار عليها نفاخات بيض صنوبرية الشكل عليها زهر أبيض وله أصل طويل
أبيض في طعمه حرارة يسيرة مع شيء من طيب رائحة وأكثر ما ينبت بين الحنطة.
ديسقوريدوس في الثانية : وهذا الدواء يستعمله غسالو الصوف لتنقيته وهو معروف عندهم
وهذا أصله حريف يدر البول وإذا أخذ منه وزن فلنجارين بعسل نفع من أمراض الكبد وعسر
النفس الذي يحتاج فيه إلى الإنتصاب والسعال واليرقان ويسهل البطن ، وإذا شرب
بالجاوشير وأصل الكبر فتت الحصا وأخرجه مع البول وحلل ورم الطحال وإذا احتمل أدرّ
الطمث وقتل الجنين قتلا قويا ، وإذا تضمد به مع السويق والخل نفع الجرب المتقرح ،
وإذا طبخ بدقيق الشعير والشراب حلل الجراحات في ابتدائها وقد يقع في أخلاط
الشيافات المحدة للبصر وفي أخلاط المراهم ويحرك العطاس ، وإذا سحق وخلط بالعسل واستعط
به أحدر الفضول من الرأس إلى الفم. جالينوس في الثامنة : أكثر ما يستعمل من هذا
أصوله خاصة وطعم هذه
الأصول حادّ حريف وهو
حار يابس المزاج كأنه في الدرجة الرابعة من شأنه أن يجلو وأن يفتح ولذلك صار يحرك
العطاس بمنزلة الأشياء الأخرى الحارة المزاج. أبو العباس النباتي : والأندلسيون
يستعملونه في الفرزجات المنقية للنساء وهو بذلك معلوم عندهم.
ابن حجاج الأشبيلي : ينفع من وجع الضرس
إذا قطر من ماء أصله في الأنف نقطتان وهذا الأصل يغلى في الماء حتى تخرج قوته ويغسل
به الثياب من الصوف والكتان. قال هرمس القبطي : إذا أخذ من أصله وزن ربع درهم وخلط
معه ٢٥
حبة من كمون أسود ثم ديف بزيت أنفاق واستعط به صاحب
اللقوة فإنه يبرئه.
سطوني
: غلط من قال إنه الخلاف جدا. ديسقوريدوس
في ٤ : هو
نبات ثمره وورقه يقبضان ولذلك يحتقن بطبيخهما لقرحة الأمعاء وقد يقطر في الأذن
التي يسيل منها القيح وإذا تضمد بورقه نفع من اتساع ثقب حجاب العين الذي يقال له
العيني العارض من ضربة وهو الذي يقال له باليونانية سحنس وقطع نزف الدم. جالينوس
في ٨ : أنفع ما في هذا النبات ثمرته وورقه وقوتهما قوّة تقبض بلا لذع وهو يجفف
تجفيفا بينا كأنه في الدرجة الثالثة عند منتهاها ولذلك صار طبيخه يستعمل في الحقن لقروح
الأمعاء ويقطر في الأذن التي يسيل منها القيح ويلزق الجراحات العظيمة وأبين ما
يكون فعله في ذلك إذا استعمل مع الشراب الأسود القابض وذلك لأنه يجفف تجفيفا شديدا
كل رطوبة تجري على غير المجرى الطبيعي وورقه أيضا ما دام طريا إن هو سحق ووضع من
خارج حبس الدم بما فيه من هذه القوّة وإذا ضمدت به العين نفع من اتساع الحدقة وهو
الانتشار متى كان ذلك إنما يحدث عن ضربة.
سطراطيوطس
: منه نهري وهو قار في الماء. ديسقوريدوس
في الرابعة : سطراطيوطس النابت على الماء هو ورق يكون على الماء ويظهر على وجهه وليس
له أصل والورق شبيه النبات الذي يقال له حي العالم إلا أنه أكبر منه. جالينوس في ٨
: ما كان من هذا النبات منسوبا إلى الماء فيه قوّة رطبة باردة. ديسقوريدوس : وقوّته
مبرّدة وإذا شرب قطع نزف الدم العارض من الكلى ، وإذا تضمد به مع الخل منع الورم من
الخراجات ونفع من الحمرة والأورام البلغمية وأما أسطراطيوطس الذي يقال له ذو الألف
ورقة وهو تمنش صغير طوله نحو من شبر أو أكثر له ورق شبيه بريش الفرخ في ابتداء
ظهوره قصار جدّا مشقق وقد يشبه الورق أيضا في قصره ورق الكمثري البري وهو أقصر منه
وإكليل هذا النبات أكثف وأغلظ إلا أن على أطراف هذه الأكاليل عيدانا صغارا وله على
كل عود إكليل مثل ما للشبث وله زهر أبيض صغار وأكثر ما ينبت في أرضين معطلة من
العمارة فيها خشونة وعند الطرق. جالينوس : وما كان منه منسوبا للبر ففيه شيء من
قبض وبسبب هذا صار يمكن فيه إلزاق الجراحات وينفع القروح ومن الناس أيضا من
يستعمله عند انفجار الدم وفي مداواة النواصير. ديسقوريدوس : وهذا النبات نافع جدّا
من نزف الدم والقروح العتيقة والحديثة والنواصير.
سطاحيس
: هو النبات المعروف ببلاد الأندلس
بالفارّة وبالأقوشة بعجمية الأندلس أيضا. ديسقوريدوس في الثالثة : هو تمنش شبيه
بفراسون إلا أنه أطول منه وله ورق صغار كثير متين طيب الرائحة أبيض عليه زغب يسير
وله قضبان كبيرة مخرجها من أصل واحد أشد بياضا من قضبان الفراسيون وينبت في أماكن
جبلية ومواضع خشنة. جالينوس في ٨ : طعم هذا حريف حادّ مر
_________________
وهو في الدرجة الثالثة
من درجة الأشياء المسخنة ولذلك صار يدر البول والطمث ويفسد مع ذلك الأجنة ويحدر
المشيمة ويخرجها. ديسقوريدوس : وله قوّة مسخنة ولذلك إذا شرب بماء طبيخ ورقه أدر
الطمث وأخرج المشيمة. أبو العباس : قال بعض شيوخنا إنما سمي عندهم فارّة لأن القلب
يفر منه الخفقان إذا شرب هذا. الغافقي : الفارّة تقيئ المرة السوداء وتنفع من
الماليخوليا وجميع أعراض المرة السوداء وتقوّي القلب والنفس وتذهب السهر وحديث
النفس وأوجاع الجوف الحادثة من رياح غليظة أو خلط غليظ بارد وتنفع من عضة الكلب
الكلب إذا تقيئ بها ما لم يفزع صاحبها من الماء وإذا أغليت في الزيت نفعت من وجع
الأسنان.
سطاح
: يقال على كل ما ينسطح على الأرض من
النبات كالحرسا وما أشبهه.
سطركا
: هو بالسريانية وأهل الشأم يسمونه
الأسطركا وهو ضرب من الميعة.
سطوال
: إسم
للزرنباد عند الجنوبيين وهم كثيرا ما يستعملونه أكلا لتسخين أبدانهم وكذا سائر
الفرنج وقد ذكرته فيما تقدم.
سعد
: ديسقوريدوس في ١ : فيقارس وهو السعد
ويسميه بعضهم أروسيسقيطون ويسمى بعضهم بهذا الإسم الدارشيشعان له ورق شبيه بالكراث
غير أنه أطول منه وأدق وأصلب وله ساق طولها ذراع أو أكثر وساقه ليست مستقيمة بل
فيها إعوجاج على زوايا شبيهة بساق الإذخر على طرفه أوراق صغار ثابتة وزر وأصوله
كأنها زيتون ومنه طوال ومنه مدوّر مشتبك يعني أن أصوله شبيهة بثمر الزيتون بعضها
مع بعض طيبة الرائحة سود فيها مرارة وينبت في أماكن غامرة وأرض رطبة وأجود السعد
ما كان منه ثقيلا كثيفا عسرا غليظ الرض فيه خشونة طيب الرائحة مع شيء من حدة والسعد
الذي من قليصا والذي من سوريا والذي من الجزائر التي يقال لها قويلادس وهو على هذه
الصفة. جالينوس في ٨ : الذي ينتفع به من السعد إنما هو أصله خاصة وأصول
السعد تسخن وتجفف بلا لذع فهو لذلك ينفع منفعة عجيبة من القروح التي قد عسر
إندمالها بسبب رطوبة كثيرة لأن فيها مع هذا شيئا من قبض ولذلك صار ينفع من القروح
التي تكون في الفم وينبغي أيضا أن يشهد لأصول السعد بأن فيها قوّة قطاعة بها صارت
تفتت الحصاة وتدر البول وتحدر الطمث جدا. ديسقوريدوس : وقوته مسخنة مفتحة لأفواه
العروق وإذا شرب يدر البول لمن به حصاة وحبن وينفع من سم العقرب وهو صالح إذا تكمد
به لبرد الرحم وانضمام فمها ويدر الطمث وهو نافع من القروح اللواتي في الفم والقروح
المتأكلة إذا استعمل يابسا مسحوقا وقد يقع في المراهم المسخنة وقد يحتاج إليه في
بعض الأدهان المطيبة وقد يقال إن بالهند نوعا آخر من السعد شبيها بالزنجبيل إذا
مضغ صار لونه مثل لون الزعفران وإذا لطخ على الشعر والجلد حلق الشعر على المكان.
لي : زعم ابن رضوان في مفرداته أن هذا النوع من السعد هو الزرنباد وهو قول بعيد عن
الصواب لأن صفة هذا النوع من السعد وفعله بعيد عن صفة الزرنباد وفعله بينهما فرق
كبير. الرازي في الحاوي : يزيد في العقل ويكثر الرياح ويدبغ المعدة ويحسن اللون
وهو جيد للبواسير نافع للمعدة والخاصرة ويطيب النكهة وإن شرب مع دهن الحبة الخضراء
شد الصلب وأسخن الكلى ونفع المثانة الباردة ونفع من وجع المثانة وضعفها وجربها
جدّا ويقطر البول ويحرق الدم ويتخوف من إكثاره الجذام. وقال في المنصوري يسخن
_________________
المعدة والكبد
الباردتين وهو جيد للبخر والعفن في الفم والأنف نافع للمعدة واللثة الرطبة. مسيح
بن الحكم : صالح لرطوبة السفل واسترخائه ، نافع للأسنان. ابن سينا : ينفع من
استرخاء اللثة ويزيد في الحفظ وينفع من الحميات العتيقة جدّا شربا ويقوّي العصب.
التجربتين : يقطع القيء ضمادا ومشروبا وإذا خلط بالزفت نفع من البثور في رؤوس
الصبيان. غيره : هو حار يابس في الثانية.
سعوط
: هو المسمى باليونانية بطومنقي ومعناه
المعطس ويسمى عود العطاس أيضا وهي الشجرة التي يعمل منها سعوط الدواب عند البياطرة
بالأندلس. أبو العباس النباتي رحمه اللّه : السعوط ، الذي يسعط به الدواب كثيرا ما
يكون بشرق الأندلس ومنه بجبال غلزا
شيء كثير ومنها يحمل إلى غرناطة ورقه كورق الغاسول الشيحي النابت بالسواحل
الزيتوني الشكل الورق لونه إلى البياض وأصوله في غلظ الأصبع لونه إلى الكمدة وداخله
إلى البياض أعاليه ممتلئة وأسافله إلى الرقة ما هي وفيها خشونة وله زهر دقيق إلى
الصفرة وثمره إلى الإستدارة ما هو صلب وقوته حادّة جدّا. ديسقوريدوس في ١ :
وهو شجرة لها أغصان رقاق كبيرة مستديرة شبيهة بأغصان القيصوم عليها ورق مستطيل شبيه
بورق الزيتون كثير وفي أعلاه إكليل صغير شبيه بالذي للبابونج حادّ الرائحة محرّك للعطاس
ولذلك يسمى بطرمنقامسع. جالينوس في الثامنة : زهرة هذه النبتة قوتها تعطس ، ولذلك
سماها اليونانيون بطرمنقي لأن العطاس يقال له باليونانية بطارقوس وجملة هذا النبات
أن اتخذ منه ضماد وهو طري فهو نافع ومحلل لما يكون في الوجه من النمش ومن سائر ما
يحدث من الدم تحت الجلد ، ذلك لأن مزاجه حار يابس إلا أنه ما دام طريا فهو من
الحرارة واليبس في الدرجة الثانية وأما إذا يبس فإنه يصير في الدرجة الثالثة
منهما. ديسقوريدوس : وإذا تضمد بورقه مع زهره قلع أثر كمنة الدم تحت العين والبرص
وزهره يحرك العطاس حركة شديدة وينبت في الجبال وبين الصخور. الشريف : إذا استعط به
نفع من الخشم ونقى الرأس بالعطاس.
سعدان
: كتاب الرحلة هو إسم عربي مشهور لنبات
حسكي الورق وعلى صفة أغصانه ومقداره إلا أن هذا أشد بياضا من ذلك وألين ورقا وأعذب
طعما وفيه يسير لزوجة ويخالف الحسك في أن ورقه يكون أعرض وأكبر بقليل وأكثره ثلاثة
ثلاثة متوازية من الجهتين والزهر الزهر والثمر بخلاف ذلك السعدان وثمره مفرطح لاطئ
على قدر الدرهم مستدير أعلاه مشكوك بشوك دقيق فيه بعض تحجين يتعلق بالثياب وبكل ما
يلامسه ، وهو ذو طبقتين وفيما بينهما بزر صغير على قدر الحلبة إلى الخضرة منابتة
الرمال وحسكته تكون خضراء فإذا يبست ابيضت فإذا عنقت اسودّت.
سعالى
: هو فنجبون المعروف بحشيشة السعال ، وقد
ذكرته في الفاء.
سفاديكس
: ديسقوريدوس في الثانية : هو بقل بري
صغير طعمه إلى الحرافة ما هو فيه شيء من مرارة يؤكل نيئا ومطبوخا وهو يسهل البطن
جيد للمعدة وطبيخه إذا شرب نفع المثانة والكلى والكبد. جالينوس في ٨ : هذا نوع
من البقول الدشتية كان فيه حرافة وحدة ومرارة يسيرة فيكون على هذا القياس من الإسخان
واليبس ، أما في الدرجة الثانية ممتدة ، وأما في الدرجة الثالثة مقبضة فهو لذلك
يدر البول ويفتح السدد الحادثة في الأعضاء الباطنة من طريق أنه مركب من هذه
الكيفيات. الشريف : سفندفس هو نبات يكون في العمارات له ساق طوله نحو من شبر فما
دونه وله ورق
_________________
مشرف متفرق شبيه
بورق الشاهترج لكنه أكبر منه وله زهر أبيض مثل الأقحوان كبير جدا وفي وسطه صفرة
ناتئة وقد يكون الزهر أصفر ووسطه أبيض وطعمه إلى الحرافة ما هو فيه شيء من مرارة ويؤكل
نيئا ومطبوخا وهو حار يابس يسهل البطن ويدرّ البول جيد للمعدة وطبيخه إذا شرب نفع
من الجرب والحكة ويصفي الدم وإذا شرب من زهره مجففا خمس دراهم مع مثله إهليلج أصفر
ومثله سكر أسهل البطن وإن شرب من ماء عصره من ثلث رطل إلى نصف رطل مع خمسة الدراهم
إهليلج أصفر ومثله سكر أسهل.
سفندوليون
: هو الكلخ أندلسي وبالبربرية تافيفرا.
ديسقوريدوس في الثانية : هو نبات له ورق فيه شبه يسير من ورق الدلب وفيه مشاكلة
أيضا من ورق الجاوشير وله سوق طولها نحو من ذراع أو أكثر شبيه بالنبات الذي يقال
له ماراتون وبزر على طرفه شبيه بساليوس مضاعف طبقتين إلا أنه أوسع منه وأشد بياضا
وأشبه بالتين ثقيل الرائحة وله زهر أبيض وأصل أبيض شبيه بالفجل وينبت في آجام وأماكن
رطبة وبزره إذا شرب أسهل بلغما وشفى وجع الكبد واليرقان وعسر النفس الذي يحتاج معه
إلى الانتصاب والصرع.
جالينوس في ٨ : ثمرة هذا النبات قوتها
قوة حارة قطاعة فهي لذلك من أنفع ما يكون من الأدوية للربو ولمن يصرع وهي نافعة لمن
به يرقان وكذا أصله أيضا قوته مثل هذه القوّة وهو موافق لهذه العلل بأعيانها ويقلع
أيضا الصلابة التي تكون في البواسير
وينبغي إذا عولجت به هذه الصلابة أن ينحت ثم يوضع في تجوف ثقب النواصير وقد تحفظ عصارة
زهرته وينتفع بها جدّا في مداواة القروح الحادثة في الآذان إذا طالت. ديسقوريدوس :
وبزره إذا شرب أسهل بلغما وشفى من وجع الكبد واليرقان وعسر النفس الذي يحتاج معه
إلى الانتصاب والصرع ووجع الأرحام الذي يعرض منه الاختناق وإذا تدخن به نبه
المسبوتين وإذا نطل به الرأس مع الزيت وافق قرابيطس وشرغش والصداع وإذا تضمد به مع
الشراب منع النملة من أن تسعى في البدن وقد يعطى من الأصل لليرقان ووجع الكبد ويحك
ويجعل في النواصير الجاسية فيحل جساوتها وعصارة زهره إذا كان رطبا يوافق الآذان
التي فيها القروح والآذان التي تسيل قيحا وعصارته تجعل في الشمس وتخزن مثل سائر
العصارات.
سقمونيا
: وهي المحمودة ولم يذكرها جالينوس في
بسائطه البتة. ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له أغصان كبيرة مخرجها من أصل واحد
طولها نحو من ثلاثة أذرع أو أربعة عليها رطوبة تدبق باليد وشيء من زغب وله ورق وعليه
زغب وهو شبيه بورق النبات الذي يقال له العسني أو ورق النبات الذي يقال له فسوس
إلا أنه ألين من ورق الفسوس ذو ثلاث زوايا وله زهر أبيض مستدير أجوف شبيه في شكله
بالقرطالة ثقيل الرائحة وأصل طويل غليظ في غلظ العضد أبيض ثقيل الرائحة ملآن من
رطوبة وقد تجمع هذه الرطوبة بأن يقطع رأس الأصل ويقور على استدارة فإن الرطوبة
تسيل في ذلك التجويف وتجمع على الصدف ، ومن الناس من يحفر الأرض على استدارته
ويأخذ ورق الجوز ويصيره في الحفرة ويصب عليه هذه الرطوبة ويدعونها هناك حتى تجف ثم
يرفعونها وأجود ما تكوّن من هذه الرطوبة وهي السقمونيا ما كان منه صافيا خفيفا
متخلخلا شبيها في لونه بالغراء المتخذ من جلود البقر وفيه تجاويف دقاق شبيهة
بالأسفنجة والذي يؤتى به من الموضع الذي يقال له
_________________
مونسا التي من
البلاد التي يقال لها آسيا هو على هذه الصفة. ولا ينبغي لممتحن هذه الصمغة أن
يقتصر على بياض لونها عند ملاقاة اللسان لها فإنها قد يعرض لها ذلك إذا غشت بأن
يخلط بها لبن اليتوع ، وأيضا من علامة الجيد منها أن لا يحذو اللسان حذوا شديدا
فإن ذلك إنما يعرض لها إذا خلط بها لبن اليتوع. وأردأ أصنافها ما كان من الشأم ومن
فلسطين فإنهما رديئان متكاثفان لأنهما يغشان بلبن اليتوع ودقيق الكرسنة ، وإذا أخذ
من هذه الصمغة مقدار درخمي أو ثلاث أوثولوسات مع الشراب الذي يقال له مالقراطن أو
مع الماء أسهل مرة وقد يكتفى منه بمقدار أوثولوسين يخلطان بسمسم أو ببعض البزور
لتليين الطبع والبطن وإذا احتيج إلى أن تقوى الشربة منها أخذ مقدار ثلاث أوثولوسات
وخلط بأوثولوسين من الخربق الأسود ومقدار درخميين من الملح وقد يعمل ملح مسهل بأن يخلط بستة
فوانوسات مقدار ٢٥
للقويّ منها والشربة منه على قدر القوّة وأما التامة
فمقدار ثلاث فلجنارات ، وأما الوسطى فمقدار فلجنارين ، وأما الصغرى فمقدار فلجنار
واحد وقد يؤخذ من أصل شجرة السقمونيا مقدار درخميين ويخلط بما ذكرنا فيسهل ، ومن
الناس من يأخذ الأصل فيطبخه ويشربه وقد يؤخذ فيطبخ بالخل ويدق ناعما مع دقيق
الشعير ويعمل ضمادا لعرق النسا ولرطوبة الأصل إذا صيرت على صوفة واحتملتها المرأة
الحامل قتلت الجنين ، وإذا خلطت بالعسل والزيت ولطخت بها الجراحات حللتها ، وإذا
طبخت بالخل ولطخت على الجرب المتقرح حللته وقشرته وقد يخلط بدهن الورد والخل ويصير
على الرأس للصداع. مسيح : حارة يابسة في الثالثة. حبيش بن الحسن : وحرارتها أكثر
من يبسها أجود ما يكون منه ما كان أبيض يضرب إلى الزرقة ، كأنه قطع الصدف المكسور
إذا كسرته وفركته أسرع التفرك والذي يوجد من جبل اللكام هو بهذه الصفة وما خالفه رديء
ومثل السقمونيا الذي ينبت في بلاد الجرامقة الذي يضرب لونه إلى السواد وشكله إلى
الاستدارة صلب متغير لا ينفرك سريعا باليد فإن هذا إذا شرب أورث مغصا وكربا وسجعا
في الأمعاء وتركه أصلح من استعماله ، وإصلاح الصفة الأولى منه أن تعمد إلى تفاحة
أو سفرجلة فتقطع رأسها قطعا صحيحا كما تدور شبيها بالطبق وتعزله ناحية ثم قور
سائرها واجعل فيها السقمونيا ثم رد عليه الطبق الذي عزلته وشكه بخلال من خشب أو
تلوثه ليلزم الطبق عليها كلها بعجين وضعه على آجرة أو خزفة في تنور سكن ناره وأتركه
حتى ينضج ثم أخرجه واستخرج منه السقمونيا ودعه في الظل حتى يجف وقدر الشربة منه
مصلحا من الدانق إلى الدانقين ، واعلم أن السقمونيا لا تتغير ولا تنكسر حدتها وإن
طال بها المكث إلا بعد الثلاثين أو الأربعين سنة إلا ما قد أصلح فإنه إذا أصلح وطال
مكثه انكسرت قوّته ، ولذلك ينبغي أن يكون إصلاحك إياها عند استعمالك لها وإذا
تناول منه أكثر من المقدار وذلك مقدار نصف درهم فما زاد أمسك الطبيعة أولا فأصاب
شاربه كرب وعرق بارد وغشي ولربما انبعثت الطبيعة بإفراط من الإسهال حتى إنه ربما
كثيرا ما يعقبه التلف ، والمقدار الذي يجب أن يؤخذ منه هو من وزن ست شعيرات إلى
عشرين.
ومن خاصته إسهال المرة الصفراء واللزوجات
واجتذاب الفضول الرديئة من أقاصي البدن وكثيرا ما يعقب المحرورين الحمى الحارة إذا
شربوه واجتنابه أفضل في أمثال هؤلاء إلا أن تدعو الحاجة إليه فيؤخذ منه بمقدار
قصد. التجربتين : وقد تشوى السقمونيا
_________________
بالمصطكي وصفة شيّها
أن تسحق المحمودة مع مثلها من المصطكي وتشويها في جوف السفرجلة بعد أن تنقيه من
البزر وتنظفه على الصفة المذكورة أولا وتشويها ثم ترفعها وتستعملها فلا غائلة لها
بوجه ، وقد تستعمل في الحميات في الأطفال وغيرهم متى احتاجوا إلى إخراج الخلط
الصفراوي والسفرجلة المشوية على هذه الصفة إذا شوي في جوفها من المحمودة من درهم
إلى درهمين وأكل لحمها كله بعد إزالة المحمودة منها أسهل بلا غائلة وإذا درس لحم
هذه السفرجلة مع مثله من زهر البنفسج مسحوقا وأضيف إليه من المحمودة المشوية مع
المصطكي مقدار ما يكون في كل درهمين منها ثمن درهم مع المحمودة وصنع منها أقراص وجففت
كانت أفضل أنواع القرص من البنفسج في إحدار المحمومين وهو يحدر الصفراء على
تنوّعها والبلغم المالح المخالط للصفراء ويجذب من أعماق البدن وينفع من جميع العلل
الصفراوية المحتاجة إلى الإستفراغ كحميات الصفراء النضجة الأخلاط والحميات
المحتاجة في أوّلها والرمد الصفراوي وصداع الرأس والحمرة والجرب حيثما كانت ، وغير
ذلك مما يكون سببه خلط صفراوي أو مالح أو هما معا ، وإذا خلطت بأدوية البرص والبهق
والكلف الذي تستعمل في طلاء قوّت فعلها. مسيح : وأصل شجرة السقمونيا منق للبرص.
المنصوري : ومتى خفنا نكايته أصلحناه
بأن نعجنه بماء السفرجل الحامض أو التفاح أو ماء الورد وقد نقع فيه سماق بقدر ما
ينعجن ونتخذه أقراصا رقاقا ونجففه في الظل ونعرف وزنه قبل ذلك ، ويسقى من دانق إلى
نصف درهم. ابن سرابيون : السقمونيا فيه مضار للمعدة والأحشاء وهو رديء للمعدة أكثر
من الأدوية المستعملة كلها ويسهل الفضل المري اللطيف الصافي المحتبس في الدم ويجب
أن يحذره من كانت به حمى ومن كان به ضعف المعدة ، ويجب أن يخلط به الأدوية التي
تنفع المعدة كالأشياء العطرية المقوية بروائحها والتي تحطه عن المعدة سريعا
كالزنجبيل والأنينون والفلفل والملح فإذا دعت الضرورة إلى أخذه مع ضعف المعدة خلطت
به أدوية مقوية للمعدة كالصبر والعود والمصطكي للمبرودين وعصارة الورد ورب السفرجل
للمحرورين. ابن ماسويه : يذهب بالشهوة ويورث غما وكربا وتهوّعا فإن أراد مريد أخذه
فليتقدم قبل في إصلاحها ويمزجها بالأنيسون وبزر الجزر البري المسمى دوقو وبزر
الكرفس وبدهن اللوز الحلو ويشوى في تفاحة أو في سفرجلة مقوّرة ثم يكون أخذه لها
بعد ذلك ولا يجيد سحقها لئلا يلتصق بخمل المعدة فيضر بها لبعد تخلصها منها.
البصري : وإذا أردنا أن نسقي منه خلطنا
معه الورد والسفرجل وعجناه بماء الكرفس. غيره : السقمونيا مغث. ابن سينا : هو مما
يؤذي القلب ويعطش. وقال بعضهم : إن العتيق وهو ما جاوز الأربعين إذا تنوول منه
مقدار قليل أدر ولم يسهل وينفع من لسعة العقرب شربا وطلاء. الشريف : وإذا أخذ منه
مقدار جزء وخلط بجزء تربد وشربا بلبن حليب على الريق أخرجا الدود كبارها وصغارها وهو
عجيب في ذلك مجرب. المجوسي : يضر بالكبد الضعيفة مضرة عظيمة وأفضله ما جلب من
أنطاكية وإن سقيته مع بعض الأدوية فمن دانق إلى نصف دانق ، ومتى أعطي منه أكثر من
ثلثي درهم أسهل إسهالا عنيفا جدا يهلك صاحبه وربما لم يسهل فأما ما ينبغي أن يخلط
معه ليدفع ضرره فالنشا والأنيسون من كل واحد جزء يوزن السقمونيا ، وينبغي إن كان
المتناول للسقمونيا صاحب
ترفه ودعة أو محرورا
أن يشوي السقمونيا في تفاحة أو سفرجلة.
سقولوقندريون
: يعرفه شجار والأندلس بالعقربان وباعة
العطر بالديار المصرية يعرفونه بكف النسر. ديسقوريدوس في الثالثة : له ورق شبيه
بالدود الذي يقال له سقولوقندريا كثيرا منبته من أصل واحد وينبت في صخور وفي حيطان
منبته محصى ظليلة ولا ساق له ولا زهر ولا ثمرة وورقه مشرف مثل ورق البسفانج والناحية
السفلى من الورق إلى الحمرة وعليها زغب والناحية العليا خضراء. جالينوس في ١
: هذه الحشيشة لطيفة لكنها ليست بحارة ولذلك صارت تفتت الحصا التي في الكلية والمثانة
وتحلل صلابة الطحال. ديسقوريدوس : والورق إذا طبخ بخل وشرب ٤٥ يوما
حلل ورم الطحال وينبغي أيضا أن يضمد به الطحال وقد سحق بشراب وخلط به وهو نافع في تقطير
البول والفواق واليرقان وتفتيت الحصاة التي تكون في المثانة وقد يظن أنه يمنع من الحبل
إذا علق وحده أو مع طحال بغل ، وزعم من يظن هذا الظن أن من يستعمله لمنع الحبل
ينبغي أن يعلقه في يوم لم تكن في ليلته الماضية قمر.
سقولوقندريا
بالاسيا : ديسقوريدوس في
الثانية : هو حيوان بحري ويسمى باسم الحيوان الذي يقال له أم أربعة وأربعين إذا
طبخ بزيت وتمسح به حلق الشعر وإذا مسه موضع من الجلد عرضت له حكة.
سقونيوبداس
: ومعناه باليونانية الشبيه بذنب العقرب وقد
ذكرته في حرف الذال المعجمة.
سقنقور
: ديسقوريدوس في الثانية : منه ما هو مصري
ومنه ما هو هندي ومنه ما يتولد في بحر القلزم ومنه ما يوجد في البلاد التي يقال
لها لوريا التي من بلاد مورسيارس وهو جنس من الحراذين يجفف في الخريف وقد قيل إنه
إذا شرب منه وزن درخمي بشراب من الموضع الذي يلي كلى السقنقور أنهض شهوة الجماع وإذا
شرب طبيخ العدس بالعسل ، وإذا شرب بزر الخس بالماء سكن نهوض الشهوة وقد يقع في
أخلاط الأدوية المعجونة.
قال ابن جميع : السقنقور حيوان شديد
الشبه بالورل يوجد في الجبال في الرمال التي نيل مصر وأكثر ذلك يوجد في نواحي
صعيدها وهو مما يسعى في البر ويدخل في الماء أعني ماء النيل ، ولذلك قيل إنه الورل
المائي أما الورل فيشبهه في الخلقة وأما المائي فلدخوله في الماء واكتسابه فيه وذلك أنه يغتذي في الماء بالسمك وفي البر
بحيوانات أخر كالعظامات وقد يسترط ما يغتذي به من ذلك إستراطا وقد شاهدت في أمعائه
في حال عمله العظايات بحالها وصورتها لم تتغير بعد وهو مما يتولد من ذكر وأنثى ويوجد
للذكور بالتشريح خصيتان كخصيتي الديوك في خلقتهما ومقدارهما وموضعهما ، وإناثه
تبيض فوق العشرين بيضة وتدفنه في الرمل فيكمل كونه بحرارته وكذا يكون وما يقال أنه
من نتاج التمساح إذا ريء في البر ظاهر المحال ، والفرق بين السقنقور والورل يكون
من وجوه منها من الماوي فإنه يكون في البراري والحواجر ونحوها والسقنقور يأوي إلى
شطوط النيل النهرية الرملية وما قرب منها ومنها من ملمس جلده فإن جلد الورل أصلب وأخشن
وجلد السقنقور ألين وأنعم ، ومنها من لون ظاهره فإن ظهر الورل أصفر أغبر وظهر
السقنقور مدبج بصفرة وسواد. وذكر التميمي في كتابه المرشد : إن للذكر من السقنقور
إحليلين وللأنثى فرجين وليس ذلك من أحواله بالبين الظاهر بل مما يحتاج إلى بحث
مستقصى من جهة التشريح ، وذكر أيضا في هذا الكتاب أنه وجد في بعض كتب الخواص وسمع
من أهل الصعيدان السقنقور يعض الإنسان ويطلب الماء فإن
_________________
وجده دخل فيه وإن لم
يجده بال وتمرغ في بوله فإذا فعل ذلك مات المعضوض في الحال وسلم السقنقور ، فإن
اتفق أن سبق المعضوض إلى الماء فدخله قبل دخول السقنقور في الماء وتمرغه في بوله
انقلب السقنقور على قفاه ومات لوقته وسلم المعضوض وهذا من الخواص العجيبة إن صح ،
والمختار من هذا الحيوان الذكر فإنه الأبلغ والأفضل في المنافع المنسوبة إليه من
أمر الباه قياسا وتجربة بل يكاد أن يكون هو المخصوص بذلك دون الأنثى ، والمختار من
أعضائه وجملة أجزاء جسمه هو ما يلي متنه وأصل ذنبه ومحاذي سرته وشحمه وكشيته فإن
هذه الأجزاء منه هي أبلغ ما فيه نفعا بل هي المستعملة منه خاصة والوقت الذي ينبغي
أن يصاد فيه من أوقات السنة ويعد لما يصرف فيه من أمر الأدوية والمنافع هو فصل
الربيع فإنه في هذا الوقت من السنة يهيج للفساد ويكون نافعا بليغا وكيفية إعداده وتهيئه
لذلك هي أن يذكى في يوم صيده فإنه إذا ترك بعد صيده حيا ذاب شحمه وهزل لحمه وضعف
فعله ثم يقطع رأسه وأطرافه وذنبه ولا يستأصل الذنب بل يترك مما يلي أصله شيء ثم
يشق جوفه طولا ويخرج جوفه ما خلا كشيته وكلاه وينظف ويحشى ملحا ويخاط الشق ويعلق
منكسا في الظل في موضع معتدل من الهواء إلى أن يستحكم جفافه ويؤمن فساده ويرفع ذلك
في إناء لا يمنع الهواء من الوصول إليه وترويحه كالسلال المضفورة من قضبان شجرة
الصفصاف أو الطرفاء أو خوص النخل ويصان من الفار ونحوه مما يعدو عليه إلى وقت
الحاجة إليه ، ولحم هذا الحيوان ما دام طريا حار الطبع رطبه حرارته ورطوبته في
الدرجة الثانية من درجات الأدوية الحارة الرطبة وأما مملوحه المجفف فإنه أشد حرارة
وأقل رطوبة ولا سيما ما مضت عليه بعد تعليقه مدّة طويلة ، ولذلك صار لا يوافق
استعماله ذوي الأمزجة الحارّة اليابسة كما يوافق ذوي الأمزجة الباردة الرطبة بل
ربما أضرّهم إن لم يركب معه ما يصلحه وليس لمعترض أن يعترض هذا القول فيقول بقول
من قال إنه إنما يفعل أفعاله المنسوبة إليه بخاصية فيه لا بمزاجه لأن ذي الخاصية
قد توافق بعض مستعمليه دون بعض من جهة الطبيعة وخاصية لحمه وشحمه هما إنهاض الشهوة
ويهيج الشبق ويقوي الإنعاظ وينفع أمراض العصب الباردة والزيادة لهذه الأسباب في
الجماع وخاصة مما يلي متنه وأصل ذنبه ويحاذي سرته وكلاه وكشيته سيما المملوح منه والمجفف
كما ذكرنا ، وهو ينفع المنافع المذكورة إن استعمل بمفرده وإن ألقي في أخلاط
الأدوية المركبة لهذا العرض إلا أنه إذا استعمل بمفرده كان أقوى فعلا وأبلغ نفعا وذلك
بأن يؤخذ من مجففه على ما قدّمنا وصفه من وزن مثقال إلى ثلاثة مثاقيل بحسب مزاج
المستعمل له وسنه وبلده والوقت الحاضر من أوقات السنة فيسحق ويلقى على خمر عتيق
مروح ويسقى لمن يستجيز التداوي بالخمر أو على ماء العسل غير المطبوخ أو نقيع
الزبيب الحلو لمن لا يستجيز ذلك أو يذر على صفرة بيض الدجاج الطري المشوي نيمرشت ويتحسى
، وكذا يفعل بملحه إذا ألقي في أخلاط الأدوية والأطعمة الباهية أو أخذ منه وزن درهم
إلى درهمين بحسب استعمال المستعمل له بمقتضى مزاجه وذر على صفرة البيض المذكور
بمفرده أو مع مثله من بزر الجرجير المسحوق. لي : السقنقور على الحقيقة هو هذا الذي
ذكره ابن جميع ولا يعرف اليوم في عصرنا هذا في الديار المصرية إلا في بلد الفيوم
خاصة ومنها يجلب إلى
القاهرة لمن عسى أن يطلبه وأكثر ما يقع صيده عندهم فيما زعموا في أيام الشتاء في
الأربعينية منها وهو إذا اشتدّ عليه برد الماء خرج منه إلى البر فحينئذ يظفر به ويصاد
وهذا الحديث لا شك فيه. ابن جميع : قال ديسقوريدوس : إن منه ما يوجد في مواضع من
بلاد الهند وبلاد الحبش ، أخبرني الفقيه أبو القاسم عبد الرحمن اليمني أنه شاهد في
بلاد المشرق حيوانا بحريا يسمى سقنقورا يؤتى به من سقشين ويذكر أنه حيوان طويل
يبلغ طوله خارجا عن ذنبه نحو الذراعين وعرضه أكثر من نصف ذراع ولونه أغبر والذي يستعمل منه ما يلي متنه وأصل ذنبه
فإن هذا الجزء منه لحم وإن لحمه يبقى غير مملوح زمانا فلا يفسد ولا يتغير كما يفسد
ويتغير غيره من لحوم الأسماك ونحوها قال : وأقام معي من لحمه جملة حملته من معدنه
إلى أن وصلت إلى أصفهان ولم يتغير ، قال : وأهل بلاده يستعملونه بالحموضات كالخل ونحوه
لشدة حرارته. وقال : وهو يزيد في الباه زيادة مّا مثل زيادة الجزر ونحوه من
الأدوية الباهية.
سكر
: ديسقوريدوس في الثانية : هو صنف من
العسل جامد ويوجد على القصب ببلاد الهند وبلاد المغرب المخصبة وقوامه شبيه بقوام
الملح يتفتّت تحت الأسنان كالملح إذا ديف بماء وشرب أسهل البطن وكان جيدا للمعدة
نافعا من وجع المثانة والكلى إذا اكتحل به جلا ظلمة البصر. جالينوس في السابعة : أما
السكر المجلوب إلينا من بلاد الهند ومن بلاد المغرب فيزعمون أنه شيء يستخرج من
القصب فيجمد وهو أيضا نوع من أنواع العسل وحلاوته أقل من حلاوة هذا العسل الذي يكون
عندنا فأما قوته فشبيهة بقوته في أنه يجلو ويجفف ويحلل ولكنه من جهة ما هو غير ضار
للمعدة كمضرة هذا العسل الذي عندنا ولا يعطش أيضا كإعطاشه وهو بعيد عن جوهر هذا وطبيعته
في هذه الخصلة. وقال في حيلة البرء في المقالة الثامنة ٢ منها أن السكر يدخل في عداد
الأشياء الجلاءة الفتاحة للسدد المنقية للمجاري. ابن ماسويه : هو حار في الدرجة الأولى
أو في الثانية في أوّلها رطب في وسط الدرجة الأولى نافع للمعدة بجلائه ما فيها ولا
سيما لمن لا تغلب المرة الصفراء على معدته ، فمن كانت غالبة على معدته كان ضارّا
لها لتهييجه إياها وليس الطبرزد بملين كالسليماني وكالفانيذ وعسل القصب أكثر
تليينا من الفانيذ وعسل الطبرزد أكثر تليينا من عسل النحل وهو أقل تليينا من عسل
القصب. عيسى البصري : الحديث من السكر حار رطب والعتيق حار يابس صالح للرياح
الكثيرة الحادثة في الأمعاء والبطن يحلل الطبيعة وإن شرب مع دهن لوز حلو فإنه يمنع
القولنج ، والعتيق منه نافع للبلغم الذي في المعدة إلا أنه يعطش ويولد دما عكرا.
الشريف : السكر إذا شرب بالسمن نفع من احتباس البول وهو أبلغ دواء في ذلك مجرب ، وإذا
شرب من السكر أوقية مدوفة في أوقيتين من سمن بقر طريّ ويتحسى فاترا فإنه ينفع من
وجع السرة والجوف وينقي مواد النفساء مجرب. وإذا شرب بالماء الحار نفع من بحة
الصوت الكائنة عن النزلات وإدمان أخذه متواليا بالماء الحار ينفع من السعال والتضايق
ويؤخذ منه أوقية في كل يوم فإنه نافع في ذلك ، وأنه إذا أخذت قطعة من سكر أحرش وحك
بها جرب أجفان العين حتى تدمى نفع ذلك منه وينبغي أن يعاود ذلك وإن احتيج إلى ذلك
يعاد فإذا بخر بالسكر قطع الزكام ونفع منه وحيا. التجربتين : ينفع من السعال الذي
يحتاج إلى جلاء وإذا كسرت به قوى الإكحال الحادة لم تنكا العين
وحسن فعلها. الرازي
في كتاب دفع مضار الأغذية : هو معتدل الحر لطيف جلاء صالح للصدر والرئة ملين لهما
مخرج لما فيهما جيد لخشونة المثانة موافق للمحرورين والمبرودين لإعتداله ولا يحتاج
إلى إصلاح إذا أصيب فيه موضعه ، وينبغي أن يحذر الإكثار منه عند لين الطبيعة وسحج
الأمعاء ولا يحتاج إلى دفع مضار أكثر من أن لا يأكله المسلولون والفانيذ. أما
الشجري منه فيلين البطن ويكسر الريح ويسخن إسخانا بينا والحراني يلين الصدر إلا
أنه دون الشجري في ذلك وفي الإسخان وليس يحتاج إلى إصلاح ما لم يكثر منه ولم يكن
آكله محرورا ، وإذا احتيج منه إلى ذلك اكتفى منه بأدنى شيء مما ذكرنا من أخذ
الفواكه المزة عليه. الشريف : والفانيذ يلين البطن وينفع من السعال البلغمي ويسخن
نواحي الكلى.
غيره : هو في علل الصدر المحتاجة إلى
الترطيب جيد جدا. الرازي : أما نبات السكر فيختلف على حسب اختلاف الشيء الذي ينبت
منه لأنه إن كان نباته من سكر قد طبخ بماء الورد كان أبرد وأخف وأقل إطلاقا للبطن
، وإن كان من سكر قد طبخ بماء ورق البنفسج كان ألين وأطلق للبطن.
سكر
العشر : ابن سينا : هو من يقع على العشر وهو
كقطع الملح وفيه مع الحلاوة قليل عفوصة ومرارة فمنه يماني أبيض ومنه حجازي إلى
السواد وفيه جلاء مع عفوصة وهو يحدّ البصر نافع للرئة والإستسقاء مع لبن اللقاح وليس
يعطش كسائر أنواع السكر لأن حلاوته قليلة ، وهو جيد للمعدة والكبد وينفع الكلى والمثانة.
إسحاق بن سليمان : ينفع من البياض العارض في العين إذا اكتحل به. الشريف : إذا شرب
منه في خمسة وثلاثين يوما متوالية كل يوم أوقية بماء فاتر نفع من الربو وعسر النفس
مجرب.
سكبينج
: ديسقوريدوس في الثالثة : هو صمغة نبات
شبيه بالقثاء في شكله ينبت في البلاد التي يقال لها ماه وأجوده ما كان منه صافي
اللون وكان خارجه أحمر وداخله أبيض ورائحته فيما بين رائحة الحلتيت ورائحة القنة
حريف. جالينوس في الامنة : السكبينج صمغه يسخن ويلطف على مثال ما تفعل الصموغ
الأخر وفيه شيء من الجلاء وبسبب هذا صار ينقي الأثر الحادث في العين ويلطفه ويرقه
وهو أيضا من أفضل الأدوية للماء النازل في العين ولظلمة البصر الحادثة عن أخلاط
غليظة. ديسقوريدوس : وقد يصلح لوجع الصدر ووجع الجنب وخضد العضل وأطرافها والسعال
المزمن وقد يقطع الفضول الغليظة التي في الرئة وقد يشفي الصرع والفالج الذي يسمى
أوقسوطيوس وهو الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف ووجع الطحال والفالج الذي يسمى
فارالكسيس وهو الذي يذهب فيه الحس والحركة من بعض الأعضاء من البرد العارض للأعصاب
والحميات ذوات الأدوار وقد يمسح به أيضا لهذه الأوجاع وينتفع به ، وإذا شرب
بأدرومالي أدر الطمث وقتل الجنين ، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الهوام وإذا
استنشقت رائحته مع الخل العتيق أنعش النساء اللواتي عرض لهن إختناق من وجع الرحم ،
وقد يجلو آثار القروح العارضة في العين والغشاوة وظلمة البصر والماء العارض في
العين وقد يحل مثل ما يحل الحلتيت مع لوز مر ، وماء سذاب وخبز حار لينماع. أبو
الصلت : هو حار يابس في الدرجة الثالثة يسهل البلغم اللزج والرطوبات الغليظة ويستخرج
الغائص منها في المفاصل وينفع من عرق النسا الذي سببه البلغم ومن الريح الغليظة ومن
القولنج البارد ، وهو بالجملة دواء جيد جدا لغلبة البلغم البارد في الأمعاء والظهر
والوركين والمختار منه الصافي
الأحمر الظاهر
الأبيض الباطن الحريف الدسم الذي فيه شيء من مرارة والشربة منه من درهم إلى مثقال.
حبيش بن الحسن : ينفع من القولنج إذا شرب أو احتقن به وينفع من أوجاع البواسير إذا
شرب مفردا أو مؤلفا ويصلح للأدوية المسهلة ويمنع من أن تحمل على الطبيعة ويخرج
الريح الغليظة من أعضاء الجوف. أريناسوس : يقاوم السموم القتالة وفعله في ذلك أكبر
من فعل القنة.
إسحاق بن عمران : إذا ديف بخل ولطخ به
الشعيرة التي تكون في شفر العين حللها.
الطبري : ينفع من البرد في المقعدة والأرحام
والأمعاء ويدر البول ويسهل الماء الأصفر ويذيب الحصاة في الكلى وينشف بلة العين ويطلى
على لدغ الحيات والعقارب ويسعط به للصرع ويشرب منه لذلك مثقال بطلاء. الفارسي : السكبينج
الأصفهاني يزيد في الباه وهو جيد للكبد. ابن سينا : يحلل الصداع البارد والريحي وينفع
من الإستسقاء والمغص شربا ويحلل الخنازير وصلابة المفاصل والتعقد والسلع وخاصة إذا
أذيب بخل ولطخ به ويجذب السلاء والشوك ضمادا ويقتل الدود وحب القرع شربا. غيره : ينفع
من النقرس البارد السبب ويخرج المادّة التي في الوركين شربا وحقنة به وينفع من
أوجاع المفاصل الرديئة وينقي الصدر بقوّة ويخرج الأخلاط النيئة وينفع من أوجاع
الأرحام وإسهاله برفق.
التجربتين : هو دواء لا يستعمله إلا
المبرودون في العلل الباردة التي لا مشاركة للحر فيها فإنه يشعل الحرارة الغريزية
إشعالا قويّا فيجب أن يتجنبه المحررون فإنه يحمهم وكثيرا ما يورم أعضاء هم الداخلة
وهو عظيم المنفعة للمبرودين ومن العلل الباردة.
سك
: ابن ماسه : هو قابض مانع للقيء الحادث
من الرطوبات ويعقل البطن ويقوي الأعضاء الباطنة. بديغورس : خاصيته الزيادة في
الجماع ويفتح السدد والتحليل.
المنصوري : يقطع ريح العرق الرديء والبورة.
ابن سينا : إن السك الأصلي هو الصيني المتخذ من الأملج والآن لما عسر ذلك صاروا
يتخذونه من العفص والبلح على نحو عمل الرامك وهو حار في الأولى يابس في الثانية
جيد لأوجاع العصب ويمنع النزف. التجربتين : السك الممسك ينفع من الإستطلاق المتولد
عن ضعف المعدة والكبد والأمعاء إذا كان ضعفها من برد ومن ضعف القوّة الماسكة وينفع
من إستطلاق بطون الصبيان منفعة بالغة إذا كان ما ينزلون به غير نضيج وينفع ضمادا
للمعدة من القيء البلغمي السبب أو الكائن عن رطوبة كثيرة في المعدة. إسحاق بن
عمران : السك مركب من قوى مختلفة أعني القبض والحرارة التي يكسبها من المسك والأفاويه
والسك أربعة أضرب : سك المسك وسك الأكراش وسك الجلود وسك الماء ، فصنعة سك المسك
أن تأخذ الرامك فتدقه وتنخله بمنخل شعر وسط بين الخفيف والصفيق ثم تعجنه بالماء
ناعما وتعركه عركا شديدا وتمسحه بشيء من دهن الخيري أو زنبق جيد والخيري أفضل لئلا
يلصق بالإناء وتتركه ليلة في إنائه الذي عجنته فيه فإذا كان من الغد عمدت إلى ما
شئت من المسك فسحقته ولقمته الرامك المسحوق والمعجون ثم عركته في صلاية عركا جيدا
كما يعرك العجين ثم قرصته أقراصا على قدر فلكة المغزل وأكبر إن شئت ولا تدع أن
تمسح يدك بالدهن إن شئت في الصلاية وإن شئت على رأسك لئلا تلتصق يدك وتضعه على
غربال شعر يومين أو ثلاثا حتى يشتد ، ثم تثقبه بمثقب حديد وتنظمه في خيط قنب بين
الدقيق والغليظ مثل نظمك الرامك وتجعل بين كل فلكتين عودا صغيرا لئلا يلتصق بعضها
ببعض
وتعلقه حتى يأتي
عليه الحول وكلما بقي وأقام عتق وطابت رائحته وقوي فعله ، وهذا أفضل أنواع السك وهو
الذي يجب استعماله وهكذا صفة غيره ، لكن اعلم أن الجلود هي نوافج المسك مع الرامك
، وسك الماء هو من نقاع النوافج في الماء مع الرامك وسك الأكراش هو تقطيعها وعجنها
بالرامك.
سكتج
: سليمان بن حسان : هو حجر غاغاطيس وقد
ذكرت هذا الحجر في حرف الحاء.
سكي
رغلا : وسقي رغلا أيضا معناه الكثير الأرجل
بالسريانية وهو البسبايج وقد ذكرته في الباء.
سكسنبونة
: ويقال بالجيم أيضا سبجسنبونة. الفلاحة :
هو بالفارسية المشحونا بالسريانية وهو حب شجرة يكون نباته في أرض الخزر كثيرا وهو
حب لطيف أسود متشنج مستدير حار يابس إذا سحق بالخل وطلي به على القوابي والكلف والنمش
قلعه ، وإذا طلي به مسحوقا مع خل وملح أزال القوابي والنمش والبهق إذا عود عليه
مرارا.
سليخة
: ديسقوريدوس في آقسيا : وهي السليخة هي
أصناف كثيرة تكون في بلاد العرب المثبتة للأفاويه ولها ساق غليظ القشر وورق شبيه
بورق النوع من السوسن الذي يسمي إيرسا واختير منها ما كان ياقوتيا حسن اللون لونه
شبيه بلون البسد دقيق الشعب أملس غليظ الأنابيب طويلها ممثل يلذع اللسان ويقبضه ويحذوه
حذوا يسيرا عطر الرائحة طيبها عفص الطعم دقيق القشر مكتنز فيه شيء من رائحة الخمر
، وما كان منه على هذه الصفة فإن أهل البلاد التي يكون بها تسميه باسم آخر ويسميه
تجار الإسكندرية داقسطس ويسوق هذا الصنف صنف آخر وهو الأسود وفيه فرفيرية ويقال له
خرلوا رائحته تشبه رائحة الورد وهو نافع جدّا في الطب ، والصنف الثاني بعده هو
الصنف الذي ذكرنا قبل ، والصنف الثالث بعد هذين يقال له نقطس موسوليطس ، وأما
الأصناف الباقية فإنها رديئة مثل الصنف الذي يقال له أسوفي وهو أسود كريه دقيق
القشر وما كان مشقق القشر مثل الصنف الذي يقال له قطو ودرافا وقد يوجد منه شيء
شبيه جدّا بالسليخة وليس هو بالحقيقة سليخة وقد يستدل عليه من طعمه لأنه ليس بحريف
ولا عطر ولا قشره لاصق بشحمه وقد توجد أنبوبة عريضة لينة خفيفة خشنة الشعب وهي
أجود من الصنف الآخر ودونه ما كان من السليخة لونه إلى البياض ما هو أجوف ، رائحته
تشبه رائحة الكراث وما كان منها ليس بغليظ الأنبوبة بل دقيق أجرب. جالينوس في ٧ : هذا
دواء يسخن ويجفف في الدرجة ٣ وهو مع هذا كثير اللطافة وفي طعمه حرافة كثيرة وقبض يسير
فهو لهذه الخصال كلها يقطع ويحلل ما في البدن من الفضول وفيه مع هذا تقوية للأعضاء
وهو نافع من إحتباس الطمث إذا كان لا يدر ويستفرغ بالمقدار الكافي بسبب كثرة
الأخلاط الزائدة وغلظها. ديسقوريدوس : وقوّتها مسخنة ميبسة مدرة للبول قابضة قبضا
رقيقا وهي صالحة إذا خلطت بأدوية العين المحدة للبصر وبأخلاط بعض المراهم ، وإذا
خلطت بعسل ولطخ بها الرطوبة اللبنية التي تكون في الوجه قلعتها وتدر الطمث وتنفع
من سم الأفعى إذا شربت ومن أوجاع الكلى ، وتنفع من الأورام كلها الحارة العارضة في
الجوف إذا شربت ، وتنفع من إتساع الرحم إذا جلس النساء في مائها ويدخن بها فإن لم
يوجد سليخة وجعل بدلها في الأدوية من الدارصيني ضعف ما يجعل منها فعل فعلها وهي
كثيرة المنافع جدّا. ابن سينا : محلل للرياح الغليظة وفيه قبض قليل مع حرافة كثيرة
ولطافة كثيرة فيقطع للحرافة وهو بقبضه يعين
القابضة وبتحلله يعين
المسهلة وهو بما فيه من التحليل والقبض واللطافة يقوي الأعضاء. مهراريس : يطرح
الولد بقوّة قوية. التجربتين : يسخن الأعضاء الباطنة ويفتح سددها ويسقط الأجنة
الأحياء والموتى والمشيمة ، وينفع من أوجاع الصدر والجنبين المتولدة عن أخلاط لزجة
أو عن رياح غليظة ويسهل النفث ، وإذا دخن به الرحم ينقيه من الرطوبات الفاسدة
العفنة ويحسن رائحته ويجب أن يضاف إليها في أدوية الصدر عروق السوس وإذا وضعت على مقدم الدماغ منثورة بعد السحق
أو تضمد بها نفعت من النزلات.
سلق
: الفلاحة : هو ثلاثة أصناف فمنه كبير
شديد الخضرة يضرب إلى السواد ورقه كبار عراض لينة حسنة المنظر ويسمى الأسود ومنه
صغير الورق جعد سمج المنظر ناقص الخضرة ، ومنه صنف ورقه نابت على ساق طويل وورقه
كثير رقيق الأصل في أسفله جعودة وفي أعلاه الدقيق سبوطة طويل الساق إلى موضع الورق
، وخضرته ناقصة جدّا يضرب إلى الصفرة. جالينوس في ٨ : في السلق قوة بورقية
تجلو وتحلل وتقبض فضل الدماغ من المنخرين حتى أنه إذا طبخ خرج ما فيه من البورقية
وهذه الحدة وصارت قوته قوة تبطل كمون الأورام ويحلل تحليلا يسيرا ، والسلق الأبيض
فيه من قوة الجلاء والتحليل أكثر من طريق أن الأسود منه فيه شيء من القبض ، وخاصة
في أصوله هذا القبض أكثر منه في جميع أجزائه. وقال في أغذيته : إن فيه رطوبة تجلو
جلاء معتدلا وبتلك الرطوبة تهيج البطن للإنطلاق وتلذع الأمعاء والمعدة وخاصة إذا
كانت جيدة الحس ولذلك صار السلق ضارا للمعدة وخاصة لمن معدته بهذه الحال إذا أكثر
منه وغذاؤه يسير كغذاء سائر البقول ، إلا أن السلق أنفع من الملوكية وهي الخبازي
في تفتيح السدد في الكبد وغيره وخاصة متى أكل مع الخردل فإن لم يكن مع خردل فلا
أقل من أن يؤكل مع الخل وهو دواء بليغ لمن كان طحاله عليلا من سدد إذا أكل على ما
وصفت. ديسقوريدوس في الثالثة : السلق صنفان الأسود منه يعقل البطن وإذا أكل مطبوخا
بالعدس وخاصة أصله كان أشدّ عقلا للبطن والصنف الآخر يسهل البطن وكلا الصنفين رديء
الكيموس للبطن ، وعصارتهما إذا سعط بها بماء العسل تنقي الرأس وتنفع من وجع الأذن
وطبيخ ورق السلق ، وأصله إذا غسل به الرأس قلع الصيبان ونقى النخالة ، وإذا صب على
الشقاق العارض من الشرد نفع منه وقد يضمد البهق بورقه نيئا بعد أن يتقدم في غسل
البهق بنطرون ويضمد به داء الثعلب بعد أن يتقدم في غسل جلده والقروح الخبيثة ، وإذا
طبخ ورقه أبرأ البثور وحرق النار والحمرة.
ماسرحويه : إنه من الأطعمة التي فيها
غلظ. قسطس في الفلاحة الرومية : إن عصيره إذا دلك به الرأس يقتل القمل ويذهب
بالحزازون جعل عصيره قيروطيا وسقي ووضع على الورم سكنه وإن طلي على الكلف أذهبه ويذهب
بالقروح في الأنف وإن طلي داء الثعلب به أنبت فيه الشعر. الطب القديم : إنه جيد
للقولنج. ابن سينا : مركب القوة وورقه يقطع الثآليل ضمادا وينفع من القوابي طلاء
بالعسل ويسعط بمائه مع مرارة الكركي فيذهب باللقوة وماؤه فاترا يقطر في الأذن
فيسكن الوجع ويذهبه وأصله رديء للمعدة مغث ويحقن بمائه لإخراج الثفل وجميع المسلوق
يولد النفخ والقراقر ويمغص وهو جيد للقولنج إذا أخذ بالتوابل والمري. المنصوري : هو
مقطع للبلغم. الغافقي : غذاؤه قليل رديء وينفع من الرعشة
_________________
ويسهل النفس وربما
حرك شهوة الجماع وإذا جعل ورقه كما هو غير مدقوق على القروح الشهدية التي في رؤوس
الصبيان مرارا نقاها من الصديد ، وزعم قوم أن عصير ورقه إذا صب على الخمر ردّه بعد
ساعتين خلاّ وإن صب على الخل قلبه خمرا بعد أربع ساعات ، وأصول السلق قد تؤكل
مطبوخة وهي محرقة للدم فإن أخذ أصل السلق طريا ومسح بخرقة من التراب ودق واعتصر
ماؤه واستعط منه بنصف مسعط نفع من وجع الأسنان ومنع من معاودة الوجع ونفع من وجع
الأذن والشقيقة وقد تشرب الأدوية المسهلة للبلغم بماء السلق فيعينها على إخراج
البلغم وينفع صاحب النقرس وأوجاع المفاصل. التجربتين : وماء أصله أقوى فعلا في
النفع من سدد الخياشيم ، وإذا تمودي على تقطيره في أنف المصروعين المتولد صرعهم من
اجتماع أخلاط لزجة في الدماغ ، نفعهم جدا وقد أبرأ بعضهم وينفع من النزلات المنصبة
إلى الصدر لصرفه المادّة إلى سبل الخياشيم والمسلوق منه بالخردل المصنوع إذا أكل
قبل استعمال الأدوية المقيئة قطع الأخلاط وأعدّها للقيء ، وإذا حل في مقدار نصف
أوقية من مائه درهم ونصف غاريقون وشرب أخرج أخلاطا لزجة أغلظ من التي يخرجها
الغاريقون.
سلق
الماء : هو جار النهر وقد ذكرته في الجيم.
سلق
بري : هو ضرب من الحامض.
سلت
: أبو حنيفة : هو صنف من الشعير يتجرد من
قشره كله وينسلت حتى يكون كالبر سواء وينبت بأرض العرب وهو صنفان ويسمى بالسريانية
السحة وتفسيره الشعر العاري.
الغافقي : قد ذكره جالينوس في كتاب
أغذيته ووصفه وسماه طبقا ولم يذكر ديسقوريدوس طبقا ولكنه ذكر طراعيس وقد ذكر أكثر
المترجمين أنه السلت ويمكن على هذا أن يكونا صنفا واحدا ويمكن أن يكونا نوعين
متقاربين. جالينوس في الأولى من أغذيته قال : الطبقا صنف من الحنطة ويسميه بعض
الناس حنطة صغار وهو أشدّ شقرة من الحنطة وأقرب إلى الحمرة وهو ملزز كثيف أصغر من
الحنطة بكثير ومزاجه شبيه بمزاج الحنطة ولا يضر الخيل إن أكلته وهي لا تسلم من
مضرة الحنطة وقشره كقشر الشعير ونباته قصبة واحدة رقيقة وأكثر ما يتخذ في البلاد
الباردة وخبزه ما دام حارا أفضل من الخبز البائت فإنه إذا برد تكاثف تكاثفا شديدا
حتى إن من يأكله بعد يوم أو يومين يظن أن في بطنه طينا ، ويبطئ إنهضامه وانحداره.
ديسقوريدوس في الثانية : طراغيس شكله شبيه بشكل الصنف من الحبوب الذي يقال لها
حندروس وهو أكثر غذاء منها بكثير لما فيه من كثرة النخالة ولذلك هو عسر الإنهضام
ملين للبطن. الشريف : يولد النفخ والقراقر وإذا طحن وصنع منه رغيف وطبخ نصف طبخة ووضع
حارا على رأس من به ماليخوليا نفعه ، وإذا عمل من دقيقه حريرة أعني حساء خفيفا ثم
جعل فيه زيت كثير وتحسى منه قدح وهو فاتر يفعل ذلك ثلاث غدوات أو خمسا فإنه نافع
من داء الموم والهذيان وحسوه نافع ينقي الصدر وينفع من السعال الشديد ويدر البول وينقي
الكليتين والمثانة إلا أنه يضر بالمعدة.
سلخ
الحية : جالينوس في الحادية عشرة : قد ذكر قوم
أنه إذا غلي سلخ الحية بالخل شفى وجع الأسنان. ديسقوريدوس : إذا طبخ بالشراب وقطر
في الأذن كان علاجا نافعا من أوجاعها وإذا تمضمض به نفع من وجع الأسنان ، وقد
يخلطه قوم في أدوية العين وخاصة سلخ الحية الذكر منها. الشريف : إذا طبخ في زيت وصنع
منه قيروطي نفع من وجع الشفتين والمقعدة ، وإذا بخر به
في النار هربت منه
الحيات من ذلك الدخان ، وإذا طبخ مع ورق الكبر وتمضمض بمائه شفت من أوجاع الأسنان
الحادثة وحيا ، وإن دس منه في ثلاث تمرات زنة درهم وأطعمت لمن به الثآليل نفعت منه
، وإن أخذ منه وزن درهم وقطع أجزاؤه وخلط معه وزن درهمين دقيق شعير وعجن ثم قرص ودفن
في رصيف نار إلى أن ينضج ثم أطعمته صاحب البواسير الباطنة والظاهرة نفعت منه نفعا
بينا ظاهرا. الرازي في كتاب خواصه : إذا شد سلخ الحية على ورك المرأة الحامل عند
الطلق أسرعت الولادة وليؤخذ عنها أوّل ما تلد. التجربتين : إذا أغلي في الزيت نفع
من أوجاع الأذن الباردة ومن قروحها ومن سيلان المادّة منها وإذا غشي في الزيت وعلق
ذلك الزيت في الشمس الحارة أياما نفع من أدواء الأجفان ومن الرمص ومن إنتثار
الأشفار ومن غلظها كحلا. ابن ماسه البصري : إذا اكتحل به أحدّ البصر. ديمقراطيس : إذا
بخرت امرأة قد رجعت مشيمتها أو مات ولدها في بطنها ألقت ما في بطنها مجرب. غيره :
ومحرقه ينبت الشعر في داء الثعلب لطوخا.
سلدانيون
: الشريف : ذكره ابن وحشية في كتابه وقال
: هي شجرة ترتفع على الأرض نحوا من ثلاثة أذرع وتنبت في المواضع الوعرة وهو يورد
وردا أحمر يعقد بعده حبا على قدر الشاهدانج ، وهذا النبات مع الحب من أبلغ الأدوية
نفعا لنهش الحيات والهوام كلها ذوات السموم ، وإذا شربت غمرت الصدر والحلق وأزالت
الخشونة منه وأصلحت الصوت.
سلحفاة
: ديسقوريدوس : ودم السلحفاة البحرية إذا
شرب بشراب وأنفحة أرنب وكمون وافق نهش الهوام ومن شرب الحيوان الذي يقال له
فورنوقس وهو الضفدع الآجامي ودم السلحفاة البرية إذا شرب وافق من به صرع ومرارة
السلحفاة يصلح للحباق لطوخا وللقروح الخبيثة العارضة في أفواه الصبيان وإذا وضعت
في منخري من به الصرع نفعته.
أطهورسعس : قال إن أحرقت سلحفاة بحرية
حتى تبيضّ بالحرق وسحقت مع السمن وطلي على شيء ووضع على السرطان المتقرح نقى
أوساخه وألحمه ومنعه أن يعود وهو أولى بأن يبرئ جميع القروح وحرق النار. ابن سينا
: وبيضه صالح لسعال الصبيان.
الشريف : هي ثلاثة أنواع بحرية ونهرية وبرية
وإذا ذبحت السلحفاة البحرية وأخرج ما في بطنها وأحرقت وخلط رمادها بشيء من فلفل وعجن
بعسل وشرب منه العليل بالغداة والعشي قدر ملعقة نفع من اللهث والربو ، وإذا أخذ دم
السلحفاة البحرية وخلط بدقيق شعير وعجن بعسل وصنع منه حب أمثال الفلفل وسقي منه
المصروع في كل يوم على الريق وكل عشية نفع من ذلك نفعا عجيبا ، وإذا لطخت على
الأقدام والأيدي بدمها نفعت من وجع المفاصل والنقرس لا سيما إذا توولي على ذلك ، وإذا
تمسح بشحم السلحفاة نفع من التشنج والكزاز وأكل لحم السلحفاة يفعل من ذلك أيضا وكذا
يفعل دمها إذا سقي منه صاحب التشنج وإذا احتقن بدمها مع جندبادستر كان أبلغ دواء
في نفع التشنج ، وإذا أحرقت سلحفاة بحرية وخلط رمادها ببياض البيض وطلي به على
الشقاق وخاصة شقاق القدمين شفاه وأزاله ، ويقال إنه إذا وضعت حدقة سلحفاة على قدر
يغلي سكن غليانها ، ويقال إنه إن علق على رأس مصدوع سكن صداعه. ومن كتاب الفلاحة
أن البرد إذا كثر نزوله بموضع وأضر بذلك المكان أخذت سلحفاة وقلبت على الأرض يداها
ورجلاها إلى الهواء وتركت كذلك لم يزل البرد في ذلك المكان. خواص ابن زهر : مرارة
السلحفاة إذا
جففت وسحقت بعسل لم
يصبه دخان واكتحل به منع نزول الماء. وقال ماسرحويه : ينفع من نزول الماء والبياض
في العين والبلة والدموع في العين. غيره : يقال إنها إذا طبخت بماء وقعد فيه الصبي
الذي قد عرض له الفتق نفعه.
سلوى
: هو السمان وسنذكره فيما بعد.
سلور
: هو الجربي وقد تقدم ذكره في حرف الجيم.
سلاخه
: هي أبوال التيوس الجبلية وذلك أنها تبول
أيام هيجانها على صخرة في الجبل تسمى السلاخة فتسود الصخرة وتصير كالقار الدسم
الرقيق تستعمل في الأدوية المشروبة النافعة من الجذام.
سلطان
الجبل : هو النبات المسمى بصريمة الجدي عند
شجاري الأندلس وسنذكر الصريمة في حرف الصاد.
سماق
: ديسقوريدوس في ١ : السماق الذي نستعمله
في الطعام وهو ثمر نبات يقال له رؤوس برسوديسمقوس وبالعربية سماق الدباغة إنما سمي
هكذا لأن الدباغين يستعملونه في دباغ الجلود ، وهو شجر ينبت في صخور طولها نحو من ذراعين
وفيها ورق طويل لونه إلى حمرة الدم ما هو مشرف الأطراف عل هيئة المنشار وله ثمر
شبيه بالعناقيد كثيف وفي عظم الحبة الخضراء إلى العرض ما هو وفي قشر الحب المنفعة.
جالينوس في ٨ : هذه الشجرة تقبض وتجفف ولذلك يستعملونها ليجففون ويقبضون بها
الجلود التي يدبغونها ، ولذلك صار نوع من السماق يعرف بسماق الدباغين وأنفع ما في
هذه الشجرة ثمرتها وعصارتها لأن في الثمرة والعصارة طعما قابضا بليغا وأفعال هذه
الثمرة وهذه العصارة التي تفعلها في الأشياء الجزئية شيء موافق لمن يحس بطعم كل
واحد منها فالسماق دواء يجفف في الدرجة الثالثة ويبرد في الثانية. ديسقوريدوس : وقوة
الورق قابضة يصلح لما يصلح له الأقاقيا وطبيخ الورق يسوّد الشعر ويعمل منه حقنة
لقرحة الأمعاء ويشرب منه ويجلس فيه لألمها أيضا ويقطر منه في الآذان التي يسيل
منها القيح ، وإذا تضمد بالورق مع الخل والعسل أضمر الداحس ومنع الورم الخبيث الذي
يقال له عنعرانا من أن يسعى في البدن وطبيخ الورق اليابس إذا طبخ بالماء إلى أن
يصير طبيخه مثل العسل في الثخن كالذي يفعل بالحضض يوافق ما يوافقه الحضض والثمر
أيضا يفعل ما يفعله الورق ، ويوافق إذا وقع في الطعام لمن كان به إسهال مزمن وقرحة
في الأمعاء ، وإذا تضمد به بالماء منع الورم عن قحف الرأس ومنع الورم من أن يعرض
في مواضع الضرب وآثاره والخدوش التي تعرض في البدن وإذا خلط بعسل جلا خشونة
الأجفان ويقطع سيلان الرطوبة البيضاء من الرحم ويبرئ من البواسير إذا خلط بفحم خشب
البلوط مسحوقا ووضع على البواسير ونقيع الثمر إذا طبخ إلى أن يثخن كان فعله أجود
من فعل الثمر وقد يكون منه صمغ يصير في المواضع المأكولة من الأسنان فيسكن وجعها.
ماسرحويه : وإذا طبخ وصب ماؤه على الوثي لم يرم.
الرازي في الحاوي : إن شرب بشراب قابض
قطع الإسهال ونزف الدم من الرحم وكثرة البول ، وزعم قوم أنه إن شد في صوف مصبوغ
بحمرة وشد على صاحب النزف من أيّ عضو كان قطع الدم. ابن ماسويه : يشهى الطعام
بحموضته ويشد الطبع بعفوصته وينفع الإسهال المزمن الذي يكون من الصفراء إذا أكل واصطبغ
به وهو في مذهب الخل إلا أن الخل ألطف منه وأدخل في البدن وإن طبخ به لحم أو دراج
شد البطن وإن ضمد به المعدة والبطن شدّهما وينفع من تحلب الصفراء من الكبد إلى
المعدة والأمعاء وإذا قلي كان عقله للبطن أكثر غير أن قواه الأخر تضعف وإذا نقع
في ماء ورد واكتحل
بذلك الماورد نفع ذلك من ابتداء الرمد الحار مع مادّة وقوى الحدقة وسويق السماق
عاقل للبطن نافع للمعدة نافع لهيجان الصفراء وإسهالها. إسحاق بن عمران : إن اكتحل
بمائه المنقع فيه نفع من السلاق والإحتراق وقطع الحكة العارضة للعين فإن أخذ من به
قيء دائم حتى لا يثبت في معدته شيء من الطعام ولا الشراب من السماق والكمون فدقه
دقا جريشا وشرب منهما بماء بارد انقطع عنه القيء. الشريف : وإن طبخ منه أوقية في
نصف رطل ماء حتى تخرج قوته فيه ثم تغمس في الماء خرقا نقية وتكمد بها العينان التي
فيهما جرب وأكال وسلاق وجد ما نفعه مجرب ، وإذا سحق بمفرده وأخذ بمفرده بماء بارد
قطع سيلان الدم من أيّ عضو انبعث.
غيره : نقيع السماق يقطر منه في عين
المجدور إذا احمرت فإنه يؤمن به ظهوره في عينيه.
التجربتين : وإذا غسل حبه بماء الورد وتمضمض
بماء الورد وحده نفع من القلاع وورقه أيضا كيفما إستعمل يمسك الطبيعة ، وإذا ضمد
به بطون الصبيان أمسك طبائعهم وإذا استخرجت عصارة ورقه بالطبخ وعقدت حتى تغلظ قوت
الأعضاء ومنعت إنصباب المواد إليها وهي في ردع المواد عن العينين بالغة المنفعة ،
وإذا حلت في ماء لسان الحمل وطليت بها القروح الخبيثة حيثما كانت جففتها ، وإذا
ضمدت به السرة والقفا وأصل القضيب نفعت من سلس البول الذي سببه استرخاء.
سمسم
: جالينوس في ٨ : فيه من الجوهر اللزج
الدهني مقدار ليس باليسير ولذلك هو للسحاج متين ويسخن أيضا إسخانا معتدلا وهذه القوة
بعينها هي موجودة في دهنه وهو الشيرج والماء أيضا الذي يطبخ فيه نبات السمسم كما
هو قوته هذه القوة بعينها. وقال الرازي في أغذيته : إنه أكثر البزور دهنا ولذلك
يزنخ سريعا ويتغير ويشبع أكله سريعا وهو يغثي ويبطئ في الإنهضام ويغذو البدن غذاء
دسما دهنيا وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه ليس يمكن أن يقوي المعدة وغيرها من
الأعضاء التي في البطن كما لا يمكن ذلك في شيء من الأشياء الدهنية ولأن الخلط
المتولد من السمسم خلط غليظ ضار لا ينفك أيضا من المعدة سريعا ويهيج العطش.
ديسقوريدوس في ٢ : هو رديء للمعدة يبخر الفم إذا أكل وبقيت منه بقايا فيما بين الأسنان
، وإذا تضمد به حلل غلظ الأعصاب ، ويبرئ الحصد العارض للآذان والأورام وحرق النار
ووجع معي القولون وعضة الحية التي يقال لها قارسطس وإذا خلط بدهن الورد سكن وجع
الرأس العارض من إسخان الشمس وشجرة السمسم إذا طبخت بشراب فعلت هذه الأفعال وخاصة
في أورام العين وضربانها وقد يستخرج منه دهن وتستعمله أهل مصر. ابن ماسويه : حار
في وسط الأولى رطب في آخرها لزج مفسد للمعدة مرخي الأعضاء التي في الجوف ودهنه
أضعف فعلا من جسمه وإن أكل بالعسل قل ضرره.
وإذا لطخ الشعر بماء طبيخ ورقه لينه وأطاله
وأذهب الأتربة العارضة في الرأس ، وإن طبخ دهنه بماء الآس وبالزيت الأنفاق كان
محمودا في تصلب الشعر ونقى الحكة الكائنة من الدم الحار والبلغم المالح وخاصة إذا
شرب دهنه بنقيع الصبر وماء الزبيب بلا عجمه ومقدار ذلك أوقيتان من نقيع الزبيب وأوقية
ونصف من الشيرج يؤخذ على الريق مع أوقية من الأنيسون وهذا نافع أيضا من الشقاق
العارض في الرجل والخشونة الكائنة في البدن ، وإن صير مع ذلك وزن خعم فانيذ كان
أحمد والمقلو من السمسم أقل ضررا. ماسرحويه قال : نقيع السمسم يدر
الحيضة ويطرح الولد
وإذا قلي السمسم وأكل مع بزر الكتان زاد في الباه.
الرازي في الحاوي : دهن الخل بالحاء
المهملة ضار للمعدة مفسد لها وإنما منفعته لمن كانت فيه كثرة من المرة السوداء أو
الشقاق في أطرافه وحده فإن هؤلاء ينتفعون بأكله لأنه يبسط أطرافهم المنقبضة ويلينها
ويلحم التشقق الذي من يبس المرة السوداء. المنصوري : وإذا قشر وقلي صلح غذاؤه وهو
يسمن إذا هضمته المعدة تسمينا صالحا. إسحاق بن عمران : نافع من أمراض الصدر والرئة
والسعال ويعمل منه لعوق وحساء الدم الذي يتولد منه بين الجيد والرديء ودهنه يقطر
في الآذان للسدة التي تكون فيها. الرازي في الحاوي ، وفي دفع مضار الأغذية : ويذهب
بوخامة السمسم ويسرع بإنزاله أن يتجرع عليه شيء من المري.
الشريف : وإذا مزج دهنه بمثله موم وعمل
منه ضماد على الوجه حلل تقبضه ولينه وصقله وحسن لونه ، وإذا تضمد به على المقعدة
نفع من الشقاق فيها ، وإذا تضمد به على العصب الملتوي بسطه وقومه. التجربتين : ودهنه
ينفع من التشنج اليابس أكلا ودهنا ويلين صلابة الأورام وإذا عرك بالطري منه البيض
الرخصة الطبخ وضمد به العين نفع من ورمها وسكن الأورام الحارة حيثما كانت وفتحها.
ابن سينا : جيد لضيق النفس والربو مسقط للشهوة ويسرع نزوله بقشره ، فإذا قشر أبطأ
نزوله وينفع دهنه مع فوة وورد للصداع الإحتراقي.
الغافقي : السمسم يسكن الحرقة واللذع
العارضين في المعدة من خلط حاد أو من شرب الشراب أو من شرب دواء حاد ، ودهنه ينفع
من السعفة وينفع بإدمان أكله بالخبز من في صدره قرحة ومن قد استولى على يديه اليبس.
سمقوطن
: بطراوز ومعناه أصخري. ديسقوريدوس في
الرابعة : هو نبات ينبت بين الصخور وله أغصان صغار شبيهة بأغصان النبات الذي يقال
له أوريعان وورق دقاق ورؤوس صغار شبيهة برؤوس النبات الذي يقال له بومش وهو الحاشا
وأجزاء هذا النبات كلها جاسية وهو طيب الرائحة حلو الطعم ، وإذا مضغ حلب من الفم
اللعاب وله أصل مستطيل لونه إلى الفرفيرية في غلظ أصبع السبابة. جالينوس في ٨
: هذا مركب من قوى متضادّة وذلك أن فيه شيئا قطاعا بسببه صار يمكن فيه أن ينقي القيح
المحتقن في الرئة والصدر وفيه أيضا شيء يجمع ويشد بسببه صار ينفع من نفث الدم منها
وفيه مع هاتين الخصلتين ثالثة وهي رطوبة حادة وحرارة معتدلة بسببها صار يجده من
ذاقه حلوا في المذاق طيب الرائحة ، وإذا مضغه الإنسان سكن عطشه وإذا تعالج به من
به خشونة في قصبة رئته شفاه وبتركيب هذه القوى صار يحلل تحليلا بليغا ويجمع ويشد
الأعضاء المحتاجة إلى ذلك ولذلك صار يوضع على الفتق الذي ينزل فيه الأمعاء ويشرب
مع الخل والعسل لقروح العضل والعصب ، فأما الذين يطبخونه بشراب ويسقونه لمن به
قروح الأمعاء والنزف العارض للنساء إذا كان دم النزف أحمر قانئا فيستعملونه في هذه
الوجوه من طريق أنه يجفف ويجمع ويشد فأما الذين يسقونه لمن به وجع الكليتين فإنما
يستعملونه من طريق أنه يقطع وينقى. ديسقوريدوس : وهذا النبات إذا طبخ بالشراب الذي
يقال له ماء ألقراطن وشرب منه نقى الفضول التي في الرئة وقد يسقى منه بالماء لنفث
الدم الذي من الصدر ووجع الكلى ويطبخ بالشراب ويشرب لقرحة الأمعاء ونزف الدم من
الرحم وقد يسقى بالسكنجبين لشدخ العضل ، وإذا مضغ وابتلع قطع العطش ووافق خشونة
الحلق ، وإذا وضع على الجراحات في أوّل
ما تعرض ألزقها ، وإذا
تضمد به صاحب قيلة الأمعاء منع من ازديادها ، وإذا طبخ مع اللحم أنضجه.
سمقوطن
آخر : ويسمى بعجمية الأندلس الشبيطة.
ديسقوريدوس في الرابعة : له ساق عليه زغب طوله نحو من ذراعين وأكثر مزوّي مجوّف
مثل أنبوبة البقل الدشتي وعليه ورق ليس ببعيد بعضه من بعض عليه زغب وهو دقيق إلى
الطول ما هو شبيه بالنبات الذي يقال له لسان البقر وعلى الأعضاء عند الزوايا التي
فيما بين الأغصان والساق الذي يتفرع منه ورق ملتزق وله زهر أصفر وثمر على الساق
شبيه بثمر النبات الذي يقال له فلومس وعلى الساق وعلى الورق شيء شبيه بالغبار والزغب
خشن في اللمس يعرض منه لليد إذا مسكته حكة وله عروق لون ظاهرها أسود ولون باطنها
أبيض لزجة وإنما تستعمل هي من هذا النبات فقط. جالينوس في الثامنة : وأما سمقوطن
آخر وهو الأكثر فإن قوته شبيهة بقوة ذلك ولكنه إذا ذاقه الذائق لم يجد في طعمه
حلاوة ولا له أيضا طيب رائحة إذا شمه الإنسان بل هو في هذه الخصال بعيد عن النوع
الذي ذكرناه قبله ، ولما كان فيه شيء لزج يهيج الحكة صار شبيها بالعنصل من هذا
الوجه وهو يستعمل في جميع الوجوه التي يستعمل فيها النوع الذي قبله. ديسقوريدوس :
وإذا شرب كان صالحا لنفث الدم من الصدر ومن عرض له في وسط بعض عضله شدخ وقد يخلط
بورق النبات الذي يقال له أبريفازن ، ويضمد به الأورام الحارة وخاصة العارضة في
المقعدة وينتفع بها وإذا ضمدت به على الجراحات في أوّل ما تعرض ألزقها ، وإذا طبخ
مع اللحم ألزق بعضه ببعض.
سمانى
: ابن سينا : أكل لحمه يخاف منه التمدد والتشنج
لا لأنه يأكل الخربق فقط بل لأن في جوهره هذه القوة وأظن أن اغتذاءه بالخربق هو
لمشاكلة المزاج. الشريف : يسمى قتيل الرعد من أجل أنه إذا سمع صوت الرعد مات وهو
طائر يخرج من البحر. إذا لعقت مرارته نفعت من الصرع وإذا قطر دمه في الأذن شفي
وجعها وإذا استعمل أكله دائما لين القلب القاسي ، ويقال إن هذه الخاصية موجودة في
لبه فقط. ابن زهر في أغذيته : أما جرمها فبإجرام العصافير أشبه وأما مزاجها فكأنها
بين مزاج الدجاج والحجل وهي إلى مزاج الدجاج أميل وهي ألطف جوهرا وأميل إلى الحر
قليلا وهي جيدة الكيموس طيبة الطعم نافعة للأصحاء والناقهين ولحومها تفتت الحصاة وتدر
البول.
سمك
: ديسقوريدوس في الثانية : سماريس وهو صنف
من السمك رأس المملوح منه إذا أحرق قلع اللحم الزائد في القروح ومنع القروح
الخبيثة من أن تسعى في البدن ويقلع الثآليل التي يقال لها أبلو واللحم الزائد في
الأبدان الذي يقال له باليونانية بومو وتسميه الأطباء بالعربية اليوث ولحمه يوافق
من لسعه العقرب أو عضه كلب كلب كالذي يفعله لحم كل سمك مالح. وفرميون وهو سمك بحري
الطري منه إن أخذ وصير في بطن خنزير وخيط البطن وطبخ بثمانية عشر رطلا ماء إلى أن
يصير إلى ثلاثة أرطال وصفي وبرد وسقي منه أسهل إسهالا كثيرا برفق وإذا تضمد به من
عضه أو نهشه شيء من الهوام انتفع به. الرازي في دفع مضار الأغذية : فلنقل الآن في
السمك فنقول إن الفاضل جالينوس قد حكم حكما كليا بأن جميع السمك رديء عسر الهضم وهو
كذلك ولعسره ما يتولد منه الدم وإذا تولد كان مملوءا بلزوجات ويتولد منه بلاغم
غليظة رديئة ، ويتولد منها أمراض خبيثة وأعظم ضرره على من لم يعتده إذا الجىء إلى
إدمانه وهو يختلف بحسب أجناسه وعظم
جثته وجودة مائه ومكانه
الذي يتكوّن ويكون فيه وبحسب مواضيع منه من شيء أو قلي أو مقر أو تمليح والعظيمة
الجثة منها أكثر غذاء وأكثر فضولا والكثير السهوكة المنتنة الرائحة القليلة
اللذاذة رديء الخلط جدّا لا ينبغي أن يؤكل وبالجملة أجود السمك ألذه وأقله سهوكة
صغيرا كان أو كبيرا وقلما يكون السمك الجيد في النقائع والآجام والمياه القائمة
الرديئة وقد يكون في الأودية العظام والقنى العذبة وفي مواضع من البحر دون بعض سمك
جيد حسن اللون طيب الرائحة قليل السهوكة وما اصفرّ وما اسودّ من السمك فهو رديء في
أكثر الأمر وقد يصلح السمك الهاربا وإذا اتخذ بالخل للمحمومين والمحرورين وينفع
أصحاب اليرقان والأكباد الحارة وأضر ما يكون السمك بأصحاب الأمزجة الباردة والمعد
البلغمية فإنه يولد في هؤلاء عن إدمانه أمراضا رديئة في العصب والدماغ ، ولذلك
ينبغي لمن يضطر منهم إلى إدمانه أن يقليه أو يشوبه بدهن الحور والزيت وأن يأكله
بالفلفل المسحوق ويأخذ عليه الزنجبيل المربى ويشرب عليه الشراب الصرف القوي
المقدار ويصابر العطش ما يمكن فإنّ السمك طريه ومالحه جميعا معطش وإن اتفق في حالة
أن يشرب عليه من الماء فإنه يميد المعدة ويشتاق إلى القيء والأجود أن لا يأكل
السمك إلا يوما يعزم فيه على القيء ومتى أكل منه ولم يتفق القيء شرب بعده دواء
مسهلا ليخرج من المعدة والبدن ما يولده من البلغم اللزج والزجاجي الذي كثيرا ما
يكون سببا للقولنج الصعب والفالج والسكتة والعسل أيضا مما يصلح إذا أخذ عليه ويجلو
بلاغمه ويغير مزاجه ولا سيما إن كان مع شيء من الأفاويه إلا أنه من قبل أن يزيد في
العطش إنما كان الخل أوفق منه في إصلاحه وذلك لمن يكثر به العطش ويسرع إليه. والمكبب
من السمك على الجمر أخف على المعدة من المقلوّ في الدهن ولا سيما الهاربي والصغار
منه فأما ما لوّث في الدقيق وقلي بالدهن فوخم جدّا كثير الأعطاش بطيء النزول والمالح
من السمك أيضا فلا يخلو من توليد البلاغم الزجاجية على ممر الأيام ولكن أكثر وأسرع
ما يتولد منه البلاغم المالحة التي تكون سببا للجرب المتقشر والقوابي البيض ويفسد
المزاج على الأيام ويؤدّي إلى الإستسقاء وذلك أنه لا يدر البول بل يسد مجاريه ومجاري
الكبد ويدعو إلى كثرة شرب الماء إلا أنه أقل توليدا للقولنج فيمن لم يعتده ويكثر
منه ، فأما من اعتاده فربما جفف البطن تجفيفا شديدا ويصلح السمك المالح مرة بالخل
إذا أكل معه أو مقربه فيقل توليده للعطش ويلطف البلغم المتولد منه ومرة بأن يقلي
بالدهن ويؤكل بعده العسل والفانيذ ، فيغير الدهن مزاجه القشف الذي أكسبه الملح ويقلل
أيضا إعطاشه. الرازي في الحاوي : قال جالينوس في كتاب الأغذية : إن السمك يختلف
النوع الواحد منه بحسب اختلاف مكانه فلحم ما يكون منه في مواضع فيها حمأة وعكر وكدر
وفضول كثيرة فعلى غاية اللزوجة والذي يكون في الماء الصافي أجود وأفضل وخاصة إن
كان ذلك الماء يحرك برياح تهب والذي يكون في الماء الصافي بحيرات يسترها عن الريح
شيء فهو أجود مما يكون في بحيرات كثيرة الأمواج لأنّ رياضته تكون أكثر وفضوله أقل
وأخس من هذا الذي يكون في فوّهة النهر مخرج أقذار مدينة وأوساخها وما كان في بحيرة
تتصل بنهر عظيم من أحد جانبيه وببحر عظيم من الجانب الآخر وما كان في بحيرات
منقطعة عن الأنهار والبحار خاصة إن كانت هذه
غدرانا صغارا لا
ينصب إليها أنهار كبار ولا فيها عيون عظام تتبع والذي في المياه التي ليست جريتها
قوية رديء أيضا والذي في نقائع الماء والآجام لحمه في الغاية القصوى من كثرة
الفضول والرداءة والذي يكون في الأنهار فأجوده ما يكون في أنهار قوية الجرية
حادتها ، وأما ما يكون في أنهار تفيض إلى بحيرات فليس هو بالجيد وجودة السمك تكون
من قبل غذائه وذلك أن منه ما يغتذي من حشيش وأصول نبات فيكون لحمه لذلك أجود ومنه
ما يغتذي من حمأة وأصول رديئة فيكون أخس ومنه ما يغتذي من أقذار مدنية وأوساخها
فيكون لذلك أيضا أردأ من جميع السمك حتى أنه إن مكث فضل قليل بعد إخراجه من الماء
نتن وما كان من السمك كذلك فكله رديء الطعم عسر الهضم والذي فيه من الغذاء الجيد
مقدار يسير ومن الفضول كثير. وأفضل السمك ما كان في بحر صاف نقي الماء جدّا وخاصة
إن كان شط ذلك البحر ليس أرضا ترابية ردغة بل إما رملية وإما خشنة صخرية فإن كان
مع ذلك البحر ليس أرضا ترابية وكان سمكه يستقبل الشمال كان سمكه بكثير أفضل وذلك
أنه تكثر حركته بمهب الريح الذي يخالطه لما وصفناه مما يزيد في جودة الطبع وفضيلة
جوهره والسمك الذي يكون في البحيرة المتصلة من أحد جانبيها بنهر عظيم ، ومن الجانب
الآخر ببحر لحمه بين السمك البحري والنهري لأنها تستريح إلى الماءين ومن طبع هذا
السمك أن يغالب جريه ماء النهر ويبعد عن البحر كثيرا إلا أن السمك البحري ليس له
شوك صغار وأما السمك الذي يدخل إلى البحر من الأنهار فإنه مملوء شوكا صغارا يؤخذ
ليعرف الجيد من السمك بأن لا يكون في لحمه فضل حدة وحرافة وأما التفه الطعم أو
الغالب في طعمه طعم الشحم والدسم فهو أحسن في اللذاذة وأردأ في عسر الهضم وهو أيضا
رديء للمعدة رديء الغذاء. وما كان من السمك فيه رطوبة ولزوجة مخاطية فإنه إذا ملح
أذهب الملح عنه ذلك والقريب العهد بالملح أفضل والدم المتولد من جميع السمك أرق وألطف
من المتولد من المواشي وغذاؤه أسرع تحليلا وأما السمك القليل الرطوبة الذي يكون
يكاد يتفتت لعدم الرطوبة والسمين فإنه كثير الغذاء لأنه صلب أرضي قليل الرطوبة والدسم
ينفذ سريعا أوّل ما يؤكل ثم يرجع فيقلل الشهوة ، وأما السمك الصخري فسريع الإنهضام
وفي غاية الجودة والموافقة لحفظ الصحة لأنه يولد دما متوسط القوام ويتلو السمك
الصخري في الفضل السمك اللجي والذي يرعى في مواضع أقذار مدنية فإنه ما ازداد سمنا
كان أردأ غذاؤه وأكثر فضولا وما صلب لحمه وغلظ من السمك أكل بالصباغات وبالأشياء
الملطفة. وما كان منه فاضلا محمودا فإنه يصلح أسفندياجا للناقهين. وأما الأصحاء
الأعضاء فيصلح لهم المشوي على الطابق المكبب.
