ـ عباد الله ـ في عباده وبلاده ، فإنكم مسئولون حتى عن البقاع والبهائم ، فأطيعوا الله ولا تعصوه ، وإذا رأيتم الخير فخذوا به وإذا رأيتم الشرّ فدعوه. ثم تلا قوله سبحانه : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ)» (١).
وخطبة أخرى (٣):
نقلها الرضيّ في «نهج البلاغة» ولم نعثر لها على مصدر سابق ، ولم ينصّ ايراده عليهالسلام لها في أوائل خلافته ، إلّا أن المعتزلي الشافعي قال في شرحه لها : خطب بها بعد قتل عثمان حين أفضت الخلافة إليه (٢) ومنها :
قد طلع طالع ولمع لامع ، ولاح لائح واعتدل مائل ، واستبدل الله بقوم قوما وبيوم يوما ، وقد انتظرنا الغير انتظار المجدب المطر!
وإنّما الأئمة قوّام الله على خلقه ، وعرفاؤه على عباده ، لا يدخل الجنة إلّا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه!
إنّ الله تعالى خصّكم بالإسلام واستخلصكم له ، فهو اسم سلامة وجماع كرامة ، اصطفى الله منهجه وبيّن حججه ، من ظاهر علم وباطن حكم ، لا تفنى غرائبه ، ولا تنقضي عجائبه.
فيه مرابيع النعم ومصابيح الظلم ، لا تفتح الخيرات إلّا بمفاتيحه ، ولا تكشف الظلمات إلّا بمصابيحه ، قد أحمى حماه ، وأرعى مرعاه ، فيه شفاء المشتفي ، وكفاية المكتفي (٣).
__________________
(١) الطبري ٤ : ٤٣٦ ، والآية من الأنفال : ٢٦ ، وفي الخطبة حديثان نبويان.
(٢) شرح النهج للمعتزلي ٩ : ١٥٣.
(٣) نهج البلاغة ، الخطبة ١٥٢ ، ولم نعثر لها على مصدر سابق.