• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • « أبواب العدل »

  • باب 8 التمحيص والاستدراج ، والابتلاء والاختبار ؛ وفيه 18 حديثا 210
  • سدى ، ولا أظهر حكمته لعبا ، بذلك أخبر في قوله : «أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا». فإن قال قائل : فلم يعلم الله ما يكون من العباد حتى اختبرهم؟ قلنا : بلى قد علم ما يكون منهم قبل كونه ، وذلك قوله : «ولوردوا لعادوا لما نهوا عنه» وإنما اختبرهم ليعلمهم عدله ولا يعذبهم إلا بحجة بعد الفعل ، وقد أخبر بقوله : «ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا» وقوله : «وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا» وقوله : «رسلا مبشرين ومنذرين» فالاختبار من الله بالاستطاعة التي ملكها عبده وهو القول بين الجبر والتفويض بهذا نطق القرآن وجرت الاخبار عن الائمة من آل الرسول.

    فإن قالوا : ما الحجة في قول الله : «يهدي من يشاء ويضل من يشاء» وما أشبهها؟ قيل : مجاز هذه الآيات كلها على معنيين : أما أحدهما فإخبار عن قدرته أي أنه قادر على هداية من يشاء وضلال من يشاء ، وإذا أجبرهم بقدرته على أحدهما لم يجب لهم ثواب ولا عليهم عقاب على نحو ما شرحنا في الكتاب ، والمعنى الآخر أن الهداية منه تعريفه كقوله : «وأما ثمود فهديناهم» أي عرفناهم «فاستحبوا العمى على الهدى» فلو جبرهم على الهدى لم يقدروا أن يضلوا ، وليس كلما وردت آية مشتبهة كانت الآية حجة على محكم الآيات اللواتي أمرنا بالاخذ بها ، من ذلك قوله : «منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين قي قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله» الآية ، وقال : «فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه» أي أحكمه وأشرحه «أولئك الذى هديهم الله وأولئك هم أولو الالباب» وفقنا الله وإياكم من القول والعمل لما يحب ويرضى ، وجنبنا وإياكم معاصيه بمنه وفضله ، والحمد لله كثيرا كما هو أهله ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين ، وحسبنا الله و نعم الوكيل. «ص ٤٥٨ ـ ٤٧٥»

    بيان : قوله تعالى : فقد ظلم الله على بناء التفعيل أي نسبه إلى الظلم. قوله عليه‌السلام : ومن زعم أن الله يدفع عن أهل المعاصي العذاب أي عموما بحيث لا يعاقب أحدا منهم كما هو مقتضى الجبر ، فلا ينافي سقوط بعضها بالعفو أو الشفاعة. وقوله عليه‌السلام : ولما لزمت