ابن ماسه : المارماهي يزيد في الباه.
جالينوس في السادسة : من منافع الحيوان أنه أبرد الحيوان والدليل على أن السمك
بارد أنه إما عديم الدم وإما قليله ، وقال في الخامسة من تدبير الأصحاء أن السمك
مدحه في كثير من الناس باطل فإنه وجميع ما يتخذ منه عسر الهضم يولد السدد في
الأحشاء وغيرها ، وإنما يقلل من سدده إذا أكل معه عسل كثير ويسخنه العسل ويلطفه ويسرع
إخراجه ولا ينبغي أن يؤخذ على السمك المالح الجوارشنات الحارة كي لا يلتهب البدن
منه من ساعته ويثور الحموّ بل يكفي في ذلك العسل والفانيذ وليس يجوز أن يأخذ أيضا
ذلك عليه من كان محرورا لكن ينبغي أن
يشرب عليه السكنجبين
الحامض ويتجرع عليه الخل ويؤكل ممقورا وأشر ما يكون السمك وأو خمه وأبطؤه نزولا
إذا جمع إلى البيض ولا يكاد يسلم من أكله من الهبضة. ولذلك ينبغي أن يشرب عليه من
ساعته شراب يسير صرف حتى إذا نزل قليلا عن فم المعدة شرب عليه شرابا كثيرا ممزوجا
ليلين عليه البطن سريعا ويخرج ثم يؤكل الغذاء بعد خروجه بيوم من الجلنجبين العسلي
أو العتيق من السكري على حسب مزاج البدن ويشرب عليه من به غثى شربة من رب السفرجل
ومن لا غثى به شربة من ماء حار يغلي غليانا.
سميكة
صيدا : الشريف : إن هذا الحيوان يوجد في عين
بقرب مدينة صيدا من أرض الشام وهي أشبه شيء بصغير الوزع وهذه السميكة تصاد في أيام
الربيع لا في غير ذلك من فصول السنة وذلك عند هيجانها وكثرة حركتها والمنتفع منها
بالذكور خاصة. ولها علامات يمتاز لها الذكور من الإناث ما دامت حية فإذا ماتت وجفت
خفيت علامتها فلم يكن لها فضل وهذه السميكة إذا صيدت ملحت بقليل ملح وجففت فإذا
احتيج إليها وأخذ منها وزن نصف درهم مسحوق في خمر أبيض وذلك في إثر الطعام ونيم
عليها حركت شهوة الجماع وأسرعت الإنعاظ. وزعم قوم أنّ من علامتها الدالة على
ذكورها من إناثها صغر رؤوسها وطول أبدانها ومستعملها قليل. ابن جميع في كتاب
الإرشاد : أجودها ما صيد بعد نصف شهر شباط والذكر منها ما يهيج باه الرجال وعلامته
رقطة تحت حنكه الأسفل وتراكب رجليه والأنثى تهيج باه النساء والمستعمل منه نحو
الخروبة يلقى على بيضة وتقلى وتؤكل.
سمن
: جالينوس في ١٥ : والسمن هو محلل منضج
ولذلك يستعمل في الأورام التي تحدث خلف الآذان وأورام الأربيتين وغيرها إذا أردنا
تليينها وسرعة إنضاجها. قالت الخوز : سمن البقر يمنع سم الأفاعي من الوصول إلى
القلب. الرازي : أخبرني ابن سوادة أنه نهش بالبادية رجلا أفعى فسقاه سمن بقر عتيق
كان معه فلم ينله ضرر البتة. ابن سينا : هو يفعل أفعال الزبد وهو أقوى في الإنضاج
والأرخاء والتليين والإسخان حار رطب في الأولى منضج محلل وأكثر فعله في الأبدان
الناعمة والمتوسطة دون الصلبة وينضج الأورام وخصوصا الذي في أصل الأذن خصوصا
للصبيان والنساء وتليين الصدر بنضج الفضول فيه وربما عقل البطن وربما أطلقه وهو
ترياق للسموم المشروبة. الشريف : إذا احتقن به مع ماء الرماد نفع الزحير وقروح
الأمعاء وإذا وضع منه في قطنة وضمدت به القروح أذهب الخشكريشة منها ، وإذا وضع منه
في قطنة ووضعت على فم جرح منعه أن يلتحم يفعل هذا به عند الإحتياج إلى تنقية
القروح ذوات الغور وكثيرا ما يستعمله الأطباء في توسيع أفواه الجراحات وإذا عجنت
الحناء بعتيقه وطلي بها على الجرب العتيق أذهبه ، وإذا شرب منه أوقية مع نصف أوقية
من السكر أطلق البول المحتبس وحيا جرب ذلك فحمد ، وإذا احتمل في فرزجة نفع من قروح
الأرحام وينفع من البواسير إذا لطخ به على المقعدة وإذا خلط أوقية منه مع سكرجتين
ماء رمان نفع من الداوسنطاريا منفعة بينة ، وخاصته تليين صلابة العين إذا طلي
عليها وإذا خلط به زيت وطلي به على الأجفان الجرية نفعها وإذا اكتحل به مع ماء عنب
الثعلب نفع من ضربان العين وأورامها ونفع من أوجاع الأذنين وإذا لعق على الريق رطب
السعال المزمن اليابس ونفع منه وينبغي أن يجتنب في العلل الرطبة وإذا طلي بالسمن
على الوجه ليلا وينام به يفعل ذلك سبع ليال نقى الوجه وحسن
ديباجته وصقله وكذا
يفعل الزبد.
سميقلس
: ديسقوريدوس : وأهل رومية يسمونه طقس وهو
شجرة شبيهة بشجرة الأرطي في ورقها وعظمها وينبت في المواضع التي يقال لها أنطاليا
والبلاد التي يقال لها أسبانيا وهي بلاد الأشنان وقد يعتلف ثمر ما ينبت من هذا
النبات بالبلاد التي يقال لها أنطاليا طائر من صغار الطيور فيسود ومن أكله من
الناس عرض له من ذلك استطلاق البطن ، وأما ما كان منه نابتا بالبلاد التي يقال لها
مونيونيا فقد أفرطت قوته في المضرة حتى أنه إن قعد أحد تحته أو نام في ظله ضره وكثيرا
ما يموت وإنما ذكرنا هذا النبات في كتابنا هذا ليحترز منه.
جالينوس في الثامنة : هذه الشجرة قوّتها
قوّة قتالة.
سماقيل
: هو السماق وقد ذكر.
سمنة
: قد ذكر في حرف الحاء حب السمنة.
سمرنيون
: هو الكرفس البري وسنذكره في الكاف.
سمار
: هو الأسهل وقد ذكر في الألف.
سمسق
: هو المرزنجوش بالعربية وسنذكره في
الميم.
سمسم
بري : هو الجلبهنك وقد ذكر في الجيم.
سم
الحمار : هو الدفلي وقد ذكر من قبل في الدال.
سم
الفأر : وهو التراب الهالك عند أهل العراق وأهل
الأندلس يعرفونه برهج الفأر وهو الشك وسنذكره في الشين المعجمة.
سم
السمك : هو الماهي زهره ويذكر في حرف الميم.
سمور
: كتاب التكميل يكون في بلاد الأتراك حار
يابس يسخن إسخانا كثيرا فوق إسخان سائر الأوبار ، وهذا الحيوان أشدّ حرارة على
الإنسان من جميع الحيوانات السبعية وجلده سريع التغير لأنه لا يدبغ كما تدبغ سائر الجلود.
المنهاج : هو والدلق متقاربان وهو يسخن إسخانا ويجفف ولبسه ينفع المشايخ والمبرودين.
وقال غيره : إن لباس السمور جيد للصدر والكليتين.
سني
: أبو حنيفة الدينوري قال : الفراء وهو
هذا الذي يتداوى به ويسمى السني المكي وأخبرني بعض الحجازيين قال : يخلط السنى
المكي بالحناء فيكون شبابا له يسوّد به. وقال أبو زياد الأعرابي : السنى من
الإعلاث وفيه كل شيء ينعت في العشرق إلا أن ورقته دقيقة وإذا جف صار له زجل لأن له
سنفة وهي خرائط طوال فيها حب منتظم ولتلك السنفة معاليق دقاق فإذا هبت عليه الريح
تخشخشت حتى تضمه الرعاء ويخلط ورقه بالحناء فيسوّد الشعر. غيره : المستعمل منه
ورقه وهو شبيه بورق المازريون وأجوده المكي. أمية بن أبي الصلت : السنى حار يابس
في الأولى يسهل المرة الصفراء والمرة السوداء والبلغم ويغوص في العضل إلى أعماق
الأعضاء ولذلك ينفع من النقرس وعرق النسا ووجع المفاصل الحادث عن أخلاط المرة
الصفراء والمرة السوداء والبلغم والشربة منه في المطبوخ من أربعة دراهم إلى سبعة
دراهم. إسحاق بن حنين : قال بولس : إنه ينفع من الوسواس السوداوي ومن الشقاق
العارض في اليدين وينفع من تشنج العضل ومن انتثار الشعر ومن داء الثعلب والحية والقمل
العارض في البدن وينفع من الصداع العتيق ومن الجرب والبثور والحكة ومن الصرع. حبيش
بن الحسن : السنى حار يابس يسير الحرارة ويبسه قريب من الحرارة وله بشاعة في وقوعه
في المعدة يقوي حزم القلب فإن خلطت به الأدوية التي ذكرت أنها تصلح البنفسج أصلحته
وشرب مائه مطبوخا أصلح من شربه مدقوقا وإذا شرب وحده فالشربة منه مدقوقا من درهمين
إلى ثلاثة ومطبوخا من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم.
الشريف : إذا طبخ في زيت أنفاق وشرب منه
أخرج الخام بليغا وينفع من أوجاع الظهر والوركين.
سنبل
: الشريف : هو ثلاثة أصناف
هندي ورومي وجبلي
فلنبدأ منه بسنبل الطيب وهو الهندي وهو العصافير. ديسقوريدوس في ١ : بارديين
هو الناردين وهو جنسان أحدهما يقال له الهندي والآخر يقال له السوري لا لأنه يوجد بسوريا
بل لأن الجبل الذي فيه يوجد منه ما يلي سوريا ومنه ما يلي بلاد الهند وأجود ما
يكون من السوري ما كان حديثا خفيفا وافر الجمة أشقر طيب الرائحة جدّا فيه شيء من
رائحة السعد سنبله صغير مر يجفف اللسان ويمكث طيب الرائحة في الفم إذا مضغ طويلا.
وأما الذي يقال له الهندي فمنه ما يقال له غاميغطس واشتق له هذا الإسم من إسم نهر يجري
إلى جانب الجبل الذي يقال له غيغيطس ينبت بالقرب منه وهو أضعفه قوّة لرطوبة
الأماكن التي بنيت فيها وهو أطوله وأكثره سنبلا ومخرج سنبله من أصل واحد وجمام
سنبله وافرة وهو ملتف بعضه ببعض زهم الرائحة ومنه ما هو داخل في الجبل وهو خير من
الذي وصفنا طيب الرائحة قصير السنبل رائحته تشتبه برائحة السعد وفيه كل ما وصفنا
في الناردين السوري وقد يوجد نبات يقال له ناردين ١سقاريطيقي واشتق له هذا الإسم
من إسم الأماكن التي ينبت فيها كثيرا وله سنبل أشد بياضا من الذي وصفنا وربما كان
له في وسطه ساق رائحته مثل رائحة البيش فينبغي أن يرفض هذا الصنف وربما بيع الناردين
وقد أنقع بالماء ويستدل على ذلك من بياض السنبل وفحله ومن أن ليس فيه تراب وقد يغش
بأن يرش عليه أثمد بماء وسكر ليتلبد ويثقل وقد ينبغي أن ينقى عند الحاجة إليه إن
كان في أصوله شيء من طين وينخل ويؤخذ ترابه فإنه يصلح لغسل اليد.
جالينوس في ٨ : هذا السنبل يسخن في
الدرجة الأولى ويجفف في الدرجة الثانية يجفف نحو آخرها وهو مركب من جوهر قابض كثير
المقدار وجوهر حار حاد ليس بكثير المقدار وجوهر مائل إلى الحرارة يسير المقدار ولما كان مركبا من هذه
القوى كان حقيقيا بأن ينفع الكبد وفم المعدة إذا شرب وإذا وضع من خارج وأن يدر
البول ويشفي اللذع الحادث في المعدة ويجفف الموادّ المتحدرة المنصبة إلى المعدة والأمعاء
والموادّ المجتمعة في الرأس والصدر وأقوى أصناف السنبل في ذلك السنبل المعروف
بالهندي وهو أشد سوادا من السنبل الرومي. ديسقوريدوس : وقوّة الناردين مسخنة ميبسة
مدرة للبول ولذلك إذا شرب يعقل البطن ، وإذا عمل منه فرزجة واحتملته النساء قطع
النزف ويجفف الرطوبة السائلة من القروح وإذا شرب بماء بارد سكن الغثيان وينفع من
الخفقان والنفخ ومن اعتلت كبده ومن به يرقان ومن كانت بكلاه علة ، وإذا طبخ بالماء
وتكمد به النساء وهن جلوس في مائه أبرأهن من الأورام الحارة العارضة للأرحام وهو
صالح لسقوط الأشفار لقبضه وإثنائه إياها وقد يذر على الأجساد الكثيرة العرق وقد
يقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة ويحتاج إليه في أدوية العين وقد يسحق ويعجن
بالخمر ويوعى في إناء جديد ليس بمقير يستعمل في أدوية العين ، وأما الدواء الذي
يقال له ناردين إقليطي فهو السنبل الرومي والسنبل الأقليطي والمنجوشة أيضا.
ديسقوريدوس في
: يكون في جبال البلاد التي يقال لها لنجوريا ويسمونه أهل تلك البلاد البي ليفقا وقد
يكون أيضا بسوريا وهي شجيرة صغيرة وقد يقلع بأصوله ويعمل منه حزم تملأ الكف وله ورق
طويل لونه إلى الشقرة ما هو وزهر أصفر وإنما يستعمل منه ساقه وأصله فقط وفيهما طيب
الرائحة والمنفعة فينبغي أن يتقدم بيوم في رش الحزم وأن ينقى من الطين وأن يوضع
على موضع ندى وقد
_________________
جعلتها في قراطيس وفي
اليوم الثاني ينقى فإنه لا يتبين حينئذ الجيد من الرديء لما أفادته الرطوبة من
القوّة ويغش بعشبة تقلع معه شبيهة به ويسمونها لزهومة رائحتها رائحة البيش والمعرفة
بها هينة وذلك أنه ليس لها ساق وهي أشد بياضا وورقها أقصر من ورق الناردين
الأقليطي الحقيقي وليس لها أصل مر ولا طيب الرائحة مثل أصله وإن أحببت أن توعيه
فاعزل سوقه وأصوله واسحقهما في إناء من خزف جديد واستقص تغطيته ، والجيد منه ما
كان حديثا طيب الرائحة كثير الأصول ليس بهين الإنفراك ممتلئا. جالينوس في ٨ :
قوّة هذا السنبل هي من جنس قوّة سنبل الطيب الذي ذكرناه من قبل إلا أنه أضعف منه
في جميع خصاله خلا الإدرار للبول وهو أشدّ حرارة من ذلك السنبل وقبضه أقل من قبض
ذلك. ديسقوريدوس : وقوّته مثل قوّة الناردين السوري غير أنه أدر للبول وأصلح
للمعدة وينفع إذا شرب بطبيخ الأفسنتين من الأورام الحارة العارضة من الكبد ومن
اليرقان ونفخ المعدة ، وإذا شرب بخمر نفع من ورم الطحال وأوجاع المثانة والكلى ومن
نهش الهوام ونفع في أخلاط المراهم وأشربة ولطوخات حارة. ديسقوريدوس في ٥ : وأما الشراب الذي يتخذ
بالسنبل الرومي وهو المنجوشة وبالساذج فهذه صفته يؤخذ من كل واحد من هذه الأدوية
نصف منّ ويلقى في كوز من العصير ويروق بعد شهرين ويشرب مقدار قوانوس ممزوج بثلاثة
أضعافه ماء ينفع من العلل التي تكون في الكلى واليرقان وعلل الكبد وعسر البول وفساد
اللون وعلل المعدة. ومن الناس من يتخذه على هذه الصفة يأخذ من الوج أوقيتين ومن
المنجوشة ثلاث أواق فتلقيه على جرة من عصير. ديسقوريدوس في ١ : وأما الدواء الذي
يقال له ناردين وهو الجبلي ويسميه بعض الناس بولاقيطس وبيرس فإنه يكون بقليقيا وسوريا
ورقه شبيه بورق القرصعنة وأغصانه شبيهة بأغصانها غير أنها أصغر وليس هي بخشنة ولا
متشوكة وله أصلان أو أكثر سود طيبة الرائحة كالتي للخنثى غير أنها أدق وأصغر بكثير
وليس له ساق ولا ثمر ولا زهرة وأصله يصلح لكل ما يصلح له ناردين إقليطي. جالينوس :
هذا السنبل ينبت كثيرا في بلاد قيلقيا وهو أضعف من جميع أنواع السنبل التي ذكرتها.
ديسقوريدوس : وأما الشراب الذي يتخذ بالسنبل البري فهذه صفته يؤخذ أصل السنبل
البري وهو حديث فيسحق وينخل ويلقى منه ثمانية مثاقيل في مقدار كوز يقال له خوس من
العصير ويترك شهرين ويصفى وهذا الشرب أيضا ينفع من علل الكبد ومن عسر البول ومن
علل المعدة والنفخ. إسحاق بن عمران : السنبل مفتح لسدد الرأس مذك للذهن مقوّ
للمعدة والكبد مسخن لهما ولسائر الأعضاء محسن للون يذهب بعسر النفس. التجربتين : ينفع
من الإستسقاء اللحمي منفعة بالغة ويمسك الطبيعة ويقوي فعل القوّة الماسكة في داخل
البدن كله ويقطع القيء البلغمي ويحلل الرياح المتولدة في المعدة.
سندروس
: إسحاق بن عمران : صمغ أصفر يشبه
الكهرباء إلا أنه أرخى منه وفيه شيء من مرارة. ابن ماسويه : حار يابس في الدرجة
الأولى يقطع فضول البلغم من المعدة والأمعاء ويقتل الدود وحب القرع وينفع من
استرخاء العصب الحادث من إفراط البرودة والرطوبة والإمتلاء. ماسرحويه : إن دخن به
النواصير جففها. الطبري : يشبه الكهرباء في قوته وتنفع دخنته
_________________
من الزكام. المنصوري
: ينفع من نفث الدم والبواسير شربا. حبيش بن الحسن : حار شديد الحرارة يابس يسير
اليبس إذا تبخر به أنزل البلة من الرأس ونفع النزلة وإن نثر على القروح جففها.
بديغورس : خاصته النفع من النزلات ونزف الدم. إسحاق بن عمران : وإذا خلط بدهن
الورد حتى يغلظ نفع من الشقاق المزمن الواغل في اللحم الكائن في اليدين والرجلين.
ابن سينا : خاصته يحبس الدم ويستعمله المصارعون ليخففوا وليقووا ولا ينبهروا وينفع
من الخفقان ومن الربو الرطب بتجفيفه وينفع الطحال وهو جيد للإسهال المزمن. الغافقي
: إذا سحق وذر على كبد عنز وشويت على النار واكتحل بالصديد الذي يسيل منه نفع من
الغشاء وإذا شرب بماء العسل أدر الطمث والبول وإذا قطر في العين جلا الآثار جلاء
عجيبا بمنزلة السحر ويمنع دخانه النوازل ويحبس الدم من أيّ موضع كان شربا.
سندريطس
: البطريق : تأويل هذا الإسم الحديدي ويسمى
بالسريانية سسميقا.
ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من
يسميه إيراقلنا وهو نبات مستأنف كونه في كل سنة وله ورق شبيه بورق النبات الذي
يقال له فراسيون إلا أنه أطول منه مثل ورق النبات الذي يقال له الأسفافس أو مثل
ورق شجر البلوط إلا أنه أصغر منه وهو خشن له قضبان مربعة طولها نحو شبر أو أكثر
ليست بكريهة الطعم يقبض قبضا يسيرا عليه شيء شبيه بالفلك مستديرة مثل مالفراسيون وفي
تلك الفلك بزر أسود وينبت في مواضع فيها صخور.
جالينوس في ٨ : في هذا النبات شيء
يجلو ورطوبة كثيرة وهو مبرد قليلا وفيه مع هذا شيء يسير من القبض فهو بهذا السبب يمنع
من حدوث الأورام الحارة ويدمل الجراحات الحادثة عن السياط. ديسقوريدوس : ورق هذا النبات
إذا تضمد به ألحم الجراحات ومنع منها الورم.
سندريطس
آخر : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له
أغصان طولها نحو من ذراعين دقاق وورق على قضبان طوال تخرج من الأغصان شبيهة بورق
النبات الذي يقال له بطارس وهو السرخس مشرف كثير العدد نابت من جانبي القضبان وعلى
الأغصان النابتة في أعلى موضع من النبات شعب رقاق طوال في أطرافها رؤوس مستديرة
شبيهة في استدارتها بالأكر خشنة فيها بزر شبيه ببزر السلق إلا أنه أشد إستدارة منه
وأصلب وقوّة هذا النبات وورقه يوافق الجراحات. لي : هذا النبات تسميه عامتنا
بالأندلس خير من ألف ومنهم من يسميه توث الثعلب والتوثية أيضا وأما أهل المغرب
الأقصى والأوسط أيضا فيعرفونه بعشبة كل بلاء. ديسقوريدوس : وقد يكون سنديريطس آخر
وقراطوس تسميه إيراقلنا وهو نبات ينبت في الحيطان ومراجات الكروم وله ورق كثير
نابت من أصل واحد شبيه بورق الكزبرة على أغصان طولها نحو من شبر ملس غضة لونها إلى
البياض مع شيء مع حمرة وزهر أحمر قان صغار لزج في المذاق وهذا النبات إذا وضع على
الجراحات ألزقها في ابتداء ما يعرض ومن الناس من يسمي النبات الذي يقال له أخيلوس
سندريطس وهو نبات له قضبان طولها نحو من شبر أو أكثر شبيه بالمغازل عليها ورق صغار
مشرف الجانب تشريفا متقاربا شبيه بورق الكزبرة ولونه إلى الحمرة ما هو قوّي
الرائحة ليست بكريهة رائحته قريبة من رائحة الأدوية وعلى أطراف القضبان أكر
مستديرة وزهر أبيض في ابتداء كونه ثم بآخره يتلوّن بلون الذهب وينبت في أماكن جيدة
التربة ، وهذا النبات إذا دق ناعما ووضع على الجراحات
بدمها ألحمها ومنع
منها الورم وقد يقطع نزف الدم أيضا وإذا احتملته المرأة قطع نزف الدم من الرحم وقد
يجلس النساء في طبيخ هذا النبات فيقطع سيلان الرطوبة من الرحم وقد يشرب طبيخه
لقرحة الأمعاء. جالينوس : قوّة هذا النوع شبيهة بقوّة الصنف الأوّل من الخصال التي
ذكرناها إلا أن هذا النبات يفوق تلك الحشيشة في القبض ولذلك هو نافع من انفجار
الدم وقروح الأمعاء والنزف العارض للنساء. لي : زعم بعض التراجمة المصنفين في هذا
الفن أن عصارة هذا النوع هو دم الأخوين ، ولعمري لقد غلط في ذلك لأن دم الأخوين
دموع شجرة كبيرة تكون بجزيرة سقطرا معروفة بهذا وهذا النوع المسمى أخيلوس من العشب
وليس بشجر له عظم.
سنباذج
: إسحاق بن عمران : قال أرسطوطاليس طبع
حجر السنباذج البرد في الدرجة الثانية واليبس في الدرجة الثالثة ومعدنه في جزائر
بحر الصين وهو حجر كأنه مجتمع من رمل خشن ويكون منه حجارة متجسدة كبار وصغار وخصوصيته
أنه إذا سحق فانسحق كان أكثر عملا منه إذا كان على تخشينه ويأكل أجسام الأحجار إذا
حكت به يابسا ومرطبا بالماء وهو مرطب بالماء أكثر فعلا وفيه جلاء شديد وتنقية
للأسنان وله حدة يسيرة ويستعمل في الأدوية المحرقة والأدوية المجففة والأدوية
المبرئة لترهل اللثة وتغير الأسنان وإن أحرق بالنار وسحق وألقي على القروح والبثر
العفنة التي قد طال مكثها أبرأها. جالينوس في ٩ : قوته قوة تجلو جلاء شديدا والدليل
على ذلك أن النقاشين والخراطين يستعملونه في المواضع التي يحتاجون فيها إلى ذلك وقد
جربناه نحن من أنه ينقي الأسنان ويجلوها وفيه قوة حادة ولذلك صار بعض الناس يخلط
منه في الأدوية المحرقة والأدوية المجففة التي تنقي اللثة المترهلة. ديسقوريدوس في
الخامسة : هو حجر يستعمله نقاش الخواتيم في جلاء الفصوص وقد يصلح لأن يستعمل في
أخلاط المراهم المتعفنة والمراهم المحرقة وقد ينفع اللثة المسترخية ويجلو الأسنان.
لي : زعم ابن واقد في مفرداته أن حجر السنباذج هو حجر الماس وأضاف إليه ما قاله
ديسقوريدوس وجالينوس في السنباذج إلى قول غيرهما في الماس ولم يعلم رحمه اللّه أن
حجر الماس لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس.
سنجاب
: كتاب التكميل إسخانه يسير لأن الغالب
على مزاج حيوانه كثرة الرطوبة وقلة الحرارة لإغتذائه بالفواكه ولذلك يصلح لبسه
للمحرورين والشبان ومن يداوم شرب النبيذ لأنه يسخن إسخانا معتدلا.
سنجفر
: هو الزنجفر وقد ذكر في حرف الزاي.
سنديان
: هو شجر البلوط عند أهل الشام بلا خلاف.
سنديان
الأرض : زعموا أنه الفراسيون والصحيح أنه النبات
الذي سماه ديسقوريدوس في الثالثة بلوطي وقد ذكرته في الباء.
سني
أندلسي : هو العينون وسنذكره في العين المهملة.
سنبل
الكلب : هو ثمر شجر الدردار المعروفة بألسنة
العصافير.
سنور
: بعض علمائنا : الفرو المتخذ من السنور
الهندي حار يابس شديد الإسخان يجري مجرى الثعلب وهو منمر الجلد يشبه في اكتنازه
جلد الذئب وفي حره ويبسه جلد الثعلب. عبد الملك بن زهر : ومقارنة القطط وأنفاسها
يورث الذبول والسل. الشريف : إذا ذبح سنور وألقي كما هو بدمه في قدر وطين عليه وأحرق
حتى يصير رمادا وأخذ ذلك الرماد وخلط بخل وطلي منه بريشة على الشقاق الكائن بين
الأصابع من اليدين والرجلين أبرأها وحيا. الغافقي : لحمه حار رطب ينفع من أوجاع
البواسير ويسخن الكلى وينفع من
وجع الظهر.
التجربتين : وزبل القطط يسقط المشيمة بخورا كان أو حمولا. ابن ماسه : لحم السنور
إذا جفف ودق استخرج النصول والأزجة لأن له جذبا شديدا.
سورنجان
: هي العكبة بالديار المصرية واللعبة
البربرية عند أطباء العراق.
ديسقوريدوس في الرابعة : فلحيقن ومن
الناس من سماه بلبوسا ومنهم من سماه أقيمارون وهو نبات يظهر له زهر في آخر الخريف
لونه أبيض شبيه في شكله بزهر الزعفران ومن بعد ذلك يخرج ورقا شبيها بورق البلبوس وفيه
شيء من رطوبة يدبق باليد وله ساق طوله نحو من شبر وعليه ثمر لونه أحمر قاني إلى
السواد وأصل عليه قشر في لونه حمرة وإذا قشر الأصل ظهر باطنه أبيض وهو لبن حلو
ملآن من رطوبة وهو مستدير شبيه ببصلة البلبوس ويخرج من وسطه الساق وعليه زهر وكثيرا
ما ينبت هذا النبات في المكان الذي يقال له قلخى ، وفي البلاد التي يقال لها
ماشنينا وإذا أكل قتل بالخنق كمثل ما يقتل الفطر وإنما ذكرناه في كتابنا هذا لئلا
يغلط أحد فيأكله بحساب البلبوس فإنه مشتهي لذيذ يدعو إلى أكله من لم يجربه في
علاجه وعلاجه كعلاج أكل الفطر وينتفع به أيضا بلبن البقر إذا شربه وإذا استعمل لبن
البقر في هذه العلة لمن يحتج معه إلى غيره من العلاج في باب أقيمارون. جالينوس في
السادسة : الدواء الذي يقال قلحيقون دواء قتال. نقل ابن البطريق في ترجمته الأدوية
عن جالينوس له قوّة مسهلة وكذلك الماء الذي يعمل به ويعطى خاصة لمن به وجع المفاصل
في أوقات النزلات بعينها وهو رديء للمعدة جدّا. الغافقي : السورنجان أصل كالقسطلة
في الشكل عليها قشر كقشرها ويجرد عن مثلها هكذا يكون في زمن الخريف ثم يطلع من عرض
القسطلة حذاء أطرافها المحددة نورة لاصقة بالأرض على هيئة السوسنة البيضاء وردية
اللون وربما كانت بيضاء وصفراء فإذا جفت أبدت ورقا كورق العنصل أو أغلظ منه لاطئا
بالأرض وذلك زمن الربيع وتعود حينئذ تلك القسطلة التي كانت أصل هذا النبات بصلة
كبصلة العنصل ثم لا تزال تتلاشى هذا البصلة حتى تجدها زمن الخريف قسطلة والمستعمل
من هذا النبات أصله إذا كان في شكل القسطل وأكثر ما ينبت في سطوح الجبال وفي
الروابي. التميمي : وله خاصية في النفع من البواسير الباطنة عجيبة ظاهرة الأثر ليس
يأباه لها كثير من الأطباء وذلك أنه إن سحق وأخذ منه وزن نصف درهم وعجن بسمن الغنم
العتيق وأخذ في قطنة حمولا في المقعدة ليلتين نفع ولم يحتج الوصب إلى معاودة
التحمل به ليلة ثالثة ويسكن وجع المفاصل الآلمة لطوخا ببعض المياه. حبيش بن الحسن
: السورنجان حار في وسط الدرجة الثالثة يابس في أول الثانية وله خاصية في تسكين
أوجاع المفاصل والنقرس والخدر في الأبدان وأجوده ما ابيضّ داخله وخارجه وصلب مكسره
فأما الأسود والأحمر منه فإنهما ضاران جدّا إذا خلطا مع أدوية الإسهال حبساها وأوقفاها
في المعدة وهما يقتلان إذا شربا بالرداءة فعلهما. المنصوري : السورنجان يزيد في
المني.
ابن ماسه : هو مجفف للقروح العتيقة.
مجهول : السورنجان الأبيض يزيد في الباه.
المسيحي : نافع لوجع النقرس غير جيد
العاقبة وإذا أكثر منه حجز الفضلات وقفع المفاصل ولذلك ينبغي أن يستعمل من أكثر
منه تليين المفاصل وترطيبها. ابن أبي الصلت : يسهل البلغم والخام وينفع من أوجاع
المفاصل والنقرس بإسهاله المادّة المولدة لهما والشربة التامة منه وزن مثقال مع
السكر وشيء يسير من الزعفران وإذا خلط
مع الأدوية فمن نصف
مثقال إلى درهم وهو مكرب غير مأمون. ابن سينا في مقالته في الهندبا : السورنجان
مركب من جوهرين : أحدهما مسهل ، والآخر قابض فإذا فعل الحار الغريزي والقوّة
الطبيعية فيه انفصل اللطيف المسهل ففعل فعلا وتحليلا وجذبا للمادّة المرتبكة في
المفاصل حتى يستفرغها ويعقبه بعد زمان الجوهر البارد اليابس القابض فيرد على تلك
الأعضاء والمنافذ فيقبضها ويبردها ويقوّيها على الامتناع من عود ما سال وانصباب ما
ذاب من موضع آخر إليها ولذلك كان من أنفع الأشياء في علل المفاصل وقال في الثاني
من القانون : يسكن الوجع في الوقت ضمادا وإن استكثر منه ضمادا صلب الورم وحجره. وينبغي
أن يخلط به فلفلا وكمونا إذا سقي لوجع المفاصل.
سوس
: ويقال عود السوس. ديسقوريدوس في الثالثة
: علوقريا ومعناه باليونانية الحلو وهو ينبت كثيرا بالبلاد التي يقال لها قيادوقيا
والبلاد التي يقال لها نيطش وهو شجرة لها أغصان طولها ذراعان عليها ورق نحاسي شبيه
بورق شجر المصطكى عليه رطوبة تدبق باليد وزهره شبيه بزهرة النبات المسمى براقينس وهو
زهر فرفيري اللون ناعم وثمر في عظم ثمر الشجر المسمى قلاطانس وهو أخشن منه وله غلف
شبيهة بغلف العدس حمر طوال وأصول طوال شبيهة في لونها بالخشب الذي تسميه أهل الشأم
بكسيس وهو الشمار مثل أصول الجنطيان فيها قبض وهي حلوة وتخرج عصارتها مثل الحضض.
جالينوس في ٦ : أنفع
ما في نبات السوس وعصارة أصله وطعم هذه العصارة حلو كحلاوة الأصل مع قبض فيها يسير
ولذلك صارت تملس الخشونة الحادثة لا في المريء فقط لكن في المثانة أيضا وذلك
لاعتدال مزاجها فجوهرها جوهر مناسب لجوهرنا مشاكل له إذ كان قد تقدم البيان بأن
الشيء الحلو حاله هذه الحال ولكن إذا كان فيها مع الحلاوة قبض قد علم من ذلك أن
جملة مزاجها في الحر والبرد إنما هو كالسخونة الفاترة فهي لذلك قريبة من المزاج
المعتدل ولما كان كل شيء حلاوته معتدلة فهو مع ذلك رطب حق لهذه العصارة أن تقطع
العطش من طريق أنها رطبة رطوبة معتدلة باردة أكثر من مزاج بدن الإنسان. وقد زعم
ديسقوريدوس أن السوس إن جفف وسحق صار دواء جيدا للظفرة التي تخرج في عين الإنسان واللحم
الزائد الذي يخرج في أصول الأظافر. ديسقوريدوس : وعصارتها تصلح لخشونة قصبة الرئة
وينبغي أن تجعل تحت اللسان ويمتص ماؤها وإذا شربت بطلاء توافق إلتهاب المعدة وأوجاع
الصدر وما فيه من الآلات والكبد وجرب المثانة ووجع الكلى ، وإذا امتص ماؤها قطعت
العطش وقد تصلح للجراحات إذا لطخت بها وتنفع المعدة إذا مضغت وابتلع ماؤها وطبيخ
أصول السوس وهي حديثة توافق ما توافقه العصارة وأصل السوس إذا جفف وسحق وضمد به
نفع من الداحس ، وإذا استعمل ذرور أنفع من الظفرة التي تخرج في العين.
التجربتين : ربه وطبيخه نافعان من
السعال حيث يصير الحل وإذا ألقي في المطبوخات المسهلة دفع ضررها وهوّن احتمالها
على الأعضاء وينفع من جميع أنواع السعال إلا أنه فيما يكون عن أخلاط لزجة ضعيفة
فإذا قوي بأدوية أكثر حلا وتقطيعا تقوّى تأثيره وينبغي أن يوضع في علاج جميع علل
الصدر والمثانة فإنه أنفع دواء للحرقة والخشونة إذا تمودي عليه وكذلك ربه إذا خالط
أدوية الكبد لجميع عللها حسن تأثيرها وعدلها قاطع للعطش
على اختلاف أنواعه
فإنه بالذات وبمزاجه يقطع العطش الحار السبب واليابسة والمالحة ، وأما المتولد عن
سدد بلغمية في الماساريقا أو في الكبد وعن خلط لزج لاصق بالمعدة فإنه يسكنه إذا
مزج بالماء اجتذاب الطباع إياه لعذوبته وبما فيه من القوّة الجلاءة. ابن سينا : يصفي
الصوت وينقي قصبة الرئة والحميات العتيقة وينفع من الإختلاج ووجع القصب.
سوندا
: الرازي : قالت الخوز : إنه بارد رطب
يبرئ الورم والصلابة ويحلل المرة وعصارته تحلل الأورام من الأعضاء.
سورج
: ديسقوريدوس في الخامسة : هو شيء يتولد
من البحر وهو جنس من الزبد ويتولد على المواضع الصخرية القريبة من البحر وله قوّة
مثل قوّة الملح. جالينوس في ١١ : هذا إنما هو شبيه بالزهرة أو بالزبد
يرتفع فوق الملح وهو ألطف من الملح بكثير فهو لذلك يمكن فيه أن يلطف ويحلل أكثر من
الملح كثيرا وأن يجمع أكثر ما يبقى من جوهر الجسم الذي يلقاه كما يفعل الملح.
سولان
: ابن سينا : دواء رومي حار يابس في
الرابعة يحرق الجلد وينفع من اللقوة إذا سعط منه بحبة بماء السماق ويفش أورام
الأجفان وتهييجها والأورام العارضة تحت العين.
سوسن
: هو ثلاثة أصناف فمنه أبيض ونسميه السوسن
الإزاذ ومنه بستاني وبري.
جالينوس في ٧ : زهرة السوسن مزاجها مزاج
مركب من جوهر أرضي لطيف اكتسبت منه مرارة الطعم ومن جوهر مائي معتدل المزاج ولذلك
صار الدهن المتخذ من السوسن المطيب منه وغير المطيب قوّته تحلل بلا لذع وتليين ومن
قبل ذلك صار نافعا جدّا من الصلابة التي تكون في الأرحام وأصل السوسن أيضا وورقه
إذا سحق على حدة فشأنه أن يجفف ويجلو ويحلل باعتدال ولذلك صار ينفع من حرق الماء
الحار لأن هذا الحرق يحتاج أيضا إلى دواء يجمع التجفيف والجلاء المعتدلين معا وأصل
هذا السوسن الأبيض يؤخذ فيشوى ويسحق مع دهن ورد ويوضع على الموضع الذي يحرقه الماء
الحار حتى يندمل ويبرأ وهو من وجه آخر أيضا دواء جيد محمود ينجح في إدمال جميع
القروح وتليين صلابة الأرحام ويدر الطمث ، وأما ورق السوسن الأبيض فإنهم يطبخونه ويضعونه
لا على الحرق الحادث عن الماء الحار فقط لكن على سائر القروح إلى أن تندمل وتنختم
آخر ختمها. وفي الناس قوم يكبسون هذا الورق في الخل ويستعملونه في إدمال الجراحات
وقوّة الجلاء في أصل هذا السوسن أكثر منها في ورقه مع أن الأصل منه أيضا ليس فيه
من قوة الجلاء مقدار كثير كما قد قلت قبل لأنه إنما هو في الطبقة الأولى من طبقات
الأدوية التي تجلو من أجل ذلك متى أردنا أن نجلو به بهقا أو جربا والعلة التي
ينقشر معها الجلد أو سعفة أو شيئا من أمثال هذه خلطناه مع بعض الأدوية التي جلاؤها
أقوى من جلائه بمنزلة العسل ومتى كان ما يخلط معه من العسل مقدارا معتدل المقدار
صار أيضا نافعا من جراحات العصب ومن القروح ومن سائر العلل التي كلها محتاجة إلى
التخفيف الشديد من غير لذع. وقد اتخذت مرة من ورق هذا السوسن عصارة فجربتها واحتفظت
بها للعلاج وطبخت العصارة مع خل وعسل وكان مقدار العصارة أربعة أضعاف كل واحد من
الخل والعسل فوجدته عند ما بلوته دواء نافعا فائقا لجميع العلل المحتاجة إلى
التجفيف القوي خلوا من اللذع بمنزلة الجراحات الكبار وخاصة ما كان منها في رؤوس
العضل وجميع القروح العتيقة العسرة الإندمال.
ديسقوريدوس في الثالثة
زهر السوسن يستعمل
في الأكلة ويسميه بعض الناس ليربون ويعمل منه الدهن الذي يقال له ليربس ومنهم من
يسميه سوسن وهو دهن السوسن وهو ملين للأعصاب والجساء العارض للرحم وورق هذه العشبة
إذا تضمد به نفع من الهوام ونهشها وإذا طبخ كان صالحا لحرق النار وإذا عمل بالخل
كان جيدا للجراحات ، وعصارته إذا خلطت بالخل والعسل وطبخت في إناء من نحاس وعمل
منها دواء سيال موافق للقروح المزمنة والخراجات في حدثان ما تكون واصلة إذا طبخ
بدهن ورد واستعمل أبرأ حرق النار ولين الجساء العارض في الرحم وأدر الطمث وأدمل
القروح وإذا سحق وخلط بالعسل أبرأ انقطاع الأعصاب والتواءها ويجلو البهق والجرب
المتقرح والنخالة العارضة في الرأس والقروح الرطبة العارضة فيه وإذا غسل به الوجه
أنقاه وأذهب تشنجه وإذا سحق وحده أو خلط بالخل أو مع ورق البنج ودقيق الحنطة سكن
الأورام الحارة العارضة للأنثيين وقد يشرب بزره لضرر الهوام فينتفع به وقد يدق
البزر والورق دقا ناعما ويخلطان بشراب ويعمل منه ضماد نافع من الحمرة. الغافقي : طبيخ
أصله نافع لوجع الأسنان وخصوصا البري منه وينفع من نفس الإنتصاب ومن غلظ الطحال ولا
نظير لدهنه في أمراض الرحم وصلابته شربا وتمريخا ويخرج الجنين وينفع من المغص وإذا
شرب من دهنه أوقية ونصف أسهل ونفع إيلاوس الصفراوي وهو ترياق البنج والكزبرة
الرطبة والفطر وأصله إذا طبخ في الزيت يفعل ما يفعله دهنه. وزهر السوسن الأبيض إذا
شرب نفع من نهش الهوام ويصلح للسعال وينفع من أوجاع العصب ورطوبة الصدر ومن أوجاع
الرحم خاصة ، وإذا شرب بشراب أدر الطمث وأصله أيضا يفعل ذلك ، وإذا تكمد بطبيخه
النساء نفعهن من أوجاع الرحم وإذا إحتمل أدر الطمث. ابن سينا : وإذا شرب أصله بماء
وعسل أحد الذهن وأسهل الماء الأصفر والشربة منه من مثقال إلى ثلاثة ودهنه نافع من
وجع العصب وضربات الأذن.
وقال في الأدوية القلبية : السوسن
الإزاذ قريب في الطباع من الزعفران قريب الأحكام من أحكامه ولكنه أنقص حرارة ويبسا
منه وهذا أصلح لتقوية القلب وذلك للتفريح فإن في السوسن من تمتين الروح قريبا مما
في الزعفران وليس فيه من البسط الشديد والتحريك العنيف للروح إلى خارج ما في
الزعفران فالزعفران لا ينفع في الغشي منفعته لأن السوسن يحرك الروح تحريكا أنقص مع
ضبط وإمساك أشد وذلك يحرك تحريكا أشد وإمساكا أقل.
ومن السوسن صنف يسمى إيرساتريا وهو سوسن
أحمر ويسمى باليونانية كسورس.
ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من
سماه كسيرس ومنهم من سماه إيرس أعريا وأهل رومية يسمون غلاديوان وهو نبات له ورق
شبيه بورق الصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا إلا أنه أعرض ورقا منه وورقه حاد
الطرف له ساق خارج من وسط الورق وطوله ذراع غليظ جدا عليه غلف ذات ثلاث زوايا وعلى
الغلف زهر لونه الفرفير ولون وسط الزهر أحمر قان وله غلف فيها ثمر شبيه في شكله
بالقثاء والثمر مستدير أسود حريف وله أصل كثير العقد طويل أحمر يصلح للجراحات
العارضة في الرأس والكسر والعارض لقحف الرأس ، وإذا خلط به من زهرة النحاس ثلث جزء
ومن أصل القنطوريون خمس جزء وعسل وتضمد به أخرج من اللحم بلا وجع كل ما كان من
السلاء غائرا في اللحم ومن الأزجة وما أشبه ذلك ، وإذا تضمد به مع الخل أبرأ
الأورام البلغمية والأورام
الحارة وقد يشرب بالشراب الحلو المعمول بماء البحر لشدخ العضل وعرق النسا وتقطير
البول والإسهال ، وإذا شرب من ثمره مقدار ثلاث أوثولوسات بشراب أدر البول إدرارا
كثيرا وإذا شرب بالخل حلل ورم الطحال.
جالينوس في ٨ : أصل هذا قوته قوّة
جاذبة لطيفة محللة وإذا كانت كذلك فقد علم أيضا أنها مجففة وبزره في هذه الخصال أكثر
من الأصل وهذا البزر يدر البول ويشفي الطحال الصلب. ديسقوريدوس في ٤ : ومن أنواع السوسن نوع
يسمى أقيمارون ومن الناس من يسميه أيضا إيرسا اعريا أي بريا وهو نبات له ورق وساق
شبيهان بورق وساق الإيرس إلا أنهما أدق من ورق وساق الإيرس وزهر أصفر مر الطعم
صغير وثمر لين المغمز وأصل واحد في غلظ الأصبع مستطيل قابض طيب الرائحة وينبت تحت
الشجر وفي المواضع الظليلة.
جالينوس في ٧ : هو دواء قابض طيب
الرائحة معا وذلك مما يدل على أن قوته ومزاجه مركب من قوّة مائعة ومن قوّة محللة وأفعاله
شبيهة بذلك وذلك أن أصله نافع لوجع الأسنان إذا طبخ وتغرغر به وورقه نافع لكل خراج
في وقت تزيد الخراجات ووقت منتهاها وينبغي أن يطبخ هذا الورق بشراب ويعمل منه ضماد
ويوضع على الخراجات قبل أن تنضج.
ديسقوريدوس : وأصل هذا النبات إذا تمضمض
به سكن وجع الأسنان وإذا طبخ ورقه بالشراب وضمدت به الأورام البلغمية والخراجات
الفجة التي لم تجمع بعد رطوبة حللها ومن السوسن البري صنف يقال له سفر عليتو وهو
نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له كسيقيون إلا أنه أدق منه وأشد انحناء وأطول
وله ساق على طرفه شيء نابت كأنه بنادق فيها بزر وقد يسقى أصل هذا النبات وبزره
بالشراب لنهش الهوام ذوات السموم. جالينوس في ٨ : قوّة هذا النبات قوّة أيضا
فيها تجفيف.
سوار
الهند : هو الدواء الذي يسمى بالفارسية كشت
بركشت وسيأتي ذكره في الكاف.
سويق
: منه سويق الحنطة والشعير وسائر الأسوقة.
الرازي : في كتاب دفع مضار الأغذية : إن كل سويق مناسب للشيء الذي يتخذ منه فسويق
الشعير أبرد من سويق الحنطة بمقدار ماء الشعير أبرد منها وأكثر توليدا للرياح والذي
يكثر استعماله من الأسوقة هذان السويقان أعني سويق الحنطة وسويق الشعير وهما جميعا
ينفخان ويبطئان النزول عن المعدة ويذهب ذلك عنهما إن غليا بالماء غليانا جيدا ثم
يصفيا في خرقة صفيقة ليسيل عنهما الماء ويعصرا حتى يصيرا كبة ويشربا بالسكر والماء
البارد فيقل نفخهما ويسرع إنحدارهما ، وينفعان المحرورين والملتهبين إذا باكروا
شربهما في الصيف ويمنعان كون الحميات والأمراض الحادة وهذا من أجل منافعه ولا
ينبغي لمن يشربه أن يأكل ذلك اليوم فاكهة رطبة ولا خيارا ولا بقولا ولا يكثر منها
، وأما المبرودون ومن يعتريهم نفخ في البطن وأوجاع الظهر والمفاصل العتيقة والمشايخ
وأصحاب الأمزجة الباردة جدّا فلا ينبغي لهم أن يتعرضوا للسويق البتة فإن اضطروا
إليه فليصلحوه بأن يشربوه بعد غسله بالماء الحار مرات بالفانيد والعسل وبعد اللت
بالزيت ودهن الحبة الخضراء ودهن الجوز ، وسويق الشعير وإن كان أبرد من سويق الحنطة
فإن سويق الحنطة لكثرة ما يتشرب من الماء يبلغ من تطفئته وتبريده للبدن مبلغا أكثر
ولا سيما في ترطيبه فيكون أبلغ
نفعا لمن يحتاج إلى
ترطيبه ، وسويق الشعير أجود لمن يحتاج إلى تطفئة وتجفيف وهؤلاء هم أصحاب الأبدان
العثلة الكثيرة اللحوم والدماء. وأما الأوّلون فأصحاب الأبدان الضعيفة القليلة
اللحم والمصفرة وأما سائر الأسوقة فإنها تستعمل على سبيل دواء لا على سبيل غذاء
كما يستعمل سويق النبق وسويق التفاح والرمان الحامض ليعقل الطبيعة مع حرارة وسويق
الخرنوب والغبيرا أيضا يعقل الطبيعة. التجربتين : وأما سويق الشعير فإنه إذا عجن
بماء الرمانين أو سف به جفف بلة المعدة ونفع من السعي الصفراوي ومن صداع الرأس
المتولد عن أبخرة حادة وسكن الغثيان وقوى المعدة ، وإذا جعل سويق الشعير غذاء
الأطفال بأن يطبخ منه حسوا وعصيدة بإحدى الحلاوات وافقهم وأخصب أبدانهم وقطع عنهم
ما يعتري الأطفال من الغثيان والإطلاق ، ومتى عجن بشراب ورد وزبد طريّ نفع من
السحج المقلق المكثر الإختلاف من غير إطلاق.
سيسير
: ديسقوريدوس في ٣ : ومن الناس من سماه أرقلس
وهو ينبت في الأرض المنوّرة وهو شبيه بالنعنع إلا أنه أعرض ورقا منه وأطيب رائحة ويستعمل
في الأكلة.
جالينوس في ٨ : مزاج هذا وقوّته لطيفة
محللة وهو يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة وبزره أيضا لطيف يسخن ولذلك صار بعض الناس
يسقي منه لمن به فواق ولمن به مغص بشراب. ديسقوريدوس : وله قوة مسخنة وبزره إذا
شرب بالشراب وافق تقطير البول والحصا وهو يسكن المغص والفواق ويضمد بورقه على
الأصداغ والجبهة للصداع وقد يتضمد به أيضا للسع الزنابير والنحل وإذا شرب سكن
الغثي والفواق والقيء.
سيسارون
: ديسقوريدوس في الثانية : هو نبات معروف
أصله إذا طبخ كان طيب الطعم جيدا للمعدة يحرّك شهوة الطعام ويدر البول. جالينوس في
٨ : أصل هذا إن طبخ نفع المعدة وأدر البول وهو حار في الدرجة الثانية وفيه مع
هذا شيء من المرارة والقبض اليسير. لي : زعم بعض التراجمة أنه القلقاس وليس الأمر
فيه كما زعموا لأنه ليس يظهر من كلام ديسقوريدوس وجالينوس أن سيسارون هذا القلقاس
فتأمله. وقال الرازي في الحاوي : إن حنينا فسر سيسارون هذا بخشب الشونيز وهو قول
بعيد عن الصواب لأن سيسارون دواء غذائي والشونير ليس يوصف بأن له خشبا والمستعمل
منه بزره فقط والمستعمل من سيسارون إنما هو أصله فقط فبينهما فرق كبير ظاهر ، والأولى
أن يقال أن سيسارون دواء مجهول في زماننا هذا وعليه البحث حتى يصح.
سيسبان
: أوّله سين مهملة مفتوحة بعدها ياء
منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم سين أخرى مهملة بعدها باء منقوطة بواحدة مفتوحة
ثم ألف بعدها نون إسم بالديار المصرية لشجر حوار العود يرتفع نحو القامتين في غلظ
عصا الرمح لونها أخضر ويتدرج في منبته وورقه حمصي الشكل إلى الطول ما هو مزدرع
متراصف على غصينة بعضه إلى بعض وقضبانه دقاق رقاق وغصنه على غلظ الرمح الممتلىء من
الدردار وكله أخضر وزهره أصفر اللون مليح المنظر فيه شبه من زهر القندول يخلف سنفة
مجتمعة في معلاق واحد طولها شبر أو أكثر أو أقل في ورقه الميل معوجة في داخلها ثمر
شبيه بالحلبة منه أسود ومنه إلى الصفرة والشجر كله مليح المنظر يغرسونه لتحصين
البساتين والحيطان قريبا بعضه من بعض تتداخل أغصانه وعصيه بعضها في بعض. مجهول : منه
بري ومنه بستاني وكثيرا ما ينبت بفلسطين طبيعته يابسة وهو
دبوغ للمعدة يقويها
ويحبس الطبيعة ويدخل في أشياء كثيرة من الطب. لي : وأما السيسبان الذي ذكره الرازي
في الحاوي عن يونس فيوشك أنه أراد به شجر الأثل لا غير فلينظر فيه.
سيبيا
: سمكة معروفة وخزفتها التي في باطنها هي
التي تسمى لسان البحر وتسمى ببعض سواحل المغرب بالقناطة بالقاف والنون والطاء والهاء.
ديسقوريدوس في الثانية : هي سمكة معروفة بناحية بيت المقدس إذا طبخت وأكل الأسود
منها وهي حوصلتها كان عسر الإنهضام مليئا للبطن وإذا شكل من حدقتها شياف كان صالحا
لأن تحك به الجفون الخشنة وإذا أحرق أحق بغطائه إلى أن يسقط عنه الغطاء وسحق جلا
البهق والأسنان والكلف وقد يخلط بأدوية العين إذا غسل ، وإذا نفخ في عيون المواشي
كان صالحا للبياض العارض لها ، وإذا سحق واكتحل به مع الملح أبرأ الظفرة. جالينوس
في ١١ : من مفرداته أما الدميا فهو رخو رخاوة شديدة وليس مثل خزف
الحلزونات والأصداف حجريا والجلاء هو شيء عام للدميا ولجميع الأصداف وكذا التجفيف
وأما لطافة الجوهر فهي موجودة فيه أكثر منها في الصدف ولذلك نستعمله محرقا في
مداواة البهق والكلف والنمش والجرب ، فإذا هو أيضا خلط مع الملح المحتفر أذاب ومحق
الظفرة التي تكون في العين وقبل أن يحرق أيضا إذا دق وسحق جلا الأسنان وجفف القروح
والخراجات وقد يستعمل أيضا هذا الدواء لمكان ما فيه من الخشونة المعتدلة في حك
الأجفان إذا كان فيها خشونة شديدة فيتخذ منه شبيه بالشيافة المتطاولة ويحك به باطن
الجفن حتى يدمى فإنه إذا فعل بالعين الجربة هذا الفعل كان كعمل الشيافات التي تقلع
الجرب إذا اكتحل به فيها وأجود. الغافقي : اللعاب الأسود الذي يخرج من هذا الحيوان
ينبت الشعر في داء الثعلب وقد يكتب به كالحبر ولذلك يسميه قوم الحبر.
سيف
الغراب : هو نوع من السوسن المسمى كسيفيون وهو
الدلبوث ، وقد ذكرته في الدال المهملة.
سيسنيريون
: هو حرف الماء ، وقد ذكرته في حرف الحاء
المهملة.
سيكران
: هو البنج بالعربية وقد ذكرته في الباء.
سيكران
الحوت : سمي هذا الدواء بهذا الإسم لأنه إذا جمع
بطراته ودق على صخر ورمي في ماء راكد وحرك فيه حتى يختلط به فإن كل سمك يكون في
الماء يطفو على وجه الماء منقلبا على ظهره ، ويسمى باليونانية قلومس ، وهو البوصير
من مفردات جالينوس ، وقد ذكرته في حرف الباء التي بعدها الواو ، وأطباء الشام والعراق
يصرفون قشر أصل هذا النبات على أنه الماهي زهره فاعلم ذلك.
حرف الشين
شاهترج
: هو على الحقيقة ليس هو الدواء المعروف
بخرزيون كما زعم أصطفن وإنما هو الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة ٤ وسماه
فقيض ، وذكره الفاضل جالينوس وسماه في المقالة السابعة فسانيوس ومعناه الدخاني وسماه
حنين في كتابه المسمى فسقسموها كمونابريا. الغافقي : وهذا النبات صنفان أحدهما
ورقه صغار لونه مائل إلى لون الرماد والثاني أعرض ورقا ولونه أخضر إلى البياض وزهره
أبيض وزهر الأول أسود إلى الفرفيرية ويسميان كزبرة الحمام ، وقد ظن قوم أن الصنف
الأوّل منهما هو الشاهترج والثاني فقيض وليس ذلك
بصحيح لأن صفة الأول
هي صفة ديسقوريدوس لفقيض وقد يكون صنف آخر وهو نبات شبيه بالأول من هذين الصنفين
إلا أنه أشد غبرة وأدق ورقا وورقه كورق الأفسنتين وليس منبسطا على الأرض بل هو
قائم النبات وله ساق قائمة وزهره هو أشدّ سوادا من زهر الأوّل وأكثر اجتماعا وأصله
عرق لطيف ، وليس هذا من الشاهترج في شيء وإنما يشبهه فقط فإنه ليس فيه مرارة ولا
قبض ، ولا طعم ظاهر ، وهو منتن الرائحة وإذا أكلته البقر قتلها وقد ظن قوم أنه
الشاهترج الصحيح. ديسقوريدوس : فقيض هو نبات ينبت بين الشعير ، وهي عشبة تشبه
التمنش وهو شبيه بالكزبرة جدا إلا أن ورقه أشد بياضا من ورقها وفي لون الورق ميل
إلى لون الرماد وهو كثير الغدد نابت من كل جانب وله زهر لونه فرفيري.
جالينوس في ٧ : طعم هذا الدواء حريف مر
وفيه أيضا قبض فهو لذلك يجدد من البول المراري شيئا كثيرا ويشفي السدد والضعف
الكائن في الكبد وعصارته أيضا تحد البصر بأن تخرج من العين الدموع الكثيرة كما
يفعل الدخان ولذلك سمي في لغة اليونانيين باسم الدخان وأعرف إنسانا كان يستعمل هذا
الدواء على أنه يقوّي فم المعدة ، ويطلق البطن وكان يجففه ويحفظه ثم يسحقه فينثر
منه لمن أراد أن يطلق بطنه على ماء العسل ، ولمن أراد أن يقوي معدته ويشدّها على
شراب ممزوج ويسقى صاحبه. ديسقوريدوس : عصارة هذا النبات حادّة تحد البصر وتحدر
الدموع وإسم هذا النبات وإسم الدخان واحد وإنما سمي بإسمه لأنه يشبهه في حدته وإحداره
الدموع ، وإذا خلطت عصارته بالصمغ ووضعت على موضع الشعر النابت في العين بعد أن
يقلع نفعه من أن ينبت وإذا أكل من هذا النبات أخرج المرّة بالبول. الإسرائيلي : مقوّ
للمعدة ودابغ لها وللثة جميعا منبه لشهوة الطعام مفتح لسدد الكبد محدر للمرة
المحترقة مصف للدم ، وإذا شربت عصارته الرطبة نيئة غير مطبوخة أحدرت الإحتراقات
المرّية ونقت عفونة الدم ووسخه ، ونفعت من الحكة والجرب العارضين من الدم العفن والصفراء
المحترقة والبلغم المتعفن وهذه خاصة عصارة الرطب منه ، والمختار منه ما كان حديثا
أخضر ظاهر المرارة. ابن ماسويه : والشربة من طبيخه من ٥ دراهم
إلى ١٥
درهما ومن جرمه من ثلاثة دراهم إلى ٧ مع مثله من
الأهليلج الأصفر فإن أراد مريد شرب مائه معتصرا فلا يطبخه ويأخذ منه ما بين ٤ أواق
إلى ٨ أواق مع وزن ٨ دراهم أو ٧ دراهم من الإهليلج الأصفر ووزن ١٥ سكرا
أبيض. ابن عمران : وإذا ربب بالخل وأكل سكن القيء وأذهب الغثيان العارض من البلغم
، وهو ينقي المعدة والأمعاء من الفضول المحتبسة. الرازي : إذا نقع من حشيشة في الماء
ثم غسل بمائه الرأس واللحية أذهب القمل منها والصيبان المؤذية في الرأس والأتربة ،
وإذا عجنت الحناء بعصارته واختضب بها في الحمام أذهب الحكة والجرب ، وإذا تمضمض
بماء طبيخه شدّ اللثة وأذهب حرارة الفم واللسان ، وإذا استعمل عصيره مع التمرهندي
ممروسا فيه وشرب نفع من الحكة والجرب وقوّى المعدة وفتح السدد في الكبد. الرازي في
كتاب إبدال الأدوية : وبدله في الجرب والحميات العتيقة نصف وزنه من السنى المكي وثلثا
وزنه من الإهليلج الأصفر.
شاه
صيني : ابن رضوان : هذا الدواء يجلب إلينا
ألواحا رقاقا سودا يعمل من عصارة نبات قوته مبردة نافعة من الصداع الحار ومن
الأورام الحارة إذا حك ووضع على الموضع.
شاطل
: التميمي : في المرشد هو دواء
هندي شبيه في شكله بالكمأة
المجففة في تدويرها ومقدارها وهو في طبعه حار يابس في آخر الثالثة مسهل للكيموسات
الغليظة اللاحجة في الأعصاب وفي رباطات المفاصل وقوته على ذلك قوّة قوية جدّا وقد
يدخل في أخلاط حب النجاح الهندي وينفع من الفالج واللقوة وداء الصرع والارتعاش وتشبيك
المفاصل وإعلال الدماغ التي من الرطوبة الغليظة. غيره : يسهل الكيموسات المحترقة والشربة
منه نصف درهم مع مثله سكرا طبرزدا يتجرع بماء حار.
شاذنه
وشاذنج : وحجر الدم. ديسقوريدوس في الخامسة : أجود
ما يكون منه ما كان سريع التفتت إذا قيس على غيره من الشاذنه وكان صلبا مشبع اللوم
مستوي الأجزاء وليس فيه شيء من وسخ ولا عروق. جالينوس في ٩ : الشاذنه يخلط مع شيافات
العين وقد تقدر أن تستعمله وحده في مداواة العين وخشونة الأجفان فإن كانت الخشونة
مع أورام حارة دقت الشاذنة وحللته ببياض البيض أو بماء قد طبخ فيه حلبة وإن كانت
خشونة الأجفان خلوا من الأورام الحارة فحل الشاذنة ودقها بالماء واجعل مبداك في كل
وقت من هذه الأوقات من الماء المداف فيه الحجر ، وهو من الرقة على اعتدال وقطره في
العين بالميل حتى إذا رأيت القليل قد احتمل قوة ذلك الماء المداف فيه الحجر فزد في
ثخنه دائما واجعله في آخر الأمر من الثخن في حد يحمل على الميل ، وأكحل به العين
من تحت الجفن أو تقلب الجفن وتكتحل به ، وهذا الحجر بعينه إذا حك على هذا المثال
على المسن نفع من نفث الدم ومن جميع القروح فإن سحق وهو يابس حتى يصير كالغبار
أضمر القروح التي ينبت فيها اللحم الزائد ، وإذا حك الشاذنة بالماء كما وصفت قبل وقطر
بالميل أدمل وختم القروح ، وهو وحده مفردا. ديسقوريدوس : وقوّة الشاذنة قابضة
مسخنة إسخانا يسيرا ملطفة تجلو آثار القروح وهو وحده مفردا يجلو آثار العين ويذهب
الخشونة التي في الجفون ، وإذا خلط بالعسل وخلط بلبن امرأة نفع من الرمد والصرع والدموع
في العين والحرق التي تعرض في العين والعين المدمية إذا طلي به وقد يشرب بالخمر
لعسر البول والطمث الدائم ويشرب بماء الرمانين لنفث الدم ، ويعمل منه شيافات إذا
خلط بأفاقيا صالحة لأمراض العين والجرب فيها وقد يحرق كما يحرق الحجر الذي يقال له
قرن حبوس إلا أنه لا يستعمل في إحراقه الجمر مثل ما يستعمل في إحراق قرن حبوس ، ولكن
مقدار إحراقه إلى أن يصير وسطا في الخفة وأن يكون شبيها بالنفاخات وقد يأخذ قوم من
الحجر الذي يقال له سخطوس وهو المشقق ما كان منه كثيفا مستديرا وهو الصنف الذي
يقال له أحسيا يؤخذ فيصير في رماد حار في إجانة وتدعه قليلا ثم تخرجه وتجعله على
مسن وتنظر فإن كان له لون في محكه شبيه بلون الشاذنج اكتفي بذلك المقدار من
الإحراق وإن كان ليس له لون كذلك رد ذلك ثانية إلى النار ، واتركه قليلا ثم أخرجه
وجربه على المسن والسبب في قلة تركه إياه وقتا طويلا في النار ، فساد لونه ثم إنه
يذوب ، وقد يغش الشاذنج بهذا الحجر وقد يعرف هذا الحجر الذي ليس هو شاذنه من أنه
ينكس على خطوط مستقيمة إلى صفائح والشاذنج ليس هو كذا ويستدل على ذلك أيضا من
اللون وذلك أن الحجر الذي ليس هو شاذنه إذا حك على المسن خرج محكه خشن اللون ، والشاذنج
إذا حك كان لونه أعتق من لون الحجر الآخر وكان شبيها بلون الجوهر الذي يقال له
فيثاباري وقد يوجد منه في المغارة التي يقال لها السبنولي وقد يعمل أيضا عملا من
الحجر الذي يقال له
مغنيطس إذا أحرق وأطيل
حرقه وقد يحفر على الشاذنج من معادن بمصر.
شاهسفرم
: سليمان بن حسان : هو الحبق الكرماني وهو
نوع من الحبق ، دقيق الورق جدا يكاد أن يكون كورق السذاب عطر الرائحة وله وشائع
فرفيرية كوشائع الباذروح ويبقى نواره في الصيف والشتاء. ماسرحويه : ينفع من
الحرارة والإحتراق والصداع ويهيج النوم وبزره يحبس البطن المستطلقة من الحرارة والحرقة
إذا شرب منه مثقال بماء بارد. ابن عمران : بزره إذا شرب منه مقلوّا وزن مثقال بماء
أو بماء السفرجل قطع الإسهال المزمن.
المصري : حار في الأولى يابس في الثانية
طيب الشم نافع للمحرورين إذا شم بعد أن رش عليه الماء البارد ووضع على الأعضاء وفي
ورقه قبض لطيف ومن أجل ذلك صار فيه برد اكتسبه من المائية التي فيه لا من نفس
مزاجه وهو مقوّ للأعضاء وبعض المتطببين ذكر أنه بارد والدليل على ذلك قبضه وإن
شدّة رائحته ليست بأصدق رائحة من الكافور وأنه لم نر أحدا من المبرسمين تأذى
برائحته فضلا عن الأصحاء. غيره : مفتح لسدد الدماغ وينفع جدا من القلاع. الرازي
إذا رش عليه الماء البارد برد وجلب النوم.
شاه
لوك وشاه لوج : وهو الإجاص الأبيض.
وفي الفلاحة النبطية : الشاهلوج إجاص كبير فاسد وأصله إجاص كبير فسد في منبته
فاستحال إلى الصفرة وقد ذكرت الإجاص في حرف الألف.
شاه
بلوط : هو القسطل وقد ذكرته في الباء مع
البلوط.
شادانق
: هو الشاهدانج وهو بزر العنب وسيأتي ذكره
في القاف.
شاهنجير
: زعم قوم أنه التين الفج. وقال آخرون : إن
الشاهنجير بالفارسية هو خير أنواع التين فاعرفه.
شاه
بابك : ويقال شابابك وهو البرنوف. الغافقي : قيل
أنه ضرب من القيصوم ويقال أنه شاهنانج. وفي الحاوي أنه حب الشبرم البري ورأيت في
بعض الكتب أن الشاهبابك هي شجرة إبراهيم الصغيرة التي تكون في الدور وهي التي
يسميها بعض الناس شجرة مريم ، وتتخذ في الدور والصحيح فيه ما ذكرته أولا وأنه
البرنوف.
شالينه
: هي الناعمة وهي الدواء المسمى الأسفاقس
وقد ذكرته في حرف الألف.
شبث
: جالينوس في الثانية : يسخن ويجفف إسخانا
يظن به معه أنه في الدرجة الثانية ممتدا ، وأما في الدرجة الثالثة مسترخيا أما في
تجفيفه في الدرجة الثانية عند ابتدائها وفي الدرجة الأولى عند منتهاها ، ولذلك صار
متى طبخ بالزيت صار ذلك الزيت دهنا يحلل ويسكن الوجع ويجلب النوم وينضج الأورام
اللينة التي لم تنضج لأن الزيت الذي يطبخ فيه الشبث يصير مزاجه قريبا من مزاج
المقنحة المنضجة إلا أنه على حال أسخن منها قليلا وألطف فهو بهذا السبب محلل فإذا
أحرق الشبت صار في الدرجة الثالثة من درجات الإسخان والتجفيف ، فهو لذلك ينفع
القروح المترهلة الكثيرة الصديد إذا نثر عليها وخاصة ما حدث منها في أعضاء التناسل
وأما القروح القديمة التي تكون في القلفة فهو يدملها على ما ينبغي جدا ، وأما
الشبت الطري فالأمر فيه أنه أرطب وأقل حرارة وذلك أن عصارته باقية فيه فهو لذلك
ينضج ويجلب النوم أكثر من الشبث اليابس ويحلل أقل منه وبهذا السبب أحسب القدماء
كانوا يتخذون منه أكاليل يضعونها على رؤوسهم في أوقات الشرب. ديسقوريدوس في
الثالثة : طبيخ حمة هذا النبات وبزره إذا شربا أدرا البول وسكنا المغص والنفخ وقد
يقطعان الغثي الذي يعرض من طفو الطعام في المعدة ، ويسكنان الفواق وإذا أدمن شرب
الشبث أضعف البصر وقطع المني
وإذا جلس النساء في
طبيخه انتفعن به من أوجاع الأرحام وإذا أحرق بزره وتضمد به على البواسير النابتة
قلعها. ابن سينا : عصارته تنفع من وجع الأذن السوداوي وتيبس رطوبة الأذن. الغافقي
: وطبيخه مع العسل ينقي البلغم والصفراء وإذا سحق الشبت مع العسل وطبخ حتى ينعقد ولطخ
على المقعدة أسهل إسهالا وهو يفش الرياح إذا أكل وإذا شرب بقوة ويدفعها إلى ظاهر
البدن. ابن ماسة البصري : بزر الشبت إذا جعل في الأحشاء أدر اللبن والكامخ المعمول
فيه الشبت أصلح الكواميخ وأنفعها وأصلحها للمعدة لقبض فيه وأقلها ضررا وهو أصلح من
كامخ الحندقوقا لإعتدال مزاج الشبت.
الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الشبت
حار جيد لوجع الظهر والرياح إذا وقع في الطبيخ إلا أنه يبخر الرأس ولا يصلح
للمحرورين في الجملة فإن هم أكلوا من طبيخ فيه شبت كثير فليشربوا عليه من
السكنجبين الساذج وأما المبرودون فينتفعون به ، وإذا وقع في طبيخهم. وقال في
المنصوري : وكامخ الشبت جيد لمن أراد أن يتقيأ رديء إذا أكل فوق الطعام. وقال
التجريبيون : طبيخ الشبت بجملته ينفع من وجع الكلى والمثانة إذا كانت عن سدد أو
رياح غليظة.
شبرم
: ديسقوريدوس في الرابعة : نيطواسا هو
نبات قد يظن به أنه من أصناف اليتوع المسمى قيارسيس ولذلك يعد من أصنافه وله ساق
طولها أكثر من ذراع كثيرة العقد وعليها ورق صغار حاد الأطراف شبيه بالنوع من شجرة
الصنوبر المسمى نيطس وهو الذي يسمى جملته قمل قريش وله زهر صغير لونه إلى
الفرفيرية وثمر عريض شبيه بالعدس ، وأصل أبيض غليظ ملآن من لبن وقد يوجد في بعض
الأماكن هذا النبات عظيما جدّا وأصله إذا أخذ مقدار درخمي وهي مثقالان وشرب
بالشراب المسمى ماء ألقراطن أسهل البطن وأما ثمره فإنه يسهل إذا شرب منه فلجيارين
وقد خلط بدقيق وحبب وأما ورقه فإنه يسهل إذا شرب منه ثلاث ألصاب وهي ثلاثة مثاقيل
والمثقال ١٨ قيراطا. جالينوس في ٨ : يظن قوم أيضا أن هذا النبات
نوع من أنواع اليتوع وذلك لأن له من اللين مثل ما لليتوع ويسهل أيضا كما يسهل
اليتوع وقوله في سائر الخصال الأخر شبيهة بقوة اليتوع. حبيش بن الحسن : الشبرم حار
في الدرجة الثالثة يابس في آخر الثانية وفيه مع ذلك قبض وحدة إذا شرب. غيره : مصلح
ووجد له قبض على اللهاة وفي الحنك وطرف المريء الذي يلي أصل اللسان وقد كان
القدماء يستعملونه في الأدوية المسهلة فوجدوه ضارا لمن كان الغالب على مزاجه
الحرارة وتحدث لأكثر من شربه منهم الحميات ومع ذلك فإنه مضر لمن كان به شيء من
البواسير ويفتح أفواه العروق التي في المقعدة ويرخيها لأن تلك العروق كانت من
الأصل مسترخية منتفخة فلما وصل إليها قبض الشبرم ويبسه زادها انتفاخا ورخاوة لأن
الشبرم يفعل هذا بالخلتين اللتين وصفت فيه بالإسهال وما كان من الأدوية يسهل
بالقبض والحدة مثل الشبرم والمازريون فإن هذا فعله وما يفعل بالقبض من إمساك
الطبيعة مثل البلوط والشاهبلوط وحب الزبيب وقشر الرمان الخارج والطرابيث والعفص والقرظ
وحب الآس وأشباه ذلك كان فعله ضد ما يفعل الشبرم والمازريون من إمساك الطبع وتضمير
تلك العروق وقطع الدم السائل منها ، فإذا صلح على نحو ما سأصفه نفع نفعا بينا وكان
له عمل في إسهال الماء الأصفر ويخرجه بالخلقة وينزل القولنج والمرة السوداء ويسهل
البلغم الغليظ من المفاصل أعني الخام. وأجود
الشبرم ما احمر لونه
حمرة خفيفة وكانت القطعة من ذلك كأنها جلد ملفوف وكان دقيق اللحاء فأما الذي يكون
على خلاف هذه الصورة في غلظ الجسم وقلة الحمرة وإذا كسرته لم يكد ينكسر من غلظه ورأيت
فيها شيئا شبيها بالخيوط فذلك شر الشبرم. والفارسي أردأ الشبرم وإصلاح الشبرم أن
تعمد إليه فتنقعه في اللبن الحليب يوما وليلة ولا تزد على ذلك شيئا يبطل أكثر فعله
في إخراجه الكيموسات الرديئة وجدد له اللبن الحليب في ذلك اليوم والليلة مرتين أو
ثلاثا فإن ذلك يصلحه جدا ويصلح من قبضه ويبسه كثيرا ثم جففه في الظل تفعل ذلك به وهو
قطع غير مدقوق ثم أخلطه مع الأدوية المسهلة الملائمة له ، كالأنسيون والرازيانج والكمون
الكرماني والتربد والإهليلج فإن هذه الأدوية وإن كان في بعضها قبض فإنها على خلاف
حدة الشبرم لأن في هذه الأدوية مزاجات صالحة في نفع الطبائع والأبدان خلاف ما في
الشبرم لأنها ملطفة وتذهب بحدته فإن أردته لمعالجة أصحاب القولنج الكائن من الريح
الغليظة والبلغم فأمزجه بمقل اليهود والكبينج والأشق وصيره حبا ، وإن أردته لعلاج
أصحاب الماء الأصفر والأورام والسدد فإذا أخرجته من اللبن وجففته فانقعه في عصير
الهندبا والرازيانج وعنب الثعلب ، معصورا ماؤها مصفى ثلاثة أيام بلياليها ثم جففه
واعمل منه أقراصا مع شيء من ملح هندي والتربد والإهليلج والصبر فإنه دواء موافق
فائق فأما لبن الشبرم فلا خير فيه ولا أرى شربه وقد قتل به أطباء الطرقات خلقا من
الناس لقلة علمهم به ومقدار الشربة من الشبرم المصلح بما وصفت من الأدوية ما بين
أربعة دوانيق إلى دانقين بحسب القوة.
شبرم
آخر : كتاب الرحلة إسم عند بعض الأعراب لنوع
من الشوك ينبت بالجبال لونه أبيض وورقه صغير وشوكه على شبه شوك الجولق الكبير الذي
عندنا وزهره كزهر إكليل الجبل أزرق اللون إلى الحمرة ما هو طعمه إلى المرارة بيسير
قبض وأصله خشبي ضخم وكل هذه الشجرة نصف قامة وأقل ويزعمون أنه ينفع للوباء إذا شرب
، والشبرم أيضا غير هذا عند آخرين. وقد ذكر ابن دريد هذا النوع من الشوك وسماه
الشبرم.
شبيه
: الغافقي : ويقال شبيهان وهو ضرب من
الشوك ويسمى بالسريانية شاباهي وباليونانية فالنورس. الفلاحة : هي شجرة شبه شجرة
الملوخ ترتفع ثلاثة أذرع أو نحوها تنبت في الوعر والبر الخالي وعلى أغصانها شوك
صغار متشنج وهي صلبة الأغصان رقيقتها وورقها كورق الآس أخضر يشوبه صفرة وأغصانها
قليلة الشعب وتورّد وردا لطيفا أحمر خفيفا وتعقد حبا كالشهدانج إذا اعتصر خرج منه
لزوجة كثيرة ومائية لزجة جدا. وهذا الحب وعصارته من أبلغ الأدوية نفعا لنهش ذوات
السموم من الهوام ، ويغري الصدر.
ديسقوريدوس في ١ : فالنورس هي شجرة
معروفة مشوكة صلبة بزرها دسم لزج إذا شرب نفع من السعال وفتت الحصى التي في المثانة
وكان صالحا لنهش الهوام وورقها وأصلها قابضان وإذا شرب طبيخها عقل البطن وأدر
البول ونفع من السموم القاتلة ومن نهش الهوام.
وأصلها وورقها إذا دقت وسحقت وتضمد بها
حللت الجراحات في ابتدائها والأورام البلغمية. جالينوس في ٨ : ورق هذا وأصله
فيهما قبض بين حتى إنهما يحبسان البطن المستطلقة وفيهما من قوة التحليل ما يشفيان
الجراحات التي ليست بكثيرة الحرارة ولا مائلة إلى جنس الورم المسمى فلغموني وأما
ثمرته ففيها من قوة التقطيع ما تفتت به
الحصاة المتولدة في
المثانة وينفع أيضا ويعين في خروج ما يخرج بالنفث من الصدر.
شب
: ديسقوريدوس في الخامسة : أصنافها كلها
إلا القليل منها توجد في معادن بأعيانها بمصر ، وقد يكون في مواضع أخر مثل المواضع
التي يقال لها ميلص والبلاد التي يقال لها ماقدونيا ، والمواضع التي يقال لها
لينيارا ، والمواضع التي يقال لها سورون ، والمدينة التي يقال لها ليارانوس التي
من البلاد التي يقال لها فروعيا والبلاد التي يقال لها نينوى وأرمينية ، ومواضع
أخر كثيرة مثل ما توجد المغرة وأصناف الشب كثيرة إلا أن الذي يستعمل منها في الطب
ثلاثة أصناف. أحدها الصنف الذي يقال له سحطمي ، وهذا الإسم المشقق والآخر الذي
يقال له أسطريقولي ومعناه المستدير والآخر الذي يقال له أوغرا ومعناه الرطب وأجود
هذه الثلاثة الذي يقال له المشقق ، وأجود المشقق ما كان حديثا أبيض شديد البياض
شديد الحموضة ليس فيه شيء من الحجارة مثل الذي يقال له طرحيلي ومعنى هذا الإسم الشعري ويكون بمصر وقد
يوجد صنف من الحجارة التي هي شبيهة جدا بهذا الصنف من الشب ، والفرق بينهما أن
الحجر الأبيض لا يقبض والشب يقبض ، وأما الصنف من الشب الذي يقال له المستدير فإن
منه ما يعمل عملا وهو مما ينبغي أن يترك ولا يستعمل وقد يستدل عليه من شكله ومنه
ما هو مستدير بالطبع وينبغي أن يستعمل ومنه شيء شبيه بالتوتياء لونه إلى البياض
يقبض قبضا قويا وفيه شيء من صفرة مع دهنية وليس فيه شيء من الحجارة وهو سريع
التفتت ولكن من الموضع الذي يقال له ميلس أو من مصر ، وأما الصنف الذي يقال له
الرطب فينبغي أن يختار منه ما كان صافيا شبيها باللبن متساوي الأجزاء كل أجزائه
رطبة سيالة ليس فيه حجارة وتفوح منه رائحة نارية وقوة هذه الأصناف مسخنة قابضة
تجلو غشاوة البصر وتقلع البثور اللبنية وقد تذيب اللحم الزائد في الجفون وسائر ما
يزيد من اللحم في الأعضاء وينبغي أن تعلم أن الصنف من الشب الذي يقال له المشقق هو
أقوى من المستدير وقد تحرق هذه الأصناف وتشوى كما يحرق ويشوى القلقطار وقد يمنع
القروح الخبيثة من الإنتشار ويقطع نزف الدم ويشدّ اللثة التي يسيل منها اللعاب. وإذا
خلطت بالخل والعسل أمسكت الأسنان المتحركة وإذا خلطت بالعسل نفعت من القلاع وإذا
خلطت بعصارة الحشيشة التي يقال لها برشيان داروا نفعت من البثور ومن سيلان المواد
إلى الأذن ، وإذا طبخت بورق الكرم أو ماء العسل وافقت الجرب المتقرح وإذا خلطت
بالماء وصبت على الحكة والآثار البيض العارضة في الأظفار والداحس والشقاق العارض
من البرد نفعت منها ، وإذا خلطت بدرديّ الخل مع جزء مساولها من العفص نفعت من
الأكلة ، وإذا خلطت بالماء أو بجزء من الملح نفعت من القروح الخبيثة المنتشرة ، وإذا
لطخت على الرأس بماء الزفت قلعت النخالة ، وإذا لطخت بماء قتلت القمل والصيبان ونفعت
من حرق النار وقد تلطخ بها الأورام البلغمية فينتفع بها ويلطخ بها للآباط المريحة
فيقطع رائحتها وإذا صير منه شيء في فم الرحم بصوفة قبل الجماع وكانت صالحة لقطع
نزف الدم وقطع الحبل وقد يخرج الجنين وهي صالحة لورم اللثة واللهاة والنغانغ والفم
وقد يصلح لأوجاع الآذان وأوجاع القروح والأنثيين. جالينوس في ١ : القبض فيه كثير
جدّا وجوهر غليظ إلا أن ألطف ما فيه الشب المعروف باليماني وبعده المعروف بالمستدير
، وأما الشب الرطب والشب المعروف
_________________
بالصفائحي فكلها شديدة
الغلظ. الرازي في خواصه : وإذا طرح الشب في الماء الكدر والنبيذ صفاه وروّقه في أسرع
زمان وأقربه. وقال في كتاب الأدوية الموجودة أنه إذا وضع الشب تحت الوسادة ذهب
بالفزع والغطيط الكائن في النوم.
شب
الأساكفة : وشب العصفر هو شب
القلى.
شبرق
: أبو حنيفة هي عشبة ذكروا أن لها أطرافا
كأطراف الأسل فيها حمرة وهي قصيرة ومنابتها الرمل وهي شبيه بالأسل إلا أنه أدق وأحمر
شديد الحمرة ، وهو مر وهو الضريع.
شبطباط
: هو عصا الراعي وتفسيره بالسريانية عصية.
شبهان
: ابن جلجل : هو النحاس الأصفر المشبه
بالذهب ، وهو صنفان مصنوع ومخلوق فالمصنوع هو النحاس الأحمر الذي يصنع بالجوهر
الذي يعرفه الصفارون بالتوتياء وأما المخلوق فإنه جوهر يستخرج من معادن بأرض
خراسان وهو نحاس أصفر يشبه الذهب وأهل بغداد والبصرة والمشرق الأعلى يعرفونه ويصرف
سحيقه في العلاج في شيافات للعين وغيرها. الغافقي : والشبه والشبهان أيضا شجر من
ذوات الشوك وقد تقدم القول عليه ويسمى بالسريانية ساباهي ١ وهي باليونانية فالينورس.
أبو حنيفة : هي شجرة شبيهة بالسمرة وليس بها كثيرة الشوك والصمغ قيل أنه الشبان والشبهان
أيضا مثل النمام إلا أنه أشد تفرقا منه ، وألزم للماء.
شبوط
: هو ضرب من الحوت معروف بالشرق وهو كثير
بالفرات وبالشط أيضا وتستعمل مرارته في أدوية العين.
شبوقة
: هو الخمان الكبير باللطينية وقد ذكرته
في حرف الخاء المعجمة.
شجرة
أبي مالك : تعرف بدمشق بصابون
القاق. الغافقي : هو نبات ينبت بالمواضع الرطبة الظليلة وربما ينبت في وسط النهر ولها
ساق واحدة مربعة خضراء وربما تكون حمراء فرفيرية فيها كعوب متباعدة وعليها ورق
عريض في قدر الكف أو نحوه مشرف الجوانب كتشريف المنشار في كل عقدة من الساق ورقتان
على قصبتين في أسفل الورقة بيض كأنها ورق صغار كثيرة الشعب عليها زهر لونه إلى
الفرفيرية صغير في أقماع خضر يخلف رؤوسا صغارا مستديرة في قدر الحمص ينفتح عن بزر
دقيق أسود ، وهذا النبات ثقيل الرائحة وله قوة حادّة باعتدال يجلو ويحلل قليلا وله
أصل أبيض الداخل لزج عليه قشر لونه أسود يضرب هذا الأصل مع الماء فيصير له رغوة
كرغوة الصابون يغسل بها الثياب ثلاث مرات فينقيها ويضمد بورقه للصداع وأما أصله
فإنه يسهل المرة السوداء إسهالا في رفق وينفع من جميع أدوائها حتى أنه ربما ينفع
أصحاب الجذام.
شجرة
الطحال : هو الدواء المعروف بصريمة الجدي وسنذكره
في حرف الصاد المهملة.
شجرة
حرّة : هي شجرة الأزادرخت وقد ذكرت في الألف.
شجرة
اللّه : هي الأبهل الهندي وبالفارسية ديوار وقد
ذكرته في الألف.
شجرة
الدب : الغافقي : قيل أنه الزعرور وقيل عليق
الكلب وقد يمكن أن يكون القطلب أيضا. وفي كتاب السمائم لابن الجزار أقسوس : وهو
شجرة الدب وقد يشبه الباذنجان في لونه وفي عظمه ، وأقسوس الذي ذكره ديسقوريدوس في
السمائم هو الأشخيص الأسود.
شجرة
الحيات : هي السرو لأنها مأوى الحيات.
شجرة
الدبق : هي المخاطة.
شجرة
الدم : هو الشنجار وسنذكره فيما بعد.
شجرة
الضفادع : هو الكيكنج وسنذكره
في الكاف.
شجرة
الكلب : هو ألوس وقد ذكرته في الألف.
شجرة
الطلق : هي فيما زعموا دويح مجتمع إذا ألقي في
النار امتد وإذا جف تشنج وتسقى المرأة
_________________
ذلك الماء وهي في
الطلق فتلد للحال.
شجرة
باردة : هي اللبلاب الصغير وسنذكره في اللام.
شجرة
موسى : هي عليق الكلب وسنذكره في العين. شجرة
التيس : هي الشجرة المسماة باليونانية طراعيون وسنذكره في الطاء. شجرة رستم : هي
الزراوند الطويل عند أهل إفريقية وقد ذكرناه في حرف الزاي. شجرة البراغيث : هي
الطباق وسنذكره في الطاء.
شجرة
التنين : هي اللوف الكبير المعروف بلوف الحية وسنذكره
في اللام.
شجرة
الخطاطيف : هي العروق الصفر وسنذكره
في العين.
شجرة
اليمام : هي التنوم وبالسريانية صامريوما وسنذكره
في الصاد.
شجرة
البق : هي الدردار عند أهل الشأم وقد ذكر في
الدال.
شجرة
إبراهيم : الغافقي : تقال على
البنجنكشت وعلى الشاهدانج فيما زعم قوم.
وفي الفلاحة شجرة إبراهيم عظيمة طويلة
تعظم جدّا وتذهب في السماء طولا ذات شوك كبار حديد وورق كثير وزهره أصفر طيب
الرائحة جدا يسمى البرم ، وهي أخت شجرة الغبيرا وينبت في الصحارى وفي المواضع
القفرة اليابسة وربما خلط وردها باللخالخ والطيب.
لي : وقد ذكرت البرم في الباء.
شجرة
مريم : إسم مشترك يقال في بلادنا بلاد الأندلس
على ضرب من النبت وهو الأقحوان على الحقيقة وهي الكافورية عند أهل المغرب وفي
رائحتها ثقل ويقال أيضا على النبات المسمى باليونانية ليناقوطس وقد ذكرته في حرف
اللام ويقال أيضا على نحور مريم وعلى شجرة البنجنكشت وقد ذكرتها في حرف الباء ، وعلى
شجرة أخرى تكون بالشأم جميعها بجبالها وببلاد الروم أيضا يشبه شجرة السفرجل غبراء
اللون ولها ثمر يعمل منه السبح ببلاد الشام ، وتعرف بالديار المصرية بحب الفول
تستعمله نساء مصر في أدوية السمنة وتعرف الشجرة بأرض الشأم بالعبهر وشجرة الليثي والإصطرك
أيضا وهذه الأسماء يطلقها أطباؤنا على الميعة.
شجرة
الكف : سليمان بن حسان : هي شجرة لها أصل ككف
إنسان براحة وخمس أصابع وتعرف بكف مريم والنساء يعملن منه فرزجة تعين على الحبل وهي
من السموم وهذا قوله وتعرف كثيرا وهي الأصابع الصفر وتسميها بعض الشجارين بكفّ
عائشة وليست من السموم وإنما هي من الأدوية النافعة من السموم.
شجرة
البهق : هي القنابري وسنذكره في القاف.
شحم
: ذكرت كثيرا منه مع حيواناته. جالينوس في
١٥ : شحم
الخنزير أرطب الشحوم كلها ، ولذلك صار فعله قريبا من فعل الزيت إلا أنه يلين وينضج
أكثر من الزيت ولهذا صار يخلط مع الأدوية التي تنفع من الأورام الحارة فأما من كان
به لذع في معاه المستقيم أو في المعي المسمى قولون فنحن نحقنه بشحم الماعز أكثر ما
نحقنه بشحم الخنزير لا من طريق أنه أشد تسكينا وقمعا للحدة ولذلك صار يخلط أيضا في
الأدوية النافعة للجراحات بمنزلة المراهم التي تسمى باراغرون ولكن إنما يفعل ذلك
لأن شحم الماعز يجمد سريعا لكونه غليظا وشحم الخنزير يجري ويسيل ويزلق بسهولة مثل
الزيت ، فبهذا السبب صرنا نحقن به بخاصة متى وجدنا أنه حدث في الأمعاء قرحة أو
زحير وأردنا أن نسكن اللذع الحادث في هذه العلل مع أن هذا الشحم بسبب لطافته هو
أشد تسكينا متى كان الشيء المؤذي مستكنا في عمق الأعضاء لأن الشيء الغليظ أقل غوصا
ونفوذا في جميع جوهر العضو الذي فيه يكون اللذع أقل ممازجة لجميع الرطوبات اللذاعة
ومن قبل هذا صار شحم البط أشد تسكينا للرطوبات المجربة للذع في عمق الأعضاء وهو
أشد تسخينا من شحم الخنزير ، وأما شحم الديوك
والدجاج فهو بين
هذين وفي كل موضع فشحم الذكور من الحيوان أشد حرّا من شحم الإناث ومن شحم الذكور
أيضا شحم الخصي أقل تسكينا وتسخينا وتجفيفا من شحم الفحل لأن كل ذكر يخصى يكون
أبدا شبيها بالأنثى الذي من جنسه وجملة هذا القول أن أصناف شحوم الحيوان إنما تكون
بحسب مزاجها وقوة كل شحم تسخن وترطب بدن الإنسان ولكن أصنافه قد تختلف في الزيادة
والنقصان بحسب كل واحد من الحيوان فشحم الخنزير على ما وصفنا يرطب ترطيبا بليغا وليس
يسخن على هذا المثال كما لا يسخن الزيت ، فأما شحم الثور الفحل فهو أشد حرارة ويبسا
من شحم الكبش وشحم الكباش أحر وأيبس من شحم الخنزير وينبغي لك ههنا أن تعلم أن
الذكر أحر وأيبس من الأنثى وأن الخصي أيضا يصير شبيها بالأنثى كما أن الفتى من
الحيوان أرطب من مسن الحيوان أيضا فإنّ شحم العجل أقل حرارة ويبسا من شحم الثور والأنثى
أرطب من الذكر وأقل حرارة منه ، وكذا أيضا شحم الماعز أقل حرارة من شحم التيوس وشحوم
فحولة الثيران أقل في ذلك من شحم الأسد ، لأن شحم الأسد أكثر تحليلا جدا من شحوم
جميع الحيوانات من ذوات الأربع لأن شحم الأسد أشد حرارة من حرارته وألطف جدا من
جميع الشحوم ولذلك صار متى خلطته مع الأدوية المانعة للجراحات والأورام الحادثة
الحارة كنت مع ما لا ينفع العليل بذلك شيئا من المنافع ستضره أيضا لما يحدث في
الخراج والورم من الحدة أكثر مما ينبغي فأما الأورام المزمنة الصلبة المتحجرة فشحم
الأسد من أنفع الأشياء لها ، وأما شحم الخنزير فليس يمكنه أن يفعل هذا ، وأما شحم
فحولة الثيران وكأنه بعيد عن هذين جميعا بعدا سواء فبحسب ما يسخن يجفف أكثر من شحم
الخنزير ، فكذا يفعل الأمرين جميعا أقل من شحم الأسد فلما كان موضوعا في الوسط صار
حقيقيا بأن يخلط مع هذين الجنسين كلاهما من أجناس الأدوية التي تشفي الأورام
الصلبة ومع الأدوية التي تنضج الأورام الحارة بمنزلة المراهم التي يقع فيه أربعة
أدوية وهو الباسليقون المتخذ من شمع وزفت وشحم وراتينج فإن هذا المرهم الذي يقع
فيه شحم ثور فحل أو شحم عجل أو شحم تيس أو شحم عنز أو شحم خنزير كان الدواء الذي
يعمله دواء يفتح وينضج ولكنه إن وقع فيه شحم خنزير كان للصبيان والنساء أنفع ، وبالجملة
فجميع من لحمه رخص ، وإن وقع فيه شحم ثور كان للفلاحين أنفع وللحصادين ولجميع من
لحمه يابس صلب إما من قبل مزاجه بالطبع وإما من قبل التدبير الذي يتدبر به وكل شحم
يعتق فهو يصير أشد حرارة مما كان وألطف فيكون بهذا السبب أكثر تحليلا وهذا شيء على
الأمر الأكثر موجود في جميع الأشياء التي لم تعتق متى لم تبادر إليها العفونة قبل
ذلك ولما كانوا قد قالوا في شحوم الأفاعي أنه إن دلك به أصول الشعر الذي في الإبط
بعد ما ينتف لم ينبت رأيت أنه ينبغي أن أجربه فلما فعلت ذلك على ما أمروا به وجدتهم
قد كذبوا فيه كما قد كذبوا في قولهم أنه إذا اكتحل به أبرأ ابتداء نزول الماء في
العين ، وإما شحم الدب فقد صدقوا في قولهم أنه ينفع من داء الثعلب ولكن لنا أدوية
هي أنفع منه لهذه العلة. ديسقوريدوس في الثانية : أما ما كان طريا من شحم الأوز وشحم
الدجاج وعمل فيه بيسير ملح كان موافقا لأوجاع الأرحام وما كان مملوحا أو مستفيدا
حرافة لطول ما أتى عليه من الزمان فإنه صار للأرحام ، وعمل هذه الشحوم أن تأخذ
منها شيئا طريا وتنقيه من الحجب التي فيه وتصيره
في قدر جديدة من
فخار تسع ضعف الشحم الذي صير فيها ، ثم غط القدر واستقص تغظيتها وضعها في شمس حارة
ثم صف أوّلا فأوّلا ما ذاب من الشحم وصير الصفو في إناء خزف آخر ولا زال تصفي ما
ذاب حتى لا يبقى منه شيء ثم خذ ما صفيت وأخزنه في موضع آخر بارد ، واستعمله. ومن
الناس من يأخذ القدر ويصيرها في ماء حار بدل الشمس أو على جمر ضعيف الإحراق وقد
يعالج الشحم على جهة أخرى وهو أنه إذا نقي من حجبه سحق بعد ذلك ويذاب في قدر ويذر
عليه شيء يسير من ملح مسحوق ثم يوضع في خرقة كتان ويخزن ويوافق الأعياء إذا وقع في
أخلاط الأدوية النافعة منه ، وشحم الخنزير وشحم الدب هكذا يعالج به. خذ منه ما كان
طريا كثير الدسم مثل شحم الكلى وصيره في ماء كثير من ماء المطر وليكن باردا جدّا ونقه
من حجبه وأمرسه في جوف الماء مرسا شديدا بيدك ثم اغسله مرارا كثيرة بماء بعد ماء
ثم صيره في قدر فخار تسع ضعف الشحم الذي صير فيها ثم صب عليه من الماء ما يغمره وضعه
على جمر ضعيف الإحراق وحركه بشيء فإذا ذاب فصفه بمصفاة على ماء آخر ، ودعه يبرد ثم
صب ماءه واستقص ذلك ثم صيره أيضا في قدر مغسولة وصب عليه ماء وأذبه برفق وخذ ما
صفي منه وارم بالغير وخذ الصفو وصيره في صلاية أو قدر واسعة ممسوحة بأسفنج مبلول
بماء بارد فإذا جمد فأخرجه وما كان فيه من وسخ في أسفل الإناء فاعزله ثم أذبه
ثالثة في قدر بغير ماء ثم صبه في صلاية أو قدر ثم إذا جمد خذ صافيه كما فعلت وصيره
في إناء من خزف وغطه واخزنه في موضع بارد ، وشحم التيوس وشحم الضأن وشحم الأيل هكذا يعالج به خذ من شحوم هذه
الحيوانات مثل الصنف الذي وصفنا لك ونقه من حجبه واغسله على ما وصفنا لك في ذكر
شحم الخنزير ثم صيره في إناء وامرسه ورش عليه من الماء قليلا قليلا ولا تزال تفعل
ذلك إلى أن لا يظهر منه شيء من دم ولا يظهر على الماء شيء من وسخه ويبيض وينقى وصيره
في قدر من فخار وصب عليه من الماء ما يغمره وصيره على جمر هين لين الحرارة وحركه
فإذا ذاب فصبه في إناء فيه ماء بارد واغسله ونشف القدر وأذبه بآنية وافعل ذلك كما
وصفت لك آنفا وفي المرة الثالثة أذبه بغير ماء ثم صبه في إناء قد مسح بالماء ودعه
حتى يبرد وينعقد ثم اخزنه على ما وصفت لك في ذكر شحم الخنزير ، وشحم الكلى من
البقر الإناث يؤخذ ثم ينقى من حجبه ويغسل بماء البحر ويصير في هاون ويدق ناعما ويرش
عليه من ماء البحر وهو يدق فإذا هو سحق صير في قدر فخار ويصب عليه من ماء البحر ما
يزيد عليه مقدارا يسيرا ويطبخ حتى تذهب رائحته الطبيعية وألق على كل منّ من الشحم
قدر أربعة دراهم من الموم الذي من البلاد التي يقال لها طرفى ثم صفه وما كان في
أسفل القدر من وسخ طرح وصيرت الصفو في قدر فخار جديدة ، ووضعت كل يوم في الشمس
مغطاة لكي يبيض ويذهب عنه نتن الرائحة ، وشحم الثور هكذا يعالج جدا خذ أيضا شحم
الكلى من الثور طريا واغسله بماء ونقه من حجبه وصيره في قدر خزف جديدة وذر عليه
شيئا من ملح ودفه وصفه في ماء صاف فإذا بدا أن يجمد فاغسله بكلتا يديك وأدلكه دلكا
شديدا وأبدل ماءه مرات إلى أن ينقى ثم صيره في قدر فخار جديدة وأطبخه بشراب ريحاني
مساو له في الكمية فإذا غلى غليتين فارفع القدر عن النار ودع الشحم فيها يوما وليلة
وبعد ذلك إن وجدت فيه شيئا من رائحته وزهومته فخذه وصيره في قدر أخرى جديدة ، وقد
يذاب أيضا بغير ملح يذر عليه على ذلك للأمراض التي يصرّ بها الملح والذي يعمل على
هذه
_________________
الجهة لا يكون شديد
البياض وكذلك فليعالج شحم النمر وشحم الأسد وشحم خنزير البر وشحم الجزور وشحم
الخيل ، وما أشبه ذلك ، وشحم العجل والثور والإيل ومخ كل واحد منها تطيب رائحته
على هذه الصفة. خذ شحم أيا ما تريد أن تطيب رائحته فانزع حجبه منه واغسله على ما
وصفت وأطبخه بشراب ريحاني لم يقع فيه ماء البحر ثم خذ القدر عن النار ودع الشحم
فيها ليلة ثم بدّل الشراب بشراب آخر من ذلك الجنس وعلى تلك الكمية وأذبه ثم اجمعه
بصدفة واطرح على كل ٩ قوطوليات من الشحم ٧ درخميات من الإذخر الذي يكون في بلاد العرب
، فإن أحببت أن تكون رائحته أطيب فاجعل فيه من فقاح الإذخر مقدار ثمان درخميات ومن
الدار شيشعان وعود البلسان من كل واحد وزن درخمين فتدق هذه الأدوية دقا جريشا ثم
خذ شرابا ريحانيا وصبه عليه وغطه وضع الإناء على جمر واغله ثلاث غليات وارفع
الإناء عن النار ودع الشحم فيه ليلة ، فإذا أصبحت فصب عليه الشراب وصب عليه أيضا
شيئا من شراب آخر من ذلك الجنس واغله ثلاث غليات أيضا ودعه ليلة فإذا أصبحت فخذ
الشحم وصب عنه الشراب كما فعلت أوّلا واصنع به ذلك ثلاثة أيام ، فإذا كان في غداة
الرابع فأهرق الشراب وخذ الشحم واجعل عليه شرابا آخر ثم اغسل الشحم واغسل الإناء
أيضا ونظفه من الوسخ الذي في أسفله ، وصير فيه الشحم وأذبه وصفه واخزنه واستعمله
على هذه الصفة أيضا تطب رائحة الشحوم التي تقدم ذكرها ، وقد يتقدم أيضا في تربية
ما ذكرنا من الشحوم ليكون قبولها لقوّة الأدوية أقوى وذلك يكون على هذه الجهة. خذ
من الشحوم ما أحببت منها واغله بشراب واجعل معه من أغصان الآس ومن النمام البستاني
ومن السعد والدارشيشعان من كل واحد منهما مدقوقا جريشا ومن الناس من يكتفي بواحد
من هذه الأفاويه وإذا غلى الغلية الثالثة فارفعه عن النار وصفه بخرقة كتان وطيبه
كما وصفت لك بدءا ، وقد تقدم أيضا في تربية الشحوم على هذه الجهة وخذ منها الذي
أحببت وليكن طريا نقيا من الدم وفيه من جميع الخصال التي ذكرناها وصيره في قدر
جديدة وصب عليه من الشراب الرقيق الأبيض العتيق الريحاني ما يفضل عليه مقدار ٨
أصابع واغله بنار لينة إلى أن تذهب عنه الرائحة الطبيعية ويخرج منه شيء من رائحة
الشراب ثم ارفع الإناء عن النار حتى يبرد وخذ من الشحم الذي فيه منوين واجعله في
قدر جديدة وصب عليه ثلاثة أرطال من الشراب الذي صببت عليه أولا وألق عليه من ثمرة
النبات المسمى لوطوس من الصنف الذي يستعمل حبه
صناع النباتات أربعة أمناء مدقوقة ، واغله بنار لينة وحركه حركة دائمة فإذا ذهبت
عنه رائحة الشحم فصفه ثم خذ من الدار شيشعان المدقوق منا ومن فقاح الأقحوان أربعة
أمناء واعجنه بشراب عتيق ودعها فيه ليلة فإذا أصبحت فخذ قدرا من فخار جديدة تسع
نحو ٣٥
رطلا فصير فيه الأفاويه والشحم وصب عليه من
الشراب نصف حواوس وأقل بقليل واغلها به فإذا صار في الشحم من قوة الشراب والأفاوية
ورائحتها فارفع القدر عن النار وصف الشحم ثم أذبه أيضا وصفه بمصفاة ثم أخزنه وإن
أحببت أن تزيد في طيب رائحته فزد على ما ألقيت عليه من الأفاويه من المر الدسم ٨
دراهم منه مدقوقا بشراب عتيق ، وشحم الدجاج وشحم الأوز وهكذا يطيب خذ من الشحم ما أحببت
مما تقدم في علاجه ٤
قوطولي وصيره في قدر من فخار
_________________
واطرح عليه من الدار
شيشعان وعود البلسان وقشري الكفري وقصب الذريرة من كل واحد مدقوقا دقا جريشا قدر
درخمي ١٢ وصب عليه من الشراب العتيق الذي من الموضع الذي يقال له أسلس ٩ أواقي
وضعه على جمر واغله ثلاث غليات ، ثم ارفع القدر عن النار ودعها بما فيها يوما وليلة
فإذا أصبحت فاسخن القدر حتى يذوب الشحم ثم صفه في إناء من فضة بخرقة كتان نظيفة
فإذا جمد فخذه بصدفة وصيره في إناء خزف وسد فمه سدّا جيدا واخزنه في موضع بارد وليكن
فعلك لما وصفت في الشتاء فإنه في الصيف لا يجمد ومن الناس من يخلط به الموم من موم
البلاد التي يقال لها طولى ليجمد وعلى هذا فلتطيب شحم الخنزير وشحم الدب وما أشبه
ذلك من الشحوم وقد يطيب الشحم في الجملة بالمرزنجوش على هذه الصفة. خذ من الشحم
الذي قد أجيد علاجه نحوا من منّ وأصلح ما استعمل فيه هذا التدبير شحم الثور ومن
المرزنجوش الطري مرضوضا رضا غير شديد مقدار منّ ونصف واخلطهما واعمل منهما أقراصا
ثم خذ الأقراص وصيرها في إناء وصب عليه من الشراب مقدارا صالحا وغط الإناء ودعه
ليلة فإذا أصبحت فخذ ما فيه وصيره في قدر فخار وصب عليه ماء واغله بنار لينة فإذا
ذهب عن الشحم رائحته فضعه في إناء وغطه ودعه الليل أجمع فإذا أصبحت فخذ من الشحم
ما وصفنا واطرح عكره واخلط به أيضا من المرزنجوش مدقوقا كما وصفت مقدار منّ ونصف وصيره
أقراصا وافعل به كما فعلت أوّلا فإذا بلغت من هذا التدبير المقدار الكافي وأغليته
في آخر مرة وصفيته وطرحت عكره ووسخه إن كان له وسخ وعكر وخزنته في موضع بارد ، وإذا
أحببت أن تحفظ الشحم على وجهه من غير أن يعالج بما وصفنا من العفن والفساد فافعل
هكذا خذ من أي شحم أحببت طريا واغسله واستقص غسله ثم ضعه في ظل فوق منخل فإذا جف
فضعه في خرقة كتان واعصره بيدك عصرا شديدا ثم شكه في خيط كتان وعلقه في ظل وبعد
أيام كثيرة ضعه في قرطاس جديد واخزنه في موضع بارد ، وإن صيرت أيضا الشحوم في عسل
وخزنت لم تعفن وقوّة الشحوم مسخنة وشحم الثور يقبض قبضا يسيرا وكذا شحم إناث البقر
وشحم العجاجيل وقد تشبه هذه الشحوم شحم الأسد ، وقد يقال أنه إذا تمسح به إنسان لم
ينله ممن يخاف غائلته أذى من الناس إذا لقيهم مكروه ، وشحم الفيل وشحم الأيايل إذا
تلطخ به طرد الهوام وشحم الأوز وشحم الدجاج نافعان لأوجاع الرحم والشقاق العارض
للشفتين ولصقال الوجه ووجع الأذن وشحم سمك نهري إذا أذيب في الشمس وخلط بعسل واكتحل
به أحدّ البصر وشحم الأفعى إذا خلط بقطران وعسل من عسل البلاد التي يقال لها أطيقي
وزيت عتيق من كل واحد جزء وافق الغشاوة والماء العارض في العين وإذا نتف تحت الإبط
ولطخ بشحم الأفعى على أصوله وحده وهو طري منعه من أن ينبت. التجربتين : وشحم
الدجاج الطري منه إذا طبخ مع الأوز ومع الإحساء الرقيقة نفع من حرقة المثانة. ابن
سينا : شحم الأوز ينفع من داء الثعلب طلاء وشحم الدجاج نافع لخشونة اللسان ، وشحم
الببر من أشد النفع من الفالج والببر سبع كبير عظيم مثل الأسد يكون بأرض فارس.
شحرور
: الرازي ، في كتاب السر : لحمه رطب وهو
محمود الكيموس سريع الإنهضام. وحكى قراطس الروحاني : أنه أفضل الأغذية لمن بدا به
وجع الماليخوليا.
شحم
المرخ : هو الخطمي البري وقد ذكرته
في الخاء المعجمة.
شحيرة
: الغافقي : أجودها وأنفعها الصفراء
السريعة السحق وهي أجود ما يكون لمن به في حلقه ورم من نزلة تحل بخل وتذاب وإذا
احتيج إليه استعمل وليكن خل العنصل.
شحمة
الأرض : هي الخراطين وقد ذكرت في الخاء المعجمة.
شرش
: يقال بكسر الشين المعجمة والراء الساكنة
المهملة والشين المعجمة أيضا.
عبد اللّه بن صالح : تعرف هذه الشوكة
ببطن فارس شوكة مغيلة ومغيلة بلد من بلاد المغرب ومنهم من يسميها زوبعة إبليس لأجل
تفرقها على الطرق. ديسقوريدوس في ٣ : أقونش وهو صنف من الشوك له أغصان طولها نحو شبر
في شكل أغصان ما صغر من الشجر وهو صنف من الشجر الذي يقال له نميش كبيرة العقد يتشعب
منها شعب كبيرة ولهذا النبات رؤوس كثيرة مستديرة وورق صغار دقاق شبيهة بورق السذاب
أو الحندقوقا التي تنبت في المروج عليه زغب ورقه طيب الرائحة ، وقد يتخذ من هذا
النبات قبل أن يخرج شوكه مملح يكون طيبا وفي أغصانه شوك حادّ شبيه الأشفى صلب وله
أصل أبيض يسخن إذا شرب قشره بشراب أدر البول وفتت الحصاة وهو يقلع خبث القروح وإذا
طبخ بماء أو بخل وتمضمض بطبيخه سكن وجع الأسنان. جالينوس في ٨ : قوة أصل هذا
النبات قوّة تسخن إسخانا كأنه في الدرجة الثالثة وأنفع ما في هذا لحاؤه وفي هذا اللحاء
قوّة تقطع وتجلو ومن أجل ذلك صار ليس إنما يدر فقط بل قد أذهبت الحصاة وبسبب هذه
القوّة أيضا تقلع القشرة المحرقة من القروح ، وقد يستعمل أيضا في مداواة وجع
الأسنان بالماء ويتمضمض به صاحب الوجع.
شربب
: هو الفراسيون وسيأتي ذكره في الفاء.
شربين
: ديسقوريدوس في ١ : فادرس هي شجرة عظيمة
منها يكون القطران لها ثمر شبيه بثمر السرو غير أنه أصغر منه بكثير وقد تكون شجرة
شربين صغيرة مشوّكة لها ثمر شبيه بثمر العرعر وعظمه مثل عظم حب الآس مستديرة وأما
قدرنا وهو القطران فأجوده ما كان به ثخينا صافيا قويا كريه الرائحة إذا قطر منه
ثبتت قطراته على حالها غير متبدّدة. جالينوس في ٧ : مزاج هاتين الشجرتين حار يابس قريب
من الدرجة الثالثة وأما الدهن الذي يخرج من هذه الشجرة وهو القطران فأجوده ما كان منه
ثخينا ويظن أنه قريب من الرابعة لأنه يسخن إسخانا كثيرا جدّا ومن شأنه أن يعفن اللحم
الرخص اللين سريعا تعفينا لا وجع فيه كما يفعل سائر الأشياء الأخر كلها التي في
حرارتها في مثل هذه الدرجة الرابعة بعينها وجوهرها جوهر لطيف ، وأما اللحم الصلب
فكذا يفعل فيه بعد مدّة طويلة وجميع ما هذا سبيله من الأدوية يقال له أدوية معفنة
وأدوية تعفن وإنما يخالف بعضها بعضا في كثرة فعلها لذلك وقلته والقطران من أمثال
هذه الأدوية في المرتبة الأولى ضعيف وذلك أن جلها قوي بليغ القوّة ولذلك صارت هذه
كلها تشد الجثث الميتة وصار القطران أيضا يشد الجثث الميتة ويحفظها من العفونة ويفني
ما فيها من الرطوبة والفضل من غير أن يؤثر وينكي في الأعضاء الصلبة ، وإذا أدني
القطران من الأجسام التي تحيا في الحرارة التي في تلك الأجسام ينميها ويزيد في
قوّتها وتكون هي السبب في إحراقه اللحم الرخص اللين وإذا كان القطران على ما وصفت
فليس بعجب أن يقتل القمل والديدان والحيات المتولدة في البطن والدود والكائنة في
الأذن ، وإذا استعمل أيضا من أسفل قتل الأجنة الأحياء وأخرج الموتى كما من شأنه أن
يفسد النطفة
إذا مسح به رأس
الذكر في وقت الجماع ولذلك صار أنفع الأدوية كلها في منع الحبل ويصير من استعمله
على ما وصفت عقيما وأفعاله الأخر التي يفعلها فأولاهن دليله على ذلك أنه يسخن غاية
الإسخان بمنزلة ما يفعل إذا قطر منه شيء في السن والضرس المأكولة من تسكين الوجع وتكسر
السن والضرس وهو أيضا يرقق الآثار الحادثة في العين ويشفي الحمرة الحادثة عن
الأخلاط الغليظة ، وأدسم ما في القطران وهو الجزء الدهني منه الخالص الدهنية التي
تجتمع في الصوف الذي يعلق عليه إذا طبخ هو ألطف من القطران كله وأقل حدة منه إلا
أن إسخانه دون إسخانه ومنزلة ما يبقى من القطران بعد ما يطبخ وهو غليظ عند هذا
اللطيف كمنزلة تفل الزيت ، ولذلك صار القطران من طريق أنه غليظ يلذع ويفتح فهو
بهذا السبب يهيج القروح ويورمها ، وأما ذلك القطران الآخر المضاعف الذي قلنا أنه
دهني دسم فقوته ساكنة لينة تبلغ من لينها وسكونها أن ذوي الغباوة من الناس قد
تعلموا بالتجارب أن يدهنوا به الجراحات العارضة للغنم في وقت الجز بالمقاريض
ليشفوها بذلك مثل ما يداوونها بالزفت الرطب ، وقد يستعمل العوام القطران أيضا في
مداواة الحكة والقردان العارضة للصبيان والغنم. وأما حب الشربين فقوته معتدلة حتى
أنه يمكن أن يؤكل على أنه من أكثر من أكله تصدع رأسه وأسخن بدنه ووجد له لذعا في
معدته.
ديسقوريدوس في ٢ : وللقطران قوة أكالة
مقطعة للأبدان الحية حافظة للميتة ، ولذلك سماه قوم حياة الميت ويحرق النبات والجلود
بإفراط في إسخانه وتجفيفه ، وقد يصلح في الإكحال لحدة البصر ويجلو البياض والأثر
العارض من اندمال قرحة في العين ، وإذا قطر مع خل في الآذان قتل دودها ، وإذا طبخ
بماء قد طبخ فيه الزوفا وقطر فيها سكن دويها وطنينها ، وإذا قطر في الموضع المأكول
من السن فتت السن وسكن الوجع ، وإذا تضمد به مع الخل فعل ذلك أيضا ، وإذا لطخ على
الذكر قبل الجماع منع الحبل ، وإذا لطخ على الحلق نفع من الخناق وورم اللوزتين ، وإن
لطخ به الحيوان قتل القمل والصيبان ، وإذا تضمد به مع الملح نفع من نهشة الحية
التي يقال لها فارسطس وهي حية لها قرنان ، وإذا شرب بطلاء نفع من شرب الأرنب
البحري ، وإذا لعق منه أو تلطخ به منع داء الفيل ، وإذا تحسى منه مقدار أوقية ونصف
نقى القروح التي في الرئة وأبرأها ، وإذا احتقن به قتل الدود الدقيق منه والغليظ ويجذب
الجنين ، وقد يكون منه دهن يجمع بصوفة تعلق عليه عند طبخه كما يفعل بالزفت ويفعل
كما يفعله القطران غير أن الدهن خاصته يبرئ جرب المواشي والكلاب إذا دهنت به ويقتل
قردانها ويرطب قروحها العارضة لها من بعد جز صوفها ، وينبغي أن يجمع دخان القطران
كما يجمع دخان الزفت وقوّة دخان القطران مثل قوّة دخان الزفت وثمر الشربين يقال له
قدد ديرس وقوّته مسخنة وهو رديء للمعدة وينفع من السعال وشدخ العضل وتقطير البول ،
وإذا شرب مسحوقا مع الفلفل أدرّ الطمث ، وقد ينفع إذا شرب بالخمر من شرب الأرنب
البحري ، وإذا خلط بشحم الإيل أو بمخه ثم مسح الجلد به لم يقربه شيء من الهوام ، وقد
يستعمل في أخلاط المعجونات. الرازي : إذا مسح به الأطراف أمنت من أن تعفن من البرد
، وإن كان قد بدأ بها ذلك. الغافقي : القطران الذي يخرج من كلا صنفي الشربين أجود
القطران وأصفاه وهو أحدّ ريحا من القطران الذي يخرج من ذكر الصنوبر والبق وأشد
كراهة ، والآخر أقل ريحا
وأسرع جمودا وأغلظ وأقل
سيلانا ، وإذا طبخ القطران بنار لينة جمد فصار يابسا أسود ، وأهل بابل يسمون
القطران المعقود هكذا زفتا ، وكذا أهل الشأم أيضا والمغرب ، وقد يشرب القطران
مخلوطا ببعض الأدوية فينفع من شرب السم ولسع الهوام ويطرد الرياح الغليظة المؤلمة
التي قد انعقدت في بعض الأحشاء ، وإذا خلط بزيت ودقيق شعير وشيء من ماء عذب وضمد
به الحلق والصدر حلل الرطوبة المجتمعة في قصبة الرئة وفي الحلقوم.
شري
: هو الحنظل ، وقيل إنه العلقم وهو قثاء
الحمار ، وقد ذكرت الحنظل في الحاء وسنذكر قثاء الحمار في القاف.
ششترة
: أبو العباس الحافظ : هي إسم للمرقيرة ومعنى
ذلك المرقيرة المحسنة منابتها الجبال الثلجية وهي معروفة عند شجاري الأندلس وهي
المصرفة بالمغرب عن الفوّ ، ورقها وبزرها كموني الصورة صغير طعمه حريف ينتشر حلاوة
أصوله مجتمعة مستقيمة ومعوجة وليست بصلبة وجرب منه النفع من رياح المعدة وإدرار
البول وتفتت الحصاة ، وفيها بعض منافع الفوّ وبعض شبه أصوله.
ششرنب
: بضم الشين الأولى وإسكان الثانية والراء
المهملة المضمومة بعدها نون ساكنة بعدها باء بواحدة ، إسم لنبات يجلب للقاهرة ومصر
من موضع يعرف بدير الغرباء المستعمل منه أصوله في إسهال الماء الأصفر ، ولا نظير
له في ذلك يخرجه من غير كرب ولا مشقة وهو مسخ الطعم وهو مجرّب فيما ذكرت عنه
الشربة منه مسحوقا من مثقال إلى درهمين مع سكر.
شطريه
: إسم للصعتر البستاني الطويل الورق ببلاد
الأندلس وهو بمصر مزروع كما هو عندنا بالأندلس سواء أول الإسم شين معجمة مفتوحة ثم
طاء مهملة ساكنة بعدها راء مهملة مسكورة ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم
هاء ، وقد ذكرت جميع أنواع الصعتر في الصاد.
شطيبة
: أوله شين معجمة مضمومة ثم طاء مهملة
مفتوحة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم باء بواحدة ثم هاء. أبو العباس
النباتي؛ إسم للنبتة الربيعية المشوكة الوشائع المسماة عند أهل البادية بالأندلس
بالسسترة مخصوصة بالنفع من النواصير ، وجرب منها بالقيروان النفع من الحمى ، وببادية
بلادنا بالأندلس النفع من الأكلة مجرب في ذلك ، وكذا أيضا هي مجربة لداء الشوكة.
شعير
: ديسقوريدوس في الثانية : أجود ما كان
نقيا أبيض وهو أقل غذاء من الحنطة.
جالينوس في ٧ : الشعير في الدرجة الأولى
من التبريد والتجفيف ، وفيه مع هذا شيء من الحر يسيرا وهو أكثر تجفيفا من دقيق
الباقلا المقشور بشيء يسير وأما في سائر خصاله الأخر كلها فهو شبيه به إذا استعمل
من خارج ، وأما إذا أكل الشعير مطبوخا فهو أفضل من الباقلا في واحدة ، وهو أنه
ينسلخ ما فيه من توليد النفخ ، والباقلا متى طبخ فتوليده للنفخ يبقى فيه دائما
لأنّ جوهره أغلظ من جوهر الشعيرة ، فهو لذلك أكثر غذاء من الشعير ، ولما كان هذان
البزران قليلي الميل عن المزاج الوسط صار الناس يستعملونه في أشياء كثيرة لأنّ
الأدوية التي هي على مثل هذه الحال تخلط في أدوية أخر كثيرة على طريق ما تخلط
المواد ، ولذلك صار الشمع والدهن يخلطان في أدوية أخر كثيرة. وأما سويق الشعير فهو
أكثر تجفيفا من الشعير. ديسقوريدوس : ودقيق الشعير إذا طبخ مع التين أو مع ماء
ألفراطن حلل الأورام البلغمية والأورام الحارة ، وإذا خلط بالزفت والراتينج وخرء
الحمام أنضج الأورام الصلبة ، وإذا خلط بإكليل الملك وقشر الخشخشاش سكن وجع الجنب
، وقد يخلط ببزر
الكتان وحلبة وسذاب
ويضمد به للنفخ العارضة في الأمعاء ، وإذا خلط بزفت رطب وموم وبول غلام لم يحتلم وزيت
أنضج الخنازير ، وإذا استعمل بالآس والشراب والكمون البري أو ثمر العليق وقشر
الرمان عقل البطن ، وإذا تضمد به مع السفرجل بالخل نفع من الأورام الحارة العارضة
من النقرس ، وإذا طبخ بخل ثقيف ووضع سخنا على الجرب المتقرح أبرأ منه ، وإذا صب
عليه ماء حتى يصير في قوام الحسو الرقيق وطبخ مع زفت وافق الأورام وفتحها ، وإذا
جعل مكان الماء خل وطبخ مع زفت وافق سيلان الفضول إلى المفاصل ، وسويق الشعير قد
يمسك الطبيعة ويسكن وجع الأورام الحارة. غيره : إذا رض الشعير وسخن بالنار وكمدت
به الأوجاع الحارة سكنها وقد يعمل منه طلاء على الكلف. التجربتين : دقيقة إذا عجن
بإحدى العصارات الباردة كالخس والرجلة وماء عنب الثعلب وضمد به العين الوارمة ورما
حارا حط الرمد وسكن أوجاعه ، وكذا يفعل إذا طلي به سائر الأورام الحارة كالحمرة والحمر
والفلغموني ، وإذا عجن بالخل وطلي به الجبهة للصداع الحار سكنه ويكسر به حدة
الأدوية القوية الحادّة ويسكن فعلها ويزيل عاديتها ، ولا تضعف التأثير. وإذا عجنت
به ألبان اليتوعات أزال كثيرا من غائلتها وإفسادها ، وإذا أخذ دقيقه وعجن بماء
السيكران وعرك به حتى يتكرج وضمد به الوثي والفسخ إذا كان معه وجع سكن الوجع وقوي
العضو ، وإذا طلي به على الصدغين والجبهة منع انصباب المواد الحارة إلى العينين
سواء كانت متقادمة أو حديثة ، وإذا درس كما هو حب بالماء واستخرجت لبنيته وتغرغر
بها لأورام الحلق الباطنة الحارة في أولها سكن وجعها وردعها ، وإذا تغرغر به في
آخرها وتمودي عليه فجرها ، وإذا خلط خميره الظاهر الحموضة في اللبن الحامض المخيض
وترك فيه ليلة وشرب كما هو قطع عطش الحميات وسكن لهيب المعدة ونفع من القيء
الصفراوي والإسهال العارض من الصفراء أيضا ، ويسقى منها بحسب الاحتمال والشكاية والفصل.
شعير
رومي : هو الخندروس ، وقد ذكرته في الخاء
المعجمة.
شعر
: جالينوس في ١١ : الشعر أيضا
إن هو أحرق صارت قوّته مثل قوّة الصوف المحرق. أعني قوّة تسخن وتجفف إسخانا وتجفيفا
شديدا. الرازي في الحاوي : قال أطهورسفس : وإن شعر الإنسان إذا بل بخل ووضع على
عضة الكلب الكلب أبرأه من ساعته ، وإذا بل بشراب صرف وزيت ووضع على الجراحات
العارضة في الرأس منعها أن ترم وإن دخن به واشتم رائحته نفع من خنق الأرحام والسيلان
، والشعر المحرق إذا سحق بالخل ووضع على البثر نفعه وأبرأه ، وإذا سحق مع عسل ولطخ
على القلاع العارضة في أفواه الصبيان نفع منها نفعا بينا ، وإذا سحق مع كندروذ على
الجراحات العارضة في الرأس بعد أن يطلى الجرح بالزيت أبرأها ، وإن سحق بعسل ووضع
على الجراحات أبرأها ، وإذا سحق الشعر المحرق مع مرتك وطلي على العين الجربة والحكة
الشديدة سكنها ، وإن سحق الشعر المحرق بسمن الغنم وطلي به على موضع العثرة والأورام
الدبابة أبرأها ، وإذا خلط بدهن الورد وقطر في الأذن سكن وجع الأسنان. غيره : وإذا
طلي على حرق النار نفعه واشتمام دخانه ينفع من الصرع والمسح البالي ، وإذا أحرق ونثر
على المقعدة البارزة وردها إلى موضعها. خواص ابن زهر : إن علق إنسان شعر صبي طفل
قبل صلابته على من به نقرس أو لسعة العقرب نفعه وخفف الوجع ، وشعر الإنسان إذا بخر
به شيء
صفره وماؤه المستقطر
ينبت الشعر في داء الثعلب لطوخا.
شعر
الجبار : هو البرشياوشان وهو كزبرة البئر.
شعر
الفول : قيل : إنه البرشياوشان ولم يصح ذلك ، وإنما
هو الدواء الذي ذكر ديسقوريدوس في المقالة الرابعة بعد ذكره البرشياوشان ماهيته ومنفعته
وسماه باليونانية طرنجومالس. وقال : ومن الناس من يسميه أردنا بطن وهي كزبرة البئر
وهو نبات ينبت في المواضع التي ينبت فيها شعر الجبار ، وهو يشبه النبات الذي يقال
له بطارس وهو السرخس ، وله ورق طوال جدّا مرصفة من كلا الجانبين رقاق شبيهة بورق
العدس محاذية بعضها لبعض على قضبان دقاق صلاب صقيلة ، لونها مائل إلى السواد ، وقد
يظن أنه يفعل ما يفعل شعر الجبار.
شفنين
بري : هو الطائر المعروف باليمام. الرازي في
كتاب السر : هي فاضلة الغذاء مائلة إلى الحر وهي أنفع وأصلح للمشايخ والناقهين بعد
فراخ الحمام ، ولها قوّة عجيبة في صرف الدم على القليلي الدماء ، وحكى أرسطو أن
خاصيته بقوّته القوّة الماسكة وهو في ذلك أبلغ من الفتخ وهو الحجل. المنهاج : أجودها
الصغار وهي حارة يابسة ويبسها قوي تنفع من الفالج وتحدث سهرا ويصلحها الخل والكزبرة
، ولا ينبغي أن يؤكل منها ما جاوز السنة فإنه شديد الضرر ، وينبغي أن تؤكل بعد أن
تترك بعد ذبحها يوما. ابن زهر في أغذيته : لحم اليمام يزيد في الحفظ ويذكي الذهن ويقوي
الحواس.
شفنين
بحري : الغافقي : هي دابة بحرية شكلها شكل
الخفاش لها جناحان كجناحي الخفاش ولونها كلونه ، ولها ذنب كذنب الفأرة في أصله
شوكة كمقدار الإبرة تلسع بها فتؤلم ألما شديدا. لي : نحن نسمي هذه بمدينة مالقة من
بلاد الأندلس بالأبرق. ديسقوريدوس في الثانية : طريقون بالاسيا وهو حيوان بحري
يسمى باسم الشفنين حمته إلى ذنبه المنقلبة إلى خلاف الناحية التي ينبت إليها قشره
يسكن وجع الأسنان ، وذلك أن يفتت السن الوجعة ويرمى بها. الشريف : إن بالت امرأة
أو رجل في موضع وغرزت في موضع البول شوكة يمامة البحر لم يزل صاحب البول يجد حرقة
ووجعها شديدا ما دامت الشوكة مغروزة هناك حتى إذا نزعت منه برئ من وجعه. وقال
مهراريس : إذا وضعت هذه الشوكة تحت وسادة نائم لم ينم البتة حتى تنزع من تحته ، وإن
دقت في أصل شجرة لم تعش ، وإن دفنت في دار قوم تفرّقوا وإن أحرقت وسحقت وفرق
رمادها على نفسين تفرقا وتباغضا ، وأهل إسبانيا يسمونها حوت البر.
شظج
: هو قثاء الكبر ، وقد ذكرت الكبر في
الكاف.
شقائق
النعمان : ديسقوريدوس في
الثانية : هو صنفان بري وبستاني ، ومن البستاني ما زهره أحمر ، ومنه ما زهره إلى
البياض وإلى الفرفيرية ، وله ورق شبيه بورق الكزبرة إلا أنه أدق تشريفا ، وساقه
أخضر دقيق ، وورقه منبسط على الأرض ، وأغصانه شبيهة بشظايا القصب رقاق على أطرافها
الزهر مثل زهر الخشخاش في وسط الزهر رؤوس لونها أسود وكحلي إلى السواد ، وأصله في
عظم زيتونة وأعظم وكله معقد وأما البري منه ، فإنه أعظم من البستاني وأعرض ورقا
منه وأصلب ورؤوسه أطول ولون زهر أحمر قان وله أصول دقاق كبيرة ومنه ما لونه وورقه
أسود وأصفر وهو أشد حرافة من غيره من البري ، ومن الناس من لم يفرق بين شقائق
النعمان البري وبين الدواء الذي يقال له أرغاموني. وزهر الصنف
من الخشخاش الذي
يقال له رواس ، وهو رمان السعالى لتشابه لون زهرهما في الحمرة وغلط أيضا فظن أن
الأرغاموني هو الأغافث ، وذلك خطأ وزهر أرغاموني وزهر الصنف من الخشخاش الذي يقال
له رواس أقل إشباعا في الحمرة مثل ظهور شقائق النعمان وظهور زهرهما في الحمرة مثل
ظهور شقائق النعمان والأرغاموني يخرج منه دمعة لونها لون الزعفران حريفة الطعم
جدّا ، والصنف من الخشخاش الذي يقال له رواس دمعته أقرب إلى البياض من دمعة
أرغاموني وهي جامدة ولهما في أوساط زهرهما رؤوس شبيهة بالخشخاش البري إلا أن أعلى
رؤوس أرغاموني إلى العرض ، وأعلى رؤوس رواس إلى الدقة ، وأما شقائق النعمان فليست
له دمعة ولا خشخاش لكن يكون له شيء شبيه بأطراف الهليون ، وأكثر ما ينبت أرغاموني
ورواس في الحروث .
جالينوس في ٦ : جميع
الشقائق قوتها حادة جاذبة غاسلة فتاحة ، ولذلك صار الشقائق إذا مضغ اجتذب البلغم ،
وعصارته تنقي الدماغ من المنخرين وهي تلطف وتجلو الآثار الحادثة في العين عن قرحة
، والشقائق تنقي أيضا القروح الوسخة ويقلع ويستأصل العلة التي ينقشر معها الجلد ويحدر
الطمث إذا احتملته المرأة ويدر اللبن. ديسقوريدوس : والبستاني والبري من شقائق
النعمان جميعا لهما قوة حادة ، ولذلك إذا دقت أصولهما وأخرج ماؤهما واستعط به نقى
الرأس ، وإذا مضغت قلعت البلغم ، وإذا طبخت بطلاء وتضمد بها أبرأت أورام العين
الحارة ، وقد تجلو الآثار التي فيها من اندمال القروح وتنقي القروح الوسخة ، وإذا
طبخ الورق مع القضبان بحشيش الشعير وأكل أدرّ اللبن ، وإذا احتمل أدرّ الطمث ، وإذا
تضمد به قلع الجرب المتقرح. عيسى بن علي : شقائق النعمان حار يابس في الثانية إن
خلط زهره مع قشور الجوز الرطب صبغ الشعر صبغا شديد السواد ، ويقلع القوباء ، وإن
جفف أدمل القروح.
التجربتين : عصارته تذهب بياض العين ، ولا
سيما من أعين الصبيان ، وإذا سقيت بمائه الإكحال المركبة للعين قواها وحسن فعلها.
الشريف : إذا اكتحل بماء عصارته سوّد الحدقة ومنع من ابتداء الماء النازل في العين
وقوى حاستها وأحدّ البصر ، وإذا جفف وسحق منه درهمان بمثله هيج وشفى من الوجع
الطارق بغتة ، وإذا أخذ من الشقائق رطل وجعل معه من قشر الجوز الأخضر مثل نصفه ووضعا
في زجاجة ودفنا في زبل حار أسبوعين وخضب به الشعر سوده ، وإذا ملئت منه رطلية زجاج
وجعل في أسفلها أربعة دراهم من الروستخج وهو النحاس المحرق مسحوقة وفي أعلاها مثل
ذلك وطمس فوها ودفنت في زبل ثلاثة أسابيع ، ثم أخرجت فإنه يوجد الشقائق قد عاد ماء
رجراجا أسود اللون يخضب به الشعر خضابا على المشط فإنه عجيب ، وإن خضبت به أيدي
الجواري كان منه خضاب أسود. ابن رضوان : بزر شقائق النعمان أشفيت به من البرص بأن
سقيت منه أياما متتابعة وجربت ذلك مرارا كثيرة فسقيت منه كل يوم وزن درهم بماء
بارد فانتفع به.
شقاقل
: ابن واقد : يشبه ورقه ورق الجلبان
المعروف بالبسيلة وهو نبات له عروق في غلظ السبابة والإبهام طوال منسحبة على ما
يقرب من وجه الأرض مثل النيل معقدة ينبت في كل عقدة ورقة تشبه ورق البسلة وهو
الجلبان الكثير ، وفي طرف القضيب يخرج زهره في آخر الربيع وأول الحصاد في لون نور
البنفسج إلا أنه أكبر منه فإذا سقط الزهر أخلف بزرا أسود على قدر الحمص مملوء من
رطوبة سوداء حلوة الطعم ، ولذلك هذا العرق نباته في المواضع الظليلة وعند أصول
الثمار الكبار والمواضع الندية ، ويجب أن يجمع عند الحصاد وهو حار رطب في الأولى
رطوبته أكثر من حرارته ، وهو مهيج للجماع زائد في الباه
_________________
والإنعاظ وخاصة إذا
كان مربى بالعسل. المنصوري : المربى منه قوي الحرارة يسخن المعدة والكبد وخيم يسقط
الشهوة غير أنه يزيد في المني زيادة كثيرة إذا أدمن. ابن سينا : يظن أن تسخينه
اللطيف وترطيبه يزيد في قوّة الروح. الرازي : وبدله للباه بوزيدان مثله سواء.
شقرديون
: هو الحشيشة الثومية ويعرف بحافظ الأجساد
وحافظ الموتى وهو المطر ، قال عند عامة الأندلس وليس هو ثوم الحية كما ظن من لم
يتحققه. ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات ينبت في أماكن جبلية وفي آجام ، وله ورق
شبيه بورق النبات الذي يقال له كمادريوس إلا أنه أعظم منه ، وليس له من التشريف
مثل ما لذلك ، وفيه شيء من رائحة الثوم وطعمه قابض وفيه مرارة ، وله قضبان مربعة وعليها
زهر لونه أحمر قاني. جالينوس في ٨ : هذا نبات مركب من طعوم وقوى متفتتة ، وذلك
أن فيه شيئا من مرارة وحدة وقبض وحدته وحرافته من أشبه شيء بحدة الثوم وحراقته وأحسبه
إنما سمي ثوما بريا بهذا السبب وهو ينقي الأعضاء الباطنة ويسخنها معا ويدر الطمث والبول
، وإذا شرب شفى فسوخ العصب والعضل ووجع الأضلاع الحادث عن السدد والبرودة ، ويلزق
الجراحات العظيمة إذا وضع عليها وهو طري وينقيها إن كان فيها وسخ ويدمل الجراحات
الخبيثة ويختمها إذا جففت ونثر عليها. وقال في الأدوية المقابلة للأدواء : إن
القتلى الذين وقعت أجسادهم على نبات الأشقرديون بقيت أجسادهم بغير عفن. ديسقوريدوس
: وقوّة هذا النبات مسخنة مدرة للبول وقد يدق وهو طري أو يطبخ بشراب وهو يابس ويسقى
لنهش الهوام والأدوية القتالة ويسقى منه وزن درخمي بالشراب الذي يقال له أدرومالي
للذع العارض في المعدة وقرحة الأمعاء وعسر البول ، وقد ينقى من الصدر كيموسا غليظا
ثخينا ، وإذا خلط وهو يابس بحرق وعسل دراتينج وهيء منه لعوق كان صالحا للسعال
المزمن وشدخ العضل ، وإذا خلط بقيروطي سكن ورم ما دون الشراسيف الحار المزمن ، وإذا
خلط بالخل الثقيف ولطخ على موضع وجع النقرس أو خلط بماء وتضمد به كان صالحا ، وإذا
احتملته المرأة أدرّ الطمث ، وإذا استعمل في الجراحات ألزقها ، وإذا خلط بالعسل
نقى القروح المزمنة وختمها ، وإذا استعمل يابسا أذهب اللحم الزائد وقد تشرب عصارته
للأوجاع التي ذكرنا ، وأقوى ما يكون منه بالبلاد التي يقال لها نيطش ، ومن الجزيرة
التي يقال لها قريطش.
شقراق
: البالسي : هو حار ظاهر الحرارة وفيه
زهومة قوية إلا أنه محلل للرياح الغليظة التي في المعي إذا أكل وهو دسم.
شقر
: هو شقائق النعمان وقد ذكر.
شقراص
: هو نوع من الحطب شعراوي يحرق عندنا في
الأفران في بعض بلاد الأندلس تسمي عامتنا أحد نوعيه الوسيل وباليونانية قسيوس ، وهو
الذي ترجمه حنين في كتاب ديسقوريدوس بلحية التيس وأعجب من حنين كيف سماه بهذا
الإسم ولا شبه له به ، وقد ذكرت لحية التيس في حرف اللام.
شكاعا
: ديسقوريدوس في الثالثة : افتيارا ومعناه الشوكة البيضاء بالعربية.
جالينوس في ٦ : هذا النبات يشبه
الباذاورد إلا أن قوّته قوة تجفف وتقبض أكثر منه ، ولذلك صار أصله نافعا من النزف
العارض للنساء ، وينفع أيضا من جميع العلل التي ينفع منها الباذاورد ، وثمرته وأصله
أقوى ما فيه ، ولذلك صارا نافعين للهاة الوارمة وينفعان أيضا من الأورام الحادثة
في المقعدة وأصله يدمل القروح لأن فيه قوّة دابغة باعتدال.
ديسقوريدوس : طبيعة هذا الدواء
_________________
فيما يظن به قريبة
من طبيعة أقشالوقي ، وهذا الباذاورد قابض وثمرته أقوى بكثير وينفع من استرخاء
اللهاة ويدمل القروح لأن فيه قبوضة يسيرة غير عنيفة ، وأصله يوافق سيلان الرطوبات
من البدن كذلك. ابن سينا : ينفع من الحميات العتيقة وخصوصا بالصبيان.
شك
: هو التراب الهالك عند أهل العراق وهو سم
الفار أيضا ، وعند أهل المغرب هو رهج الفار. وقال الرازي في خواصه : الشك شيء يؤتى
به من بلاد خراسان من معادن الفضة وهو نوعان أبيض وأصفر إن جعل في عجين وطرح في
بيت فأكل منه الفار مات ومات كل فارة تشم ريح ذلك الفار حتى يموت الكل أجمع وهو
صحيح وقد وقفت عليه. الرازي في المنصوري : الزنجفر والشك يعرض من شربهما مثل ما
يعرض من الزئبق المقتول إلا أن الشك أقوى جدّا لأنه قاتل لا يتخلص منه وعلاجه مثل
علاج من سقي الزئبق.
شكوهج
: هو الحسك وقد ذكرته في الحاء المهملة.
شلجم
: ويقال بالسين المهملة أيضا وبالمعجمة وهو
اللفت. جالينوس في ٧ : بزر هذا النبات يهيج شهوة الجماع لأنه يولد رياحا نافخة ، وكذا
أيضا أصله نافخ عسر الإنهضام يزيد في المني. ديسقوريدوس في الثانية : أصله إذا طبخ
وأكل كان مغذيا مولد للرياح مولد للحم الرخو محرّك لشهوة الجماع ، وطبيخه يصب على
النقرس والشقاق العارض من البرد فينفع منها ، وإذا تضمد به أيضا فعل ذلك ، وإذا
أخذت سلجمة وجوّفت وأذبت في تجويفها موما يدهن ورد على رماد حار كان نافعا من
الشقاق المتقرح العارض من البرد ، وقلوب ورقه تؤكل مطبوخة فتدر البول ، وبزر
الشلجم يستعمل في أخلاط بعض الأدوية المعجونة النافعة من لسع ذوات السموم المسكنة
للأوجاع ، وقد ينفع من الأدوية القتالة ، وإذا شرب أنهض شهوة الجماع ، وإذا عمل
الشلجم بالماء والملح كان أقل لغذائه إذا أكل غير أنه يحرك شهوة الطعام ، وأما
الشلجم البري فإن شجرته كثيرة الأغصان طولها ذراع وتنبت في الحروث ملساء الطرف لها ورق أملس عريض عرض الأبهام
، وله ثمرة في غلف وتنفتح تلك الغلف فيظهر فيها بزر صغير أسود إذا كسرت كان داخلها
أبيض ، وقد نفع البزر في أخلاط الغمر والأدوية التي تنقي البشرة مثل الأدوية التي تعمل
من دقيق الترمس ودقيق الحنطة أو دقيق الكرسنة. الفلاحة : أصل الشلجم البري حار
حريق كريه الرائحة لا يؤكل ، وقد يطبخ ورقه ويؤكل. ومن الشلجم البري صنف آخر ينبت
في البراري الممطرة بالقرب من الغدران ، وأصله على قدر الكبار من الجبار ويعلو
عليه فرع مقدار عظم الذراع ، وعليه ورقات متقطعات مثل ورق الشلجم البستاني إلا أنه
أدق منه وألطف ، وفيه تشريف من أوله إلى آخره ، ويحمل في أيار ونيسان. وبزره شبيه
ببزر الشلجم إلا أنه إلى السواد ورقه أملس لا خشونة فيه ، وأصله يؤكل مطبوخا. غيره
: وإذا أخذ عرق من عروق الشلجم التي تمتدّ في الأرض فسحق سحقا جيدا رطبا كان أو
يابسا وخلط بعسل ولعقه من يشتكي طحاله أو من به عسر البول نفعه وشفاه. الشريف : وإذا
علق بزر الشلجم في العنق نفع من ورم الأرنبة مجرب. الفلاحة : ومن الشلجم صنف يسمى
أبو شاد وهو شلجم يزرع في البساتين صغيره أحمر وبزره ألطف من بزر الشلجم ، وله ساق
في مقدار ثلاثة أصابع مضمومة. ديسقوريدوس في الثانية : يونياس هو صنف من الشلجم
صغير ، إذا أكل أصله مطبوخا ولد نفخا وكان غذاؤه أقل من غذاء الصنف الآخر من الشلجم
، وإذا تقدّم في شرب بزره أبطل
__________________
فعل الأدوية القتالة
، وقد يخلط ببعض الأدوية المعجونة. وهذا الصنف من الشلجم يعمل أيضا بالماء والملح.
عبد اللّه بن صالح : بزر هذا النوع هو المستعمل في الترياق الفاروق. لي : يعرف هذا
النوع من الشلجم ببلاد الأندلس باللفت الطليطلي يستعمل منه أصله لا ورقه.
شل
: يقال بشين معجمة مضمومة ولام بعدها.
إسحاق بن عمران : الشل بالهندية هو سفرجل هندي وهو ثمر مدور بمنزلة الجلوز لا قشر
عليها وقوّته مثل قوّة الزنجبيل حار في الدرجة الثالثة رطب في الأولى يلطف
الكيموسات الغليظة وينفع من صلابة العصب. ابن سينا : طعمه مر حريف قابض بكسر
الرياح وفيه تحليل عجيب نافع للعصب.
تنبيه
: لما ذكر صاحب المنهاج هذا الدواء وهو
الشل أورد فيه ما أوردته من ماهيته ومنفعته ثم قال بعد ذلك ما هذا نصه : وقدر ما
يؤخذ منه نصف درهم ، وقد يعرض من شربه شبيه بما يعرض من شرب الزئبق المقتول ، وربما
عرض عنه إسهال وهو أول علامته ويداوي بالأمراق الدسمة هذا كلام صاحب المنهاج في
هذا الدواء ، وهو كلام بيّن فساده وظاهر انتقاده لأنه تكلم في ترجمة الشل على
دواءين مختلفين في الماهية متباينين في الفعل والقوّة على أنهما دواء واحد ، وهذا
محض الغلط أحدهما الدواء المعروف بالشل بالشين المعجمة واللام ، وهو نباتي الجنس
هندي المنبت وأضاف إليه القول على دواء آخر وهو المعروف بالشك بالشين المعجمة والكاف
، وهو سم الفار عند الناس ويعرف بالعراق بالتراب الهالك ، وقد تقدم ذكره في هذا
الباب فتأمل ما قلته فيه وجميع الأعراض المذمومة السمية التي ذكرها ابن جزلة للشل
ليست له بل هي للشك فاعلمه ، وفيما نبهت عليه كفاية.
شمع
: ديسقوريدوس في الثانية : أجوده ما كان
لونه إلى الحمرة ما هو وكان علكا دسما طيب الرائحة في رائحته شيء من رائحة العسل
نقيا من الوسخ ، والذي رأيناه منه على هذه الصفة إما أن يكون من الجزيرة التي يقال
لها قريطي ، أو من البلاد التي يقال لها نيطش ، وما كان فيه أبيض بالطبع علكا دسما
فهو بعد الصنف الذي ذكرنا ، وأما تبييض الموم فهو على هذه الصفة : خذ منه ما كان
إلى البياض علكا فحله ونقه من وسخه وصيره في إناء فخار جديد وصب عليه من ماء البحر
ما يكتفي منه وذر عليه شيئا من نطرون واطبخه ، فإذا غلى غليتين أو ثلاثة فارتفع
الإناء عن النار ثم خذ قدرا أخرى جديدة وبل أسفلها بماء بارد وأمرها على الموم
مرارا كثيرة وأنت تبل أسفل القدر بالماء في كل وقت لتأخذ من الموم شيئا كثيرا
قليلا قليلا وليجمد على أسفلها ، وافعل ذلك دائما كما وصفت لك إلى أن لا يبقى من
الموم شيء ، ثم شد الأقراص في خيط كتان وتكون مفرقة بعضها عن بعض وعلقها بالنهار
في الشمس ورشها بالماء رشا دائما ، وبالليل علقها في القمر لا تزال يفعل ذلك إلى
أن يبيض فإن أحب أحد أن يكون بياض الموم مفرطا فليفعل كما وصفنا غير أنه ينبغي أن
يطبخه مرارا كثيرة ، ومن الناس من يصب على الموم مكان ماء البحر ماء حارا جدا ويطبخه
على ما وصفت مرة أو مرتين ، ويأخذه بأسفل إبريق ضيق مستدير السفل له مقبض ، ثم
يصير الأقراص على حشيش كثيف ويعصره إلى أن يبيض جدا ، وينبغي أن يفعل ما وصفناه في
الربيع في وقت انخفاض حرارة الشمس ورطوبة الهواء كي لا يذوب الموم وقوّة الموم
مسخنة ملينة تملأ القروح ملأ وسطا ليس بقوي وقد يتخذ منه حب صغير مثل الجاورش ويؤخذ
منه ٥
حبات ويشرب مع بعض الأحساء لقرحة الأمعاء ويمنع
اللبن من التعقد في ثدي
المرضعات. جالينوس في ٧ : الموم كأنه وسط من الأشياء التي تبرد وتسخن والأشياء التي
ترطب وتجفف وفيه مع هذا شيء غليط قليلا دبقي ، ولهذا ليس إنما لا يجفف فقط بل عساه
أن يظن به أنه يرطب بالعرض أخرى ، إذ كان ليس بدبقيته يمنع التحليل. ومن أجل ذلك
صار هو أيضا مادّة لجميع الأضمدة الأخرى التي تبرد ، والتي تسخن. وأما هو في نفسه
فهو من الأدوية التي تنضج إنضاجا ضعيفا ليس من الأدوية التي ترد إلى جوف البدن لكن
من الأدوية التي تجعل من خارج ، وفيه مع هذا أيضا شيء يسير يحلل ويفتر ، وهذا
الشيء في العسل كثيرا. ابن سينا : ينفع من خشونة الصدر طلاء ولعقا وخصوصا ، وقد
ضرب بدهن البنفسج وقيل : إنه يجذب السموم ويجعل على جراحات النصول المسمومة طلاء
فلا تضره. الشريف : إذا خلط بدهن سوسن أو دهن زئبق وطلي به على الوجه حسنه وصفى
لونه وأذهب كلفه ، وإذا طلي على العصب الجاسي حلل جساءه ، وإذا خلط مع الشحم
المصفر غمره من الدهن وشمس ثلاثة أسابيع ثم طلي به الورم الذي يكون خلف الأذنين في
الأرنبتين حللها ، وينفع من انصباب المادّة فيها. التجربيين : هو مادّة المراهم واللطوخات
ورائحته قاطعة للرياح الرديئة ، ولذلك ينفع استنشاقه في الوباء الواقع من اجتماع
الناس على تضايق والكائن عن اقتراب مواضع المقابر ونتن الجيف ، وإذا أذيب مع دهن
ورد وزيت عذب يكونان مناصفة وشرب أو احتقن به نفع من السحج كيف كان منفعة بالغة ، غير
أن شربه يذهب شهوة الطعام. غيره : هو أحد الأدوية للمراهم التي تلين الصلابات ، وإذا
حل بشيء من دهن الخل وخذ منه الشيء اليسير نفع من وجع الحلق والصدر واللهاة ويصفي
الصوت وينفع من السعال الحادث من اليبس ويلحم الشقاق ، وإذا خلط بالدهن وصنع منه
قيروطي ينضج الدماميل.
شمار
: هو الرازيانج عند أهل مصر والشام وقد
ذكرته في الراء.
شمشار
: هو البقس وقد ذكرته في حرف الباء.
شمشير
: هو القاقلة الصغيرة وسنذكر في حرف
القاف.
شمام
: هو إسم لنوع من البطيخ صغير حنظلي الشكل
مخطط بحمرة وخضرة وصفرة رائحته طيبة يسميه أهل الشام اللقاح ، واللقاح غيره ، وقد
ذكرت هذا النوع من البطيخ مع أنواعه في حرف الباء.
شنجار
: هو الشنكار أيضا والكحلاء والحميراء ورجل
الحمامة ، وبالسريانية حالوما وهو أربعة أصناف. ديسقوريدوس في الثانية : الحنينا.
ومن الناس من يسميه أبغليا ومنهم من يسميه فالقس وهو نبات له ورق شبيه بورق الخس
الدقيق الورق وعليه زغب وهو خشن أسود كثير العدد نابت من حول الأصل لاصق بالأرض
مشوّك ، وله أصل في غلظ أصبع يكون لونه في الصيف أحمر إلى حمرة الدم يصبغ اليد إذا
مس وينبت في أرضين طيبة التربة. جالينوس في ٧ : ليس قوّة أنواع الشنجار كلها قوة واحدة
بعينها ، لكن قوة النوع منها الذي يقال له أونوقليا أصله قابض فيه مرارة يسيرة وهو
دابغ للمعدة لطيف يجلو الأخلاط المرارية والأخلاط المالحة ، وقد قلنا في المقالة
الأولى من هذا الكتاب أن الطعم العفص إذا اختلط بالمر من شأنه أن يفعل هذه الأفعال
، ولذلك صار هذا الدواء نافعا لأصحاب اليرقان ولمن به وجع الكليتين ووجع الطحال ،
وهو مع هذا مبرد ، وبهذا السبب صار متى خلط في الضماد مع دقيق الشعير نفع من الورم
المعروف بالحمرة ويجلو إذا شرب ، وإذا وضع من خارج ، ولذلك صار يشفي البهق والعلة
التي ينقشر معها الجلد إذا سحق بالخل وطلي على الموضع ، فهذه
أفعال أصل هذا النوع
والقوى التي تحدث هذه الأفعال ، فأما ورقه فقوته أضعف من قوة الأصل ، ولكنه هو
أيضا ليس ببعيد عن التجفيف والقبض ، ولذلك صار يشفي الاستطلاق إذا شرب بشراب.
ديسقوريدوس : وأصل هذا النبات قابض ، وإذا غلي بالزيت والموم كان صالحا لحرق النار
والقروح المزمنة ، وإذا تضمد به مع السويق أبرأ الحمرة ، وإذا تضمد به مع الخل
أبرأ البهق والجرب المتقرح ، وإذا احتملته المرأة أخرج الجنين وقد يسقى طبيخه مع
الشراب الذي يقال له مالقراطن من به يرقان ووجع الكلى ووجع الطحال وورمهما والحمى
، وورقه إذا شرب بالشراب عقل البطن ، وقد يستعمل العطارون هذا الأصل في تركيب بعض
الأدهان. والصنف الثاني لوقسيوس ، وهو نبات له ورق شبيه بورق الخس إلا أنه أطول
منه وأغلظ وهو أخشن وأثخن وأعرض من ورق الخس منقلب إلى ناحية الأصل وله ساق طويل
خشن قائم تتشعب منه شعب كثيرة طول كل واحدة منها نحو من ذراع خشنة عليها زهر صغار
شبيه بلون الفرفير ، وله أصل لونه شبيه بلون الدم قابض وينبت في الصحارى. جالينوس
: وأما الشنجار الآخر المسمى لوقاسيوس ، فهو أيضا نافع من الورم المعروف بالحمرة
على مثال ما ينفع الأوّل ، وأصل هذا النوع الثاني أشد قبضا من أصل النوع الأول
بكثير. ديسقوريدوس : وأصل هذا النبات إذا تضمد به مع السويق أبرأ الحمرة وإذا تمسح
به وقد سحق وخلط بالدهن أدر العرق. وقد يكون صنف آخر من أنجشا ويسميه بعض الناس
الفاريوس ويسمونه أيضا أبو خينس ، والفرق بين هذا الصنف والصنف الأوّل أن هذا أصغر
ورقا من ورق الأول وأغصانه صغار رقاق لونها لون الفرفير مائل إلى الحمرة القانئة ،
وله عروق حمر في حمرة الدم صالحة الطول يعرض منها شيء شبيه بالدم أيام الحصاد ، وورقه
خشن وينبت في مواضع رملية. جالينوس : قوّته أشد من قوّة ذينك النوعين ، ومن أجل
ذلك صار يتبين في طعمه من الحراقة مقدار كثير وهو نافع جدا منفعة بالغة لمن نهشته
أفعى ، وإذا وضع من خارج على موضع النهشة كالضماد أو أدنى منه فقط أو أكله
المنهوش. ديسقوريدوس : وعروق هذا النبات وورقه إذا أكلا أو شربا أو علفا ينفعان من
نهش الأفاعي ، وإذا مضغ أحد شيئا من العروق أو الورق وتفله في فم شيء من ذوات
السموم قتله. وقد يكون صنف آخر من أنجشا شبيه بالصنف الثالث إلا أنه أصغر منه وله
ثمر أحمر قانئ وإن مضغه أحد وتفله في فم شيء من الهوام قتله ، وله أصل إذا شرب منه
مقدار أكسوثافن مع الدواء الذي يقال له الزوفا أو الحرف أخرج من البطن الدود الذي
يقال له حب القرع. جالينوس : وأما النوع الرابع الذي ليس له اسم يخصه ، فالحال فيه
مثل ما في النوع الثالث إلا أنه أشدّ مرارة منه وأقوى ، ولذلك صار يصلح لحب القرع
إذا شرب منه مقدار مثقال ونصف مع زوفا وقردمانا. وقال غيره : تضمد به الخنازير والنقرس
مع الشحم وعرق النسا وتحلل الأورام الصلبة حيث كانت ، وتستعمل عصارته بالعسل
للقلاع ويسعط بها فينقي الرأس والأثر الباقي في العين وغلظ الطبقات وينفع من الأورام
الصلبة في الرحم حمولا وجلوسا في مائه ، وإذا كبس ورقه بالخل نفع الطحال شربا وضمادا
وزهره أقوى من ورقه ، وأصله أقوى ما فيه ، وإذا طبخ في زيت كان من أنفع شيء لوجع
الأذن ، ويستعمل دهنه بالشمع لوجع المقعدة ويدر الطمث بقوّة إذا احتمل أو شرب منه
مقدار مثقال ونصف ، وبزره قريب من أصله إلا أنه
أضعف.
شنبليذ
: التميمي : هو ورد السورنجان وهو زهر
يبدو على وجه الأرض وهو مورد اللون في شكل صغار السوسن ، بل في شكل نوار الزعفران
سواء وينحو في توريده إلى لون نوار اللوز المر متوسطا بين البياض والحمرة ، وهو
أول زهرة تطلع من الأرض إذا وقع المطر الموسمي كما يوسم الأرض أول مطرة ، ويمضي
لذلك أسبوع يبدو الشنبليذ وله رائحة ذكية وهو حار يابس في الثانية وشمه نافع من
الصداع البارد في الدماغ والخياشيم ، ويطرد شمه الرياح الغليظة الكائنة في الدماغ
ويفتح السدد الكائنة في الدماغ والخياشيم.
شنج
: التميمي في المرشد : هو الحلزون الكبار
البحري المقرن الجوانب ، وهو نوع من الحلزون عظيم غليظ الوسط مستدير الطرفين مملوء
الجوانب بقرون له نابتة وجوفه خال ، وقد يجلب من بلاد الهند وبحر الحبش ونهر اليمن
ولون باطنه أبيض غليظ الجسم ، وربما كان يعلو ظاهره صفرة ورقطة ، وزعموا أن البحر
يقذف به مع الزلف ، ويكون فيه حيوان لزج على شكل البزاقات يسمى الحلزون ، وهو إذا
أحرق يدخل في كثير من إكحال العين الجالية ، وفي كثير من شيافاتها وأدويتها وتحجيراتها.
وقد يحرق ويسحق ويكتحل به فيجلو ما على الطبقة القرنية من البياض ، وهو إذا اكتحل
به غير مسحوق كان أقوى لجلائه ، وإذا اكتحل به محرقا كان أقوى لتنشيفه وتجفيفه ، وإن
غسل بعد إحراقه كان تنشيفه من غير لذع ، وقد يقوي حس البصر وينشف الرطوبة المنصبة
إليه ، وفيه قوّتان نشافة وجلاوة. لي : هو ودع كبير الجرم والضمانات التي ذكرت فيه
هي مذكورة في الودع وقد ذكرته في الواو.
شنار
: هو الفراسيون وسنذكره في الفاء.
شندلة
: البكري : هي الإسجارة والإسحارة وهي
أروسيمن باليونانية وهو التوردي أول الإسم شين معجمة مضمومة بعدها نون ساسكنة ثم
دال مهملة مفتوحة بعدها لام مفتوحة مشدّدة ثم هاء ، وقد ذكرت التوردي في التاء.
شهدانج
: هو القنب وسنذكره في القاف.
شوكران
: هو الحفوظة بعجمية الأندلس. ديسقوريدوس
في الرابعة : قونيون هو نبات له ساق ذات عقد مثل ساق الرازيانج ، وهو كثير له ورق
شبيه بورق القثاء وهو الكلخ إلا أنه أدق من ورق القثاء ثقيل الرائحة في أعلاه شعب
وإكليل فيه زهر أبيض وبزر شبيه بالأنيسون إلا أنه أشدّ بياضا منه وأصله أجوف ، وليس
بغائر في الأرض. جالينوس في الثانية : جميع الناس يعلمون أن قوّة هذا الدواء قوة
تبرد غاية التبريد. ديسقوريدوس : وهذا الدواء هو من الأدوية القتالة ويقتل بالبرد
، وقد يستعمل الشراب الصرف لدفع مضرته فينتفع به منه ، وتؤخذ جمة هذا النبات قبل
أن يجف البزر وتعصر وتؤخذ العصارة وتجفف في الشمس ، وقد ينتفع به في أشياء كثيرة ،
ويقع في الشيافات المسكنة لأوجاع العين فينتفع بها وإذا ضمد بها سكنت الحمرة والنملة
، وإذا دق هذا النبات بورقه وضمدت به الأنثيان سكنت عنه كثرة الاحتلام ، وإذا ضمدت
به المذاكير أرخاها ، وإذا ضمدت به الثديان قطع اللبن ومنع ثدي الأبكار من أن تعظم
، وإذا ضمدت به خصي الصبيان صغرها وأضمرها ، وأقوى ما يكون من هذا النبات ما يكون
من الجزيرة التي يقال لها قريطي والبلاد التي يقال لها ماغانه والبلاد التي يقال
لها أطيقي والجزيرة التي يقال لها منسوس والبلاد التي يقال لها قليقيا ، وقال في
الثانية في مداواة أجناس السموم : إذا شرب هذا الدواء أذهب العقل وأسدر العين حتى
لا يبصر صاحبه شيئا وأخذ منه الفواق وتخليط الفكرة وبرد
أطراف الأعضاء وفي
آخر الأمر يتشنج العصب ويأخذه الخناق من ضيق قصبة الرئة والحنجرة من الريح ، وينبغي
لصاحبه أن يبدأ بالتقيؤ ثم يسهل بطنه حتى يقوى على دفع ما انحدر إلى الأمعاء ، ثم
يسقى الأشياء النافعة وهي الطلاء الصرف ويمهله ثم يسقيه من بعده ألبان الأتن أو
الأفسنتين مع الفلفل الحديث وجندبادستر وسذاب مع طلاء وقردمانا وميعه وفلفل مع بزر
الأنجرة ، ومع طلاء وورق الغار وأنجذان وحلتيت مع دهن وسلافة ومطبوخ يشرب وحده
فينتفع به نفعا بينا.
شونيز
: ديسقوريدوس في الثالثة : هو تمنس صغير
دقيق العيدان طوله نحو من شبرين أو أكثر ، وله ورق صغار شبيهة بورق النبات الذي
يقال له أريغازن إلا أنه أدق منها بكثير وعلى طرفه رأس شبيهة بالخشخاش في شكله
طويله مجوّفة تحوي بزرا أسود حريفا طيب الرائحة وربما خلط بالعجين وخبز. جالينوس :
هذا يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة ويشبه أيضا أن تكون له قوّة لطيفة ولهذا صار
يشفي الزكام إذا صير في خرقة وهو مقلوّ وشمه الإنسان دائما وهو مع هذا يحلل النفخ
غاية الحل إذا ورد إلى داخل البدن وهذا مما يدل منه على أنه جوهر لطيف قد أنضجته
الحرارة إنضاجا مستقصى ولذلك هو مر ، وإذا كان الأمر في الشونيز على ما وصفت فليس
من العجب أن يكون شأنه قتل الديدان لا إذا هو أكل فقط لكن إذا وضع على البطن من
خارج ولا فيما يفعله أيضا من قلعه العلة التي يتقشر معها الجلد ، وقلع الثآليل
المتفلقة والمنكوسة والخيلان ما يستحق العجب منه ولذلك نجد أيضا الشونيز نافعا لمن
به العلة المعروفة بانتصاب النفس ونجده يحدر الطمث فيمن يحتبس طمثها من النساء
بسبب أخلاط غليظة لزجة ، وبالجملة حيثما احتجنا إلى التقطيع والجلاء والتجفيف والإسخان
فالشونيز نافع لنا في ذلك منفعة كثيرة جدا. ديسقوريدوس : وإذا ضمدت به الجبهة وافق
الصداع وإذا استعط به مسحوقا بدهن الإيرسا وافق ابتداء الماء النازل في العين ، وإذا
تضمد به مع الخل قلع البثور اللبنية والجرب المتقرح وحلل الأورام البلغمية المزمنة
والأورام الصلبة ، وإذا دق وخلط ببول صبي لم يحتلم قد عتق ووضع على الثآليل
المسمارية قلعها ، وإذا طبخ بالخل مع خشب الصنوبر وتمضمض به نفع من وجع الأسنان ،
وإذا ضمدت به السرة مخلوطا بماء أخرج الدود الطوال ، وإذا سحق وجعل في صرة واشتم
نفع الزكام ، وإذا أدمن شربه أياما كثيرة أدمن البول والطمث واللبن ، وإذا شرب
بالنطرون سكن عسر النفس ، وإذا شرب منه مقدار درخمي بماء نفع من نهشة الرتيلا وإذا
دخن به طرد الهوام. وقد زعم قوم أن من أكثر من شربه قتله. ابن ماسه : خاصته إذهاب
الحمى الكائنة عن البلغم والسوداء وقتل حب القرع. ابن سينا : وإذا نقع في الخل
ليلة ثم سحق من الغد واستعط به وتقدم إلى المريض حتى يستنشقه نفع من الأوجاع
المزمنة في الرأس ومن اللقوة وهو من الأدوية المفتحة جدا للسدد في المصفاة وينفع
من البرص والبهق طلاء بالخل أيضا ويسقى بالعسل والماء الحار للحصاة الكائنة في
المثانة والكلية. غيره : وهو يضرّ الحلق ويهيج الخوانيق القاتلة إذا أكثر منه.
أحمد بن إبراهيم : الشونيز إن عجن بعد سحقه بماء الحنظل الرطب أو المطبوخ وضمدت به
السرة كان فعله في إخراج حب القرع أقوى فإن عجن بماء الشيح أخرج الحبات وإن سحق وخلط
بشيء من دهن الحبة الخضراء وقطر منه في الأذن
ثلاث قطرات نفع من
البرد العارض للأذنين والريح والسدد ، وإذا قلي ودق ونقع في زيت وقطر من ذلك الزيت
في الأنف ثلاث قطرات أو أربعة نفع من الزكام إذا عرض معه عطاس كثير ، وإذا أخذ
شونيز وأحرق وخلط بشمع مداف بدهن سوسن أو بدهن حناء وطلي على الرأس نفع من تناثر
الشعر ، وإذا قلي الشونيز بنار لينة ودق وعجن بماء ورد وطلي منه على القروح التي
تخرج في الساقين بعد أن تغسل القروح بالخل نفعها وأبرأها وأزالها ، وإذا سحق مع دم
الأفاعي أو دم الخطاطيف ، وطلي به الوضح غيّره ، وإذا استعط بدهن الشونيز نفع من
الفالج والكزاز وقطع البلة والبرد الذي يجتمع فيصير منه الفالج. مسيح بن الحكم : ودهنه
إذا استعط به نفع من الفالج واللقوة. مجهول : إذا سحق ونخل واستف منه كل يوم
درهمان بماء فاتر نفع من عضة الكلب الكلب. التجربتين : إذا سحق وشرب بسكنجبين نفع
من حميات الربع المتقادمة والظاهرة النضج وإذا عجن بسمن وعسل نفع من أوجاع النفساء
عند امتساك دم النفاس وينفع بهذه الصفة لأوجاع الأرحام ووجع الكلى ، وإذا سحق ببول
ووضع على قروح الرأس الشهدية ، وتمودي عليه قلعها وأنبت الشعر فيها ، وإذا نثر على
مقدم الرأس سخنه ونفع من توالي النزلات وإذا خالط الأكحال نفع ابتداء الماء النازل
في العين ، وإذا سحق وعجن بدهن الورد وخل نفع من أنواع الجرب ، وإذا ضمد به أوجاع
المفاصل نفعها وهو يدر الطمث إدرارا قويا ويخرج الأجنة أحياء وموتى ويسقط المشيمة.
الشريف : إذا أخذ منه ٧ حبوب عددا وغمرت بلبن إمرأة ساعة وسعط بها في أنف من به يرقان
واصفرت منه العينان ينفع ذلك جدّا نفعا بليغا وحيا بشدة تفتيحه للسدد.
شواصرا
: يسمى مسك الجن وهذا أحد أنواع
البلتجاسف. ديسقوريدوس في الثالثة : بطوس هو من النبات المستأنف كونه في كل سنة وهو
شبيه في قدره بالتمنش وهو كله أصفر مفترش النبات على الأرض وله أغصان كثيرة وبزره
ينبت في جميع كل واحد من الأغصان وله ورق شبيه بورق الدشتي وجميعه طيب الرائحة
جدّا ولذلك يجعل في الثياب وأكثر نباته في الأدوية التي إنما تحمل من ماء الأمطار
في الغدران ، وإذا شرب بالشراب سكن عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب وأهل
قيادوقيا يسمون هذا النبات أميروسيا ومن الناس من يسميه أرطاماسيا.
شويلا
: هو البرنجاسف وقد ذكرته في الباء.
شوع
: هو شجر البان.
شوشميز
: هو القاقلة الصغيرة بالفارسية.
شوك
الدراجين : هو مشط الراعي وباليونانية
دنيساقوس وقد ذكرته في حرف الدال المهملة.
شوك
الدمن : هو العكوب وسنذكره في العين.
شوك
العلك : هو الأشخيص ، وقد ذكرته في الألف.
شوكة
عربية : هي الشكاعا وقد ذكرتها في هذا الحرف.
شوكة
يهودية : هي القرصعنة الزرقاء وسنذكر القرصعنة في
حرف القاف.
شوكة
قبطية : هي شجرة القرظ وسنذكرها في القاف.
شوكة
مصرية : هي شجيرة القرظ أيضا.
شوكة
زرقاء : هي القرصعنة الزرقاء.
شوكة
شهباء : هو الينبوت وقد ذكرته في الياء فيما
بعد.
شوكة
منبتة : قال حنين : هي الطباق وزهرة
الشجرة ليست بمشوكة وقد زعم قوم أن منه ما له شوك وسنذكر الطباق في الطاء.
شوكة
بيضاء : هي الباذاورد وقد ذكر في الباء.
شورة
: كتاب الرحلة : إسم حجازي للشجر النابت
في أقاصير البحر الحجازي الشبيه بالغار المثمر ثمرا أخضر شبيها بالبلاذر وقد
كتبنا صفته في هذه
التعاليق ، ويزعمون أن صمغته نافعة في الباه ، ويسكن وجع الأسنان وهو أيضا مجرب وهي
عندي في صمغة الأسرار التي ذكرناها في حرف الألف أوّل الإسم شين مفتوحة ثم واو
ساكنة ثم راء ثم هاء.
شودانيق
: هو طائر معروف لحمه حار يابس قليل
الغذاء وكيموسه كدر.
شيطرج
: هو العصاب بالبربرية. ديسقوريدوس في
الثانية : هو نبات معروف يعمل باللبن مع الماء والملح. جالينوس في ١٥ : من الميامث عن
ديمقراطيس أنه ينبت كثيرا في القبور والحيطان العتيقة والمواضع التي لا تحرث وهو
ناضر أبدا إلا أنه أحمر ورقه شبيه بورق الحرف يطول قضيبه نحوا من ذراع ، ويحفه في
الصيف ورق دقاق لا يزال عليه حتى يضربه البرد فإذا برد الهواء جف من الورق ما يجف
قضيبه وانتثر وبقيت منه بقايا نحو أصله فإذا كان في الصيف خرج في قضبانه زهر صغار
كثير الورق ولونه لون اللبن وأردف ذلك بزرا صغيرا في غاية الصغر لا يمكن أن ترى له
حسا لصغره ، وأصله له رائحة حادة جدّا وهو أشبه شيء بالحرف. جالينوس في ٧ : من الأدوية
المفردة هذا في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء المسخنة ورائحته قوية وطعمه شبيه
بقوة الحرف ورائحته وطعمه إلا أنه أقل تجفيفا منه. ديسقوريدوس : وقوّة ورقه حادة
مقرحة ولذلك يعمل منه ضماد لعرق النسا يلذع جدّا إذا دق دقا ناعما وخلط بأصول
الراسن ووضع عليه ربع ساعة وكذا أيضا يوضع على الطحال وإذا لطخ على الجرب المتقرح
قلعه وقد يظن بأصول الشيطرح أنه متى علقت على من عرض له وجع في أسنانه سكنه. ابن
سينا : يقلع البهق الأبيض والبرص والتقشر والجرب إذا طلي بالخل وإذا شرب نفع من
أوجاع المفاصل.
