وقال ولده : بدأ في التفسير وشرح الكشاف ولم يكملهما ، وألف لأجلي في الفقه مختصرا في غاية القصر محتويا على ما لم تحتو عليه المطولات جعله ضوابط ومستثنيات ، فعدم منه في بعض الأسفار ، واختصر منظومة النسفي في ألف بيت مع زيادة مذهب أحمد ، ونظم ألف بيت في عشرة علوم إلى غير ذلك في الفقه والأصول والتفسير وعامة العلوم ، قال : وحاصل الأمر فيه أنه كان منفردا بالرياسة علما وعملا في بلده وعصره وغرة في جبهة دهره ، ولي قضاء حلب ودمشق والقاهرة ثم قضاء الشام كله ، وقدم حلب فقدرت وفاته بها ، وسلم له في علومه الباهرة وبحوثه النيرة الظاهرة ، وانتهى أمره إلى أن ترك التقليد بل كان يجتهد في مذهب إمامه ويخرج على أصوله وقواعده ويختار أقوالا يعمل بها ، وأثنى على جميع نظمه. وذكر أن ممن أخذ عنه العز الحاضري والبدر ابن سلامة بحلب ، وابن قاضي شهبة وابن الأذرعي بالشام ، وابن الهمام وابن التنيسي وابن السقطي وابن عبد الله بمصر ، وقرأت بخط آخرهم أنه قرأ عليه بالقاهرة حين قدمها سنة ثلاث عشرة ولزم دروسه إلى سفره من أواخر التي تليها صحبة العسكر ، وقال : إن الناصر قربه واستصحبه معه فالله أعلم بذلك كله.
ومن تصانيفه أيضا «اختصار تاريخ المؤيد» صاحب حماة مع التذييل عليه إلى زمنه على طريقة الاختصار ، و «سيرة نبوية» ، و «الرحلة القسرية بالديار المصرية».
وقد أوردت في ترجمته من «ذيل قضاة مصر» فوائد كثيرة من نظمه ونثره ومطارحات وحكايات. ومن نظمه :
أسماء عشر رسول الله بشرهم |
| بجنة الخلد عمن زانها وعمر |
سعد سعيد علي عثمان طلحة أبو |
| بكر ابن عوف ابن جراح الزبير عمر |
وقوله أيضا :
كنت بخفض العيش في رفعة |
| منتصب القامة ظلي ظليل |
فاحدودب الظهر وها أضلعي |
| تعدّ والأعين مني تسيل |
ا ه. وذكر في الكشف من مؤلفاته «أوضح الدليل» و «الأبحاث فيما يحل به المطلقة بالثلاث».