أخذ مصر ، وضمن له أخذها من غير مانع وعرفه كيف يصنع حتى ملكها وجرى منه ما جرى ، وقتل الأمراء والمماليك الجراكسة وشنق السلطان طومان باي على باب زويلة وكل ذلك بترتيبه.
وكان كثير الحيل والخداع والمكر ، وكان من دهاة العالم لا يعلم له حال ولو ذكرت مساويه كلها لطال الشرح.
آثاره بحلب :
من آثاره بحلب تربة واسعة أنشأها خارج باب المقام بالقرب من الباب وفيها قبتان كبيرتان بينهما إيوان في وسطه قبر ، وفي صحن التربة قبر الشيخ علي شاتيلا المجذوب المتوفى سنة ١٢١٢.
وفي جدار التربة الغربي من الخارج كتابة حسنة الخط بقلم جاف وهي بعد البسملة : (أنشأ هذه التربة المباركة المقر الأشرف الكريم العالي المولوي الكافلي السيفي خاير بك الأشرفي كافل المملكة الحلبية المحروسة أعز الله تعالى أنصاره بتاريخ شهر ربيع الأول عام عشرين وتسعمائة).
وهذه الكتابة البديعة بخط الشيخ أحمد بن الداية الدهان المتوفى سنة ٩٥١ الآتي ذكره.
وهذا البناء وتلك الكتابة يعدان في جملة الآثار القديمة التي بحلب ، غير أن المكان مشرف على الخراب ولا سائل عنه.
٧٢٠ ـ خليل بن سالم الحريري المتوفى سنة ٩٢٨
خليل بن سالم الشيخ الصوفي خرقة الحريري حرفة ، أحد أهل محلة جب أسد الله بحلب ويعرف بالنفّاش بالفاء.
كان له صدع في النهي عن المنكر واهتمام بترميم كثير من المساجد من ماله حتى اتهمه في الدولة الجركسية الأستادار بدفين (١) ظفر به وأراد أن يأخذ منه مالا بطريق الجور ، فصدعه بالقول وهول عليه فلم يقدر أن يصل إليه.
__________________
(١) المقصود ما يدفن مع الموتى من حلي ونقود ومجوهرات.