شيلم
: أبو حنيفة وغيره : هو الزوان الذي يكون
في الحنطة فيفسدها ويخرج منها ويقال شالم ونباته سطاح يذهب على الأرض وورقه كورق
الخلاف النبطي شديد الخضرة رطبا والناس يأكلون ورقه إذا كان رطبا وهو طيب لا مرارة
له وحبه أعصى من الصبر. الرازي : أجوده الخفيف الوزن غير الثخين اللزج عند المضغ ولونه
بعد المضغ إلى الحمرة وقبل المضغ إلى الصفرة وفيه عفوصة يسيرة. جالينوس : وهذا
دواء يسخن إسخانا عظيما حتى يتجاوز أن يقرب من الأدوية الحريفة وهو في هذا الباب
أكثر من أصول السوسن إلا أنه ليس في اللطافة كأصول السوسن بل هو في ذلك أقل منها
بكثير فيجوز أن يجعله الإنسان في مبدأ الدرجة الثالثة من درجات الإسخان ووجدناه في
منتهى الثانية من درجات التجفيف هكذا في ترجمة البطريق في مبدأ الدرجة الثالثة من
درجات الإسخان ، ووجدنا في كل نسخة رأيناها من ترجمة حنين في مبدأ ١ وليس يخفى
أن هذا خطأ مما تقدم. ديسقوريدوس في الثانية : هذا ما ينبت منه بين الحنطة فإن له
قوّة تقلع القروح الخبيثة إذا خلط بقشر الفجل والملح وتضمد به وإذا خلط بالزيت ثم
طبخ بخل أبرأ من القوابي الرديئة والجرب المتقرح وإذا طبخ ببزر الكتان وسذاب وزبل
الحمام حلل الخنازير وفتح الأورام العسرة النضج وأنضجها ، وإذا طبخ بماء القراطن وتضمد
به نفع من عرق النسا ، وإذا بخر به مع سويق ومر وزعفران وكندر وافق الحبل. غيره :
ودهنه أبلغ في القوابي من دهن الحنطة. غيره : والشيلم هو قوي التحليل وفيه جذب وإذا
دق وعجن ووضع على عضو جذب منه السلى والشوك وأخرجها وينفع من وجع الوركين إذا تضمد
به وينفع من البرص إذا خلط بكبريت ولطخ به. الشريف : إذا أكل مخبوزا أسكر وأسدر وإذا
نقع
في شراب وسقي أسكر ونوّم
نوما كثيرا ثقيلا وإذا استخرج دهنه ودهنت به الأصداغ نوّم نوما معتدلا.
شيبة
: الغافقي : قال قسطا في الملحق في
الرابعة : يسمى النبات الأشيب والريحان الأبيض وهو نبات أبيض كأنما قرطت ورقه
بمقراض طيب الرائحة حادها ينبت في البساتين والسباخات وقد يزرعه الناس في المساكن
وقد يسميه قوم الأشنة البستانية وله قوة مسخنة حادة إذا دق وضمدت به الأورام
العارضة من رياح البلغم حللها وقد ينفع المزكومين إذا شموه ويفتح سدد المنخرين وقد
ينضج النزلات ، وإذا ضمد به الورم في ابتداء ما يعرض حلله ومنعه أن يجمع وقد ينفع
طبيخه سخنا للنساء اللواتي عرض لهن نزف الدم إذا جلسن فيه أو احتملته وينقي
الرطوبات العارضة للرحم والأورام التي تعرض من الرياح الغليظة ويفتح فم الرحم ويدر
الطمث ويجذب الجنين.
شيح
: ديسقوريدوس في الثانية : ومن الناس من
يسمي هذا الدواء الذي يقال له ساريقون أفسنتينا بحريا وهو ينبت كثيرا في الجبل
الذي يقال له طوريس بالبلاد التي يقال لها قيادوقيا وفي الموضع الذي يقال له بوصير
من بلاد مصر ويستعمله أهل تلك البلاد بدل أغصان الزيتون ، وهو نبات دقيق الثمر
شبيه بصغير النبات الذي يقال له أمر قطويون ملآن من البزر وطعمه إلى المرارة رديء
للمعدة ثقيل الرائحة قابض مع حرارة يسيرة.
جالينوس في ٨ : وهو شبيه بالأفسنتين
في منظره وطعمه وإنما الفرق بينهما أنه ليس يقبض مثل ذلك وفي أنه يسخن أكثر منه وفيه
من المرارة أكثر مع ملوحة يسيرة ، وأما في قوته فإنه يخالفه من طريق أنه يضر
المعدة ويقتل الديدان أكثر من الأفسنتين إذا وضع من خارج وإذا ورد من داخل البدن وهو
يسخن في الدرجة الثالثة ممتدا ويجفف في الثانية.
ديسقوريدوس : وإذا طبخ وحده ومع الأرز وشرب
بالعسل قتل الصنف من الدود المتولد في البطن الذي يقال له أسقيدريدس مع إسهال خفيف
للبطن وإذا طبخ بالعدس وتحسى فعل ذلك أيضا والغنم إذا اعتلفته وخاصة بقيادوقيا
أسمنها.
شير
بخشير : البالسي : يجلب من الهند وهو عروق لونها
إلى الصفرة وقوتها حارة يابسة يسهل المرة السوداء والبلغم ويخرج الأخلاط الغليظة
المحرقة والمواد الفاسدة والذي يؤخذ منه من دانق إلى نصف درهم.
شيخ
الربيع : هو الدواء المسمى باليونانية أريقارون وقد
ذكرته في الألف.
شيخ
البحر : الشريف : هو حيوان بحري يسميه عامة
المغرب الثل مرين يكون في قدر الزق الصغير الجسم له رأس وأنف شبيه بفم العجل وهو
فيما يذكر يسبت كل يوم سبت لا يدخل البحر البتة. جلده إذا اتخذ منه نعل ولبسه
المنقرس نفعه ذلك نفعا بينا ، وإذا بخر بقطعة منه نفع من به حمى العفونة البلغمية
، وإن بخر به البق قتلها.
شيزرق
: قيل هو زبل الخفاش وقيل بوله. المجوسي :
هو زبل الخفاش وخاصته تفتيت حصى المثانة. غيره : يقلع بياض العين كحلا.
شيبة
العجوز : هو الأشنة وقد ذكرت في الألف.
شيان
: يقال على الصمغ المجلوب من جزيرة سقطري
وهو المعروف بدم الأخوين وقد ذكرته في الدال ، وأما عامة الأندلس فيوقعون هذا
الإسم على النوع الكبير من حي العالم.
شير
: هو اللبن بالفارسية ، وإذا قالت الأطباء
شير أملج فإنما يريدون به الأملج الذي ينقع في اللبن.
شيرخشك
: بعض علمائنا : هو طل يقع من السماء
ببلاد العجم على شجر الخلاف بهراة وهو حلو إلى الإعتدال وهو أقوى فعلا من
الترنجبين ونحو أفعاله. التميمي : هو أفضل
أصناف المن وأكثرها
نفعا للمحروري الأمزجة وخاصته النفع من حمى الكبد واحتراقها وأورامها الحارة ومن
السعال الحار السبب وقد ينفع الصدر ويلينه ويلين الطبيعة ويعدلها فأما كيفيته فإنه
حب أبيض مثل حب الترنجبين بل هو أكثر حبا منه وأنعم جسما ومن طبعه أنه إن بقي في
اليد ساعة انحل ، ويدبق بالأصابع فإن مضغ الإنسان منه وزن دانق وجد في فيه طعم
الكافور وحرافته وعطريته جدّا.
حرف الصاد
صامريوما
: هو إسم سرياني وهو الطريشول بعجمية
الأندلس ويعرف بالديار المصرية بحشيشة العقرب والغبيرا أيضا ، وهو بها كثير ينبت
بين المقابر وينبت كثيرا ببركة الفيل بين القاهرة ومصر إذا جف عنها الماء.
ديسقوريدوس في آخر الرابعة : اينتوطرونيون طوماغا ومعنى اينتوطرونيون المستحيل أو
المتغير والمنتقل مع الشمس ومعنى طوماغا الكبير ومن الناس من يسميه سفرنيوش ومعناه
ذنب العقرب وسموه بهذا الإسم من شكل الزهر ، وأما السبب في أنه يسمى إينتوطرونيون
فلأن ورقه يدور مع دوران الشمس وهو نبات له ورق شبيه بورق الباذروج إلا أنه أكثر
زغبا وأميل إلى السواد وله ثلاثة قضبان أو أربعة ناتئة من الأصل يتشعب منها شعب
كثيرة وعلى طرف هذا النبات زهر أبيض مائل إلى الحمرة مسخن مثل العقرب وأصل دقيق لا
ينتفع به في الطب وينبت في مواضع خشنة ، وإذا أخذ منه مقدار حزمة واحدة وطبخ
بالماء وشرب أسهل البطن بلغما ومرّة ، وإذا شرب بالشراب أو تضمد به وافق الملسوعين
من العقارب ، ومن الناس من يعلق على الملسوعين من العقارب أصل هذا النبات لتسكين
الوجع وقد يقول بعض الناس أنه إن أخذ من ثمر هذا النبات أربع حبات وشرب بالشراب
قبل أخذ حمى الربع بساعة ذهبت مثل الحمى المثلثة ، وهذا الثمر إذا تضمد به جفف
الثآليل التي تسمى مرمثيثا والثآليل التي تسمى أفروخوذونس واللحم الزائد المسمى
بومن وما يظهر في الجلد ويسمى أينتقطيدس وورق هذا النبات يضمد به النقرس ولإلتواء
العصب العارض من الأورام في حجب أدمغة الصبيان والأورام المسماة سوبايلين فينتفع
به ، وإذا احتمل به مسحوقا أدر الطمث وأحدر الجنين وأما الصغير من ذلك فهو نبات
ينبت عند المياه القائمة وله ورق شبيه بورق النبات الذي قبله غير أنه أشدّ استدارة
منه وثمره مستدير معلق مثل الثآليل المسماة أقروخوذونس ولهذا النبات قوّة إذا شرب
مع ثمره ومع النطرون والزوفا والحرف والماء يخرج الدود المسمى حب القرع والدود
المستطيل ، وإذا تضمد به مع الخل قلع الثآليل المسماة أفروخوذونس.
صاصلي
: ويقال صاصلا وصوصلا. الغافقي : وجد في
بعض الكتب أنه النبات المسمى باليونانية أرنيون غالا . ديسقوريدوس في الثانية : أرنينوس غالا
هو قضيب صغير دقيق رخص لونه إلى البياض ما هو طوله نحو شبرين له في أعلاه شعب
ثلاثة أو أربعة لينة يظهر منها زهر ظاهر لونه مثل لون الحشيش ، وإذا انفتح كان لون
ما داخله شبيها بلون اللبن وفي وسط الزهر بزر شبيه ببزر لينابوطس منقلع يخبز مع
الخبز مكان الشونيز وله أصل شبيه بأصل البلبوس صغير يؤكل نيئا ومسلوقا.
صابون
: ابن واقد : قوته حارة يابسة في الرابعة.
بولس : يجلو ويعفن. البصري : صالح لإنضاج الورم ويجمع القيح ويلين
الأورام الجاسية.
الرازي : حاد مقرح للجسد قوي في ذلك. ابن سينا : يحلل القولنج ويسهل الخام محمولا.
الشريف : إذا وضع منه في خرقة صوف ودلكت به الحزار والقوباء دلكا شديدا أذهبها وإذا
خلط بمثله ملحا وتدلك به في الحمام أذهب الحكة والجرب المتقرح ، وإذا خلط بمثله
حناء وطلي بهما على الركبة الوجعة سكنها ، وإذا أغلي مع دهن ورد وطلي به على
القروح التي في رؤوس الصبيان جفف رطوبتها وأبرأها ، وينبغي أن يتوالى على ذلك حتى
تبرأ وإذا طليت به القروح الشهدية وتركت ٧ أيام ثم تغسل بعد ذلك بماء حار فإنه أجل
دواء فيها وإذا خلط الصابون بمثله حناء وطلي به على النمش قلعه وحيا مجربا ، وإذا
أخذ منه وزن درهمين وأضيف إليها درهم سيلقون ومثله نورة مطفأة وخضب بها اللحية في
الحمام بعد الغسل والإنقاء وصبر عليه مقدار نصف ساعة صبغ الشعر وغير الشيب تغييرا
خروبيا وهو في ذلك غريب عجيب مجرب وإن غسل به الرأس في الحمام أذهب صيبانه وقتل
قمله وأذهب الأتربة. التجربتين : يجلو البهق والنمش وإذا عجنت به أدويتها قوي
فعلها ، وإذا وضع على الأورام البلغمية العسرة الإنضاج مضافا إلى أدويتها أو وحده
أنضجها وحللها وإذا عجنت به الأدوية المفجرة للأورام مثل الحرف وخرء الحمام ، وأصل
قثاء الحمار قوى فعلها. غيره : يجعد شعر الرأس إذا غسل به ويفتح أفواه الجراحات.
صابون
القلى : إسم بدمشق للنبات المسمى بشجرة أبي مالك
وقد ذكرت في الشين المعجمة.
صاب
: قيل إنه قثاء الحمار ولم يصح وقال بعض
علمائنا : أظنه اليتوع لقول أبي حنيفة عن أبي عبيدة أن الصاب شجر إذا اعتصر خرج
منه كهيئة اللبن فربما بدت منه بدية أي قطرة فيقع في العين فكأنها شهاب نار.
صاره
: هو بعجمية الأندلس اللوف الصغير وسنذكره
في اللام.
صالبيه
: كتاب الرحلة : هو بالصاد المهملة التي
بعدها ألف ساكنة بعدها لام مكسورة بعدها باء بواحدة مكسورة ثم ياء ثم هاء إسم عجمي
عند أهل صقلبة لنوع دقيق من الشالبية صغير الورق طعمه طعمها وريحه ريحها وهو عندهم
في إبراء بياض العين مجرب.
صبر
: ديسقوريدوس في الثالثة : شجرة الصبر لها
ورق شبيه في شكله بورق الأسقيل عليه رطوبة يلصق باليد إلى العرض ما هو غليظ إلى
الاستدارة مائل إلى خلف ، وفي حرفي كل ورقة شبيه بالشوك ناتئ قصير متفرق وله ساق
شبيه بساق أصاريقن وهو ساق نبات يسمى سقود السن وجميع هذه الشجرة ثقيل الرائحة مر
المذاق جدا وعرقها واحد شبيه بالوتر وتنبت في بلاد الهند كثيرا وقد تنبت أيضا في
بلاد العرب والبلاد التي يقال لها آسيا وفي بعض السواحل والجزائر مثل الجزيرة التي
يقال لها أيدروس وليس لما ينبت منها في هذه المواضع صمغ ينتفع به إلا أنها إذا دقت
وتضمد بها صلحت لإلصاق الجراحات وعصارتها نوعان منها ما هو رملي وهو شبيه بالعكر
الصافي ومنها كبدي فاختر منها ما كان لازوقا ليس فيه حجارة وله بريق إلى الحمرة ما
هو كبدي سهل الإنفراك سريع الترطيب شديد المرارة ، وأما ما كان منه أسود عسر
الإنفراك فاتقه وقد يغش بصمغ ، ويبين الغش فيه من المذاق والمرارة وشدة الرائحة ومن
أنه لا ينفرك بالأصابع إلى أجزاء صغار ومن الناس من يخلط به ألاقاقيا. جالينوس في ٦ : والذي يحمل الناس
إلينا عصارته ويسمونه كلهم صبرا وفيه منافع كثيرة وذلك أنه يجفف تجفيفا لا لذع معه
وليس طبعه طبعا بسيطا مفردا والشاهد على ذلك طعمه فإن فيه قبضا ومرارة
__________________
معا إلا أنّ قبضه
يسير ومرارته شديدة وهو يحدر أيضا الثفل من البطن ولذلك صار في عداد الأدوية التي
تخرج الثفل من البطن ، وفي جميع ما وصفناه من أمره ما يعلم به أنه دواء يجفف في
الدرجة الثالثة من درجات التجفيف ويسخن أيضا إما في الدرجة الأولى ممتدة أو في
الدرجة الثانية مسترخية ومما يشهد على أن قوّة الصبر مركبة مخلوطة ما يفعله من
أفعاله الجزئية أولا فأولا وذلك أنه أنفع للمعدة من كل دواء آخر ويلزق النواصير
الغائرة ويدمل القروح العسرة الإندمال وخاصة ما يكون منها في الدبر والذكر وينفع
أيضا من القروح الحادثة في هذه المواضع إذا ديف بالماء وطلي عليها ويدمل الجراحات
على ذلك المثال وينفع إذا استعمل من الأورام الحادثة في الفم وفي المنخرين والعينين
، وبالجملة شأنه أن يمنع كل ما يتحلب ويحلل كل ما قد حصل ، وفيه مع هذا جلاء يسير
يبلغ من قلته أنه لا يلذع الجراحات الطرية النقية. ديسقوريدوس : وقوّته قابضة
مجففة منوّمة محصنة للأبدان ، وإذا شرب منه فلنجارين بحليب لين بماء بارد أو فاتر
في فتورة اللبن حين يحلب أسهل البطن ونقى المعدة ، وإذا شرب منه مقدار ثلاث
أوثولوسات أو درخمي بماء قطع نفث الدم ونقي اليرقان وإذا حبب مع الراتينج أو
بالماء أو بالعسل المنزع الرغوة أسهل الطبيعة وإذا أخذ منه ثلاث درخميات نقي تنقية
تامة ، وإذا خلط بسائر الأدوية المسهلة قلل ضررها للمعدة ، وإذا ذر وألصق على
الجراحات ألصقها وأدمل القروح ومنعها من الإنبساط وشفى خاصة القروح المقرحة ويلزق
الجراحات الطرية ، وإذا ديف بشراب حلو شفى من البواسير الناتئة والشقاق العارض في
المقعدة ويقطع الدم السائل من البواسير ويدمل الداحش المتقرح ، وإذا خلط بالعسل
أبرأ آثار الضرب الباذنجانية وإذا خلط بالخل ودهن الورد ولطخ على الجبهة والصدغين
سكن الصداع ، وإذا خلط بشراب أمسك الشعر المتناثر ، وإذا خلط بالعسل والشراب وافق
أورام العضل الذي عن جنبتي أصل اللسان واللثة وسائر ما في الفم وقد يشوى على خزف
نقي محمى حتى يستوي من جميع نواحيه ويستعمل في الأكحال وقد يغسل ويخرج منه الأشياء
الرملية التي فيه لأنه لا منفعة فيها ويؤخذ صافيه ونقيه. أبو جريج : هو ثلاثة
أنواع السقوطري والعربي والسمجاني فالسقوطري يعلوه صفرة شديدة كالزعفران ، وإذا
استقبلته بنفس حار من فيك خلت أن فيه ضربا من رائحة المر وهو سريع التفرك وله بريق
وبصيص قريب من بصيص الصمغ العربي فهذا هو المختار ، وأما العربي فهو دونه في
الصفرة والرزانة والبصيص والبريق ، وأما السمجاني فرديء جدّا منتن الرائحة عديم
البصيص وليست له صفرة والصبر إذا عتق وانكسرت حدته والمغشوش أسرع في ذلك. الرازي
في الحاوي : قال جالينوس في تدبير الأصحاء : من طبع الصبر جذب الصفراء وإخراجها. وقال
في الثانية : من الميامن أن الصبر الغير المغسول أكثر إسهالا والعسل ينقص من قوّته
الدوائية نقصانا كثيرا ويخرجه عن طبيعته الدوائية خروجا كثيرا حتى إنه لا يكاد
يسخن. وقال : في الصبر قوّة إسهال ليست بالقوية بل إنما مقدار قوّته أن يبلغ إلى
أن يسهل ما في البطن مما يلقاه ويماسه وإن سقي منه فضل قليل بلغت قوّته إلى ناحية
الصدر والكبد ، وإما أن يكون الصبر من الأدوية التي تنقص البدن كله فلا. وقال : والصبر
أبلغ الأدوية لمن يعرض في معدته علل من جنس المرار حتى أنه يبرئ كثيرا منها في يوم
واحد.
وقال : وينبغي أن يعلم أن العلل الحادثة
في المعدة والبطن من قبل أخلاط رديئة أنه ينتفع أصحابها بالأدوية المتخذة بالصبر ،
والصبر لا يستطيع أن يجذب الرطوبات الغليظة لما هو عليه من ضعف قوّته المسهلة ، وإذا
خلط به الأفاويه اللطيفة قوّته.
وقال الفارسي : الصبر يسخن المعدة ، ويدبغها
أيضا ويطرد الرياح ويزيد الفؤاد حدة ويجلوه. الحور : الصبر العربي يطلى على
الأورام وهو أجود في ذلك من السقوطري ولا يستعملون السقوطري في الطلائية ولا
العربي في الشرب. مهراريس : الصبر يضر الكبد والبواسير. الطب القديم : الصبر يسهل
السوداء وهو جيد للماليخوليا وحديث النفس.
الرازي قال : وأصبت لابن ماسويه أنه
نافع أيضا للعينين مجفف للجسد يطلى بمائه الشقاق الذي يكون في اليدين فينفعه.
ماسرحويه : أنه يجذب البلغم من الرأس والمفاصل ويفتح سدد الكبد. ابن سينا : ينفع
من قروح العين وجربها وأوجاعها ومن حرقة المآقي ويجفف رطوباتها. إسحاق بن عمران : ينفع
من ابتداء الماء النازل في العين ومن الإنتشار وينقي الرأس والمعدة وسائر البدن من
الفضول المجتمعة فيها وينقي الأوساخ من في العروق والأعصاب ويصفي الذهن. المنصوري
: يسهل الصفراء والرطوبات والشربة منه من مثقال إلى مثقالين ومن كان في أسفله علة
فليأخذه بالمقل إن لم يكن محرورا أو بالكثيراء إن كان محرورا وإن كان بمعدته أو
بكبده علة فليأخذه مع المصطكي والورد.
حبيش بن الحسن : الصبر هو ثلاثة أجناس
السقوطري والعربي وهو اليماني والسمجاني فأما السقوطري ، فيعلوه صفرة شديدة
كالزعفران إذا استقبلته بنفس حار من فيك حسبت أن فيه شيئا من رائحة المر ، وإذا
فركته انفرك سريعا وله بريق وبصيص مثل الصمغ العربي ، فهذا هو المختار الذي ينبغي
أن يستعمل ، وإما الصبر العربي فهو دونه في الصفرة والرائحة والبصيص والبريق وقوّته
أضعف من قوّة السقوطري بكثير وكثيرا ما يورث كربا ومغصا ويبقى منه بقايا في طبقات
المعدة ولا يكون له من القوّة ما يقاوم بها الداء فلم يخلف إلا بعد يوم أو يومين
من أخذه ، والسقوطري على ضدّ ذلك وذلك أنه إذا شرب تصاعدت منه طائفة لطيفة إلى
الرأس فنقت الدماغ من الفضول التي تجتمع فيه من البلغم ومن البخار الذي يتصاعد من
المعدة إلى الرأس فيقوّي بذلك البصر وذلك أنه إذا تصاعد إلى الرأس جزء لطيف إلى
العصب الأجوف الذي يشبه أنبوبة الريش دفع ما فيها من الفضول بالرشح فإذا نقي ذلك
العصب زاد ضوء البصر لأن ضوء البصر محمول فيه ، ولهذا المعنى كانت الأوائل تدخل
الصبر في الأيارجات الكبار والمعجونات وليس ينبغي أن يسقى الصبر في البرد الشديد ولا
في الحر الشديد ولكن في الأنام المعتدلة الحرارة والبرودة لأنه إذا شرب في الأيام
الباردة أضر بالمقعدة ، وربما أسال منها الدم يرخي العروق التي حول المقعدة فيفتح
أفواهها فيجري منها الدم وهو ينقي المعدة والرأس للمشاركة التي بينهما وذلك أن
العرق الذي يسميه بعض الأوائل الأجوف المنحدر من مؤخر الرأس ينحدر إلى المعدة
فيجذب ما فيها بقوة ويصعد إلى الرأس. وأما السمجاني فرديء جدّا منتن الرائحة تقرب
رائحته إذا استقبلته بنفس حار من فيك من إناء أو ثوب قد مسه شيء من الأغمار وصفرته
يسيرة جدّا عديم البصيص وغير سريع التفرك واجتنابه أصلح من استعماله ومن إصلاحه أن
يمزج بالورد والمصطكي لتؤمن غائلته ، ومن أحب أن يبالغ في إصلاحه
فليستعمله على ما
أصف يؤخذ من الصبر السقوطري رطل فيسحق وينخل بمنخل ضيق ثم خذ من الإفسنتين الرومي
ربع رطل ومن أفراد الأبارج المصطكي وحب البلسان وعوده والسلبخة والدارصيني والسنبل
والأسارون من كل واحد ثلاثة دراهم ، ثم تطبخ الأفاويه برطلين من ماء عذب حتى يذهب
نصفه وينزل ويمرس إذا فتر ويصفى ويعاد الصبر المسحوق إلى الهاون ويصب عليه من
الماء ويغسل أولا فأولا ويؤخذ في إناء فإذا ألقي في الماء صفيته عن الصبر الذي
غسلته ثم رددت على الذي في الهاون وغسلته حتى لا يبقى فيه إلا ما يشبه التراب ثم
صببت الماء عنه كلما صفى ، وإذا خلص الصبر من الماء فألق عليه من الزعفران ثلاثة
دراهم وسطه حتى يختلط وارفعه واستعمله عند الحاجة ومقدار الشربة منه مدبرا ما بين
الدرهم إلى الدرهمين ، والصبر إذا عتق اسود وانكسرت حدّته والمغسول أسرع في ذلك من
الذي لم يغسل. ابن سرانيون : يعطى من الصبر بالغداة مثقال مع ماء العسل وقوم يعطونه
بالليل ليناموا عليه وذلك غلط منهم وخطأ من فعلهم لأن أخذه على الطعام رديء وهو
يستفرغ المرة الصفراء الغليظة التي قد خالطها رطوبة غليظة فهو يفعل في تلك الرطوبة
أكثر مما يفعل في الرقيقة المائية لأنه ضعيف الإسهال وإن كانت كمية الشربة منه أقل
من هذا أسهل الزبل فقط. غيره : الأوائل تقول إن خاصة الصبر تنظيف الأمعاء وتقويتها
ودفع ما فيها وجلاؤها وهو مع أنها لا يضر المعدة فهو ينفعها والأدوية المسهلة غيره
تضرها فلذلك ينفع الذين معدهم ضعيفة وتجتمع الفضول فيها والذين يحسون بثقل في
الرأس.
ويزيد أنه ينقي المعدة والأمعاء التي
ترتقي منها الفضل إلى الرأس فينتفع الرأس بذلك ولمن يناله رمد من صفراء ولمن يعطس
كثيرا من قبل الصفراء والذين يقلقهم التخيل المؤذي والأحلام المؤذية في النوم من
غير حمى يعني إذا كان بهم مرار صفراوي وسوداوي معا والذين يحسون بدبيب القشعريرة
في أجسادهم وهذا يكون من صفراء وسوداء مركبتين معا والذين يستفرغون من أسفل رياحا
حادة صفراوية تلذع أمعاءهم أو يحسون في معدهم بتلهب أو بتقلب أنفسهم من قبل انحدار
الصفراء إلى معدهم من أجل كثرة الفضول المحتبسة في أعالي البدن منهم لا نقدر أن
نعالجهم بالحقن ، وهو ينقي المعدة والبطن والأمعاء والمواضع القريبة من هذه فأما
الجسد كله فليس يستفرغه إلا أن يعطي منه كمية وافرة نحو مثقالين أو ثلاثة على رأي
القدماء فأما على رأي المحدثين فمن مثقال إلى مثقال ونصف والمصطكي والورد والإهليلج
الأصفر والمقل وما أشبه ذلك يعينه على إسهاله ويذهب ضرره وهذا يقال لها بادزهرات
الأدوية يعني أنها تزيل ضررها وهو وحده يضر المقعدة لأنه يابس في الدرجة الثالثة والمقعدة
عصبية ومزاجها يابس ، وإذا انحدر عليها شققها واليبس يضر بالعصب. ابن سمحون : الذي
يؤكد هذا الحال أن الفضل الذي يحدره يابس أيضا حريف وهو مع ذلك بطيء الإسهال طويل
الوقوف هناك. إبن ماسويه : ويجيد سحقه ليلتصق بخمل المعدة فيكون أكثر لتنقيته لها
وجذبه لفضول الرأس لطول مكثه في المعدة إذا كان شديد السحق. الشريف : إذا سحق بماء
كراث وطلي به على البواسير مرارا أسقطها وهو أبلغ دواء في علاجها مجرب.
ويتبع ذلك عند سقوطها بدهن ورد محكوك
بين رصاصتين ، وكذا إذا طرح في النار واستنشق دخانه على قمع كان أبلغ دواء في
النفع من الربو ولا سيما إن فعل ذلك متواليا.
التجربتين : إذا وضع على مقدم الدماغ مع
الملح والنطرون نفع من النزلات منفعة قوية وسخن الدماغ وجفف رطوبته إذا حل بماء
لسان الحمل أو الخل وطلي به على قروح رأس الصبيان الرطبة منها قلعها وإذا حل مع
الأقاقيا وطليت به شؤون الصبيان المتفتحة سدّها ومنافعه للبصر أن يقطع الدم المنصب
إليه وأن يرق غلظ أجفانه وأن يحد نظره وأن يملأ قروحه الغائرة ويدملها ويسوّيها
بما في سطحه منها وإذا حل بماء لسان الحمل وطليت به على قروح الأنف والأذن أبرأها
ويحتقن به أيضا المخابي والنواصير فينقيها ويجففها ، وإذا حل بخل وطليت به الحمرة
والشري نفع منها ، وإذا حل ببعض المياه القابضة وطلي به على الفسخ والرض والكسر
نفع منه ، وكذا إذا حل أيضا في ودح الصوف المستخرج بالخل حتى يغلظ الودح المذكور وطلي
به الفسخ أو الرض سكن أوجاعها وقوّى الأعضاء التي حدثا فيها.
صباحية
: هو الجزر وقد ذكر فيما تقدم.
صبيب
: قيل أنه الميتان وليس به. أبو حنيفة : هي
شجرة تشبه السذاب تطبخ ، ويؤخذ عصيرها فيعالج به الخضاب وقد جاء في بعض الكتب : الصبيب
هو الميتان وهو تصحيف.
صبار
: هو التمرهندي الحامض الذي يتداوى به ويقال
صباري وقد ذكرت التمرهندي في التاء.
صحناة
: هو السمك المطحون. ابن ماسه : حارة
يابسة في الثانية رديئة الخلط تنشف الرطوبة التي في المعدة وتولد جربا ودما
سوداويا وحكة وتطيب النكهة الحادثة من فساد المعدة. ابن ماسويه : مجففة للمعدة
جالية لما فيها من البلغم نافعة من رداءة النكهة قاطعة للبلغم صالحة من وجع الورك
المتولد من البلغم. الشريف : إدمانها يحرق الدم ويذهب بالصنان ونتن الآباط. الرازي
في إصلاح الأغذية : وأما الصحناة فمذهبة لوخامة الأطعمة الدسمة البشعة ولا يصلح أن
يعتمد عليها وحدها في التأدم ، وينبغي أن يصلحها المحرورون بصب الخل الثقيف الطيب
الطعم فيها والأضطباع فيها وأما المبرودون فيأكلونها بالصعتر والزيت أو دهن الجوز.
صدف
: جالينوس في ١١ : الصدف
المسمى فيروقس والمسمى فرفورا ينبغي استعمالها محرقة لأنها صلبة جدا فإذا أحرقت
صارت قوتها تجفف تجفيفا بليغا وينبغي أن تسحق سحقا ناعما وهذا هو باب عام لجميع
الأشياء التي جوهرها حجري فإذا استعملت وحدها كانت نافعة للجراحات الخبيثة لأنها
تجفف من غير لذع فإن عجنت بخل وعسل أو شراب وعسل كانت نافعة جدا للجراحات المتعفنة
، فأما جثة الحيوان المسمى أوقنطراون فقوّتها مثل هذه القوّة إلا أنها ألطف وفي
جميع هذه قوّة تجمع الأجزاء فإذا أحرقت سلخ ذلك عنها بالإحراق وصار لها قوّة
مخالفة لهذه وهي المحللة فإن غسلت بعد الحرق صارت غسالتها تسخن إسخانا لطيفا حتى
إنها ربما أخذت عفونة ويصير الباقي أرضيا لا يلذع أصلا وهذا يكون نافعا جدا لجميع
الجراحات الرطبة لأنه ينبت اللحم فيها ويختمها ، وخزفة أوسطراون خاصة إذا أحرقت
تستعمل في مداواة الجراحات الغائرة العتيقة التي يعسر نبات اللحم فيها بسبب مادّة
تنصب إليها وفي جراحات قد صارت نواصير وغارت فلتوضع حولها من خارج منه مع شحم
خنزير عتيق وضع في نفس الجرح من داخل الأشياء التي تنبت اللحم في هذه القروح وهذه
القوّة في حرف أوسطراون وبعده في حرف قبروقس ، وبعده في حرف فرفورا ورماد جميعها
يجلو ويبرق الأسنان
__________________
لا بقوّته فقط لكن
بخشونته أيضا وليس يضطر في هذا الموضع إلى سحقها كثيرا وإن خلط معها الملح كان
جلاؤها أقوى حتى تجفف اللثة المترهلة وتنفع الجراحات المتعفنة. ديسقوريدوس في
الثانية : فرفورا وهو صدف الفرفير إذا أحرق كانت له قوّة ميبسة جالية للأسنان
ناقصة للحمم الزائد منقية للقروح مدملة ويفعل ذلك الحيوان الذي يقال له فيروقس إذا
أحرق فهو أشد حرقة إذا وضع على البدن وإن حشاه أحد بملح وصيره في قدر من طين وأحرقه
وافق جلاء الأسنان وحرق النار وإذا ذر عليه فإنه إذا اندمل سقط من نفسه وقد يعمل
من هذا الحيوان كلس وما كان داخل صدف فرفورا وداخل صدف فروقس في الموضع الأوسط
الذي يلقي عليه الصدف قد يحرق أيضا على ما وصفنا وقوته أشد إحراقا من فيروقس وفرفورا
إلا أنه إذا وضع على اللحم
أكله ، ولحم الفيروقس وفرفورا طيب جيد
للمعدة وليس يلين البطن ، وأما أمناقس وهو صنف من الصدف ، وأجوده ما كان من البلاد
التي يقال لها نيطس إذا أحرق يفعل مثل ما يفعل فيروقس ، وإذا غسل مثل ما يغسل
الرصاص واستعمل في أدوية العين وافق أوجاعها ، وإذا خلط بالعسل أذاب غلظ الجفون وجلا
بياض العين وسائر ما يظم البصر ، ولحم أمناقس يوضع على عضة الكلب الكلب فينفع منها
وأما طلبنا وأهل مصر يسمونه الطلبيس فهو صنف من الصدف صغير العظم إذا كان طريا وأكل
لين البطن لا سيما مرقه وأما ما كان منه عتيقا وأحرق وخلط بقطران وسحق وقطر على
الجفون لم يدع الشعر الزائد أن ينبت في العين ومرق الصدف من ذوات الصدف التي يقال
لها خثمي وسائر أصناف ذوات الصدف الصغار يسهل البطن إذا طبخت مع شيء يسير من ماء ومرقها
إذا استعمل للجشا مع شراب نفع ، وصدف الفرفير إذا طبخ وادهن به أمسك الشعر
المتساقط ، وأنبته ، وإذا شرب بخل أذبل الأورام في الطحال ، وإذا بخر وافق النساء
اللواتي عرض لهن اختناق من وجع الأرحام وأخرج المشيمة منهن.
صدف
البواسير : كتاب الرحلة : هو
نوع من الصدف يوجد كثيرا في ساحل بحر القلزم وغيره في أماكن أخر من بحر الحجاز وجرب
منه النفع من البواسير دخنة من أسفلها فيسقطها ويحرق أيضا ويعجن بعسل فيقطع
الثآليل وينفع من الزحير أيضا وشكلها شكل ما عظم من الحلزون الكبير إلا أنها ذات
طبقات وهي كريهة لونها فرفيري إلى السواد ، لي : تعرف هذه الصدفة بالقلزم بالركبة
فاعرفه.
صريمة
الجدي : تسميه شجار والأندلس بسلطان الجبل.
ديسقوريدوس في المقالة الثانية : فتلامينوس آخر له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال
له قسوس إلا أنه أصغر منه وله أغصان غلاظ ذات عقد تلتف على ما قرب منها من الشجر وله
زهر أبيض طيب الرائحة وثمر مثل حب القسوس لين فيه حرافة ، ليست بمفرطة ولزوجة وأصل
لا ينتفع به وينبت في مواضع خشنة. جالينوس في ٧ : أصله لا ينتفع به لشيء ، وأما ثمرته
فقوية في غاية القوّة ولذلك صار متى شرب من بزره أياما كثيرة متوالية مقدار ثلاث أواقي
في يوم مع الشراب أبرأ الطحال بأن يدر البول ويلين البطن وهو يخرج المشيمة وينفع من
به ربو وطعمه حار حريف وكان فيه لزوجة. ديسقوريدوس : وإذا شرب من الثمر وزن درخمي
بقوابوشين من شراب أبيض ٤٥
يوما حلل ورم الطحال بإخراجه الفضول التي فيه بالبول
والغائط وقد يشرب لعسر النفس الذي يعرض
فيه الانتصاب وإذا شربته
النساء نقاهن.
صرصر
: والجمع صراصير وهي الجقالة عند أهل
الأندلس بالجيم والقاف وهي الزنر أيضا ، وأما أهل الشام فالصراصير عندهم بنات
وردان وقد ذكرتها في الباء والصرصر في الزنر في حرف الزاي.
صرفان
: هو الرصاص الأسود والصرفان أيضا من
التمر ضرب رزين أحمر علك صلب يختاره أطباء العراق على غيره.
صعتر
: هو أصناف كثيرة وهي مشهورة عند أهل
الأماكن التي ينبت فيها فمنها بري ومنها بستاني وجبلي وطويل الورق ومدوره ودقيقة وعريضة
ومنه ما لونه أسود وهو المعروف عند بعض الناس بالفارسي ومنه أبيض وهو صعتر الحور ويقال
له صعتر الشواء أيضا ومنه أنواع أخر أيضا وكلها متقاربة وأكثرها مشهور كما قلنا.
ديسقوريدوس في الثالثة : أوريعانش إيرقلا أوطيقي ومن الناس من يسميه قويلي له ورق
شبيه بورق الزوفا وإكليل ليس على هيئة الدوارة لكنه منقسم منفصل وعلى أطراف
الأغصان بزر ليس بالكثيف وقوّة هذا النبات مسخنة ولذلك إذا شرب طبيخه بالشراب وافق
نهش الهوام ، وإذا شرب مع الميبختج وافق من شرب الشوكران ومن شرب عصارة الخشخاش
الأسود ، وإذا شرب بالسكنجبين وافق من شرب الجبسين أو السم الذي يقال له أقيمارن ،
وإذا أكل بالقثاء وافق رض اللحم من العضل ورض أطرافها والحبن ، وإذا شرب منه يابسا
مقدار أكسوثافن بماء العسل أسهل فضولا سوداوية وأدر الطمث ، وإذا لعق بالعسل شفى
من السعال وإذا شرب طبيخه في الحمام نفع من الحكة والجرب واليرقان وعصارته وهو طري
تنفع من ورم العضل الذي عن جنبتي اللسان وورم اللهاة والقلاع إذا استعمل لذلك وإذا
استعط بها مع دهن الإيرسا أخرجت من الأنف فضولا ، وإذا استعطت مع اللبن سكنت وجع
الأذن ويعمل منه دواء يقيئ مع البصل والسماق الذي يؤكل بأن تؤخذ جميعها فتعصر في
إناء نحاس قبرسي في الشمس ٤٥ يوما بعد مغيب
كوكب الكلب وإذا فرش هذا النبات في موضع طرد الهوام عنه والصنف الذي يقال له أونيطس
ورقه أشد بياضا من هذا الصنف الذي ذكرنا وأشبه بالزوفا وبزره كأنه رؤوس وهو متكاثف
وقوته في قوّة الصعتر الذي ذكرنا قبله إلا أنه دونه في القوّة والصنف منه الذي
يقال له أوريعانس أعرنا اي البري وهو الذي يسميه بعض الناس فاياقس ويسميه أيضا أبو
قليا ويسمونه أيضا قوبولي ورقه شبيه بورق أوريعانس ، وله أغصان دقاق طولها شبر
عليها إكليل شبيه بإكليل الشبث وزهر أبيض وله عرق دقيق لا منفعة فيه وورقه وزهره
إذا شربا بالشراب نفعا خاصة من نهش الهوام والصنف من ذلك الذي يقال له طراعورفعانش
وهو صغير التمنش في مقداره وورقه وأغصانه تشبه ورق النمام وأغصانه وقد يوجد في بعض
المواضع من هذا الصنف ما هو أعظم وأعرض ورقا وأكبر جمة بكثير ويوجد في بعض الأماكن
دقيق العيدان دقيق الورق ويسميه بعض الناس مراسا ، والذي بقيليقيا منه ما هو جيد
جدّا والذي بالجزيرة التي يقال لها فورا والجزيرة التي يقال لها حنس والمدينة التي
يقال لها أسحربا والجزيرة التي يقال لها أقريطي وجميع هذه كلها قوّتها مسخنة مدرة
للبول وإذا شرب طبيخها أسهل البطن لأنه يطلق ويحدّر فضولا مرية ، وإذا شربت بالخل
وافقت المطحولين وإذا شربت بالشراب وافقت من شرب السم الذي يقال له أكيسا وهو يحدر
الطمث ويستعمل بالعسل في
اللعوق للسعال ، وورم
الطحال والرئة الحارة وشربه صالح لمن وجد غثيانا وكل فاسد المعدة وكل من يتجشأ
حامضا وقد يعطاه من جاشت نفسه وكان بدنه مع ذلك حار أو إذا تضمد به مع السويق حلل
الأورام البلغمية. جالينوس في ٨ : الذي يعرف منه بالأنوقلي أقوى من المسمى أونيطس
وأقوى منهما جميعا المعروف بأوريغانس البري وجميع أجناسه قوّتها ملطفة قطاعة مجففة
مسخنة في الدرجة الثانية ، وأما طراعواريعانس ففيه شيء من القبض ومن الصعتر نوع يقال
له ثبراد. ديسقوريدوس في الثالثة : نميرا وهو الصعتر هو نبات معروف عند الناس ينبت
في أرض رقيقة ومواضع خشنة وهو شبيه بالنومش وهو الحاشا إلا أنه أصغر منه وألين وله
سنبلة ملآنة من الزهر لونها بين الصفرة والخضرة وقوّته كقوّة الحاشا ، والاستعمال
له كالاستعمال للحاشا ويصلح للاستعمال في أوقات الصحة وقد يكون منه شيء يزرع في
البساتين وهو أضعف في أفعاله من غيره إلا أنه أصلح في الأطعمة للين حرافته. ابن
ماسويه : مذهب للثقل العارض من الرطوبة ولذلك يؤكل مع الباذروج والفجل وهو نافع من
وجع الورك أكلا وضمادا به مع الحنطة المهروسة والبري أقوى. الرازي في دفع مضار
الأغذية : مشه للطعام منق للمعدة والأمعاء من البلاغم الغليظة ملطف للأغذية
الغليظة ويحل نفخها إذا أكل وطبخ به مع ماء الكمأة والباقلي الرطب وما أشبهه وإذا
وقع مع الخل أيضا لطف اللحوم الغليظة والأعضاء العصبية كالأكارع ولحوم العجاجيل وأكسبها
فضل لذاذة. مسيح : الصعتر حار يابس في الدرجة الثالثة وهو طارد للرياح هاضم للطعام
الغليظ ويدر البول والحيض ويحد البصر الضعيف من الرطوبة وينفع من برد المعدة والكبد
ويلطف الأخلاط الغليظة ويفتح السدد. إسحاق بن عمران : وإذا طبخ قضيبه بالعناب وشرب
ماؤه أرق الدم الغليظ وهذه خاصية فيه ويذهب بالأمغاص ويخرج الحيات وحب القرع إذا
طبخ وشرب ماؤه ومضغه ينفع من وجع الأسنان الذي يكون من البرد والريح وينقي المعدة
والكبد والصدر والرئة ومن البلة وإذا أكل بالتين يابسا هيج العرق وهو يحدر مع
البراز فضلا غليظا ويحسن اللون. ابن سرانيون : فقاح جميع الصعاتر تسهل المرة
السوداء والبلغم إسهالا ضعيفا ويشرب منه وزن مثقالين بملح وخل. التجربتين : الصعتر
ينفع من أوجاع المعدة المتولدة عن برد أو رياح غليظة ومن القولنج المتولد عنها ويخرج
الثفل وينفع من أوجاع الرحم والمثانة وإذا ربب بالعسل أو بالسكر فعل ما ذكرنا وأحد
البصر ونفع من الخيالات المتولدة من أبخرة المعدة والتمادي عليه يجفف ابتداء الماء
النازل في العين ، وإذا شرب بطبيخه الدواء المسهل منع من توليد الأمغاص منه ، وإذا
شرب ماء طبيخه بالسكنجبين أو السكر كان توطئة للدواء المسهل ، وإذا شرب منه مقدار
صالح من ذلك نفع من لسعة العقرب وكذا إذا تضمد به وقد أكل منه بعض الملسوعين أوقية
معجونة بالعسل ، فأزال عنه وجع اللسعة وجميع أنواعه إذا طبخ به القرع حسن هضمه.
الشريف : وإن أخذ من مرباه كل ليلة عند النوم مثقال ونام عليه نفع من نزول الماء
في العين وحسن الذهن. غيره : إن قرن الصعتر لجميع البقول المضعفة للبصر أذهب
ضررها.
صغد
: أصول سود عليها عروق دقاق كالشعر ، طعمها
أصل طعم الخرشف سواء وورقه مشوك شبيه بورق الأشخيص الأبيض معروفة بالشام ومصر
عند باعة العطر بها
وقد شاهدت نباته ببلاد إنطاليا على ما وصفته. مجهول : هذه أصول نبات تستعمله
النساء في إطالة شعورهن فيحمدنها وخاصة تطويله حيثما كان وقد يسحق قوم هذه العروق
بدهن البان الطيب ويصيرونها في المواضع التي يبطئ نبات الشعر فيها فتنبته وتسرع
خروجه وقد تحفظ الشعر من جميع الآفات العارضة له مجرب. وقد يستعمل مسحوقا مع بعض
الأدهان اللطيفة في علاج القرع العارض للرأس طلاء فينتفع به.
صفرا
: أبو
العباس النباتي : إسم عربي لنبات ينبت في الرمل بأرض الينبوع وما والاها وله ورق
دقيق يشبه ورق رجل الحمامة وأغصانه دقاق عليها زغب وزهره أصفر يشبه زهرة السراخية
والنبتة كلها لونها أصفر يسقى ماؤها المستسقين فينتفعون به طعمه تفه بيسير مرارة.
صفراغون
: إسم طائر يسمى بالإفرنجية هكذا وهو
المسمى طرغلوديس وسنذكره في الطاء.
صغنية
: هي شجرة الأبهل من مفردات الشريف.
صفيرا
: يقال على الشجرة التي تصبغ الصباغون
بخشبها وأهل مصر يعرفونها بعود القيسة وشجرته لا تسمو من الأرض كثيرا وورقها يشبه
ورق الخرنوب الشامي سواء إلا أنه أمتن من ورق الخرنوب وفيه نقط سود وحمر على
أغصانه قشر إلى السواد هكذا رأيته ببلاد إنطاليا ، وأما أهل المغرب الأوسط فيوقعون
هذا الإسم على الشجر المسمى بالبربرية أمليلس وقد ذكرته في الألف وزعم بعض شجارينا
بالأندلس أنه الدلب وليس كما زعم وقد ذكرت الدلب في الدال المهملة.
صقر
: الشريف : هو طائر يشبه البازي صغير يصيد
العصافير ويأكل فراخها ويسمى بالبربرية تانينا وأيضا أبو عمارة وهو حار يابس لحمه
إذا صلح وجفف ثم سحق وشرب منه درخميان بماء بارد على الريق ثلاثة أيام ولا نفع من
السعال البارد والربو ومرارته تنفع من ابتداء الماء النازل في العين ويقوي البصر
كحلا وذرقه إذا لطخ به الكلف أزاله وحيا.
صليان
: كتاب الرحلة : هو من المرعى المحمود عند
العرب في القديم والحديث وليس من نبات بلادنا كما زعم بعض الناس نباته نبات الزرع
وسوقه كذلك وله مكاسح مثل مكاسح القصب الصغير وسنابل متعددة ، وإذا انتهت تلبدت
فابيضت وتكاثرت وله بزر دقيق إلى الصفرة ما هو وعصارة ورقه تنفع بياض العين كحلا.
صلول
: إسم بأرض الجزيرة والموصل لخروب الخنزير
وهو الذي يثمر الثمر الذي يعرف بمصر بحب الكلى وهو مجرب عندهم في النبتة ١ والشربة
منه نصف درهم وهو الدواء المسمى باليونانية أباغودس وقد ذكرته في الألف.
صمغ
: إذا قيل مطلقا فإنما يراد به الصمغ
العربي الذي هو صمغ شجرة القرظ.
ديسقوريدوس في الأولى : والجيد من صمغ
هذه الشوكة ما كان شبيها بالدود ولونه مثل لون الزجاج الصافي وليس فيه خشب والثاني
بعد الجيد ما كان منه أبيض وأما ما كان منه شبيها بالراتينج وسخا فإنه رديء.
جالينوس في ٧ : قوّته تجفف وتغري وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه يشفي ويذهب بالخشونة.
ديسقوريدوس : وله قوّة مغرية تمنع حدة الأدوية الحادة إذا خلط بها ، وإذا لطخ ببياض
البيض على حرق النار لم يدعه أن يتنفط. حبيش : بارد قليل الرطوبة يمسك الطبيعة من
كثرة الحلفة ويغري المعي إذا وقع فيها سحج ويمسك الكسر من العظام وغيرها إذا ضمد
به ويسكن السعال إذا وضع في الفم وامتص ما يتحلب منه أو خلط ببعض الأدوية التي تقع
السعال وينفع من القروح التي في الرئة إذا شرب منه وينفع من الرمد في
__________________
العيون ويصلح
للأدوية المسهلة إذا خلط بها ويدفع حدتها ويكسر عاديتها ومقدار ما يؤخذ منه للسعال
وإمساك الطبيعة مثقال وإذا خلط بالأدوية فنصف مثقال. حنين في كتاب الترياق : في
الصمغ مع التغرية يبوسة غالبة ولذلك هو بالغ في الأمكنة التي يحتاج فيها مع
التغرية إلى تجفيف ، والكثيرا وإن كان يغري كتغرية الصمغ فإنه لا يجفف ولذلك يطرح
مع الأدوية المسهلة ولا يطرح الصمغ. التجربتين : إذا حل في ماء الورد وقطر في
العين نفع الرمد وخشونة الأجفان وحرقتها ، وإذا أمسك في الفم نفع من السعال وغلظ
المواد الرقيقة المنصبة إلى الصدر من الدماغ وهيأها للنفث. ابن سينا : يصفي الصوت
ويقوي المعدّة والمقلو منه في دهن الورد أقوى منفعة في قطع انبعاث الدم من الصدر وغيره.
الشريف : إذا شرب منه مسحوقا زنة مثقال في أوقية سمن بقري مذاب وفعل ذلك ثلاثة
أيام نفع من نزف الدم من أيّ موضع كان من البدن ومن البواسير في الأرحام.
صمغ
البلاط : ديسقوريدوس في الخامسة : ليثوفلا ومعناه
غراء الحجر وهو شيء يعمل من الرخام ومن الحجر الذي من البلاد التي يقال لها قونيا
إذا خلط أحدهما بالغراء المتخذ من جلود البقر وقد ينتفع به في إزالة الشعر النابت
في العين. سليم بن حسان : قد زعم غير ديسقوريدوس أنه إذا ذر على الجراحات بدمها
ألحمها ومنعها من التقيح ويصلح للقروح الرطبة وهو معدوم جدا قليل الوجود وأكثر ما
يكون ببلاد الروم ويوجد منه شيء قديم أولى أن لا يعرف كثير من الناس أمصنوع هو أو
مخلوق لشدّة جهلهم به وقلة معرفتهم له.
صمغ
الاجاص : ديسقوريدوس في الأولى : صمغة شجرة
الإجاص تلزق القروح وتغري وإذا شربت بشراب فتتت الحصاة وإذا خلطت بخل ولطخت على
القوابي العارضة للصبيان أبرأتها. جالينوس في ٦ : إن كان هذا الصمغ
يفعل هذا فالأمر فيه بين أنه قطاع ملطف.
مجهول : هو شبيه في القوة بالصمغ العربي
إلا أنه أضعف وإذا اكتحل به أحدّ البصر.
التجربتين : ينفع من السعال المحتاج إلى
تعديل الخلط المهيج له أو إلى تغليظه ممسوكا في الفم وإذا حل بخم نفع الصبيان من
البثور الخارجة عليهم كالحرار والشري والحصف وهو بثور غلاظ حمر.
صمغ
السماق : إذا جعل على الأضراس الوجعة سكن وجعها ويلزق
الجراحات ويجعل في بعض الشيافات المحدة للبصر.
صمغ
الخطمي : بعض علمائنا : يلفظ عند شدة الحر ومنه
أصفر إلى البياض ومنه أحمر. ماسرحويه : صمغ جيد الخطمي بارد رطب مسكن للعطش ويحبس
البطن ويقبض. بديقورس : صمغ الخطمي خاصته النفع من المرة الصفراء.
صمغ
السذاب : أبو جريج : حار في آخر الثالثة في
الثانية يبرئ من قروح العين إذا نثر عليها وينفع من الخنازير في الحلق والإبط إذا
استعط منه بوزن دانق.
صمغ
الدامينا : المنهاج : هو صمغ
شجرة ببلاد فارس وأجوده ما كان صافيا يضرب إلى الحمرة وهو قوي الحدة والحرافة ملطف
ينفع من الرياح الغليظة التي تعرض في المعدة والأمعاء ويلطف البلغم الذي يكون في
المعدة ويحلله ويعين على الاستمراء وهو شبيه بالحلتيت في قوّته إلا أن رائحته ليست
بكريهة.
صمغ
اللوز : ديسقوريدوس : صمغ شجرة اللوز المر يقبض
ويسكن ، وإذا شرب نفع من نفث الدم وإذا خلط بخل ولطخ به القوابي العارضة في ظاهر
الجلد قلعها ، وإذا شرب مع خل ممزوج نفع من السعال المزمن وإذا شرب بالطلاء نفع من
به الحصاة.
صمغ
الزيتون : ديسقوريدوس
في ١ : وصمغ الزيتون
البري فيه مشابهة من السقمونيا في لونه شبه من لون الياقوت الأحمر وهو مركب من
قطرات صغار يلذع اللسان وأما ما كان منه شبيها بالصمغ عظيم القطرات أملس ليس يلذع
اللسان ، فإنه رديء لا ينتفع به والزيتون البستاني والبري الذي بالبلاد التي يقال
لها قيلقيا قد يخرج صمغا على هذه الصفة. والصنف الآخر من صنفي صمغ الزيتون البربري
يصلح لغشاوة العين إذا اكتحل به ويجلو وسخ القرحة التي يقال لها لوقوما التي تكون
في العين ويدر البول والطمث وإذا وضع في المواضع المأكولة من الأسنان سكن وجعها وقد
يعدّ من الأدوية القتالة وقد يخرج الجنين ويبرئ الجرب المتقرح. محمد بن الحسن : حار
فيه بعض التيبس ينفع من الجراحات إذا صير في المراهم وينشف بلة الجراحات.
صمغ
السرو : إبن سمحون : قال سليمان بن حسان : له
حدة وحرافة وهو دون الصموغ كلها في المنفعة والفعل وإذا استعط به نقى الرطوبة من
الدماغ وقوّته شبيهة بقوّة صمغ السذاب وصمغ الصنوبر إلا أنه أضعف بقليل ولذلك صار
القطران الذي يخرج من شجره أضعف من القطران الذي من الجنس من الصنوبر الذي يقال له
الشربين. حبيش بن الحسن : إن نثر على القروح التي تكون في الرأس مع الجلنار أبرأها
وفي سائر الجسد.
صنوبر
: جالينوس في ٨ : ثمرة الصنوبر الكبير
إذا كانت طرية ففيها شيء من مرارة وحرافة مع رطوبة ولذلك صارت نافعة لمن به قيح
مجتمع في صدره ولسائر من يحتاج إلى إصعاد شيء محتقن إلى صدره أو رئته وقذفه
بالسعال بسهولة ، وأما الذي يؤكل من هذه الثمرة فهو على سبيل الغذاء أعسر انهضاما
يغذو البدن غداء قويا وعلى سبيل الدواء شأنه أن يغري ويملس الخشونة وخاصة إذا نقع
في الماء حتى ينسلخ عنه جميع ما فيه من الحدة والحرارة والحرافة ، فإن الذي يبقى
بعد ذلك يكون في غاية البعد من التلذيع وفي غاية التغرية واللحوج وهو وسط فيما بين
الكيفية الحارة والباردة ممزوج من جوهر مائي وجوهر أرضي وأما الجوهر الهوائي فهو
فيه قليل زنخ جدّا. ديسقوريدوس في ١ : إذا أكل أو شرب مع بزر القثاء بالطلاء
أدر البول ومنع حرقة الكلى والمثانة ، وإذا شرب منه بعصارة البقلة الحمقاء سكن لذع
المعدة ويفيد البدن الضعيف قوّة ويقمع فساد الرطوبات وإذا أخذت ثمرة الصنوبر
بغلفها من شجرتها ورضت كما هي طرية وطبخت بطلاء وأخذ من طبيخها أربع أواقي ونصف في
كل يوم وافقت السعال المزمن وقرحة الرئة. مسيح : حب الصنوبر الكبار حار يابس في
الدرجة الثانية وهو نافع من وجع المثانة والكليتين الكائن من حرافة المدة ، وإذا
ضمدت به المعدة الممغوصة مع عصارة الإفسنتين أذهب مغصها وهو مقو للأبدان المسترخية
، وقال الرازي في الحاوي : حب الصنوبر الكبار حار رطب مفتح غليظ الكميوس وليس
برديء الكيموس. الرازي في دفع مضار الأغذية : يسخن إسخانا قويا حتى إنه يصلح
للمفلوجين أن يتنقلوا به ويزيد في الباه ويسخن الكلى جدا ويكسر الرياح ولا ينبغي
للمحرورين أن يقربوه ولا سيما في الزمان الحار فإن أخذوا منه فليأخذوا عليه
الفواكه الحامضة الباردة ، وأما المشايخ والمبرودون فينتفعون به في إسخان أبدانهم
وقلع ما في رئاتهم من البلاغم وإسخان أعصابهم وقال في المنصوري : ينفع من به رعشة
وربو ويزيد في المني. البصري : سريع الإنهضام يغذو غذاء قويا. إسحاق بن عمران : حب
الصنوبر الكبار حار في الدرجة الثانية رطب في الأولى يغذو
غذاء صالحا غليظا
بطيء الإنهضام وإذا أكل مع العسل زاد في شهوة الجماع ونقى الكلى والمثانة من
الحصاة والرمل. ابن ماسويه : حار في الثانية يابس في أوّلها كثير الغذاء غليظ بطيء
الإنهضام نافع للإسترخاء العارض في البدن مجفف للرطوبة الفاسدة المتولدة في
الأعضاء ، وإذا شرب بعقيد العنب جلا الخلط الغليظ الكائن في الكلى والمثانة نافع
من القيح والحصا فيها والرطوبة العفنة ويقوّي المثانة على إمساك ما فيها من البول.
جالينوس : وأما الحب الصغار المعروف بقضم قريش فهو ثمرة النوع المسمى من أنواع
الصنوبر نيطس وقوم آخرون يسمون هذا النوع المسمى قوفا بهذه الإسم على طريق
الإستعارة وقوّته منقية من قبل أنه يقبض وفيه شيء من حدة وحرافة مع مرارة فهو لذلك
نافع لما ينفث من الصدر ومن الرئة. ديسقوريدوس : نيطويداس هو قضم قريش وهو ثمر
التنوب والأرز وقد يكون في غلف وقوّته قابضة مسخنة إسخانا يسيرا ينفع من السعال ومن
وجع الصدر إن استعمل وحده أو بماء العسل. غيره : الإكثار منه يمغص. أبو حنيفة : الأرز
هو ذكر الصنوبر لا يثمر شيئا ولكنه يستصبح بخشبه كما يستصبح بالشمع وسمي ذلك الذي
يستصبح به دادي بالرومي. الفلاحة : الأرز شجرة غليظة الخشب ورقها كالأخلة المجتمعة
رؤوسها دقاق حادة وأسافلها أغلظ بقليل يعلو كعلو شجرة الدلب والفرق بينه وبين
الصنوبر الذكر أن الذكر لا يحمل شيئا ويستخرج منه القطران وهذه الشجرة تحمل وليس
لها قطران وخشبها كثير العقد ، وتحمل في تلك العقد حبا كحب الحمص أسود الخارج وداخله
أصفر كريه الريح والطعم قليل الغذاء وإنما يأكله أهل ساحل القلزم لعدمهم للفواكه وعلكها
شبيه بعلك ذكر الصنوبر في الصورة والقوّة. جالينوس : لحاء شجر الصنوبر الصغير فيه
من قوّة القبض ما يبلغ به إلى أن يشفي من السحج إذا وضع عليه كالضماد شفاء لا غاية
بعده ، وإذا شرب حبس البطن ويدمل إحراق الماء الحار وكذا أيضا النوع المسمى قوقا
هو شبيه بهذا إلا أن قوته أقل من قوّة هذا وأما ورق هاتين الشجرتين فمن طريق أنه
أرطب من لحائهما فيه قوة تدمل مواضع الضرب ، وأما الصنوبر الكبار فقوة ورقه وقوة
لحائه قوة واحدة وإن كانت شبيهة بقوة الذكر ، وهاتان الشجرتان لحاؤهما أقوى منهما
حتى لا يمكن أن يفعل واحدة من تلك الخصال التي ذكرناها فعلا حسنا بل فيه لذع مؤذ ،
وأما الدخان الذي يرتفع من هذه التي ذكرناها فهو نافع جدا للأجفان التي قد استرخت
وانتفخت أشفارها والأماقي التي قد ذابت وتأكلت وصارت منها تسيل دمعة.
ديسقوريدوس : نيطس وهو التنوب وقوفا وهو
الأرز وهو ضرب منه وقشر كليهما قابض موافق للشجوج إذا سحق وذر عليها وإذا خلط
بالمرداسنج ودخان الكندر وافق القروح الظاهرة في سطح الجلد وإحراق النار ، وإذا
استعمل بشمع مذاب بدهن الآس أدمل القروح العارضة للأبدان الناعمة وإذا سحق وخلط
بالقلقنت منع القروح التي تسمى النملة من أن تنتشر وتسعى في البدن وإذا دخن به
النساء أخرج المشيمة والجنين وإذا شرب عقل البطن وأمسك البول ، وإذا دق ورق هذا
الشجر وتضمد به سكن الأوجاع من الأورام الحارة ومنع الجراحات الطرية أن تنزف ، وإذا
طبخ بالخل وتضمد به حارا سكن وجع الأسنان وإذا شرب منه وزن ألفي وهو مثقال بماء أو
بماء العسل وافق من كان بكبده علة وكذا يفعل قشر الصنوبر وورقه إذا شربا وإذا شقق
خشبه وقطع
صغارا وطبخ بخل وأمسك
طبيخه في الفم سكن وجع السنّ الألمة وقد يهيأ منه سواط للأدهان المعمولة المحللة
للأعياء وتساط به الفرزجات وقد يحرق ويجمع دخانه فيصلح لأن يتخذ منه المداد وتصنع
منه الأكحال التي تحسن هدب العين ولتساقط الأشفار والمآقي والدمعة. وقال في
الخامسة : هذه صفة شراب حب الصنوبر يؤخذ من حب الصنوبر ما كان حديثا فيرض ويلقى في
العصير وقوّته مثل قوّة الراتينج وهو يصدّع ويهضم الطعام ويدر البول ويوافق النزلة
والسعال والإسهال المزمن وقرحة الأمعاء والإستسقاء وسيلان الرطوبة المزمنة من
الرحم ومن أخذ حب الصنوبر فأنقعه بشراب حلو ثم طبخه وشربه كان موافقا جدّا للقرحة
في الرئة. الشريف : وإذا دق ثمر الصنوبر الكبار وعجن بعسل وسقي منه ثلاثة دراهم كل
يوم على الريق نفع من الفالج وإذا طبخ خشبه بماء وغسلت به الأعضاء التعبة نفع من
أعيائها.
صندل
: إسحاق بن عمران : هو خشب يؤتى به من
الصين وهو ثلاثة أصناف أبيض وأصفر وأحمر وكلها تستعمل وهو بارد في الدرجة الثالثة
يابس في الثانية موافق للمحرورين صالح جيد لضعف المعدة والخفقان الكائن من التهاب
المرة الصفراء إذا سحق بالماء ووضع من خارج ، وإذا عجن بماء الورد مع شيء من كافور
وطلي على الأصداغ نفع من الصداع المتولد عن الحر وإذا خلط مع جزء من صندل أبيض
محكوك نصف جزء من أنزروت وعجن ببياض البيض وطلي به الصدغان نفع من الصداع الحار ومنع
من النزلات إلى العين وإذا تدلك به في الحمام مع النورة أذهب رائحتها والصندل
الأحمر أبرد من الأبيض إذا عجن بماء عنب الثعلب أو بماء حي العالم أو بماء الرجلة
أو بماء الطحلب نفع من النقرس المتولد من الحرارة ومن الأورام الحارة ويمنع من أن
تتحلب الفضول إلى العضو وأجوده الأصفر الدسم وبعده الأصفر اليابس وهو مما يدخل في
الدخن لا يضره يبسه ، وبعده الأحمر وهو أيبس من الأصفر وهو مما يصلح للحل والدق والطحن
والأبيض بارد في الدرجة الثانية ويدق ويحك بماء الورد ويتمرخ به للحرارة ، ويوضع
على الجبهة والمعدة الحارتين فيبردهما وينفع من الحمى الحارة والبرسام وضعف المعدة
من الحرارة وإذا حك بالماء ووضع على الجبهة والمعدة نفع من الحمى الحارة من ضعف
القلب والصداع الحار. الرازي في المنصوري : إن طلي به الندب في الحمام أورث الحكة
والحرارة.
الشريف : إذا حك على شقف فخار جديد أحمر
بماء ورد وحمل على بثور الفم أذهبه مجرّب. وإذا سحق ومزج بدهن نبق ومرخ به اللحم
أخرج المليلة من العظام حيثما كانت والأحمر أشدّ بردا من سائر أصنافه. ابن سينا في
الأدوية القلبية : فيه خاصة تفريح القلب وتقويته ويعينها عطريته وقبضه وتلطيفه
لطيف ما فيه وأما برده فإنما يعينها في الأمزاج الخارجة عن الطبيعة إلى الحرارة والأبيض
منه أشد بردا ويبسه أقل من يبس الأحمر وهو في الثانية أيضا إلا أن يبس الأوّل في
أوّلها ويبس الأحمر في آخرها وتستفيد منه الروح حركة انبساطية مع متانة وفي
الأمزاج الحارة برده ، والأبيض أشدّ بردا وأقل يبسا على أن كل ذلك في الثانية.
صنوبر
: إسم يمني لصمغة يؤتى بها من اليمن كيلا
فيها رصانة لونها لون المرّ تداوى بها الجراحات وتصلح لقطع الإسهال ومن هذه الصمغة
أيضا ما يأتي على صورة قرص الحضض ويذكرون أنها من الشجرة التي منها الصمغة وإنهم
يعصرونها ويجمدونها. يجفف ويصلح
للمعقور من الدواب والجراحات
الخبيثة وهذه القرص شبيهة بقرص الحضض إلا أن هذه أرض وليس لها من الصفرة ما لتلك وفي
طعمها ثقل وحدة. لي : هذه الأقراص المعمولة من هذا الدواء هي بول الإبل على
الحقيقة.
صنين
: كتاب الرحلة : إسم لنبت صغير يشبه ورق
ما صغر من ورق القريلية
وله ساق طولها شبر ونحوه تتشعب في أعلاها ويكون لها زهيرة صغيرة إلى الحمرة ما هي
ثم تسقط فيخلفها غلف دقاق طولها طول الظفر ثلاثة مكان كل زهرة في رقة الإبر على
هيئة شوك الهليون ولها أصل دقيق وطعمها إلى المرارة ما هي تنفع النفخ.
صنار
: هو الدلب وقد مضى ذكره في الدال.
صوف
: ديسقوريدوس في الثانية : أجوده ما كان
لينا وكان من رقبة الشاة وفخذيها.
جالينوس في ١١ : أما الصوف الذي
هو بعد بوسخه فهو يصلح لقبول الأشياء التي توضع على الأعضاء التي يعرض لها الفسخ ويصيبها
الضربة من أي شيء كان ذلك إذا كان ما يوضع من جنس ما يدهن به ويعرق به العضو ، فإنه
يعين هذه الأشياء على اللحوج بما فيه من الوسخ ، وإما الصوف المغسول الذي لم يبق
فيه شيء من الوسخ فإنما يصلح أن يكون مادّة لقبول الرطوبة التي يغمس فيها وإذا
أحرق الصوف صارت قوته حارة مع شيء من لطافة حتى أنه يسرع في إذابة اللحم المترهل
الذي يكون في الجراحات ويفنيه ويقع أيضا في الأضمدة المجففة وإحراقه يكون كما تحرق
أشياء أخر كثيرة بأن تملأ منه قدر جديدة ويغطى رأسها بغطاء كثير الثقب جدا.
ديسقوريدوس : الصوف الوسخ إذا بل بخل وزيت أو بشراب ثم تضمد به وافق الجراحات في
ابتدائها والوثي والفسخ وآثار الضرب وكسر العظام وهو ملين للوسخ الذي فيه وإذا بل
بخل ودهن ورد كان صالحا للصداع ووجع العين وسائر الأعضاء والصوف المحرق له قوّة
يكوى بها ويقلع اللحم الزائد في القروح ويدملها وقد يغسل ويمشط ويجعل في قدر من
طين ويحرق كما يحرق سائر الأشياء ، وكذا يحرق القرمز ومن الناس من يمشط الصوف
بوسخه ويسقيه بالعسل ويحرقه على الجهة التي ذكرناها ومن الناس من يأخذ مسامير وما
أشبه ذلك ويصيرها على فم إناء من خزف واسع الفم ويجعل بين المسمار والمسمار فرجة ويضع
قطعا رقاقا من قطع خشب الصنوبر على المسامير ويأخذ صوفا ممشوطا قد بل بزيت لا بإفراط
فيقطر منه شيء من الزيت فيضعه فوق الخشب وتضع أيضا على الصوف قطع خشب من خشب
الصنوبر وتجعل ما أحببت من عدد الصوف على هذا المثال ، ثم تلهب النار في الخشب
برفق فإذا احترق الصوف أخذ المحرق والوسخ واللزوجة ويخزن لأدوية العين وقد يغسل
هذا الرماد ويستعمل في أدوية العين. وغسله على هذه الصفة يؤخذ فيصير في إجانة خزف
ويصب عليه ماء آخر ويحرك بالأيدي حركة شديدة ثم يترك حتى يصفو الماء فإذا صفا أريق
وصب عليه ماء آخر ويحرك أيضا بالأيدي حركة شديدة ولا يزال يفعل به ذلك حتى إذا قرب
من اللسان لم يلذعه وكان فيه قبض. الشريف : إذا ربطت خرقة صوف حول عنق الرجل
الماشي حط عباه ولم يجد لمشيه ألما وإذا حشي بالصوف المودح بين الأصابع المشققة من
اليدين والرجلين نفع من شقاقها وينبغي أن يترك يوما وليلة ثم يزال ويعاود من الغد
إلى أن يبرأ في أسرع وقت. ابن رقيا : وثياب الصوف حارة لدنة ، والمرعز ألدن من
الصوف لكنه
__________________
أقل حرارة منه. وقال
الرازي : الصوف والشعر حاران حسنان منهكان للجسد وخاصة في الصيف وما اتخذ من أوبار
الإبل والمعز حار يابس يلزم البدن ويسخنه إسخانا شديدا وهذه تعدل ثياب الصوف والمرعز
وهي جيدة للعطنة والكليتين واللبد المتخذ من صوف الحملان كالطليعان وما شاكله
مندمج الأجزاء مكتنز يمنع الهواء أن يصل إلى الأبدان ويمنع البخارات أن تتفشى
فيكون إسخانه بينا ومن لبس ثوبا يكون صوفه من شاة افترسها ذئب أصابته حكة في جسده
فأما وبر الجمال فللقطرانية التي فيه هو أشد حرا منه وهو خفيف شديد اليبس.
ديمقراطيس : ومن أخذ حبل صوف وربط به
ركبة الثور الصعب ذل وسهل انقياده فيما زعموا ، والفراء المتخذة من الحملان حارة
رطبة لمشاكلتها طبيعة الإنسان موافقة في لبسها لكل إنسان وكل البلدان ولا سيما لمن
كان معتدل المزاج وما يعمل منها بالمصيصة معتدل الإسخان طيب الرائحة موافق للجسم وما
عمل منها من الجدي فهو أقل إسخانا ولينا وإن الحملان أحر من الجدي وأنفع للظهر والكليتين.
صوف
البحر : كتاب الرحلة : كان بعض الناس فيما مضى
يزعم أنه نوع من الطحلب البحري ينبت على حجارة أقاصير البحر وليس الأمر كما ظن بل
هو شيء يوجد في بحر المشرق وببلاد الروم وبأقاصير أسفاقس أيضا من بلاد القيروان وأكثرها
يكون بمقربة من بلاد القيروان وأكثرها بمقربة من قصر زياد وبمقربة من قيودية أيضا
يوجد في صدفة كبيرة على قدر يد الإنسان أعلاها عريض وطرفها دقيق إلى الطول ما هو
كأنه فم طائر ظاهرها خشن فيه زوايا طويلة ناتئة منها دقاق ومنها ما يكون في غلظ
أقلام الكتاب فارغة الداخل ولون الصدفة كلون صدفة اللؤلؤ وداخلها لونه أصفر مليح
المنظر إلى الحمرة ما هو وفي داخل الصدفة حيوان مؤلف من أشياء تشبه الأعصاب والكبد
الأبيض والأسود كنبات اللوبيا قائم غير معوج المصير ، وفي الطرف من المصير مما يلي
الطرف الحاد من الصدفة يكون الصوف المعروف خلقة عجيبة للخلاق العليم سبحانه وتعالى.
وأخبرني بعض أهل الجهة التي بها يصاد أن حيوانا خزفيا من حيوان البحر مسلط على هذه
الصدفة يرصدها في الأقاصير إذا بدا منها هذا الصوف التقمه منها وحده ولا يتعرض
لغير ذلك.
صوطلة
: أبو العباس النباتي في كتاب الرحلة : إسم
لنوع من السلق رأيته بحران وغيرها يبيع أصله البقالون ويقطعونه قطعا وهو على شكل
ما عظم من أصول الجزر لونه أصفر إلى الحمرة يشوبه مسكية من ظاهره وباطنه طعمه حلو
يشوبه مرارة مستعذبة يؤكل مسلوقا وحده ومع الحمص أيضا وماء الرمان والسماق ورقه
ورق السلق بعينه إلا أنه أصغر وألطف وساقه كساقه وبزره كبزره. غيره : هو في أفعاله
وقوّته قريب من قوّة السلق الأحمر وفعله إلا أنه ليس برديء للمعدة كالسلق فاعرفه.
حرف الضاد
ضأن
: الرازي في دفع مضار الأغذية : لحوم
الضأن أكثر غذاء من المعز وأكثر إسخانا وترطيبا وأكثر فضولا والدم المتولد عنه
أمتن وألزج وأسخن من الدم المتولد من لحوم المعز ولحوم الضأن أوفق لأصحاب الأمزجة
المائلة عن الاعتدال إلى البرودة ومن تعتريهم الرياح في الأزمان والبلدان الباردة
ولمن يكدّ ويرتاض كدّا معتدلا ويحتاج إلى قوّة وجلد فليتخير بحسب ذلك فإن اضطر في
بعض الأوقات فإن لحم الضأن أوفق له من لحم المعز وبالضد
فليتلاحق دفع مضرة
ذلك بالصنعة فليصنع لحم الضأن بالخل في حال يحتاج مع التلطيف إلى تبريد وبالمري حيث يحتاج إلى تلطيف وسرعة إخراج
وبالمصل والرائب والكشك والسماق وحب الرمان حيث يحتاج إلى تدبير فقط ويجب أن تأكل عليه كلما يبرد ويجفف
ويشرب عليه الشراب الأبيض الرقيق القهوي ويقل عليه من أكل الحلواء ويكثر من أكل
الفواكة المرّة والحامضة ، قال : ولحوم الحملان أرطب من لحوم الضأن بحسب قرب عهدها
بالولادة. وقال ابن سينا : ولحوم الحملان المحرق نافع للدغ الحيات والعقارب والحرارات
ومع الشراب للكلب الكلب ورماده ينفع بياض العين وهو طلاء جيد للبهق ، ديسقوريدوس :
ومرارة الضأن تصلح لما يصلح له مرارة الثور غير أنها أضعف فعلا وبعر الضأن إذا
تضمد به مع الخل أبرأ الشري والثآليل التي يقال لها أقروخودونس ، واللحم الزائد
الذي يقال له التوث وإذا خلط بموم مداف بدهن ورد أبرأ من حرق النار. جالينوس : وكان
رجل من أهل أثينا مشهور بالطب يعالج بزبل الضأن الثآليل النملية وهي التي يحس فيها
بدبيب كدبيب النمل واللحم الزائد النابت إلى جانب الأظفار وكان في وقت استعمالها
يعالجها بالخل ثم يطلى بها وكثيرا ما كان يستعملها في القروح الحادثة عن حرق النار
لأنها تختم القروح.
ضال
: هو ثمر السدر وهو خدر الشوك ونبقه صغار
منابته الجبال وقد ذكرت السدر والنبق في حرف السين المهملة.
ضبع
عرجاء : الشريف : هذا حيوان يشبه الذئب إلا أنه
إذا جرى كان كأنه أعرج ولذلك سمى ضبع العرجاء ولحمه حار يابس في الثانية مثل لحم
الكلب وإذا أمسك إنسان في يده حنظلة فرّت الضبعان عنه وإذا أخذ أحد أسنانها وأمسكها
إنسان معه ومرّ بالكلاب لم تنتجه وإذا أطعم الموسوسون دمها نفعهم وإذا أديفت
مرارتها مع مثلها من دهن الأقحوان ووضعا في إناء نحاس وترك ثلاثة أيام ثم طلي به
العين المشتكية في كل شهر مرّتين أزال بياضها بتاتا وكلما عتق هذا الدهن كان أجود
وإذا طلي الوجه بمرارتها مع شحم أسد صفي اللون وصقله وأزال كلفه وإذا اكتحل
بمرارتها وحدها أحدّت البصر ، وزعم بعض الأطباء أن الجلد الذي يكون حول خاصرتها
إذا أحرق وسحق بزيت ودهن به دبر المأبون أذهب الإبنة عنه ويقال إن يدها اليمنى إذا
قطعها إنسان وهي حية وأمسكها معه ودخل على الملوك عظم عندهم وقضيت حوائجه ، وإذا أخذت
الضبعة العرجاء وألقيت في دهن وقتلت فيه غرقا ثم طبخت بالدهن أو بالماء والشبث والحمص
نفع من وجع المفاصل وتعقدها وإذا جلس العليل المزمن في ذلك الزيت نفعه من جميع علل
المفاصل وأزال النقرس وأذهب الرياح الغليظة ، وهذا الحيوان بغاء وذلك أنه لا يمرّ
به حيوان من جنسه إلا وعلاه. غيره : مخ ساق الضبع إذا ديف بزيت أنفاق وطلي به على
النقرس نفع منفعة عظيمة وجلد الضبعة إن شدّ على بطن امرأة حامل لم تسقط وإن كانت
مسقطة وإن جلد به مكيال وكيل به البزر أمن ذلك الزرع من سائر آفاته وإن جلد به قدح
وجعل فيه ماء وقرب لمن نهشه كلب كلب شربه ولم يفزع منه.
ضجاج
: الغافقى : قال أبو حنيفة : هو بكسر
الضاد صمغ شجرة مثل شجر اللبان شائكة غير عظيمة ينبت بجبل يقال له قهوان من أرض
عمان وهو صمغ أبيض تغسل به الثياب فينقيها إنقاء الصابون وتغسل الناس به رؤوسهم وله
حب مثل حب الآس أسود يلذع اللسان.
والضجاج بالفتح كل
__________________
شجرة تسم بها السباع
مثل الخروج والقشيب والألب.
ضجع
: الغافقي : قال أبو حنيفة : هو مثل
الضغابيس إلا أنه أغلظ بكثير وهو مربع القضبان وفيه حموضة ومرارة يؤخذ فيشدخ ويعصر
ماؤه في اللبن الذي قد راب فيطيبه ويحدث فيه لذع اللسان قليلا ومرارة وهو جيد
للباه.
ضدخ
: وهو البربون وهي البقلة اليمانية وقد
ذكرت في الباء.
ضرو
: أبو حنيفة الدينوري : هو من شجر الجبال
والواحدة منه ضروة. وأخبرني أعرابي من أهل السراة أنه مثل شجرة البلوط العظيمة إلا
أنها أنعم وتضرب أطراف ورقها إلى الحمرة وهي لينة وتثمر عناقيد مثل عناقيد البطم
غير أنه أكبر حبا وإذا أدرك شابها الحمرة وكذا الورق ويطبخ ورقه حتى ينضج ثم يصفى
الماء عنه ، ويردّ إلى النار فيطبخ ورقه حتى يعقد فيصير كأنه القسط فيرفع ويعالج
به لخشونة الصدر والسعال وأوجاع الفم وفيه عفوصة ، وإذا ظهر علكه ظهر صغيرا ثم لا
يزال يربو حتى يصير مثل البطيخة قال : ويسيل من الضرو أيضا حلب لزج أسود مثل القار
ومساويك الضرو طيبة نافعة وكذا العلك ينفع في العطر وشبهها شجر البطم ، وقال قوم :
والضرو هو الحبة الخضراء وزعموا أن الكمكام ورق شجر الضرو ، وقيل لحاؤها وهو
١أفواه الطيب وكذا علك الضرو. البصري : صمغ الضرو يعرف بالكمكام وهو حار في
الثانية يابس في الأولى جلاء محلل جذاب طيب الرائحة. إسحاق بن عمران : صمغ ضرو
اليمن الكمم يضرب إلى السواد يشبه الصمغ متراكب بعضه على بعض يشبه ريح اللبان والمصطكي
، ويقع منه يسير في الند والبرمكية والمثلثة ، إسحاق بن سليمان : خاصة دهن حبه طرد
الرياح البلغمية. الرازي في المنصوري : الضرو نافع من استطلاق البطن والقلاع غاية
النفع. الشريف : يستخرج من ثمره دهن كثير منفعته طرد الرياح وشفاء الأمغاص إذا شرب
ويدهن به وهو مجفف محلل وإذا طبخ ورقه بالدهن وقطر في الأذن نفع من وجعها ، وإذا
طبخ بماء وتمضمض بماء طبيخه شد اللثة وأزال بلغمها وكذا إذا طبخ من أطرافه الغضة
إلى أن تخرج قوّتها في الماء ثم صفي وشرب من صفو الماء مقدار أوقيتين أو ثلاثة على
قدر قوّة العليل قيأ قيئا عظيما وأخرج البلغم عن المعدة بقهر من غير أن ينال من
ذلك كثير مضرة ، وإذا أحرق من غض ورقه مقدار قبضة حتى يكون رمادا ، إن خلط ذلك
الرماد بماء وطبخ أيضا طبخا شديدا ، ثم صفي وشرب منه صاحب وجع الخاصرة مقدار ثلاثة
أواقي أبرأه وفحم خشبه إذا حشي به الجراحات سدّها وقطع دمها ونفع منها وخاصة في
جراح الختان. إسحاق بن عمران : وبدل ضرو الكمم اليمني ضرو الأندلس.
ضرب
: الشريف : هو السهم بلغة همذان وهو حيوان
يكون في قدر الكلب الصغير إلا أنه كله شوك شارع مثل شوك القنفذ فإذا دنا منه حيوان
اجتمع بعضه في بعض ثم زرق شوكه فيصيب بها كالسهام وهو حيوان قليل الوجود وهو من
أنواع الحيوان المشهور ذكره لحمه حار يابس إذا أكل نفع النقرس في القدمين وكذا إن
ضمد بدمها القدم شفى نقرسه ونفع منه ، وإذا تلطخ بدمه أزال أوساخ البدن عنه وجلا
الكلف.
ضريع
: الشريف : هو نبات يقذف به البحر المالح
من جوفه يوجد على ساحل البحر وهو حار يابس إذا طبخ بماء وجلس فيه صاحب وجع المفاصل
نفعه نفعا بينا وإذا بخر به المزكوم وهو جاف أذهب زكامه وإذا جفف واغتسل به في
الحمام نفع من الحكة والجرب الرطب.
ضروع
الكلبة : إسم يمني عربي لشجر بجبال مكة
__________________
وتعرفه أهل اليمن
بالزقوم أيضا وقد ذكرته في حرف الزاي.
ضرس
العجوز : إسم لحسك السعدان وقد ذكرته في السين.
ضرع
: جالينوس في أغذيته : إذا كان مملوءا
لبنا فغذاؤه إذا استمرى استمراء جيدا قريب من غذاء اللحم فإذا لم يستحكم هضمه تولد
منه خلط خام أو بلغمي. ابن ماسويه : بارد يابس للعصبية التي فيه وينبغي أن يؤكل
بالأفاويه ليسرع انحداره عن المعدة. إبن سينا : هو من الحيوان الجيد اللحم جدّا
جيد الخلط غليظه قويه. الشريف : إذا أكلته المرأة القليلة اللبن أدرّ لبنها.
ضرم
: قيل إنه الأسطوخودوس وقد ذكرته في
الألف.
ضغابيس
: أبو حنيفة : واحدها ضغبوس وهو نبات ينبت
له ساق مثل ساق الهليون سواء فما كان فيه فوق الأرض فهو أخضر حامض وما تحت الأرض
أبيض حلو وكله يؤكل وإذا جف حثته الريح فطيرته ويقال أيضا للقثاء الصغار ضغابيس.
ضفادع
: ديسقوريدوس في الثانية : النهرية منها
إذا طبخت بملح وزيت واستعملت كانت بادزهرا للهوام كلها ومرقها أيضا إذا عمل على
هذه الصفة وخلط مع موم ودهن ورد كان موافقا للأمراض المزمنة العارضة للأوتار والقروح
ذوات المدّة وإذا أحرقت الضفادع ودرّ رمادها على الدم السائل من العضو قطع سيلانه
والرعاف أيضا وإذا خلط بزفت رطب ولطخ على داء الثعلب أبرأ منه ودم الضفادع الخضر
إذا قطر على موع الشعر النابت في العين وقد نتف منعه أن ينبت وإذا طبخت بماء وخل وتمضمض
بطبخها نفع من وجع الأسنان. جالينوس : وأدمغة الضفادع المحرقة يقال إنها تقطع
انفجار الدم إذا نثرت عليه وإذا عولجوا به وزعموا أنه إن خلط مع الزفت الرطب شفا
داء الثعلب ، وزعموا أن دم الضفادع الخضر إذا نتف الشعر الزائد في الأجفان ووضع
منه على موضع الشعر لم ينبت فوجدت ذلك كذبا عند التجربة. الرازي في الحاوي قال
إسحاق : أن رجلا أصابه سهم فنشب في عظم جبهته وبقي مدّة طويلة إلا أنه عالجه علاجا
كثيرا فلم ينفعه حتى أنه وضع عليه ضفدعا قد سلخ جلده ورمي برأسه وأطرافه فأخرج لزج
في يوم وليلة وبرز من ذاته حتى سال اللحم الرخو الذي كان على فم الجراحة وأنا أظن
أن لهذا قوّة بليغة في الجذب وذلك أنه يقلع الأسنان. غيره : الضفدع البري قتال ، وإذا
تناولته الدواب في الرعي سقطت أسنانها وقد يستعمل شحمه لقلع الأسنان وحراقته جيدة
لداء الثعلب ولحم الضفدع ينفع من لسع الهوام.
ضفائر
الجن : هي البرشاوشان.
ضومر
: هو الحوك وهو الباذروح عند أبي حنيفة.
ضومران
: أبو حنيفة : هي لغة في الضميران وأيضا
فإن الضومران عندنا بالأندلس المعروف بهذا الإسم هو ضرب من حبق الماء وهو الفودنج
النهري يشبه في نباته النعنع البري وقد ذكرته مع أصناف الفودنجات في حرف الفاء.
حرف الطاء
طاليسفر
: قال الغافقي : هو الداركيسة وأكثر الناس
على أنه البسباسة وليس ذلك صحيحا ويسمي هذا الدواء حنين المسمى باليونانية ماقر في
كتاب ديسقوريدوس الطاليسفر. وزعم ابن جلجل وحده أن الطاليسفر قيل عنه أنه لسان
العصافير وقيل هو عروق شجرة هندية قال غيره الطاليسفر هو عروق العشبة التي يعلف
بها دود الحرير. المجوسي : هو ورق شجرة الزيتون الهندي. غيره : هو قشور هندية تسمى
باليونانية داركيسة.
ديسقوريدوس في ١ : ماقر هو قشر يؤتى به
من بلاد اليونانيين لونه
إلى الشقرة ما هو غليظ قابض جدّا وقد يشرب لنفث الدم وقرحة الأمعاء وسيلان الفضول
إلى البطن. جالينوس في ٧ : هذه قشرة تجلب من بلاد الهند في طعمها قبض شديد مع شيء من
حدّة وعطرية يسيرة ورائحتها طيبة مثل طيب رائحة جل الأفاوية المجلوبة من الهند ويشبه
أن تكون هذه القشرة أيضا مركبة من جواهر مختلفة والأكثر فيها الجوهر الأرضي والأقل
فيها الجوهر اللطيف الحار فهو لذلك يجفف ويقبض تجفيفا وقبضا شديدا ولذلك صار يخلط
في الأدوية التي تنفع من الإستطلاق وقروح الأمعاء لأنها في الدرجة الثالثة من
درجات الأشياء التي تجفف ، وأما الإسخان والتبريد فليس لهذا الدواء ولا في واحد
منها فعل بين. الغافقي : والذي يبدو من قولي ديسقوريدوس وجالينوس في هذا الدواء
أنه ليس هو من البسباسة في شيء فإن القبض فيها يسير والحرارة أغلب عليها وهو قشر
رقيق ليس بغليظ ، كما قال ديسقوريدوس وهذه الصفة هي بالأرماك أشبه. ابن عمران : هي
عروق دقاق قشرها أغبر وداخلها أصفر وطعمها عفص ولها رائحة تشبه رائحة الكركم وهي
عفصة وفيها حرافة وهي حارة يابسة في الدرجة الثانية وخاصته النفع من البواسير والأورام
الظاهرة والباطنة. المجوسي : هو من البرودة واليبوسة في الدرجة الثانية ينفع من
وجع الأسنان إذا طبخ بالخل وماؤه المطبوخ فيه ينفع القلاع الأبيض إذا أمسك في
الفم. بديغورس : وبدل الطاليسفر إذا عدم ثلثا وزنه من الكمون ونصف وزنه من الأبهل.
الرازي : وإسحاق بن عمران : مثله.
طاووس
: الشريف : طير معروف يطير بعد ثلاث سنين
وفيها يكمل ريشه ويفرخ مرّة في العام ولحمه وشحمه إذا طبخا أسفيذباجا وأكله أو
تحسى مرقه من به ذات الجنب نفعه وإذا ديف لحمه مع ماء وسذاب وعسل نفع من أوجاع
المعدة والقولنج وشحمه ولحمه يزيدان في الجماع ومرارته إن خلطت بخل نفعت من نهش
الهوام. جالينوس في أغذيته : لحمه أصلب من لحم الشفنين والورشان والبط وأغلظ وأبطأ
انهضاما وأقرب إلى شبه الليف. ابن ماسه : لحومها رديئة المزاج. المنهاج : أجودها
الحديثة السن وهي حارة تصلح المعدة الحارة الجيدة الهضم ويجب أن تترك بعد ذبحه
يومين أو ثلاثة ويشدّ في أرجله الحجارة ويعلق ويثقل ثم يطبخ بالخل. ابن زهر : في
أغذيته كانت القدماء من الأطباء يذبحون الطيور الصلبة اللحم قبل طبخها ويتركونها
معلقة بريشها ، هذا طلبا منهم لأن يسرع إنهضامها كما أن الخمير في الخبز يجيد
إنهضامه كذا اللبث في هذه الأشياء وأشباهها من الأطيار الصلبة يجيد إنهضامها.
الرازي في الحاوي : إذا رأى الطاوس طعاما فيه سم رقص وصاح قال ولحظه السم يوهن
صورته. خواص ابن زهر : إن سقي المبطون من مرارته بالسكنجبين والماء الحار أبرأه وإن
خلط دمه بالأنزروت والملح وطلي على القروح الرديئة الرطبة التي يخاف منها الأكلة
أبرأها وإن طلي زبله على الثآليل قلعها وعظامه إن أحرقت وسحقت وطلي بها الكلف
أبرأته وإن دلك منه على البرص غير لونه.
طالقوز
: علي بن محمد : هو نحاس يدبر بتوبال
النحاس المنقع في أبوال البقر والمرجان المنقع في ماء الأسنان الرطب فيحدث فيه
سمية وحدة قوية. غيره : هو صنف من النحاس الأصفر ، والفرق بينه وبين سائر أنواع
الصفر أن هذا وحده إذا حمي في النار وضرب عند خروجه من النار تمدّد وصار أصفر لا
ينكسر
حتى يبرد. الطبري : هو
نحاس مدبر بتوبال النحاس وهو الذي يرتفع من القبة التي تكون على موضع السبك المنقع
في أبوال البقر. كتاب الأحجار : هو من جنس النحاس غير أن الأوّلين ألقوا عليه
الأدوية الحادّة حتى حدث في جسميته سمية فهو إذا خالط الدم عن جراحة أصاب ذلك
الحيوان منه إضرار مفرط وإن عمل منه الطاليقون صنانير الصيد السمك ثم علق بها لم
يطق أن يتخلص منها ، وإن عظم خلقه وصغر قدرها لما فيه من الحدّة ومبالغة السمية وإن
أحمي الطاليقون في النار ثم غمس في الماء لم يقرب دابة وإن عمل منه منقاش وأدمن
نتف الشعر به بطل ذلك الشعر ، ولم ينبت أبدا ، ومن أصابه لقوة وأدخل في بيت مظلم
لا يدخله الضوء وأدمن النظر فيه إلى مرآة من طاليقون يرى منها.
طارطقة
: باللاطينية هو الماهودانه وسيأتي ذكرها
في الميم.
طباشير
: ماسرحويه : هو شيء يوجد في جوف القنا
الهندي. علي بن محمد : هو رماد أصول القنا الهندي يجلب من ساحل الهند كله وأكثر ما
يكون بموضع منه يسمى صندابور من بلد كلي حيث يكون الفلفل الأسود قالت الهند : إن
أجوده أشدّه بياضا وخاصة عقده وفلوسه التي في جوف قصبه وشكلها مستدير كالدرهم وإنما
يوجد هذا منه مما احترق من ذاته عند احتكاك بعضه ببعض بريح شديدة تهب عليه وقد يغش
بعظام أصول الضأن المحرقة إذا ارتفعت قيمته في غير موضعه ، وأما في موضعه فإنه
يسلم من ذلك لا تضاع قيمنه هناك وقيمة المن من ٦ دراهم
إلى ٨. مسيح الدمشقي : هو بارد في الثانية يابس في الثالثة يقوّي المعدة وينفع
من قروح الفم. الخوزي : جيد لإحرق المرة الحمراء ويشدّ البطن ويقوّي المعدة إذا سقي
وإذا طلي به. الرازي : جيد للحمى الحادّة والعطش.
إسحاق بن عمران : يقطع القيء الكائن من
المرة الصفراء ويبرد حر الكبد الخارج عن الاعتدال وينفع من القروح والبثور والقلاع
العارضة في أفواه الصبيان إذا اتخذ منه برود وحده أو مع الورد الأحمر والسكر
الطبرذزي وينفع من البواسير. ابن سينا : فيه قبض ودبغ وقليل تحليل وتبريده أكثر من
تحليله لمرارة يسيرة فيه وهو مركب القوى كالورد وينفع من أورام العين الحارة ويقوّي
القلب من الخفقان الحار والغشي الكائن من انصباب الصفراء إلى المعدة سقيا وطلاء وينفع
من التوحش والفم نافع من العطش وإلتهاب المعدة وضعفها ويمنع انصباب الصفراء إليها
ومن الكرب ويمنع الخلفة الصفراوية وينفع من الحميات الحارّة شربا بماء بارد ، وقال
في الأدوية القلبية له خاصية في تقوية القلب وتفريحه والمنفعة من الخفقان والغشي ويعينها
قبضه وفي الأمزجة الحارة تبريده في الثانية وقد يعدل بالزعفران في الأمزجة الباردة
ويشبه أن يكون تفريحه وتقويته بأحداث نورانية في الروح مع متانة.
الرازي في الحاوي : قال جرجس أنه يذهب
بالباه شربا. غيره : ينشف البلة العتيقة من المعدة ويقوّي الأعضاء التي قد ضعفت من
الحرارة.
طباق
: الغافقي : عامة الأندلس يسمونه الطباقة
وهي بالبربرية الترهلان وترهلا أيضا وهي التي يستعملها أكثر أطبائنا على أنه
الغافث قبل أن يعرفوا الغافت الصحيح وأخبرت أن أهل الشرق إياها يستعملون. ولذلك
خالفوا في الغافث قول ديسقوريدوس وجالينوس. قال أبو حنيفة : هو شجر نحو القامة ، ينبت
متجاورا لا تكاد ترى منه واحدة منفردة وله ورق طوال رقاق خضر تتلزج إذا غمز يضمد
به الكسر
فيلزقه وينفعه فيجبر
وله نوار أصفر يجتمع تجرسه وتجتنيه النحل. وقال : هذا النبات يسخن إسخانا بينا وينفع
من أوجاع الكبد الباردة وتفتح سددها ويزيل التهيج والنفخ العارضين من ضعفها ويقوي
أفعالها وأظن من ههنا غلط فيه الناس فظنوا أنه الغافث حتى قدماء الأطباء فإن
الرازي يقول في الغافت أنه يدر الطمث فهو إنما هو فعل الطباق لا الغافت ، وهو ينفع
من سموم الهوام وخصوصا العقارب شربا وضمادا ومن الأوجاع الطارقة ويسهل الأخلاط
المحترقة في رفق فهو لذلك ينفع من الحميات العتيقة والجرب والحكة إذا شرب طبيخه أو
عصارته فأما الطباق المنتن وهو النبات المسمى باليونانية فوتيرا فهو أحد قوّة وأشد
حرارة وأقل في منفعة الكبد والفرق بينهما سهوكة الرائحة والطباق طيب الرائحة وإن
كان فيه سهوكة يسيرة وطعمه حلو والفوتيرا فيها حرافة ومرارة ظاهرة وقد يستعملها
كثير من الأطباء بدل الغافت وبدل الطباق وإنما غلطوا بشبهها للطباق والفوتيرا هي
التي يسميها الناس شجرة البراغيث. ديسقوريدوس في الثالثة : من هذا النبات ما يقال
له إنه الفوتيرا الأصغر وهو أطيب رائحة من غيره ومنه ما يقال له فوتيرا الأعظم وهو
أعظم نباتا من الآخر وأوسع ورقا ثقيل الرائحة وكلاهما يشبه ورقهما ورق الزيتون إلا
أن عليهما زغب وفيهما رطوبة تدبق باليد وطول ساق الأعظم نحو من ذراعين والأصغر
ساقه مقدار قدم وله زهر هش إلى المرارة ما هو أصفر شبيه بالشعر في شكله وعروق لا
ينتفع بها. جالينوس في ٧ : مزاجهما وقوّتهما شبيهة إحداهما بالأخرى وفي طعمهما حرافة
ومرارة وهما يسخنان بالفعل إسخانا بينا إن سحق ورقهما مع عيدانهما اللينة ووضع على
عضو من الأعضاء ، وإن طبخ الورق والعيدان بالزيت واستعمل الإنسان ذلك الزيت ، فإنه
قد يقال في هذا الزيت إنه يحلل ويشفي الناقض الكائن بأدوار وزهرة هاتين الشوكتين
أيضا قوّتها هذه القوّة بعينها ، ولذلك قد يأخذ قوم هذه الزهرة أيضا فيسحقونها مع
الورق ويسقونها من أرادوا به من النساء إدرار الطمث بالعنف وإخراج الأجنة ومن هذه
الشوكة نوع ثالث ينبت في المواضع الكثيرة الرطوبة ، ورائحته أشدّ نتنا من رائحة
ذلك النوعين اللذين ذكرناهما من أنواع هذه الشوكة المنتنة وقيل كلاهما من الإسخان
والتجفيف في الدرجة الثالثة. ديسقوريدوس : وقوّة هذا التمنش إذا افترش بورقه أو
دخن به أن يطرد الهوام ويشرد البق ويقتل البراغيث وقد يتضمد بورقه لنهش الهوام والجراحات
وقد ينتفع به ويشرب الزهر والورق بالشراب لإحدار الطمث وإخراج الجنين وتقطير البول
والمغص واليرقان والزهر والورق بالشراب لإحدار الطمث وإخراج الجنين وتقطير البول والمغص
واليرقان وإذا شرب بالخل نفع من الصرع ، وطبيخه إذا جلس فيه النساء أبرأ أوجاع
الرحم وإذا احتملت عصارته أسقطت الجنين وإذا تلطخ بهذا النبات مع الزيت نفع من
الكزاز وأما الأصغر منه فإنه إذا ضمد به الرأس أبرأ من الصداع وقد يكون نوع ثالث
من هذا النبات أغلظ ساقا وألين وأعظم ورقا من النوع الصغير وأصغر من الكبير وليست فيه
رطوبة تدبق باليد وهو أثقل رائحة من الآخرين بكثير وأكره وأضعف قوّة وينبت في
الأماكن المائية.
طبرزذ
: قال السجستاني فارسي معرب وأصله تبرزذاي
أنه صلب ليس برخو ولا لين والتبر الفاس بالفارسية يريدون أنه نحت من نواحيه
بالفاس. الرازي : الملح الطبرزذ هو الصلب الذي ليس له صفاء وقد ذكرت السكر في حرف
السين وقصبه في القاف.
طثرج
: هو صغار النمل في اللغة وسنذكره
في النمل في النون.
طحلب
: ديسقوريدوس في الرابعة : الطحلب النهري
هو الخضرة المشبهة بالعدس في شكلها الموجودة في الآجام على المياه القائمة.
جالينوس في ٨ : مزاج هذا رطب وهو من الخصلتين كأنه في الدرجة الثانية. ديسقوريدوس
: ولذلك إذا تضمد به وحده أو مع السويق وافق الحمرة والأورام الحارة والنقرس وإذا
ضمدت به قيلة الأمعاء العارضة للصبيان أضمرها وإما الطحلب البحري فهو شيء يتكوّن
على الحجارة والخزف الذي يقرب من البحر وهو دقيق شبيه في دقته بالشعر وليس له ساق.
جالينوس في ٦ : هذا
النبات قوّته مركبة من جوهر أرضي وجوهر مائي وكلاهما بارد وذلك أن طعمه قابض وهو
يبرد وإذا عمل منه ضماد نفع من جميع العلل الحارة نفعا بينا. ديسقوريدوس : وهو
قابض جدّا ويصلح للأورام الحارة المحتاجة إلى التبريد من النقرس. ابن سينا : يحبس
الدم من أي عضو كان إذا طلي به وخاصة البحري والنهري وإذا غلي في الزيت لين العصب
جدّا.
طحال
: ابن سينا : خير الأطحلة طحال الخنزير ومع
ذلك فهو رديء الكيموس وفيه بعض القبض ويولد دما أسود وهو بطيء الهضم لعفوصته.
الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الطحال فإن الدم المتولد عنه أسود غليظ لا يؤمن
على مدمنه الأمراض السوداوية ولذلك ينبغي أن يتعاهد من أكله نفسه بما ينقص السوداء
ويشرب الشراب الرقيق الصافي جدّا أو يأخذ الكبر المخلل وسائر الأشياء التي تلطف
غلظ الطحال ويحذر أطحلة الحيوانات العظيمة الجثة وإذا أخرج عروقه ودمه مع الشحم وطبخ
بعد في مصارين نقية جاد غذاؤه وقل توليده للسوداء.
طخش
: الغافقي : هو خشب ويتخذ من خشبه القسي
بالأندلس وزعم قوم أنه سميلقس ولم يصح ذلك ، وزعم بعضهم أنه المران وقيل بل هو
الشوحظ وصفته بصفة الشوحظ أشبه وهو شجر وورقه نحو من ورق الخلاف وله ثمر أخضر إذا
نضج احمر وداخله نوى وفيه دهنية وفي طعمه قبض ، وهذا هو الطخش المعروف عندنا ويحكى
أنه من شجر آخر قتال يشاركه في الإسم فقط ولم نره.
طخشيقون
: ويقال طقسيقون وتأويله القوسي لأنه يسم
بها السهام وهو دواء معروف عند أهل أرمينية يسمون به سهامهم في الحرب والحلتيت
بادزهره.
طرفاء
: ديسقوريدوس في الأولى : الطرفاء شجرة
معروفة تنبت عند مياه قائمة ولها ثمر شبيه بالزهر وهو في قوامه شبيه بالأشنة وقد
يكون بمصر والشأم طرفاء بستاني شبيه بالبري في كل شيء ما خلا الثمر فإن ثمره يشبه
العفص ، وهو مضرس. الفلاحة : هي ثلاثة أصناف منها ، الكزمازك ورقه كورق السرو ومنها
صنف آخر ألطف من الكزمازك قليل الورق يورد وردا أبيض يضرب إلى الحمرة في العناقيد
تحته الزنابير من النحل ، وصنف ثالث لا يورد ولا يعقد على أغصانه حبا كأنه
الشهدانج أحمر يضرب إلى الخضرة تصبغ به الثياب صبغا أحمر لا ينسلخ عنها ومنه صنف
آخر رابع كثير وهو الأثل.
جالينوس في ٧ : قوّة الطرفاء قوّة تقطع
وتجلو من غير أن تجفف تجفيفا بينا وفيه مع هذا قبض ولما كان فيه هذه القوى وهذه الوجوه
صار نافعا جدا للأطحلة الصلبة إذا طبخ ورقه وأصوله أو قضبانه بالخل أو بالشراب فيسقى
من ذلك ويشفي أيضا وجع الأسنان وأما ثمر الطرفاء ولحاها ففيهما أيضا قيض ليس بيسير
حتى إن قوّتهما في ذلك قريبة من قوّة العفص الأخضر إلا أن العفص إنما تتبين فيه
عفوصة فقط وأما ثمر الطرفاء فمزاجه مزاج غيره متساو لأنه خالطه شيء مبرد لطيف ليس
بيسير وليس ذلك
بموجود في العفص وقد
يمكن الإنسان أن يستعمله إذا لم يقدر على العفص وكذا أيضا الأمر في لحاء الطرفاء ورماد
الطرفاء أيضا إذا أحرق تكون قوّته قوّة تجفف تجفيفا شديدا والأكثر فيه الجلاء والتقطيع
والأقل فيه القبض. ديسقوريدوس : ثمر الطرفاء يستعمل بدل العفص في أدوية العين وأدوية
الفم ويكون موافقا لنفث الدم إذا شرب وللإسهال المزمن وللنساء اللواتي يسيل من
أرحامهن الرطوبات زمانا طويلا ولليرقان ولمن نهشته الرتيلاء ، وإذا تضمد به أضمر
الأورام البلغمية وفعل قشره مثل فعل الثمر وإذا طبخ ورقه بماء ثم مزج بشراب وشرب
أضمر الطحال وإذا تمضمض به نفع من الأسنان وقد يوافق النساء اللواتي يسيل من
أرحامهن الرطوبات زمانا طويلا إذا جلسن في طبيخه وقد يصب طبيخه على الذين يتولد
فيهم القمل والصيبان فينفعهم ورماد خشب الطرفاء إذا احتمل قطع سيلان الرطوبة من
الرحم وقد يعمل بعض الناس من ساق خشب شجرة الطرفاء مشارب يستعملها المطحولون ويشربون
فيها ما يشربون بدل الأقداح ويرون أن الشراب فيها نافع لهم. ماسرحويه : إذا ذرّ
رماد الطرفاء على القروح الرطبة جففها وخاصة القروح التي تكون من حرق النار.
الطبري : الطرفاء ينفع من استرخاء اللثة ويدخن به للزكام والجدري فينتفع به نفعا
عجيبا. ابن واقد : أخبرني ثقة أن امرأة ظهر عليها الجذام فسقيت من طبيخ أصول
الطرفاء والزبيب مرارا فبرئت وأنه جرب ذلك في امرأة أخرى فعادت إلى صحتها. وأنا
أقول ذلك لأن علة هؤلاء كانت لورم الطحال أو لسدة فيه امتنع بسبب أحدهما من جذب
الخلط السودائي من الدم وتصفيته عنه ، فكان ذلك سببا لظهور هذا الداء فيهم فلما
تحلل الورم وانفتحت السدة باستعمالهم هذا الدوا بما في طبعه من التقطيع والجلاء
عادوا إلى الصحة. الخوز الطرفاء : ينفع من الأورام الباردة إذا دخن به ولا كثر
الأورام. الإسرائيلي : وإذا تدخن بها نفعت من انحدار الطمث في غير وقته.
الرازي في الحاوي : أخذ عن تجربة تبخر
البواسير بالطرفاء ثلاث مرات ، فإنها تجف وتذبل وتندر بعد ذلك مجرب. الشريف : وإذا
بخرت العلقة الناشئة في الحلق بورق شجر الطرفاء أسقطتها.
طراغيون
: ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات ينبت
بالجزيرة التي يقال لها أقريطش وله ورق وقضبان وثمر شبيه بورق وقضبان وثمر النبات
الذي يقال له لحيبس إلا أنها أصغر مما للحيبس وله صمغة شبيهة بالصمغ العربي.
جالينوس في ٨ : وهذا النبات ورقه وثمره وصمغه قوّتها تحلل وهو لطيف القوّة حار
حرارته كأنها في الدرجة الثالثة في مبدئها ولذلك صار يخرج السلاء ويفتت الحصا ويدر
الطمث إذا شرب منه مقدار مثقال واحد وهو نبات ينبت في أقريطش وحدها وهو شبيه بشجر
المصطكي. ديسقوريدوس : ورق هذا النبات وثمره وصمغه إذا تضمد بها مع الشراب اجتذبت
من جوف اللحم السلاء وما أشبه ذلك وإذا شربت أبرأت تقطير البول وفتت الحصاة
المتولدة في المثانة وأدرت الطمث والذي يشرب منه إنما هو مقدار درخمي وقد يقال أن
العنور البرية إذا وقع النشاب فيها وارتعت من هذا النبات سقط عنها نشابها ، وقد
يكون طراغيون آخر وهو نبات له ورق أحمر شبيه بورق سقولوقندريون وأصل أبيض دقيق
شبيه بالفجلة البرية. جالينوس : وأما النوع الآخر منه وهو أصغر من هذا ورقه شبيه
بورق سقولوقندريون فهو ينبت في مواضع كثيرة وفيه من قوّة القبض مقدار ليس باليسير
، وهو موافق للعلل السيلانية
جدّا.
ديسقوريدوس : إذا أكل نيئا أو مطبوخا
نفع من قرحة الأمعاء ورائحته قوية وورقه حريف مثل رائحة البيش ولذلك سمي طراغيون
البيشي.
طراغيون
آخر : ديسقوريدوس في ٤ : ومن الناس من يسميه
سقرينوس ومنهم من يسميه طرغاين وهو تمنش صغير على وجه الأرض طوله شبر وأكثر قليلا
ينبت في السواحل البحرية ، وليس له ورق على أغصانه شيء كأنه حب العنب صغار أحمر في
قدر حبة الحنطة حاد الأطراف كثير
العدد قابض وثمر هذا النبات إذا شرب منه نحو من عشر حبات بشراب نفع من الإسهال
المزمن وسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم سيلانا مزمنا ، ومن الناس من يدق هذا الحب
ويعمل منه أقراصا ويخزنه ويستعمله في وقت الحاجة.
طراشنة
: الغافقي : هذا النبات نوعان أحدهما يشبه
ورقه ورق السلجم البري إلا أنه أرق وهي مشققة جعدة وهي في خضرة ورق الكرنب وعليها
شيء كالغبار أبيض ولها ساق يعلو دون القامة في أعلاه شعب صغار في أطرافها زهر أصفر
كزهر الطباق أو زهر الهندباء ، ولها أصل أبيض كثير الشعب إذا شرب عصير هذا النبات
أبرأ من النفخ ويدر الاستسقاء وضعف الكبد والطحال وعصارته يكتحل بها لبياض العين وهي
في ذلك قوية الفعل والصنف الآخر شبيه بهذا إلا أن خضرته تميل إلى الصفرة وهو أقصر
ساقا من الأوّل وأرق وأكثر أغصانا وشعبا من الأول ونباتهما في الآجام والمواضع
الرطبة وهو من نبات الصيف وهذا الصنف يقلع بياض العين أيضا وقد سمي هذا النبات
أيضا بالجعفرية وعشبة العجول لأنها تبرئ بياض أعينها.
طرخون
: بقلة معروفة عند أهل الشام وهي قليلة
الوجود بمصر وزعم مسيح وحده أنه بقلة العاقرقرحا وليس كما زعم ومن الناس أيضا من
زعم أن الطرخون لا بزر له وليس الأمر كذلك أيضا. أبو حنيفة : ورقه طوال دقاق. علي
بن محمد : هو نبات طويل الورق دقيق السوق يعلو على الأرض نحوا من شبر إلى ذراع ويشبه
النباتات الرخصة في أول طلوعه قبل أن يصلب عوده ويغلظ ساقه وهو من بقول المائدة
يقدم عليها منه أطرافه الرخصة مع النعنع وغيره من البقول فينهض الشهوة ويطيب
النكهة وإذا شرب الماء عليه طيبه وطاب به.
الفلاحة : الطرخون صنفان بابلي طويل
الورق ورقه مدور وهو من بقول الصيف وطعمه مرّ حريف لذاع. مجهول : الطرخون له ورق
أحمر كورق الجماجم وهو على ساق لونه أحمر يعلو نحو الشبر وأكثر وفي طعمه حرافة
يسيرة وله زهر دقيق بين أضعاف الورق. ابن ماسويه : حار يابس في وسط الدرجة الثالثة
بطيء في المعدة عسر الإنهضام.
مسيح : يجفف الرطوبات وينشف البلة
بإبطائه. الطبري : جيد الكيموس وفيه ثقل. الرازي : غليظ نافخ وقال في دفع مضار
الأغذية : إنه جيد للقلاع في الفم إذا مضغ وأمسك في الفم زمانا طويلا وينبغي أن لا
يكثر منه المبرودون وهو يطفئ حدة الدم ويقطع شهوة الباه.
إسحاق بن عمران : فيه دهنية كثيرة بها
صار لدنا عسر الإنهضام بطيء الإنحدار ولذلك صار واجبا أن يختار منه ما كان طريا
غضا لينا قريبا من ابتداء النبات لأن ذلك أقل لدهنيته ولدونته ويؤكل مع الكرفس
لأنه يمنع ضرره ويجيد انحداره وانهضامه. التميمي : الطرخون مخدر للهوات واللسان
بما في طبعه من الحرافة الكافورية اللطيفة ، وفي طعمه شيء من طعم العاقرقرحا وقد
ينفع مضغه من يكره شرب الأدوية المطبوخة فلا يلبث في معدته فإذا مضغ الطرخون خدر
لهوانه ولسانه وأضعف
__________________
ما فيهما من حدة
الحس بما فيه من قوّة التخدير فهان عليهم وسهل شرب الدواء ولم يحدث بهم بعد شربه
غثيان وقد يدخل ماؤه مع ماء الرازيانج الأخضر في شراب الهندي المسمى شراب الكدر
النافع من فساد الهواء المانع لكون الجدري والحصبة ، وهو من أنفس أشربة ملوك الهند
وملوك خراسان وخاصة ماء الطرخون إن يفعل ذلك الفعل وأن يمنع حدوث علل الوباء.
طراثيث
: أبو حنيفة : الطرثوث ينضض الأرض تنضيضا
فأعلاه هي بكعته وهي منه قيس أصبع وعليه نقط حمر وهي مرة وربما طال الطرثوث وربما
قصر وهو نفسه كأير الحمار وبكعته أشبه شيء ببرعمة النبات الذي يسمى بستان أبروز وينبت
تحت أصول الحمص وهو ضربان فمنه حلو يؤكل وهو الأحمر ومنه مر وهو الأبيض يتخذ
للأدوية وبكعته يصبغ بها.
الخليل بن أحمد : الطرثوث نبات كالفطر
مستطيل دقيق يضرب إلى الحمرة منه مر ومنه حلو يجعل في الأدوية وهو دباغ للمعدة.
البصري : الطراثيث تجلب من البادية وفي مذاقه عفوصة وهو بارد قباض عاقل للطبيعة وإذا
شرب بمخيض البقر وبلبن الماعز حليبا ومطبوخا أصلح استرخاء المعدة. بديغورس : خاصة
الطراثيث حبس الدم وعقل البطن وبدله نصف وزنه قشر البيض محرقا وثلثا وزنه قرظ وسدس
وزنه قرط وسدس وزنه عفص وعشر وزنه صمغ. لي : هذا الطراثيث هو المعروف رب رياح.
الرازي : هو بارد يابس في الثالثة يقطع نزف الدم من المنخرين والأرحام والمقعدة وسائر
الجسد.
طريفلن
: معناه باليونانية ذو الثلاثة أوراق وهذا
الإسم إسم مشترك يقال على الحندقوقي وقد ذكرتها في حرف الحاء المهملة وعلى أحد
نوعي النبات الذي يسمى خصاء الثعلب وقد ذكرته فيما قبل ويقال أيضا على هذا الدواء
الذي زيد ذكره ههنا وهو الأخص به ويسمى بالعربية حومانة. ديسقوريدوس في الثالثة : طريفلن
ومن الناس من يسميه متواسس ١ ومنهم من يسميه أسفلطس وهو تمنش طوله ذراع أو أكثر
وله قضبان دقاق سود شبيه بالأذخر فيها شعب في كل شعبة ثلاث ورقات شبيه بورق الشجرة
التي تدعى لوطوس في ابتداء نبات الورق تشبه رائحته رائحة القفر ، وله زهر فرفيري
اللون ونوره إلى العرض ما هو عليه شيء من زغب وفي أحد طرفيه شيء كأنه خلط وله أصل
دقيق مستطيل صلب.
جالينوس في ٨ : هذا النبات يسميه اليونانيون
بأسماء كثيرة منها ثلاثة اشتقت واستخرجت من الأعراض اللازمة له ومنها إثنان آخران
لا أدري من أين استخرجا ومن أين سميا ، فأما قوّته فحارة يابسة على مثال قوّة قفر
اليهود لأن رائحته شبيهة برائحة ذلك القفر وهما في القوّتين جميعا من الدرجة
الثالثة ولذلك صار إذا شرب شفى وجع الأضلاع الحادث عن السدد ويدر البول ويحدد
الطمث. ديسقوريدوس : وبزره وورقه إذا شربا بالماء نفعا من الشوصة وعسر البول والصرع
وابتداء الإستسقاء ووجع الأرحام وقد يدر الطمث وينبغي أن يسقى من البزر ثلاثة
درخميات ومن الورق أربعة وورقه إذا شرب بالسكنجبين نفع من نهش الهوام وزعم قوم أن
طبيخ هذا النبات ، إذا أخذنا بأصله وورقه وصب على موضع نهش الهوام سكن الوجع إلا
أنه إن كانت ممن يصب عليه قرحة فأصابها عرض له فيها شبيه بما كان به من نهش الهوام
ومن الناس من يسقى من ورقه في الحمى المثلثة ثلاث ورقات ومن بزره ثلاث حبات بشراب
وفي الحمى الربع أربع ورقات أربع حبات لتذهب الحمى وقد يقع أصل هذا النبات في
أخلاط الأدوية
__________________
المعجونة.
طرنة
: الشريف : يسمى بساط الغولب بالعربية وهو
نبات من العشب مشهور ببلاد الأندلس ، عند عامتها وهو نبات يحمي في الأرض الخرشاء تمتد قضبانه على الأرض وورقه دقيق جدّا
لاصق به وله مع أصل الورق بزر أبيض دقيق جدّا وله ثمر كأنه نفاخات الماء كثيرة متصلة
بعضها ببعض وقوّة هذا الدواء حار يابس وخاصته إذا جفف وسحق وشرب بماء الطرفاء ينفع
من البواسير وكذا إذا سحق وعجن بعسل منزوع الرغوة ولعق منه كل يوم على الريق مقدار
ثلاثة دراهم نفع من البواسير مجرب.
طرستوج
: الغافقي : يقال سرستوج وهو حوت بحري يسمى باليونانية طريقلا وبعجيمة
الأندلس المل. ديسقوريدوس في الثانية : هو صنف من السمك البحري إذا أدمن أكله أورث
العين غشاوة وإذا شق ووضع على نهشة تنين البحر وعقربه وعنكبوته أبرأ منه.
طرغلوذيس
: الرازي في كتاب الكافي : أنه عصفور صغير
أصغر من جميع العصافير أكثر ما يظهر في الشتاء لونه متوسط بين لون الرماد والصفرة
وفي جناحيه ريش ذهبي ومنقاره دقيق وفي ذنبه نقط بيض له حركات متواترة وهو دائم
الصفير قليل الطيران له خاصية عجيبة في تفتيت الحصاة المتكوّنة في المثانة ومنع ما
لم يتكوّن. الرازي ، في الحاوي : إنه يسمى بالإفرنجية صفراغون. ديسقوريدوس في
الثانية : هو نوع من الطير يسمى بالإفرنجية صفراغون إذا شرب من جوفه قليل فتت
الحصاة.
طريحومانس
: هو شعر الغول وقد ذكرته في حرف الشين.
طراغوثوغن
: هذا النبات ذكره الرازي وسماه قوسي.
ديسقوريدوس في الثانية : ومن الناس من يسميه قومسي وهو قصب قصير له ورق شبيه بورق
النبات الذي يحمل الزعفران وأصل طويل وللقضيب رأس كبير في طرفه ثمر أسود وهذا
النبات يؤكل أيضا. الغافقي : قال الرازي قومسي حشيشة تنبت بين الحنطة وغيرها ويسمى
المثلث ، وقال صاحب الفلاحة هو قضيب ينبت قصير وربما طلع عليه ورق طوال دقاق كأنها
من الحشيش شديدة الخضرة وربما كان بغير ورق وله عرق طويل غليظ أغبر عليه قشر غليظ
ويحمل في رأسه شبيها بجوز القطن فيه بزر وهو مأكول مستلذ طيب وأصله حلو صالح
الحلاوة يؤكل الأصل مع القضيب وهو نافع من كثرة دموع العين مطيب للنكهة.
طريقوليون
: زعم بعضهم أنه التربد وليس هو.
ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات ينبت في السواحل في الأماكن منها التي إذا فاض
البحر غطاها وليس هو في جوف الماء ولا بناء عنه حتى إذا فاض لم يصل إليه وله ورق
شبيه بورق النبات الذي يقال له أساطس وهو النيل إلا أنه أغلظ منه وله ساق طوله نحو
من شبر مشقق الأعلى
وقد يقال أن زهر هذا النبات يتغير لونه ثلاث مرات بالنهار فبالغداة يكون أبيض ونصف
النهار يكون مائلا إلى لون الفرفير وبالعشي يكون أحمر قانتا وله أصل أبيض طيب
الرائحة إذا ذيق أسخن اللسان وإذا شرب منه مقدار درخمين بشراب أسهل من البطن الماء
وأدر البول وقد يتخذ ليستعمل في دفع ضرر السموم مثل سائر البادزهرات وأما الفاضل
جالينوس فلم يذكره في مفرداته البتة.
طريفون
: وهو الشفنين باليونانية وهو التمام وقد
ذكرت الشفنين البري والبحري في الشين المعجمة.
طرخشقوق
: وطرشقوق وهو الهندبا البري وسنذكره في
الهاء.
طريخ
: محمد بن عبدون : هو صنف من السمك على
قدر شبر يصاد ويجلب إلى بغداد من بلد أرجيش بناحية
__________________
أذربيجان. المنهاج :
أجوده غير العتيق وهو حار يابس يطلق الطبع واليسير منه يلطف السوداء في حميات
الربع وهو يضر بالطحال ، ويصلحه الدهن الكثير.
طرنشول
: إسم ببلاد الأندلس للدواء المسمى
بالسريانية صامريوما وقد ذكر في الصاد المهملة والطرنشول إسم لطيني أوله طاء مهملة
مضمومة ثم راء مهملة مضمومة ساكنة بعدها نون مضمومة ثم شين معجمة مضمومة أيضا ثم
واو ساكنة بعدها لام.
طلق
: محمد بن عبدون : حجر براق يتحلل إذا دق
إلى طاقات صغار دقاق ويعمل منه مضاوئ للحمامات فيقوم مقام الزجاج ويسمى الفتخ والحسميا
بالسريانية ، وكوكب الأرض وعرق العروس. وقال الرازي في كتاب المدخل التعليمي الطلق
: أنواع بحريّ ويمان وجبلي وهو يتصفح إذا دق صفائح بيض دقاق لها بصيص وبريق قال في
كتاب علل المعادن : الطلق جنسان جنس يكون متصفحا يتكوّن من حجارة الجص ويكون في
جزيرة قبرص. ديسقوريدوس : الطلق هو حجر يكون بقبرص شبيه بالشب اليماني يتشظى وتتفسخ
شظاياه فسخا ويلقى ذلك الفسخ في النار ويلتهب ويخرج وهو متقد إلا أنه لا يحترق.
الغافقي : هذا الجنس هو الجبسين وهو الطلق الأندلسي وقال علي بن محمد : الطلق
ثلاثة أصناف يمان وهندي وأندلسي فاليمان أرفعها والأندلسي أوضعها والهندي متوسط
بينهما فأما اليمان فهو صفائح دقاق أدق ما يكون مثل صفائح الفضة غير أن لونها لون
الصدق والهندي مثل اليمان في شكله إلا أنه دونه في فعله والأندلسي يتصفح أيضا غير
أنه غليظ متجبس ويعرف بعرق العروس ، وقال أرسطوطاليس وخاصيته أنه لو دقه الداق
بالحديد والمطارق والهاون وكل شيء تدق به الأجسام لم تعمل فيه شيئا وإن أمرّ عليه
حجر الماس كسره من موضعه ثم تصيبه صحيحا على ما وصفنا وليس يحتال له في حيلة لسحقه
إلا بأن يجعل معه أحجار صغار ويجمع في مسح شعر أو ثوب خشن جدّا ويحرك مع تلك
الأحجار دائما حتى يتحتت جسمه وتأكله شيئا فشيئا. قال علي بن محمد : حله يهون بأن
يجعل في خرقة مع حصيات ويدخل في الماء الفاتر ثم يحرك برفق حتى ينحل ويخرج من
الخرقة في الماء ثم يصفى عنه الماء ويترك في الشمس حتى يجف فيبقى في أسفل الإناء
كالدقيق المطحون. قال الرازي : ويطلى بالطلق المواضع التي تدنى من النار كي لا
تعمل النار فيها. ابن سينا : قال بعضهم في سقيه خطر لما فيه من تشبثه بشظايا
المعدة وخملها وبالحلق والمريء وهو بارد في الأولى يابس في الثانية قابض حابس للدم
وينفع من أورام الثديين والمذاكير وخلف الأذنين وسائر اللحم الرخو ابتداء ويحبس
نفث الدم من الصدر بماء لسان الحمل ويحبس الدم من الرحم والمقعدة سقيا للمغسول منه
بماء لسان الحمل وطلاء وينفع من دوسنطاريا. الغافقي : جيد للقروح التي تهيج بأطراف
المجذومين ينقيها ويجبرها.
طلع
: ابن سمحون : قال الخليل بن أحمد : الطلع
يخرج من النخل كأنه نعلان مطبقان والحمل بينهما منضود والطرف محدد. أبو حنيفة : طلع
النخل هو ما يبدو من ثمرته في أول ظهورها وقشره يسمى الكفرى وما هو داخل جوفه
الوليع والأغريض وبه شبه الثغر الأبيض. وقال مرة أخرى : تلقيح النخل هو أن يجعل في
الجوف في طلعة الأنثى منكوسا رأس الجوف إلى أصل الطلعة لينتثر دقيقه في جوفها ويتوخى
أن يجعل في وسط الطلعة ولشماريخ الفحال دقيق راكبه إذا نفض انتفض ، وقال العتبي : النخلة
تكون تحت الفحل وتجد ريحه
فتلقح بتلك الرائحة
وتكتفي بذلك. وقال الياقوتي : دقيق طلع النخل الذكر وهو مثل دقيق الحنطة يلقح به
النخل وهذا الدقيق ينفع من الباه ويزيد في المباضعة.
ديسقوريدوس في ١ : وقوّة الثمر الذي
في جوف الكفرى مثل قوّة الكفرى في جميع الأشياء ما خلا المنفعة في الأدهان. جالينوس
في ٨ : فأما الذي يخرجه النخل عند ما يعقد وهو الطلع فقوّته تلك القوّة بعينها
التي قلنا موجودة في الجمار. الرازي في كتاب أغذيته : الكفرى مركب من جوهر أرضي
بارد ومن جوهر مائي مائل عن الاعتدال إلى البرد شيئا يسيرا وما كان منه حلوا نعما
فالجوهر المائي الذي وصفنا فيه أغلب ولذلك هو أسرع انهضاما وأصلح جدّا بعد الإنهضام
لما يتولد من الغذاء وما كان منه قابضا صلبا فالجوهر الأرضي البارد أغلب عليه ولذلك
هو أعسر إنهضاما وما يتولد منه غليظ. ابن ماسويه : أما الطلع فاليبس عليه أغلب منه
على الجمار ويبسه في وسط الدرجة الثانية وبرده كبرد الجمار وهو بطيء في المعدة
عاقل للطبيعة يورث من أكثر منه وجعا في المعدة وهذا الفعل له خاصية في توليد النفخ
والقولنج ولذلك ينبغي أن يؤكل مسلوقا ويؤكل بالخردل والمري والفلفل والزيت والكراويا
والسذاب والكرفس والنعنع والصعتر فإن أراد مريد أكله نيئا مع الأطعمة الدسمة
كالدجاج السمين وشحومها والحدا وشرب بعده النبيذ العتيق. الرازي : الطلع يقوي
المعدة ويجففها ويسكن ثائرة الدم. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الطلع والجمار
ينفعان المحرورين ويسكنان ثائرة الدم ويدفع ما تولده هذه في المعدة من النفخ وبطء
النزول بالزنجبيل المربى بالبندايقون وجميع الجوارشنات الحارة.
طلح
: قال الخليل بن أحمد : هو في القرآن
الموز وسنذكره في الميم. قال أبو حنيفة : هو أيضا أعظم العضاه وأكبر ورقا وأشد
خضرة وليس له شوك ضخم طويل وشوكه من أقل الشوك أذى وله زهرة بيضاء طيبة الرائحة وغلفه
كقرون الباقلا كبار تأكله الغنم والإبل وصمغه أحمر عظيم كثير وله خشب صلب ولا ينبت
إلا بأرض غليظة شديدة خصبة ولا ينبت بالجبال ولا بالرمال ، وقال وهي التي تسميه
العامة أم غيلان.
طليسا
: هو صنف من الصدف صغار يسميه أهل الشأم
طلينس وأهل مصر دلينس يتأدم به مملوحا بالخبز وقد ذكرته مع الصدف في الصاد.
طمطم
: هو السماق من الحاوي.
طمر
: هو
الخروع من الحاوي وقد ذكرناه في الخاء المعجمة.
طهف
: الغافقي : قيل هو الذرة وقيل هو طعام
يتخذ من الذرة. وقال أبو حنيفة : الطهف عشب صغار من المرعى له شوك وورق مثل ورق
الدخن وله حبة رقيقة جدّا طويلة ضاوية حمراء إذا اجتمعت في مكان واحد ظهرت حمرتها
وإذا تفرقت خفيت تؤكل في الجهد. قال الفراء : هو شيء يختبر من الذرة.
طوفريوس
: هو
نوع من الكمادريوس النعنعي يسميه أهل شرق الأندلس الشويعة وهو باللطينية يربه اسلي
ومعناه عشبة الطحال بها يمحق الطحال شربا وقد جمعت هذا النبات ببلاد إيطاليا بتخوم
أرض قلعة فلحصار شلي. ديسقوريدوس في ٣ : هو عشبة قضبانها كأنها عصا في شكلها تشبه
النبات الذي يقال له خامادريوس وهي دقيقة الورق وورقها شبيه بورق الحمص وقد ينبت
كثيرا بالبلاد التي يقال لها قليقيا فيما يلي منها المكان الذي يقال لها حيطاس والمكان
الذي يقال له فيبس. جالينوس في ٨ : قوّة هذا الدواء قوّة قطاعة لطيفة ولذلك صار
يشفي حساؤه الطحال وإذا كان ذلك كذلك فليضعه
__________________
الإنسان في الدرجة
الثالثة من درجات الأشياء المجففة وفي الدرجة الثانية من درجات الأشياء المسخنة.
ديسقوريدوس : وله قوة إذا شرب طريا مع خل ممزوج بماء وإذا كان يابسا وطبخ وشرب
طبيخه أن يحلل ورم الطحال تحليلا شديدا وقد تضمد به المطحولون مع تين وخل ويتضمد
به المنهوشون من الهوام بخل فقط.
طواره
: هي حشيشة تنبت مع الأنتلة قتالة وزعموا
أنها صنف من البيش وأن الأنتلة هي الجذوار وقد ذكرت الأنتلة في الألف والجذوار في
الجيم.
طوط
: هو القطن المعروف وأيضا قطن البردي عند
عامة الأندلس يسمى هكذا.
طوبه
: هو إسم عجمي لنوع من الشوك. البكري : شطاح
يفشو في منابته ويكبر ورقه في طول الذراع شاك الحروف مقطعها أغبر أزغب يقوم في
وسطه أنبوبة جوفاء في أعلاها خرشفة غير أن في رأسها هدبا نواره أحمر وهي مرة
المذاقة وهي الأشتر عند العرب ويتخذ من أنابيبها منافخ النار.
طوله
: يقال بضم الطاء المهملة وإسكان الواو وضم
اللام وتسكين الهاء وقيل أنه هو الغيطل وهو الذي يسمى باليونانية سفندرليون كذا
قال بعض المفسرين وقد ذكرته في السين المهملة.
طلاء
: ابن سمحون : قال الخليل بن أحمد : الطلاء
ضرب من القطران شبيه به خاثر المنصف وقال أحمد بن داود : وبعض العرب يسمي رب العنب
الطلاء تشبيها بطلاء الإبل ، وقال البصري : هو المنخنخ المعروف بالمثلث ، وقال
جالينوس في كتاب حيلة البرء : والمطبوخ هو الشراب الحلو الذي يسميه أكثر الناس
طلاء وعقيد العنب وقال في كتاب الميامن : والشراب الذي يسميه اليونانيون عندنا
مطبوخا هو الذي يسميه بعض اليونانيين عقيدا.
طيلاقيون
: ديسقوريدوس في آخر الرابعة : ومن الناس
من يسميه أيدرختي أعريا ومنهم من يسميه أيرون وورق هذا النبات وساقه يشبه ورق
البقلة الحمقاء وساقها وينبت عند كل ورقة قضيبان ويتشعب منهما ٧ شعب صغار مملوءة
من ورق ثخان يظهر منها إذا فركت رطوبة لزجة وله زهر أبيض وينبت بين الكروم والحروث.
جالينوس في ٨ : قوة هذا النبات تجفف وتجلو ولكنها ليست تسخن إسخانا بينا بل الأولى
أن يضعه الإنسان من الإسخان في الدرجة الأولى ، وأما تجفيفه ففي الثانية ممتدة أو
في مبدأ الثالثة ولذلك صار موافقا للجراحات المتعفنة ويشفي البرص والبهق إذا عولج
بالخل. ديسقوريدوس : وورقه إذا تضمد به وترك ضماده ٦ ساعات
على البرص كان علاجا له موافقا وينبغي أن يستعمل دقيق الشعير بعد أن يضمد به وإذا دق
وخلط بالخل وتلطخ به في الشمس قلع البهق وينبغي أن يترك إلى أن يجف ثم يمسح عن
البدن.
طيهوج
: طائر يعرفه عامتنا بالأندلس بالضريس وضاده
مضمومة معجمة وراؤه مهملة مفتوحة مشددة والياء ساكنة منقوطة باثنتين من تحتها والسين
مهملة. علي بن محمد : هو طائر شبيه بالحجل الصغير غير أن عنقه أحمر ومنقاره ورجله
أحمران مثل الحجل وما تحت جناحه أسود وأبيض. الخوز : هو خفيف مثل الدراج ينفع من
إسهال البطن إذا جعل مصوصا بخل. المنهاج : أجوده السمين الرطب الخريفي وهو معتدل
الحر يعقل البطن وينفع الناقهين ولا يصلح لمن يعالج الأثقال ولا ينبغي أن يدمن
عليه الأصحاء خصوصا أصحاب الرياضة وينبغي أن يطبخ لهؤلاء هريسة ليغلظ غذاوه.
طبقي
: هو في الحاوي الدادي. ديسقوريدوس في
الثالثة : هو نبات له ورق شبيه بورق السعد وله ساق أملس وعلى طرف الساق زهر أبي
متكاثف شبيه بالشعر في شكله يسميه بعض الناس أشلى
إذا خلط بشحم خنزير
مغسول عتيق أبرأ حرق النار وينبت في آجام ومياه قائمة.
طيب
العرب : هو الإذخر.
طيطان
: هو كراث البرّ ومنابته الرمل عن أبي
حنيفة وسنذكر الكراث بجميع أنواعه في الكاف.
طين
مختوم : جالينوس في ٩ : الطين المجلوب من لميون هو الذي يسميه قوم مفرة لمنية ويسميه
آخرون خواتيم لمنية بسبب الطابع الذي تطبعه في ذلك الموضع المرأة الموكلة بالهيكل
الذي هناك المنسوب إلى أرطامس فإن تلك المرأة القيمة بهيكل أرطامس تأخذ هذه الأرض
بضرب من الإجلال والإكرام على ما قد جرت به عادة أهل تلك البلاد وليست تذبح لها
ذبائح لكن تقرب لها قرابين توصلها إلى ذلك الموضع بسبب ما تأخذه منه من تلك الأرض
ثم تأتي بما تأخذه من ذلك التراب إلى المدينة فتبله بالماء وتعمله طينا رقيقا ولا
تزال تضربه ضربا شديدا ثم تدعه بعد ذلك حتى يسكن ويرسب فإذا رسب صبت أوّلا ما يكون
فوقه من الماء الذي يقوم عليه وأخذت ما هو منه سمين لزج وتركت ما هو حجري رملي مما
قد رسب أسفل الطين وحده وهو الذي لا ينتفع به ثم إنها تجفف ذلك الطين الدسم حتى
يصير في حد الشمع اللين ثم تأخذ منه قطعا صغارا فتختمها بالخاتم المنقوش عليه صورة
أرطاميس وتجفف تلك الخواتيم في الظل حتى يذهب عنها الندى وتجفف جفوفا خفيفا فيصير
من هذه الخواتيم دواء يعرفه جميع الأطباء يسمونه الخواتم اللمنية وهي خواتيم البحيرة
والطين المختوم ، وإنما سمي هذا الطين بهذا الإسم لمكان الطابع الذي يطبع به وقوم
يسمونه لمكان لونه مغرة لمنية فلون هذا الطين شبيه بلون المغرة وإنما الفرق بينه وبين
المغرة إنه لا يلطخ من يد من يقلبه ويمسه كما تفعل المغرة وذاك أن ذلك التل الذي
في لميون أحمر اللون كله وليس فيه شجرة ولا نبات ولا حجارة بل إنما فيه هذه التربة
وحدها وفي هذه التربة الموجودة هناك ثلاثة أصناف أحدها هذا الصنف الذي ذكرنا وقلنا
إنه للمتولي لأمر هيكل أرطاميس لا يقربه أحد سوى تلك المرأة ، والصنف الثاني مغرة
وهي التي يستعملها النجارون خاصة في ضرب الخيوط على الخشب ، والصنف الثالث تراب
أرض ذلك التل هو تراب يجلو ويستعمله كثير ممن يغسل الكتان والثياب فلما قرأت كتاب
ديسقوريدوس وكتب غيره إنه يخلط في ذلك الطين المنسوب إلى لميون دم التيوس وإن تلك
المرأة التي هي موكلة بالهيكل هناك تأخذ من ذلك التراب المعجون بهذا الدم فتجمعه وتختمه
وتجعله هذه الخواتيم المعروفة بالطين المختوم تاقت نفسي إلى مباشرة هذا الخلط وتعرف
مقدار ما يخلط مع التراب من الدم والوقوف عليه بنفسي. ولما داعتني نفسي إلى المضي
إلى جزيرة قبرص بسبب المحتفرات التي هناك وإلى الغور بفلسطين بسبب قفر اليهود وغيره
مما هناك من الأشياء الكثيرة التي تسحق المباشرة لها والنظر إليها كذلك لم أكسل عن
المسير إلى لميون وذلك إني لما خرجت من إنطاكيا وسرت إلى ماقدونيا وجزت هذا البلد
كله وصلت إلى المدينة المعروفة بفللنيس وهي مجاورة براقي ثم انحدرت من ههنا أيضا إلى
البحر القريب من هذا البلد وبعد هذا البحر عن هذا الموضع نحو ١٢٥ ميلا
، ثم انحدرت من هناك وجلست في مركب وسرت أوّلا إلى باسوس فسرت نحوا من ٢٥٥ ميلا
، ثم سرت من هذا الموضع أيضا إلى الجزيرة التي يقال لها لميون نحوا من ٧٥٥ ميلا
أخرى ، وسرت من هذه الجزيرة إلى الإسكندرية التي في طرفا ١٧٥٥ ميلا أخرى ولم أذكر
هذا المسير وهذه الأميال ههنا جزافا بل إنما وصفت ذلك
__________________
كيما أن أراد أحد أن
ينظر إلى المدينة المسماة أنفسطياس كما قد نظرت أنا علم من قولي هذا أين موضع تلك
المدينة وأستعد للسفر إليها استعدادا جيدا يبلغه إليها فجميع هذه الجزيرة المسماة
لميون فيها من شرقيها المدينة المسماة أنفسطياس ومن غربيها المدينة المسماة مودنية
، وفي الوقت الذي سرت أنا إلى هذه الجزيرة جاءت تلك المرأة القيمة بأمر هيكل
أرطاميس إلى هذا التل فألقت هناك عددا معلوما من الحنطة والشعير وفعلت أشياء أخر
على عادة أهل ذلك البلد في دينهم ، ثم حملت من تلك التربة وقر عجلة كما هي وسارت
بها إلى المدينة كما وصفت قبل وعجنت ذلك الطين وعملت منه طينا مختوما وهذا هو
الطين المختوم المعروف في كل موضع ، فلما نظرت إلى ذلك رأيت أن أسأل هل كان فيما
مضى من الدهور يخلط في هذا الطين دم التيوس والمعز فبلغهم ذلك عن قوم رووه عن
غيرهم بالتقليد منهم فضحك مني جميع من سمع مسألتي هذه وكانوا قوما ليسوا بالسواذج من
الرجال بل قوم قد تأدبوا بجمل الحديث عن أحبار بلدهم المتقادمة. وفي رواية قصصهم وبأشياء
أخر كثيرة وأخذت أيضا من واحد من علمائهم كتابا وضعه رجل كان في بلدهم على قديم
الدهر يذكر فيه وجوه استعمال هذا الطين المأخوذ من لميون ومنافعه كلها فدعاني ذلك
إلى الجدّ في تجربة هذا الدواء وترك التكاسل عنه فأخذت منه نحو عشرين ألف خاتم وكان
ذلك الرجل الذي دفع إليّ الكتاب يعد رئيسا بتلك المدينة أنفسطياس وكان يستعمل هذا
الدواء في وجوه شتى وذاك أنه كان يداوي به الجراحات الطرية بدمها والقروح العتيقة
العسرة الإندمال وكان يستعمله أيضا في مداواة نهش الأفاعي وغيرها من الهوام ، وكان
يتقدم فيسقي منه من يخاف عليه أن يسقى شيئا من الأدوية القتالة ويسقى منه من قد
شرب منها شيئا أيضا بعد شربه السم فكان يزعم أن هذا الدواء المتخذ بحب العرعر وهو
الذي يقع فيه من هذا الطين المختوم مقدار ليس باليسير ، وكان هذا الرجل قد امتحنه
فوجده يهيج القيء إذا شربه الإنسان والسم الذي تناوله في معدته بعد ، ثم جربت أنا
أيضا ذلك فيمن شرب أرنبا بحريا ومن شرب الذراريح بالحدس مني عليهم أنهم قد شربوا
هذين السمين فتقيؤوا من ساعتهم السم كله بعد شربهم الطين المختوم ولم يعرض لهم شيء
من الأعراض اللاحقة بمن تناول أرنبا بحريا أو ذراريح ولما تقيؤوا تبين في القيء ما
كان سقوه من الأدوية القتالة وليس عندي أنا علم من هذا الدواء المتخذ بحب العرعر
في الطين المختوم وهل معه هذه القوة بعينها في الأدوية الأخر القتالة ، فأما ذلك
الرجل الذي دفع إليّ الكتاب فكان يضمن عن هذا الطين المختوم ذلك ويزعم أيضا أنه
يسقي به من قد عضه كلب كلب بأن يسقى منه بشراب ممزوج وكان يزعم أنه يطلى على
القرحة الحادثة عن العضة من هذا الطين بخل ثقيف ، وكذا زعم أن هذا الطين إذا ديف
بخل شفى نهش جميع الهوام بعد أن يوضع من فوقه إذا طلي بعض ورق العقاقير التي قد
علمنا من أمرها أنها في قوتها مضادّة العفونة وخاصة ورق الدواء المسمى سقرديون وبعده
ورق القنطوريون الدقيق وبعده ورق القراسيون ، وأما الجراحات الخبيثة المتعفنة فإنا
لما استعملنا هذا الطين المختوم في أدويتها نفعها منفعة عظيمة واستعماله يكون في
هذا الموضع بحسب عظم رداءة الجراحة وخبثها وذلك لأن الجراحة المنتنة جدّا المترهلة
الوسخة يحتمل أن يطلى عليها الطين المختوم مذابا بخل ثقيف ثخنه مثل ثخن الطين
المبلول على
مثال ما تذاب
الأقرصة التي يستعمل كل واحد من الأطباء في هذا الموضع قرصه منها غير التي يستعمل
الآخر وهي أقرصة بولوايداس وأقرصة فاسبون وأقرصة أيدرون وغيرها فإن جميع هذه
الأقرصة لما كانت تجفف تجفيفا شديدا صارت تنفع الجراحات الخبيثة بعد أن تداف مرة
بشراب حلو ومرة بعقيد العنب ومرة بشراب معسل ومرة بشراب أبيض أو بشراب أحمر على
حسب ما تدعو إليه الحاجة ، وعلى هذا المثال قد تداف أيضا هذه الأقرصة في بعض
الأوقات بالخل وبالشراب وبالماء وبالسكنجبين والخل الممزوج بماء العسل وهذا الطين
المجلوب أيضا من لميون المعروف بالخواتيم وبالطين المختوم الحال فيه كهذه الأقرصة
لأنه قد يداف بكل واحد من هذه الأنواع فيكون منه دواء نافع في لزاق الجراحات
الطرية وفي شفاء الجراحات المتقادمة والخبيثة أو العسرة الإندمال. ديسقوريدوس في
الخامسة : هذه التربة تستخرج من معادن
ذاهبة في الأرض شبيهة بالسرب ويخلط بدم عنز والناس الذين هناك يطبعونها بخاتم فيه
مثال عنز يسمونها شقراحنس ومعناه علامة الخاتم أن يؤثر الخاتم في الشيء المختوم ،
والطين المختوم إذا شرب فقوته بها يضاد الأدوية القتالة مضادة قوية ، وإذا تقدم في
شربه وشرب بعده الدواء القتال أخرجه بالقيء ويوافق لذع ذوات السموم القتالة من
الحيوان ونهشها وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المركبة. ماسرحويه : إذا سحق وخلط
بالخل ودهن الورد والماء البارد وطلي على الورم الحار نفعه وأبرأه ويقطع الدم من
حيث خرج. ابن سينا في الأدوية القلبية : الطين المختوم معتدل المزاج في الحر والبرد
مشاكل جدّا للإنسان إلا أن يبسه أكثر من رطوبته وفيه رطوبة شديدة الإمتزاج
باليبوسة فلذلك فيه لزوجة وتغرية ولأن اليبوسة فيه أكثر ففيه مع ذلك تشف وله خاصة
عجيبة في تقوية القلب وتقريحه ويخرج إلى حدّ التقريح والترياقية المطلقة حتى يقاوم
السموم كلها ، وإذا شرب على السم أو قبله حمل الطبيعة على قذفه ويشبه أن تكون
خاصيته تنوير القلب وتقريحه وتعديله ويعينهما ما فيه من اللزوجة والقبض ويزيد
الروح مع ذلك متانة فتجتمع إلى التقريح التقوية. مسيح : وينفع شرب سحيقه وشرب
نقيعه من الوباء في زمن الوباء. الخوز : أجوده الذي ريحه ريح الشب وإذا ذر على فم
الجرح السائل منه الدم قطعه. بولس : إذا حقن به الدوسنطاريا المتآكل بعد أن يغسل
المعي قبل ذلك بماء العسل ثم بماء مالح أبرأه.
طين
الأرض : هو الأبليز. جالينوس : وطين الأرض
السمينة الدسمة فإني رأيت أهل الإسكندرية وأهل مصر يستعملونها فبعضهم يستعلمها
بإرادته وهواه وبعضهم بمنام يراه ولقد رأيت بالإسكندرية مطحولين ومستسقين كثيرا
يستعملون طين أرض مصر وخلق كثير يطلون من هذا الطين على سوقهم وأفخاذهم وسواعدهم وأعضائهم
وظهورهم ورؤوسهم وأضلاعهم فينتفعون به منفعة بينة عظيمة وعلى هذا النوع قد ينفع
هذا الطلاء للأورام العتيقة والأورام المترهلة الرخوة ، وإني لأعرف قوما قد ترهلت
أبدانهم كلها من كثرة استفراغ الدم من أسفل وانتفعوا بهذا الطلاء نفعا بينا ، وقوم
آخرون شفوا بهذا الطين أيضا أوجاعا مزمنة وكانت متمكنة في بعض الأعضاء تمكنا شديدا
فبرئت وذهبت. ديسقوريدوس في الخامسة : كل أصناف الطين الذي يستعمل في أعمال الطب
لها قوّة تقبض وتنفع في التبريد والتغرية وتختلف بأن لكل واحد منها خاصية في
المنفعة من شيء دون شيء آخر وينفع منه غيره من
__________________
جنسه بلون من
الإستعمال ومن هذا صنف آخر يقال له أراطرياس ومعناه طين الأرض المحروثة وهذا الصنف
منه شيء أبيض شديد البياض له خطوط ومنه شيء لونه لون الرماد وأجود ما كان لونه
شبيها بالماد وكان لينا جدّا وإذا حك على شيء من النحاس خرج لون محكه شبيها بلون
الزنجار وقد يغسل مثل ما يغسل أسفيذاج الرصاص وهو على هذه الصفة يؤخذ منه أي مقدار
كان فيدق ويسحق ويصب عليه ماء ثم يترك حتى يصفو ثم يصب عنه الماء ويؤخذ الطين ويجفف
في الشمس ويؤخذ ويصب عليه الماء في السحق ويفعل به ذلك النهار كله ، فإذا كان
بالعشي ترك حتى يصفو الماء فإذا كان في السحر صفي الماء عنه وسحق الطين في الشمس وعمل
منه أقراص إن أمكن ذلك فإن احتيج إلى أن يشوى فليؤخذ منه قطع أمثال الحمص ويصير في
إناء من فخار مثقب بثقب كبيرة ويسد فمه ويستوثق منه ويصير في جمر ويروح عليه دائما
فإذا صار لون الطين شبيها بلون الرماد الأسود رفع عن النار. جالينوس : فأما الطين
المسمى أراطرياس فهو أقوى من الطين المجلوب من قريطس إلا أنه ليس له من زيادة
القوّة ما يلذع فإذا هو غسل صار لينا مثل تلك الأنواع الأخر التي ذكرناها وقد يمكن
أن لا يقتصر بهذا الطين على الغسل مرة واحدة ولكن يغسل مرتين وكذا القيموليا وقد
يحرق بعض الناس هذا الطين فيجعلونه بذلك ألطف وأحد بكثير حتى يتغير فتصير قوّته
قوّة محللة فإن هو غسل من بعد ما يحرق غسل وسلخ حدته وأخرجها وتركها في الماء وتبقى
له اللطافة التي اكتسبها من الحرق فيصير أشد تجفيفا ومن أجل ذلك لما كان هذا الطين
نافعا لمداواة القروح بالسبب العام الموجود في كل طين صار أنفع ما يكون لها إذا هو
غسل من بعد الإحراق وهو أيضا نافع جدّا للقروح التي لا تجيب إلى نبات اللحم فيها
بسهولة ويعسر اندمالها ، وهذا الطين المسمى أراطرياس نوعان فواحد يضرب لونه إلى
الرماد وآخر أبيض وأجودهما الرمادي. ديسقوريدوس : وقوّة هذا الطين قابضة مبردة
ملينة تليينا يسيرا يملأ القروح لحما ويلزق الجراحات في أوّل ما تعرض وهي بعد
بدمها.
طين
ساموش : ديسقوريدوس : ومنه صنف ثالث يقال لها
صاماعي ومعناه طين ساموش وينبغي أن يختار منه ما كان أبيض مفرط البياض خفيفا وإذا
ألصق باللسان لصق كالدبق وإذا بل بالماء إنماع سريعا وكان لينا هين التفتت مثل
الصنف الذي يقال له قولوريون فإنه صنفان أحدهما هو الذي وصفنا والآخر شيء يقال له
أسطرا أي الكواكب وهو كوكب الأرض وكوكب ساموش وهو ذو صفائح كثيف بمنزلة المسن.
جالينوس : نحن نستعمل النوع المسمى من هذه التربة كوكب ساموش في مداواة نفث الدم
حيث كان وفي مداواة قروح الأمعاء من قبل أن تتعفن بأن يحقن به بعد غسل القرحة بماء
العسل الذي له فضل صروفة أي قليل الماء ثم بماء الملح بعد ذلك ثم يحقن به بماء
لسان الحمل ويسقى منه أيضا بخل ممزوج مزجا كثيرا بالماء وهو نافع للأورام الحارة ولا
سيما إذا كانت بأعضاء لها فضل رطوبة وكانت رخوة بمنزلة الثديين والبيضتين وجميع
اللحم الرخو المعروف بالغدد فإذا عرض ذلك فاستعمل هذا الطين من بعد أن تسحقه وتعجنه
بالماء وتخلط معه من دهن الورد الفائق مقدار ما يمنع الدواء المخلوط أن يجف ، وإذا
خلط هذا الطين بهذه الصفة كان نافعا جدّا للأورام الحارة ولأورام الحالبين عند
ابتدائها والنزلة التي تنصب إلى الرجلين في علل النقرس ،
وبالجملة في مربع
المواضع التي تريد أن تبردها تبريدا معتدلا وتسكنها.
ديسقوريدوس : وقوة هذا الطين وحرقه وغسله
شبيه بقوّة وحرق وغسل الطين الذي يقال له أراطرياس وقد يقطع نفث الدم ويسقى بجلنار
الرمان البري للطمث الدائم ، وإذا خلط بالماء ودهن الورد ولطخ به الثدي والخصي
الوارمة ورما حارا سكن ورمها وقد يقطع العرق ، وإذا شرب بالخمر نفع من نهش الهوام
ومن الأدوية القتالة وقد يوجد في ساميا حجر تستعمله الصاغة في التمليس وأجوده ما
كان أبيض صلبا وقوة هذا الحجر مبردة قابضة ، وإذا شرب ينفع من وجع المعدة وقد يغلظ
الحواس وينفع من البياض والقروح العارضة في العين إذا استعمل باللبن وقد يظن أنه
إذا علق على المرأة التي قد حضرها المخاض أسرع ولادتها وإذا علق على الحامل منعها
أن تسقط الجنين.
طين
جزيرة المصطكى : ومنه صنف يقال له
حيا وطين حيا وهي جزيرة المصطكى وهي حيوس. ديسقوريدوس : وينبغي أن يختار منه ما
كان لونه أبيض مائلا إلى لون الرماد شبيها بصاماعي ، وهذا الطين رقيق ذو صفائح وقطعه
مختلفة الأشكال وقوة هذا الطين شبيهة بقوة الطين الذي يقال له سامياعا وقد يصقل
الوجه وسائر البدن وقد يغسل به في الحمام مكان النطرون والطين الذي يقال له
سالينوما فعله كفعل الطين الذي يقال له حيا وأجوده ما كان منه شديد البياض ثقيلا
سريعا في التفتت وإذا بل بشيء من الرطوبة انماع سريعا. جالينوس : التربة المنسوبة
إلى لينوساليسا والمنسوبة إلى ليوس فيهما قوّة تجلو جلاء يسيرا جدّا ولذلك صار
يستعملها كثير من الناس في النساء لغمر وجوههن وهما من أفضل الأدوية للقروح
العارضة عن حرق النار وهما ينفضان عن طين ساموش من طريق أنهما لا ينفعان من
الأورام الحارة التي تكون في الثديين والأرنبتين والبيضتين وشبهها.
طين
قيموليا : ديسقوريدوس : هو
نوعان أحدهما أبيض والآخر فيه فرفيرية وهو دسم وإذا لمس وجد بارد المجسة وهو أجود
النوعين. جالينوس : وقوّته قوّة مركبة وذلك أن فيه شيئا يبرد وشيئا يحلل بعض
التحليل ولذلك صار متى غسل خرج عنه هذا الجزء المحلل ومتى لم يغسل فإنه يعمل
بالقوتين كلتيهما وإذا طلي به موضع حرق النار من ساعته بعد أن يخلط معه خل نفعه وينبغي
أن لا يكون الخل ثقيفا جدا وإن كان على هذه الصفة فالأجود أن يخلط معه ماء قليل وكذلك
يفعل كل طين خفيف الوزن أعني ينفع من حرق النار إذا طلي من ساعته بالخل والماء ويمنعه
من أن يحدث في المواضع نفاخات. ديسقوريدوس : وإذا ديف كلا النوعين بخل ولطخت به
الأورام العارضة في أصول الأذان وسائر الجراحات حللها وإذا لطخ كل واحد من النوعين
على حرق النار في أوّل ما يعرض نفع منه ومنع الموضع من التنقط وقد يحلل كل واحد منهما
الأورام الجاسية العارضة في الأنثيين والأورام الحارة العارضة في جميع أعضاء البدن
والحمرة وبالجملة ما كان من هذا الطين خالصا فإنه كثير المنافع. ابن حسان : أهل
البصرة يسمون طين قيموليا الطين الحر وأصنافه كثيرة ومنه أرمني ومنه سلجماسي ومنه
أندلسي والأرمني لم نره بعد وهو أجود الكل وبعده السجلماسي وهو أفضل في العلاج من
الأندلسي وهو أبيض شديد البياض صلب الجرم مكتنز الأجزاء لا ينكسر بسرعة ولا ينحل
في الماء إلا بعد برهة غير أنه إذا انحل ففيه من اللزوجة أكثر مما في غيره والأندلسي
صنفان أبيض وأسود رديء والأبيض الشديد البياض وهو الذي
نستعمله في العلاج والأسود
رديء لا يصلح له ولا يتصرف في شيء منه. محمد بن عبدون : الطين الحر هو الطين العلك
الخالص من الرمل والحجارة. علي بن محمد : الطين الحر هو الخالص من الرمل وربما
خصوا بهذا الإسم طين شيراز لنقائه وتداخل أجزائه وهو طين رخص شديد الرخوصة لونه
أخضر مشبع الخضرة أكثر خضرة من الطفل حتى أن خضرته تقرب من خضرة الزنجار وإذا دخن
بقشر اللوز ليؤكل احمر لونه وطاب طعمه وقلما يؤكل غير مدخن. علي بن رزين : والطين
الحر بارد يابس في اعتدال جيد لجميع أنواع الحرارة إذا أنقع ووضع على الموضع الذي
فيه الحرارة وقال في كتاب الجوهرة : الطين الحر يطلى بالخل على لسع الزنابير
فيسكنه. ابن سمحون : وقال بعض الأطباء : وبدل طين قيموليا إذا عدم وزنه من طين
مصر. ديسقوريدوس : ومن أصناف الطين صنف يقال له قسلس عنى ومعناه في اليوناني الطين
الخناقي وهو طين لونه شبيه بلون الطين الذي يقال له أراطرباس وهو عظيم المدر بارد
المجس فإذا ألصق باللسان اشتدت لزوقته فتعلق باللسان وهو مثل العسل وقوّة هذا
الطين شبيهة بقوّة الطين الذي يقال له قيموليا إلا أنه أضعف منه بقليل ومن الناس
من يبيع هذا الطين بحساب الطين الذي يقال له أراطرباس على جهة التدليس.
جالينوس : قوّته شبيهة بقوّة القيموليا
وأما لونه فبعيد جدّا من لونه لأنه أسود مثل الطين الكرمي وله من اللزوجة مثل ما
لطين ساموش أو أكثر. ديسقوريدوس : والطين الذي في حيطان الأياتين الذي قد اشتد شيه
واحمر قوّته مثل قوة خزف التنور ومنه صنف يقال له ميلياعي وهو طين يلدقو وهو طين
قريطس وهو طين لونه شبيه بلون أحد الصنفين من الطين الذي يقال أراطرياس الذي يشبه
لونه الرماد وفيه خشونة وإذا فرك بالأصابع سمع له صرير مثل ما يعرض من القيشور إذا
فرك وقوّته تشبه قوة الشب إلا أنه أضعف منها وقد يستدل على تلك من المذاق وقد يجفف
اللسان تجفيفا ليس شديدا وقوته تنقي وسخ البشرة وتجلو ظاهر البدن وتحسن اللون وتبرق
الشعر وتقلع البهق والجرب المتقرح وقد يستعمله المصوّرون في الأصناع لطول مكثه في
الصور لئلا تندرس سريعا وقد يقع في أخلاط الأدوية التي يقال لها أخلودي ، وينبغي
أن يختار من هذا الطين ومن سائر أصناف الطين ما لم يكن فيه حجارة وكان قريب العهد
بالمعدن الذي قد أخرج منه وكان لينا سريع التفتت والإنمياع وإذا خلط بشيء من
الرطوبات إنماع سريعا. جالينوس : وأما الطين المجلوب من أقريطس فهو شبيه بهذه
الأنواع من الطين لكنه أضعف منها بكثير والأكثر فيه الجوهر الهوائي وفيه أيضا جلاء
ولذلك صار الناس يجلون به آنية الفضة إذا نسخت فبهذه الأشياء ينبغي أن تستعمل هذه
التربة في جميع الوجوه التي يحتاج أن تجلو بلا لذع.
طين
كرمي : ديسقوريدوس : ومن الطين صنف يقال له
أساليطس ومعناه الكرمي ومن الناس من يسميه قرماقيطس واشتقاق هذا الإسم من قرمان ومعناه
الدواء وقد يكون هذا الطين بالمدينة التي يقال لها سلوقية إلى البلاد التي يقال
لها سوريا وينبغي أن يختار منه ما كان أسود اللون وكان شبيها بالفحم المستطيل
المتخذ من خشب الأرز وكان فيه أيضا شيء من شكل الحطب المشقق صغارا متساوي الصقالة
ليس ببطيء الإنمياع إذا سحق وصب عليه شيء من الزيت فأما ما كان منه أبيض رماديا لا
ينماع فينبغي أن يعلم أنه رديء.
جالينوس : سميت هذه التربة كرمية لا
لأنها تصلح لغرس الكرم فيها لسكن لكونها
إذا طليت على عود
الكرم قتلت الدود الذي يتولد في مبدأ الربيع عند ما يورق فتأكل عين الكرم وتفسده ولذلك
يطلي الفلاحون هذه التربة عند أصول تلك العيون ويسمونها تربة كرمية وتربة دوائية وقتلها
لهذا الدود يدل على مقدار ما فيها من قوة وهي بعيدة جدّا من جميع الأنواع الأخر من
أنواع الأرض التي نستعملها في علاج الطب وذلك لأنها قريبة من جوهر الحجارة ، وإنما
تخلط بالأدوية في المواضع التي ينبغي أن يجفف فيها شيء وتجلو وتحلل.
ديسقوريدوس : وقوّة هذا الطين قابضة
ملينة مبردة وقد يستعمل في الأكحال التي تنبت الأشفار في موضع الشعر وقد يلطخ به
الكرم حين يبتدئ نبات ورقه وأغصانه ليمنع الدود أن يأكله ويقتله.
طين
أرمني : جالينوس : الطين الأرمني يجلب من
أرمينية القريبة من قيادوقيا وهو طين يابس جدّا يضرب لونه إلى الصفرة وينسحق
بسهولة كما تنسحق النورة وكما أن النورة إذا سحقت لم يوجد فيها شيء رملي كذا لا
يوجد أيضا في هذا الطين شيء من الرملية وذلك أن هذا الطين إذا سحق صار من الإستواء
والملاسة وعدم الحجارة الصغار كالنورة والطين المعروف بكوكب الأرض ولكن ليس هو من
الخفة على مثل ما عليه كوكب الأرض فهو لذلك أشد إكتنازا منه وليس هو من الهوائية
كذاك ولهذا السبب يخيل لمن ينظر إليه نظر متهاون به أنه حجر وكان الرجل الذي
أعطاناه في الطاعون والموتان العظيم الذي قد أصاب الناس يسميه كوكب الأرض وليس هو
خفيفا كذاك بل هو مكتنز وهو يجفف تجفيفا شديدا جيدا في الغاية وذلك أنه نافع جدّا
للقروح الحادثة في الأمعاء والإستطلاق من البطن ولنفث الدم ولنزف الطمث ونوازل
الرأس والقروح المتعفنة في الفم وينفع من ينحدر من رأسه إلى صدره مادّة نفعا عظيما
، ولذلك صار عظيم المنفعة لمن يضيق نفسه من قبل هذا السبب ضيفا متواليا وينفع
أصحاب السل وذلك أنه يجفف الجرح الذي في رئتهم حتى لا يستعلون بعد ذلك إلا أن يقع في
تدبيرهم خطأ عظيم ويتغير الهواء دفعة إلى حال رديئة والذين أصابهم الربو وضيق
النفس مرارا متوالية في هذا الموتان العظيم لما شربوا من هذا الدواء برئوا بسرعة ،
وأما الذين لم ينفعهم ذلك فكلهم ماتوا ولم ينتفع أحد منهم به لما عولجوا به فكان
ذلك دليلا على أنهم لم يبرؤوا أصلا ، وهذا الطين يشرب مع شراب لطيف رقيق القوام
ممزوج مزجا معتدلا متى لم يكن العليل محموما وكانت حماه يسيرة وأما متى كانت شديدة
فالشراب يمزج مزاجا مكسورا بالماء جدا على أن الحميات التي تكون في وقت الموتان
ليست تكون صعبة ولا شديدة ، فأما الجراحات التي تحتاج إلى تجفيف فلست أحتاج أن أصف
كيف قوة هذا الطين وفعله فيها. إسحاق بن عمران : هو طين لونه أحمر إلى السواد طيب
الرائحة ومذاقته ترابية وله تعلق باللسان وهو بارد يابس في الأولى ينفع أصحاب
الطواعين إذا شرب منه أو طلي عليها. وبدله وزنه من الطين الحجازي المسمى بالأندلس
الإنجبار. الدمشقي : يخرج من المقعدة قشور البواسير ويجبر الكسر. غيره : أجوده
المورد الناعم والطين اللامي قريب منه في الفعل وهو نافع من كسر العظام إذا طلي
عليها بالأقاقيا.
طين
نيسابوري : وهو طين الأكل. ابن
سمحون : قال الرازي : الطين المتنقل به هو الطين النيسابوري. قال ثابت بن محمد : هو
طين أبيض طيب الطعم يؤكل نيئا ومشويا.
وقال علي بن محمد : طين الأكل هو الطين
النيسابوري وهو من الطين الحر ولونه أبيض شديد البياض
في لون أسفيذاج
الرصاص لين المذاق يلطخ الفم من شدّة لينه وفي طعمه ملوحة فإذا دخن نقصت ملوحته وطاب
طعمه ومن الناس من يصوله ثم يعجنه بماء الورد المفتوق بشيء من الكافور ويتخذ منه
أقراص وطيور وتماثيل ، وقوم آخرون يضعونه في المسك أو الكافور أو غيرهما من الطيب
حتى يأخذ ريحه ويتنقلون به على الشراب فيطيب النكهة ويسكن ثوران المعدة. وقال محمد
بن زكريا : وطين الأكل بارد مقوّة لفم المعدة يذهب بالغثي. وقال في كتاب دفع مضار
الأغذية : الطين النيسابوري المتنقل به يسكن القيء ويذهب بوخامة الأطعمة الحلوة والدسمة
إذا أخذ منه بعد الطعام شيء يسير ولا سيما إن كان مربى بالأشنان والورد والسعد والإذخر
والكبابة والقاقلة وأحسب أنه ليس يقع مع هذا الطين خاصة من توليد السدد والتحجر في
الكلى والمثانة ما مع سائر الأطيان ولا سيما القوى المقلو منه الذي لا ينفرك ولا
يتدبق من الريق في الفم ، وينبغي أن يجتنب الطين أصحاب الأكباد الضيقة المجاري ومن
يتولد الحصى في كلاه وهم في الأكثر أصحاب الأبدان النحيفة الصفر والسمر والخضر. وقال
في مقالته في الطين ، الطين النيسابوري خاصة يشدّ فم المعدة وينفع من الغثي والهيضة
ومن يتقيأ طعامه دائما ومن هو رهل المعدة ويكثر سيلان الريق منه في حال النوم ومن
به الشهوة الكلبية مع إنطلاق الطبيعة وقد خلصت به رجلا من هيضة صعبة شديدة كان قد
أشرف منها بشدّة القيء وتواتره على الهلاك وبدأ به التشنج ففزعت إليه حين لم يبلغ
لي رب الرمان ولا أقراص العود ولا نحوها من الأدوية والأشربة والأغذية المسكنة
للغثي المبلغ الذي أردت بأن سحقت منه وتعمدت الموضع المقلو والسواد والملح وزن ٣٥ درهما
فسقيته إياها في ثلاث مرات مرّتين بماء التفاح المز ومرّة بطبيخ السعد فسكن عنه غثيه
وكربه أسرع تسكين وأعجب من ذلك أنه قوّاه ونشطه حتى كأنه قد غذاه واعتمدت أيضا عليه
في علاج الممعودين ومن يعتريه غثي وكرب يعقب طعامه وأشرت على من يعتريه ذلك أن
يتناول منه شيئا قليلا بعد طعامه فكان يسكن عنهم وخامة الطعام ورعدة المعدة والتشوّف
إما إلى القيء وإما إلى نزول الطعام إلى أسفل البطن ولأنه يخصف المعدة ويشدّ
أعاليها حتى يجف بسرعة ويبطل الغثي والكرب وجعلته أكبر الأدوية جزءا في علاج
الممعودين ولا سيّما الذين لم أقدّر أن في أكبادهم سددا ولا في مجاريها ضيقا شديدا
فإن هؤلاء قلما يضرهم بل منهم خلق كثير يخصب عليه وعالجت به أيضا قوما كانوا
يتأذون بكثرة سيلان اللعاب وجماعة من أصحاب الشهوة الكلبية فبرؤوا برءا تاما.
طين
حر : مذكور مع القيموليا.
حرف الظاء
ظفرة
: الغافقي : وتسمى أيضا التسترية هي نبتة
ضعيفة تنفرش على الأرض على خيطان رقاق لها ورق مستدير يشبه ما صغر من الأظفار وما
كبر فهو قريب من ورق قوطوليدون في شكله وظاهر الورق أخضر وباطنه أحمر ويخرج من
ورقه سويقة رقيقة مدورة تعلو نحو الشبر وأقل في رأسها زهرة صفراء ولها أصل أسود
الظهر أبيض الداخل في قدر أنملة وهو حاد حريف أكال اللحم العفن ينفع القروح
العميقة الخبيثة والأكلة والنواصير ويقلع الثآليل ويبرئ من القرع.
ظفر
قطورا : بالسريانية. الشريف : هو نبات شعري ينبت
في الأرض الحرشاء الجبلية والجرف الساحلية في الأعم ويكون بريا أيضا وهو نبات له
ساق خشن دقيق عليه قشرة رقيقة
حرشاء وخشب الساق
أحمر ويعلو على الأرض قدر شبر ونصف ونباته على أصل خشبي يكون أكثره ظاهرا على وجه
الأرض داخله أحمر وعليه قشر أسود ويتفرع عن الأصل أغصان متفرقة وعلى الأغصان ورق
دقيق كورق الشيح متباعد بعضه من بعض وله زهر شبيه بزهر أناغالس الأحمر إلا أن لونه
مستحيل الحمرة ويخلف ثمرا شبيها بثمر هيوفاريقون. وهذا النبات لا يكاد أن يسقط
شتاء وصيفا والمستعمل منه قشر أصله وهو بارد يابس في الثالثة وخاصيته إلحام
الجراحات إذا كانت بدمها غبارا وإذا سحقت ونخلت وعجنت بعسل منزوع الرغوة واتخذ
منها معجون كان أبلغ الأدوية في النفع لقرحة الأمعاء وسحجها وخاصة هذا الدواء قطع
الدم من أي عضو كان من أعضاء البدن.
ظفر
القطة : الشريف : هذا النبات يسمى باليونانية
لوماين وسنذكره في اللام.
ظفر
النسر : الشريف : هو النبات المسمى باليونانية
قاطابيفي وتفسيره كف العقاب وسنذكره في الكاف.
ظفرا
: وظفيرة أيضا هو الفودنج البري فيما زعم
قوم.
ظفيرة
العجوز : إسم لثمر الحسك بالقيروان والشام والديار
المصرية أيضا.
ظلف
: المذكور من الأظلاف ظلف المعز وظلف
الجاموس وظلف الأيايل وقد ذكرت كل واحد منها مع حيوانه فلينظر هناك.
ظليم
: هو ذكر النعام وسنذكره في النون.
ظمّخ
: من كتاب الرحلة الظمخ بالظاء المعجمة
المكسورة من بعدها ميم مشددة مفتوحة ثم خاء معجمة إسم لثمر الجوذر عند العرب
بالقيروان وغيرها من بلدانهم وقد ذكرت الجوذر في الجيم.
