جعل يطلب شربة من ماء البئر فلم يسق ، ثم أدخلوه سرباً وجصصوا عليه ، فأصبح ميتاً ، وأشهدوا عليه جماعة من الأعيان أنه مات وليس به أثر (١).
ما قاله الإمام العسكري بعد هلاك المعتز :
حينما قتل المعتز خرج توقيع من الإمام العسكري عليهالسلام يؤكد عزم المعتز على قتل الإمام عليهالسلام قبل أن يُولَد له ، وفي ذلك دلالة واضحة على اعتقاد بني العباس بأن المولود هو صاحب الزمان عليهالسلام الذي يقصم الجبّارين ويقيم دولة الحق.
عن أحمد بن محمد بن عبد الله ، قال : « خرج عن أبي محمد عليهالسلام حين قتل الزبيري : هذا جزاء من اجترأ على الله في أوليائه ، يزعم أنه يقتلني وليس لي عقب ، فكيف رأى قدرة الله فيه ؟ وولد له ولد سمّاه محمداً ... » (٢).
خامساً ـ المهتدي ( ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ه )
هو محمد بن الواثق بن المعتصم ، بويع بالخلافة في رجب سنة ٢٥٥ ه ، وقد نقل المؤرخون في ترجمته أنه كان من أحسن خلفاء بني العباس مذهباً ، وأجودهم طريقة ، وأكثرهم ورعاً وعبادة وزهادة ، وأنه اطّرح الغناء والشراب ، ومنع أصحاب السلطان من الظلم ، وكان يجلس للمظالم ، ويتقلّل في مأكوله وملبوسه (٣).
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٦ : ٢٠٠ ، الفخري في الآداب السلطانية : ٢٤٣ ، البداية والنهاية ١١ : ١٦ ، سير أعلام النبلاء ١٢ : ٥٣٣.
(٢) أصول الكافي ١ : ٣٢٩ / ٥ ـ باب الاشارة والنص إلى صاحب الدار عليهالسلام ، إكمال الدين : ٤٣٠ / ٣ ـ باب ٤٢.
(٣) راجع : تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢٨١ ، الكامل في التاريخ ٦ : ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ،