فهنّئت بالفخر السّنيّ محلّه |
| وهنّئت بالمجد الرّفيع المجدّد |
شهدت بما أوليتني من عوارف |
| وخوّلت من نعمى وأسديت من يد |
وما حزت من مجد كريم نجاره |
| وما لك من مجد ورفعة محتد |
لقد نبّأتني بالرّواح لعزّكم |
| مخايل إسعاد تروح وتغتدي (١) |
تحدّثني نفسي وإنّي لصادق |
| بأن سوف تلقى كاملا كلّ مقصد |
دليلي بهذا أنّك الماجد الذي |
| تسامى علوّا فوق كلّ ممجّد |
ليفخر أولو الفخر المنيف بأنّكم |
| لهم علم أعلى ، به الكلّ مقتدي |
إمام علوم معتلي القدر لم يزل |
| رداء المعالي والعوارف يرتدي (٢) |
وقاض إذا الأحكام أشكل أمرها |
| جلا لي (٣) برأي الحقيقة مرشدي (٤) |
إذا الحقّ أبدى نوره عند حكمه |
| رأيت له حدّ الحسام المهنّد |
وإنّ جميع الخلق في الحقّ عنده |
| سواسية ما بين دان وسيّد |
هنيّا لنا بل للقضاء وفضله |
| بقاض حليم في القضاء مسدّد |
أمات به الرحمن كلّ ضلالة |
| وأحيا بما أولاه شرعة أحمد |
وكائن تراه لا يزال ملازما |
| لأمر بعرف أو لزام بمسجد |
وما زال قدما للحقيقة حاميا |
| وللشّرعة البيضاء يهدى ويهتدي |
ويمنح أفضالا ويولي أياديا |
| وإحسانه للمعتفين بمرصد |
يقيّد أحرارا بمنطق جوده |
| فما إن يني عن مطلق أو مقيّد |
نعم إن يكن للفضل شخص فإنما |
| بشيمته الغرّاء في الفضل يبتدي |
أيا ناثرا أسنى المعارف والغنا |
| ويا طارقا يطوي السّرى كلّ فدفد |
ألا الق عصا التّسيار واعش لناره |
| تجد خير نار عندها خير موقد |
ومن مقطوعاته قوله (٥) : [الطويل]
تبرّأت من حولي إليك وأيقنت |
| برحماك آمالي فصحّ (٦) يقيني |
فلا أرهب الأيام إذ كنت ملجأي (٧) |
| وحسبي يقيني باليقين (٨) يقيني |
__________________
(١) في الأصل : «وتغتد» بدون ياء.
(٢) في الأصل : «يرتد» بدون ياء.
(٣) في الأصل : «لها» وكذا ينكسر الوزن.
(٤) في الأصل : «مرشد» بدون ياء.
(٥) البيتان في الكتيبة الكامنة (ص ٢٥٩) ونفح الطيب (ج ٨ ص ٢٤٢).
(٦) في المصدرين : «أصحّ».
(٧) في النفح : «ملجأ».
(٨) في الكتيبة : «فاليقين».