ظيان
: الشريف : هو الياسمين البري ويسمى
باللاطينية تربة دقوقة ومعناه عشبة النار وهو المرعف شما ويسمى بالبربرية إيزيز وهو
نبات ينبت في البراري ورؤوس التلال الرطبة وكأنه ضرب من اللبلاب يلتف بعضه ببعض وله
زهر ياسميني الشكل صغير ورقه شبيه بورق النوع الكبير من القسيني إلا أنه أصلب منه
بكثير وله على قضبانه شوك شبيه بشوك الورد وكثيرا ما ينبت مع العليق أبدا لا
يفارقه وله أصل أسود طويل تتشعب منه شعب دقاق سود وليس بين أحد من أهل الأندلس
خلاف بأنه هو الخربق الأسود وذلك أن كل ما ينسب إلى الخربق الأسود من الإسهال وعام
المنافع موجود في عرق هذا النبات وحرارته تزيد على حرارة الخربق الأسود ، ويقال
أنه حار يابس في الدرجة الرابعة إذا وضع على الجسم أحرقه وحيا وفعل فيه ما يفعله
الشيطرج ، وإذا سحق مع تبن علك وضمد به البهق الأبيض والأسود أذهبه ونقاه ، وإذا
سحق بالخل فعل ذلك إلا أنه ينبغي أن لا يترك حينا كثيرا وإذا ضمد به فوق عرق النسا
قرح العضو وفعل فيه كفعل النار ونفع منه نفعا بينا وإذا سعط بوزن حبة مدوفا بدهن
بنفسج نفع من الشقيقة الباردة السبب ، وإذا طبخ منه نصف أوقية في رطل ماء إلى أن
ينقص نصف الماء ثم صفي ووضع عليه وزنه سكر أو صنع منه شراب كان من أبلغ الأدوية في
إذهاب البهر والتضايق والسعال المزمن وإذا ركب منه دهن نفع من الفالج والاسترخاء وإذا
سحق بخل وحك به على موضع داء الثعلب حتى يدمي نفع من ذلك بحكة واحدة وإذا أدخل منه
عود في الناصور وترك ساعات قلع الصلاية وإن شرب منه مقدار ثلاثة أرباع درهم ملتوتا
بدهن لوز وخلط بمثله أفسنتينا أسهل بلغما ومرة ، وإذا سحق بماء الخيار وشرب منه
وزن نصف درهم قيأ قيئا بليغا حسنا بلا أذى وعصارة ورقه وأغصانه إذا جففت وسقي منها
زنة درهم قيأ حسنا بلا أذى وعروقه إذا شرب منها وزن ثلثي درهم مع وزنه بسفايجا ومثله
مقلا
أزرق أسهل اثني عشر
مجلسا خلطا سوداويا ونقى شيئا صالحا ، وينفع من الربو وعسر النفس. الغافقي : عروقه
إذا طبخت بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان وزهره ينفع من الصداع البارد والرياح
الغليظة في الرأس إذا شم ، وقد يتخذ منه دهن حار لطيف قوي التحليل ينفع من اللقوة
والفالج وعرق النسا والرعشة والشقيقة الباردة وشبهها من الأمراض الباردة ، ومنه
صنف آخر دقيق الورق جدا ، وهذا الصنف هو الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة الرابعة
نحو آخرها ، وسماه باليونانية قليماطس ، وقال : هو نبات يخرج أغصانا لونها إلى
الحمرة دقاقا شبيهة بالحلفاء ، ورقها حريف يقرح اللسان ويلتف على الشجر مثل ما
يلتف النبات المسمى سميلقس. جالينوس في ٧ : ورق هذا النبات قوّته محرقة حتى أنه يكشط
عن الجلد ، فهو لذلك في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء المسخنة عند ابتداء الدرجة
الرابعة. ديسقوريدوس : وثمر هذا النبات إذا شرب بالماء أو بالشراب المسمى أدرومالي
وهو مسحوق أسهل بلغما ومرة وورقه إذا تضمد به قلع الجرب وقد يتخذ بالملح مع
الشيطرج للأكل.
حرف العين
عاقرقرحا
: ديسقوريدوس في الثالثة : قوريون هو نبات
له ساق وورق مثل ساق وورق الدوقو الذي ليس ببستاني أو النبات الذي يقال له ماراثن
وإكليل شبيه بإكليل الشبت وزهر شبيه بالشعر وعرق في غلظ الإبهام. لي : هو دواء
معروف عند الجميع وهو المسمى بالبربرية بتاغندست وهو غير هذا الدواء الذي ذكره
ديسقوريدوس وفسرته التراجمة بالعاقر قرحا وليس به لأن العاقرقرحا نبات لا يعرف
اليوم وما قبله بغير بلاد المغرب خاصة ومنها يحمل إلى سائر البلاد وأوّل ما وقفت
عليه وشاهدت نباته بأعمال أفريقية بظاهر مدينة يقال لها قسطينة الهوى بالجانب
القبلي منها بموضع يعرف بضيعة لواتة. ومن هناك جمعته عرفني به بعض العربان وهو
نبات يشبه في شكله وقضبانه وورقه وزهره جملة النبات المعروف بالبابونج الأبيض والزهر
المعروف بمصر بالكركاش إلا أن قضبان العاقرقرحا عليه زغب أبيض وهي ممتدة على وجه
الأرض وهي كثيرة مخرجها من أصل واحد على كل قضيب منه رأس مدور كشكل رأس البابونج
الصغير المذكور أصغر الوسط وله أسنان دائرة بالأصغر منها باطنها مما يلي الأرض
أحمر وظاهرها إلى فوق الأرض أبيض وله أصل في طول فتر في غلظ أصبع حار حريف محرق
فهذه صفة العاقرقرحا على الحقيقة ، وأما الدواء الذي ذكره ديسقوريدوس ، وسماه
باليونانية قوريون وفسرته التراجمة بالعاقر قرحا كما قلنا وليس به فهو دواء اليوم
أيضا عند أهل صناعتنا بدمشق يعرف بعود القرح الجبلي ويعرفون التاغندست بعود القرح
المغربي وهذا الدواء المعروف بعود القوح الجبلي كثير بأرض الشام يشبه نباته ما عظم
من نبات الرازيانج وله ثمر وقد رأيته وجمعته بظاهر دمشق في رأس وادي بردة بموضع
يعرف ببابل السوق على يسرى الطريق وأنت طالب الزبداني على الصورة التي وصفه
ديسقوريدوس بها فاعرف ذلك وتحققه. جالينوس في ٨ : أكثر ما يستعمل من هذا أصله
خاصة وقوته محرقة تحرق وبسبب هذه القوة صار يسكن وجع الأسنان الحادث من البرودة وينفع
من النافض والقشعريرة الكائنة بأدوار إذا دلك به البدن كله قبل وقت الحمى مع زيت وينفع
من به خدر في أعضائه
ومن به إسترخاء قد
أزمنه. ديسقوريدوس : يحذو اللسان إذا ذيق حذوا شديدا ويجلب بلغما وكذا إذا طبخ
بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان وإذا مضغ جلب البلغم وإذا سحق وخلط بزيت وتمسح
به أدر العرق ونفع من وجع الكزاز إذا كان يعرض للإنسان كثيرا ويوافق الأعضاء التي
قد غلب عليها البرد والتي قد فسد حسها وحركتها وينفع منها نفعا بينا. ابن سينا : هو
شديد التفتيح لسدد المصفاة والخشم وإذا طبخ بالخل وأمسك خله في الفم شد الأسنان
المتحرّكة. التجربتين : إذا دق وذر على مقدم الدماغ سخنه ونفع من توالي النزلات وينفع
المفلوجين والمصروعين الذين صرعهم من خلط غليظ في الدماغ وإذا مضغ مع الزفت أو مع
المصطكي جذب بلغما كثيرا لزجا وإذا أخذ منه معجونا بعسل لعقا ذوب بلغم المعدة ويزيد
في الجماع في أمزجة المبرودين والمرطوبين جدا وإذا سحق وخلط بدقيق الفول وملئت منه
خريطة وجعل فيها الذكر مع البيضتين وتركا كذلك يوما كاملا أعان على الجماع
للمبرودين ولا سيما لمن يجد في أنثييه بردا ظاهرا. الدمشقي : العاقرقرحا حار يابس
في الدرجة الرابعة. إسحاق بن عمران : ينفع إذا طبخ بالخل وتمضمض به لسقوط اللهاة واسترخاء
اللسان العارض من البلغم. أبو الصلت : إذا شرب منه وزن درهمين أسهل البلغم. الشريف
: ودهنه ينفع من اللقوة والإسترخاء والفالج وإذا دهن به القضيب قبل الجماع بعث على
الشهوة وأعان على إسراع الإنزال وصفة دهنه يدق من أصله قدر أوقية ويطبخ في رطل ماء
حتى يرجع إلى أوقيتين ويلقي عليها مثلها زيتا ويطبخ الجميع حتى ينضب الماء ويبقى
الزيت ثم يصفى ويرفع لوقت الحاجة إليه. الغافقي : إذا دق وعجن بعسل وشرب نفع من
الصرع ونبته يفعل ذلك أيضا.
عاقر
شمعا : هو الشنجان وقد ذكرته في الشين المعجمة.
عاج
: مذكور مع الفيل في حرف الفاء.
عبيثران
: ويقال عبوثران وزعم قوم أنه القيصوم وليس
به. أبو حنيفة الدينوري : هو أغبر ذو قضبان دقاق شبيهة بالقيصوم إلا أن له شمرا
خامدلي على نوار أصفر شبيه بالذي يكون في وسط الأقحوان وهو قريب الشبه من القيصوم
في الغبرة وذفرة الريح ونواره مثل نواره ورائحته طيبة جدا ليست من رائحة القيصوم
في شيء يشاكل رائحة سنبل الطيب ويزرع في البصرة في البساتين ويوضع في المجلس مع
الفاغية فلا يفوقه ريحان. وأقول : تجلبه البادية للقاهرة على أحمال الفجم مع
القيصوم لأنهما كثيرا ما ينبتان في موضع واحد وقد جربنا منه أنه إذا سحق وعجن بعسل
واحتملته المرأة في صوفة أسخن الرحم الباردة وحسن حالها وأعان على الحبل ولو كانت
المرأة عاقرا ، وشمه يقوّي الدماغ الضعيف البارد وينفع من الصداع البارد ويفتح
سدده وينفع من الزكاة وهو حار يابس في الدرجة الثانية. ابن سينا : وماؤه يحد البصر
كحلا.
عبهر
: هو النرجس عن أبي حنيفة وغيره والعبهر
أيضا عند أهل الشام في زماننا هذا إسم لشجر يعرف بشجر اللبني وبشجر الأصطرل أيضا وثمره
حب الفول الذي يتخذ منه السبح بالبيت المقدس وهذه الأسماء التي ذكرتها لهذه الشجرة
فإن الأطباء تسمي بها الميعة وهذه الشجرة رأيتها بالشام كثيرا ولم أر لها صمغة ولا
دهنا البتة.
عبب
: هو إسم لثمر الكاكنج يعرف ذلك بالقاهرة
أيضا سمعته من الخولة في بستان الكافوري حين سألتهم عن شجرة الكاكنج ما اسمه عندهم
فقالوا عبب وهو ينبت بنفسه عفوا وهذا النوع من الكاكنج تعرفه عامة الأندلس بحب
اللهو ومنه نوع آخر
ذكره أبو حنيفة وقال
: إن العبب هو حب أحمر كأنه خرز العقيق أصغر من النبق وأكبر من حب العنب في أخبية
في كل خباء واحدة قال : فأريته الكاكنج فقال ليس به وذكر أن الناس يلتمسون ورقه
الذي لم يتثقب فيدق وتضمد به الأوجاع فينتفع به وورقه كثيف واسع وخيطانه عسلة طوال
وهي إلى الغبرة والتثقب إليه سريع ، ولذلك تزعم العرب أن الجن تثقبه حسدا للإنس.
لي : هذا النوع من الكاكنج هو المستعمل اليوم بالشام والشرق في الأقراص وغيرها وهو
كثير في بساتين مدينة الرها بهذه الصفة المذكورة وهو كثير أيضا ببلاد الأندلس وأهله
معروف بها يتخذونه في منازلهم ويعرفونه بالغالبة بالغين المعجمة والباء بواحدة من
أسفلها وسيأتي ذكر الكاكنج في هذا الباب في رسم عنب الثعلب.
عتم
: قال أبو عبيد البكري : هو الزيتون
الجبلي يعظم شجره جدا وثمره هو الدغنج
وهو حب أسود له نوى فيه حرافة وورقه كورق الزيتون ومساويكه كمساويكه جياد. وقال صاحب
المنهاج مثله أو نحوه. الغافقي وابن جلجل : العتم هو الدواء المسمى باليونانية قيلورا.
ديسقوريدوس في الأولى : قيلورا هي شجيرة شبيهة بشجر الحناء في عظمها لها ورق كورق
الزيتون غير أنه أوسع وأشد سوادا منه ولها ثمرة شبيهة بثمرة شجرة المصطكي أسود اللون
في طعمه حلاوة وكأنه في عناقيد ونبات هذه الشجرة في أماكن وعرة وورقها يقبض كما
يقبض ورق الزيتون البري وتصلح لكل ما يحتاج إلى قبض وخاصة قروح الفم إذا مضغ أو
تمضمض بطبيخه وإذا شرب طبيخه أدر البول.
عثوب
: الغافقي : قال أبو حنيفة هو شجر نحو
القامة وورقه شبيه بورق الكبر إلا أنه كثيف غليظ ينبت في الشواهق كما ينبت الكتم
يجفف ورقه ويدق ويوجف بالماء كما يوجف الخطمي فيربو ويثخن فيطلى به في موضع دفىء
كنين من الريح وإذا جف أعيد فيحلق الشعر حلق النورة إلا أن في ذلك إبطاء وهو قليل
في البلاد.
عتق
: الغافقي : زعم قوم أنه السماق وهو خطأ.
قال أبو حنيفة : هو شجر نحو شجر الرمان في القدر وورقه أحمر مثل ورق الحماض ، وكذا
ثمره وهو حامض عفص وله عساليج حمر يقشر كما يقشر الريباس ويؤكل وله حب كحب الحماض
فيه خشونة ومنابته السهول ويطبخ ورقه حتى ينضج ثم يعصر عنه ماؤه ثم يلقى في الراتب
المنزوع عنه زبده الحامض فيؤكل ليقوي البطن ويفتق الشهوة.
عجما
: زعم الغافقي أنه النبت المسمى بالبربرية
تاغيفشت وهو القوالية
أيضا ثم أتى بها ماهية وقال هي المستعجلة وأتى بمنافع المستعجلة وأغفل منافع القوالية
وهو وهم لأن القوالية المذكورة هي النبت المسمى باليونانية سطرونيون وقد ذكرته في
السين المهملة وهو غير المستعجلة وسطرونيون أحدّ من المستعجلة وأقوى وسيأتي ذكر
المستعجلة في الميم.
عجب
: هو النبات الذي تعرفه الأطباء بحب النيل
وقد ذكرناه في الحاء المهملة.
عدس
: ديسقوريدوس في الثانية : أجوده أسرعه
نضجا وإذا أنقع في الماء لم يسوده.
جالينوس في ٨ : العدس يقبض قبضا يسيرا
ليس بالشديد فأما في الحرارة والبرودة فهو وسط ويجفف في الدرجة الثانية ونفس جرمه يجفف
ويحبس البطن فأما الماء الذي يطبخ به العدس فيطلق البطن ولذلك صار من يستعمله لحبس
بطنه يطبخه طبختين ويصب ماءه الأوّل. ديسقوريدوس : إذا أدمن أكله عرضت منه غشاوة
في البصر وهو عسر الإنهضام رديء للمعدة يولد الرياح في المعدة والأمعاء وإذا طبخ
بغير قشره عقل البطن وأجوده أسرعه نضجا وله قوّة
__________________
قابضة ولذلك إذا طبخ
طبخا جيدا بعد أن يقشر ثم اهريق ماؤه الأوّل عقل البطن فإن ذلك الماء يسهل البطن وقد
تعرض منه أحلام رديئة وهو رديء للأعصاب والرئة والرأس وهو يقوّي عقلة البطن إذا
طبخ معه هندبا أو الثفل الذي يسمى الدشتي أو لسان الجمل أو السلق الأسود أو حب
الآس أو قشور الرمان أو ورد يابس أو زعرور أو سفرجل أو الكمثري المسمى سايقون أو
عفص صحيح يطبخ وبعد الطبخ يخرج ويرمى به أو السماق المستعمل في الطعام وينبغي أن
يطبخ بالخل طبخا دائما جيدا فإنه إن لم يطبخ كذلك حرك قراقر ورياحا في البطن وفسادا
في المعدة وإذا قشر منه ثلاثون حبة وابتلعت نفعت من استرخاء المعدة وإذا خلط
بالعسل جلا القروح العميقة وقلع خبث القروح ونقى وسخها ، وإذا طبخ بخل حلل
الخنازير والأورام الصلبة وإذا خلط بإكليل الملك أو سفرجل ودهن ورد أبرأ أورام
العين الحارة وأورام المقعدة وأما الأورام العظيمة العارضة للمقعدة والعين والقروح
العميقة العظيمة العارضة لها فإنما ينبغي أن يستعمل مع قشر الرمان أو ورد يابس
يطبخ مع عسل وكذا أن يستعمل للأكلة أو يزاد على ما وصفنا شيء من ماء البحر ، وكذا
أيضا ينبغي أن يستعمل على ما وصفنا لتنقط الجسم والنملة والجمرة المنتشرة والشقاق
العارض من البرد ، وإذا طبخ بماء البحر وورق الكرنب وتضمد به وافق الثدي الوارمة
من احتقان اللبن فيها وتعقده. ابن سينا : يغلظ الدم فلا يجري في العروق وهو يقلل
البول والطمث ولذلك يجب أن لا يقربه صاحب آفة في البول من جهة تقطير وقد يتولد منه
خلط سوداوي وأمراض سوداوية والإكثار منه يولد الجذام والأورام الصلبة المسماة
سعيروس والسرطان ولا يجب أن يخلط بالعدس حلاوة فإنه يورث حينئذ سددا كثيرة في
الكبد وشر ما يطبخ مع العدس النمكسود ومما ذكر في أمره أنه نافع من الإستسقاء ويشبه
أن يكون لتجفيفه. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : ومقشره يعقل البطن ويسكن
ثائرة الدم وينفع صاحب الجدري والأورام الحارة إذا طبخ مع الخل وماء الحصرم ونحوه
، وينبغي أن يتركه من يعتريه الأمراض السوداوية كالماليخوليا وابتداء السرطان والدوالي
والبواسير فلا يتعرّض له البتة فمن اضطر إلى إدمانه فليتلاحقه بمطبوخ الأفتيمون ولا
يغفل عن إخراج السوداء بالهليلج الأسود والأفتيمون والبستايج ليسلم بذلك من
الأمراض السوداوية.
عدس
مر : الغافقي : هو من الأدوية المقابلة
للأدواء وهو بزر النبات المسمى باليونانية سقارغانيون ويستعمل في الترياقات والأدوية النافعة
من السموم. لي : سقارغانيون
هو سوسن بري وقد ذكرته مع السوسن في السين المهملة.
عدس
نبطي : الشريف : هو نبات يألف نبات العدس وأوراقه
ونباته وأغصانه مثل العدس لكن ورقه أطول وأعرض ويحمل في رأسه بزرا في غلف سود
متطاولة مثل الشونيز وفي أصله مرارة ويؤكل وهو بارد يابس غليظ الأغذاء بطيء الهضم
طويل الوقوف في المعدة وهو بارد قوي البرودة ويضر بالشيوخ وأولي الأمزجة الباردة ويصرف
فيما يحتاج فيه إلى التبريد والقبض ولم يذكره ديسقوريدوس.
عدس
الماء : هو الطحلب وقد ذكرته في الطاء.
عديسة
: كتاب الرحلة : إسم للنبتة المسماة عندنا
ببلاد الأندلس بالمروشة والعديسة التي عندنا يسمونها بالمزودة ١ وهي تنفع عندهم
من الربة التي تكون في رؤوس الأطفال تقلى بالزيت ويدهن بها أعني المروسة والعديسة المعروفة
تنفع من الثآليل.
عذية
:
__________________
هو ثمرة الأثل عند
أهل مصر وقد ذكرت مع الأثل في الألف.
عرطنيثا
: تقال على بخور مريم وأيضا على هذا
الدواء الذي نريد ذكره ههنا وهو المهد عند أهل الشام وخاصة بساحل غزّة ومنهم من
يسميه العلج وأهل المشرق يسمونه القبلعي ويغسلون به ثياب الصوف فينقيها جدا.
ديسقوريدوس في الثالثة : لا وبطوباطبالي وتفسيره كف الأسد هو نبات له ساق طولها
نحو شبر فيها أغصان كثيرة على أطرافها غلف شبيه بغلف الحمص فيها حبتان من بزره أو
ثلاث له ورق شبيه بورق الكرنب وأصول لونها أسود شبيهة بالسلجم فيها أشياء نابتة
شبيهة بالعقد وينبت في الحروث وبين الحنطة.
جالينوس في ٧ : أكثر ما يستعمل من هذا أصله
خاصة وهو محلل مسخن يجفف في الدرجة الثالثة. ديسقوريدوس : أصله إذا شرب بالشراب
نفع من نهش الهوام وأسرع في تسكين وجعه وقد نفع في أخلاط الحقن المستعملة لعرق
النسا. كتاب الرحلة : يعالج به الجراحات الخبيثة مسحوقا ذرورا ومعجونا بالعسل ويغسل
به ثياب الصوف والكتان فينقيها ويبيضها.
عروق
الصباغين : هي العروق الصفر
أيضا وهي بقلة الخطاطيف وهي صنفان كبير ويسمى بالفارسية زردجوبه وهو الهرد
بالعربية وزعموا أنه الكركم الصغير وزعموا أنه الماميران. ديسقوريدوس في الثانية :
خاليدونيون طوماعا ومعناه الكبير له ساق طولها ذراع وأكثر رقيقة تتشعب منها شعب
كبيرة كثيفة الورق شبيهة بورق النبات الذي يقال له باليونانية بطراخيون وهو الكسكح
وورقه يشبه ورق الكزبرة إلا أنه أنعم منه ولونه إلى الزرقة ومع كل ورقة زهرة شبيهة
بالزهر الذي يقال له لوقانيون ولون عصير هذا النبات لون الزعفران حريف يلذع اللسان
لذعا يسيرا وفيه شيء من مرارة منتن الرائحة وأعلى الأصل واحد وأسفله متشعب وله ثمر
شبيه بثمر الخشخاش جدا. جالينوس في ٨ : قوتها قوة تجلو جلاء شديدا وتسخن وكذا
عصارة هذه العروق نافعة للبصر تزيد في حدته إذا تعالج بها من يجتمع عند حدقته شيء
يحتاج إلى التحليل وقد استعمل قوم آخرون هذه الأصول في مداواة أصحاب اليرقان
الحادث عن سدد الكبد فأسقوهم هذه الأصول وكانت نافعة لهم وشفتهم كان بشراب أبيض مع
الأنيسون ومتى مضغت هذه الأصول كانت نافعة جدا لوجع الأسنان.
ديسقوريدوس : وعصير هذا النبات إذا دق وأخرج
ماؤه وخلط بالعسل وطبخ في إناء نحاس على جمر أحد البصر وقد يعصر الأصل والورق والثمر
في أوّل الصيف ويؤخذ عصيرها ويصير في ظل حتى يثخن ثم يعمل منه أقراص ، وإذا شرب
أصله بالأنيسون والأبيض من الشراب أبرأ من اليرقان وإذا تضمد به مع الشراب أبرأ من
النملة وإذا مضغ سكن وجع الأسنان ، وقد يظن قوم أن هذا النبات إنما سمي خاليدونيون
وتفسيره الخطافي لأنه ينبت إذا ظهرت الخطاطيف ويجف عند غيبوبتها ويظن قوم أنه إنما
سمي بذلك لأنه إذا عمي فرخ من فراخ الخطاطيف جاءت الأم بهذا النبات إلى الفرخ فردت
به بصره ، وأما خاليدونيون الصغير فهو نبات مرتفع الأغصان له ساق عليها ورق شبيه
بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه أشد استدارة منه وأصغر وأقرب إلى البياض واللزوجة
وأصله ذو شعب تخرج من موضع واحد كثيرة صغار شبيهة بحنطة مجموعة ويكون منها ثلاثة
أو أربعة أطول من الباقية وتنبت عند المياه والآجام. جالينوس في ٨ : أحدّ من
العروق جدا وإذا وضع على الجلد أحرقه سريعا ويقلع الأظفار الصلبة البرصة ويرمى
بها وإذا استعط بعصارته
نفض من المنخرين فضل الدماغ لأنه حار جدا. ولذلك ينبغي أن يوضع في الدرجة الرابعة
من الحر واليبس عند مبدئها وأما العروق فهي في الدرجة الثالثة عند منتهاها من
اليبس والحر. ديسقوريدوس : وقوّته حارة شبيهة بقوّة شقائق النعمان تقرّح الجلد وتقلع
الجرب وتشقق الأظفار وتقشرها وإذا أخرج عصير الأصول وخلط بالعسل واستعط به نقى
الرأس. الغافقي : قد زعم جماعة المترجمين والمفسرين أن هذا الصنف الصغير هو
الماميران وكذا قال أكثرهم في الكبير أنه الكركم وقوّة هذا الدواء وهي العروق
المذكورة أقوى من قوّة الكركم والماميران الموجودين بكثير والكركم يجلب إلينا من
الهند وهو دواء مجفف للقروح نافع للجرب ويحد البصر ويذهب البياض من العين والماميران
يجلب من الصين وقوّته شبيهة بقوّة الكركم ، وإذا خلط بالخل جلا الكلف. وأما العروق
بصنفها فقد تنبت بالأندلس وببلاد البربر وبلاد الروم أيضا وهما أقوى من الكركم والماميران
المجلوبين بكثير. والروم يسمون نباتيهما خاليدونيون أي الخطافية وكذا يعرف
بالأندلس.
عرن
: هي الزوائد الظاهرة بقرب ركب الخيل وحوافرها.
ديسقوريدوس في الثانية : يقال أنها إذا دقت وسحقت وشربت بخل أبرأت من الصرع.
جالينوس في ١١ : هذا إن سحق بالخل فيما زعم قوم ينفع من الصرع وقوم
آخرون يشيرون باستعماله في مداواة نهش الهوام أيّ هوام كانت. غيره : إن أخذ منه
وزن نصف درهم وبخر به صاحب حمى الربع ذهب بها. لي : والعرن أيضا عند أهل الشام إسم
للنوع الأبيض من النبات المسمى الأوفاريقون وصحت التجربة فيه أنه إذا سحق ولعق
بعسل قطع الإسهال المزمن والزحير.
عرق
: جالينوس في ١١ : إذا عجن به
الغبار الذي يوجد من المواضع التي تكون فيها مصارعة ولطخ على الغلظ الخارج عن الطبيعة
حلله فإن هذا الغبار وحده فيه قوّة محللة مانعة ولذلك يمنع من انحدار البول ، وإذا
خلط بالعرق معجونا بذلك الغبار على الثدي الوارمة حلل أورامها وصار قويا وكان
تبريده أكثر ، وإذا وضع ذلك العرق بذلك الغبار معجونا على الثدي الوارمة حللها وأطفأ
تلهبها ، وإذا لطخت به الدبيلة نفع وقد استعملته في ورم الأنثيين فسكن ذلك الورم وحلله
وأبرأ صاحبه منه برءا تاما ، وإن كان في الأورام التي تعالج بهذا العرق وهذا
الغبار يبس وصلابة فينبغي أن تلين بدهن الحناء أو بدهن الورد فإنه إذا خلط بهذا
أيضا نفع من جمود اللبن وتعقده في الثدي قبل الولادة فإنه يحلله ويطفئه وعلى هذا
النحو فاستعمله في سائر الأورام التي ترى أنه نافع لها كما قد عرفتك من قوّته وفعله.
عرعر
: ديسقوريدوس في الأولى : منه كبير وصغير.
جالينوس في ٦ : وهذه
الشجرة حارة يابسة وهي من الأمرين جميعا في الدرجة الثالثة. ديسقوريدوس : وكلاهما
يسخنان ويلطفان ويدران البول ولها ثمر منه ما يوجد عظمه مثل عظم البندق ومنه ما
يوجد على عظم الباقلا غير أنه كله مستدير طيب الرائحة حلو فيه شيء من مرارة يقال
له أرقولس. جالينوس : وأما ثمرتها فهي على مثال ذلك في حرارتها وأما تجفيفها
فينبغي أن توضع من التجفيف في الدرجة الأولى. ديسقوريدوس : وهو يسخن إسخانا يسيرا
قابض وهو جيد للمعدة وإذا شرب كان صالحا لأوجاع الصدر والسعال والنفخ والمغص وضرر
الهوام ويدر البول ويوافق شدخ العضل وأوجاع الأرحام. ابن سينا : مفتح للسدد نافع
للإختناق في الأرحام.
المسيح بن الحكم : من شأنه تنقية الصدر
والكبد شربا وهو جيد للسموم
ونهش الهوام.
الشريف : أنه متى أخذ إنسان من حب
العرعر ثلاث حبات فحملهن في قلنسوة رأسه كان وجيها عند الناس مطاعا فيهم وإدمان
أكله ينفع من الصرع.
عروق
صفر : هي عروق الصباغين وقد ذكرت.
عروق
حمر : هي الفوّة وسيأتي ذكرها في الفاء.
عروق
بيض : هي المستعجلة وسنذكرها في الميم.
عرق
الشجر : هو العلك وسنذكره فيما بعد.
عرق
يابس : هو القلفونيا وسنذكرها مع العلك.
عرق
الكافور : هو الزرنباد عند
باعة العطر بمصر والشام وقد ذكر في الزاي.
عرصم
: مكسور العين المهملة ساكن الراء المهملة
والصاد مهملة مكسورة أيضا بعدها ميم إسم باليمن للباذنجان البري ويسميه بعض الناس
حدق وقد ذكر في الحاء المهملة.
عروق
دارهرم : هي السوس وقد ذكر في السين.
عرفضان
: وعريفصان وعرنفصانة أيضا. زعم قوم أنه
الدواء المسمى بعجمية الأندلس بريطوره وقد ذكرته في الياء في آخر الكتاب. وقال أبو
حنيفة : هو الحندقوقا وقد ذكر في الحاء المهملة.
عرم
: هو السمك المعروف عند أهل المغرب
بالسردين وباليونانية سماريس قاله ابن جلجل وقد ذكر في السين مع السمك.
عرصف
: قيل إنه الكمافيطوس وسنذكره في الكاف.
عرمض
: أحمد بن داود : هو صنف من السدر قصار لا
تكبر ولا تسمو فهي جعدة وشوكه كمناقير الطير والعرمض أيضا صغار العضاه كلها ذوات
الشوك وأيضا هو صغار الأراك وأيضا العليق الأخضر الذي يغشى الماء فإذا كان في
جوانبه فهو. الطحلب. وقال بعضهم : العرمض ورق طويل يكون في الغدران يغشى وجه الماء
ويشبه ورق لسان الحمل. وفي كناش ابن سرانيون وفي كناش إبن إسحاق هو حب الغار وقد
ذكرت الأراك في الألف والعليق والطحلب كلا منهما في بابه وسنذكر الغار في الغين
المعجمة.
عزق
: هو الخوص والدوم عند أهل المغرب.
عسل
: ديسقوريدوس في الثانية : مالي ما كان
منه قانيا وهو مثل العسل الذي من البلاد التي يقال لها أطيقي أجود ما يكون من هذا
الصنف الذي يقال له أقيطيقون ثم من بعده العسل الذي من الجزيرة التي يقال لها
صقلية ، ويقال لها سقيموس والجيد من كل واحد من هذه الأصناف ما كان في غاية
الحلاوة وكان فيه حذو للسان طيب الرائحة إلى الحمرة ما هو ليس برقيق بل متين قوي وإذا
أخذ بالأصبع إنجذب المتعلق بها إليه. جالينوس في الأولى : العسل يسخن ويجفف في
الدرجة الثانية وجوهره من جوهره ومزاج هذا يبسط بقدر ما يمكن إلا أنه من النوع
الذي نسميه نحن بالعادة النوع الجلاء ، وإذا طبخ وأنضج صار قليل الحدة والجلاء ولذلك
قد نستعمله نحن في هذه الحال في إدمال النواصير والقروح الغائرة فإن كان يوجد عسل
مر بمنزلة العسل الذي يكون في سردونيا فالأمر فيه معلوم إن قوّته مركبة بمنزلة ما
لو أن إنسانا خلط مع العسل أفسنتينا. وقال في حيلة البرء : وأفضله الأحمر اللون
الناصع الطيب الرائحة الصافي الذي ينفذ فيه البصر لصفائه ومذاقته حريفة حادة لذيذة
في غاية اللذاذة إذا أنت رفعت منه شيئا بأصبعك سال إلى الأرض ولم ينقطع فإن انقطع
فإنه أرق أو أغلظ مما ينبغي في الجملة وذلك أنه غير متشابه الأجزاء ، والعسل
الغليظ في أجزائه كلها أو في بعض أجزائه كثير الموم والرقيق كثير الفضول غير نضيج
عسر الإنهضام وما ظهر فيه طعم الموم ووسخ الكور فهو عسل سوء وما سطعت منه رائحة
حادة قوية فليس بمحمود فإن كانت خفيفة فليس بضائر. ديسقوريدوس : وقوّة العسل جالية
مفتحة لأفواه العروق يجذب
الرطوبات ولذلك إذا
صب في القروح الوسخة العميقة وافقها ، وإذا طبخ ووضع على اللحم المشقق ألزقه ، وإذا
طبخ مع الشبث الرطب ولطخت به القوابي أبرأها ، وإذا خلط بملح مسحوق من الملح
المحتفر من معادنه وقطر فاترا في الأذن سكن ورمها ودويها وأبرأها من أوجاعها وإذا
تلطخ به قتل القمل والصيبان وإذا كان إنسان قلفته صغيرة من غير ختان فمرسها بعد
خروجه من الحمام ولطخ عليها العسل وفعل ذلك شهرا كاملا أطالها وهو يجلو ظلمة البصر
وإذا تحنك به أو تغرغر به أبرأ أورام الحلق وأورام العضل التي عن جنبتي اللسان والحنك
واللوزتين والخناق ويدر البول ويوافق السعال إذا شرب سخنا بدهن الورد وينفع من نهش
الهوام وشرب عصارة الخشخاش الأسود ، وإذا ألعق أو شرب نفع من أكل الفطر القتال ومن
عضة الكلب الكلب والذي لم تؤخذ رغوته نافخ يحرك السعال ويسهل البطن ، ولذلك ينبعي أن
يستعمل وقد نزعت رغوته وأجوده الربيعي وبعده الصيفي وأردؤه الشتوي لأنه أغلظها ، وإذا
غلظ لم تكن له تلك القوّة ، وأما العسل الذي يكون في الجزيرة التي يقال لها
سردونيا مر الطعم لرعي الأفسنتين فإنه إذا لطخ به الوجه نقى الكلف العارض فيه وسائر
الأوساخ العارضة من فضول الكيموسات وقد يكون بالبلاد التي يقال لها أرقليانيطيقي
في بعض الأزمنة بخاصة في الزهر عسل يعرض منه لآكله ذهاب العقل يعمه بغتة والعرق
الكثير وإذا أكلوا السذاب والسمك المالح وشربوا الشراب المسمى أويومالي انتفعوا به
وينبغي أن يعاود الأكل مرة بعد مرة ويتقيؤوا بعد أكله وشربه ، وهذا العسل حريف وإذا
شم حرك العطاس وإذا تلطخ به بعد أن يخلط بالقسط نقى الكلف وإذا خلط بالملح ذهب
بآثار الضرب الباذنجانية. البصري : سريع الإستحالة إلى الصفراء لحاس للبلغم جيد
للمشايخ والمبرودين رديء في الصيف لذوي الأمزاج الحارة. البصري : له جلاء وطيب ولطافة
يجذب الرطوبات من قعر البدن وينقي أوساخ الجروح وهو صالح للمبلغمين والمرطوبين
يلين الطبيعة ويغذو الأبدان إلا أنه رديء لأصحاب الصفراء ولا سيما الصعتري منه
فأما الوردي منه فإنه طيب الرائحة والمذاقة وهو أقل حرارة من الصعتري ، وأجود
العسل ما حلا جدّا وكان أحمر فيه حدة يسيرة وطيب رائحة ولم يكن سيالا ولا متينا ،
وأما العسل الذي يشوبه مرارة من رعي الأفسنتين فهو أصلح من جميع أنواع العسل للكبد
والمعدة ويفتح السدد وهو صالح لمن به حبن ، وأما العسل الذي يعمله النحل من الحاشا
فنافع للسدد أيضا فتاح لها وخاصة العسل جذب الرطوبات وحفظ اللحوم من أن تفسد أو
تنتن. وقال : وأما العسل الغير المطبوخ فصالح للمعدة الباردة والأمعاء الوارمة ووجع
المعدة الكائن من البلغم منه للطعام ويغذو غذاء جيدا وينفع اللقوة. قال : وأما
العسل المطبوخ فصالح للقيء ملين للطبيعة يقيأ به من شرب أدوية قتالة مع دهن سمسم
رطلا وهو المثلث. قال : وشراب ماء الشهد ليس بجيد للمريض لما يشوبه من الشمع وهو
شراب من كان من الأصحاء قوى المعدة. وقال الرازي في الحاوي : والعسل أحمد ما
يتعالج به للثة والأسنان وذلك أنه قد يجمع مع التنقية والجلاء لها صقلها إلى أن
ينبت لحم اللثة وهو من أنفع ما عولج به وأسهله إستعمالا وقد ظن قوم أن العمل يرخي
المعدة واللثة لحلاوته ولم يعلموا أنه لا يرخي اللثة من الحلاوات إلا ما كان في
طبعه رطبا والعسل يابس وإنما ترخي الحلاوة إذا كانت مفردة لا حراقة معها كما مع
العسل
أو قبض كما مع المر
ولا جلاء وإذا كان كذلك فهو يرخي لا محالة ويعرف يبس العسل من بعده عن العفونة ومن
حفظه لأجسام الموتى. وفي موضع آخر منه : العسل يحفظ على الأسنان صحتها إذا خلط
بالخل وتمضمض به في الشهر أياما وإذا إستن به على الأصبع صقل الأسنان واللثة ويبيض
الأسنان ويمسك عليها صحتها.
الشريف : إذا خلط مع دهن ورد ولطخ على
الشهدية والرئة وسائر القروح البلغمية المالحة أبرأها مجربا ، وإذا حقنت القروح والجراحات
الغائرة به مع لسان الحمل وفعل ذلك ثلاثة أيام نقاها من أوضارها وغسلها وألحمها.
التجربتين : العسل إذا جعل مع الأدوية الجلاءة أحدّ البصر وقواه وإذا تحنك به أو
تغرغر به عند انفجار الدم وأورام اللوزتين نقاها وكذا يفعل في كل جراحة تحتاج إلى
جلاء وتنقية وإذا عجن بدقيق الحواري فتح الأورام الصلبة وأنضجها والنضيجة يفتحها ويمتص
ما فيها من المدة وهو على هذه الصفة من أنفع الأدوية للقرحة الحادثة في الظهر ، وإذا
عجن به الزراوند الطويل أو الكرسنة أنبت اللحم في الجراحات العميقة وإذا أضيف إلى
هذه اللوز المر ولب حب المحلب ودقيق الشعير وما أشبهها وطلي به البدن أدر العرق وإذا
شرب بالماء نقى الصدر المحتاج إلى تنقية فضل فيه وهيج شهوة الجماع إذا شرب بالماء
عند العطش واقتصر عليه أياما وهو من أنفع ما يشربه المفلوجون والمخدورون وإذا
استعمل بالماء وهو غير منزوع الرغوة كان فيه تلين للبطن وكان تهييجه للجماع أشدّ ،
وإذا شرب بالماء نقى القروح والأمعاء وهيأها للأدوية كما يفعل المري وإذا خالط
الحقن قوى إسهالها وإذا عجنت به أدوية البرص والبهق زاد في جلائها.
عسل
داود : هو الأومالي وقد ذكرته في الألف.
عشر
: أحمد بن داود : العشر من العضاه عراض
الورق وينبت صعدا وله سكر يخرج في فصوص شعبه ومواضع زهره يجمع منه الناس شيئا
صالحا وفي سكره شيء من المرارة ويخرج له نفاخ كأنه شقائق الجمال التي تهدر ويخرج
في جوف ذلك النفاخ حراق لم يقتدح الناس في أجود منه ويحشون به المخاد والوسائد ومنبته
في بطون الأدوية وربما نبت بالرمل وذلك قليل وإذا قطف ورقه وقطعت أطرافه اهراقت
لبنا فالناس في بعض البلدان حيث يكبر يأخذون ذلك اللبن في الكيزان ثم يجعلونه في
مناقع فينقعون فيها الجلود فلا يبقى فيها شعرا ولا وبرة ثم تلقى على الدباغ ، وأخبرني
العالم به أنه يملأ الكوز الضخم من ثمرتين لكثرة لبنهما وخشب العشر خفيف خوار
مستوغل وهو ناعم النبات ونوره مثل نور الدفلي مشرف حسن المنظر. غيره : لبنه حار
محرق وهو من أقوى لبن جميع اليتوعات مسهل. ابن سينا : لبنه مضعف للأمعاء وينفع
جدّا من السعفة والقوباء طلاء. لي : العشر ليس منه شيء ببلاد الأندلس وأوّل ما
وقفت عليه بظاهر طرابلس المغرب بالجهة الشرقية منها وبعد ذلك بديار مصر بظاهر
القاهرة بمقربة من المطرية وأما سكره فقد ذكرته في حرف السين مع السكر فتأمله
هناك.
عشرق
: أبو العباس الحافظ : هو معروف عند العرب
ورقه يشبه ورق السنا إلا أنه أشد خضرة وأقل عرضا وزهره إلى الحمرة وبعضه لازرودي
الشكل إلا أنه أصغر وأميل إلى الاستدارة وغلافه حمصي الشكل مزغب فيه حب عدسي الشكل
ومنه نوع آخر أصغر من هذا وسنفته كرسنية الشكل متدلية وحبه صغير. الغافقي : هو
قرفا باليونانية.
ديسقوريدوس في الثالثة : قرفا هو نبات
له ورق شبيه بورق عنب الثعلب البستاني وله شعب كبيرة وهو أسود
كبير وبزره شبيه
بالجاورس وغلف شبيهة بالخرنوب الشامي في شكلها وعروقها ثلاثة أو أربعة طولها نحو
شبر بيض طيبة الرائحة وأكثر ما ينبت هذا النبات في أماكن صخرية فياحة شامسة ، وأصل
هذا النبات إذا أخذ منه مقدار ربع منّ ورض وأنقع في ٦ قوطوليات
من شراب حلو يوما وليلة وشرب ذلك في ثلاثة أيام نقى الرحم وبزره إذا جعل في حسو وشرب
أدر اللبن. جالينوس في ٧ : أصله إذا شرب بشراب نقى الأرحام من طريق أنه طيب الرائحة
دهني وأما ثمرته فإن أخذت في بعض الأحساء أعانت على توليد اللبن. قال الغافقي : وحبه
يؤكل رطبا ويابسا وهو جيد للبواسير ويسود الشعر.
عشبة
السباع : هو نبات له قضبان كقضبان المنتان وورق
طويل قليل العرض حديد الأطراف غليظ أخضر ناعم كثير متكاثف وفي أطرافه زهر في هيئة
النواقيس لونه بين الغبرة والحمرة مائل إلى أسفل وهذا النبات شديد المرارة ومن أهل
البوادي عندنا من يأخذ من ماء ورقه قليلا ويشربه بزيت كثير ويمرقه في سمن فيقيء
قيئا شديدا عنيفا وينفع من عضة الكلب الكلب ، ويقال أنه ينفع من الجذام ولأمراض
السوداوية وهو دواء قوي غير مأمون إن لم يتحفظ منه وإذا تضمد به شفى القروح
الخبيثة وأظن هذا الصنف هو الكراث الذي ذكره أبو حنيفة.
عصا
الراعي : هو البطباط وهو نوعان ذكر وأنثى.
ديسقوريدوس في الثالثة : وأما الذكر فإنه من المستأنف كونه في كل سنة وله قضبان
كثيرة رقاق رخصة معقدة تسعى على وجه الأرض مثل ما يسعى النبات الذي يقال له النيل
وله ورق شبيه بورق السذاب إلا أنه أطول منه وأشد رخوصة وله عند كل ورقة نور ولهذا
يقال لهذا الصنف منه الذكر وله زهر أبيض وأحمر قان. جالينوس في ٨ : في هذا النبات
شيء يقبض إلا أن الأكثر فيه الشيء المائي البارد فهو في الدرجة ٢ من درجات الأدوية
التي تبرد في مبدأ الدرجة ٣ ، فهو لذلك نافع لمن يجد في فم المعدة إلتهابا إذا وضع
عليه وهو بارد من خارج وكذا ينفع أيضا من الورم المعروف بالحمرة ومن الأورام
الحارة الحادثة عن الدم لأنه على ما وصفت يمنع ويردع المواد المنصبة وبهذا السبب
صار الناس يظنون أنه يجفف فهو لذلك من أنفع الأشياء للأورام المعروفة بالحمرة إذا
كانت تسعى وتنتشر من موضع إلى موضع ولسائر القروح وينفع نفعا بينا للقروح المتورمة
ورما حارا والقروح التي تنصب إليها المواد ويدمل أيضا الجراحات التي هي بعد طرية
بدمها وينفع القروح التي تكون في الأذن وإن كان فيها أيضا قيح كثير جففه ولمكان
هذه القوّة صار يقطع النزف العارض للنساء ويشفي قروح الأمعاء ونفث الدم وانفجاره
من حيث كان إذا أفرط في جميع هذه الخصال هو أقوى من الأنثى.
ديسقوريدوس : وقوّته قابضة مبردة وإذا
شرب ماؤه وافق نفث الدم من الصدر والإسهال والمرض الذي يقال له حولاوا ويقطر البول
لأنه يدر البول إدرارا قويا ، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الهوام ذوات السموم وإذا
شرب قبل الحمى بساعة نفع من الحميات ذوات الأدوار وإذا احتملته المرأة كالفرزج قطع
سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم وغيره ، وإذا قطر في الأذن وافق أوجاعها وسيلان
المدة منها ، وإذا طبخ بالشراب وخلط به شيء من عسل نفع منفعة بالغة في الغاية من
القروح التي تكون في الفروج وقد يتضمد بورق هذا النبات للإلتهاب العارض في المعدة
ونفث الدم والحمرة والنملة والأورام الحادة والأورام البلغمية والجراحات في أول ما
تعرض ، والصنف
الذي يقال له الأنثى
هو تمنش صغير له قضيب واحد رخص شبيه بالقصب وله عقد متقاربه وأوراق شبيهة بورق
الصنوبر وله عروق لا ينتفع بها في الطب وينبت عند المياه وله قوة قابضة مبردة تفعل
كل ما يفعله الصنف الأوّل إلا أنه أضعف منه.
عصفر
: أبو حنيفة : هو الذي يصبغ به ومنه ريفي
ومنه بري وكلاهما ينبت بأرض العرب وبزره القرطم ويقال للعصفر الأحريض والخربع والبهرم
والبهرمان والمربق.
ماسرحويه : هو حار قابض باعتدال إن سحق
وطلي بالعسل على القوابي ذهب بها البتّة وإن طلي بالعسل على القلاع في فم الصبيان
ذهب بها وببلة اللسان والفم. الرازي : العصفر حار جيد للبهق والكلف. المنهاج : العصفر
نفسه يطيب الطبيخ ويهري اللحم الغليظ.
الشريف : إدمانه يفسد المعدة ويبخر
الرأس وينوم وإذا حل بخل نفع من الحمرة والأورام الحارة وسيأتي ذكر الفرطم في
القاف.
عصاب
: هو الشيطرج بالبربرية وقد ذكرته في حرف
الشين.
عصيفيرة
: هو بالتصغير إسم للخيري الأصفر الزهر
ببغداد والموصل وقد ذكرت الخيري في الخاء المعجمة.
عصب
: هو النبات المسمى باليونانية نوارس وقد
ذكرته في النون.
عصير
الدب : إسم عند أهل الأندلس لثمر شجر القطلب.
عصيه
: هو اللبلاب المسمى باليونانية قسوس وسنذكره
في القاف.
عصافير
: وسودانيات. الرازي : في دفع مضار
الأغذية : وأما العصافير الأهلية والجبلية والمرجية فكلها مجففة قليلة الغذاء وتختلف
بمقدار إسخانها للبدن والعصافير الأهلية تسخن البدن إسخانا بينا وتزيد في الإنعاظ
والباه ولا سيما أدمغتها وفراخها إذا اتخذت منها عجة بصفرة البيض والزيت ولا توافق
المحرورين ولا المبرودين ومن يشتكي الرياح ، وينبغي أن يشرب المحرورون عليها السكنجبين
الحامض والمطجنة منها بالمري أسرع خروجا وأما المشوية فعسرة الخروج وربما أورثت
عظام العصافير إذا أكلت بنهم وابتلاع عظامها خدوشا في المري وفي الأمعاء وفي
المقعدة فلذلك ينبغي أن تلقى من عظامها ويجاد هضمها ومضغها وطبخها لئلا تلتصق قطع
العظام الحادة الأطراف فيمكن أن يحدث عنها هذا العارض وأمراق أكثر العصافير تلين
البطن إذا طبخت بماء وملح ولحومها تعقله لا سيما أمراق القنابر ولحومها فإن
للحومها قوة في إمساك البطن ولأمراقها للبطن إطلاق وليس تسخن إسخان العصافير
الأهلية. وأما السودانيات وهي الزرازير فأردأ لحما من القنابر وأقل غذاء. وينبغي
أن تصلح بالدهن الكثير فإن في لحومها حدة لكثرة أكلها من الجراد وسائر الحشرات وما
كان من هذه العصافير سمينا بالطبع فهو أجود غذاء وأسرع نزولا ولا ينبغي أن يؤكل
منها ما لم تجربه العادة والتجربة بأكله فإن فيها عصافير تأكل الهوام السمية وأكثر
هذه جبلية وقلما تكون في المروج وللحومها روائح وألوان منكرة. أبو العلاء بن زهر :
العصافير كلها حارة يابسة وكلها تنفع من الإسترخاء والفالج واللقوة ومن أنواع
الإستسقاء وتزيد في قوة الجماع وأما الزرازير السمان فإنها تأكل حيوانات سمية فإنه
ربما أضرت لذلك بآكلها ولذلك يجب إمساكها يومين أو ثلاثة ثم تستعمل لأن اللّه
تعالى جعل فيها قوّة على هضم الرديء حتى يكون محمودا ولحم عصفور الشوك حار يابس
قليل الغذاء جدا. جالينوس في ١٥ : وزبل الزرازير إذا اعتلفت الأرز وحده
فإنه يجلو الكلف جلاء قويا. ابن ماسة : خرء العصافير يجلو وينقي ويذهب بالآثار
الحادثة في الوجه.
الطبري : وإذا ديف بلعاب إنسان وطليت به
الثآليل قلعها.
عضرس
: الغافقي : قيل إنه
الخطمي البري
المعروف بشحم المرج. قال أبو حنيفة : هو نبت أشهب إلى الخضرة يحتمل الندى إحتمالا
شديدا وقيل هو من أجناس الخطمي وقيل هو من ذكور البقل لونه لون البقل فيه ملحة أي
بياض وهو أشد البقل كله رطوبة. كتاب الرحلة : هو نبات تمنشي الشكل أبيض اللون دقيق
الورق في تضاعيفه شبه الشوك دقيق ليس بالحاد وأصله خشبي وزهره إلى الزرقة في شكل
القمع طعمه طعم الغاريقون حلاوة يعقبها مرارة يسيرة.
عضاه
: هو في اللغة إسم يقع على كل شجر من شجر
الشوك أسماء مختلفة يجمعها العضاه والغضى الخالص منه ما عظم واشتد شوكه وما صغر من
شجر الشوك فإنه يقال له العض والشربين ، فإذا اجتمع جميع ذلك قيل لما له شوك من
صغاره عض ولا يدعى عضاها فمن العضاه السمر والعرفط والسيال والقرظ والقتاد الأعظم
والكنهبل والعوسج والسدر والغار والغرب فهذه عضاه أجمع.
عطشان
: هو النبات المسمى باليونانية دينساقوس وقد
ذكرته في آخر حرف الدال المهملة.
عطب
: هو القطن وسأذكره في القاف.
عطارد
: هو السنبل الرومي من الحاوي وقد ذكر في
السين المهملة.
عظام
: جالينوس : قوّتها محرقة تحلل وتجفف
تحليلا وتجفيفا بليغا ، وقد زعم قوم أن هذه القوّة إنما هي لعظام الناس خاصة وإني
لأعرف إنسانا كان يسقي عظام الناس محرقة من غير أن يعلم القوم الذين كانوا
يشربونها ما الذي يشربون كيما لا ينفروا منه وتنفر أنفسهم عنه ويأبوه وكان هذا
الرجل يشفي بهذه العظام المحرقة كثيرا ممن يصرع ومن به وجع المفاصل. ديسقوريدوس في
الثانية : وقد يأخذ قوم ناب الكلب إذا عض إنسانا فيجعلونه في قطعة من جلد ويشدونه
في العضد ليحفظ من شد عليه من الكلاب الكلبة. خواص ابن زهر : ناب الكلب إن علق على
من يتكلم في نومه أزال عنه ذلك وإن علقت أنيابه على صبي خرجت أسنانه بلا وجع ولا
تعب وإن علق نابه على من به يرقان نفعه ومن حمله معه لم تنبحه الكلاب. التجربتين :
العتيقة منها إذا أحرقت نفعت القروح التي في الأعضاء اليابسة المزاج مثل الذكر والأنثيين
وأشباههما ومتى كانت العظام أكثر تلززا كانت منفعتها أبلغ. الشريف : إذا طبخت
العظام البالية بالخل وصب طبيخها على الرأس قطع الرعاف ، وإذا سحقت النخرة منها
الموجودة في الحيطان وعجنت بماء ورد وضمد بها السلخ والقروح نفعها ، وإذا ذر منها
على الكل نفع منها نفعا بليغا ، وإذا سحقت وعجنت بماء الشعير وطلي بها آثار الجدري
غيرتها وأذهبتها ، وكعب التيس إذا أحرق وشرب رماده بالسكنجبين حلل ورم الطحال وإذا
شرب بعسل هيج الباه وإذا أحرقت العظام التي في سوق البقر وأفخاذها وشرب رمادها مع
عصارته عصى الراعي قطع نزف الدم ونفع من استطلاق البطن وأما عظام الموتى إذا سحقت
وسقيت صاحب حمى الربع دون أن يعلم العليل بذلك نفع منه مجربا.
الغافقي : ورماد العظام المحرق إذا سحق
بخل وتضمد به نفع من حرق النار وكذا زعموا أن كعب ابن عرس إذا أحرق منه وهو حي وعلق
على المرأة لم تحبل. خواص ابن زهر : وإن جعل سن الصبي أوّل ما يسقط قبل أن يقع على
الأرض في صحيفة فضة وعلق على المرأة منع من الحبل وإن علق عظم إنسان ميت على الضرس
الوجع سكن وجعه وأبرأه وإن علق على من به حمى الربع نفعه وإن أحرقت قلامة أظفار
الإنسان العشرة وسقي إنسان رمادها عمل في روحانية المحبة والتألف ، وإن أخذ ضرس
إنسان وعظم الجناح الأيمن من الهدهد وجعل تحت رأس نائم لم ينتبه
ما دام تحت رأسه ، وإن
علق شيء من أسنان التمساح التي من الجانب الأيمن منها على رجل زاد في جماعه ، وأنياب
الثعلب إن علقت على المصروع أو واحد منها برئ وإن دفنت جمجمة إنسان ميت عتيق في
برج حمام كثر فيه الحمام ، وضلع الضبعة العرجاء يعلق على رأس صاحب الشقيقة فينفعه
الأيمن للأيمن والأيسر للأيسر ، وكذا الناب للناب والضرس للضرس. قال : وفي طرف
جناحي الديك عظمان مثقوبان إن علق الأيمن على من به الحمى الدائمة أبرأه ، وهذان
العظمان ينفعان الأعياء والتعب إذا علقا على إنسان أو بهيمة.
عظاية
: حيوان من جنس الجراذين يشبه الوزغ.
ديسقوريدوس في الثانية : ومن الناس من يسميه خلقيديقي صورا أي صورا الذي من
المدينة التي يقال لها خلقيس إذا شرب بشراب أبرأ من نهشته.
عظلم
: هو النبات الذي يتخذ منه النيلج. قال
بعض علمائنا : هو الوسمة الذكر وسيأتي ذكرها في الواو.
عفاز
: زعم قوم أنه ثمرة قاتل أبيه وعندي فيه
نظر لأن شيخنا أبا العباس النباتي قال في كتابه الموسوم بكتاب الرحلة : العفار
معروف بمكة عند العرب ، وبالمدينة عند سكانها ، وكذلك عند أعرابها ورقه فيما بين
ورق الترنج وورق الرند ، وزهره أصفر نرجسي الشكل إلى الطول ما هو وله سنفة خرنوبية
الشكل فيها ثمر لاط على قدر نوى الزيتون. لي : وهذه الصفة مباينة لصفة شجر قاتل
أبيه فتأمله.
عفص
: ديسقوريدوس في ١ : منه ما يؤخذ من
شجره وهو غض صغير مضرس ملزز ليس بمثقب ويسمى أيفاقليس لأنه غض ، ومنه ما هو أملس
خفيف مثقب وينبغي أن يختار أيفاقليس لأنه أقوى من الصنف الآخر. جالينوس في ٧ : أما
الأخضر من العفص وهو حصرمه فهو دواء يقبض جدّا والأكثر فيه الجوهر الأرضي البارد ،
ولذلك صار مجففا ويرد المواد المنصبة ويجمع ويشد الأعضاء الرخوة الضعيفة ويقاوم جميع
العلل الحادثة عن تحلب المواد ، ويمنع تحلبها وليوضع من اليبس في الدرجة الثالثة ،
ومن التبريد في الثانية ، وأما العفص الآخر الذي كأنه أحمر رخو كبار فهو أيضا يجفف
إلا أنه أقل تجفيفا من ذلك بحسب نقصانه عنه في قوة القبض ومتى طبخ العفص وحده وسحق
ووضع كالضماد كان دواء نافعا قويّ المنفعة لجميع الأورام الحادثة في الدبر ولخروج
المقعدة ، وينبغي لنا نحن إذا احتجنا إلى القبض اليسير أن نطبخ العفص بالماء ، ومتى
أردنا التقبيض الشديد فينبغي أن نطبخه بالشراب ، وإذا كانت أيضا الحاجة إلى
التقبيض أشد فليطبخ بشراب فيه عفوصة ، وهذان النوعان كلاهما من العفص إذا أحرقا
فقوّتهما تقطع الدم والأمر في العقص المحرق معلوم أنه يكتسب من الحرق حرارة وحدة ويصير
ألطف وأشد تجفيفا من العفص الغير المحرق ، وينبغي لك متى أردت أن تجعله يقطع الدم
أن تشويه على الفحم ثم تطفئه بشراب. ديسقوريدوس : وكلاهما يقبضان قبضا شديدا ، وإذا
سحقا أضمرا اللحم الزائد ومنعا الرطوبات من أن تسيل إلى اللثة واللهاة ونفعا من
القلاع وما داخل العفص إذا وضع على المواضع المأكولة من الأسنان سكن وجعها ، وإذا
أحرق على جمر وأطفئ بشراب أو بخل وملح قطع الدم ، وقد يصلح طبيخ العفص ليجلس فيه
لخروج الرحم وسيلان الرطوبات السائلة منها سيلانا مزمنا ، وإذا أنقع في خل أو في
ماء سوّد الشعر ، وإذا سحق وذر على ماء أو شراب وافق الذين بهم قرحة الأمعاء وإسهال
مزمن ويوافقهم أيضا إذا خلط بالطعام الملائم لهم ، وإذا تقدم في سلقه بالماء الذي
يطبخ فيه طعامهم ، وبالجملة ينبغي أن
يستعمل العفص حيث
يحتاج إلى القبض والإمساك والتجفيف. ابن سينا : إذا طلي به مسحوقا بالخل على
القوابي ذهب بها. التجربتين : يجب أن يشرب لإمساك السيلانات بفصوص البيض النيمرشت
أو بالصمغ العربي محلولا في الماء لإضراره بالحلق ، وإذا طبخ بالماء نفع ذلك الماء
من نتوء الصبيان إذا كمد به مرارا ، وإذا طبخ بالخل وطلي به الحمرة نفع منها في
ابتدائها ومنع النملة أن تسعى إذا طليت به أيضا. إسحاق بن عمران : وإذا وضع مسحوقا
ناعما ونفخ في الأنف قطع الرعاف ، وإذا سحق بخل ثقيف وطلي منه على السلاق الذي يكون
في الفم أزاله.
عقيق
: أرسطوطاليس : هو أجناس كثيرة ومعادنه
كثيرة ويؤتى به من بلاد اليمن وسواحل بحر رومية وأحسنه ما اشتدت حمرته وأشرق لونه
، وفي العقيق جنس أقلها حسنا وإشراقا يشبه لونه لون الماء الذي يتحلب من اللحم إذا
ألقي عليه الملح وفيه خطوط بيض خفية من تختم به سكنت روعته عند الخصام وانقطع عنه
نزف الدم من أي موضع كان من البدن وخاصة النساء اللواتي يدمن الطمث ، ومن أخذ
نحاتته من أي لون كان فذلك بها أسنانه أذهب الصدأ ، والحفر عنها وبيضها ومنع
الأسنان أن يخرج من أصولها الدم. غيره : محرقه يمسك الأسنان المتحركة ويثبتها.
عقرب
: ديسقوريدوس في الثانية : إذا أخذ نيئا ودق
وسحق ووضع على لسعة العقرب أبرأها وقد يشوى ويؤكل فيفعل ذلك أيضا. الشريف : إذا
اكتحل برماده نفع من ضعف البصر ، وإذا سحق العقرب محرقا وخلط بمثل نصف وزنه خرء
فأر واكتحل به أحدّ البصر ونفع من جرب العين ، وإن سحق عقرب كبير أسود بعد تجفيفه
مع خل وطلي به البرص نفع منه وأبرأه ، وإذا أحرق في زيت حتى يحترق ودهنت به القروح
الخبيثة العسرة الاندمال وذر عليها سحيق العقرب المحرقة نفعها وأبرأ منها ، وإذا
أحرق العقرب ثم وزن بعد حرقه كان وزنه ثمان عشرة حبة لا تزيد حبة. عبد الرحمن بن
الهيثم : إن أخذ عقرب واحدة وقد بقي في الشهر ثلاثة أيام أو أربعة وجعل في إناء وصب
عليها زيت وسدّ رأس الإناء وترك حتى يأخذ الزيت قوتها ، ثم يدهن به من به وجع
الظهر والفخذين فإنه يبرئه ، وقيل : إن طلي من هذا الدهن على البواسير الظاهرة
جففها وأسقطها ، وإن أخذت عقرب ميتة وجعلت في خرقة وعلقت على المرأة التي تسقط
أولادها لم يسقط الجنين وحفظه اللّه عليها. ابن ماسويه في كتابه الجامع : ينبغي أن
تحرق العقارب ومعها قليل كبريت. غيره : رماد العقارب المحرقة يفتت الحصاة وكذا
المعجون المتخذ منه. قال ابن سينا في الثالثة من القانون : وأما رماد العقارب
فيدبر بأن تطين قارورة ثخينة تطين الحكمة ثم يجعل فيها العقارب في تنور حارة ليلة
أو أقل من غير مبالغة في الإحتراق ويرفع من الغد والزجاج خير من الخزف الناشف
الآخذ للقوة. لي : إذا قليت عقرب في زيت حتى يحترق وطلي بذلك الزيت موضع داء
الثعلب أنبت فيه الشعر مجرب.
عقرب
بحري : الزهراوي : عقرب البحر هو حوت صغير أغبر
اللون إلى الحمرة في رأسه شوكة بيضاء بها يضرب وجسمه كثير الشوك رأسه أكبر من جسده
، رأيته وأخذته فلسعني في يدي وآلمني ألما شديدا كألم العقرب البري أو أشد. ديسقوريدوس
في الثانية : سفرنيوس بالاسيوس هو حيوان بحري يسمى باسم العقرب مرارته توافق الماء
الذي في العين والغشاوة والقرح الذي يسمى لوقوما العارض في العين.
عقربان
: شجار والأندلس يسمون بهذا الإسم الدواء
المسمى باليونانية سقولوفندريون ، وقد ذكرته
في حرف السين.
عقار
كوهان : وعقار كوهن وتأويله رأس أصل الكاهن أو
دواء الكاهن ويقال : إنه العاقرقرحا ، وقد تقدّم ذكره في هذا الحرف.
عقيد
العنب : هو الميبختج وهو الرب أيضا المتخذ منه.
عقاب
: الشريف : طائر معروف من جوارح الطير وهو
أكبر في جثته من البازي بكثير وخلقهما واحد ولحمه حار يابس إذا أكل كان بمنزلة لحم
البقر ، ومرارته إذا اكتحل بها نفعت من ابتداء الماء النازل في العين ويحدّ البصر
، وإذا بخر بريشه نفع من اختناق الأرحام ، وإذا لطخ على الكلف والبثور في الوجه
يزيله ويذهبه وينفع منها. جالينوس في ١٥ : زرق البازات والعقبان
فيها فضل حدة ، وقد زعم قوم أنها تحلل الخنازير.
عقعق
: طائر معروف لحمه حار يابس رديء الكيموس.
جالينوس : زعم قوم أن زبل العقعق ينفع من الربو وهو مبطل في قوله.
عكوب
: ديسقوريدوس في الرابعة : سلوين هي شوكة
عريضة لها ورق شبيه بورق الأبيض من النبات الذي يقال له خامالاون ويسلق في حدثان
ما ينبت ويؤكل بالزيت والملح والدمعة المستخرجة من الأصول إذا شرب منها مقدار
درهمين بالشراب الذي يقال له ماء القراطن هيج القيء. التميمي : العكوب تأكله الناس
بالشام وغيرها وهو نوع من الشوك الذي ترتعيه الجمال ، وهذه الشوكة لها قلب يعلو من
الأرض نحوا من ذراعين ولها ورق عريض واسع أخضر مجزع ببياض كأنما قد نفش ذلك
التجزيع والورقة من ورقه مشوكة الحروف يلذع شوكها اليد ممن يمسها ، وقد يثمر في
رأس قضيبه ثمرة مستديرة إلى الطول ما هي حرشفية ملتبسة بشوك كأمثال ما دق من الإبر
داخلها وهي غضة رطبة طيبة تقلى وتؤكل ، وإذا عسا ثمرها فقد يتكوّن في تلك الثمرة
إذا هي فتحت وأزهرت زهر أحمر اللون ويلقى ذلك الزهر ويتكوّن مكانه بزر شبيه بحب
القرطم يكون بين تضاعيفه زغب أبيض مثل زغب الباذرود ، وهذا البزر يضرب في لونه إلى
الغبرة والخضرة في لبه دهانة ، وقد يحمص ويؤكل وهو لذيذ الطعم ، ويتنقل به على
النبيذ ، وهذا البزر طبعه حار يابس في الدرجة الثانية ، وشجرته إذا كانت خضراء
فإنها حارة في الدرجة الأولى رطبة في الثانية ، وقد تلقط تلك الجمجمة التي تكون في
رأس قلب هذه الشجرة وهي غضة رطبة من قبل أن يعسو ويصلب ما عليها من الشوك يلتقطها
الفلاحون ويسمونها العكوب ، وتباع للنصارى في أيام صومهم فينقون ما كان على كل
ثمرة منها من الشوك لقطا بالمقاريض فإذا لم يبق عليها شيء من الشوك سلقوه سلقة
خفيفة ثم يهرقون ماءه ويمرّغونه في دقيق حواري ، وقد خلط فيه ملح مسحوق كمثل الذي
يمرّغ فيه السمك الطري ، ويكون في ذلك الدقيق شيء من الزعفران قد خلط به موم ثم
يقلونه بزيت أنفاق أو بالشيرج كما يقلى السمك ويأكلونه ، يفعل ذلك النصارى في أيام
تحريمهم اللحم وكثير من المسلمين يأكلونه أيضا كذلك ، وقد يولد الإدمان على أكله
كيموسا غليظا ، فأما بزره الذي يقلى ويتنقل به على الشراب فإنه لذيذ الطعم ، وقد
تعقر أصول شجره إذا غشا وبزره فيخرج منه رطوبة تنعقد وتصير صمغا وهو الصمغ المسمى
صمغ الكنكرزد وطبعه مغث مقيئ للمرّة الصفراء والبلغم الغليظ ومرّة سوداء في
الأحيان وقد ينتفع به. لي : ذكرت صمغ الخرشف في الصاد.
عكنة
: وهي اللعبة البربرية أيضا وهي السورنجان
بلا شك ، ولقد وهم فيه من ظنّ أنه غير السورنجان وأكثر نباته يكون بالديار المصرية
بثغر الإسكندرية ، ومنها
يحمل إلى الشام
جميعه وتعرفه عامّة مصر بالعكنة ، ونحن في بلاد الأندلس نعرف هذا النوع بالسورنجان
الدقيق ، وينبت عندنا بالجبال وهو أيضا موجود بإفريقية والنساء بديار مصر تشربه
للسمنة مع عروق المستعجلة وهو مأمون لا يجدون منه مضرّة ألبتة. الرازي : العكنة
تزيد في الباه وتحمر الوجه وتحسنه إذا شربت في الأسوقة لا تخطئ إلا أنها ربما هيجت
أمراضا حادّة ويبلغ من قوّتها أنها ربما أعقبت حمرة لون قانية مثل الشامة في الوجه
والرأس والمفاصل.
عكير
: الغافقي : ليس هو وسخ الكوائر كما زعم
ابن سمحون وابن واقد وغيرهما ، ووسخ الكوائر هو شيء أسود ويوجد في حيطان الكوائر
ملطخا ، وهو أوّل ما يضع النحل ثم يبنى الشمع عليه ، وأما العكير فهو شيء كالخبيص
ليس بشمع ولا عسل ، وإذا غمزته تفرّق وليس بشديد الحلاوة وتجيء به النحل على
أعضادها وسوقها كما تجيء بالشمع ، ويقال : عكير وأكثر ما يكثر منه النحل في السنة
المجدبة ويوجد في أفواه الكوائر ، ومداخل النحل ومخارجها ، ويؤكل كما يؤكل الخبز
فيشبع وهو مفسد للعسل والناس يكرهونه لذلك.
عكرش
: زعم قوم أنه الثيل نفسه ، وقال آخرون : إنه
النوع القصبي منه المسمى فالامغرسطس ، ومنهم من زعم أن العكرش نوع من الحرشف. وفي
الكتاب الحاوي العكرش هو النبات المسمى باليونانية أرارانوطاي وهي العشبة المقدّسة
، وقال في موضع منه أنه ألنيطاقلن ، وقال فيه إنه النبات المسمى باليونانية
أفاراني وهو البلسكي بالعربية.
وفي موضع آخر من كتاب الرحلة العكراش
إسم عربي وهو عند العرب بالحجاز البكرش مخصوص بنوع من النبات منبسط على الأرض عدسي
الشكل له زهر دقيق يخلف بزرا على قدر الجاورس في غلفه حمصي الشكل طعمه طعم البقل
الحمصي أول الإسم عين مكسورة بعدها كاف ساكنة ثم راء مكسورة بعدها شين معجمة.
عليق
: ديسقوريدوس في الرابعة : باطس وهو
العليق نبات معروف. إسحاق بن عمران : وورقه مشاكل لورق الورد في خضرته وشكله وخشونته
وله ثمر شبيه بثمر التوت.
جالينوس في ٦ : ورق هذا النبات وأطرافه
وزهره وثمرته وأصله جميعا فيها طعم قابض بين إلا أنها مختلفة في هذا الطعم فالورق
منه خاصة الطري الغض لما كانت المائية فيه كثيرة صار قليل القبض ، وكذا أطرافه وبهذا
السبب متى مضغت شفت القلاع وغيره من قروح الفم وهي أيضا تدمل الجراحات كلها لأن
مزاجها مركب من جوهر أرضي بارد ، ومن جوهر مائي فاتر ، وأما ثمرته فإنها إن كانت
نضيجة فإن الأكثر فيها يكون الجوهر الأرضي ، ولذلك تكون غضة وتجفف تجفيفا شديدا وكلاهما
يجففان ويحفظان فإذا جففا كانا أشد تجفيفا منهما إذا كانا رطبين وزهرة العليق أيضا
قوّتها هذه القوّة بعينها الموجودة في ثمرته ١ وينفع على ذلك المثال من قروح
الأمعاء واستطلاق البطن ولضعف قوّة الأمعاء ولنفث الدم ، وأما أصل العليق مع قبضه
ففيه جوهر لطيف ليس بيسير فهو لذلك يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين. ديسقوريدوس
: وورقه قابض مجفف وأغصانه إذا طبخت مع الورق صبغ طبيخها الشعر ، وإذا شرب عقل
البطن وقطع سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم ويوافق نهش الدابة التي يقال لها قرسطس
وهي حية لها قرنان ، وإذا مضغ الورق شدّ اللثة وأبرأ القلاع ، وإذا تضمد بالورق
منع النملة من أن تجري في البدن وأبرأ قروح الرأس الرطبة ونتوء العين والظفرة والبواسير
الناتئة في المقعدة والبواسير التي يسيل
__________________
منها الدم وإذا دق
الورق ناعما ووضع على المعدة العليلة والضعيفة التي تسيل إليها المواد وافقها وعصارة
الورق إذا جففت في الشمس كانت في فعلها قوية وعصارة ثمره إذا كان ناضجا تامّا
توافق أوجاع الفم ، وإذا أكل ثمره ولم يستحكم نضجه عقل البطن ، وأما زهره إذا شرب
بالشراب عقل البطن ، وأما عليق أنداء وهو نبات في الجبل المسمى أنداء ، وإنما نسب
إلى هذا الجبل لأنه كثير فيه فهو ألين أغصانا بكثير من العليق الذي وصفناه قبل هذا
، وفيه شوك صغار وربما لم يكن فيه شوك ألبتة. الغافقي : يشبه النسرين وله ثمر أحمر
كثمر الورد. ديسقوريدوس : وفعل هذا العليق شبيه بفعل العليق الذي وصفناه قبل هذا
إلا أنه يفضل على ذلك بأن زهر هذا إذا دق ناعما مع العسل ولطخ على العين نفع من
الورم الحار العارض لها ، وإذا لطخ على الحمرة سكنها ، وقد تسقى الزهرة بالماء
لوجع المعدة. الشريف : وإذا دق ورق العليق مع أطرافه الغضة وضمد بها سحج الفخذين
في الاسسفار نفع من ذلك وحيا ، ويتخذ منه شياف ينفع من جميع علل العين الظاهرة
فيها وفي أجفانها ، وصفة الشياف الذي يتخذ منه يدق غضه ويعصر ويصفى ويسحق على
صلاية إلى أن يسخن ويحلل الصمغ العربي بماء ويصفى ، ويمزج منه القليل ويشيف ويرفع
لوقت الحاجة.
عليق
الكلب : وهو عليق العدس ويسمى في بعض الجهات
بورد السباج ونسرين السباج أيضا. ديسقوريدوس في ١ : هو تمنش أكبر من العليق بكثير
شبيه في عظمه بالشجر وورقه أعرض من ورق الآس ، وفي أغصانه شوك صلب وله زهر أبيض وثمر
طويل شبيه بنوى الزيتون إذا نضجت احمرّت وفي داخلها شيء شبيه بالصوف. جالينوس في ٧
: ثمرة هذا النبات تقبض قبضا قويا ، وأما ورقه فيقبض قبضا يسيرا ، وإذا كان كذلك فالوجه
بالانتفاع بكل واحد منهما معلوم ، وينبغي أن يحذر ما في ثمرته من الزغب الشبيه
بالقطن فإنه صار ينكي قصبة الرئة. ديسقوريدوس : والثمر إذا جفف ونزع داخله منه
لإضراره بقصبة الرئة ثم طبخ بالشراب وشرب عقل البطن. غيره : ويمسك البول أيضا.
علس
: هو الأشغالية بعجمية الأندلس. ديسقوريدوس في الثانية
: راا هو صنفان أحدهما يوجد فيه حبة والآخر يوجد فيه حبتان ، والخبز المعمول منه
أقلّ غذاء من خبز الحنطة. جالينوس في ٦ : قوة أنواعه قوة وسط بين قوة الحنطة والشعير
، فهو بهذا السبب يقرب من ذينك. غيره : إذا طبخ بالماء وجلس في مائه من به
البواسير سكن وجعها وحرقتها.
علك
: جالينوس في ٨ : جميع أنواع العلك تسخن
وتجفف ، وإنما خالف بعضها بعضا من قبل أن في كل واحد منها من الحرافة والحدة في الطعم
والحرارة في القوّة مقدار أكثر ومقدار أقل ، ومن طريق أن بعضها قليل اللطافة وبعضها
كثير اللطافة وبعضها فيه قبض وبعضها لا قبض فيه ، وأفضل أنواع العلك وأولاها
بالتقديم علك الروم وهو المصطكي ، وذلك أنه مع ما فيه من القبض اليسير الذي به صار
نافعا لضعف الكبد والمعدة ، ورقه فيه أيضا تجفيف لا أذى معه ، وذلك أنه لا حدّة له
أصلا وهو لطيف جدّا ، وأما سائر أنواع العلك فأجودها علك البطم وليس لهذا العلك
قبض معروف مثل قبض المصطكي وفيه مع هذا شيء من المرارة وبسبب هذا يحلل أكثر من
تحليل المصطكي ولمكان هذا الطعم أيضا صار في هذا العلك شيء يجلو حتى أنه يشفي
الجرب ، وذلك لأنه يجذب من عمق البدن أكثر من الأنواع الأخر من أنواع العلك لأنه
ألطف منها ، وأما العلك الذي يكون من
__________________
النوع المسمى من
أنواع الصنوبر قوقا ، والعلك الذي يكون من شجر الصنوبر المسمى سطرموليا وهو
الصنوبر الكبار فهما أشدّ حرافة وحدّة من علك البطم ، ولكنهما ليسا يحللان ولا يجذبان
أكثر منه ، وعلك الصنوبر الكبار في هذه الخصال أشدّ وأكثر من علك الصنوبر المسمى
قوقا ، فأما علك الصنوبر الصغار وعلك الشجرة المسماة لاطي فهما وسط بين الأمرين
لأنهما أحد من علك البطن وأقلّ حدّة من علك قوقا وعلك الصنوبر الكبار ، ولعلك
البطم مع هذا شيء من اليبس وبعده في اليبس المصطكي ، وأما علك السرو فله حرافة وحدّة
والعلك المسمى لاركس
هو أيضا شبيه بعلك البطم. ديسقوريدوس في ١ : وصمغ شجرة الحبة الخضراء يؤتى
به من بلاد الغرب ، ومن البلاد التي يقال لها بطرا وقد يكون بفلسطين وسوريا وبقبرس
وبلينوي وبالجزيرة التي يقال لها قليقلاوس ، وهو أجودها.
وهذه صفته هو أصفاها ولونها أبيض شبيه
بلون الزجاج مائل إلى لون السماء طيب الرائحة تفوح منها رائحة الحبة الخضراء ، وأجود
هذه الصموغ صمغ شجرة الحبة الخضراء وبعده صمغ المصطكي وبعده صمغ بنطوقنداس وهو
التنوب وهو شجرة قضم قريش وبعده صمغ الشجرة التي يقال لها لاطي ، وبعده صمغ قوقا وهو
الأرز وصمغ الصنوبر ، وكل واحد من هذه الصموغ مسخن ملين مذوّب منق موافق للسعال وقرحة
الرئة ونفث الدم منق لما في الصدر إذا لعق وحده أو بعسل مدر للبول منضج ملين للبطن
موافق لالتزاق الشعر بالجفون ، وإذا خلط بزنجار وقلقنت ونطرون كان صالحا للجرب
المتقرح والآذان التي تسيل منها رطوبات ، وإذا خلط بعسل وزيت يصلح لحكة القروح مثل
الأنثيين والرحم ، وقد يقع في أخلاط المراهم والأدهان المحللة للأعياء ، وينفع من
أوجاع الجنب إذا تمسح به وحده ، وإذا تضمد به كان نافعا من الخراج والجراحات وغيرها
من الأدواء وأجود هذه الصموغ ما كان صافيا يبرق ، ومن صمغ التنوب وصمغ قوقا وهو
الأرز ما يكون رطبا ويؤتى به من غالاطيا ، ومن البلاد التي يقال لها هونيا وقد كان يؤتى به أيضا فيما مضى من
البلاد التي يقال لها قولوفون ، ولذلك سمي ما أتى به من تلك البلاد قولوفنيا وقد
يؤتى منه بشيء من غالاطيا ومن البلاد التي يقال لها بلاد السرو ، وتسميه أهل تلك
البلاد لارقس ، عظيم المنفعة من السعال المزمن إذا لعق منه وحده ، وهذه الصموغ
الرطبة هي مختلفة الألوان ، وذلك أن منها ما لونه أبيض ومنها ما لونه زيتي ومنه ما
يشبه لونه لون العسل مثل لارقس ، وقد تكون أيضا من السرو وصمغة رطبة تصلح لما
ذكرناه ، وقد يوجد من يابس هذه الصموغ ما يكون من الصنوبر ومن الأرز ومن التنوب ومن
الشجرة التي يقال لها لا طي ، واختر منها أطيبها رائحة صافي اللون لا يابسا ولا
رطبا يشبه الموم هين الإنفراك وأجودها صمغ التنوب وصمغ لا طي لأنهما طيبا الرائحة
ورائحتهما تشبه رائحة الكندر ، وقد يؤتى من هذه الصموغ بضروب من الجزيرة التي يقال
لها مطروشيا وهي بلاد إسبانيا ، وأما صمغ قوقا وهو الأرز وصمغ الصنوبر وصمغ السرو
فإنها أضعف من صمغ التنوب وصمغ لا طي وليس لها من القوة ما لتلك غير أنها تستعمل
في كل ما تستعمل فيه تلك ، وأما المصطكي فإن قوّته قريبة من صمغة الحبة الخضراء ،
وقد يطبخ ما كان من هذه الصموغ رطبا في إناء يسع ٤ أضعاف
الرطوبة التي تصير فيه ، فينبغي أن يصير في إناء نحاس من الصمغ ٩ أرطال ومن ماء المطر
ثمانية عشر رطلا ويطبخ طبخا رفيقا على جمر ويحرك حركة دائمة إلى
__________________
أن تبطل رائحته ويجف
جفوفا شديدا ويهون انفراكه حتى ينفرك بالأصابع ، ثم يبرد ويوعى في إناء من خزف غير
مقير ، وهذا الصمغ إذا طبخ ابيضّ واشتدّ بياضه ، وينبغي أن يتقدم في تصفية كل واحد
من هذه الصموغ أيضا ما كان منه رطبا ويطبخ على جمر بلا ماء طبخا رقيقا أوّلا ، فإذا
قرب من الانعقاد يوضع تحته جمر كثير ويطبخ طبخا دائما ثلاثة أيام وثلاث ليال حتى
يصير إلى الحد الذي وصفنا آنفا ثم يوعى أيضا كما وصفنا ، وأما ما كان من هذه
الصموغ يابسا فإنه يكتفي فيه بأن يطبخ النهار كله من أوّله إلى آخره ثم يوعى ، وقد
ينتفع بهذه الصموغ المطبوخة في المراهم الطيبة الرائحة والأدهان المحللة للأعياء وفي
تلوين الأدهان ، وقد يجمع دخان هذه الصموغ مثل ما يجمع دخان الكندر ويصلح لصنعة
الأكحال التي تحسن هدب العين والمآقي المتآكلة والأشفار الساقطة والدمعة وقد يعمل
منه مداد يكتب له.
إسحاق بن عمران : علك الأنباط وهو علك
شجرة الفستق ولونه أبيض كمد ، وطعمه فيه شيء من مرارة ويلقيه الشجر في شدة الحرّ وهو
حار يابس في الدرجة الثالثة يحلل وينقي الأوساخ وينفع الحكة العتيقة ويجذب البلة
من داخل الجسد ، وينزل البول وينفع من السعال ووجع الصدر العارض من الرطوبة وخاصة
الرطوبة المنحدرة إلى صدور الصبيان ، وبدل صمغ الأنباط صمغ البطم أو صمغ الضرو.
غيره : يجذب السلاء والشوك وما ينشب في البدن وينبت اللحم في القروح إذا خلط في
المراهم وصمغ أكرامتنا حار يابس يحلل الرياح ويطردها ويحلل الأورام الصلبة. الشريف
: والراتينج هو صمغ شجرة الصنوبر وهو ثلاثة أنواع فنوع منه سيال لا ينعقد ، ومنه
نوع آخر صلب ساذج ، ومنه نوع ثالث صلب بعد طبخه بالنار ، وهو الذي يسمى قلقونيا ،
وإذا أذيب بالنار إلى أن ينسبك ويصب على جزء منه مثله زيت البزر وضمدت به الثآليل
التي قد تدلت عن المقعدة وقد أعيت الأطباء نفع منها وأبرأها بتوالي ذلك عليها إلى
أن تسقط ، وينفع هذا الدهن من شقاق الكعبين ، وإذا بلت فيه خرق وجففت في الشمس ثم
دخن بها صاحب الزكام البارد أزاله وحيا ، وإذا بخر به صاحب الحمى المزمنة أبرأها ،
وإذا سحق وشرب منه نصف مثقال ١ في بيضتين خفاف على الريق نفع من السعال والربو
وقروح الرئة ، وإذا أخذ منه جزء ومن بعر الأرنب والزرنيخ الأحمر والشحم من كل واحد
نصف جزء وديف الكل حتى يذوب على نار لينة ثم يقرص الكل أقراصا كل قرص من نصف مثقال
ويتبخر به عند الحاجة إليه بقرص واحد على نار رقيقة بقدح من أنبوب قصب أو قمع نفع
ذلك من السعال يبخر بها في اليوم ثلاث مرّات ويتحسى العليل دخانها فإنه عجيب في
نفعه من السعال وقروح الرئة ، وإذا أخذ منه جزء فسبك بالنار ، ثم صب عليه مثله زيت
بزر ومثل نصف جزء أسفيذاج وأنزل عن النار واستعمل كان مرهما عجيبا للجراحات ملزقا
لحديثها مجففا لعتيقها ، وإذا سحق منه درهمان وذر عل حسو نخالة وتحسى الكل ٧ أيام متوالية
نفع من السعال المزمن وقروح الرئة والشهدية وجففها ونفع منها. ابن سينا : ينبت اللحم
في الأبدان الجاسية لكنه يهيج الأورام التي في الأبدان الناعمة وقد تبرأ به القروح
مع الجلنار والعروق ونحوها.
علق
: الشريف : ينفع تعليقا على الأعضاء
الضعيفة التركيب مثل أن تركب فوق الآماق والوجنتين والساقين والمواضع الآلمة لأنها
تقوم مقام الحجامة لا سيما في الأطفال والنساء وأهل الرفاهية ، وذلك أن العلقة إذا
علقت على نفس العضو الذي
__________________
فيه الملكونيا والقروح
الخبيثة مصت منها الدم الفاسد ، وكذا تعليقها في الأصداغ فتجذب بمصها الدم الفاسد
في الأجفان ، وإذا أحرقت العلق ثم عجن رمادها بخل ثقيف ثم طلي به على موضع الشعر
النابت في الأجفان بعد تنقيته منعه أن ينبت. ومن خواص العلق أنه إذا بخر به حانوت
الزجاج تكسر جميع ما فيه من الزجاج.
علك
: هي صمغة تعلك أي تمضغ.
علقى
: قيل إنه النبات المسمى أوشيرس وقد ذكرته
في الألف.
علك
يابس : هي القلفونيا ، وقد ذكرت فيما مضى.
علقم
: هو قثاء الحمار تعرفه الناس كلهم بهذا
الإسم. قال أبو حنيفة : العلقم الحنظل وكل ذي مرارة علقمة. كتاب الرحلة : هو إسم
عربي مشهور ويوقعونه ببلاد الحجاز اليوم على نبتة ورقها شبيه بورق الكرمة البيضاء
وزهرها كذلك يمتدّ على الأرض حبالا وثمره على قدر الصغير من الخيار الشتوي ، ولونه
ما بين الخضرة والبياض وفيه طرق خضر عليها شوك دقيق ظني أنها اللويفة تكون بصعيد
مصر كشوك الخيار ، والبزر داخل الثمر دون شحمه على شكل ما في داخل الخيار وطعمه
كطعم القثاء والخيار المرّ.
علجان
: قال أبو حنيفة : نباته الرمل والسهل وهو
خيطان دقاق خضر جدّا مظلمة تضرب إلى الصفرة جرداء وتكون كعقدة الأشنان وله نوّار
أصفر تأكله الحمير فتصفر أسنانها ولا تأكله الإبل والغنم إلا مضطرة. وفي كتاب
الرحلة : هو عند عرب إفريقية إسم عربي ببلاد أفريقية للنبات المسمى بالقراح وسأذكره
في القاف.
علث
: هو النبات المسمى باليونانية خندريلي ،
وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.
عنبر
: ابن حسان : العنبر هو روث دابة بحرية ،
وقيل هو شيء ينبت في قعر البحر فتأكله بعض دواب البحر فإذا امتلأت منه قذفته رجيعا
وهو في خلقته كالعظام من الخشب ، وهو دسم خوار دهني يطفو على الماء ومنه ما لونه
إلى السواد وهو مرذول وهو جاف قليل النداوة وهو عطر الرائحة مقوّ للقلب والدماغ
نافع من الفالج واللقوة وأمراض البلغم الغليظ ، وهو سيد الطيب واختباره بالنار.
ابن سينا : العنبر فيما يظنّ نبع عين في البحر ، والذي يقال إنه زبد البحر أو روث
دابة بعيد ، وأجوده الأشهب القوي السلايطي ١ثم الأزرق ثم الأصفر ، وأردؤه الأسود ويغش
من الجص والشمع واللاذن والمندة وهو صنفه الأسود الذي كثيرا ما يوجد في أجواف
السمك الذي تأكله وتموت ، وهو حار يابس يشبه أن تكون حرارته في الدرجة ٢ ويبسه في الأولى
ينفع المشايخ بلطف تسخينه ، ومن المندة صنف يخضب اليد ويصلح ليتبع به نصول الخضاب
وينفع الدماغ والحواس وينفع القلب. وقال في الأدوية القلبية : فيه متانة ولزوجة وخاصية
شديدة في التقوية والتقريح معا وتعينها العطرية القوية ، فهو لذلك مقوّ لجوهر كل
روح في الأعضاء الرئيسة مكثر له وأشدّ اعتدالا من المسك ، وقد عرفت موجب هذه
الخصال التي هي عطرية مع تلطيف ومتانة ولزوجة. ابن رضوان : العنبر ينفع من أوجاع
المعدة الباردة ومن الرياح الغليظة العارضة في المعي ومن السدد إذا شرب ، وإذا طلي
به من خارج ومن الشقيقة والصداع الكائن عن الأخلاط الباردة إذا بخر به ، وإذا طلي
به ، ويقوّي الأعضاء ويقاوم الهواء المحدث الموتان إذا أدمن شمه والبخور به وإذا
شرب. التميمي : وقد تضمد به المفاصل المنصب إليها الرطوبات ورياح البلغم فينتفع به
منفعة بينة ، ويقوّي رباطاتها ويحلل ما ينصب إليها من الرطوبة ، وقد يسعط منه
محلولا ببعض الأدهان المسخنة
__________________
كدهن المرزنجوش أو
دهن البابونج أو دهن الأقحوان أو دهن الجماجم ، فيحلل علل الدماغ الكبار العارضة
من البلغم الغليظ والرياح ويفتح ما يعرض في لفائفه من السدد ويقوّيه على دفع
الأبخرة والرطوبة المتراقية إليه ، ويتخذ منه شمامات على مثال التفاح يشمها من
يعرض له الفالج واللقوة والكزاز فينتفعون بشمها ، ويدخل في كثير من المعاجين
الكبار والجوارشنات الملوكية. التجربتين : دخنته نافعة من النزلات الباردة مقوّية
للدماغ وإذا حل في دهن البان ١ نفع من جميع أوجاع العصب والخدر إذا دهن به فقار
الظهر وهو مقوّ لفم المعدة إذا غمس فيه قطنة ووضع عليها ، وينفع مأكولا من استطلاق
البطن المتولد عن برد وعن ضعف المعدة. وبالجملة؛ فهو مقوّ للأعضاء العصبية كلها.
غيره : إن طرح منه شيء في قدح شراب وشربه إنسان سكر سكرا سريعا.
عنبا
: الشريف : هو نبات هندي لا يكون نابتا
بغير الهند والصين وهو شجر ذو ساق غليظة وأغصان وأوراق شبيه بشجر الجوز سواء ، وله
ثمر يشبه المقل الأندلسي وأهل الهند يجمعونه إذا كمل عقده ويكبسونه بالملح والماء
ويعمل بالخل ، ويكون طعمه كطعم الزيتون سواء ، وهو أجل الكوامخ المأكولة عندهم ويشهي
الطعام ، وإذا أديم أكله حسن رائحة العرق وقطع رائحة الأحشاء.
عنب
الثعلب : منه بستاني وهو القنا بالعربية والبرنوف
والبلبان وتعرفه عامتنا بالأندلس بعنب الذئب ، ومنه ذكر وهو الكاكنج وهو صنفان منه
بستاني ، وهو الذي تعرفه عامة الأندلس وبالمغرب بحب اللهو ومنه بري جبلي ويعرف
بالعنب وتعرفه الناس بالأندلس بالغالية ، وكثيرا ما يتخذونه في الدور وهو منوّم ومنه
مجنن. ديسقوريدوس في الرابعة : البستاني منه ما هو تمنش قد يؤكل وليس بعظيم وله
أغصان كثيرة وورق لونه إلى السواد أكبر وأعظم وأعرض من ورق الباذروج وثمر مستدير ولونه
أخضر وأسود ، وإذا نضج احمرّ ، وإذا أكل هذا النبات لم يضرّ أكله. جالينوس في ٨
: جميع الناس يعرفونه ويستعملونه في العلل المحتاجة إلى القبض والتبريد لأنه يقدر أن
يفعل الأمرين. كلاهما في الدرجة الثانية.
ديسقوريدوس : له قوّة قابضة مبردة ، ولذلك
إذا تضمد بورقه مع السويق وافق الحمرة والنملة ، وإذا دق ناعما وتضمد به أبرأ
الغرب المنفجر والصداع ونفع المعدة الملتهبة ، وإذا دق دقا ناعما وخلط بالملح وتضمد
به حلل الأورام العارضة في أصول الآذان ، وماؤه إذا خلط بأسفيذاج الرصاص والمرادسنج
ودهن الورد كان صالحا للحمرة والنملة ، وإذا خلط به الخبز وافق الغرب المنفجر ، وإذا
تضمد به رؤوس الصبيان مع دهن ورد وأبدل ساعة بعد ساعة نفعهم من الأورام العارضة في
أدمغتهم ، وقد يداف به الشياف المعمول لسيلان الرطوبات الحادّة من العين بدل الماء
وبدل بياض البيض ، وإذا قطر في الأذن نفع من وجعها وإذا احتملته المرأة في صوفة
قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم. حبيش بن الحسن : أما عنب الثعلب فممزوج فيه
قوة حارة يسيرة يقرب من الاعتدال ويبس فيه خفي غير أن فيه قوّة خاصة في تحليل
الأورام
__________________
الباطنة في أعضاء
الجوف ، ومن ظاهر إذا شرب مدقوقا معصورا ماؤه غير مغلي بالنار مصفى ومقدار ما يشرب
منه أربعة أواق بالسكر ، وإن مزج بغيره من ماء الرازيانج والهندبا والكشوث بمقدار
ما يصير من مائه أوقيتان ، وكذا كل واحد من ماء هذه البقول الثلاثة مغلي مصفى ، وهذه
البقول إذا مزجت مياهها كان لها نفع في تحليل الأورام الباطنة التي تكون في الكبد
والطحال وورم الحجاب الذي يكون بين الكبد والطحال ، ومن الورم الذي في المعدة ومن
بدوّ الماء الأصفر. الإسرائيلي : ومن الواجب أن لا يقصد العلاج به في ابتداء حدوث
الأورام لأن الأورام في ابتدائها تحتاج إلى تقويته أكثر من تلطيفه مثل لسان الحمل
وعصي الراعي ، وأما عنب الثعلب فليس كذلك لأن تلطيفه أكثر من تقويته ولذلك وجب أن
لا يستعمل إلا في آخر العلل. إسحاق بن عمران : وإذا حقن بمائه من به الموم برد
جسمه وأطلق بطنه بعفوصته وأكله مسلوقا ينفع من الأورام الحارة العارضة للكبد.
التجربتين : يسكن العطش شربا وضمادا ، وإذا خلط ماؤه بالأسفيذاج نفع من حرق النار
طلاء ، ونفع من الجدري المتقرح ويسكنه ويجففه ، وإذا درس كما هو ووضع على السرطان
المتقرح سكنه ، وإذا تمودي عليه أضمره ومنع قروحه من أن تسعى. غيره : أكل ثمرته
يقطع الاحتلام. ديسقوريدوس : وقد يكون صنف آخر من عنب الثعلب ويسمى النفقاين وهو
الكاكنج ورقه شبيه بورق الصنف الأوّل إلا أنه أعرض منه ، وقضبانه بعد أن تطول تميل
إلى أسفل وله ثمر في غلف مستديرة شبيهة بالمثانة حمر مستديرة ملس مثل حب العنب ، وقد
يستعمل في الأكاليل وقوته شبيهة بقوة الصنف الأوّل ، غير أن هذا الصنف لا يؤكل ، وثمرة
هذا النبات تنقي اليرقان بإدرارها البول. جالينوس : قوة ورقه شبيهة بقوة عنب
الثعلب النابت في البساتين وثمرته تدر البول ، ولذلك قد تخلط هذه الثمرة وهي حب
الكاكنج في أدوية كثيرة تصلح للكبد والكليتين والمثانة. حبيش : الكاكنج صنفان جبلي
وبستاني ، والجبلي أفضل في العلاج وأشبه بعنب الثعلب البستاني.
الشريف : الكاكنج ينفع من الربو واللهب
وعسر النفس شربا ، وإذا ابتلع من حبه مثقال في كل يوم شفى من اليرقان بإدراره
البول ، ويقال : إن المرأة إذا ابتلعت من حبه بعد طهرها ٧ أيام في كل يوم ٧ حبات منعت
الحبل. ديسقوريدوس : وقد يستخرج عصارة هذا الصنف الأوّل والثاني ويجففان في الظل للخزن
وفعلهما واحد. قال : ومن عنب الثعلب صنف ثالث يقال له المنوم وهو تمنش له أغصان
كثيرة متكاثفة متشعبة عسرة الرض مملوءة ورقا ، وفيه رطوبة تدبق باليد يشبه ورق
السفرجل ، وزهر أحمر في حمرة الدم صالح العظم وثمر في غلف ، ولونه شبيه بلون
الزعفران ، وله أصل له قشر لونه إلى الحمرة وهو صالح العظم ينبت في أماكن صخرية.
جالينوس : هو من جنس الشجر ولحاء أصله إذا شرب بالشراب جلب النوم ، والذي يشرب منه
زنة مثقال واحد ، وأما في سائر خصاله فهو شبيه بالأفيون ولكنه أضعف منه حتى يكون
هذا في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرد والأفيون في الرابعة ، وبزر هذا
النوع قوته تدر البول ومتى شرب منه أكثر من ١٢ حبة أحدثت لشاربه جنونا. ديسقوريدوس
: وإذا شرب من قشر الأصل مقدار درهمين أياما نوم نوما أخف من صمغة الخشخاش وثمره يدر
البول إدرارا قويا. وقد يسقى من كان به جنون من ثمره نحو من اثنتي عشرة حبة ، إلا
أنه إن شرب أكثر أسكر ومن عرض له ذلك فإنه إذا شرب شرابا كثيرا من الشراب الذي
يقال له ماء القراطن انتفع به ، وقد يستعمل قشر الأصل في الأدوية المسكنة للأوجاع
، وفي أخلاط بعض الأقراص ، وإذا طبخ بالشراب وأمسك طبخه في الفم نفع من وجع
الأسنان ، وإذا خلطت عصارة الأصل بالعسل واكتحل بها أحدّت البصر. قال : ومن عنب
الثعلب نوع رابع يقال له المجنن ، وهو نبات
له ورق شبيه بورق
الجرجير إلا أنه أكبر منه مثل ورق الشوكة التي يقال لها فاداوس ، وأغصان كبار يخرج
من الأصل عشرة أو اثنا عشر طولها نحو من ذراع وفي أطرافها رؤوس شبيهة بالزيتون إلا
أنّ عليها زغبا مثل جوز الدلب وهو أكبر من الزيتونة وأعرض وزهر أسود وبعد الزهر
يكون له حمل شبيه بالعناقيد فيه ١٥ حبة أو ١٢
والحب مستدير أسود رخو في رخاوة العنب شبيه بحب النبات الذي يقال له فسوس ، وله أصل
أبيض غليظ أجوف طوله نحو من ذراع وينبت في أماكن جبلية ومواضع تخترقها الرياح فيما
بين شجر الدلب. جالينوس : هذا النوع لا ينتفع به أصلا فيما يعالج به البدن من داخل
، وذلك أنه إن شرب منه إنسان وزن أربعة مثاقيل قتله ، وإن شرب أقل من هذا المقدار
أحدث به جنونا ، فأما إن شرب منه وزن مثقال واحد فإنه لا يؤذي ولكنه في هذه الحال
أيضا لا ينتفع به ، فأما من خارج فإنه إذا عمل منه ضماد شفى القروح الرديئة
الساعية وأنفع ما في هذا لحاء أصله ، وهذا اللحاء يجفف تجفيفا كأنه في الدرجة
الثانية عند منتهاها. ديسقوريدوس : وإذا شرب من الأصل مقدار درهمين خيل لشاربه
خيالات ليست بوحشة وإذا شرب منه مقدار درخميين أسكر ثلاثة أيام وإذا شرب منه مقدار
أربع درخميات فعل ذلك وقتل وباد زهرته هو الشراب الذي يقال له مالقراطن إذا شرب
منه كثير وتقيء وفعل ذلك مرارا كثيرة.
عنب
الدب : كتاب الرحلة : هو إسم لشجرة جبلية كثيرا
ما تنبت عند الصخور وعليها ، وتسميها العجم غابش بالغين المعجمة والباء بواحدة
مفتوحة مشددة قبلها ألف وبعدها شين معجمة ، وبالإسم الأوّل وقعت عند جالينوس في
كتاب الميامن تكون في منبتها متدوحة على قدر القامة تميل على الأرض ميلا كثيرا ويلصق
بعضها على الحجارة وفيها اعوجاج وغصونها صالبية الشكل غير مشوكة ورقها رماني الشكل صغير مفلطح
في مشابهة ورق الرجلة ، وثمرها على قدر المتوسط من النبق أحمر مليح الحمرة وداخله عجم
صغير أربع أو خمس وطعمه قابض وطعم الثمر حلو بيسير مرارة يخالطه لزوجة وقبض يسير ،
وينبت بالأندلس أيضا بالجبال كأغرناطة وجيان ورندة يؤكل غضا ويتخذ من يابسه سويق وهو
نافع من الإسهال المزمن وزهرها فيه مشابهة من زهر الحبي إلا أنه أدق ولونه ما بين
الصفرة والخضرة إذا سقط خلفه الثمر على الصفة التي وصفناها عناقيد تتعلق من معاليق
صغار وهي مما ينبت بجبال رندة بمقربة من عين شبيلة وبجبال غرناطة بمقربة من
الكنيسة.
قال جالينوس في الميامن عن أسقلبيادس : إنه
يكون في نيطش وهو ثمر نبات منخفض شبيه بما يكون بين الشجر والحشيش ، وورقه شبيه
بورق النبات الذي يقال له قاتل أبيه ، ويحمل ثمرا مدوّرا أحمر في طعمه قبض يقع في
الأدوية النافعة من نفث الدم.
عنب
الحية : يقال على ثمر الهزار جسان وهي الكرمة
البيضاء واليونانيون قد يسمون بهذا الإسم ثمر الكبر أيضا ، وسنذكر كل واحد منهما
في بابه.
عنكبوت
: جالينوس في ١١ : قد ذكر قوم
أن نسجه إذا وضع على الجراحات الحادثة في ظاهر البدن حفظها بلا ورم. ديسقوريدوس في
٢ : العنكبوت إذا خلط بالمراهم ولطخ على خرقة وصير على الجبهة أو على الصدغين أبرأ
من الحمى حمى الغب ، ونسجه إذا وضع وحده على موضع يسيل منه دم قطعه ، وإذا وضع على
القروح التي لا عمق لها منع منها الورم ، ومن العنكبوت صنف يكون نسجه أبيض كثيفا وهو
على ما زعم قوم إذا شدّ في جلد وعلق على العضد منع من حمى الربع ، وإذا طبخ
__________________
بدهن ورد وقطر في
الأذن وطليت به نفع من وجعها. الشريف : إذا أخذ نسجه وقطر عليه خل ووضع على الدمل
أوّل ظهوره وترك عليه إلى أن يجف نفعه ومنعه أن يتزايد وجففه ، وإذا دلكت العضة
المتغيرة بنسجه جلاها وحيا ، وإذا أخذ البيت وربط في خرقة وعلق على الصدغ الأيسر
من صاحب حمى الورد أبرأه مجرب.
عنصل
: أبو حنيفة : هو
بصل البر له ورق مثل ورق الكراث يظهر منبسطا ، وله في الأرض بصلة عريضة وتسميه
العامة بصل الفار ، ويعظم حتى يكون مثل الجمع ويقع في الدواء ، ويقال له العنصلان
أيضا ، وأصوله بيض وله لفائف إذا يبست تبقشت والمتطببون يسمونه الأشقيل. جالينوس
في ٨ : قوته قطاعة تقطيعا بليغا ، ولكنه ليس يسخن إسخانا قويا إنما ينبغي أن
يضعه الإنسان من الإسخان في الدرجة الثالثة ، والأجود أن يأخذ البصلة الواحدة
فيشويها أو يطبخها وينضجها ثم يأخذها الآخذ فإنه إذا فعل بالعنصل هذا انكسرت شدّة
قوّته. ديسقوريدوس في الثانية : له قوّة حادّة محرقة ، وإذا شوي وأكل كان كثير
المنفعة ، وإذا أردنا شيه لطخناه بعجين أو بطين وصيرناه في تنور مسجورا ودفناه في
جمر إلى أن يجود شيّ العجين أو الطين ، ثم تقشر عنه فإن كان قد نضج نضجا جيدا وكان
منفسخا وإلاّ لطخناه أيضا بعجين أو بطين وفعلنا به أيضا كما فعلنا أولا فإنه متى
لم يشو هذا الشيّ وأخذ منه أضر بالجوف وقد يشوى في قدر ويغطى ويصير في تنور ، وينبغي
إذا نضج أن يؤخذ جوفه ويرمى بقشره ، ومنه ما يقشر ويستعمل وسطه ، ومنه ما يقطع ويسلق
ويصب ماؤه ويبدل مرارا إلى أن لا يظهر فيه مرارة ولا حرافة ، ومنه ما يقطع ويشك في
خيوط كتان وتفرق القطع حتى لا يماس بعضها بعضا ويجفف في الظل ، فالمتقطع منه
يستعمل في الخل والشراب والزيت ، وأما وسطه النيء منه فإنه يطبخ بالزيت ويذاب معه
الراتينج ويوضع على الشقاق العارض في الرجلين ، ويطبخ بالخل ويعمل منه ضماد للسعة
الأفعى ، وقد يؤخذ جزء من الأشقيل المشوي والسمن ويخلط به ثمانية أجزاء من ملح
مشوي ويسقى منه على الريق فجلنارين واحد واثنين لتليين البطن ، وقد يستعمل في
أشربة وأدوية مما يقع فيه الأفاويه ، وإذا أردنا أن يدر البول للمحبونين والذين
يشكون معدهم ويطفو فيها الطعام واليرقان والمغص والسعال المزمن والربو ونفث الدم ونفث
القيح من الرئة وينقي الصدر فيكتفي منه بوزن ٣ أديولوسات مطبوخا بعسل يلعق ، وقد يطبخ
بالعسل ويؤكل فينتفع به لما وصفنا وينفع من سوء الهضم خاصة ويسهل البطن كيموسا غليظا
لزجا ، وإذا أكل أيضا مسلوقا فعل ذلك ، وينبغي أن يجتنبه من كانت في جوفه قرحة ، وإذا
شوي ولطخ على الثآليل التي يقال لها أفروخوذويس والشقاق العارض من البرد كان صالحا
لهما ، وبزره إذا دق ناعما وصير في تينة يابسة أو خلط بعسل وأكل لين البطن ، وإذا
علق صحيحا على الأبواب كان بادزهرا للهوام. الغافقي : وإذا طلي بالعنصل على الجسم
آذاه وقرحه وينفع من أقراحه المرادسنج وحيثما وقع العنصل طرد الهوام والحيات والنمل
والفار والسباع وخاصة الذئب ، وكثير من الوحوش ، والذئب إذا وطئ ورق العنصل عرج وربما
مات ، وإذا أكله الفارمات ثم يجف ويصير كالجلد العتيق من يومه ، ولا يفوح له رائحة
ولا تسيل منه الرطوبة البتة ، وإذا اعتصر ماؤه وعجن بدقيق الكرسنة وعمل منه أقراص
وخزن كان نافعا للمستسقين ، وبزره يشفي من القولنج الصعب الذي لا دواء له بأن يدق
ناعما ويعجن بخمر ويحبب كالحمص ويجعل منه حبة في تينة قد نقعت
في العسل الرقيق
يوما ويمضغ العليل التينة بما فيها ويشرب بعدها ماء حارا قد أغلي فيه بورق ، وقد
يعمل لعوق من عصير ورقه إذا طبخ مع ضعفه عسلا منزوع الرغوة للربو والبهق ولا يصلح
العنصل إلا للمشايخ والمبرودين وليتجنبه من سواهم ، وينبغي أن تحذر منه البصلة
الواحدة النابتة في الأرض وحدها مفردة فإنها قاتلة ، وبالجملة فإن الإكثار منه
يقتل بالتقطيع. ديسقوريدوس في الخامسة : وأما خل العنصل فصنعته على هذه الصفة : يؤخذ
من بصل العنصل الأبيض فينقى ويقطع بسكين عود ، وتشك قطعه في خيط وتكون القطع
متفرقة لا يماس بعضها بعضا ويجفف في ظل ٤٥ يوما ، ثم يؤخذ
منه مقدار منّ ويلقى عليه ١٢ قسطا من خل ثقيف ، ويوضع في الشمس ٢٥ يوما
وتكون الآنية التي فيها الخل والعنصل مغطاة ويستوثق من تغطيتها ، ثم يؤخذ من العنصل
فيعصر فإذا عصر رمى به ، ويؤخذ الخل فيصفى ويرفع ، ومن الناس من يأخذ من العنصل
منا ويلقى على ٥
أقساط من الخل ، ومنهم من يأخذ العنصل فينقيه ولا
يجففه ، ولكن يستعمله طريا ويأخذ منه مقدار منّ فيلقيه على الخل ويدعه ٦ أشهر
، وخل العنصل الذي يعمل على هذه الصفة هو أشدّ تقطيعا للكيموس الغليظ من سائر خلول
العنصل ، وإذا تمضمض يخل العنصل شدّ اللثة المسترخية وأثبت الأسنان المتحرّكة وأذهب
نتن الفم ، وإذا تحسى صلب الحلق وجسى لحمه وصفى الصوت وقواه ، وقد يستعمل لضعف
المعدة ورداءة الهضم والسدد والمرض العارض من المرة السوداء الذي يقال له
مالنخوليا وايليمسيا وهو الصرع والجنون ، ولتفتيت الحصى الذي في المثانة والاختناق
العارض من وجع الرحم ، ولورم الطحال وعرق النساء ، وقد يقوّي أعضاء البدن الضعيف ويفيده
صحة ويحسن لونه ويحدّ البصر ، وإذا صب في الأذن نفع من ثقل الأذن. وبالجملة؛ فقد
يوافق في أمراض الجوف كلها ما خلا قرحة إن كانت في الجوف ، وينبغي أن يسقى على
الريق ويسقى منه في أوّل يوم يستعمل شيء يسير ويزاد قليلا بعد قليل إلى أن يبلغ
مقدار قوانوس. ومن الناس من يسقى منه مقدار قوانوسين أو أكثر ، وأما شراب العنصل
فصفته أن يؤخذ بصل العنصل ويقطع كما قلت آنفا ويجفف في الشمس ، ويؤخذ منه مقدار
منّ ويدق وينخل بمنخل ضيق ويصر في خرقة كتان رقيقة وتؤخذ الصرة وتصير في ٢٥ قسطا
من عصير حلو جيد حديث في أول ما يعصر وتترك فيه ثلاثة أشهر ، وبعد ذلك يصفى الشراب
ويفرغ في إناء آخر ويرفع بعد أن يسدّ رأسه ويستقصى سدّه ، وقد يمكن أن يعمل العنصل
رطبا على هذه الصفة يؤخذ وهو رطب فيقطع كما يقطع السلجم ويؤخذ منه نصف ما يؤخذ من
اليابس فيلقى عليه العصير ويوضع في الشمس ٤٥ يوما ويعتق ،
ويعمل أيضا شراب العنصل على صفة أخرى يؤخذ العنصل فينقى ويقطع ويؤخذ منه ٣ أمناء ويلقى
على جرة من الجرار التي يستعملها أهل أنطاليا من عصير جيد يوم يعصر ويغطى ويترك ٦ أشهر
، وبعد ذلك يصفى ويرفع في إناء وشراب العنصل ينفع من سوء الهضم وفساد الطعام في المعدة
، ومن البلغم الغليظ اللزج الذي يكون في المعدة وفي الأمعاء ، ومن وجع الطحال وعرق
النسا ، ومن فساد المزاج المؤدي إلى الاستسقاء ومن الاستسقاء واليرقان وعسر البول
والمغص والنفخ والفالج العارض من الاسترخاء ومن السدد والنافض الموهن ، ومن شدخ
أطراف العضل ، وقد يدر الطمث ومضرته للعصب يسيرة وأجود شراب العنصل ما كان عتيقا ،
وينبغي أن يجتنب شربه في الحمى ، وإذا كانت في البدن قرحة. الشريف :
وإذا شوي العنصل وخلط
به ستة أمثاله ملحا وشرب منه مثقالان على الريق أسهل الأخلاط الغليظة ، وإذا رب من
خيوط أصله وهي العروق التي إلى أسفل مقدار قيراط قيأ قيئا معتدلا بلا مغص ولا
تنكيل ولا مشقة ، وإذا شويت بيضتان في جوف عنصلة وتركت حتى تنضج ثم سقيتا على
الريق أسهلتا الخام ونفعتا من الإقعاد ، وإذا أغلي من العنصل نصف أوقية في أوقيتي
دهن زنبق حتى ينضج ثم يصفى عنه ويرفع الدهن ويدهن به أسفل القدمين ونام الرجل في
فراشه ولا يمشي بقدميه على الأرض فإنه يفعل في الإنعاظ فعلا عجيبا يفعل ذلك ٧ أيام
متوالية ، وإذا دق قلبه وخلط بالخل العتيق وتدلك به في الحمام أذهب البهق الفاحش الذي
لا يوجد له دواء ، وإذا دق وخلط به مقدار ربعه نطرونا ووضع الكل في خرقة خشنة سحيقة
ويحك بها موضع داء الثعلب حتى يدمي أنبت فيه الشعر ، وربما لم يحتج فيه إلى عودة
فإن احتيج إلى ذلك أعيد مرة أخرى بعد أن يبرأ جرح الموضع. التجربتين : إذا قطعت
بصلة وغمست في الزيت وقليت فيه حتى تجف نفع ذلك الدهن من جمود الدم في الأطراف ، وإن
قلي معه الثوم كان أبلغ ، وإن حل في هذا الزيت شمع أصفر ويسير كبريت مسحوق وصنع من
الجميع قيروطي وطلي به الجرب المتقرح واليابس والحكة والحزاز أبرأها ، وإذا حل فيه
الزفت والكبريت ينفع من قروح الرأس الشهدية ، وإذا حل فيه الزفت وحده وعجن بالحناء
نفع من البثور اليابسة المتولدة في رؤوس الصبيان. وهذا الزيت المذكور يسكن أوجاع
المفاصل وأوجاع النقرس عن أسباب باردة ، وإذا قطر هذا الدهن في الأذن نفع من وجعها
البارد وفتح سددها ، وإذا خلط هذا الدهن بالعسل ولعق نقى الصدر من الأخلاط اللزجة
، وإذا حل في خله قليل من الشبث كان أقوى في إثبات الأسنان المتحرّكة ، وإذا ضرب
خله في أطلية الجرب والبهق والقروح العفنة والقوابي وما أشبهها من البثور الظاهرة
على الجلد قوي فعلها جدّا.
عناب
: مسيح : العناب حار رطب في وسط الدرجة
الأولى والحرارة فيه أغلب من الرطوبة ، ويولد خلطا محمودا إذا أكل أو شرب ماؤه ويسكن
حدة الدم وحرافته ، وهو نافع من السعال والربو ووجع الكليتين والمثانة ووجع الصدر
والمختار منه ما عظم حبه ، وإن أكل قبل الطعام فهو أجود. ابن سينا : ينفع حدة الدم
الحار وأظن أن ذلك لتغليظه الدم وتلزيجه إياه والذي يظن من أنه يصفي الدم ويغسله
ظن لست أميل إليه وغذاؤه يسير وهضمه عسير. الإسرائيلي : رطبه يتولد عنه دم بلغمي ورطبه
أفضل من يابسه إلا في الصدر والرئة ، وإذا كان نضيجا لين الطبيعة ، ولا سيما
اليابس منه ، وإذا كان غضا عفصا حبس الطبيعة وسكن هيجان الدم وحدته وليس بمسكن
للدم الغالب عليه الرطوبة. غيره : قد جربته مرارا في السعال اليابس وفي خشونة
الحلق نقوعا ومطبوخا فوجدته ينفع منهما نفعا ظاهرا وفيه تطفئة لنوع من البثور أيضا
فقد جربته فيها بأن كنت أسقي ماءه مع شراب السكنجبين وأجعل الغذاء منه مع العدس
المصفى منه فينفع من ذلك نفعا بينا وفي مدة قريبة. الرازي : جيد للحلق والصدر. وقال
في دفع مضار الأغذية : العناب يلين خشونة الصدر وهو بطيء الانحدار ، ولم يذكر
جالينوس فيه غير ذلك ولا القدماء في تطفئة الدم شيئا ، لكن التجربة تشهد بذلك وهو
يطفئ ويبرد ويسكن ثائرة الدم على جلائه ، ولا سيما إذا طبخ بالعدس وشرب ماؤه والإكثار
منه ينفخ ويمدد البطن ، وإذا شرب الجلاب الحار عليه أحدره وهو مقلل للمني ويضعف
الأنعاظ
ويصلح أن يتنقل به
على النبيذ ولا سيما المحرورون ، ولا سيما إن نقع بماء ورد وسكر يسير. الشريف : إذا
جفف ورقه وسحق ونخل ونثر على الأكلة نفع من ذلك نفعا بينا لا يبلغه في ذلك دواء وينبغي
أن يتقدم بأن يطلى على الأكلة بريشة بعسل خاثر ، وإذا دق قشر ساق شجرتها وخلط
بمثله أسفيذاجا وحشي به الجراحات الخبيثة نقاها وشفاها ، وقد يفعل القشر ذلك وحده
، وإذا طبخ ورقه بماء ثم صفي وشرب من طبيخه خمسة أيام بسكر كل يوم نصف رطل فإنه
يذهب الحكة عن البدن مجرّب ، وإذا طحن نواه وصنع منه سويق وشرب بماء بارد أمسك
الطبيعة وعقل البطن وإذا طحن بجملته كان نافعا من قرحة الأمعاء ، وإذا حل صمغه بخل
وطلي به على القوابي نفعها وأذهبها لا سيما إذا توالى ذلك. غيره : ورق العناب إذا
مضغه من يتكره شرب الأدوية المسهلة خدر لهواته ولسانه وأضعف ما فيهما من حدة الحس
، وسهل عليه شرب الدواء ولم يحدث له بعد شربه غثيان ، وكان في ذلك أبلغ من ورق
الطرخون.
عنب
: ديسقوريدوس في الخامسة : زهر العنب ما
كان حديثا فإنه كله يسهل البطن وينفخ المعدة وما عتق منه زمانا فإن فيه شيئا يسيرا
من ذلك ، لأن أكثر ما فيه من الرطوبة التي قد جفت وهو جيد للمعدة وينهض الشهوة ويصلح
للمرضى ، وأما العنب المجنى في الثجير فالمجني في الجرار فإنه طيب الطعم جيد يعقل
البطن ويضر بالمثانة والرأس ويوافق الذين يتقيئون الدم ، والعنب الذي يصير العصير
شبيها به ، وأما العنب الذي يصير في الطلاء الذي يسمى أناما وفي الشراب الحلو فهو رديء للمعدة ، وقد
يتقدم في تزبيب العنب ثم يكبس بماء المطر فيكون فيه شيء يسير من قوّة الشراب وهو
يقطع العطش وينفع من الحميات المحرقة المزمنة. ابن سينا : الأبيض من العنب أحمد من
الأسود إذا تساويا في سائر الصفات من المائية والرقة والحلاوة وغير ذلك ، والمتروك
بعد القطف يومين أو ثلاثة خير من المقطوف في يومه ، وقشر العنب بارد يابس بطيء
الهضم وحشوه حار رطب وحبه بارد يابس ، وهو جيد للغذاء موافق مقوّ للقلب وللبدن ، وهو
شبيه بالتين في قلة الرداءة وكثرة الغذاء وإن كان أقل غذاء منه ، والمقطوف في
الوقت منفخ والنضيج أقل ضررا من غير النضيج ، وإذا لم ينهضم العنب كان غذاؤه فجا
نيئا وغذاء العنب بحاله أكثر من غذاء عصيره ، ولكن عصيره أسرع نفوذا وانحدارا.
الرازي : العنب ينفخ قليلا ويطلق البطن ويخصب البدن سريعا ويزيد في الإنعاظ وهو
جيد للمعدة ولا يفسد فيها كما تفسد سائر الفواكه. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية :
العنب معتدل وأحلاه أسخنه وما كان فيه مزازة لم يسخن البدن والدم المتولد منه أصلح
من الدم المتولد من الرطب ، وإذا أخذ منه حلوه ونضيجه ولم يكثر منه لم يحتج إلى
إصلاح ، وقد يعطش ويحمى عليه أصحاب الأمزاج الحارة جدّا ، ويكفي في ذلك أن يشرب
عليه شربة من السكنجبين أو يقمح عليه رمان حامض أو يؤكل طعام فيه حموضة ، وأما من
يكون أذاه بنفخه وتمديده البطن فليحذر أن يأخذه بقشره أو مع الحب أو الفج منه أو
يشرب عليه ماء الثلج فإن تأذى من النفخة مع ذلك فليشرب شربة من ماء الكمون أو يأخذ
شيئا من الشراب العتيق ، وينبغي أن يحذر من الإكثار منه أصحاب القولنج الريحي.
عندم
: قال أبو حنيفة : هو البقم. وقال غيره : هو
دم الأخوين وقد ذكرت كل واحد منهما في بابه فيما مضى.
عنقز
: هو المرزنجوش وسأذكره في الميم.
عنجد
: هو عجم الزبيب.
عنزروت
: هو الأنزروت وقد ذكر في الألف.
عنم
: كتاب الرحلة : هو معروف عند
__________________
أهل الأعراب ينبت
ببلاد الحجاز وغيرها ، وهو شيء ينبت على أغصان شجر أم غيلان وعلى السيال والسمر وأشباه
هذه يخرج من نفس أغصان الشجرة قصب تشبه أعواد اللوز عليها ورق كثيف شديد الخضرة
على قدر ورق اللوز إلا أن أطرافه ليست بمحددة ويكون أصغر من ورق اللوز وبين ذلك ،
ومنه ما يشبه ورق البنتومة النابتة أيضا بالأندلس والعدوة على شجر الزيتون والرمان
واللوز إلا أن ورقه أشد قبضا وأكثر خضرة وأنعم ، ويتفرّع عن قصبها أغصان كثيرة كما
يتفرع ذلك ويكون على أطرافها زهر
أحمر اللون بخلاف الينتومة ، فإن زهر الينتومة دقيق إلى الصفرة كزهر الزيتون ، وزهر
هذه كزهر اللوز مليح المنظر إلا أنه إلى الطول فيه مشابهة من زهر صريمة الجدي الكبيرة
إلا أنها أضخم وأمتن وأشد حمرة ، وفيه شيء من بعض مشابهة من جنبذة الرمانة أول
خروجها وأطراف الزهرة متفرجة وفي غاية العفوصة والإبل حريصة على أكلها.
وزعم أهل الصحاري أنها تذهب مجاعة الإبل
وأهل الصحاري الغربية يسمونها أكباب.
عهن
: هو الصوف في اللغة وقد ذكرته في الصاد.
عوسج
: ديسقوريدوس في ١ : هو شجيرة تنبت في
السباخ لها أغصان قائمة مشوكة مثل الشجرة التي يقال لها أفسا أفنس في قضبانها وشوكها
وورقها إلى الطول ما هو يعلوه شيء من رطوبة تدبق باليد ، ومن العوسج صنف آخر غير
هذا الصنف أبيض أشد بياضا منه ، ومنه صنف آخر ورقه أشد سوادا من ورقه وأعرض مائل
قليلا إلى الحمرة وأغصانه دقاق طوال يكون طولها نحوا من خمسة أذرع وهي أكثر شوكا
منه وأضعف وشوكه أقل حدة وثمره عريض دقيق كأنه في غلف شبيهة بالدواء الذي يقال له
سفندوليون. جالينوس في ٨ : هو شويكة تجفف في الدرجة الثالثة وتبرد في الأولى
نحوا من آخرها وفي الثانية عند مبدئها ، ولذلك صارت تشفي النملة والحمرة التي ليست
بكثيرة الحرارة وينبغي أن يستعمل منها في مداواة هذه ورقها اللين. ديسقوريدوس : ورق
أصناف العوسج إذا تضمد به كان صالحا للحمرة والنملة ، وقد زعم قوم أن أغصانه إذا
علقت على الأبواب والكواء أبطلت السحر. التجربتين : وعصارة ورقه إذا طبخ الورق
بالماء حتى يثخن ويغلظ وينعقد ويحتفظ بها من الحرق تنفع من بياض عيون الصبيان ، وإذا
سقيت بماء ورقه التوتيا المصنوعة بردت العين ونفعت من الرمد. الشريف : إذا عصرت
أوراقه نفعت من الجرب الصفراوي ، وإذا دق وعصر ماؤه وعجن به الحناء وتدلك به في
الحمام نفع من الحكة والجرب ، وإذا دخن بأغصانه طرد الهوام ، وإذا دق وعصر ماؤه في
العين ٧ أيام متوالية نفع من بياض العين قديما كان أو حديثا ، وإذا أخذ من ثمر العوسج
ودق ثم عصر وترك عصيره حتى يجف ثم ديف منه وزن دانق ببياض البيض أو ألبان النساء ،
وقطر في العين فإنه من أبلغ الأدوية نفعا من جميع أوجاع العين وخاصة بياض العين. وقال
: إن أطباء فارس والهند والسريانيين كانوا يعالجون به الجذام في ابتدائه بأن
يصنعون منه شرابا على هذا الصفة يؤخذ أصول العوسج فيقطع ثم يطبخ في المطبوخ
الريحاني حتى يذهب الثلثان ويبقى الثلث ، ثم يصفى ويعطى العليل منه ثلث رطل في
شربة فإنه يسهل ٤
مجالس أو ٥ مرة
سوداء محترقة ، ويتقدم قبل أخذه بثلاث ليال بأن يعطى العليل فيها لحم الضأن مطبوخا
أسفيدباجا ، ويغب الدواء يومين ويؤخذ في الليلة الثالثة. لي : أكبر الأطباء ممن
تكلم في العوسج يصف إليه منافع العليق ويتكلم عليها ، وهذا من عدم التحرير وقلة
النظر لأنهما
__________________
دواءآن مختلفان في
الماهية وغيرها ، وقد ذكرت العليق فيما مضى فانظره هناك.
عود
: ديسقوريدوس في ١ : أعالوحن وهو
العود الهندي هو خشب يؤتى به من بلاد الهند ومن بلاد العرب شبيه بالصلاية منقط طيب
الرائحة قابض ، وفيه مرارة يسيرة ، وله قشر كأنه جلد موشى ويصلح إذا مضغ أو تمضمض
بطبيخه لتطييب النكهة ، ويهيأ منه ذرور وينثر على البدن كله لتطييب رائحته ، وقد
يستعمل في الدخن بدل الكندر ، وإذا شرب من الأصل قدر مثقال نفع من لزوجة المعدة وضعفها
ويسكن لهبها وإذا شرب بالماء نفع من وجع الكبد ووجع الجنب وقرحة الأمعاء والمغص.
جالينوس في ترجمة البطريق : أعالوحن وهو العود الهندي وهو طيب الرائحة ، وإذا شرب
من أصله وزن درهم ونصف أذهب الرطوبة العفنة التي تكون في المعدة. قال الشيخ الرئيس
: أجود أصناف العود المندلي ويجلب من وسط الهند عند قوم ثم الذي يقال له الهندي وهو
جبلي ويفضل على المندلي بأنه لا يولد القمل وهو أعبق في الثياب ، ومن الناس من لا
يفرق بين المندلي والهندي الفاضل ، ومن أفضل العود السمندوري وهو من سفالة الهند
ثم القماري وهو صنف من السفالي ، ومن بعد ذلك القاقلي والبري والقطفي والصيني ويسمى
القشمري وهو رطب حلو وهو دون ذلك والحلالي والمانطاقي واللوالي والمربطاني والمندلي عامته جيدة ثم أجود السمندوري
الأزرق الرزين الصلب الكثير الماء الغليظ الذي لا بياض فيه الباقي على النار ، وقوم
يفضلون الأسود منه على الأزرق وأجود القماري الأزرق النقي من البياض الرزين الباقي
على النار الكثير الماء ، وبالجملة فأفضل العود أرسبه في الماء والطافي عديم
الحياة والروح رديء ، والعود عروق أشجار تقلع وتدفن في الأرض حتى تتعفن منها
الخشبية والغير ، ويبقى العود الخالص والعود حار يابس في الثانية لطيف مفتح للسدد
كاسر للرياح ذاهب بفضل الرطوبة ويقوي الأحشاء ويقوي الأعصاب ويفيدها دهانة ولزوجة
لطيفة وينفع الدماغ جدّا ويقوي الحواس والقلب ويفرحه. إسحاق بن عمران : وينزل
البلغم من الرأس إذا تبخر به ويحبس البطن ويمنع من إدرار البول الكائن من الأبردة
وضعف المثانة.
عود
الحية : الشريف : ذكره مؤمن القروي في كتابه ويسمى
بالبربرية اصعععر
وهو نبات ينبت في بلاد السودان مشهور وهو شبيه بعود السوس صلب في طعمه مرارة ، وإذا
بخر به سطعت له رائحة حادة ، وإذا سقي منه نصف درهم شفى من كل سم حار أو بارد وكان
ذلك من فعله وحيا ، وإذا أمسكه ماسك بيده لم يعد عليه شيء من الحيات ، وزعم قوم
أنه متى أمسكه الإنسان ووقعت عينه على حية اسبتت ولم تتحرك البتة عن موضعها وإذا
مضغ وتفل في فم الأفعى ماتت وحيا.
عود
الصليب : هو الفاوانيا وسنذكره في الفاء.
عوقيا
: هو النبات المسمى حشيشة الزجاج ، وقد
ذكرت في حرف الحاء المهملة.
عود
الريح : إسم مشترك يقال بالشأم على عود
الفاوانيا يقال بمصر على النوع الصغير من العروق الصفر وهو الماميران ، وقد تقدّم
ذكره ، ويقال أيضا على قشور أصل شجر البرباريس وهو المسمى بالبربرية أرغيس ، وقد
ذكرته في حرف الألف ، ويقال أيضا على عود الوج وسنذكره في الواو.
عود
النسر : زعم الشريف أنه النبات المسمى
باليونانية أناغورس وقد ذكرته في حرف الألف. وقال غيره : هو عود شجرة الخطمي ، وقال
آخر : هو عود المحلب. وقال آخر : هو الأراك وقد ذكرته في الألف.
عود
الدقة : هو
المحروث وهو أصل الأنجذان فاعرفه.
__________________
عود
العطاس : هو الكندس ، وسنذكره في الكاف.
عينون
: الغافقي : هذا الإسم يسمى به عندنا
نوعان من النبات ، أحدهما يقال له الكحلي
والكحلوان والسليس وهو نبات له ساق وقضبان طوال دقاق صلبة منتظمة بورق صغير كورق الآس
اللطاف فيها متانة ولون قضبانها بين السواد والحمرة ، وفي كل قضيب زهرة كحلاء
مستديرة كالدرهم ، ونباته بالجبال وطعمه شديد المرارة ويعرفه أطباؤنا بالأندلس
بالسنا البلدي. وزعم قوم أنه الماهي زهره ، وهذا النبات حار يابس يسهل البلغم والسوداء
، وإذا أخذ منه قبضة وطبخت مع التين وشرب طبيخها ينفع جدّا من وجع الوركين إلا أنه
يكون غير مأمون ، والنبات الآخر هو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع قائمة طوال
رقاق بيض مخرجها من ساق واحد قريب من الأصل عليها ورق يشبه بورق المرزنجوش إلا أنه
أطول منه ولونه إلى البياض ، وفي أطراف القضبان زهر أصفر وطعم هذا النبات قابض ونباته
بالجبال وهو نافع أيضا إذا شرب طبيخه نفع من وجع الظهر والوركين وهو أسلم من
الأوّل وأحسن للاستعمال.
عيون
الديكة : ابن رضوان : هو حب شبيه بحب الخرنوب غير
أنه أشد تدويرا منه أحمر اللون صقيل حار رطب يعين على الباه ويزيد في المني زيادة
كثيرة إذا شرب منه وزن درهم.
عين
الهدهد : إسم بإفريقية للنوع من النبات المعروف
بآذان الفار الرومي ، وهو مجرّب عندهم لعرق النسا يسقى في ألية الكبش وهو المذكور
في آخر المقالة ٢ من ديسقوريدوس ، وقد ذكرته مع أنواعه في حرف الألف.
عين
ران : هو الزعرور عند عامة ديار بكر وإربل وغيرها
من بلاد المشرق ، وقد ذكرت الزعرور في حرف الزاي.
عيون
البقر : أهل المغرب والأندلس يسمون بهذا الإسم
الإجاص. وقال أبو حنيفة : هو عنب كبير أسود غير حالك مدحرج ليس بصادق الحلاوة ، وقد
ذكرت الإجاص في الألف.
عيثام
: زعم بعض الرواة أنه شجر الدلب ، وقد
ذكرت الدلب في الدال.
عيدا
: أبو حنيفة : هو شجر جبلي ينبت في
الشواهق عيدانا نحو الذراع أغبر لا ورق له ولا نور كثير العقد كثيف اللحاء ، يؤخذ
ورقه فيدق ويضمد به الجرح الطري فيلحمه.
حرف الغين
غافث
: ديسقوريدوس في الرابعة : أناغوربوس هو
من النبات المستأنف كونه في كل سنة يستعمل في وقود النار ، ويخرج قضيبا واحدا
قائما دقيقا أسود صلبا خشبيا عليه زغب طوله ذراع أو أكثر عليه ورق متفرق بعضه من
بعض مشرف ٥
تشريفات أو أكثر ، وهذه الشرف مشرفة مثل تشريف
المنشار شبيهة بورق النبات الذي يقال له نيطافلن أو ورق الشهدانج ، ولون الورق إلى
السواد وعلى الساق من نصفه بزر عليه زغب يسير مائل إلى أسفل إذا جف يتعلق بالنبات.
جالينوس في ٦ : قوّة
هذا الدواء قوّة لطيفة قطاعة تجلو من غير أن تحدث حرارة معلومة ، ولذلك صار يفتح
سدد الكبد ، وفيه مع هذا قبض يسير بسببه صار يقوي الكبد. ديسقوريدوس : وورق هذا
النبات إذا دق ناعما وخلط بشحم الخنزير العتيق ووضع على القروح العسرة الإندمال
أبرأها ، وهذا النبات أو بزره إذا شربا بالشراب نفعا من قرحة الأمعاء ومن نهش
الهوام. لي : قد كثر الاختلاف في هذا النبات بين الأطباء مشرقا ومغربا حتى أنه لم
يثبت له حقيقة عند أحد منهم فأطباء المغرب الأقصى وأفريقية يستعملون مكانه
__________________
النبات المسمى
بالبربرية برهلان
وهو الطباق ورجعوا في ذلك إلى قول إسحاق بن عمران وأحمد بن أبي خالد وهذا غلط منهم
فاحش لأن البرهلان قد ذكره ديسقوريدوس في الثالثة وسماه باليونانية فوتيرا وهو
الطباق بالعربية وقد ذكرته في حرف الطاء ، وأما بعض أطباء الأندلس فإنهم يستعملون
هذا الدواء الذي تكلمنا في هيئته وقوّته كديسقوريدوس وجالينوس وأهل أطباء شرق
الأندلس أعاده اللّه إلى الإسلام يسمونه الزيمنده بعجمية الأندلس ، وأما أطباء
العراق والشأم والديار المصرية فليس يعرفون شيئا مما ذكرناه وإنما يستعملون نباتا
آخر شديد المرارة له زهر أزرق إلى الطول ما هو وله قضبان مدوّرة دقاق تشبه الدقيق
من الأسل ولون ورقه وقضبانه إلى الصفرة وجميعه شديد المرارة أمرّ من الصبر وهو أشد
قوّة وأظهر نجحا في تفتيح سدد الكبد وغيرها من الدواء الذي قالت التراجمة عنه أنه الغافث
في مفردات ديسقوريدوس وجالينوس فاعلمه. وقال بديغورس : وبدله نصف وزنه أسارون ووزنه
ونصف وزنه أفسنتين.
غار
: أبو حنيفة : هو شجر عظام له ورق طوال
أطول من ورق الخلاف وحمل أصغر من البندق أسود القشر له لب يقع في الدواء وورقه طيب
الريح يقع في العطر ويقال لثمره الدهشمت وهو إسم أعجمي وهو من نبات الجبال ، وقد
ينبت في السهل وأهل الشام يسمونه الرند. ديسقوريدوس في الأولى : دافني ، ومنه ما
ورقه دقيق ومنه ما ورقه أعرض من النبات الآخر وكلاهما ملين مسخن ، ولذلك إذا جلس
في مائهما وافق أمراض المثانة والرحم والطري من ورقهما يقبض قبضا يسيرا ، وإذا
تضمد به مسحوقا نفع من لسع الزنابير والنحل ، وإذا تضمد به مع خبز أو سويق سكن
ضربان الأورام الحارة ، وإذا شرب أرخى المعدة وحرك القيء ، وأما حب الغار فإنه أشد
إسخانا من الورق وإذا استعمل منه لعوق بالعسل أو بالطلاء كان صالحا لقرحة الرئة وعسر
النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب والصدر الذي يسيل إليه الفضول ، وقد يشرب بخمر
للسعة العقرب ، وقد يقلع للبهق ، وإذا خلط كسبه بخمر عتيق ودهن ورد وقطر في الآذان
نفع من دويها وألمها ومن عسر السمع ، وقد يقع في أخلاط الأدهان المحللة للأعياء ،
وفي أخلاط مسوحات محللة مسخنة وقشر أصل الغار إذا شرب منه مقدار ٩ قراريط فتت الحصاة
، وقتل الجنين ، ونفع من كانت كبده عليلة. جالينوس في ٦ : ورق هذه الشجرة وثمرتها
وهي حب الغار يسخنان ويجففان إسخانا وتجفيفا قويا وخاصة حب الغار ، وأما لحاء أصل
هذه الشجرة فهو أقل حدة وحرافة وأشد مرارة وفيه شيء قابض فلذلك يفتت الحصاة وينفع
من علل الكبد ويشرب منه وزن ٤ دوانق ونصف بشراب
ريحاني. الفلاحة : من قطف من ورقه واحدة بيده من غير أن يسقط إلى الأرض ويجعلها خلف
أذنه شرب من الشراب ما شاء ولم يسكر ، وزعم قوم أنه إن أخذ عود من عود شجر الغار وعلق
على الموضع الذي ينام الطفل فيه الذي يفزع دائما نفعه منفعة كبيرة. إسحاق بن عمران
: حب الغار نافع من وجع الطحال الكائن من الرطوبة إذا شرب مع الراسن ، وينفع من
وجع الرأس الكائن من البلغم والرياح الغليظة. الرازي : يستعط به للقوّة. الغافقي :
إن شرب منه مقدار ملعقتين يابسا مسحوقا سكن المغص من ساعته فإن رش نقيعه في البيت
طرد عنه الذباب ، وورقه إذا طبخ بالخل نفع من وجع الأسنان.
غاليون
: ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من
سماه غاليون وغالارتون فاشتقاق هذين الإسمين
__________________
من اللبن وكل واحد
منهما فيه شبه من اللبن قريب مثل شبه اللبني من اللبن ، وإنما اشتق اسمه من اللبن
لأنه يجمد اللبن مثل ما تجمده الأنفحة وهو نبات له ورق وقضيب شبيه بورق وقضيب
النبات الذي يقال له فاريني ١ وهو قائم النبات وعليه زهر أصفر دقاق كثيف كبير
طيب الرائحة. جالينوس في ٦ : قوّته مجففة فيها من الحدّة والحرافة
شيء يسير وزهرته تنفع انفجار الدم ، وقد ظنوا أنها أيضا تشفي حرق النار ورائحته
طيبة ولونها شبيه بلون السفرجل. ديسقوريدوس : وزهره إذا تضمد به وافق حرق النار والنزف
، وقد يخلط بقيروطي متخذ بدهن ورد ويشمس إلى أن يبيض ، وإذا فعل به ذلك كان صالحا
لوجع الأعياء ، وأصل هذا النبات يحرك شهوة الجماع وينبت في الآجام.
غالسيفس
: عامتنا بالأندلس تسميه بالحملج وأهل مصر
تسميه بالمنتنة وهو كثير بالبساتين ينبت بنفسه من غير أن يزرع يشبه نباته نبات
القريص ، إلا أنه أملس لا يلذع البتة.
ديسقوريدوس في ٤ : هو نبات يشبه فاليقي
وهو الأبخرة في جميع الأشياء إلا أن ورقه أشد ملاسة من ورق فاليقي ، وإذا فرك ورقه
فاحت منه رائحة منتنة جدّا ، وله زهر دقاق لونه إلى الفرفيرية ، وينبت في السياجات
وفي الطرق والخربات وقوّة الورق والقضبان محللة للجساء والأورام السرطانية والخنازير
والأورام التي يقال لها قوحثلا ، والأورام العارضة في أصول الآذان ، فينبغي إذا
احتيج إلى ضماد ودق هذا النبات أو قضبانه أن يدق الورق والقضبان ويخلط المستعمل
منها بالخل ، ويعمل منها ضماد وتضمد به هذه الأورام وهو فاتر مرتين في النهار ، وقد
ينتفع بطبيخ الورق والقضبان في هذه الأورام التي ينتفع بالضماد فيها إذا صب عليها
والورق والقضبان إذا تضمد به مع الملح كانا صالحين للقروح الخبيثة والأكلة.
الشريف : قوته حارة يابسة في الثالثة
إذا أكل ورقه رعيا نفع من السعال المزمن والنهش والتضايق ولا يوجد دواء يعدله في
ذلك.
غاريقون
: ديسقوريدوس في الثالثة : هو أصل شبيه
بأصل الأنجدان ظاهره ليس بكثيف مثل أصل الأنجدان بل هو متخلخل كله وهو صنفان ذكر وأنثى
وأجودهما الأنثى ، فأما الأنثى فإن في داخله طبقات مستقيمة والذكر مستدير ليس بذي
طبقات بل هو شيء واحد وكلاهما في الطعم متشابهان ، وأوّل ما يذاقان يوجد في طعمهما
حلاوة ثم من بعد يتغير طعمهما عما كان فيه من الحلاوة ثم يتزايد التغير فيه إلى أن
يظهر فيه شيء من مرارة ويكون بالبلاد التي يقال لها غارفا من البلاد التي يقال لها
سرماطيقي. ومن الناس من زعم أنه أصل نبات ، ومنهم من قال : إنه يتكوّن من العفونة
في شجار تتسوّس كمثل ما يتكوّن الفطر والغاريقون أيضا يكون في الأرض التي يقال لها
غالاطينا من البلاد التي يقال لها آسيا ، وفي البلاد التي يقال لها قليقيا على
الشجر الذي يقال لها الشربين إلا أنه ريع التفتت ضعيف القوّة. جالينوس في ٦ : الغاريقون هو دواء
إذا ذاقه الإنسان وجد له حلاوة في أوّل مذاقته ثم إنه في آخر الأمر يجد له مرارة وبعد
أن يمضي لذلك وقت تتبين منه حرافة وشيء من قبض يسير وهو أيضا رخو الجرم ، وهذه
الأشياء كلها يعلم منها أن هذا الدواء مركب من جوهر هوائي وجوهر أرضي قد لطفته
الحرارة وأنه ليس فيه شيء من المائية أصلا ، ومن أجل ذلك قوّته قوّة محللة مقطعة
للأشياء الغليظة ، فهو بهذا السبب فتاح للسدد الحادثة في الكبد والكليتين ويشفي من
اليرقان
__________________
الحادث عن سدد الكبد
وينفع أيضا أصحاب الصرع بسبب هذه القوّة ، وكذلك يشفي أصحاب النافض الذي يكون
بأدوار وهي النافض التي تكون من الأخلاط الغليظة اللزجة وهو نافع من نهشة الأفعى
أو لسعة دابة من الهوام التي تضر ببرودتها أعني سمها إذا وضع من خارج على موضع
اللسعة كالضماد ، وإذا شرب منه أيضا الملسوع مقدار مثقال واحد بشراب ممزوج وهو مع
هذا دواء مسهل. وقال في الأدوية المقابلة للأورام : الغاريقون لا يمكن أن يغش وكلما
كان أخف وزنا فهو أجود ، وما كان أقرب إلى الخشبية فهو أردأ. ديسقوريدوس : والغاريقون
هو قابض مسخن وهو صالح للمغص والكيموسات الفجة ووهن العضل خلا ما كان منه في
أطرافها ، والسقطة إذا سقي منه مقدار أوثولوسين بالشراب المسمى أويومالي وليست به
حمى ، وأما من كانت به حمى فليسق بماء القراطن ، وإذا سقي منه مقدار درخمين بماء
نفع من وجع الكبد والربو وعسر البول ووجع الكلى واليرقان ووجع الرحم الذي يعرض فيه
الاختناق ومن فساد لون البدن وقد يسقى لقرحة الرئة بالطلاء ويسقى لورم الطحال
بالسكنجبين ، وإذا مضغ وحده وابتلع بلا شيء يشرب على أثره من الأشياء الرطبة نفع
من وجع المعدة والجشاء الحامض ، وإذا شرب منه مقدار ثلاث أوثولوسات بالماء قطع نفث
الدم من الصدر وما فيه من الآلات ، وإذا أخذ منه أيضا مقدار ثلاثة أوثولوسات
بسكنجبين كان صالحا لعرق النسا ووجع المفصال والصرع ، وهو قد يدرّ الطمث. وإذا شرب
منه المقدار الذي ذكرنا نفع من الرياح العارضة في الأرحام ، وإذا شرب منه قبل وقت
دور الحمى أبطل نفض النافض ، وإذا شرب منه درخمة واحدة أو درخمتين بماء القراطن
أسهل البطن ، وقد يؤخذ منه درخمتان ويشرب بشراب ممزوج للأدوية القتالة ، وإذا شرب
منه مقدار ثلاث أوثولوسات بشراب نفع منفعة عظيمة من لسع الهوام ونهشها ، وبالجملة؛
فإنه دواء نافع من جميع الأوجاع العارضة في باطن البدن وقد يسقى منه بعض الناس
بالماء وبعضهم بالشراب وبعضهم بالسكنجبين وبعضهم بالشراب المسمى بماء القراطن على
حسب العلة ومقدار قوّة الإنسان. ابن سينا في الأدويةالقلبية : حار في الأولى يابس
في الثانية له خاصية الترياقية من السموم كلها وهو للطافته مع مرارته مفتح وهو
مسخل للخلط الكدر وجميع ذلك يفيده بخاصية تقوية القلب وتفريحه.
وقال في الثاني من القانون : ينقي
الدماغ والعصب بخاصية فيه ويسهل الأخلاط الغليظة المختلفة من السوداء والبلغم ، وقد
يعين الأدوية المسهلة ويبلغها إلى أقاصي البدن إذا خلط بها ويدر البول وينفع من
الحميات العتيقة والصرع وفساد الأخلاط الغليظة واللون ويضمد به للسع الهوام. أبو
الصلت : وزعم بعض الأطباء أنه يسهل البلغم والصفراء. التجربتين : ومتى احتقن به في
ابتداء النزلات الوافدة الحادثة عن وبائية الهواء أبرأها ، ومتى أخذ مفردا نفع من
أوجاع المعدة كلها ونقاها من كل خلط ينصبّ إليها وينفع من طفو الطعام ومن حموضته
في المعدة كلها ونقاها ، ومتى أخذ مع الأنيسون نفع من الأوجاع الباطنة الباردة
كلها حيث كانت ، وإذا أخذ مع الراوند الجيد نفع من حصاة الكلية منفعة قوية جدّا وينفع
من جميع أوجاع العضل والعصب ، وإذا سقي مع الأنيسون نفع من الربو ونفس الانتصاب
منفعة بالغة بالإحدار ، وإذا شرب مع مثله من رب السوس نفع من السعال البلغمي
المزمن ، وإذا أخذ مع
الراوند نفع من وجع
الظهر من الخام وينفع وحده ومع ما يصلح للعلة من الأدوية من النزلات وغروب الذهن ،
وإذا أخذت شربته المعلومة مع يسير جندبادستر أبرأ القولنج البلغمي والثفلى ، وجميع
أنواع الإيلاوس ، وكذا إذا احتقن بها ويبرئ الحميات البلغمية إذا سقي بعد النضج ،
وإذا شرب مع مثله من الأسارون وتمودي عليه نفع من الاستسقاء اللحمي والزقي معجونا
بعسل ويحلل أورام النغانغ والحلق غرغرة بالميبختج أو أخذ مصفى فهو أنجع وجرب منها
فيما كان من مادّة رطبة أو باردة وأجوده ما كان خفيف الوزن أبيض اللون سريع
التفرك. وقال بعض القدماء : يجب أن يجاد سحقه ويرش عليه المطبوخ. وقال آخر : لا
يسحق بل يحك على منخل شعر وتأخذ منه حاجتك. وزعم بعضهم أنه يسهل بلا أذى ولا غائلة
ولا يحتاج إلى إصلاح. ويقال : إنه إن علق على أحد لم يلسعه عقرب. غيره : الأسود
منه والصلب رديئان جدّا.
غارايتون
: ديسقوريدوس في الخامسة : معناه عندهم
الغرنوقي ، والنوع الأوّل منه يعرف بثغر الإسكندرية باليمان وباليمين أيضا
بالتصغير سمعته من عرب برقة وهو بظاهر الإسكندرية من غربيها بالحمامات وغيرها.
ديسقوريدوس في الثالثة : له ورق شبيه بورق شقائق النعمان مشرّف إلا أنه أطول وله
أصل مستدير حلو يؤكل ، وإذا شرب منه وزن درخمي بشراب حلل الرياح النافخة العارضة
في الرحم ، وقد يسمي بعض الناس جنسا آخر من هذا النبات بهذا الإسم وهو نبات له
أغصان رقاق عليها شيء شبيه بالغبار طوله نحو من شبرين ، وله ورق شبيه بورق
الملوخية ، وفي أطراف الأغصان شيء ناتئ مائل شبيه برأس الغرنوق مع منقاره أو
بأسنان الكلاب وليس يستعمل في الطب أصلا. الغافقي : هذا الصنف يستعمله الناس عندنا
لقلع الثآليل يدق ويضمد به مع ملح وزاج.
غالية
: ابن سينا : تلين الأورام الصلبة وتداف
بدهن البان أو الخيري وتقطر في الأذن الوجعة وشمها ينفع المصروع وينعشه والمسكوت وتسكن
الصداع البارد ، وإذا جعل منه في الشراب أسكر وشم الغالية يقرح القلب وهي نافعة من
أوجاع الرحم الباردة محمولا من أورامها الصلبة والبلغمية ويدر الطمث ويستنزل الرحم
المختنقة والمائلة وينقيها ويهيئها للحبل.
غالوطا
: هو الباقلا القبطي ، وقد ذكرته في حرف
الباء.
غاسول
رومي : هو أبو قابس وقد ذكر في حرف الألف والغاسول
أيضا هو الأشنان وقد ذكر في الألف.
غبيراء
: كتاب الرحلة : شجرة معروفة ببلاد المشرق
كله وهي بالعراق كثيرة جدا وبالشام كذلك إلا أن التي بالعراق أكبر وأكثر لحما ، وقد
يكون ثمرها على قدر الزيتونة المتوسطة ونواها صغير إلى الطول ما هو مهزول محدّد
الطرفين ولونها أحمر ناصع الحمرة وطعمه حلو بقبوضة مستعذبة ، ورأيت منها بالشام
مثمرة وغير مثمرة ، والشجرة واحدة ويسمون الشجرة التي لا تثمر منها بدمشق الزيزفون
، وكذا رأيتها بقابس أيضا.
ديسقوريدوس في ١ : أواآ وهي الغبيراء
وهي شجرة معروفة فما جنى من شجرة وهو بعد غض أصفر وجفف في الشمس وأكل كان ممسكا للبطن
، وطحين الغبيراء إذا استعمل بدل السويق فعل ذلك أيضا وكذا يفعل طبيخ الغبيراء.
جالينوس في ٨ : طعم هذا طعم قابض ، لكنه أقل قبضا من لزعرور جدّا ، فهو لذلك
لذيذ المأكل ، ولذلك حبسه للبطن أقل من حبس الزعرور ، والغبيراء باردة في وسط الدرجة
الأولى يابسة في آخر الدرجة الثانية تغذو غذاء يسيرا ، دابغة للمعدة تعقل الطبيعة
وكذا فعل السويق
المتخذ منها إذا لم
يكن فيه سكر. ابن ماسويه
: الغبيراء : مسكنة للقيء. المنصوري : خاصتها النفع وقمع حدة الصفراء المنصبة إلى البطن
والأمعاء. الرازي في الحاوي : نافعة جدّا من الصداع وسمعت ناسا يقولون إنهم إذا تنقلوا
بها أبطأ بالسكر جدّا. التميمي في المرشد قال : إن أنوار شجرة الغبيراء لها قوّة
عظيمة في تهييج النساء إلى الباه ، وحكي أن الخبير بذلك أخبره أن ببلد من بلاد
المشرق من شجر الغبيراء شيء كثير ، فإذا كان أبان نوار تلك الشجر عرض للنساء في
ذلك الصقع عند شمهن روائح زهرها ما يعرض للسنانير حتى يكدن يفتضحن ورجالهن في تلك
الأيام يشدونهن ويحفظونهن ويصونونهنّ ويمنعونهنّ عن الدخول والخروج ويحجزونهن إلى
أن تنقضي مدّة نوّارها ويرجعن إلى حال الهدء ، ومن نظم هذا النوّار على غصن من
أغصان شجرة فيه ورقه كما نزع منه وعمل منه إكليلا على رأسه وهو مكشوف فرح فرحا
عظيما وطرب ووجد في نفسه سرورا وطريا عظيما.
غبارنة
: كتاب الرحلة : الغبارنة هي شجرة جبلية
تشبه في مقدارها المتوسط من الشمر الأبيض وورقها كورقه في اللون إلا أنها إلى
الطول وفي حافاتها تشريف كتشريف المنشار ، ولها زهر دقيق تفاحي الشكل وثمر صغير
على قدر العناب وأكبر وأصغر ، وفي داخلها نويات تفاحية الشكل إلا أنها أصغر وهي في
أطراف أغصان الشجرة قائمة إلى فوق غير متدلية طعمها قابض تتخشخش في فم آكلها وطعمها
مر بيسير حلاوة ، وأهل الجبل يسمونه بالنفورنية وبعض من مضى كان يسمي هذه الشجرة
بالغبيراء وصحفها آخرون بالعبيرا وليست بالغبيراء ، فاعلم ذلك وهي موجودة بجبال
رندة وبجبال وغرناطة وأخلق بهذه الشجرة أن تكون سطانيون عند ديسقوريدوس تحت ترجمة
مستنقلن.
غريرا
: الغافقي : هو البسباس الدقيق البزر الطيب الرائحة. وقال أبو حنيفة
: ويقال أن نباتها مثل نبات الجزر ، ولها أيضا حب كحبه ونوّاره وبزرة بيضاء ناصعة
وهي سهيلة وريحها طيبة. ديسقوريدوس في الثالثة : هو بزر صغير الجثة يكون بالشام
شبيها ببزر الكرفس طويل أسود يحذي اللسان ويشرب لوجع الطحال وعسر البول واحتباس
الطمث وأهل البلاد التي ينبت بها يستعملونه كاستعمالهم أحد التوابل ويسلقون القرع
ويصبون عليه الخل ثم يتبلونه بهذا البزر. جالينوس في ٨ : هذا نبات كان في طعمه
مرارة فهو لذلك ينضج ويدر البول ويفتح السدد الكائنة في الأعضاء الباطنة.
غراء
: جالينوس في ٧ : الغراء الذي يدبق به الكتب
هو المتخذ من سميذ ومن غبار الرحى قوّته تغري وتنضج إذا وضع على عضو من الأعضاء أي
عضو كان كما يوضع الضماد. ديسقوريدوس في الثانية : وإذا عمل منه حسو رقيق وتحسى
منه مقدار فلجارين وافق نفث الدم من الصدر. ابن ماسه : والغراء المتخذ من السميذ ومن
غبار الرحى له منفعة إذا ضمد به في جميع الأعضاء مع لصق شديد. ديسقوريدوس في
الثالثة : وأما غراء البقر فأجوده ما كان من الجزيرة التي يقال لها رودس ، وإنما
يعمل من جلود البقر وله قوّة إذا ديف بالخل أن يجلو القوباء ، وأن يقشر الجرب
المتقرح الذي ليس بغائر ، وإذا ديف بالماء الحار ولطخ به على حرق النار لم يدعه
يتنقط ، وإذا أذيب بالعسل والخل كان صالحا للجراحات وأما غراء السمك فإنه يعمل من
نفاخة سمكة عظيمة وأجوده ما كان من البلاد التي يقال نيطش وهو أبيض وفيه خشونة
يسيرة وليس بأجرب سريع الذوبان ، وقد يصلح أن يقع في مراهم
__________________
الرأس وأدوية الجرب
المتقرح وغمرة الوجه ، وإن ألقي في الأحشاء نفع من نفث الدم. التجربتين : غراء
السمك إذا حل بالخل في قوام اللصاق منه وجمعت به أدوية الفتق نفع منه وأطال لبثها
لينه ومتى حلت جميع الأغرية بخل وطلي بها جلد أرنب حتى يمتزج بوبره جدّا كان أبلغ
في المنفعة في حرق النار. الشريف : غراء السمك إذا طلي به على ظفر مبيض نفعه مجرب
وقد يظن به أنه يبسط تشنج الوجه إذا استعمل وقد يحرق غراء جلود البقر ويغسل ويستعمل
بدل التوتياء. بولس : غراء السمك موافق في أدوية البرص وفي شقاق الوجه وتمديده
جدّا. الرازي في المنصوري : غراء الجلود جيد للسعفة العتيقة.
غرب
: ديسقوريدوس في ١ : أطاء وهو الغرب
وهو شجرة معروفة وقوّة ثمرها وورقها وقشرها وعصارتها قابضة وورقها إذا شرب مسحوقا مع
فلفل قليل وشراب قليل وافق القولنج المسمى أبلاوس ، وإذا أخذ وحده بالماء منع من
الحبل وثمره إذا شرب نفع من نفث الدم والقشر أيضا يفعل ذلك ، وإذا أحرق القشر وعجن
بخل وتضمد به قلع الثآليل التي في اليدين والرجلين ويحل حساء القروح وعصارة ورقها
والقشر الرطب منها إذا سحق مع دهن ورد في قشور الرمان نفع من وجع الآذان وطبيخها
يستعمل في الصب على أرجل المنقرسين فينفعهم ويجلو نحالة الرأس ، وقد يستخرج منه
رطوبة إذا قشر قشرها في أبان ظهور الزهر منها فإنها توجد داخل القشر مجتمعة قوتها
جالية لظلمة العين. جالينوس : وأما ورق الغرب فإنه يستعمله الناس في إدمال
الجراحات الطرية ، وأما زهره وورده فجميع الأطباء يستعملونه في أخلاط المراهم
المجففة لأن قوّته تجفف بلا لذع وفيه شيء من عفوصة ومن الناس قوم يتخذون من ورق
الغرب عصارة ، فيكون منها دواء يجفف بلا لذع خاصة إذا كان يحتاج إلى قبض يسير قليل
، ولحاء هذه الشجرة قوّتها مثل قوّة وردها وورقها إلا أنه أيسر مزاجا منها مثل
جميع أنواع اللحاء ، ومن الناس قوم يحرقون ورق الغرب ويستعملون رماده في جميع
العلل التي تحتاج إلى تجفيف كثير بمنزلة الثآليل ، وخاصة الثآليل البيض المدوّرة
الشبيهة برؤوس المسامير والثآليل المنكوسة المركوزة في الجلد ، فإن هذه كلها
قوّتها يقلعها رماد لحاء الغرب إذا عجن بالخل وطلي عليها ، ومن الناس قوم يعمدون
إلى هذه الشجرة في وقت ما تورق فيشرطون لحاءها بمشراط ويجمعون الصمغة التي تجري من
ذلك الموضع ويستعملونها في مداواة جميع الأشياء التي تقف في وجه الحدقة فيظلم
البصر لأن هذه الصمغة دواء يجلو ويلطف ، ومن أجل ذلك قد يجوز أن يستعمله الإنسان
إذا كان على ما وصفته في أشياء كثيرة. بديغورس : في الغرب أن خاصيته إخراج العلق
من الحلق وإلحام الجرح الطري بدمه. ابن ماسه : إن ورق الغرب يورث العقم إذا شرب وينفع
من قذف الدم. غيره : عصير ورقه أبلغ شيء في علاج المدة التي تسيل من الأذن ، وينفع
من سدد الكبد ، وقد يظهر على خشب الغرب ملح أبيض رفيق يسمى ملح الغرب يستعمل
كالبورق وسائر الأملاح ولحاء أصله يدخل في خضاب الشعر.
غرقد
: كتاب الرحلة : هو إسم عربي يسمي به بعض
العربان النوع الأبيض الكبير من العوسج ، والغرقد قد ذكره أبو حنيفة بصفة أخرى ، وقد
ذكرت العوسج فيما مضى.
غرز
: إسم للنوع الصغير من عصى الراعي وهو
المعروف بالأنثى ، وقد ذكرت عصى الراعي فيما تقدّم.
غزال
: الرازي في دفع مضار الأغذية : لحوم
الغزلان أصلح لحوم الصيد وألذها وأقربها إلى الطبيعة وهو مجفف للبدن بالقياس على
لحم الماعز الأهلي
فضلا عن لحوم الضأن ، ولذلك يصلح الأبدان الكثيرة الفضول في الرطوبات ، ولا يصلح
أن يغتذي به من يحتاج إلى إخصاب بدنه وحفظ قوّته وهو خفيف سريع الهضم ، وليس بكثير
الأغذاء فمن اضطرّ إليه أو إلى إدمائه ممن ليس بمحتاج إلى تجفيف بدنه وتلطيفه
فليصلحه بالأدهان التفهة كدهن اللوز والسميم المقشر ، وأما من تعتريه الأمراض والرياح
الباردة فليتخذه بدهن الجوز والزيت المغسول والماء والملح ، وإذا شوي كان أعسر
خروجا من البطن فليجتنبه ، وهو أكثر لحوم الصيد إضرارا لمن يعتريه القولنج وعسر
خروج الثفل وليس لاتخاذه بالخل وجه ، لأنه لا يحتاج إلى تلطيف ولا تجفيف ويبطئ إذا
اتخذ به نزوله ويقل غذاؤه جدا ، وبعر
الغزلان يضمر الأورام البلغمية إذا طبخ بالخل ووضع عليها.
غسل
: هو الخطمي وقد ذكرته في الخاء المعجمة.
غسلة
: هو إسم للنبات الذي يسميه عامتنا
بالعينون ، وقد تقدم ذكره في حرف العين المهملة عند أهل إفريقية وهو مجرّب عندهم
في إخراج الخام من الظهر.
غلقى
: نبات مشهور بالديار المصرية بهذا الإسم
غين معجمة مفتوحة بعدها لام ساكنة بعدها قاف بعدها ألف مقصورة وورقها على شكل ظفر
إبهام الرجل متان خضراء أطرافها محدّدة كما هي تكون على أغصان لونها إلى البياض في
غلظ المغزل صلبة وأصلها على شكل الفجلة هلالي لين وكذا الورق يرتفع عن الأرض نحو
الذارعين ثم ينفرش قليلا ويخرج بين تضاعيف ورقها زهر كرنبيّ الشكل يتدلى من
أعاليها كالنواقيس وهو أضخم من زهر الحرمل ، وإذا سقط خلفه ثمر على شكل المتوسط من
الكبر لونه أخضر إلى البياض ما هو ، وكذلك النبتة كلها والثمر مزوي بثلاث زوايا
لين المغمز وفي داخله شعر دقيق قطني اللون والمجسة بل ألين من القطن مع بزر شبيه
بالكمثري صلب ، ولبن هذه الشجرة محرق وهم يستعملونه في قلع الثآليل ، ومنهم من
يتمشى به وهو غير مأمون. وذكر أبو حنيفة : العلقى في حرف العين المهملة وبالغين
المعجمة سمعتها من الأعراب ، وعلى أن الصفة التي ذكرها أبو حنيفة عن الأعراب ليست
بصفة الغلقى بالغين المعجمة. الغافقي : قال أبو حنيفة : علقى هي شجرة تشبه العظلم
مرة جدا لا يأكلها شيء تجفف ثم تدقّ وتضرب بالماء وينقع فيها الجلود فلا يبقى فيها
شعرة ولا وبرة إلا أنقتها قال : وورقها كورق الكبر إلا أن فيها غبرة ولها لبن لين
يتوقاه الناس لأنه يضر بما أصاب من الجسد وهي تنبت في السهل والجبل ويتمشى بها
فتفرط في الإسهال وهي بجميع أرض الحجاز وتهامة واليمن والحبشة يسم بها السلاح فلا
تصيب شيئا إلا قتلته ويطبخونها ويطلون بمائها.
غلوكس
: ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق
صغير شبيه بورق النبات الذي يقال له : قسطس أو ورق العدس ولون أعلى الورق أخضر وأسفلها
أميل إلى البياض من أعلاه ، وله عيدان منبسطة على الأرض خمسة أو ستة رقاق طولها
نحو من شبر ومخرجها من الأصل وزهر شبيه في شكله بالخيري ولونه فرفيري ، وينبت
بالقرب من البحر ، وإذا طبخ هذا النبات مع دقيق الشعير والملح والزيت وتحسى به أدر
اللبن . جالينوس في
٦ : وهذا
نبات يظن أنه يولد اللبن وإن كان الأمر فيه على هذا فمزاجه حار رطب.
غليجن
: هو الفوذنج البري.
غليجن
اغريا : هو المشكطرامشير أيضا وسنذكرهما في رسم
الفوذنج في حرف الفاء.
غلوفيريا
: هو أصل السوس ومعناه باليونانية
__________________
الأصول الحلوة. وقد
ذكرت السوس في حرف السين.
غمام
: هو إسفنج البحر ، وقد ذكر في حرف الألف.
غملول
: هو الثملول وهو القنابري ، وسنذكره في
حرف القاف.
غنقيلي
: بضم الغين المعجمة وهو الشلجم ، وقد
ذكرته في حرف الشين المعجمة.
غوشنة
: هي كثيرة بأرض البيت المقدس وتعرف هناك
بالكرسنة. ابن سينا : هو جنس من الكمأة والفطر شكله شكل كأس على كرش صغير منقسم
متشنج ناعم اللمس يجف وينضم كغضروف وتغسل به الثياب ، ويؤكل في الحموضات وكان في
طعمه لجمية وملوحة. الرازي : فيها ملوحة وبورقية يذهبها السلق إذا سلقت كان في
جرمها غلظ وخشونة ولزوجة وليس لها من الغلظ واللزوجة ما للكمأة فضلا عما للفطر وهي
أقل هذه الأصول المتكوّنة تحت الأرض يبسا وبردا.
غوره
: هو الحصرم بالفارسية ، وإذا قيل
غورافشرج كان معناه بالفارسية رب الحصرم ، وقد ذكرت الحصرم في حرف الحاء المهملة.
غلاصم
: ابن ماسويه : هي أسرع انهضاما من غيره.
غيم
وغمام : هو إسفنج البحر وقد مضى ذكره في الألف.
حرف الفاء
فاوانيا
: هو ورد الحمير عند عامة الأندلس وشجاريها.
ديسقوريدوس في الثالثة : علقيدي له ساق طولها نحو شبرين تتشعب منها شعب كثيرة ، ومنها
ما يسميه اليونانيون بلغتهم الذكر ، ومنها ما يسمونه الأنثى ، فأما الذي يسمونه
الذكر فورقه يشبه ورق الجوز ، وأما الذي يسمونه الأنثى فورقه مشرف مثل ورق النبات
الذي يقال له سمرنيون وعلى طرف الساق غلف تشبه غلف اللوز إذا انفتحت تلك الغلف
يظهر منها حب أحمر في حمرة الدم كثيرة صغار تشبه حب الرمان وبين ذلك الحب في
الموضع الوسط حب أسود فيه فرفيرية ، وأصول الذكر منه في غلظ أصبع وطولها نحو من
شبر قابضة بيض ، وأصول الأنثى متشعبة وشعبها شبيهة بالبلوط وهي سبع أو ثمان مثل
أصول الخنثى. جالينوس في ٧ : أصل هذا النبات يقبض قبضا يسيرا مع حلاوة فإن مضغ مدّة
طويلة ظهرت فيه حدة وحرافة مع مرارة يسيرة ، ولذلك صار يدر الطمث إذا شرب منه مقدار
لوزة واحدة بماء العسل ، وينبغي أن يسحق سحقا ناعما وينخل نخلا رقيقا ثم يسقى وهو
مع هذا ينقي الكبد والكليتين إذا كان فيهما سدد وأفعاله هذه أيضا يفعلها من طريق
ما فيه من الحدّة والحراقة والمرارة ، فأما من طريق أن فيه شيئا من القبض فهو يحبس
البطن المستطلقة ، وينبغي أن يصلح في هذا الموضع بنوع من أنواع الأشربة الحلوة العفصة
ويشرب ، وقوته بالجملة لطيفة مجففة تجفيفا شديدا ، وفيه حرارة يسيرة ، وإذا شك في
شيء وعلق على الصبيان الذين يصرعون شفاهم فلا يعودون إلى الصرع بتة ما دام معلقا
عليهم. ديسقوريدوس : وقد يسقى من أصله مقدار لوزة للنساء اللواتي لم تستنظف
أبدانهن من الفضول في وقت النفاس فينفعهن بإدرار الطمث ، وإذا شرب بالشراب نفع من
وجع البطن واليرقان ووجع الكلى والمثانة ، ولو طبخ بالشراب وشرب عقل البطن ، وإذا
شرب من حبه الأحمر عشر حبات أو اثنتا عشرة حبة
بشراب أسود اللون قابض قطع نزف الدم من الرحم وإذا أكل أيضا نفع من وجع المعدة واللذع
العارض فيها وإذا أكله الصبيان أو شربوه ذهبت بابتداء الحصا عنهم ، وأما حبه
الأسود فإنه إذا شرب منه خمس عشرة حبة بالشراب الذي يقال له ماء القراطن أو
بالشراب
__________________
نفعت من الاختناق
العارض من ألم الأرحام والوجع العارض فيها ومن الاختناق والكابوس. الغافقي : الذي
ينفع منه المصروعين هو الأنثى خاصة ، وزعم قوم أنه إن قطع بحديد أبطل منه هذه
الخاصية وهو يجلو الآثار السود في البشرة وينفع من النقرس ، وقد يشفي الضربة والسقطة
والصرع ، وإذا تدخن بثمره نفع من الصرع والجنون. التميمي : وثمر الفاوانيا إن تدخن
به نفع من الصرع والجنون ، وإن نظمت منه قلادة وعلقت في عنق صبي يفزع ذهب ذلك عنه ولم تقر به الأرواح المفسدة
والدهن المستخرج منه إن سعط المصروعون بشيء يسير منه مع مسك وزعفران وديف بماء السذاب فإنه
يبرئ من الصرع. إبن ماسه : عود الفاوانيا إذا سحق وجعل في صرة واستنشقه المصروعون
دائما نفعهم جدا. الرازي في كتاب السموم : زعم ديمقراطيس أن أصله وثمره نافع لكل
مرض إذا تدخن به وينفع المجانين الذين يصرعون بغتة ويعتريهم تغير العقل ، وإذا علق
على من يمشي في البراري حفظه من جميع الآفات. قال بديغورس : وبدله إذا عدم وزنه
قشور الرمان وفرو السمور وعظام أسوقة الغزلان فإن هذه إذا جمعت أدت من خاصة
الفاوانيا.
فاط
: الرازي : هذا دواء يجلب من بلاد الترك
يدفع ضرر السموم من نهش الهوام ويسكن الوجع الشديد إذا سقي بماء بارد.
فاغرة
: ابن ماسه : الفاغرة حارة يابسة في
الدرجة الثانية تدخل في الأدوية المصلحة للكبد والمعدة. إسحاق بن عمران : الفاغرة
هي حبة تشبه حبة الحمصة ، وفي داخلها حبة صغيرة مدحرجة سوداء ظاهرها الأعلى أصهب وعصارتها
يتمضمض بها من الريح في الفم فتنفعه والفاغرة تتصرف في النضوجات واللخالخ وما
أشبههما. غيره : تحلل وتقبض وتعقل البطن.
فاليرنس
: ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات يخرج من أصول دقاق لا ينتفع بها
وله أغصان كثيرة طولها نحو من قبضتين معقدة شبيهة بالقصب مشاكلة لأنابيب راء إلا
أنها أدق منها وهي حلوة في المذاق ولها ورق شبيه بورق راء وبزر أبيض في قدر
الحاورش إلى الطول ما هو. جالينوس في ٨ : بزر هذا النبات وعصارته وورقه إذا شرب
نفع من أوجاع المثانة
من قبل أن فيه شيئا مسخنا لطيفا. ديسقوريدوس : وإذا دق هذه النبات وأخرجت عصارته
بالماء أو بالشراب كانت صالحة لأوجاع المثانة ، وإذا شرب من بزر مقدار فلنجارين
بماء فعل ذلك أيضا.
فار
: ديسقوريدوس في الثانية : اتفق الناس على
أنه إذا شق ووضع على لسعة العقرب نفع منها نفعا بينا ، وإذا شوي وأكله الصبيان
الكثير واللعاب جفف لعابهم في أفواههم. غيره : زعم قوم أنه يقلع الثآليل ويشفي
الخنازير إذا هو شق ووضع عليها مشقوقا بحرارته ، وإن طبخ بماء وقعد فيه من به عسر
البول نفعه وأكل لحمه يولد النسيان المفرط ويغثي ويفسد المعدة وإن شق ووضع على
الشوك والنصول استخرجها. جالينوس في ١١ : وزبل الفار زعم بعضهم أنه
ينفع من داء الثعلب وكان طبيب يهيئ منه شيافات تحقل من أسفل لإسهال الطبيعة.
ديسقوريدوس في الثانية : وخرء الفار إذا خلط بخل ولطخ به على داء الثعلب أبرأه ، وإذا
شرب بالكندر وبالشراب المسمى أوثومالي فتت الحصاة وبولها وإذا عملت منه شيافة واحتملتها
الصبيان أسهلت بطونهم. غيره : ورؤوس الفيران إذا جففت وأحرقت ودقت ناعما وخلط
رمادها بالعسل نفعت من داء الثعلب لطوخا.
فارة
البيش : مذكورة في حرف الباء في رسم بيش موش.
