والثّالث : شيخ المجذوب ، عقبه بحوطة الزّبيديّ ، كذا في «شمس الظّهيرة» ، ولكنّه لا ذكر لهم الآن بالحوطة ، فلعلّهم تحوّلوا ، أو انقرضوا ؛ فما بالحوطة الآن نافخ نار من العلويّين.
وممّن تديّر مريمه : العلّامة السّيّد يوسف بن عابد الحسنيّ الفاسيّ (١) ، جاء في أواخر أيّام سيّدنا الشّيخ أبي بكر بن سالم وأخذ عنه ، وسكن مريمه ، وكان يتردّد بينها وبين الحزمة بمأرب ، وله في كلّ أهل.
وفي سنة (٩٩٣ ه) اقترن ببنت أحمد بن عمر بن عبد الله بن عليّ بن عمر الحارثيّ ، قال : وحضر عقد النّكاح جماعة من العلويّين ، منهم : الشّيخ أحمد بن محمّد الحبشيّ ، وجماعة من الفقراء الزّبدة أهل الرّباط (٢) ، وكثير من بني حارثة (٣).
ثمّ تزوّج على ابنة عمّ هذه كما فصّل ذلك في «رحلته» (٤).
وكان تولّى القضاء بمريمه ، وكان يزوّج الشّرائف من غير الأكفاء فلا ينكر عليه.
وجاء في «مجموع الأجداد : طه بن عمر وعليّ بن عمر» ، عن الفقيه عبد الرّحمن بن أحمد حنبل (٥) ، قال : (لمّا طلب السّلطان عبد الله الزّواج من بنت
__________________
(١) ولد السيد يوسف سنة (٩٦٥ ه) أو (٩٦٦ ه) بالمغرب ، ببلدة الفيضة بالفاء أو الغين ، من بلاد أنقاد الواقعة بين فاس وتلمسان التي فيها جبال زناته. وكان والده مات سنة (٩٧٥ ه) وهو في نحو العاشرة ، فدخل فاس واجتمع بسلطانها مولاي إسماعيل العلوي ، وبعدها هاجر وطوف كثيرا من البلدان ، وكان وصوله عينات واجتماعه بالشيخ أبي بكر في (١٢) ربيع الثاني سنة (٩٩٢ ه) ، وكانت وفاته بمريمه سنة (١٠٤٨ ه).
وله عقب كثير ؛ إذ تزوج مرارا ، وبلغ عدد زوجاته اللاتي دخل بهن بحضرموت فقط سبع زوجات من عدة نواحي.
وعرفت ذريته بآل بن يوسف ، وآل الحسني ـ بسكون السين ـ وآل مشهور.
(٢) الرباط : يقصد به رباط الشيخة سلطانة ، الآتي ذكره عقب مريمه.
(٣) وحضر هذا النكاح من الأعيان أيضا : الشيخ عبد القادر بن إبراهيم باكثير ، والشيخ عبد الله بن عمر باجمال ، والفقيه محمد بن عبد الرحمن سراج باجمال ، والشيخ نادر باحميد ، وعبد الكبير باحميد ، ومحمد بن عبد الرؤوف باحميد .. إلخ. «الرحلة» (ص ١٠٩).
(٤) وهي الرحلة التي دوّن أحداثها سنة (١٠٣٦ ه) ، وتعرف باسم «رحلة يوسف بن عابد».
(٥) آل حنبل هؤلاء من آل بارجاء ، ولهم مسجد يعرف بمسجد حنبل بسيئون ، ومنهم الشيخ الفاضل