• الفهرس
  • عدد النتائج:

(إِنِّي ظَنَنْتُ) : أي أيقنت ، ولو كان ظنا فيه تجويز لكان كفرا. (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) : ذات رضا. وقال أبو عبيدة والفراء : راضية مرضية كقوله : (مِنْ ماءٍ دافِقٍ) (١) ، أي مدفوق. (فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ) : أي مكانا وقدرا. (قُطُوفُها) : أي ما يجني منها ، (دانِيَةٌ) : أي قريبة التناول يدركها القائم والقاعد والمضطجع بفيه من شجرتها. (كُلُوا وَاشْرَبُوا) : أي يقال ، و (هَنِيئاً) ، تقدم الكلام عليه في أول النساء. وقال الزمخشري : هنيئا أكلا وشربا هنيئا ، أو هنيتم هنيئا على المصدر. انتهى فقوله : أكلا وشربا هنيئا يظهر منه جعل هنيئا صفة لمصدرين ، ولا يجوز ذلك إلا على تقدير الإضمار عند من يجيز ذلك ، أي أكلا هنيئا وشربا هنيئا. (بِما أَسْلَفْتُمْ) : أي قدمتم من العمل الصالح ، (فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ) : يعني أيام الدنيا. وقال مجاهد وابن جبير ووكيع وعبد العزيز بن رفيع : أيام الصوم ، أي بدل ما أمسكتم عن الأكل والشرب لوجه الله تعالى. والظاهر العموم في قوله : (بِما أَسْلَفْتُمْ) : أي من الأعمال الصالحة.

(يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ) : لما رأى فيه قبائح أفعاله وما يصير أمره إليه ، تمنى أنه لم يعطه ، وتمنى أنه لم يدر حسابه ، فإنه انجلى عنه حسابه عن ما يسوءه فيه ، إذ كان عليه لا له. (يا لَيْتَها) : أي الموتة التي متها في الدنيا ، (كانَتِ الْقاضِيَةَ) : أي القاطعة لأمري ، فلم أبعث ولم أعذب ؛ أو يا ليت الحالة التي انتهيت إليها الآن كانت الموتة التي منها في الدنيا ، حيث رأى أن حالته التي هو فيها أمر مما ذاقه من الموتة ، وكيف لا وأمره آل إلى عذاب لا ينقطع؟ (ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ) : يجوز أن يكون نفيا محضا ، أخبر بذلك متأسفا على ماله حيث لم ينفعه ؛ ويجوز أن يكون استفهاما وبخ به نفسه وقررها عليه. (هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ) : أي حجتي ، قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك وعكرمة والسدي. وقال ابن زيد : يقول ذلك ملوك الدنيا. وكان عضد الدولة ابن نويه لما تسمى بملك الأملاك غلاب القدر لم يفلح وجن ، فكان لا ينطلق لسانه إلا بقوله : (هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ).

(خُذُوهُ) : أي يقال للزبانية (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ) : أي اجعلوا في عنقه غلّا ، (ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ) ، قال الزمخشري : ثم لا تصلوه إلا الجحيم ، وهي النار العظمى ، لأنه كان سلطانا يتعظم على الناس. يقال : صلى النار وصلاه النار. انتهى ، وإنما قدره لا تصلوه إلا الجحيم ، لأنه يزعم أن تقديم المفعول يدل على الحصر. وقد تكلمنا معه في ذلك عند قوله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) (٢) ، وليس ما قاله مذهبا لسيبويه ولا لحذاق النحاة. وأما

__________________

(١) سورة الطارق : ٨٦ / ٦.

(٢) سورة الفاتحة : ١ / ٥.