فاشرا
: وهزارجشان بالفارسية وباليونانية إينالس
لوقي ومعناه
الكرمة
__________________
البيضاء وبالبربرية ورحالوز
. ديسقوريدوس
في الرابعة : هذا نبات له أغصان وورق وخيوط شبيهة بأغصان وورق وخيوط الكرم الذي يعتصر
منه الشراب إلا أنها كلها أكثر زغبا وتلتف على ما يقرب منها من النبات ، وتتعلق
بخيوطه وله ثمر شبيه بالعناقيد حمر وتحلق الشعر من الجلود. جالينوس في ٦ : هذا النبات قد يسمى
أيضا بروانيا ويسمى أيضا حالق الشعر وأطرافه في أول ما يطلع تؤكل على ما قد جرت به
العادة في وقت الربيع من طريق أنها تنفع المعدة بقبضها وفيها مع القبض مرارة يسيرة
وحراقة ، ولذلك صارت تدر البول باعتدال ، وأما أصل النبات فقوته قوة تجلو وتجفف وتلطف
وتسخن إسخانا معتدلا ، ومن أجل ذلك صار يذوّب الطحال الصلب إذا شرب ، وإذا وضع من
خارج أيضا كالضماد مع التين ويشفي الجرب والحكة والعلة التي يتقشر فيها الجلد ، وأما
ثمرة هذا النبات التي هي في أمثال العناقيد فينتفع بها الدباغون كلهم. ديسقوريدوس
: وقلوب هذا النبات التي في أول ما ينبت تطبخ وتؤكل فتدر البول وتسهل البطن وقوة
ورقه وثمره وأصله حادّة محرقة
ولذلك إذا تضمد بها مع الملح نفعت من القروح المسماة خيرونيا ، والقروح المسماة
عارانيقا ، والمسماة رانمافانيقا ، والمسماة صابرمك فيما وفيما ، وأصله إذا خلط
بالكرسنة والحلبة غسل ظاهر البدن ونقاه وصقله وأذهب الكلف والثآليل المسماة
أينرسوا
والبثور اللبنية والآثار المسودة العارضة من اندمال القروح ، وإن طبخ بدهن حتى
يصير مثل الموم نفع من هذه الأوجاع ويقلع الخصف والمدة والبواسير في المقعدة وإن
ضمد به مع طلاء بدد الورم وفجر الأورام الحادة وجبر كسر العظام ، وإذا طبخ بالزيت
حتى يتهرى وافق ذلك أيضا ، وقد يذهب بكمنة الدم العارضة فيما دون العين ، وإذا
تضمد به مع الشراب سكن الداحس وهو يحلل الأورام الحارة ويفجر الدبيلات وإذا تضمد
به أخرج العظام ، وقد تقع في أخلاط المراهم التي تأكل اللحم ، وقد يشرب منه في كل
يوم مقدار درخمين للصرع ، وإذا استعمل أيضا هكذا نفع من الفالج المسمى إبيلميسيا ومن
السكتة ، وإذا شرب منه مقدار درخمين نفع من نهشة الأفعى ويقتل الجنين ، وقد يحدث
أحيانا في العقل تخليطا ، وإذا احتملته المرأة أخرج الجنين والمشيمة ، وإذا شرب
أدر البول وقد يعمل منه مخلوطا بالعسل لعوق للمختنقين ، والذين فسدت نفوسهم والذين
بهم سعال ووجع الجنب وشدخ العضل يعطون منه ، وإذا شرب منه ثلاثين يوما في كل يوم
مقدار ثلث أونولوسات بالخل حلل ورم الطحال وقد يضمد به مع التين لورم الطحال فينتفع به ، وقد يطبخ لتجلس
النساء في طبيخه فينقي أرحامهن ، وهذا الطبيخ يخرج الجنين ، وقد تستخرج عصارة
الأصل في أيام الربيع وتشرب بالشراب المسمى مالقراطن لما وصفنا وتسهل بلغما والثمرة
تصلح للجرب المتقرح ، والذي ليس بمتقرح إذا لطخ بها أو تضمد بها وساق هذا النبات
إذا استخرجت عصارته وتحسيت مع حنطة مطبوخة أدرت اللبن. غيره : عصاره هذا النبات
إذا شربت قيأت قيئا جيدا سهلا وأخرجت بالقيء أخلاطا غليظة.
فاشرشنين
: وبالفارسية ششبندان وبالسريانية أيناليس ماليا ، ومعناه الكرم الأسود وهي
المعروفة بعجمية الأندلس بالبوطانية والبربرية الميمون. ديسقوريدوس في ٤ : هو نبات له ورق شبيه
بورق النبات المسمى قسوس بل هو أميل في الشبه إلى ورق النبات المسمى سملنقس وأغصانه
أيضا كذلك إلا أن ورق هذا النبات وأغصانه أكثر ، وقد يلتف هذا النبات على ما قرب
منه من الشجر ويتعلق به بخيوط وله
__________________
ثمر شبيه بالعناقيد
خضر في ابتداء كونها سوداء إذا نضجت وأصل ظاهره أسود وداخله ، لونه شبيه بلون
الخشب المسمى بوكسس. جالينوس في ٦ : هذا النبات أيضا يخص بأن يسمى بروانيا وهو
في أمثال النبات الذي ذكرنا قبله إلا أنه أضعف منه. ديسقوريدوس : وقلوب هذا النبات
أيضا في أول ما ينبت تطبخ وتؤكل فتدر البول والطمث وتحلل الأورام من الطحال وتوافق
الصرع والفالج المسمى نار الوسيس ، وأصل هذا النبات له قوة شبيهة بقوّة أصل الكرمة
البيضاء ويصلح لما يصلح له ذلك ، غير أن قوّة هذا الأصل أضعف من قوّة ذلك الأصل ،
وورق هذا النبات إذا تضمد به مع الشراب وافق أعراف الحمير إذا تقرحت ، وقد يستعمل
هذا أيضا هكذا لالتواء العصب.
فالتجيقن
: تأويله باليونانية الرتيلاء لأنه ينفع
من لدغتها. ديسقوريدوس في الثالثة : ومن الناس من يسميه فالانجيطس ، ومنهم من
يسميه لوقافينس له قضيبان أو ثلاثة ، وربما زاد متفرقة بعضها عن بعض وزهر أبيض
شبيه بزهر السوسن فيه تشريف قليل ، وله بزر أسود مثل نصف عدسة إلا أنه أدق منه وأصله
صغير دقيق ، وفي أول ما يقع من الأرض يكون لونه أصفر ثم يبيض من بعد وينبت في تلول
ترابية ، وورقه وبزره وزهره إذا شرب بالشراب نفع من لسعة العقرب ونهشة الرتيلاء ويحلل
المغص. جالينوس في ٨ : فالانجيطس هذا النبات يسمى باليونانية بهذا الإسم من قبل
أن ينفع من نهشة الدابة المسماة فالانجفون ، ويقال : إنها الرتيلاء وقوّة هذا
النبات قوّة لطيفة مجففة ، ولذلك يقال أنه نافع لمن يجد مغصا.
فاجشة
: هو الجندبادستر ، وقد ذكرته في حرف
الجيم.
فاغية
: هو الزهر يقال أفغى النبات اذا نور وقد خصت
الحناء باسم الفاغية فتعرف بالفاغية من غير شبه ، وهي تخرج جمعا ثم تظهر في رؤوسها
نوارة بيضاء صغيرة كأنها زهرة الكزبرة وهي نكتة حمراء.
فانش
اليوناني : وهو الباقلاء.
فانش
القبطي : هو الباقلا القبطي وهو الخامة وغلط من
جعله الترمس ، وقد ذكرت الباقلاء القبطي في حرف الباء.
فافير
: وهو البردي وقيل هو نبات يشبهه معروف
بمصر وصقلية ، وهو الذي كانت تتخذ منه القراطيس في قديم الزمان وقد ذكرت ذلك في
حرف الباء في رسم بردي.
فانيد
سجزي : بالسين والزاي منسوب إلى سجستان على هذه
الصفة.
فانافس
أسقلينوس : وهو الصنف الكبير من
الزوفرا.
فاناس
حمرونيون : منسوب إلى أول من
عرفه أيضا وهو الصنف الصغير من الزوفرا ، وقد ذكرت نوعي الزوفرا في حرف الزاي.
فانافس
أبرافليون : هو شجر الجارشير
باليونانية ، وقد ذكرت الجاوشير في الجيم.
فالرعس
: هو اللقلق وهو البلارج وهو طائر معروف.
فارسطاريون
: هو باليونانية رعي الحمام ، وقد ذكرته
في حرف الراء.
فارنوخيا
: تأويله حشيشة الداحس ، وقد ذكرتها في
حرف الحاء المهملة.
فاختة
: الرازي في دفع مضار الأغذية : لحوم
الفواخيت والشقانين حارة يابسة قليلة الغذاء تذهب مذهب الفراخ والقول فيها كالقول
فيها مجهول وزبل الفاختة إذا علق على صبي يصرع بالليل نفعه.
فتائل
الرهبان : هرمس في كتاب
الأسرار شجيرة نباتها من الأرض قدر ذراع وزيادة قليلا ، ولها ورق مثل ورق الحناء
الصغير ، ولونه أغبر إلى الشهوبة ما هو كأنه لون الشبث ، وربما وجدت ورقه يشبه ورق
الشونيز وفيه كهيئة الزغب أملس اللمس ، وله عرق طيب الرائحة فإن نزعت منه غصنا
فألقيت ورقه ثم جعلته في مصباح وجعلت فيه زيتا فإنه يسرج والرهبان يجعلونه فتائلهم
، وله جذور دقاق
بعرق طويل في الأرض
طرية فيها تشقيق ولونه إلى الصفرة والغبرة قليلا ، وله طعم حار وعرف طيب وله ثمرة
صغيرة صفراء مجتمعة في أطراف عيدانها مرة الطعم ، وله حب مثل حب الجرجير ، ولأصل
هذا النبات قوّة حارة تطرد البرد ، وتأكل البلغم وهي تنبت بالشأم وفي السواحل أيضا
وفي الرمال ويؤخذ من ورقه وهو أخضر فيدق مع لبان وطلاء ثم يلصق منه على ورم الخصي
وعلى كل ورم فسخ أو لحم مرضوض أو انفساخ عصب أو ضربان مفاصل وكلما جف كان ألزم له
وتطبخ عروقه بماء ، ثم يشرب منه من كان به زكاما شديدا ومن ببرد في رأسه ومن ببرد
في صدره أو من به سعال. لي : تعرف هذه الحشيشة بالديار المصرية وخاصة بثغر
الإسكندرية بالزنجبيلية وهي كثيرة بها على ساحل البحر وكثيرة أيضا بساحل غزة من
أرض الشأم ، وقد جمعته من هناك مرة وعملت من لحاء أصوله مربى بالعسل ، وكان من
أبدع الأشياء وألذه طعما وأطيبها رائحة وهو مسخن مطيب للنكهة والجشاء هاضم للطعام
نافع من الأبردة مدر للبول مسخن للكلى والمثانة.
فتيت
: الرازي : والفتيت أيضا أجود ما يستعمله
الناس للاغتذاء استعمالا كثيرا وهو أيضا منفخ ويولد الأمراض الباردة والريحية
كالقولنج ووجع الجنب والخواصر ، ويذهب ذلك منه أن يتخذ خبزه بالسمسم والكمون والنانخواه
ويكثر بورقه ويجاد تخميره ويشرب بالسكر فيسرع انحداره ويقل ويلطف نفخه ، وينبغي
أيضا أن لا يجمع بين الفتيت والفواكر الرطبة ولا أن يؤخذ في وقت قريب بعضه من بعض
ولا يتعرض له أصحاب أوجاع المعدة والقولنج. غيره : يجب أن يلت قبل أخذه بدهن اللوز
الحلو وأن يكون قد جففه في الظل تجفيفا محكما والسكر يصلحه جدا.
فجل
: ديسقوريدوس في الثالثة : هو مولد الرياح
طيب الطعم ليس بجيد للمعدة مجشيء يدر البول مسخن ، وإذا أكل بعد الطعام لين البطن
ويعين في نفوذ الغذاء ، وإن أكل قبل الطعام دفع الطعام إلى فوق ولم يدعه يستقر في
المعدة ، وإذا أكل قبل الطعام سهل القيء ، وقد يلطف الحواس ، وإذا أكل مطبوخا كان
صالحا للسعال المزمن والكيموس الغليظ المتولد في الصدر وقشر الفجل وحده إذا استعمل
بالسكنجبين كان أشد تسهيلا للقيء من الفجل وحده ، ويوافق المحبونين وإذا تضمد به
وافق المطحولين ، وإذا استعمل بعسل وتضمد به قلع القروح الخبيثة والعارض تحت العين
مع كمودة لون الموضع ونفع من لسعة الأفعى ، وإذا خلط بدقيق الشيلم أنبت الشعر في
داء الثعلب وجلاء البثور اللبنية ، وإذا أكل نفع من الاختناق العارض من أكل الفطر
القتال ، وإذا شرب أدر الطمث ، وبزر الفجل إذا شرب بالخل قيأ وأدر البول وحلل ورم
الطحال ، وإذا طبخ بالسكنجبين وتغرغر بطبيخه وهو حار نفع من الخناق ، وإذا شرب
بالشراب نفع من نهشة الحية التي يقال لها فرسطس ، وإذا تضمد به بالخل قلع قرحة
الغنفرانا قلعا قويا ، وأما الفجل البري الذي تسميه أهل رومية أرموراميون فإن ورقه
شبيه بورق الفجل البستاني وهو أشبه شيء بالخردل البري منه بالفجل البستاني ، وله
أصل دقيق طويل طعمه إلى الحرافة ما هو وقد يطبخ الورق والأصل ويؤكل والفجل البري
مسخن ملهب مدر للبول. الفلاحة : وأما الفجل الشامي وهو الفجل المروّس فهو نبات
ورقه كورق السلجم وأصله كأصله أبيض نقي البياض حريف يؤكل نيئا ومطبوخا وهو أسخن من
السلجم مدر للبول محلل للرطوبات مزعج لها ، وإذا
أكثر من أكله غثي.
جالينوس في ٨ : الفجل يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الثانية ، وأما الفجل
البري فهو أقوى في الأمرين جميعا ، وبزر هذه البقلة أيضا قوي في الأمرين جميعا ، وبزر
هذه البقلة أيضا أقوى من جميع ما فيها وفي جميعها قوّة محللة ، ولذلك صار الفجل
بسبب هذه القوّة المحللة ينفع من النمش الذي يكون في الوجه ومن الخضرة في أي موضع
كانت من البدن. روفس : الفجل ينفع من البلغم ويهيج القيء ويضر بالرأس وبالعين والأسنان
والحنك ويفسد الطعام وهو رديء لجميع علل النساء محدث للرياح في أعلى البطن.
حنين بن إسحاق : سبب رداءته الجوهر
المتعفن الذي فيه. أرساسيس : إن في الفجل قوة محللة ، ومن أجل ذلك يستعمل في
الآثار في البدن وسائر المواضع الكمدة اللون فيعظم نفعه. بولس : بزر الفجل يحلل
المدة الكائنة تحت الصفاق القرني. الفارسي : بزر الفجل يدفع ضربان المفاصل والنفخة
التي في البطن ويسهل خروج الطعام ويشهيه جيد لوجع المفاصل جدا. قسطس في كتاب
الفلاحة : قال : الفجل نافع من وجع الكلى والمثانة والسعال ويهيج الباه ويزيد في
اللبن ويمنع لذع الهوام ، وإذا طلي به البدن نفع نهش الهوام وبزره ينفع السموم والهوام
بمنزلة الترياق ، وإن شدخت قطعة فجل وطرحتها على عقرب ماتت. الرازي : أخبرني صديق
لي أنه جرب هذا وصح أنه قطر ماء ورق الفجل عليها فرآها همدت وانتفخت وانشقت في نصف
ساعة وينفع من حمى الربع والنافض ووجع الجوف بزره مع العسل ، وإن لسعت العقرب من
أكل فجلا لم توجعه كثير وجع ، ويقلع آثار الضرب والوثي والرض ، وينبت الشعر في داء
الثعلب. قال : وإن أدام أكله من تمرط شعره أنبت شعره ، وبزره إذا استف يبرئ وجع
الكبد ، لكنه يكثر القمل في الجسد ، وإن شرب من عصير الفجل نقص الماء من المستسقى
قال : ومن اختيارات الكندي يعصر الفجل بعد دقه بلا ورق ويسقى منه على الريق أوقية
فإنه يفتت الحصى الكبار والصغار التي في المثانة ويفعل ذلك بخاصية عجيبة. مسيح : أكثر
ما يؤكل ليطلق البطن ويدر البول وهو من الأصول الحريفة المذاق وله قوّة ملطفة غير
أن الغذاء الذي يتولد منه في البدن يسير والكيموس المتولد منه رديء. حامد : يجلو
الكلى والمثانة ويقلب الطعام ويعين الكبد على الطبخ وينفع مطبوخا من السعال
المتولد من الرطوبة ويغثي عن السكنجبين وورقه يبعث الشهوة إذا بلغت السقوط ، والفجل
إذا طبخ بالخل حتى ينضج وتغرغر به فتح الخوانيق. الطبري : الفجل يحل الغلظ وينفع
بزره من القوباء وما ورقه ينفض اليرقان ويفتت الحصاة.
الخوز : إنه يزيد في الإنعاظ والمني وبزره
يقيء. ابن ماسويه : إن أكل بعد الطعام هضمه وخاصة ورقه وهو يحد البصر وماء ورقه
نافع من اليرقان والسدد العارضة في الكبد ، وخاصة إذا شرب معه السكنجبين السكري إن
كانت هناك رطوبة ، وبزره يفعل ذلك أيضا ، وإن دق بزره مع الكندس وعجنا بخل وطلي به
البهق الأسود في الحمام ذهب به ، وإن أكثر من أكله نيئا أمغص وخاصته النفع من
اليرقان الأسود ولحمه يغثي ، والفجل يعفن ويعفن الطعام كله والدليل على ذلك جشاؤه.
الشريف : إذا قوّر رأس فجلة وفتر فيها دهن ورد وقطر في الأذن الوجعة أبرأها وحيا
مجرب ، وإذا أخذت قطعة من فجل وقور فيها حفرة ووضع فيها وزن أربعة دراهم بزر لفت
ورد عليها غطاؤها وستر الكل بالعجين ثم دس في غصني نار إلى أن ينضج العجين ثم
تستخرج الفجلة وقد نضجت وتبرد قليلا ثم تطعم صاحب الحصى فإنها تفعل فعلا عجيبا
تفعل ذلك
ثلاثة أيام متوالية.
فربيون
: التاكوت بالبربرية ويعرف بالديار
المصرية والشام باللوبانة المغربية.
ديسقوريدوس في الثالثة : هي شجرة تشبه
شجرة القثاء في شكلها تنبت في البلاد التي يقال لها لينوى ، وفي الناحية من البلاد
التي يقال لها موروشيا في المواضع التي يقال لها أوطومولناس مملوءة صمغا مفرط الحد
، وقد يحذره القوم الذين يستخرجونه لإفراط حدته ، ولذلك يعمدون إلى كروش الغنم
فيغسلونها ويشدونها إلى ساق الشجرة ثم يطعنونها من البعد بمزراق فينصب منه في
الكرش صمغ كثير على المكان كأنه ينصب من إناء وقد ينصب منه أيضا في الأرض لحميته
في خروجه ويخرج منه في شجرته صنفان منه ما هو صاف يشبه الأتزروت وهو في مقدار
الكرسنة ، ومنه متصل شبيه بالسكر ، وقد يغش بأنزروت وصمغ ويخلطان به فاختر منه ما
كان صافيا حريفا ومحنته بالمذاق عسرة لأنه إذا لذع اللسان مرة واحدة دام لذعه له
فكلما لقي اللسان بعد ذلك ظن أنه خالص ، وأوّل من وقع على هذا الذوق برناس ملك
لينوي. جالينوس في الميامير : إن الفربيون هو لبن بعض النبات السائل. الغافقي : ذكر
بعض الناس ممن رأى نباته في بلاده أنه صنفان أكثر ما يكون في بلاد البربر وهو كثير
في جبل درنه ويسمى بالبربرية تاكوت وهو عساليج عراض كالألواح مثل عساليج الخس بيض
لها شعب وهي مملوءة لبنا ولا ينبت حوله نبات آخر والآخر نباته ببلاد السودان أكثر
شوكه ويسمى بالبربرية أرند وهو شوكة لها أغصان كثيرة تنبسط على الأرض فتتدوح كثيرا
وشوكه دقيق حاد ورقها كورق السلينش ، ولها لبن كثير جدا ، وأظن هذا الصنف هو
المعروف بلبن السوداء. جالينوس في ٦ : وقوة هذا الدواء لطيفة محرقة مثل قوة
الصموغ الأخر الشبيهة به ، وقال في الثالثة : من المياميران الفربيون الحديث أشد
تسخينا من الحلتيت على أن الحلتيت أشد ألبان الشجر إسخانا. ديسقوريدوس : ولهذا
الصمغ إذا اكتحل به قوة جالية للماء العارض في العين إلا أن لذعه لها يدوم النهار
كله ، ولذلك يخلط بالعسل والشيافات على قدر إفراط حدته ، وإذا خلط ببعض الأشربة
المعمولة بالأفاويه وشرب وافق عرق النسا ، وقد يطرح قشور العظام من يومه ، وينبغي
أن يوقى اللحم الذي حوالى العظام منه ، أما بقيروطي وأما بعصائب ، وزعم قوم أن من
نهشه شيء من الهوام إن شق جلد رأسه وما يليه إلى أن يبلغ به القحف وجعل هذا الصمغ
في جوف الشق مسحوقا وخيط لم يصبه مكروه. وفي كتاب الحاوي قال جالينوس في قاطاحابس
: إن العتيق من الفربيون لا ينقي لونه الرمادي ، لكنه يضرب إلى الشقرة والصفرة ويكون
مع ذلك في غاية الجفوف وإذا دقته بالزيت لا ينداف معه إلا بكدّ والحديث يخالف ذلك
فإنه ينداف بسرعة وذوق الحديث بمنزلة النار ، حتى أنه يحرق اللسان ، والعتيق يسير
الحدة والفربيون الفائق تبقى قوته أكثر شيء ثلاث سنين أو أربعا ، وتبطل قوته من
الرابعة إلى السابعة والعاشرة. أبو جريج : قال في الأدوية المسهلة : إن الفربيون
يجعل في إنائه مع باقلا مقشر فتحفظ قوته ولا يتآكل مدة. قالت الخوز : الفربيون يضم
فم الرحم جدا حتى يمنع الأدوية المسقطة إن تسقط الجنين. بديغورس : خاصته النفع من
الماء الأصفر. السموم قال : إن فتق في الدهن وتمرخ به نفع من الفالج ومن الخدر جدا
ويقتل منه وزن ثلاثة دراهم في ثلاثة أيام بأن يقرح المعدة والأمعاء. ابن ماسويه : إختر
منه الحديث الصافي الأصفر اللون الحاد الرائحة الحريف الطعم وخاصته إسهال
البلغم اللزج العارض
في الوركين والظهر والأمعاء إلا أنه يورث غما وكربا ويبسا ويورث حرقة وزحيرا في
المقعدة وإصلاحه أن لا يجيد سحقه ويخلطه بالمقل أو برب السوس أو بالأفاويه كالسنبل
والدارصيني والسليخة ونحوها أو يلت بدهن اللوز الحلو والمختار منه ما كان صافيا
حديثا قد أتى عليه ما بين سنة إلى ثلاثة ، والشربة منه ما بين قيراطين إلى أربعة.
التجربتين : إذا أضيف إلى السكبينج والأشق والمقل أحدر معها بلغما لزجا من أمزجة
المبرودين فنفعهم من الخدر ومن استرخاء العضل ، ومن وجع المائدة والمفاصل ، والشربة
منه من ربع درهم إلى نحوه مع درهم ونصف أو نحوه من تلك الصموغ المذكورة ، وإذا سحق
واستعمل مع السك نفع النساء استطراقا وجفف رطوبات الرحم وشدها ، وهو بهذه الصفة
نافع من إسقاط الأجنة الذي يكون سببه رطوبة تنصب إلى الرحم ترخى جرمه إذا تقدم في
استعماله قبل الحبل لمن يعتريه ذلك كثيرا. المجوسي وغيره : الفربيون حار يابس في
الرابعة قوي الحدة أكال ينفع من وجع عرق النسا إذا خلط مع الأفاويه ، وإذا طلي على
لسع الهوام نفعه وينفع من عضة الكلب الكلب ، وينفع من اللقوة والقولنج وبرد الكلى
منق للفضول البلغمية من المفاصل والأعصاب مسهل للماء الأصفر ، رديء لأصحاب المزاج
الحار ، ومن كان يغلب عليه الدم ، ولا ينبغي أن يشرب مفردا ويضر بالأمعاء الأسفل
منها ويشرب منه ست حبات وإن شرب منه أكثر من دانق أورث شاربه غما وكربا وقبضا على
فم المعدة ، ويصلح بصمغ أو كثيرا ودهن اللوز.
فراسيون
: ديسقوريدوس في الثالثة : هو تمنش ذو
أغصان كثيرة مخرجها من أصل واحد وعليه زغب يسير ، ولونه أبيض وأغصانه مربعة ، وله
ورق في مقدار أصبع الإبهام إلى الاستدارة ما هو عليه زغب وفيه تشنج مر الطعم وزهره
وورقه متفرقة في الأغصان التي فيها وهي مستديرة شبيهة بالفلك خشنة وتنبت في الخراب
من البيوت. جالينوس في ٨ : كما أن طعم هذا مر كذلك فعله فيمن يستعمله فعل موافق
لمرارته ، وذلك أنه مفتح لسدد الكبد والطحال وينقي الصدر والرئة بالنفث ويحدر الطمث
، وكذا يفعل أيضا إن هو وضع من خارج البدن جلا وحلل ، وإذا كان ذلك كذلك فليوضع من
الحرارة في الدرجة ٢ نحو آخرها ومن اليبس في ٣ عند وسطها أو عند انقضائها وعصارته تستعمل
لتحديد البصر ويسعط به أيضا أصحاب اليرقان لينقي يرقانهم ويستعمل أيضا في مداواة وجع
الآذان إذا طال وعتق واحتيج له إلى شيء ينقي ويفتح ثقب المسامع والأجزاء التي تجيء
من عصبة السمع من الغشاءين المغشيين للدماغ. ديسقوريدوس : وورقه إذا كان يابسا ثم
طبخ بالماء مع بزره وإذا أخذ وهو رطب فدق وعصر ماؤه وخلط بعسل شفي من كان به قرحة
في الرئة أو كان به ربوا ، ومن كان به سعال ، وإذا خلط به أصل الأيرسا اليابس قلع
الفضول الغليظة من الصدر ، وقد يسقى منه النساء لإدرار الطمث وإخراج المشيمة وعسر
الولادة ويسقى منه من شرب بعض الأدوية القتالة إلا أنه ليس بموافق للمثانة والكلى
، وإذا تضمد بورقه مع العسل نقى القروح الوسخة وقلع الداحس واللحم المتآكل وسكن
وجع الجنب وعصارته أيضا المتخذة من ورقه المجففة في الشمس تفعل ذلك ، وإذا اكتحل
بها مع العسل أحدت البصر وهي تستفرغ الفضول التي يعرض منها في العين صفرة يرقانية
من الأنف ، وإذا قطرت في الأذن وحدها أو مع دهن ورد وافق وجعها الشديد. التميمي : عصارته
تدخل في علاج
العين وفي قلع الجرب
العتيق منه والحديث ، وقد تقلع أصناف جرب العين الثلاثة وتبرئ منه ، وخاصة إذا حكت
بماء الرمان الحامض وقلب الجفن وطليت عليه ، وقد يجلو الاكتحال بها منها آثار
القروحات والبياض الكائن من ذلك قديمة وحديثة ، وتدخل في كثير من الشيافات الجالية
لغشاوة العين المقوية للنور الباصر ، وتدخل في تحجيراتها وفي أضمدتها ولها قوة
تجلي بها الفضول من جميع الأعضاء الباطنة وتنقي الرئة والصدور وآلات النفس من
الرطوبات المتكونة المنصبة إليها والقرحات المتكونة فيها المؤدية إلى السل ، وإلى
نفث القيح ، وذلك أنه إن سقي الوصب منها وزن نصف مثقال إلى وزن درهم مداقا في طبيخ
الزوفا ودهن اللوز الحلو حلل ذلك وأخرجه بالنفث وقطعه ونقى الرئة والصدر منه تنقية
عجيبة ، وإن سقي منها وزن نصف درهم مداقا في شراب البنفسج أو في الجلاب نفع من
السعال الرطب وقرحات الصدر وأبرأها وأدملها وأخرج ما فيها من الرطوبات بالنفث وإذا
حكت هذه العصارة بيسير من ماء ورد وديفت في عسل النحل وتضمدت بها الخراجات العفنة
الخبيثة فإنها تجلوها وتنقي ما فيها من الوسخ وتدملها ، وإذا ضمد بها على الجراحات
وعلى الدماميل الفجة وعلى الخنازير فإنها تحلل جساءها وتنضجها وتلينها بغير وجع ولا
أذى وتفتحها. الشريف : الفراسيون إذا كان طريا ودق مع شحم كلي ووضع على الأورام
حللها ، وكذا يفعل بالخراجات إذا أصابها الريح ، وإذا احتفر حفرة في الأرض على قدر
الإنسان وفرش في قعرها رمل ، وأوقد فيها النار حتى تسخن جيدا ثم أزيلت النار عن
الحفرة وأخذ من نبات الفراسيون بنوعيه كثير وفرش في أسفل الحفرة ومتن به ثم يرقد
العليل الذي أقعدته الرياح وعجزته عن المشي وعن التصرف في الحفرة ، والفراسيون
تحته وفوقه ويغطى العليل بالنبات ، ثم يدثر على الكل بالثياب الكثيرة ويترك مقيما
ولا يزال ذلك عنه إلى أن تبرد الحرارة فإن العليل يقوم صحيحا مجرب ، وإذا ربب ورقه
مع العسل المنزوع الرغوة كان من أنفع الأشياء للسعال والربو والتضايق ، وإذا
استخرج مائية النخالة وصنع منها حساء ووضع معها عند الطبخ نصف أوقية من ورق
الفراسيون وتحرك إلى أن يكمل طبخ الحساء وتحسى نفع من السعال المفرط وغلظ النفث ،
وينبغي أن يفعل ذلك ستة أيام موالية فإنه عجيب مجرب ، وإذا دق ورقه غضا وتضمد به
نفع من تعقد الأمعاء
ووجعها ، وإذا عصر ماؤه وشرب منه مقدار أوقيتين مع دهن ورد إن أمكن وإلا بزيت عتيق
نفع من أوجاع الأمعاء نفعا عجيبا. التجربتين : الفراسيون ينفع بالجملة من الرياح
الغليظة جدا كيفما استعمل مشروبا وضمادا أو كمادا بطبيخه ، وإذا وضع ضماده على
الصدر نفع من ضيق النفس ، وإذا ضمد به انتفاخ الأعضاء من الرياح كان ذلك يوجع أو
دوئه كالسرة والخاصرة والجنين حللها وسكن أوجاعها ، وإذا طبخ بالماء وضمد به
الطحال نفع من وجعه المتولد عن ريح غليظة وماؤه اكتحالا به مع العسل ينفع من
ابتداء نزول الماء في العين ، وإذا تضمد به أنواع الانتفاخ في الأجفان مع دهن
بنفسج أبرأها ، وإذا درس غضا مع أحد الشحوم ووضع على الفسخ الوجع حلل انتفاخه وسكن
وجعه ونفع منه منفعة عجيبة بالغة جدا ، وإذا مضغ ورق الفراسيون كما هو وابتلع نفع
الفالج والأوجاع المتولدة في المعدة والجوف ، ومتى طبخ بالماء والزيت أو بالماء
وحده وكمدت به العانة من الرجال والنساء نفعهم من الأوجاع العارضة فيها من عسر
البول ومن الريح ومن جميع أصناف
__________________
الأوجاع. إسحاق بن
عمران : من خاصته الإضرار بالكلى والمثانة ، وربما بوّل الدم ، وبزر الرازيانج
البستاني يدفع مضرّته عن الكلى والمثانة إذا خلط معه أو شرب قبله أو بعده.
ديسقوريدوس : وأما الشراب الذي يتخذ بالفراسيون فهذه صفته يؤخذ ورق فراسيون حديث
فيدق ويؤخذ منه مكو كان بالمكوك الذي يقال له حونقس ويلقى في ماء طيوطس من عصير ويترك ثلاثة أشهر ثم يروق ويوعى
في الأواني ، وهذا الشراب ينفع من العلل التي تكون في الصدر ومن كل ما ينفع
الفراسيون.
فرفوديلاون
: هو الشوك المعروف بالتيمق والتيمط أيضا
بلا شك ببلاد الأندلس والمغرب الأقصى ، وتعرف هذه الشوكة في بعض بوادي بلاد
الأندلس برعي الحمير.
ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات شبيه
بالخمالاون الأسود وينبت في جبال ذوات شجر ملتف وله أصول ، طويل خفيف إلى العرض ما
هو ورائحته حادّة مثل رائحة الحرف ، وأصله إذا طبخ بالماء وشرب أحدث رعافا كثيرا ،
وقد يعطى منه المطحولون فينفعهم منفعة شافية.
جالينوس في ٨ : هذا حريف عطري يدر
البول ويحدر الطمث فإذا كان كذلك وقوّته إذا حارة تحلل وتجفف فالعصارة المتخذة من
قصبه ، ومن بزره قوّتها مثل هذه القوّة وهي بهذا السبب نافعة لمن به علة في كليته
، فأما أصله فينفع في نفث ما ينفث من الصدر والبلغم منفعة قوية ، وذلك لأنه أقل
حدّة وحرافة من بزره وليس هو بدونه في المرارة وهو أيضا يرعف.
وقال في موضع آخر : إنه ينفع من
القولنج. الشريف : إذا خلط بكثيراء ولطخ بهما الكلف جلاه.
فرنجمشك
: ويقال برنجمشك وفلنجمشك وافلنجمشك أيضا
وهو الحبق القرنفلي.
ديسقوريدوس في الثالثة : أفنيس عشب دقيق
القضبان يستعمل في الأكاليل شبيه بالباذروج طيب الرائحة كأن فيه زغبا ، وقد يزرعه
بعض الناس في البساتين ، وقد يعقل البطن ويقع الطمث ، وإذا شرب أو تضمد به شفي
الأورام التي يقال لها فوحثلا والحمرة. بعض علمائنا : الفرنجمشك صنفان. أحدهما : بستاني
ويقال له الهنوي
والآخر بري ويقال له الصيني والأوّل مربع العيدان ورقه كورق الباذروج ، ولونه بين
الخضرة والصفرة ورائحته كرائحة القرنفل ويسمى باليونانية افنيس والصيني ينبت في
الصخور دقيق الورق شبيه بورق النمام البري ، ورائحته أشد وأحدّ من رائحة البستاني.
ابن ماسويه : حار يابس في آخر الدرجة الثانية يفتح السدد العارضة في الدماغ شما وأكلا
وطلاء وينفع من خفقان القلب العارض من البلغم والسوداء ، وإن أكل أو شم فتح سدد
المنخرين. سندهشار : ويزيد في المسرة وهو جيد للبواسير. القلهمان : أعدل من
المرزنجوش والنمام وليس فيه من اليبس ما فيهما. الشريف وغيره : ينفع الكبد ويقوّي
القلب والمعدة الباردة ويهضم الأطعمة الغليظة ويجشي جشاء طيبا ويطيب النكهة ويذهب
بحديث النفس ويشد الأسنان واللثة نفعا بليغا ، ويزيل منها الرطوبة الرديئة وبزره
إذا شرب جفف المني وربما استعمل في الطبيخ والفرنجمشك يمنع الفساد عن الخمر وسائر
الأشربة والخلول إذا قطعت أغصانه وطرحت فيه وربما صدع المحرورين.
فرودوماهان
: الرازي : هو عقير فارسي ينفع من النفخ والرياح
في البطن والأعضاء عجيبا.
فراخ
الحمام : ابن ماسويه : فيها حرارة ورطوبة فضلية ومن
أجل ذلك صار فيها بعض الغلظ والنواهض أخف وأحمد غذاء وينبغي أن يأكلها المحرور
بماء الحصرم والكزبرة ولب الخيار. ابن ماسة : الفراخ أحر من جميع لحوم الطير
__________________
المألوفة مع عسر
انهضامه وكثرة توليد الدم ورطوبته. الخوز : يعالج بالفراخ خاصة من قد استولى على
بدنه برد من طول المرض. ابن سينا : الفراخ تهيج الخوانيق إلا مصوصا. المنهاج : تنفع
من الفالج أكلا ولحمها كثير الفضول سريع العفونة ، وربما أحدث سهرا. الرازي في
كتاب دفع مضار الأغذية : أما الفراخ فلحومها حارة ملهبة ولشحومها حرارة ظاهرة بينة
، ولذلك لا توافق المحرورين إلا أنها أسهل خروجا من البطن من لحوم الدجاج ولا سيما
إذا طبخت بماء وحمص وشبث وملح فإنها عند ذلك سهلة الخروج من البطن وتوافق أمراقها
المبرودين وأصحاب البطون المعتقلة فتنفع من وجع الظهر الغليظ المزمن وتسمن الكلى وتزيد
في الباه إلا أن الفراخ خاصيتها مضرة بالدماغ والعين ولا سيما المشوية ، فينبغي أن
يدفع ذلك بأن يشرب عليه بعض ما ذكرنا من الأشربة المانعة من صعود البخار إلى الرأس
وجوذاباتها إذا كثر فيها من شحومها وافق الكلى ، وكانت أشدّ زيادة في الباه. الشريف
: وإدمان أكل فراخ الحمام محشوّة بالأفاويه يحل ١ الدم ويحرقه ، وربما أدى إلى
الجذام ولا سيما في الأطفال الصغار وأولي الأمزجة الحارة ، وإذا طبخت فرخي حمام في
قدر في غمرها من دهن الشيرج بلا ملح ولا توابل فإذا نضجت أكلها صاحب الحصاة فإنه
يبرأ بإذن اللّه.
فرصاد
: هو التوت العربي وقد ذكر في التاء.
فرفير
: هي البقلة الحمقاء وقد ذكرتها في حرف
الباء ، والفرفير أيضا صمغ أحمر يسمى باليونانية الديقون وتأويله الهندي ، وقد
ذكرته في حرف الألف.
فستق
: جالينوس في ٨ : هذه شجرة أكثر ما تكون
في بلاد الشام وثمرتها ثمرة لطيفة ، ومنها شيء كأنه إلى المرارة عطري فلذلك هي تفتح
السدد وتنقي الكبد خاصة وتنفع من علل الصدر والرئة. وقال في كتاب أغذيته : وليس عندي
للفستق شيء أشهد به عليه أنه ينفع أو يضر الكبد كثير منفعة أو مضرة كما لا أشهد له
أنه يطلق البطن أو يحبسه ، والذي يناله البدن من الفستق من الغذاء يسير جدا ، ومنافعه
أن يقوي الكبد وينقي ما قد لحج وصار كالثفل في منافذ الغذاء منها. ديسقوريدوس في
المقالة الأولى : ما كان منه بالشأم وهو شبيه بالصنوبر فإنه جيد للمعدة وإذا أكل
أو شرب مسحوقا بالشراب نفع من نهش الهوام. ابن سينا : هو حار في آخر الثانية وفيه
رطوبة وينفع من وجع الكبد الحادث من الرطوبة والغلظ ويمنع الغثيان وتقلب المعدة ويقوّي
فمها. وقال في الأدوية القلبية له : فيه عطرية وقبض مع لزوجة فيشبه أن يكون لذلك
مفرحا مقويا للقلب ، ولذلك عدّ في الترياقات. الشريف : من خاصيته تطييب النكهة وقمع
أبخرة المعدة التي ترقى إلى الأعلى ويزيل المغص أكلا.
غيره : وقشره الخارج الرقيق إذا أنقع في
الماء وشرب قطع العطش والقيء وعقل البطن ودهنه مضر بالمعدة بخاصية فيه. أرحجانس : الفستق
أشد حرارة من اللوز والجوز جدّا.
فسافس
: هو البق الموجود في الحيطان والأسرّة.
ديسقوريدوس في الثانية : هو حيوان يشبه القراد يوجد في الأسرة وفي غير الأسرة فما
كان منه موجودا في الأسرة إذا أخذ منه سبعة عدد أو جعلت في ثقب باقلا وابتلعت قبل
أخذ الحمى نفعت من حمى الربع ، وإذا ابتلعت من غير باقلا نفعت من لسع الحية التي
يقال لها اسيقس ، وإذا اشتمت نفعت النساء اللواتي عرض لهنّ اختناق من وجع الأرحام
وإذا شربت بخل أو بشراب أخرجت العلق ، وإذا سحقت ووضعت في ثقب إحليل أبرأت من عسر
__________________
البول.
فشع
: هي الزيولة بعجمية الأندلس وثمرها
الأحمر هو المعروف عند عامة الأندلس والمغرب بحب النعام. ديسقوريدوس في الرابعة : ملتقص
طراخيا ومعناه الخشنة له نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له باريلوماين ،
وقضبان كثيرة دقيقة مشوّكة مثل قضبان الشوك الذي يقال له قاليورس ، أو مثل قضبان
العليق ، ويلتف على الشجرة القريبة وينبسط في العلو وفي السفل ، وله حمل شبيه
بالعناقيد إذا نضج كان لونه أحمر ويلذع اللسان لذعا يسيرا وأصل غليظ صلب وينبت في
آجام ومواضع خشنة. جالينوس في ٧ : ورقه يجد فيه من يذوقه حدّة وحراقة ومن استعمله
أسخنه. ديسقوريدوس : ورق هذا النبات وثمره ينفعان من الأدوية القتالة إن تقدم في
شربهما قبل أن يشرب الدواء القتال ، وإن شربا بعد أن يشرب وقد زعم قوم أنه إن أخذ
من هذا النبات شيء وفرك وبلعه الطفل لم يضره شيء من الأدوية القتالة ، وقد يستعمل
في بادزهرات السموم ، وأما ملتقص لبا ومعنى لبا الأملس فهو نبات شبيه بورق النبات
الذي يقال له قسوس إلا أنه ألين منه وأدق وله قضبان تشبه قضبان ملتقص الخشنة إلا
أنها ليست بمشوكة وهي ملس ، وقد يلتف بالشجرة الغربية منه كما يلتف ملتقص الآخر ،
وله ثمر شبيه في شكله بالترمس أسود صغير عليه زهر كبير أبيض مستدير في الشجرة كلها
، وقد يعمل من هذا النبات أكواخ في الصيف وفي الخريف يطرح ورقه ، وقد يقال إنه إن
أخذ من ثمرة هذا النبات وثمر النبات الذي يقال له درسيمون من كل واحد ثلاث أو
بولوسات لطيفات وخلطا وشربا فإنهما يعرض منهما أحلام كثيرة مشوشة. جالينوس في ٧ : قوّة
هذه شبيهة بقوّة تلك الحشيشة فيما يزعمون.
فصفصة
: أبو حنيفة : هو رطب القت ويسمى الرطبة
ما دامت رطبة ، فإذا جفت فهي القت وهي كلمة فارسية الأصل ثم عربت وهي بالفارسية
أسفست. ديسقوريدوس في ٢ : تشبه في ابتداء نباتها الجندقوقا النابت في المروج فإذا
نمت صارت أدق ورقا منه ولها أغصان شبيهة بأغصان الحندقوقا عليها بزر عظيم مثل عظم
العدس في غلاف معوج مثل القرون إذا جف ، ويستعمل مع الأشياء التي يتطيب بها ، وإذا
تضمد بها رطبة نفعت الأعضاء المحتاجة إلى تسكين ألمها ، ويستعمل هذا النبات الذين
يعلفون الخيل والحمير والمواشي مكان النبات الذي يقال له أغرسطس. إسحاق بن عمران :
الفصفصة تنبت على المياه ولا تجف صيفا ولا شتاء ، والمستعمل منها بزرها وورقها وهي
حارة رطبة وفيها شيء من نفخة وبذلك يزيد في المني ويحرّك الجماع ويزيد في منفعة
الأدوية المتخذة لذلك ويدخل بزرها في كثير من الجوارشنات القوية. اربياسيس : الرطبة
الحارة وبزرها يزيد في المني واللبن. الرازي في الحاوي : فيطبخ ويدق حتى يصير من
المرهم ويضمد به اليدان للذان بهما رعشة كل يوم مرتين فإنها تبرئهما ودهن الفصفصة
أيضا يذهب بالرعشة شربا وتمريخا. الغافقي : حار رطب يسمن الدواب ورطبها يلين البطن
ويابسها يعقله وينفع السعال وخشونة الصدر وبزرها فيه قبض ويعقل البطن.
فضة
: ابن ماسه : سحالتها باردة يابسة
باعتدال. ابن سينا : وسحالتها إذا خلطت في الأدوية كانت نافعة من الخفقان وتنفع من
البخر والرطوبة اللزجة وفعلها على حكم فعل الياقوت ولكنها أضعف منه بكثير. غيره :
والشراب في آنية الفضة يسرع بالسكر.
إسحاق بن عمران : وإن سحلت الفضة وخلطت
بالأدوية المشروبة نفعت من كثرة الرطوبات ومن البلغم
اللزج ومن العلل
الكائنة من العفونة ، وإن شمت الفضة رائحة الكبريت اسودّت والملح يغسلها ويزيد في
جلائها وإن مستها ريح الرصاص أو ريح الزئبق تكسرت عند المطارق.
فضية
: الغافقي : سميت بذلك لبياضها وهي عشبة
لها أغصان كثيرة صغار قصار جعد خارجة من أصل واحد وورق نحو من ورق المرزنجوش وعلى
جميعها زغب أبيض ، وهي لينة تحشى بها الفرش لا مائية لها البتة ، وإن دق وتضمد به
ألحم الجراحات الطرية ويقطع نفث الدم والإسهال. ديسقوريدوس في الثالثة : عنا قليان
هو نبات يستعمل ورقه في حشو المخاد وما أشبهها للينه وإذا شرب الورق بالشراب
القابض نفع من قرحة الأمعاء. جالينوس في ٦ : إسم هذا النبات غاليون مشتق من إسم
القطن ، والذي يتدثر به الناس في فراشهم لأن ورقه ناعم لين يستعمل مكان النبق
الزبيري ، والشيء الذي له خمل ، وفي هذا الورق قبض يسير ولذلك يسقى منه قوم أصحاب
قروح الأمعاء بشراب قابض.
فطر
: ديسقوريدوس في الرابعة : منه ما يصلح
للأكل ومنه ما لا يصلح ويقتل والأسباب التي يكون منها الفطر قتالا كثيرة ، فمنها
أنه ربما ينبت بالقرب من مسامير صدئة أو خرق متعفنة أو أعشاش بعض الهوام الضارة أو
شجر خاصيتها أن يكون الفطر قتالا إذا نبت بالقرب منها ، وقد يوجد على هذا الصنف من
الفطر رطوبة لزجة ، وإذا قلع ووضع في موضع فسد وتعفن سريعا ، وأما الصنف الآخر
فيستعمل في الأمراق وهو لذيذ ، وإذا أكثر منه أضر لأنه لا ينهضم ويعرض منه اختناق
أو هيضة والسبيل في علاج الضرر العارض من جميع الفطر هو أن يسقى المضرورون بالفطر
النطرون ، وماء الرماد بالخل والملح وبطبيخ الشعير أو فوتنج جبلي أو خرء الدجاج
بالخل أو يخلط بعسل كثير أو يلعق والفطر يغذو غذاءا زائدا إلا أنه عسر الإنهضام ،
وأكثر ذلك إنما يخرج في البراز صحيحا غير متحلل.
جالينوس في ٧ : قوة الفطر قوّة باردة
بطيئة شديدة ، ولذلك هو قريب من الأدوية القتالة ومنه شيء يقتل وخاصة كلما كان
يخالط جوهره شيء من العفونة. وقال في أغذيته : إن الجيد منه غير المؤذي بارد
الغذاء وإن كان أكثر منه ولد خلطا رديئا ، ومنه أنواع رديئة قتالة ، وقد رأيت رجلا
أصابه منه ضيق نفس وغشي وعرق بارد وتخلص منه بعد جهد بسكنجبين ، وقد طبخ فيه فوتن
ونثر عليه رغوة البورق فنقي ذلك الفطر الذي كان استحال في معدته إلى خلط غليظ. وقال
في كتاب الكيموس : إن له كيموسا باردا لزجا غليظا. الخوز : الإكثار منه يورث عسر
البول. ابن ماسويه : الأجود أن يعمل معه الكمثري الرطب واليابس والحبق الجبلي والقرنفلي
ويشرب عليه نبيذا صرفا وخاصيته إبراء الذبحة.
فقع
: الفلاحة : هو شيء يتكوّن تحت الأرض بقرب
المياه وهو مدوّر أبيض أكبر من الكمأة يوجد في الأرض وكل واحدة منه قد شققت ثلاث
أو أربع قطع إلا أن بعضها ملتصق ببعض وهو أسلم من الفطر ، وليس فيه شيء يقتل كما
في الفطر وهو بارد رطب غليظ.
فقاع
: جالينوس في ٨ : هذا يتخذ كثيرا من
الشعير والخلط المتولد منه رديء من طريق أنه إنما يكون بالعفونة وهو مع هذا نافخ وفيه
شيء حادّ حار وأما أصله فبارد مائي حامض. ديسقوريدوس في ٢ : يعمل من الشعير وهو يدر
البول ويضر بالكلى وحجب الدماغ والأعصاب ويولد نفخا وكيموسات رديئة ، وإذا أنقع فيه
العاج سهل عمله وعلاجه.
ابن ماسويه : الفقاع المتخذ من دقيق
الشعير والفلفل والسنبل والقرنفل والسذاب والكرفس يولد خلطا رديئا ونفخا
في المعدة ويضر
بالعصب والحجب التي فوق الدماغ ويحدث قراقر أو نفخا كثيرا في المعدة إلا أنه نافع
من الجذام جدّا ، والمتخذ من الكرفس والخبز والنعنع محمود للمحرورين فإن أراد مريد
أن يحده فليجعل معه الأفاويه وخاصة الفقاع النافع من الجذام ويضر لمن لم يكن به
ذلك ، وأما الفقاع المتخذ من العسل فحار يابس يفعل فعل العسل ، وأما المتخذ من
السكر فأحمد لأصحاب الحرارة لقلة حرارته ووقت شرب أصناف الفقاع كله على الريق ، وأن
يؤخر الطعام ويتجنب على الطعام فإنه يعفنه في المعدة.
التميمي في المرشد : وأما الفقاع فإنه
يتخذ على ضروب وذلك أنّ منه شيئا يتخذ من دقيق الشعير المنبت المجفف المطحون
المخمر بالعسل والسذاب والطرخون ، وورق الأترج والفلفل ، ومنه ما يتخذ بالخبز
السميد المحكم الصنعة وماء دقيق الحنطة وماء دقيق الشعير المنبت فإن كان منه يتخذ
من دقيق الشعير المنبت والنعناع والسذاب والطرخون وورق الأترج والفلفل ، فإذا فعل
كذلك كان حارا يابسا كثير التعفن مفسدا للمعدة ومولدا للنفخ والقراقر مضرا بعصب
الدماغ لأنه يملأ الدماغ أبخرة غليظة حارة وبعيدة الانحلال ، وربما أحدث بجذبه وعفونته
إسهالا ، وربما أحدث للمدمنين عليه عللا في المثانة وحرقة البول ، وأما المتخذ منه
بخبز السميد
المحكم الصنعة والكرفس ودقيق الحنطة المنبتة
أو ماء دقيق الشعير المنبت فإنه أقل ضررا من الأوّل وأوفق للمحرورين فمن أحب من
المعتدلي المزاج أن يزيل عنه نفخه ورياحه وقراقره ويفيده حرارة معتدلة وتقوية
المعدة فليجعل معه بعض الأفاويه العطرية المطيبة للمعدة المقوّية لها بعطريتها وتنشيفها
لرطوباتها مثل السنبل والمصطكي وقرفة الطيب ودارفلفل والمسك وشيء من القافلة والبسباسة
والقرنفل ولتكن جملة ما سحق من هذه الأفاويه لكل عشرين كوزا من كيزان الفقاع
الضاربة مثقال واحد أو وزن درهمين فإن أراد مريد أن يفيده لذاذة فليصير في كل كوز
قلبا من قلوب الطرخون وورقتين من ورق قلب شجرة الأترج مع يسير من سذاب ويسير من
نعنع ، وقد يتخذ منه ساذج بماء خبز السميذ المحكم الصنعة مروقا ونقيعه بالمسك والمصطكي
فقط مع قلب نعنع أو قلب طرخون في كل كوز فقظ.
فقوس
: الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : وأما
الفقوس فرديء عسر الإنهضام ولا سيما ما صلب منه وكبر فأما الصغار والرطب منه فدون
ذلك ، وإن أكثر منه تولد عنه نفخ في الإمعاء غليظ ووجع في البطن ، وينبغي في ذلك
الوقت أن يستعمل القيء ويشرب عليه شرابا صرفا أو يؤخذ عليه الجوارشنات.
فقد
: بفتح الفاء والقاف وهو حب البنجنكشت وسمي
بذلك لأنه يفقد النسل فيما زعموا. قال أبو حنيفة : إنه يلقى في شراب العسل فيشدّه.
فقاح
: هو النور أيّ نور كان.
فقلامينوس
: يقال بفتح الفاء وإسكان القاف التي
بعدها لام ألف مفتوحة ثم ميم مكسورة بعدها ياء ساكنة ثم نون مضمومة ثم واو ساكنة وبعدها
سين ، إسم يوناني للنبت المسمى بخور مريم وقد ذكر في الباء.
فقلامينوس
آخر : هو النبت المسمى عند بعض شجارينا
الأندلس بصريمة الجدي ، وقد ذكر في الصاد المهملة.
فلنجة
: مسيح : حارة في أوّل الدرجة الثانية
قواها مختلف في التحليل والقبض.
إسحاق بن عمران : الفلنجة تدخل في الطيب
وهي حارة يابسة مفتحة للسدد في الرأس مقوية للدماغ وهي في صفتها مثل حب الخردل وأكبر
لها عيدان صغار مثل العقد وأكبرها أجودها وأقواها ريحا وأشدها حرّا وأوزنها وزنا وأدناها
الخفيفة
__________________
السوداء. الفلاحة :
وأما الفلنجة فإن لها خاصية في أنها أيضا تضاد العقارب مضادّة طبيعية حتى أنه متى
أخذ إنسان قد لدغه عقرب من الفلنجة شيئا فسحقه وطلاه بزيت على موضع اللدغة شفاء.
غيره : الفلنجة نافعة إذا وقعت في الأدهان المسخنة للمعدة وتحلل الرياح منها.
فلفل
: ديسقوريدوس في الثانية : قال : قيل إنه
شجرة تنبت في بلاد الهند لها ثمر يكون في ابتداء ظهوره طويلا شبيها باللوبيا وهو
الدار فلفل في جوفه حب صغار شبيه بالجاورس ، وإذا استحكم صار فلفلا ، وذلك أنه
يتفرق فيصير شبيها بعناقيد فيها حب الفلفل صغار فمنه ما يجيء نضيجا وهو الفلفل
الأسود ومنه ما يجتني غضا وهو الفلفل الأبيض ، والفلفل الأبيض هو يقع في أخلاط
الإكحال وفي الأدوية المعجونة ، والدارفلفل أصلح للترياقات والمعجونات لفجاجته ، والفلفل
الأسود أشدّ حرافة من الأبيض والأبيض أضعف قوّة منه لأنه لم يدرك فاختر من الأسود
ما كان رزينا ممتلئا أسود ولا يكون شديد التكمش ويكون حديثا ، ولا يكون فيه شيء
شبيه بالنخالة ، وقد يوجد في الفلفل الأسود حب متخشف فارغ خفيف يقال له برشياج. جالينوس
في ٨ : أما أصول الفلفل فشبيهة بالقسط. وأما ثمرته فهي أوّل ما تطلع دارفلفل
، ولذلك صار الدار فلفل أرطب من الفلفل المستحكم ، والدليل على رطوبة الدار فلفل أنه
إذا طالت به المدة قليلا تأكل وتفتت وإنه إذا ذاقه الذائق لم يجد له في أوّل مذاقه
لذعا وإنما يتبين اللذع بعد قليل ثم يبقى على تلذيعه مدة ليست باليسيرة ، وأما
ثمرة الفلفل التي هي كالفجة التي لم تنضج فهو الفلفل الأبيض فهو أحدّ وأشد حرافة
من الفلفل الأسود ، وذلك أن الأسود من قبل أن ينضج قد صار كأنه احترق ويبس احتراقا
ويبسا مفرطين ، والنوعان كلاهما من الفلفل يسخنان ويجففان إسخانا وتجفيفا قويا.
ديسقوريدوس : وقوّة الفلفل في الجملة
مسخنة هاضمة للغذاء ميسرة للبول جاذبة محللة جالية لظلمة البصر ، وإذا شرب أو تمسح
به في بعض الأدهان وافق الناقض وينفع من نهش الهوام ، ويحدر الجنين ، وقد يظن أنه
إذا احتملته المرأة بعد الجماع منع الحبل ، وإذا استعمل في اللعوقات والأشربة وافق
السعال وسائر أوجاع الصدر ، وإذا تحنك به مع العسل وافق الخناق ، وإذا شرب مع ورق
العار الطري نفع من المغص ، وإذا مضغ ١ مع الزبيب الجبلي قلع البلغم ، وقد
يسكن الوجع وإذا وقع في أخلاط الصباغات كان موافقا للأصحاء يفتق الشهوة ويعين في
انهضام الطعام ، وإذا خلط بالزفت حلل الخنازير ، وإذا خلط بالنطرون جلا البهق وقد
يقلى في فخار جديد ويحرك في وقت القلي كما يحرك العدس وليس أصله الزنجبيل كما زعم
قوم ، ولكن أصله يشبه الفطر ٢ ويسخن اللسان ويجذب الرطوبة وإذا خلط بخل أو تضمد به
أو شرب حلل ورم الطحال ، وإذا مضغ مع الزبيب وتغرغر به مع الميويزج قلع البلغم.
الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الفلفل هاضم للطعام كاسر للرياح موافق لأصحاب
الأمزاج الباردة وبالضد فليصلح ضرره المحرورون بالخل وربوب الفواكه الحامضة وأجرامها
وشرب ماء الثلج ، وأما المبرودون فليكثروا منه في طبيخهم وليأكلوه في أغذيتهم فإنه
يلطفها ويجيد هضمها ، ويمنع من توليد الفضول الغليظة فيها ويسخن الدم ويرقه حتى
يحمر اللون ويسخن المعدة ويذهب بالجشاء الحامض ويبذرق كل ما يحثر منه سريعا ويقطع
كل غذاء غليظ ويعده للهضم ويجتنبه من به قرحة في بطنه أو حرقة في البول أو به حمى
وحرارة في الكبد ، ولا سيما في الأزمان الحارة.
قال ايبذيمبا : الأسنان
__________________
المتآكلة الوجعة إن
حشيت بفلفل بعد أن تكون المادّة قد انقطع مجيئها نفعها. التجربتين : إذا سحق وخلط
مع الملح والبصل وضمد به داء الثعلب بعد دلكه ناعما أنبت فيه الشعر ، وإذا خلط مع
دقيق الحمص أو الفول وطلي به البهق جلاه ، وإذا خلط بمرهم الدياخيلون وحمل على
الأورام البلغمية أضمرها وعلى التهيج الريحي أزاله ، وإذا سحق وغلي في الزيت وتمسح
بمجموعهما نفعا من الفالج والخدر وسخن الأعضاء التي قد غلب عليها البرد ، وإذا جعل
في جميع الأطعمة المطبوخة مع اللحم أزال زهومة اللحم وحسن هضمه ، وأعان عليه وسخن
المعدة والكبد وسائر الأعضاء ، وإذا تمودي على ذلك وعلى استعماله حفظ المعي من
تولد القولنج ، وكذلك يحفظ الصدر من اجتماع الأخلاط اللزجة فيه ويعين على زوال ما
كان اجتمع منها قبل الاستعمال ، وإذا خلط بأدوية فيها قبض نفع من تقطير البول
للمبرودين ، وكذلك ينفع من الفالج والخدر والرعشة.
وبالجملة ، ينفع من علل العصب الباردة
كلها منفعة بالغة لا يدركه فيها دواء. غيره : الفلفل الأسود قد يحلل أكله ظلمة
البصر وينفع بالخل لوجع الأسنان ، والأبيض أجود للمعدة من الأسود وهو من أنفع
الأشياء لها ، والدار فلفل يحل غلظ الرياح النافخة ويدفع ما على المعدة إلى أسفل ويعين
على الهضم وهو من أنفع الأشياء للمعدة الباردة ، وهو يسخن العصب والعضل تسخينا لا
يوازيه غيره فيه ، وينفع من الأوجاع الباردة والتشنج منفعة بالغة عظيمة. إبن
ماسويه : والدار فلفل حار رطب كالزنجبيل هاضم للطعام مقوّ على الجماع طارد للرياح
من المعدة والأمعاء ضار للمحرورين. ابن ماسه : الدار فلفل صالح للمعدة والكبد الباردي
المزاج. الرازي : الدار فلفل صالح يذهب مذهب الفلفل إلا أنه أغلظ وأقل إسخانا والقول
فيه كالقول في الفلفل ، وقال أيضا : والفلفل كالدار فلفل المربيان في نحو الزنجبيل
المربى. الغافقي : وأصل الفلفل يحسن اللون ويخرج المرة السوداء على رفق لا على
سبيل إخراج الأدوية المسهلة ويزيد في الباه.
فلفل
الماء : ديسقوريدوس في الثانية : وأكثر ما ينبت
في المياه القائمة والجارية جرية بطيئة ، وله ساق ذات عقد وأغصان طولها ذراع وورق
كالذي لهتراما وهو النعنع غير أنه أكبر وأشد بياضا وأنعم حريف الطعم مثل الفلفل
إلاّ أن رائحته ليست بعطرية ، وله ثمر صغار ناتئة في قضبان صغار مخرجها من أصول
الورق مجتمع بعضه إلى بعض كالعناقيد حريف أيضا ، وإذا تضمد بورقه مع ثمره حلل
الأورام البلغمية والأورام المزمنة الجاسية وقلع الأثر العارض من كمنة الدم تحت
العين وقد يجفف ثمره ويخلط بالملح ويلقى مع الأبازير في ألوان الطعام بدل الفلفل ،
وله أصل طويل لا ينتفع به. جالينوس في ٨ : ينبت في مواضع رطبة وطعمه شبيه بطعم
الفلفل إلاّ أنه يسخن مثل أسخان الفلفل وإذا استعمل طريا بأن يتخذ منه مع ثمره
ضماد أذهب نمش الوجه وكلفه إذا كان صلبا وحلله جدا.
فلفل
السودان : ابن واقد : يسمى
بالبربرية حرفي وهو حب يشبه الجلبان وأوعيته وهو أسود اللون حريف الطعم مثل الفلفل
يجلب من بلاد السودان وينفع من وجع الأسنان وتحركها.
فلفمويه
: ابن ماسه : وغيره : هو أصل شجرة الفلفل
وقد ذكرتها مع الفلفل فيما مضى. وقال الرازي في جامعه الكبير : وهو عيدان الفلفل.
إسحاق بن عمران : هي عروق دقاق تشبه في قدرها الأسارون وأدق ولونها إلى الغبرة والخضرة
ومذاقتها حارة ورائحتها طيبة يؤتى بها من الصين ولها ثمر صورته وشكله ولونه كصورة
حب
الأترج وهو حار يابس
في الدرجة الثالثة ينفع من القولنج والنقرس وسائر الأوجاع الكائنة من البرودة وبدله
إذا عدم وزنه من النارمشك وثلثا وزنه من السورنجان وثلث وزنه من القرطم المقشر.
فلفل
الصقالبة : قد يسمى بهذا الإسم
ثمر البنجنكشت وقد ذكرته في الباء وقد يسمى به أيضا بزر الحرف المشرقي وقد ذكر في
الحاء.
فليظة
: هي الهونوة وسيأتي ذكرها في الهاء وعامتنا
بالأندلس يسمى بهذا الإسم أيضا الناتخواه ، وسنذكرها في النون ، وبعضهم يسمى به
ثمر البنجنكشت المقدم ذكره.
فلفل
القرود : هو حب الكتم ، وسنذكر الكتم في الكاف.
فلفل
الأخوص : هو حب الماهويدانة ينبت بالشأم وغيرها
من بلاد المشرق.
فلومس
: هو البوصير ، وقد ذكر في الباء.
فل
: إسحاق بن عمران : هو دواء هندي وهو ثمرة
في قدر الفستق عليها قشر يشبه في لونه قشور الحلوز وفي داخله ثمرة دسمة نحو ما في
داخل حب الصنوبر الكبار لونها ما بين الصفرة والبياض وهي المستعملة وهو حار يابس
في الثالثة نافع من استرخاء العصب وأرياح البواسير.
فنجنكشت
: تأويله ذو الخمسة أصابع ، ويقال بنجنكشت
أيضا ، وقد ذكرته في الباء.
فنجيون
: ديسقوريدوس في الثالثة : له ورق شبيه
بورق النبات الذي يقال له قسوس إلا أنه أعظم منه وعدد الورق ست أو سبع ومنبته من
أصل النبات ولون ما يلي الأسفل أبيض وما يلي أعلاه أخضر ، وفي الورق زوايا كثيرة وله
ساق طولها نحو شبر ، ويظهر له في الربيع زهر أصفر ويسقط زهره وساقه سريعا ، ولذلك
ظن قوم أن هذا النبات لا زهر له ولا ساق وله أصل دقيق وينبت في مروج ومواضع مائية.
جالينوس في ٦ : هذا
النبات إنما سمي باليونانية فنجيون لأن الناس كلهم قد وثقوا به لأنه نافع للسعال ولنفس
الانتصاب متى أخذ الإنسان منه ورقه وأصله يابسا فيخرجه وانكب عليه حتى يستنشق
البخار المتصاعد منه وهو حاد حريف باعتدال ، ومن أجل ذلك صار يفجر الدبيلات والخراجات
التي تكون في الصدر تفجيرا غير رديء ، ولا مؤذ ، وأما ورقة فينفع ما دام طريا
للأعضاء
التي يحدث فيها أورام غير نضيجة إذا وضع عليها من خارج كالضماد وذلك بسبب ما يخالط
هذا الورق من الرطوبة المائية ، وذلك أنّ ورق هذا النبات المسمى فنجيون إذا جف فقوته
أشدّ حدّة وحراقة حتى لا ينفع الأعضاء الوارمة. ديسقوريدوس : وورقه إذا تضمد به
مسحوقا مع العسل أبرأ الحمرة وكل ورم حادّ ومن كان به سعال يابس أو عسر النفس الذي
يحتاج فيه إلى الانتصاب فإذا تدخن بورقه يابسا واجتذب الدخان بنفسه إلى جوفه من
فمه أبرأه ، وقد يفجر الدبيلة التي تكون في الصدر ، وقد يفعل ذلك أصل هذا النبات
إذا تدخن به ، وإذا طبخ أيضا بالشراب الذي يقال له أدرومالي أخرج الجنين الميت.
فنك
: بعض علمائنا الفنك هو حار طيب الرائحة
أطيب من جميع أنواع الفرا يجلب كثيرا من الصقالبة ، ويشبه أن يكون في لحمه حلاوة ،
وهو أبرد من السمور وأعدل في الحرارة منه وأحر من السنجاب ، وأكثر الناس على
اختلاف أسنانهم يحتملون ليس الفنك. قال الرازي : والفنك والقاقم والحواصل معتدلة
في الحرارة وهي مع ذلك خفيفة تصلح للأبدان المعتدلة ، وأما سائر الأوبار فهي حامية
لا تصلح إلا لأصحاب الأبدان الجافية.
فو
: ديسقوريدوس في ١ : ويسميه بعض الناس
سيلا بريا ويكون في البلاد التي يقال لها نيطس وهو موضع من ساحل البحر الأسود وهو بحر
الروم ، وله ورق شبيه بورق الدواء
__________________
الذي يقال له
بالسريانية رعياذيلا وبالدواء الذي يقال له انوسالينون. قال حنين : هو كرفس عظيم
الورق والقضبان وساقه ذراع أو أكثر أملس ناعم ، ولونه مائل إلى لون الفرفير مجوّف
ذو عقد ، وله زهر شبيه بزهر النرجس إلا أنه أكبر منه ، وفي ميله إلى البياض شيء من
فرفيرية وغلظ أعلى موضع من أصله مثل غلظ الخنصر ويتشعب من أسفل الأصل شعب معوجة
مثل الإذخر والخربق الأسود متشبكة بعضها ببعض لونها إلى الشقرة ما هي طيبة الرائحة
فيها شيء من رائحة الناردين مع شيء من زهومة. جالينوس في ٨ : أصل هذا النبات فيه عطرية وقوّته
شبيهة بقوّة السنبل إلا أنه في آسيا كثيرا حسن من ذلك ويدر البول أكثر من سنبل
الطيب ، ومن السنبل الشامي وفعله لأنه كذلك مثل فعل المنتجوشة.
ديسقوريدوس : وقوّة الأصل مسخنة مدرة
للبول إذا شرب يابسا وطبيخه يفعل ذلك أيضا ، وينفع من وجع الجنب ويدر الطمث ويقع
في أخلاط بعض الأدوية المعجونة ويغش بأصل آس بري ويخلط به والمعرفة به هينة لأنه
صلب عسر الرض وليس بطيب الرائحة. غيره : وهو قوي الإسخان منق للعروق والصدر.
فوة
: ديسقوريدوس في الثالثة : القوّة عرق
نبات لونه أحمر ويستعمله الصباغون ومن هذا النبات ما ينبت من غير أن يزرع ومنه ما
ينبت بأن يزرع مثل الذي ينبت بين آجام في مواضع يقال لها أمازي من البلاد التي يقال لها أنطاليا
للغلة التي تكون منها فإنها كثيرة وله أغصان مربعة طوال خشنة شبيهة بأغصان النبات
الذي يقال له أباراني إلا أنها أعظم منها وأصلب وعليها الورق متفرقا ومخرجه
باستدارة حوالى العقد التي في الأغصان فكأنه كواكب وله ثمر مستدير ، وفي أوّل ما
يظهر يكون لونه أخضر ثم يصير بعد ذلك أحمر ، وإذا نضج كان أسود وعرق هذا النبات
الذي هو القوّة كما قلنا هو رقيق طويل أحمر. جالينوس في ٦ : هذا دواء أحمر
يستعمله الصباغون وهو مر الطعم ، ولذلك صار ينقي الكبد والطحال ويفتح سددهما ويدر
البول الغليظ الكثير ، وربما بوّل الدم ويدر الطمث ويجلو جلاء معتدلا في جميع
الأشياء المحتاجة إلى الجلاء فهو لذلك ينفع من البهق الأبيض إذا طلي عليه مع الخل
، وفي الناس قوم يسقون منه أصحاب عرق النسا ووجع الورك ومن عرض له استرخاء في
أعضائه يسقونه إياه بماء العسل. ديسقوريدوس : وله قوّة بها يدر البول ، ولذلك إذا
شرب بالشراب الذي يقال له مالقراطن نفع من اليرقان وعرق النسا والفالج المسمى
قرابيس ، وقد يبوّل بولا كثيرا غليظا ، وربما أبال الدم وينبغي للذين يشربونه أن
يستحموا كل يوم ، وإذا شرب بعض أغصانه بورقه نفع من نهش الهوام وثمره إذا شرب
بسكنجبين حلل ورم الطحال وعرقه إذا احتمل أدر الطمث وأحدر الجنين ، وإذا تلطخ
بالخل على البهق الأبيض أبرأه. الدمشقي : القوة حارة في الدرجة الثانية تنقي
الطحال والكبد وتنقي الأعضاء وتنفع إذا عجنت بخل من البرص ولغيره إذا طلي بها وتنفع
من أوجاع الخاصرة ولها قوّة صابغة لطيفة جدا. بديغورس : وبدله في تنقية الكبد والطحال
وإنزال الحيض والبول وزنه ونصف وزنه سليخة وثلث وزنه زبيب أسود.
فوفل
: أبو حنيفة : نبات الفوفل نخله مثل نخلة
النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل أمثال التمر ، وليس في نبات أرض العرب ومنه أسود
ومنه أحمر. إسحاق بن عمران : الفوفل هو الكوتل وهو ثمره قدره قدر جوزبوا ولونه
شبيه بلونه ، وفيه تشنج وفي طعمه شيء من حرارة ويسير من مرارة بارد شديد القبض مقو
للأعضاء ينفع الأورام
__________________
الحارة الغليظة طلاء
وقوّته كقوة الصندل الأحمر. ابن رضوان : الأحمر منه إذا شرب منه من درهم إلى
درهمين أسهل برفق إسهالا معتدلا. الغافقي : يطيب النكهة ويقوي القلب ويمنع التهاب
العين وجربها وحرارة الفم ويقوّي اللثة والأسنان. غيره : وبدله إذا عدم وزنه من
الصندل الأحمر ونصف وزنه من الكزبرة الرطبة.
فودنج
: أجناسه ثلاثة بري وجبلي ونهري ، فأما
البري فهو نبات معروف هو اللبلابة بعجمية الأندلس وعامة مصر تسميه فلية بالفاء
المروّسة وهي مضمومة ولام مفتوحة وياء منقوطة باثنتين من أسفل وهي مفتوحة أيضا ثم
هاء وهي المسمى باليونانية غليجن بالغين المعجمة وهي مفتوحة بعدها لام مكسورة ثم ياء
منقوطة باثنتين من أسفل ساكنة ثم جيم مضمومة ثم نون أصطفان. وقفت على غليجن فرأيت الروم
يسمونه بهذا الإسم وهو ينبت في الصحاري ونباته طاقة طاقة ، وورقته مدورة شبيهة
بورق الصعتر ورائحته وطعمه يشبهان رائحة الفودنج النهري وأهل الشام يسمونه الصعتر.
جالينوس في ٧ : هذا النبات أيضا لما كانت فيه حدة وحرافة ومرارة يسيرة صار يلطف تلطيفا
قويا ، والدليل الكافي في أنه يسخن أنه نجده إذا وضع من خارج كالضماد أحمر الموضع
وإن تركه الإنسان مدة طويلة أحدث حرقة
ومما يعلم به أنه ملطف أمران : أحدهما : أن الأخلاط الغليظة اللزجة التي تخرج
بالنفث من الصدر والرئة يسهل خروجها ونفثها. والآخر : أنه يدر الطمث. ديسقوريدوس
في الثالثة : غليجن وهو ملطف مسخن منضج ، وإذا شرب أدر الطمث وأحدر المشيمة وأخرج
الأجنة ، وإذا شرب بالملح والعسل أخرج الفضول التي في المقعدة وهو ينفع من به
أصغصموص ، وإذا شرب بالخل الممزوج بالماء سكن الغثيان والحرقة العارضة في المعدة وهو
يسهل فضولا سوداوية ، وإذا شرب بالشراب نفع نهش الهوام ، وإذا قرب من الأنف مع
الخل ذهب بغشي المغشي عليهم ، وإذا جفف وأحرق وسحق واستعمل للثة المسترخية شدها ،
وإذا تضمد به وحده وأدمن التضميد به إلى أن يحمر الموضع نفع من النقرس ، وإذا
استعمل مع القيروطي أذهب الثآليل التي تسمى أنيتوا ، وإذا تضمد به مع الخل نفع
المطحولين ، وإذا استجمر بطبيخه سكن الحكة ، وإذا جلس في طبيخه النساء كان موافقا
للريح العارضة في الرحم والصلابة وارتفاعها إلى داخل ، وقد سماه قوم غليجن واشتقوا
له هذا الإسم من ثغاء الغنم لأن الغنم إذا رعته كثر ثغاؤها ، وأما دقطمين وهو الذي
يسميه بعض الناس غليجن أغريا ويسميه بعضهم مائن وهو المشكطرامشيع فإنه ينبت
بالجزيرة التي يقال لها اقريطي حريف جدا شبيه بغليجن ، إلا أن ورقه أكبر شبيه بورق
النبات الذي يقال له عيافيلن وورق عيافيلن أبيض لين يحشى به الفرش مثل الصوف فيقوم
مقامه ، وعلى غليجن دقطمين هي كالصوف وليس له زهر ولا ثمر ويفعل كما يفعله الغليجن
الأهلي إلا أنه أقوى منه بكثير لأنه ليس يطرح الأجنة الميتة بالشرب فقط ، لكنه قد
يفعل ذلك إذا احتمل وإذا تدخن به وزعم قوم أن المعز باقرمطي إذا رميت بالنشاب رعت من هذا النبات
فيتساقط عنها ما رميت به. جالينوس في ٦ : جوهر المشكطرامشير يلطف أكثر من جوهر
الفودنج البري ، وأما في سائر خصاله الآخر فهو شبيه به ههنا ٢. ديسقوريدوس : وأما
النبات الذي يقال له قشر دود قطمين وتأويله مشكطرا مشيرزور فإنه ينبت في مواضع
كثيرة وهو شبيه بالدقطمين إلا أنه أصغر منه ويفعل كما يفعله الدقطمين إلا أنه أضعف
، وقد يؤتى به
__________________
من أقرمطي بنوع آخر
من الدقطمين ، ورقه يشبه ورق الصف من النمام الذي يقال له سنسنريون إلا أن أغصانه
أكبر من أغصانه ، وفي أطرافه شبه بزهر اوربغانس الذي ليس ببستاني أسود اللون ناعم
ورائحة ورقه فيما بين السنسنريون ورائحة النبات الذي يقال له الاسفاقس ورائحته
طيبة جدا ، ويفعل كما يفعله الدقطمين إلا أنه أضعف منه ، وقد يقع في أخلاط المراهم
النافعة من نهش الهوام ، وأما
مالا ميسي وهو الفودنج النهري فمنه ما هو أولى بأن يقال له جبلي ، وهو ذو ورق شبيه
بورق الباذروح ، وله أغصان وقضبان مزواة وزهر فرفيري ، ومنه ما يشبه غليجن غير أنه
أكبر منه ، ولذلك سماه بعض الناس غليجنا بريا لأنه شبيه بما وصفنا في الرائحة أيضا
، وأهل رومية يسمونه بباطن ، ومنه صنف ثالث يشبه النعناع الذي ليس ببستاني إلاّ
أنه أطول ورقا منه وساقه أكبر من ساق النوعين الآخرين وأغصانهما وقوته أضعف وورق
جميع هذا الأصناف حريف الطعم يحذي اللسان حذيا شديدا وعروقها لا ينتفع بها وتنبت
في صحاري وفي مواضع خشنة ومواضع فيها مياه ، وإذا شربت أو تضمد بها نفعت من نهش
الهوام ، وإذا شرب طبيخها أدر البول ونفع من رض العضل وأطرافها وعسر النفس الذي
يحتاج معه إلى الانتصاب والمغص والهيضة والنافض ، وإذا تقدم في شربها بالخمر وافقت
من السموم القتالة وهي تنفع اليرقان ، وإذا أخذت مطبوخة أو نيئة فدقت وشربت بالعسل
والملح قتلت دود البطن الذي يقال له المنيشق وهو الدود الطوال والدود الذي يقال له
شفاريدوس ، وإذا أكلت وشرب من بعدها ماء الجبن نفعت من داء الفيل ، وإذا احتمل
ورقها مسحوقا قتل الأجنة وأدر الطمث ، وإذا دخن بورقها مسحوقا طرد الهوام ، وإذا
افترش فعل ذلك أيضا وهي إذا طبخت بشراب وضمد بها شبهت آثار القروح السود بالبدن وهي
تذهب لون الدم الميت الذي يعرض تحت العين ، وقد يتضمد بها لعرق النسا فتحرق الجلد
وتنقل العضو عن تلك الحال ، وعصارتها إذا قطرت في الأذن قتلت الديدان المتولدة
فيها. جالينوس في ٧ : طبيعة هذا الدواء لطيفة ومزاجه حار يابس ومرتبته في هذين
النوعين كأنه في الدرجة الثالثة ، والدليل الواضح على ذلك طعمه ومما يعرف من أمره
بالتجربة وذلك أن طعمه فيه طعم حدة وحرافة وحرارة بينة ، وفيه شبيه بالمرارة
اليسيرة ومن جربه حين يعالج به البدن وجده أنه متى وضع على البدن من خارج وهو
مسحوق أسخن في أول الأمر ولذع وسحج الجلد ، ثم أنه آخر الأمر يجرح ، وإن شرب وحده
وهو يابس في ماء العسل أسخن إسخانا بينا ويدر العرق ويحلل ويجفف البدن كله ، ومن أجل
ذلك قد استعمله قوم في مداواة النافض الكائن بدور ، ومن خارج يطبخونه بالزيت ويدهنون
به البدن كله ويدلكونه دلكا شديدا واستعملوه أيضا من داخل بأن يسقوه على ما وصفت وقوم
آخرون يضعونه على الورك إذا كان الإنسان بوجع عرق النسا فيضمدونه به على أنه دواء
عظيم المنفعة لأنه يحدث حرارة من داخل البدن ويسخن المفصل كله إلا أنه يحرق الجلد
كله إحراقا بينا ، ويدر الطمث ويحدره إحدارا قويا إذا شرب وإذا احتمل من أسفل وهو
أيضا من الأدوية النافعة جدا لأصحاب الجذام لا من طريق أنه يحلل الأخلاط اللطيفة
فقط تحليلا قويا ، لكن من طريق أنه مع هذا مقطع ملطف جدا للأخلاط الغليظة تقطيعا وتلطيفا
شديدين ، وهذه الأخلاط هي المولدة لهذا الوجع ، ولذلك أيضا من شأنه
__________________
أن يجلو الآثار
السوداوية ويذهب اللون الحائل في محاجر العين ، وأجود ما يستعمل في هذه المواضع
بأن يطبخ بشراب ويضمد به الموضع ، وخاصة إذا كان طريا لأنه إذا كان يابسا كان قويا
جدا فيحرق بسهولة وسرعة ، ولما كان على هذا من الحال صار الناس يستعملونه في
مداواة من نهشة شيء من ذوات السموم من الهوام كما يستعملون الكي وجميع الأدوية
الأخر التي تسخن ولها حدة وحرافة ولطافة فهي تجتذب إليها بسهولة من عمق البدن جميع
الرطوبات التي نجدها في المواضع ، فأما المرارة التي في هذا الدواء فهي يسيرة جدا
لكنها تفعل ما يفعله غيرها من المرارة الكثيرة الموجودة في الأشياء الأخر ، وذلك
أنها مع حرارة كثيرة ومع جوهر لطيف ، وصار هذا الدواء من هذا الوجه إذا شرب عصيره
، وإذا احتقن به قتل الديدان الصغار والكبار ، وعلى هذا المثال أيضا يقتل الدود
الذي يكون في الأذان أو في جراحة قد تعقبت متى كان في جزء آخر من البدن أي جزء كان
، وعلى هذا السبيل صار يفسد الأجنة ويخرجها إذا شرب ، وإذا تضمد به من أسفل فقوته
قوة قطاعة لمكان حرارته ولطافته ومرارته ، فيه أيضا قوة تجلو مكان مرارته وهو ينفع
ضيق النفس بسبب هذه الصخال التي تكون وذكرتها ، وقد ينفع أيضا أصحاب اليرقان بسبب
مرارته خاصة كما أن جميع الأدوية المرة نافعة لهم لأنها تجلو وتفتح سدد الكبد والفودنج
الجبلي أنفع في هذه الوجوه كلها من هذا النهري.
فيروزج
: كتاب الأحجار : هو حجر أخضر تشوبه زرقة
وفيه ما نتفاضل في حسن المنظر وهو حجر يصفو لونه مع صفاء الجو ، ويتكدر بكدره وفي
جسمه خلو وليس من لباس الملوك. ابن ماسه : هو بارد يابس يجلب من نيسابور من معادن
في الأرض يصاب في القطعة من درهم إلى خمسة أساتير يدخل في الكيمياء وفي أدوية
العين ، وإذا سحق وشرب نفع من لسع العقارب. ديسقوريدوس في ٣ : هو صنف من الحجارة ،
وقد يظن أنه إذا شرب نفع من لدغة العقرب ، وقد يشرب أيضا في القروح العارضة في الجوف
، وقد يقبض نتوّ الحدقة والبثرة التي يقال لها قلوقطيا وهو ينفع أيضا من غشاوة
البصر ويجمع في حجب العين المنحرفة. جالينوس في ٩ : وقد وثق الناس منه بأنه إذا شرب
نفع من لسعة العقرب
قال الشاشي وغيره : وهو يجلب من معدن بجبل نيسابور ، ومنه يحمل إلى سائر البلدان ،
ومنه نوع يوجد بنيسابور إلا أن النيسابوري خير منه ، والفيروزج نوعان : منه سنجابي
ومنه قيحيحي
والخالص منه هو العتيق وهو السنجابي وأجوده الأزرق الصافي اللون المشرق الصفاء
الشديد الصقالة المستوي الصبغ ، وأكثر ما يكون فصوصا ، وذكر الكندي أنه رأى منه
حجر وأوزنه أوقية ونصف وهو يقبل الجلاء أكثر من اللازورد يحسن صفاؤه عليه ، وإذا
أصابه شيء من الدهن أفسد حسنه وغبر لونه ، وكذا العرق يفسده ويطفئ لونه بالكلية وكذلك
المسك إذا باشره أفسده ، وأبطل لونه وأذهب حسنه ، وذكر أرسطو أن كل حجر يستحيل عن
لونه فهو رديء للابسه.
فيل
: وهو حيوان معروف ونابه هو العاج : ديسقوريدوس
في الثانية : الأكعس ناب الفيل برادته قابضة إذا تضمد بها أبرأت من الداحس وأوجاعه.
الشريف : إذا شرب من نشارة العاج في كل يوم وزن درهمين بماء وعسل كانت جيدة للحفظ
، وإذا شربتها المرأة العاقر سبعة أيام متوالية في كل يوم وزن درهمين بماء وعسل ثم
جومعت بعد ذلك فإنها تحبل بإذن اللّه تعالى ، وإن أخذ من برادته جزء وخلط مع مثله
من برادة الحديد وسحقا وذرا على
__________________
البواسير في المقعدة
نفعا منها نفعا بينا. قال الطبري : إنه إن علق من ناب فيل في عنق صبي أمن من وباء
الأطفال. البصري : خرء الفيول إذا عملت منه فرزجة مع العسل واحتملتها المرأة لم
تحبل أبدا. غيره : إذا بخر به صاحب الحمى الغب العتيقة نفعه ، وإذا أحرق وطلي به
السعفة الرطبة أبرأها ، وإن بخر به موضع البق طرده ، وإن أديم عليه هربن من ذلك
الموضع ولم يعدن إليه. خواص ابن زهر : إن بخر الكرم والزرع والشجر بعظم الفيل لم
يقرب ذلك المكان دود وإن علقت قطعة من العاج وهو ناب الفيل على البقر في خرقة
سوداء منعها أن يصيبها الوباء وطرده أبدا عنها ، وإن شرب من برادته وزن عشرة دراهم
بماء الفودنج الجبلي الجبلي وهو صعتر القدس أياما متوالية أوقف الجذام عن صاحبه ولم
يزد به ، وإن وضعت قطعة من العاج على موضع من البدن يكون فيه عظم مكسور جذبه وأخرجه
سهلا.
فبليطس
: يعرفه شجار والأندلس بذنب الحدأة وينبت
في سروب المياه وفي الحيطان الندية. ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات له ورق شبيه
بورق الحماض إلا أنه أطول منه وورقه ست ورقات أو سبع قائمة باطنها أملس شبيه بورق
الحماض ، وفي ظاهرها شيء كأنه ديدان ملتزقة بالورق ينبت في المواضع الظليلة والبساتين
وهي عفصة وليس له زهر ولا ساق ولا ثمر ، وورقه إذا شرب بالشراب وافق من نهش الهوام
، وإذا أوجرت به المواشي نفعها ، وقد يشرب لقرحة الأمعاء والإسهال. جالينوس في ٩ :
كيفية هذا الدواء كيفية قابضة ، ولذلك إذا شرب نفع من استطلاق البطن ومن قروح
الأمعاء.
فيلون
: ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات ينبت
في الصخور ، ومنه ما يقال له فيلن أغريون وله ورق شبيه بالأسنة أشد خضرة من ورق
الزيتون وساق دقيقة قصيرة وأصل دقيق وبزر صغار مثل الخشخاش ومنه ما يقال له
أرانوعين
وهو شبيه في حالاته بالنوع الذي ذكرنا إلا أنه يخالفه في البزر ، وذلك أن بزر هذا شبيه
بالزيتونة وأول ما ينعقد في شكل عنقود ، ويقال : إن أرانوعين إذا شرب أولد ذكورا وأن
فيلوعين
إذا شرب أولد إناثا ، والذي ذكر هذه الأشياء قراطوش والذي أتوهمه أنا أن هذا كله
كلام فقط.
فيطل
: تسمية عامة الأندلس بالطفلة وبالكمون
البري أيضا وبالبربرية هوايثربوليس ، وهو السنفدوليون كما زعم قوم ، وقد ذكرته في
السين المهملة.
فيجن
: هو السذاب بنوعيه برية وبستانية ، وقد
ذكرته في حرف السين المهملة.
فيلجوش
: معناه أذن الفيل وهو اللوف الجعد وسنذكره
في اللام.
فيلزهرج
: هو الحضض ومعناه بالفارسية مرارة الفيل
وسمي الحضض بذلك لأن هذه العصارة إذا جمعت وجعلت في كرش شبلية شبهت في لونها وعظمها
بمرارة حيوان عظيم ، فسميت بمرارة الفيل مجازا ، وقد ذكرت الحضض في حرف الحاء
المهملة وغلط من توهم أن الدواء المسمى باليونانية أمعاافقس وتأويله الشوكة الحادّة هو الفيلزهرج وهو
كلام ابن حسان وتابعه الغافقي في ذلك والصحيح ما ذكرته.
فينك
: ويقال فينج أيضا وهو حجر القيشور ، وسنذكره
في القاف إن شاء اللّه تعالى.
(تم الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع
أوّله حرف القاف)
__________________
|