• الفهرس
  • عدد النتائج:

لمن أراد سوءا. وقال الزجاج : عور المكان يعور عورا وعورة فهو عور ، وبيوت عورة. وقال الفراء : أعور المنزل : بدا منه عورة ، وأعور الفارس : كان فيه موضع خلل للضرب والطعن. قال الشاعر :

متى تلقهم لم تلق في البيت معورا

ولا الضيف مسحورا ولا الجار مرسلا

قال الكلبي : (عَوْرَةٌ) : خالية من الرجال ضائعة. وقال قتادة : قاصية ، يخشى عليها العدو. وقال السدي : قصيرة الحيطان ، يخاف عليها السراق. وقال الليث : العورة : سوءة الإنسان ، وكل أمر يستحيا منه فهو عورة ، يقال : عورة في التذكير والتأنيث ، والجمع كالمصدر. وقال ابن عباس : قالت اليهود لعبد الله ابن أبي ابن سلول وأصحابه من المنافقين : ما الذي يحملكم على قتل أنفسكم بيد أبي سفيان وأصحابه؟ فارجعوا إلى المدينة فأنتم آمنون. (إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً) : من الدين ، وقيل : من القتل. وقال الضحاك : ورجع ثمانون رجلا من غير إذن للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. والضمير في : (دُخِلَتْ) ، الظاهر عوده على البيوت ، إذ هو أقرب مذكور. قيل : أو على المدينة ، أي ولو دخلها الأحزاب الذين يفرون خوفا منها ؛ والثالث على أهاليهم وأولادهم. (ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ) : أي الردة والرجوع إلى إظهار الكفر ومقاتلة المسلمين. (لَآتَوْها) : أي لجاءوا إليها وفعلوا على قراءة القصر ، وهي قراءة نافع وابن كثير. وقرأ باقي السبعة : لآتوها بالمد ، أي لأعطوها. (وَما تَلَبَّثُوا بِها) : وما لبثوا بالمدينة بعد ارتدادهم (إِلَّا يَسِيراً) ، فإن الله يهلكهم ويخرجهم بالمؤمنين. قال ابن عطية : ولو دخلت المدينة من أقطارها ، واشتد الحرب الحقيقي ، ثم سئلوا الفتنة والحرب لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لطاروا إليها وأتوها مجيبين فيها ، ولم يتلبثوا في بيوتهم لحفظها إلا يسيرا ، قيل : قدر ما يأخذون سلاحهم. انتهى. وقرأ الجمهور : سئلوا ، وقرأ الحسن : سولوا ، بواو ساكنة بعد السين المضمومة ، قالوا : وهي من سال يسال ، كخاف يخاف ، لغة من سأل المهموز العين. وحكى أبو زيد : هما يتساولان. انتهى. ويجوز أن يكون أصلها الهمز ، لأنه يجوز أن يكون سولوا على قول من يقول في ضرب ضرب ، ثم سهل الهمزة بإبدالها واوا على قول من قال في بؤس بوس ، بإبدال الهمزة واوا لضمة ما قبلها. وقرأ عبد الوارث ، عن أبي عمرو والأعمش : سيلوا ، بكسر السين من غير همز ، نحو : قيل. وقرأ مجاهد : سوئلوا ، بواو بعد السين المضمومة وياء مكسورة بدلا من الهمزة.

وقال الضحاك : (ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ) : أي القتال في العصبية ، لأسرعوا إليه. وقال