إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (١) ، فأنشدني من أبيات :
سوف نبرا ويمرضون ونجفو (٢) |
| فإن عاتبوا أقل ذا بذاكا |
كان علي بن هشام ، أهدى جاريته صرفا إلى المأمون ، وكانت بارعة (٣) الجمال ، والغناء ، وكاتبة. وأوصاها (٤) ، أن تتجسس له أخبار المأمون ليلة ، فلما انصرف سقطت منه رقعة صغيرة وفيها : (يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ) (٥). فقال المأمون : إن في هذه تحذيرا. ولم يقف على كاتبها. فلما قتل علي انكشفت القصة ، وإذا هي رقعة صرف تحذّره (٦) مما يجري عليه.
كان موسى بن عبد الملك (٧) متحاملا على نجاح بن سلمة ، سيئ الرأي به ، شديد البغض له. فلما سلّم (٨) إليه تلف على يده في المطالبة. فقال المتوكل يوما لأبي العيناء :
ما قولك في نجاح بن سلمة؟
فقال : أقول فيه ما قال الله : (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ) (٩).
فضحك المتوكل ، وتغير لموسى. وعلم موسى أنه أتي من أبي العيناء فتوعده بالقتل.
__________________
(١) القصص : ٧.
(٢) في الأصل : (وتجفوهم).
(٣) في الأصل : (صرف ... بادعة).
(٤) في الأصل : (وكاتبة وساطعة).
(٥) القصص : ٢٠.
(٦) في الأصل : (تخذود).
(٧) موسى بن عبد الملك الأصبهاني يكنى أبا عمران من أصحاب ديوان الخراج في الدولة العباسية. وكان من فضلاء الكتاب وأعاينهم ، وله ديوان رسائل. انظر : وفيات الأعيان ٢ / ١٤١. والخبر في نثر الدر ٣ / ٢٠٣ ، وزهر الآداب ١ / ٢٨٤ ، نكت الهميان : ٢٦٨.
(٨) في الأصل : (سلن).
(٩) القصص : ١٥.