• الفهرس
  • عدد النتائج:

البرسام ، ويحتاج إلى وحي بسفر عن هذا القول ، وإذا نظرت القرآن وجدت جملا كثيرة محذوفة ، وفيها الفاء نحو قوله : (فَأَرْسِلُونِ ، يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ) (١) ، أي فأرسلوه ، فقال يوسف أيها الصديق ، والفرق الجزء المنفصل. والطود : الجبل العظيم المنطاد في السماء. وحكى يعقوب عن بعض القراء ، أنه قرأ كل فلق باللام عوض الراء.

(وَأَزْلَفْنا) : أي قربنا ، (ثَمَ) : أي هناك ، وثم ظرف مكان للبعد. (الْآخَرِينَ) : أي قوم فرعون ، أي قربناهم ، ولم يذكر من قربوا منه ، فاحتمل أن يكون المعنى : قربناهم حيث انفلق البحر من بني إسرائيل ، أو قربنا بعضهم من بعض حتى لا ينجو أحد ، أو قربناهم من البحر. وقرأ الحسن ، وأبو حيوة : وزلفنا بغير ألف. وقرأ أبي ، وابن عباس ، وعبد الله بن الحرث : وأزلقنا بالقاف عوض الفاء ، أي أزللنا ، قاله صاحب اللوامح. قيل : من قرأ بالقاف صار الآخرين فرعون وقومه ، ومن قرأ بالعامة يعني بالقراءة العامة ، فالآخرون هم موسى وأصحابه ، أي جمعنا شملهم وقربناهم بالنجاة. انتهى ، وفي الكلام حذف تقديره : ودخل موسى وبنو إسرائيل البحر وأنجينا. قيل : دخلوا البحر بالطول ، وخرجوا في الصفة التي دخلوا منها بعد مسافة ، وكان بين موضع الدخول وموضع الخروج أوعار وجبال لا تسلك.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) : أي لعلامة واضحة عاينها الناس وشاع أمرها. قال الزمخشري : (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) : أي ما تنبه أكثرهم عليها ولا آمنوا. وبنو إسرائيل ، الذين كانوا أصحاب موسى المخصوصين بالإنجاء ، قد سألوه بقرة يعبدونها ، واتخذوا العجل ، وطلبوا رؤية الله جهرة. انتهى. والذي يظهر أن قوله : (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) : أي أكثر قوم فرعون ، وهم القبط ، إذ قد آمن السحرة ، وآمنت آسية امرأة فرعون ، ومؤمن آل فرعون ، وعجوز اسمها مريم ، دلت موسى على قبر يوسف عليه‌السلام ، واستخرجوه وحملوه معهم حين خرجوا من مصر.

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ ، إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ ، قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ ، قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ، أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ، قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ ، قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ، أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ، فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ ، الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ، وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ

__________________

(١) سورة يوسف : ١٢ / ٤٥ ـ ٤٦.